100% found this document useful (1 vote)
599 views131 pages

تسهيل الوصول إلى فهم علم الأصول

Uploaded by

bashar8879
Copyright
© Attribution Non-Commercial (BY-NC)
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as DOC, PDF, TXT or read online on Scribd
100% found this document useful (1 vote)
599 views131 pages

تسهيل الوصول إلى فهم علم الأصول

Uploaded by

bashar8879
Copyright
© Attribution Non-Commercial (BY-NC)
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as DOC, PDF, TXT or read online on Scribd
You are on page 1/ 131

‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬

‫الصول‬

‫مذكرة‬
‫تسهيل الوصول‬
‫إلى‬
‫فهم علم‬
‫الصول‬
‫المؤلفون‬
‫***‬
‫حمود بن عقلء الشعيبي ‪ -‬المدرس بكلية الشريعة في الرياض‬
‫عطية محمد سالم ‪ -‬المدرس بالجامعة السلمية في المدينة المنورة‬
‫عبد المحسن العباد ‪ -‬المدرس بالجامعة السلمية في المدينة المنورة‬

‫‪1‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫الفهرس‬
‫‪ (1‬مقدمة‬
‫‪ (2‬أصول الفقه‬
‫‪ (3‬الحكام الشرعية‬
‫‪ (4‬أقسام الحكم التكليفي‬
‫‪ (5‬أقسام الحكم الوضعي‬
‫‪ (6‬أقسام الكلم‬
‫‪ (7‬المر‬
‫‪ (8‬النهي‬
‫‪ (9‬العام‬
‫‪ (10‬الخاص‬
‫‪ (11‬المجمل والمبين‬
‫‪ (12‬النسخ‬
‫‪ (13‬الجماع‬
‫‪ (14‬الخبار‬
‫‪ (15‬القياس‬
‫‪ (16‬ترتيب الدلة‬
‫‪ (17‬الترجيح‬
‫‪ (18‬الجتهاد والتقليد‬
‫‪ (19‬المفتي والمستفتي‬
‫مقدمة‬

‫الحمسسد للسسه رب العسسالمين‪ ،‬والصسسلة والسسسلم‬


‫على أشرف النبياء والمرسلين‪ ،‬نبينسسا محمسسد‬
‫وعلى آله وأصحابه بإحسان إلى يوم الدين‪...‬‬
‫وبعد‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫فقد كان الناس في صسسدر السسسلم يعيشسسون‬
‫فسسي ظسسل التشسسريع‪ ،‬ومسسا قبسسض رسسسول اللسسه‬
‫صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم حسستى أرسسسى اللسسه‬
‫بالقرآن قواعد الدين؛ وفصلت السنة فروعه‬
‫وأبانت معالمه وفقسسه النسساس دينهسسم‪،‬ثسسم جسساء‬
‫الخلفسساء الراشسسدون فسساقتفى النسساس آثسسارهم‬
‫وترسموا خطاهم‪.‬‬
‫ولما اتسعت رقعسسة السسسلم عظمسست الحاجسسة‬
‫إلى وضسسع قواعسسد وأصسسول يترسسسمها العلمسساء‬
‫في استنباط الحكسسام‪ ،‬فكسسان أول مسسن نهسسض‬
‫لذلك هسسو المسسام الشسسافعي رحمسسه اللسسه‪ ،‬هسسذا‬
‫وقد عهدت الدارة العامة للمعاهسسد والكليسسات‬
‫إلى بعض أبنائها بوضع مذكرة في هذا الفسسن‬
‫وفق المنهج المقرر للسنة الخامسة الثانويسسة‬
‫فسسي المعاهسسد العلميسسة‪ ،‬يتسسوخى فيهسسا اليجسساز‬
‫ودقة التعبير ووضوح العبارة ووفرة المثلسسة‪،‬‬
‫فاستعنا بالله تعالى في كتابة هذه المسسذكرة‪،‬‬
‫وقد سسميناها‪» :‬تسسسهيل الوصسسول إلسسى فهسم‬
‫علم الصول«‪.‬‬
‫ونرجو الله تعسسالى أن تكسسون محققسسة للغسسرض‬
‫وافية بالمطلوب‪.‬‬
‫المؤلفون‬
‫***‬
‫حمود بن عقلء الشعيبي ‪ -‬المدرس بكلية‬
‫الشريعة في الرياض‬
‫عطية محمد سالم ‪ -‬المدرس بالجامعة‬
‫السلمية في المدينة المنورة‬

‫‪3‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫عبد المحسن العباد ‪ -‬المدرس بالجامعة‬
‫السلمية في المدينة المنورة‬
‫أصول الفقه‬
‫اعلم أن أصول الفقه مركب من مضاف وهسسو‬
‫كلمسسة »أصسسول«‪ ،‬ومضسساف إليسسه وهسسو كلمسسة‬
‫»الفقه« ويسمى مركًبا إضافيا‪ ،‬وقد أخذ هذا‬
‫مسسا علسسى العلسسم‬ ‫المركسسب الضسسافي فوضسسع عل ً‬
‫المعهود‪ ،‬فينبغي تعريفه باعتبار كونه مركًبسسا‬
‫ما‪:‬‬ ‫إضافيا وباعتبار كونه عل ً‬
‫ل‪ :‬تعريفه باعتبار كونه مركًبا إضافيا‪:‬‬ ‫أو ً‬
‫‪1‬س كلمة أصول‪:‬‬
‫الصسسول جمسسع أصسسل‪ ،‬والصسسل فسسي اللغسسة مسسا‬
‫انبنى عليسسه غيسسره‪ ،‬كالسسساس أصسسل للسسسقف‬
‫والجدار وكعروق الشجرة الثابتسسة فسسي الرض‬
‫َ‬
‫هسسا‬‫ع َ‬
‫فْر ُ‬‫و َ‬
‫ت َ‬ ‫ص سل ُ َ‬
‫ها ث َسساب ِ ٌ‬ ‫كما في قوله تعالى‪ ﴿ :‬أ ْ‬
‫ء ﴾ ]إبراهيم‪.[24:‬‬ ‫ما ِ‬
‫س َ‬‫في ال ّ‬ ‫ِ‬
‫وفي الصطلح يطلق الصل على عدة معسسان‬
‫منها‪:‬‬
‫‪1‬س القاعدة العامسسة‪ :‬كقسسولهم‪ :‬المسسر يقتضسسي‬
‫ما آَتسساك ُ ُ‬
‫م‬ ‫و َ‬
‫الوجوب‪ ،‬يوضح ذلك قوله تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ذوهُ ﴾ ]الحشر‪ ،[7:‬فهذا أمسسر عسسام‬ ‫خ ُ‬
‫ف ُ‬‫ل َ‬‫سو ُ‬ ‫الّر ُ‬
‫يقتضي وجوب الخسسذ بكسسل مسسا آتانسسا الرسسسول‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬مسسن غيسسر تعسسرض فسسي‬
‫هذه الية بالذات إلى فرد مسن أفسسراد الوامسسر‬
‫التي وجهها إلينا رسول الله صلى اللسسه عليسسه‬
‫وسلم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫‪2‬س الدليل كقولك‪ :‬أصل وجسوب الصسوم قسوله‬
‫َ‬
‫م‬‫عَليك ُس ُ‬ ‫ب َ‬ ‫من ُسسوا ك ُت ِ س َ‬‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫هسسا ال ّ س ِ‬‫تعسسالى‪ ﴿ :‬يسسا أي َ‬
‫م ﴾ ]البقرة‪ [138:‬أي‪ :‬دليله‪.‬‬ ‫صيا ُ‬ ‫ال ّ‬
‫‪2‬س كلمة الفقه‪:‬‬
‫الفقه لغة‪:‬‬
‫الفهم‪ ،‬ومنه قوله تعالى حكاية عن موسى‪﴿ :‬‬
‫هوا قسسولي‬ ‫ق ُ‬‫ف َ‬ ‫ساِني )‪ (27‬ي ْ‬ ‫من ل ّ َ‬ ‫قدَةً ّ‬‫ع ْ‬
‫ل ُ‬‫حل ُ ْ‬‫وا ْ‬
‫َ‬
‫﴾ ]طه‪ [28،27:‬أي‪ :‬يفهموه‪.‬‬
‫وفي الصطلح‪:‬‬
‫العلسسسم بالحكسسسام الشسسسرعية السسستي طريقهسسسا‬
‫الجتهاد من أدلتها التفصيلية‪.‬‬
‫ذا قواعده التي يبنى عليها‪.‬‬ ‫فأصول الفقه إ ً‬
‫شرح تعريف الفقه‪:‬‬
‫‪1‬س المراد بالعلم مسسا يشسسمل عليسسه الظسسن كمسسا‬
‫ت‬ ‫من َسسا ٍ‬
‫ؤ ِ‬‫م ْ‬
‫ن ُ‬‫ه ّ‬ ‫مسسو ُ‬‫مت ُ ُ‬
‫عل ِ ْ‬
‫ن َ‬ ‫فسسإ ْ‬ ‫في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫﴾ ]الممتحنة‪ [10:‬أي‪ :‬ظننتموهن‪.‬‬
‫‪2‬س المراد بالحكام الشرعية‪ :‬الوجوب والندب‬
‫والحرمسسة والكراهسسة والباحسسة فيخسسرج بقيسسد‬
‫الشسسرعية‪ :‬الحكسسام العقليسسة كالواحسسد نصسسف‬
‫دا‬ ‫الثنيسسن والحسسسية مثسسل كسسون الثلسسج بسسار ً‬
‫والعادية كنزول المطر بعد الرعد والبرق‪.‬‬
‫‪3‬س والمراد بالتي طريقها الجتهاد‪ :‬إخراج مسسا‬
‫ل يصسسح فيسسه اجتهسساد كمعرفسسة كسسون الصسسلة‬
‫والصيام واجبين‪ ،‬والزنسا والسسرقة محرميسن‪،‬‬
‫لمعرفة ذلك من الدين بالضرورة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريفه باعتبار كونه لقًبا لهذا الفن‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫هسسو علسسم يبحسسث عسسن أحسسوال أدلسسة الفقسسه‬
‫الجماليسسة وطسسرق السسستفادة منهسسا وحسسال‬
‫المستفيد‪.‬‬
‫***‬
‫شرح هذا التعريف ‪:‬‬
‫‪1‬س المراد بطرق الستفادة‪ :‬معرفسسة الترجيسسح‬
‫عند التعارض مث ً‬
‫ل‪.‬‬
‫‪2‬سس وبالجماليسسة‪ :‬مسسا عسسدا التفصسسيلية‪ ،‬كسسالمر‬
‫يقتضسسي الوجسسوب والنهسسي يقتضسسي التحريسسم‪،‬‬
‫والمطلق يحمل علسسى المقيسسد‪ ،‬والعسسام يخسسص‬
‫بالمخصص‪ ،‬والقياس والجماع حجة‪.‬‬
‫موضوعه‪:‬‬
‫وموضسسوع هسسذا الفسسن‪ :‬الدلسسة الموصسسلة إلسسى‬
‫معرفة الفقسسه‪ ،‬وكيفيسسة السسستدلل بهسسا علسسى‬
‫الحكام مع معرفة حال المستدل‪.‬‬
‫فائدته‪:‬‬
‫وفسائدة هسذا العلسم هسسي‪ :‬العلسم بأحكسام اللسسه‬
‫تعالى المتضمنة للفوز بسعادة الدارين‪.‬‬
‫استمداده‪:‬‬
‫ويستمد هذا العلم من ثلثة أشياء‪:‬‬
‫‪1‬س علم أصسسول السسدين سس أي التوحيسسد‪ :‬لتوقسسف‬
‫الدلة الشرعية على معرفة الباري جل وعل‪،‬‬
‫وصدق المبلسسغ عنسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم‪،‬‬
‫وهما مبينان فيه مقررة أدلتهما في مباحثه‪.‬‬
‫‪2‬سسس علسسم اللغسسة العربيسسة‪ :‬لن فهسسم الكتسساب‬
‫والسسسنة والسسستدلل بهمسسا متوقفسسان علسسى‬
‫معرفتها إذ هما عربيان‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫‪3‬س الحكام الشرعية مسسن حيسسث تصسسورها‪ :‬لن‬
‫المقصود إثباتها أو نفيها وغير المتصسسور لهسسا‬
‫ل يتمكن مسسن ذلسسك لن الحكسسم علسسى الشسسيء‬
‫فرع عن تصوره‪.‬‬
‫حكمه‪:‬‬
‫وحكسسم تعلسسم أصسسول الفقسسه وتعليمسسه فسسرض‬
‫كفاية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫الحكام الشرعية‬
‫تقسسدم لسسك أن الفقسسه هسسو العلسسم بالحكسسام‬
‫الشرعية‪ ،‬وإليك فيما يلي بيان هسسذه الحكسسام‬
‫بإيجاز‪:‬‬
‫تعريف الحكم‪:‬‬
‫حا‪ :‬مقتضسسى‬ ‫الحكسسم لغسسة‪ :‬المنسسع‪ ،‬واصسسطل ً‬
‫خطاب الله المتعلق بأفعال المكلفين‪.‬‬
‫أقسام الحكم الشرعي‪:‬‬
‫والحكام الشرعية على قسمين‪:‬‬
‫‪1‬س تكليفية‪.‬‬
‫‪2‬س وضعية‪.‬‬
‫فالحكم التكليفي‪ :‬هسسو مقتضسسى خطسساب اللسسه‬
‫تعالى المتعلق بأفعال المكلفيسسن‪ ،‬علسسى جهسسة‬
‫القتضاء أو التخيير‪.‬‬
‫والحكم الوضعي‪ :‬هو مسسا وضسسعه الشسسارع مسسن‬
‫أسباب وشروط وموانع تعسسرف عنسسد وجودهسسا‬
‫أحكام الشرع من إثبات أو نفي‪.‬‬
‫الفرق بين القسمين‪:‬‬
‫والفسسرق بيسسن التكليفيسسة والوضسسعية هسسو‪ :‬أن‬
‫التكليفية كلسسف المخسساطب بمقتضسساها فعل ً أو‬
‫كسسا‪ ،‬وأمسسا الوضسسعية فقسسد وضسسعت علمسسات‬ ‫تر ً‬
‫للفعل أو الترك أو أوصا ً‬
‫فا لهما‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫أقسام الحكم التكليفي‬
‫ينقسم الحكم التكليفي إلى خمسة أقسام‪:‬‬
‫لنه إما أن يكون بطلب فعل أو بطلسسب تسسرك‪،‬‬
‫وكلهمسسا إمسسا جسسازم أو غيسسر جسسازم‪ ،‬وإمسسا أن‬
‫يكون فيه تخيير بين الفعسسل والسسترك‪ ،‬وبيانهسسا‬
‫كالتي‪:‬‬
‫‪1‬س فالخطاب بطلسسب الفعسسل الجسسازم‪ :‬إيجسساب‪،‬‬
‫ومتعلقه‪ :‬واجب‪.‬‬
‫‪2‬س والخطاب بطلب الفعل غير الجازم‪ :‬نسسدب‪،‬‬
‫ومتعلقه‪ :‬مندوب‪.‬‬
‫‪3‬س والخطسساب بطلسسب السسترك الجسسازم‪ :‬تحريسسم‪،‬‬
‫ومتعلقه‪ :‬محرم‪.‬‬
‫‪4‬سسس والخطسساب بطلسسب السسترك غيسسر الجسسازم‪:‬‬
‫كراهة‪ ،‬ومتعلقه‪ :‬مكروه‪.‬‬
‫‪5‬سس والخطسساب بسسالتخيير بيسسن الفعسسل والسسترك‪:‬‬
‫إباحة‪ ،‬ومتعلقه‪ :‬مباح‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫جرى الصوليون على عد المبسساح مسسن أقسسسام‬
‫الحكم التكليفي وفي ذلك تسسسامح‪ ،‬إذ المبسساح‬
‫ل تكليف فيه لستواء طرفيه‪.‬‬
‫***‬
‫ل‪ :‬الواجب‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫الواجب في اللغة‪ :‬اللزم والثابت‪ ،‬قسسال اللسسه‬
‫هسسا‬ ‫فك ُُلسسوا ِ‬
‫من ْ َ‬ ‫هسسا َ‬‫جُنوب ُ َ‬
‫ت ُ‬‫جَبسس ْ‬
‫و َ‬‫ذا َ‬ ‫تعسسالى‪َ ﴿ :‬‬
‫فسسإ َ‬
‫﴾ ]الحسسج‪ ،[36:‬أي‪ :‬سسسقطت واسسستقرت علسسى‬
‫الرض وقال الشاعر‪:‬‬
‫عن‬ ‫أطاعت بنو بكر أميًرا نهاهموا‬
‫السلم حتى كان أول واجب‬

‫‪9‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫وفي الصطلح‪ :‬هسسو مسسا يثسساب فسساعله امتثسسال ً‬
‫ويستحق تاركه العقاب‪.‬‬
‫تقسيمات الواجب‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ل‪:‬‬
‫ينقسم بحسب فاعله إلى فرض عين وفسسرض‬
‫كفاية لنه‪:‬‬
‫أ س إما أن يكون مطلوب ًسسا مسسن كسسل فسسرد بعينسسه‬
‫كالصلوات الخمس فهو فرض عين‪.‬‬
‫ب سسس أو يكتفسسى فيسسه بفعسسل البعسسض كصسسلة‬
‫الجنازة فهو فرض كفاية‪.‬‬
‫وذلسسك لن الشسسارع ل ينظسسر إلسسى الخيسسر مسسن‬
‫حيث الفاعل‪ ،‬بل من حيث وجود الفعل ممن‬
‫كان هو‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬‬
‫بحسب وقته المحدد له‪ :‬إلى مضسسيق وموسسسع‬
‫لنه‪:‬‬
‫أ س إن كان الوقت المحدد لفعله بقدره فقسسط‬
‫فمضيق‪.‬‬
‫كسسوقت الصسسيام فسسي رمضسسان فسسإن الصسسوم‬
‫يسسستغرق مسسا بيسسن طلسسوع الفجسسر إلسسى غسسروب‬
‫الشمس فل يمكن صسسيام نفسسل معسسه‪ ،‬وكسسذلك‬
‫آخسسر السسوقت إذا لسسم يبسسق إل مسسا تسسؤدى فيسسه‬
‫الفريضة كقبيل طلوع الشمس بالنسسسبة إلسسى‬
‫الصبح أو قبيل غروبها بالنسبة إلى العصر‪.‬‬
‫ب س وإن كان يسعه ويسسسع غيسسره مسسن جنسسسه‬
‫معه فموسع‪ ،‬كأوقات الصلوات الخمس فسسإن‬
‫وقت كل صلة يسعها ويسع غيرها معها مسسن‬
‫النوافل‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫ثالًثا‪:‬‬
‫بحسب الفعل‪ :‬على معين ومبهم لنه‪:‬‬
‫أ س إن كان الفعل مطلوًبا بعينه ل يقوم غيره‬
‫مقسسامه‪ ،‬كالصسسلة والصسسوم والحسسج ونحوهسسا‬
‫فمعين‪.‬‬
‫مسسا فسسي أشسسياء‬
‫ب سسس وإن كسسان الفعسسل مبه ً‬
‫محصسسورة يجزىسسء فعسسل واحسسد منهسسا كخصسسال‬
‫الكفارة من عتق أو إطعام أو صسسوم‪ ،‬فمبهسسم‬
‫إذ الواجب واحد ل بعينه‪.‬‬
‫***‬

‫ثانيا‪ :‬المندوب‬
‫المندوب لغة‪ :‬اسم مفعسسول مسسن النسسدب وهسسو‬
‫الدعاء إلى الفعل كما قال الشاعر‪:‬‬
‫ل يسألون أخاهم حين يندبهم‬
‫وفي النائبات على ما قال برهانا‬
‫وفي الصطلح‪ :‬مسسا يثسساب فسساعله ول يعسساقب‬
‫تاركه ويطلبه الشارع طلًبا غير جازم‪.‬‬
‫وهو مرادف للسنة والمستحب والتطوع‪.‬‬
‫ومذهب الجمهور أن المندوب مأمور به‪ ،‬ومن‬
‫ْ‬
‫ل‬ ‫مُر ِبال ْ َ‬
‫ع سد ْ ِ‬ ‫ن الل ّس َ‬
‫ه ي سأ ُ‬ ‫أدلتهم قسسوله تعسسالى‪ ﴿ :‬إ ّ‬
‫قْرب َسسى﴾ ]النحسسل‪،[90:‬‬ ‫ء ِذي ال ْ ُ‬ ‫وإيت َسسا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫سسسا ِ‬
‫ح َ‬
‫وال ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ف ﴾ ]لقمسسان‪،[1 7:‬‬ ‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مسسْر ب ِسسال ْ َ‬‫وأ ُ‬ ‫وقسسوله‪َ ﴿ :‬‬
‫وقسسوله‪ْ ﴿ :‬‬
‫ف ﴾ ]العسسراف‪،[199:‬‬ ‫عْر ِ‬ ‫مسسْر ِبسسال ْ ُ‬ ‫وأ ُ‬ ‫َ‬
‫ومن هذه الشياء المأمور بها ما هو منسسدوب‪،‬‬
‫ومنها‪ :‬أن المسر اسستدعاء وطلسب والمنسدوب‬
‫مستدعى ومطلوب‪ ،‬فيكون مأموًرا به‪.‬‬
‫***‬

‫‪11‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬

‫ثالًثا‪ :‬المحظور‬
‫المحظور لغة‪ :‬الممنوع‪.‬‬
‫حا‪ :‬مسسا يثسساب تسساركه امتثسسال ً ويسسستحق‬ ‫واصطل ً‬
‫فسساعله العقسساب‪ ،‬كالزنسسا‪ ،‬والسسسرقة وشسسرب‬
‫الخمسسر‪ ،‬والسسدخان‪ ،‬وحلسسق اللحسسى ونحسسو ذلسسك‪،‬‬
‫ما ومعصية وذنًبا وحجًرا‪.‬‬ ‫ويسمى محر ً‬
‫***‬
‫عا‪ :‬المكروه‬ ‫راب ً‬
‫المكروه لغة‪ :‬ضد المحبوب قال الله تعالى‪﴿ :‬‬
‫فسسي‬‫ه ِ‬
‫وَزين َس ُ‬ ‫ن َ‬‫مسسا َ‬
‫م الي َ‬ ‫ب إَليك ُس ُ‬‫حب ّس َ‬‫ه َ‬‫ن الل ّس َ‬ ‫ول َك ِس ّ‬ ‫َ‬
‫ق‬
‫سسسسو َ‬‫ف ُ‬ ‫وال ْ ُ‬‫فسسسَر َ‬‫م ال ْك ُ ْ‬‫كسسس ُ‬‫كسسسّرهَ إَلي ُ‬‫و َ‬‫م َ‬ ‫قُلسسسوب ِك ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫ن ﴾ ]الحجرات‪.[7:‬‬ ‫صيا َ‬ ‫ع ْ‬‫وال ْ ِ‬ ‫َ‬
‫حا هو‪ :‬ما يقتضي الثواب علسسى تركسسه‬ ‫واصطل ً‬
‫امتثال ً ل العقاب علسسى فعلسسه كتقسسديم الرجسسل‬
‫اليسرى عنسسد دخسسول المسسسجد‪ ،‬واليمنسسى عنسسد‬
‫الخروج منه‪.‬‬
‫***‬

‫سا‪ :‬المباح‬
‫خام ً‬
‫المباح لغة‪ :‬كل ما ل مانع دونه‪ ،‬كما قيل‪:‬‬
‫ست ول‬ ‫ولقد أبحنسسا ما حميس‬
‫مبيح لما حمينا‬

‫وفي الصطلح‪ :‬ما كان الخطاب فيه بالتخيير‬


‫بين الفعل والترك‪ ،‬فلم يثب على فعلسسه ولسسم‬
‫يعاقب على تركه‪ ،‬كالكل والنوم والغتسسسال‬

‫‪12‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫للتبرد‪ ،‬ومحل ذلسسك مسسا لسسم تسسدخله النيسسة فسسإن‬
‫نوى بالمباح خيًرا كان له به أجًرا‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫أقسام الحكم الوضعي‬
‫ل‪ :‬السبب‪:‬‬‫أو ً‬
‫السبب في اللغة‪ :‬ما توصل به إلى غيره‪.‬‬
‫حا‪ :‬ما يلزم من وجوده الوجود‪ ،‬ومسسن‬ ‫واصطل ً‬
‫عدمه العدم لذاته كزوال الشمس فإنه سسسبب‬
‫في وجوب صلة الظهر‪ ،‬وكملك النصاب فإنه‬
‫سبب فسسي وجسسوب الزكسساة وكسسالولء والنسسسب‬
‫في الميراث‪.‬‬
‫***‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط‪:‬‬
‫الشسسرط لغسسة‪ :‬واحسسد الشسسروط مسسأخوذ مسسن‬
‫الشرط س بالتحريك س واحسسد الشسسراط والمسسراد‬
‫به العلمة‪.‬‬
‫وفي الصطلح‪ :‬ما يلزم من عدمه العدم‪ ،‬ول‬
‫يلسسسزم مسسسن وجسسسوده وجسسسود ول عسسسدم لسسسذاته‬
‫كالطهارة مثل ً فإنها شرط في صحة الصسسلة‪،‬‬
‫فيلزم من عسسدم وجسسود الطهسسارة عسسدم وجسسود‬
‫الصلة الشرعية‪ ،‬ول يلزم من وجود الطهارة‬
‫وجود الصلة‪ ،‬إذ قسسد يكسسون النسسسان متطهسًرا‬
‫ويمتنع من فعل الصلة‪.‬‬
‫***‬
‫ثالًثا‪ :‬المانع‬
‫المانع في اللغة‪ :‬الحاجز‪.‬‬
‫حا‪ :‬مسسا يلسسزم مسسن وجسسوده العسسدم‪ ،‬ول‬‫واصطل ً‬
‫يلزم من عدمه وجود‪ ،‬ول عدم لذاته‪ ،‬كالقتسسل‬
‫في الميراث‪ ،‬والحيض في الصلة‪ ،‬فإن وجسسد‬
‫القتسسل امتنسسع الميسسراث‪ ،‬وإن وجسسد الحيسسض‬
‫امتنعت الصلة وقد ينعدمان ول يلزم ميسسراث‬

‫‪14‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫ول صسسلة‪ ،‬فهسسو بعكسسس الشسسرط إذ الشسسرط‬
‫يتوقف وجود المشروط على وجوده‪ ،‬والمانع‬
‫ينفي وجسسوده‪ .‬ولكسسي يتسسبين لسسك الفسسرق بيسسن‬
‫السسسبب والشسسرط والمسسانع‪ ،‬انظسسر فسسي زكسساة‬
‫ل‪ ،‬تجد سبب وجوبها وجود النصسساب‪،‬‬ ‫المال مث ً‬
‫ويتوقف ذلسسك الوجسسوب علسسى حسسولن الحسسول‪،‬‬
‫فهو شرط فيه‪ ،‬وإن وجسسد ديسسن منسسع وجوبهسسا‬
‫فهسسو مسسانع لسسذلك الوجسسوب علسسى القسسول بسسأن‬
‫الدين مانع‪.‬‬
‫***‬
‫عا‪ :‬الصحيح والفاسد‪:‬‬ ‫راب ً‬
‫الصحيح لغة‪ :‬ضد السقيم‪.‬‬
‫حا‪ :‬ما يتعلق به اعتداد في العبسسادات‪،‬‬ ‫واصطل ً‬
‫ونفوذ في المعسساملت كسسأن تقسع الصسلة مثل ً‬
‫مستوفاة شروطها‪ ،‬تامة أركانها‪ ،‬مسسع انتفسساء‬
‫الموانع ولو في اعتقاد الفاعل‪ ،‬وكذلك السبيع‬
‫يقع من جائز التصرف على مباح مقدور على‬
‫تسليمه‪ ،‬مملوك في نفس المر‪ ،‬فلو بسساع مسسا‬
‫يظن أنه ملك غيره فبان أنه ملكه صح السسبيع‪،‬‬
‫إذ المعاملت مبناها على ما في نفس المسسر‪،‬‬
‫والعبادات على ما في اعتقاد الفاعل‪.‬‬
‫والفاسد لغة‪ :‬المختل‪.‬‬
‫حا‪ :‬مسسا ل اعتسسداد بسسه فسسي العبسسادات‬‫واصسسطل ً‬
‫كإيقاع الصلة المفروضة قبل دخول وقتهسسا‪،‬‬
‫ول نفوذ له في المعاملت كسسبيع مسسا ل يملسسك‬
‫ل‪ .‬ويرادفسسه الباطسسل إل عنسسد أبسسي حنيفسسة‬ ‫مث ً‬
‫فيغاير بينهما‪ ،‬إذ الفاسد عنده ما شرع بأصله‬
‫ومنع بوصفه كبيع مد قمح بمد قمح ودرهسسم‪،‬‬

‫‪15‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫فبيع مد بمد صحيح مشروع بأصله‪ ،‬فلسسو رفسسع‬
‫الدرهم صح البيع نظًرا إلى أصل مشروعيته‪.‬‬
‫***‬

‫‪16‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫سا‪ :‬الرخصة والعزيمة‪:‬‬ ‫خام ً‬
‫العزيمة لغة‪ :‬القصد المؤكد‪.‬‬
‫حا‪ :‬الحكم الثابت بدليل شرعي‪ ،‬خسسال‬ ‫واصطل ً‬
‫مسسسن معسسسارض راجسسسح كتحريسسسم الزنسسسا فسسسي‬
‫المنهيات‪ ،‬ووجوب الصلة في المأمورات‪.‬‬
‫والرخصة لغة‪ :‬اللين والسهولة‪ ،‬يقسسال شسسيء‬
‫رخص أي‪ :‬لين‪.‬‬
‫حا‪ :‬ما ثبت على خلف دليسسل شسسرعي‬ ‫واصطل ً‬
‫لمعارض راجسسح‪ ،‬كسستيمم المريسسض لمرضسسه مسسع‬
‫وجسسود المسساء‪ ،‬وأكسسل الميتسسة عنسسد الضسسطرار‪.‬‬
‫فالتيمم ثبت علسسى خلف دليسسل شسسرعي وهسسو‬
‫َ‬
‫م‬
‫مت ُس ْ‬‫ق ْ‬‫ذا ُ‬ ‫من ُسسوا إ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫هسسا ال ّس ِ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬يا أي َ‬
‫م{ ]المسسائدة‪[6:‬‬ ‫هك ُ ْ‬ ‫جسسو َ‬ ‫سُلوا ُ‬
‫و ُ‬ ‫فا ْ‬
‫غ ِ‬ ‫ة َ‬ ‫صل ِ‬ ‫إَلى ال ّ‬
‫كنت ُسسم‬ ‫وإن ُ‬ ‫لمعارض راجح وهو قسسوله تعسسالى‪َ }:‬‬
‫ر{ ]النسسساء‪ ،[34:‬وكسسذلك‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫س‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ضى أ َ‬ ‫مْر َ‬
‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫أكل المضطر للميتة على خلف دليل شرعي‬
‫ة{‬ ‫ميَتسس ُ‬‫م ال ْ َ‬ ‫عَلي ُ‬
‫كسس ُ‬ ‫ت َ‬ ‫مسس ْ‬ ‫حّر َ‬‫هسسو قسسوله تعسسالى‪ُ } :‬‬
‫]المائدة‪ ،[3:‬وقد أجيز لدليل راجح عليه وهسسو‬
‫ة{‬‫صس ٍ‬ ‫م َ‬ ‫خ َ‬ ‫م ْ‬‫فسسي َ‬ ‫ض سطُّر ِ‬ ‫نا ْ‬ ‫مس ِ‬ ‫ف َ‬ ‫قسسوله تعسسالى‪َ } :‬‬
‫]المائدة‪ [3:‬فسسدفعه بأكسسل الميتسسة عسسن نفسسسه‬
‫الجوع المفضي إلى الهلك أرجح بل شك من‬
‫مطلق تضرره بخبثها‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫أقسام الكلم‬

‫مسسن المعلسسوم أن الكتسساب والسسسنة همسسا أصسسل‬


‫الدين وقسسوامه‪ ،‬وأنهمسسا بلسسسان عربسسي مسسبين‬
‫فيتوقسسف العلسسم بهمسسا علسسى العلسسم بسسالكلم‬
‫العربسسي نفسسسه‪ ،‬والوقسسوف علسسى أقسسسامه‬
‫المتعددة‪.‬‬
‫ولكسسن قبسسل تقسسسيمه ينبغسسي تعريفسسه أو ً‬
‫ل‪ ،‬إذ‬
‫معرفة أقسام الشيء فرع عن معرفته‪.‬‬

‫ل‪ :‬تعريف الكلم‪.‬‬ ‫أو ً‬


‫يطلسسق الكلم علسسى مجمسسوع أمريسسن‪ :‬اللفسسظ‬
‫والمعنسسى كسسالقرآن وسسسائر الكتسسب المنزلسسة‬
‫والحسساديث القدسسسية فإنهسسا كلم اللسسه تعسسالى‬
‫دالها ومدلولها‪.‬‬
‫هذا هو قول أهل الحق‪ ،‬وقسسد أطلقسسه جماعسسة‬
‫مسسن المبتدعسسة علسسى المعنسسى المسسستقر فسسي‬
‫القلب وهسسو قسسول مسسردود بكتسساب اللسسه وسسسنة‬
‫رسسسوله صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم‪ ،‬وإن أطلسسق‬
‫الكلم في بعض الحيان على المعنى القسسائم‬
‫بالنفس‪ ،‬فل بد من تقييده بما يدل على ذلك‬
‫فسسي‬ ‫ن ِ‬‫قوُلسسو َ‬ ‫وي ُ‬‫كمسسسسا فسسي قسسوله تعسسالى‪َ ﴿ :‬‬
‫قسسسو ُ‬
‫ل‬ ‫مسسسا ن َ ُ‬ ‫عسسسذّب َُنا الّلسسس ُ‬
‫ه بِ َ‬ ‫ول ي َ‬‫م َلسسس ْ‬
‫ه ْ‬
‫سسسس ِ‬
‫ف ِ‬ ‫َأن ُ‬
‫فسسي‬‫﴾ ]المجادلسسة‪ [8:‬فلسسول تقييسسده بقسسوله‪ِ ﴿ :‬‬
‫م ﴾ لنصرف إلى القول باللسان‪ ،‬وقسسد‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه ْ‬
‫ِ‬ ‫س‬‫ِ‬ ‫ف‬ ‫أن‬
‫يطلسسق علسسى كسسل مسسا أفهسسم المسسراد كقسسول‬
‫الشاعر‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫إذا كلمتني بالعيون الفوات‬
‫رددت عليها بالدموع البوادر‬

‫ويطلسسق عنسسد النحسساة علسسى‪ :‬اللفسسظ المركسسب‬


‫دا فسسائدة يحسسسن السسسكوت عليهسسا‬ ‫تركيًبا مفي س ً‬
‫مثل‪ :‬محمد رسول الله‪.‬‬
‫أقل ما تحصل به الفائدة‪:‬‬
‫تحصل الفسسائدة بكسسل مسسا اشسستمل علسسى نسسسبة‬
‫إسسسنادية‪ ،‬وأقسسل مسسا يكسسون ذلسسك فسسي أحسسد‬
‫التراكيب التية‪:‬‬
‫‪1‬س التركيب من اسمين كالمبتدأ والخبر مثسسل‪:‬‬
‫الله أحد‪ ،‬الله الصمد‪.‬‬
‫‪2‬س التركيب من فعل واسم كالفعل مع فاعله‬
‫مثل‪ :‬جاء الحق وزهق الباطل‪.‬‬
‫‪3‬س التركيب من حرف واسم مثل‪ :‬يا الله‪.‬‬
‫والصسسحيح أن السستركيب الثسسالث راجسسع إلسسى‬
‫التركيب الثاني لن الحسسرف نسسائب عسسن فعسسل‪،‬‬
‫وتحصل الفسسائدة بالكلمسسة الواحسسدة المتضسسمنة‬
‫لمعنسسى كلم مفيسسد كحسسرف الجسسواب نحسسو‪ :‬ل‬
‫وبلى ونعم‪ ،‬وفعل المر نحو‪ :‬استقم‪.‬‬
‫***‬

‫تقسيم الكلم إلى خبر وإنشاء‬


‫ينقسم الكلم إلى خبر وإنشاء‪.‬‬
‫تعريف الخبر‪:‬‬
‫هو ما احتمل الصدق والكذب لذاته‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫فقولنا‪» :‬ما احتمل الصدق والكسسذب« احسستراز‬
‫علسسى النشسساء فسسإنه ل يحتمسسل الصسسدق ول‬
‫الكذب‪.‬‬
‫وقولنا‪» :‬لسسذاته« ليشسسمل التعريسسف كلم اللسسه‬
‫َ‬
‫م‬ ‫م الت ّك َسساث ُُر )‪َ (1‬‬
‫حت ّسسى ُزْرت ُس ُ‬ ‫تعالى مثل‪ ﴿ :‬أل ْ َ‬
‫هاك ُ ُ‬
‫قسساب َِر ﴾ ]التكسساثر‪ ،1:‬س ‪ ،[2‬والمسسور البديهيسسة‬ ‫ال ْ َ‬
‫م َ‬
‫مثل الواحد نصسسف الثنيسسن‪ ،‬والكسسل أكسسبر مسسن‬
‫الجزء‪.‬‬

‫تقسيم الخبر إلى صدق وكذب‪:‬‬


‫وينقسم الخبر إلى صدق وكذب‪ ،‬فسسإن طسسابق‬
‫مضمونه الواقع نفيا مثسسل‪» :‬ل يصسسلح النسساس‬
‫فوضى ل سراة لهم«‪ ،‬أو إثباًتا مثل‪» :‬النسساس‬
‫سواسسسية كأسسسنان المشسسط«‪ ،‬فصسسدق‪ ،‬وإن‬
‫خسسسالفه نفيسسسا مثسسسل‪» :‬ل حاجسسسة إلسسسى تعلسسسم‬
‫الصناعات النافعسة« أو إثبات ًسسا مثسل‪» :‬الفسرس‬
‫أسرع من الطائرة« فكذب‪.‬‬

‫تعريف النشاء‪:‬‬
‫هسسو مسسا ل يحتمسسل الصسسدق ول الكسسذب لسسذاته‬
‫كسسس»أقسسم الصسسلة«‪» ،‬ل تشسسرك بسسالله«‪ ،‬وهسسو‬
‫نوعان‪ :‬طلبي‪ ،‬وغير طلبي‪.‬‬
‫أقسام النشاء‪:‬‬
‫‪1‬س النشاء الطلبي‪:‬‬
‫وهو ما اسسستدعى مطلوب ًسسا غيسسر حاصسسل وقسست‬
‫الطلب وهو أقسام منها‪:‬‬
‫المر‪ :‬وهو طلسسب إيجسساد الشسسيء بصسسيغة دالسسة‬
‫عليه مثل‪» :‬أطع والديك«‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫النهي‪ :‬وهو طلب الكف عن فعل بصيغة دالة‬
‫عليه نحو‪» :‬ل تقصر في واجبك«‪.‬‬
‫استفهام‪ :‬وهو طلب الفهام عن شيء نحسسو‪:‬‬
‫»هل ذاكرت درسك؟«‪.‬‬
‫التمنسسي‪ :‬وهسسو مسسا كسسان مسسدلوله طلسسب أمسسر ل‬
‫مطمع فيه أو عسير المنال بصيغة دالة عليه‪.‬‬
‫مثال الول‪ :‬ليت شباًبا بيع فاشتريت‪.‬‬
‫ومثال الثاني‪ :‬ليت المسلمين يتحدون‪.‬‬
‫الترجي‪ :‬وهو ما كسسان المطلسسوب فيسسه ممكن ًسسا‪،‬‬
‫وكان محبوًبا بصسسيغة دالسسة عليسسه مثسسل‪» :‬لعسسل‬
‫شسسباب المسسسلمين يتجهسسون إلسسى النهسسل مسسن‬
‫معين دينهم الحنيف«‪.‬‬
‫العسسرض‪ :‬وهسسو الطلسسب برفسسق مثسسل قولسسك‬
‫لصديقك‪» :‬أل تزور صديقك؟!«‪.‬‬
‫التحضسسيض‪ :‬وهسسو الطلسسب بحسسث مثسسل‪َ ﴿ :‬أل‬
‫قوما ن ّك َث ُسسوا َ‬
‫ج‬
‫ِ‬ ‫را‬ ‫َ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫سإ‬
‫س‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫سوا‬
‫س‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫سا‬
‫س‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫أي‬ ‫ن َ ْ ً‬ ‫قات ُِلو َ‬
‫تُ َ‬
‫ة ﴾ ]التوبسسة‪:‬‬ ‫و َ‬ ‫ءوك ُ َ‬
‫مسسّر ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ْ‬ ‫هسسم َبسسدَ ُ‬ ‫و ُ‬
‫ل َ‬‫سسسو ِ‬‫الّر ُ‬
‫‪.[31‬‬

‫‪2‬س النشاء غير الطلبي‪:‬‬


‫كصيغ العقود نحسسو‪ :‬بعسست واشسستريت وزوجسست‬
‫دا بها إمضاء العقد‪ ،‬وكصيغ القسسسم نحسسو‪:‬‬‫مرا ً‬
‫»والله لصدقن في الحديث«‪ ،‬وكالمدح نحسسو‪:‬‬
‫»نعم الطالب المجسسد«‪ ،‬والسسذم نحسسو‪» :‬بئسسست‬
‫الصفة الحسد«‪.‬‬
‫***‬

‫تقسيم الكلم إلى حقيقة ومجاز‬

‫‪21‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬

‫اعلم أول ً أن الناس فسسي تقسسسيم الكلم إلسسى‬


‫حقيقة ومجاز ثلثة آراء‪:‬‬
‫منع هذا التقسيم أص سل ً وأنسسه ل مجسساز ل فسسي‬
‫القرآن ول في اللغة العربية‪:‬‬
‫ومسسسن السسسذاهبين إلسسسى ذلسسسك أبسسسو إسسسسحاق‬
‫السسسفراييني‪ ،‬وقسسد نصسسر هسسذا القسسول شسسيخ‬
‫السلم ابن تيمية في كتاب اليمان فقال‪:‬‬
‫»إن فسسي تقسسسيم الكلم إلسسى حقيقسسة ومجسساز‬
‫حا حادًثا بعسسد انقضسساء القسسرون الثلثسسة‪،‬‬
‫اصطل ً‬
‫لم يتكلم به أحد من الئمة المشسسهورين فسسي‬
‫العلسسم‪ :‬كمالسسك‪ ،‬والثسسوري‪ ،‬والوزاعسسي‪ ،‬وأبسسي‬
‫حنيفة‪ ،‬والشافعي‪ ،‬بل ول تكلم به أئمة اللغة‬
‫والنحو مثل‪ :‬الخليل‪ ،‬وسسسيبويه ‪،‬وأبسسي عمسسرو‬
‫بن العلء‪ ،‬ونحوهم‪.«...‬‬
‫إلى أن قسال‪» :‬وهسذا الشسافعي هسو أول مسن‬
‫جرد الكلم في أصول الفقه لسسم يقسسسم هسسذا‬
‫التقسيم ول تكلم بلفظ الحقيقة والمجاز«‪.‬‬

‫منع وجود المجاز في القرآن دون اللغة‪:‬‬


‫ونسبه في كتسساب اليمسسان إلسسى أبسسي الحسسسن‬
‫الجزري وابن حامد مسسن الحنابلسسة ومحمسسد بسسن‬
‫منسسداد مسسن المالكيسسة وإلسسى داود بسسن علسسي‬
‫الظاهري وابنه أبي بكر‪.‬‬

‫وقوع المجاز في اللغة وفي القرآن‪:‬‬


‫وهو قسسول القاضسسي أبسسي يعلسسى وابسسن عقيسسل‬
‫وأبي الخطاب وغيرهم من الحنابلسسة‪ ،‬ورجحسسه‬

‫‪22‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫ابسسن قدامسسة فسسي »روضسسة النسساظر« ونسسسبه‬
‫الزركشسسي فسسي كتسسابه »البرهسسان فسسي علسسوم‬
‫مسسا مسسوجًزا‬
‫القرآن« إلى الجمهسسور‪ ،‬وإليسسك كل ً‬
‫يتعلق بتقسيم الكلم إلى حقيقة ومجاز عنسسد‬
‫من يرى ذلك التقسيم‪:‬‬

‫الحقيقة‪:‬‬
‫لغة‪ :‬مأخوذة من الحسسق‪ ،‬بمعنسسى الثسسابت علسسى‬
‫أنه فاعل أو المثبت على أنه بمعنى مفعول‪.‬‬
‫حا‪ :‬اللفسسظ المسسستعمل فيمسسا وضسسع لسسه‬
‫اصطل ً‬
‫ابتداء فسسي اصسسطلح التخسساطب‪ ،‬كلفسسظ أسسسد‪،‬‬
‫في الحيوان المفترس‪ ،‬وشمس في الكسسوكب‬
‫المضيء‪ ،‬وكلمة في اصطلح التخاطب تسسبين‬
‫لنسسا أصسسل تقسسسيمهم الحقيقسسة إلسسى ثلثسسة‬
‫أقسام‪:‬‬
‫‪1‬س لغوية‪.‬‬
‫‪2‬س عرفية‪.‬‬
‫‪3‬س شرعية‪.‬‬

‫الحقيقة اللغوية‪:‬‬
‫هي اللفظ المستعمل فيما وضع له أول ً فسسي‬
‫اللغة كأسد في الحيوان المفترس‪.‬‬
‫الحقيقة العرفية‪:‬‬
‫وتكون عامة وخاصة‪.‬‬
‫أ س فالعرفيسسة العامسسة‪ :‬مسسا تعسسارف عليسسه عامسسة‬
‫أهل اللغة بغلبة اسسستعمال اللفسسظ فسسي بعسسض‬
‫مدلوله أو بتغليب المجاز على الحقيقة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫فالول‪ :‬أن يكون اللفظ قد وضسسع فسسي أصسسل‬
‫اللغة لمعنى عام‪ ،‬ثسسم خصصسسه العسسرف ببعسسض‬
‫مسمياته كلفظ »دابة« فإن أصله لكل ما دب‬
‫علسسى وجسسه الرض غيسسر أن العسسرف خصصسسه‬
‫بذوات الربع‪.‬‬
‫والثسساني‪ :‬أن يكسسون اللفسسظ فسسي أصسسل اللغسسة‬
‫لمعنى‪ ،‬ثم يشتهر في عرف السسستعمال فسسي‬
‫المعنى المجازي بحيسسث ل يفهسسم مسسن اللفسسظ‬
‫عند إطلقه غيره كلفظ »الغسسائط« فسسإنه فسسي‬
‫أصل الوضع المكان المطمئن مسسن الرض ثسسم‬
‫نقل عنه إلى الفضلة الخارجة مسسن النسسسان‪،‬‬
‫وكلفسسظ »الروايسسة« فسسإنه فسسي الصسسل للبعيسسر‬
‫الذي يستقى عليه ثم نقل عنه إلى المزادة‪.‬‬
‫ب س والعرفية الخاصة‪ :‬ما تعسسارف عليسسه بعسسض‬
‫الطوائف من اللفاظ السستي وضسسعوها لمعنسسى‬
‫عندهم كتعسسارف أهسسل النحسسو علسسى اسسستعمال‬
‫الرفسسسع والنصسسسب وأدوات الجسسسر فسسسي معسسسان‬
‫اصطلحوا عليها‪ ،‬وكتعارف أهل البلغسسة علسسى‬
‫المسند والمسند إليه ونحو ذلك‪.‬‬

‫الحقيقة الشرعية‪:‬‬
‫هي اللفظ المستعمل فيما وضع له أول ً فسسي‬
‫الشسسسسرع‪ ،‬كالصسسسسلة للعبسسسسادة المخصوصسسسسة‬
‫المفتتحسسسة بسسسالتكبير المختتمسسسة بالتسسسسليم‪،‬‬
‫وكاليمان للعتقاد والقول والعمل‪.‬‬

‫المجاز‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫وهو لغسسة‪ :‬مكسسان الجسسواز أو الجسسواز علسسى أنسسه‬
‫مصدر ميمي‪.‬‬
‫وفي الصطلح قسمان‪ :‬لغوي وعقلي‪.‬‬

‫ل‪ :‬المجاز اللغوي‬‫أو ً‬


‫هو‪ :‬اللفظ المستعمل في غيسسر مسسا وضسسع لسسه‬
‫أول لعلقة مع قرينة‪.‬‬
‫مثال له‪ :‬لفظة »أسد« فسسي الرجسسل الشسسجاع‪،‬‬
‫فإنها استعملت في غير ما وضعت لسسه أول ً إذ‬
‫الوضسسع الول لهسسا إنمسسا هسسو فسسي الحيسسوان‬
‫المفسسترس واسسستعمالها فسسي الرجسسل الشسسجاع‬
‫بالوضع الثاني بسبب التجوز بهسسا عسسن محلهسسا‬
‫الول‪.‬‬
‫العلقسسة والغسسرض منهسسا‪ :‬واشسستراط العلقسسة‬
‫يخرج استعمال اللفظ في غيسسر مسسا وضسسع لسسه‬
‫بطريسسق السسسهو أو الغلسسط كقولسسك‪ :‬خسسذ هسسذا‬
‫ل‪ ،‬أو بطريسسق‬ ‫القلسسم وتشسسير إلسسى كتسساب مث ً‬
‫القصد ولكن ل مناسبة بين المعنيين كقولك‪:‬‬
‫حا أو‬ ‫خذ هذا الكتاب أو اشتريت كتاًبا تريد تفا ً‬
‫ثوًبا إذ ل مناسبة بين الكتاب والتفاح ول بين‬
‫الكتاب والثوب‪.‬‬
‫والغسسرض مسسن العلقسسة‪ :‬انتقسسال السسذهن مسسن‬
‫المعنسسسى الول إلسسسى المعنسسسى الثسسساني عسسسن‬
‫طريقها فهي كالجسر للذهن يعبر عليها كمسسا‬
‫دا يرمسسي‪ ،‬فسسإن جسسسر‬ ‫فسسي قولسسك‪ :‬رأيسست أس س ً‬
‫النتقال من الحيوان المفسسترس إلسسى الرجسسل‬
‫الشجاع إنما هسسي الشسسجاعة السستي تربسسط بيسسن‬

‫‪25‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫المعنيين في قولك‪ :‬حيسسوان مفسسترس ورجسسل‬
‫شجاع‪.‬‬

‫أقسام العلقة‪:‬‬
‫والعلقسسة إمسسا المشسسابهة‪ :‬كمشسسابهة الرجسسل‬
‫الشسسجاع للسسسد فسسي الشسسجاعة فسسي المثسسال‬
‫المتقدم لنها معنى مشترك بينهما‪.‬‬
‫وأمسسا غيسسر المشسسابهة كقسسولهم‪» :‬بسسث الميسسر‬
‫عيوًنا في المدينة« أي‪ :‬جواسيس‪ ،‬وكل مجاز‬
‫علقتسسه المشسسابهة يسسسمى »اسسستعارة« لنسسك‬
‫شبهت ثم استعرت لفظ المشبه به وأطلقتسسه‬
‫على المشبه وكل مجاز علقته غير المشابهة‬
‫يسمى »مجاًزا مرس ً‬
‫ل« لنسسه أرسسسل عسسن قيسسد‬
‫المشابهة‪.‬‬
‫والعلقات بغير المشابهة متعسسددة لنهسسا تعسسم‬
‫كل مناسبة أو ملبسسسة بيسسن المعنييسسن تصسسحح‬
‫نقسسل اللفسسظ مسسن معنسساه الول إلسسى الثسساني‬
‫كالكلية والجزئية فسسالولى كسسأن تطلسسق الكسسل‬
‫وتريد الجزء كما تقول‪ :‬قبضت الشرطة على‬
‫اللسسص‪ ،‬إذ القبسسسض لسسسم يحصسسسل مسسسن جميسسع‬
‫الشرطة وإنمسسا حصسسل مسسن بعضسسهم‪ ،‬والثانيسسة‬
‫كإطلق العين وإرادة كل النسان في المثال‬
‫المتقدم للجاسوس‪.‬‬
‫وكالسسسببية أو المسسسببية فالسسسببية أن تطلسسق‬
‫السبب وتريسسد المسسسبب كسسأن تقسسول‪» :‬رعينسسا‬
‫الغيث« والمسببية أن تطلق المسسسبب وتريسسد‬
‫عا«‪.‬‬
‫السبب كأن تقول‪» :‬أمطرت السماء ربي ً‬

‫‪26‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫وكالحالية بأن تطلق الحسسال وتريسسد المحسسل أو‬
‫المحلية بأن تطلق المحسسل وتريسسد الحسسا ّ‬
‫ل فيسسه‬
‫إلى غير ذلك‪.‬‬
‫دا ومركًبا‪:‬‬‫والمجاز اللغوي يكون مفر ً‬
‫فسسالمفرد‪ :‬هسسو مسسا كسسان فسسي اللفسسظ المفسسرد‬
‫وتقدمت أمثلته‪.‬‬
‫والمركسسب‪ :‬مسسا كسسان فسسي الجمسسل فسسإن كسسانت‬
‫العلقسسسة فيسسسه المشسسسابهة سسسسمي اسسسستعارة‬
‫تمثيليسة‪ ،‬وإل فمجساز مركسسب مرسسل كتشسبيه‬
‫صسسورة بصسسورة‪ ،‬ونقسسل السسدال علسسى الصسسورة‬
‫المشبه بها وإطلقها على الصورة المشسسبهة‬
‫كقولسسك لمسستردد فسسي أمسسر‪» :‬أراك تقسسدم رجل ً‬
‫وتؤخر أخرى«‪.‬‬
‫وقولك لمن جمع خصسسلتين ذميمسستين كشسسرب‬
‫ل‪» :‬أحشسسفا وسسسوء‬ ‫السسدخان وحلسسق اللحسسى مث ً‬
‫كيلة«‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المجاز العقلي‪:‬‬


‫ويكسسسون المجسسساز عقليسسسا إذا كسسسانت اللفسسساظ‬
‫مستعملة في حقائقهسسا ولكسسن التجسسوز حصسسل‬
‫فسسي السسسناد كقولسسك‪ :‬بنسسى الميسسر قصسسًرا‪،‬‬
‫فس»بنى« و»المير« و»القصر« مستعملة في‬
‫حقائقها‪ ،‬ولكسسن التجسسوز حصسسل بنسسسبة البنسساء‬
‫إلى المير إذ الباني له حقيقة العمال‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫المسسسسسر‬

‫يطلق لفظ المر إطلقين‪:‬‬


‫الول‪ :‬علسسى طلسسب الفعسسل كقسسوله تعسسالى‪﴿ :‬‬
‫ة ﴾ ]طه‪ ،[132:‬وهسسذا المسسر‬ ‫صل ِ‬ ‫ك ِبال ّ‬ ‫مْر أ َ ْ‬
‫هل َ َ‬ ‫ْ‬
‫وأ ُ‬‫َ‬
‫يجمع على أوامر‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬على الفعسسل والحسسال والشسسأن كقسسوله‬
‫ر ﴾ ]آل عمسسران‪:‬‬ ‫َ‬ ‫و َ‬
‫مس ِ‬
‫فسسي ال ْ‬ ‫م ِ‬‫ه ْ‬ ‫وْر ُ‬ ‫شا ِ‬ ‫تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫‪ [159‬وهذا المسسر يجمسسع علسسى أمسسور والمسسراد‬
‫هنا‪ :‬الول لما فيه من الطلب‪.‬‬
‫والمر في الصطلح‪ :‬استدعاء فعل بسسالقول‬
‫السسدال عليسسه علسسى سسسبيل السسستعلء وأكسسثر‬
‫الصوليين ل يشترط العلو ول الستعلء فسسي‬
‫المسسر واستشسسهدوا بقسسول عمسسرو بسسن العسساص‬
‫لمعاوية‪:‬‬
‫ما فعصيتني‬ ‫أمرتك أمًرا جاز ً‬
‫وكان من التوفيق قتل ابن هاشم‬
‫جا على معاوية فظفسسر بسسه ثسسم عفسسا‬ ‫وكان خار ً‬
‫عنه‪ ،‬فخرج عليه مرة أخرى‪ ،‬ومعلوم أنه ليس‬
‫هناك علو ول استعلء من عمرو على معاوية‪،‬‬
‫وكسسذلك قسسوله تعسسالى حكايسسة عسسن فرعسسون‬
‫ن ﴾ ]العراف‪.[110:‬‬ ‫ْ‬ ‫ما َ‬ ‫لقومه ﴿ َ‬
‫مُرو َ‬ ‫ذا ت َأ ُ‬ ‫ف َ‬
‫ويمكن أن يجاب على ذلك بسسأنه حيسسن منحهسسم‬
‫سلطة إبداء الرأي كان ذلك إعلء لهم‪.‬‬

‫صيغ المر‪:‬‬
‫وللمر صيغ تدل على طلب الفعل إذا تجردت‬
‫من القرائن الصارفة عنه‪ ،‬وهي أربع‪:‬‬

‫‪28‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫صلةَ ﴾ ]السسسراء‪:‬‬ ‫قم ِ ال ّ‬ ‫‪1‬س فعل المر‪ :‬مثل‪ ﴿ :‬أ َ ِ‬
‫هسسا‬ ‫َ‬ ‫فُروا َرب ّ ُ‬
‫كم ﴾ ]نسسوح‪ ﴿ ،[10:‬يسسا أي َ‬ ‫غ ِ‬‫ست َ ْ‬ ‫‪ ﴿ ،[78‬ا ْ‬
‫ن ﴾ ]التوبة‪.[73:‬‬ ‫قي َ‬‫ف ِ‬‫مَنا ِ‬ ‫وال ُ‬ ‫فاَر َ‬ ‫د الك ُ ّ‬ ‫ه ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫الن ِّبي َ‬
‫‪2‬س المضارع المجزوم بلم المسسر‪ :‬مثسسل قسسوله‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫ذوَر ُ‬ ‫وْليو ُ‬
‫فسسوا ُنسس ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫فث َ ُ‬ ‫ضوا ت َ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫م ْلي ْ‬ ‫تعالى‪ ﴿ :‬ث ُ ّ‬
‫ق ﴾ ]الحج‪.[29:‬‬ ‫عِتي‬ ‫َ‬ ‫ت ال ْ‬ ‫فوا ِبال َْبي ِ‬ ‫و ُ‬‫ّ‬ ‫وْليطّ‬‫َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ها‬‫‪3‬س اسم فعل المر‪ :‬مثل قوله تعالى‪ ﴿ :‬يا أي َ‬
‫م ﴾ ]المائدة‪.[105:‬‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫م َأن ُ‬ ‫عَليك ُ ْ‬‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫‪4‬س المصدر النائب عن فعل المر‪ :‬مثسسل قسسوله‬
‫ب ﴾ ]محمد‪.[4:‬‬ ‫قا ِ‬ ‫ب الّر َ‬ ‫ضْر َ‬ ‫ف َ‬ ‫تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫صيغ تفيد ما تفيده صيغ المر‪:‬‬
‫تقدم ذكر صسسيغ المسسر الصسسلية‪ ،‬وهنسساك صسسيغ‬
‫أخرى تدل على المر بالشيء وطلسسب إيجسساده‬
‫ومن هذه الصيغ‪:‬‬
‫‪1‬سسس التصسسريح بلفسسظ المسسر‪ :‬مثسسل‪» :‬أمركسسم‪،‬‬
‫وأمرتكم‪ ،‬أنتم مأمورون«‪.‬‬
‫‪ 2‬س وكذا التصريح باليجاب‪ ،‬والفرض والكتب‪.‬‬
‫‪ 3‬س ولفظة‪ :‬حق على العباد وعلى المؤمنين‪.‬‬
‫‪ 4‬س وكذا ما فيه ترتيسسب السسذم والعقسساب علسسى‬
‫الترك أو إحباط العمل بالترك ونحو ذلك‪.‬‬
‫هذا هو رأي الجمهور واسستدلوا بإجمساع أهسل‬
‫اللغة على تسمية ذلسسك أمسًرا‪ ،‬فسسإن السسسيد إذا‬
‫قال لعبده‪» :‬أعطني كذا« عد أمًرا وعد العبسسد‬
‫عا إن فعل وعاصيا إن ترك‪.‬‬ ‫مطي ً‬
‫وذهب الشاعرة ومن وافقهم إلسسى أن المسسر‬
‫ليسسست لسسه صسسيغة لفظيسسة لن الكلم عنسسدهم‬
‫المعنسسى القسسائم بسسالنفس دون اللفسسظ‪ ،‬وإنمسسا‬
‫جعل اللفظ ليعسسبر بسسه عسسن المعنسسى النفسسسي‬

‫‪29‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫ويسسدل عليسسه‪ ،‬وهسسذا السسرأي باطسسل لمخالفسسة‬
‫الكتاب والسنة‪.‬‬
‫َ‬
‫ك أل ّ‬
‫أما الكتسساب فقسسوله تعسسالى لزكريسسا‪ ﴿ :‬آيت ُس َ‬
‫ويا ﴾ ]مريسسم‪[10:‬‬ ‫سس ِ‬
‫ل َ‬‫ث َليسسا ٍ‬
‫س َثل َ‬ ‫ت ُك َل ّ س َ‬
‫م الن ّسسا َ‬
‫فإنه لم يسم المعنى الذي قام بنفس زكريسسا‬
‫ما‪.‬‬‫وأفهمه قومه بالشارة إليهم‪ :‬كل ً‬
‫وأما السسسنة فقسسوله صسسلى اللسسه عليسسه وسسلم‪:‬‬
‫»إن الله تجاوز لمتى عما حدثت بسسه أنفسسسها‬
‫ما لم تتكلم به أو تعمل«‪ ،‬ففرق بين المعنى‬
‫القسسسسائم بسسسسالنفس والكلم‪ ،‬وأخسسسسبر برفسسسسع‬
‫المؤاخذة في الول دون الثاني‪.‬‬

‫الحكم الذي تقتضيه صيغة المر عند الطلق‪:‬‬


‫إذا وردت صسسيغة المسسر مجسسردة عسسن القسسرائن‬
‫الدالة على المراد بها اقتضسست الوجسسوب وهسسو‬
‫قول الجمهور وعليه دلت الدلة كقوله تعالى‬
‫مْرت ُسسس َ‬ ‫َ‬ ‫لبليسسسس‪ ﴿ :‬مسسسا من َعسسس َ َ‬
‫ك‬ ‫جدَ إذْ أ َ‬ ‫سسسس ُ‬ ‫ك أل ّ ت َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫هسس ُ‬‫ل لَ ُ‬ ‫قيسس َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫وإ َ‬ ‫﴾ ]العسسراف‪ ،[12:‬وقسسوله‪َ ﴿ :‬‬
‫ن ﴾ ]المرسسسسسسلت‪،[48:‬‬ ‫عسسسسسو َ‬ ‫عسسسسسوا ل يْرك َ ُ‬ ‫اْرك َ ُ‬
‫ه َأن‬ ‫ر ِ‬‫ِ‬ ‫م‬
‫ْ‬
‫عن أ َ‬
‫ن َ ْ‬ ‫فو َ‬ ‫خال ِ ُ‬ ‫ني َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ر ال ّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫حذ َ‬ ‫فْلي ْ‬ ‫وقوله‪َ ﴿ :‬‬
‫م ﴾ ]النسسور‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ع َ‬ ‫فت ْن َ ٌ َ‬
‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫صيب َ ُ‬ ‫وي ِ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫م ِ‬‫ه ْ‬‫صيب َ ُ‬ ‫تُ ِ‬
‫ري ﴾ ]طسسه‪،[93:‬‬ ‫َ‬ ‫‪ ،[63‬وقسسوله‪ ﴿ :‬أ َ َ‬
‫مسس ِ‬ ‫تأ ْ‬ ‫صسسي َ‬ ‫ع َ‬ ‫ف َ‬
‫ضى‬ ‫ق َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ةإ َ‬ ‫من َ ٍ‬
‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬‫ول ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ٍ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬‫ن لِ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬‫وقوله‪َ ﴿ :‬‬
‫ن‬
‫مسس ْ‬ ‫خيسسَرةُ ِ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫هسس ُ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كو َ‬ ‫مًرا َأن ي ُ‬ ‫هأ ْ‬
‫الل ّه ورسول ُ َ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ َ ُ‬
‫م ﴾ ]الحسسزاب‪ [36:‬إلسسى غيسسر ذلسسك إذ ل‬ ‫أَ‬
‫هس ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ْ‬
‫خلص للمأمور مسسن الوعيسسد ول نجسساة لسسه مسسن‬
‫العسسذاب ول مسسن عسسار العصسسيان إل بالمتثسسال‬
‫ضا أن الصحابة رضي الله عنهم‬ ‫ويدل لذلك أي ً‬

‫‪30‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫كانوا يستدلون بالمر على الوجوب‪ ،‬ولم يقع‬
‫عسسا‪ ،‬وكسسذلك‬ ‫بينهم خلف في ذلك فكسسان إجما ً‬
‫إطبسساق أهسسل اللغسسة علسسى ذم العبسسد السسذي لسسم‬
‫يمتثل أمر سيده ووصفه بالعصسسيان‪ ،‬ول يسسذم‬
‫ويوصف بالعصيان إل من كسسان تارك ًسسا لسسواجب‬
‫عليه‪.‬‬

‫المر بالشيء أمر به وبما ل يتم إل به‪:‬‬


‫إذا كان الواجب المطلق يتوقف وجوده علسسى‬
‫ضا ضسسرورة توقسسف‬ ‫شيء‪ ،‬فإن المر يشمله أي ً‬
‫حصول السسواجب عليسسه كالطهسسارة فسسإن المسسر‬
‫بالصلة يشملها وهذا معنسسى قسسولهم‪» :‬المسسر‬
‫بالشيء أمسسر بسسه وبمسسا ل يتسسم إل بسسه« وليسسس‬
‫معنى ذلك أن وجوبه جسساء ضسسمًنا بسسدون دليسسل‬
‫مسسستقل‪ ،‬بسسل لسسه أدلسسة أخسسرى‪ ،‬غيسسر أن المسسر‬
‫الخسساص بسسذلك السسواجب يقتضسسي وجسسوب مسسا‬
‫توقف الواجب عليه‪.‬‬
‫هذا في الواجب المطلق فإن وجسسوب الصسسلة‬
‫مثل ً غيسسر مشسسروط بقيسسد فيكسسون المسسر بهسسا‬
‫مقتضيا المر بما ل يتم إل به وهو الطهارة‪.‬‬
‫أما في الواجب المقيد فليس كسسذلك كالزكسساة‬
‫فإن وجوبها مقيد بملك النصاب فليس المسسر‬
‫بهسسا أمسسًرا بتحصسسيل النصسساب ليتسسم وجسسوب‬
‫إخراجها بامتلكه‪ ،‬لن ذلك إتمسسام للوجسسوب ل‬
‫للواجب‪ ،‬ولذا يقولون‪ :‬مسسا ل يتسسم السسواجب إل‬
‫بسسه فهسسو واجسسب‪ ،‬ومسسا ل يتسسم الوجسسوب إل بسسه‬
‫فليس بواجب‪ ،‬والصسسلة قسد اسسستقر وجوبهسسا‪،‬‬
‫أما الزكاة فل تجب حتى يحصل النصاب‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬

‫اسسستعمال صسسيغة المسسر فسسي غيسسر معناهسسا‬


‫الصلي‪:‬‬
‫قد تخرج صسسيغة المسسر علسسى معناهسسا الصسسلي‬
‫إلى معان ترشد إليها القرائن‪ ،‬ومن ذلسسك مسسا‬
‫يأتي‪:‬‬
‫شسَرُبوا‬ ‫وا ْ‬ ‫‪1‬س للباحة مثل قوله تعسسالى‪ ﴿ :‬ك ُل ُسسوا َ‬
‫﴾ ]البقرة‪.[60:‬‬
‫م ﴾ ]فصسسلت‪:‬‬ ‫شسئ ْت ُ ْ‬ ‫مسسا ِ‬ ‫مل ُسسوا َ‬ ‫ع َ‬
‫‪2‬سس وللتهديسسد‪ ﴿ :‬ا ْ‬
‫‪.[40‬‬
‫م ﴾ ]البقرة‪.[254:‬‬ ‫قَناك ُ ْ‬ ‫ما َرَز ْ‬ ‫م ّ‬
‫‪3‬س وللمتنان‪ِ ﴿ :‬‬
‫ن‬‫مِنيسسس َ‬ ‫سسسسلم ٍ آ ِ‬ ‫هسسسا ب ِ َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫‪4‬سسسس وللكسسسرام‪ ﴿ :‬ادْ ُ‬
‫﴾ ]الحجر‪.[46:‬‬
‫ْ‬ ‫‪5‬سسسس وللتعجيسسسز‪َ ﴿ :‬‬
‫مث ْل ِسسس ِ‬
‫ه‬ ‫مسسسن ّ‬ ‫ة ّ‬‫سسسسوَر ٍ‬ ‫فسسسأُتوا ب ِ ُ‬
‫﴾ ]البقرة‪.[23:‬‬
‫صسسسب ُِروا‬ ‫َ‬ ‫‪6‬سسسس وللتسسسسوية‪َ ﴿ :‬‬
‫و ل تَ ْ‬ ‫صسسسب ُِروا أ ْ‬ ‫فا ْ‬
‫﴾ ]الطور‪.[16:‬‬
‫ن‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫‪7‬سسسس وللحتقسسسار‪ ﴿ :‬أ َل ْ ُ‬
‫قسسسو َ‬ ‫مسسسا أنت ُسسسم ّ‬ ‫قسسسوا َ‬
‫﴾ ]يونس‪.[80:‬‬
‫ذا َتسسسسَرى‬ ‫مسسسسا َ‬ ‫فسسسسانظُْر َ‬ ‫‪ 8‬سسسسس وللمشسسسسورة‪َ ﴿ :‬‬
‫﴾ ]الصافات‪.[102:‬‬
‫‪9‬س س وللعتبسسار‪ ﴿ :‬انظُسروا إل َسسى ث َم سره إ َ َ‬
‫م سَر‬‫ذا أث ْ َ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ُ‬
‫﴾ ]النعام‪.[99:‬‬
‫فسسْر ِلسسي ﴾ ]العسسراف‪:‬‬ ‫غ ِ‬ ‫با ْ‬ ‫‪01‬سسس وللسسدعاء‪َ ﴿ :‬ر ّ‬
‫‪.[151‬‬
‫‪11‬س ولللتماس‪ :‬مثل قولك لزميلك‪» :‬ناولني‬
‫القلم«‪ ،‬إلى غير ذلك من المعاني المتنوعة‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫تكرار المأمور به أو عدم تكراره‪:‬‬
‫في هذا البحث ثلث صسسور‪ :‬لن المسسر إمسسا أن‬
‫يقيد بما يفيد الوحدة أو بما يفيسسد التكسسرار أو‬
‫يكون خاليا عن القيد‪.‬‬
‫فالول‪ :‬يحمل على مسسا قيسسد بسسه‪ ،‬والقيسسد إمسسا‬
‫صفة أو شرط‪ ،‬فالقيد بصفة كقوله تعسسالى‪﴿ :‬‬
‫َ‬
‫ما‬‫ه َ‬
‫دي ُ‬‫عوا أيسسس ِ‬ ‫قط َ ُ‬‫فسسسا ْ‬
‫ة َ‬ ‫ر َ‬
‫ق ُ‬ ‫سسسسا ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫رق ُ َ‬ ‫سسسسا ِ‬‫وال ّ‬‫َ‬
‫﴾ ]المائدة‪ ،[38:‬فكلما حصلت السسسرقة وجسسب‬
‫القطع‪ ،‬ما لسسم يكسسن تكرارهسسا قبلسسه‪ ،‬والمقيسسد‬
‫كقوله صلى اللسسه عليسسه وسسسلم‪» :‬إذا سسسمعتم‬
‫المؤذن فقولوا مثل ما يقول‪ «...‬إلخ‪.‬‬
‫ضسسا كقسسوله‬ ‫والثاني‪ :‬يحمل على ما قيسسد بسسه أي ً‬
‫ن‬‫مس ِ‬‫ت َ‬ ‫ج ال َْبي س ِ‬‫حس ّ‬‫س ِ‬‫علسسى الن ّسسا ِ‬
‫ه َ َ‬ ‫ول ِل ّس ِ‬
‫تعسسالى‪َ ﴿ :‬‬
‫سِبيل ً ﴾‬‫ه َ‬ ‫ع إَلي ِ‬ ‫ست َ َ‬
‫طا َ‬ ‫ا ْ‬
‫] آل عمران‪ ،[79:‬وقد سئل رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪ :‬أفي كل عام يا رسول الله؟‬
‫فأجاب بمسسا يسسدل علسسى أنسسه فسسي العمسسر مسسرة‪،‬‬
‫فيحمل في الية على الوحدة لهذا القيد‪.‬‬
‫الثسسالث‪ :‬وهسسو الخسسالي عسسن القيسسد فسسالكثرون‬
‫على عدم إفادته التكسسرار لنسسه لمطلسسق إيجسساد‬
‫الماهية والمرة الواحدة تكفسسي فيسسه فمثل ً لسسو‬
‫قال الزوج لوكيله‪» :‬طلق زوجتي« لسسم يملسسك‬
‫إل تطليقسسة واحسسدة‪ ،‬ولسسو أمسسر السسسيد عبسسده‬
‫بدخول الدار مثل ً برأت ذمته بمرة واحدة ولم‬
‫يحسن لومه ول توبيخه‪.‬‬

‫المر المطلق يقتضي فعل المأمور بسسه علسسى‬


‫الفور‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫إذا وردت صيغة المسسر خاليسسة ممسسا يسسدل علسسى‬
‫فور أو تراخ اقتضت فعسسل المسسأمور بسسه فسسوًرا‬
‫في أول زمن المكان لقيام الدلة على ذلسسك‬
‫مسسن‬ ‫ة ّ‬ ‫ف سَر ٍ‬ ‫غ ِ‬ ‫م ْ‬‫عوا إل َسسى َ‬ ‫ر ُ‬ ‫سسسا ِ‬ ‫و َ‬ ‫كقسسوله تعسسالى‪َ ﴿ :‬‬
‫قوا‬ ‫سسساب ِ ُ‬ ‫م ﴾ ]آل عمسسران‪ ،[133:‬وقسسوله‪َ ﴿ :‬‬ ‫ّرب ّك ُ ْ‬
‫م ﴾ ]الحديد‪ ،[21:‬وقوله‪﴿ :‬‬ ‫من ّرب ّك ُ ْ‬ ‫ة ّ‬ ‫فَر ٍ‬‫غ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫إَلى َ‬
‫ت ﴾ ]البقرة‪ ،[148:‬وكمسسدحه‬ ‫خيَرا ِ‬ ‫قوا ال ْ َ‬ ‫ست َب ِ ُ‬ ‫فا ْ‬ ‫َ‬
‫في‬ ‫ن ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫المسارعين في قوله‪ ﴿ :‬أ ُ‬
‫عو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ِ‬ ‫سا‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫ل‬ ‫و‬
‫ْ‬
‫ت ﴾ ]المؤمنون‪ ،[61:‬ووجسسه دللسسة هسسذه‬ ‫خيَرا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫النصسسسوص أن وضسسسع السسسستباق والمسسسسابقة‬
‫والمسارعة للفورية‪.‬‬
‫وكذم الله تعالى لبليس على عسسدم المبسسادرة‬
‫بالسجود بقوله تعالى‪ ﴿ :‬ما من َع َ َ‬
‫جدَ إذْ‬ ‫س ُ‬ ‫ك أل ّ ت َ ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫وإ ْ‬
‫ذ‬ ‫﴿‬ ‫سوله‪:‬‬ ‫س‬ ‫ق‬ ‫سي‬ ‫س‬ ‫ف‬ ‫أي‬ ‫[‪،‬‬ ‫‪12‬‬ ‫سراف‪:‬‬ ‫س‬ ‫]الع‬ ‫﴾‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫أَ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫دوا إل ّ‬ ‫ج ُ‬‫سسسس َ‬ ‫ف َ‬ ‫م َ‬ ‫دوا لدَ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫سسسس ُ‬ ‫ةا ْ‬ ‫َ‬
‫ملئ ِكسسس ِ‬ ‫قل َْنسسسا ل ِل َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫س ﴾ ]البقسسرة‪ ،[34:‬ولسسو لسسم يكسسن المسسر‬ ‫إب ِْليسس َ‬
‫للفور لما استحق الذم ويدل لسسذلك مسسن جهسسة‬
‫اللغسسة‪ :‬أن السسسيد لسسو أمسسر عبسسده فلسسم يمتثسسل‬
‫فعاقبه فاعتذر العبد بأن المر على السستراخي‬
‫س لم يكن عذره مقبول ً عندهم‪.‬‬
‫وما استدل به القسسائلون بسسأنه علسسى السستراخي‬
‫من تأخير النبي صلى الله عليسسه وسسسلم الحسسج‬
‫إلى سنة عشر س س مسسدفوع بكسسون النسسبي صسسلى‬
‫الله عليسسه وسسسلم يحتمسسل أنسسه أخسسره لغسسراض‬
‫منها‪ :‬كراهيته لمشاهدة مسسا كسسان المشسسركون‬
‫يفعلسسسونه فسسسي الحسسسرم ممسسسا فيسسسه مخالفسسسة‬
‫للشسسسريعة‪ ،‬فلمسسسا أذن مؤذنسسسوه فسسسي السسسسنة‬
‫التاسعة ببراءة الله ورسوله صلى اللسسه عليسسه‬

‫‪34‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫وسسسلم مسسن المشسسركين ومنعهسسم مسسن قربسسان‬
‫الحرم وطهر الله مكة من أدران الشرك س حج‬
‫عليه الصلة والسلم‪.‬‬

‫من يدخل في خطاب التكليف ومن ل يدخل‪:‬‬


‫الناس على قسمين‪:‬‬
‫‪1‬س قسم لم يكتمسسل إدراكسسه‪ :‬وذلسسك إمسسا لعسسدم‬
‫البلوغ كالصغير أو لفقدان العقل كالمجنون‪،‬‬
‫أو لتغطيته كالسكران أو لذهوله كالساهي‪.‬‬
‫‪2‬س قسم مكتمل الدراك‪ :‬وهو البسسالغ العاقسسل‬
‫السالم من العوارض المتقدمة‪.‬‬
‫فالقسم الول ل يدخل فسسي نطسساق التكليسسف‬
‫ول يشمله الخطاب بدليل العقل والنقل‪.‬‬
‫أ س أما مسسن جهسسة العقسسل فلن المسسر يقتضسسي‬
‫المتثسسال ومسسن لسسم يسسدرك أمسًرا ل يتسسأتى منسسه‬
‫امتثاله‪.‬‬
‫ب سس وأمسسا مسسن جهسسة النقسسل فلحسسديث‪» :‬رفسسع‬
‫القلم عن ثلث‪ «...‬الحديث‪.‬‬
‫ول يعترض على هسسذا بتضسسمين مسسا أتلفسسه لن‬
‫ضمان حق الغيسسر يسسستوي فيسسه العاقسسل وغيسسر‬
‫العاقل حتى لسسو أتلفتسسه بهيمسسة لسسزم صسساحبها‬
‫ضمانه‪.‬‬
‫وأما القسم الثاني‪ :‬فهو إما مسلمون أو غير‬
‫مسلمين‪ ،‬والخطاب إما بأصل كالعقسسائد وإمسسا‬
‫بفرع كالصلة والصيام ونحو ذلك‪.‬‬
‫أ س فالخطاب بأصل يشملهما اتفا ً‬
‫قا‪.‬‬
‫ب سسس والخطسساب بفسسرع فيسسه خلف والصسسحيح‬
‫دخسول الكفسار فيسه كالمسسلمين‪ ،‬ومسن أدلسسة‬

‫‪35‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫في‬ ‫م ِ‬ ‫سل َك َك ُ ْ‬‫ما َ‬ ‫ذلك قولسه تعالى عن الكفار‪َ ﴿ :‬‬
‫ن )‪(43‬‬ ‫صسّلي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬‫مس َ‬ ‫ك ِ‬ ‫م ن َس ُ‬ ‫قاُلوا ل َس ْ‬ ‫قَر )‪َ (42‬‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫م َ‬ ‫ض َ‬ ‫خو ُ‬ ‫وك ُّنا ن َ ُ‬ ‫ن )‪َ (44‬‬ ‫كي َ‬‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫ع ُ‬‫ك ن ُطْ ِ‬ ‫م نَ ُ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫وكّنسسا ن ُكسسذّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫دي ِ‬ ‫وم ِ السسس ّ‬ ‫ب ِبيسس ْ‬ ‫ن )‪َ (45‬‬ ‫ضسسي َ‬ ‫خائ ِ ِ‬ ‫ال َ‬
‫﴾ ]المسسسدثر‪ ،[46_42:‬فسسسذكروا مسسسن أسسسسباب‬
‫تعذيبهم تركهسسم لمسسا أمسسروا بسسه مسسن الفسسروع‪،‬‬
‫كتركهم الصلة والزكاة وارتكسسابهم لمسسا نهسسوا‬
‫عنسه بخوضسهم مسع الخائضسين ولسم يقتصسروا‬
‫على ذكر السبب الكسسبر وهسسو تكسسذيبهم بيسسوم‬
‫الدين‪.‬‬
‫ومنهسسسا رجمسسسه صسسسلى اللسسسه عليسسسه وسسسسلم‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫اليسسسهوديين‪ ،‬وكذلسسسك قولسسسه تعسسالى‪ ﴿ :‬ال ّ س ِ‬
‫ذاًبا‬ ‫عس َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫زدْن َسسا ُ‬ ‫ه ِ‬‫ل الل ّس ِ‬‫سسِبي ِ‬ ‫عن َ‬ ‫دوا َ‬ ‫ص ّ‬‫و َ‬‫فُروا َ‬ ‫كَ َ‬
‫ب ﴾ ]النحل‪.[88:‬‬ ‫ذا ِ‬ ‫ع َ‬‫وقَ ال ْ َ‬ ‫ف ْ‬ ‫َ‬
‫وكمسسا أن المسسؤمن يثسساب علسسى إيمسسانه وعلسسى‬
‫امتثسساله الوامسسر واجتنسساب النسسواهي فكسسذلك‬
‫الكسسافر يعسساقب علسسى تسسرك التوحيسسد وعلسسى‬
‫ارتكاب النواهي وعدم امتثال الوامر‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫السنسهسسسي‬
‫تعريف النهي‪:‬‬
‫النهي لغة‪ :‬المنع‪ ،‬ومنه سمي العقل »نهيسسة«‬
‫لنه ينهى صاحبه ويمنعه من الوقوع فيمسسا ل‬
‫يليق‪.‬‬
‫حا‪ :‬طلب الكف عسسن فعسسل علسسى‬ ‫النهي اصطل ً‬
‫سبيل الستعلء‪ ،‬بغير كف ونحوها‪.‬‬
‫كم َبين َك ُسسم‬ ‫وال َ ُ‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫مثاله قوله تعالى‪ ﴿ :‬ل ت َسأ ْك ُُلوا أ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫هسسا‬
‫ل ﴾ ]النسسساء‪ ،[29:‬وقسسوله‪ ﴿ :‬يسسا أي َ‬ ‫ِبال َْبا ِ‬
‫طسس ِ‬
‫خوُنسسوا‬ ‫وت َ ُ‬
‫ل َ‬ ‫سو َ‬ ‫والّر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫خوُنوا الل ّ َ‬ ‫مُنوا ل ت َ ُ‬ ‫نآ َ‬‫ذي َ‬‫ال ّ ِ‬
‫أ َماَنات ِك ُم َ‬
‫ن ﴾ ]النفال‪.[27:‬‬ ‫عل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫وأنت ُ ْ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬

‫صيغته‪:‬‬
‫»كل مضارع مجزوم بل«‪ ،‬ول يدخل في ذلك‪:‬‬
‫كسسف‪ ،‬أو خسسل‪ ،‬أو ذر‪ ،‬أو دع ممسسا جسساء لطلسسب‬
‫هَر‬ ‫وذَُروا َ‬
‫ظسا ِ‬ ‫الكسف كمسا فسي قسوله تعسالى‪َ ﴿ :‬‬
‫م‬‫هس ْ‬ ‫ع أَ َ‬
‫ذا ُ‬ ‫ود َ ْ‬
‫ه ﴾ ]النعسسام‪َ ﴿ ،[120:‬‬ ‫الث ْسم ِ َ‬
‫وب َسساطِن َ ُ‬
‫هم ﴾ ]التوبسسة‪:‬‬ ‫سسسِبيل َ ُ‬
‫خّلسسوا َ‬ ‫﴾ ]الحزاب‪َ ﴿ ،[48:‬‬
‫ف َ‬
‫‪ [5‬لنها وإن كانت تفيد طلسسب الكسسف إل أنهسسا‬
‫بصيغة المر‪.‬‬

‫مقتضى النهي‪:‬‬
‫التحريم حقيقسسة بالتفسساق لقسسوله صسسلى اللسسه‬
‫عليه وسلم‪» :‬وما نهيتكم عنه فاجتنبوه«‪.‬‬

‫صيغ تفيد ما تفيده صيغة النهي‪:‬‬


‫ويلتحسسق بصسسيغة النهسسي فسسي إفسسادة التحريسسم‪:‬‬
‫التصسسريح بلفسسظ التحريسسم‪ ،‬والنهسسي والحظسسر‬

‫‪37‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫والوعيد علسسى الفعسسل‪ ،‬وذم الفاعسسل‪ ،‬وإيجسساب‬
‫الكفارة بالفعل‪ ،‬وكلمة ما كان لهم كسسذا ولسسم‬
‫يكسسن لهسسم‪ ،‬وكسسذا ترتيسسب الحسسد علسسى الفعسسل‬
‫وكلمة »ل يحل« ووصف الفعل بأنه فسسساد أو‬
‫أنه من تزيين الشيطان وعمله‪ ،‬وأنه تعالى ل‬
‫يرضاه لعباده‪ ،‬ول يزكي فاعله‪ ،‬ول يكلمه ول‬
‫ينظر إليه ونحو ذلك‪.‬‬

‫ورود صيغة النهي بغير التحريم‪:‬‬


‫‪1‬س ترد للكراهية كالنهي عن الشرب مسسن فسسم‬
‫القربة‪.‬‬
‫‪2‬سسس وتسسرد للسسدعاء إن كسسان مسسن أدنسسى لعلسسى‬
‫طأن َسسا‬‫خ َ‬‫و أَ ْ‬
‫ْ‬
‫خ سذَْنا إن ن َسسسيَنا أ َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫مثسسل‪ ﴿ :‬رب ّن َسسا ل ت ُ َ‬
‫ؤا ِ‬
‫﴾ ]البقرة‪.[286:‬‬
‫َُ‬
‫سألوا‬ ‫وترد للرشاد مثل قوله تعالى‪ ﴿ :‬ل ت َ ْ‬ ‫‪3‬س‬
‫َ‬
‫م ﴾ ]المسسائدة‪:‬‬ ‫ؤك ُ ْ‬ ‫سس ْ‬ ‫شسسياءَ إن ت ُب ْسدَ ل َك ُس ْ‬
‫م تَ ُ‬ ‫نأ ْ‬‫عس ْ‬
‫َ‬
‫‪.[101‬‬
‫وعلى العموم فإنهسسا تسسرد لكسسثير ممسسا يسسرد لسسه‬
‫المسسر غيسسر أن المسسر لطلسسب الفعسسل والنهسسي‬
‫لطلب الكف‪.‬‬

‫أحوال النهي‪:‬‬
‫أحوال النهي أربع‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪1‬س أن يكون النهي عن شيء واحد فقط وهو‬
‫الكثير س كالنهي عن الزنا مث ً‬
‫ل‪.‬‬
‫‪2‬س أن يكسسون النهسسي عسسن الجمسسع بيسسن متعسسدد‪،‬‬
‫وللمنهي أن يفعل أيهسسا شسساء علسسى انفسسراده‪،‬‬

‫‪38‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫كسسالجمع بيسسن الخسستين‪ ،‬والجمسسع بيسسن المسسرأة‬
‫وعمتها‪ ،‬وبينها وبين خالتها‪.‬‬
‫‪3‬س أن يكون النهي عن التفريسسق بيسسن شسسيئين‬
‫أو أكثر دون الجمع كالتفريق بين رجليه ينعل‬
‫إحداهما دون الخسسرى‪ ،‬بسسل علسسى المنهسسي أن‬
‫عا‪.‬‬
‫عا أو يحفيهما م ً‬ ‫ينعلهما م ً‬
‫عسسا‬
‫‪4‬سسس أن يكسسون المنهسسي عسسن متعسسدد اجتما ً‬
‫ع‬
‫طسس ْ‬
‫ول ت ُ ِ‬
‫قا مسسسثل قسسسوله تسسسعالى‪َ ﴿ :‬‬ ‫وافسسسترا ً‬
‫فسسوًرا ﴾ ]النسسسان‪ ،[24:‬فل‬ ‫و كَ ُ‬ ‫َ‬
‫مسسا أ ْ‬‫م آث ِ ً‬
‫هسس ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫ِ‬
‫تجوز طاعتهما مجتمعين ول مفترقين‪.‬‬
‫ومسسن أمثلسسة ذلسسك‪ ،‬ل تأكسسل السسسمك وتشسسرب‬
‫اللبن‪ ،‬على جزم الفعلين‪ ،‬فإن النهي منصب‬
‫قسسا‪ ،‬فسسإذا‬‫على الكل والشرب اجتماعا وافترا ً‬
‫نصب الثسساني كسسان مثسسال ً للحالسسة الثانيسسة‪ ،‬وإذا‬
‫رفع كان مثال ً للحالة الولى‪.‬‬

‫اقتضاء النهي فساد المنهي عنه‪:‬‬


‫المنهيات على قسمين‪:‬‬
‫‪1‬س قسم منهي عنه ولم يتوجه إليه طلب قط‬
‫قَرُبسسسوا الّزَنسسسى‬ ‫ول ت َ ْ‬ ‫مثسسسل قسسسوله تعسسسالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ه‬
‫كوا ب ِ ِ‬‫ر ُ‬
‫ش ِ‬‫ول ت ُ ْ‬
‫ه َ‬‫دوا الل ّ َ‬‫عب ُ ُ‬
‫وا ْ‬
‫﴾ ]السراء‪َ ﴿ ،[32:‬‬
‫شيًئا ﴾ ]النساء‪.[36:‬‬
‫َ‬
‫وهذا هو المنهي عنه لسسذاته‪ ،‬أي‪ :‬لقبحسسه فسسي‬
‫مسسا‪ ،‬ومسسا‬ ‫عا وباطل لزو ً‬ ‫نفسه‪ ،‬فهذا محرم قط ً‬
‫ترتب عليه باطل كسسذلك‪ ،‬كالولسسد مسسن الزنسسا ل‬
‫يلحق بأبيه‪ ،‬وعمل المشرك ل يثاب عليه‪.‬‬
‫‪2‬س وقسم منهي عنه من وجه‪ ،‬مع وجسسود أمسسر‬
‫به من وجه آخر وهذا القسم على ثلث صور‪:‬‬

‫‪39‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫أ س منهي عنه لصفته‪.‬‬
‫ب س منهي عنه لمر لزم له‪.‬‬
‫جس س منهي عنه لمر خارج عنه‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫المثلة على ما تقدم‪:‬‬
‫ل‪ :‬المنهي عنه لصفته‪:‬‬ ‫أو ً‬
‫أ س في العبادات‪ :‬نهسسي الحسسائض عسسن الصسسلة‪،‬‬
‫ضا‪.‬‬‫ونهي السكران عنها أي ً‬
‫ب س في المعاملت‪ :‬النهي عن بيسسع الملقيسسح‬
‫وذلك لجهالة البيع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المنهي عنه لمر لزم له‪:‬‬


‫أ س س فسسي العبسسادات‪ :‬النهسسي عسسن الصسسوم يسسوم‬
‫العيد‪ ،‬لما يلزمه من العراض عن ضيافة الله‬
‫في ذلك اليوم‪.‬‬
‫ب سس فسسي المعسساملت‪ :‬النهسسي عسسن بيسسع العبسسد‬
‫المسلم لكافر إذا لم يعتق عليه لما فيسسه مسسن‬
‫ولية الكافر على المسلم المبيع‪.‬‬

‫ثالًثا‪ :‬المنهي عنه لمر خارج عنه‪:‬‬


‫أ سس فسي العبسادات‪ :‬النهسي عسن الوضسوء بمساء‬
‫مغصوب أو الصلة في أرض مغصوبة‪.‬‬
‫وبيان كون النهي لمر خارج عنسسه‪ ،‬أن النهسسي‬
‫ل لنفس الوضوء ولكن لنه حق للغير ل يجوز‬
‫اسسسستعماله بغيسسسر إذن فسسسسواء فيسسسه التلف‬
‫بوضوء أو بإراقة أو غير ذلك‪.‬‬
‫ويتضسسح لسسك الفسسرق بيسسن المنهسسي عنسسه لسسذاته‬
‫والمنهي عنسسه لمسسر خسسارج عنسسه بسسالفرق بيسسن‬
‫الماء المتنجس والماء المغصوب‪.‬‬
‫ب سس فسسي المعسساملت‪ :‬النهسسي عسسن السسبيع بعسسد‬
‫النداء لصلة الجمعة‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫وبيسسان كسسونه لمسسر خسسارج عنسسه أن السسبيع قسسد‬
‫استوفى شروطه ولكنه مظنة لفوات الصسسلة‬
‫كما أن فوات الصلة قسسد يكسسون لعسسدة أسسسباب‬
‫أخرى‪.‬‬
‫والجمهور على أن النهي في هذه الصسسورة ل‬
‫يقتضي الفساد لن نفس المنهسسي عنسسه وهسسو‬
‫البيع سالم من مبطل والنهي لسسذلك الخسسارج‪،‬‬
‫فالجهة منفكة أي جهة صحة السسبيع عسسن جهسسة‬
‫توجه النهي إليه‪.‬‬
‫وعنسسد أحمسسد أن النهسسي يقتضسسي الفسسساد لن‬
‫النهسسي يقتضسسي العقسساب والصسسحة تقتضسسي‬
‫الثسسواب فل يثسساب ويعسساقب فسسي وقسست واحسسد‬
‫بسبب عمل واحد‪.‬‬

‫الدلة على اقتضاء النهي الفساد‪:‬‬


‫منها‪ :‬قوله عليه السلم في الحديث الصحيح‪:‬‬
‫»من عمسسل عمل ً ليسسس عليسسه أمرنسسا فهسسو رد«‬
‫دا على فاعله فكأنه‬ ‫أي‪ :‬مردود وما كان مردو ً‬
‫لسسم يوجسسد‪ ،‬والسسرد إذا أضسسيف إلسسى العبسسادات‬
‫اقتضسسى عسسدم العتسسداد بهسسا وإذا أضسسيف إلسسى‬
‫العقود اقتضى فسادها وعدم نفوذها‪.‬‬
‫ومنهسسا‪ :‬أمسسره صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم حيسسن‬
‫عا مسسن التمسسر الجيسسد بصسساعين مسسن‬
‫اشترى صا ً‬
‫الرديء برده وإعلمه بأن ذلك عين الربا‪.‬‬
‫ومنهسسا‪ :‬أن الصسسحابة كسسانوا يسسستدلون علسسى‬
‫الفساد بالنهي كاستدللهم على فساد عقود‬
‫الربا بقوله صلى الله عليه وسلم‪» :‬ل تسسبيعوا‬

‫‪42‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫السسذهب بالسسذهب إل مثل ً بمثسسل«وعلسسى فسسساد‬
‫نكاح المحرم بالنهي عنه‪.‬‬

‫المر والنهي بلفظ الخبر‪:‬‬


‫المسسر والنهسسي بلفسسظ الخسسبر كسسالمر والنهسسي‬
‫بلفظ الطلب في جميع الحكام‪.‬‬
‫وإليك المثلة على النوعين‪:‬‬
‫أ س مثال المسسر بلفسسظ الخسسبر‪ :‬قسوله تعسالى ‪﴿ :‬‬
‫قسسات يت َربصسن ب َ‬ ‫مطَل ّ َ‬
‫ء‬
‫قسُرو ٍ‬ ‫ة ُ‬‫ن َثلث َس َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫س‬‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫أن‬ ‫َ ّ ْ َ ِ‬ ‫ُ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ع َ‬
‫ضس ْ‬‫ت يْر ِ‬ ‫دا ُ‬
‫وال ِس َ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫﴾ ]البقرة‪ ،[228:‬وقوله‪َ ﴿ :‬‬
‫ن ﴾ ]البقرة‪.[233:‬‬ ‫كا ِ َ‬‫ن َ‬ ‫ح ْ َ‬ ‫َ‬
‫ملي ِ‬ ‫ولي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ولدَ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫وقسسوله صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم‪» :‬مسسن مسسات‬
‫وعليه صيام صام عنه وليه«‪.‬‬
‫ب س ومثال النهي بلفظ الخبر‪ :‬قوله تعالى‪﴿ :‬‬
‫ج‬‫حسس ّ‬‫فسسي ال ْ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫دا َ‬‫جسس َ‬ ‫ول ِ‬ ‫سسسوقَ َ‬ ‫ف ُ‬‫ول ُ‬ ‫ث َ‬‫فسس َ‬ ‫فل َر َ‬ ‫َ‬
‫﴾ ]البقرة‪ [197:‬وقوله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫»ل ضرر ول ضسسرار«وقسسوله صسسلى اللسسه عليسسه‬
‫وسسسلم فسسي كتسسابه لعمسسرو بسسن حسسزم‪» :‬وأن ل‬
‫يمس القرآن إل طاهر«‬

‫‪43‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫السعسسسسام‬
‫تعريف العام‪:‬‬
‫هو في اللغة‪ :‬الشامل‪.‬‬
‫قا‪.‬‬‫والعموم شمول أمر لخر مطل ً‬
‫وفي الصطلح‪ :‬وهو اللفسسظ المسسستغرق لمسسا‬
‫يصلح له دفعة بوضع واحد من غير حصر‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪» :‬دفعة« نحو رجل‪ ،‬فسسي سسسياق‬
‫قا لجميسسع مسسا‬ ‫الثبسسات فسسإنه وإن كسسان مسسستغر ً‬
‫يصلح لسسه إل أن هسسذا السسستغراق علسسى سسسبيل‬
‫البداية ل دفعة واحدة‪.‬‬
‫وبقولنسسسا‪» :‬بوضسسسع واحسسسد« المشسسسترك مثسسسل‬
‫»القرء والعين« فإنه بوضعين أو أكثر‪.‬‬
‫وبقولنسسا‪» :‬فسسي غيسسر حصسسر« أسسسماء العسسداد‬
‫كعشرة ومسسائة‪ ،‬وهسسذا عنسسد مسسن ل يسسرى لفسسظ‬
‫العدد من صيغ العموم‪.‬‬
‫صيغ العموم‪:‬‬
‫وللعمسسوم ألفسساظ دالسسة عليسسه تسسسمى صسسيغ‬
‫العموم ومنها ما يأتي‪:‬‬
‫ة‬ ‫قس ُ‬‫ذائ ِ َ‬‫س َ‬ ‫فس ٍ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫‪1‬س كل‪ :‬مثل قوله تعسسالى‪ ﴿ :‬ك ُس ّ‬
‫ن ِبالل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫م َ‬ ‫لآ َ‬‫ت ﴾ ]النبياء‪ ،[35:‬وقوله‪ ﴿ :‬ك ُ ّ‬ ‫و ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م ْ‬
‫ه ﴾ ]البقرة‪.[285:‬‬ ‫ملئ ِك َت ِ ِ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫‪2‬س جميع‪ :‬مثل جاء القوم جميعهم‪.‬‬
‫‪3‬س الجمع المعرف باللف واللم لغيسسر العهسسد‪:‬‬
‫ن ﴾ ]المؤمنسسون‪،[1:‬‬ ‫من ُسسو َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ح ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ق سد ْ أ َ ْ‬
‫فل َس َ‬ ‫مثل‪َ ﴿ :‬‬
‫ه‬‫م الل ّس ُ‬ ‫صسسيك ُ ُ‬
‫وكذا المعرف بالضافة مثسسل‪ ﴿ :‬يو ِ‬
‫َ‬
‫م ﴾ ]النساء‪.[11:‬‬ ‫ولِدك ُ ْ‬ ‫في أ ْ‬ ‫ِ‬
‫‪4‬س المفرد المعرف باللف واللم لغير العهسسد‪:‬‬
‫ر)‬ ‫سسس ٍ‬ ‫خ ْ‬ ‫فسسي ُ‬ ‫ن لَ ِ‬‫سا َ‬ ‫ن الن َ‬ ‫ر )‪ (1‬إ ّ‬ ‫ص ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫مثل‪َ ﴿ :‬‬

‫‪44‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫وا‬ ‫ص ْ‬
‫وا َ‬ ‫وت َ َ‬‫ت َ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫ع ِ‬ ‫و َ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫‪ (2‬إل ّ ال ّ ِ‬
‫ر ﴾ ]العصر‪1:‬س س ‪ ،[3‬وكسسذا‬ ‫صب ْ ِ‬ ‫وا ِبال ّ‬ ‫ص ْ‬ ‫وا َ‬ ‫وت َ َ‬‫ق َ‬ ‫ح ّ‬‫ِبال ْ َ‬
‫هل‬ ‫ة الل ّ س ِ‬ ‫مس َ‬ ‫ع َ‬‫دوا ن ِ ْ‬ ‫عس ّ‬ ‫وإن ت َ ُ‬ ‫المعرف بالضافة‪َ ﴿ :‬‬
‫ها ﴾ ]النحل‪.[18:‬‬ ‫صو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫تُ ْ‬
‫‪5‬س المثنى المعرف بأل‪ :‬مثل قوله صلى اللسسه‬
‫عليسسسسه وسسسسسلم‪» :‬إذا التقسسسسى المسسسسسلمان‬
‫بسيفيهما‪ «...‬فإنه يعم كل مسلمين‪.‬‬
‫‪6‬س ما‪ :‬وهي لما ل يعقل مثالها س موصسسولة سسس‪:‬‬
‫ه‬‫عن سدَ الل ّس ِ‬ ‫مسسا ِ‬ ‫و َ‬ ‫ف سد ُ َ‬ ‫م ين َ‬ ‫عندَك ُ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫قوله تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ق ﴾ ]النحل‪ [96:‬ومثالها سس شسسرطية سس قسسوله‬ ‫َبا ٍ‬
‫ه‬ ‫ه الّلسس ُ‬ ‫مسس ُ‬ ‫عل َ ْ‬ ‫ري ْ‬ ‫خيسس ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫مسس ْ‬ ‫عُلسسوا ِ‬ ‫ف َ‬‫مسسا ت َ ْ‬ ‫و َ‬ ‫تعسسالى‪َ ﴿ :‬‬
‫﴾ ]البقرة‪.[197:‬‬
‫‪7‬س من‪ :‬وهي لمن يعقل‪ ،‬مثالها س موصسسولة سسس‬
‫م‬ ‫ع ِدين َك ُس ْ‬ ‫مسسن ت َب ِ س َ‬ ‫مُنوا إل ّ ل ِ َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ول ت ُ ْ‬ ‫قوله تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫﴾ ]آل عمران‪ ،[73:‬ومثالها س شسسرطية سس قسسوله‬
‫ه‬
‫خي سًرا ي سَر ُ‬ ‫ة َ‬ ‫ل ذَّر ٍ‬ ‫قسسا َ‬ ‫مث ْ َ‬‫ل ِ‬ ‫مس ْ‬ ‫ع َ‬ ‫مسسن ي ْ‬ ‫ف َ‬ ‫تعسسالى‪َ ﴿ :‬‬
‫﴾ ]الزلزلة‪.[7:‬‬
‫‪ _ 8‬متى‪ :‬للزمان المبهسسم سس شسسرطية سس مثسسل‪:‬‬
‫»متى زرتني أكرمك«‪.‬‬
‫‪9‬س أين‪ :‬للمكان المبهم س شرطية س مثل‪ :‬قوله‬
‫تعسسسالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ت‬ ‫و ُ‬ ‫مسسس ْ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ركك ّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫يسسس‬ ‫نسسسوا‬ ‫ُ‬ ‫كو‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫مسسسا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫أي‬
‫﴾ ]النساء‪.[78:‬‬
‫صا فسسي‬ ‫‪ _10‬النكرة في سياق النفي وتكون ن ّ‬
‫العموم وظاهرة فيه‪.‬‬

‫نصية النكرة في العموم وظهورها فيه‪:‬‬


‫حا‬
‫صسسا صسسري ً‬
‫تكون النكرة فسسي سسسياق النفسسي ن ّ‬
‫في العموم في الحالت التية‪:‬‬

‫‪45‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫‪1‬س إذا بنيت مع ل‪ ،‬نحو‪ :‬ل إله إل الله‪.‬‬
‫مسسن« قبلهسسا‬ ‫من« وتزاد » ِ‬ ‫‪2‬س إذا زيدت قبلها » ِ‬
‫في ثلثة مواضع‪:‬‬
‫هم‬ ‫مسسا أ َت َسسا ُ‬‫مسسا ّ‬ ‫و ً‬‫ق ْ‬ ‫ذَر َ‬ ‫أ س قبل الفاعل مثل‪ ﴿ :‬ل ُِتن ِ‬
‫ن‬‫م يَتسسسذَك ُّرو َ‬ ‫هسسس ْ‬ ‫عل ّ ُ‬
‫ك لَ َ‬‫قب ِْلسسس َ‬‫مسسسن َ‬‫ر ّ‬‫ذي ٍ‬‫مسسسن ّنسسس ِ‬ ‫ّ‬
‫﴾ ]القصص‪.[46:‬‬
‫َ‬
‫مسسن‬ ‫سسل َْنا ِ‬ ‫مسسا أْر َ‬ ‫و َ‬‫ب س قبسسل المفعسسول مثسسل‪َ ﴿ :‬‬
‫ل ﴾ ]النبياء‪.[25:‬‬ ‫سو ٍ‬‫من ّر ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫قب ْل ِ َ‬
‫َ‬
‫ه إل ّ إل َس ٌ‬
‫ه‬ ‫ن إل َس ٍ‬ ‫مس ْ‬ ‫مسسا ِ‬ ‫و َ‬‫جس س قبل المبتدأ مثسسل‪َ ﴿ :‬‬
‫حدٌ ﴾ ]المائدة‪.[73:‬‬ ‫وا ِ‬ ‫َ‬
‫‪3‬س النكرة اللزمة للنفي‪ :‬مثل‪ :‬ديار‪ ،‬كما فسسي‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫قوله تعالى عن نوح‪ ﴿ :‬ل ت َذَْر َ َ‬
‫م َ‬‫ض ِ‬ ‫على الْر ِ‬
‫دياًرا ﴾ ]نوح‪.[26:‬‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫كا ِ‬
‫صا فيما عدا ذلسسك كسسالنكرة‬ ‫وتكون ظاهرة ل ن ّ‬
‫العاملة فيها »ل« عمل ليس‪ ،‬مثل قولك‪» :‬ل‬
‫رجل في الدار«‪.‬‬

‫دللة اللفظ العام واستعمالته‪:‬‬


‫الصسسل فسسي العسسام أن تكسسون دللتسسه كليسسة أي‬
‫يكون الحكم فيه علسسى كسسل فسسرد مسسن أفسسراده‬
‫المتدرجة تحته‪ ،‬وهذا إن لسسم يسسدخله تخصسسيص‬
‫هو العام الباقي على عمومه وهو قليل ومن‬
‫أمثاله‪:‬‬
‫عل َسسى‬
‫ض إل ّ َ‬ ‫َ‬
‫فسسي الْر ِ‬‫ة ِ‬‫داب ّ س ٍ‬‫من َ‬ ‫ما ِ‬ ‫و َ‬
‫‪1‬س قوله‪َ ﴿ :‬‬
‫ها ﴾ ]هود‪.[6:‬‬ ‫رْز ُ‬
‫ق َ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫ه ِ‬
‫م ﴾ ]البقسسرة‪:‬‬ ‫عِلي ٌ‬
‫ء َ‬
‫شي ٍ‬‫ل َ‬ ‫والل ّ ُ‬
‫ه ب ِك ُ ّ‬ ‫‪2‬س وقوله‪َ ﴿ :‬‬
‫‪.[282‬‬

‫‪46‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫عَليك ُ ُ‬
‫م ﴾ ]النسسساء‪:‬‬ ‫هات ُك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ت َ‬ ‫م ْ‬ ‫حّر َ‬ ‫‪3‬س وقوله‪ُ ﴿ :‬‬
‫‪.[23‬‬
‫دا من أفراده‪،‬‬ ‫وقد يطلق ويكون المراد به فر ً‬
‫وهذا هو العام المسسراد بسسه الخصسسوص‪ ،‬كقسسوله‬
‫س ﴾ ]آل عمران‪:‬‬ ‫م الّنا ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬‫تعالى‪ ﴿ :‬ال ّ ِ‬
‫‪ [173‬على أن المراد بالنسساس خصسسوص نعيسسم‬
‫م‬ ‫َ‬
‫بسسن مسسسعود أو غيسسره‪ ،‬وقسسوله تعسسالى‪ ﴿ :‬أ ْ‬
‫ه‬
‫ضل ِ ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫من َ‬ ‫ه ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ما آَتا ُ‬ ‫عَلى َ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫دو َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ي ْ‬
‫﴾ ]النسسساء‪ ،[54:‬علسسى أن المسسراد بالنسساس هنسسا‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد يطلسسق‬
‫مسسا ثسسم يسسدخله التخصسسيص‪ ،‬وهنسسا هسسو العسسام‬ ‫عا ّ‬
‫المخصوص‪.‬‬
‫ن‬‫صسسسس َ‬ ‫ت يت ََرب ّ ْ‬ ‫قسسسسا ُ‬ ‫مطَل ّ َ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫كقسسسسوله تعسسسسالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ء ﴾ ]البقسسرة‪ [228:‬فلفسسظ‬ ‫قُرو ٍ‬ ‫ة ُ‬ ‫ن َثلث َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ب َ‬
‫ه ّ‬ ‫ِ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ف‬ ‫أن‬ ‫ِ‬
‫المطلقسسسات عسسسام خصسسسص بقسسسوله تعسسسالى‪﴿ :‬‬
‫ن‬ ‫هسس ّ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ع َ‬ ‫ضسس ْ‬ ‫ن َأن ي َ‬ ‫هسس ّ‬ ‫جل ُ ُ‬
‫َ‬
‫لأ َ‬ ‫مسسا ِ‬ ‫ح َ‬‫ت ال َ ْ‬ ‫ول ُ‬
‫ُ‬
‫وأ ْ‬ ‫َ‬
‫﴾ ]الطلق‪ ،[4:‬فجعل أجلهسسن وضسسع الحمسسل ل‬
‫ثلثة قروء‪.‬‬
‫عموم حكسسم الخطسساب الخسساص بسسه صسسلى اللسسه‬
‫عليه وسلم‪:‬‬
‫الخطاب الخاص بالنبي صلى الله عليه وسلم‬
‫يتناول حكمه المة إل إذا دل علسسى اختصاصسسه‬
‫به‪.‬‬
‫د‬
‫ضسسى َزيس ٌ‬ ‫ق َ‬ ‫ما َ‬ ‫فل َ ّ‬‫ومن أدلة ذلك قوله تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫عَلسسى‬ ‫ن َ‬ ‫كسسو َ‬ ‫كسسي ل ي ُ‬ ‫هسسا ل ِ َ‬ ‫جَناك َ َ‬ ‫و ْ‬ ‫طسسًرا َز ّ‬ ‫و َ‬ ‫هسسا َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وا‬ ‫ضسس ْ‬ ‫ق َ‬ ‫ذا َ‬ ‫مإ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عيائ ِ ِ‬ ‫ج أدْ ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫في أْز َ‬ ‫ج ِ‬ ‫حَر ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫وطَ سًرا ﴾ ]الحسسزاب‪ ،[37:‬وقسسوله تعسسالى‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫دو ِ‬ ‫مسسن ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫ة ل ّس َ‬ ‫صس ً‬ ‫خال ِ َ‬ ‫في الواهبسسة نفسسسها‪َ ﴿ :‬‬

‫‪47‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫ن ﴾ ]الحسسزاب‪ ،[50:‬ولسسو كسسان حكسسم‬ ‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مسس ْ‬
‫الخطاب به يختص بسسه لسسم يصسسح التعليسسل فسسي‬
‫الية الولى ولسسم يحتسسج إلسسى التخصسسيص فسسي‬
‫الية الثانية‪.‬‬

‫العبرة بعموم اللفظ ل بخصوص السبب‪:‬‬


‫إذا ورد لفسسظ العمسسوم علسسى سسسبب خسساص لسسم‬
‫يسقط عمومه سسسواء كسسان السسسبب سسسؤال ً أو‬
‫غيره‪ ،‬كما روي أنه صلى الله عليه وسلم مسسر‬
‫على شاة ميتة لميمونسسة فقسسال‪» :‬أيمسسا إهسساب‬
‫دبغ فقد طهر« ويدل لذلك أن الصحابة كسسانوا‬
‫يسسستدلون بالعموميسسات السسواردة فسسي أسسسباب‬
‫خاصة من غير خلف‪ ،‬وأصرح الدلة في ذلسسك‬
‫أن النصاري الذي قّبل الجنبية ونزلت فيه‪﴿ :‬‬
‫ت ﴾ ]هسسود‪[114:‬‬ ‫سسسيَئا ِ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ت ي سذ ْ ِ‬
‫هب ْ َ‬ ‫س سَنا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫إ ّ‬
‫سأل رسول الله صلى الله عليسسه وسسسلم عسسن‬
‫حكم هذه الية هل يختص به بقوله‪ :‬ألي هسسذا‬
‫وحدي؟ فأجابه النبي صلى اللسسه عليسسه وسسسلم‬
‫بما يدل على التعميم حيث قال‪» :‬بسسل لمسستي‬
‫كلهم«‪.‬‬
‫ويوضحه من جهة اللغة‪ :‬أن الرجسسل لسسو قسسالت‬
‫له زوجته‪ :‬طلقني فطلق جميسسع نسسسائه وقسسع‬
‫الطلق عليهن ولم يختص بالطالبة وحدها‪.‬‬

‫الحكسسم علسسى المفسسرد بحكسسم العسسام ل يسسسقط‬


‫عمومه‪:‬‬
‫إذا ذكر عام محكوم عليه بحكم ثم حكم بسسذلك‬
‫الحكم على بعض أفراده لم يسسسقط بسسه حكسسم‬

‫‪48‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫عسسا‬
‫فسسا لبسسي ثسسور‪ ،‬وسسسواء ذكرتسسا م ً‬ ‫العسسام خل ً‬
‫ح ﴾ ]القسسدر‪ [4:‬أم‬ ‫والسسّرو ُ‬
‫ة َ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫مثل‪ ﴿ :‬ت َن َّز ُ‬
‫ل مثل حديث‪» :‬أيما إهاب دبغ فقد طهر« مع‬
‫حديث مسلم أنه صلى اللسسه عليسسه وسسسلم مسسر‬
‫بشسسساة ميتسسسة فقسسسال‪» :‬هل أخسسسذتم إهابهسسسا‬
‫فانتفعتم به« ومثل حديث‪» :‬من وجسسد متسساعه‬
‫عنسسد رجسسل قسسد أفلسسس فهسسو أحسسق بسسه مسسن‬
‫الغرماء«‪ ،‬ومثل قول جسسابر رضسسي اللسسه عنسسه‪:‬‬
‫قضسسى رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم‬
‫بالشفعة فسسي كسسل شسسيء‪ ،‬مسسع حسسديث‪» :‬فسسإذا‬
‫وقعت الحدود وصرفت الطرق فل شفعة«‪.‬‬
‫وفائدة الحكم على بعسسض العسسام بحكسسم العسسام‬
‫قيل إنها على احتمال إخراجه من العام‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫ما ينسزل منسزلة العموم‪:‬‬
‫اشسستهر بيسسن الصسسوليين فيمسسا ينسسزل منزلسسة‬
‫العموم عبارة منسجمة تنسب إلى الشسسافعي‬
‫رحمسسه اللسسه ونصسسها‪» :‬تسسرك الستفصسسال فسسي‬
‫حكاية الحال مع قيام الحتمسسال ينسسزل منزلسسة‬
‫العموم في المقال ويحسسسن بسسه السسستدلل«‬
‫ومن أمثلة هذه القاعدة قوله صلى الله عليه‬
‫وسلم لغيلن الثقفي وقد أسلم على عشسسرة‬
‫عا وفسسارق سسسائرهن«‬ ‫نسوة‪»:‬أمسك منهن أرب ً‬
‫عسسا أو علسسى‬
‫ولسسم يسسسأله هسسل عقسسد عليهسسن م ً‬
‫الترتيب فدل على عدم الفرق بين الحالين‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫السخسسسساص‬

‫تعريف الخاص‪:‬‬
‫الخاص مقابل للعام‪ ،‬فإذا كسسان العسسام يتنسساول‬
‫أكثر من واحد بل حصر فإن الخاص ل يتنسساول‬
‫سسسوى واحسسد كزيسسد مثل ً أو يتنسساول أكسسثر منسسه‬
‫ولكنه على سبيل الحصر‪ ،‬كاثنين أو خمسة أو‬
‫مائة لنه خاص بهذا العدد‪ ،‬ومنسسه النكسسرة فسسي‬
‫سياق الثبات كقولك‪ :‬رأيت رجل ً فسسي السسبيت‬
‫حا لكسسل‬
‫دا‪ ،‬فسسإنه وإن كسسان صسسال ً‬ ‫أو اعتنسسق عب س ً‬
‫قا بأي عبد إل أنه عمليا ل يصسسدق‬ ‫رجل‪ ،‬وصاد ً‬
‫إل بفرد واحد يختسسص بسسه لنسسه بمعنسسى‪ :‬رأيسست‬
‫دا‪.‬‬
‫دا واح ً‬‫دا واعتنق عب ً‬ ‫رجل ً واح ً‬

‫التخصيص‪:‬‬
‫تعريف التخصيص‪:‬‬
‫لغة‪ :‬الفراد‪.‬‬
‫حا‪ :‬قصر المقسسام علسسى بعسسض أفسسراده‬ ‫واصطل ً‬
‫لدليل يدل على ذلك‪.‬‬
‫أي جعل الحكم الثسسابت للعسسام مقصسسوًرا علسسى‬
‫بعض أفراده بإخراج البعسسض الخسسر عنسسه وقسسد‬
‫يكسسون التخصسسيص قصسسر المتعسسدد علسسى بعسسض‬
‫ضا‪.‬‬‫أفراده أي ً‬
‫المثلة‪:‬‬
‫م الّلسس ُ‬
‫ه‬ ‫صسسيك ُ ُ‬
‫أ س قصر العام‪ :‬كقوله تعالى‪ ﴿ :‬يو ِ‬
‫َ‬
‫م ﴾ ]النسسساء‪ ،[11:‬فهسسذا عسسام فسسي‬ ‫ولِدك ُس ْ‬
‫في أ ْ‬
‫ِ‬
‫جميع أولد المخسساطبين وعسسام فسسي كسسل ولسسد‪،‬‬
‫فخص الول بقسسوله صسسلى اللسسه عليسسه وسسلم‪:‬‬

‫‪51‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫»إنسسا معاشسسر النبيسساء ل نسسورث« فسسأخرج أولد‬
‫النبياء من عموم أولد المخاطبين‪.‬‬
‫وقسسال صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم‪» :‬ل يسسرث‬
‫المسسسلم الكسسافر‪ «...‬فخسسص عمسسوم كسسل ولسسد‬
‫بإخراج الولد الكافر‪.‬‬
‫ل‪ :‬له علي‬ ‫ب س مثال قصر المتعدد‪ :‬كقولك مث ً‬
‫عشرة دنانير إل ثلثة فسسإن فيسسه قصسسر السسدين‬
‫على سبعة فقط‪.‬‬
‫فتحصل في هذا أمران‪:‬‬
‫‪1‬سس عسسام أو متعسسدد‪ ،‬أخسسرج منسسه البعسسض‪ ،‬فهسسو‬
‫العام المخصوص المتقدم ذكره‪.‬‬
‫‪2‬س دال على الخراج‪ ،‬فهو المخصص س س باسسسم‬
‫الفاعل س كالحسسديثين المسسذكورين‪ ،‬والسسستثناء‬
‫في الخير‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫المخصصات‪:‬‬
‫المخصسسسص العسسسام علسسسى قسسسسمين‪ :‬متصسسسل‬
‫ومنفصل‪.‬‬
‫الول‪ :‬هسسو مسسا ل يسسستقل بنفسسسه بسسل يتعلسسق‬
‫ما‪.‬‬
‫معناه باللفظ فهو مقارن له دائ ً‬
‫الثاني‪ :‬هو ما استقل بنفسسسه ول ارتبسساط لسسه‬
‫في الذكر مع العام من لفظ أو غيره‪.‬‬

‫المخصصات المتصلة‪:‬‬
‫وهي خمسة أشياء‪:‬‬
‫‪1‬س الستثناء‪.‬‬
‫‪2‬س الشروط‪.‬‬
‫‪3‬س الصفة‪.‬‬
‫‪4‬س الغاية‪.‬‬
‫‪5‬س بدل البعض‪.‬‬

‫التخصيص بالستثناء‪:‬‬
‫ل« أو مسسا‬ ‫تعريفه‪ :‬هو إخسسراج البعسسض بسسأداة »إ ّ‬
‫يقوم مقامها‪.‬‬
‫وهو قسمان‪ :‬متصل ومنقطع‪.‬‬
‫ضا من‬ ‫‪1‬س فالمتصل‪ :‬ما كان فيه المستثنى بع ً‬
‫المستثنى منه كقوله تعسسالى فسسي شسسأن نسسوح‬
‫ة إل ّ‬
‫س سن َ ٍ‬
‫ف َ‬‫م أ َل ْ س َ‬‫هس ْ‬
‫في ِ‬ ‫فل َب ِ س َ‬
‫ث ِ‬ ‫عليسسه السسسلم‪َ ﴿ :‬‬
‫ما ﴾ ]العنكبوت‪ [14:‬وهسسذا القسسسم‬ ‫عا ً‬
‫ن َ‬
‫سي َ‬
‫م ِ‬ ‫خ ْ‬
‫َ‬
‫هو المقصود باتفاق‪.‬‬
‫‪2‬س س والمنقطسسع‪ :‬مسسا لسسم يكسسن فيسسه المسسستثنى‬
‫ضا من المستثنى منه نحو‪ :‬له علي عشسسرة‬ ‫بع ً‬
‫دنانير إل كتاًبا‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫وفسسي التخصسسيص بهسسذا النسسوع خلف وعلسسى‬
‫القول به كما عند المالكية يحتاج إلى التأويل‬
‫أي إل قيمسسة الكتسساب‪ ،‬فيكسسون المخسسرج مسسن‬
‫العشرة دنانير قيمة الكتاب فكأنه يعود عمليسا‬
‫إلى النوع الول‪.‬‬

‫شروط صحة الستثناء‪:‬‬


‫ولصحة التخصيص بالستثناء شروط منها‪:‬‬
‫ظا يسمع ل بمجرد النية‪ ،‬إل‬ ‫‪1‬س أن يكون ملفو ً‬
‫ما عند المالكية‪.‬‬ ‫في يمين ظل ً‬
‫ظسسا فسسي‬ ‫‪2‬سسس أن يكسسون متصسسل ً بمسسا قبلسسه لف ً‬
‫العسسرف‪ ،‬فل يضسسر فصسسله بتنفسسس أو عطسساس‬
‫قا‪.‬‬‫فا لبن عباس إذ أجاز فصله مطل ً‬ ‫خل ً‬
‫‪3‬س أن ل يستغرق المستثنى منسسه كخمسسسة إل‬
‫وا أو أكثر من النصسسف عنسسد‬ ‫خمسة لنه يعد لغ ً‬
‫الحنابلسسسة كخمسسسسة إل ثلثسسسة لن السسسستثناء‬
‫لخراج القليل‪.‬‬

‫وحاصل الخلف في الشرط الخير كالتي‪:‬‬


‫‪1‬س أن يكون المستثنى أقل مما بقي كخمسة‬
‫إل اثنين فهذا صحيح بالجماع‪.‬‬
‫قا لجميسسع‬‫‪2‬سسس أن يكسسون المسسستثنى مسسستغر ً‬
‫المستثنى منه كخمسة إل خمسة وهذا باطسسل‬
‫فا لبن طلحة الندلسي‪.‬‬ ‫عند الكثر خل ً‬
‫‪3‬س أن يكون المستثنى أكثر مما بقي كخمسة‬
‫إل أربعة وهو جائز عند الجمهور ممنسسوع عنسسد‬
‫الحنابلة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫ورود الستثناء بعد جمل متعاطفة‪:‬‬
‫ت‬ ‫صسسَنا ِ‬
‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مسسو َ‬ ‫ن يْر ُ‬ ‫ذي َ‬‫وال ّ ِ‬ ‫قال الله تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬
‫مسساِني َ‬ ‫م ثَ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫دو ُ‬ ‫جل ِ س ُ‬‫فا ْ‬ ‫داءَ َ‬‫ه َ‬‫ش َ‬ ‫ة ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫م يأُتوا ب ِأْرب َ َ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫ثُ ّ‬
‫ول َئ ِ َ‬ ‫شهادةً أ َبسسدا ُ‬
‫م‬ ‫هسس ُ‬
‫ك ُ‬ ‫وأ ْ‬ ‫َ ً َ‬ ‫م َ َ َ‬ ‫ه ْ‬‫قب َُلوا ل َ ُ‬ ‫ول ت َ ْ‬ ‫جل ْدَةً َ‬ ‫َ‬
‫ك‬‫د ذَل ِس َ‬ ‫عس ِ‬
‫ن بَ ْ‬ ‫مس ْ‬ ‫ن ت َسساُبوا ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن )‪ (4‬إل ّ ال ّ ِ‬ ‫قو َ‬ ‫س ُ‬‫فا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫م ﴾ ]النور‪.[5،4:‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر ّر ِ‬ ‫غ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫فإ ّ‬‫حوا َ‬ ‫صل َ ُ‬
‫وأ ْ‬ ‫َ‬

‫فقد ورد السستثناء فسسي هسذه اليسة بعسد ثلث‬


‫جمل‪:‬‬
‫‪1‬س جملة المر بالجلد‪.‬‬
‫‪2‬س جملة النهي عن قبول الشهادة منهم‪.‬‬
‫‪3‬س جملة الحكم عليهم بالفسق‪.‬‬
‫فهسسل يعسسود السسستثناء إلسسى الجميسسع أو إلسسى‬
‫الجملة الخيرة فقط‪ ،‬خلف‪.‬‬
‫أ س فالجمهور على أنه يعود إلى الجميسسع لنسسه‬
‫الظاهر ما لم يدل دليل علسسى خلف ذلسسك فل‬
‫يصح رجوعه إلى جملة الجلسد فسي هسذه اليسسة‬
‫مث ً‬
‫ل‪.‬‬
‫ب س وأبو حنيفة علسسى أنسسه يعسسود إلسسى الجملسسة‬
‫الخيرة فقط لنه المتيقن‪.‬‬
‫ومثله ورود الستثناء بعد مفسسردات متعاطفسسة‬
‫ضا نحو‪ :‬تصسسدق علسسى الفقسسراء والمسسساكين‬ ‫أي ً‬
‫والغارمين إل الفسقة منهم‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫التخصيص بالشرط‪:‬‬
‫تعريفه‪:‬‬
‫المسسراد بالشسسرط هنسسا‪ :‬الشسسرط اللغسسوي وهسسو‬
‫المعسسروف بتعليسسق أمسسر بسسأمر‪ ،‬وأدواتسسه كسسثيرة‬
‫منها‪» :‬إن وإذا« مثل‪» :‬إن نجسسح زيسسد فسسأعطه‬
‫جائزة«‪.‬‬
‫ووجسسسه التخصسسسيص بالشسسسرط فسسسي المثسسسال‬
‫المتقدم‪ :‬أنه يخرج من الكلم حال ً من أحوال‬
‫زيد وهي عسسدم نجسساحه ولسسول الشسسرط لسسوجب‬
‫إعطاؤه الجائزة على كل حال‪.‬‬
‫فسسي‬ ‫م ِ‬
‫ضسسَرب ْت ُ ْ‬‫ذا َ‬ ‫وإ َ‬‫وقد جاء في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ن‬
‫مس َ‬ ‫صسُروا ِ‬ ‫ق ُ‬‫ح َأن ت َ ْ‬‫جن َسسا ٌ‬ ‫عَليك ُس ْ‬
‫م ُ‬ ‫فَليس َ‬
‫س َ‬ ‫ض َ‬ ‫َ‬
‫الْر ِ‬
‫ة ﴾ ]النسسساء‪ [101:‬تعليسسق قصسسر الصسسلة‬ ‫صسسل ِ‬
‫ال ّ‬
‫على حصول الشرط وهو الضرب في الرض‪،‬‬
‫قسسا حضسسًرا‬ ‫ولسسول الشسسرط لجسساز القصسسر مطل ً‬
‫وسفًرا‪ ،‬لكنسسه خسسص بحالسسة السسسفر‪ ،‬ويشسسترط‬
‫للتخصسسيص بالشسسرط أن يتصسسل بالمشسسروط‬
‫ظا كما في الستثناء‪.‬‬ ‫لف ً‬

‫التخصيص بالصفة‪:‬‬
‫والمراد بالصفة‪ :‬الصسسفة المعنويسسة‪ ،‬ل النعسست‬
‫المعسسروف فسسي علسسم النحسسو‪ ،‬فتشسسمل الحسسال‬
‫والظرف والتمييز وغيرها‪.‬‬
‫والغسسالب فسسي الصسسفة أن تجيسسء مخصصسسة‬
‫للموصوف قبلها وربما تقدمت عليه كما فسسي‬
‫إضافة الصفة إلى الموصوف‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫ووجه التخصيص بالصفة‪ :‬أنهسسا تقصسسر الحكسسم‬
‫على مسسا تصسسدق عليسسه وتخسسرج مفهومهسسا عسسن‬
‫نطاق الحكم إذا كان لها مفهوم معتبر‪.‬‬
‫ل‪ :‬اقرأ الكتب النافعة في البيت‪ ،‬فإن‬ ‫أ س فمث ً‬
‫قولك لصسسديقك‪ :‬اقسسرأ الكتسسب‪ ،‬عسسام فسسي كسسل‬
‫كتاب ولكن الوصف بالنفع قصر حكم القراءة‬
‫على النافع منها وأخرج ما عدا ذلك‪.‬‬
‫ب س وكذلك‪» :‬اقرأ الكتب« عام في كل مكان‬
‫ولكن قولك‪» :‬في البيت« قصر القسسراءة فسسي‬
‫مكان دون غيره‪.‬‬
‫جسسس سسس وقولسسك‪» :‬إذا حضسسرت مبكسسًرا أدركسست‬
‫السسدرس الول« فحضسسرت عسسام فسسي جميسسع‬
‫الحسسوال‪ ،‬ومبك سًرا تخصسسيص لسسه‪ ،‬ومسسن أمثلسسة‬
‫م‬‫مسسن ل ّس ْ‬ ‫و َ‬‫التخصسسيص بالصسسفة قسسوله تعسسالى‪َ ﴿ :‬‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫صسسَنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ح ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ول ً أن ين ِ‬
‫كسس َ‬ ‫طسس ْ‬‫م َ‬ ‫من ُ‬
‫كسس ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫سسست َطِ ْ‬ ‫ي ْ‬
‫َ‬
‫فَتيات ِك ُ ُ‬
‫م‬ ‫من َ‬ ‫كم ّ‬ ‫مان ُ ُ‬
‫ت أي َ‬ ‫مل َك َ ْ‬
‫ما َ‬‫من ّ‬ ‫ت َ‬
‫ف ِ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬‫ال ْ ُ‬
‫ت ﴾ ]النساء‪ ،[25:‬فلفظسسة »فتيسساتكم«‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬‫ال ْ ُ‬
‫عامة خصصتها الصفة بالمؤمنات‪.‬‬
‫شرط التخصيص بالصفة‪ :‬ويشسسترط لسسذلك أن‬
‫تكون الصسسفة متصسسلة بالموصسسوف لفظًسسا كمسسا‬
‫في الشرط والستثناء‪.‬‬

‫التخصيص بالغاية‪:‬‬
‫غاية الشيء‪ :‬نهسسايته ولهسسا أدوات دالسسة عليهسسا‬
‫هي‪ :‬إلى وحتى‪ ،‬وهي السستي يتقسسدمها عمسسوم‬
‫يشمل مسسا بعسسدها لنهسسا تخسسرج مسسا بعسسدها مسسن‬
‫عموم ما قبلها‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫ن‬
‫مُنسو َ‬ ‫ؤ ِ‬‫نلي ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫قات ُِلوا اّلس ِ‬ ‫مثالها‪ :‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫م‬ ‫حسّر َ‬ ‫مسسا َ‬ ‫ن َ‬‫مسسو َ‬ ‫حّر ُ‬ ‫ول ي َ‬ ‫ر َ‬ ‫خس ِ‬
‫وم ِ ال ِ‬ ‫ول ب ِسساْلي ْ‬ ‫ه َ‬‫ِبالل ّ ِ‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ن اّلسس ِ‬‫م َ‬‫ق ِ‬‫ح ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ن ِدي َ‬ ‫ديُنو َ‬ ‫ول ي ِ‬
‫ه َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ُ‬
‫م‬ ‫هس ْ‬ ‫و ُ‬ ‫د َ‬‫عن يس ٍ‬ ‫ة َ‬ ‫جْزي َ‬ ‫طوا ال ْ ِ‬‫ع ُ‬ ‫حّتى ي ْ‬‫ب َ‬ ‫أوُتوا ال ْك َِتا َ‬
‫ن ﴾ ]التوبة‪.[29:‬‬ ‫غُرو َ‬ ‫صا ِ‬ ‫َ‬
‫فإن ما قبل الغاية وهسسو المسسر بقتسسالهم عسسام‬
‫يشمل كل أحوالهم‪ ،‬فلول التخصسسيص بالغايسسة‬
‫لكنا مأمورين بقتالهم سواء أعطوا الجزية أم‬
‫لم يعطوها‪.‬‬

‫التخصيص ببدل البعض‪:‬‬


‫إذا قلت‪» :‬أكرم القسسوم العلمسساء منهسسم« فقسسد‬
‫صسسا‬
‫أبسسدلت عمسسوم القسسوم وجعلسست الكسسرام خا ّ‬
‫بهم فهسسذا البسسدل مخصسسص عنسسد البعسسض وهسسو‬
‫الصحيح‪.‬‬
‫س‬ ‫ه َ َ‬ ‫ول ِل ّس ِ‬
‫علسسى الن ّسسا ِ‬ ‫ومن أمثلته قوله تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫سسسِبيل ً ﴾ ]آل‬
‫ه َ‬ ‫ع إَليسس ِ‬ ‫سسست َ َ‬
‫طا َ‬ ‫نا ْ‬
‫مسس ِ‬ ‫ج ال َْبيسس ِ‬
‫ت َ‬ ‫حسس ّ‬
‫ِ‬
‫عمسسسران‪ [97:‬فلفسسسظ النسسساس عسسسام يشسسسمل‬
‫المستطيع وغير المستطيع‪ ،‬فلمسسا ذكسسر بعسسده‬
‫بدل البعض خصصه بالمستطيع‪.‬‬

‫المخصصات المنفصلة‪:‬‬
‫تقدم تعريف المخصص المنفصل وهو أقسام‬
‫نذكر بعضها فيما يلي‪:‬‬

‫أو ً‬
‫ل‪ :‬التخصيص بالنص عسسن الكتسساب أو السسسنة‬
‫وهو‪:‬‬

‫‪58‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫أ س س إمسسا آيسسة تخصسسص عمسسوم آيسسة‪ :‬مثسسل قسسوله‬
‫قات يت َربصن ب َ‬
‫ن َثلث َس َ‬
‫ة‬ ‫ه ّ‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫أن‬ ‫َ ّ ْ َ ِ‬ ‫مطَل ّ َ ُ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ء ﴾ ]البقسسسرة‪ [228:‬خصسسسص منسسسه أولت‬ ‫قسسسُرو ٍ‬ ‫ُ‬
‫الحمسسال بقسسوله تعسسالى‪ُ ﴿ :‬‬
‫ل‬ ‫مسسا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ت ال َ ْ‬ ‫ول ُ‬ ‫وأ ْ‬ ‫َ‬
‫ن ﴾ ]الطلق‪ [4:‬وخسسص‬ ‫ه ّ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ع َ‬ ‫ض ْ‬ ‫ن َأن ي َ‬ ‫ه ّ‬ ‫جل ُ ُ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬
‫ضسا المطلقسات قبسل المسسيس بقسوله‬ ‫منسه أي ً‬
‫َ‬
‫م‬ ‫حُتسس ُ‬ ‫ذا ن َك َ ْ‬ ‫مُنسسوا إ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫هسسا اّلسس ِ‬ ‫تعسسالى‪ ﴿ :‬يسسا أي َ‬
‫ل َأن‬ ‫قب ْسسس ِ‬ ‫مسسسن َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه ّ‬ ‫مسسسو ُ‬ ‫قت ُ ُ‬ ‫م طَل ّ ْ‬ ‫ت ث ُسسس ّ‬ ‫مَنسسسا ِ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ها‬ ‫دون َ َ‬ ‫عت َس ّ‬ ‫ة تَ ْ‬ ‫ع سد ّ ٍ‬ ‫مسسن ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه ّ‬ ‫م َ َ‬ ‫ما ل َك ُ ْ‬ ‫ن َ‬
‫علي ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ه ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫م ّ‬ ‫تَ َ‬
‫﴾ ]الحزاب‪.[49:‬‬
‫ب س وإما حديث يخصص عموم آية‪ :‬مثل قسسوله‬
‫ة ﴾ ]المسسائدة‪[3:‬‬ ‫ميت َس ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫عَليك ُس ُ‬ ‫ت َ‬ ‫مس ْ‬ ‫حّر َ‬ ‫تعالى‪ُ ﴿ :‬‬
‫خص منه السسسمك والجسسراد بقسسوله صسسلى اللسسه‬
‫عليه وسسسلم‪» :‬أحلسست لنسسا ميتتسسان ودمسسان أمسسا‬
‫الميتتسسان‪ :‬فسسالجراد والحسسوت« ومثسسل قسسوله‬
‫ذى‬ ‫و أَ ً‬ ‫هسس َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ِ‬ ‫حي‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫َ‬ ‫عن ال ْ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫لو‬ ‫سأ َ ُ‬ ‫وي ْ‬ ‫تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ن‬‫ه ّ‬ ‫قَرب ُسسو ُ‬ ‫ول ت َ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫حي س ِ‬ ‫م ِ‬ ‫فسسي ال ْ َ‬ ‫ساءَ ِ‬ ‫زُلوا الن ّ َ‬ ‫عت َ ِ‬ ‫فا ْ‬ ‫َ‬
‫ن ﴾ ]البقسسرة‪ [222:‬خسسص بمسسا روي‬ ‫هْر َ‬ ‫حّتى يطْ ُ‬ ‫َ‬
‫عن عائشسسة وأم سسسلمة أنسسه صسسلى اللسسه عليسسه‬
‫وسلم كان يأمر بعض أزواجه أن تشد إزارهسسا‬
‫فيباشرها وهي حائض‪.‬‬
‫جس س وإما آية تخصص عموم حديث‪ :‬مثل قوله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪» :‬ما أبين من حي فهو‬
‫ها‬ ‫َ‬
‫ف َ‬ ‫وا ِ‬ ‫صس َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫مس ْ‬ ‫و ِ‬ ‫ميسست« خسسص بقسسوله تعسسالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ن‬ ‫س‬ ‫حي‬‫ِ‬ ‫سى‬ ‫س‬ ‫عسسا إل َ‬ ‫ً‬ ‫تا‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫سا‬ ‫س‬ ‫ً‬ ‫ث‬ ‫ثا‬ ‫َ‬ ‫ها أ َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫عا‬ ‫س‬ ‫ش‬ ‫ْ‬ ‫هسسا وأ َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫با‬ ‫و‬ ‫وأ َ‬
‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ِ‬ ‫َ‬
‫﴾ ]النحسسل‪ [80:‬ومثسسل قسسوله صسسلى اللسسه عليسسه‬
‫وسسسلم‪» :‬إذا التقسسى المسسسلمان بسسسيفيهما‬
‫فالقاتل والمقتسسول فسسي النسسار« خسسص بقسسوله‬

‫‪59‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫فيسسءَ إَلسسى‬
‫حّتى ت َ ِ‬ ‫قات ُِلوا ال ِّتي ت َب ْ ِ‬
‫غي َ‬ ‫ف َ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫أَ‬
‫ه ﴾ ]الحجرات‪.[9:‬‬ ‫ر الل ّ ِ‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ْ‬
‫د س وإمسا حسديث يخصسص عمسوم حسديث‪ :‬مثسل‬
‫قوله صلى اللسسه عليسسه وسسسلم‪» :‬فيمسسا سسسقت‬
‫السماء العشر« خص بقوله صسسلى اللسسه عليسسه‬
‫وسسسسلم‪» :‬ليسسسس فيمسسسا دون خمسسسسة أوسسسسق‬
‫صدقة«‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الجماع ‪:‬‬


‫َ‬
‫م‬ ‫ولِد ُ‬
‫كسس ْ‬ ‫في أ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫صيك ُ ُ‬‫مثل قوله تعالى‪ ﴿ :‬يو ِ‬
‫ُ‬ ‫ل َ ّ‬
‫ن ﴾ ]النسسساء‪ [11:‬خسسص‬ ‫حظ النَثيي س ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ِللذّك َ ِ‬
‫ر ِ‬
‫منسسه الولسسد الرفيسسق بالجمسساع ومنسسه تخصسسيص‬
‫العمومات المانعة مسسن الغسسرر بالجمسساع علسسى‬
‫جواز المضاربة‪.‬‬

‫ثالًثا‪ :‬القياس‪:‬‬
‫دوا‬‫جل ِس ُ‬
‫فا ْ‬ ‫والّزان ِسسي َ‬ ‫ة َ‬ ‫مثل قوله تعالى‪ ﴿ :‬الّزاِنيس ُ‬
‫ة ﴾ ]النسسور‪ [2:‬فسسإن‬ ‫جل ْسدَ ٍ‬ ‫ة َ‬ ‫مسسائ َ َ‬
‫ما ِ‬‫ه َ‬‫من ْ ُ‬
‫د ّ‬‫ح ٍ‬‫وا ِ‬
‫ل َ‬‫كُ ّ‬
‫عموم الزانية خص بسسالنص وهسسو قسسوله تعسسالى‬
‫ن‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فسسإن أ َ‬ ‫فسسي المسساء‪َ ﴿ :‬‬
‫هسس ّ‬ ‫ِ‬ ‫لي‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫س‬
‫شس‬ ‫ح‬
‫ِ‬ ‫فا‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫س‬
‫تيس‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب‬‫ذا ِ‬‫عسسس َ‬ ‫ن ال ْ َ‬‫مسسس َ‬ ‫ت ِ‬ ‫صسسسَنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫عل َسسسى ال ْ ُ‬ ‫مسسسا َ‬ ‫ف َ‬ ‫صسسس ُ‬‫نِ ْ‬
‫﴾ ]النسسسساء‪ [25:‬وأمسسسا عمسسسوم الزانسسسي فهسسسو‬
‫مخصسسص بقيسساس العبسسد علسسى المسسة لعسسدم‬
‫الفارق‪.‬‬

‫عا‪ :‬الحس ‪:‬‬‫راب ً‬


‫ت‬
‫مسسَرا ُ‬ ‫جَبى إَليسس ِ‬
‫ه ثَ َ‬ ‫ومن أمثلته قوله تعالى‪ ﴿ :‬ي ْ‬
‫ء ﴾ ]القصسسص‪ [57:‬وقسسوله عسسن ملكسسة‬ ‫شي ٍ‬‫ل َ‬ ‫كُ ّ‬

‫‪60‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫ء ﴾ ]النمسسل‪[23:‬‬ ‫مسسن ك ُس ّ‬
‫ل َ‬
‫شسسي ٍ‬ ‫سبأ‪ُ ﴿ :‬‬
‫ت ِ‬
‫وأوِتي ْ‬
‫َ‬
‫فإن المشاهد فسسي مكسسة حرسسسها اللسسه أنهسسا ل‬
‫تجسسبى إليهسسا جميسسع الثمسسار علسسى اختلفهسسا‬
‫وتنوعها‪ ،‬وكذلك بلقيس لم تؤت البعسسض مسسن‬
‫كل شيء‪.‬‬

‫سا‪ :‬العقل ‪:‬‬ ‫خام ً‬


‫ق ك ُس ّ‬
‫ل‬ ‫خسسال ِ ُ‬ ‫ومسسن أمثلتسسه قسسوله تعسسالى‪ ﴿ :‬الل ّس ُ‬
‫ه َ‬
‫ء ﴾ ]الزمر‪ [62:‬فسسإن العقسسل دل علسسى أن‬ ‫شي ٍ‬ ‫َ‬
‫ذات الرب جل جلله مع صفاته غير مخلوقسسة‪،‬‬
‫وإن كان لفظ الشيء يتناوله كمسسا فسسي قسسوله‬
‫ه ﴾ ]القصص‪:‬‬ ‫ه ُ‬‫ج َ‬ ‫ك إل ّ َ‬
‫و ْ‬ ‫هال ِ ٌ‬
‫ء َ‬
‫شي ٍ‬ ‫تعالى‪ ﴿ :‬ك ُ ّ‬
‫ل َ‬
‫‪.[88‬‬

‫‪61‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫أقسام اللفظ من حيث الدللة‪:‬‬
‫اللفسسظ مسسن حيسسث هسسو دال علسسى المعنسسى لسسه‬
‫حالت‪:‬‬
‫دا كقوله تعسسالى‪﴿ :‬‬ ‫‪1‬س أل يحتمل إل معنى واح ً‬
‫ة ﴾ ]البقسسرة‪ ،[196:‬وقسسوله‪﴿ :‬‬ ‫مل َ س ٌ‬‫كا ِ‬ ‫شَرةٌ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ك َ‬ ‫ت ِل ْ َ‬
‫ة ﴾ ]العراف‪[142:‬‬ ‫ن َليل َ ً‬
‫عي َ‬‫ه أ َْرب َ ِ‬‫ت َرب ّ ِ‬‫قا ُ‬‫مي َ‬ ‫م ِ‬ ‫فت َ ّ‬‫َ‬
‫صسسا« مسسأخوذ مسسن منصسسة‬ ‫ومثل هذا يسسسمى »ن ّ‬
‫العروس ومعناه في اللغة الرفع‪.‬‬
‫‪2‬س أن يحتمل أكثر من معنى على السواء كما‬
‫في »قرء وعين« ويسمى »مجم ً‬
‫ل«‪.‬‬
‫‪3‬س أن يحتمل أكثر من معنى ولكنه في أحدها‬
‫أرجسسسح منسسسه فسسسي غيسسسره فالراجسسسح يسسسسمى‬
‫»ظاهًرا«‪.‬‬
‫دا« فهسسو محتمسسل‬ ‫كقولسسك‪» :‬رأيسست اليسسوم أس س ً‬
‫للحيسسوان المفسسترس وللرجسسل الشسسجاع ولكنسسه‬
‫في الول أرجح‪.‬‬
‫‪4‬س س وإن حمسسل علسسى المعنسسى المرجسسوح فهسسو‬
‫ول كحمسسل لفسسظ »أسسسد« علسسى الرجسسل‬ ‫المسسؤ ّ‬
‫الشجاع في المثال السابق‪ ،‬ول بد في حملسسه‬
‫على المعنسسى المرجسسوح مسسن قرينسسة وإل كسسان‬
‫ل‪.‬‬‫باط ً‬
‫ووجه الحصر فسسي هسسذه القسسسام‪ :‬أن اللفسسظ‬
‫دا فقسسط‪ ،‬أو أكسسثر‬ ‫إمسسا أن يحتمسسل معنسسى واح س ً‬
‫فالول النص‪ ،‬والثاني إما أن يكون فسسي أحسسد‬
‫المعنيين أو المعاني‪ ،‬أظهسسر منسسه فسسي غيسسره‪،‬‬
‫أول ً بأن يكون علسسى السسسواء فسسالول الظسساهر‬
‫ومقابله المؤول‪ ،‬والثاني المجمل‪.‬‬
‫حكم هذه القسام‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫‪1‬س ل يعدل عن النص إل بنسخ‪.‬‬
‫‪2‬س ل يعمل بالمجمل إل بعد البيان‪.‬‬
‫‪3‬س ل يترك الظاهر‪ ،‬وينتقسسل إلسسى المسسؤول إل‬
‫حا‪.‬‬‫لقرينة قوية‪ ،‬تجعل الجانب المرجوح راج ً‬
‫مثاله‪ :‬لفظ »الجار« في حديث‪» :‬الجسسار أحسسق‬
‫بسقبه« فإنه راجح في المجاور مرجسسوح فسسي‬
‫الشريك فحمله الحنابلة على الشريك مع أنسسه‬
‫مرجوح لقرينة قويسسة وهسسي قسسوله صسسلى اللسسه‬
‫عليه وسلم‪» :‬فسسإذا ضسسربت الحسسدود وصسسرفت‬
‫الطرق فل شفعة«فقالوا‪ :‬ل ضرب لحدود ول‬
‫صرف لطسسرق إل فسسي الشسسركة‪ ،‬أمسسا الجيسسران‬
‫فكل علسسى حسسدوده وطرقسسه‪ ،‬ولهسسذا قسسالوا‪ :‬ل‬
‫شفعة لجار‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫المجمل والمبين‬
‫ل‪ :‬المجمل‪:‬‬ ‫أو ً‬
‫تعريفسسه لغسسة‪ :‬هسسو مسسا جمسسع وجملسسة الشسسيء‬
‫مجموعة كجملة الحساب‪.‬‬
‫حا‪ :‬ما احتمل معنيين أو أكثر من غير‬ ‫واصطل ً‬
‫ترجح لحدهما أو أحدهما على غيره‪.‬‬
‫المثلة‪ :‬من ذلك لفظ القرء فهو مسستردد بيسسن‬
‫معنيين على السواء‪ :‬الطهسسر والحيسسض بسسدون‬
‫ترجح لحدهما على الخر ولهسسذا السستردد وقسسع‬
‫الخلف في المراد بالقرء في قوله تعسسالى‪﴿ :‬‬
‫ء‬ ‫ة ُ‬
‫قسُرو ٍ‬ ‫ن َثلث َس َ‬
‫ه ّ‬
‫سس ِ‬ ‫ن ب َِأن ُ‬
‫ف ِ‬ ‫صس َ‬
‫ت يت ََرب ّ ْ‬ ‫مطَل ّ َ‬
‫قسسا ُ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫َ‬
‫﴾ ]البقرة‪ [228:‬فحمله الشافعي ومالك على‬
‫الطهسسسر‪ ،‬وأبسسسو حنيفسسسة وأحمسسسد حمله علسسسى‬
‫»الحيض«‪.‬‬

‫أنواع الجمال‪:‬‬
‫قسسد يكسسون الجمسسال فسسي مركسسب أو مفسسرد‪،‬‬
‫فسسا‪ ،‬وقسسد‬ ‫ما أو فعل ً أو حر ً‬ ‫والمفرد يكسسون اس س ً‬
‫يكون لختلف في تقدير حرف محذوف‪.‬‬
‫المثلة‪:‬‬
‫‪1‬س الجمال في المركب‪ :‬كقسسوله تعسسالى‪ ﴿ :‬إل ّ‬
‫ح‬ ‫سا‬
‫س‬‫َ‬ ‫ك‬‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫د‬ ‫س‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫س‬ ‫بي‬ ‫ذي‬ ‫س‬ ‫و ال ّ‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫فون أ َ‬‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫أن‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫﴾ ]البقرة‪ ،[237:‬لحتمال أن يكون الزوج وأن‬
‫يكسسون السسولي‪ ،‬ولسسذا حملسسه أحمسسد والشسسافعي‬
‫على الزوج‪ ،‬وحمله مالك على الولي‪.‬‬
‫‪2‬س الجمال في المفرد‪:‬‬

‫‪64‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫أ س س الجمسسال فسسي السسسم‪ :‬تقسسدم منسسه لفسسظ‪:‬‬
‫»القسسسرء« ومثلسسسه لفسسسظ »العيسسسن« للجارحسسسة‬
‫والجارية والنقد‪.‬‬
‫ب س س الجمسسال فسسي الفعسسل‪ :‬كقسسوله تعسسالى‪﴿ :‬‬
‫س ﴾ ]التكوير‪ [17:‬لتردده بين‬ ‫ع َ‬‫س َ‬
‫ع ْ‬
‫ذا َ‬‫لإ َ‬ ‫والّلي ِ‬‫َ‬
‫أقبل وأدبر‪.‬‬
‫جسس سس الجمسسال فسسي الحسسرف كقسسوله تعسسالى‪﴿ :‬‬
‫دي ُ‬ ‫فامسحوا بوجوهك ُم َ‬
‫ه ﴾ ]المسسائدة‪:‬‬ ‫مْنسس ُ‬
‫كم ّ‬ ‫وأي ِ‬
‫ِ ُ ُ ِ ْ َ‬ ‫َ ْ َ ُ‬
‫‪ [6‬لحتمال »مسسن« للتبعيسسض ولبتسسداء الغايسسة‬
‫ولسسذا حملسسه أحمسسد والشسسافعي علسسى الول‪،‬‬
‫وحمله مالك وأبو حنيفة على الثاني‪.‬‬
‫‪3‬س الجمال بسبب الخلف في تقدير الحسسرف‬
‫ن َأن‬‫غب ُسسسو َ‬‫وت َْر َ‬‫المحسسسذوف‪ :‬كقسسسوله تعسسسالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ن ﴾ ]النسسسسساء‪ ،[127:‬لن الحسسسسرف‬ ‫ه ّ‬
‫حسسسسو ُ‬‫َتنك ِ ُ‬
‫المقدر بعد ترغبون يحتمسسل أن يكسسون »فسسي«‬
‫أي ترغبون في نكسساحهن لجمسسالهن‪ ،‬ويحتمسسل‬
‫أن يكسسون »عسسن« أي ترغبسسون عسسن نكسساحهن‬
‫لفقرهن ودمامتهن‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫العمل في المجمل‪:‬‬
‫ينظر أول ً هل هناك قرائن أو مرجحسسات لحسسد‬
‫المعاني أصل ً فإن وجدت عمل بها‪ ،‬وإل تسسرك‬
‫الستدلل بسسه ولسسذا قيسسل‪ :‬إذا وجسسد الحتمسسال‬
‫بطل الستدلل‪.‬‬

‫نصوص ليست مجملة‪:‬‬


‫‪1‬سسس التحريسسم المضسساف إلسسى العيسسان كقسسوله‬
‫ُ‬
‫م ﴾ ]النسسساء‪:‬‬ ‫هسسات ُك ُ ْ‬‫م َ‬‫مأ ّ‬ ‫عَليك ُس ْ‬‫ت َ‬‫مس ْ‬ ‫حّر َ‬
‫تعسسالى‪ُ ﴿ :‬‬
‫ة‬
‫ميَتسسسس ُ‬ ‫م ال ْ َ‬‫كسسسس ُ‬ ‫عَلي ُ‬‫ت َ‬ ‫مسسسس ْ‬ ‫حّر َ‬‫‪ ،[23‬وقسسسسوله‪ُ ﴿ :‬‬
‫فا في‬ ‫﴾ ]المائدة‪ [3:‬ليس بمجمل لظهوره عر ً‬
‫النكاح في الول‪ ،‬وفي الكل في الثاني‪.‬‬
‫م‬‫سسسسك ُ ْ‬
‫ءو ِ‬ ‫حوا ب ُِر ُ‬ ‫سسسس ُ‬ ‫م َ‬ ‫وا ْ‬
‫‪2‬سسسس قسسسوله تعسسسالى‪َ ﴿ :‬‬
‫﴾ ]المائدة‪ [6:‬ليس بمجمل بل هو ظسساهر فسسي‬
‫مسح جميع الرأس لن السسرأس اسسسم للكسسل ل‬
‫للبعض‪.‬‬
‫‪3‬س قوله صلى اللسسه عليسسه وسسسلم‪» :‬رفسسع عسسن‬
‫أمسستي الخطسسأ والنسسسيان« ليسسس بمجمسسل‪ ،‬إذ‬
‫المسسراد بسسه رفسسع المؤاخسسذة‪ ،‬لن ذات الخطسسأ‬
‫والنسيان غير مرفوعة‪ ،‬وضمان المتلف خطأ‬
‫عسسا فلسسم يبسسق إل‬ ‫أو نسسسياًنا غيسسر مرفسسوع إجما ً‬
‫رفع المؤاخذة‪.‬‬
‫‪4‬س قوله صلى الله عليه وسسسلم‪» :‬ل صسسلة إل‬
‫بطهسسور« و »ل نكسساح إل بسسولي« و »ل صسسيام‬
‫لمن لم يبيت الصيام من الليسسل«‪ ،‬ونحسسو ذلسسك‬
‫ليسسسس بمجمسسسل لن المسسسراد نفسسسي الصسسسحة‬
‫عا‪.‬‬
‫والعتداد شر ً‬

‫‪66‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫‪5‬س قوله صلى الله عليسسه وسسلم‪» :‬ل عمسل إل‬
‫بنية« ليس بمجمل لن العمل‪:‬‬
‫أ سسسس إن كسسسان عبسسسادة فسسسالمراد فيسسسه الصسسسحة‬
‫عا‪.‬‬‫والعتداد شر ً‬
‫ب س وإن كان معاملة فهو يصح ويعتد به‪ ،‬دون‬
‫عا‪ ،‬والنفي فيه ينصب على انتفسساء‬ ‫النية إجما ً‬
‫الجسسر‪ ،‬فمسسن رد المانسسة والمغصسسوب مثل ً ل‬
‫يريسسد وجسسه اللسسه فسسإن المطالبسسة تسسسقط عنسسه‬
‫ويصح فعله ويعتد به ولكن ل أجر له‪ ،‬وكسسذلك‬
‫جميع المتروك‪.‬‬
‫***‬
‫ثانيا‪ :‬المبين‪:‬‬
‫أ س س المسسبين »بالفتسسح« بمعنسسى السسبين الواضسسح‬
‫وهو المقابل للمجمل لنه المتضح معنسساه فل‬
‫يفتقر إلى بيسسان مسسن خسسارج‪ ،‬ويسسسمى البيسسان‬
‫ضا‪.‬‬
‫أي ً‬
‫ب سسس والمسسبين سسس بالكسسسر سسس علسسى زنسسة اسسسم‬
‫الفاعل هو الموضح لجمال المجمل‪.‬‬
‫حا‪ :‬الكاشسسف عسسن المسسراد مسسن‬ ‫وهسسو اصسسطل ً‬
‫الخطسساب‪ ،‬وعلسسى هسسذا أدرج أكسسثر الصسسوليين‬
‫فخصوا البيان بإيضاح مسسا فيسسه خفسساء‪ ،‬ومنهسسم‬
‫من يطلقه على كل إيضاح سواء تقدمه خفاء‬
‫أم ل‪.‬‬
‫ما يقع به البيان‪:‬‬

‫يقع البيان بالقول تارة وبالفعل تسسارة وبهمسسا‬


‫عا‪ ،‬وقد يكون بترك الفعل ليسسدل علسسى عسسدم‬ ‫م ً‬
‫الوجوب‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫البيان بالقول‪:‬‬
‫مسسا يت ْل َسسى‬‫‪1‬س س كتسساب بكتسساب قسسال تعسسالى‪ ﴿ :‬إل ّ َ‬
‫م ﴾ ]المسسائدة‪ [1:‬فهسسذا مجمسسل بينسسه اللسسه‬ ‫عَليك ُ ْ‬
‫َ‬
‫م‬‫والسسسدّ ُ‬ ‫ة َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ميَتسسس ُ‬ ‫عَلي ُ‬
‫كسسس ُ‬ ‫ت َ‬
‫مسسس ْ‬
‫حّر َ‬
‫بقسسسوله‪ُ ﴿ :‬‬
‫﴾ ]المائدة‪.[3:‬‬
‫م‬
‫و َ‬ ‫ه يس ْ‬‫قس ُ‬‫ح ّ‬ ‫وآت ُسسوا َ‬‫‪2‬س كتاب بسنة قال تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ه ﴾ ]النعسسام‪ [141:‬فحقسسه مجمسسل بينسسه‬ ‫صسساِد ِ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫صلى الله عليه وسسسلم بقسسوله‪» :‬فيمسسا سسسقت‬
‫السماء العشر‪ ،‬وفيمسسا سسسقي بالنضسسح نصسسف‬
‫العشر«‪.‬‬

‫البيان بالفعل‪:‬‬
‫أ س يكسسون بصسسورة العمسسل كصسسلته صسسلى اللسسه‬
‫عليه وسلم فسسوق المنسسبر ليسسبين للنسساس ولسسذا‬
‫قسسال لهسسم‪» :‬صسسلوا كمسسا رأيتمسسوني أصسسلي«‪،‬‬
‫وكقطعه يد السارق من الكوع‪.‬‬
‫ب س ويكون بالكتابة ككتسسابته صسسلى اللسسه عليسسه‬
‫وسلم أسنان الزكاة لعماله عليها‪.‬‬
‫جس س ويكون بالشارة كقوله صسسلى اللسسه عليسسه‬
‫وسلم‪» :‬الشهر هكذا وهكسسذا وهكسسذا« وأشسسار‬
‫بأصابع يديه وقبض البهام في الثالثسسة يعنسسي‬
‫ما‪.‬‬
‫تسعة وعشرين يو ً‬

‫البيان بترك الفعل‪:‬‬


‫كتركه صلى اللسسه عليسسه وسسسلم التراويسسح فسسي‬
‫رمضان بعسسد أن فعلهسسا وكسستركه الوضسسوء ممسسا‬
‫مسسست النسسار‪ ،‬ممسسا دل علسسى عسسدم الوجسسوب‬
‫فيهما‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬

‫مراتب البيان‪:‬‬
‫مراتبه متفاوتة فأعلها ما كان بالخطسساب ثسسم‬
‫بالفعل‪ ،‬ثم بالشارة‪ ،‬ثم بالكتابة ومعلسسوم أن‬
‫دا فعل‪.‬‬
‫الترك قص ً‬
‫تأخير البيان عن وقت الحاجة إليه‪:‬‬

‫تأخير البيان على قسمين‪:‬‬


‫‪1‬سس تسسأخير إلسى أن يسأتي وقست العمسسل‪ :‬فهسذا‬
‫جائز وواقع فقد فرضت الصلة ليلة السسسراء‬
‫مجملة وتأخر بيانها إلى الغد حتى جاء جبريل‬
‫وبينها‪ ،‬وقد علم رسول الله صلى اللسسه عليسسه‬
‫وسسسلم أن المسسراد بقسسوله تعسسالى فسسي خمسسس‬
‫قْرب َسسى ﴾ ]النفسسال‪ [41:‬بنسسو‬ ‫ذي ال ْ ُ‬ ‫ول ِ ِ‬‫الغنيمة‪َ ﴿ :‬‬
‫هاشم وبنو المطلب دون إخسسوانهم مسسن بنسسي‬
‫نوفسسل وعبسسد شسسمس مسسع أن الكسسل أولد عبسسد‬
‫مناف فأخر بيانه حتى سأله جبير بسسن مطعسسم‬
‫النوفلي وعثمان بن عفسسان العبشسسمي رضسسي‬
‫اللسسه عنهمسسا فقسسال‪» :‬أنسسا وبنسسو المطلسسب لسسم‬
‫نفسسترق فسسي جاهليسسة ول فسسي إسسسلم«‪ ،‬وكسسذا‬
‫آيسسات الصسسلة والزكسساة والحسسج بينتهسسا السسسنة‬
‫ضسسا قسسوله‬ ‫بالتراخي والتدريسسج‪ ،‬ويسسدل لسسذلك أي ً‬
‫ن‬
‫مإ ّ‬ ‫ه )‪ُ (18‬ثسس ّ‬ ‫ع ُ‬
‫قْرآن َ ُ‬ ‫قَرأ َْناهُ َ‬
‫فات ّب ِ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫فإ َ‬ ‫تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ه ﴾ ]القيامة‪ ،[19،18:‬وثسسم للسستراخي‬ ‫عَليَنا َبيان َ ُ‬
‫َ‬
‫إلى غير ذلك من الدلة‪.‬‬
‫‪2‬س تأخير عن وقت الحاجة‪ :‬فهذا ل يجوز لنسسه‬
‫يلزمه تكليف المخاطب بما ل يطيق وهو غير‬
‫جائز‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬

‫منسزلة المبين من المبين‪:‬‬


‫ل يشترط في المسبين سس باسسم الفاعسل سس أن‬
‫دا أو دللة من المبين س باسسسم‬ ‫يكون أقوى سن ً‬
‫المفعسسول سس بسسل يجسسوز بيسسان المتسسواتر بأخبسسار‬
‫الحاد‪ ،‬والمنطوق بالمفهوم‪.‬‬
‫المثلة‪:‬‬
‫فسسإن‬ ‫أ س بيان الكتاب بالسنة‪ :‬كقوله تعسسالى‪َ ﴿ :‬‬
‫جسسا‬
‫و ً‬ ‫ح َز ْ‬ ‫حت ّسسى َتنك ِس َ‬ ‫ع سد ُ َ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ح ّ‬‫فل ت َ ِ‬ ‫ها َ‬ ‫ق َ‬ ‫طَل ّ َ‬
‫غيَرهُ ﴾ ]البقرة‪ [230:‬فإن طلقها فل تحل لسسه‬ ‫َ‬
‫جا غيره‪ ،‬بين صلى اللسسه‬ ‫من بعد حتى تنكح زو ً‬
‫عليه وسلم نكسساح السسزوج الثسساني بسسأنه السسوطء‬
‫بقوله لمرأة رفاعة القرظي‪»:‬حسستى تسسذوقي‬
‫عسيلته ويذوق عسيلتك«‪.‬‬
‫مسسن‬ ‫عُتم ّ‬ ‫ست َطَ ْ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫هم ّ‬ ‫دوا ل َ ُ‬ ‫ع ّ‬ ‫وأ َ ِ‬‫وقوله تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ة ﴾ ]النفسسال‪ [60 :‬بينسسه صسسلى اللسسه عليسسه‬ ‫و ٍ‬ ‫قس ّ‬ ‫ُ‬
‫وسلم بقوله‪» :‬أل إن القوة الرمي«‪.‬‬
‫ويسسدل لبيسسان الكتسساب بالسسسنة قسسوله تعسسالى‪﴿ :‬‬
‫م‬ ‫لإ َ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫و َ‬
‫ه ْ‬‫ِ‬ ‫لي‬ ‫ز‬‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ما‬‫َ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫نا‬
‫ّ‬ ‫لل‬‫ِ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫بي‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ك‬ ‫لي‬ ‫إ‬ ‫نا‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫ز‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫َ‬
‫﴾ ]النحل‪.[44:‬‬
‫ب سسسس وبيسسسان المنطسسسوق بسسسالمفهوم‪ :‬كبيسسسان‬
‫منطوق قسسوله تعسسالى فسسي سسسورة »النسسور«‪﴿ :‬‬
‫والّزاِني ﴾ ]النور‪ ،[2:‬بمفهوم الموافقسسة فسسي‬ ‫َ‬
‫عل َسسسى‬ ‫مسسسا َ‬ ‫ف َ‬ ‫صسسس ُ‬‫ن نِ ْ‬ ‫هسسس ّ‬ ‫علي ِ‬
‫ف َ َ‬ ‫قسسسوله تعسسسالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ب ﴾ ]النسسساء‪ [25:‬فسسإن‬ ‫ذا ِ‬ ‫عس َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مس َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ص سَنا ِ‬‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مفهوم مسسوافقته أن العبسسد كالمسسة فسسي ذلسسك‬
‫يجلد خمسسسين جلسسدة فسسبين هسسذا المفهسسوم أن‬

‫‪70‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫المراد بالزاني فسسي سسسورة »النسسور« خصسسوص‬
‫الحر‪.‬‬

‫ل يشترط في البيان أن يعلمه كل إنسان‪:‬‬


‫ليسسس مسسن شسسرط البيسسان أن يعلمسسه جميسسع‬
‫المكلفين الموجودين في وقته بسسل يجسسوز أن‬
‫يكون بعضهم جاهل ً به‪ ،‬فسسإنه يقسسال‪ :‬بيسسن لسسه‬
‫غير أنه لم يتبين‪.‬‬
‫مثال ذلك أن النسسبي صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم‬
‫في‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫صيك ُ ُ‬
‫بين أن عموم قوله تعالى‪ ﴿ :‬يو ِ‬
‫م ﴾ ]النسسساء‪ ،[11:‬ل يتنسساول النبيسساء‬ ‫ولِد ُ‬ ‫َ‬
‫كسس ْ‬ ‫أ ْ‬
‫بقسسوله‪» :‬إنسسا معاشسسر النبيسساء ل نسسورث« فل‬
‫يقدح في هذا البيسسان أن فاطمسسة رضسسي اللسسه‬
‫عنها لم تعلم به وجاءت إلى أبي بكسسر تطلسسب‬
‫ميراثها منه صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫السسنسسسسسسخ‬
‫تعريفه‪:‬‬
‫لغسسة‪ :‬يطلسسق بمعنسسى الزالسسة‪ ،‬ومنسسه نسسسخت‬
‫الشسسسمس الظسسسل أي‪ :‬أزالتسسسه وحلسسست محلسسسه‬
‫ضسسا‬
‫ونسخت الريح الثر أي‪ :‬أزالته‪ ،‬ويطلسسق أي ً‬
‫على ما يشبه النقسسل تقسسول‪ :‬نسسسخت الكتسساب‬
‫أي‪ :‬نقلت شيًئا يشبه مسسا فيسسه‪ ،‬ووضسسعته فسسي‬
‫محل آخر‪.‬‬
‫والذي يوافق المعنى الصطلحي للنسخ مسسن‬
‫معنييسسه اللغسسويين هسسو الول إذ النسسسخ فسسي‬
‫الصطلح‪ :‬رفع الحكم الثابت بخطاب متقسسدم‬
‫بخطاب آخر متراخ عنه‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫شرح التعريف‪:‬‬
‫)الثسسابت( وصسسف للحكسسم‪ ،‬و)بخطسساب متقسسدم(‬
‫متعلسسق بالثسسابت‪ ،‬و)بخطسساب( الثانيسسة متعلسسق‬
‫برفع‪ ،‬والضمير في عنه راجع للثابت بخطاب‬
‫متقدم‪.‬‬
‫)رفع الحكم( جنسسس يعسسم النسسسخ وغيسسره ممسسا‬
‫يخرج بالقيود التالية لذلك‪ ،‬فيخرج منسسه بقيسسد‬
‫)الثسسابت بخطسساب متقسسدم( السسبراءة الصسسلية‬
‫فإيجاب الصلة والزكاة والصوم والحج وغيسسر‬
‫ذلك رفع للبراءة الصلية وليس بنسخ ويخرج‬
‫منه بقيد )بخطاب آخر( رفع الحكسسم بسسالجنون‬
‫والموت‪ .‬ويخرج بقيسسد )مسستراخ عنسسه( مسسا كسسان‬
‫متصسسل ً بالخطسساب كالتخصسسيص فسسإن ذلسسك ل‬
‫خا‪.‬‬‫يسمى نس ً‬
‫حا وهسسو أن‬ ‫وإليك مثل ً نزيد به التعريسسف وضسسو ً‬
‫الواجب في أول السلم مصابرة الواحد مسسن‬
‫المسلمين للعشرة من الكفار في الحرب ثسسم‬
‫نسسسسخ ذلسسسك بوجسسسوب مصسسسابرة الواحسسسد مسسسن‬
‫المسسسسلمين للثنيسسسن مسسسن الكفسسسار فوجسسسوب‬
‫مصابرة الواحسسد للعشسسرة حكسسم ثبسست بخطسساب‬
‫م‬ ‫منك ُس ْ‬‫متقسسدم هسسسو قولسسسه تسسسعالى‪ ﴿ :‬إن يك ُسسن ّ‬
‫ن ﴾ ]النفسسال‪:‬‬ ‫مسسائ ََتي ِ‬
‫غل ِب ُسسوا ِ‬‫ني ْ‬ ‫صسساب ُِرو َ‬ ‫ن َ‬ ‫شُرو َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ِ‬
‫‪ [65‬فرفع هذا الحكم بخطاب آخر متأخر عنسسه‬
‫م‬‫عنك ُس ْ‬‫ه َ‬‫ف الل ّس ُ‬‫فس َ‬ ‫خ ّ‬
‫ن َ‬ ‫وهسسو قسسوله تعسسالى‪ ﴿ :‬ال َ‬
‫َ‬
‫منك ُسسم ّ‬
‫مسسائ َ ٌ‬
‫ة‬ ‫فسسإن يك ُسسن ّ‬ ‫فا َ‬ ‫ع ً‬ ‫ضس ْ‬‫م َ‬ ‫فيك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬‫مأ ّ‬ ‫عل ِ َ‬‫و َ‬ ‫َ‬
‫ن ﴾ ]النفال‪.[66:‬‬ ‫مائ ََتي ِ‬
‫غل ُِبوا ِ‬ ‫صاب َِرةٌ ي ْ‬ ‫َ‬

‫جواز النسخ ووقوعه‪:‬‬

‫‪72‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫عا ودليسسل ذلسسك‬ ‫النسخ جسسائز عقل ً وواقسسع شسسر ً‬
‫ْ‬ ‫خ من آية أ َ‬
‫ت‬ ‫ها َنسسأ ِ‬ ‫س َ‬‫و ُنن ِ‬ ‫ٍ ْ‬ ‫س ْ ِ ْ‬‫ما ن َن ْ َ‬ ‫قوله تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫خير من ْهسسا أ َ‬
‫هسسا ﴾ ]البقسسرة‪ ،[106:‬وقسسوله‬ ‫مث ْل ِ َ‬‫و ِ‬
‫ْ‬ ‫بِ َ ٍ ّ َ‬
‫ُ‬
‫م‬‫عن سدَهُ أ ّ‬ ‫و ِ‬
‫ت َ‬ ‫ويث ْب ِس ُ‬‫شاءُ َ‬‫ما ي َ‬
‫ه َ‬ ‫حو الل ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫تعالى‪ ﴿ :‬ي ْ‬
‫ذا ب َ سدّل َْنا آي س ً‬
‫ة‬ ‫وإ َ‬
‫ب ﴾ ]الرعد‪ ،[39:‬وقوله‪َ ﴿ :‬‬ ‫ال ْك َِتا ِ‬
‫ة ﴾ ]النحل‪.[101:‬‬ ‫ن آي ٍ‬ ‫كا َ‬‫م َ‬‫ّ‬
‫وقوله صلى الله عليه وسلم فيمسا صسح عنسه‪:‬‬
‫»كنسست نهيتكسسم عسسن زيسسارة القبسسور فزوروهسسا‬
‫فإنها تذكر الخرة«‪.‬‬
‫عا إذ لو كسسان‬ ‫فدل ذلك على جوازه عقل ً وشر ً‬
‫عا لم يقع لكنه وقع للنصسسوص المسسذكورة‬ ‫ممتن ً‬
‫وما في معناها‪.‬‬

‫نسخ الرسم والحكم‪:‬‬


‫ينقسم النسخ بهذا العتبار إلى ثلثة أقسام‪:‬‬
‫‪1‬س نسخ رسم الية مع بقاء حكمها‪ :‬مثال ذلك‬
‫آية الرجم وهي قسسوله‪» :‬الشسسيخ والشسسيخة إذا‬
‫زنيا فارجموهمسسا البتسسة نكسسال ً مسسن اللسسه واللسسه‬
‫عزيز حكيم«‪ ،‬كما ثبت التنويه بهذه الية عسسن‬
‫عمسسر رضسسي اللسسه عنسسه فسسي خطبتسسه فسسي‬
‫»الصحيحين«‪.‬‬
‫‪2‬س نسخ حكسسم اليسسة دون رسسسمها‪ :‬مثسسال ذلسسك‬
‫ن‬
‫نسسسسخ حكسسسم آيسسسة اعتسسسداد المتسسسوفى عنهسسس ّ‬
‫أزواجهن حول ً مع بقاء رسمها في المصسسحف‬
‫وتلوتها‪.‬‬
‫عا‪ :‬مثال ذلك ما‬ ‫‪3‬س نسخ رسم الية وحكمها م ً‬
‫ثبت في »صحيح مسسسلم« مسسن حسسديث عائشسسة‬
‫رضي الله عنها‪ :‬كان فيما أنسسزل مسسن القسسرآن‬

‫‪73‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫عشسسر رضسسعات معلومسسات يحرمسسن ثسسم نسسسخن‬
‫بخمس معلومات فتسسوفي رسسسول اللسسه صسسلى‬
‫الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن‪.‬‬
‫فآية التحريم بعشر الرضعات منسوخ رسسسمها‬
‫وحكمهسسا‪ ،‬وآيسسة التحريسسم بخمسسس الرضسسعات‬
‫منسوخ رسمها دون حكمها‪ ،‬فقد اجتمسع فسسي‬
‫هذا الحديث مثالن‪:‬‬
‫أ س لمنسوخ التلوة والحكم‪.‬‬
‫ب س لمنسوخ التلوة دون الحكم كما ترى‪.‬‬

‫النسخ إلى غير بدل‪:‬‬


‫مذهب جمهور العلماء جواز النسسسخ إلسسى غيسسر‬
‫بدل عن الحكم المنسوخ‪.‬‬
‫ومن أدلتهم‪ :‬نسخ وجوب تقديم الصدقة بيسسن‬
‫يدي نجوى رسول الله صلى الله عليه وسسسلم‬
‫إلى غير بدل كما في سورة »المجادلة«‪.‬‬

‫النسخ إلى بدل‪:‬‬


‫والنسخ إلى بدل ل يخلو من واحسسد مسسن ثلثسسة‬
‫أقسام‪:‬‬
‫أ س إما أن يكون الناسخ أخف من المنسوخ‪.‬‬
‫ب س أو مساويا له‪.‬‬
‫جس س أو أثقل منه‪.‬‬
‫ول خلف في جواز القسسسمين الوليسسن‪ ،‬وأمسسا‬
‫الثالث فالقول بجوازه قول الجمهور‪.‬‬
‫والمثلة كالتي‪:‬‬
‫‪1‬س النسخ إلى بدل أخف‪ :‬نسخ قوله تعسسالى‪﴿ :‬‬
‫ن‬‫مائ ََتي ِ‬
‫غل ُِبوا ِ‬
‫ن ي ْ‬
‫صاب ُِرو َ‬
‫ن َ‬
‫شُرو َ‬‫ع ْ‬ ‫منك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫كن ّ‬‫إن ي ُ‬

‫‪74‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫مسسائ َ ٌ‬
‫ة‬ ‫كم ّ‬ ‫من ُ‬
‫كن ّ‬‫فإن ي ُ‬‫﴾ ]النفال‪ ،[65:‬بقوله‪َ ﴿ :‬‬
‫ن ﴾ ]النفال‪ ،[66:‬فوجوب‬ ‫مائ ََتي ِ‬‫غل ُِبوا ِ‬
‫صاب َِرةٌ ي ْ‬‫َ‬
‫مصسسابرة الواحسسد للثنيسسن أخسسف مسسن وجسسوب‬
‫مصابرته للعشرة‪.‬‬
‫‪2‬س النسخ إلى بدل مساو‪ :‬نسخ استقبال بيت‬
‫ل‬‫و ّ‬ ‫فس َ‬‫المقدس الثابت بالسنة بقوله تعسسالى‪َ ﴿ :‬‬
‫حَرام ِ ﴾ ]البقسسرة‪[144:‬‬ ‫د ال ْ َ‬
‫ج ِ‬‫س ِ‬
‫م ْ‬ ‫شطَْر ال ْ َ‬‫ك َ‬ ‫ه َ‬‫ج َ‬‫و ْ‬ ‫َ‬
‫و لسسستقبال بيسست‬ ‫فاسسستقبال الكعبسسة مسسسا ٍ‬
‫المقدس بالنسبة لفعل المكلف‪.‬‬
‫‪3‬س النسخ إلى بدل أثقسسل‪ :‬نسسسخ التخييسسر بيسسن‬
‫صيام شهر رمضان والطعام بتعيين صيامهن‬
‫ونسخ أمر الصحابة بسسترك القتسسال والعسسراض‬
‫عن المشركين بإيجاب الجهاد‪.‬‬
‫فتعيين الصيام أثقل مسن التخييسر بينسه وبيسن‬
‫الطعام‪ ،‬ووجوب القتال أثقل من تركه‪.‬‬

‫نسخ الكتاب أو السنة بكتاب أو سنة‪:‬‬


‫النسخ بهذا العتبار أقسام‪:‬‬
‫‪1‬س نسخ الكتاب بالكتسساب ول خلف فسسي جسسواز‬
‫هذا القسم‪.‬‬
‫ومن أمثلتسسه آيتسسا العسسدة وآيتسسا المصسسابرة كمسسا‬
‫تقدم ذلك‪.‬‬
‫‪2‬س نسخ السنة بالكتاب‪.‬‬
‫ومن أمثلته نسخ التسسوجه إلسسى بيسست المقسسدس‬
‫هس َ‬
‫ك‬ ‫ج َ‬
‫و ْ‬
‫ل َ‬‫و ّ‬ ‫الثابت بالسسسنة بقسسوله تعسسالى‪َ ﴿ :‬‬
‫فس َ‬
‫حَرام ِ ﴾ ]البقرة‪.[144:‬‬ ‫د ال ْ َ‬
‫ج ِ‬
‫س ِ‬ ‫شطَْر ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫َ‬
‫‪3‬س نسخ الكتاب بالسنة ويشتمل هسسذا القسسسم‬
‫على شيئين‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫أحسسدهما‪ :‬نسسسخ الكتسساب بالحسساد مسسن السسسنة‪،‬‬
‫والقسسول بمنسسع جسسوازه مسسذهب الجمهسسور‪ ،‬لن‬
‫القطعي ل ينسخه الظني‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬نسخ الكتاب بمتواتر السنة‪ ،‬والقول‬
‫بمنع جواز هسسذا النسسوع قسسول البعسسض مسسستدل ّ‬
‫ْ‬ ‫خ من آي َ‬
‫ت‬‫ها ن َأ ِ‬
‫س َ‬
‫و ُنن ِ‬‫ةأ ْ‬‫ٍ‬ ‫س ْ ِ ْ‬
‫ما ن َن ْ َ‬‫بقوله تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫َ‬
‫ها ﴾ ]البقرة‪.[106:‬‬ ‫مث ْل ِ َ‬‫و ِ‬
‫ها أ ْ‬
‫من ْ َ‬
‫ر ّ‬
‫خي ٍ‬
‫بِ َ‬
‫ووجه الدللة أن السنة ل تكون مثسسل القسسرآن‬
‫ول خيسسسًرا منسسسه‪ ،‬والقسسسول بسسسالجواز مسسسذهب‬
‫الجمهور كما حكاه ابن الحاجب‪.‬‬
‫ودليل هذا القول‪ :‬أن الكسسل وحسسي مسسن اللسسه‪،‬‬
‫وقد وقع نسخ الوصية للوالدين بقسسوله صسسلى‬
‫اللسسه عليسسه وسسسلم‪» :‬ل وصسسية لسسوارث«‪ ،‬فسسإن‬
‫الجماع قد انعقد على معنى هذا الحديث‪.‬‬
‫قا في جواز نسسسخ‬ ‫‪4‬س نسخ السنة بالسنة‪ :‬اتفا ً‬
‫آحادهسسا ومتواترهسسا بسسالمتواتر منهسسا‪ ،‬ونسسسخ‬
‫فا في جواز نسخ المتواتر منها‬ ‫آحادها‪ ،‬واختل ً‬
‫بالحاد‪ ،‬ومن أمثلة نسخ السنة بالسسسنة قسسول‬
‫النبي صلى الله عليه وسسسلم‪» :‬كنسست نهيتكسسم‬
‫عن زيارة القبور فزوروها«‪.‬‬

‫نسخ المتواتر والحاد بمتواتر وآحاد‪:‬‬


‫الصور الممكنة فسسي ذلسسك تسسسع تقسسدمت فسسي‬
‫البحث الذي قبل هسسذا فنسسذكرها إجمسسال ً فيمسسا‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪1‬س نسخ المتواتر من القرآن بالمتواتر منه‪.‬‬
‫‪2‬س نسخ متواتر السنة بالمتواتر منها‪.‬‬
‫‪3‬س نسخ الحاد من السنة بالحاد‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫والناسسسسخ فسسسي هسسسذه الصسسسور الثلث مسسسساو‬
‫للمنسوخ‪.‬‬
‫‪4‬س نسخ السنة الحادية بالقرآن‪.‬‬
‫‪5‬س نسخ الحاد بالمتواتر من السنة‪.‬‬
‫‪6‬س نسخ متواتر السنة بالقرآن‪.‬‬
‫والناسسسسخ فسسسي هسسسذه الصسسسور الثلث فسسسوق‬
‫المنسوخ‪.‬‬
‫‪7‬س نسخ القرآن بمتواتر السنة‪.‬‬
‫‪8‬س نسخ القرآن بالحاد من السنة‪.‬‬
‫‪9‬س نسخ متواتر السنة بالحاد‪.‬‬
‫والناسسسسسخ فسسسسي هسسسسذه الصسسسسور الثلث دون‬
‫المنسوخ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫الجسمسسساع‬
‫تعريفه‪:‬‬
‫هو في اللغة يطلق على شيئين‪:‬‬
‫‪1‬س التفاق‪ ،‬يقال‪ :‬أجمع القسسوم علسسى كسسذا إذا‬
‫اتفقوا عليه‪ ،‬وهذا ل يتأتى إل من الجماعة‪.‬‬
‫‪2‬س س العسسزم المصسسمم يقسسال‪ :‬أجمسسع فلن رأيسسه‬
‫على كذا‪ ،‬إذا صسسمم عزمسسه عليسسه وهسسذا يتسسأتى‬
‫من الواحد ومن الجماعة‪.‬‬
‫وفسسي الصسسطلح هسسو‪ :‬اتفسساق جميسسع العلمسساء‬
‫المجتهدين مسسن أمسسة محمسسد صسسلى اللسسه عليسسه‬
‫وسلم بعد وفاته في عصر من العصسسور علسسى‬
‫أمر ديني‪.‬‬

‫شرح التعريف‪:‬‬
‫»التفاق« جنس يعم أشياء متعددة يخرج غير‬
‫المسسراد منهسسا بسسالقيود التاليسسة لسسذلك فخسسرج‬
‫بإضسسافته إلسسى جميسسع العلمسساء المجتهسسدين‪:‬‬
‫المتعلم الذي لم يبلسسغ درجسسة الجتهسساد فض سل ً‬
‫عسسسن العسسسامي ومسسسن فسسسي حكمسسسه فل عسسسبرة‬
‫ضسسا حصسسول‬ ‫بوفاقهم ول بخلفهم وخرج به أي ً‬
‫الجماع من بعض المجتهدين دون البعض‪.‬‬
‫وخرج بقيد »من أمة محمسسد صسسلى اللسسه عليسسه‬
‫وسسسلم«‪ :‬إجمسساع غيرهسسا مسسن المسسم‪ ،‬والمسسراد‬
‫بالمة‪ :‬أمة الجابة ل أمة الدعوة‪.‬‬
‫والمراد بالتقييسسد بمسسا بعسسد وفسساته صسسلى اللسسه‬
‫عليه وسلم‪ :‬بيان بدء الوقت الذي يوجسسد فيسسه‬
‫الجماع في أي عصسسر وجسسد بعسسد زمسسن النبسسوة‬
‫سواء في ذلك عصر الصحابة ومن بعدهم‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫وخرج بقيد »على أمر ديني«‪ :‬اتفاق مجتهدي‬
‫المة على أمر من المور العقليسسة أو العاديسسة‬
‫مث ً‬
‫ل‪.‬‬

‫أمثلة للجماع‪:‬‬
‫تقدم في بحث الخاص وغيره أمثلة للجمسساع‪،‬‬
‫وإليسسك جملسسة مسسن المسسسائل المجمسسع عليهسسا‬
‫نقلناهسسا مسسن كتسساب »مراتسسب الجمسساع« لبسسن‬
‫حزم رحمه الله‪ ،‬اخترناها من أبواب متعددة‪:‬‬
‫‪1‬س اتفقوا على أن للمعتدة مسسن طلق رجعسسي‬
‫السكنى والنفقة‪.‬‬
‫‪2‬س اتفقوا على أن الوطء يفسد العتكاف‪.‬‬
‫‪3‬س اتفقوا علسسى أن فعسسل الكبسسائر والمجسساهرة‬
‫بالصغائر جرح ترد به الشهادة‪.‬‬
‫‪4‬س اتفقوا على أنه ل يرث مع الم جدة‪.‬‬
‫‪5‬س اتفقوا على أن الوصية لوارث ل تجوز‪.‬‬
‫‪6‬س اتفقوا على أنه ل قود على القاتل خطأ‪.‬‬
‫قسسا رجعيسسا‬‫‪7‬سس اتفقسسوا علسسى أن المطلقسسة طل ً‬
‫يرثها الزوج وترثه ما دامت في العدة‪.‬‬
‫‪ 8‬س اتفقوا على أن سفر المرأة فيما أبيح لها‬
‫مع زوج أو ذي محرم مباح‪.‬‬
‫‪9‬س اتفقوا على أن ذبسسح النعسسام فسسي المحسسرم‬
‫وللمحرم حلل‪.‬‬
‫‪ _10‬اتفقوا على أنه ليس فسسي القسسرآن أكسسثر‬
‫من خمس عشرة سجدة‪.‬‬
‫‪11‬سسس اتفقسسوا علسسى أن الحسسائض تقضسسي مسسا‬
‫أفطرت في حيضها‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫‪ _12‬اتفقوا على أنه ل يصوم أحد عن إنسسسان‬
‫حي‪.‬‬

‫دليل حجية الجماع‪:‬‬


‫ذهسسب الجمهسسور إلسسى أن الجمسساع حجسسة يجسسب‬
‫العمل به‪ ،‬وخالف في ذلسسك النظسسام والشسسيعة‬
‫والخوارج‪.‬‬
‫وقسسد اسسستدل الجمهسسور لحجيتسسه بأدلسسة كسسثيرة‬
‫منها‪:‬‬
‫ن‬
‫مس ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫سسسو َ‬‫ق الّر ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫شسسا ِ‬ ‫من ي َ‬ ‫و َ‬‫‪1‬س قوله تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ل‬‫س سِبي ِ‬‫غي سَر َ‬ ‫ع َ‬ ‫ويت ّب ِ س ْ‬ ‫دى َ‬ ‫ه ال ْ ُ‬
‫هس َ‬ ‫ن لَس ُ‬‫مسسا ت ََبي س َ‬‫د َ‬ ‫عس ِ‬ ‫بَ ْ‬
‫ت‬ ‫سسساءَ ْ‬‫و َ‬ ‫م َ‬‫هن ّ َ‬
‫ج َ‬‫ه َ‬ ‫صل ِ ِ‬‫ون ُ ْ‬‫وّلى َ‬ ‫ما ت َ َ‬
‫ه َ‬ ‫ول ّ ِ‬
‫ن نُ َ‬‫مِني َ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫صيًرا ﴾ ]النساء‪ ،[115:‬وذلك أن اللسسه تعسسالى‬ ‫م ِ‬ ‫َ‬
‫توعسسد مسسن خسسالف سسسبيل المسسؤمنين بالعسسذاب‬
‫فوجب اتباع سبيلهم‪ ،‬وما ذاك إل لنه حجة‪.‬‬
‫‪2‬سس قسسوله صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم‪» :‬ل تسسزال‬
‫طائفسسة مسسن أمسستي ظسساهرين علسسى الحسسق‪«...‬‬
‫الحديث‪.‬‬
‫فلو أجمع أهل عصر من العصور علسسى باطسسل‬
‫لتخلف مصداق الحديث في ذلك العصر لعسسدم‬
‫وجود ظهير للحق فيه وذلك باطل فبطسسل أن‬
‫ذا فهسسو‬ ‫يكسسون إجمسساعهم علسسى خلف الحسسق‪ ،‬إ ً‬
‫حجة يجب اتباعه‪.‬‬

‫عصر الجماع‪:‬‬
‫تقدم فسي تعريسف الجمساع أنسه عسام فسي أي‬
‫عصر كان بعد وفاة الرسول صلى اللسسه عليسسه‬
‫وسلم‪ ،‬ل فرق في ذلك بين عصسسور الصسسحابة‬

‫‪80‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫وعصسسور مسسن بعسسدهم‪ ،‬وهسسذا قسسول الجمهسسور‬
‫خل ً‬
‫فسسا لمسسن خصسسه بعصسسر الصسسحابة‪ ،‬كسسداود‬
‫الظاهري ومن وافقه مستدلين بأن قلة عسسدد‬
‫الصسسحابة وحصسسرهم وضسسعف دواعسسي الهسسوى‬
‫فيهسسم يتيسسسر معسسه إجمسساعهم والطلع عليسسه‬
‫فيمكن الحتجاج بسسه بخلف مسسن بعسسدهم فسسإن‬
‫كسسثرتهم واختلف أهسسوائهم وضسسعفهم عسسن‬
‫مقاومة الحكسسام يبعسسد عسسادة حصسسول الجمسساع‬
‫منهم والطلع عليه‪.‬‬
‫وقد رد الجمهور هسسذا السسستدلل بسسأن أربسساب‬
‫الشسسبه علسسى كسسثرتهم واختلف أهسسوائهم قسسد‬
‫اتفقت كلمتهسسم علسسى الباطسسل‪ ،‬واطلسسع علسسى‬
‫ذلك منهم كاليهود في إنكار نبوة محمد صلى‬
‫اللسسه عليسسه وسسسلم‪ ،‬فإجمسساع المسسسلمين علسسى‬
‫الحق أولى بأن يقع ويطلع عليه‪.‬‬
‫ومن أدلة الجمهور‪ :‬أن الدلة التي دلت علسسى‬
‫حجية الجماع عامسسة لسسم تخصسسص عص سًرا دون‬
‫عصر‪ ،‬فكان الجماع في أي عصر حجة‪.‬‬

‫هسسل انقسسراض عصسسر المجمعيسسن شسسرط فسسي‬


‫انعقاد إجماعهم أو ل ؟‬
‫إذا حصل الجماع مسسن المجتهسسدين فسسي زمسسن‬
‫فهل ينعقد إجماعهم من وقسست حصسسوله أو ل‬
‫بد فسسي انعقسساده مسسن انقسسراض عصسسرهم فيسسه‬
‫قولن هما روايتان عن أحمد‪.‬‬
‫والصحيح الول وهو قول الجمهور ويسسدل لسسه‬
‫أمور‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫‪1‬س س أن أدلسسة الجمسساع مسسن الكتسساب والسسسنة ل‬
‫توجب اعتبار انقراضه‪.‬‬
‫‪2‬س أن التسسابعين قسسد احتجسسوا بإجمسساع الصسسحابة‬
‫طا لم‬‫قبل انقراض عصرهم ولو كان ذلك شر ً‬
‫يحتجوا به قبل انقراضهم‪.‬‬
‫‪3‬س أن اشسستراط انقسسراض العصسسر يسسوجب أن ل‬
‫يكون إجماع إلى يسسوم القيامسسة‪ ،‬لنسسه ل يخلسسو‬
‫العصر مسسن توالسسد أفسسراد ونشسسأتهم وبلسسوغهم‬
‫درجة الجتهاد وقبل انقراضهم يتوالد غيرهم‬
‫وهلسسم جسسّرا‪ ،‬ومسسا أدى إلسسى إبطسسال انعقسساد‬
‫الجماع فهو باطل‪.‬‬

‫ثمرة الخلف‪ :‬ينبنسسي علسسى الخلف فسسي هسسذه‬


‫المسألة شيئان‪:‬‬
‫‪1‬سسس علسسى القسسول باشسستراط انقسسراض العصسسر‬
‫يسوغ لبعض المجمعين الرجوع عسسن رأيسسه ول‬
‫فا للجماع لنه لم ينعقد‪.‬‬ ‫يعتبر مخال ً‬
‫وعلى القول بعدم الشسستراط ل يسسسوغ لحسسد‬
‫الرجسسسوع عسسسن رأيسسسه الموافسسسق للجمسسساع لن‬
‫الجماع الحاصسسل إمسسا أن يكسسون علسسى حسسق أو‬
‫ف للدلة الدالة علسسى ذلسسك‬ ‫باطل‪ ،‬والثاني منت ٍ‬
‫قا ول يجسسوز العسسدول‬ ‫فلزم الول وهو كونه ح ّ‬
‫عما هو حق‪.‬‬
‫‪2‬س على القول بالشتراط ل بسسد مسسن موافقسسة‬
‫من نشأ وبلغ درجة الجتهاد وإل لما تم؛ لنسسه‬
‫لم ينعقد إل بانقراض العصسسر‪ ،‬وعلسسى القسسول‬
‫بعدمه ل يجوز لسسه مخالفسسة الجمسساع؛ لنسسه قسسد‬
‫انعقد‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬

‫مستند الجماع‪:‬‬
‫ل ينعقد الجماع إل عن مستند مسسن كتسساب أو‬
‫سنة وقال قسسوم‪ :‬يجسسوز انعقسساده عسسن اجتهسساد‬
‫فقسسط ومنسسع ذلسسك شسسيخ السسسلم ابسسن تيميسسة‬
‫رحمه الله في كتابه »معارج الوصول إلى أن‬
‫أصسسول السسدين وفروعسسه قسسد بينهسسا الرسسسول«‬
‫حيث قال فيه‪:‬‬
‫»ول توجسسد مسسسألة يتفسسق الجمسساع عليهسسا إل‬
‫وفيهسسا نسسص‪ ،‬وقسسد كسسان بعسسض النسساس يسسذكر‬
‫مسائل فيها إجماع بل نص كالمضاربة‪ ،‬وليس‬
‫كذلك بل المضاربة كانت مشهورة بينهم فسسي‬
‫الجاهلية ل سيما قريش فإن الغلسسب عليهسسم‬
‫التجارة‪ ،‬وكان أصحاب الموال يدفعونها إلسسى‬
‫العمال‪ ،‬ورسول الله صلى اللسسه عليسسه وسسسلم‬
‫قد سافر بمال غيره قبسسل النبسسوة كمسسا سسسافر‬
‫بمسسال خديجسسة‪ ،‬والعيسسر السستي كسسان فيهسسا أبسسو‬
‫سفيان كان أكثرها مضاربة مسسع أبسسي سسسفيان‬
‫وغيره‪ ،‬فلما جاء السلم أقرهسسا رسسسول اللسسه‬
‫صسسسلى اللسسسه عليسسسه وسسسسلم‪ ،‬فكسسسان أصسسسحابه‬
‫يسافرون بمال غيرهم مضاربة‪ ،‬ولم ينه عسسن‬
‫ذلك‪ ،‬والسنة قوله وفعله وتقريره صلى اللسسه‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فلما أقرها كانت ثابتسسة بالسسسنة«‬
‫انتهى‪.‬‬
‫أقسام الجماع‪:‬‬
‫ينقسم الجماع من حيث هو إلى قسمين‪:‬‬
‫‪1‬س إجماع قولي أو فعلي‪.‬‬
‫‪2‬س وإجماع سكوتي‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫فالول‪ :‬أن يصرح كل فرد بقوله فسسي الحكسسم‬
‫المجمع عليه أو يفعله فيدل فعلسسه إيسساه علسسى‬
‫جوازه عنده‪.‬‬
‫وهذا القسم من الجماع ل خلف في حجيتسسه‬
‫عند القائلين بثبوت الجماع‪.‬‬
‫والثسساني‪ :‬أن يحصسسل القسسول أو الفعسسل مسسن‬
‫البعض وينتشر ذلسك عنهسم ويسسكت البساقون‬
‫عن القول به أو فعله‪ ،‬أو ل ينكروا علسسى مسسن‬
‫حصل منه‪.‬‬
‫ومن أمثلته‪ :‬العول حكم به عمر فسسي خلفتسسه‬
‫بمشورة بعض الصحابة وسكت باقيهم‪.‬‬
‫وهسسذا القسسسم اختلسسف فيسسه فقسسال قسسوم‪ :‬إنسسه‬
‫إجماع ل يسوغ العدول عنه‪ ،‬وقال قسسوم‪ :‬إنسسه‬
‫ليس بإجماع ول حجة‪ ،‬وقال آخرون‪ :‬إنه حجة‬
‫وليس بإجماع‪.‬‬
‫اسسستدل القسسائلون بسسأنه إجمسساع بسسأن التسسابعين‬
‫كانوا إذا نقل إليهم عن الصحابة مثسسل هسسذا ل‬
‫يجسسوزون العسسدول عنهسسم‪ ،‬فهسسو إجمسساع منهسسم‬
‫على أنه حجة‪.‬‬
‫واستدل من قال بأنه ليس بحجسسة فض سل ً عسسن‬
‫عا بسسأن السسسكوت مسسن المجتهسسد‬ ‫أن يكون إجما ً‬
‫يحتمل أن يكون للموافقة ويحتمسسل أن يكسسون‬
‫لعسسدم اجتهسساده فسسي المسسسألة أو اجتهسسد فيهسسا‬
‫ولكن لم يظهر له فيها شيء‪ ،‬أو سكت مهابة‬
‫كمسسا روى ابسسن عبسساس رضسسي اللسسه عنسسه فسسي‬
‫مسألة العول‪.‬‬
‫وبأن سكوت العلمسساء عنسسد وقسسوع فعسسل منكسسر‬
‫مثل ً ل يدل على أنه عندهم ليسسس بمنكسسر لمسسا‬

‫‪84‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫علسسم مسسن أن مراتسسب النكسسار ثلث‪ :‬باليسسد أو‬
‫اللسسسان أو بسسالقلب‪ ،‬وانتفسساء النكسسار باليسسد‬
‫واللسان ل يدل علسسى انتفسسائه بسسالقلب‪ ،‬فهسسل‬
‫يدل السكوت على تقريسسر السسساكت لمسسا وقسسع‬
‫عسسا سسسكوتيا‬ ‫حتى يقال فقد أجمسسع عليسسه إجما ً‬
‫ول يثبت ذلسسك عنسسه ويضسساف إليسسه إل ّ إذا علسسم‬
‫رضاه بالواقع ول يعلم ذلك إل علم الغيوب‪.‬‬
‫الخسبسسسسار‬
‫الخبسسار بفتسسح الهمسسزة‪ :‬جمسسع خسسبر وهسسو لغسسة‬
‫مسسأخوذ مسسن الخبسسار وهسسي الرض الرخسسوة لن‬
‫الخبر يثير الفائدة كما أن الرض الخبسسار تسسثير‬
‫الغبار إذا حفرها الحافر ونحوه‪.‬‬
‫وهو نسسوع مخصسسوص مسسن القسسول وقسسسم مسسن‬
‫أقسام الكلم‪ ،‬وقد يستعمل في غيسسر القسسول‬
‫كما قيل‪ :‬تخبرك العينان ما القلب كاتم‪.‬‬
‫وتعريسسف الخسسبر مسسن حيسسث هسسو‪ :‬مسسا يحتمسسل‬
‫الصسسدق والكسسذب لسسذاته‪ ،‬أي إن احتمسساله لهمسسا‬
‫من حيث كونه خبًرا وقد يقطع بصسسدق الخسسبر‬
‫أو كذبه لمر خارجي فالول كخبر الله تعالى‬
‫والثاني كالخبر عن المحالت كقسسول القسسائل‪:‬‬
‫»الضدان يجتمعان« فل يخرج بذلك عن كسسونه‬
‫خبًرا‪.‬‬
‫والخبر يطلق عند المحسسدثين علسسى مسا أضسيف‬
‫إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قسسول أو‬
‫خلقي‪.‬‬ ‫خلقي أو َ‬ ‫فعل أو تقرير أو وصف ُ‬

‫تقسيم الخبر باعتبار وصفه بالصدق والكذب‪:‬‬

‫‪85‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫ينقسسسم الخسسبر مسسن حيسسث وصسسفه بالصسسدق‬
‫والكذب إلى ثلثة أقسام‪:‬‬

‫الول‪ :‬الخبر المقطوع بصدقه‪:‬‬


‫‪ 1‬س الخبر الذي بلغ رواته حد التواتر‪.‬‬
‫‪2‬س خسسبر اللسسه وخسسبر رسسسوله صسسلى اللسسه عليسسه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫‪3‬س الخبر المعلسسوم صسسدقه بالسسستدلل كقسسول‬
‫أهل الحق‪» :‬العالم حادث«‪.‬‬

‫الثسساني‪ :‬الخسسبر المقطسسوع بكسسذبه وهسسو أنسسواع‬


‫منها‪:‬‬
‫‪1‬س ما علم خلفه بالضرورة مثل قول القائل‪:‬‬
‫»النار باردة«‪.‬‬
‫‪2‬سسس مسسا علسسم خلفسسه بالسسستدلل مثسسل قسسول‬
‫الفلسفة‪» :‬العالم قديم«‪.‬‬
‫حا لتسسوفرت‬ ‫‪3‬سسس الخسسبر السسذي لسسو كسسان صسسحي ً‬
‫الدواعي على نقلسسه متسسواتًرا‪ ،‬إمسسا لكسسونه مسسن‬
‫أصول الشريعة‪ ،‬أو لكونه أمًرا غريًبا كسقوط‬
‫الخطيب عن المنبر وقت الخطبة مث ً‬
‫ل‪.‬‬
‫‪4‬س خبر مدعي الرسالة من غير معجزة‪.‬‬
‫الثسسالث‪ :‬الخسسبر السسذي لسسم يقطسسع بصسسدقه ول‬
‫بكذبه وهو ثلثة أنواع‪:‬‬
‫‪1‬س ما ظن صدقه كخبر العدل‪.‬‬
‫‪2‬س ما ظن كذبه كخبر الفاسق‪.‬‬
‫‪3‬س مسسا شسسك فيسسه كخسسبر مجهسسول الحسسال فسسإنه‬
‫يستوي فيه الحتمالن لعدم المرجح‪.‬‬
‫***‬

‫‪86‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫تقسيم الخبر إلى متواتر وآحاد‪:‬‬
‫ينقسم الخبر باعتبار طريقه الموصلة له إلى‬
‫المخبر به إلى قسمين‪ :‬متواتر وآحاد‪.‬‬

‫المتواتر‪:‬‬
‫تعريفه‪ :‬وهو في اللغة المتتابع‪.‬‬
‫وفسسي الصسسطلح‪ :‬مسسا رواه جماعسسة كسسثيرون‬
‫تحيل العادة تواطؤهم وتوافقهم على الكذب‬
‫عسسسن جماعسسسة كسسسذلك إلسسسى أن ينتهسسسي إلسسسى‬
‫محسوس‪.‬‬

‫شروطه‪:‬‬
‫ويشترط في المتواتر أربعة شروط‪:‬‬
‫‪1‬س أن يكون رواته كثيرين‪.‬‬
‫‪2‬س أن تحيل العادة تواطؤهم وتوافقهم علسسى‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪3‬سسسسس أن تسسسسستوي جميسسسسع طبقسسسسات السسسسسند‬
‫بالشرطين السابقين إلى أن يتصسسل بسسالمخبر‬
‫به‪.‬‬
‫‪4‬س أن يكون علمهم بذلك حصل عن مشسساهدة‬
‫أو سماع‪.‬‬

‫أقسامه‪:‬‬
‫ينقسم المتواتر إلى قسمين‪:‬‬
‫‪1‬س لفظي‪ :‬وهو مسسا اشسسترك رواتسسه فسسي لفسسظ‬
‫دا‬
‫معين مثل حسسديث‪» :‬مسسن كسسذب علسسي متعم س ً‬
‫فليتبوأ مقعده من النار« وحديث‪» :‬المرء مسسع‬
‫من أحب«‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫‪2‬سسس معنسسوي‪ :‬وهسسو مسسا اختلفسست السسرواة فسسي‬
‫ألفاظه مع توافقهم في معناه مثسسل أحسساديث‬
‫حسسوض الرسسسول صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم‬
‫وأحاديث المسح على الخفين‪.‬‬
‫نوع العلم الذي يفيده المتواتر‪:‬‬
‫والمتواتر يفيسسد العلسسم اليقينسسي السذي يضسسطر‬
‫النسان إليه بحيث ل يمكنه دفعسسه‪ ،‬وهسسذا هسسو‬
‫الحق‪ ،‬فإن ّسسا نقطسسع بوجسسود البلد الغائبسسة عنسسا‪،‬‬
‫مسسا‬
‫والشخاص الماضية قبلنا ونجزم بسسذلك جز ً‬
‫خاليسسسا مسسسن السسستردد جاريسسسا مجسسسرى جزمنسسسا‬
‫بالمشاهدات‪.‬‬

‫الحاد‪:‬‬
‫تعريفه‪ :‬هو ما فقد شر ً‬
‫طا فأكثر من شسسروط‬
‫المتواتر السابقة‪.‬‬

‫الذي تفيده‪:‬‬
‫اختلف في أخبار الحاد فذهب بعسسض العلمسساء‬
‫إلسسسى أنهسسسا ل تفيسسسد القطسسسع ل بنفسسسسها ول‬
‫بالقرائن‪ ،‬وإنما تفيد الظن‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬الصل في خبر الواحد أن يفيد‬
‫الظن وربما أفاد القطع بالقرائن مثسسل كسسونه‬
‫مرويا في »الصحيحين« وهذا هو الراجح‪.‬‬

‫التعبد بأخبار الحاد‪:‬‬


‫التعبسسد بأخبسسار الحسساد جسسائز عق ً‬
‫ل‪ ،‬وقسسد قسسام‬
‫عا فمن ذلك‪:‬‬ ‫الدليل عليه سم ً‬

‫‪88‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫‪1‬س س إجمسساع الصسسحابة رضسسي اللسسه عنهسسم علسسى‬
‫قبولها‪ ،‬فقد اشتهر عنهم الرجوع إليهسسا فسسي‬
‫وقائع ل تنحصر كما في إرث الجسسدة السسسدس‬
‫ودية الجنين‪ ،‬وتوريث المرأة من دية زوجهسسا‪،‬‬
‫وتحول أهل قبسساء إلسسى القبلسسة فسسي صسسلتهم‪،‬‬
‫وأخسسذ الجزيسسة مسسن المجسسوس كأهسسل الكتسساب‪،‬‬
‫وعامة أفعال الرسول صلى الله عليه وسسسلم‬
‫في بيوته‪.‬‬
‫َ‬
‫مُنسسوا إن‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫هسسا اّلسس ِ‬‫‪2‬سسس قسسوله تعسسالى‪ ﴿ :‬يسسا أي َ‬
‫فت ََبين ُسسوا ﴾ ]الحجسسرات‪،[6:‬‬ ‫ق ب ِن َب َسأ ٍ َ‬
‫سس ٌ‬ ‫فا ِ‬ ‫م َ‬ ‫جسساءَك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫هسس ْ‬‫من ْ ُ‬‫ة ّ‬‫قس ٍ‬‫فْر َ‬ ‫ل ِ‬ ‫مسسن ك ُس ّ‬ ‫فسسَر ِ‬ ‫ول ن َ َ‬ ‫فل َ س ْ‬
‫وقسسوله‪َ ﴿ :‬‬
‫م‬‫ه ْ‬
‫م ُ‬‫و َ‬ ‫ذُروا َ‬
‫قس ْ‬ ‫وِلينس ِ‬ ‫ن َ‬ ‫دي ِ‬ ‫في ال ّ‬ ‫هوا ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫ف ّ‬‫ة ّليت َ َ‬ ‫ف ٌ‬ ‫َ‬
‫طائ ِ َ‬
‫ن ﴾ ]التوبسسة‪:‬‬ ‫ح سذَُرو َ‬ ‫مي ْ‬ ‫هس ْ‬ ‫عل ّ ُ‬
‫م لَ َ‬ ‫هس ْ‬ ‫َ‬
‫عسسوا إلي ِ‬ ‫ج ُ‬‫ذا َر َ‬ ‫إ َ‬
‫‪.[122‬‬
‫‪3‬س ما تواتر من بعثه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم‬
‫الحاد إلى النواحي لتبليغ الحكام مسسع العلسسم‬
‫بتكليف المبعوث إليهم بذلك‪.‬‬
‫‪4‬س انعقاد الجمسساع فسسي قبسسول قسسول المفسستي‬
‫فيما يخبر به عن ظنه وقبول قوله فيما يخبر‬
‫به عن السماع الذي ل شك فيه أولى‪.‬‬

‫تقسيم الحاد من حيث رواته قلة وكثرة‪:‬‬


‫تنقسم أخبار الحسساد مسسن حيسسث كسسثرة السسرواة‬
‫وقلتهم إلى ثلثة أقسام‪:‬‬
‫‪3‬س‬ ‫‪2‬س عزيز‪.‬‬ ‫‪1‬س مشهور‪.‬‬
‫غريب‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫‪ -1‬المشهور‪ :‬مسسا قصسسر فسسي عسسدد رواتسسه عسسن‬
‫درجسسة التسسواتر ولسسم ينسسزل فسسي طبقسسة مسسن‬
‫طبقاته عن ثلثة‪.‬‬
‫مثاله حديث‪» :‬المسلم مسسن سسسلم المسسسلمون‬
‫من لسانه ويده«‪.‬‬
‫‪2‬سس والعزيسسز‪ :‬مسسا نسسزل سسسنده ولسسو فسسي بعسسض‬
‫الطبقات إلى اثنين فقط‪.‬‬
‫مثسساله حسسديث‪» :‬ل يسسؤمن أحسسدكم حسستى أكسسون‬
‫أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين«‪.‬‬
‫‪3‬س والغريسب‪ :‬مسسا نسسزل سسنده ولسسو فسسي بعسض‬
‫الطبقات إلى واحد‪.‬‬
‫مثاله حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنسسه‬
‫الذي يجعله كثير من المصنفين فسسي الحسسديث‬
‫فاتحسسة كتبهسسم وهسسو قسسوله صسسلى اللسسه عليسسه‬
‫وسسسلم‪» :‬إنمسسا العمسسال بالنيسسات وإنمسسا لكسسل‬
‫امرئ ما نوى«‪.‬‬

‫أقسام الحاد من حيث القبول أو الرد‪:‬‬


‫عا‪.‬‬
‫من المعلوم أن المتواتر مقبول قط ً‬
‫حا‪ ،‬ويكون حس سًنا‪،‬‬ ‫أما خبر الواحد فيكون صحي ً‬
‫فا وهو المسسردود‬ ‫وكلهما مقبول‪ ،‬ويكون ضعي ً‬
‫وذلسسك بحسسسب قسسرائن الصسسحة والحسسسن أو‬
‫أسباب الرد‪ ،‬ولكل ضوابط كالتي‪:‬‬
‫‪1‬س الصحيح لذاته‪ :‬هو ما اتصسسل سسسنده بروايسسة‬
‫ما من غيسسر شسسذوذ ول‬ ‫العدل الضابط ضب ً‬
‫طا تا ّ‬
‫علة‪.‬‬
‫ولغيره‪ :‬ما خفت فيه شسسروط الصسسحيح لسسذاته‬
‫وجبر بكثرة الطرق‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫‪2‬س س والحسسسن لسسذاته‪ :‬مسسا خفسست فيسسه شسسروط‬
‫الصحيح لذاته ولم يجبر بكثرة الطرق‪.‬‬
‫ولغيره‪ :‬هو الحديث المتوقف فيسسه إذا قسسامت‬
‫قرينسسة ترجسسح جسسانب قبسسوله‪ ،‬كحسسديث مسسستور‬
‫الحال إذا تعددت طرقه‪.‬‬
‫‪3‬س والضعيف‪ :‬هو الذي لم يتصف بشسسيء مسسن‬
‫صفات الصحيح ول من صفات الحسن‪.‬‬
‫فإيجاب الرد‪ :‬إما سقوط من السسسند أو طعسسن‬
‫في الراوي وتفصيل ذلك في فن المصطلح‪.‬‬
‫دا أو‬‫حيث يفرقسسون بيسسن كسسون السسساقط واح س ً‬
‫أكثر‪ ،‬وبين كونه في أول السند أو وسطه أو‬
‫آخره‪.‬‬
‫أمسسا الصسسوليون فسسإنهم يقسسسمونه مسسن حيسسث‬
‫اتصال السند وانقطاعه إلى قسمين‪:‬‬
‫‪1‬س مسند‪.‬‬
‫‪2‬س مرسل‪.‬‬
‫ل‪ :‬المسند‪.‬‬‫أو ً‬
‫اسم مفعول من السناد وهو ضم جسم إلسسى‬
‫آخر‪ ،‬ثم استعمل فسسي المعسساني يقسسال‪ :‬أسسسند‬
‫فلن الخبر إلى فلن إذا نسبه إليه‪.‬‬
‫وفي الصطلح‪ :‬ما اتصل سنده إلى منتهسساه‪،‬‬
‫بأن يرويه عسسن شسسيخه بلفسسظ يظهسسر منسسه أنسسه‬
‫أخذه عنه وكذلك شيخه عن شيخه متصل ً إلى‬
‫الصحابي إلسسى رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المرسل‪.‬‬
‫اسم مفعول من الرسال‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫وفي الصطلح‪ :‬هو روايسسة السسراوي عمسسن لسسم‬
‫يسمع منه‪ ،‬فهو علسسى هسسذا لسسم يتصسسل سسسنده‬
‫ظسساهًرا لسسسقوط بعسسض رواتسسه وسسسواء كسسان‬
‫دا أو أكسسثر مسسن أي موضسسع فسسي‬ ‫السسساقط واحس ً‬
‫السند وهسسذا فسسي اصسسطلح الصسسوليين خل ً‬
‫فسسا‬
‫لهل الحديث إذ يخصسسون اسسسم المرسسسل بمسسا‬
‫سقط منه الصحابي سواء كسسان وحسسده أو مسسع‬
‫غيره من الصحابة والتابعين إذا كان المرسل‬
‫له صحابيا أو تابعيا‪.‬‬
‫أقسام المرسل‪:‬‬
‫والمراسيل على ثلثة أقسام‪:‬‬
‫‪1‬س مراسيل الصحابة‪.‬‬
‫‪2‬س مراسيل التابعين‪.‬‬
‫‪3‬س مراسيل غيرهم ممن بعدهم‪.‬‬
‫وإليك بيانها‪:‬‬
‫مرسل الصحابة‪:‬‬
‫أن يقول الصحابي فيما لم يسمعه من النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم كذا ونحو ذلك‪.‬‬
‫ويعسسرف عسسدم سسسماعه منسسه ذلسسك بسسأن يكسسون‬
‫إسلمه متأخًرا وحديثه عن أمسسر متقسسدم‪ ،‬ولسسم‬
‫يكن تحمل من رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه‬
‫وسسسلم قبسسل إسسسلمه أو بكسسونه مسسن صسسغار‬
‫الصحابة ويروي عنه صلى الله عليه وسلم ما‬
‫وقسسع قبسسل ولدتسسه‪ ،‬فسسإذا قسسدر أن مثسسل هسسذا‬
‫الصسسحابي لسسم يسسسمع الحسسديث مسسن الرسسسول‬
‫صلى الله عليه وسلم مشافهة بل سمعه من‬
‫واسطة فتلك الواسطة يغلب على الظن أنها‬

‫‪92‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫ما‪،‬‬
‫صحابي آخر أكبر منسسه أو أسسسبق منسسه إسسسل ً‬
‫كأحاديث أبي هريرة عما قبل السنة السسسابعة‬
‫من الهجرة لتسسأخر إسسسلمه إلسسى تلسسك السسسنة‪،‬‬
‫وكأحاديث ابن عباس وابن عمر ونحوهما عن‬
‫أوائل السسسلم لتسسأخر مولسسدهما‪ ،‬فيكسسون هسسذا‬
‫المرسسسل مقبسسول ً لن الصسسحابة كلهسسم عسسدول‬
‫فحكمه حكم المسند‪.‬‬
‫مرسل التابعي‪:‬‬
‫وإذا أرسسسل التسسابعي الحسسديث فأسسسنده إلسسى‬
‫رسول الله صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم مباشسسرة‬
‫فقد أسقط واسطة بينه وبين الرسول صلى‬
‫الله عليه وسلم‪ ،‬وهسسذه الواسسسطة يحتمسسل أن‬
‫تكون صحابيا أو تابعيا أو أكثر من ذلك‪.‬‬
‫أما الصسسحابي فقسسد علمسست عسسدالته وإن جهسسل‬
‫بخلف التسسابعي فل سسسبيل إلسسى الحكسسم عليسسه‬
‫لنسسه مجهسسول والحكسسم علسسى إنسسسان فسسرع‬
‫معرفته‪.‬‬
‫يستثنى من ذلك عند الجمهسسور مراسسسيل ابسسن‬
‫المسيب فإنهسسا تتبعسست كلهسسا فوجسسدت مرويسسة‬
‫عسسن الصسسحابة فهسسي كالمسسسند لمسسا علسسم أن‬
‫الصحابة كلهم عدول‪.‬‬
‫مرسل غير الصحابي والتابعي‪:‬‬
‫هو أن يروي شخص في أثناء السند عمن لسسم‬
‫يلقه فيسقط واسطة بينسسه وبيسسن السسذي روى‬
‫عنه‪.‬‬
‫حكم المرسل‪:‬‬

‫‪93‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫أ سسس علمنسسا أن مراسسسيل الصسسحابة فسسي حكسسم‬
‫المسند فهي حجة ول عبرة بشسسذوذ مسسن شسسذ‬
‫ويدل لذلك‪:‬‬
‫‪1‬س اتفاق المة على قبول روايسسة ابسسن عبسساس‬
‫وأمثاله من أصاغر الصحابة مع إكثسسارهم مسسن‬
‫الرواية فبعض روايتهم عن النبي صسسلى اللسسه‬
‫عليه وسلم مراسيل‪.‬‬
‫ضا فإن الصسسحابة قسسد علمسست عسسدالتهم‪،‬‬
‫‪2‬س وأي ً‬
‫فل يروون إل عن صحابي غالًبا وإن رووا عن‬
‫غيره نادًرا فل يروون إل عمن علموا عدالته‪.‬‬
‫ب س وأما مراسيل التابعين فمن بعدهم فهسسي‬
‫حجة عند مالك وأحمد في رواية وأبي حنيفسسة‬
‫غيسسر حجسسة عنسسد الشسسافعي وأهسسل الحسسديث إل‬
‫مراسيل سعيد بن المسيب كما تقدم‪.‬‬
‫تصرف الراوي في نقله للخبر‪:‬‬
‫للراوي في كيفية نقله للخبر أحوال أربع‪:‬‬
‫‪1‬س أن يرويه باللفظ الذي سمع‪ ،‬وهذه الحالسسة‬
‫هي الصل في الرواية‪ ،‬وهي أفضل أحواله‪.‬‬
‫‪2‬س أن يرويه بمعناه‪ ،‬وهذه الحالسسة ل تجسسوز إل‬
‫لعسسسارف بمسسسدلولت اللفسسساظ وبمسسسا يحيسسسل‬
‫المعاني‪.‬‬
‫‪3‬س أن يحذف بعض لفظ الخسسبر‪ ،‬وهسسذا ممنسسوع‬
‫إذا كان المحذوف له تعلق بالمذكور؛ ل إذا لم‬
‫يكن له تعلق‪ ،‬وكثير مسسن السسسلف سسسلك هسسذه‬
‫الطريقسسة فاقتصسسر فسسي الروايسسة علسسى قسسدر‬
‫الحاجسسسة المسسسستدل عليهسسسا‪ ،‬ل سسسسيما فسسسي‬
‫الحاديث الطويلة‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫‪4‬س أن يزيسسد فسسي الخسسبر علسسى مسسا سسسمعه مسسن‬
‫النبي صلى الله عليه وسسسلم‪ ،‬وهسسذا جسسائز إذا‬
‫كان مسسا زاده يتضسسمن بيسسان سسسبب الحسسديث أو‬
‫تفسير معناه‪ ،‬لكسسن بشسسرط أن يسسبين مسسا زاده‬
‫حتى يفهم السامع أنه ليسسس مسسن كلم النسسبي‬
‫صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫الشروط المعتبرة في الراوي‪:‬‬
‫يشترط في الراوي أربعة شروط‪:‬‬
‫‪1‬سسس السسسلم‪ :‬فالكسسافر ل تقبسسل روايتسسه لنسسه‬
‫متهم في الدين إل إذا تحمل في كفره وأدى‬
‫بعد إسلمه كمسسا فسسي قصسسة أبسسي سسسفيان مسسع‬
‫هرقل‪.‬‬
‫‪2‬سسس التكليسسف وقسست الداء‪ :‬فل تقبسسل روايسسة‬
‫الصبي‪ ،‬وما سسسمعه فسسي الصسسغر بعسسد التمييسسز‬
‫وأداه بعسسد البلسسوغ مقبسسول‪ ،‬لجمسساع الصسسحابة‬
‫رضي اللسسه عنهسسم علسسى قبسسول روايسسة أصسساغر‬
‫الصحابة كابن عباس وابن الزبير ومحمود بن‬
‫الربيع والحسن والحسين ونحوهم‪.‬‬
‫‪3‬س العدالة‪ :‬فل تقبل روايسسة الفاسسسق‪ ،‬وقيسسل‪:‬‬
‫إل المتأول إذا لم يكن داعية إلى بدعته‪.‬‬
‫‪4‬س الضسسبط‪ :‬وهسسو ضسسبط صسسدر وضسسبط كتسساب‪،‬‬
‫فسسإن مسسن ل يحسسسن ضسسبط مسسا حفظسسه عنسسد‬
‫التحمسسل ليسسؤديه علسسى وجهسسه ل يطمسسأن إلسسى‬
‫قا‪.‬‬‫روايته وإن لم يكن فاس ً‬
‫ول يشترط فسسي السسراوي أن يكسسون ذك سًرا‪ ،‬ول‬
‫ها‪.‬‬
‫حّرا‪ ،‬ول مبصًرا‪ ،‬ول فقي ً‬
‫صيغ الداء‪:‬‬

‫‪95‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫للصحابي في نقله الخبر عن الرسسسول صسسلى‬
‫الله عليه وسلم ألفاظ‪ ،‬ترتيبها بحسب القوة‬
‫كالتي‪:‬‬
‫‪1‬س أن يقول‪ :‬سمعت رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه‬
‫عليه وسلم‪ ،‬أو حدثني‪ ،‬أو شافهني‪ ،‬أو رأيتسسه‬
‫يفعل كذا ونحو ذلك‪ ،‬فهسسذا اللفسسظ ل يتطسسرق‬
‫ل‪ ،‬وهسسو حجسسة بل‬ ‫إليسسه احتمسسال الواسسسطة أصس ً‬
‫خلف‪.‬‬
‫‪2‬س أن يقول‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليسسه‬
‫وسلم كذا‪ ،‬فهذا محتمل للواسسسطة والظسساهر‬
‫فيه التصال‪.‬‬
‫‪3‬س أن يقول‪ :‬أمر رسول الله صلى الله عليسسه‬
‫وسلم بكذا أو نهسسى عسسن كسسذا‪ ،‬وهسسذا فيسسه مسسع‬
‫احتمال الواسطة احتمال أن يكون الصسسحابي‬
‫قد ظسسن مسسا ليسسس بسسأمر أو نهسسي أمسًرا ونهيسسا‪،‬‬
‫والصسسسحيح أنسسسه كسسسسابقه‪ ،‬وأن الصسسسحابي ل‬
‫يقول‪» :‬أمَر« أو »نهى« إل بعد سماعه ما هو‬
‫أمر أو نهي حقيقة‪.‬‬
‫‪4‬سس أن يقسول‪ُ :‬أمرنسا بكسذا أو نهينسا عسن كسذا‪،‬‬
‫وهسسذا فيسسه مسسع الحتمسسالين السسسابقين عسسدم‬
‫تعيين المر أو الناهي أهو النسسبي صسسلى اللسسه‬
‫عليه وسلم أم غيره؟‬
‫والصحيح أنه ل يحمل إل على أمر رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم أو نهيسسه‪ ،‬وفسسي معنسساه‪:‬‬
‫من السنة كذا‪.‬‬
‫‪5‬س أن يقول‪ :‬كنسا نفعسل كسذا وكسانوا يفعلسون‬
‫كذا‪ ،‬فهذا عند إضافته إلى زمسسن النبسسوة حجسسة‬
‫لظهور إقرارهم عليه‪ ،‬وقال أبو الخطاب‪ :‬إن‬

‫‪96‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫قسسول الصسسحابي‪» :‬كسسانوا يفعلسسون كسسذا« نقسسل‬
‫للجماع‪.‬‬
‫مراتب ألفاظ الرواية من غير الصحابي‪:‬‬
‫وللفاظ الروايسسة مسسن غيسسر الصسسحابي مراتسسب‬
‫بعضها أقوى من بعض وهي‪:‬‬
‫المرتبة الولسسى‪ :‬قسسراءة الشسسيخ علسسى التلميسسذ‬
‫في معرض الخبار ليروي عنه‪ ،‬وهذه المرتبة‬
‫فسسسي الغايسسسة فسسسي التحمسسسل‪ ،‬وهسسسي طريقسسسة‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وللتلميذ فسسي‬
‫هسسذه المرتبسسة أن يقسسول‪ :‬حسسدثني أو أخسسبرني‬
‫وقال فلن وسمعته يقول ونحو ذلك‪.‬‬
‫المرتبة الثانيسسة‪ :‬قسسراءة التلميسسذ علسسى الشسسيخ‬
‫وهسسو يسسسمع فيقسسول‪ :‬نعسسم أو يسسسكت فتجسسوز‬
‫فا لبعض الظاهريسسة‪ ،‬ويقسسول‬ ‫الرواية بذلك خل ً‬
‫التلميذ في هذه المرتبسسة‪ :‬أخسسبرني أو حسسدثني‬
‫قسسراءة عليسسه‪ ،‬وهسسل يسسسوغ لسسه تسسرك »قسسراءة‬
‫عليه«؟ قولن هما روايتان عسسن أحمسسد رحمسسه‬
‫الله‪.‬‬
‫المرتبة الثالثة‪ :‬المناولة‪:‬‬
‫عسسا‬
‫وهي أن يناول الشيخ تلميسسذه أصسسله أو فر ً‬
‫مقابل ً عليه‪ ،‬أو يحضر التلميذ ذلسسك الصسسل أو‬
‫فرعسسه المقابسسل عليسسه‪ ،‬ويقسسول الشسسيخ‪ :‬هسسذا‬
‫روايتي عن فلن فاروه عني‪.‬‬
‫ومذهب الجمهور‪ :‬جسسواز الروايسسة بهسسا ويقسسول‬
‫التلميذ في هذه المرتبة‪ :‬ناولني‪ ،‬أو أخسسبرني‬
‫أو حدثني مناولسسة وأجسساز بعضسسهم تسسرك كلمسسة‬
‫»مناولة«‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫المرتبسسة الرابعسسة‪ :‬الجسسازة‪ ،‬وهسسي أن يقسسول‬
‫الشسسيخ لتلميسسذه‪ :‬أجسسزت لسسك روايسسة الكتسساب‬
‫الفلني أو ما صح عندك من مسموعاتي‪.‬‬
‫ومذهب الجمهور جواز الرواية بها‪ ،‬ونقل عن‬
‫أحمد أنه قال‪ :‬لو بطلت لضاع العلم‪.‬‬
‫قسسال بعضسسهم‪ :‬ومسسن فوائدهسسا أنسسه ليسسس فسسي‬
‫قسسدرة كسسل طسسالب الرحلسسة فسسي طلسسب العلسسم‪،‬‬
‫ويقول التلميذ في هذه المرتبسسة‪ :‬أجسسازني‪ ،‬أو‬
‫يقسسول‪ :‬أخسسبرني أو حسسدثني إجسسازة‪ ،‬وأجسساز‬
‫بعضهم ترك كلمة »إجازة«‪.‬‬

‫أفعسسال الرسسسول صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم‬


‫وتقريراته‬
‫ل‪ :‬أفعاله عليه الصلة والسلم‪:‬‬ ‫أو ً‬
‫تنقسم أفعسال رسسول اللسه صسلى اللسه عليسه‬
‫وسلم إلى أقسام‪:‬‬
‫‪1‬س مسا كسان يفعلسه بمقتضسى الجبلسة كالقيسام‬
‫والقعود والكل والشرب‪ ،‬فحكمه الباحة‪.‬‬
‫دا بيسسن الجبلسسة والتشسسريع‬ ‫‪2‬سسس مسسا كسسان مسسترد ً‬
‫كوقوفه صلى الله عليه وسسسلم راكب ًسسا بعرفسسة‬
‫ونزوله بالمحصب‪.‬‬
‫حا كمسسا تقسسدم‪،‬‬ ‫فهل يلحق بالجبلي فيكون مبا ً‬
‫أو بالتشريع فيتأسى به؟ فيه قولن‪.‬‬
‫‪3‬س ما ثبتت خصوصيته به مثل جواز جمعه بين‬
‫أكثر من أربع نسوة بالنكاح لقوله تعالى‪ ﴿ :‬يا‬
‫ك ﴾ ]الحسسزاب‪:‬‬ ‫جسس َ‬ ‫َأيها الن ّبي إّنا أ َحل َل َْنا ل َ َ َ‬
‫وا َ‬‫ك أْز َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫‪ ،[50‬وكسسن أكسسثر مسسن أربسسع‪ ،‬ونكسساح الواهبسسة‬
‫ن‬
‫دو ِ‬‫مسسن ُ‬
‫ك ِ‬ ‫ة ل ّس َ‬ ‫صس ً‬‫خال ِ َ‬
‫نفسها لقوله تعسسالى‪َ ﴿ :‬‬

‫‪98‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫ن ﴾ ]الحزاب‪ [50:‬فهذا ل شركة لحد‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬‫ال ْ ُ‬
‫معه فيه‪.‬‬
‫‪ 4‬س ما كان بياًنا لنص قرآن كقطعه صلى الله‬
‫عليه وسلم يد السارق من الكوع بياًنا لقسسوله‬
‫عوا‬ ‫قط َ ُ‬ ‫فسسسا ْ‬ ‫ة َ‬‫ق ُ‬‫ر َ‬
‫سسسسا ِ‬
‫وال ّ‬ ‫رق ُ َ‬‫سسسسا ِ‬‫وال ّ‬ ‫تعسسسالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ما ﴾ ]المسسسائدة‪ ،[38:‬وكأعمسسسال الحسسسج‬ ‫ه‬ ‫دي‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أيسسس ِ‬
‫َ‬
‫مسسوا‬ ‫ُ‬ ‫قي‬ ‫ِ‬ ‫وأ‬
‫والصلة فهما بيان لقسسوله تعسسالى‪َ ﴿ :‬‬
‫عل َسسى‬ ‫ه َ‬ ‫ول ِل ّس ِ‬‫صسسلةَ ﴾ ]البقسسرة‪ ،[43:‬وقسسوله‪َ ﴿ :‬‬ ‫ال ّ‬
‫سِبيل ً ﴾‬ ‫ه َ‬ ‫ع إَلي ِ‬
‫طا َ‬‫ست َ َ‬
‫نا ْ‬ ‫م ِ‬‫ت َ‬ ‫ج ال َْبي ِ‬
‫ح ّ‬ ‫س ِ‬ ‫الّنا ِ‬
‫]آل عمران‪ ،[97:‬ولذا قسسال صسسلى اللسسه عليسسه‬
‫وسلم‪»:‬صلوا كما رأيتموني أصسسلي«‪ ،‬وقسسال‪:‬‬
‫»خذوا عني مناسككم«‪.‬‬
‫فهسسذا القسسسم حكمسسه للمسسة حكسسم المسسبين سسس‬
‫بالفتح سس ففسي الوجسوب واجسب‪ ،‬وفسي غيسره‬
‫بحسبه‪.‬‬
‫‪5‬س ما فعله صلى الله عليه وسلم ل لجبلة ول‬
‫لبيسسان ولسسم تثبسست خصوصسسيته‪ ،‬فهسسذا علسسى‬
‫قسمين‪:‬‬
‫أ س أن يعلم حكمه بالنسبة إلى الرسول صسسلى‬
‫الله عليه وسلم من وجوب أو ندب أو إباحسسة‪،‬‬
‫فيكون حكمه للمة كذلك كصسسلته صسسلى اللسسه‬
‫عليه وسلم في الكعبة‪ ،‬وقد علمنسسا أنهسسا فسسي‬
‫حقسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم جسسائزة‪ ،‬فهسسي‬
‫للمة على الجواز‪.‬‬
‫ب س أن ل يعلم حكمه بالنسبة إليه صسسلى اللسسه‬
‫عليه وسلم وفي هذا القسم أربعة أقوال‪:‬‬
‫‪1‬سس الوجسسوب‪ :‬عمل ً بسسالحوط وهسسو قسسول أبسسي‬
‫حنيفة وبعض الشافعية ورواية عن أحمد‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫‪2‬س الندب‪ :‬لرجحسسان الفعسسل علسسى السسترك وهسسو‬
‫ضا‪.‬‬
‫قول بعض الشافعية ورواية عن أحمد أي ً‬
‫‪3‬س الباحة‪ :‬لنها المتيقن ولكسسن هسسذا فيمسسا ل‬
‫قربة فيه إذ القربة ل توصف بالباحة‪.‬‬
‫‪4‬س التوقف‪ :‬لعدم معرفسسة المسسراد‪ ،‬وهسسو قسسول‬
‫المعتزلة‪ ،‬وهذا أضسسعف القسسوال لن التوقسسف‬
‫ليس فيه تأس‪.‬‬
‫فتحصسسل لنسسا مسسن هسسذه القسسوال الربعسسة أن‬
‫الصحيح الفعل تأسيا برسول الله صسسلى اللسسه‬
‫عليه وسلم وجوًبا أو ندًبا‪.‬‬
‫ومثلسوا لهسذا الفعسل بخلعسه صسلى اللسه عليسه‬
‫وسلم نعله في الصلة فخلع الصسسحابة كلهسسم‬
‫نعالهم‪.‬‬
‫فلما انتهى صلى الله عليه وسلم سألهم عن‬
‫خلعهم نعالهم‪ ،‬قالوا‪ :‬رأيناك فعلسست ففعلنسسا‪،‬‬
‫فقال لهم‪» :‬أتاني جبريسسل وأخسسبرني أن فسسي‬
‫نعلسسي أذى فخلعتهمسسا«‪ ،‬فسسإنه أقرهسسم علسسى‬
‫خلعهم تأسيا به ولم يعب عليهم مع أنهم لسسم‬
‫يعلموا الحكم قبل إخباره إياهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تقريراته صلى الله عليه وسلم‪:‬‬


‫وتلحسسق تقريراتسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم‬
‫بأفعاله‪ ،‬فكل أمر أقسسر عليسسه ولسسم ينكسسر علسسى‬
‫فسساعله فحكمسسه حكسسم فعلسسه صسسلى اللسسه عليسسه‬
‫وسلم قول ً كان ذلك المر أو فع ً‬
‫ل‪.‬‬
‫دا لشسسرع‪،‬‬ ‫هذا إذا كان النسسسان المقسسرر منقسسا ً‬
‫قا فل يدل تقريره لسسه‬ ‫فإن كان كافًرا أو مناف ً‬
‫على الجواز كتقريره صلى اللسسه عليسسه وسسسلم‬

‫‪100‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫الذي على الفطر فسسي نهسسار رمضسسان‪ ،‬فمثسسال‬
‫تقريره على القول تقريره صسسلى اللسسه عليسسه‬
‫وسسسلم أبسسا بكسسر رضسسي اللسسه عنسسه علسسى قسسوله‬
‫بإعطاء سلب القتيسسل لقسساتله ومثسسال تقريسسره‬
‫على الفعل‪ :‬تقريره صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم‬
‫خالد ابسسن الوليسسد علسسى أكسسل الضسسب‪ ،‬وحسسسان‬
‫على إنشاد الشعر في المسجد‪.‬‬
‫هذا فيما رآه صلى الله عليه وسلم أو سسسمعه‬
‫أو بلغه فأقره‪.‬‬
‫وكسسذلك استبشسساره صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم‪،‬‬
‫كاستبشسساره صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم بقسسول‬
‫مجزز الدلجي س وقد بدت أقدام زيد بن حارثة‬
‫وابنسسه أسسسامة رضسسي اللسسه عنهمسسا مسسن تحسست‬
‫الغطاء س أن هسذه القسدام بعضسها مسن بعسض‪،‬‬
‫لنه صلى الله عليه وسلم ل يقر على باطسسل‬
‫ول يستبشر لباطل‪.‬‬
‫ولسسذا قسسال الشسسافعي وأحمسسد رحمهمسسا اللسسه‬
‫بإثبات النسب عن طريق القافة‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫السسقسيسسسسساس‬
‫تعريفه‪:‬‬
‫القياس في اللغة‪ :‬التقدير والتسوية‪ ،‬تقسسول‪:‬‬
‫قسسست الثسسوب بالسسذراع إذا قسسدرته بسسه‪ ،‬وفلن‬
‫يقاس بفلن‪ ،‬أي يسوى به‪.‬‬
‫وفي الصطلح هسو‪ :‬إلحساق فسرع بأصسل فسي‬
‫حكم لجسسامع بينهمسسا كإلحسساق الرز بسسالبر فسسي‬
‫تحريم الربسسا لجسسامع هسسو الكيسسل عنسسد الحنابلسسة‬
‫والقتيات والدخار عند المالكية والطعم عند‬
‫الشافعية‪.‬‬

‫إثبات القياس على منكريه‪:‬‬


‫عا عنسسد‬ ‫التعبد بالقياس جائز عقل ً وواقع شسسر ً‬
‫الجمهور ومنهم الئمسة الربعسة رحمهسم اللسه‬
‫واستدلوا لثباته بأدلة كثيرة منها‪:‬‬
‫ر‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪1‬س قوله تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫صسسا ِ‬
‫ول ِسسي الب ْ َ‬
‫عت َب ُِروا يسسا أ ْ‬
‫فسسا ْ‬
‫﴾ ]الحشسسسر‪ [2:‬والعتبسسسار مسسسن العبسسسور وهسسسو‬
‫النتقال من شسسيء إلسسى آخسسر والقيسساس فيسسه‬
‫انتقال بالحكم من الصل إلى الفسسرع فيكسسون‬
‫مأموًرا به‪.‬‬
‫‪2‬س تصويب النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ‬
‫رضي الله عنه حين قال‪ :‬إنسسه يجتهسسد حيسسث ل‬
‫كتسساب ول سسسنة فسسإن الجتهسساد حيسسث ل نسسص‬
‫يكون باللحاق بالمنصوص‪.‬‬
‫‪3‬س قوله صلى الله عليه وسلم للخثعمية حين‬
‫سألته عن الحج عن الوالدين‪» :‬أرأيت لو كان‬
‫على أبيك دين فقضيته أكان ينفعه؟« قسسالت‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬قال‪» :‬فدين الله أحق أن يقضسسى« فهسسو‬

‫‪102‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫تنبيه منه صلى الله عليه وسسسلم علسسى قيسساس‬
‫دين الخلق‪.‬‬
‫‪4‬س قوله صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم لعمسسر حيسسن‬
‫سسسسأله عسسسن القبلسسسة للصسسسائم‪» :‬أرأيسسست لسسسو‬
‫تمضمضسسست« فهسسسو قيسسساس للقبلسسسة علسسسى‬
‫المضمضة‪.‬‬
‫مسسا‬
‫‪5‬س س قصسسة الرجسسل السسذي ولسسدت امرأتسسه غل ً‬
‫أسود‪ ،‬فمثل له النبي صلى الله عليسسه وسسسلم‬
‫بالبل الحمر التي يكون الورق من أولدهما‪،‬‬
‫ووجه الستدلل من القصة‪ :‬أن النسسبي صسسلى‬
‫اللسسه عليسسه وسسسلم قسساس ولسسد هسسذا الرجسسل‬
‫المخسسالف للسسونه بولسسد البسسل المخسسالف لسسونه‬
‫للوانهسسا‪ ،‬وذكسسر العلسسة الجامعسسة وهسسي نسسزع‬
‫العرق‪.‬‬
‫أركان القياس وتعريف كل ركن‪:‬‬
‫ظهر لنا من تعريف القياس أنه ل بد فيه من‬
‫أربعة أركان هي‪:‬‬
‫‪1‬س أصل مقيس عليه‪ :‬وهو المحل السسذي ثبسست‬
‫حكمسسه وألحسسق بسسه غيسسره كسسالخمر ثبسست لهسسا‬
‫التحريم وألحق بها النبيذ‪.‬‬
‫‪2‬س فرع ملحق بالصل‪ :‬وهو في اللغة ما تولد‬
‫عن غيره والنهي عليه‪.‬‬
‫وفي اصطلح الصسسوليين‪ :‬المحسسل المطلسسوب‬
‫إلحاقه بغيره في الحكم‪ ،‬كالنبيذ طلب إلحاقه‬
‫بالخمر في حكمها وهو التحريم‪.‬‬
‫‪3‬سسس علسسة تجمسسع بيسسن الصسسل والفسسرع‪ :‬وهسسي‬
‫المعنسسسى المشسسسترك بيسسسن الصسسسل والفسسسرع‬

‫‪103‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫المقتضي إثبات الحكم كالسسسكار المسسستدعي‬
‫إلحاق النبيذ بالخمر في حكم التحريم‪.‬‬
‫‪4‬س الحكم الثابت للصل المقيسس عليسه‪ :‬وهسو‬
‫المسسر المقصسسود إلحسساق الفسسرع بالصسسل فيسسه‬
‫قا له‬‫كالقصاص أثبت في القتل بالمثقل إلحا ً‬
‫بالقتل بالمحدد‪.‬‬
‫شروط القياس‪:‬‬
‫وللقياس شروط يجسسب توفرهسسا فيسسه لصسسحته‬
‫منها‪:‬‬
‫ل‪ :‬شروط الصل‪:‬‬ ‫أو ً‬
‫‪1‬س يشترط في الصل الذي هو المقيس عليه‬
‫أن يكون الحكم فيسسه ثابت ًسسا بنسسص أو إجمسساع أو‬
‫اتفاق الخصمين‪.‬‬
‫‪2‬س أن ل يكسسون معسسدول ً بسسه عسسن قاعسسدة عامسسة‬
‫مثل بيع العرايا وشسسهادة خزيمسسة فل يصسسحان‬
‫أص سل ً يقسساس عليسسه لن الحكسسم فسسي القيسساس‬
‫مطسسرد والخسسارج عسسن القاعسسدة العامسسة ليسسس‬
‫فا لمن يجيز القياس فسسي الرخسسص‬ ‫دا خل ً‬‫مطر ً‬
‫سسسا علسسى‬‫فيجوز العرية في العنب والتين قيا ً‬
‫الرطب‪.‬‬
‫ومسسا ذكسسر فسسي هسسذين الشسسرطين بنسساءً علسسى‬
‫القول بأن الصل هو نفسسس الحكسسم‪ ،‬ل محسسل‬
‫لحكم‪.‬‬
‫ثانيسسا‪ :‬شسسروط الفسسرع‪ ،‬ويشسسترط فسسي الفسسرع‬
‫شرطان‪:‬‬
‫‪1‬س وجود علة الصسسل فيسسه لنهسسا منسساط تعديسسة‬
‫الحكم إليه‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫صا على حكمه‪ ،‬فإن كان‬ ‫‪2‬س أن ل يكون منصو ً‬
‫لم يحتج إلى قياسه على غيره‪.‬‬
‫ثالًثا‪ :‬شروط حكم الصل‪ ،‬ويشترط في حكسسم‬
‫الصل شرطان‪:‬‬
‫‪1‬سس أن يكسسون الفسسرع مسسساويا لسسه فسسي الصسسل‬
‫كقياس الرز على البر في تحريم الربسسا فسسإن‬
‫كان الحكم في الفرع أزيد منه في الصسسل أو‬
‫أنقسسص لسسم يصسسح القيسساس‪ ،‬كسسأن يكسسون حكسسم‬
‫الصسسسل الوجسسسوب وحكسسسم الفسسسرع النسسسدب أو‬
‫العكس‪.‬‬
‫‪2‬س أن يكون شسسرعيا‪ ،‬ل عقليسسا فل يثبسست ذلسسك‬
‫بالقياس لنسسه يطلسسب فيسسه اليقيسسن والقيسساس‬
‫يفيد الظن‪.‬‬
‫عسسا‪ :‬شسسروط العلسسة‪ ،‬ويشسسترط فسسي العلسسة‬ ‫راب ً‬
‫شرطان‪:‬‬
‫‪1‬س أن تكون العلة متعدية فسسإن كسسانت قاصسسرة‬
‫على محلها امتنع القيسساس بهسسا لعسسدم تعسسديها‬
‫إلى الفرع‪.‬‬
‫مثال ذلك‪:‬‬
‫جعسسل شسسهادة خزيمسسة كشسسهادة رجليسسن لعلسسة‬
‫سسسبقه إلسسى تصسسديق النسسبي صسسلى اللسسه عليسسه‬
‫وسسسلم بنسسوع مسسن التصسسديق لسسم يسسسبقه إليسسه‬
‫غيره‪.‬‬
‫‪2‬س أن تكون كالسكار فكلما وجد السكار في‬
‫شيء وجسسد التحريسسم فيسسه‪ ،‬وكسسالطعم والكيسسل‬
‫فكلما وجد الكيل أو الطعم فسسي شسسيء حسسرم‬
‫الربا فيه‪ ،‬فإذا تخلفت فإن كان تخلفها لمانع‬
‫فل تبطل كما لو قيل‪ :‬القتل العمد ‪ ،‬العدوان‬

‫‪105‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫علة للقصاص وقسسد تخلفسست فسسي قتسسل الوالسسد‬
‫لولده عدواًنا إذ إنه ل يقتسسل بسسه فيقسسال‪ :‬إنهسسا‬
‫تخلفت لمانع هو البسسوة فل تبطسسل فسسي غيسسر‬
‫الب‪ ،‬فكلما وجد القتسسل العمسسد العسسدوان مسسن‬
‫غير الب ونحوه وجب القصاص‪.‬‬
‫وإن كسسان تخلفهسسا مسسن غيسسر مسسانع فل يصسسح‬
‫التعليل بها كمسسا لسسو قيسسل‪ :‬تجسسب الزكسساة فسسي‬
‫سسسا علسسى المسسوال بجسسامع دفسسع‬‫المواشسسي قيا ً‬
‫حاجة الفقير فيقال‪ :‬إن التعليل بسسدفع حاجسسة‬
‫الفقير قد تخلسسف عنهسسا الحكسسم فسسي الجسسواهر‬
‫مث ً‬
‫ل‪.‬‬

‫تقسيم القياس‪:‬‬
‫تقسيم القياس إلى قطعي وظني‪ ..‬أو جلسسي‬
‫وخفي‪.‬‬
‫ل‪ :‬القياس القطعي‪:‬‬ ‫أو ً‬
‫تعريفه‪ :‬هسسو مسسا ل يحتسساج معسسه إلسسى التعسسرض‬
‫للعلة الجامعة بل يكتفسى فيسه بنفسسي الفسسارق‬
‫المؤثر في الحكم كإلغاء الفسسارق بيسسن البسسول‬
‫في الماء الراكد والبول في إناء وصسسبه فيسسه‪،‬‬
‫وهو أنواع منها‪:‬‬
‫‪1‬س ما كان المسكوت عنسسه أولسسى بسسالحكم مسسن‬
‫المنطوق مسع القطسع بنفسي الفسارق كإلحساق‬
‫مثقال الحسسب بمثقسسال السسذرة فسسي المؤاخسسذة‪،‬‬
‫وإلحسسساق ضسسسرب الوالسسسدين بالتسسسأفيف فسسسي‬
‫التحريسسم‪ ،‬وإلحسساق مسسا دون القنطسسار وفسسوق‬
‫الدينار بهما في التأدية من بعض أهل الكتاب‬

‫‪106‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫إذا ائتمسسسن عليسسسه فسسسي الول والمطسسسل مسسسن‬
‫بعضهم في الثاني‪.‬‬
‫‪2‬س ما كان المسكوت عنسسه مسسساويا للمنطسسوق‬
‫في الحكم مع القطع بنفسسي الفسسارق كإلحسساق‬
‫إغسسسراق مسسسال اليسسستيم وإحراقسسسه بسسسأكله فسسسي‬
‫التحريم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬القياس الظني‪:‬‬
‫القياس الظني هو‪ :‬ما احتيج فيه إلى البحسسث‬
‫عسسن العلسسة الجامعسسة كإلحسساق الرز بسسالبر فسسي‬
‫تحريم الربا بجامع الكيل‪.‬‬
‫فتحصل من هذا أن لللحاق طريقتين‪ :‬إلحاق‬
‫بنفي الفارق وإلحاق بالجامع‪.‬‬
‫تقسسسيم القيسساس باعتبسسار التصسسريح بالعلسسة‬
‫وعدمه‪:‬‬
‫ينقسسسم القيسساس بهسسذا العتبسسار إلسسى ثلثسسة‬
‫أقسام‪:‬‬
‫‪1‬س قياس العلة‪ :‬وهو مسسا جمسسع فيسسه بالوصسسف‬
‫المناسب المشتمل علسسى المصسسلحة الصسسالحة‬
‫لسسترتيب الحكسسم عليهسسا كقيسساس النبيسسذ علسسى‬
‫الخمر بجامع السكار‪.‬‬
‫‪2‬س س قيسساس الدللسسة‪ :‬وهسسو مسسا جمسسع فيسسه بيسسن‬
‫الصل والفرع بمسسا يسسدل علسسى العلسسة ويرشسسد‬
‫إليها كقياس النبيذ على الخمر بجامع الرائحة‬
‫الكريهسسة والشسسدة الدالسسة علسسى العلسسة وهسسي‬
‫السكار‪.‬‬
‫‪3‬س قياس في معنى الصل‪ :‬وهسسو مسسا اكتفسسي‬
‫فيه بنفي الفسسارق المسسؤثر فسسي الحكسسم‪ ،‬وهسسو‬
‫مفهوم الموافقة‪ ،‬والقيسساس الجلسسي كقيسساس‬

‫‪107‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫المة على العبسسد فسسي تقسسويم حصسسة الشسسريك‬
‫على شريكه المعتق نصيبه‪.‬‬
‫قياس الشبه‪:‬‬
‫إذا شابه الفرع أصلين مختلفين وحصل تسسردد‬
‫بأيهما يلحق فهو قياس الشبه‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬إذا قتسسل العبسسد مثل ً فهسسل يلحسسق بسسالحر‬
‫فتكسسون فيسسه الديسسة‪ ،‬أو بالمتسساع فتكسسون فيسسه‬
‫القيمة؟‬
‫فمن جهة أنه إنسان مكلف شابه الحر‪ ،‬وفسسي‬
‫الحر الدية‪ ،‬ومن جهة أنه يباع ويوهب ويورث‬
‫شابه المتاع وفي المتسساع القيمسسة فقسسد جمسسع‬
‫بيسسن شسسبهين مختلفيسسن‪ ،‬شسسبه الحسسر فيسسوجب‬
‫الدية‪ ،‬وشسسبه المتسساع فيسسوجب القيمسسة‪ ،‬ولهسسذا‬
‫سسسمي قيسساس الشسسبه‪ ،‬ثسسم وجسسدناه ألصسسق‬
‫بأحدهما في الحكم الشسسرعي حيسسث إنسسه يبسساع‬
‫ويوهب ويورث بل وتضسسمن أجسسزاؤه بالقيمسسة‬
‫فهذه كلها رجحت شبهه بالمال فلحق به في‬
‫الضمان‪.‬‬
‫تقسيم العلة باعتبار مجاري الجتهاد فيها‪:‬‬
‫تنقسم العلة بهذا العتبار إلى ثلثسسة أقسسسام‪:‬‬
‫تحقيق العلة‪ ،‬وتنقيحها‪ ،‬وتخريجها‪.‬‬
‫إل أن عسسادة الصسسوليين جسسرت بإضسسافة هسسذه‬
‫المصادر الثلثة إلسسى أحسسد ألقسساب العلسسة وهسسو‬
‫المنسساط‪ ،‬والمنسساط مشسستق مسسن النسسوط وهسسي‬
‫تعليق الشيء بشيء آخر فلذا أطلق الفقهسساء‬
‫المناط على متعلق الحكم وهو العلة الجامعة‬
‫بين الصل والفرع‪.‬‬
‫الول‪ :‬تحقيق المناط‪:‬‬

‫‪108‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫وهسسو البحسسث عسسن وجسسود العلسسة فسسى الفسسرع‬
‫والجتهاد فى تحقيقها فيه بعد النسسص عليهسسا‬
‫أو التفاق عليها في ذاتها وهو قسمان‪:‬‬
‫‪1‬سسس أن تكسسون القاعسسدة الكليسسة منصوصسسا أو‬
‫قسسا عليهسسا وإنمسسا يبحسسث المجتهسسد عسسن‬ ‫متف ً‬
‫تحقيقهسسا فسسي آحسساد الصسسور وتطبيقهسسا علسسى‬
‫الجزئيسسات‪ ،‬فالقاعسسدة مثسسل قسسوله تعسسالى‪﴿ :‬‬
‫عم ِ ﴾ ]المائدة‪.[95:‬‬
‫ن الن ّ َ‬
‫م َ‬
‫ل ِ‬ ‫ما َ‬
‫قت َ َ‬ ‫مث ْ ُ‬
‫ل َ‬ ‫جَزاءٌ ّ‬ ‫َ‬
‫ف َ‬
‫والجزئي‪ :‬الذي حققت فيه إيجاب بقرة علسسى‬
‫مسسن هسسو صسساد وهسسو محسسرم حمسساًرا وحشسسيا‬
‫للمماثلسسة بينهمسسا فسسي نظسسر المجتهسسد‪ ،‬وهسسذا‬
‫النوع متفسسق عليسسه وليسسس مسسن القيسساس فسسي‬
‫شيء‪.‬‬
‫‪2‬س البحسسث عسسن وجسسود العلسسة فسسي الفسسرع بعسسد‬
‫التفاق عليها في ذاتها كالعلم بسسأن السسسرقة‬
‫هي مناط القطسسع فيحقسسق المجتهسسد وجودهسسا‬
‫فسسي النّبسساش لخسسذه الكفسسن مسسن حسسرز مثلسسه‬
‫خفية‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬تنقيح المناط‪:‬‬
‫التنقيسسسح فسسسي اللغسسسة‪ ،‬التهسسسذيب والتصسسسفية؛‬
‫فتنقيح المناط تهذيب العلة وتصفيتها بإلغسساء‬
‫ما ل يصلح للتعديل واعتبار الصالح له‪.‬‬
‫مثسسال ذلسسك‪ :‬قصسسة العرابسسي السسذي جسساء إلسسى‬
‫النبي صلى اللسسه عليسسه وسسسلم يضسسرب صسسدره‬
‫وينتسسف شسسعره وهسسو يقسسول‪ :‬هلكسست وأهلكسست‬
‫واقعست أهلسسي فسسي نهسسار رمضسسان‪ ،‬فقسسال لسسه‬
‫النسسسبي صسسسلى اللسسسه عليسسسه وسسسسلم‪» :‬أعتسسسق‬
‫رقبسسسة‪«...‬الحسسسديث‪.‬فكسسسونه أعرابيسسسا‪ ،‬وكسسسون‬

‫‪109‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫الموطوءة زوجته‪ ،‬وكسسونه جسساء يضسسرب صسسدره‬
‫وينتسسف شسسعره مثل ً كلهسسا أوصسساف ل تصسسلح‬
‫للتعليل فتلغى‪.‬‬
‫فلو وطئ حضري سسسريته فسسي نهسسار رمضسسان‬
‫وجاء بتؤدة وطمأنينة يسسسأل عمسسا يجسسب عليسسه‬
‫لجيب بوجوب الكفارة‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬تخريج المناط‪:‬‬
‫وهو أن ينسسص الشسسارع علسسى حكسسم دون علتسسه‬
‫فيستخرج المجتهد علته باجتهاده ونظره في‬
‫محل الحكم‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬البر ُنص على حكمسسه وهسسو تحريسسم‬
‫الربا دون العلة‪ ،‬فسسرأى المجتهسسد بعسسد البحسسث‬
‫أنها الكيل مثل ً فقاس عليه الرز ونحوه‪.‬‬
‫مسالك العلة‪:‬‬
‫مسالك العلة هي طرقها الدالسسة عليهسسا وهسسي‬
‫كثيرة نذكر منها ثلثة‪:‬‬
‫المسلك الول‪ :‬النص الصريح على العلة وهو‬
‫ما يدل على التعليسسل بلفسسظ موضسسوع لسسه فسسي‬
‫لغة العرب مثل‪» :‬مسسن أجسل« كمسا فسسي قسوله‬
‫عَلسسى ب َِنسسي‬ ‫ك ك َت َب َْنسسا َ‬ ‫ل ذَِلسس َ‬ ‫جسس‬ ‫تعسسالى‪ ﴿ :‬مسسن أ َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ْ‬
‫ل ﴾ ]المسسائدة‪ ،[32:‬اليسسة ومثسسل‪» :‬إنمسسا‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫إ ْ‬
‫جعسسل السسستئذان مسسن أجسسل البصسسر«‪ ،‬ومثسسل‬
‫هم‬ ‫ضسس ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫مسسا ن َ ْ‬ ‫فب ِ َ‬‫»الباء« كما في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫م ﴾ ]المائدة‪ [13:‬ومثل »اللم«‬ ‫ه ْ‬ ‫م لَ َ‬
‫عّنا ُ‬ ‫ه ْ‬‫ق ُ‬‫ميَثا َ‬ ‫ّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ة‬
‫مسس ً‬
‫مأ ّ‬ ‫علَنسساك ُ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ك َ‬ ‫كسسذَل ِ َ‬‫و َ‬ ‫كما في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫س ﴾ ]البقسسرة‪:‬‬ ‫داءَ َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫كوُنوا ُ‬ ‫طا ل ّت َ ُ‬‫س ً‬
‫على الّنا ِ‬ ‫ش َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫س إل ّ‬ ‫والنس َ‬ ‫ن َ‬ ‫جس ّ‬‫ت ال ْ ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫خل َ ْ‬‫ما َ‬ ‫و َ‬‫‪ ،[143‬وقوله‪َ ﴿ :‬‬
‫ن ﴾ ]الذاريات‪ ،[56:‬ومثسسل »كسسي« كمسسا‬ ‫دو ِ‬ ‫عب ُ ُ‬‫ِلي ْ‬

‫‪110‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫ن‬ ‫ة َبيس َ‬ ‫دول َس ً‬ ‫ن ُ‬ ‫فسسي قسسوله تعسسالى‪ ﴿ :‬ك َسسي ل يك ُسسو َ‬
‫ء ﴾ ]الحشر‪.[7:‬‬ ‫غِنيا ِ‬ ‫ال َ ْ‬
‫المسلك الثسساني‪ :‬النسسص المسسومئ إلسسى العلسسة‪،‬‬
‫ويسمى اليماء والتنبيه‪ ،‬وضسسابطه أن يقسسترن‬
‫الحكم بوصف على وجه لو لم يكن علة لكسسان‬
‫الكلم معيًبا عند العقلء وهو أقسام منها‪:‬‬
‫‪1‬س تعليق الحكم على العلة بالفاء‪ :‬بأن تسسدخل‬
‫ما كمسسا‬ ‫الفاء على العلة ويكسسون الحكسسم متقسسد ً‬
‫رم‬ ‫محس ِ‬ ‫في قوله صلى الله عليه وسلم فسسي ال ُ‬
‫الذي وقصته ناقته‪» :‬وكفنوه في ثوبيه فسسإنه‬
‫يبعث يوم القيامة ملبيا«‪.‬‬
‫أو تسسدخل الفسساء علسسى الحكسسم وتكسسون العلسسة‬
‫ق‬
‫ر ُ‬ ‫سسسا ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫متقدمسسة كمسسا فسسي قسسوله تعسسالى‪َ ﴿ :‬‬
‫َ‬
‫ما ﴾ ]المائدة‪﴿ ،[38:‬‬ ‫ه َ‬‫دي ُ‬‫عوا أي ِ‬ ‫قط َ ُ‬ ‫فا ْ‬ ‫ة َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ر َ‬ ‫ِ‬ ‫سا‬ ‫وال ّ‬ ‫َ‬
‫زلوا‬ ‫ُ‬ ‫ذى َ‬ ‫َ‬
‫وأ ً‬ ‫ق ْ‬‫ض ُ‬ ‫ْ‬ ‫سألون َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫عت َ ِ‬‫فا ْ‬ ‫ه َ‬‫ل ُ‬ ‫حي ِ‬ ‫م ِ‬‫ن ال َ‬ ‫ع ِ‬‫ك َ‬ ‫وي ْ‬ ‫َ‬
‫ض ﴾ ]البقرة‪ ،[222:‬ويلتحسق‬ ‫حي ِ‬ ‫م ِ‬‫في ال ْ َ‬ ‫ساءَ ِ‬ ‫الن ّ َ‬
‫بهذا القسم مسسا رتبسسه السسراوي بالفسساء كقسسوله‪:‬‬
‫»سها النبي صلى الله عليه وسسسلم فسسسجد«‪،‬‬
‫و»زنا ماعز فرجم«‪.‬‬
‫‪2‬س ترتيب الحكم على الوصف بصيغة الشسسرط‬
‫ه‬‫ق الل ّس َ‬ ‫مسسن يت ّس ِ‬ ‫و َ‬‫والجزاء‪ ،‬مثل قسسوله تعسسالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ل‬ ‫وك ّس ْ‬ ‫مسسن يت َ َ‬ ‫و َ‬ ‫جا ﴾ ]الطلق‪َ ﴿ ،[2:‬‬ ‫خَر ً‬ ‫م ْ‬‫ه َ‬ ‫عل ل ّ ُ‬ ‫ج َ‬‫ي ْ‬
‫ه ﴾ ]الطلق‪.[3:‬‬ ‫سب ُ ُ‬
‫ح ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬‫ف ُ‬ ‫ه َ‬ ‫عَلى الل ّ ِ‬ ‫َ‬
‫‪3‬س أن يحكم الشارع بحكم عقب حادثسسة سسسئل‬
‫عنها كقوله صلى الله عليه وسلم للعرابسسي‪:‬‬
‫»أعتق رقبة« جواًبا لسؤاله عن مواقعة أهلسسه‬
‫في نهار رمضان وهو صائم‪ ،‬فإنه دليل علسسى‬
‫كون الوقاع علة لوجوب الكفارة‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫‪4‬س أن يذكر مع الحكم شيًئا ولو يقدر التعليسسل‬
‫به لما كان لذكره فائدة وهو قسمان‪:‬‬
‫‪1‬س س أن يسسستنطق السسسائل عسسن الواقعسسة بسسأمر‬
‫ظاهر الوجود ثسسم يسسذكر الحكسسم عقبسسه كقسسوله‬
‫صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم لمسسا سسسئل عسسن بيسسع‬
‫الرطب بالتمر‪» :‬أينقسسص الرطسسب إذا يبسسس؟«‬
‫ذا« فلسسو لسسم يكسسن‬ ‫قسسالوا‪ :‬نعسسم قسسال‪» :‬فل إ ً‬
‫نقصسسان الرطسسب بسساليبس علسسة للمنسسع لكسسان‬
‫وا‪.‬‬
‫الستكشاف عنه لغ ً‬
‫‪2‬س س أن يعسسدل فسسي الجسسواب إلسسى نظيسسر محسسل‬
‫السؤال كما روي أنه صلى اللسسه عليسسه وسسسلم‬
‫لما سألته الخثعمية عن الحسسج عسسن الوالسسدين‪:‬‬
‫»أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيتيه أكسسان‬
‫ينفعه؟« قالت‪ :‬نعم قسسال‪» :‬فسسدين اللسسه أحسسق‬
‫أن يقضى« فيفهم منه التعليل بكونه ديًنا‪.‬‬
‫المسسسلك الثسسالث‪ :‬الجمسساع علسسى العلسسة‪ ،‬فسسإنه‬
‫متى وجد التفسساق مسسن مجتهسسدي المسسة علسسى‬
‫العلة صح التعليل بها‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬الصغر فقد‬
‫أجمسسع علسسى أنسسه علمسسة لثبسسوت الوليسسة علسسى‬
‫المال فيقاس عليه الولية على النكاح‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫ترتيب الدلة‬
‫وترجيح بعضها على بعض‬
‫ترتيب الدلة‪:‬‬
‫الدلة‪ :‬جمع دليل والمراد به هنا‪ :‬ما تثبت بسسه‬
‫الحكسسسام الشسسسرعية مسسسن الكتسسساب والسسسسنة‬
‫والجمسسسساع والقيسسسساس وقسسسسول الصسسسسحابي‬
‫والستصحاب‪.‬‬
‫والترتيب في اللغة‪ :‬جعل واحد من شيئين أو‬
‫أكثر في رتبتسسه السستي يسسستحقها‪ ،‬ومعلسسوم أن‬
‫الدلة الشرعية متفاوتسسة فسسي القسسوة فيحتسساج‬
‫إلى معرفسسة القسسوى ليقسسدم علسسى غيسسره عنسسد‬
‫التعارض‪.‬‬

‫ودرجات الدلة الشرعية على الترتيب التي‪:‬‬


‫‪1‬س الجماع‪ :‬لنه قطعسسي معصسسوم مسسن الخطسسأ‬
‫ول يتطسسرق إليسسه نسسسخ‪ ،‬والمسسراد بسسه الجمسساع‬
‫القطعسسسي وهسسو النطسسسق المنقسسسول بسسسالتواتر‬
‫أوالمشاهد بخلف غيره‪.‬‬
‫‪2‬س النص القطعي‪ :‬وهو نوعان‪:‬‬
‫أ س الكتاب‪.‬‬
‫ب س السنة المتواترة‪ ،‬وهي فسسي قسسوة الكتسساب‬
‫لنها تفيد العلم القطعي‪.‬‬
‫‪3‬س خبر الحسساد‪ :‬ويقسسدم منهسسا الصسسحيح لسسذاته‪،‬‬
‫فالصسسحيح لغيسسره‪ ،‬فالحسسسن لسسذاته‪ ،‬فالحسسسن‬
‫لغيره‪.‬‬
‫‪4‬س القياس‪ :‬وعند أحمد يقدم قسسول الصسسحابي‬
‫على القياس في إحدى الروايتين عنه‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫فإن لم يكن دليل من هسسذه الدلسسة اسُتصسسحب‬
‫الصل س وهو براءة الذمة من التكاليف س فسسإذا‬
‫تعارض أحد هذه الدلة مع الخر قدم القسسوى‬
‫منها‪.‬‬

‫تنبيه‪:‬‬
‫ل يقسسع تعسسارض بيسسن قطعييسسن إل إذا كسسان‬
‫صسسا لسسه؛ لن كسسل‬ ‫خا للخر أو مخص ً‬ ‫أحدهما ناس ً‬
‫قطعسسي يفيسسد العلسسم والعمسسل‪ ،‬فسسإذا تعارضسسا‬
‫تناقضا والشريعة ل تتناقض‪.‬‬
‫ول بين قطعي وظني‪ ،‬لن الظنسسي ل يقسساوم‬
‫القطعي بل يقدم القطعي عليه‪ ،‬ما لم يكسسن‬
‫صا له فيكسسون مسسن بسساب تخصسسيص العسسام‬ ‫مخص ً‬
‫كما تقدم؛ فل يترك الظنسسي لوجسسود القطعسسي‬
‫حينئذ‪.‬‬
‫ة‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ميت َس ُ‬ ‫عَليك ُ ُ‬
‫ت َ‬
‫م ْ‬‫حّر َ‬
‫مثال ذلك قوله تعالى‪ُ ﴿ :‬‬
‫م ﴾ ]المائدة‪ [3:‬فهذا نص قطعي الثبسسوت‬ ‫والدّ ُ‬
‫َ‬
‫عام الدللة في كل ميتة وكل دم مسسع حسسديث‪:‬‬
‫»أحلسست لنسسا ميتتسسان ودمسسان‪ ،‬أمسسا الميتتسسان‬
‫فسسسالجراد والحسسسوت‪ ،‬وأمسسسا السسسدمان فالكبسسسد‬
‫والطحال«‪.‬‬
‫وحديث ميتة البحر وهو قوله صلى الله عليسسه‬
‫وسلم في البحسسر‪» :‬هسسو الطهسسور مسساؤه الحسسل‬
‫ميتته«‪.‬‬
‫فخصسسص عمسسوم الكتسساب وهسسو قطعسسي بخسسبر‬
‫الحاد وهو ظني‪ ،‬ولسسم يقسسدم القطعسسي علسسى‬
‫الظني‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫فإذا عرف أنه ل يقع تعارض بين قطعيين ول‬
‫بين قطعي وظني لم يبق إل الظنيسسان‪ ،‬فسسإذا‬
‫تعارض ظنيسسان فل يخلسسو أمرهمسسا مسسن إحسسدى‬
‫حالتين‪:‬‬
‫الولى‪ :‬إمكان الجمع بينهما‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬عدم إمكانه‪.‬‬
‫ففي حالة إمكان الجمع‪ :‬يجمع بينهما‪ ،‬سسسواء‬
‫علم تاريخهما أو لم يعلم‪.‬‬
‫مثال ذلك حديث اغتسال الرسول صسسلى اللسسه‬
‫عليه وسلم بفضل ميمونة وقوله لها بعسسد أن‬
‫أخبرته أنها كانت جنب ًسسا‪» :‬إن المسساء ل يجنسسب«‬
‫مسسع حسسديث نهيسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم أن‬
‫تغتسل المرأة بفضل الرجل والرجسسل بفضسسل‬
‫المسسرأة‪ ،‬فجمسسع بينهمسسا بحمسسل النهسسي علسسى‬
‫الكراهسسة والفعسسل علسسى الباحسسة ويؤيسسد هسسذا‬
‫الجمع حديث بئر بضاعة أن‪» :‬المسساء طهسسور ل‬
‫ينجسه شيء إل ما غلب علسسى ريحسسه وطعمسسه‬
‫ولونه«‪.‬‬
‫فإذا لم يمكن الجمع فله حالتان‪:‬‬
‫خا‬
‫‪1‬س س معرفسسة التاريسسخ‪ :‬ويكسسون المتسسأخر ناس س ً‬
‫للمتقدم‪.‬‬
‫مثاله حديث طلق بن علي رضي الله عنه أنسسه‬
‫قدم المدينة وكان مسجد رسسسول اللسسه صسسلى‬
‫الله عليه وسلم مسن عريسش‪ ،‬فسسمع أعرابيسا‬
‫يسأل رسول الله صلى الله عليه وسسسلم عسسن‬
‫الرجسسل يمسسسك ذكسسره بعسسد أن يتوضسسأ‪ ،‬أعليسسه‬
‫وضوء؟ فقال له رسول الله صلى اللسسه عليسسه‬
‫وسلم‪» :‬وهل هو إل بضعة منك؟«‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫مع حديث بسسسرة بنسست صسسفوان وأبسسي هريسسرة‬
‫رضي الله عنهما أن رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه‬
‫عليه وسلم قال‪» :‬من مس ذكسسره فليتوضسسأ«‬
‫فقد تعارض هذان الحديثان ولم يمكن الجمع‪.‬‬
‫وقسسد علسسم تقسسدم حسسديث طلسسق وتسسأخر حسسديث‬
‫بسرة وأبي هريرة؛ لن حديث طلق حين كان‬
‫مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مسسن‬
‫عريش أي في أول قدوم رسسسول اللسسه صسسلى‬
‫الله عليه وسلم المدينسسة‪ ،‬مسسع أن إسسسلم أبسسي‬
‫هريرة حصل في السنة السابعة مسسن الهجسسرة‬
‫فحكم بعض العلماء على الول بالنسخ‪.‬‬
‫‪2‬س فإن لم يعسسرف التاريسسخ‪ :‬فالترجيسسح بطلسسب‬
‫أمر خارج عنهما يرجح به أحدهما على الخر‪.‬‬
‫ومثاله الحاديث الدالة علسى التغليسس بصسلة‬
‫الصبح مع الحاديث الدالة علسسى السسفار بهسسا‬
‫فإنه لم يمكن الجمع بينهما ولم يعلم التاريسسخ‬
‫فرجح جانب التغليس لموافقته لعمسسوم قسسوله‬
‫م ﴾ ]آل‬ ‫من ّرب ّك ُ ْ‬
‫ة ّ‬
‫فَر ٍ‬
‫غ ِ‬ ‫عوا إَلى َ‬
‫م ْ‬ ‫ر ُ‬
‫سا ِ‬
‫و َ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫عمران‪.[133:‬‬
‫وكذلك حديث ابسسن عبسساس رضسسي اللسسه عنهمسسا‬
‫فسسي زواج الرسسسول صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم‬
‫بميمونة وهو محرم مع حديث أبسسي رافسسع أنسسه‬
‫تزوجهسسا وهسسو حلل قسسال‪ :‬وكنسست السسسفير‬
‫بينهما‪ ،‬فالقصة واحدة ول تفاوت في الزمن‬
‫بالنسبة إلى الحديثين فل يمكن ادعاء النسسسخ‬
‫فسسي أحسسدهما ول يمكسسن الجمسسع بيسسن حلل‬
‫رم في وقت واحد فانتقل إلسسى الترجيسسح‬ ‫مح ِ‬
‫و ُ‬

‫‪116‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫فرجح حديث أبي رافع على حديث ابن عباس‬
‫لمور منها‪:‬‬
‫‪1‬س كونه سفيًرا بيسسن رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه‬
‫عليه وسسسلم وميمونسسة فيكسسون أعلسسم بحقيقسسة‬
‫الواقع من ابن عباس إذ هو المباشر للقصة‪.‬‬
‫‪2‬سسس جسساء عسسن ميمونسسة نفسسسها وهسسي صسساحبة‬
‫القصة أن الزواج كان ورسول الله صلى الله‬
‫رم‪.‬‬
‫مح ِ‬
‫عليه وسلم حلل غير ُ‬

‫‪117‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫السترجسيسسسح‬

‫تعريفه‪:‬‬
‫هو تقوية أحد الطرفين المتعارضسسين فيقسسوم‬
‫بسببه على غيره‪.‬‬

‫طرق الترجيح‪:‬‬
‫والترجيح إما أن يكسسون عسسن طريسسق السسسند أو‬
‫عن طريق المتن أو لمر خارج عنهما‪.‬‬

‫ل‪ :‬الترجيح عن طريق السند‪:‬‬ ‫أو ً‬


‫‪1‬س س يقسسدم الكسسثر رواة علسسى القسسل والعلسسى‬
‫دا على النزل منه‪.‬‬ ‫سن ً‬
‫‪2‬س تقدم رواية الضسسبط الحفسسظ علسسى روايسسة‬
‫الضابط الحافظ‪.‬‬
‫‪3‬س يقدم المسند على المرسل‪.‬‬
‫‪4‬س تقدم رواية صاحب القصسسة والمباشسسر لهسسا‬
‫على الجنبي عنها‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك‪ :‬تقديم حسسديث ميمونسسة وأبسسي‬
‫رافع على حديث ابن عباس كما تقسسدم قريب ًسسا‬
‫لن ميمونة هي صاحبة القصة وأبو رافع هسسو‬
‫السسسفير بيسسن رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه‬
‫وسلم وميمونة‪.‬‬
‫وكذلك تقديم حديث عائشة وأم سلمة رضسسي‬
‫الله عنهما في صحة صوم مسسن أدركسسه الفجسسر‬
‫وهسسو جنسسب علسسى حسسديث أبسسي هريسسرة بخلف‬
‫حديثهما‪ ،‬لن عائشة وأم سلمة أدرى من أبي‬
‫هريرة في ذلك لن غسل الجنابة وما يشاكله‬

‫‪118‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫من أمور البيت التي يشهد أنها وغيرها يغيب‬
‫عنها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الترجيح عن طريق المتن‪:‬‬


‫كأن يقدم النص على الظاهر‪ ،‬والظاهر علسسى‬
‫المؤول‪ ،‬والمسسؤول بقرينسسة صسسحيحة علسسى مسسا‬
‫ليست له قرينة أو له ولكنها باطلة‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫ثالًثا‪ :‬الترجيح لمر خارج عنهما‪:‬‬
‫‪1‬س يقدم ما تشهد له نصسسوص أخسسرى علسسى مسسا‬
‫لم تشهد له‪ ،‬كأحسساديث التغليسسس فسسي الصسسبح‬
‫كما تقدم‪.‬‬
‫‪2‬س س ويقسسدم الخسسبر الناقسسل عسسن حكسسم الصسسل‬
‫والموجب للعبادة مثل ً علسسى النسسافي لهسسا؛ لن‬
‫النسسافي جسساء علسسى مقتضسسى العقسسل والخسسر‬
‫متأخر فكان كالناسخ‪ ،‬مثل حديث بسرة وأبي‬
‫هريرة في نقض الوضوء بمس الذكر فيقسسدم‬
‫على حديث طلسسق بسسن علسسي لكسسونه جسساء علسسى‬
‫مقتضى الصل‪.‬‬
‫‪3‬س تقدم رواية الثبات على رواية النفسسي لن‬
‫المثبت معه زيادة خفيت على النافي‪.‬‬
‫‪4‬س يقدم المقتضي للحظر على المبيح لكسسونه‬
‫أحوط‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫الجتهاد والتقليد‬

‫ل‪ :‬الجتهاد‪:‬‬ ‫أو ً‬


‫تعريفه‪:‬‬
‫الجتهاد في اللغة‪ :‬بذل المجهسسود واسسستفراغ‬
‫الوسع في فعل من الفعال ول يسسستعمل إل‬
‫فيمسسا فيسسه مشسسقة يقسسال‪ :‬اجتهسسد فسسي حمسسل‬
‫الصخرة ول يقال في حمسسل العصسسا أو النسسواة‬
‫ل‪ ،‬والجهد س بالفتح س المشسسقة والطاقسسة وسس‬ ‫مث ً‬
‫بالضم س الطاقسسة فقسسط ومنسسه قسسوله تعسسالى‪﴿ :‬‬
‫م ﴾ ]التوبة‪.[79:‬‬ ‫ه ْ‬
‫هد َ ُ‬ ‫ن إل ّ ُ‬
‫ج ْ‬ ‫دو َ‬
‫ج ُ‬
‫نلي ِ‬‫ذي َ‬‫وال ّ ِ‬
‫َ‬
‫وفي الصطلح‪ :‬بذل الوسع فسسي النظسسر فسسي‬
‫الدلة للحصول علسسى القطسسع أو الظسسن بحكسسم‬
‫شرعي‪.‬‬

‫حكمه والصل فيه‪:‬‬


‫حكم الجتهاد فرض كفاية‪ ،‬والصل فيه قوله‬
‫فسسي‬ ‫ن ِ‬ ‫مسسا ِ‬‫حك ُ َ‬ ‫ن إذ ْ ي ْ‬ ‫ما َ‬‫سسسَلي َ‬‫و ُ‬ ‫ود َ َ‬ ‫دا ُ‬ ‫و َ‬‫تعسسالى‪َ ﴿ :‬‬
‫وك ُّنسسا‬‫وم ِ َ‬‫قسس ْ‬‫م ال ْ َ‬ ‫غَنسس ُ‬‫ه َ‬ ‫فيسس ِ‬‫ت ِ‬ ‫شسس ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ث إذ ْ ن َ َ‬‫حسسْر ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‬
‫ما َ‬ ‫س سَلي َ‬ ‫هسسا ُ‬ ‫مَنا َ‬‫ه ْ‬‫ف ّ‬‫ف َ‬ ‫ن )‪َ (78‬‬ ‫دي َ‬ ‫ه ِ‬‫شسسا ِ‬ ‫م َ‬ ‫هس ْ‬ ‫حك ْ ِ‬
‫م ِ‬ ‫لِ ُ‬
‫ما ﴾ ]النبياء‪.[79،78:‬‬ ‫عل ْ ً‬‫و ِ‬‫ما َ‬ ‫حك ْ ً‬ ‫وك ُل ّ آَتيَنا ُ‬ ‫َ‬
‫وقسسوله صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم‪» :‬إذا اجتهسسد‬
‫الحاكم فأصاب فله أجران«‪ ،‬وقوله صلى الله‬
‫عليه وسسسلم لمعسساذ‪» :‬الحمسسد للسسه السسذي وفسسق‬
‫رسسسسول رسسسسول اللسسسه لمسسسا يرضسسسي رسسسسول‬
‫الله«حين قال للنبي صلى الله عليسسه وسسسلم‪:‬‬
‫إنه يجتهد حيث ل كتاب ول سنة‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫ما‪:‬‬
‫باب الجتهاد مفتوح دائ ً‬
‫ل يجسسوز خلسسو الزمسسان مسسن مجتهسسد قسسائم للسسه‬
‫فا لمن‬ ‫بحجته يبين للناس ما أنزل إليهم؛ خل ً‬
‫قال بإغلق باب الجتهاد‪ ،‬ويدل للقول الحسسق‬
‫قوله صلى الله عليه وسلم‪» :‬ل تزال طائفسسة‬
‫من أمسستي ظسساهرين علسسى الحسسق حسستى تقسسوم‬
‫الساعة« فإنه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم أخسسبر‬
‫في هسسذا الحسسديث باسسستمرار وجسسود القسسائمين‬
‫بالحق إلى انتهاء الدنيا‪.‬‬

‫شروط المجتهد‪:‬‬
‫ما بوجود السرب ومسا يجسب لسه‬ ‫‪1‬س أن يكون عال ً‬
‫سبحانه من صفات الكمسسال ومسسا يمتنسسع عليسسه‬
‫من صفات النقص والعيب وأن يكون مصسسد ً‬
‫قا‬
‫بالرسول صلى الله عليه وسسلم ومسا جساء بسه‬
‫الشسسرع ليكسسون فيمسسا يسسسنده مسسن القسسوال‬
‫قا‪.‬‬ ‫والحكام محق ً‬
‫مسسا بنصسسوص الكتسساب والسسسنة‬ ‫‪2‬س أن يكسسون عال ً‬
‫التي لها تعلق بما يجتهد فيه من الحكام وإن‬
‫ظا لها‪.‬‬ ‫لم يكن حاف ً‬
‫ما بمسسسائل الجمسساع والخلف‬ ‫‪3‬س أن يكون عال ً‬
‫لئل يعمسسل ويفسستي بخلف مسسا وقسسع الجمسساع‬
‫عليه‪.‬‬
‫مسسا بالناسسسخ والمنسسسوخ لئل‬ ‫‪4‬س س أن يكسسون عال ً‬
‫يعمل ويفتي بالمنسوخ‪.‬‬
‫فا بما يصلح للحتجاج به مسسن‬ ‫‪5‬س أن يكون عار ً‬
‫الحاديث وما ل يصلح‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫ما بالقدر اللزم لفهسسم الكلم‬‫‪6‬س أن يكون عال ً‬
‫من اللغة والنحو‪.‬‬
‫‪7‬س أن يكون على علم بأصول الفقه لن هسسذا‬
‫الفن هو الدعامة التي يعتمد عليها الجتهاد‪.‬‬

‫أقسام المجتهدين ومنزلة كل قسم‪:‬‬


‫والمجتهدون على أقسام‪:‬‬
‫‪1‬س المجتهد المطلق‪ :‬وهو السسذي تسسوفرت فيسسه‬
‫شروط الجتهاد المتقدمسسة فيتمسسسك بالسسدليل‬
‫حيث كان‪ ،‬فهذا القسم مسسن المجتهسسدين هسسم‬
‫الذين يسوغ لهم الفتاء‪ ،‬ويسوغ اسستفتاؤهم‬
‫ويتأدى بهم فرض الجتهاد وهسسم السسذين قسسال‬
‫فيهم علي رضي الله عنه‪ :‬لن تخلو من قسسائم‬
‫لله بحجته‪.‬‬
‫‪2‬سسس مجتهسسد المسسذهب‪ :‬وهسسو العسسالم المتبحسسر‬
‫بمذهب من ائتم به المتمكن من تخريج ما لم‬
‫ينص عليه إمامه على منصوص‪ ،‬فإذا نزلت به‬
‫مثل ً نازلة ولم يعرف لمامه فيها ن ّ‬
‫صسسا أمكنسسه‬
‫الجتهسسساد فيهسسسا علسسسى مقتضسسسى المسسسذهب‬
‫وتخريجها على أصوله‪.‬‬
‫‪3‬س مجتهد الفتوى والترجيح‪ :‬وهو أقسسل درجسسة‬
‫من سابقه لنه قصسسر اجتهسساده علسسى مسسا صسسح‬
‫عسسن إمسسامه ولسسم يتمكسسن مسسن تخريسسج غيسسر‬
‫المنصسسوص‪ ،‬وإذا كسسان لمسسامه فسسي مسسسألة‬
‫قسسولن فسسأكثر اجتهسسد فسسي ترجيسسح أحسسدهما‪،‬‬
‫ففتاوى القسسسم الول كمسسا قسسال ابسسن القيسسم‬
‫رحمسسه اللسسه س س مسسن جنسسس توقيعسسات الملسسوك‪،‬‬
‫وفتاوى القسسسم الثساني مسسن جنسس توقيعسات‬

‫‪123‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫نسسوابهم‪ ،‬وفتسساوى القسسسم الثسسالث مسسن جنسسس‬
‫توقيعات نواب نوابهم‪.‬‬

‫المصيب واحد من المجتهدين‪:‬‬


‫الحسسسق فسسسي قسسسول واحسسسد مسسسن المجتهسسسدين‬
‫المختلفين ومن عداه مخطسسئ لكسسن المخطسسئ‬
‫في الفروع التي ليس فيهسسا دليسسل قطعسسي س س‬
‫معذور غير آثم بل له أجر على اجتهاده‪ ،‬وهذا‬
‫هسسو القسسول الحسسق خل ً‬
‫فسسا لمسسن قسسال‪ :‬إن كسسل‬
‫مجتهد مصيب‪.‬‬
‫وفصل النزاع في هذه المسألة مسسا ثبسست فسسي‬
‫الحديث المتفق على صحته من أن الحاكم إذا‬
‫اجتهد فأصاب فله أجران وإن اجتهسسد فأخطسسأ‬
‫فله أجر‪ ،‬فسسإن الحسسديث صسسريح فسسي أن الحسسق‬
‫واحد وأن بعض المجتهدين يوافقه فيقال له‪:‬‬
‫مصيب مأجور أجرين على اجتهسساده وإصسسابته‪،‬‬
‫وبعض المجتهدين يخالفه فيقال لسسه‪ :‬مخطسسئ‬
‫مأجور مرة واحدة على اجتهاده‪ ،‬واسسستحقاقه‬
‫الجر ل يستلزم كونه مصيًبا فإن النبي صلى‬
‫الله عليه وسسسلم جعسسل المجتهسسدين قسسسمين‪:‬‬
‫ما مخطًئا‪ ،‬ولسسو كسسان كسسل‬‫ما مصسسيًبا وقس س ً‬
‫قس ً‬
‫منهم مصيًبا كما ذهب إليه من ذهب لسسم يكسسن‬
‫لهذا التقسيم معنى‪.‬‬
‫تجزؤ الجتهاد‪:‬‬
‫الجتهسسساد يقبسسسل التجسسسزؤ والنقسسسسام علسسسى‬
‫دا في نسسوع مسسن‬ ‫الصحيح‪ ،‬فيكون الرجل مجته ً‬
‫دا في غيره كمن اسسستفرغ وسسسعه‬ ‫العلم‪ ،‬مقل ً‬
‫في علم الفسسرائض وأدلتهسسا واسسستنباطها مسسن‬

‫‪124‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫الكتاب والسنة‪ ،‬دون غيره من العلوم فيجسسوز‬
‫له أن يفتي في النوع الذي اجتهد فيسسه؛ لنسسه‬
‫قد عرف الحسسق بسسدليله وقسسد بسسذل جهسسده فسسي‬
‫معرفسسة الصسسواب‪ ،‬فحكمسسه فسسي ذلسسك حكسسم‬
‫المجتهد المطلق في سائر النواع‪ ،‬ول يجسسوز‬
‫له الفتاء‪ ،‬فيما لم يجتهسسد فيسسه فسسإن القاصسسر‬
‫في فن كالعامي فيه‪.‬‬

‫اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم‪:‬‬


‫الجتهاد مسسن النسسبي صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم‬
‫جائز وواقع ومسسن أمثلسسة وقسسوعه‪ :‬إذنسسه صسسلى‬
‫الله عليه وسلم للمتخلفين عسسن غسسزوة تبسسوك‬
‫قبل أن يتبين صادقهم مسسن كسساذبهم‪ ،‬وأسسسره‬
‫لسارى بدر وأخذ الفداء منهم‪ ،‬وأمسسره بسسترك‬
‫تأبير النخل‪ ،‬وقوله صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم‪:‬‬
‫»لسسو اسسستقبلت مسسن أمسسري مسسا اسسستدبرت لمسسا‬
‫سقت الهدي«‪ ،‬وإرادته صلى الله عليه وسلم‬
‫النزول دون ماء بدر حتى قال له الحبسساب بسسن‬
‫المنذر رضي الله عنسسه‪» :‬إن كسسان هسسذا بسسوحي‬
‫فنعسسسم‪ ،‬وإن كسسسان السسسرأي والمكيسسسدة فسسسأنزل‬
‫بالناس على الماء لتحول بينسسه وبيسسن العسسدو«‬
‫فقال صلى الله عليه وسسسلم‪» :‬إنمسسا هسسو رأي‬
‫رأيته«‪ ،‬فرجع إلسسى قسسول الحبسساب رضسسي اللسسه‬
‫عنه‪.‬‬

‫الجتهاد في زمن النبوة‪:‬‬


‫منع قوم الجتهسساد فسسي عصسسر النبسسوة مطل ً‬
‫قسسا‬
‫قا والراجح التفريق بين من‬ ‫وأجازه قوم مطل ً‬

‫‪125‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫كان غائًبا عنه صلى الله عليسسه وسسسلم فيجسسوز‬
‫له ومن كان حاضًرا فل يجوز له إل بإذنه‪.‬‬
‫ومن أدلة ذلسسك‪ :‬قصسسة معسساذ رضسسي اللسسه عنسسه‬
‫وتصويب النسسبي صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم لسسه‪،‬‬
‫وتفويضه صلى الله عليسه وسسلم الحكسم فسي‬
‫بني قريظة إلى سعد بن معاذ رضي الله عنه‬
‫لما نزلوا علسسى حكمسه فحكسم بقتسل المقاتلسة‬
‫وسبي الذراري‪ ،‬فصوبه النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫وتقريره صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم لعمسسرو بسسن‬
‫العسساص رضسسي اللسسه عنسسه لمسسا صسسلى بأصسسحابه‬
‫ما ولم يغتسل مسسن الجنابسسة لشسسدة السسبرد‬ ‫متيم ً‬
‫قت ُل ُسسوا‬
‫ول ت َ ْ‬
‫دا إلى عموم قسسوله تعسسالى‪َ ﴿ :‬‬ ‫استنا ً‬
‫سك ُ ْ‬
‫م ﴾ ]النساء‪.[29:‬‬ ‫َأن ُ‬
‫ف َ‬
‫ومن ذلك أكل الصحابة رضي الله عنهم وهسم‬
‫محرمون من حمسسار السسوحش السسذي صسساده أبسسو‬
‫قتادة رضي الله عنه فإن أكلهم منه باجتهسساد‬
‫منهم‪.‬‬
‫ومنه تحول أهل قباء في صلتهم إلى الكعبة‬
‫إلى غير ذلك من الدلة‪.‬‬
‫***‬
‫ثانيا‪ :‬التقليد‬
‫تعريفه‪:‬‬
‫التقليد في اللغة‪ :‬وضع الشيء في العنق مع‬
‫الحاطسسة بسسه‪ ،‬وذلسسك الشسسيء يسسسمى قلدة‬
‫والجمع قلئد وقد يستعمل في تفويض المر‬
‫إلى الشخص كسسأن المسسر محمسسول فسسي عنقسسه‬
‫كالقلدة‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫وفي الصسسطلح‪ :‬هسسو قبسسول قسسول مسسن ليسسس‬
‫قوله حجة من غير معرفة دليله‪.‬‬
‫فخرج بالقيد الول‪ :‬قبول قول النسسبي صسسلى‬
‫الله عليه وسسسلم والخسسذ بالجمسساع فسسإن ذلسسك‬
‫حجة بنفسه‪.‬‬
‫وخرج بالقيد الثسساني‪ :‬قبسسول قسسول مسسن ليسسس‬
‫حجسسة إذا بيسسن السسدليل وأظهسسره فسسإن الخسسذ‬
‫بالدليل الذي أخبر به ل بقسسوله ويسسسمى ذلسسك‬
‫دا‪.‬‬
‫عا ل تقلي ً‬
‫اتبا ً‬

‫من يسوغ له التقليد ومن ل يسوغ له‪:‬‬


‫ل يجسسوز التقليسسد لمجتهسسد أداه اجتهسساده إلسسى‬
‫الظن بحكم‪ ،‬أو لم يجتهد بالفعل لكنه متمكن‬
‫من الجتهاد ويجسسوز للعسسامي ولمسسن لسسم يبلسسغ‬
‫درجة الجتهاد في علم أو في باب من العلسسم‬
‫لن القاصر في فن كالعامي فيه‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫المفتي والمستفتي‬
‫المفتي‪:‬‬
‫اسم فاعل من الفتسساء قيسسل فسسي القسساموس‪:‬‬
‫إفتسساء فسسي المسسر بسسأنه لسسه والفتيسسا والفتسسوى‬
‫وتفتح ما أفتى به الفقيه‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫والمفتي يطلق على المخبر بالحق على غيسسر‬
‫جهة اللزام به‪.‬‬
‫ويطلق عند الصسسوليين علسسى المجتهسسد وهسسو‪:‬‬
‫الباذل وسعه في النظسسر فسسي الدلسسة ليحصسسل‬
‫على العلم أو الظن بحكم شرعي‪.‬‬
‫والمستفتي‪:‬‬
‫اسم فاعل مسسن السسستفتاء وهسسو لغسسة‪ :‬طسسالب‬
‫الفتوى‪.‬‬
‫وفسسسي الصسسسطلح هسسسو‪ :‬مسسسن طلسسسب الحكسسسم‬
‫الشرعي من المجتهسسد‪ ،‬فيسسدخل فيسسه العسسامي‬
‫والمتعلم الذي لم يبلغ درجة الجتهاد‪.‬‬

‫دا إليسسه فسسي الكتسساب‬ ‫مسسن ورد الفتسساء مسسسن ً‬


‫والسنة‪:‬‬
‫دا إلسسى‬ ‫ورد الفتسساء فسسي الكتسساب العزيسسز مسسن ً‬
‫م‬ ‫فِتي ُ‬
‫كسس ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫هي ْ‬ ‫الرب كما في قوله تعالى‪ُ ﴿ :‬‬
‫ق ِ‬
‫﴾ ]النساء‪ [127:‬وإلى القرآن كما في قوله‪﴿ :‬‬
‫ب ﴾ ]النسسساء‪[127:‬‬ ‫في ال ْك َِتسسا ِ‬ ‫عَليك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ما يت َْلى َ‬
‫و َ‬
‫َ‬
‫أي يفتيكم‪.‬‬
‫دا إلى النسساس‬ ‫وورد في السنة المطهرة مسن ً‬
‫كما في قوله صلى الله عليه وسلم‪» :‬والثم‬
‫ما حاك فسسي النفسسس وتسسردد فسسي الصسسدر وإن‬
‫أفتاك الناس وأفتوك«‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬

‫من يستفتي المقلد‪:‬‬


‫المستفتي يستفتي من غلب علسسى ظنسسه أنسسه‬
‫أهل للفتسسوى‪ ،‬بمسسا يسسراه مسسن انتصسسابه للفتيسسا‬
‫واحترام الناس له وأخذهم عنه‪ ،‬أو بخبر عدل‬
‫عنه‪.‬‬

‫إذا تعدد المفتون فأيهم يستفتي المقلد؟‬


‫إذا كان في البلد مجتهدون فللمقلد استفتاء‬
‫مسسن شسساء منهسسم‪ ،‬ول يلزمسسه مراجعسسة العلسسم‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬بسسل يلزمسسه سسسؤال الفضسسل‪ ،‬واسسستدل‬
‫للول بأن المفضول مسن الصسحابة والتسسابعين‬
‫كان يفسستي مسسع وجسسود الفاضسسل ومسسع اشسستهار‬
‫عا علسسى‬‫ذلك وتكرره ولم ينكر أحد فكان إجما ً‬
‫جسسواز اسسستفتائه مسسع القسسدرة علسسى اسسستفتاء‬
‫الفاضل‪ ،‬واستدل للثاني بأن الفضسسل أهسسدى‬
‫إلى أسرار الشريعة من غيره‪.‬‬
‫***‬

‫آداب المفتي والمستفتي‬


‫لكل من المفتي والمستفتي آداب فمن آداب‬
‫المفتي‪:‬‬

‫ل‪ :‬من آداب المفتي‪:‬‬ ‫أو ً‬


‫‪1‬سسس أن يكسسون ذا نيسسة حسسسنة فإنمسسا العمسسال‬
‫بالنيات‪ ،‬ومن فقد النية الحسنة لم يكن عليه‬
‫نور ول على كلمه نور‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫‪2‬س أن يكون ذا حلم ووقار وسكينة فسسإن ذلسسك‬
‫هسسو كسسسوة العلسسم وجمسساله‪ ،‬فسسإذا افتقسسدها‬
‫المفسستي كسسان علمسسه كالبسسدن العسساري مسسن‬
‫اللباس‪.‬‬
‫‪3‬س أن يستعف عما في أيدي الناس‪ ،‬فسسإنه إن‬
‫أكسسل منهسسم شسسيًئا أكلسسوا مسسن لحمسسه ودمسسه‬
‫أضعافه‪.‬‬
‫‪4‬س س أن يكسسون علسسى جسسانب كسسبير مسسن معرفسسة‬
‫الناس فسسإنه إذا عسسدم ذلسسك تصسسور لسسه الظسسالم‬
‫بصسسورة المظلسسوم وعكسسسه وراج عليسسه المكسسر‬
‫والخداع والحتيال فكان ما يفسده أكثر ممسسا‬
‫يصلحه‪.‬‬
‫‪5‬س أن يتسسوجه إلسسى اللسسه تعسسالى ويتضسسرع إليسسه‬
‫ويكثر من الدعاء والستغفار ليلهمه الصسسواب‬
‫ويفتح له طريق السداد‪.‬‬
‫‪6‬س أن يتحرز ما أمكنه التحرز من نسبة الحكم‬
‫إلى الله تعالى وإلى رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه‬
‫عليه وسلم إل بنص يستند عليه في ذلك‪.‬‬
‫‪7‬س س أن يستشسسير فسسي فتسسواه مسسن يثسسق بعلمسسه‬
‫ودينه فإن عمر رضي الله عنه كان إذا نزلسست‬
‫به النازلة استشار مسسن حضسسره مسسن الصسسحابة‬
‫وربما جمعهم فشاورهم‪.‬‬
‫‪ 8‬س س أن يعمسسل بعلمسسه فسسإن العمسسل هسسو ثمسسرة‬
‫العلم وبدون العمل يكون علم النسسسان حجسسة‬
‫عليه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬من آداب المستفتي‪:‬‬

‫‪130‬‬
‫مذكرة تسهيل الوصول إلى فهم علم‬
‫الصول‬
‫‪1‬سسسس أن يتخلسسسق بسسسالخلق الفاضسسسلة مطل ً‬
‫قسسسا‬
‫وبالخص مع المفتي فل يفعل معه مسسا جسسرت‬
‫عادة العوام بسسه‪ ،‬كإيمسساء بيسسده فسسي وجهسسه ول‬
‫يقسسول لسسه مسسا ل ينبغسسي كسسأن يقسسول‪ :‬أفتسساني‬
‫غيرك بكذا‪ ،‬ول يسأله في حالة ضسسجر أو هسسم‬
‫أو غضب ونحو ذلك‪.‬‬
‫‪2‬سسس أن ل يسسسأل عمسسا ل يعنسسي ول يكسسثر مسسن‬
‫السئلة إلى حد يسأم فيه المفتي ويمل‪.‬‬
‫هذا آخر ما يسر الله ذكره في هذه المذكرة‪.‬‬
‫والحمد لله أول ً وآخًرا‬
‫وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد‬
‫وعلى آله وأصحابه‬
‫ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‬

‫‪131‬‬

You might also like