0% found this document useful (0 votes)
6K views5 pages

الدولة الحفصية

Uploaded by

Cyrine Daghari
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as DOCX, PDF, TXT or read online on Scribd
0% found this document useful (0 votes)
6K views5 pages

الدولة الحفصية

Uploaded by

Cyrine Daghari
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as DOCX, PDF, TXT or read online on Scribd
You are on page 1/ 5

‫المقــــــــدمة‬

‫لقد كانت هزيمة الموحدين في معركة العقاب باألندلس سنة(‪ 609‬هـ ‪ 1212/‬م)‬
‫نذيرا بهبوط دولتهم وتدهور قوتهم‪ .‬من خالل هاته الكارثة المدوية فقدت الدولة زهرة‬
‫شبابها وخالصة جندها الشجعان وسرعانـ ما دب الضعف في كيان الدولة المترامي‬
‫األطراف في المغرب واألندلس ونشأت عن ذلك أن استغلت القبائل المغربية هذه‬
‫الفرصة السانحة وأقاموا عدة دول بسطت نفوذها وسلطانها في منطقة المغرب‬
‫فقامت دولة بني مرين بالمغرب األقصى‪ ,‬ودولة بني زيان بالمغرب األوسط والدولة‬
‫‪.‬الحفصية بإفريقية (تونس)‪ .‬وهي موضوع بحثنا هذا‬

‫من هم الحفصيين؟•‬
‫كيف كانت األوضاع الداخلية للدولة الحفصية؟•‬
‫وما األسباب التي أدت إلى سقوطها؟•‬

‫الفصل االول‪:‬نشاة الدولة الحفصية‬


‫‪:‬المطلب االول‪ :‬ظروف النشأة‬
‫لقد استمرت دولة الموحدين في القبض على صولجان الملك ووحدة الشمال‬
‫اإلفريقي طيلة مدة قرن ونصف‪ ,‬ولقد اكتسبت المغرب اإلسالمي يومئذ بوحدته هذه‬
‫بؤسا وقوة تمكن بهما من نشر نفوذه السياسي على بالد األندلس وخضع له كل‬
‫من دول ضفاف هذا البحر األبيض المتوسط وأممه شرقا وغربا‪ ,‬ولم يزل الموحدون‬
‫في أوج عزهم وشاهق سلطانهم إلى ان تصدع شملهم في "وقعة العقاب"‬
‫باألندلس (‪609‬هـ‪1212/‬م) فاضطربتـ يومئذ حبل الدولة وأذنبت أيامها بالذهاب‪ .‬فخرج‬
‫عنها والة النواحي وظهر العصيان من رؤساء العشائر فاستبدوا باإلدارة ونما فيهم‬
‫شعور بالقوة الفردية على حين ضعفت الدولة الحاكمة‪ .‬فتفككت حينئذ وحدة‬
‫الشمال اإلفريقي وأشرقتـ فيه ثالث إمارات أو قل هي ثالث دول إسالمية مغربية‬
‫متزاحمة على جذب طرف حبله متنازعة نشر نفوذها على هذا القطر واالستحواذ‬
‫‪:‬عليه أال وهي‬
‫دولة بني حفص شرقا‪ ,‬ودولة بني مرين غربا ودولة بني زيان باألوسط فكلها تحاول‬
‫االستقالل به وبسط نفوذها وسلطانها عليه فتحاربت بينها طيلة نحو قرن كامل‬
‫ولتكافؤ القوات – أو ضعفها‪ -‬لم يخلص بتمامه إلى أي دولة من هذه الدول الثالث‪,‬‬
‫وأخيرا توزعت –مرغمة‪ -‬فيما بينها‪ ,‬فكان شرقيه لبني أبي حفص وغربيه لبني مرين‬
‫ووسطه عقده –الجزائر‪ -‬لبني زيان من بني عبد الواد‪ ,‬وباإلضافة إلى تمركز الدولة‬
‫الحفصية بتونس إال أن الجزائر أيضا وقعت مرارا في قبضة الحفصيين وامتد نفوذهم‬
‫‪.‬إليها ونشروا سلطانهم على نواح منها برهة من الدهر‬
‫فمن هم هؤالء الحفصيون؟‬

‫‪:‬المطلب الثاني‪ :‬أصل الحفصيون‬


‫اختلف علماء التاريخ في نسب أمراء بني حفص‪ ,‬فمنهم من أرجعهم إلى عمر ابن‬
‫‪.‬الخطاب كابن نخيل الذي يعتبر أول كاتب لديوان الدولة الحفصية‬
‫ومنهم من أرجعهم إلى قبيلة هنتاتة التي تعتبرـ من أهم قبائل المصامدة على وجه‬
‫‪.‬الخصوص‪ ,‬البربر على وجه العموم‬
‫وينتسبون بالخصوص إلى الشيخ أبي حفص يحي بن عمر الهنتاتي شيخ قبيلة‬
‫هنتاتة‪ ,‬وكان هذا الشيخ من كبار القائمين بدعوة المهدي بن تومرت ومن كبار‬
‫‪.‬المشيدين لسلطان الموحدين في المغرب واألندلس‬
‫ويعتبرـ أبو حفص من زعماء المصامدة وله مكانة ونفوذ بين قبائل المصامدة وهو من‬
‫‪.‬خواص ابن تومرت‪ ،‬وآمن بدعوته وبذل قصارى جهده في مناصرته‬

‫‪:‬المطلب الثالث‪ :‬تأسيس الدولة الحفصية‬


‫عندما أعلن أبو زكريا الحفصي انفصاله عن الخالفة الموحدية كان في عز شبابه في‬
‫‪.‬سن السابعة والعشرين‬
‫لكن ما أظهره من أول وهلة من براعة ومقدرة كان يدل على ما يتمتع به من نضج‬
‫سياسي مبكر‪ ,‬ومهارة إدارية فده‪ ,‬وكان عليه أن يستجيب لمطامحه في بناء دولة‬
‫مستقلة جديدة فقد توجه إلى قسنطينة وناصبها الحصار مدة حتى استسلمتـ له‬
‫وقبضـ على واليها الموحدي "ابن أبي عبد هللا بن يعقوب المنصور" ثم اتجه إلى‬
‫بجاية وقبض على واليها الموحدي "أبي عمران شقيق" والي قسنطينة السابق كما‬
‫قبض على بعض زعماء األعراب من مشايخ مرداس بن عوف والذواودة وبعث بهم‬
‫جميعا إلى المهدية حيث سجنوا بالمطبق‪ .‬وقد انتصبت الدولة الحفصية بالجزء‬
‫الشرقي من بالد المغرب بحيث اتخذ أبو زكريا الحفصي من مدينة تونس عاصمة له‬
‫بعد أن اتخذها الموحدون مركز واليتهم وتراجع دور القيروان ‪ ,‬وبدأ في اكتساب محبة‬
‫أهل أفريقية بإتباع سياسة رشيدة‪ ،‬فأحسن معاملتهم‪ ،‬وخ َّفف عنهم أعباء الضرائب‪،‬‬
‫وقرب الفقهاء‬
‫َّ‬ ‫ونظر في أمورهم‪ ،‬وراقب عماله ووالته‪ ،‬واستعان بأهل الخبرة والكفاءة‪،‬‬
‫إليه‪ ،‬فأسلت له البالد قيادها ودانت له بالطاعة والوالء‪ .‬وقد امتدت من بجاية غربا‬
‫إلى حدود برقة شرقا ودامت قرابة ‪ 3‬قرون ونصف عرفت خاللها فترات من االستقرار‬
‫‪ .‬واالزدهار وفترات من االضطراب والتراجع‬

‫الفصل الثاني‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الحفصية‬


‫‪:‬المطلب االول‪ :‬األوضاع السياسية‬
‫‪:‬ونتطرقـ فيه إلى نظام الحكم واإلدارة‬
‫‪:‬نظام الحكم‬
‫كان النظام نفسه الذي انتهجته الدولة الموحدية يعتمد على نفس المبادئ التي‬
‫جاء بها ابن تومرت حيث قلدهم الحفصيون في هذا ويتمثل في نظام المشايخ‬
‫بترتيبه المعروفـ في عهد ابن تومرت وهو الترتيب العمودي أي مشايخ كبار من أهل‬
‫العشرة ومشايخ صغار من أهل الخمسين ومشايخ عاديين‬
‫اهتمت الدولة الحفصية بنظام الحسبة وهذا غير مستغرب في دولة تستمد أصولها‬
‫‪.‬من نظام موحدي‬
‫‪:‬اإلدارة‬
‫كانت إدارة المقاطعات تكتسي ثالث أشكال متميزة ومختلفة باختالف موقعة‬
‫‪:‬المقاطعة‬
‫القبائل العربية‪ :‬يحكمها مشايخ أهلتهم لهذا المنصب‪‬‬
‫مقاطعة الجنوب‪ :‬بقي النظام فيها محلي حيث حاول الملوك الذين أرادوا القضاء‪‬ء‬
‫على هذه السلطات المحلية إال أنهم لم يتمكنوا‪ ,‬واستمر هذا الحكم قائما بالجزائر‬
‫‪.‬إلى عهد األتراك‬
‫المناطق والمدن‪ :‬ويقوم فيها الملك ببسط نفوذه مباشرة عليها وذلك بتعيين والي‪‬‬
‫‪.‬إلدارتها وعادة يكون من أفراد العائلة المالكة إن لم يكن من أبناء الملك‬

‫‪:‬المطلب الثاني‪ :‬األوضاع االقتصادية‬


‫أصبحت تونس في عهد الحفصيين مزدهرة اقتصاديا وهذا يبرز من خالل التجارة التي‬
‫تتمثل في تصدير الحبوب عند توفر المحاصيل و التمور وزيت الزيتون والشمع والملح‬
‫واألقمشة والزرابي‪ ...‬فعملت تونس على بناء أسواق جديدة في القرن ‪ 13‬منهم‪:‬‬
‫سوق العطارين‪ ,‬وسوق القماش ألن نشاط التجارة التونسية مستمر‪ ,‬وكانت البضاعة‬
‫المورودة تخضع إلى ضريبة قدرها ‪ %10‬من قيمتها‪,‬ـ بحيث كانت المدينة تتاجر مع‬
‫المشرق برا بواسطة القوافل وبحرا‪ ,‬وساهم هذا في تقدم التقنية التجارية وتطور‬
‫‪.‬التامين على المراكب بتنمية النشاط االقتصادي‬
‫أبرمت عدة معاهدات من أجل حماية األشخاص وممتلكاتهم(البندقية ‪ -1236‬جنوه‬
‫‪ .) 1236‬وحدثت عدة تطورات أخرى أهمها نزوح العمران إلى السواحل البحرية ونتج‬
‫‪.‬عنه توجيه العالقات السياسية واالقتصادية نحو الغرب األوربي‬
‫ويمكن القول أن تركيز النشاط االقتصادي في السواحل البحرية وازدهار مدن الساحل‬
‫على حساب مدن الداخل وانفصالها عنها بعض الشيء يعتبر من أهم العوامل التي‬
‫‪.‬مهدت لتسرب العثمانية‬

‫‪:‬المطلب الثالث‪:‬األوضاع االجتماعية‬


‫كان المجتمع الحفصي يتركب من ‪ 3‬طبقات‪ :‬الطبقة الحاكمة لألمراء‪ ,‬الطبقة‬
‫‪.‬المتوسطة لذوي الدخل المحدود‪ ,‬وطبقة الفقراء‬
‫وقد حدثت عدة تغيرات على األوضاع االجتماعية في العهد الحفصي وتتمثل في‬
‫تنقل القبائل العربية بين جهات متعددة وتالحقها مع البربر‪ ,‬ونتج عنه انعدام الحدود‬
‫بين هاته القبائل‪ ,‬وأيضا الفكر الذي احتل مرتبة كبيرة وممتازة حيث يمكن الجزم‬
‫بوجود حضارة حفصية امتازت من الناحية الدينية بإحياء المذهب المالكي بعد أفول‬
‫نجمه في عهد الدولة الموحدية وهذا بسبب انطالق الحركة الصوفية نتيجة لدروس‬
‫‪..‬أبو مدين المتصوف الكبير(سيدي بومدين)‬

‫الفصل الثالث‪ :‬سقوط الدولة الحفصية‬


‫‪:‬المطلب االول‪ :‬األسباب الداخلية‬
‫‪:‬األسباب التي أدت إلى سقوط الدولة الحفصية هي كالتالي‬
‫‪.‬قلة اهتمام الخلفاء بالدولة وانقطاعهم لذاتهم الشخصية‪‬‬
‫‪.‬وقوع الدولة الحفصية بين دولتين قويتين‪ :‬اسبانيا غربا والعثمانيون شرقا‪‬‬
‫الصراع الداخلي من أجل الحكم بين أبناء البيتـ الحفصي وما ترتب عن ذلك صراع‪‬‬
‫‪.‬عنيف وقتال دموي‬
‫استقالل بعض المدن عن عاصمة الحفصيين فتضطر أحيانا الدولة لتجريد الجيوش‪‬‬
‫وتجهيزها من اجل إخضاع المدن لسلطانها ‪ ،‬فيكلفها ذلك الكثير من األموال والعتاد‬
‫‪ .‬والرجال وأحيانا تنهزم جيوش الدولة أمام مقاومة المدن الضارية‬

‫‪:‬المطلب الثاني‪ :‬األسباب الخارجية‬


‫وباإلضافة إلى األسباب الداخلية كانت هناك أسباب خارجية ساعدت على سقوط‬
‫‪:‬الدولة الحفصية‬
‫‪.‬تحالف الدولة الحفصية مع األسبان للقضاء على المسلمين‪‬‬
‫ظهور طرف ثالث في الصراعات والمتمثل في الدولة العثمانية قضت على األسبان‪‬‬
‫‪.‬وقامت بإسقاط دولة الحفصيين‬
‫‪‬‬
‫وأخيرا السبب الرئيسي في سقوط الدولة الحفصية هو التنازع بين المسلمين‪‬‬
‫‪.‬وعدم حرصهم على سالمة وحدة األمة وأهدافها العظمى‬

‫‪:‬المطلب الثالث‪ :‬نهاية الدولة الحفصية‬


‫تواطأت عدة أسباب في سقوط الدولة الحفصية وانتهت كلها بضم أراضيها إلى الدولة‬
‫العثمانية‪ ,‬وكانت الدولة الحفصية قد عانت من أهم األمراض التي تفتك بالدول‬
‫وتعجل في سقوطها وهو التنافس على الحكم فتنافس كبارها على كرسي الحكم‬
‫مما أدى بها إلى االنقسام إلى قسمين أحدهما في بجاية واآلخر في تونس‪ ,‬وكان‬
‫من الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى تنامي مطامع أعدائها وتربصهم بها‪ ,‬وهكذا تكالبت‬
‫عليها عدة أطراف احدها النورمانديون سكان األراضي االسكندنيافية وثانيها بنو مرين‪,‬‬
‫ثم بنو عبد الواد فاألتراك العثمانيون واستطاع هذا األخير انتزاع الحكم منهم لفترة من‬
‫الوقت مما جعلهم يلجئون إلى األسبان ويطلبونـ العون من الملك االسباني‬
‫شارلمان‪ ,‬غير أن هذه الخطوة ما لبثت أن أساءت إلى الحفصيين في نظر مواطنيهم‬
‫وكذلك مناصريهم األسبان فحطت من هيبتهم‪ ,‬وبلغتـ ذروة التجائهم باألسبان حين‬
‫قرر احد والتهم وهو والي الجزائر تقديم بيعته إلى السلطان العثماني سليم الثاني‪,‬‬
‫فما كان منهم إال أن التجئوا باألسبان مرة أخرى فهب هؤالء إلى نجدتهم غير أنهم‬
‫عبثوا ببالدهم واستهانوا بحرمات الدين اإلسالمي‪ ,‬وفي نهاية المطاف كانت الدولة‬
‫الحفصية قد استنفذت كل ما لديها للبقاء فسقطت أراضيها عام(‪982‬هـ‪1574/‬م)‬
‫‪.‬وأصبحت جزءا من الدولة العثمانية‬

‫الخاتمــــــــة‬
‫وصفوة القول أنه بالرغم من كل المشاكل التي واجهت الدولة الحفصية من صروفـ‬
‫‪:‬الدهر والتي كان أهمها‬
‫‪.‬ظهور خلفاء ضعفاء ال يملكون الشخصية القوية واإلدارة الحازمة‪‬‬
‫‪ .‬الصراعات الداخلية للدولة إضافة إلى الصراعات الخارجية‪‬‬
‫‪.‬واألكثر من ذلك االستعانة بالعناصر الخارجية من أجل القضاء على دول أخرى‪‬‬
‫إال أنها استطاعت أن تصمد في الشطر الشرقي من المغرب طيلة ثالثة قرون ونصف‪,‬‬
‫‪.‬وان تترك في البالد أثرا عميقا تمثل في الحفاظ على تراث ثقافي عريق وممتاز‬
‫وأخيرا نرجو أن يكون هذا البحث مساهما في دراسة تاريخ امتنا‪ ,‬رغم أن النتائج‬
‫‪.‬المتوصل غليها ليست نهائية‪ ,‬وان بعض النقاط والمعلومات لم يشار إليها‬

You might also like