0% found this document useful (0 votes)
5 views20 pages

ملامح من حياة المسلمين بصقلية أيام الحكم النورماني (484 587ه 1091 1194م)

Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as PDF, TXT or read online on Scribd
0% found this document useful (0 votes)
5 views20 pages

ملامح من حياة المسلمين بصقلية أيام الحكم النورماني (484 587ه 1091 1194م)

Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as PDF, TXT or read online on Scribd
You are on page 1/ 20

‫أ‬ ‫أ‬

‫حوليات جامعة الجزائر ‪ 2‬المجلد (الول) العدد(الول)‬


‫شوال ‪ -‬جوان (‪ 1442‬ه‪2021/‬م)‬
‫أ‬
‫جامعة ابو القاسم سعد هللا – الجزائر ‪– 2‬‬

‫مالمح من حياة المسلمين بصقلية‬


‫أيام الحكم النورماني‬
‫(‪587-484‬ه‪1194-1091/‬م)‬
‫‪Features of the life of Muslims in Sicily‬‬
‫‪Days of Norman rule‬‬

‫أ‪ -‬رواب بولفعة‬


‫جامعة افلو ‪ -‬األغواط‬
‫المخبر ‪ :‬التمكين االجتماعي والتنمية في البيئة الصحراوية‬
‫‪[email protected]‬‬
‫امللخص ‪ :‬تعد صقلية إحدى معابر احلضارة اإلسالمية إىل أوروبا خالل العصور الوسطى األوروبية‬
‫حيث مل يقتصر تأثريهم يف اجلزيرة بزوال حكم املسلمني ‪ ،‬بل تواصل نفوذهم يف ظل حكام‬
‫النورمان حديثي العهد باحلضارة ‪ ،‬فتواصل ازدهار احلضارة اإلسالمية يف صقلية خالل احلكم‬
‫النورماين ‪ ،‬وتأثر النورمان مبقاليد احلكم اإلسالمي‪ ،‬كما ظهر ذلك التأثري بشكل جلي يف اجملتمع‬
‫واالقتصاد النورماين باجلزيرة‪.‬‬

‫الكلمات الدالة‪ :‬صقلية‪ ،‬النورمان‪ ،‬املسلمون‪ ،‬احلضارة اإلسالمية ‪ ،‬العصور الوسطى‪.‬‬


‫‪.Abstract-.‬‬
‫‪Sicily is one of the passages of Islamic civilization to Europe during the‬‬
‫‪European Middle Ages, as their influence on the island was not limited to the demise‬‬
‫‪of Muslim rule, but rather their influence continued under the rule of the Normans‬‬
‫‪who were newly civilized, so the Islamic civilization continued to flourish in Sicily‬‬
‫‪during the Norman rule, and the Normans were influenced by the traditions of Islamic‬‬
‫‪rule. This effect was also clearly visible in the island’s Norman society and economy.‬‬
‫‪Key words:‬‬
‫‪Sicily ,Normans, Muslims, Islamiccivilization, the Middle Ages.‬‬
‫رواب بولفعة‪:‬‬

‫‪ -1‬مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬
‫خيتلف املؤرخون األوروبيون يف نظرهتم للحضارة العربية اإلسالمية وتقدير قيمتها‪ ،‬مبحاولة بعضهم‬
‫احلط من شأهنا وحىت إنكار أصالتها ‪ ،‬وما صقلية اإلسالمية ‪ ،‬إال الدليل القاطع على التطور‬
‫والتميز بني احلضارات باعتبارها مركزا هاما من مراكز االزدهار احلضاري االسالمي لفةرة ال يستهان‬
‫هبا قاربت اخلمسة قرون‪ ،‬أكثر من نصفها كان حكما عربيا إسالميا حمضا غمره النشاط الفكري‬
‫والثقايف أثناء احلكم وحىت بعد انتهائه ‪ ،‬وكأن ه صدقة جارية تنفع صاحبها يف حياته وبعد وفاته ‪،‬‬
‫كل هذا وذاك جعل اجلزيرة معربا مهما للحضارة اإلسالمية الزاهية واملشرقة على أوروبا املظلمة اليت‬
‫سادها آنذاك عصور التخلف واالحنطاط ‪.‬‬

‫إال أن الدور الفعال الذي لعبه احلكم اإلسالمي مل ينته عند هذا احلد بل تواصل حىت عندما غزا‬
‫النورمان اجلزيرة ‪ ،‬إذ حاول هؤالء إغراء املسلمني على البقاء ‪ ،‬ليس حبا فيهم و إمنا طمعا يف النيل‬
‫من عبقريتهم ومن ثقافتهم وحضارهتم ‪.‬‬

‫وتطرح هذه الورقة إشكالية الثراث احلضاري للمسلمني بصقلية أيام النورمان‪.‬‬

‫‪ -1‬نبذة تاريخية عن جزيرة صقلية ‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫لقد عرفت جزيرة صقلية على أهنا فريدة الزمان فضال وحماسنا ووحيدة البلدان طيبا ومساكن‬
‫عليها اجلبال‬ ‫وهي كما يذكرها ابن حوقل "أهنا جزيرة طواها سبعة أيام يف أربعة أيام والاال‬
‫والقالع واحلصون"‪.2‬‬

‫ولقد دخلها املتجولون من سائر األقطار واملةرددون بني املدن واألمصار وكلهم أمجعوا على‬
‫تفضيلها‪ ،‬وشرف مقدارها و أ عجبوا بزاهر حسنها ونطقوا بفضائل ما هبا‪ ،‬وحتتوي صقليه مدنا‬
‫كانت رمز شرفها وحماسنها وهي‪ :‬مدينة "بالرمو" وهي املدينة السنية العظمى واحمللة البهية الكربى‬
‫واملنرب األعظم األعلى على بالد الدنيا وإ ليها يف املفاخرة النهاية القصوى ذات احملاسن الشرائف‬
‫ودار امللك يف الزمان املؤتنف والسالف منها‪ ،‬ومنها كانت األساطيل تادو للازو وتروح‪ ،‬وهي‬
‫ساحل البحر يف اجلان الاريب‪ ،‬واجلبال الشواهق العظام وهي على قسمني‪:‬‬

‫أ‬
‫حوليات جامعة الجزائر‪-2-‬مجلة علمية اكاديمية دولية‬

‫‪-74-‬‬
‫رواب بولفعة‪:‬‬

‫فالقصر‪ :‬هو القصر العظيم (القدمي) املشهور فخره يف كل بلد وإقليم‪ ،‬وأما الربض ‪ :‬فمدينة‬
‫أ خرى حتدق باملدينة من مجيع جهاهتا وهبا املدينة القدمية املسماة باخلالصة اليت هبا كان سكن‬
‫السلطان واخلاصة يف أيام املسلمني و باب البحر ودار الصناعة ‪.3‬‬

‫ومن بني الرحالة الذين سحرهتم "بالرمو" ومجااها‪ ،‬نذكر الرحالة الارناطي ابن جبري الذي زارها يف‬
‫(‪580‬ه‪1185 /‬م) فبهرته وقد ترك لنا يف رحلته وصفا دقيقا يف صقلية و"بالرمو" والقصر امللكي وقد‬
‫يف وصف عاصمة النورمانديني وامللك النورماين‪. 4‬‬ ‫أطن‬

‫ومرت صقلية عرب تارخيها الطويل بشعوب سكنت أراضيها منها ‪ :‬الفينيقيون و اإلغريق و الرومان‬
‫واملسلمني وصوال إىل النورمان‪.5‬‬

‫‪ -2‬الفتح اإلسالمي لجزيرة صقلية‪:‬‬

‫يعترب الفتح العريب لصقلية امتدادا للموجة اإل سالمية يف اندفاعها األول الذي كان من نتائجه ‪:‬‬
‫فتح العراق وسوريا ومصر ومشال إفريقيا واألندلس ‪ ،‬وقد قام املسلمون ببضع غزوات‪ ،‬ومل تثبت اهم‬
‫يف اجلزيرة ‪6‬وكان أول إتصال للمسلمني بصقلية منذ سنة(‪109‬ه‪728/‬م) فقد غزا بشر بن صفوان‬
‫عامل إفريقية جزيرة صقلية فانم شيئا كثريا وحقق مكاس معتربة مث رجع اىل القريوان ويف سنة‬
‫(‪113‬ه‪733/‬م) غزا املستنري ابن احلارث و أقام هناك حىت هجم عليه الشتاء فرجع فارق من معه و‬
‫سلم هو فعوق على ذلك ‪.7‬‬

‫ويف سنة(‪116‬ه‪736/‬م) سري ابن احلبحاب جيشا إىل صقلية فلقيتهم مراك الروم فاقتتلوا قتاال‬
‫شديدا فاهنزمت الروم وقد أسروا مجاعة من املسلمني ‪.8‬‬

‫ويف سنة ‪ 122‬ه سار حبي ابن أيب عبيدة ابن عقبة غازيا اىل صقلية و ملا نزل ظفر ظفرا‬
‫بأرضها ووجه ابنه عبد الرمحان ابن حبي على اخليل فلم يلقه أحد إال هزمه حىت نزل مدينة‬
‫"سرقوسة" وهي من أعظم مدن صقلية فقاتلوه فهزمهم وحاصرهم فصاحلوه على اجلزية وعاد إىل‬
‫أبيه وعزم حبي على املقام بصقلية إىل أن يستويل عليها مجيعا فاستدعاه ابن احلبحاب إىل‬
‫إفريقية‪.9‬‬
‫أ‬
‫حوليات جامعة الجزائر‪-2-‬مجلة علمية اكاديمية دولية‬

‫‪-75-‬‬
‫رواب بولفعة‪:‬‬

‫ويف سنة(‪126‬ه‪744/‬م) سري عبد الرمحان ابن حبي جيشا اىل صقلية فانم غنيمة كبرية ‪ ،10‬ويف‬
‫جيشا اىل صقلية و غنم وسبأ و ظفر مبا مل يظفر به‬ ‫سنة(‪163‬ه‪754/‬م) غزا عبد اهلل ابن حبي‬
‫‪11‬‬
‫أحد‪ ،‬فأمن صقلية ورجع فعمر الروم صقلية من مجيع اجلهات وعمروا فيها احلصون واملعاقل ‪.‬‬

‫‪ -3‬وفد من صقلية يدعو المسلمين الحتالل صقلية ‪:‬‬

‫لقد كانت االضطهادات يف عهد البيزنطيني كثرية وخلفت ضحايا عديدة من أهل صقلية وقام‬
‫هؤالء مبحاوالت استقالل كان آخرها حماولة ( فيمي ) الذي قام بثورة فأخفق وعند إخفاقه جلأ إىل‬
‫املسلمني وباملناسبة كانت هناك هدنة بني الطرفني مل تنتفض مدهتا‪ ،‬فجمع زيادة اهلل وجوه أهل‬
‫القريوان و أعياهنا فلما استشارهم اختلفوا بني الةريث االعتدال و التطرف املتحمس‪ ،‬ولكن كيف‬
‫يفيت الفقهاء بنقض ااهدنة ‪ ،‬فقال أحدهم ‪ :‬بالرسل هادناهم وبالرسل جنعلهم ناقضني وحلت‬
‫العقدة‪ ،‬وحتلل زيادة اهلل من ااهدنة حني أقر الرسل بوجود األسرى من املسلمني يف صقلية فأذن‬
‫زيادة اهلل يف الازو و عهد بالقيادة اىل أسد و أقلع األسطول من مدينة سوسة يوم السبت ‪ 13‬من‬
‫شهر ربيع األول سنة ‪ 212‬ه ‪ 10 /‬جوان ‪ 824‬م ‪.12‬‬

‫وهبذا حكم املسلمون صقلية فاحتني ممدنني مدة ‪ 233‬سنة‪ ،‬أي من سنة ‪ 217‬ه اىل ‪ 450‬ه‬
‫ومن سنة ‪ 833‬م اىل ‪ 1056‬م‪.13‬‬

‫‪ -4‬صقلية في ظل الخالفة االسالمية ‪:‬‬

‫لقد شهدت صقلية يف الفةرة املمتدة من عام ‪ 212‬ه ‪ 464 /‬ه ومن ‪ 819‬م ‪ 1071/‬م حكما‬
‫عربيا إسالميا‪ ،‬ومن الواقع أن احلكم اإلسالمي بصقلية مر مبرحلتني ‪:‬‬

‫‪ -‬املرحلة األوىل ‪ :‬هي اليت حكم فيها صقلية والة أغالبة ‪ ،‬حكام إفريقية وامتدت هذه الفةرة من بداية‬
‫الفتح االسالمي لصقلية عام(‪297-212‬ه‪910-825/‬م)ومتيزت باستقرار املسلمني يف اجلزيرة ‪،‬‬
‫واتصفت حبرهبا املستمرة من جان املسلمني واحلامية البيزنطيـ ـ ـ ـ ـ ـة وأهل صقلية يف خمتلف أحنائها‪،‬‬
‫وواجه فيها األغالبة ببسالة هجمات األسطول البيزنطي إذن هذه الفةرة هي فةرة حرب سجال بني‬

‫أ‬
‫حوليات جامعة الجزائر‪-2-‬مجلة علمية اكاديمية دولية‬

‫‪-76-‬‬
‫رواب بولفعة‪:‬‬

‫وأهل صقلية واجليوش البيزنطية من جان آخر ومل‬ ‫الفريقني ‪ ،‬فريق املسلمني الفاحتني من جان‬
‫يعرف ااهدوء واالستقرار مكانا له يف هذه الفةرة ‪.14‬‬
‫‪ -‬أما املرحلة الثانية ‪ :‬فهي فةرة حكم الفاطميني من عام ‪ 297‬ه اىل ‪ 467‬ه ومن ‪ 901‬م إىل‬
‫‪ 1071‬م‪ ،‬ولقد اتصفت هذه الفةرة بعدة مميزات وهي ‪:‬‬
‫‪ ‬فقدان صقلية للكثري من قوهتا بعد انتقال قاعدة اخلالفة الفاطمية من القريوان اىل القاهرة حيث‬
‫اشتدت التفرقة بني املسلمني بعضهم البعض خاصة بني كل من العرب والرببر مما أدى إىل إضعاف‬
‫قوة املسلمني داخل صقلية ‪.‬‬
‫‪ ‬تدخل البيزنطيني يف أمور صقلية منتهزين ضعفها وتطلعوا حنو االستيالء عليها و إعادهتا إىل‬
‫حظريهتم‬
‫‪ ‬انشاال اخللفاء الفاطميني بأمر الشرف كان له أثره يف جعلهم ال يولون أدىن اهتمام لشمال إفريقيا‬
‫وصقلية‪ ،‬وبالتايل إ ضعاف النفوذ الفاطمي باجلزيرة وهذا ما أدى اىل فتور العالقات بني الوالة‬
‫الكلبيني بصقلية وبني مقر اخلالفة الفاطمية بالقاهرة ‪ ،‬وبذلك ملا أحدق اخلطر البيزنطي بصقلية‬
‫طلبت هذه األخرية العون بين زيري حكام إفريقية بالقاهرة واملستقلني عن نفوذ الفاطميني ‪.15‬‬
‫‪ -5‬الغزو النورماني لصقلية ‪:‬‬
‫تعترب الظروف اليت كانت تشهدها جنوب إيطاليا يف القرن احلادي عشر من عدم استقرار‬
‫وفوضى من العوامل املساعدة على امتداد النورمان اها‪.‬‬
‫وكان أول ظهور اهم أثناء عودة أربعني حاجا نورمانيا من أداء فريضة احلج ببيت املقدس واشةراكهم‬
‫مع "ميليس" أحد مواطين مدينة "باري" يف االنتصار على القوات البيزنطية انتصارا كبريا أكسبهم‬
‫شهرة فائقة يف إيطاليا كجند حماربني ‪.16‬‬
‫مما دفع "ميليس" و أعوانه إىل دعوة هؤالء النورمان لإلقامة معهم يف جنوب إيطاليا غري أهنم اعتذروا‬
‫عن ذلك ووعدوا بإرسال بعض أقراهنم ممن اشتهروا أيضا بالبسالة ‪ ،‬كما أهنم رفضوا أخذ ما عر‬
‫عليهم من مكافأة نظري ما قاموا به وذلك ألهنم فعلوا مافعلوه حمبة هلل ال غري‪ ،‬واكتفوا بأخذ بعض‬
‫ااهدايا من منتجات إيطاليا ‪.‬‬
‫ويشري "جيبون" أن الدافع وراء هجرات النورمان هو االجتياح بالنسبة للفقراء و األمل والطموح‬
‫بالنسبة لألغنياء ‪ ،‬وسرعان ما أسس النورمان مدينة "أفرسا" عام ‪420‬ه‪ 1030 /‬م بعد أن‬
‫أ‬
‫حوليات جامعة الجزائر‪-2-‬مجلة علمية اكاديمية دولية‬

‫‪-77-‬‬
‫رواب بولفعة‪:‬‬

‫منحها "دوق نابويل لدانولف" زعيم النورمان ’ وازدادت عملية هجرة النورمان من ناحية وازداد‬
‫سلبهم وهنبهم من جهة ثانية ‪.‬‬
‫لتنتقل الزعامة من "روبرت جويسكارد" سليل أسرة "هوتفيل" وبىن لنفسه دولة قوية يف‬
‫"ابولياوكالربيا"‪ ،‬على حساب أمراء إيطاليني ‪ ،‬ومل تلبث البابوية أن اعةرفت به ‪ 451‬ه ‪ 1051 /‬م‬
‫حىت ظهر أخوه روجر األول الذي كان على جان كبري من الكفاية احلربية‪ ،‬وأقام دولة يف‬
‫"قلورية"‪ ،‬ومن جنوب إيطاليا تطلع "روجر" األول إ ىل صقلية وذلك ملوقعها اجلارايف ااهام يف حو‬
‫املتوسط الاريب‪ ،‬لتبارك البابوية استيالء النورمان على صقلية ‪.‬‬
‫وسرعان ماجاءت الفرصة "لروجر" ليازو صقلية من داخلها مع العلم أن رحيل الفاطميني للقاهرة‬
‫واختاذها عاصمة اهم جعل العالقات تقل بعض الشيء بني والة صقلية و الفاطميني ‪ ،‬ليحدث‬
‫بعد ذلك انقسام حكام صقلية من األسرة الكلبية على أنفسهم ونش صراع بني قادهتم و أدى‬
‫ذلك اىل ارمتائهم يف أحضان "روجر" النورماين حاكم "قلورية"‪.17‬‬
‫وكانت حتيط بصقلية جمموعة من االضطرابات منها عزم جعفر ابن أمري صقلية أبو الفتوح على‬
‫تطهري صقلية من كافة الرببر و العبيد وغريهم ‪ ،‬إذن معىن هذا أنه كان الضطراب األمور ببالد‬
‫صقلية والصراع الذي وقع بني حكامها نتائج خطرية على تاريخ صقلية‪ ،‬تسب يف استقدام النورمان‬
‫حبيث ذه ابن الثمنة كما يذكر ابن األثري اىل روجر الذي كان يقيم مبدينة مالطة غري أن هذا‬
‫األخري خشي من كثرة اجلند املسلمني هبا لكن ابن الثمنة طمأن "روجر" بأن املسلمني ال يرفضون‬
‫له أمرا أو خيالفوه‪ ،‬فسار روجر جبيوشه متجها صوب صقلية والواقع أن "روجر" كان يتطلع كما‬
‫ذكرنا سابقا إ ىل غزو صقلية دون تسهيل من طرف ابن الثمنة‪ ،‬فقد كان تواقا ألن تكون صقلية‬
‫ميدانا للعمل والشهرة الزائاة‪ ،‬ضف إىل ذلك تشجيع البابوية له‪ ،‬ومل يلبث "روجر" أن اجته إىل‬
‫صقلية هو وابن الثمنة فلم يلقوا من يدافعهم فاستولوا على مامروا به يف طريقهم مث قصد قصريانة‬
‫وحاصرها كما أنزل هزمية بابن احلواس‪ ،‬فطل أهل صقلية املساعدة من املعز ابن باديس وأرسل اهم‬
‫أ سطول حطمته أمواج البحر أثناء ذهابه‪ ،‬مما أتاح فرصة للنورمان لالستيالء على مدن صقلية مث‬
‫تويف املعز وخلفه متيم ابنه الذي بعث أسطوال لصقلية سنة ‪461‬ه ‪ 1068 /‬م ولكن احلقد بني‬
‫ابن احلواس وجيش إفريقية أدى إىل رجوع األسطول ‪.18‬‬

‫أ‬
‫حوليات جامعة الجزائر‪-2-‬مجلة علمية اكاديمية دولية‬

‫‪-78-‬‬
‫رواب بولفعة‪:‬‬

‫واستوىل النورمان بذلك على اجلزيرة ماعدا "قصريانة" و"جرجنت" فحاصرمها النورمان ليستسلم أهل‬
‫"جرجنت" عام ‪481‬ه ‪ 1088/‬م بينما استسلمت قصريانة عام ‪ 484‬ه ‪ 1091 /‬م وبذلك‬
‫ملك النورمان مجيع اجلزيرة ‪.19‬‬
‫وانتهى حكم األمراء الكلبيني الذين حكموا صقلية نوابا عن اخللفاء الفاطميني ومن مث صارت‬
‫صقلية إمارة نورمانية حيكمها "روجر" باسم أخيه "روبرت جيسكارد" وكان ذلك سنة ‪ 484‬ه ‪/‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ 1091‬م‬
‫إال أن نفوذ املسلمني بقي عظيما قويا يف اجلزيرة بعد أن تقلص سلطاهنم عنه فكانوا طيلة عهد‬
‫النورمان هم الذين يديرون امللك ويدبرون شؤون السياسة ويعمرون قصور األمراء ودور العلم‬
‫ويشيدون املعامل واملعاهد‪ ،‬فكانوا يومئذ يشةركون يف حكم اجلزيرة اشةراكا فعليا حىت أنه ليكاد يتقرر‬
‫بأنه أزهى و أزهر عصور املسلمني يف صقلية إمنا هو العصر الذي عملوا فيه يف بالط األمراء‬
‫الشماليون‪ ،‬حيث كانوا حديثي عهد باملدينة فاتبعوا سرية ملوك املسلمني فلبسوا لباسهم وحتلوا‬
‫بأخالقهم وسكنوا مساكنهم واستعملوا يف دواوينهم لاتهم العربية فكانت الدولة يومئذ نورمانية‬
‫إسالمية ودامت على هذه احلالة مدة ‪ 139‬عاما إىل أن طاى سلطان التعص الديين يف اجلزيرة‬
‫فأخرج اإلمرباطور "فريديريك" األملاين املسلمني من اجلزيرة و أنزاهم بالسواحل اإلفريقية وبقيت منهم‬
‫بقايا بالبالد تنصرت أو ماتت مها وكمدا‪.21‬‬
‫‪ /6‬الحياة السياسية ‪:‬‬

‫حكم النورمان صقلية قرنا من الزمن ( ‪ 1091‬م – ‪ 1194‬م )‪ ،‬وملا كانوا قلة وحديثي العهد‬
‫باحلضارة ‪ .22‬فإهن م اعتمدوا على العرب واملسلمني يف االدارة ويف الدواوين واجليش والبالط امللكي‪،‬‬
‫ويف كافة أعمال البناء والتشييد‪ ،‬ويتجلى ذلك ‪:‬‬

‫‪ 1-6‬التنظيم االداري ‪:‬‬

‫وقد توضحت الصباة اإل سالمية يف حياة البالط النورماين نفسه خاصة يف عهد امللك "رجار"‬
‫الثاين (‪505‬ه‪549-‬ه‪1111/‬م‪1154-‬م) ‪ ،‬والذي كان بالطه مبثابة ملتقى للشمال واجلنوب‬
‫والشرق والارب‪ ،‬كما كانت أهبة مراسم بالطه على النمط العريب وكالسالطني املسلمني وكان من‬
‫بني رجال بالطه اجلان الياور واحلاج والسالحيواجلامدار‪ ،23‬كالفاطميني يف مصر والعباسيني يف‬
‫أ‬
‫حوليات جامعة الجزائر‪-2-‬مجلة علمية اكاديمية دولية‬

‫‪-79-‬‬
‫رواب بولفعة‪:‬‬

‫باداد‪ ،‬وكان لنورمان صقلية يف قصورهم فتيان على إتصال وثيق ومباشر بامللك النورماين‪ ،‬وقد إختذ‬
‫ثالثة من ملوك النورمان يف صقلية ألقاب عربية ‪" :‬فرجار" الثاين مسى نفسه ( املعتز باهلل )‪ ،‬ومحل‬
‫"وليام" األول لق ( احلاكم بأمر اهلل )‪ ،‬ومحل "وليام" الثاين لق ( املستعز باهلل )‪ ،‬وظهرت هذه‬
‫األلقاب على سكنهم و يف نقوشهم ‪. 24‬‬

‫وإختذت الدولة النورمانية ثالثة أنواع من الدواوين اإلسالمية هي ‪:‬‬

‫أ‪ /‬ديوان المظالم ‪:‬‬

‫اقتبسه "روجار" الثاين عن املسلمني وكان املظلومون يرفعون اليه شكواهم فينصفهم ولو من ولده‬
‫‪ ،25‬وجيمع غالبية املؤرخني على حتريه الدقة يف تطبيق العدالة ‪.‬‬

‫ب‪ /‬ديوان الطراز ‪:‬‬

‫والقائمون عليه يطرزون بالذه يف دار خصصت لصنع املالبس امللكية‪ ،‬والتقى ابن جبري واحد‬
‫يف طراز امللك ‪ " ،26‬وال ننسى‬ ‫من أولئك الطرزاين وهو حيي ابن فتيان الطراز وهو يطرز الذه‬
‫تلك املصانع الرفيعة حيث تازل قطع احلرير خيوطا ذات ألوان كثرية وهتيأ لنسج اشياء متنوعة "‪،27‬‬
‫ومما تبقى من عمل هذا الديوان عباءة صنعت سنة ‪ 528‬ه‪1134/‬م للملك "روجار" الثاين‪،‬‬
‫إسالمية املناظر والزخرفة‪ ،‬ففي نصفها خنلة على جانبها أسدان منقضان على مجلني وعلى حاشيتها‬
‫كتابة بالعربية جاء فيها ‪ " :‬مما عمل باحلضرة امللكية املعمورة بالسعد واإلجالل‪ ،‬واجملد والكمال‪،‬‬
‫والطول واالفضال‪ ،‬و القبول واإل قبال‪ ،‬والسماحة واجلمال‪ ،‬والفخر واجلمال‪ ،‬وبلوغ األماين واآلمال‪،‬‬
‫وطي األيام و الليايل بالزوال وال انتقال‪ ،‬بالعز والرعاية‪ ،‬واحلفظ واحلماية‪،‬والسعد والسالمة‪،‬‬
‫والنصر والكفاية‪ ،‬مبدينة صقلية سنة مثان وعشرين ومخسمائة ‪.28‬‬

‫ج‪ /‬ديوان التحقيق المعمور ‪:‬‬

‫وهو الديوان الذي يعين بشؤون األر والرقيق املرفق هبا وكل ذلك مقيد يف دفاتر ‪de flariti‬‬
‫وهي سجالت تبني اإلقطاعات وإتساعها وعدد األرقاء فيها ويسمى هذا الديوان بالالتينية‬

‫أ‬
‫حوليات جامعة الجزائر‪-2-‬مجلة علمية اكاديمية دولية‬

‫‪-80-‬‬
‫رواب بولفعة‪:‬‬

‫‪ dohanna-secritio‬ويري العديد من الباحثني أنه تقليد للنظم الفاطمية‪ .29‬وللديوان رئيس‬


‫أو صاح ودونه طبقة من الكتاب وكتبت العديد من هذه الوثائق باللاة العربية ‪.30‬‬

‫ويف عهود ملوك النورمان الثالثة األوائل ظلت العملة الفاطمية ( الرباعي ) أي ربع الدينار متداولة‬
‫وأثرت يف ضرب العملة النورمانية املقابلة اها املسماة بالطري ‪ tari‬الذي يشبه الرباعي يف شكله وله‬
‫نفس القيمة ‪.31‬‬

‫‪ -2‬التنظيم العسكري‪:‬‬

‫وأثناء حكم "رجار" الثاين استمر يف سياسة االستفادة من املسلمني يف اجليش إىل أبعد حد وأثناء‬
‫معظم فةرة حكمه‪ ،‬وكان تنصري اجلنود املسلمني عمال ال يلقى التشجيع‪ ،‬إذ أهنم كانوا أكثر نفعا‬
‫كمسلمني يف حروبه يف إيطاليا‪ ،‬وكان اجلنود املسلمني ال يزالون حيتفظون بشيء من نظام اجلند‬
‫العريب وتشكيله‪ ،‬وكان منهم املشاة والرماة من على ظهور اخليل‪.‬‬

‫وظل التأثري العريب قويا يف البالط يف عهدي "وليام" األول و"وليام" الثاين فقد كان حييط بوليام‬
‫األول حرس من فرس النورمان‪ ،‬فضال عن السود حتت إمرأة أحد املسلمني‪ ،‬وكان يف اجليش نفس‬
‫املزيج‪ :‬فرسان نورمان وجنود مسلمني بأزيائهم الزاهية‪ .‬ويعد لق (أمري) أو أمرياتوس‪amiratus‬‬
‫لقبا أنعم به حىت "روبرت جيسكار" على عدد من ضباطه‪ ،‬ويف مملكة صقلية النورمانية كان الذي‬
‫‪32‬‬
‫يتقلد أعلى املناص يف الدولة مايزال حيمل اللق العريب (أمري األمراء) ‪.‬‬

‫ويف أيام حكم "روجار" الثاين كانت وظيفة (أمري البحر) أعلى وظيفة يف الدولة وأول من تقلد‬
‫وظيفة األمريالية مل يكن نورماين بل كان عربيا‪ ،‬وهو عبد الرمحان النصراين وامسه اليوناين الكاثوليكي‬
‫هو (كريسودولوس) الذي كان قائدا للقوات البحرية والربية‪ ،‬ورفع "روجار" الثاين من شأنه وعينه‬
‫‪33‬‬
‫أيضا قاضيا للقضاء مث وصل إىل درجة كبري األشراف ‪. protonobilissimus‬‬

‫وهبذا فقد كانت حضارة العرب يف صقلية يف الفةرة النورمانية زاهرة بإدراك روجر وحلفاؤه أفضلية‬
‫اتباع النيب فانتحلوا نظمهم ومشلوهم برعايتهم‪ ،‬ومتتعت صقلية برخاء دام إىل أن قبض ملوك من‬
‫‪34‬‬
‫السوآب * على زمامها يف سنة ‪1194‬م فأجلوا العرب منها ‪.‬‬
‫أ‬
‫حوليات جامعة الجزائر‪-2-‬مجلة علمية اكاديمية دولية‬

‫‪-81-‬‬
‫رواب بولفعة‪:‬‬

‫‪ -7‬احلياة االجتماعية‪:‬‬

‫لقد احتوت صقلية جمموعة من السكان مبا يف ذلك اليونان‪ ،‬والرومان وكذلك بقايا من القوط‬
‫الشرقيني‪ ،‬ضف إ ىل ذلك املسلمني بطرفيهم العرب والرببر‪ ،‬وكان لكل طائفة لاة خاصة مما يستلزم‬
‫بالضرورة أن يكون اها شريعة وقانون خاص مبا يف ذلك العادات والتقاليد‪.35 .‬‬

‫ومن بني هؤالء كان للمسلمني الدور الكبري حيث تأثر النورمان هبم لدرجة تبنيهم إن صح القول‬
‫لعاداهتم وتقاليدهم وظهورهم وكأهنم مملكة شرقية‪ ،‬وكان أحسن دليل على ذلك أنه بعد وفاة‬
‫‪36‬‬
‫"روجر" األول‪ ،‬أنشئت مدينة جديدة زاهية ظاهرة ميكننا أن ندعوها املدينة اجلديدة اإلسالمية ‪.‬‬

‫أ‪/‬العمران‪:‬‬

‫عند فقدان املسلمون سلطتهم السياسية بأراضي صقلية وضعف عصبيتهم يف احلكم وممارسة‬
‫رئاسة الدولة‪ ،‬وفقداهنم جلميع األسباب اليت كانت حتول بينهم يف منازعاهتم الداخلية‪ ،‬آخر أيام‬
‫ملكهم‪ ،‬إال أهنم استمروا على نشر الرسالة العلمية الفنية املدنية الرائعة‪ ،‬إذن لقد أقبل هؤالء على‬
‫نشر العلوم والفنون واآلداب وطبعا كان ذلك حتت سلطة النورمان وكذا إنشاء املباين اجلليلة‬
‫‪37‬‬
‫الضخمة والقصور البديعة وحىت الكنائس والكاتدرائيات مما التزال قائمة حلد اآلن‪.‬‬

‫كما يوجد أيضا يف صقلية نفوذ هندسة عربية وتتجلى من خالل القصور وكنائس النورمانيني‬
‫أمثال‪ :‬قصور القبة‪ ،‬العزيزة‪ ،‬القبوالء أو كاتدرائيات "بالرمو"‪،‬ومن بني هذه القصور‪ :‬قصر العزيزة‬
‫الذي يدعوه األوروبيون الزيزا‪ laziza‬وقد شيده ليتخذ منه مقرا للحكم وللملكة والسلطة اخلاصة‬
‫بامللك "وليام" األول فيما بني سنيت ( ‪549‬ه‪561-‬ه‪1154 /‬م‪1166-‬م) بواسطة مهندسني‬
‫وبنائني ونقاشني مسلمني فكان القصر آية من آيات الفن املعماري اإلسالمي‪.‬‬

‫أما قصر القبة وهو على شاكلة قصر العزيز‪ ،‬أمت صنعه البناؤون املسلمون حوايل سنة‪576‬ه‪/‬‬
‫‪1180‬م وقد حتطم أكثره ومل تبق إال بعض جدرانه وقاعاته قائمة تذكر األيام مبا سلف اها من جمد‪.‬‬

‫أ‬
‫حوليات جامعة الجزائر‪-2-‬مجلة علمية اكاديمية دولية‬

‫‪-82-‬‬
‫رواب بولفعة‪:‬‬

‫وأيضا هناك قصر يدعى امللوكي فقد أنشأه املسلمون فاختذوه مقرا للحكم واإلمارة‪ ،‬مث استقر به‬
‫ملوك النورمان بعد ذلك‪ ،‬فزادوا يف مساحته وأضافوا إليه بواسطة البنائني املسلمني أقساما أخرى وال‬
‫يزال قائما حىت اآلن‪.‬‬

‫كما أقام النورمان يف هذه القالع‪ ،‬القصور على الطراز العريب اإلسالمي حتيط هبا احلدائق الاناء‬
‫حيث تتدفق الينابيع الصناعية كما زخرفوا هذه القصور بالزخارف العربية واملياه املتفجرة من أعلى‬
‫الكهوف واألقواس املدببة ومل يةرددوا يف تسميتها بأمساء عربية‪،‬حيث جند على هذه القصور عبارات‬
‫مثل‪" :‬باسم اهلل الرمحان الرحيم‪ ،‬قف ساكنا وتأمل عمال عظيما شاخما"‪.38‬‬

‫هذا يعين أنه كان جتانس كبري شكله الفن ااهندسي املعماري البيزنطي والعريب والروماين والنورماين‬
‫‪39‬‬
‫فشكل لنا الفن النورماين الصقلي وهو زبدة أربع مدنيات‪.‬‬

‫كذلك احتوت صقلية أسواق وبداخل هذه األسواق كان يوجد محامات و هاته احلمامات جمهزة‬
‫منها هو جل التجار األجان إليها‪ ،‬وكذلك توفري اهم وسائل‬ ‫جبهاز عريب إسالمي‪ ،‬كان الار‬
‫الراحة لكل ال ينقطع هؤالء عن اجمليء إذن قصد املداولة ‪.40.‬‬

‫وكذلك لدينا من بني األنظمة واملنشآت االجتماعية هناك ما يسمى "البيمارستانات" هذه‬
‫األخرية شاهدها ال رحالة ابن جبريأثناء رحلته وبالضبط يف طريقه من مدينة ثرمة على "بالرمو" حيث‬
‫يقول‪...":‬وأبصرنا للنصارى يف هذه الطريق كنائس معدة ملرضى النصارى واهم يف مدهنم مثل ذلك‬
‫فعجبنا من اعتنائهم هبذا القدر‪.41 "...‬‬

‫وبالتايل هذا ما يدل لنا داللة واضحة على مدى تأثر النورمان يف صقلية بالنظم االجتماعية‬
‫واإلسالمية ‪.‬‬

‫‪ /2‬اللباس ‪:‬‬

‫يعترب الزي الذي ارتداه أو تزين به ملوك النورمان بصقلية كان يف جممله زي مطرز بكتابات عربية‬
‫‪42‬‬
‫وهو من صنع ديوان الطراز الذي نقل هو اآلخر من البلدان االسالمية ‪.‬‬

‫أ‬
‫حوليات جامعة الجزائر‪-2-‬مجلة علمية اكاديمية دولية‬

‫‪-83-‬‬
‫رواب بولفعة‪:‬‬

‫ومل ينحاز احلكام النورمان لوحدهم بالزي االسالمي‪ ،‬وامنا ارتدى نفس الزي بقية األتباع واحلاشية‬
‫وخري دليل على ذلك أ ن ابن جبري يف رحلته ذكر لنا ذلك من خالل قوله ‪ ... " :‬وزي النصرانيات‬
‫يف هذه املدينة زي نساء املسلمات ملتحفات منتقبات‪ ،‬يلبسن ثياب احلرير املذه والتحفن‬
‫باللحف الرائعة وانتقنب بالنق امللونة وانتعلن األخفاف املذهبة و هكذا برزن يف الكنيسة جبميع‬
‫زينة املسلمني من التحلي والتخص والتعطر ‪ ،43"...‬من املالحظ من كالم ابن جبري أن‬
‫النصرانيات مل يأخذوا اللباس وإمنا حىت طريقة ارتدائه ضف إىل ذلك طريقة التحلي والعطر نقله‬
‫‪44‬‬
‫النورمان عن املسلمني ‪.‬‬

‫ومن مثال ذلك امللك "روجر" الثاين‪ ،‬كان متأثر باللباس اإلسالمي كونه ارتدى لباس عريب‬
‫وجياهر حببه لألخالق اإلسالمية ومن بني ثيابه معطفه الشهري املوجود يف متحف "نورنربغ" بالنمسا‪،‬‬
‫وهذا األخري كان مصنوع من قماش أرجواين رمست عليه شجرة خنيل حتمل مثار ذهبية المعة و على‬
‫كل جانبها صورة أسد يضرب مبخالبه مجال كبريا وأر املعركة محراء ذهبية وقد زين الرسم خبطوط‬
‫‪45‬‬
‫وأشكال زخرفية ‪.‬‬

‫وكت ناسج الذه على حافة املعطف مكان إمتامه لعمله الفين هذا وزمانه " مبصنع امللك مقر‬
‫الشرف واحلظ السعيد‪ ،‬مقر اخلري والكمال‪ ،‬مقر اجلرارة واجملد "‪ ،‬زد على ذلك الكتابة على املعطف‬
‫كانت باللاة العربية‪ ،‬ومن نسجه هو عريب وكما أنه أرخ عمله بالتاريخ ااهجري‪.46‬‬

‫ويذكر أيضا املقريزي يف خططه حيث أنه وجد ملعدة بنت املعز يف مجلة ما وجد يف خزائنها ثالثون‬
‫ألف شقة صقلية‪ ،47‬ويقول املقدسي ‪ :‬ومن صقلية حتمل الثياب املقصورة اجلديدة‪. 48‬‬

‫‪ – 3‬العادات والتقاليد ‪:‬‬

‫لقد كان النورمان أ سبق من غريهم إىل اقتباس العادات والتقاليد والثقافة اإلسالمية إذ تقول‬
‫الكاتبة األملانية "زياريدهونكيه" يف ذلك ‪ " :‬وقد أسرع هؤالء احلكام وغريهم من سكان صقلية‬
‫املسيحيني يف التحلل من التقاليد املسيحية‪ ،‬حىت الطقوس الكنيسية وشعروا بالسيادة عندما ساروا‬
‫يف طريق األمراء العرب "‪،‬ووصل اقتباس النورمان لعادات وتقاليد املسلمني أن أصبحت معةرف هبا‪،‬‬

‫أ‬
‫حوليات جامعة الجزائر‪-2-‬مجلة علمية اكاديمية دولية‬

‫‪-84-‬‬
‫رواب بولفعة‪:‬‬

‫حىت أنه يف وفاة أحد أبناء ملك حكمهم رثاه شعراء عرب حبسنه ونشاطه وحىت ذكائه وأصبح‬
‫النورمان فيمابعد يستعملون الرثاء ‪.‬‬

‫ومن العادات أيضا اليت توارثت فيما بعد جند مثال يف موت هذا األخري أن هناك سيدات‬
‫عربيات من كرائم األسر يندبنه ويبكينه‪ ،‬كما ارتدين رداء احلزن‪ ،‬وتركن شعورهن ووقفن أمام القصور‬
‫يولون ويلطمن على وجوههن‪ ،‬ووصل هبم األمر أن اخلادمات كن جيرين يف الشوارع نائحات‬
‫‪49‬‬
‫مولوالت نادبات قارعات الطرق ‪.‬‬

‫ومن مثال الشعر أو الرثاء الذي رثاه أبو الصلت امية ابن عبد العزيز يف أبيات منها ‪:‬‬

‫شجون وماذابت قلوب وأبدان ‪.50‬‬ ‫بكاء وماسالت عيون وأجفان‬

‫مل يأخذ النورمان العادات والتقاليد يف القرح فقط وإمنا أيضا يف الفرح " حيث أنه يف حفل‬
‫مجيل أقامه النورمانديون بعد اكتشافاهتم اليت تذكر بفرسان املائدة املستديرة‪ ،‬هؤالء احملاربني األقوياء‬
‫اليستطيعون مقاومة حياة الرخاء الشرقية " ‪.51‬‬

‫كما أنه هناك عادات وتقاليد أخرى جيدر بنا أن نذكرها كإشارة عبد اهلل ابن محاد‪ ،‬إىل املظلة‬
‫اليت اختص هبا بنو عبيد اهلل املهدي من دون سائر امللوك‪ " ،‬وهي شبه درقة يف رأس رمح حمكمة‬
‫الصنعة‪ ،‬راقية املنظرة ’ صرف من الصناعة يف الصياغة ونظم األحجار الاالية ماروق مراءه ويدهش‬
‫من رآه‪ ،‬ميسكها فارس من الفرسان يعرف هبا فيقال صاح املظلة " حياذي هبذا امللك من حيث‬
‫كانت الشمس يقيه حرها بظلها‪ ،‬وال يعلم أحد من امللوك اختذ هذه املظلة إال بنو عبيد اهلل خاصة‬
‫مث ملوك الروم بصقلية‪ ،‬وأحسبهم أهنم أهدوها اليه يف بعض هداياهم " وكأين مسعت هذا "‪.52‬‬

‫الحياة االقتصادية‪:‬‬

‫يعترب "روجر" األول صاح الفضل الكبري حيث أنه عندما استوىل على صقلية نشري العدل يف‬
‫أهلها وأقرهم على أدياهنم وشرائعهم وأمنهم يف أنفسهم وأموااهم وأهليهم وذراريهم على حس قول‬
‫اإلدريسي‪.53‬‬

‫أ‬
‫حوليات جامعة الجزائر‪-2-‬مجلة علمية اكاديمية دولية‬

‫‪-85-‬‬
‫رواب بولفعة‪:‬‬

‫‪ ،54‬وذلك حىت يضمن وجود توازن بني‬ ‫كما اشةرط عليهم أيضا عدم التوسع يف ملكية األر‬
‫خمتلف العناصر اليت أسكنها جزيرة صقلية اليت من بينها الروم والفرنج ‪.55‬‬

‫عليه إحكام قبضته على صقلية‪ ،‬ألن‬ ‫هذا اليعين قسوة "روجر"‪ ،‬وإمنا بطبيعة موقفه‪ ،‬جي‬
‫االستيالء عليها مل يكن سهال ‪ ،‬كما أنه مل يعمل على وضع حد لنشاط املسلمني االقتصادي‪،‬‬
‫وإمنا كانت اهم احلرية التامة جنبا إىل جن بقية عناصر السكان اليت سكنت صقلية ‪.56‬‬

‫أ‪ /‬الزراعة ‪:‬‬

‫لقد بلات الزراعة النورمانية أوج ازدهارها ورقيها‪ ،57‬ويعود الفضل يف ذلك إىل عدة عوامل منها‬
‫‪ :‬خصوبة األر الصقلية‪ ،‬واستعمال املسلمني لعدة وسائل هبدف تطوير القدرة اإلنتاجية‪ ،‬فأضافوا‬
‫إىل الزراعات املوجودة يف اجلزيرة زراعات أخرى كزراعة األرز والقطن‪ ،‬وقص السكر‪ ،‬والربتقال‬
‫والفستق وغريها ‪.58‬‬

‫هذا ماجعل امللك "روجر" الثاين يتمتع حبياة اقتصادية زاهرة‪ ،‬وأصبح أيضا من أغىن ملوك أوروبا‬
‫وكذا اهتم وطور عدة زراعات منها قص السكر والكتان والزيتون ‪ ،59‬واعتمد يف ذلك على عدة‬
‫أنظمة أتى هبا املسلمون منها ‪ :‬أنظمة الري من حيث استعمااهم للناعورة واليت مل تكن معروفة يف‬
‫أوروبا ‪،60‬وقام "روجر" بعمل أهم وهو إرغامه األمراء اإلقطاعيني لإلقامة يف بالطه لتسهل عليه‬
‫مراقبتهم ويضمن عدم تعديهم على الفالحني‪ ،61‬كما كان امللك "روجر" الثاين يفر إتوات كان‬
‫املسلمون يدفعوهنا وهي مايسمى باجلزية‪ ،‬ومقدارها خيتلف‪ ،‬ففي وثيقة منها ‪ :‬قدر بعشرين رباعي‬
‫‪62‬‬
‫ويف أخرى بعشرة‪ ،‬هذا عدا جزية من القمح واألرز ختتلف تبعا لنوع األر وإتساعها ‪.‬‬

‫هذا ما يؤكده لنا الرحالة ابن جبري حيث يقول ‪ ...." :‬لكنها معمورة بعبدة الصلبان ميشون يف‬
‫مناكبها‪ ،‬ويرتعون يف أكنافها واملسلمون معهم على أمالكهم وضياعهم‪ ،‬قد حسنوا السرية يف‬
‫استعمااهم‪ ،‬واصطناعهم وضربوا عليهم إتاوة يف فصلني من العام يؤدوهنا‪ ،‬وحالوا بينهم وبني سعة يف‬
‫األر ‪ ،‬كانوا جيدوهنا ‪ ،63 "...‬إال أن هذا ال يعين أن كل املسلمني كانوا يدفعون إتاوات وإمنا‬
‫‪64‬‬
‫هناك منهم من كان يتمتع بامتيازات إقطاعية عند النورمان ‪.‬‬

‫أ‬
‫حوليات جامعة الجزائر‪-2-‬مجلة علمية اكاديمية دولية‬

‫‪-86-‬‬
‫رواب بولفعة‪:‬‬

‫ب‪ /‬الصناعة ‪:‬‬

‫أما فيما خيص ميدان الصناعة‪ ،‬فقد شهد هو اآلخر تطورا ملحوظا ويعود الفضل دائما إىل‬
‫املسلمني ‪ ،65‬حيث عمل هؤالء على توظيف كل املوارد احمللية‪ ،‬فاستعملوا النحاس والفضة والذه‬
‫يف صناعة الكتان املرصع باألحجار الكرمية‪ ،‬و األفرشة برسومات متعددة‪ ،‬وأهبروا النورمان‬
‫بصناعتهم للحلي املتقونة حيث كان يستخرج من ورشات "بالرمو" و"مزار"‪ ،‬وكان الطل عليه كبري‬
‫جدا ‪.66‬‬

‫ضف اىل ذلك صناعات أخرى مثل ‪ :‬صناعة احلرير اليت وصلت درجة كبرية من الرقي واالزدهار‬
‫واجلدير بالذكر أن األقمشة املصنوعة بصقلية كانت جد متينة‪ ،‬حىت أن امللوك النورمان كانوا يرتدون‬
‫رداء من حرير مطرز بكتابات عربية خبط كويف مما كان أحسن دليل لتأثر النورمان وامللوك على‬
‫اخلصوص‪ ،‬باملسلمني ‪ ،67‬وظهرت صناعات كثرية مثل ‪ :‬صناعة السفن‪ ،‬اليت قامت على وفرة‬
‫اخلش واحلديد يف اجلزيرة‪ ،‬والدليل وجود أكثر من دار لصناعة السفن بصقلية كذلك كان يتم‬
‫استخراج عدة ثروات باطنية تستعمل يف صناعات أخرى كاستخراج ‪ :‬احلديد‪ ،‬والرصاص والكربيت‬
‫ومعدن الص ‪ ....‬اخل ‪.68‬‬

‫ج‪ /‬التجارة ‪:‬‬

‫لقد شهدت التجارة بطرفيها الداخلي واخلارجي نشاطا ملحوظا ويعود ذلك أساسا لتطور كل‬
‫من الزراعة والصناعة‪ ،‬والفضل الكبري بالطبع يعود للمسلمني‪ ،‬فبالنسبة للتجارة الداخلية فقد‬
‫تطورت تطورا كبريا‪ ،‬وخري دليل على ذلك كثرة األسواق بكل أرجاء املدن الصقلية‪ ،‬ويالحظ ذلك‬
‫أيضا من خالل اكتظاظها بالتجار والبضائع‪. 69‬‬

‫كما أورد لنا اإلدريسي من حيث تعداده لعديد من أسواق صقلية وقام أيضا بوصفها وصفا دقيقا‬
‫وذكر لنا ذلك يف وصفه لسوق مسينة حيث يقول ‪ " :‬وهبا جتتمع السفن الكبار‪ ،‬واملسافرون‬
‫والتجار من بالد الروم واإلسالم القاصدون إليها من مجيع األقطار‪ ،‬وأسواقها رايقة وسلعها نافقة "‬
‫‪ ،70".‬و سوق مازر اليت وصفها بأهنا عامرة بالتجارات والصنائع‪ ،‬وكذلك هناك قلعة النساء وهبا‬
‫أ‬
‫حوليات جامعة الجزائر‪-2-‬مجلة علمية اكاديمية دولية‬

‫‪-87-‬‬
‫رواب بولفعة‪:‬‬

‫أسواق مجيلة للةرتي وبضائع وصناع ومتاجر‪ ،‬أما قلعة شكله فيها أسواق جتل إليها البضائع من‬
‫ساير األعمال وكثرية اخلريات‪ ،71‬ضف إىل ذلك كانت األسواق حتتوي على خانات وفنادق إلقامة‬
‫التجار الارباء كما سبق ذكره يف العمران‪ ،‬ألهنا حتتوي على محامات لراحة التجار وأيضا توفري كل‬
‫‪72‬‬
‫اإلمكانيات جلذب هؤالء ‪.‬‬

‫ويشري اإلدريسي أيضا إىل مدينة سرقوسة حيث هبا العديد من األسواق‪ " ،‬وذوات السماطات‬
‫واخلانات والديار واحلمامات واملباين الرايقة وتشد إليها املطى من كل حاضر وباد "‪ ،73‬أما فيما‬
‫التجارة اخلارجية فقد لع موقع اجلزيرة االسةراتيجي دورا كبريا يف قل البحر املتوسط باإلضافة إىل‬
‫نشاط النورمان البحري حيث اهتموا كما سبق وان أشرنا إىل صناعة السفن وجتهيز األساطيل ومما‬
‫زاد يف ازدهارها كون النورمان أصال ركاب البحر حيث جابت معظم أساطيل صقلية النورمانية‬
‫شواطئ البحر املتوسط‪ ،‬ويعترب سب تفجري ثورة يف اقتصاد البحر املتوسط هو غزو النورمان‬
‫لصقلية‪ ،‬مع العلم أيضا أن لصقلية أو النورمان على اخلصوص عالقات خارجية جتارية من مثال‬
‫‪74‬‬
‫ذلك ‪ :‬رسالة امللك "روجر" الثاين إىل اخلليفة‪ ،‬احلافظ الفاطمي ‪.‬‬

‫وبالتايل كانت صقلية تصدر فائض إنتاجها زراعيا أم صناعيا كان‪ ،‬إىل كثري من البالد خاصة‬
‫بالد إفريقية اليت كانت تستورد اللوز والتني الناشف وغريها‪ ،75‬كما قام النورمان بتشجيع املسلمني‬
‫على العمليات التجارية تاركني مااهم من ثروة ومتاجر وبضائع دون أدىن مصادرة‪ ،‬ولقد كان دور‬
‫العرب العريق يف التجارة منذ القدم مهما يف تنشيط التجارة النورمانية‪.76‬‬

‫خاتم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪:‬‬

‫ويف األخري ومما تقدم من دراسة حول انتشار احلضارة اإلسالمية يف صقلية و أثرها على النورمان‬
‫اليت مل تنته بانتهاء حكم املسلمني للجزيرة وإمنا وجدت يف ملوك النورمان خري مشجع اها فقد‬
‫هؤالء أنفسهم دعاة ومحاة اهذه احلضارة األمر الذي أدى الستمرار احلضارة االسالمية يف‬ ‫نص‬
‫عهدهم‪ ،‬وظهر ذلك من خالل نفوذ املسلمني باجلزيرة فكانوا طيلة فةرة حكم النورمان هم الذين‬
‫أ‬
‫حوليات جامعة الجزائر‪-2-‬مجلة علمية اكاديمية دولية‬

‫‪-88-‬‬
‫رواب بولفعة‪:‬‬

‫يديرون امللك ويديرون شؤون السياسة و يامرون قصور األمراء ودور العلم ويشيدون املعامل‬
‫واملعاهد‪ ،‬حىت أنه كاد يتقرر بأن أزهى و أزهر عصور املسلمني يف صقلية إمنا هو العصر الذي‬
‫عملوا فيه أ عمااهم التمدنية الباهرة حتت سلطة أمراء النورمان احلديثي العهد باملدينة الذين اختذوا‬
‫سرية ملوك املسلمني‪ ،‬فكانت الدولة نرمانية اسالمية أي أن املسلمني مل يبارحوا اجلزيرة مبجرد زوال‬
‫سيطرهتم فيها‪ ،‬بل من غرائ التاريخ أن هذه السيطرة مل تأت بثمارها إال بعد تقلص ظلها‪ ،‬إىل أن‬
‫طاى سلطان التعص خاصة فةرة حكم امللك اجلرماين "فريديريك" الثاين ليخرج املسلمني من‬
‫اجلزيرة ‪.‬‬

‫هوامش‬

‫‪1‬ابو عبد اهلل حممد‪ ،‬االدريسي‪،‬نزهه المشتاق في اختراق األفاق‪ ،2‬عامل الكت ‪ ،‬بريوت‪ ،1980 ،‬ص ‪.590:‬‬
‫‪2‬ايب القاسم‪ ،‬ابن حوقل النصييب‪،‬صورة االرض‪ ،‬منشورات دار مكتبة احلياة‪ ،‬بريوت‪ ،‬ص‪.113 :‬‬
‫‪3‬االدريسي‪،‬المصدر السابق‪ ،‬جملد ‪،2‬ص ‪.591 :‬‬
‫‪4‬زياريد‪،‬هونكيه‪،‬شمس العرب تسطع على الغرب‪ ،‬ترمجة فؤاد حسنني علي ‪،‬مكتبة رحاب اجلزائر‪1986 ،‬ص ‪.325 :‬‬
‫‪5‬أمحد توفيق‪،‬المدني‪،‬المسلمون في جزيره صقلية وجنوب ايطاليا‪،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ص ‪.19 :‬‬
‫‪ 6‬احسان‪ ،‬عباس‪،‬العرب في صقلية‪ ،‬ط ‪ . 2‬دار الثقافة‪ ،‬بريوت‪ ،1975 ،‬ص ‪.31:‬‬
‫‪ 7‬أيب احلسن علي‪ ،‬ابن األثري‪،‬الكامل في التاريخ‪ ،‬ج‪ ،5‬دار صادر للطباعة والنشر‪ ،‬بريوت‪،1965 ،‬ص ‪.146 :‬‬
‫‪8‬نفسه‪ ،‬ج ‪،5‬ص ‪.185 :‬‬
‫‪9‬نفسه‪ ،‬ج ‪،5‬ص ‪.313 :‬‬
‫‪10‬نفسه‪ ،‬ج ‪،5‬ص ‪.333 :‬‬
‫‪11‬نفسه‪ ،‬ج ‪،5‬ص ‪.456 :‬‬
‫‪ 12‬عباس‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.33 :‬‬
‫‪ 13‬عبد الرمحان‪ ،‬ابن خلدون‪،‬كتب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي‬
‫السلطان األكبر‪ ،‬ج‪ ،6‬ط‪ ،3‬دار الكتاب اللبناين‪ ،‬بريوت‪،1967 ،‬ص ‪. 287 :‬‬
‫‪ 14‬ابن خلدون‪،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪ 204 :‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪ 15‬ابن األثري‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،6‬ص ‪.338 :‬‬
‫‪ 16‬سعيد عبد الفتاح‪ ،‬عاشور‪ ،‬أوربا في العصور الوسطى‪ ،‬ج ‪ ،1‬ط ‪ ،10‬مكتبة األجنلومصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،1986 ،‬ص ‪:‬‬
‫‪. 327‬‬
‫‪ 17‬ابن األثري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪. 194 ،193 :‬‬
‫أ‬
‫حوليات جامعة الجزائر‪-2-‬مجلة علمية اكاديمية دولية‬

‫‪-89-‬‬
‫رواب بولفعة‪:‬‬

‫‪18‬حامد زيان‪ ،‬غامن‪ ،‬تاريخ الحضارة االسالمية في صقلية واثرها على أوربا‪ ،‬دار الثقافة للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،1977‬ص ‪. 68 ،67 :‬‬
‫‪ 19‬ميخائيل‪ ،‬أماري‪ ،‬المكتبة العربية الصقلية‪ ،‬مكتبة املثىن بباداد‪ ،1857 ،‬ص ‪ ،326 :‬نقال عن كتاب مرآة الزمان‬
‫لسبط ابن اجلوزي ‪.‬‬
‫‪ 20‬زيان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 74 ،73 :‬‬
‫‪21‬ابن خلدون‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪.287 :‬‬
‫‪ 22‬أمني‪ ،‬توفيق الطييب‪ ،‬دراسات وبحوث في تاريخ المغرب االسالمي‪ ،‬ج‪ ،2‬دار العربية للكتاب‪ ،‬تونس‪،1997 ،‬‬
‫ص ‪.291 :‬‬
‫‪ 23‬ابن األثري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪. 198 :‬‬
‫‪ 24‬عباس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.136:‬‬
‫‪25‬ابن األثري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،10‬ص ‪. 198:‬‬
‫‪26‬عباس‪ ،‬المرجع السابقص ‪.146 :‬‬
‫‪ 27‬أبو احلسن‪ ،‬حممد بن امحد‪ ،‬بن جبري‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬دار صادر للطباعة والنشر‪ ،‬بريوت‪ ،1959 ،‬ص ‪.299 :‬‬
‫‪ 28‬عباس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.136،137 :‬‬
‫‪ 29‬أمحد‪ ،‬عزيز‪ ،‬تاريخ صقلية االسالمية‪ ،‬ترمجة ‪ :‬أمني توفيق الطييب‪ ،‬دار العربية للكتاب‪ ،‬تونس‪ ،1980 ،‬ص ‪. 76 :‬‬
‫‪30‬عباس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.138 :‬‬
‫‪31‬عزيز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪76 :‬‬
‫‪32‬عزيز‪ ،‬نفسه‪ ،‬ص ‪ 74 :‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪33‬هونكيه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.315 :‬‬
‫*السوآب‪:‬نسبة اىل مقاطعة سوابيا ( ‪ ) swabia‬يف اجلنوب الاريب من أملانيا غريب مقاطعة بقاريا‪ ،‬وتعرف األسرة األملانية‬
‫كذلك باسم هوهنشتاوفن نسبة اىل قلعة يف جنوب أملانيا‪ ،‬أنظر عزيز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 142 ،141 :‬‬
‫‪34‬غوستاف‪ ،‬لوبون‪ ،‬حضارة العرب‪ ،‬ترمجة عادل زعيةر‪ ،‬ط‪ ،3‬دار احياء الكت العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1956 ،‬ص ‪. 307 :‬‬
‫‪35‬زيان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.98 :‬‬
‫‪36‬املدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.165 :‬‬
‫‪37‬نفسه‪ ،‬ص ‪.165 :‬‬
‫‪38‬فائق‪ ،‬بكر الصواب‪" ،‬بعض مظاهر الحضارة العربيةاالسالمية في جزيرة صقلية "‪ ،‬جملة دراسات تارخيية‪ ،‬عدد ‪،12‬‬
‫جامعة دمشق‪ ،‬ماي‪ ،1983 ،‬ص ‪. 135 ،134 :‬‬
‫‪39‬املدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.170 :‬‬
‫‪40‬زيان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.95 :‬‬
‫‪41‬ابن جبري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.101 :‬‬
‫‪42‬زيان‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪. 102 :‬‬
‫أ‬
‫حوليات جامعة الجزائر‪-2-‬مجلة علمية اكاديمية دولية‬

‫‪-90-‬‬
‫رواب بولفعة‪:‬‬

‫‪43‬ابن جبري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪. 307 :‬‬


‫‪44‬حممد كامل‪ ،‬عياد‪" ،‬أثر صقلية يف نقل احلضارة العربية االسالمية اىل األوربيني "‪ ،‬مجلة دراسات تاريخية‪ ،‬العدد‬
‫اخلامس‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،‬يوليو ‪ ،1981‬ص ‪. 18 :‬‬
‫‪45‬سليمان داوود‪ ،‬بن يوسف‪ ،‬حلقات من تاريخ المغرب االسالمي‪ ،‬مطبعة أبو داوود احلراش‪ ،1993 ،‬ص ‪،34 :‬‬
‫‪. 38‬‬
‫‪46‬هونكيه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪308 :‬‬
‫‪47‬أماري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 669 :‬نقال عن كتاب اخلطط للمقريزي ‪.‬‬
‫‪48‬نفسه‪ ،‬ص‪ 335 :‬نقال عن كتاب اخبار الدولتني النورية والصالحية أليب شامة املقدسي ‪.‬‬
‫‪49‬هونكيه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪317 ،311 :‬‬
‫‪50‬عماد الدين‪ ،‬األصفهاين‪ ،‬خريدة القصر وجريدة العصر‪ ،‬حتقيق حممد املرزوقي‪ ،‬حممد العروسي املطوي‪ ،‬اجليالين بن احلاج‬
‫حيي‪ ،‬ج‪ ،1‬الدار التونسية للنشر‪ ،‬تونس‪ ،1966 ،‬ص ‪. 256 :‬‬
‫‪، la domination musulmane en sicilie،51Hussen HusnyAdeldul –wahab‬‬
‫‪P : 23 .، 1905، Tunis،Imprimerie Générale‬‬
‫‪ 52‬أماري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،317 :‬نقال عن كتاب نبذة احملتاجة يف اخبار ملوك صنهاجة البن محاد ‪.‬‬
‫‪53‬االدريسي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪. 587 :‬‬
‫‪54‬ابن جبري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪. 297 :‬‬
‫‪55‬شهاب الدين‪ ،‬أمحد بن عبد الوهاب النويري‪ ،‬نهاية األرب في فنون األدب‪ ،‬السفر األول‪ ،‬مطابع كوستاتومس و‬
‫شركاه‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪. 234 :‬‬
‫‪56‬زيان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 93 :‬‬
‫زيان‪ ،‬نفسه‪ ،‬ص ‪. 94 :‬‬ ‫‪57‬‬

‫‪58‬الصواف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬عدد ‪ ،12‬ص ‪. 126 :‬‬


‫‪59‬كامل عياد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬عدد ‪ ،5‬ص ‪. 19 :‬‬
‫‪60‬‬
‫‪Abdul-wahab،op.cit. P : 09‬‬
‫‪61‬كامل عياد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬عدد ‪ ،5‬ص ‪. 19 :‬‬
‫‪62‬عباس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.142 :‬‬
‫‪63‬ابن جبري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪. 297 :‬‬
‫‪64‬عباس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.141 :‬‬
‫‪65‬زيان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 94 :‬‬
‫‪66‬‬
‫‪Abdul-wahab،op.cit. P : 10‬‬
‫‪67‬زيان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 94 :‬‬
‫‪68‬الصواف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬عدد ‪ ،12‬ص ‪. 128 :‬‬
‫أ‬
‫حوليات جامعة الجزائر‪-2-‬مجلة علمية اكاديمية دولية‬

‫‪-91-‬‬
‫رواب بولفعة‪:‬‬

‫‪69‬زيان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪95 ،94 :‬‬


‫‪70‬االدريسي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪. 597،596‬‬
‫‪71‬نفسه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪. 598 :‬‬
‫‪72‬نفسه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪. 599 :‬‬
‫‪73‬نفسه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪. 598 :‬‬
‫‪74‬زيان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.96 ،95 :‬‬
‫‪75‬االدريسي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪. 597:‬‬
‫‪76‬زيان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.97 :‬‬

‫أ‬
‫حوليات جامعة الجزائر‪-2-‬مجلة علمية اكاديمية دولية‬

‫‪-92-‬‬

You might also like