Sierra Leone Court & Transitional Justice
Sierra Leone Court & Transitional Justice
اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﻲة
ــ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔاﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون ﻛﺂﻟﯿﺔ ﻟﺘﺠﺴﯿد ﻤﻔﻬوم اﻟﻌداﻟﺔ
The Special Court for Sierra Leone as a mechanism to embody the
concept of transitional justice
ﺴﻤﺎﺘﻲ ﺤﻛﯿﻤﺔ/د
ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘوق ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻟﺠزاﺌر
[email protected]
:اﻟﻤﻠﺨص
ﯿﻌﺘﺒر ﻤﻔﻬوم اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻤن اﻟﻤﻔﺎﻫﯿم اﻟﺤدﯿﺜﺔ اﻟﺘﻲ ظﻬرت ﻤﻊ ﺒروز اﻟﺼراﻋﺎت ﻓﻲ
اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﺘﻌرف اﻨﺘﻘﺎﻻ ﻨﺤو اﻟدﯿﻤﻘراطﯿﺔ ﻟﯿﺘم رﺒط ﻫذا اﻟﻤﻔﻬوم ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﯿﺎ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت
ﺤﯿث ﺘﺴﻌﻰ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ إﻟﻰ ﻛﺸف،واﻻﻋﺘداءات اﻟﺨطﯿرة ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ وﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن
وﺘﻌزﯿز اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ، إﺼﻼح اﻟﻤؤﺴﺴﺎت،اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ وﺘﻌوﯿض ﻀﺤﺎﯿﺎ اﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﺠﺴﯿﻤﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ
.وﺘﺠﺴﯿد ﻓﻛرة دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻨون
وﻟﻌل،وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﯿﻌﺘﺒر ﻨﻤوذج ﺴﯿراﻟﯿون ﻟﻠﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ اﻷﻛﺜر ﺸﯿوﻋﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎرة اﻹﻓرﯿﻘﯿﺔ
ﻤﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ، ﺠود اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ﻛﺂﻟﯿﺔ ﻤوازﯿﺔ،أﻫم ﻤﺎ ﯿﻤﯿز ﻋداﻟﺔ ﻤﺎ ﺒﻌد ﺴﯿراﻟﯿون
.اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون اﻟﺘﻲ ﺴﺎﻫﻤت ﻤن ﺨﻼل ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻵﻟﯿﺎت ﻓﻲ ﺘﻛرﯿس ﻤﻔﻬوم اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ
- 195 -
ﺴﻤﺎﺘﻲ ﺤﻛﯿﻤﺔ
ﻤﻘدم ـة:
ﯿﻌﺘﺒر ﻤﻔﻬوم اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻤن اﻟﻤﻔﺎﻫﯿم اﻟﺤدﯿﺜﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘوى اﻟوطﻨﻲ و اﻟدوﻟﻲ اﻟﺘﻲ ارﺘﺒطت
ﺒﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺼراع وﻤﺎ ﺒﻌد اﻟﺼراع ،وﻫو ﻤﻔﻬوم ﯿﺨﺘﻠف ﻋن اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﻛﻼﺴﯿﻛﯿﺔ أو اﻟﻌﺎدﯿﺔ ،اﻟﺘﻲ ﯿﻔﺘرض
أن ﺘﺴري ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯿﺔ و ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻨون وﻓق آﻟﯿﺎت و إﺠراءات ﻗﺎﻨوﻨﯿﺔ ﯿﻌرﻓﻬﺎ ﻤﺴﺒﻘﺎ اﻟﻤﺘﻘﺎﻀﯿن،
أﻤﺎ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻓﻬﻲ ﻋداﻟﺔ ﻤﺎ ﺒﻌد اﻟﻨزاﻋﺎت و اﻟدﯿﻛﺘﺎﺘورﯿﺎت ،وﺘطﺒق ﻓﻲ اﻟﻔﺘرات اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻛﺎﻻﻨﺘﻘﺎل
ﻤن ﺤﺎﻟﺔ ﻨزاع داﺨﻠﻲ ﻤﺴﻠﺢ إﻟﻰ ﺤﺎﻟﺔ اﻟﺴﻠم ،أو ﻤن ﻨظﻠم ﺤﻛم ﺴﯿﺎﺴﻲ ﻤﺘﺴﻠط إﻟﻰ ﻨظﺎم دﯿﻤﻘراطﻲ ،وﻛذﻟك
اﻻﻨﺘﻘﺎل ﻤن ﻤرﺤﻠﺔ اﻻﺤﺘﻼل اﻷﺠﻨﺒﻲ إﻟﻰ ﻤرﺤﻠﺔ ﺘﺄﺴﯿس ﻨظﺎم وطﻨﻲ ﺒﻤﻌﻨﻰ آﻟﯿﺔ ﻟﺘﺴﯿر اﻟﻤرﺤﻠﺔ
اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔوﻤراﻓﻘﺔ ﻤرﺤﻠﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎل اﻟدﯿﻤﻘراطﻲ .ﻟﯿﺘم ﺒﻌدﻩ رﺒط ﻫذا اﻟﻤﻔﻬوم ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﯿﺎ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت و
اﻻﻋﺘداءات اﻟﺨطﯿرة ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ و ﻟﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن.
ﺒرزت اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ أواﺨر اﻟﺜﻤﺎﻨﯿﻨﺎت و ﻤطﻠﻊ اﻟﺘﺴﻌﯿﻨﯿﺎت ﻓﻲ ﻤﻨطﻘﺘﻲ أﻤرﯿﻛﺎ اﻟﻼﺘﯿﻨﯿﺔ
وﺸرق أوروﺒﺎ ﺤﯿث ﺠﺎءت اﺴﺘﺠﺎﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﻐﯿﯿرات اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ﻓﻲ ﻫﺎﺘﯿن اﻟﻤﻨطﻘﺘﯿن ﻤن ﺠﻬﺔ ،وارﺘﻔﺎع
اﻷﺼوات اﻟﻤطﺎﻟﺒﺔ ﺒﺘﺤﻘﯿق اﻟﻌداﻟﺔ ﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى ،ﺜم ﻤﺎ ﻟﺒث أن أﺼﺒﺤت اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻨﻬﺠﺎ ﻤﺘﺒﻌﺎ
ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ أﻨﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟم ،وأﺒﺢ ﻟﻬﺎ اﻟﻌدﯿد م اﻵﻟﯿﺎت اﻟﺘﻲ ﺘﻌﻤل ﻤن ﺨﻼﻟﻬﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﺘﻤر ﺒﻤرﺤﻠﺔ ﻤن
اﻟﺘﺤوﻻت ﻓﻲ أﻋﻘﺎب ﺤﻘﺒﺔ ﻤن ﺘﻔﺸﻲ اﻨﺘﻬﺎﻛﺎت ﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن ،ﺤﯿث اﺘﺠﻬت ﻓﻲ ذﻟك اﻹطﺎر اﻟﻌدﯿد ﻤن
اﻟدول اﻹﻓرﯿﻘﯿﺔ إﻟﻰ ﺘطﺒﯿق اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﺒﺸﻛل أو ﺒﺂﺨر ﺒﻬدف ﺘﺤﻘﯿق اﻻﺴﺘﻘرار و ﺒﻨﺎء اﻟﺴﻼم ﻓﻲ
ﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺘﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﻨت ﻛﺜﯿ ار ﻤن ﺘﺒﻌﺎت اﻟﺼراﻋﺎت اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ و اﻟﺤروب اﻷﻫﻠﯿﺔ ،ﻓﻛﺎﻨت اﻟﺘﺠرﺒﺔ اﻟﺴﯿراﻟﯿوﻨﯿﺔ
1
ﻤن أﺒرز ﺘﺠﺎرب اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ إﻓرﯿﻘﯿﺎ.
ﻓﻔﻲ أﻋﻘﺎب اﻨﺘﻬﺎء اﻟﺤرب اﻷﻫﻠﯿﺔ ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون واﻟﺘﻲ اﺴﺘﻤرت ﻷﻛﺜر ﻤن ﻋﺸرة ،طﺒﻘت ﺴﯿراﻟﯿون
ﺒﻌض ﻤن آﻟﯿﺎت اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ،ﻛﺎن ﻤن أﺒرزﻫﺎ ﺘﺸﻛﯿل ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ و اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ اﻟﺴﯿراﻟﯿوﻨﯿﺔ ،ﻓﻲ
ﺸﻬر ﺠوﯿﻠﯿﺔ ، 2002وﻗدﻤت ﺘﻘرﯿرﻫﺎ اﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﻟرﺌﯿس ﺴﯿراﻟﯿون ﻓﻲ 4أﻛﺘوﺒر ﻋﺎم ،2004ﺤﯿث ﻗﺎﻤت
اﻟﻠﺠﻨﺔ ﺒﺠﻤﻠﺔ ﻤن اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت ،ﺸﻤﻠت ﻟﻘﺎءات ﺨﺎص وﻋﺎﻤﺔ ﻤﻊ اﻟﻀﺤﺎﯿﺎ و اﻟﺠﻨﺎة وﺘﺤﻘﯿﻘﺎت و ﺘﺤرﯿﺎت داﻤت
ﺤﺎوﻟﻲ ﺜﻤﺎﻨﯿﺔ أﺸﻬر .ﻛﻤﺎ ﻋرض اﻟﺘﻘرﯿر ﺴردا ﻤﻔﺼﻼ ﻋن ﺘﺎرﯿﺦ اﻟﺒﻼد ،رﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﺤرب اﻷﻫﻠﯿﺔ اﻟوﺤﺸﯿﺔ
اﻟﺘﻲ دارت رﺤﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺴﻌﯿﻨﯿﺎت وﺤﻠل ﻤﺨﺘﻠف اﻷﺒﻌﺎد ﻟﻠﺤﯿﺎة اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ و اﻻﻗﺘﺼﺎدﯿﺔ و اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺒﻐﯿﺔ
2
ﻓﻬم أﺴﺒﺎب اﻟﺼراع ﻟﯿورد ﻓﻲ اﻷﺨﯿر ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤن اﻟﻨﺘﺎﺌﺞ و اﻟﺘوﺼﯿﺎت.
د /ﺴﻤﯿر ﻤﺤﻤد ﺤﺴﯿن أﺒو اﻟﺴﻌود ،دور اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون ﻓﻲ ﺘﺤﻘﯿق اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ،رﺴﺎﻟﺔ ﻤﻘدﻤﺔ ﻻﺴﺘﻛﻤﺎل
1
ﻤﺘطﻠﺒﺎت اﻟﺤﺼول ﻋﻠﻰ درﺠﺔ اﻟﻤﺎﺠﺴﺘﯿر ﻓﻲ اﻟدراﺴﺎت اﻹﻓرﯿﻘﯿﺔ ،ﺴﯿﺎﺴﺔ ﻤن ﻗﺴم اﻟﺴﯿﺎﺴﺔ و اﻻﻗﺘﺼﺎد ،ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ،
،2013ص .6
2ﻗ ـ ـ ـ ــﺎﺴﻲ ﻓوزﯿﺔ ،ﺘﻛﺎﻤل آﻟﯿﺎت اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ و اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ ،ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ و اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون ﻨﻤوذﺠﺎ ،ﻤﺠﻠﺔ
ﺤوﻟﯿﺎت ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ وﻫران ،ﻤﺠﻠد ،06اﻟﻌدد ، 01اﻟﺴﻨﺔ ،.2010ص 206و .207
ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻨﺸﺎء اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون و اﻟﺘﻲ ﺘﻌد اﻟﻨﻤوذج اﻷول ﻟﻠﻤﺤﺎﻛم اﻟﻤﺨﺘﻠطﺔ
اﻟﺘﻲ ظﻬرت ﻓﻲ اﻵوﻨﺔ اﻷﺨﯿرة ﻓﻲ ﻋدد ﻤن دول اﻟﻌﺎﻟم ،واﻟﺘﻲ ﺘﻬدف إﻟﻰ ﻤواﺠﻬﺔ اﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﺨطﯿرة
ﻟﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن ﺒﻐرض اﻟﺘﺄﻛﯿد ﻋﻠﻰ ﻤﺒدأ اﻟﻤﺴﺎءﻟﺔ و اﻟﺘﺼدي ﻹﺸﻛﺎﻟﯿﺔ اﻹﻓﻼت ﻤن اﻟﻌﻘﺎﺒوﻤﻨﻊ ﺘﺠدد ﺘﻠك
اﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت ﻤﺴﺘﻘﺒﻼوﻤﻨﻊ ﺘﺠدد ﺘﻠك اﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت ﻤﺴﺘﻘﺒﻼ.
ﺘﺄﺘﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺴﺔ ﻟﻠﺘﻌرﯿف ﺒﺎﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ و ﺘطورﻫﺎ و أﻫﻤﯿﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻠدان اﻟﺘﻲ ﺘﻤر ﺒﻌﻤﻠﯿﺔ
اﻟﺘﺤول اﻟدﯿﻤﻘراطﻲ ،ﻓﻘد ﻋﺎﻨت ﻤﻌظم اﻟدول اﻹﻓرﯿﻘﯿﺔ ﻤن ظﺎﻫرة اﻟﺤروب اﻷﻫﻠﯿﺔ و اﻟﺼراﻋﺎت اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ،
و اﻟﺘﻲ اﺘﺴﻤت ﻓﻲ ﻤﻌظﻤﻬﺎ ﺒﺎﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﺨطﯿرة ﻟﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن ،وﻫو ﻤﺎ ﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺘﺠذر ﻤﺸﺎﻋر اﻟﻌداء
واﻟﻛراﻫﯿﺔ ﺒﯿن اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت و اﻟﻔﺌﺎت اﻟﻤﺸﻛﻠﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟواﺤد ،وﻤن ﻫﻨﺎ ﺒرزت ﻓﻛرة إﻨﺸﺎء اﻟﻤﺤﺎﻛم اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ
اﻟدوﻟﯿﺔ ﺴواء ﻛﺎﻨت داﺌﻤﺔ أو ﻤؤﻗﺘﺔ ﻛﺂﻟﯿﺔ ﻤن آﻟﯿﺎت اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺴﻌﻰ ﻻﺴﺘﺌﺼﺎل ﻤﺜل ﻫذﻩ
اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻤن اﻟﻛراﻫﯿﺔ و اﻟﻌداء وذﻟك ﻤن ﺨﻼل إﺠراء ﻤﺤﺎﻛﻤﺎت ﻋﺎدﻟﺔ ﻟﻤرﺘﻛﺒﻲ اﻨﺘﻬﺎﻛﺎت ﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن،
وﺘﻌوﯿض اﻟﻀﺤﺎﯿﺎ ﺤﺘﻰ ﯿﻤﻛن اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﻋواﻤل اﻨﻘﺴﺎم داﺨل اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،و ﺘﻬﯿﺌﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﺎﻨت
ﻤن اﻟﺼراع اﻟﻤﺴﻠﺢ و اﻟﺤروب اﻷﻫﻠﯿﺔ ﻟﻔﺘرات طوﯿﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﻀﻲ ﻗدﻤﺎ ﻨﺤو اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ اﻟوطﻨﯿﺔ.
وﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺎن ﻫدف ﻫذﻩ اﻟدراﺴﺔ ﻫو دراﺴﺔ ﻤدى ﻗدرة اﻟﻤﺤﺎﻛم اﻟﺨﺎﺼﺔ وﻤﻨﻬﺎ ﻤﺤﻛﻤﺔ
ﺴﯿراﻟﯿون ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ واﺤدة ﻤن آﻟﯿﺎت اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻘﯿق اﻻﺴﺘﻘرار و ﺘﺴوﯿﺔ اﻟﻨزاﻋﺎت ﻓﻲ
اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﺎﻨت ﻤن اﻟﺤروب اﻷﻫﻠﯿﺔ و اﻟﻨزاﻋﺎت اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻟﻔﺘرات طوﯿﻠﺔ .وﻋﻠﻰ ﻀوء ﻤﺎ ﺘﻘدم ﯿﻤﻛن
طرح اﻹﺸﻛﺎﻟﯿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ :ﻤﺎ ﻤدى ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون ﻓﻲ ﺘﺤﻘﯿق اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ؟
ﺴﻨﻌﺘﻤد ﻓﻲ دراﺴﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﻬﺞ اﻟوﺼﻔﻲ ﻤن ﺨﻼل دراﺴﺔ اﻹطﺎر اﻟﻨظري ﻟﻠﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ،
اﻟﻤﻨﻬﺞ اﻟﺘﺤﻠﯿﻠﻲ اﻟﻤﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻠﯿل أﻫم اﻟﻨﺼوص اﻟﻘﺎﻨوﻨﯿﺔ اﻟوارد ﻓﻲ ﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون.
وﺴﻨﺤﺎول اﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋن ﻫذﻩ اﻹﺸﻛﺎﻟﯿﺔ ﻤن ﺨﻼل ﺘﺴﻠﯿط اﻟﻀوء أوﻻ ﺤول اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎﻫﯿﻤﻲ ﻟﻠﻌداﻟﺔ
اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ،ﺜم ﺴﻨﺘطرق إﻟﻰ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون وآﻟﯿﺎﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﯿق اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ.
ﻋرﻓت اﻟﺴﻨوات اﻷﺨﯿرة ﺒروز اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻛﺂﻟﯿﺔ ﺠدﯿدة وﻓﻘﺎ ﻟدﻋم ﻤﺴﺎر اﻻﻨﺘﻘﺎل اﻟدﯿﻤﻘراطﻲ
وﺘﺴﯿﯿر ﻤرح ةل ﻤﺎ ﺒﻌد ﺴﻘوط اﻷﻨظﻤﺔ اﻟدﯿﻛﺘﺎﺘورﯿﺔ إﻟﻰ اﻟﻤرﺤﻠﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ،إذ ﻟﺠﺄت إﻟﯿﻬﺎ اﻟﻛﺜﯿر ﻤن اﻟدول
ﻤن ﻤﺨﺘﻠف أﻨﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟم وذﻟك ﺒﻬدف ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻨﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﻤﺎﻀﻲ وآﺜﺎر اﻟﺤق ﺒﺔ اﻟدﯿﻛﺘﺎﺘورﯿﺔ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻋﺎدﻟﺔ
وﻤﻨﻊ ﺘﺠدد ﺘﻠك اﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت.
ﺤﯿث ﺘﻌﺘﺒر اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ أﻓﻀل اﻵﻟﯿﺎت ﻟﻼﻨﺘﻘﺎل اﻟﺴﻠس واﻟﺼﺤﯿﺢ ﻨﺤو ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﺘواﻓق
ﻤﺘﺴﺎﻤﺢ ﺘﺴودﻩ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟدﯿﻤﻘراطﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ ،ﯿﺘﻌﺎﯿش ﻓﯿﻪ اﻟﻀﺤﯿﺔ واﻟﻤﺠرم ﺒﻤﺎ أن اﻟﺠﻤﯿﻊ اﺘﻔق ﻋﻠﻰ
ﻀرورة إﺤﻘﺎق اﻟﺤق ٕواﻗرار اﻟﻌداﻟﺔ ﺒﺠﻤﯿﻊ أﻨواﻋﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ اﻟﺴﺒﯿل اﻷﻨﺠﻊ واﻟﻤﺴﻠك اﻟﺼﺎﺌب ،ﻟﻠﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ
ﺘرﻛﺔ اﻟﻤﺎﻀﻲ اﻟﺜﻘﯿل واﻟﻤﻠﻲء ﺒﺎﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت ،واﻟﺘﺠﺎوزات ﻓﻲ ﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن ﺨﺼوﺼﺎ ،ﻟﻬذا ﺴﻨﻌﺎﻟﺞ ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻤﺒﺤث ﻤﻔﻬوم اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤطﻠب اﻷول ،أﻤﺎ اﻟﻤطﻠب اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻨﺨﺼﺼﻪ ﻟدراﺴﺔ ﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ
اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون.
ﯿرﺘﺒط ﻤﻔﻬوم اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﺒﯿن ﻤﻔﻬوﻤﯿن ﻫﻤﺎ ) اﻟﻌداﻟﺔ (la justiceو اﻻﻨﺘﻘﺎل) ،(transition
وﻟﻛن اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟدﻻﻟﻲ اﻷدق ﻟﻠﻤﻔﻬوم ﯿﻌﻨﻲ ﺘﺤﻘﯿق اﻟﻌداﻟﺔ أﺜﻨﺎء اﻟﻤرﺤﻠﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻤر ﺒﻬﺎ دوﻟﺔ ﻤن
اﻟدول ،وﺘﻬدف ﻫذﻩ اﻟﻌداﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ إرث اﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت ﺒطرﯿﻘﺔ واﺴﻌﺔ و ﺸﺎﻤﻠﺔ ﺘﺘﻀﻤن اﻟﻌداﻟﺔ
اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ ،ﻋداﻟﺔ إﺼﻼح اﻟﻀرر 1 .وﻟﺘﻔﺼﯿل اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﺒﺸﻛل واف ﺴﻨﻘوم ﺒﺘﻌرﯿف اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ
ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻷول ﻤن ﻫذا اﻟﻤطﻠب ،أﻤﺎ اﻟﻔرع اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﺴﻨﺘﻌرض ﻓﯿﻪ ﻟﺘﺄﺴﯿس اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون
ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻫﯿﺌﺔ ﻗﻀﺎﺌﯿﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﺘﺤﻘﯿق اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ.
اﻟﻔـــــــــــرع اﻷول :ﺘﻌرﯿف اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ
ﻟﻛون ﻤﺼطﻠﺢ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﺤدﯿث اﻟﻨﺸﺄة ﻛﻤﺎ ﺒﯿﻨﺎ آﻨﻔﺎ ،ﻓﻘد ﺘﻌددت اﻟﺘﻌرﯿﻔﺎت اﻟﻤﺒﯿﻨﺔ ﻟﻪ ،وﻗد
ﺘﻨﺎول ﺘﻌرﻓﻪ ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ ،ﻛﻤﺎ ﺘطرﻗت إﻟﯿﻪ اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟﺘﺸرﯿﻌﺎت اﻟﻌرﺒﯿﺔ واﻟﻤﻨظﻤﺎت اﻟدوﻟﯿﺔ،
وﺴﻨﺘﻨﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع ﺒﻌض اﻟﺘﻌرﯿﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﺘﻨﺎوﻟت اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ.
أوﻻ :اﻟﺘﻌرﯿف اﻟﻔﻘﻬﻲ ﻟﻠﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ
ﯿﻤﻛن ﺘﻌرﯿف اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ "ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﯿﺴﻌﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺘﺤول إﻟﻰ
ﺘﺤﻘﯿﻘﻬﺎ ﻤن ﺨﻼل إﻋﺎدة ﺘﻛﯿﯿف ٕواﻗﺎﻤﺔ دوﻟﺔ اﻟﺤق و اﻟﻘﺎﻨون ،ﺒﺎﻟﺸﻛل اﻟذي ﯿﻌﺘرف ﺒﺎﻨﺘﻬﺎﻛﺎت ﺤﻘوق
اﻹﻨﺴﺎن اﻟﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﺎﻟﻨظم و ﻤﺤﺎﺴﺒﺔ اﻟﻤﺴؤوﻟﯿن ﻋﻠﯿﻬﺎ ،وﻤن ﻫﻨﺎ ﯿﺘﺒن أن ﻫذا اﻟﻤﻔﻬوم ﯿرﺘﺒط ﺒﻤﺘﻐﯿرﯿن
أﺴﺎﺴﯿن ﻫﻤﺎ:
ـ أن ﯿﻛون اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ و اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻨﺘﻘﺎل ﺴواء ﻓﻲ ﻨزاع ﻤﺴﻠﺢ أو ﺼراع إﻟﻰ اﻟﺴﻠم ،أو ﻤن
ﺤﻛم ﺘﺴﻠطﻲ إﻟﻰ ﺤﻛم دﯿﻤﻘراطﻲ ،أي ﯿﻔﺘرض ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ أن ﯿﺘﺤرر ﻤن ﺤﺎﻟﺔ ﺴﻠﺒﯿﺔ إﻟﻰ ﺤﺎﻟﺔ اﯿﺠﺎﺒﯿﺔ
ﻋﻠﻰ أﺸﻛﺎل ﻫذﻩ اﻟﺘﺤول.
ـ ـ أن ﯿﻛون ﻫﻨﺎك اﻨﺘﻬﺎﻛﺎت ﺤﻘوﻗﯿﺔ ﻗﺎﻤت ﺒﻬﺎ اﻟﻨظم ﻀد ﻤواطﻨﯿﻬﺎ ،ﻤﻤﺎ ﯿﺴﺘدﻋﻲ ﺘدﺨﻼ ﻹزاﻟﺔ آﺜﺎر
ﻫذﻩ اﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت وردع اﻟﻤﺘورطﯿن ﻟﺘﺤﻘﯿق ﻤﻔﻬوم دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻨون .وﺘﺤﻘﯿق ﻤﻔﻬوم اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺒﯿن أﻓراد
2
اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ" .
1د /ﺤﻤﯿداﺘﻲ ﺴﻠﯿم ،ﻤﺴﺎر اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ و ﻤﻘﺎﻀﺎة ﻤرﺘﻛﺒﻲ اﻹﺒﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ ﻛﻤﺒودﯿﺎ ،ﻤﺠﻠﺔ اﻷﺴﺘﺎذ اﻟﺒﺎﺤث ﻟﻠدراﺴﺎت
اﻟﻘﺎﻨوﻨﯿﺔ و اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ،اﻟﻤﺠﻠد اﻟﺜﺎﻨﻲ ،اﻟﻌدد اﻟﺘﺎﺴﻊ ﻤﺎرس.2018 ،ص .1098
ﻤﺠﻠﺔ اﻟﻤﯿزان 2د /ﻛﻤﺎل ﺒﻤﻘدار و ﻟﯿﻠﻰ ﺤﺴﯿﻨﻲ ،إﺸﻛﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ و أﺜرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﻨﺎء اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ إﻓرﯿﻘﯿﺎ،
اﻟﻤرﻛز اﻟﺠﺎﻤﻌﻲ ﺼﺎﻟﺤﻲ أﺤﻤد ﺒﺎﻟﻨﻌﺎﻤﺔ ﻤﻌﻬد اﻟﺤﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ،اﻟﻌدد 01اﻟﺴﻨﺔ ،2016ص .57
وﻋرﻓﻬﺎ اﻟﺨﺒﯿر ﺒﺎﻟﻤرﻛز اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ " ﻤﺎرك ﻓرﯿﻤﺎن " Marc Freemanﺒﺄﻨﻬﺎ " آﻟﯿﺔ
ﺘﻠﺠﺄ إﻟﯿﻬﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﺘﻤر ﺒﻤرﺤﻠﺔ اﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﺴواء ﻤن اﻟﺤرب إﻟﻰ اﻟﺴﻠم أو ﻤن اﻻﺴﺘﺒداد إﻟﻰ
1
اﻟدﯿﻤﻘراطﯿﺔ".
ﺜﺎﻨﯿﺎ :الﺘﻌرﯿف اﻟﺘﺸرﯿﻌﻲ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ
ﻋرﻓت ﺒﻌض اﻟﺘﺸرﯿﻌﺎت اﻟﻌرﺒﯿﺔ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻌد اﻟﺜورات اﻟﺘﻲ ﺤدﺜت ﻓﻲ ﺒﻌض اﻟدول
اﻟﻌرﺒﯿﺔ و ﻤﺎ ﯿﺴﻤﻰ ﺒﺜورات اﻟرﺒﯿﻊ اﻟﻌرﺒﻲ ،وﺘﻌد ﺘوﻨس ﻤن أﻛﺜر اﻟدول اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﺘﻘدﻤﺎ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻓﻲ
إﺠراءات اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ،ﻓﻘد ﻋرف اﻟﻤﺸرع اﻟﺘوﻨﺴﻲ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻷﺴﺎﺴﻲ اﻟﺘوﻨﺴﻲ
اﻟﻤﺘﻌﻠق ﺒﻀﺒط أﺴس اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ و ﻤﺠﺎل اﺨﺘﺼﺎﺼﻬﺎ اﻟﺼﺎدر ﻓﻲ 2012 / 10 / 29ﺒﺄﻨﻬﺎ " ﻫﻲ
ﻤﺴﺎر ﻤﺘﻛﺎﻤل ﻤن اﻵﻟﯿﺎت واﻟوﺴﺎﺌل اﻟﻤﺘﻌددة ﻟﻔﻬم وﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻤﺎﻀﻲ اﻨﺘﻬﺎﻛﺎت ﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن ﺒﻛﺸف
ﺤﻘﯿﻘﺘﻬﺎ وﻤﺤﺎﺴﺒﺔ اﻟﻤﺴؤوﻟﯿن ﻋﻠﯿﻬﺎ وﺠﺒر ﻀرر اﻟﻀﺤﺎﯿﺎ ورد اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻟﻬم ﺒﻤﺎ ﯿﺤﻘق اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ اﻟوطﻨﯿﺔ
وﯿﺤﻔظ اﻟذاﻛرة اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ وﯿوﺜﻘﻬﺎ وﯿرﺴﻲ ﻀﻤﺎﻨﺎت ﻋدم اﻟﺘﻛرار واﻻﻨﺘﻘﺎل ﻤن ﺤﺎﻟﺔ اﻻﺴﺘﺒداد إﻟﻰ ﻨظﺎم
دﯿﻤﻘراطﻲ ﯿﺴﺎﻫم ﺘﻛرﯿس ﻤﻨظﻤﺔ ﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن".
ﻛﻤﺎ ﻋرف ﻤﺸروع ﻗﺎﻨون اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﻟﯿﺒﯿﺎ ،اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﻤﺎدﺘﻪ اﻷوﻟﻰ":اﻟﻌداﻟﺔ
اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻹﺠراءات اﻟﺘﺸرﯿﻌﯿﺔ واﻟﻘﻀﺎﺌﯿﺔ واﻹدارﯿﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻌﺎﻟﺞ ﻤﺎ ﺤدث ﺨﻼل
ﻓﺘرة اﻟﻨظﺎم اﻟﺴﺎﺒق ﻓﻲ ﻟﯿﺒﯿﺎ ،وﻤﺎ ﻗﺎﻤت ﺒﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻤن اﻨﺘﻬﺎﻛﺎت ﻟﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن وﺤرﯿﺎﺘﻪ اﻷﺴﺎﺴﯿﺔ واﻟﻌﻤل
ﻋﻠﻰ إﺼﻼح ذات اﻟﺒﯿن ﺒﺎﻟطرق اﻟودﯿﺔ ﺒﯿن ﺒﻌض اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ "
أﻤﺎ ﻋرف اﻟﻤﺸرع اﻟﯿﻤﻨﻲ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎلﯿﺔ ﻓﻲ ﻤﺸروع ﻗﺎﻨون اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ و اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ اﻟوطﻨﯿﺔ
اﻟﯿﻤﻨﻲ ﻟﻌﺎم 2012ﺒﺄﻨﻬﺎ ":ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻹﺠراءات واﻟﺘداﺒﯿر اﻟﺘﻲ ﺘﺘﺨذ ﻟﻤواﺠﻬﺔ اﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﻤﺎﺴﺔ ﺒﺤﻘوق
اﻹﻨﺴﺎن ﺨﻼل اﻟﻔﺘرة اﻟزﻤﻨﯿﺔ اﻟﻤﺤددة ﺒﻬذا اﻟﻘﺎﻨون ﺒﻐﯿﺔ ﺠﺒر ﻀرر اﻟﻀﺤﺎﯿﺎ وﻤﻨﻊ ﺘﻛرار اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻤﺎﺴﺔ
ﺒﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒل "
وﯿﻼﺤظ أن اﻟﻤﺸرع اﻟﯿﻤﻨﻲ إﻨﻔراد ﻓﻲ اﻹﺸﺎرة إﻟﻰ اﻟﻔﺘرة اﻟزﻤﻨﯿﺔ اﻟﻤﺤددة ﺒﻬذا اﻟﻘﺎﻨون وﻫدف إﻟﻰ
اﺘﺨﺎذ اﻹﺠراءات اﻟﻼزﻤﺔ ﻨﺤو ﺘطﺒﯿق اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﺒﻤﺎ ﯿﻀﻤن إﻟﻘﺎء اﻟﻀوء ﻋﻠﻰ ﺘﺼرﻓﺎت اﻷطراف
اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ﺨﻼل ﺘﻠك اﻟﻔﺘرة وﺠﺒر اﻟﻀرر اﻟﻤﻌﻨوي ﻤن أﺠل إﻨﺼﺎﻓﻬم واﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻤﻌﻬم ،إﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ
اﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ف ﺘﻨﻤﯿﺔ ٕواﺜراء ﺜﻘﺎﻓﺔ وﺴﻠوك اﻟﺤوار ٕوارﺴﺎء ﻤﻘوﻤﺎت اﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ وﺒﻨﺎء اﻟدوﻟﺔ اﻟﻤدﻨﯿﺔ وﻤﺤور آﺜﺎر
2
اﻨﺘﻬﺎﻛﺎت ﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن دون ﺘﻛرارﻫﺎ ﻤﺴﺘﻘﺒﻼ.
1ﻋـ ـ ــزوق ﻨﻌﯿﻤﺔ ،دور اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ دﻋم ﻤﺴﺎر اﻻﻨﺘﻘﺎل اﻟدﯿﻤﻘراطﻲ ،ﺘوﻨس ﻨﻤوذﺠﺎ) (2017 ،2011ﻤﺠﻠﺔ اﻟرواق
ﻤﺠﻠد ،04ﻋدد ،01ﺠوان ،2018 ،ص .325
2
اﻟﺠب ـ ـ ـ ـ ـوري ،اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ) دراﺴﺔ ﻗﺎﻨوﻨﯿﺔ( ،ﻤﺠﻠﺔ ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻘﺎﻨون
د /إﯿﺎد ﯿوﻨس ﻤﺤﻤد اﻟﺼﻘﻠﻲ ،ﻋﺎﻤر ﺤﺎدي ﻋﺒد اﷲ ـ ـ ـ ـ
ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻨوﻨﯿﺔ واﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻟﻤوﺼل ،اﻟﻌدد ،10اﻟﺴﻨﺔ ،2011ص .235
ﻋرﻓت ﻋدة ﻤﻨظﻤﺎت دوﻟﯿﺔ اﻟﻌداﻟﺔ ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺘﻌرﯿف اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻟدى اﻟﻤﻨظﻤﺎت اﻟدوﻟﯿﺔ:
اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻤﻨﻬﺎ:
.1ﺘﻌرﯿف ﻤﻨظﻤﺔ اﻷﻤم اﻟﻤﺘﺤدة
ﻓﻲ ﺘﻘرﯿر اﻷﻤﯿن اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻤم اﻟﻤﺘﺤدة ﺒﺘﺎرﯿﺦ 23أوت 2004و اﻟﻤﻘدم إﻟﻰ ﻤﺠﻠس اﻷﻤن اﻟدوﻟﻲ
ﺒﺸﺄن ﺴﯿﺎدة اﻟﻘﺎﻨون و اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺼراع و ﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻤﺎ ﺒﻌد اﻟﺼراع ﻋرف اﻟﻌداﻟﺔ
اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ " ﻛﺎﻤل ﻨطﺎق اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت و اﻵﻟﯿﺎت اﻟﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﺎﻟﻤﺤﺎوﻻت اﻟﺘﻲ ﯿﺒدﻟﻬﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﺘﻔﻬم ﺘرﻛﺔ
ﻤن ﺘﺠﺎوزات اﻟﻤﺎﻀﻲ اﻟواﺴﻌﺔ اﻟﻨطﺎق ﺒﻐﯿﺔ ﻛﺎﻓﻠﺔ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ٕواﻗﺎﻤﺔ اﻟﻌداﻟﺔ و ﺘﺤﻘﯿق اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ،وﻗد ﺘﺸﻤل
ﻫذﻩ اﻵﻟﯿﺎت اﻟﻘﻀﺎﺌﯿﺔ وﻏﯿر اﻟﻘﻀﺎﺌﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴواء ،ﻤﻊ ﺘﻔﺎوت ﻤﺴﺘوﯿﺎت اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ) أو ﻋدم
وﺠودﻫﺎ ﻤطﻠﻘﺎ( و ﻤﺤﺎﻛﻤﺎت اﻷﻓراد و اﻟﺘﻌوﯿض وﺘﻘﺼﻲ اﻟﺤﻘﺎﺌق ،و اﻹﺼﻼح اﻟدﺴﺘوري و ﻓﺤص اﻟﺴﺠل
1
اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻟﻠﻛﺸف ﻋن اﻟﺘﺠﺎوزات واﻟﻔﺼل أو اﻗﺘراﻨﻬﻤﺎ ﻤﻌﺎ ".
ﻛﻤﺎ أوﻟﻰ اﻷﻤﯿن اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻤم اﻟﻤﺘﺤدة ﻋﻨﺎﯿﺔ ﻛﺒﯿرة ﻟدور اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﺘﻛرﯿس اﻟﻌداﻟﺔ
اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻤن ﺨﻼل اﻟﻔﻘرة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺸرة ﻤن اﻟﺘﻘرﯿر اﻟﻤﻘدم ﻟﻤﺠﻠس اﻷﻤن ﺴﻨﺔ ، 2004ﺒﻘوﻟﻪ " ﻻﺸك ﻓﻲ
أن أﻫم ﺘطور ﻓﻲ اﻵوﻨﺔ اﻷﺨﯿرة ﻓﻲ ﻛﻔﺎح اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟدوﻟﻲ اﻟطوﯿل اﻟﻤدى ﻟﻠﻨﻬوض ﺒﻘﻀﯿﺔ اﻟﻌداﻟﺔ و ﺴﯿﺎدة
اﻟﻘﺎﻨون ﻫو إﻨﺸﺎء اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ...وﻤن اﻟﻤﻬم ﻟﻠﻐﺎﯿﺔ اﻵن أن ﯿﻀﻤن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟدوﻟﻲ ﺤﺼول
ﻫذﻩ اﻟﻤؤﺴﺴﺔ اﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺘﺤﺘﺎج إﻟﯿﻪ ﻤوارد و ﻗدرات و ﻤﻌﻠوﻤﺎت ودﻋم ﻤن أﺠل اﻟﺘﺤﻘﯿق ﻤﻊ أوﻟﺌك
اﻟذﯿن ﯿﺘﺤﻤﻠون أﻛﺒر ﻗﺴط ﻤن اﻟﻤﺴؤوﻟﯿﺔ ﻋن ﺠراﺌم اﻟﺤرب و ﺠراﺌم اﻟﻤرﺘﻛﺒﺔ ﻀد اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ و أﻋﻤﺎل
اﻹﺒﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ و ﻤﻼﺤﻘﺘﻬم وﺘﻘدﯿﻤﻬم ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺘﻔﺘﻘر ﻓﯿﻬﺎ اﻟﺴﻠطﺎت اﻟوطﻨﯿﺔ إﻟﻰ اﻟﻘدرة
2
ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯿﺎم ﺒذﻟك".
وﻤن ﻫﻨﺎ ﺘﺒرز إﻤﻛﺎﻨﯿﺔ ﺘدﺨل اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟدوﻟﻲ ﻛﺄﺤد أﻫم اﻵﻟﯿﺎت اﻟﻤﺘﺎﺤﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻤرﺤﻠﺔ
اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔٕ ،وان ﻛﺎن ﻓﻲ ﺸﻛل ﻤﺴﺎﻋدة ﺘﻘدم ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻤﻌﻨﯿﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﻔﻬوم اﻟﻤﺒﯿن ﻓﻲ ﺘﻘرﯿر اﻷﻤﯿن اﻟﻌﺎم،
واﻟذي ﯿﻛون ﻤﺒﻨﯿﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﯿﺜﺎق ﻫﯿﺌﺔ اﻷﻤم اﻟﻤﺘﺤدة ،إﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻤﺎ ﯿﻀطﻠﻊ ﻋﻠﯿﻪ ﺒﺎﻷﺴس اﻷرﺒﻊ ﻟﻠﻨظﺎم
اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ اﻟدوﻟﻲ اﻟﺠدﯿد وﻫﻲ :اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ ﻟﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن ،اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ،اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ
اﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ،اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ ﻟﻼﺠﺌﯿن ،وﻫو ﻤﺎ ﯿﻌطﻲ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋدة اﻟﻤﻘدﻤﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻫﯿﺌﺔ اﻷﻤم اﻟﻤﺘﺤدة ﻤﺸروﻋﯿﺔ
3
أﻛﺜر ﻓﻲ طﺎر اﻟﻤرﺤﻠﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ.
.2اﻟﻤرﻛز اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻋرف اﻟﻤرﻛز اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ،اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔﺒﺄﻨﻬﺎ "
" ،وﻛذﻟك ﻋرﻓﻬﺎ ﺒﺄﻨﻬﺎ " :اﺴﺘﺠﺎﺒﺔ الﺸﺎﻤﻠﺔ أﺜﻨﺎء ﻓﺘرات اﻻﻨﺘﻘﺎل اﻟﺴﯿﺎﺴﻲ اﻟﺴﻌﻲ ﻤن أﺠل اﻟﻌداﻟﺔ
1
د /ﻨﺼر اﻟدﯿن ﺒوﺴﻤﺎﺤﺔ ،اﻟﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻤﺠﺎل اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ اﻟﻘﺎﻨون ،اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﺴﻠطﺔ ،ﻛﻠﯿﺔ
اﻟﺤﻘوق ،ﺠﺎﻤﻌﺔ وﻫران ،اﻟﻌدد ، 02اﻟﺴﻨﺔ ،2013ص 21و .22
2د /ﯿوﺒﻲ ﻋﺒد اﻟﻘﺎدر ،ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ ﻓﻲ ﺘﻛرﯿس اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ اﻟﻘﺎﻨون ،اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ و اﻟﺴﻠطﺔ ،ﻛﻠﯿﺔ
اﻟﺤﻘوق ،ﺠﺎﻤﻌﺔ وﻫران ،اﻟﻌدد ، 02اﻟﺴﻨﺔ ، 2013ص 82
3
د /ﻨﺼر اﻟدﯿن ﺒوﺴﻤﺎﺤﺔ ،اﻟﻤرﺠﻊ اﻟﺴﺎﺒق ،ص 22
ﻟﻼﻨﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﻤﻨﻬﺠﯿﺔ أو اﻟواﺴﻌﺔ اﻟﻨطﺎق ﻟﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن ﺒﻬدف ﺘﺤﻘﯿق اﻻﻋﺘراف اﻟواﺠب ﺒﻤﺎ ﻛﺎﺒدﻩ
اﻟﻀﺤﺎﯿﺎ ﻤن اﻨﺘﻬﺎﻛﺎت وﺘﻌزﯿز إﻤﻛﺎﻨﯿﺎت ﺘﺤﻘﯿق اﻟﺴﻼم واﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ واﻟدﯿﻤﻘراطﯿﺔ ،أي أﻨﻬﺎ ﺘﻛﯿﯿف اﻟﻌداﻟﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤو اﻟذي ﯿﻼءم ﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﺘﺨوض ﻤرﺤﻠﺔ ﻤن اﻟﺘﺤوﻻت.ﻓﻲ أﻋﻘﺎب ﺤﻘﺒﺔ ﻤن ﺘﻔﺸﻲ اﻨﺘﻬﺎﻛﺎت ﺤﻘوق
1
اﻹﻨﺴﺎن ،ﺴواء ﺤدﺜت ﻫذﻩ اﻟﺘﺤوﻻت ﻓﺠﺄة وﻋﻠﻰ ﻤدى ﻋﻘود طوﯿﻠﺔ" .
وﻤن ﺨﻼل ﻫذا اﻟﺘﻌرف ﻨﺠد أن اﻟﻤرﻛز اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ رﻛز ﻫو اﻷﺨر ﻋﻠﻰ ﻀرورة
ﻤﻼﺌﻤﺔ اﻵﻟﯿﺎت اﻟﻤﺘﺨذة ﻟﺘﺤﻘﯿق اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻟﺘﻠك اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﺘطﺒق ﻓﯿﻬﺎ ﻟﺘﺤﻘﯿق اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ
2
ﻤرﺤﻠﺔ اﻟﺘﺤول واﻻﻨﺘﻘﺎل.
ورﻏم اﺨﺘﻼف اﻟﺘﻌرﯿﻔﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ إﻻ أن اﻟﻤﺘﻔق ﺤوﻟﻪ ﻫو أن اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ
ﺘﺴﺘﺠﯿب ﻟﻠﺨرق اﻟﺨطﯿر و اﻟﻤﻨﻬﺠﻲ واﻟواﺴﻊ ﻟﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن و ﻤﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻨون اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ،ﯿﻤﻛن ﺠﻤﻊ
اﻟوﻀﻌﯿﺎت اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤدت ﻓﯿﻬﺎ إﺠراءات اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ طﺎﺌﻔﺘﯿن:
اﻷوﻟﻰ ﺘﺨص اﻟﻨزاﻋﺎت اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻏﯿر دوﻟﯿﺔ ،ﻤﺜل اﻟﺤروب اﻷﻫﻠﯿﺔ وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺘﻛﺜر ﻓﯿﻬﺎ اﻟﺘﺠﺎوزات
ﺒل ﻗد ﺘﺼل اﻷﻤر إﻟﻰ ﻤﺤﺎوﻻت اﻹﺒﺎدة ﺒﻬدف إﻗﺼﺎء اﻷﺨر ﻋن طرﯿق اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﯿﻪ .ﺘدﺨل ﻀﻤن ﻫذﻩ
اﻟطﺎﺌﻔﺔ اﻹﺠراءات اﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟوﻀﻌﯿﺎت اﻟﻤﺘرﺘﺒﺔ ﻋن ﺘﺼﻔﯿﺔ اﻻﺴﺘﻌﻤﺎر واﺴﺘﻌﺎدة اﻟﺴﯿﺎدة اﻟوطﻨﯿﺔ ،ﻤﻊ
اﻟﺘذﻛﯿر أن اﻟﺤروب اﻟﺘﺤرر اﻟوطﻨﻲ ﺘدﺨل ﺒﻤوﺠب ﻨص اﻟﻤﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻤن اﻟﺒرﺘوﻛول اﻹﻀﺎﻓﻲ ﻻﺘﻔﺎﻗﯿﺎت
ﺠﻨﯿف اﻷرﺒﻊ ﻟﻌم 1977ﻀﻤن اﻟﺤروب ذات اﻟطﺎﺒﻊ اﻟدوﻟﻲ.
أﻤﺎ اﻟطﺎﺌﻔﺔ اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ﻓﺘﺸﻤل ﺤﺎﻻت اﻟﺨروج ﻤن اﻷﻨظﻤﺔ اﻷﺤﺎدﯿﺔ واﻟدﻛﺘﺎﺘورﯿﺔ واﻻﻨﺘﻘﺎل إﻟﻰ
اﻟدﯿﻤﻘراطﯿﺔ اﻟﺘﻌددﯿﺔ ،اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻫﻨﺎ ﺘﻬﺘم ﺒﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻤﺎ ﺘرﻛﺘﻪ ﻓﺘرة اﻟﺤﻛم اﻟﻔردي ﻤن إرث ﺜﻘﯿل ﻓﻲ
3
ﻤﺠﺎل اﻟﺨرق اﻟﺨطﯿر ﻟﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن.
إن ﻤﺎ ذﻛرﻨﺎﻩ أﻋﻼﻩ ﺤول ﺘﻌرﯿف اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﺘﺘﻀﺢ ﻤﻌﻪ آﻟﯿﺎت و أﻫداف اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ،
واﻟﺘﻲ ﻨذﻛر ﻤﻨﻬﺎ:
أوﻻ :ﻟﺠﺎن اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ و اﻟﻌداﻟﺔ و اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ :ﺘﻤﺜل ﻫذﻩ اﻟﻠﺠﺎن واﺤدة ﻤن آﻟﯿﺎت اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ
و ﻫﻲ ﻫﯿﺌﺎت ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻤؤﻗﺘﺔ ﯿﺴﺘﻤر ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻟﻤدة ﻤﺤددة ،ﺘﺴﺘﻤد ﺸرﻋﯿﺘﻬﺎ ﻤن اﻟﻤﻬﺎم اﻟﺘﻲ ﺘﻤﻨﺤﻬﺎ ﻟﻬﺎ
اﻟﺤﻛوﻤﺔ أو ﺒﻌض اﻟﺠﻬﺎت اﻟدوﻟﯿﺔ و ﻻ ﺘﻌد ﻫذﻩ اﻟﻠﺠﺎن ﺴﻠطﺔ ﻗﻀﺎﺌﯿﺔ إذ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻤﺎ ﯿﺘم ﺘﺸﻛﯿﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻤراﺤل
اﻻﻨﺘﻘﺎل اﻟﺴﯿﺎﺴﻲ وﺘﺴﺘﻬدف اﻟﻛﺸف ﻋن اﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت و اﻟﺘﺠﺎوزات اﻟﺠﺴﯿﻤﺔ اﻟﻤرﺘﻛﺒﺔ ﻓﺘرة اﻟﻨزاع اﻟﻤﺴﻠﺢ أو
1د /إﯿﺎد ﯿوﻨس ﻤﺤﻤد اﻟﺼﻘﻠﻲ ،ﻋﺎﻤر ﺤﺎدي ﻋﺒد اﷲ اﻟﺠﺒوري ،اﻟﻤرﺠﻊ اﻟﺴﺎﺒق،ص .234
د /إﯿﺎد ﯿوﻨس ﻤﺤﻤد اﻟﺼﻘﻠﻲ ،ﻋﺎﻤر ﺤﺎدي ﻋﺒد اﷲ اﻟﺠﺒوري ،اﻟﻤرﺠﻊ اﻟﺴﺎﺒق .234
2
د /ﻤﺤﻤد ﺒوﺴﻠطﺎن ،اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔواﻟﻘﺎﻨون ،ﻤﺠﻠﺔ اﻟﻘﺎﻨون ،اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ و اﻟﺴﻠطﺔ ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘوق ،ﺠﺎﻤﻌﺔ وﻫران ،اﻟﻌدد
3
اﻟﻨظﺎم اﻟﺸﻤوﻟﻲ ،و اﻟﺘﺤﻘﯿق ﻓﻲ ﺤﯿﺜﯿﺎﺘﻬﺎ و أﺴﺒﺎﺒﻬﺎ وﻤرﺘﻛﺒﯿﻬﺎ ﺴواء ﻛﺎﻨوا ﯿﻨﺘﻤون إﻟﻰ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺤﻛوﻤﯿﺔ
1
أو اﻷﺠﻬزة اﻟﻨظﺎﻤﯿﺔ أو إﻟﻰ ﺠﻬﺎت ﻏﯿر ﺤﻛوﻤﯿﺔ.
وﺘﻌد ﻫذﻩ اﻟﻠﺠﺎن ﻀرورة ﻹﻨﺠﺎح ﻤﺴﺎر اﻻﻨﺘﻘﺎل اﻟدﯿﻤﻘراطﻲ ،إذ ﺘﻘوم ﺒﺘﻨظﯿم ﺠﻠﺴﺎت اﺴﺘﻤﺎع ﯿﻘدم
ﺨﻼﻟﻬﺎ اﻟﺠﻨﺎة و اﻟﻀﺤﺎﯿﺎ و اﻟﺸﻬود رواﯿﺎﺘﻬم ﺒﺨﺼوص اﻟﺘﺠﺎوزات و اﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت ﻤﻊ ﺘوﻓﯿر اﻟﺤﻤﺎﯿﺔ ﻟﻬم ،
وﺘﻘوم ﺒﺘﻨظﯿم ﺠﻠﺴﺎت اﻟﺼﻠﺢ اﻟﺘﻲ ﻗد ﺘﻔﻀﻲ إﻟﻰ ﻤﻨﺢ اﻟﻀﺤﺎﯿﺎ اﻟﻌﻔو ﻟﻠﺠﻨﺎة ﺒﻌد اﻋﺘذار ﻫؤﻻء ،ﻛذﻟك ﺘﻌﻤل
ﻋﻠﻰ ﺘﻘدﯿم اﻗﺘراﺤﺎت و ﺘوﺼﯿﺎت ﻟﺘﻔﻌﯿل اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ و ﺘﻌﻤﯿق اﻹﺼﻼح اﻟﻤؤﺴﺴﺎﺘﻲ ﻻﺴﯿﻤﺎ اﻟﻤؤﺴﺴﺎت
اﻟﻤﺘورطﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻨظﺎم اﻟﺘﺴﻠطﻲ ،ﻤﻤﺎ ﯿﺠﻌﻠﻬﺎ آﻟﯿﺔ ذات أوﻟوﯿﺔ ﻗﺼوى ﻹﻨﺠﺎح ﻤﺴﺎر اﻻﻨﺘﻘﺎل
اﻟدﯿﻤﻘراطﻲ وﻤن أﻤﺜﻠﺘﻬﺎ و أﺸﻬرﻫﺎ :ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ و اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ ﺠﻨوب إﻓرﯿﻘﯿﺎ ﻋﺎم ،1995ﻫﯿﺌﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ
3
و اﻟﻛراﻤﺔ ﻓﻲ ﺘوﻨس 2،2014ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون ﻋﺎم 2000.
وﯿﺸﻤﻠذﻟك ﻤﻘﺼﺎة اﻷﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـراد اﻟﻤﺴؤوﻟﯿن ﻋن ارﺘﻛﺎب اﻨﺘﻬﺎﻛﺎت ﺜﺎﻨﯿﺎ :اﻟﻤﺴﺎءﻟﺔ واﻟﻤﺤﺎﺴﺒﺔ
اﻟﺨطﯿرة ﻟﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن و اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﺴواء ﻛﺎن ذﻟك أﻤﺎم اﻟﻤﺤﺎﻛم اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟوطﻨﯿﺔ أو أﻤﺎم
4
اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠطﺔ ،وﻫذا إﻋﻤﺎﻻ ﻟﻤﺒدأ ﻋدم اﻹﻓﻼت ﻤن اﻟﻌﻘﺎب.
إن ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺘﻌوﯿض اﻟﻀﺤﺎﯿﺎ و ﺠﺒر ﻀررﻫم ،ﺘﻌد أﯿﻀﺎ ﻤن اﻟرﻛﺎﺌز اﻷﺴﺎﺴﯿﺔ ﻷي ﻋداﻟﺔ اﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ،
وﻗد ﺨﺼﻬﺎ اﻷﻤﯿن اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻤم اﻟﻤﺘﺤدة ﺒﻌﻨﺎﯿﺔ ﻛﺒﯿرة ﻤن اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻓﻲ اﻟﺒﻨد اﻟﺴﺎدس ﻋﺸر ﻓﻲ ﺘﻘرﯿرﻩ اﻟﻤوﺠﻪ
ﻟﻤﺠﻠس اﻷﻤن ﺴﻨﺔ ،2004ﺤﯿث ﺼرح ﺒﻤﺎ ﯿﻠﻲ " إن وﺠود ﺒراﻤﺞ ﻓﻌﺎﻟﺔ وﻋﺎﺠﻠﺔ ﻟﻘﺎء ﻤﺎ ﻋﺎﻨوﻩ ﻤن أذى
ﺘﺸﻛل ﻋﻨﺼر ﺘﻛﻤﯿﻠﯿﺎ ﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺎت اﻟﻤﺤﺎﻛم و ﻟﺠﺎن اﻟﺘﺤﻘﯿق ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ.5"....
وﯿﺄﺨذ اﻟﺘﻌوﯿض اﻟﻤﻤﻨوح ﻟﻀﺤﺎﯿﺎ اﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت ﺸﻛﻠﯿن :ﻤﺎدي وﻤﻌﻨوي ،وﯿﻤﺎرس ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوﯿﯿن
ﻓردي وﺠﻤﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤو اﻟﺘﺎﻟﻲ:
اﻟﺘﻌوﯿض اﻟﻤﺎدي :وﯿﻛون ﻓﻲ ﺸﻛل رواﺘب وﻤﻨﺢ ﻟﻠﻀﺤﺎﯿﺎ و ذوﯿﻬم ،ﺒراﻤﺞ اﻟﺘﻛﻔل اﻟﺼﺤﻲ اﻟﺒدﻨﻲ
و اﻟﻨﻔﺴﻲ ،ﺒراﻤﺞ إﻋﺎدة اﻋﻤﺎر اﻟﻤﻨﺎطق اﻟﻤﻬﺸﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻨت ﻤﺴرﺤﺎ ﻟﻼﻨﺘﻬﺎﻛﺎت.
1د /طﯿﺒﻲ ﻤﺤﻤد ﺒﻠﻬﺎﺸﻤﻲ اﻷﻤﯿن ،ﻟﺠﺎن اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ واﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻛﺂﻟﯿﺔ ﻟﺘﺠﺴﯿد ﻤﻔﻬوم اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ اﻟﻘﺎﻨون ،اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
و اﻟﺴﻠطﺔ ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘوق ،ﺠﺎﻤﻌﺔ وﻫران ،اﻟﺴﻨﺔ ،2013ص
2ﻋـ ـ ــزوق ﻨﻌﯿﻤﺔ ،دور اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ دﻋم ﻤﺴﺎر اﻻﻨﺘﻘﺎل اﻟدﯿﻤﻘراطﻲ ،ﺘوﻨس ﻨﻤوذﺠﺎ) (2017 ،2011ﻤﺠﻠﺔ اﻟرواق
ﻤﺠﻠد ،04ﻋدد ،01ﺠوان ،2018 ،ص 326و.327
3ﻗ ـ ـ ـ ــﺎﺴﻲ ﻓوزﯿﺔ ،ﺘﻛﺎﻤل آﻟﯿﺎت اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ و اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ ،ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ و اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون ﻨﻤوذﺠﺎ ،ﻤﺠﻠﺔ
ﺤوﻟﯿﺎت ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ وﻫران ،ﻤﺠﻠد ،06اﻟﻌدد ، 01اﻟﺴﻨﺔ ،.2010ص .210
4
ﻋﺒﺎﺴﺔ طﺎﻫر و ﻤﺴﻌد ﻨذﯿر ،دور اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ إرﺴﺎء ﻤﺒﺎدئ وﻤﻘوﻤﺎت اﻟدﯿﻤﻘراطﯿﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ اﻟدراﺴﺎت اﻟﻘﺎﻨوﻨﯿﺔ و
اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ،اﻟﻌدد 07ﺠﺎﻨﻔﻲ ،2018ص 394
5د /ـ ـ
يـ ـ ـ ـ ـ ـوﺒﻲ ﻋﺒد اﻟﻘﺎدر ،اﻟﻤرﺠﻊ اﻟﺴﺎﺒق ،ص 87
اﻟﺘﻌوﯿض اﻟﻤﻌﻨوي:وﻤن أﺒرز ﺼورﻩ اﻻﻋﺘذار اﻟﻌﻨﻲ و اﻟرﺴﻤﻲ ،وﯿﻌد اﻻﻋﺘذار اﻷداة اﻷﻤﺜل
ﻟﺘﻤﻛﯿن اﻟﻀﺤﺎﯿﺎ ﻤن اﻟﺼﻔﺢ و ﺘﺠﺎوز أﺤﻘﺎد اﻟﻤﺎﻀﻲ ﻤﺎﯿﺴﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﻨﺠﺎح اﻻﻨﺘﻘﺎل اﻟدﯿﻤﻘراطﻲ و اﻨﺘﺸﺎر
1
روح اﻟﺘﺴﺎﻤﺢ ﻓﻲ ظل اﻟﻨظﺎم اﻟدﯿﻤﻘراطﻲ اﻟﺠدﯿد.
ﻟﯿس ﻤﻨطﻘﯿﺎ أن ﯿﺘم اﻟﻤﺒﺎﺸرة ﻓﻲ ﻤﺴﺎر اﻟﻤﺤﺎﺴﺒﺔ و اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺎت و ﺘﻌوﯿض اﻟﻀﺤﺎﯿﺎ ﻤﻊ اﺴﺘﻤ ار
ﻨﻔس ﻤؤﺴﺴﺎت اﻟﻨظﺎم اﻟﺘﺴﻠطﻲ اﻟﺴﺎﺒق وﻨﻔس اﻟﻤﺴؤوﻟﯿن اﻟذﯿن ﺘورطوا ﻓﻲ ارﺘﻛﺎب اﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت و
اﻟﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻟﻘﻤﻌﯿﺔ ،ﻟذﻟك ﻻﺒد ﻹﻨﺠﺎح ﻤﺴﺎر اﻻﻨﺘﻘﺎل اﻟدﯿﻤﻘراطﻲ ﺘﻔﻌﯿل آﻟﯿﺔ أﺴﺎﺴﯿﺔ ﻤن آﻟﯿﺎت اﻟﻌداﻟﺔ
اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ وﻫﻲ آﻟﯿﺔ اﻹﺼﻼح اﻟﻤؤﺴﺴﻲ ،ﻤن ﺨﻼل إدﺨﺎل ﺘﻌدﯿﻼت ﻫﯿﻛﻠﯿﺔ ﻋﻤﯿﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻤؤﺴﺴﺎت ذات
اﻟﺼﻠﺔ ﺒﺎﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت ،أو ﺘطﻬﯿرﻫﺎ ﻤن اﻟﻌﻨﺎﺼر اﻟﺘﻲ ﺜﺒت ﺘورطﻬﺎ ﻓﻲ ارﺘﻛﺎب اﻟﺠراﺌم ﻓﻲ ظل اﻟﻨظﺎم اﻟﺴﺎﺒق
،وﯿﺸﻤل اﻹﺼﻼح اﻟﻤؤﺴﺴﺎﺘﻲ اﻷﺠﻬزة اﻷﻤﻨﯿﺔ و اﻟﻘﻀﺎﺌﯿﺔ و إﺠراء اﻟﻌزل اﻟﺴﯿﺎﺴﻲ اﻟذي ﻤس ﺒﻌض
2
اﻟﻤﺴؤوﻟﯿن اﻟﻤﺘورطﯿن ﻓﻲ اﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت ﻟﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن.
ﺴﻨﻘوم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻤطﻠب ﺒدراﺴﺔ ﻨﺸﺄة اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ وطﺒﯿﻌﺘﻬﺎ واﻟﺘﻨظﯿم اﻟﻬﯿﻛﻠﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ وﻫذﻩ
اﻟﺠواﻨب ﺴﻨﺘﻨﺎوﻟﻬﺎ ﻤن ﺨﻼل اﻟﻔروع اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ:
ﺴﯿﺘم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع دراﺴﺔ ظروف ﻨﺸﺄة اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون ،وطﺒﯿﻌﺘﻬﺎ اﻟﻘﺎﻨوﻨﯿﺔ
ﺘداﺨﻠت ﻋواﻤل ﻛﺜﯿرة داﺨﻠﯿﺔ وﺨﺎرﺠﯿﺔ ﻓﻲ ﺘﺄﺠﯿﺞ اﻟﺤرب اﻷﻫﻠﯿﺔ ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون ،إذ ﺘﻤﯿزت اﻟﻔﺘرة ﻤﺎ
ﺒﻌد اﺴﺘﻘﻼل اﻟﺒﻼد ﻤن اﻻﺴﺘﻌﻤﺎر ﺴﻨﺔ 1961ﺤرﻛﺔ اﻨﻘﻼﺒﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠطﺔ ﺒﻐرض اﻟﺴﯿطرة ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺎﺠم
اﻟﻤﺎس و ﺘدﻓق أﻋداد ﻛﺒﯿرة ﻤن اﻟﻼﺠﺌﯿن اﻟﻔﺎرﯿن ﻤن اﻟﺤرب اﻷﻫﻠﯿﺔ اﻟداﺌرة ﻓﻲ ﺒﻠدﻫم ،اﻟﻤر اﻟذي ﺴﺎﻫم ﻓﻲ
3
اﻨدﻻع اﻟﺤرب اﻷﻫﻠﯿﺔ ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون.
ﻟﻘد ﺸﻬدت دوﻟﺔ ﺴﯿراﻟﯿون اﺒﺘداء ﻤن 23ﻤﺎرس ٕ 1991واﻟﻰ ﻏﺎﯿﺔ ،2002ﺤرﺒﺎ أﻫﻠﯿﺔ داﻤت
إﺤدى ﻋﺸر ﺴﻨﺔ ﺘم ﺨﻼﻟﻬﺎ إرﻛﺎب ﺠراﺌم واﺴﻌﺔ اﻟﻨطﺎق ﻋﻠﻰ إﺜر وﻗوع اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻻﻨﻘﻼﺒﺎت اﻟﻌﺴﻛرﯿﺔ،
ﻛﺎن ﻤن أﻫﻤﻬﺎ اﻨﻘﻼب اﻟﻤﺠﻠس اﻟﺜوري ﻟﻠﻘوات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻛوﻤﺔ اﻟﺸرﻋﯿﺔ ﻓﻲ 25ﻤﺎي ،1997ﻛﻤﺎ
" RUFوﻤﯿﻠﯿﺸﯿﺎت ظﻬرت ﻋدة ﺠﺒﻬﺎت ﻤﺘﻨﺎﺤرة ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون ﻛﺎن ﻤن أﻫﻤﻬﺎ اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﺜورﯿﺔ اﻟﻤﺘﺤدة "
،AFRC " CDFوﻛذﻟك اﻟﻤﺠﻠس اﻟﺜوري ﻟﻠﻘوات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ اﻟﻛﺎﻤﺠور ،وﻤﻨظﻤﺔ وﺤدة اﻟدﻓﺎع اﻟوطﻨﻲ "
ﺒﺤﯿث ﺘﺴﺎﺒﻘت ﺠﻤﯿﻊ اﻟﺠﺒﻬﺎت ﻟﻼﺴﺘﯿﻼء ﻋﻠﻰ اﻟﺜورات اﻟطﺒﯿﻌﯿﺔ وﻤﻨﺎﺠم اﻷﻟﻤﺎس ،ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺘﻠك
اﻟﻤﺘواﺠدة ﺒﺈﻗﻠﯿم " ﻛوﻨو " Konoاﻟواﻗﻊ ﺒﺎﻟﻘرب ﻤن اﻟﺤدود اﻟﻠﯿﺒﯿرﯿﺔ ،ﺤﯿث ﻗﺎﻤت اﻟﺘﻨظﯿﻤﺎت اﻟﻤذﻛورة
ﺨﻼل ﺘﻠك اﻟﺤرب اﻷﻫﻠﯿﺔ ﺒﺄﻋﻤﺎل ﻋﻨف ﺨطﯿرة ﻀد اﻟﺴﻛﺎن اﻟﻤدﻨﯿﯿن دون ﺘﻤﯿﯿز ﺒﯿن اﻟرﺠﺎل ﻨﺴﺎء أطﻔﺎل
1
ﻛﻤﺎ ﺘم ﺘﺠﻨﯿد اﻟﻘﺼر ﻷﻏراض ﻋﺴﻛرﯿﺔ.
ﺘﻤﯿزت اﻟﺠراﺌم اﻟﻤرﺘﻛﺒﺔ ﺨﻼل اﻟﺤرب اﻷﻫﻠﯿﺔ اﻟﺴﯿراﻟﯿوﻨﯿﺔ ﺒﺸﺎﻋﺔ ﻨطﺎﻗﻬﺎ واﺴﺘﻬداﻓﻬﺎ ﻟﻠﺴﻛﺎن
اﻟﻤدﻨﯿﯿن ،ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﻟﺘﻤﯿزﻫﺎ ﺒﺎﻟﺨطورة واﻟوﺤﺸﯿﺔ ﻨﺘﯿﺠﺔ ﻟﺒﺘر اﻷﻋﻀﺎء وﺘﺸوﯿﻪ اﻷﺠﺴﺎد ،وﻛذﻟك اﻨﺘﺸﺎر
ﺠراﺌم اﻟﻘﺘل واﻻﻏﺘﺼﺎب واﻻﺴﺘﻌﺒﺎد اﻟﺠﻨﺴﻲ وﺤروب وﻨﻬب وﺘدﻤﯿر اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟﻤﻤﺘﻠﻛﺎت واﻟﺴﻛﻨﺎت اﻟﻤدﻨﯿﺔ
50أﻟف ﺸﺨص وﺘرﺤﯿل رﺒﻊ ﺴﻛﺎن ﺴﯿراﻟﯿون، اﻟﻤﺒﺎﻨﻲ اﻟﻌﺎﻤﺔ ،وﻫو ﻤﺎ ﻨﺠم ﻋﻨﻪ ﻤﻘﺘل ﻤﺎ ﯿزﯿد ﻋن
2
ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻫذا ﺸﻬد اﻟﻨزاع اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ وﻗﺎﻨون ﺴﯿراﻟﯿون.
ﺒﻌد ﺘواﺼل اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻘﺘﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون ﻓﯿﻤﺎ ﺒﻌد إﺒرام إﺘﻔﺎق ﻟوﻤﻲ ﻓﻲ 07ﺠوﯿﻠﯿﺔ 1999وﻗﯿﺎم
أﻋﻀﺎء اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﺜورﯿﺔ اﻟﻤﺘﺤدة ﺒﺎﺤﺘﺠﺎز ﺤﻔظﺔ اﻟﺴﻼم اﻟﺘﺎﺒﻌﯿن ﻟﻸﻤم اﻟﻤﺘﺤدة ﻓﯿﻤﺎي ،2000ﻗرر اﻟرﺌﯿس
" أﺤﻤد ﺘﯿﺠﺎن ﻛﺎﺒﺎﻩ "Ahmed Tejan Kabbahوﺘﺤت ﻀﻐط ﻤؤﺴﺴﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤدﻨﻲ ،ﻤراﺴﻠﺔ ﻫﯿﺌﺔ اﻷﻤم
اﻟﻤﺘﺤدة ﺒﺘﺎرﯿﺦ 12ﺠوان 2000وطﻠب ﻤن ﻤﺠﻠس اﻷﻤن ﻤﺴﺎﻋد دوﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﺴﺒﯿل إﻨﺸﺎء ﻤﺤﻛﻤﺔ دوﻟﯿﺔ
ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﻤﺤﺎﻛم اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ﻟﯿوﻏﺴﻼﻓﯿﺎ اﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ورواﻨدا ﺘﺨﺘص ﺒﻤﺘﺎﺒﻌﺔ وﻤﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﻤﺴؤوﻟﯿن ﻋن
اﻟﺠراﺌم اﻟﺨطﯿرة اﻟﺤﺎﺼﻠﺔ ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟك أﻋﻀﺎء اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﺜورﯿﺔ اﻟﻤﺘﺤدة وﺸرﻛﺎﺌﻬم ،وﻗد ﻛﺎن
3
ﻟﻸﻤم اﻟﻤﺘﺤدة دو ار ﺒﺎر از ﻓﻲ إﻨﺸﺎء اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون.
14أوت 2000ﺤﯿث أﺼدر ﻤﺠﻠس اﻷﻤن أﻋﻠﻨت اﻷﻤم اﻟﻤﺘﺤدة ﻗﺒوﻟﻬﺎ ﻟﻠطﻠب ﻟﺴﯿراﻟﯿون ﻓﻲ
اﻟدوﻟﻲ ﻗرار رﻗم ) ،(1315واﻟذي أﻋرب ﻓﯿﻪ ﻋن ﻗﻠﻘﻪ إزاء اﻟﺠراﺌم اﻟﺠﺴﯿﻤﺔ اﻟﻤرﺘﻛﺒﺔ ﻀد اﻟﺸﻌب
اﻟﺴﯿراﻟﯿوﻨﻲ وﻤوظﻔﻲ اﻷﻤم اﻟﻤﺘﺤدة.
ﺤﯿث ﻗﺎﻤت ﻫﯿﺌﺔ اﻷﻤم اﻟﻤﺘﺤدة ﺒﻬدف ﺤل اﻟﻨزاع ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون ﺒﺘﻌﯿﯿن ﻤﺒﻌوﺜﯿن أﻤﻤﯿن ﻟﻠﺘﻔﺎوض
ﻤن أﺠل ﻋﻘد اﺘﻔﺎﻗﯿﺎت ﺴﻼم ﺒﯿن اﻷطراف اﻟﻤﺘﻨﺎزﻋﺔ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻨﺸﺎء اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻷﻤﻤﯿﺔ " "UNOMSILﻓﻲ
ﺴﯿراﻟﯿون ﺒﻤوﺠب ﻗرار ﻤﺠﻠس اﻷم رﻗم 11781 :اﻟﺼﺎدر ﺒﺘﺎرﯿﺦ 13ﺠوان 1998ﻟﻔﺘرة أوﻟﯿﺔ ﻫﻲ ﺴﺘﺔ
أﺸﻬر وﺴﻤﻰ اﻷﻤﯿن اﻟﻌﺎم اﻟﺨﺎص إﯿﻛﯿﻠو ﻤﻤﺜﻼ ﺨﺎﺼﺎ ورﺌﯿﺴﺎ ﻟﻠﺒﻌﺜﺔ اﻟﺘﻲ ﺒذﻟت ﺠﻬودا ﻟﻨزع ﺴﻼح
اﻟﻤﻘﺎﺘﻠﯿن ٕواﻋﺎدة ﻫﯿﻛﻠﺔ ﻗوات اﻷﻤن ﻓﻲ اﻟﺒﻼد .وﻗﺎﻤت ﻓرق اﻟﺒﻌﺜﺔ ﻏﯿر اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺘﺤت ﺤﻤﺎﯿﺔ ﻗوات
" "ECOMOGﺒﺘوﺜﯿق ﺘﻘﺎرﯿر ﻋن اﻟﺠراﺌم اﻟﺠﺎرﯿﺔ ﻀد اﻟﻤدﻨﯿﯿن ،واﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﺠﺴﯿﻤﺔ ﻟﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن
1
وﻗﺎﻋد اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ.
وﻓﻲ ﺸﻬر أﻛﺘوﺒر ،1999أﻨﺸﺄ ﻤﺠﻠس اﻷﻤن اﻟدوﻟﻲ ﺒﻤوﺠب ﻗ اررﻩ ر ﻗم 1270 :اﻟﺼﺎدر ﻓﻲ 22
أﻛﺘوﺒر 1999ﺒﻌﺜﺔ أﺨرى ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون " "UNAMSILﻟﺘﺤل ﻤﺤل اﻷوﻟﻰ ،ﺒﻠﻎ ﻋدد أﻓﺎردﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺒداﯿﺔ
6000ﻋﺴﻛري ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟك 260ﻤراﻗب ﻋﺴﻛري ﻟﻤﺴﺎﻋدة اﻟﺤﻛوﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻔﯿذ أﺤﻛﺎم اﻻﺘﻔﺎﻗﯿﺔ ﻟوﻤﻲ
ﻟﻠﺴﻼم ،ﻤن ﺒﯿن اﻟﻤﻬﺎم اﻟﻤوﻛﻠﺔ إﻟﯿﻬﺎ اﻟﻤﺴﺎﻋدة ﻋﻠﻰ ﻨزع اﻟﺴﻼح ورﻓﻊ ﺤﺎﻟﺔ اﻟطوارئ.إﻻ أﻨﻪ ﻟم ﯿﺘم إﺤﺘرام
اﺘﻔﺎﻗﯿﺔ اﻟﺴﻼم ووﻗف اﻟﻨﺎر ﻟﯿﺴﺘﺄﻨف اﻟﻘﺘﺎل ﻤﺠددا ﺒﯿن اﻟﻘوات اﻟﺤﻛوﻤﯿﺔ واﻟﻤﺘﻤردﯿن.
4أﻛﺘوﺒر ﻤن ﻨﻔس اﻟﺴﻨﺔ ﺤول ﻗدم اﻷﻤﯿن اﻟﻌﺎم ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ﻤﺠﻠس اﻷﻤن ﺘﻘرﯿ ار ﻓﻲ
ﻤﻔﺎوﻀﺎﺘﻪ ﻤﻊ ﺤﻛوﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون وﻤﺸروع اﺘﻔﺎﻗﯿﺔ ﻤﻊ ﺴﯿراﻟﯿون ﻹﻨﺸﺎء ﻤﺢ اﻛم ﺨﺎﺼﺔ ،وﺒﺘﺎرﯿﺦ 16ﺠﺎﻨﻔﻲ
2002ﺘم ﺘوﻗﯿﻊ اﻻﺘﻔﺎﻗﯿﺔ ﺒﯿن اﻷﻤم اﻟﻤﺘﺤدة وﺤﻛوﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون ،ﺘم ﻓﯿﻪ ﺘﺤدﯿد ﻤﻘر اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﻓﻲ ﻤﺒﻨﻰ
18ﻤن ﻨﻔس اﻟﺸﻬر ﺘم اﻹﻋﻼن اﻟرﺴﻤﻲ ﻋن ﻨﻬﺎﯿﺔ اﻟﻨزاع ﺨﺎص ﺒﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺼﻤﺔ ﻓرﯿﺘﺎون.وﻓﻲ ﯿوم
2
اﻟﻤﺴﻠﺢ ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون ﺘﻼﻩ رﻓﻊ ﺤﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد ﻓﻲ ﯿوم 28ﻓﯿﻔري.
ﺘﻌﺘﺒر ﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻤن اﻟﻤﺤﺎﻛم اﻟﻤدوﻟﺔ ،أو ﻤﺎ ﯿطﻠق ﻋﻠﯿﻬﺎ اﻟﻤﺤﺎﻛم اﻟﻤﺨﺘﻠطﺔ أو
اﻟﻤدوﻟﺔﻫﻲ اﻟﻤﺤﺎﻛم اﻟﻤﻨﺸﺄة ﺒﻤوﺠب ﻤﻌﺎﻫدة دوﻟﯿﺔ ﺒﯿن ﻤﻨظﻤﺔ اﻷﻤم
ّ اﻟﻬﺠﯿﻨﺔ ،واﻟﻤﻘﺼود ﺒﺎﻟﻤﺤﺎﻛم اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ
اﻟﻤﺘﺤدة وﺤﻛوﻤﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ارﺘﻛﺒت ﻓﯿﻬﺎ اﻟﺠراﺌم اﻟدوﻟﯿﺔ وﺘﺘﻛون ﻤن ﻫﯿﺌﺎت ﻤﺸﺘرﻛﺔ )ﻤﺨﺘﻠطﺔ( ﻤن اﻟﻘﻀﺎة
اﻟﻤﺤﻠﯿﯿن واﻟدوﻟﯿﯿن وﯿﺘﻤﺘﻌون ﺒﺴﻠطﺔ ﻗﻀﺎﺌﯿﺔ داﺨل اﻟدوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺤﺼﻠت ﻓﯿﻬﺎ اﻨﺘﻬﺎﻛﺎت ﺨطﯿرة ﻟﺤﻘوق
1
،19ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻟﺤﺎج درﯿدي وﻓﺎء ،اﻟﻤﻼﻤﺢ اﻷﺴﺎﺴﯿﺔ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون اﻟﺨﺎﺼﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ اﻟﺤﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ اﻟﻌدد
ﻟﺨﻀر ،ﺒﺎﺘﻨﺔ ،2013 ،ص 6و .7
2
وفـ ـاء ،اﻟﻤرﺠﻊ اﻟﺴﺎﺒق ،ص .07
درﯿدي ـ ـ ـ
اﻹﻨﺴﺎن واﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ وﺒﻤوﺠب ﻫذﻩ اﻟﺴﻠطﺔ ﻟﻬم اﻟﺤق ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻤرﺘﻛﺒﻲ اﻟﺠراﺌم اﻟﺨطﯿرة
1
ﻤﺜل اﻹﺒﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﺠراﺌم ﻀد اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ وﺠراﺌم اﻟﺤرب.
أﻤﺎ ﻋن ﺴﺒب ﻟﺠوء دول ﻤﻌﯿﻨﺔ وﺒﻤﻌﺎوﻨﺔ اﻷﻤم اﻟﻤﺘﺤدة إﻟﻰ ﻫذااﻟﻨوع ﻤن اﻟﻤﺤﺎﻛم ﻤﻊ أن ﻫﻨﺎك
اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ اﻟداﺌﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻨظر ﻓﻲ اﻟﺠراﺌم اﻟدوﻟﯿﺔ ؟ واﻟرد اﻟﻤﻨطﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺴؤال ﻫو إن
ﻫذا اﻷﺠراء ﻗد طﺒق ﻟﺴﺒﺒﯿن:
.1إن اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ اﺨﺘﺼﺎﺼﻬﺎ ﻻ ﯿﻤﺘد إﻟﻰ اﻟﻤﺎﻀﻲ وﻻ ﯿﺴري ﺒﺄﺜر رﺠﻌﻲ ٕواﻨﻤﺎ ﻤن
ﺘﺎرﯿﺦ ﻨﻔﺎذ اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ وﻟو ﻟﺠﺄت ﻫذﻩ اﻟدول إﻟﻰ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ ﻓﻬذا ﯿﻌﻨﻲ ﻋدم ﺠواز ﻤﻘﺎﻀﺎة
ﻤرﺘﻛﺒﻲ ﻫذﻩ اﻟﺠراﺌم ،ﻟذﻟك ﻓﻌن طرﯿق ﻫذﻩ اﻟﻤﺤﺎﻛم ﯿﻤﻛن ﺘطﺒﯿق اﻷﺜر اﻟرﺠﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺠراﺌم ﻷﻨﻪ ﻛﻤﺎ
ﻤﻌروف اﻟﺠراﺌم اﻟدوﻟﯿﺔ ﻻ ﺘﺴﻘط ﺒﺎﻟﺘﻘﺎدم.
.2إﻤﺎ اﻟﺴﺒب اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﺄﻨﺔ ﯿﺘﻤﺜل ﻓﻲ اﻓﺘﻘﺎر ﻫذﻩ اﻟدول إﻟﻰ اﻟﻤوارد اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻼزﻤﺔ ﻹﻨﺸﺎء ﻫذﻩ
اﻟﻤﺤﺎﻛم وﺘﺤﻤل ﻨﻔﻘﺎﺘﻬﺎ اﻟﻀﺨﻤﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﺎن اﻷﻤم اﻟﻤﺘﺤدة ﺴﺘﺴﺎﻫم ﻓﻲ ﺠزء ﻤن ﻫذﻩ اﻟﻨﻔﻘﺎت ،ﻤﻤﺎ ﯿﻌﻨﻲ
2
ﺘﺨﻔﯿف ﺒﻌض اﻟﻌبء ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻛوﻤﺎت اﻟوطﻨﯿﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدول.
وﯿﻌﺘﺒر اﻟﻛﺜﯿر ﻤن ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻫذا اﻟﻨﻤط ﻤن اﻟﻤﺤﺎﻛم اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟﻤؤﻗﺘﺔ ﺠﯿﻼ
ﺜﺎﻟﺜﺎ ﻟﻠﻌداﻟﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ﻛوﻨﻪ ﯿﺠﻤﻊ ﺒن ﻓواﺌد اﻟﻤﺘﺎﺒﻌﺎت اﻟوطﻨﯿﺔ و ﻓواﺌد اﻟﻤﺸﺎرﻛﺎت اﻟدوﻟﯿﺔ ،وﯿﻘﺎم ﻓﻲ
اﻟﺒﻠد اﻟذي ﺜﺎر ﻓﯿﻪ اﻟﻨزاع اﻟﻤﺴﻠﺢ ،ﺤﯿث أﻗﯿﻤت ﻤﺤﺎﻛم ﻤدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻤﻨﺎطق ﻋدة ﻤن اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون،
ﺘﯿﻤور اﻟﺸرﻗﯿﺔ ،ﻛﻤﺒودﯿﺎ ،ﻛوﺴوﻓو ،اﻟﺒوﺴﻨﺔ و اﻟﻬرﺴك وﻟﺒﻨﺎن ،ﺤﺘﻰ ٕوان ﻛﺎﻨت ﻫذﻩ اﻟﻤﺤﺎﻛم ﺘﺸﺘرك ﻓﻲ
ﺒﻌض اﻟﺨﺼﺎﺌص إﻻ أن ﻟﻛل ﻤﻨﻬﺎ ﺨﺼوﺼﯿﺔ ﺘﻤﯿزﻫﺎ ﻋن اﻷﺨرى ،وﯿرﺠﻊ ﻫذا اﻻﺨﺘﻼف إﻟﻰ طﺒﯿﻌﺔ ﻛل
3
ﻨزاع وﺴﻠطﺔ ﻛل دوﻟﺔ أﺜﻨﺎء ﻤﻔﺎوﻀﺎت إﻨﺸﺎء اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ .
ﺤﯿث ﻓﻲ إطﺎر ﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون طﻠب اﻟرﺌﯿس " ﻛﺎباه " ﻤن م جﻟس اﻷﻤن ﯿﻘﯿم اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﻋﻠﻰ
أﺴﺎس اﻟﻔﺼل اﻟﺴﺎﺒﻊ ﻤن اﻟﻤﯿﺜﺎق اﻷﻤﻤﻲ ،وأن ﺘﻛون ﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺎﻟﻨظر ﻓﻲ ﻋدد ﻤﻌﯿن وﻤﺤدود ﻤن اﻷﻓراد
اﻟﻤﺴؤوﻟﯿن ﻋن ارﺘﻛﺎب اﻟﺠراﺌم اﻟﺤﺎﺼﻠﺔ ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون ،ﯿﻤﻛن أن ﯿﺒﻠﻎ ﻋددﻫم 12ﺸﺨﺼﺎ ،وأن ﺘﻤزج ﺘﻠك
اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﺒﯿن اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ واﻟﻘﺎﻨون اﻟوطﻨﻲ اﻟﺴﯿراﻟﯿوﻨﻲ واﻟﺸروع ﻓﻲ إﺼدار ﻗرار ﯿﺘم ﺒﻤوﺠﺒﻪ ﻤﺤﺎﻛﻤﺔ
أﻋﻀﺎء اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﺜورﯿﺔ اﻟﻤﺘﺤدة واﻟﻤﺘﻌﺎوﻨﯿن ﻤﻌﻬم ﻋن ﻤﺴؤوﻟﯿﺘﻬم ﻓﻲ ارﺘﻛﺎب اﻟﺠراﺌم اﻟﺨطﯿرة ﻀد ﺸﻌب
ﺴﯿراﻟﯿون ،وﻛذﻟك ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ اﻟﻤﺴؤوﻟﯿن ﻋن اﺨﺘطﺎف اﻟرﻫﺎﺌن ﻤن ﺒﯿن اﻷﻓراد اﻟﺘﺎﺒﻌﯿن ﻟﻘوات ﺒﻌﺜﺔ ﺤﻔظ
1
اﻟﺴﻼم ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون وﻤﻨطﻘﺔ ﻏرب إﻓرﯿﻘﯿﺎ.
وﺒرر " ﻛﺒﺎﻩ " طﻠﺒﻪ ﺒﺄن ﺴﯿراﻟﯿون ﻻ ﺘﻤﺘﻠك اﻟﻘدرة اﻟﻤﺎدﯿﺔ واﻟﺨﺒرة واﻟدراﯿﺔ اﻟﻔﻨﯿﺔ اﻟﻼزﻤﺔ ﻹﻨﺸﺎء ﻤﺜل
ﺘﻠك اﻟﻤﺤﺎﻛم ﻤﻀﯿﻔﺎ إﻟﻰ ذﻟك وﺠود اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟﺜﻐرات ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺠﻨﺎﺌﻲ اﻟﺴﯿراﻟﯿوﻨﻲ ﺒﻬذا اﻟﺸﺄن ،ﺨﺎﺼﺔ
وأن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺠﻨﺎﺌﻲ اﻟﺴﯿراﻟﯿوﻨﻲ ﻻ ﯿﺘﻀﻤن أﯿﺔ ﻨﺼوص ﺘﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ ارﺘﻛﺎب ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻟﺠراﺌم ،وﻓﻲ أوت
،2000أﺼدر ﻤﺠﻠس اﻷﻤن ﻗ اررﻩ رﻗم ،1315و اﻟذي ﺨول ﻓﯿﻪ اﻷﻤﯿن اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻤم اﻟﻤﺘﺤدة اﻟﺘﻔﺎوض ﻤﻊ
16ﺠﺎﻨﻲ 2002ﺘم اﻟﺤﻛوﻤﺔ اﻟﺴﯿراﻟﯿوﻨﯿﺔ ،ﺒﺸﺎن ﺘوﻗﯿﻊ اﺘﻔﺎق ﻹﻨﺸﺎء اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون ،وﻓﻲ
اﻟﺘوﻗﯿﻊ ﻋﻠﻰ اﻻﺘﻔﺎق اﻟﻤﻨﺸﺊ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون ﺒﯿن ﻛل ﻤن اﻷﻤم اﻟﻤﺘﺤدة و اﻟﺤﻛوﻤﺔ
2
اﻟﺴﯿراﻟﯿوﻨﯿﺔ.
ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺸﻛﯿل اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ورد ﻓﻲ ﻨص اﻟﻤﺎدة 11ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺴﯿراﻟﯿون
أﻨﻬﺎ ﺘﺘﻛون ﻤن ﺜﻼث ﻫﯿﺌﺎت وﻫﻲ اﻟدواﺌر ،وﺘﺘﺄﻟف ﻤن داﺌرﺘﻲ ﻤﺤﺎﻛﻤﺔ وداﺌرة اﺴﺘﺌﻨﺎف ،ﻤﻛﺘب الﻤدﻋﻲ
الﻋﺎم ،ﻗﻠم اﻟﻤﻛﺘﺒﺔ ،وﻓﯿﻤﺎ ﯿﻠﻲ ﺘﻔﺼﯿل ذﻟك
" أن أوﻻ :الـــــــــــــــدواﺌر:ﻨﺼت اﻟﻤﺎدة 12ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﯿﻠﻲ
اﻟدواﺌر ﺘﺘﻛون ﻤن ﻋدد ﻻ ﯿﻘل ﻋن ﺜﻤﺎﻨﯿﺔ ﻗﻀﺎة و ﻻ ﯿزﯿد ﻋن أﺤد ﻋﺸر ﻗﺎﻀﯿﺎ ﻤﺴﺘﻘﻼ ﯿﻌﻤﻠون ﻋﻠﻰ
اﻟﻨﺤو اﻟﺘﺎﻟﻲ:
ﯿﻌﻤل ﺜﻼﺜﺔ ﻗﻀﺎة ﻓﻲ ﻛل داﺌرة ﻤن داﺌرﺘﻲ اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ،ﺘﻌﯿن أﺤدﻫم ﺤﻛوﻤﺔ )أ(
ﺴﯿراﻟﯿون ،وﯿﻌﯿن اﻷﻤﯿن اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻤم اﻟﻤﺘﺤدة ﻗﺎﻀﯿﯿن
وﯿﻌﻤل ﺨﻤﺴﺔ ﻗﻀﺎة ﻓﻲ داﺌرة اﻻﺴﺘﺌﻨﺎف ،ﺘﻌﯿن ﺤﻛوﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون ﻗﺎﻀﯿﯿن ، ب(
)
وﯿﻌﯿن اﻷﻤﯿن اﻟﻌﺎم ﺜﻼﺜﺔ ﻗﻀﺎة.
1
ﺘرﯿﻛﻲ ﺸرﯿﻔﺔ ،إﻓرﯿﻘﯿﺎ و اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ،أطروﺤﺔ ﻟﻨﯿل ﺸﻬﺎدة اﻟدﻛﺘوراﻩ ، ،ﻓرع اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم و اﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻟدوﻟﯿﺔ ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘوق ،ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻟﺠزاﺌر ، 1اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻤﻌﯿﺔ ،2018 /2017ص .97
2
د /ﺴﻤﯿر ﻤﺤﻤد ﺤﺴﯿن أﺒو اﻟﺴﻌود ،اﻟﻤرﺠﻊ اﻟﺴﺎﺒق ،ص 03
3ـ ﯿﺨﺘﺎر ﻛل ﻤن ﻗﻀﺎة داﺌرة اﻻﺴﺘﺌﻨﺎف و ﻗﻀﺎة دواﺌر اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘواﻟﻲ ﻗﺎﻀﯿﺎ ﻟرﺌﺎﺴﺔ
اﻟﺠﻠﺴﺎت ﯿﻘوم ﺒﺘﻨظﯿم ﺴﯿر اﻟدﻋﺎوي ﻓﻲ اﻟداﺌرة اﻟﺘﻲ اﺨﺘﯿر ﻓﯿﻬﺎ ,وﯿﻛون رﺌﯿس اﻟداﺌرة اﻻﺴﺘﺌﻨﺎف ﻫو
1
رﺌﯿس اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ" ...
ﻨصت اﻟﻤﺎدة 3/15ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون ،ﻋﻠﻰ أن اﻟﻤدﻋﻲ اﻟﻌﺎم
ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ ﯿﺘم ﺘﻌﯿﯿﻨﻪ ﻤن طرف اﻷﻤﯿن اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻤم اﻟﻤﺘﺤدة ﻟﻤدة 3ﺴﻨوات وﯿﺠوز أن ﯿﻌﺎد ﺘﻌﯿﯿﻨﻪ ،وﯿﻨﺒﻐﻲ
أن ﯿﺘﻤﺘﻊ اﻟﻤدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺒﺎﻟﺨﻠق اﻟرﻓﯿﻊ وأن ﯿﺘوﻓر ﻋﻠﻰ أﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى ﻤن اﻟﻛﻔﺎءة اﻟﻤﻬﻨﯿﺔ وأن ﯿﺘﻤﺘﻊ ﺒﺨﺒرة
واﺴﻌﺔ ﻓﻲ إﺠراء اﻟﺘﺤﻘﯿﻘﺎت واﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺎت اﻟﻘﻀﺎﺌﯿﺔ وﯿﺴﺎﻋد اﻟﻤدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻨﺎﺌب ﻟﻪ ﯿﻛون ﺴﯿراﻟﯿوﻨﻲ.وﯿﻌﻤل
اﻟﻤدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺒﺸﻛل ﻤﻨﻔﺼل ﻋن أﺠﻬزة اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ،وﻻ ﯿﺠوز أن ﯿطﻠب أو أن ﯿﺘﻠﻘﻰ ﺘﻌﻠﯿﻤﺎت ﻤن
2
أﯿﺔ ﺤﻛوﻤﺔ أو ﻤن أي ﻤﺼدر آﺨر.
أﻤﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯿﺘﻌﻠق ﺒﺎﻟﻌﺎﻤﻠﯿن ﻓﻲ ﻤﻛﺘب اﻟﻤدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻤن ﻤﺤﻘﻘﯿن وﻤوظﻔﯿن إدارﯿﯿن وﻏﯿرﻫم وﺨﺎﺼﺔ
اﻟﻤﺤﻘﻘﯿن ﯿﺸﺘرط ﻓﯿﻬم أﯿﻀﺎ اﻟﺨﺒرة واﻟﻛﻔﺎءة ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ اﻟﺠراﺌم اﻟﺠﻨﺴﯿﺔ واﻟﺠراﺌم اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ
ﺒﺎﻟﺠﻨود اﻷطﻔﺎل واﻷﺤداث وذﻟك ﺤﺘﻰ ﯿﺘﻤﻛن اﻟﻤﺤﻘﻘﯿن ﻤن اﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ طﺒﯿﻌﺔ اﻟﺠراﺌم اﻟﻤرﺘﻛب ﻓﻲ
ﺴﯿراﻟﯿون أﺜﻨﺎء اﻟﺤرب اﻷﻫﻠﯿﺔ ﻟﻤﺎ ﯿﺘرﺘب ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻤن ﺤﺴﺎﺴﯿﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﯿﺘﻌﻠق ﺒﺎﻟﺠراﺌم اﻟﺠﻨﺴﯿﺔ اﻟﻤرﺘﻛﺒﺔ ﺒﺤق
اﻟﻔﺘﯿﺎت واﻷطﻔﺎل ﻤن ﻀﺤﺎﯿﺎ اﻻﻏﺘﺼﺎب واﻻﺨﺘطﺎف واﻻﺴﺘرﻗﺎق واﻻﺴﺘﺒﻌﺎد وﻛﺎﻓﺔ أﺸﻛﺎل اﻻﻋﺘداء
اﻟﺠﻨﺴﻲ.
ﻨصت اﻟﻤﺎدة 16ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون أن ﻗﻠم اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﻫو اﻟﺠﻬﺎز
اﻟﻤﺴؤول ﻋن ﻛل ﻤﺎ ﯿﺘﻌﻠق ﺒﺎﻟﻨواﺤﻲ اﻹدارﯿﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ،واﻷم ين اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻤم اﻟﻤﺘﺤدة ﻫو اﻟﻤﺴؤول
ﻋن ﺘﻌﯿﯿن رﺌﯿس ﻗﻠم اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﺒﺸرط أن ﯿﻛون أﺨذ اﻟﻤوظﻔﯿن اﻟﻌﺎﻤﻠﯿن ﺒﺎﻷﻤم اﻟﻤﺘﺤدة وﺒﻌد اﻟﺘﺸﺎور ﻤﻊ
اﻟﺤﻛوﻤﺔ اﻟﺴﯿراﻟﯿوﻨﯿﺔ وﻤواﻓﻘﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﯿﯿﻨﻪ ،وﯿﺘم ﺘﻌﯿﯿن رﺌﯿس ﻗﻠم اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﻟﻤدة 3ﺴﻨوات ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﺠدﯿد،
ﻛﻤﺎ ﻨص اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون ﻋﻠﻰ إﻨﺸﺎء وﺤدة ﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻘﻠم اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﺘﺨﺘص
1
أﻨظر اﻟﻤﺎدة 12ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴـ ـ ـ ــﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون.
2أﻨظر اﻟﻤﺎدة 15ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴـ ــﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون.
3أﻨظر اﻟﻤﺎدة 15ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴ ـ ــﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون
ﺒﺤﻤﺎﯿﺔ اﻟﺸﻬود واﻟﻀﺤﺎﯿﺎ وﺘﻘدﯿم اﻟﻌون واﻟﻤﺴﺎﻋدة ﻟﻬم وﻫﻲ ﻻ ﺘﻌد ﺒدﻋﺔ ﺠدﯿدة ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻛم اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ
اﻟدوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒل ﻫﻲ ﻀرورة ﺘﺤﺘﻤﻬﺎ طﺒﯿﻌﺔ ذﻟك اﻟﻤﺤﺎﻛم ﻟدرء أي ﺨط ار ﯿﻤﻛن أن ﯿﺘﻌرض ﻟﻪ اﻟﺸﻬود
1
ﺒﻌد إدﻻﺌﻬم ﺒﺸﻬﺎدﺘﻬم.
اﻟﻤﺒﺤث اﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ال ﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ل ﺴﯿراﻟﯿون ﻓﻲ ﺘﺤﻘﯿق اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ
ﺴﯿراﻟﯿون.
إن آﻟﯿﺎت اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻀرورﯿﺔ ﻟﺘﺤدﯿد ﻤﺴؤوﻟﯿﺔ اﻟﺠﻨﺎة و ﺘﻌوﯿض اﻟﻀﺤﺎﯿﺎ ﻟﺘﺤﻘﯿق اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ
ٕواﻋﺎدة ﺘﻤﺎﺴك اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﻗد ﯿﺤﺘﺎج اﻟوﺼول ﻟﻬذا اﻟﻬدف إﻟﻰ ﻋداﻟﺔ ﻤﺘﻌددة اﻷﺒﻌﺎد :ﻗﻀﺎﺌﯿﺔ ﻤن ﺠﻬﺔ،
ﺘرﻤﻲ إﻟﻰ ﺘطﺒﯿق اﻟﻘﺎﻨون و ﺘﺤﻘﯿق ﺴﯿﺎدﺘﻪ ،وﺘﺼﺤﯿﺤﯿﺔ ﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى ،ﺘﻌﺎﻟﺞ اﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﺠﺴﯿﻤﺔ وﺘرﻤم
ﺠراح اﻟﻤﺎﻀﻲ ،و ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺼدد ،ﺘﻌﺘﺒر اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون أﺤد أﻫم آﻟﯿﺎت اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ اﻟﺘﻲ
ﺘﺴﻌﻰ إﻟﻰ إﻋﺎدة اﺴﺘﺘﺒﺎب اﻟﺜﻘﺔ و اﻷﻤن و إﻋﺎدة ﺒﻨﺎء ﻤؤﺴﺴﺎت اﻟدوﻟﺔ.
ﻟذا ﺴﻨﺤﺎول ﻤن ﺨﻼل أﺤﻛﺎم اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون إﺒراز ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻫذﻩ
اﻟﻤؤﺴﺴﺔ اﻟﻘﻀﺎﺌﯿﺔ ﻓﻲ ﺘﻛرﯿس اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﺒﻌد اﻟﺤرب اﻷﻫﻠﯿﺔ اﻟﺴﯿراﻟﯿوﻨﯿﺔ ﻤن ﺨﻼل اﻟﻤطﻠﺒﯿن
اﻟﺘﺎﻟﯿﯿن.
اﻟﻤطﻠب اﻷول:ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون ﻓﻲ ﺘﻛرﯿس اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻋﺒر اﻟﻤﺴﺎءﻟﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ
ﺘﻌد اﻟﻤﺴﺎءﻟﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟرﻛﯿزة اﻷﺴﺎﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻘوم ﻋﻠﯿﻬﺎ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ،وﯿﻘﺼد ﺒﻬﺎ إﻨزال
اﻟﻌﻘﺎب ﻓﻲ ﺤق اﻷﺸﺨﺎص اﻟذﯿن ارﺘﻛﺒوا ﺨﻼل ﻓﺘرات اﻟﺼراع ﺠراﺌم ﺒﺸﻌﺔ ﻓﻲ ﺤق اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ ﻤﺨﺎﻟﻔﯿن ﻓﻲ
ذﻟك ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ ﻟﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن و اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ و اﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ،ﻛﻤﺎ أﻨﻬﺎ ﺘﻌد آﻟﯿﺔ ﺘﺴﺎﻫم
ﻓﻲ ﺘﺤدﯿد اﻟﻤﺴؤوﻟﯿﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ ﻤﺒﺎﺸرة وﺘﻘرﯿر ﺘﻌوﯿض ﻤﻨﺎﺴب ﻟﻀﺤﺎﯿﺎ اﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﻌﺎرﻀﺔ ﻟﺤﻘوق
2
اﻻﻨﺴﺎن.
وﻟﻘد أﻛدت ﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون ﻫذا اﻟﺘوﺠﻪ ﻋﻨدﻤﺎ ﻨﺼت ﻓﻲ ﻤﺎدﺘﻬﺎ اﻟراﺒﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﺨﺘﺼﺎﺼﻬﺎ ﺒﺎﻟﻨظر
ﻓﻲ اﻟﺠراﺌم واﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﺘﻲ ﺘﻤس اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ وﻗﺎﻨون اﻟﺤرﺒﻛﻤﺎ ﺘﺨﺘص ﺒﺎﻟﻨظر ﻓﻲ اﻨﺘﻬﺎﻛﺎت
اﺘﻔﺎﻗﯿﺔ ﺠﻨﯿف اﻷرﺒﻊ ﻟﻌﺎم .1949زﯿﺎدة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺘﺨﺘص ﺒﺎﻟﺠراﺌم اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺨرق ﻗﺎﻨون ﺴﯿراﻟﯿون ﺨﺎﺼﺔ
اﻟﻤﺎدة 05ﻤﻨﻪ واﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻷطﻔﺎل اﻟﻘﺼر وﺘﺨرﯿب اﻟﻤﻤﺘﻠﻛﺎت ﻤﻤﺎ ﯿﺠﻌل اﻟﻘﺎﻨون اﻟوطﻨﻲ
ﻟﺴﯿراﻟﯿون ﻫو اﻟﻘﺎﻨون اﻟواﺠب اﻟﺘطﺒﯿﻘﻲ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻟﺤﺎﻻت
وﻤن ﺨﻼل دراﺴﺘﻨﺎ لﻟﻤواد 5-1ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون ﯿﻤﻛن ﺘﻠﺨﯿص
أﻫم اﺨﺘﺼﺎﺼﺎﺘﻬﺎ اﻟﻤوﻀوﻋﯿﺔ ﻓﻲ ﺜﻼث ﻨﻘﺎط اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ :اﻟﺠراﺌم اﻟﻤرﺘﺒﻛﺔ ﻓﻲ ﺤق اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ ،اﻨﺘﻬﺎك اﻟﻤﺎدة
1
أﻨظر اﻟﻤﺎدة16ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴ ـ ــﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون
2
د /ﯿوﺒﻲ ﻋﺒد اﻟﻘﺎدر ،ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ ﻓﻲ ﺘﻛرﯿس اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ اﻟﻘﺎﻨون ،اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ و اﻟﺴﻠطﺔ ،ﻛﻠﯿﺔ
اﻟﺤﻘوق ،ﺠﺎﻤﻌﺔ وﻫران ،اﻟﻌدد ، 02اﻟﺴﻨﺔ ،2013ص .83
،1949اﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت اﻷﺨرى ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ وأﺨﯿ ار 03اﻟﻤﺸﺘرﻛﺔ ﻤن اﺘﻔﺎﻗﯿﺎت ﺠﻨﯿف اﻷرﺒﻌﺔ
اﻟﺠراﺌم اﻟﻤرﺘﻛﺒﺔ ﻀد ﻗﺎﻨون ﺴﯿراﻟﯿون ،واﻟﺘﻲ ﺴﯿﺘم اﻟﺘﻌرض ﻟﻬﺎ ﻤن ﺨﻼل دراﺴﺔ ﻤﺴﺄﻟﺔ اﻻﺨﺘﺼﺎص ﻓﻲ
إطﺎر ﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون ﻤن ﺨﻼل اﻟﻔروع اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ:
ﺤدد اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون اﻟﺠراﺌم اﻟﺘﻲ ﺘدﺨل ﻓﻲ اﺨﺘﺼﺎص اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ و
اﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻤﺎﯿﻠﻲ:
ﻟﻘد ﻨصت اﻟﻤﺎدة 2ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون ﻋﻠﻰ اﺨﺘﺼﺎص اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ
ﺒﺸﺄن اﻟﺠراﺌم اﻟﻤرﺘﻛﺒﺔ ﻓﻲ ﺤق اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ وﺘﻛون ﻟﻬﺎ ﺴﻠطﺔ ﻤﺤﺎﻛﻤﺔ اﻷﺸﺨﺎص اﻟذﯿن ارﺘﻛﺒوا اﻟﺠراﺌم
اﻟﺘﺎﻟﻲـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ة"إذا ارﺘﻛﺒت ﻛﺠزء ﻤن ﻫﺠوم واﺴﻊ أو ﻤﻨﻬﺠﻲ:
ــ
اﻟﻘتـ ـل،
)أ( ـ ـ ـ
)ب( اﻹﺒﺎدة،
)ج( اﻻﺴﺘرﻗﺎق،
)د( اﻹﺒﻌﺎد،
)ه( اﻟﺴﺠن،
)و( اﻟﺘﻌذﯿب،اﻻﻏﺘﺼﺎب و اﻻﺴﺘرﻗﺎق اﻟﺠﻨﺴﻲ ،و اﻹﻛراﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻐﺎء ،واﻟﺤﻤل اﻟﻘﺴري ،وأي ﺸﻛل
آﺨر ﻤن أﺸﻛﺎل اﻟﻌﻨف اﻟﺠﻨﺴﻲ،
1
ﺴﯿﺎﺴﻲ أو ﻋرﻗﯿﺔ أودﯿﻨﯿﺔ) ،ط( ﺴﺎﺌر اﻷﻓﻌﺎل ﻏﯿر اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ".
ة )ح(اﻻﻀطﻬﺎد ﻷﺴﺒﺎب
ﺜﺎﻨﯿﺎ:اﻨﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﻤﺎدة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﻟﻤﺸﺘرﻛﺔ ﺒﯿن اﺘﻔﺎﻗﯿﺎت ﺠﻨﯿف 1949واﻟﺒروﺘوﻛول اﻹﻀﺎﻓﻲ اﻟﺜﺎﻨﻲ
:1977
ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﺴﻠطﺔ ﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻨﺼت اﻟﻤﺎدة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﻋﻠﻰ أﻨﻪ "
03اﻟﻤﺸﺘرﻛﺔ ﺒﯿن اﺘﻔﺎﻗﯿﺎت ﺠﻨﯿف اﻷﺸﺨﺎص اﻟذﯿن ارﺘﻛﺒوا أو أم روا ﺒﺎرﺘﻛﺎب اﻨﺘﻬﺎﻛﺎت ﺠﺴﯿﻤﺔ ﻟﻠﻤﺎدة
اﻟﻤﺒرﻤﺔ ﻓﻲ 12أوت 1949ﻟﺤﻤﺎﯿﺔ ﻀﺤﺎﯿﺎ اﻟﺤرب واﻨﺘﻬﺎﻛﺎت ﺒروﺘوﻛوﻟﻬﺎ اﻹﻀﺎﻓﻲ اﻟﺜﺎﻨﻲ اﻟﻤﺒرم ﻓﻲ 08
ﯿوﻨﯿو 1977وﺘﺸﻤل ﻫذﻩ اﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت ﻤﺎ ﯿﻠﻲ:
اﺴﺘﺨدام اﻟﻌﻨف ﻟﺘﻬدﯿد ﺤﯿﺎة اﻷﺸﺨﺎص أو ﺼﺤﺘﻬم أو ﺴﻼﻤﺘﻬم اﻟﺒدﻨﯿﺔ أو )أ(
اﻟﻌﻘﻠﯿﺔ ،وﺨﺎﺼﺔ اﻟﻘﺘل أو اﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ اﻟﻘﺎﺴﯿﺔ ﻤﺜل اﻟﺘﻌذﯿب أو اﻟﺘﺸوﯿﻪ أو أي ﺸﻛل آﺨر ﻤن أﺸﻛﺎل
اﻟﻌﻘوﺒﺔ اﻟﺠﺴدﯿﺔ.
اﻟﻌﻘوﺒﺎت اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ) ،ج( أﺨذ اﻟرﻫﺎﺌن؛ )د( أﻋﻤﺎل اﻹرﻫﺎب؛ )ه( اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ ب(
)
اﻟﻛراﻤﺔ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ؛ وﻻﺴﯿﻤﺎ اﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ اﻟﻤذﻟﺔ أو اﻟﻤﻬﯿﻨﺔ أو اﻻﻏﺘﺼﺎب؛ أو اﻹﻛراﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻐﺎء أو
أي ﺸﻛل ﻤن أﺸﻛﺎل ﻫﺘك اﻟﻌرض) ،و( اﻟﺴﻠب واﻟﻨﻬب؛ )ز( إﺼدار اﻷﺤﻛﺎم وﺘﻨﻔﯿذ اﻻﻋدام دون
ﺤﻛم ﻗﻀﺎﺌﻲ ﺴﺎﺒق ﺼﺎدر ﻋن ﻤﺤﻛﻤﺔ ﻤﺸﻛﻠﺔ ﺤﺴب اﻷﺼول ﺘﻛﻔل ﺠﻤﯿﻊ اﻟﻀﻤﺎﻨﺎت اﻟﻘﻀﺎﺌﯿﺔ
اﻟﺘﻬدﯿد ﺒﺎرﺘﻛﺎب أي ﻤن اﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘرف ﺒﻬﺎ اﻟﺸﻌوب اﻟﻤﺘﺤﻀرة ﺒوﺼﻔﻬﺎ ﻀﻤﺎﻨﺎت أﺴﺎﺴﯿﺔ )ح(
1
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر".
02و 03ﻨص اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺠراﺌم اﻟﻤذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻤﺎدﺘﯿن
اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون ﻓﻲ ﻤﺎدﺘﻪ 4ﻋﻠﻰ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﺴﻠطﺔ ﻤﺤﺎﻛﻤﺔ اﻷﺸﺨﺎص اﻟذﯿن ارﺘﻛﺒو اﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت
اﻟﺠﺴﯿﻤﺔ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ اﻟدوﻟﻲ:
ﺘوﺠﯿﻪ اﻟﻬﺠﻤﺎت ﻋﻤدا ﻀد اﻟﺴﻛﺎن اﻟﻤدﻨﯿن ﺒﺼﻔﺘﻬم ﻫذﻩ أو ﻀد أﻓراد ﻤدﻨﯿن ﻏﯿر )أ(
ﻤﺸﺘرﻛﯿن ﺒﺼورة ﻤﺒﺎﺸرة ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻌداﺌﯿﺔ،
ﺘوﺠﯿﻪ اﻟﻬﺠﻤﺎت ﻋﻤدا ﻀد اﻟﻤوظﻔﯿن أو اﻟﻤﻨﺸﺌﺎت أو اﻟﻤواد ،أو اﻟوﺤدات أو ب(
)
اﻟﻤرﻛﺒﺎت اﻟﻤﺸﺘرﻛﺔ ﻓﻲ ﺘﻘدﯿم اﻟﻤﺴﺎﻋدة اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ أو ﻓﻲ ﻤﻬﻤﺔ ﺤﻔظ اﻟﺴﻼم وﻓﻘﺎ ﻟﻤﯿﺜﺎق اﻷﻤم
اﻟﻤﺘﺤدة ،ﻤﺎداﻤت ﺘﺤق ﻟﻬم اﻟﺤﻤﺎﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻤﻨﺢ ﻟﻠﻤدﻨﯿن أو ﻟﻸﻫداف اﻟﻤدﻨﯿﺔ ﺒﻤوﺠب اﻟﻘﺎﻨون
ﻟﻠﺼراع اﻟﻤﺴﻠﺢ،
ﺘﺠﻨﯿد أو ﺘﺴﺨﯿر اﻷطﻔﺎل دون اﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻋﺸرة ﻤن اﻟﻌﻤر ﻓﻲ اﻟﻘوات أو ج(
)
2
اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ أو اﺴﺘﺨداﻤﻬم ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻌداﺌﯿﺔ ".
وﯿﻌود ﺴﺒب اﺨﺘﺼﺎص اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺴﯿراﻟﯿون ﺒﻤﺜل ﻫذﻩ اﻟﻘﻀﺎﯿﺎ إﻟﻰ ﺨطورة ﺘﻠك اﻷﻓﻌﺎل
اﻟﺘﻲ ﺘﻤس ﺤﻘوق أﻫم ﺸرﯿﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻫﻲ اﻷطﻔﺎل ،ﻤﺨﺎﻟﻔﯿن ﺒذﻟك ﻛل اﻻﺘﻔﺎﻗﯿﺎت واﻟﻤواﺜﯿق اﻟدوﻟﯿﺔ
ﺨﺎﺼﺔ اﺘﻔﺎﻗﯿﺔ ﺤﻘوق اﻟطﻔل ﻟﻌﺎم 1989م.
أﻨﻪ " ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﺴﻠطﺔ ﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻨﺼت اﻟﻤﺎدة 05ﻤن ﻨظﺎم ﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون ﻋﻠﻰ
اﻷﺸﺨﺎص اﻟذﯿن ارﺘﻛﺒوا اﻟﺠراﺌم اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ ﺤﺴب ﻗﺎﻨون ﺴﯿراﻟﯿون:
)أ( اﻟﺠراﺌم اﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺈﺴﺎءة ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ اﻟﻔﺘﯿﺎت ﺒﻤوﺠب ﻗﺎﻨون ﻤﻨﻊ اﻟﻘﺴوة ﻀد اﻷطﻔﺎل
ﻟﻌﺎم 1929
إﺴﺎءة ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ اﻟﻔﺘﯿﺎت اﻟﻼﺘﻲ ﺘﺘراوح أﻋﻤﺎرﻫن ﺒﯿن 13و 14ﺴﻨﺔ .2
اﺨﺘطﺎف أي ﻓﺘﺎة ﻷﻏراض ﻏﯿر أﺨﻼﻗﯿﺔ ﺒﻤﺎ ﯿﺘﻌﺎرض ﻤﻊ اﻟﺒﻨد 12 .3
اﻟﺠراﺌم اﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺈﺘﻼف اﻟﻌﻤد ﻟﻠﻤﻤﺘﻠﻛﺎت ﺒﻤوﺠب ﻗﺎﻨون اﻹﻀرار اﻟﻌﻤد ب(
)
ﻟﻌﺎم 1861
إﻀرام اﻟﻨﺎر ﻓﻲ اﻟدور – اﻟﻤﻨﺎزل وﺒﺄي ﺸﺨص ﺒداﺨﻠﻬﺎ ﺒﻤﺎ ﯿﺘﻌﺎرض ﻤﻊ .1
اﻟﺒﻨد ،2
إﻀرام اﻟﻨﺎر ﻓﻲ ﻤﺒﺎن ﻋﺎﻤﺔ ﺒﻤﺎ ﯿﺘﻌﺎرض ﻤﻊ اﻟﺒﻨدﯿن 5و 6 .2
1
ﻤﺒﺎن أﺨرى ﺒﻤﺎ ﯿﺘﻌﺎرض ﻤﻊ اﻟﺒﻨد ."6 .3
ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون اﺨﺘﺼﺎص ﻋﻠﻰ اﻷﺸﺨﺎص اﻟطﺒﯿﻌﯿﯿن ﺒﻤوﺠب أﺤﻛﺎم اﻟﻨظﺎم
اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﻤﻨﺸﺄ ﺒﻤوﺠب اﻻﺘﻔﺎﻗﯿﺔالدوﻟﯿﺔ ﺒﯿن اﻷﻤم اﻟﻤﺘﺤدة وﺤﻛوﻤﺔ دوﻟﺔ ﺴﯿراﻟﯿون ﺘﻨﻔﯿذ ﻟﻠﻘرار
1315اﻟذي ﯿوﺼﻲ أن اﻻﺨﺘﺼﺎص اﻟﺸﺨص ﻟﯿﺸﻤل اﻷﺸﺨﺎص اﻟذﯿن ﯿﺤﻤﻠون اﻟﻘﺴط اﻷﻛﺒر ﻤن
اﻟﻤﺴؤوﻟﯿﺔ ﻋن ارﺘﻛﺎب اﻟﺠراﺌم .
وﻟﻘد ﻨﺼت اﻟﻤﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﺴﯿراﻟﯿون ﻋﻠﻰ اﺨﺘﺼﺎﺼﻬﺎ
اﻟﺸﺨﺼﻲ وأوﻀﺤت ﺒﺄﻨﻪ ﯿﻘﺘﺼر ﻋﻠﻰ ﻤﺤﺎﻛﻤﺔ اﻷﺸﺨﺎص اﻟطﺒﯿﻌﯿﯿن اﻟذﯿن ﯿﺤﻤﻠون اﻟﻘﺴط اﻷﻛﺒر ﻤن
اﻟﻤﺴؤوﻟﯿﺔ ﻋﻠﻰ ارﺘﻛﺎب اﻟﺠراﺌم اﻟﺨطﯿرة اﻟداﺨﻠﺔ ﻓﻲ وﻻﯿﺘﻬﺎ ،وﯿﺒدو أن ﺴﻠطﺔ ﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون ﻓﻲ اﻟﻤﺘﺎﺒﻌﺔ
واﻹﺨطﺎر ﻫﻲ ﺴﻠطﺔ ﻤطﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻤن ﻨظﺎم روﻤﺎ اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1998
13أن ﯿﻘوم ﺒﺈﺨطﺎر اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ٕواﺤﺎﻟﺔ أي ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻬدد اﻟﺴﻠم اﻟذي ﯿﺘﯿﺢ ﻟﻤﺠﻠس اﻷﻤن اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة
واﻷﻤن اﻟدوﻟﯿﯿن ﻤﺘﺼرﻓﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺒﻤوﺠب اﻟﻔﺼل اﻟﺴﺎﺒﻊ ﻤن اﻟﻤﯿﺜﺎق وذﻟك ﺒﺈﺒﻼغ اﻟﻤدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺒﺄن ﻫﻨﺎك
ﺠرﯿﻤﺔ ﺘﻌﺘﺒر اﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻤن دواﻋﻲ ﺤﻔظ اﻟﺴﻠم واﻷﻤن اﻟدوﻟﯿﯿن .
وﻟﻘد ﺘﻤت اﻹﺸﺎرة ﻓﻲ اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﺒﺄن اﻟﻤﻨﺼب اﻟرﺴﻤﻲ ﻟﻠﻤﺘﻬم ﺴواء ﻛﺎن رﺌﯿﺴﺎ ﻟدوﻟﺔ أو
1
ﺤﻛوﻤﺔ أو ﻤﺴؤوﻻ ﺤﻛوﻤﯿﺎ ﻻ ﯿﻌﻔﯿﻪ ﻤن اﻟﻤﺴؤوﻟﯿﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ أو ﯿﺤﻘق ﻟﻪ ﻤن اﻟﻌﻘوﺒﺔ.
ﻗﺴم اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺴﯿراﻟﯿون ﻓﻲ اﺨﺘﺼﺎﺼﻬﺎ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﺒﯿن ﻓﺌﺘﯿن ﻤن
اﻷﺸﺨﺎص اﻟذﯿن ﯿﺨﻀﻌون ﻟﻬﺎ واﻟذﯿن ﺘم ﻤﻼﺤﻘﺘﻬم ﺒﺴﺒب اﻟﺠراﺌم اﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﺘﻲ ﯿﺘﺴﺒﺒون ﻓﯿﻬﺎ ﻓﺎﻟﻔﺌﺔ
اﻷوﻟﻰ ﺘﺘﻌﻠق ﺒﺎﻷﻓراد اﻟﺒﺎﻟﻐﯿن ﻤن اﻟﻌﻤر 15إﻟﻰ 18ﺴﻨﺔ ،أﻤﺎ اﻟﻔﺌﺔ اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ﻓﺘﺘﻌﻠق ﺒﺎﻷﺸﺨﺎص اﻟﺒﺎﻟﻐﯿن
ﻤن اﻟﻌﻤر 18ﺴﻨﺔ أو أﻛﺜر .
ﻨﻼﺤظ ﻤن ﺨﻼل ﻨص اﻟﻤﺎدة 07ﻤن ﻨظﺎﻤﻬﺎ اﻷﺴﺎﺴﻲ أن اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون ﻟﯿس ﻟﻬﺎ
أي اﺨﺘﺼﺎص أو ﺴﻠطﺔ ﻟﻠﻨظر ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﯿﺎ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺠزاﺌر اﻟﻤرﺘﻛﺒﺔ ﻤن ﻗﺒل اﻷﺸﺨﺎص اﻟﺒﺎﻟﻐﯿن أﻗل ﻤن
15ﻤن ﻋﻤرﻫم ﻋﻨد ارﺘﻛﺎب اﻟﺠرﯿﻤﺔ.
أﻤﺎ ذا ﻛﺎن اﻷﺸﺨﺎص اﻟﻤﺘﻬﻤون ﺒﺎرﺘﻛﺎب اﻟﺠراﺌم اﻟﻤﺘﺎﺒﻊ ﻤن أﺠﻠﻬﺎ ﯿﺒﻠﻐون ﻤن اﻟﻌﻤر ﻤﺎ ﺒﯿن 15
و 18ﺴﻨﺔ ﻋﻨد ﺘﺎرﯿﺦ ارﺘﻛﺎب اﻟﺠرﯿﻤﺔ ﻓﺎﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﺘﻛون ﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺎﻟﻨظر ﻓﻲ ﻗﻀﺎﯿﺎﻫم ،وﯿﺠب أن ﯿﻌﺎﻤل
ﺒطرﯿﻘﺔ ﺘﺤﻔظ ﻛراﻤﺘﻪ وﻗدرﻩ ﻤﻊ ﻤراﻋﺎة ﺼﻐر ﺴﻨﻪ واﻟرﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺘﺘﺒﻊ ﺘﺄﻫﯿﻠﻪ ٕواﻋﺎدة إدﻤﺎﺠﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
واﻀطﻼﻋﻪ ﺒدور ﺒﻨﺎء ﻓﯿﻪ وﻓﻘﺎ اﻟﻤﻌﺎﯿﯿر اﻟدوﻟﯿﺔ ﻟﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن وﻻﺴﯿﻤﺎ ﺤﻘوق اﻟطﻔل اﻟﻤﻨﺼوص ﻋﻠﯿﻬﺎ
2
ﻓﻲ اﺘﻔﺎﻗﯿﺔ . 1989
ﻨﺼت اﻟﻤﺎدة 1-1ﻤن ﻨظﺎﻤﻬﺎ اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون ﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﻤﺘﺎﺒﻌﺔ
اﻷﺸﺨﺎص اﻟذﯿن ﯿﺘﺤﻤﻠون اﻟﻌبء اﻷﻛﺒر ﻤن اﻟﻤﺴؤوﻟﯿﺔ ﻓﻲ اﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﺠﺴﻤﯿﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ
وﻗﺎﻨون ﺴﯿراﻟﯿون ،وﺒذﻟك ﯿﺨﻀﻊ ﻻﺨﺘﺼﺎص اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺠراﺌم ﻀد اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ .واﻨﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﻤﺎدة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
اﻟﻤﺸﺘرﻛﺔ ﻻﺘﻔﺎﻗﯿﺎت ﺠﻨﯿف ﻟﻌﺎم 1949وﺒروﺘوﻛوﻟﻬﺎ اﻹﻀﺎﻓﻲ اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻟﻌﺎم 1977وﻫﻲ ﺘﻠك اﻟﺠراﺌم اﻟواﻗﻌﺔ
3
ﻋﻠﻰ أراﻀﻲ ﺴﯿراﻟﯿون ﻤﻨذ 30ﻨوﻓﻤﺒر . 1996
ﻛﻤﺎ أن اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﺴﯿراﻟﯿون ﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﻤﻼﺤﻘﺔ ﻛل ﺸﺨص ﺒﻠﻎ 18ﺴﻨﺔ أو أﻛﺜر ﻛﺎن ﻀﻤن
اﻟﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻟﻌﺴﻛرﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻤت ﺒﺎﻻﻨﻘﻼب ﻋﺎم 1996أو ﺴﺎﻫم ﻓﻲ اﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﺠﺴﻤﯿﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ
اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ وﻗﺎﻨون ﺴﯿراﻟﯿون اﻟﻤﺘرﺘﺒﺔ ﻋن ذﻟك اﻻﻨﻘﻼب وﻨﻼﺤظ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤﺎدة أﻨﻬﺎ ﻟم ﺘﺴﺘﺜن أي ﺸﺨص
1إﺤﺴﺎن طﺒﺎل ،اﻟﺘﻨﻔﯿذ اﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ،ﺤﺎﻟﺔ ﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون اﻟﻤدوﻟﺔ ،ﻤذﻛرة ﻟﻨﯿل ﺸﻬﺎدة اﻟﻤﺎﺠﺴﺘﯿر،
ﺘﺨﺼص اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺠﻨﺎﺌﻲ اﻟدوﻟﻲ ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘوق ،ﻗﺴم اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺴﻌد دﺤﻠب ،اﻟﺒﻠﯿدة ، 2007 ،ص 117
يـ ـ ـ ـ ـة ،إﺨﻼص ﺒن ﻋﺒﯿر ،ﻤﺴﺘﻘﺒل اﻟﻤﺤﺎﻛم اﻟﻤدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺘﻛرﯿس اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ،ﻤﺤﻠﺔ اﻟﺤﻘوق و اﻟﻌﻠوم
2رﻗﯿﺔ ﻋواﺸر ـ ـ
اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ دوﻟﯿﺔ ﻤﺤﻛﻤﺔ ﺘﺼدرﻫﺎ ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻟﺠﻠﻔﺔ ،اﻟﻤﺠﻠد ،3اﻟﻌدد ، 3اﻟﺴﻨﺔ ،2012ص .15
3
Pascal Trulan, « Le Tribunal Spécial pour la sierra Leon, de sa genèse aux premier actes d’accusation », in
Annuaire Africain de Droit International, vol 11, 2003, p310.
ﻤﻬﻤﺎ ﻛﺎﻨت رﺘﺒﺘﻪ أو وظﯿﻔﺘﻪ ﻀﻤن ﻓﯿﻬم ﻛﺒﺎر اﻟﻘﺎدة و اﻟﻤﺴؤوﻟﯿن ﻓﻲ اﻟﺠﯿش واﻟدوﻟﺔ ﺒذﻟك ﯿﻛون اﻟﻨظﺎم
اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون ﻗد طﺒق أ ﺤد اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺘﻲ ﺠﺎءت ﺒﻬﺎ ﻤﯿﺜﺎق ﻤﺤﻛﻤﺔ ﻨورﻤﺒرغ ﺒﻌد
1
اﻟﺤرب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ.
ﺘﻛرﯿس اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻋﺒر ﺘﺠﺴﯿد إطﺎر اﻟﻤطﻠب اﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون ﻓﻲ
ﻗﺎﻨوﻨﻲ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ
تﻋد آﻟﯿﺔ اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺎت اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ آﻟﯿﺔ ﺘﺴﻌﻰ إﻟﻰ ﻤﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﻤﺴؤوﻟﯿن ﻋن ارﺘﻛﺎب اﻟﺠراﺌم وﺨﺎﺼﺔ
اﻟﺠراﺌم اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﺠﺴﯿﻤﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ ﻟﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن واﻟﻘﺎﻨون اﻟوطﻨﻲ اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﻋﻠﻰ أن
ﯿﺘم إﺠراء ﺘﻠك اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺎت وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﻌﺎﯿﯿر اﻟدوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻤﺎت اﻟﻌﺎدﻟﺔ ﺤﺘﻰ ﯿﺘﺴﻨﻰ ﻟﻬﺎ ﻛﺘﺴﺎب اﻟﻤﺼداﻗﯿﺔ
اﻟﺸرﻋﯿﺔ اﻟﻼزﻤﺔ ﻷداء ﻤﻬﻤﺘﻬﺎ أﯿﺎ ﻤﺎ ﻛﺎﻨت ﻫوﯿﺔ اﻟﻤﺘﻬﻤﯿن ،وﻓﻲ اﻷﻏﻠب اﻷﻋم ﺘﻤﺎرس ﺤﻛوﻤﺎت اﻟدول
اﻟﻤﻌﻨﯿﺔ اﻻﺨﺘﺼﺎص اﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﺒﺸﺄن ﺘﻠك اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺎت ﺨﺎﺼﺔ إذا ﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨت اﻟﺘﺸرﯿﻌﺎت اﻟوطﻨﯿﺔ ﻟﺘﻠك اﻟدول
ﻤواد ﺘطﺎﺒق ﻓﻲ ﻤﻀﻤوﻨﻬﺎ ﻤﻊ اﻟﻘواﻨﯿن اﻟدوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ،ﺒﺎﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﺠﺴﻤﯿﺔ ﻟﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن.
وﻗد ﻗﺎم اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ اﻻﺘﺠﺎﻩ إﻟﻰ آﻟﯿﺔ اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺎت اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ﺒﻌدﻤﺎ ﺜﺒت ﻀﻌف
اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺎت اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ ﻓﻲ ﺴﯿﺎق اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ،ﺒل وﻓﺸﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺒﻌض اﻷﺤﯿﺎن ،ﺤﯿث وﺠد أن اﻟﻤﻨظوﻤﺔ
اﻟﻘﻀﺎﺌﯿﺔ ﻟﻠدول اﻟﺘﻲ ﺘﻤر ﺒﻔﺘرة اﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻤﺎ ﺘﻛون إﻤﺎ ﻤﻨظوﻤﺔ ﯿﺘﻔﺸﻰ ﻓﯿﻬﺎ اﻟﻔﺴﺎد أو ﻤﻨظوﻤﺔ ﻀﻌﯿﻔﺔ
ﻤﺎدﯿﺎ وﻓﻨﯿﺎ ﺨﺎﺼﺔ وأن اﻟدول ﺘﻤر ﺒﻔﺘرة اﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻤﺎ ﺘﻔﺘﻘر إﻟﻰ اﻟﻤوارد واﻹﻤﻛﺎﻨﯿﺎت واﻟﻛﻔﺎءات اﻟﺘﻲ
ﺘﻤﻛﻨﻬﺎ ﻤن إﺠراء ﻤﺤﺎﻛﻤﺎت ﻋﺎدﻟﺔ وﻓﻘﺎ اﻟﻤﻌﺎﯿﯿر اﻟدوﻟﯿﺔ.
وﺴﻨﻘوم ﻤن ﺨﻼل ﻫذا اﻟﻤطﻠب إﺒراز أﺤﻛﺎم اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون اﻟﺘﻲ ﺘﺠﺴد إطﺎر
ﻗﺎﻨوﻨﻲ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ وﺘﺴﺎﻫم ﺒذﻟك ﻓﻲ ﺘﺤﻘﯿق اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ.
ﻟﻘد ﻨص اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻋﻠﻰ وﺠوب ﻤراﻋﺎة ﻤﻌﺎﯿﯿر اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ ﻟﻠﻤﺘﻬم إﻟﻰ ﺠﺎﻨب ﻤﺒدأ ﻋدم
ﺠوز ﻤﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﺸﺨص أﻤﺎم اﻟﻤﺤﺎﻛم اﻟوطﻨﯿﺔ اﻟﺴﯿراﻟﯿوﻨﯿﺔ ﻋن أﻓﻌﺎل ﺘﻤت ﻤﺤﺎﻛﻤﺘﻪ ﻋﻠﯿﻬﺎ أﻤﺎم ﻤﺤﻛﻤﺔ
ﺴﯿراﻟﯿون اﻟﺨﺎﺼﺔ ،ﻓﻛل ﺸﺨص ﺘﻤت إداﻨﺘﻪ ﻤن طرف اﻟﻤﺤﺎﻛم اﻟﺴﯿراﻟﯿوﻨﯿﺔ ﻋن ارﺘﻛﺎﺒﻪ أﻓﻌﺎل ﻤﻨﺼوص
ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻤن اﻟﻤﺎدة اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ إﻟﻰ اﻟراﺒﻌﺔ ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻻ ﯿﻤﻛن ﻤﺤﺎﻛﻤﺘﻪ أﻤﺎم ﻫذﻩ
اﻷﺨﯿرة إﻻ إذا :وﺼﻔت اﻟﺠرﯿﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺤوﻛم ﻋﻠﯿﻬﺎ اﻟﺸﺨص ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺠرﯿﻤﺔ ﻋﺎدﯿﺔ ،أو أن إﺠراءات اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ
اﻟوطﻨﯿﺔ ﻟم ﺘﺘم ﺒﺎﻟﻨزاﻫﺔ واﻟﺤﯿﺎد اﻟﻤطﻠوﺒﯿن ،أو أن اﻹﺠراءات اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻤت ﺒﻬﺎ ﻛﺎﻨت ﺘﻬدف إﻟﻰ إﻋﻔﺎﺌﻪ ﻤن
.2
اﻟﻤﺴؤوﻟﯿﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ،أو أن اﻟﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟم ﺘﻛن ﺠدﯿﺔ.
1رﻗﯿﺔ ﻋواﺸر ـ ـ
يـ ـ ـ ـ ـ ـة ،إﺨﻼص ﺒن ﻋﺒﯿر ،ﻨﻔس اﻟﻤرﺠﻊ ،ص .16
2
أﻨظر اﻟﻤﺎدة 09ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون
ﻨﺼت اﻟﻤﺎدة 17ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون ﻋﻠﻰ ﺤﻘوق اﻟﻤﺘﻬم ،و
اﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ :
ﯿﻛون ﻤن ﺤق اﻟﻤﺘﻬم أن ﺘﺴﻤﻊ أﻗواﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻨﺤو ﯿﺘﺴم ﺒﺎﻹﻨﺼﺎف و اﻟﻌﻼﻨﯿﺔ ،وﻫﻨﺎ -
ﺒﺎﻟﺘداﺒﯿر اﻟﺘﻲ ﺘﺄﻤر ﺒﻬﺎ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﺒﻬﺎ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻤن أﺠل ﺤﻤﺎﯿﺔ اﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﯿﻬم و اﻟﺸﻬود.
ﯿﻌﺘﺒر اﻟﻤﺘﻬم ﺒرﯿﺌﺎ ﺤﺘﻰ ﺘﺜﺒت إداﻨﺘﻪ وﻓﻘﺎ ﻷﺤﻛﺎم ﻫذا اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ -
ﯿﻛون ﻤن ﺤق اﻟﻤﺘﻬم ،ﻋﻨد اﻟﻔﺼل ﻓﻲ أﯿﺔ ﺘﻬﻤﺔ ﻤوﺠﻬﺔ إﻟﯿﻪ ﻋﻤﻼ ﺒﻬذا اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ، -
أن ﺘﺘواﻓر ﻟﻪ ،ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﻟﻤﺴﺎواة اﻟﻛﺎﻤﻠﺔ اﻟﻀﻤﺎﻨﺎت اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ ﻛﺤد أدﻨﻰ:
)أ( أن ﯿﺒﻠﻎ ﻓﻲ أﻗرب وﻗت و ﺒﺎﻟﺘﻔﺼﯿل ،وﺒﻠﻐﺔ ﯿﻔﻬﻤﻬﺎ ،ﺒطﺒﯿﻌﺔ اﻟﺘﻬﻤﺔ اﻟﻤوﺠﻬﺔ إﻟﯿﻪ
و ﺒﺴﺒﺒﻬﺎ.
ج( أن ﯿﺴﺘﺠوب أو ﯿطﻠب اﺴﺘﺠواب ﺸﻬود اﻹﺜﺒﺎت ،وأن ﯿﻛﻔل ﻟﻪ ﻤﺜول ﺸﻬود اﻟﻨﻔﻲ
)
و اﺴﺘﺠواﺒﻬم ﺒﻨﻔس اﻟﺸروط اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺸﻬود اﻹﺜﺒﺎت.
ح( أن ﺘوﻓر ﻟﻪ ﻤﺠﺎﻨﺎ ﻤﺴﺎﻋدة ﻤﺘرﺠم ﺸﻔوي إذا ﻛﺎن ﻻ ﯿﻔﻬم أو ﻻ ﯿﺘﻛﻠم اﻟﻠﻐﺔ
)
اﻟﻤﺴﺘﺨدﻤﺔ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ،
1
خ( أﻻ ﯿﺠﺒر ﻋﻠﻰ أن ﯿﺸﻬد ﻀد ﻨﻔﺴﻪ أو ﻋدم اﻻﻋﺘراف ﺒﺠرﻤﻪ.
)
1
أﻨظر اﻟﻤﺎدة 17ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون
أﻤﺎ ﺒﺨﺼوص ﻗواﻋد اﻹﺠراءات واﻹﺜﺒﺎت أﻤﺎم اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻘواﻋد اﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻹﺜﺒﺎت
واﻹﺠراءات ﻤﺸﺎﺒﻬﺔ إﻟﻰ ﺤد ﻛﺒﯿر ﻟﻺﺠراءات اﻟﻤﺘﺒﻌﺔ أﻤﺎم اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ﻟروﻨدا ،إﻟﻰ درﺠﺔ أن
اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻨص ﻓﻲ ﻤﺎدﺘﻪ اﻟراﺒﻌﺔ ﻋﺸرة ) (14ﻋﻠﻰ وﺠوب ﺘطﺒﯿق اﻟﻘواﻋد
اﻹﺠراﺌﯿﺔ وﻗﺎﻋد اﻹﺜﺒﺎت اﻟﻤﺴﺘﺨدﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ﻟرواﻨدا واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻨت ﺴﺎرﯿﺔ وﻗت إﻨﺸﺎء
اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ .ﻛﻤﺎ ﯿﺠوز ﻟﻘﻀﺎة اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﺒﻛﺎﻤل ﻫﯿﺌﺘﻬﺎ ﺘﻌدﯿل اﻟﻘﺎﻋد اﻹﺠراﺌﯿﺔ وﻗواﻋد اﻹﺜﺒﺎت ،أو
اﻋﺘﻤﺎد ﻗواﻋد إﻀﺎﻓﯿﺔ،وﯿﺠوز ﻋﻨد ﻗﯿﺎﻤﻬم ﺒﻬذا اﻹﺠراء أن ﯿﺴﺘرﺸدوا ﻋﻨد اﻻﻗﺘﻀﺎء ﺒﻘﺎﻨون اﻹﺠراءات
1
اﻟﺠزاﺌﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1965ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون.
وﯿﻤﺜل ) ﺘﺸﺎرﻟز ﺘﺎﯿﻠور( أﻤﺎم اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﻓﻲ ﻻﻫﺎي ﻤﻨد ﺨﻤس ﺴﻨوات ﻻﺘﻬﺎﻤﻪ ﺒﻤﺴﺎﻨدة اﻟﻤﺘﻤردﯿن
اﻟذﯿن ﻗﺘﻠوا ﻋﺸرات أﻻف أﺜﻨﺎء اﻟﺤرب ﺒﯿن ﻋﺎﻤﻲ 1991و 2002ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون ،وأدﯿن ﺘﺎﯿﻠور ﺒﺎرﺘﻛﺎب
أﻋﻤﺎل إرﻫﺎب وﻗﺘل و ﺠراﺌم ﻀد اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ ،واﻏﺘﺼﺎب و اﺴﺘﻌﺒﺎد ﺠﻨﺴﻲ ،وﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﻗﺎﺴﯿﺔ ،و اﻟﺘﺂﻤر،
وﺘﺠﻨﯿد أطﻔﺎل ﺘﺤت ﺴن اﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻋﺸرة ﻓﻲ اﻟﻘوات و اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ،واﺴﺘﻐﻼﻟﻬم ﺒﺈﺸراﻛﻬم ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎل
اﻟﻌداﺌﯿﺔ.
وﯿﻌﺘﺒر ﺤﻛم اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون أول ﺤﻛم ﯿﺼدر ﻋن اﻟﻘﻀﺎء اﻟﺠﻨﺎﺌﻲ اﻟدوﻟﻲ ﺒﺤق رﺌﯿس
دوﻟﺔ ﺴﺎﺒق ﻤﻨذ ذﻟك اﻟذي ﺼدر ﻓﻲ 1946ﻋن ﻤﺤﻛﻤﺔ ﻨورﻤﺒرغ اﻟﻌﺴﻛرﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ﺒﺤق ) ﻛﺎرل دوﻨﺘر(
اﻟﻘﺎﺌد اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺒﺤرﯿﺔ اﻷﻟﻤﺎﻨﯿﺔ اﻟذي ﺨﻠف ادﻟف ﻫﺘﻠر ﻓﻲ ﻨﻬﺎﯿﺔ اﻟﺤرب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ،وﺤﻛم ﻋﻠﯿﻪ
2
ﺒﺎﻟﺴﺠن ﻋﺸر ﺴﻨوات ﺒﺘﻬﻤﺔ ارﺘﻛﺎب ﺠراﺌم اﻟﺤرب.
ﺴﯿﺘم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع دراﺴﺔ ﻨظﺎم اﻷﺤﻛﺎم و ﺘداﺒﯿر اﻟﻌﻔو ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔﻟﺴﯿراﻟﯿون
1
أﻨظر اﻟﻤﺎدة 14ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون
2
وﻟد ﯿوﺴف ﻤوﻟود ،ﻤﺤﺎرﺒﺔ اﻹﻓﻼت ﻤن اﻟﻌﻘﺎب ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺠﯿل اﻟﺜﺎﻟث ﻤن اﻟﻤﺤﺎﻛم اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ :اﻟﻤﺤﺎﻛم اﻟﻤدوﻟﺔ أو
اﻟﻤﺨﺘﻠطﺔ ،دﻓﺎﺘر اﻟﺴﯿﺎﺴﺔ و اﻟﻘﺎﻨون ،اﻟﻌدد 19ﺠوان ،2018ص
ﺘﺼدر ﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون اﻟﺨﺎﺼﺔ أﺤﻛﺎﻤﻬﺎ ﺒﺼورة ﻋﻠﻨﯿﺔ ﺒﺄﻏﻠﺒﯿﺔ أﺼوات اﻟﻘﻀﺎة
1
ﻓﻲ داﺌرة اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ أو ﻓﻲ داﺌرة اﻻﺴﺘﺌﻨﺎف ،وﺒﻤوﺠب ﻗرار ﻤدون ﻤﻊ ذﻛر اﻵراء اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ.
وﯿﻛون ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ ﺘوﻗﯿﻊ ﻋﻘوﺒﺔ اﻟﺴﺠن ﻛﺄﻗﺼﻰ ﻋﻘوﺒﺔ وﯿﺴﺘﺜﻨﻰ ﻤن ذﻟك اﻟﻤﺠرم اﻟﺤدث وﻻ ﯿﺠوز
ﻟﻬﺎ اﻟﺤﻛم ﺒﺎﻹﻋدام ،وﺘرﺠﻊ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﺤدﯿد ﻤدة اﻟﺴﺠن إﻟﻰ ﻤﺎ ﻫو ﻤﺘﺒﻊ ﻋﻤوﻤﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯿﺘﻌﻠق ﺒﺄﺤﻛﺎم
اﻟﺴﺠن اﻟﺘﻲ ﺘﺼدرﻫﺎ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ﻟرواﻨدا واﻟﻤﺤﺎﻛم اﻟوطﻨﯿﺔ ﺒﺴﯿراﻟﯿون .وﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ ﻋﻨد ﺘوﻗﯿﻊ
اﻟﻌﻘوﺒﺎت أن ﺘﺄﺨذ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻋواﻤل ﻤن ﻗﺒﯿل ﺠﺴﺎﻤﺔ اﻟﺠرم واﻟظروف اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻟﻠﻤﺤﻛم ﻋﻠﯿﻪ ،ﻛﻤﺎ
ﯿﺠوز ﻟﻬﺎ أن ﺘﺤﻛم ﺒﻤﺼﺎدرة اﻟﻤﻤﺘﻠﻛﺎت واﻟﻌﺎﺌدات واﻟﻤوﺠودات اﻟﺘﻲ ﺘم اﻟﺤﺼول ﻋﻠﯿﻬﺎ ﺒطرﯿﻘﺔ ﻏﯿر ﺸرﻋﯿﺔ
2
أو ﺒﺴﻠك إﺠراﻤﻲ ٕواﻋﺎدﺘﻬﺎ إﻟﻰ ﻤﺎﻟﻛﯿﻬﺎ اﻟﺸرﻋﯿﯿن أو إﻟﻰ دوﻟﺔ ﺴﯿراﻟﯿون.
وﯿﺠوز اﺴﺘﺌﻨﺎف ﺤﻛم اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ أﻤﺎم داﺌرة اﻻﺴﺘﺌﻨﺎف ﻟﻬﺎ أن ﺘؤﻛد أو ﺘﻠﻐﻲ ،أو ﺘﻌدل اﻟﻘ اررات اﻟﺘﻲ
أﺼدرﺘﻬﺎ دواﺌر اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ،وﻟﻘﻀﺎة داﺌرة اﻻﺴﺘﺌﻨﺎف ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون أن ﯿﺴﺘرﺸدوا ﺒﻘ اررات
داﺌرة اﺴﺘﺌﻨﺎف ﻤﺤﻛﻤﺘﻲ ﯿوﻏﺴﻼﻓﯿﺎ اﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ورواﻨدا اﻟدوﻟﯿﺔ ،وﻋﻨد ﺘﻔﺴﯿرﻫم أو ﺘطﺒﯿﻘﻬم ﻟﻘﺎﻨون ﺴﯿراﻟﯿون
) (3
و ﯿﻛون طﻠب إﻋﺎدة اﻟﻨظر ﻓﻲ ﻋﻠﯿﻬم أن ﯿﺴﺘرﺸدوا ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤرة ﺒﻘ اررات اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون
اﻟﺤﻛم ﻤن ﻗﺒل اﻟﻤدﻋﻲ اﻟﻌﺎم أو اﻟﺘﻬم ﻻﻛﺘﺸﺎف أدﻟﺔ ﺠدﯿدة ) .(4
وﻓﯿﻤﺎ ﯿﺘﻌﻠق ﺒﺘﻨﻔﯿذ ﻋﻘوﺒﺔ اﻟﺴﺠن ،ﻓﯿﻛون ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون ٕواذا اﻗﺘﻀﻰ اﻷﻤر ﯿﻛن ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺘﻲ
أﺒرﻤت ﻤﻊ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ﻟﯿوﻏﺴﻼﻓﯿﺎ اﻟﺴﺎﺒﻘﺔ أو اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ﻟرواﻨدا اﺘﻔﺎﻗﯿﺔ ﺒﻬدف
ﺘﻨﻔﯿذ اﻟﻌﻘوﺒﺎت واﻟﺘﻲ أﺒدت ﻟﻤﺴﺠل ﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون اﻟﺨﺎﺼﺔ اﺴﺘﻌدادﻫﺎ ﻻﺴﺘﻘﺒﺎل اﻟﻤﺤﻛوم ﻋﻠﯿﻬم .وﯿﺠوز
ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ أن ﺘﺒرم اﺘﻔﺎﻗﯿﺎت ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﻤﻊ دول أﺨرى ،وﯿﻛون ﺘﻨﻔﯿذ ﻋﻘوﺒﺔ اﻟﺤﺒس ﺨﺎﻀﻌﺎ ﻟﻘﺎﻨون دوﻟﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿذ
ورﻗﺎﺒﺔ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔٕ ،واذا ﻛﺎن ﻗﺎﻨون دوﻟﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿذ ﯿﺴﻤﺢ ﺒﺎﻟﻌﻔو أو ﺘﺨﻔﯿف اﻟﻌﻘوﺒﺔ ﻓﻌﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ إﺒﻼغ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ
ﺒذﻟك ،وﻻ ﯿﺠوز ﺘطﺒﯿﻘﻪ إﻻ ﺒﻤوﺠب ﻗرار ﯿﺘﺨذﻩ رﺌﯿس اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﺒﻌد اﻟﺘﺸﺎور ﻤﻊ اﻟﻘﻀﺎة وﯿﻛون ﻓﻲ ﺼﺎﻟﺢ
اﻟﻌداﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﺴﺎﺴﺎ ﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨون ).(5
وﻓﯿﻤﺎ ﯿﺘﻌﻠق ﺒﺘﻨﻔﯿذ اﻷﺤﻛﺎم ﻓﯿﻛون ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون ٕواذا ﺘطﻠﺒت اﻟظروف ﻓﯿﻛون ﺘﻨﻔﯿذ اﻟﻌﻘوﺒﺔ ﻓﻲ
أﺠل ﺘﻨﻔﯿذ اﻟﺒﻠدان اﻟﺘﻲ أﺒرﻤت اﺘﻔﺎﻗﯿﺔ ﻤﻊ اﻟﻤﺤﻛﻤﺘﯿن اﻟدوﻟﺘﯿن اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺘﯿن ﻟﯿوﻏﺴﻼﻓﯿﺎ وروﻨدا اﺘﻔﺎﻗﯿﺔ ﻤن
أﺤﻛﺎﻤﻬﺎ ،أوﻓﻲ اﻟدول اﻟﺘﻲ أﻋﻠﻨت ﻟﻤﺴﺠل اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﻤدوﻟّﺔ ﻋن اﺴﺘﻌدادﻫﺎ ﻟﺘﻨﻔﯿذ اﻷﺤﻛﺎم وﯿﺠوز أن ﺘﺒرم
اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﺘﻔﺎﻗﯿﺎت ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﻤﻊ دول أﺨرى .
1
أﻨظر اﻟﻤﺎدة 18ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون
2
أﻨظر اﻟﻤﺎدة (3 ، 2 ،1 ) 19ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون
-3اﻟﻤﺎدة ) (20ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون اﻟﺨﺎﺼﺔ.
(21ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻤﺤﻛﻤﺔ -4ﻟﻤزﯿد :ﻤن اﻟﺘﻔﺼﯿل ﺤول إﺠراءات إﻋﺎدة اﻟﻨظر أﻤﺎم اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ،أﻨظر :اﻟﻤﺎدة )
ﺴﯿراﻟﯿون اﻟﺨﺎﺼﺔ.
5
ﺼﯿل :اﻨظر اﻟﻤﺎدﺘﯿن ) (23 ،22ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون اﻟﺨﺎﺼﺔ.
ﻟﻤزﯿد ﻤن اﻟتف
) ٕ .(1واذا وﯿﻛون ﺘﻨﻔﯿذ ﻋﻘوﺒﺔ اﻟﺴﺠن ﺨﺎﻀﻌﺎً ﻟﻘﺎﻨون دوﻟﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿذ ورﻗﺎﺒﺔ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﻤدوﻟّﺔ
ﻛﺎن ﻗﺎﻨون دوﻟﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿذ ﯿﺴﻤﺢ ﺒﺎﻟﻌﻔو وﺘﺨﻔﯿف اﻟﺤﻛم ﻓﻌﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ إﺒﻼغ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﺒذﻟك وﯿﺠوز ﺘطﺒﯿق اﻟﻌﻔو
وﺘﺨﻔﯿف اﻟﺤﻛم إذا ﻗرر رﺌﯿس اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﻤدوﻟّﺔ ذﻟك ﺒﻌد اﻟﺘﺸﺎور ﻤﻊ اﻟﻘﻀﺎة) .(2
1ﺠوﯿﻠﯿﺔ ،2002أﺼدرت ﻗ اررات ﻀد ﺜﻤﺎﻨﯿﺔ أﺸﺨﺎص ﺘﻤت و ﻤﻨذ ﺒدء اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ
ﻤﺤﺎﻛﻤﺘﻬم ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون ،ﻛﺎﻨت آﺨر ﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ 26أﻛﺘوﺒر ، 2009وﻗد ﺘراوﺤت أﺤﻛﺎم اﻟﺴﺠن ﺒﯿن
25و 40و 52ﺴﻨﺔ ،أم اﻟﺤﻛم اﻟﺘﺎﺴﻊ ﻓﻛﺎن ﻀد اﻟرﺌﯿس اﻟﻠﯿﺒﯿري اﻟﺴﺎﺒق ﺸﺎرل ﺘﺎﯿﻠر ﺴﻨﺔ 2012ﺒﻤﻘر
اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ﺒﻤوﺠب اﺘﻔﺎﻗﯿﺔ أﺒرﻤﺘﻬﺎ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺴﯿراﻟﯿون ﻤﻊ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟداﺌﻤﺔ ﺘﻘﻀﻲ
إﺠراء ﻤﺤﺎﻛﻤﺘﻪ ﺨﺎرج ﺴﯿراﻟﯿون ﻷﻏراض أﻤﻨﯿﺔ ﺒﺤﺘﺔ ،وﻗد ﺤﻛم ﻋﻠﯿﻪ ﺒﺎﻟﺴﺠن ﻟﻤدة 50ﺴﻨﺔ ،وﻫو اﻵن ﻓﻲ
ﺴﺠن اﻟﻤﻤﻠﻛﺔ اﻟﻤﺘﺤدة ،ﻗدم إﻟﻰ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ طﻠﺒﺎ ﺒﻨﻘﻠﻪ إﻟﻰ إﺤدى اﻟﺴﺠون ﻓﻲ رواﻨدا ،واﻨﺘﻬت اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ
3
أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﺒﺘﺎرﯿﺦ 31دﯿﺴﻤﺒر 2013.
ﯿﻘﺼد ﺒﺎﻟﻌﻔو اﻟﺘداﺒﯿر اﻟﻘﺎﻨوﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘؤدي إﻟﻰ ﺤظر اﻟﻤﻼﺤﻘﺎت اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ ،وﻓﻲ ﺒﻌض اﻟﺤﺎﻻت
اﻹﺠراءات اﻟﻤدﻨﯿﺔ ﻀد أﺸﺨﺎص ﻤﻌﯿﻨﯿن أو ﻓﺌﺎت ﻤﻌﯿﻨﺔ ﻤن اﻷﺸﺨﺎص ﻓﯿﻤﺎ ﯿﺘﻌﻠق ﺒﺴﻠوك إﺠراﻤﻲ ﻤﺤدد
ارﺘﻛب ﻗﺒل اﻋﺘﻤﺎد ﺤﻛم اﻟﻌﻔو ،أو إﺒطﺎل ﻤﺴؤوﻟﯿﺔ ﻗﺎﻨوﻨﯿﺔ ﺴﺒق إﺜﺒﺎﺘﻬﺎ ﺒﺄﺜر رﺠﻌﻲ.
وﯿﻘﺘﻀﻲ اﻟﺘﻤﯿﯿز ﺒﯿن اﻟﻌﻔو اﻟﻤﻤﻨوح ﻗﺒل ﺤﺼول أﯿﺔ ﻤﺤﺎﻛﻤﺔ أو ﺼدور ﺤﻛم ،و اﻟﻌﻔو اﻟذي ﯿﻤﻨﺢ
ﺒﻌد إداﻨﺔ اﻟﺠﺎﻨﻲ ،ﻓﺎﻟﻌﻔو اﻟذي ﯿﺤول دون ﺨﻀوع اﻷﺸﺨﺎص اﻟﻤﺸﺘﺒﻪ ﺒﺎرﺘﻛﺎﺒﻬم اﻨﺘﻬﺎﻛﺎت ﻟﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن
اﻷﺴﺎﺴﯿﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ،ﻫو ﻋﻔو ﻏﯿر ﻗﺎﻨوﻨﻲ ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظر اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ ،أﻤﺎ اﻟﻌﻔو اﻟذي ﯿﻤﻨﺢ ﺒﻌد إداﻨﺔ
ﺸﺨص ﻤﺎ ،أﻤﺎ ﻟﺘﺨﻔﯿف اﻟﺤﻛم أو ﺘﺨﻔﯿض ﻤدة ﺘﻨﻔﯿذ اﻟﻌﻘوﺒﺔ ،ﻓﯿﻛون ﻤﻘﺒوﻻ وﻤﺤﺒذا ﻓﻲ إطﺎر ﻤﻔﻬوم
4
اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ.
و ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون ﻨﺼت اﻟﻤﺎدة 10ﻋﻠﻰ أﻨﻪ " ﻻ ﯿﺤول اﻟﻌﻔو اﻟﻤﻤﻨوح ﻷي
ﺸﺨص ﯿﺨﻀﻊ ﻻ ﺨﺘﺼﺎص اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﯿﺘﻌﻠق ﺒﺎﻟﺠراﺌم اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤواد ﻤن 2إﻟﻰ 4
5
ﻤن ﻫذا اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ دون ﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻫذا اﻟﺸﺨص" .
1
اﻨظر اﻟﻤﺎدة ) (22ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ.
2
اﻨظر اﻟﻤﺎدة ) (23ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ.
3در ـ ـ
يـ ـ ـ ـ ـ ـدي وﻓﺎء ،اﻟﻤرﺠﻊ اﻟﺴﺎﺒق ص 20
4
أﺤﻤ ـ ـ ـ ــد ﻤﺤﻤود ﺤﻤﺎدي ،اﻟﺘﻌﺎون اﻟدوﻟﻲ ﻤﻊ اﻟﻤﺤﺎﻛم اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﻀوء اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم) دراﺴﺔ ﻤﻘﺎرﻨﺔ(،
أطروﺤﺔ ﻤﻘدﻤﺔ ﻛﺠزء ﻤن ﻤﺘطﻠﺒﺎت ﻨﯿل درﺠﺔ اﻟدﻛﺘوراﻩ ﻓﻲ اﻟﺤﻘوق ،ﻗﺴم اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘوق و اﻟﻌﻠوم
اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺒﯿروت اﻟﻌرﺒﯿﺔ ،اﻟﺴﻨﺔ ،2016ص 351و .352
5اﻨظر اﻟﻤﺎدة 10ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون اﻟﺨﺎﺼﺔ.
ﻛﻤﺎ ﻨﺼت اﻟﻤﺎدة 32ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون ﻋﻠﻰ أﻨﻪ " ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﯿوﺠد
اﻟﻤﺤﻛوم ﻋﻠﯿﻪ ﺒﺄﺤد ﺴﺠوﻨﻬﺎ و ﯿﺠﯿز ﻗﺎﻨوﻨﻬﺎ اﻟﻌﻔو ﻋﻨﻪ أو ﺘﺨﻔﯿف اﻟﺤم إﻻ إذا ﻗرر ذﻟك رﺌﯿس اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ
1
اﻟﺨﺎﺼﺔ ،ﺒﺎﻟﺘﺸﺎور ﻤﻊ اﻟﻘﻀﺎة ﻋﻠﻰ أﺴﺎس ﻤﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﻌداﻟﺔ و ﻤﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎﻤﺔ".
اﻟﺨﺎﺘﻤـــــــــــــﺔ:
ﻓﻲ ﺨﺘﺎم ﻫذﻩ اﻟدراﺴﺔ ﯿﻤﻛن اﻟﻘول أن إﻨﺸﺎء اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون ﻗد ﺴﺎﻫم ﻓﻲ ﺘﻛرﯿس
اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون ،ﺤﯿث ﺘﻌد اﻟﻨﻤوذج اﻷول ﻟﻠﻤﺤﺎﻛم اﻟﻤﺨﺘﻠطﺔ اﻟﺘﻲ ظﻬرت ﻓﻲ اﻟﺴﻨوات
اﻷﺨﯿرة ﻓﻲ ﻋدد ﻤن دول اﻟﻌﺎﻟم ،واﻟﺘﻲ ﺘﻬدف إﻟﻰ ﻤواﺠﻬﺔ اﻻﻨﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﺨطﯿرة ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ و
ﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن و اﻨﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺴﯿراﻟﯿوﻨﻲ اﻟﻤرﺘﻛﺒﺔ ﻋﻠﻰ إﻗﻠﯿم ﺴﯿراﻟﯿون أﺜﻨﺎء اﻟﺤرب اﻷﻫﻠﯿﺔ اﻟﺘﻲ
دارت ﻤﻨذ 30ﻨوﻓﻤﺒر ،1996وﻫذا ﺒﻐرض اﻟﺘﺼدي ﻹﺸﻛﺎﻟﯿﺔ اﻹﻓﻼت ﻤن اﻟﻌﻘﺎب وﺘوطﯿد اﻻﺴﺘﻘرار
ودﻋم ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ وﺒﻨﺎء اﻟﺴﻼم ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون ﺒﻌد ﻋﻘد ﻛﺎﻤل ﻤن اﻟﺼراع.
ﯿﻌﻨﻲ ﺘطﺒﯿق اﻟﻤﻌﺎﯿﯿر اﻟدوﻟﯿﺔ • أن ﻤﻔﻬوم اﻟﻤﺤﺎﻛم اﻟﻤﺨﺘﻠطﺔ ) ﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون( ،
ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ وﻤراﻋﺎة ﺤﻘوق اﻟﻤﺘﻬم واﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﯿﻪ واﻟﺸﻬود وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺘﻛرﯿس ﻤﻔﻬوم اﻟﻌداﻟﺔ
اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ.
• أن اﻟﺠﻤﻊ ﺒﯿن اﻟﻘﻀﺎة اﻟﻤﺤﻠﯿﯿن واﻟدوﻟﯿﯿن ﻤن ﺨﻼل ﻛﻬﯿﺌﺔ ﻟﻠﻨظر ﻓﻲ اﻟﺠراﺌم اﻟدوﻟﯿﺔ ﺘﻤﺜل
طرﯿﻘﺔ ﺠدﯿدة ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟدوﻟﻲ ﻟﻤواﺠﻬﺔ ﺴﯿﺎﺴﺔ اﻹﻓﻼت ﻤن اﻟﻌﻘﺎب.
ﻗﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر و اﻟﻤراﺠﻊ
أوﻻ/اﻟﻤﺼﺎدر:
ﺜﺎﻨﯿﺎ/اﻟﻤراﺠﻊ:
اﻟرﺴﺎﺌل اﻟﺠﺎﻤﻌﯿﺔ:
أﺤﻤـــــــــد ﻤﺤﻤود ﺤﻤﺎدي ،اﻟﺘﻌﺎون اﻟدوﻟﻲ ﻤﻊ اﻟﻤﺤﺎﻛم اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﻀوء اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم )دراﺴﺔ
ﻤﻘﺎرﻨﺔ( ،أطروﺤﺔ ﻤﻘدﻤﺔ ﻛﺠزء ﻤن ﻤﺘطﻠﺒﺎت ﻨﯿل درﺠﺔ اﻟدﻛﺘوراﻩ ﻓﻲ اﻟﺤﻘوق ،ﻗﺴم اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘوق و
اﻟﻌﻠوم اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺒﯿروت اﻟﻌرﺒﯿﺔ ،اﻟﺴﻨﺔ .2016
ﺘرﯿﻛﻲ ﺸرﯿﻔﺔ ،إﻓرﯿﻘﯿﺎ و اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ،أطروﺤﺔ ﻟﻨﯿل ﺸﻬﺎدة اﻟدﻛﺘوراﻩ ، ،ﻓرع اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم و
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯿﺔ ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘوق ،ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻟﺠزاﺌر ، 1اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻤﻌﯿﺔ 2018 /2017
1
اﻨظر اﻟﻤﺎدة 32ﻤن اﻟﻨظﺎم اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون اﻟﺨﺎﺼﺔ.
ﺴﻤﯿر ﻤﺤﻤد ﺤﺴﯿن أﺒو اﻟﺴﻌود ،دور اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون ﻓﻲ ﺘﺤﻘﯿق اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ،رﺴﺎﻟﺔ ﻤﻘدﻤﺔ
ﻻﺴﺘﻛﻤﺎل ﻤﺘطﻠﺒﺎت اﻟﺤﺼول ﻋﻠﻰ درﺠﺔ اﻟﻤﺎﺠﺴﺘﯿر ﻓﻲ اﻟدراﺴﺎت اﻹﻓرﯿﻘﯿﺔ ،ﺴﯿﺎﺴﺔ ﻤن ﻗﺴم اﻟﺴﯿﺎﺴﺔ و اﻻﻗﺘﺼﺎد ،ﺠﺎﻤﻌﺔ
اﻟﻘﺎﻫرة .20013 ،
إﺤﺴﺎن طﺒﺎل ،اﻟﺘﻨﻔﯿذ اﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ،ﺤﺎﻟﺔ ﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون اﻟﻤدوﻟﺔ ،ﻤذﻛرة ﻟﻨﯿل ﺸﻬﺎدة
اﻟﻤﺎﺠﺴﺘﯿر ،ﺘﺨﺼص اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺠﻨﺎﺌﻲ اﻟدوﻟﻲ ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘوق ،ﻗﺴم اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺴﻌد دﺤﻠب ،اﻟﺒﻠﯿدة. 2007 ،
ﺘرﯿﻛﻲ ﺸرﯿﻔﺔ ،اﻟﻤﺤﺎﻛم اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠطﺔ ،ﻤذﻛرة ﻤﺎﺠﺴﺘﯿر ،ﻓرع اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم و اﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻟدوﻟﯿﺔ ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘوق ،ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻟﺠزاﺌر ، 1اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻤﻌﯿﺔ .2013 /2012
اﻟﻤﻘﺎﻻت ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻻت:
ﻤﺠﻠﺔ ﻛﻠﯿﺔ إﯿﺎد ﯿوﻨس ﻤﺤﻤد اﻟﺼﻘﻠﻲ ،ﻋﺎﻤر ﺤﺎدي ﻋﺒد اﷲ اﻟﺠﺒوري ،اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ) دراﺴﺔ ﻗﺎﻨوﻨﯿﺔ(
اﻟﻘﺎﻨون ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻨوﻨﯿﺔ واﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻟﻤوﺼل ،اﻟﻌدد ، 10اﻟﺴﻨﺔ ،2011ص .306 -226
ﺤﻤﯿداﺘﻲ ﺴﻠﯿم ،ﻤﺴﺎر اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ و ﻤﻘﺎﻀﺎة ﻤرﺘﻛﺒﻲ اﻹﺒﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ ﻛﻤﺒودﯿﺎ ،ﻤﺠﻠﺔ اﻷﺴﺘﺎذ اﻟﺒﺎﺤث
ﻟﻠدراﺴﺎت اﻟﻘﺎﻨوﻨﯿﺔ و اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ،اﻟﻤﺠﻠد اﻟﺜﺎﻨﻲ ،اﻟﻌدد اﻟﺘﺎﺴﻊ ﻤﺎرس.2018 ،ص .1104 -1090
درﯿدي وﻓﺎء ،اﻟﻤﻼﻤﺢ اﻷﺴﺎﺴﯿﺔ ﻟﻠﻤﺤﻛﻤﺔ ﺴﯿراﻟﯿون اﻟﺨﺎﺼﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ اﻟﺤﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ اﻟﻌدد ،19ﺠﺎﻤﻌﺔ
اﻟﺤﺎج ﻟﺨﻀر ،ﺒﺎﺘﻨﺔ ،2013 ،ص .21 -1
رﻗﯿﺔ ﻋواﺸرﯿﺔ ،إﺨﻼص ﺒن ﻋﺒﯿر ،ﻤﺴﺘﻘﺒل اﻟﻤﺤﺎﻛم اﻟﻤدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺘﻛرﯿس اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ،ﻤﺤﻠﺔ اﻟﺤﻘوق و
اﻟﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ دوﻟﯿﺔ ﻤﺤﻛﻤﺔ ﺘﺼدرﻫﺎ ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻟﺠﻠﻔﺔ ،اﻟﻤﺠﻠد ،3اﻟﻌدد ، 3اﻟﺴﻨﺔ ، 2012ص .35-5
طﯿﺒﻲ ﻤﺤﻤد ﺒﻠﻬﺎﺸﻤﻲ اﻷﻤﯿن ،ﻟﺠﺎن اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ و اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻛﺂﻟﯿﺔ ﻟﺘﺠﺴﯿد ﻤﻔﻬوم اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ اﻟﻘﺎﻨون،
اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ و اﻟﺴﻠطﺔ ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘوق ،ﺠﺎﻤﻌﺔ وﻫران ،اﻟﺴﻨﺔ ،2013ص .125 -113
دور اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ إرﺴﺎء ﻤﺒﺎدئ وﻤﻘوﻤﺎت اﻟدﯿﻤﻘراطﯿﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ اﻟدراﺴﺎت ﻋﺒﺎﺴﺔ طﺎﻫر و ﻤﺴﻌد ﻨذﯿر،
اﻟﻘﺎﻨوﻨﯿﺔ اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻋﻤﺎر ﺜﻠﯿﺠﻲ ﺒﺎﻷﻏوط ،اﻟﻌدد 07ﺠﺎﻨﻔﻲ ،2018ص .408 -388
) (2017 ،2011 ﻋــــــزوق ﻨﻌﯿﻤﺔ،دور اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ دﻋم ﻤﺴﺎر اﻻﻨﺘﻘﺎل اﻟدﯿﻤﻘراطﻲ ،ﺘوﻨس ﻨﻤوذﺠﺎ
ﻤﺠﻠﺔ اﻟرواق ﻤﺠﻠد ،04ﻋدد ،01ﺠوان ،2018 ،ص .345 -322
ﻗـــــــــﺎﺴﻲ ﻓوزﯿﺔ ،ﺘﻛﺎﻤل آﻟﯿﺎت اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ و اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ ،ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ و اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ ﺴﯿراﻟﯿون
ﻨﻤوذﺠﺎ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺤوﻟﯿﺎت ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ وﻫران ،ﻤﺠﻠد ،06اﻟﻌدد ، 01اﻟﺴﻨﺔ ،.2010ص -204
.236
ﻤﺠﻠﺔ، ﻛﻤﺎل ﺒﻤﻘدار و ﻟﯿﻠﻰ ﺤﺴﯿﻨﻲ ،إﺸﻛﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ و أﺜرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﻨﺎء اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ إﻓرﯿﻘﯿﺎ،
اﻟﻤرﻛز اﻟﺠﺎﻤﻌﻲ ﺼﺎﻟﺤﻲ أﺤﻤد ﺒﺎﻟﻨﻌﺎﻤﺔ ﻤﻌﻬد اﻟﺤﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ،اﻟﻌدد 01اﻟﺴﻨﺔ ،2016ص .73 –57
ﻤﻬداوي ﻋﺒد اﻟﻘﺎدر ،ود /ﯿوﺴﻔﺎت ﻋﻠﻲ ﻫﺎﺸم ،ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻟﻤﺤﺎﻛم اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟﻤدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺘطوﯿر ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ
اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ) اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ ﻟﺴﯿراﻟﯿون ﻨﻤوذﺠﺎ( ،اﻟﻤﺠﻠﺔ اﻹﻓرﯿﻘﯿﺔ ﻟﻠدراﺴﺎت اﻟﻘﺎﻨوﻨﯿﺔ و اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ أﺤﻤد دراﯿﺔ ،أدرار،
اﻟﻤﺠﻠد ،02اﻟﻌدد ،02اﻟﺴﻨﺔ دﯿﺴﻤﺒر ،2018ص .87 -72
ﻤﺤﻤد ﺒوﺴﻠطﺎن ،اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ و اﻟﻘﺎﻨون ،ﻤﺠﻠﺔ اﻟﻘﺎﻨون ،اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ و اﻟﺴﻠطﺔ ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘوق ،ﺠﺎﻤﻌﺔ وﻫران ،
اﻟﻌدد 02اﻟﺴﻨﺔ ،2013ص .20 -09
ﻨﺼر اﻟدﯿن ﺒوﺴﻤﺎﺤﺔ ،اﻟﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻤﺠﺎل اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ اﻟﻘﺎﻨون ،اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﺴﻠطﺔ،
ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘوق ،ﺠﺎﻤﻌﺔ وﻫران ،اﻟﺴﻨﺔ ،2013ص .30 -21
وﻟد ﯿوﺴف ﻤوﻟود ،ﻤﺤﺎرﺒﺔ اﻹﻓﻼت ﻤن اﻟﻌﻘﺎب ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺠﯿل اﻟﺜﺎﻟث ﻤن اﻟﻤﺤﺎﻛم اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ :اﻟﻤﺤﺎﻛم
اﻟﻤدوﻟﺔ أو اﻟﻤﺨﺘﻠطﺔ ،دﻓﺎﺘر اﻟﺴﯿﺎﺴﺔ و اﻟﻘﺎﻨون ،اﻟﻌدد 19ﺠوان ،2018ص .766 -751
ﯿوﺒﻲ ﻋﺒد اﻟﻘﺎدر ،ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﯿﺔ ﻓﻲ ﺘﻛرﯿس اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ اﻟﻘﺎﻨون ،اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ و اﻟﺴﻠطﺔ،
ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘوق ،ﺠﺎﻤﻌﺔ وﻫران ،اﻟﻌدد ، 02اﻟﺴﻨﺔ ، 2013ص .91 -81
Ouvrages
Les Articles
Pascal Trulan, « Le Tribunal Spécial pour la sierra Leon, de sa genèse aux premier actes
d’accusation », in Annuaire Africain de Droit International, vol 11, 2003, p 310 318 .