حولية الآثار اليمنية
حولية الآثار اليمنية "أزال"
العدد الثامن..
باسمكَ اللهمّ
تطوف بنا تقارير هذا العدد من مجلة "أَزَال" في مساجد أثرية تناولتها الأيدي بالترميم والصيانة في الأشهر القلية الماضية ومازال العمل في اثنين منها قايماً حتى هذه الأيام، فبتمويل وبتعاون من مكتب الأوقاف في محافظة تعز قامت الهيئة بالإشراف على أعمال الصيانة في جامع الجَنَد الذي أسّه الصحابي معاذ بن جبل عند قدومه موفداً من رسول الله صلى الله عليه وآله فأعيد ترميم الساقية الرئيسة والمدافن وبعض الأعمدة وترميم حمام بخاري كان مدفوناً ولم يبقَ إلا أن يعاد تشغيله للناس ليُستفاد من ريعه للجامع، أما سقف الجامع فقد استبدل بمصندقاته الخشبية القديمة سقفٌ اسمنتي بتمويل سعودي أيام الملك فيصل بن عبدالعزيز وقيل إن تلكم المصندقات أرسلت إلى المملكة والله أعلم،
وفي مدينة " أَزَال" صنعاء القديمة (تشرف الهيئة على أعمال ترميم الرواق الجنوبي لجامعها الكبير المقدس ثالث مسجد بُني في الإسلام ويشمل الترميم المصندقات الخشبية في سقفه وأعمدته وجزءاً من جداره، وما زال العمل جارياً.
وفي قمة حصن غَيْمان جنوبي صنعاء أزيلت أخشاب سقف مسجده التالفة واستبدل بها سقف من نوع الأخشاب نفسها واستخدم القضاض في الترميم للمسجد وملحقاته، وإلى الغرب من صنعاء على قمة جبل النبي شُعيب بن مَهْدَم وهي أعلى قمة في جزيرة العرب قريباً من السماء، كان يقع مسجد أثري له سقف مزخرف بديع تؤدى فيه الصلوات ويناجي فيه العابدون ربهم منذ مئات السنين، وذات ليلة حالكة السواد أقبلت طائرات العدوان السعودي – الأمريكي فأطلقت صواريخها على المسجد وفي ثوان جعلته " ركاماً بعد عين"!!
ثم.. يستوقفنا تقرير من ظَفار حاضرة الرَيْدانيين وشعبهم حِمْيَر يسرد وصفاً مقتضياً لقطع أثرية عرض بعضُ الإخوة تسليمها لمتحف ظفار، ومنها حجر نحتت عليه مبخرتان وكُتب عليهما بخط المسند: (ب إ ذ ن ك ش م س) ومعناها: " بجاه قوتك يا شمس"، وهذا النص من الشواهد النادرة التي يرد الكلام فيها بصيغة الخطاب للمعبود (بإذنكِ) لا بصيغة الغائب كما هو المعتاد في مئات الشواهد، وقد خلت الاستغاثة من أداة النداء ولعل ذلك للإيحاء بقرب المنادَى (المعبود)، وينبغي هنا أن نذكر أننا لا نجد لأداة النداء شاهداً فيما نعرفه من نقوش المسند حتى الآن (من نقاش مع معلمنا إبراهيم الصلوي)، وأما التوجه للشمس بالاستغاثة فقد أكده القرآن الكريم في حديثه عن قوم ملكة سبأ: ﴿وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ﴾
و عند قيامنا بتصوير أعواد الزبور وهي تلك الأعواد التي يقاس طولها بالسنتيمترات وتسجل عليها موضوعات متعلقة بالحيوات الاجتماعية في اليمن قديماً، كنا قد وجدنا بضع مئات منها يلزمها الترميم وهو ما يقوم به فريق من المتحف الوطني بحهود ذاتية ونسأل من الله العون.
ثم أخرج لنا محررو المجلة تقارير قديمة عن أعمال مسح وتنقيب أُجريت في بعض محافظات بلادنا، فقد أجرى فريق وطني تنقيبات في محافظة ذمار في حَمّة ذِياب وفي هِرّان، وأجرى فريق آخر حفريات أثرية في موقع جبل حَجّاج في محافظة إب، وأجرى فريق وطني وأجنبي تنقيباً في الهامِد من القُطَيْع إلى الشرق من باجِل في تِهامة وكان قد سبقهم إلى الموقع نفسه أجانب، وتقريراً عن نزول ميداني إلى موقع قُلّة الهلال في مديرية ساقيْن من صعدة.(وهذا الأخير قريب العهد)
لن اُفصّل القولَ في عمليات التنقيب تلك ولا في ذكر نتائجها فمحل ذلك في مكانه من كل تقرير، بيد أني أشير هنا إلى أمرين أحدهما يُذكّر بالآخر:
أما أولهما: فإن النفس لتشعر بالرضا ونحن نرى فِرَقاً من أهل اليمن تقوم بالتنقيب ثم نقرأ تقارير على قدر من النضج (تقرير حمة ذياب وتقرير جبل حجاج)!
وأما ثانيهما: فإن الأسف ليخيّم على النفس ونحن نقابل مواقع أثرية تدعونا للتنقيب فيها والإجابة عن أسئلة تكمن أجوبتها في تلك المواقع، لكن الهيئة مكبلة لا بالأثريين اليمنيين بل بالقدرات المادية اللازمة للتنقيب. (وقد يأتي يوم يتناقص فيه أهل الخبرة)!
والحمدلله لله أولاً وآخراً.
عباد بن علي الهيال
رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف
صفر ١٤٤٧ ه
رابط المجلة .
https://www.mediafire.com/file/lwief062ch9yymk/مجلة+أزال+العدد+الثامن.pdf/file#أزال
#مجلة
#حولية_الاثار
#general_organization_of_antiquities_and_museums
#goam
#yemen
#azal