0% found this document useful (1 vote)
976 views13 pages

سكة الدولة الفاطمية

Uploaded by

Wzear Amoun
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as PDF, TXT or read online on Scribd
0% found this document useful (1 vote)
976 views13 pages

سكة الدولة الفاطمية

Uploaded by

Wzear Amoun
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as PDF, TXT or read online on Scribd
You are on page 1/ 13

‫‪ISSN: 2090 – 0449 Online‬‬

‫‪Type of License: CC BY-NC-ND‬‬


‫‪DOAJ API documentation: 359c88a5cecf4f7faa1c2f538c431346‬‬

‫دراﺳﺎت‬

‫]‪íéÚø‰ý]çÏßÖ]î×Âíéfℹ]l]…^ÃÖ‬‬
‫‪ ^⁄qƒç´íéÛ^ËÖ]íÖæ‚Ö]íİÓ‰‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫باحث دكتوراﻩ ي علم ٓالاثار ٕالاسالمية‬
‫ملحق بالحفظ‬
‫املتحف الوط لآلثار القديمة – الجزائر‬

‫‪ ‬‬
‫<‬ ‫<<‬ ‫“‪ ‬‬‫~ ‪ł‬‬
‫‪fl ׺ ÚŁ‬‬
‫ﺗﻌﺘﱪ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺎﻃﻤﻴﺔ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﰲ اﻟﻌﴫ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺬﻫﺒﻲ‪ :‬ﻓﻬﻲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻲ أﺳﺴﻬﺎ اﻟﻔﺎﻃﻤﻴﻮن )أﴎة ﺗﻨﺘﺴﺐ‬
‫ﻟﻠﺪوﺣﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ اﻟﴩﻳﻔﺔ(‪ ،‬ﺳﺎدت ﰲ اﻟﻔﱰة اﳌﻤﺘﺪة ﻣﺎ ﺑني )‪٥٦٧-٢٩٧‬ﻫـ‪١١٧١-٩٠٩/‬م(‪ ،‬وﻫﻲ أﻛرث اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ إﺛﺎرة ﻟﻠﺠﺪل‪،‬‬
‫وﻫﺬا راﺟﻊ‪ :‬ﻟﺨﻠﻔﻴﺎﺗﻬﺎ اﳌﺬﻫﺒﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻨﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ .‬وﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻫﺬا ﺗﻌﺘﱪ ﺣﻠﻘﺔ ﻫﺎﻣﺔ وذﻫﺒﻴﺔ ﰲ ﻣﺴرية ﺗﻄﻮر‬
‫اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺠﻼﺗﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ‪...‬إﻟﺦ‪ .‬واﻟﻬﺪف اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﻫﻮ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ‬
‫ﺑﺴ ٌﻜﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺪوﻟﺔ وﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ )ﰲ ﻃﻮرﻫﺎ اﳌﻐﺮيب(‪ ،‬وﺗﺄﺛري ﻣﺬﻫﺐ اﻟﻔﺎﻃﻤﻴني اﻟﺪﻳﻨﻲ ﰲ ﻧﺼﻮﺻﻬﺎ وﺷﻌﺎراﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻛﻴﻒ‬
‫اﺳﺘﻐﻠﻮﻫﺎ ﻟﻠﱰوﻳﺞ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﺒﺎدﺋﻬﻢ اﳌﺬﻫﺒﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ‪.‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬
‫ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺍﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻜٌﺔ ﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ‬ ‫‪٢٠١٤‬‬ ‫ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ‬ ‫‪١٤‬‬ ‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﺳﺘﻼﻡ ﺍﻟﺒﺤﺚ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ‬ ‫‪٢٠١٤‬‬ ‫ﻣﺎﻳﻮ‬ ‫‪٩‬‬ ‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻗﺒــﻮﻝ ﺍﻟﻨﺸــﺮ‪:‬‬

‫‪‬‬
‫ﻋﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺣﻀﺮﻱ‪" ،‬ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ :‬ﺳﻜٌﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻴﺔ ﻧﻤﻮﺫﺟًﺎ"‪ -.‬ﺩﻭﺭﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‪ -.‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ؛‬
‫ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ‪ .٢٠١٥‬ﺹ ‪.١٢٥ – ١١٣‬‬

‫‪VÅç•ç¹]í‰]…íérãßÚ‬‬ ‫‪₣íÚÿ đ‚Ïş ÚŁ‬‬


‫ي الواقع ال يمكن فهم ال ﺮابط ب ن الوقائع ؤالاحداث التاريخية‬ ‫تعت ﺮ "الدولة الفاطمية" ال سادت ي الف ﺮة املمتدة ما ب ن‬
‫إال بفهم عالقة السببية فيما بي ا‪ ،‬ويقرر املؤرخون أن‪ :‬إبراز‬ ‫)‪٥٦٧-٢٩٧‬هـ‪١١٧١-٩٠٩/‬م( من أك ﺮ الدول ٕالاسالمية إثارة للجدل‪،‬‬
‫ال ﺮابط ب ن تلك ٔالاحداث والوقائع وتوضيح عالقة السببية بي ا‬ ‫وهذا راجع لخلفيا ا املذهبية والسياسة والاجتماعية ال بنيت‬
‫يمكننا نفس ﺮ التطور الذي طرأ ع ى حياة ٔالامم واملجتمعات‬ ‫عل ا‪ ،‬ولكن مع هذا تعت ﺮ تلك الدولة حلقة هامة وذهبية ي مس ﺮة‬
‫والحضارات املختلفة‪ ،‬وتب ن كيف حدث هذا التطور وملاذا حدث‪.‬‬ ‫تطور الحضارة ٕالاسالمية ي كل مجاال ا السياسية والاقتصادية‬
‫ً‬
‫بالتأسيس ع ى هذا فال يمكننا فهم تطور السكة الفاطمية وخاصة‬ ‫فم ْن هم الفاطميون؟ وكيف انقسم‬ ‫والعمرانية والفنية‪...‬الخ‪َ .‬‬
‫ي موضوعا ا ونصوصها وشعارا ا إال من خالل فهم التطور‬ ‫املؤرخون حول تحديد نس م‪ ،‬وكيف اختلفوا حول تسمي م؟ وما‬
‫السياﺳ للدولة والفاطمية‪ ،‬والظروف الصعبة ال واجه ا‪،‬‬ ‫السبب ٔالاساﺳ ي ذلك؟ هل هو مذه م؟ وم ظهرت دول م‬
‫ً‬
‫باإلضافة ‪-‬وهو ال ء ٔالاساﺳ ‪ -‬تم ها املذه وأسسها الفكرية‬ ‫للوجود؟ وما ي السمات ٔالاساسية لتطورها تاريخيا؟ خاصة ي‬
‫والفلسفية‪ .‬من أجل ذلك فقد قسمت موضو ي هذا إ ى محورين‪:‬‬ ‫طورها املغربي قبل انتقالها ملصر منتصف القرن الرابع الهجري؟‬
‫محور أول تاري ي‪ :‬تعرضت فيه بإيجاز للتعريف بالفاطمي ن‬ ‫وكيف روج الفاطميون ملذه م؟ وهل اتخذوا نقودهم وسيلة ي‬
‫وخصوصي م املم ة )ٔالاصول والنسب‪ ،‬التسمية‪ ،‬املذهب الدي (‪،‬‬ ‫ذلك؟‬
‫كما تعرضت لتأسيس دول م ببالد املغرب ودور القبائل ال ﺮبرية ي‬

‫‪١١٣‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ – ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬
‫ٔالاخبار الواهية ما يذهب إليه الكث ﺮ من املؤرخ ن و ٔالاثبات ي‬ ‫ذلك‪ ،‬كما حاولت تبسيط مفهوم امللك لد م‪ ،‬وعرفت ً‬
‫أيضا ببعض‬
‫ً‬
‫العبيدي ن خلفاء الشيعة ي الق ﺮوان والقاهرة‪ ،‬من نف م عن أهل‬ ‫أئم م وخاصة ٔالاربعة ٔالاوائل الذين حكموا ببالد املغرب قبل فتح‬
‫البيت صلوات ﷲ عل م والطعن ي نس م إ ى إسماعيل ٕالامام ابن‬ ‫مصر والانتقال إل ا‪.‬‬
‫ٌ‬
‫جعفر الصادق‪ ،‬يعتمدون ي ذلك ع ى أحاديث لفقت‬ ‫محور ثان تحلي ي‪ :‬تعرضت فيه للتعريف بسك م وتاريخها‬
‫للمستضعف ن من خلفاء ب العباس تز ًلفا إل م بالقدح َ‬
‫فيم ْن‬ ‫ومراحل تطورها‪ ،‬وتأث ﺮ مذه م الدي ي نصوصها وشعارا ا‪،‬‬
‫وتفننا ي الشمات بعدوهم حسبما تذكر بعض هذﻩ‬ ‫ً‬ ‫ناص م‬ ‫وكيف استغلوها لل ﺮويج لبعض مباد م املذهبية والسياسية‬
‫ٔالاحاديث ي أخبارهم ويغفلون عن التفطن لشواهد الواقعات و‬ ‫والفكرية‪.‬‬
‫أدلة ٔالاحوال ال اقتضت خالف ذلك من تكذيب دعواهم و الرد‬
‫_‪  íéÛ^ËÖ]íÖæ‚Ö]è…^iˆqçÚVğ÷æ‬‬
‫عل م{)‪.(٦‬‬
‫‪َ -١‬م ْن هم الفاطميون؟‬
‫الفريق الثاني‪:‬‬
‫الفاطميون أسرة مشرقية‪ ،‬كان أفرادها وزعما ا يعيشون ي‬
‫يكذب ذلك الادعاء‪ ،‬وم م "عبد القاهر البغدادي" الذي قال‪:‬‬ ‫ُ‬
‫القرن الثالث الهجري ي بالد الشام ي قرية هناك تد ى‬
‫}ثم ملا تمادت ٔالايام ظهر املعروف م م بسعيد بن الحس ن بن‬
‫"سلمية")منطقة حماﻩ بسورية(‪ ،‬ادعت تلك ٔالاسرة انتسا ا آلل‬
‫أحمد بن عبد ﷲ بن ميمون بن ديصان القداح‪ ،‬فغ ﺮ اسم نفسه‬
‫البيت الكريم‪ ،‬ومارست السياسة ووقفت ي الصف املعارض‬
‫ونسبه‪ ،‬وقال ألتباعه‪ :‬أنه عبيد ﷲ بن الحس ن بن محمد بن‬
‫للحكم العباﺳ مما جعلها عرضة للمطاردة والقمع‪ ،‬حيث أ ا‪:‬‬
‫إسماعيل بن جعفر الصادق‪ ،‬ثم ظهرت فتنته ي املغرب وأوالدﻩ‬
‫عارضت املذهب الدي للعباسي ن‪ ،‬فكانت شيعية مقابل مذه م‬
‫اليوم مستولون ع ى أعمال مصر{)‪ ،(٧‬كما تحدث "ابن خلدون" ي‬
‫الس ‪ .‬وعارضت نظام حكمهم السياﺳ ‪ ،‬فكانت ترى أن ٕالامامة‬
‫مقدمته عن بعض العلماء الرافض ن النتساب الفاطمي ن إ ى آل‬
‫حق آلل بيت الن ‪-‬ص ى ﷲ عليه وآله وسلم‪) -‬من نسل ع ي‬
‫البيت‪-‬ع‪ -‬فقال‪ ...} :‬لقد أسجل القضاة ببغداد بنف م عن هذا‬
‫وفاطمة الزهراء‪-‬ع‪ ،(-‬بينما النظرية السنية تقول أن الخالفة يجب‬
‫النسب‪ ،‬وشهد بذلك عندهم من أعالم الناس جماعة م م الشريف‬ ‫ً‬
‫ونظرا للخطر الكب ﺮ الذي‬ ‫أن تكون ي أي بطن من بطون قريش‪.‬‬
‫وابن البطحاوي‪ ،‬ومن العلماء أبو حامد‬ ‫الر وأخوﻩ املرت‬
‫أصبح ي دد ٔالاسرة الفاطمية فقد اختارت املعارضة السرية وبثت‬
‫ٔالاسفرايي ‪ ،‬والقدوري‪ ،‬والصيمري‪ ،‬و ابن ٔالاكفاني‪ ،‬ؤالابيوردي‪،‬‬
‫دعا ا وأتباعها ي أوساط ٔالامة املختلفة‪ ،‬وأرسلت بعضهم إ ى‬
‫وأبو عبد ﷲ بن النعمان فقيه الشيعة‪ ،‬وغ ﺮهم من أعالم ٔالامة‬
‫أصقاع بعيدة‪ ،‬م م الداعية املشهور "أبو عبد ﷲ الشي ي" الذي‬
‫ببغداد‪ ،‬ي يوم مشهود وذلك سنة ست ن وأربعمائة ي أيام‬
‫استطاع أن يستميل إ ى أفكارﻩ أفر ًادا من ال ﺮبر ي إحدى سنوات‬
‫القادر‪ ()،‬وكانت شهاد م ي ذلك ع ى السماع ملا اش ر وعرف ب ن‬ ‫ً‬
‫مناسبا لنشر‬ ‫الحج‪ ،‬ثم رحل معهم إل بالد املغرب حيث وجد املناخ‬
‫الناس ببغداد‪ ،‬وغال ا شيعة ب العباس الطاعنون ي هذا النسب‪،‬‬ ‫املذهب الشي ي‪ ،‬والدعوة إ ى الرضا من أهل بيت الن )‪ ،(‬ولم‬
‫فنقله ٕالاخباريون كما سمعوﻩ ورووﻩ حسبما وعوﻩ‪ (٨).{...‬ويرى أنصار‬ ‫تمض مدة قص ﺮة ح استطاع أن يكون قوة كب ﺮة ساهمت ي‬
‫هذا الرأي أن أسرة الفاطمي ن انتحلت النسب الشريف لكسب‬ ‫تأسيس "أول خالفة شيعية ي التاريخ ٕالاسالمي" ي الدولة‬
‫املحب ن‪ ،‬وجمع ٔالانصار‪ ،‬وهذا ملكانة أهل البيت ي قلوب املؤمن ن‬ ‫)‪(١‬‬
‫الفاطمية الشيعية‪.‬‬
‫)ومن أنصار هذا الرأي الكث ﺮ من املؤرخ ن ٔالاقدم ن واملحدث ن(‪ ،‬أما‬ ‫)‪(٢‬‬
‫‪ - ١/١‬إشكالية النسب‪:‬‬
‫أصلهم الحقيقي فهو أ م أسرة عراقية يرجع نس ا إ ى "ميمون‬ ‫انقسم املؤرخون ي تأكيد وتكذيب انتساب الفاطمي ن إ ى آل البيت‬
‫)‪(٩‬‬
‫القداح"‪.‬‬ ‫إ ى فريق ن‪:‬‬
‫أما "ابن كث ﺮ" )من أتباع ابن تيمية الذي اش ر بعداوته‬ ‫الفريق ٔالاول‪:‬‬
‫للشيعة( فيصرح أن‪ :‬الفاطمي ن قد انتحلوا النسب الشريف‪ ،‬وهم‬ ‫يثبت ذلك النسب‪ ،‬ويؤكد أن أصلهم يرجع إ ى ساللة الرسول‬
‫كاذبون أدعياء‪ ،‬وأن نس م غ ﺮ صحيح‪ ،‬ثم ذكر مجموعة من‬ ‫)ص ى ﷲ عليه وآله وسلم(‪ ،‬فهم من أهل البيت )ومن أنصار هذا‬
‫العلماء الذين أنكروا نسب الفاطمي ن إ ى آل البيت وم م‬ ‫الرأي "العالمة ابن ٔالاث ﺮ")‪ (٣‬و"العالمة ابن خلدون")‪ :((٤‬فهم حسب‬
‫"ٕالاسفرايي "‪ ،‬و"الباقالني"‪ ،‬و"القدوري"‪..‬إلخ‪ (١٠)،‬ويضيف "ابن‬ ‫هذا الفريق من ساللة آل بيت الن )‪ (‬ينتسبون إ ى ٕالامام السابع‬
‫كث ﺮ" أن "عبيد ﷲ املهدي"‪ :‬هو مؤسس الدولة العبيدية‪ ،‬وأول‬ ‫"للشيعة ٕالامامية" وهو إسماعيل)‪ (٥‬بن جعفر الصادق )ت‪١٤٨.‬هـ(‬
‫ً‬
‫حاكم ف ا‪ ،‬من أصل ودي؛ كان صباغا ي مدينة "سلمية"‪،‬‬ ‫بن محمد الباقر )ت‪١١٤.‬هـ( بن ع ي زين العابدين )ت‪٩٥.‬هـ( بن‬
‫ُويعرف باسم سعيد بن أحمد بن محمد بن عبد ﷲ بن ميمون‬ ‫ٕالامام الحس ن الشهيد )ت‪٦١.‬هـ( بن أم ﺮ املؤمن ن ع ي بن أبي‬
‫ً‬
‫القداح‪ ،‬الذي كان كحاال يقدح العيون‪ (١١).‬أما "ابن عذاري" فيقول‪:‬‬ ‫طالب‪ -‬عليه السالم‪)-‬ت‪٤٠.‬هـ( من زوجته الطاهرة السيدة فاطمة‬
‫}وأما نسب عبيد ﷲ الذي تسم باملهدي‪ ،‬فإن اسمه سعيد وإنما‬ ‫الزهراء البتول‪-‬عل ا السالم‪ .-‬ويرى "ابن خلدون" أن الطعن ي‬
‫تسم بعبيد ﷲ ليخفي أمرﻩ{‪ (١٢).‬وبالتا ي فذاك الرجل ال تربطه أي‬ ‫نسبه جاء بإيعاز من أعدا م العباسي ن فيقول ي مقدمته‪ ...} :‬ومن‬

‫‪١١٤‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ – ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬
‫إمام معصوم‪ ،‬يقوم بالحق‪ ،‬ع ى زعمهم؛ ف ﺮسل دعاة إ ى سائر‬ ‫عالقة نسب بالدوحة النبوية الشريفة‪ ،‬وأن نسبه منحول الشك ي‬
‫النوا ي‪ ،‬فال ينجح لهم س ي‪ .‬ثم تفاوضوا وتراسلوا ع ى أن يرسلوا‬ ‫ذلك‪-‬حسب أنصار هذا الرأي‪ ،-‬وليس الفاطميون إال قرامطة‬
‫داعيا إ ى املغرب‪ ،‬يدعو الناس إ ى التدين بحب آل البيت‪ ،‬وتكاتبوا‬ ‫ً‬ ‫)‪(١٣‬‬
‫متسلطون من أصحاب العقائد املست ﺮة‪.‬‬
‫ً‬
‫من سائر ٓالافاق‪ ،‬فاختاروا م م رجال ذا فهم‪ ،‬وفصاحة وجدال‪،‬‬ ‫‪ -٢/١‬إشكالية التسمية‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ومعرفة‪ ،‬يسم أبا عبد ﷲ الصنعاني‪ ،‬وجمعوا له ماال يتقوى به‬ ‫تبعا الختالف العلماء وك ﺮة جدلهم ي تأكيد أو تفنيد انتساب‬
‫الفاطمي ن آلل البيت‪ ،‬فقد اختلفت تسمي م ً‬
‫أيضا‪ :‬فأما الفريق الذي‬
‫ع ى سفرﻩ‪ ،‬فسار أبو عبد ﷲ هذا إ ى موسم الحج ليجتمع به مع‬
‫من يحج تلك السنة من أهل املغرب‪ ،‬ويذوق أخالقهم‪ ،‬ويطلع ع ى‬ ‫يثبت ذلك النسب الشريف فيسم م بـ "الفاطمي ن" أل م ينتسبون إ ى‬
‫)‪(٢٧‬‬
‫مذاه م‪ ،‬ويتحيل ع ى سبيل امللك بضعيف الحيل‪.{...‬‬ ‫السيدة فاطمة الزهراء‪-‬عل ا السالم‪ (١٤).-‬أما الفريق الذي ينفي ذلك‬
‫و ي أحد مواسم الحج تمكن من استمالة مجموعة من رجال‬ ‫النسب فيسم م بـ"العبيدي ن" نسبة ملؤسس دول م "عبيد ﷲ بن‬
‫"كتامة" فعرضوا عليه أن يرافقهم ي سفر م عائدين إ ى بالدهم‬ ‫محمد املهدي"‪ ،‬ويطلق السيوطي ع ى دولتھم اسم" الدولة العبيدية‬
‫وٕالاقامة معهم‪ ،‬و"كتامة" كما يذكر ذلك ابن خلدون من أعظم‬ ‫الخبيثة"‪ (١٥).‬وسماهم البعض الباطنية أل م قالوا بتأويل القرآن‪،‬‬
‫بأسا وقوة‪ ،‬وأطولهم ً‬
‫باعا بامللك‪،‬‬ ‫قبائل ال ﺮبر‪...} :‬باملغرب وأشدهم ً‬ ‫واعتقدوا أن للقرآن مع ظاهر يفهمه العامة ومع باطن ال يفهمه‬
‫عند نسابة ال ﺮبر من ولد كتام بن برنس‪ (...)،‬ونسابة العرب يقولون‬ ‫إال الخاصة وهم ٔالائمة‪ ،‬فتلك ي الحكمة ال تلقن للمستجيب ن‬
‫)‪(١٦‬‬
‫إ م من حم ﺮ{‪ (٢٨)،‬ويضيف ابن خلدون أن موطن "كتامة" كان‪:‬‬ ‫للدعوة‪.‬‬
‫}‪...‬بأرياف قسنطينة إ ى تخوم بجاية غربا إ ى جبل أوراس من ناحية‬ ‫‪َ -٢‬م ْن هم الشيعة ٕالاسماعيلية؟‬
‫القبلة{‪ ،‬ومن أهم مناطقهم وديارهم ومراكز ثقلهم يعدد لنا ابن‬ ‫الفاطميون هم أحدى فرق الشيعة‪ ،‬من طائفة تسم‬
‫خلدون‪} :‬ايكجان وسطيف وبغاية‪ ..‬وبلزمة‪ ..‬وميلة وقسنطينة‪..‬‬ ‫"ٕالاسماعيلية" أك ﺮ الطوائف الشيعية إثارة للجدل‪ (١٧):‬والشيعة ي‪:‬‬
‫)‪(٢٩‬‬
‫والقل وجيجل‪.{..‬‬ ‫الجماعة ال تشيعت لع ي بن أبي طالب )ر ﷲ عنه( ي صراعه‬
‫كان الدا ي "أبي عبدﷲ الشي ي" ع ى علم بالكث ﺮ من‬ ‫ضد "معاوية")‪ ،(١٨‬وبدأت الشيعة كفرقة سياسية أو حزب سياﺳ ‪،‬‬
‫دينيا ومدرسة فلسفية‪ ،‬واجهت‬ ‫مذهبا ً‬
‫ً‬ ‫وتطورت إ ى أن صارت‬
‫التفاصيل حول قبيلة" كتامة" ومواط ا ومنع ا وك ﺮة جموعها ي‬
‫)‪(١٩‬‬
‫بالد املغرب‪ ،‬لذا فقد وافق ع ى طلب أعيان "كتامة" باملس ﺮ معهم‬ ‫الاتجاﻩ الس الذي اعتقد به جمهور عريض من ٔالامة‪ .‬اعتقد‬
‫إ ى بالدهم‪ ،‬ووصل إ ى أرض "كتامة" ي املغرب ٔالاوسط واستقر ي‬ ‫الشيعة أن ٕالامامة شأن أعظم وأجل من أن ي ﺮك لألمة كي تبت‬
‫قرية "ايكجان"‪ (٣٠)،‬وسرعان ما التف "الكتاميون" حول دعوته‪،‬‬ ‫فيه‪ ،‬فﻬ أصل من أصول الدين‪ ،‬فال يجوز بنظرهم أن ي ﺮك الن‬
‫ً‬
‫وراعيا يقودها‪ ،‬فالرا ي إذا‬ ‫ٔالامة قبل أن يع ن لها ً‬
‫إماما يسوسها‪،‬‬
‫وانخرطوا ي مذهبه‪ ،‬فجيش الجيوش)‪ ،(٣١‬وانطلق ي مهمته‪ ،‬حيث‬
‫ع ى ٓالاغالبة واحتل عاصم م "رقادة" سنة ‪٢٩٦‬هـ‪ ،‬و يأت‬ ‫ق‬ ‫ترك غنمه لوحدها أوشكت الذئاب أن تف ﺮسها وت ش لحومها‪،‬‬
‫الظروف الستقدام "عبيد ﷲ املهدي" من املشرق وإعالن إمامته‬ ‫والنتيجة أن ﷲ أمر الن )‪ (‬بتبليغ الناس بوالية ع ي‪ ،‬ثم تنتقل‬
‫)‪(٢٠‬‬
‫ً‬
‫متخفيا‬ ‫أمام الناس‪ (٣٢).‬ل "املهدي" الدعوة وقدم من املشرق‬ ‫ٕالامامة والخالفة ي عقبه إ ى أن يرث ﷲ ٔالارض ومن عل ا‪.‬‬
‫مست ًﺮا غ ﺮ أنه وقع ي أيدي أم ﺮ "سجلماسة" الذي حبسه بإيعاز‬ ‫تعرض الشيعة الضطهاد كب ﺮ من طرف السلطات‬
‫غالبا ي سرية تامة‪.‬‬‫املركزية)ٔالاموي ن والعباسي ن(‪ ،‬ولذا فقد ناضلوا ً‬
‫من العباسي ن‪ .‬غ ﺮ أن الدا ي الشي ي "أبي عبد ﷲ" تمكن من‬
‫رسميا ً‬
‫إماما‬ ‫ً‬ ‫تجنيد ال ﺮبر وتخليص "املهدي" من ٔالاسر‪ ،‬وأعلنه‬ ‫ثم تفرقت الشيعة إ ى طوائف وفرق متعددة أهمها "الاثنا‬
‫للناس وخليفة عل م‪ (٣٣)،‬ويذكر أبو "عبد ﷲ الص ا ي" أن "الدا ي‬ ‫عشرية"‪ (٢١)،‬و"الزيدية"‪ (٢٢)،‬و"ٕالاسماعيلية"‪ ،‬وم ا "الفاطميون"‪.‬‬
‫الشي ي"‪} :‬توجه ‪...‬إ ى سجلماسة ي سنة ‪٢٩٦‬هـ وأحاط ا وحازها‬ ‫و"ٕالاسماعيلية" ي نسبة إ ى ٕالامام "إسماعيل بن جعفر‬
‫وافتتحها‪ ،‬واستنقذ عبيد ﷲ وابنه القاسم‪ ...‬وسلم عليه باإلمامة‬ ‫الصادق"‪ (٢٣)،‬الذي ال يع ﺮف بإمامته "ٕالاثنا عشرية"‪ (٢٤)،‬ويقول‬
‫)‪(٣٤‬‬
‫ي شهر ربيع ٓالاخر سنة‪٢٩٧‬هـ{‪.‬‬ ‫"ٕالاسماعيليون" أن ٔالائمة م م الظاهرون ح "إسماعيل ٕالامام"‪،‬‬
‫‪ -٢/٣‬مرحلة الدولة‪:‬‬ ‫ثم يل م ٔالائمة املست ﺮون ح انتصار دعوة "عبيد ﷲ املهدي‬
‫)‪(٢٥‬‬
‫استطاع "أبو عبد ﷲ الشي ي" أن ينﻬ حكم ٓالاغالبة ي‬ ‫ٕالامام"‪.‬‬
‫الق ﺮوان ثم حكم الرستمي ن ي تاهرت‪ ،‬وبنو مدرار ي سجلماسة‪،‬‬ ‫‪ -٣‬تأسيس الدولة الفاطمية ي بالد املغرب‬
‫ثم سيطر ع ى الق ﺮوان‪ ،‬وأخذ البيعة "لعبيد ﷲ املهدي" سنة‬ ‫‪ -١/٣‬مرحلة التأسيس‪:‬‬
‫رسميا مرحلة الدعوة وتبدأ مرحلة الدولة‬ ‫ً‬ ‫‪٢٩٧‬هـ‪٩١٠/‬م‪ ،‬لتنﻬ‬ ‫بدأت هذﻩ املرحلة بقدوم "أبي عبد ﷲ الشي ي" إ ى بالد‬
‫الفاطمية ي ف ﺮ ا املغربية‪.‬‬ ‫املغرب‪ ،‬وبدء دعوته ي أوساط ال ﺮبر من كتامة لوالية أهل البيت‪،‬‬
‫والواقع أن الظروف السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية كلها‬
‫كانت مهيأة النتشار الدعوة الفاطمية‪ (٢٦).‬ويذكر "ابن عذاري" أن‪:‬‬
‫}‪...‬الشيعة منذ مات ع ى ابن أبي طالب )ر ﷲ عنه( تدعو إ ى‬

‫‪١١٥‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ – ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬
‫‪ٕ ‬الامام املعز لدين ﷲ )‪٣٤١‬هـ‪٣٦٥-‬هـ(‪ :‬هو "معد بن إسماعيل‬ ‫نمط الحكم عند الفاطمي ن‪:‬‬
‫املنصور"‪ ،‬وكنيته أبو تميم‪ٕ ،‬الامام الفاطم الرابع)‪ ،(٤٦‬وآخرهم‬ ‫)‪(٣٥‬‬
‫يرى الدارسون للتاريخ السياﺳ الفاطم أن مفهوم امللك‬
‫ي ف ﺮة الدولة الفاطمية ي بالد املغرب)‪ .(٤٧‬بسط "املعز لدين‬ ‫لدى الفاطمي ن قائم ع ى أساس "مذه م الشي ي ٕالاسماعي ي"‪،‬‬
‫أعداءﻩ‪ ،‬وعم‬ ‫ﷲ" نفوذﻩ ع ى املنطقة‪ ،‬ودعم حكمه وأق‬ ‫و"الحكم" و"ٕالامامة" عندهم أصل من أصول الدين مسند إ ى آل‬
‫ٔالامان ي زمانه‪ ،‬وس ى للسيطرة ع ى مصر‪ ،‬خاصة بعد وفاة‬ ‫البيت النبوي‪-‬عل م السالم‪ -‬ال ينازعهم فيه إال ظالم‪ ،‬وي ﺮتب عن‬
‫حاكمها باسم العباسي ن "كافور ٕالاخشيدي" سنة ‪٣٥٥‬هـ‪ ،‬حيث‬ ‫هذا أن ٕالامامة السياسية والدينية يحصل عل ا ٔالائمة من أهل‬
‫اضطربت البالد‪ ،‬والحت الفرصة للمعز لالستيالء عل ا وضمها‬ ‫البيت وراثة إ ى ان اء الزمن وقيام الساعة‪ ،‬وبحسب هذﻩ النظرية‬
‫مللكه‪ ،‬فحشد الجيوش املدربة‪ ،‬وأعد العدة‪ ،‬وع ن "جوهر‬ ‫فقد توا ى ع ى الحكم الفاطم "املهدي" وساللته‪ ،‬وسنذكر هنا‬
‫)‪(٤٨‬‬
‫عاما‪ ،‬وس ﺮﻩ إ ى مصر‪.‬‬ ‫الصق ي" ً‬
‫قائدا ً‬ ‫أبرزهم فقط وخاصة م م أولئك الذين حكموا ي ف ﺮة قيام الدولة‬
‫ي املغرب قيل أن تنتقل إ ى مصر‪:‬‬
‫‪ -٤‬انتقال الفاطمي ن إ ى مصر‪:‬‬ ‫‪ٕ ‬الامام عبيد ﷲ املهدي )‪297‬هـ‪322-‬هـ(‪ :‬أول خلفاء الفاطمي ن‪،‬‬
‫تمكن "جوهر الصق ي" سنة ‪٣٥٨‬هـ من دخول مصر‪ ،‬وبسط‬ ‫شجاعا‪ (٣٦)،‬سيطر ع ى‬‫ً‬ ‫ً‬
‫شهما‪،‬‬ ‫يقول ابن كث ﺮ عنه أنه كان‬
‫سيطرته عل ا وفرض ٔالامن ي البالد‪ ،‬والقضاء ع ى أي تمرد‪ ،‬وأعلن‬ ‫الق ﺮوان‪ ،‬ثم بسط نفوذﻩ ع ى أجزاء واسعة من بالد املغرب‪،‬‬
‫تبعي ا للخالفة الفاطمية‪ ،‬وأسس "القاهرة"‪ ،‬لتكون حاضرة جديدة‬ ‫غ ﺮ أن املعارضة لعلماء الق ﺮوان السنة ملذهب الفاطمي ن قد‬
‫ً‬
‫للدولة الفاطمية‪ ،‬واتخذ ف ا القصور واملساجد والبيوت‬ ‫اشعر "املهدي" بعدم الاطمئنان‪ ،‬خاصة وأن الناس كانوا‬
‫والحمامات والطرقات‪...‬إلخ‪ ،‬واستعد الستقبال ٕالامام "املعز لدين‬ ‫يح ﺮمون رأي العلماء ويتبعو م‪ ،‬ولذلك رأى أن يتخذ عاصمة‬
‫ﷲ"‪ (٤٩).‬اتخذ "املعز" قرارﻩ ال ائي بنقل حاضرة دولته من بالد‬ ‫جديدة ال ينقل إل ا إال املخلص ن له ولدعوته‪ ،‬فب "املهدية"‬
‫)‪(٣٧‬‬
‫املغرب إ ى مصر‪ ،‬فجهز نفسه وأسرته وقواته وأتباعه‪ ،‬وتوجه إ ى‬ ‫ع ى الساحل التونﺴ سنة )‪٣٠٨‬هـ‪٩٢٠/‬م( وانتقل إل ا‪.‬‬
‫مصر ودخلها ي ‪ ٢٣‬شعبان سنة )‪٣٦٢‬هـ‪ /‬ماي‪٩٧٣‬م(‪ ،‬ووكل بأمر‬ ‫والواقع أن "املهدي" قد تخلص من أعدائه واملناوئ ن له‪ ،‬وم م‬
‫إفريقية وبالد املغرب ٔالام ﺮ "بلك ن بن زيري امللقب أبو الفتوح‬ ‫الدا ي الشي ي نفسه‪ (٣٨)،‬فيذكر "ابن عذاري" أن "املهدي" ملا‬
‫)‪(٥٠‬‬
‫الص ا ي"‪.‬‬ ‫تمكن من امللك‪} :‬قتل أبا عبد ﷲ الدا ي وأخاﻩ‪ ،‬وانتقم ﷲ‬
‫استقبل "جوهر الصق ي" وأعيان مصر الخليفة ي القاهرة‪،‬‬ ‫م ما‪ ،‬ع ى يدي َم ْن سعيا له‪ ،‬وقتال الخلق بسببه‪ ،‬ح أخرجاﻩ‬
‫ومنذ ذلك التاريخ أصبحت املقر الرسم للدولة الفاطمية‪ ،‬ال‬ ‫من حبس سجلماسة‪ ،‬وسلما له ي امللك‪ ،‬ولم يقيما معه إال سنة‬
‫الحقا إ ى املشرق‪ ،‬فضمت بالد الشام وأرض‬ ‫استطاعت أن تتوسع ً‬ ‫أو نحوها{‪ (٣٩).‬وبعد أن استتب له ٔالامر ي بالد املغرب س ى‬
‫الحجاز‪ ،‬وهددت الخليفة العباﺳ ببغداد‪ .‬وبداية من هذا التاريخ‬ ‫لالستيالء ع ى مصر‪ ،‬غ ﺮ أن كل حمالته باءت بالفشل‪ ،‬وتو ي‬
‫ستبدأ الف ﺮة الثانية من الدولة الفاطمية وال ستستمر إ ى غاية‬ ‫)‪(٤٠‬‬
‫أخ ًﺮا باملهدية سنة )‪٣٢٢‬هـ‪٩٣٤/‬م(‪.‬‬
‫سقوط الخالفة ع ى يد "صالح الدين ٔالايوبي" سنة ‪١١٧١‬م‪ .‬أخ ًﺮا‬ ‫‪ٕ ‬الامام القائم بأمر ﷲ )‪٣٢٢‬هـ‪٣٣٤-‬هـ(‪ :‬هو "أبو القاسم محمد‬
‫وبعد هذا العرض التاري ي املوجز ال يسعنا إال أن نقول أن الدولة‬ ‫بن عبيد ﷲ املهدي "‪ ،‬الخليفة الثاني للفاطمي ن‪ ،‬تو ى الحكم‬
‫الفاطمية وصلت لذروة مجدها زمن املعز ح أ ا‪:‬‬ ‫بعد املهدي سنة ‪٣٢٢‬هـ)‪ ،(٤١‬اش ر بشجاعته وهيبته وتسلطه‪،‬‬
‫‪ ‬نافست بكل قوة الخالفة العباسية ي بغداد‪ ،‬وكادت ي ف ﺮات‬ ‫اندلعت ثورة "أبويزيد مخلد بن كيداد صاحب الحمار الخار ي"‬
‫ع ى العباسي ن وتحكم‬ ‫معينة من تاريخها الحافل أن تق‬ ‫ي عهدﻩ‪ ،‬والذي استطاع أن يجمع الكث ﺮ من القبائل ي صفه‬
‫سيطر ا ع ى كل املجال الذي سيطرت عليه دول م‪.‬‬ ‫وسيطر ع ى أرجاء واسعة من املغرب ن ٔالاوسط ؤالادنى‪ ،‬وس ى‬
‫‪ ‬شكلت حلقة ھامة ي التطور الحضاري للمسلم ن‪ ،‬وقدمت‬ ‫للقضاء ع ى الفاطمي ن إ ى ٔالابد‪ .‬ووافت املنية "القائم بأمر ﷲ"‬
‫جديدا كان قد بدأ يخفت لدى العباسي ن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫زخما‬ ‫)‪(٤٢‬‬
‫دون أن يتمكن من إ اء فتنته‪.‬‬
‫‪ ‬السيطرة ع ى بعض جزر البحر املتوسط الهامة وم ا "صقلية"‪.‬‬ ‫‪ٕ ‬الامام املنصور باهلل )‪٣٣٤‬هـ‪٣٤١-‬هـ(‪ :‬هو "أبو طاهر إسماعيل‬
‫‪ ‬إسناد حكم افريقية واملغرب ٔالاوسط لص اجة ممثلة ي‬ ‫بن القائم بن املهدي"‪ ،‬ثالث أئمة الفاطمي ن‪ ،‬اش ر بشجاعته‬
‫الدولت ن "الزيرية")‪ (٥١‬و"الحمادية")‪.(٥٢‬‬ ‫وبطولته وفصاحته‪ ،‬وكرمه‪ ،‬وعدله ب ن الرعية)‪ ،(٤٣‬يقول "أبو‬
‫ً‬
‫‪ ‬السيطرة ع ى بالد الشام وأجزاء من الحجاز بما فيه املدن‬ ‫عبد ﷲ الص ا ي" عنه‪} :‬ولم يكن ي ب عبيد مثله‪ ،‬وكان بطال‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫املقدسة)مكة املكرمة واملدينة املنورة(‪.‬‬ ‫فصيحا‪ ،‬يخ ﺮع الخطبة لوقته{‪ (٤٤).‬يعود له الفضل‬ ‫شجاعا بليغا‬
‫ي القضاء ع ى ثورة الخوارج بزعامة "أبي يزيد صاحب الحمار"‪،‬‬
‫وبمساندة أمراء ص اجة )الزيريون(‪ ،‬الذين سيكون لهم مستقبل واعد‬
‫)‪(٤٥‬‬
‫تحت ظل الفاطمي ن‪.‬‬

‫‪١١٦‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ – ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬
‫‪ íéÛ^ËÖ]í×ÛÃÖ]î×Âíéfℹ]l]…^ÃÖ]V^⁄éÞ^m‬‬ ‫‪ -٥‬اية الفاطمي ن‪:‬‬
‫يقسم العلماء تطور العملة الفاطمية إ ى عدة مراحل ترتبط ً‬
‫أيضا‬ ‫لن نتطرق لتاريخ الدولة الفاطمية بعد انتقالها ملصر فما منا‬
‫بتطور دول م من الظهور والتأسيس إ ى مرحلة القوة وبسط‬ ‫هو تاريخها ومس ﺮ ا ي طورھا املغربي‪ ،‬ولكن نقول للختام أنه و ي‬
‫السيطرة‪ ،‬وأخ ًﺮا مرحلة ٔالافول وال اية‪.‬‬ ‫مصر‪ ،‬توا ى ع ى حكم الدولة ي آخر عهدها مجموعة من ٔالائمة‬
‫‪ -١‬النقود املضروبة وفق الطراز العباﺳ ‪:‬‬ ‫صغار السن )أطفال ي بعض ٔالاحيان(‪ ،‬كانوا ضعاف الشخصية‪،‬‬
‫‪ -١/١‬نقود "أبو عبد ﷲ الشي ي"‪:‬‬ ‫فأصبحوا ألعوبة بيد الوزراء املستبدين الذين تحكموا ي كل‬
‫يرى املختصون ي علم املسكوكات أن "أبو عبد ﷲ الشي ي"‬ ‫دواليب الدولة ومفاصلها‪ ،‬ووظفوها لتحقيق مآر م الخاصة مهمل ن‬
‫ً‬
‫إهماال ّ‬
‫ع ى ٓالاغالبة ودخل عاصم م‬ ‫رجل الدولة الفاطم ‪ ،‬وملا ق‬ ‫تاما‪ ،‬بل م م من قام بالتخطيط للمؤامرات‬ ‫شئون الدولة‬
‫"رقادة" وأنﻬ حكمهم )كإمارة مستقلة تتبع اسميا الخالفة‬ ‫الخبيثة الغتيال ٔالائمة‪ ،‬والتخلص من املنافس ن‪ ،‬والتحالف مع‬
‫العباسية ببغداد(‪ ،‬فإنه لم يقم بتغي ﺮ طراز السكة ال ضربوها‬ ‫أعداء ٔالامة‪ (٥٣)،‬وهو ما سيكون له عواقب وخيمة وآثار مدمرة ع ى‬
‫وأيضا من حيث وز ا وقطرها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وذلك من حيث الحجم والشكل‬ ‫مس ﺮة الدولة الفاطمية‪ ،‬ال توالت عل ا وع ى حكامها ورعي ا‬
‫)الذي ضربه ٔالاغالبة باسم‬ ‫)‪(٥٧‬‬ ‫ً‬
‫عموما مماثلة للطراز العباﺳ‬ ‫فﻬ‬ ‫ٔالايام الحزينة‪ ،‬وازدادت ف ا ٔالاوضاع سوءا ُ‬
‫وعم الفساد والتفسخ‪،‬‬
‫الخليفة العباﺳ (‪ ،‬غ ﺮ أنه أضاف شعارات جديدة لم تكن مألوفة‬ ‫وتحتم لعجلة التاريخ أن تدور دور ا املقدرة‪ ،‬وظهر قائد كب ﺮ هو‬
‫من قبل‪ ،‬وتش ﺮ إ ى بروز قوة جديدة بأفكار ومبادئ جديدة‪:‬‬ ‫"صالح الدين ٔالايوبي"‪ ،‬الذي استوزرﻩ آخر الخلفاء الفاطمي ن‬
‫‪ -‬نموذج الدينار ٔالاغل )‪ :(٥٨‬ضربه ٔالام ﺮ "إبراهيم بن أحمد‬
‫)‪(٥٤‬‬
‫"العاضد" )‪٥٥٥‬هـ‪٥٦٧/‬هـ‪١١٦٠-‬م‪١١٧١/‬م(‪ ،‬غ ﺮ أن "صالح الدين"‬
‫ٔالاغل " )‪٢٨٩-٢٦١‬هـ(‬ ‫لم يكن يعمل بأوامرﻩ‪ ،‬بل كان يل م بأوامر امللك "نور الدين‬
‫الهامش بسم ﷲ ضرب هذا الدينار)ال ذكر ملكان‬ ‫زنكي")‪ ،(٥٥‬حاكم الشام باسم العباسي ن‪ ،‬والذي أمر "صالح الدين‬
‫الضرب( سنة‪)..‬ف ﺮة حكمه(‬ ‫ٔالايوبي" بقطع الخطبة للفاطمي ن‪ ،‬وإعالن الدعوة للخليفة الس‬
‫غلب‬ ‫ي بغداد‪ ،‬وهو ما تحقق فعال سنة )‪٥٦٧‬هـ‪١١٧١/‬م(‪ ،‬لتنتﻬ دولة‬
‫)‪(٥٦‬‬
‫محمد‬ ‫الوجه‬ ‫الفاطمي ن إ ى ٔالابد‪.‬‬
‫رسول‬ ‫املركز‬
‫ﷲ‬ ‫سلسلة ٔالائمة الفاطميون‬
‫إبراهيم‬ ‫ف ﺮة حكمه‬ ‫ٕالامام‬ ‫تسلسل‬
‫الهامش محمد رسول ﷲ أرسله بالهدى ودين الحق‬ ‫‪ 1‬عبيد ﷲ ‪297‬هـ‪٣٢٢-‬هـ‬
‫املهدي‬ ‫الفاطميون‬
‫ليظهرﻩ ع ى الدين كله‬ ‫الظهر‬
‫‪322‬هـ‪٣٣٤-‬هـ‬ ‫‪ 2‬القائم‬ ‫ي بالد‬
‫ال اله إال‬
‫‪334‬هـ‪٣٤١-‬هـ‬ ‫‪ 3‬املنصور‬ ‫املغرب‬
‫ﷲ وحدﻩ‬ ‫املركز‬
‫ال شريك له‬ ‫‪341‬هـ‪٣٦٥-‬هـ‬ ‫املعز‬ ‫‪4‬‬
‫‪ -‬مقارنة مع النموذج ٔالاول‪ :‬للدينار الذه الذي ضربه "أبو عبد‬ ‫‪365‬هـ‪٣٨٦-‬هـ‬ ‫العزيز‬ ‫‪5‬‬
‫ﷲ الشي ي " ي الق ﺮوان سنة ‪٢٩٦‬هـ‪:‬‬ ‫‪386‬هـ‪٤١١-‬هـ‬ ‫الحاكم‬ ‫‪6‬‬
‫الهامش محمد رسول ﷲ أرسله بالهدى ودين‬ ‫‪411‬هـ‪٤٢٧-‬هـ‬ ‫الظاهر‬ ‫‪7‬‬
‫الحق ليظهرﻩ ع ى الدين كله‪.‬‬ ‫الوج ــه‬ ‫‪427‬هـ‪٤٨٧-‬هـ‬ ‫املستنصر‬ ‫‪8‬‬
‫ال إله إال‬ ‫‪487‬هـ‪٤٩٥-‬هـ‬ ‫املستع ي‬ ‫الفاطميون ‪9‬‬
‫ﷲ وحدﻩ‬ ‫املركز‬ ‫‪495‬هـ‪٥٢٤-‬هـ‬ ‫ٓالامر‬ ‫ي مصر ‪10‬‬
‫ال شريك له‬ ‫‪524‬هـ‪٥٤٤-‬هـ‬ ‫الحافظ‬ ‫‪11‬‬
‫بسم ﷲ ضرب هذا الدينار بالق ﺮوان‬ ‫الهامش‬ ‫‪544‬هـ‪٥٤٩-‬هـ‬ ‫الظافر‬ ‫‪12‬‬
‫سنة ست وتسع ن ومايت ن‬
‫‪549‬هـ‪٥٥٥-‬هـ‬ ‫الفائز‬ ‫‪13‬‬
‫الحمد هلل‬
‫الظه ــر‬ ‫‪ 555‬هـ‪-‬‬ ‫العاضد‬ ‫‪14‬‬
‫محمد‬
‫رسول‬ ‫املركز‬ ‫‪٥٦٧‬هـ‬
‫ﷲ‬
‫رب العامل ن‬

‫‪١١٧‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ – ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬
‫مسئول عن إيصال ٔالاوامر والبالغات إ ى دعاة ٔالاقاليم‪ ،‬ويعت ﺮ‬ ‫ي هذا الدينار حذف "أبو عبد ﷲ الدا ي الشي ي" العبارات‬
‫أم ن عام ع ى ٔالاسرار والبالغات‪ ،‬وله حق مفاتحة ومناقشة‬ ‫الدالة ع ى ٔالاغالبة و ي "غلب" واسم ٔالام ﺮ ٔالاغل ‪ ،‬ودون أن يضرب‬
‫)‪(٦٢‬‬
‫املخالف ن دون إذن دا ي الدعاة‪.‬‬ ‫اسمه وال اسم َم ْن كان يدعو إلمامته‪ ،‬فقد أضاف عبارات جديدة‬
‫)‪(٦٣‬‬
‫أما كلمة "الحجة"‪ :‬فﻬ كلمة عربية بمع ال ﺮهان‪ ،‬و ي‬ ‫‪‬‬ ‫ع ى مركز الظهر تمثلت ي "الحمد هلل"‪ ،‬و"رب العامل ن"‪ ،‬و ي عبارات‬
‫جوابا‪ ،‬و ي تطلق‬ ‫الدليل القاطع الذي يفحم الخصم فال يجد ً‬ ‫أراد ا أن يحمد ﷲ ع ى الانتصارات الباهرة ال حققها ي ظرف‬
‫)‪(٦٤‬‬
‫ع ى َم ْن يحاول إثبات الحق وع ى َم ْن يحاول إثبات الباطل‪.‬‬ ‫وج حيث تمكن من القضاء ع ى دولة "ٔالاغالبة" وأج ﺮ‬
‫ويذكر "فرهاد دف ﺮي" )املختص ي تاريخ ٕالاسماعيلي ن( أن "أبا‬ ‫‪‬‬ ‫"الرستمي ن" ع ى مغادرة عاصم م ٔالاو ى "تاهرت"‪ ،‬وال شك أن تلك‬
‫عبد ﷲ الدا ي الشي ي" وبعد قضائه ع ى ٔالاغالبة وسيطرته‬ ‫العبارات ي من الذكر الدي ٕالاسالمي وال تش ﺮ إ ى تمذهب قائلها‪.‬‬
‫ع ى الق ﺮوان‪ ،‬احتفل بانتصار "أنصار الحق"‪ ..} :‬كما كان يطلق‬
‫ع ى ٕالاسماعيلي ن من بربر كتامة‪ ،‬وقام ع ى الفور بتعي ن والة‬ ‫‪ -‬النموذج الثاني‪ :‬هو دينار ذه ضربه "أبو عبد ﷲ الشي ي" ي‬
‫جددا ع ى كل مدينة وأدخل النموذج الشي ي من ٓالاذان أو‬ ‫ً‬ ‫الق ﺮوان سنة ‪٢٩٧‬هـ‪:‬‬
‫الدعوة إ ى الصالة‪ ،‬وأضاف إ ى خطبة صالة الجمعة أيضا‬ ‫محمد رسول ﷲ أرسله بالهدى‬ ‫الهامش‬
‫الصالة ع ى أهل البيت‪ ،‬لكنه امتنع عن ذكر اسم املهدي الذي‬ ‫ودين الحق ليظهرﻩ ع ى الدين كله‪.‬‬ ‫الوج ــه‬
‫كان ال يزال ي سجلماسة‪ ،‬وآذنت النقود ال ضر ا أبو عبد‬ ‫بلغت‬
‫ً‬
‫شيعيا‬ ‫ً‬
‫تقليدا‬ ‫ﷲ حديثا بمقدم "حجة ﷲ" وهو ما يعكس‬ ‫ال إله إال‬ ‫املركز‬
‫إماميا أقدم استخدم مصطل ي "الحجة أو حجة ﷲ" وٕالامام‬ ‫ً‬
‫ﷲ وحدﻩ‬
‫)‪(٦٥‬‬
‫ع ي م ﺮادفان ملع واحد{‪.‬‬ ‫ال شريك له‬
‫أيضا من املصطلحات املألوفة لدى الشيعة‪ ،‬ويرى‬ ‫و"الحجة" ً‬ ‫‪‬‬
‫حجة ﷲ‬
‫ٕالاسماعيلية‪-‬م م‪ -‬أن "الحجة" من املراحل ٔالاو ى للمعرفة‪،‬‬
‫بسم ﷲ ضرب هذا الدينار بالق ﺮوان‬ ‫الهامش‬
‫ويقولون أن "ٕالامام" و"الحجة" و"الدا ي" من أركان وركائز‬
‫سنة سبع وتسع ن ومايت ن‬ ‫الظه ــر‬
‫املذهب ٕالاسماعي ي‪ ،‬و ي من مراتب العارف ن‪ ،‬ويبلغ عددها‬
‫تفرق‬
‫لد م سبع مراتب أو تسع مراتب‪ ،‬وال يصل أغلب املج دين ف ا‬
‫محمد‬
‫إ ى أبعد من املرتبت ن ٔالاو ى والثانية من مراتب التلق ن)‪ ،(٦٦‬ولكل‬
‫رسول‬ ‫املركز‬
‫مرتبة من تلك املراتب كتاب يسم "البالغ" فاألول للعامة‬
‫والثاني ملن فوقهم أما الثالث فلمن تمسك باملذهب سنة‪ ،‬ثم‬ ‫ﷲ‬
‫يعطى "بالغا" كلما طال بقاؤﻩ سنة‪ ،‬ح ينال "البالغ" السابع‬ ‫أعداء ﷲ‬
‫وحي ا يحصل ع ى الكشف ٔالاك ﺮ والسر ٔالاعظم ويتعرف ع ى‬
‫أيضا أن ٔالارض ال تخلو قط من "إمام"‬ ‫نتائج املذهب)‪ ،(٦٧‬ويرون ً‬ ‫ي هذا الدينار‪ -‬وع ى غرار الدينار ٔالاول‪ -‬لم يضرب "أبو عبد ﷲ‬
‫ي قائم‪ ،‬وهو إما ظاهر مكشوف وإما باطن مستور‪ ،‬فإذا كان‬ ‫الشي ي" اسمه وال اسم َم ْن كان يدعو إلمامته‪ ،‬ولكن حدث تغي ﺮ‬
‫ً‬
‫مستورا‪ ،‬وإذا كان "ٕالامام"‬ ‫ظاهرا يكون "حجته"‬ ‫ً‬ ‫"ٕالامام"‬ ‫هام حيث أضيفت عبارتان جديدتان ملركز الوجه تمثلت ي "بلغت"‬
‫)‪(٦٨‬‬
‫مستورا فالبد أن يكون "حجته" ودعاته ظاهرين ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و"حجة ﷲ"‪:‬‬
‫ويذكر املؤرخون أن القادة املركزي ن للحركة ٕالاسماعيلية وقبل‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬أما كلمة "بلغت"‪ :‬فيذكر الشيعة أن ٓالاية القرآنية من سورة‬
‫ُْ َ‬ ‫ّ‬ ‫املائدة ال يقول ف ا تعا ى‪َ ﴿ :‬يا َأ ﱡ َ ا ﱠ‬
‫الر ُسو ُل َب ِل ْغ َما أن ِز َل ِإل ْي َك‬
‫ظهور "عبيد ﷲ املهدي" قد نالوا رتبة "حجة ٕالامام الغائب"‬
‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ ﱠْ‬ ‫َ َ‬
‫محمد بن إسماعيل" )أصل ٕالاسماعيلية( ومن خالل "الحجة"‬ ‫ِم ْن َرِّب َك َوِإ ْن ل ْم ت ْف َع ْل ف َما َبلغ َت ِر َسال َت ُه َوالل ُه َي ْع ِص ُم َك ِم َن‬
‫اس﴾)‪ (٥٩‬ي "آية البالغ" وقد نزلت ع ى الرسول)‪ (‬يوم ‪١٨‬‬ ‫ﱠ‬
‫تمكن ٔالاتباع من الاتصال باإلمام املستور)‪ ،(٦٩‬ويعت ﺮ "الدا ي"‬ ‫الن ِ‬
‫ي الدعوة ٕالاسماعيلية "حجة"‪ ،‬ويسم أيضا "النقيب" أو‬ ‫من ذي الحجة ي حجة الوداع "بغدير خم" ونصت ع ى إمامة‬
‫"الالحق" أو "اليد"‪ ،‬وكان له مساعدون هم صلة الربط بينه‬ ‫"ع ي بن أبي طالب")ر ﷲ عنه( وتوليه أمر ٔالامة بعد وفاة‬
‫وب ن القيادة املركزية للدعوة باملشرق")ٕالامام()‪ ،(٧٠‬والظاهر أن‬ ‫الن )‪ ،(٦٠‬ولعل استعمالها من طرف "الدا ي الشي ي" ي نقودﻩ‬
‫"أبي عبد ﷲ الدا ي الشي ي" كان يعت ﺮ نفسه "حجة إلمام‬ ‫آذان بظهور الحق وانتصار آل البيت وتسلمهم ألمور ٔالامة من‬
‫زمانه"‪-‬ولعله كان فعال كذلك‪،-‬ولعلها رسالة لإلسماعيلي ن تفيد‬ ‫أيدي مغتصب ا‪.‬‬
‫أن مذه م قد مكن له ي ٔالارض‪.‬‬ ‫‪ ‬كما أن "البالغ" ي املذهب ٕالاسماعي ي هو كتاب يناله املريد‬
‫)‪(٦١‬‬
‫كلما تقدم رتبة ي املذهب‪ ،‬فﻬ سبع "بالغات" لسبع مراتب‪،‬‬
‫كما أن "دا ي البالغ"‪ :‬هو رتبة ي املذهب ٕالاسماعي ي صاحبه‬

‫‪١١٨‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ – ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬
‫وتصرفاته‪ ،‬وهو مشرع ومنفذ‪ ،‬وال يسأل عما يفعل‪ ،‬والخ ﺮ‬ ‫أما ي ظهر هذا الدينار فقد حذف عبارات "الحمد هلل" و"رب‬
‫والشر يقاس به‪ ،‬فما عمله فهو خ ﺮ وما نﻬ عنه فهو شر‪ ،‬وهو‬ ‫العامل ن" واستبدلها بعبارات "تفرق" "أعداء ﷲ"‪ ،‬وكل الوقائع‬
‫قائد رو ي وسلطته مطلقة‪ ،‬وكل عمل صالح ال ينفع صاحبه‬ ‫التاريخية تثبت أن "أبا عبد ﷲ الشي ي "كان ي قمة زهوﻩ وهو يرى‬
‫)‪(٧٧‬‬
‫إذا لم يؤمن "باإلمام"‪.‬‬ ‫نفسه أنه وفق أخ ﺮ من التمك ن لواحد من ساللة آل البيت من‬
‫ً‬
‫‪" ‬املهدوية"‪ :‬ي الاعتقاد بأن واحدا من آل البيت سيمأل ٔالارض‬ ‫الوصول إ ى الحكم‪ ،‬بعد أن هزم أعداءﻩ وفرق جموعهم‪.‬‬
‫جورا ً‬ ‫عدال بعد ما ملئت ً‬ ‫ً‬
‫وظلما‪ ،‬و ي من ٔالافكار الراسخة لدى‬ ‫‪ -٢/١‬نقود "عبيد ﷲ املهدي" )‪٣٢٢-٢٩٧‬هـ(‪:‬‬
‫إماما ً‬ ‫أساسا أن ً‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬
‫خفيا‬ ‫كل طوائف الشيعة‪ ،‬وتقول هذﻩ الفكرة‬ ‫هو أول خليفة فاطم ‪ ،‬ما إن تمكن من الدخول إ ى "رقادة"‬
‫يظهر أو يرجع للدنيا ليتو ى أمورها ويصلح شأ ا‪ ،‬ويرى البعض‬ ‫ح أمر بأن يطلق عليه لقب "املهدي أم ﺮ املؤمن ن"‪ ،‬ثم ضرب‬
‫أن فكرة "املهدوية" ي فكرة سياسية أصلها دي ‪ ،‬نتجت بسبب‬ ‫سكة ذهبية أظهر ف ا ذلك‪ ،‬وحمل دينارﻩ ما ي ي‪:‬‬
‫حالة الكبت والحرمان ال طاملا عانى م ا الشيعة أثناء‬ ‫الهامش محمد رسول ﷲ أرسله بالهدى ودين‬
‫العهدين ٔالاموي والعباﺳ )‪ ،(٧٨‬وألن أئمة الشيعة ورؤسا م رأوا‬ ‫الحق ليظهرﻩ ع ى الدين كله‬ ‫الوج ــه‬
‫مدى اليأس الذي وصل له أنصارهم فقد عملوا ع ى بث فكرة‬ ‫عبد ﷲ‬
‫"املهدوية" ببعدها السياﺳ وبغطا ا الدي ‪" ،‬فاملهدي هو ٕالامام‬ ‫ال إله إال‬ ‫املركز‬
‫وهو املعصوم"‪ ،‬وبذلك بثوا الرجاء ؤالامل ي نفوس الناس ح‬ ‫ﷲ وحدﻩ‬
‫)‪(٧٩‬‬
‫يتشجعوا ويثبتوا‪ ،‬ومنوهم بأن ٔالامر لهم ي ال اية‪.‬‬ ‫ال شريك له‬
‫‪ ‬وكان "أبو عبد ﷲ الشي ي" و"عبيد ﷲ املهدي" يروجان لتلك‬ ‫أم ﺮ املؤمن ن‬
‫الفكرة وينشرا ا ب ن الناس‪ ،‬كما أن "عبيد ﷲ املهدي" نقش‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ََ‬ ‫بسم ﷲ ضرب هذا‬ ‫الهامش‬
‫ع ى خاتمه)‪ٓ (٨٠‬الاية القرآنية‪﴿ :‬أف َم ْن َ ْ ِدي ِإ ى ال َح ِ ّق أ َح ﱡق أ ْن‬
‫َ َ َ ُ ْ َ ْ َ َ ْ ُ ُ َ )‪(٨١‬‬ ‫َ‬ ‫ﱠ َ‬ ‫الدينار)الق ﺮوان‪/‬املهدية( سنة‪)..‬ف ﺮة‬
‫ُيت َب َع أ ﱠم ْن ال َ ِ ِّدي ِإال أ ْن ُ ْ َدى فما لكم كيف تحكمون﴾‪.‬‬
‫حكم املهدي(‬
‫ٕالامام‬ ‫الظه ــر‬
‫ويرى الدارسون أن الظهور املرح ي للشعارات املذهبية ع ى‬
‫محمد‬
‫النقود الفاطمية هو بمثابة جس لنبض الرعية وخاصة م م أهل‬
‫رسول‬ ‫املركز‬
‫السنة والهدف هو عدم إثارة شعورهم خاصة ي مرحلة تأسيس‬
‫أيضا ع ى أن ديوان ٕالانشاء‬‫ً‬ ‫الدولة الفاطمية‪ (٨٢)،‬وهو دليل‬ ‫ﷲ‬
‫جيدا النصوص قيل ضر ا‪ ،‬وهذا لكون‬ ‫ً‬ ‫الفاطم كان يدرس‬ ‫املهدي باهلل‬
‫املسكوكات املن ﺮ ٕالاعالمي املم ي تلك املرحلة التاريخية لل ﺮويج‬
‫لألفكار واملبادئ ال تؤمن ا الدولة ال أمرت بسك تلك النقود‪،‬‬ ‫ي هذا الدينار تظهر ي كتابة مركز الوجه عبارات "عبد ﷲ" "أم ﺮ‬
‫كما أن وضع وضرب تلك ٔالالقاب والشعارات الدينية الرفيعة كان‬ ‫املؤمن ن" وتثبت شيئ ن‪:‬‬
‫بال شك يدخل ضمن مخطط سياﺳ ودعائي فاطم محبك‬ ‫‪ ‬أن "املهدي" أصبح الحاكم الفع ي للدولة الجديدة‪ ،‬والعملة‬
‫ومدروس هدفه ان اع زعامة العالم ٕالاسالمي الدينية من الخالفة‬ ‫تثبت اية مرحلة الدعوة وبداية مرحلة الدولة‪.‬‬
‫)‪(٨٣‬‬
‫السنية العباسية ثم القضاء عل ا‪.‬‬ ‫‪ ‬هذﻩ العبارات ليست جديدة ولم يختص ا خلفاء الفاطمي ن‪،‬‬
‫‪ -٣/١‬نقود "القائم بأمر ﷲ " )‪٣٣٤-٣٢٢‬هـ(‪:‬‬ ‫بل طاملا حملت النقود املضروبة ي العهد ٔالاموي والعباﺳ تلك‬
‫ضربت الدنان ﺮ الذهبية "للقائم" ي الق ﺮوان واملهدية‪ ،‬و ي‬ ‫العبارات لإلشارة إ ى خلفاء تلك الدولت ن‪.‬‬
‫أيضا مثل سكة أبيه أي أ ا تشبه الطراز العباﺳ ‪ (٨٤)،‬ولكن ظهرت‬ ‫ً‬ ‫والجديد ي هذا الدينار ي عبارات تظهر بمركز الظهر و ي "ٕالامام"‬
‫بعض التجديدات ال مست الشكل واملوضوع‪ ،‬وم ا ظهور‬ ‫"املهدي باهلل"‪ ،‬وهما عبارتان تحيالن ملفهوم ن خط ﺮين ي الفكر‬
‫)‪(٧١‬‬
‫هامش ن بظهر الدينار واستعمال الخط الكو ي املورق‪ (٨٥)،‬ومن‬ ‫الشي ي‪:‬‬
‫نماذجها نذكر‪:‬‬ ‫‪ٕ" ‬الامامة"‪ :‬و ي لدى الشيعة غ ﺮ الخالفة لدى السنة‪ ،‬إ ا أصل‬
‫من أصول الدين)‪ ،(٧٢‬و ي محصورة ي "ع ي بن أبي طالب"‬
‫وساللته ال ينازعهم ف ا إال معتد أو ظالم‪ ،‬وٕالامامة عندهم‬
‫تشمل تو ي أمر املؤمن ن الدي والدنيوي)‪ ،(٧٣‬فاألئمة ملمون‬
‫بعلم الظاهر والباطن)‪ ،(٧٤‬وهم معصومون مثل ٔالانبياء‬
‫تماما)‪ ،(٧٥‬وقد أمر ﷲ بطاع م ونﻬ عن معصي م)‪ ،(٧٦‬و ذا‬ ‫ً‬
‫"فاإلمام" فوق أن يحكم عليه‪ ،‬وهو فوق الناس ي طينته‬

‫‪١١٩‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ – ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬
‫الحزن عليه ما ال يعهد ملثله‪ ،‬وواصل الحزن لفقدﻩ‪ ،‬وأدامه من‬ ‫محمد رسول ﷲ أرسله بالهدى ودين‬ ‫الهامش‬
‫بعدﻩ فما ركب دابة من باب قصرﻩ منذ مات أبوﻩ إ ى أن قبض‬ ‫الحق ليظهرﻩ ع ى الدين كله‬ ‫الوجه‬
‫)‪(٩٠‬‬
‫سوى مرت ن{‪.‬‬ ‫محمد‬
‫‪ ‬أما السبب الاس ﺮاتي ي‪ :‬فح ال ت عزع عقيدة "املهدوية" لدى‬ ‫أبو القسم‬ ‫املركز‬
‫ً‬
‫أتباعه ورعيته‪ ،‬وخاصة ي الظروف العصيبة والهزات‬ ‫ال إله إال ﷲ‬
‫السياسية والعسكرية ال تعرض لها حكمه ي تلك الف ﺮة‪.‬‬ ‫وحدﻩ ال شريك له‬
‫)ب( أن اللقبان "املهدي" و"القائم" مصطلحان متالزمان لدى‬ ‫املهدي باهلل‬
‫دوما مصطلح ن م ﺮادف ن بشكل‬ ‫الشيعة‪ ،‬والواقع أ ما كانا ً‬
‫وتمت كلمات ربك صدقا وعدال ال مبدل‬ ‫الهامش‬
‫أساس ي استخدامهما املبكر من قبل جميع طوائف الشيعة‬
‫لكلماته وهو السميع العليم‬ ‫الخار ي‬
‫بما ف م ٕالاسماعيلية)‪ ،(٩١‬وتواصل ذلك ي عهد الدولة‬
‫بسم ﷲ ضرب هذا‬ ‫الهامش‬
‫الفاطمية حيث ورث "القائم" أبيه "املهدي" وخلفه إلمامة‬
‫الدينار)الق ﺮوان‪/‬املهدية(‪..‬سنة)ف ﺮة‬ ‫الداخ ي‬ ‫الظهر‬
‫ٔالامة‪ ،‬وهما بذلك شعاران شيعيان ظهرا ع ى النقود ال ضر ا‬
‫حكم القائم(‬
‫القائم بأمر ﷲ الفاطم ‪.‬‬
‫ٕالامام‬
‫ونضيف ملا سبق ذكرﻩ؛ أن خصائص فنية مستحدثة ظهرت ي‬
‫القائم باهلل‬
‫دنان ﺮ القائم وتمثلت ي استخدام "الخط الكو ي املورق "لتنفيذ‬
‫محمد‬ ‫املركز‬
‫النصوص‪ ،‬وهذا الخط حسب الدارس ن املختص ن هو خط ابتكرﻩ‬
‫)‪(٩٢‬‬
‫أيضا )الخط القرمطي(‪،‬‬ ‫ً‬ ‫قرامطة املشرق‪ ،‬ولهذا فهو يسم‬ ‫رسول ﷲ‬
‫والصلة العقدية واملذهبية ب ن طائفة "القرامطة" و"ٕالاسماعيلية"‪-‬‬ ‫أم ﺮ املؤمن ن‬
‫)‪(٩٣‬‬
‫رغم الاختالفات والانشقاقات‪ -‬ء قائم ومعروف ومسلم به‪.‬‬
‫ومع هذا فيمكن القول؛ أن "القائم" ‪-‬وع ى غرار ما فعل أبوﻩ من‬ ‫ففي عهد هذا ٕالامام يظهر الدينارالذه بشكل جديد تمثل خاصة‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قبله‪ -‬أظهر واقعا الشعارات املذهبية ٕالاسماعيلية )الشيعية( ولكن‬ ‫ي إضافة إطار ثان للظهر حمل أية كريمة ي‪َ ﴿:‬وت ﱠم ْت ك ِل َم ُت َرِّب َك‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫يم ﴾)‪ (٨٦‬واستخدمها‬ ‫السم ُيع ْال َع ِل ُ‬
‫َُّ َ َ َ ََُ ﱠ‬ ‫ْ ً َ َْ‬
‫تصريحا‪ ،‬بقبله املطيع )الشي ي ٕالاسماعي ي(‪ ،‬وال يرفضه‬ ‫تلميحا ال‬ ‫ِصدقا وعدال ال مب ِدل ِلك ِلما ِت ِه وهو ِ‬
‫ً‬
‫خصوصا(‪.‬‬ ‫املخالف )الس‬ ‫"القائم" ي الظروف العصيبة والهزات السياسية والعسكرية‬
‫‪ -٤/١‬نقود "املنصور باهلل" )‪٣٣٤‬هـ‪٣٤١-‬هـ(‪:‬‬ ‫العنيفة ال تعرض لها حكمه ي تلك الف ﺮة وم ا ثورة "موﺳ بن‬
‫تواصل عدم الاستقرار السياﺳ ي عهد "املنصور"‪ ،‬ومع‬ ‫أبي العافية")‪٣٢٣‬هـ(‪ ،‬وثورة "أبو يزيد مخلد بن كيداد صاحب‬
‫اشتداد خطر ثورة "صاحب الحمار النكاري" فإنه لم يعلن عن وفاة‬ ‫الحمار")‪٣٣٢‬هـ( ال مات "القائم" دون أن يستطيع القضاء‬
‫أيضا تواصل ضرب دنان ﺮ "القائم" وفق هذا‬ ‫عل ا‪ (٨٧).‬ونالحظ ً‬
‫أبيه ملدة سنة كاملة‪ (٩٤)،‬ولهذا فالدنان ﺮ ال ضر ا ي أول عهدﻩ‬
‫ضربت باسم أبيه "القائم" فﻬ حسب املختص ن دنان ﺮ املرحلة‬ ‫ُ‬ ‫الطراز ح وفاته‪ ،‬وال يظهر ف ا كما نالحظ من الشعارات ال تش ﺮ‬
‫للمذهب الشي ي سوى عبارات "ٕالامام" و"املهدي" وربما ً‬
‫أيضا‬
‫ٔالاو ى‪ (٩٥).‬وبعد القضاء ع ى ثورة "أبي يزيد" وان اء فتنته سنة‬
‫)‪(٩٦‬‬
‫‪٣٣٦‬هـ ضرب "املنصور باهلل" دنان ﺮﻩ وأظهر فيه اسمه وألقابه‪،‬‬ ‫"القائم"‪ ،‬وأفصل ذلك كالتا ي‪:‬‬
‫و ذا ظهرت دنان ﺮ املرحلة الثانية ال استمر ضر ا باملهدية‬ ‫)أ( من أهم املالحظات أن "القائم" ضرب اسمه وكنيته ع ى الدينار‬
‫واملنصورية)‪ (٩٧‬ح وفاته سنة ‪٣٤١‬هـ‪ ،‬فكان دينارﻩ وفق الشكل‬ ‫"محمد أبو القاسم"‪ :‬وهو كما يظهر اسم الن وكنيته)‪(‬‬
‫)‪(٩٨‬‬
‫التا ي‪:‬‬ ‫ولعلها إشارة لألتباع والرعية بأنه ٕالامام بن ٔالائمة املهدي ن من‬
‫ساللة خ ﺮ النبي ن‪ ،‬وهو ما يشهد حسب الدارس ن ع ى ٔالاهمية‬
‫املستديمة ألفكار ٕالاسماعيلي ن ٔالاوائل وتوقعا م بخصوص‬
‫ظهور "املهدي" أو "القائم"‪ ،‬و ي أفكار كانت متداولة ح ب ن‬
‫بربر املغرب ٕالاسماعيلي ن‪ ،‬حيث أن اسم "املهدي" أو "القائم" أو‬
‫املرمم الذي يعيد ٕالاسالم الحقيقي إ ى سابق عهدﻩ‪ ،‬يجب أن‬
‫)‪(٨٨‬‬
‫تماما السم وكنية الن )‪.(‬‬ ‫يكون اسمه وكنيته مطابقان ً‬
‫دائما بلقب أبيه "املهدي"‪ ،‬وربما‬ ‫ً‬
‫مقرونا ً‬ ‫وقد ظل اسم "القائم"‬
‫)‪(٨٩‬‬
‫كان ذلك لسبب ن؛ شخ واس ﺮاتي ي‪:‬‬
‫‪ ‬أما السبب الشخ ‪ :‬فلشدة تقديسه وتعلقه "باملهدي" ح‬
‫يقول "ابن عذاري" أن "القائم" قام‪} :‬بس ﺮة أبيه‪ ،‬وأظهر من‬

‫‪١٢٠‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ – ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬
‫‪ ‬النموذج الثاني‪ :‬هو دينار ذه ضربه "املعز" بطراز جديد‪،‬‬ ‫بسم ﷲ ضرب هذا الدينار‬ ‫الهامش‬
‫اعت ﺮﻩ الدارسون ثورة ع ى طراز السكة العباسية الذي ظل‬ ‫)املهدية‪/‬املنصورية( سنة‪..‬‬
‫أسالف" املعز" يضربون وفقه نقودهم‪ ،‬و ذا يعت ﺮ عهد "املعز"‬ ‫)ف ﺮة حكم املنصور(‬ ‫الوجه‬
‫أوانا لظهور الشخصية املستقلة واملتم ة للسكة الفاطمية‬ ‫ٕالامام‬
‫)‪(١٠١‬‬
‫الشيعية من حيث الشكل واملوضوع‪:‬‬ ‫ال إله‬ ‫املركز‬
‫إال ﷲ‬
‫املنصور‬
‫محمد رسول ﷲ أرسله بالهدى‬ ‫الهامش‬
‫محمد رسول ﷲ أرسله بالهدى ودين الحق‬ ‫الهامش‬
‫ودين الحق ليظهرﻩ ع ى الدين كله‬ ‫الخار ي‬
‫ليظهرﻩ ع ى الدين كله ولو كرﻩ املشركون‬
‫ولو كرﻩ املشركون‬ ‫الوجـه‬
‫إسماعيل‬ ‫الظهر‬
‫وع ي أفضل الوصي ن ووزير خ ﺮ‬ ‫الهامش‬ ‫محمد‬
‫املرسل ن‬ ‫ٔالاوسط‬ ‫رسول ا هلل‬ ‫املركز‬
‫ال إله إال ﷲ محمد رسول ﷲ‬ ‫الهامش‬ ‫أم ﺮ املؤمن ن‬
‫الداخ ي‬
‫لم تظهر ي دنان ﺮ املنصور من العبارات ؤالالقاب ذات الصلة‬
‫بسم ﷲ ضرب هذا الدينار )ملكان‬ ‫الهامش‬
‫باملذهب الشي ي سوى لقب "ٕالامام" الذي يجب ع ى ٔالامة الالتفاف‬
‫الضرب( سنة‪) ..‬ف ﺮة حكم املعز(‬ ‫الخار ي‬ ‫الظهر‬
‫حوله وتوليه‪ ،‬وال ﺮاءة من أعدائه‪ ،‬وهو الشعار الدي والرو ي الذي‬
‫دعا ٕالامام معد لتوحيد ٕالاله‬ ‫الهامش‬
‫ال يكتسبه سوى ع ي بن أبي طالب)ر ﷲ عنه( وساللته وصوال‬
‫الصمد‬ ‫ٔالاوسط‬
‫إ ى الساللة الفاطمية‪.‬‬
‫املعز لدين ﷲ أم ﺮ املؤمن ن‬ ‫الهامش‬ ‫ٌ‬
‫‪ -٢‬ظهور السكة الفاطمية املم ة‪:‬‬
‫الداخ ي‬
‫‪ -١/٢‬نقود "املعز لدين ﷲ" )‪٣٤١‬هـ‪٣٦٥-‬هـ(‪:‬‬
‫لن نتحدث عن سكة "املعز" إال ي طورها املغربي أي قبل فتح‬
‫ً‬
‫نقديا‬ ‫ً‬
‫نظاما‬ ‫يرى العلماء أن "املعز لدين ﷲ "أراد أن يرﺳ‬ ‫مصر وتأسيس القاهرة وانتقاله إل ا سنة ‪٣٦٢‬هـ حيث سيبدأ الطور‬
‫ثابتا ومم ً ا لذا فقد بدت نقودﻩ بذلك الطراز‪ ،‬وظهرت‬ ‫جديدا ً‬
‫ً‬
‫الثاني للدولة الفاطمية‪ .‬ويصنف املختصون دنان ﺮ "املعز" ضمن‬
‫بذلك ألول مرة ي السكة ٕالاسالمية نقودا بثالث هوامش ا كتابات‬ ‫صنف ن أو نموذج ن‪ (٩٩)،‬نفهمهما كما ي ي‪:‬‬
‫دائرية متحدة املركز تتضمن عبارات التوحيد والرسالة املحمدية‬ ‫‪ ‬النموذج ٔالاول‪ :‬هو دينار ذه يشبه إ ى حد كب ﺮ النموذج الذي‬
‫وتمجيد آل البيت النبوي‪ ،‬وتظهر بوضوح تام الانتماء لهم وتعلن‬ ‫ضربه "املهدي" ي بداية الدولة‪ (١٠٠)،‬وال يظهر ف ا من العبارات‬
‫بجرأة صريحة أحقية ع ي وساللته باإلمامة وزعامة ٔالامة الدينية‬ ‫ذات الارتباط بالفكر الشي ي سوى كلمة "ٕالامام" وقد فصلنا‬
‫والسياسية‪ (١٠٢)،‬من هذﻩ العبارات نذكر‪:‬‬ ‫ف ا الحديث من قبل‪ ،‬وحمل دينار "املعز" العبارات والجمل‬
‫‪" ‬وع ي أفضل الوصي ن ووزير خ ﺮ املرسل ن"‪ :‬فجميع الشيعة‬ ‫التالية‪:‬‬
‫ٕالامامية يعتقدون بأن لكل ن و ‪،‬فالوصاية تتلو النبوة‬ ‫الهامش محمد رسول ﷲ أرسله بالهدى ودين‬
‫وحسب مراجع الشيعة فقد نص الن )‪ (‬ع ى وصاية ع ي‬ ‫الحق ليظهرﻩ ع ى الدين كله‬ ‫الوجـه‬
‫معد‬
‫عندما قال‪} :‬إن هذا أ ي وو وخليف من بعدي فاسمعوا‬
‫ال إله إال‬
‫له وأطيعوا{‪ ،‬كما أن الن )‪ (‬قد نص ع ى وزارة ع ي ونيابته‬
‫ﷲ وحدﻩ‬
‫له عندما قال‪} :‬أنت م بم له هارون من موﺳ إال أنه ال ن‬ ‫املركز‬
‫)‪(١٠٣‬‬ ‫ال شريك له‬
‫بعدي{‪.‬‬
‫أم ﺮ املؤمن ن‬
‫‪ ‬أما ٕالاسماعيلية فيعتقدون أن التاريخ الدي للبشرية مر بسبعة‬
‫بسم ﷲ ضرب هذا الدينار )ال ذكر ملكان‬
‫أدوار نبوية بآجال متنوعة‪ ،‬وكل واحد من تلك ٔالادوار افتتحه‬ ‫الهامش‬
‫الضرب( سنة‪) ..‬ف ﺮة حكم املعز(‬ ‫الظهر‬
‫"ن " وهو "ناطق" برسالة إلهية تضمنت ي جان ا الظاهري‬ ‫ٕالامام‬
‫شريعة للناس‪ ،‬وهؤالء "النطقاء" هم "أدم" و"نوح" و"إبراهيم"‬ ‫محمد‬
‫و"موﺳ " و"عيﺴ " و"محمد"‪ -‬صلوات ﷲ عل م أجمع ن‪-‬‬ ‫رسول‬ ‫املركز‬
‫فقاموا بإبالغ الجوانب الظاهرة لكل ت يل )طقوس أوامر نوا ي(‬ ‫ﷲ‬
‫دون شروح للباطن والذي كلف ا "و " يد ى "الصامت" أو‬ ‫املعز لدين‬
‫"ٔالاساس"‪ ،‬ومهمته كشف الحقائق الباطنية للت يل ولكن‬ ‫ﷲ‬

‫‪١٢١‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ – ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬
‫ٔالالسن{‪ (١٠٨).‬وقد نافست الدولة الفاطمية الدولت ن السنيت ن‬ ‫أيضا وهم "شيث"‪،‬‬ ‫للخاصة فقط‪ ،‬وبالنتيجة فاألوصياء سنة ً‬
‫العباسية ي بغداد ؤالاموية ي قرطبة‪ ،‬واعت ﺮ البعض أن ذلك‬ ‫و"سام"‪ ،‬و"إسماعيل"‪ ،‬و"هارون"‪ ،‬وشمعون"‪ ،‬و"ع ي"‪ ،‬وكل‬
‫العصر هو عصر الخالفات ٕالاسالمية الثالث‪ ،‬حيث ازدهرت العلوم‬ ‫"و " بدورﻩ يخلفه سبعة أئمة يسمون "ٔالاتماء"‪ ،‬مهم م‬
‫والفنون وٓالاداب والعمارة‪ (١٠٩)،‬وسم ذلك العصر عصر ال ضة ي‬ ‫حفظ ٔالامانة واملع الحقيقي للرسالة السماوية‪ ،‬وإمام الدور‬
‫ٕالاسالم‪.‬‬ ‫ناطقا فيعلن شريعة جديدة ويتوقف‬ ‫السابع لكل دور يصبح ً‬
‫)‪(١٠٤‬‬
‫هذا النموذج فقط ي الدور السابع‪.‬‬
‫]‪ sñ^jßÖ‬‬
‫إن ظهور هذا الشعار ي عملة "املعز لدين ﷲ" هو إعالن بتلك‬
‫تم ت الخالفة الفاطمية بمذه ا الشي ي ٕالاسماعي ي‪ ،‬الذي‬ ‫‪‬‬
‫العقيدة املتجذرة لدى ٕالاسماعيلي ن‪ ،‬وقد تمكن "املعز" من‬
‫حاولت نشرﻩ وتعميمه‪-‬وربما فرضه‪-‬ع ى املناطق ال سيطرت‬
‫املجاهرة ا وإعال ا ع ى املأل دون خوف أو تردد)‪،(١٠٥‬وهذا بعد ما‬
‫عل ا‪ ،‬واستغلت كل الوسائل املتاحة ومن ضم ا السكة‬
‫بسط سيطرته السياسية والعسكرية ع ى املنطقة‪ ،‬وكان هدفه‬
‫النقدية‪ ،‬باعتبارها شارة من شارات امللك ووسيلة إعالمية غاية‬
‫التا ي فرض مذهب ٕالاسماعيلي ن وفكرهم ب ن الناس والرعية‪،‬‬
‫ي الخطورة ي تلك الحقبة التاريخية‪.‬‬
‫ويجب أن نذكر هنا أن هذا ربما يكون ضمن اس ﺮاتيجية شاملة فكر‬
‫وقد ضرب الفاطميون سك م منذ ف ﺮة الثورة‪ ،‬وقد حرصوا‬ ‫‪‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ف ا "املعز" وم ا ضرب النقود بشعارات شيعية إسماعيلية‪ ،‬ونشر‬
‫مرحليا‪ ،‬وهذا خوفا‬ ‫ع ى إظهار شعارا م املذهبية املم ة‪ ،‬ولكن‬
‫الفقه ٕالاسماعي ي بتشجيع الدعاة والقضاة وم م "القا‬
‫من ردة فعل رعايا الدولة الذين كانوا يل مون ي أغل م‬ ‫إسماعيليا م ً‬
‫ً‬
‫كتوبا ع ى غرار ما فعلت‬ ‫النعمان" الذي وضع فقها‬
‫بمذاهب أهل السنة أو املذاهب الخارجية املتعددة‪.‬‬
‫وقد سارت السكة الفاطمية ببالد املغرب من حيث الشكل‬ ‫‪‬‬
‫املذاهب ٔالاخرى‪ ،‬وأقام "مجالس الحكمة" لتدريس أصول املذهب‬
‫واملضمون والسيما ي عهد ٔالائمة الثالثة ٔالاوائل )املهدي والقائم‬ ‫وفقهه ب ن املغاربة ثم بمصر بعد الانتقال إل ا وخاصة باملسجد‬
‫)‪(١٠٦‬‬
‫واملنصور( ع ى طراز السكة العباسية‪ ،‬ولم يظهر طراز السكة‬ ‫ٔالازهر‪.‬‬
‫الفاطم املتم إال ي عهد "املعز لدين ﷲ" الذي أرﺳ دعائم‬ ‫‪" ‬دعا ٕالامام معد لتوحيد ٕالاله الصمد" هو شعار جديد ضربه‬
‫الدولة الفاطمية باملغرب ثم سيطر ع ى مصر وانتقل إل ا‪.‬‬ ‫"املعز" ع ى نقودﻩ لم يسبقه إليه أحد من أسالفه‪ ،‬وهو ً‬
‫أيضا‬
‫ظهرت الشعارات والعبارات الشيعية ع ى نقود الفاطمي ن منذ‬ ‫‪‬‬ ‫نابع من ٔالافكار ٕالاسماعيلية ال تؤكد أن "ٕالامامة" تدخل ي‬
‫بدء ضر ا أي منذ بداية ظهور "أبي عبدﷲ الشي ي"‪ ،‬ومن‬ ‫مبحث "الوالية"‪ ،‬والذي يتناول ضرورة معرفة الكلف ن إلمام‬
‫ضمن العبارات ال ظهرت ي هذﻩ املرحلة عبارة "البالغ"‬ ‫الزمان الحق‪ ،‬بما يوفر امل ﺮرات الشرعية لدولة علوية تحكمها‬
‫و"الحجة"‪.‬‬ ‫أسرة البيت النبوي)‪ ،(١٠٧‬وبالتا ي فسلطة ٕالامام العلوي‬
‫وبتو ي "املهدي" )وابنه القائم وحفيدﻩ املنصور( ٔالامر ظهرت‬ ‫‪‬‬ ‫املعصوم وتعاليمه وأوامرﻩ واجبة الطاعة‪ ،‬وأعظمها مبدأ‬
‫ألقاب وعبارات من صميم املذهب ٕالاسماعي ي الشي ي من‬ ‫التوحيد الذي ظهر ي هذا الشعار‪.‬‬
‫قبيل "ٕالامام" و"املهدي" و"القائم"‪ ،‬بل وتتعلق بمسائل جوهرية‬ ‫نموذجا للشعارات املذهبية ٕالاسماعيلية الواضحة ال‬ ‫ً‬ ‫كان ذلك‬
‫لدى ٔالامامية مثل مسألة الوالية ومعرفة إمام الزمان وتوليه‬ ‫ظهرت عل سكة "املعز"‪ ،‬وقد ظهرت شعارات أخرى تدخل ضمن‬
‫ومعاداة أعدائه‪ ...‬إلخ‪ ،‬و ي كما هو واضح عبارات ال يمكن‬ ‫هذا النطاق نذكرها م ا ولكن دون أن نفصل ما ي ي‪:‬‬
‫فهمها إال بالرجوع ملصادر املذهب ٕالاسماعي ي وأسسه العقائدية‬ ‫الرسول‪ ،‬نايب الفضول‪ ،‬وزوج‬ ‫‪" ‬وع ي بن أبي طالب و‬
‫والفكرية والفلسفية والفقهية‪.‬‬ ‫الزهراء البتول"‪.‬‬
‫تعت ﺮ ف ﺮة حكم "املعز لدين ﷲ" من أعظم وأز ى ف ﺮات الدولة‬ ‫‪‬‬ ‫‪" ‬م ي سنة محمد سيد املرسل ن ووارث مجد ٔالائمة املهدي ن"‪.‬‬
‫الفاطمية ع ى ٕالاطالق‪ ،‬حيث أحكمت سيطر ا السياسية‬
‫والعسكرية ع ى أجزاء واسعة من العالم ٕالاسالمي‪ ،‬وبالنتيجة‬ ‫}^‪ í³‬‬
‫ً‬
‫وفكريا‪،‬‬ ‫ً‬
‫ثقافيا‬ ‫ً‬
‫وتجاريا‪ ،‬وازدهرت‬ ‫ً‬
‫اقتصاديا‬ ‫فقد تقوت الدولة‬ ‫يعت ﺮ بعض املؤرخ ن أن قيام دولة الفاطمي ن هو أهم‬
‫وآن ٔالاوان ألن تظهر الدولة مرجعي ا الشيعية ٕالاسماعيلية‪،‬‬ ‫الحوادث السياسية ي القرن الرابع الهجري‪ ،‬ولم يكد يمض قرن‬
‫وتعمل ع ى نشرها وال ﺮويج لها ب ن الناس‪ ،‬واستغلت النقود‬ ‫واحد ع ى ظهور املهدي ح امتد سلطا م ع ى رقعة واسعة من‬
‫كأحد الوسائط الهامة ي ذلك‪ ،‬و ذا ظهرت الشعارات‬ ‫العالم ٕالاسالمي شملت معظم بالد املغرب ٕالاسالمي ومصر وأجزاء‬
‫والعبارات املتعلقة باملذهب الشي ي ٕالاسماعي ي ؤالالقاب ذات‬ ‫من الشام و شبه الجزيرة العربية‪ ،‬وكان لهم دعاة منبثون ي كل‬
‫ٔالاصول الشيعية صريحة ومدوية لعقود من الزمن؛ ومن ضم ا‪:‬‬
‫جهة‪ ،‬ح وصل ٔالامر "باملعز" أن قال ي رسالة ألحد أتباعه‪} :‬وما‬
‫"وع ي أفضل الوصي ن ووزير خ ﺮ املرسل ن"‪ ،‬و"ع ي بن أبي‬
‫من جزيرة ي ٔالارض وال إقليما إال ولنا حجج ودعاة يدعون إلينا‪،‬‬
‫طالب و الرسول‪ ،‬نايب الفضول‪ ،‬وزوج الزهراء البتول"‪،‬‬
‫وأيضا "م ي سنة‬ ‫ً‬ ‫و"دعا ٕالامام معد لتوحيد ٕالاله الصمد"‪،‬‬ ‫ويدلون علينا‪ ،‬ويأخذون بيعتنا وينتظرون رجعتنا‪ ،‬وينشرون علمنا‪،‬‬
‫محمد سيد املرسل ن ووارث مجد ٔالائمة املهدي ن"‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫وينذرون بأسنا‪ ،‬ويبشرون بأيامنا‪ ،‬بتصاريف اللغات واختالف‬

‫‪١٢٢‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ – ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬
‫]‪ Ðuø¹‬‬

‫صورة رقم )‪(١‬‬


‫شكل رقم )‪(١‬‬ ‫نموذج للدينار الذي ضربه "عبيد ﷲ املهدي"‬
‫دينار "أبو عبد ﷲ الشي ي"‬ ‫املصدر‪ :‬تاريخ الجزائر من خالل املسكوكات‬
‫ضرب ي الق ﺮوان سنة ‪٢٩٧‬هـ‬
‫رسم تخطيطي للقطعة‬

‫صورة رقم )‪(٢‬‬


‫نموذج للدينار الذي ضربه "القائم"‬
‫املصدر‪ :‬معهد الدراسات ٕالاسماعيلية‬

‫شكل رقم )‪(٢‬‬


‫نموذج الدينار الذي ضربه "املعز لدين ﷲ"‬
‫رسم تخطيطي للقطعة‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫صورة رقم )‪(٣‬‬


‫نموذج للدينار الذي ضربه "املعز لدين ﷲ"‬
‫املصدر‪ :‬معهد الدراسات ٕالاسماعيلية‬

‫‪١٢٣‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ – ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬
‫‪ V ‬‬
‫‪Ł ŽÚ]ç‬‬
‫]‪ş‬‬
‫ضد خالفة "ع ى بن أبي طالب" بحجة القصاص من قتلة "عثمان"‪ ،‬بعد‬
‫اغتيال "ٕالامام ع ي" تمكن من السيطرة ع ى الحكم ليبدأ عهد الدولة‬ ‫)‪ (١‬طقوش )محمد سهيل(؛ التاريخ ٕالاسالمي الوج ‪ ،‬ب ﺮوت‪ ،‬دار النفائس‪،‬‬
‫ٔالاموية وعاصم ا "دمشق"‪ .‬انظر‪ :‬الخضري بك )محمد(؛ محاضرات ي‬ ‫ط‪ ،٢٠١١ ،٥.‬ص‪.٢٧٧.‬‬
‫تاريخ ٔالامم ٕالاسالمية‪ ،‬الدولة العباسية‪ ،‬مراجعة نجوى عباس‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫)‪ (٢‬ابن حماد الص ا ي)محمد بن ع ي(؛ أخبار ملوك ب عبيد وس ﺮ م‪،‬‬
‫مؤسسة املختار للنشر‪ ،‬ط‪ ،٢٠٠٣ ،١.‬ص‪ ٣٢٣‬وما بعدها‪.‬‬ ‫تحقيق‪ :‬ال امي نقرة وعبد الحليم عويس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الصحوة‪ ،‬ص‪ ٧‬وما‬
‫)‪ (١٩‬أم ن )أحمد(؛ ض ى ٕالاسالم‪ ،‬ج‪ ،٣.‬ص‪ ١٤٩.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫بعدها‪.‬‬
‫)‪ (٢٠‬ابن طاهر البغدادي )عبد القاهر(؛ الفرق ب ن الفرق‪ ،‬ص‪ ٢٧.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫)‪ (٣‬ابن ٔالاث ﺮ)أبي الحسن عزالدين(؛ الكامل ي التاريخ‪ ،‬تحقيق أبي الفدا عبد‬
‫)‪ (٢١‬أك ﺮ الشيعة ي أيامنا الحاضرة ينتمون لهذﻩ الطائفة‪ ،‬وينتشرون ي إيران‬ ‫ﷲ القا ‪ ،‬ب ﺮوت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،٢٠٠٣ ،٤.‬ج‪، ٥.‬ص‪.١١.‬‬
‫والعراق ولبنان وأجزاء من الخليج العربي‪.‬‬ ‫)‪ (٤‬ابن خلدون)عبد الرحمن(؛ كتاب الع ﺮ وديوان املبتدأ والخ ﺮ ي أيام العرب‬
‫)‪ (٢٢‬الزيدية‪ :‬فرقة شيعية تنتسب لزيد بن ع ي زين العابدين‪ ،‬م م ٔالادارسة ي‬ ‫وم ْن عاصرهم من ذوي السلطان ٔالاك ﺮ‪ ،‬ب ﺮوت‪ ،‬منشورات‬ ‫والعجم وال ﺮبر َ‬
‫املغرب‪ ،‬وم م شيعة اليمن‪.‬‬ ‫مؤسسة ٔالاع ى للمطبوعات‪ ،‬د‪.‬ت‪،‬ج‪ ،١.‬ص‪.٢١.‬‬
‫)‪ (٢٣‬ابن طاهر)عبد القاهر البغدادي التميم (؛ املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٤٧.‬‬ ‫)‪ (٥‬ومنه تسمت الطائفة ٕالاسماعيلية‪ ،‬وتنكر"ٕالامامية ٕالاثنا عشرية" )أحذ أهم‬
‫)‪ (٢٤‬تامر)عارف(؛ تاريخ ٕالاسماعيلية‪ ،‬لندن‪ ،‬رياض الريس للكتب والنشر‪،‬‬ ‫فرق الشيعة( إمامة" إسماعيل"‪ ،‬وترى أنه مات قبل والدﻩ "جعفر الصادق"‪،‬‬
‫ط‪ ،١٩٩١ ،١.‬ج‪ ،١.‬ص ‪.١٤‬‬ ‫وأن ٕالامام الفع ي هو "موﺳ الكاظم" )ت‪١٨٣ .‬هـ(‪ .‬انظر‪ :‬أم ن )أحمد(؛‬
‫)‪ (٢٥‬دف ﺮي )فرهاد(؛ املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٧٧.‬‬ ‫ض ى ٕالاسالم‪ ،‬ب ﺮوت‪/‬صيدا‪ ،‬املكتبة العصرية‪ ،‬ط‪ ،٢٠٠٦ ،١.‬ج‪،٣.‬‬
‫)‪ (٢٦‬دف ﺮي )فرهاد(؛ املرجع السابق‪ ،‬ص‪ ١١٩.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫ص‪.١٥٢.‬‬
‫)‪ (٢٧‬ابن عذاري املراك ؛ البيان املغرب‪ ،‬ص‪.٧٥.‬‬ ‫)‪ (٦‬ابن خلدون؛ كتاب الع ﺮ‪،‬ج‪ ،١.‬ص‪.٢١.‬‬
‫)‪ (٢٨‬ابن خلدون؛ كتاب الع ﺮ‪،‬ج‪ ،٦.‬ص‪.١٤٨.‬‬ ‫)‪ (٧‬ابن طاهر البغدادي )عبد القاهر(؛ الفرق ب ن الفرق‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد م ي‬
‫)‪ (٢٩‬نفسه؛ ص‪.١٤٨.‬‬ ‫الدين عبد املجيد‪ ،‬ب ﺮوت‪ ،‬املكتبة العصرية‪ ،٢٠٠٤ ،‬ص‪.٢٠٠.‬‬
‫‪(30) Keddache (M); L’Algérie Medievale, Alger, E.N.A.L,‬‬
‫)‪ (‬القادر‪ :‬الخليفة العباﺳ الخامس والعشرون‪ ،‬حكم ي الف ﺮة ما ب ن)‪-٣٨١‬‬
‫‪1992, p.48.‬‬
‫)‪ (٣١‬دف ﺮي )فرهاد(؛ املرجع السابق‪ ،‬ص‪.١٣١.‬‬ ‫‪ ٤٤٢‬هـ(‪ ١٠٣١-٩٩١) /‬م(‪.‬انظر‪ :‬الخضري بك؛ محاضرات ي تاريخ ٔالامم‬
‫)‪ (٣٢‬طقوش )محمد سهيل(؛ التاريخ ٕالاسالمي الوج ‪ ،‬ص‪.٢٧٧.‬‬ ‫ٕالاسالمية‪ :‬الدولة العباسية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مؤسسة املختار للنشر‪ ،‬ط‪،١.‬‬
‫‪(33) Keddache (M); op.cit, p.48.‬‬ ‫‪ ،٢٠٠٣‬ص ص‪ ٣٧٣.‬وما بعدها‪.‬‬
‫)‪ (٣٤‬ابن حماد الص ا ي )محمد بن ع ي(؛ أخبار ملوك ب عبيد وس ﺮ م‪ ،‬ص‬ ‫)‪ (٨‬ابن خلدون؛ كتاب الع ﺮ‪،‬ج‪ ،١.‬ص‪.٢٣.‬‬
‫‪.٤١-٤٠‬‬ ‫)‪ (٩‬ابن طاهر البغدادي )عبد القاهر(؛ الفرق ب ن الفرق‪ ،‬ص‪ ٢٧.‬وما بعدها‪.‬‬
‫)‪ (٣٥‬ولد دادة )محمد(؛ مفهوم امللك ي املغرب‪ ،‬من انتصاف القرن ٔالاول إ ى‬ ‫)‪ (١٠‬ابن كث ﺮ)عماد الدين إسماعيل(؛ البداية وال اية‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد بن‬
‫انتصاف القرن السابع‪ ،‬دراسة ي التاريخ السياﺳ ‪ ،‬ص‪.٥٦.‬‬ ‫شعبان بن أحمد ومحمد بن عيادي عبد الحليم‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة الصفا‪،‬‬
‫)‪ (٣٦‬ابن كث ﺮ )عماد الدين إسماعيل(؛ البداية وال اية‪ ،‬مج‪ ،١٢-١١‬ص‪.١٥٥.‬‬ ‫ط‪ ،١،٢٠٠٣.‬مج‪ ،١٢-١١‬ص‪.١٥٥‬‬
‫)‪ (٣٧‬ابن حماد الص ا ي )محمد بن ع ي(؛ أخبار ملوك ب عبيد وس ﺮ م‪،‬‬ ‫)‪ (١١‬نفسه‪ ،‬ص‪.١٥٥‬‬
‫ص‪.٤١.‬‬ ‫)‪ (١٢‬ابن عذارى املراك )أبو عبد ﷲ محمد(؛ البيان املغرب ي اخبار ٔالاندلس‬
‫)‪ (٣٨‬ولد دادة )محمد(؛ املرجع السابق؛ ص‪.٥٩.‬‬ ‫واملغرب‪ ،‬ب ﺮوت دار الثقافة‪ ،‬تحقيق‪ :‬س‪.‬كوالن وليفي بروفنسال‪ .‬ص‪.١٧٦‬‬
‫)‪ (٣٩‬ابن عذاري املراك ؛ البيان املغرب‪ ،‬ص‪.١٧٧.‬‬ ‫)‪ (١٣‬ابن حماد الص ا ي )محمد بن ع ي(؛ أخبار ملوك ب عبيد وس ﺮ م‪،‬‬
‫‪(40) Mercier (Ernest); Histoire de l’Afrique‬‬ ‫ص‪.٢٩‬‬
‫‪Septentrionale (Berbérine) depuis les temps les‬‬ ‫)‪ (١٤‬دف ﺮي )فرهاد(؛ مختصر تاريخ ٕالاسماعيلي ن‪ ،‬تر‪ :‬سيف الدين القص ﺮ‪،‬‬
‫‪plus reculés jusqu’à la conquête Française‬‬ ‫دمشق‪ ،‬دار الثقافة للنشر‪ ،‬ط‪ ،٢٠٠١ ،١.‬ص‪.٧٩-٧٨.‬‬
‫‪(1830), Paris, ed-Ernest Leroux, 1888, T.II, p.332‬‬
‫)‪ (٤١‬ابن كث ﺮ)عماد الدين إسماعيل(؛ البداية وال اية‪ ،‬مج‪ ،١٢-١١‬ص‪- .١٨٤.‬‬ ‫)‪ (١٥‬السيوطي )جالل الدين بن أبي بكر(؛ تاريخ الخلفاء‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد أبو‬
‫ابن عذاري املراك ؛ البيان املغرب‪ ،....‬ص‪.٢٠٨.‬‬ ‫الفضل إبراهيم‪ ،‬ب ﺮوت‪ ،‬املكتبة العصرية‪ ،‬ط‪ ،٢٠٠٥ ،١.‬ص‪.٤٤٨‬‬
‫)‪ (٤٢‬طقوش )محمد سهيل(؛ املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٢٨١.‬‬ ‫)‪ (١٦‬دف ﺮي )فرهاد(؛ مختصر تاريخ ٕالاسماعيلي ن‪ ،‬ص‪.١٠٢-٩٩‬‬
‫)‪ (٤٣‬ابن كث ﺮ)عماد الدين إسماعيل(؛ املرجع السابق‪ ،‬مج‪ ،١٢-١١‬ص‪.١٨٤.‬‬ ‫)‪ (١٧‬فصل الدكتور "فرهاد دف ﺮي" ي هذا املوضوع‪ ،‬وهو واحد من أهم‬
‫)‪ (٤٤‬ابن حماد الص ا ي )محمد بن ع ي(؛ املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٥٩.‬‬ ‫املختص ن ي الدراسات ٕالاسماعيلية‪ ،‬نال شهادة الدكتوراﻩ من "جامعة‬
‫)‪ (٤٥‬نفسه‪ ،‬ص‪.٧٥.‬‬ ‫بارك ي" ي كاليفورنيا سنة ‪١٩٧١‬م‪ ،‬و ي سنة ‪١٩٨٨‬م انضم إ ى معهد‬
‫ً‬
‫ورئيسا لقسم‬ ‫ً‬
‫مساعدا ي املعهد‬ ‫الدراسات ٕالاسماعيلية حيث أصبح ً‬
‫مديرا‬
‫)‪ (٤٦‬ابن عذاري املراك ؛ البيان املغرب‪ ،‬ص‪..٢٢١.‬‬
‫‪(47) Mercier (Ernest) ; op.cit, T.II, p.356‬‬ ‫البحث فيه‪ ،‬كما أنه محرر استشاري بموسوعة "ايرانيكا"‪ ،‬وعضو اللجنة‬
‫)‪ (٤٨‬ابن عذاري املراك ؛ املرجع السابق‪ ،‬ص‪ -.٢١٨.‬طقوش )محمد سهيل(؛‬ ‫الاستشارية لدائرة املعارف ٕالاسالمية‪ ،‬واملدير العام لسلسة ال ﺮاث‬
‫املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٢٨٣.‬‬ ‫ٕالاسماعي ي‪ ،‬وهو مرجع هام ي الدراسات ٕالاسماعيلية‪ ،‬من أهم مؤلفاته‬
‫)‪ (٤٩‬ابن حماد الص ا ي )محمد بن ع ي(؛ املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٨٨.‬‬ ‫"ٕالاسماعيليون؛ تاريخهم وعقائدهم"‪ ،‬و"أساط ﺮ ٕالاسماعيلي ن"‪،‬‬
‫)‪ (٥٠‬ابن عذاري املراك ؛ املرجع السابق‪ ،‬ص‪.١٤١.‬‬ ‫و"مختصر تاريخ ٕالاسماعيلي ن"‪.‬‬
‫)‪ (٥١‬الزيريون )‪٥٤٢-٣٦٢‬هـ(‪ ،‬ساللة حاكمة من قبيلة "ص اجة" ال ﺮبرية‬ ‫ً‬
‫)‪" (١٨‬معاوية بن أبي سفيان ٔالاموي"‪ :‬أسلم عام الفتح‪ ،‬عمل واليا ع ى دمشق ي‬
‫العظيمة‪ ،‬حكموا باسم الفاطميين‪ ،‬ثم استقلوا ع م ي عهد ٔالام ﺮ "املعز‬ ‫عهد الخليفت ن "عمر بن الخطاب"‪ ،‬و"عثمان بن عفان"‪ ،‬ثم أعلن عصيانه‬

‫‪١٢٤‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ – ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬

‫)‪ (٧٤‬غربال )محمد شفيق(؛ املوسوعة العربية امليسرة‪ ،‬مادة‪" :‬إم ــام"‪ ،‬ب ﺮوت‪،‬‬ ‫بن باديس الص ا ي"‪ ،‬اتخذوا من "أش ﺮ" عاصمة لهم‪ ،‬ثم انتقلوا إ ى‬
‫دار الجيل‪ ،١٩٩٥ ،‬ج‪ ،١.‬ص‪.٢١٧.‬‬ ‫"الق ﺮوان"‪ ،‬ق ع ى دول م بعد الهجمة الهمجية للقبائل الهاللية‪.‬‬
‫)‪ (٧٥‬الشهرستاني؛ امللل والنحل‪،‬ج‪ ،١.‬ص ‪.١٤٦‬‬ ‫)‪ (٥٢‬الحماديون )‪٥٤٢-٣٦٢‬هـ(‪ ،‬فرع من الزيري ن‪ ،‬حكموا باسمهم أرجاء من‬
‫)‪ (٧٦‬أم ن )أحمد(؛ ض ى ٕالاسالم‪ ،‬ج‪ ،٣.‬ص‪.١٥٧-١٥٣.‬‬ ‫شرق املغرب األوسط )الجزائر الحالية(‪ ،‬ثم استقلوا ع م ي عهد ٔالام ﺮ‬
‫)‪ (٧٧‬تامر)عارف(؛ املرجع السابق‪،‬ج‪ ،١.‬ص ‪.٧٥‬‬ ‫"حماد بن بلك ن"‪ ،‬اتخذوا من "القلعة" )قرب املسيلة( عاصمة لهم‪ ،‬ثم‬
‫)‪ (٧٨‬غربال )محمد شفيق(؛ املرجع السابق‪ ،‬مادة‪" :‬امل ــهدي"‪ ،‬ج‪ ،٢.‬ص‪.١٧٦٤.‬‬ ‫انتقلوا إ ى "الناصرية")بجاية(‪ ،‬بعد الزحف الهال ي ع ى املنطقة‪.‬‬
‫)‪ (٧٩‬أم ن )أحمد(؛ ض ى ٕالاسالم‪ ،‬ج‪ ،٣.‬ص‪.١٧٣.‬‬ ‫)‪ (٥٣‬أهمهم الوزير "شاور" وزير "العاضد" آخر الفاطمي ن‪ ،‬والذي تحالف مع‬
‫)‪ (٨٠‬ولد دادة )محمد(؛ مفهوم امللك ي املغرب؛ ص‪.٦١.‬‬ ‫الصليب ن ضد القائدين "أسد الدين ش ﺮكوﻩ"‪ ،‬و"صالح الدين ٔالايوبي" من‬
‫)‪ (٨١‬سورة يونس؛ ٓالاية )‪.(٣٥‬‬ ‫كبار قادة الدولة ٔالاتابكية وملكها العادل "نور الدين زنكي"‪ .‬انظر‪:‬‬
‫)‪ (٨٢‬داوود )مايسة محمود(؛ املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٢٥‬‬ ‫بروكلمان )كارل(؛ تاريخ الشعوب ٕالاسالمية‪ ،‬تر‪ :‬نبيه فارس ومن ﺮ‬
‫)‪ (٨٣‬داوود )مايسة محمود(؛ املسكوكات الفاطمية بمجموعة الفن ٕالاسالمي ي‬ ‫البعلبكي‪ ،‬ب ﺮوت‪ ،‬دار العلم للمالي ن‪ ،‬ط‪ ،٩،١٩٨١.‬ص‪.٣٥٢-٣٥١.‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ص‪.٢٤‬‬ ‫)‪" (٥٤‬صالح الدين ٔالايوبي"‪ :‬أحد كبار قادة "الدولة ٔالاتابكية"‪ ،‬أنﻬ حكم الدولة‬
‫)‪ (٨٤‬نفسه‪ ،‬ص‪.٢٧‬‬ ‫الفاطمية‪ ،‬وبعد موت امللك "نورالدين زنكي"‪ ،‬استو ى "صالح الدين" ع ى‬
‫)‪ (٨٥‬بن قربة )صالح(؛ املسكوكات املغربية من الفتح ٕالاسالمي إ ى سقوط‬ ‫مقاليد الحكم وأسس "الدولة ٔالايوبية" ال حكمت ي الف ﺮة ما ب ن )‪-٥٦٩‬‬
‫دولة ب حماد‪ ،‬املؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،١٩٨٦ ،‬ص ‪.٣١٥‬‬ ‫‪٦٤٨‬هـ‪١٢٥٠-١١٧٢/‬م(‪ ،‬وسيطرت هذﻩ الدولة ع ى أجزاء واسعة من مصر‬
‫)‪ (٨٦‬سورة ٔالانعام؛ٓالاية‪.١١٥.‬‬ ‫والشام واليمن‪ ،‬وانتﻬ عهدها بسيطرة "املماليك"‪.‬‬
‫)‪.(٨٧‬طقوش)محمد سهيل(؛ التاريخ ٕالاسالمي الوج ‪ ،‬ص‪.٢٨٠-٢٧٩.‬‬ ‫)‪" (٥٥‬امللك العادل نور الدين بن عماد الدين زنكي" )ت‪٥٦٩.‬هـ(‪ ،‬نشأ مع والدﻩ‬
‫)‪ (٨٨‬دف ﺮي)فرهاد(؛ املرجع السابق‪ ،‬ص‪.١٣٧-١٣٦.‬‬ ‫ي العراق ثم املوصل وبالد الشام‪ ،‬ثم تو ى أمور "الدولة ٓالاتابكية" بعد‬
‫)‪ (٨٩‬داوود)مايسة محمود(؛ املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٢٨‬‬ ‫وفاة والدﻩ‪ ،‬فقام بإظهار السنة وحارب البدعة وتصدى للفرق الرافضية‪،‬‬
‫)‪ (٩٠‬ابن عذاري املراك ؛ البيان املغرب‪ ،‬ص‪.١٢٩.‬‬ ‫وشيد املدارس وأوقف ٔالاوقاف‪ ،‬وأظهر العدل‪ ،‬فأطلق عليه لقب "امللك‬
‫)‪ (٩١‬دف ﺮي )فرهاد(؛ املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٧٥‬‬ ‫العادل"‪.‬‬
‫)‪ (٩٢‬بن قربة )صالح(؛ املسكوكات املغربية‪ ،‬ص ‪.٣١٨‬‬ ‫)‪ (٥٦‬ابن ٔالاث ﺮ؛ الكامل ي التاريخ‪ ،‬ج‪ ،١٠.‬ص‪ ،٣٣.‬دف ﺮي )فرهاد(؛ املرجع‬
‫)‪ (٩٣‬تامر)عارف(؛ تاريخ ٕالاسماعيلية‪ ،‬ج‪ ،١.‬ص ‪ ١٥١‬وما بعدها‪.‬‬ ‫السابق‪ ،‬ص‪ ،٢٠٥.‬تامر)عارف(؛ تاريخ ٕالاسماعيلية(‪،‬ج‪ ،٤.‬ص ‪.٥٦‬‬
‫)‪ (٩٤‬طقوش )محمد سهيل(؛ التاريخ ٕالاسالمي الوج ‪ ،‬ص‪.٢٨١.‬‬ ‫)‪ (٥٧‬داوود )مايسة محمود(؛ املسكوكات الفاطمية بمجموعة الفن ٕالاسالمي ي‬
‫)‪ (٩٥‬بن قربة )صالح(؛ املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٣٣٤‬‬ ‫القاهرة )دراسة أثرية وفنية(‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص ‪.١٩‬‬
‫)‪ (٩٦‬داوود )مايسة محمود(؛ املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٣١‬‬ ‫‪(58) De Candia (Ferugia); Monnaies Aghlabides du‬‬
‫ً‬
‫تخليدا‬ ‫)‪ (٩٧‬املنصورية‪ :‬مدينة قرب الق ﺮوان بناها "املنصور باهلل" سنة ‪٣٣٧‬هـ‬ ‫‪musée de Bardo, in ”Revue Tunisienne”,2émé‬‬
‫‪trimestre, 1936, p184.‬‬
‫النتصارﻩ ع ى "صاحب الحمار"‪.‬‬
‫)‪ (٥٩‬سورة املائدة؛ ٓالاية )‪.(٦٧‬‬
‫)‪ (٩٨‬بن قربة )صالح(؛ املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٣٤٧-٣٤٤‬‬
‫)‪ (٦٠‬السماوي )محمد التيجاني(؛ مع الصادق ن‪ ،‬ب ﺮوت‪ ،‬مؤسسة الفجر‪ ،‬ط‪،١.‬‬
‫)‪ (٩٩‬نفسه‪ ،‬ص‪.٣٥٢‬‬
‫‪ ،١٩٨٩‬ص‪.٤٩.‬‬
‫)‪ (١٠٠‬بن قربة )صالح(؛ املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٣٥٢‬‬
‫)‪ (٦١‬م )آدم(؛ الحضارة ٕالاسالمية ي القرن الرابع الهجري )أو عصر ال ضة ي‬
‫)‪ (١٠١‬داوود )مايسة محمود(؛ املسكوكات الفاطمية‪ ،‬ص ‪ -.٣٦‬بن قربة‬
‫ٕالاسالم(‪ ،‬تر‪ :‬محمد عبد الهادي أبو ريدة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املؤسسة الوطنية‬
‫)صالح(؛ املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٣٥١-٣٥٠‬‬
‫للكتاب‪،١٩٨٦ ،‬ج‪ ،٢.‬ص ‪.٥١٥‬‬
‫)‪ (١٠٢‬داوود )مايسة محمود(؛ املسكوكات الفاطمية‪ ،‬ص ‪.٣٧‬‬
‫)‪ (٦٢‬تامر)عارف(؛ تاريخ ٕالاسماعيلية‪،‬ج‪ ،١.‬ص ‪.١٢٥‬‬
‫)‪ (١٠٣‬السماوي )محمد التيجاني(؛ مع الصادق ن‪ ،‬ص‪.١٠١‬‬
‫)‪ (٦٣‬البستاني )فؤاد إفرام(؛ منجد الطالب‪ ،‬ب ﺮوت‪ ،‬دار العلم‬
‫)‪ (١٠٤‬دف ﺮي )فرهاد(؛ املرجع السابق‪ ،‬ص‪.١٠٥-١٠٤.‬‬
‫املشرق‪،‬ط‪ ،٢٣،١٩٧٥.‬ص‪.١٠٦.‬‬
‫)‪ (١٠٥‬بن قربة )صالح(؛ املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٣٦٧.‬‬
‫)‪ (٦٤‬دائرة املعارف ٕالاسالمية؛ مادة‪" :‬حجة"‪ ،‬الشارقة‪ ،‬مركز الشارقة لإلبداع‬
‫)‪ (١٠٦‬دف ﺮي )فرهاد(؛ املرجع السابق‪ ،‬ص‪.١٤٢.‬‬
‫الف ‪ ،‬ط‪ ،١٩٩٨ ،١.‬ج‪،١١.‬ص‪٣٤٨٢.‬‬
‫)‪ (١٠٧‬نفسه؛ ص‪.١٤٣.‬‬
‫)‪ (٦٥‬دف ﺮي )فرهاد(؛ مختصر تاريخ ٕالاسماعيلي ن‪ ،‬ص‪.١٣٣.‬‬
‫)‪ (١٠٨‬متز)آدم(؛ الحضارة ٕالاسالمية ي القرن الرابع الهجري )أو عصر ال ضة‬
‫)‪ (٦٦‬دائرة املعارف ٕالاسالمية؛ مادة "إسماعيلية"‪،‬ج‪ ،٣.‬ص‪.٧٦٥.‬‬
‫ي ٕالاسالم(‪ ،‬ص‪.٥١٣.‬‬
‫)‪ (٦٧‬م )آدم(؛ الحضارة ٕالاسالمية ي القرن الرابع الهجري‪،‬ج‪ ،٢.‬ص ‪.٥١٥‬‬
‫‪(109) Marçais(G); L’art Musulman, Paris, presses‬‬
‫)‪ (٦٨‬الشهرستاني )أبي الفتح محمد بن عبد الكريم(؛ امللل والنحل‪ ،‬تحقيق‬
‫‪universitaires de France, 2émé édition,‬‬
‫‪1981,p.11.‬‬ ‫محمد سيد الكيالني‪ ،‬ب ﺮوت‪ ،‬دار صعب‪ ،١٩٨٦،‬ج‪ ،١.‬ص ‪.١٩٢‬‬
‫)‪ (٦٩‬دف ﺮي )فرهاد(؛ املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٩٢.‬‬
‫)‪ (٧٠‬نفسه؛ ص‪.١٨٠.‬‬
‫)‪ (٧١‬داوود )مايسة محمود(؛ املسكوكات الفاطمية بمجموعة الفن ٕالاسالمي ي‬
‫القاهرة‪ ،‬ص‪.٢٥‬‬
‫)‪ (٧٢‬تامر)عارف(؛ تاريخ ٕالاسماعيلية‪،‬ج‪، ١.‬ص ‪.٧٥‬‬
‫)‪ (٧٣‬دف ﺮي )فرهاد(؛ مختصر تاريخ ٕالاسماعيلي ن‪ ،‬ص‪١١٩.‬‬

‫‪١٢٥‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ – ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬

You might also like