Klasik Tasavvuf Metinleri
Klasik Tasavvuf Metinleri
جميع الحقوق محفوظة ،اليسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو أي جزء منه أو تخزينه في نطاق
بأي شكل من األشكال دون إذن خطي مسبق من المؤلف. استعادة المعلومات أو نقله ّ
All rights reserved. No part of this book may be reproduced, or transmitted in any form
or by any means without prior permission in writing from the Auther.
BASKI
Step Ajans Matbaacılık Ltd Şti.
Göztepe Mah. Bosna Cad. No. 11
İSTANBULـ Bağcılar
Tel: 0212. 446 88 46
Matbaa Sertifika No: 12266
﴿﴾5 ةيفوصلا تاحلطصم ةوفص
الحمد هلل ،وسالم على عباده الذين اصطفى ،ممن سبقت لهم من اهلل الحسنى
فاستقاموا على نهج الشريعة مستجيبين لدواعي الطريقة ،موفين بعهد الحقيقة،
ً
قلوبهم محل لتعريفه ،ورقاهم إلى أولئك الذين أنعم اهلل عليهم بتشريفه ،فجعل
حضرة الصفا من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفي ًقا.
أما بعد:
فإن لكل علم مصطلحاته التي تعتبر مفاتيح دراسته وفهمه واستيعابه ،درج
ً
واألصول مثل يتعذر فهمه على دارسه على وضعها المختصون فيه ،فعلم الفقه
قبل معرفة مصطلحاته الفنية التي تواطأ علماء الفقه واألصول على وضعها،
وهكذا الشأن في التوحيد والمنطق ومصطلح الحديث وعلوم القرآن وسائر
العلوم بقسميها اإلنساني والعلمي.
اعلم أن لكل طائفة من العلماء ألفا ًظا يستعملونها ،وقد انفردوا بها عمن
سواهم ألغراض لهم فيها من تقريب الفهم على المتخاطبين بها ،أو للوقوف
ةيفوصلا تاحلطصم ةوفص ﴿﴾6
على معانيها بإطالقها ،ويستعملون ألفا ًظا فيما بينهم ،قصدوا بها الكشف عن
معانيها.
• االحتاد واحللول:
لعمري إذا كان عباد األوثان لم يتجرؤوا أن يجعلوا آلهتهم عين اهلل ،بل
قالوا﴿ :ﮐﮑﮒﮓ ﮔ ﮕﮖ﴾(((.
فكيف يُظن بأولياء اهلل تعالى أنهم يدعون االتحاد بالحق على حد ما تتعقله
العقول الضعيفة؟!
هذا كالمحال في حقهم رضي اهلل عنهم ،إذ ما من ولي إال وهو يعلم
أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق ،وأنها الخارجة عن جميع معلومات
الخالئق ،ألن اهلل بكل شيء محيط(((.
وقال الشيخ محيي الدين بن عربي رحمه اهلل تعالى في عقيدته الصغرى:
تعالى الحق أن تحله الحوادث أو يحلها.
وقال ً
أيضا :اعلم أن اهلل تعالى واحد باإلجماع ،ومقام الواحد يتعالى أن
يحل فيه شيء أو يحل في شيء أو يتحد في شيء.
وقال ً
أيضا في باب األسرار:
من قال بالحلول فهو معلول ،فإن القول بالحلول مرض ال يزول،
وما قال باالتحاد إال أهل اإللحاد ،كما أن القائل بالحلول من أهل الجهل
والفضول.
وقال صاحب كتاب نهج الرشاد في الرد على أهل الوحدة والحلول
واإللحاد:
حدثني الشيخ كمال الدين المراغي قال :اجتمعت بالشيخ أبي العباس
المرسي تلميذ العارف باهلل أبي الحسن الشاذلي وفاوضته في هؤالء االتحادية
فوجدته شديد اإلنكار عليهم والنهي عن طريقهم ،وقال :أتكون الصنعة هي
عين الصانع؟!(((.
وأما ما ورد من كالم السادة الصوفية في كتبهم مما يفيد ظاهره الحلول
واالتحاد ،فهو إما مدسوس عليهم بدليل ما سبق من صريح كالمهم في نفي هذه
العقيدة الضالة ،وإما لم يقصدوا به القول بهذه العقيدة الضالة ،ولكن المغرضين
حملوا المتشابه من كالمهم على هذا الفهم الخاطئ ،ورموهم بالكفر والضالل،
وأما العلماء المنصفون فقد فهموا كالمهم على معناه الصحيح الموافق لعقيدة
• اإلجازة:
• اإلحسان:
هو التح ّقق بالعبودية على مشاهدة حضرة الربوبية بنور البصيرة ،أي رؤية
الحق موصوفًا بصفاته بعين صفته فهو يراه يقينًا وال يراه حقيقة.
ولهذا قال عليه الصالة والسالم« :كأنّك تراه».
ألنه يراه وراء حجب صفاته بعين صفاته ألنه في عين اليقين فال يرى
الحقيقة بالحقيقة ،ألنه تعالى هو الرائي وصفه بوصفه ،وهو دون مقام المشاهدة
في مقام الروح.
((( للتوسع انظر :الموسوعة اليوسفية في بيان أدلة الصوفية (.)440 -437
﴿ ﴾ 11 ةيفوصلا تاحلطصم ةوفص
• األحوال:
هي المواهب الفيّاضة على العبد من ربّه.
إما واردة عليه ميراثًا للعمل الصالح المزكي للنفس الم ّ
صفي للقلب ،وإما
ً
ا محضا. نازلة من الحق امتنان ً
المبايعة عند أخذ الطريق مصافحة ومعاهدة ،وهي« :أن يجلس المريد بين
يدي الشيخ يتلقى عنه ما تفرضه الطريق من واجبات ،ولذلك يقال :فالن أخ َذ
العهد :أي قطع على نفسه عهدًا أن يعمل فيها وأن يطيع أوامر الشيخ» ذلك ألن
النفس فيها عيوب ،ومن أراد أن يعرف عيوب نفسه فعليه أن يجلس بين يدي
شيخ بصير بعيوب النفسّ ،
مطلع على خفايا اآلفات.
كما قال اإلمام الغزالي :ويحكمه في نفسه ويتبع إشارته في مجاهداته وهذا
شأن المريد مع شيخه ،والتلميذ مع أستاذه ،فيعرفه طرق عالجه ،فيأخذ المريد
العهد أن يعمل بنصائح شيخه ،فيطيعه في كل ما أمر به ،وينتهي عما نهاه عنه.
فإذا أخ َّل المريد أو السالك بذلك العهد ،بقي على عيوبه ولم يرتق في سلّم
الكماالت.
ةيفوصلا تاحلطصم ةوفص ﴿ ﴾ 12
• اإلخالص:
سر بين العبد وبين اهلل ،ال يعلمه ملَك فيكتبه ،وال شيطان
وقيل :اإلخالصّ :
فيفسده ،وال هوى فيميله.
و الفرق بين اإلخالص والصدق :أن الصدق أصل وهو األول ،واإلخالص
فرع وهو تابع.
• األدب:
كل رياضة محمودة يتخرج بها اإلنسان في فضيلة من الفضائل فإنها يقع
عليها اسم األدب ،وما وصف به من أخالق حميدة يسمى أدبًا.
وقال أبو علي الدقاق :العبد يصل بطاعته إلى الجنة ،وبأدبه في طاعته إلى
اهلل تعالى.
وقال سفيان الثوري :ال يتعلم أحد العلم حتى يتعلم األدب.
وقيل :من أساء األدب في الظاهر عوقب في الظاهر ،ومن أساء األدب في
الباطن عوقب في الباطن.
وقال أبو عثمان :إذا صحت المحبة تأكد على المحب مالزمة األدب(((.
وقال ﷺ« :ليس منا من لم يعرف لعالمنا حقه»(((.
وقال السيد أحمد الرفاعي رضي اهلل عنه :كل اآلداب منحصرة في متابعة
وحال ،و ُخلُ ًقا ،بميزان الشريعة.
ً ً
وفعل، النبي ﷺ ً
قول،
قال تعالى ﴿ :ﮀﮁﮂﮃﮄﮅ﴾(((.
من التزم اآلداب الظاهرة دخل جنسية القوم ،وحسب في عدادهم ،ومن
لم يلتزم اآلداب الظاهرة فهو فيهم غير ،ال يلتبس حاله عليهم ،ألن استعمال
اآلداب دليل الجنسية ،بل تكون علة الضم ،قال رويم رحمه اهلل تعالى :التصوف
كله أدب.
وهذا األدب الذي أشارت إليه الطائفة ،أدب الشرع(((.
وقال سيدنا سهل التستري رضي اهلل عنه :من تأدب بأدب اهلل تعالى صار
من أهل محبة اهلل تعالى.
وقال ً
أيضا :من قهر نفسه باألدب فهو يعبد اهلل باإلخالص.
وقيل :كمال األدب ال يصفو إال لألنبياء والصديقين(((.
وقال أبو علــي رحمه اهلل تعالى :ترك األدب يوجب الطرد ،فمن أســاء
األدب على البساط ُردَّ إلى الباب ،ومن أساء األدب على الباب ُردَّ إلى سياسة
الدواب.
وقال أبو نصر السراج رحمه اهلل تعالى :إن أهل الخصوصية ،أكثر آدابهم
في طهارة القلوب ،ومراعاة األسرار ،والوفاء بالعهود ،وحفظ الوقت ،وقلة
االلتفات إلى الخواطر ،وحسن األدب في مواقف الطلب وأوقات الحضور
ومقامات القرب(((.
إذا مر بذكر اهلل
َّ وقال اإلمام النووي رضي اهلل عنه :يستحب لكاتب الحديث
عز وجل أن يكتب( :عز وجل) أو (تعالى) أو (سبحانه وتعالى) أو (تبارك
وتعالى) أو (ج َّل ذكره) أو (تبارك اسمه) أو (جلَّت عظمته) أو ما شابه ذلك(((.
ًا إليهما وال مقتصرا على
ً وكذلك يكتب عند ذكر النبي ﷺ بكمالها ،ال رامز
أحدهما.
ومن األدب أن نذكر لفظ السيادة قبل اسم الحبيب محمد ﷺ وذلك لقوله
عليه الصالة والسالم« :أنا سيد ولد آدم يوم القيامة»((( وفي رواية« :أنا سيد ولد
آدم يوم القيامة وال فخر»(((.
وقوله عليه الصالة والسالم« :أنا سيد الناس يوم القيامة»(((.
وفي رواية للبيهقي« :أنا سيد العالمين».
ومن األدب ً
أيضا أن نذكر لفظ السيادة قبل ذكر أسماء الصحابة والتابعين
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين من العلماء واألولياء الصالحين واألدلة في
هذا الباب كثيرة منها:
قال ﷺ لسيدنا الحسن بن علي رضي اهلل عنهما« :إن ابني هذا سيد ولعل اهلل
(((
يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين»
وقال ﷺ للسيدة فاطمة رضي اهلل عنها« :أما ترضين أن تكوني سيدة نساء
الجنة»(((.
وقال سيدنا عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه( :أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا،
يعني ً
بالل)(((.
• االستدراج:
هو األمر الخارق الذي يظهر من الكفار وأهل الفسق واألهواء ،أي :من
كان مردودًا عن طاعة اهلل.
وهو أنواع :فمنه المكر ،والكيد ،واإلمالء ،واإلهالك.
والفرق بين الكرامات واالستدراجات:
أن صاحب الكرامة ال يستأنس بتلك الكرامة ،بل عند ظهور الكرامة يصير
خوفه من اهلل أشدّ ،وحذره من قهره أقوى ،فإنه يخاف أن يكون ذلك من باب
االستدراج.
وأما صاحب االستدراج فإنه يستأنس بذلك الذي يظهر عليه ويظن أنه إنما
عليه ،فيحصل
ّ وجد تلك الكرامة ألنه يستحقها ،وحينئذ يستحقر غيره ويتكبّر
مكر اهلل وعقابه.
((( رواه الترمذي في سننه ( )3768وقال :حديث حسن صحيح ورمز السيوطي
لصحته.
((( رواه الترمذي في سننه (.)3664
﴿ ﴾ 19 ةيفوصلا تاحلطصم ةوفص
• االسم : هو الحاكم على العبد في الوقت الحاضر .فإ ّن طرق تجلي الحق
دائ ًما من األسماء اإللهية.
• االسم األعظم:
هو االسم الجامع لجميع األسماء ،وقيل :هو اهلل :ألنه اسم الذات الموصوفة
بجميع الصفات أي المسماة بجميع األسماء.
• اإلشارة:
• األفق األعلى : هو نهاية مقام الروح ،وهي الحضرة الواحدية والحضرة
األلوهية.
ً
أبدال بأربعة :قلة وقال سهل التستري رضي اهلل عنه :صارت األبدال
الكالم ،وقلة الطعام ،وقلة المنام ،واعتزال األنام(((.
وقيل :اإللهام :هو ما وقع في القلب من علم وهو يدعو إلى العمل من
جة ،وهو ليس بحجة عند العلماء إال عند
غير استدالل بآية وال نظر في ح ّ
الصوفيين(((.
وأقول حجة عند الصوفيين بشروط:
أن تكون أنوار اإللهام موافقة للكتاب والسنة.
أن يحتفظ بها لنفسه وال يجوز له فرضها على أحد.
وهناك فرق بين اإللهام والوسوسة:
فاإللهام :ما يلقى في الروع بطريق الفيض.
َّ
والوسوسة :ما يلقى في الروع بطريق غير الفيض.
َّ
قال األلوسي في تفسيره عند هذه اآلية :المراد باإليحاء عند الجمهور ما
كان بإلهام كما في قوله تعالى﴿ :ﮇﮈﮉ ﮊ﴾(((.(((
هي التزام الشرع في األمر والنهي ،والبعد عن الشهوات ،والتقرب إلى اهلل
بمزيد الطاعات والعبادات والمجاهدات.
وال بد قبل كل شي :من التفقه بالدين وتحصيل العلوم الشرعية ثم التجمل
بأخالق الشرع واالبتعاد عن الشهوات والشبهات.
• األنانية : هي الحقيقة التي يضاف إليها كل شيء من العبد ،كقوله :نفسي،
قلبي ،يدي...
• االنزعاج : هو أثر الواعظ الذي في قلب المؤمن ،وقد يطلق ويراد به :التحرك
للوجد واألنس.
وترتفع الحشمة مع وجود الهيبة ،فمع الحشمة يكون الرجاء أغلب عليه
من الخوف((( كقول سيدنا إبراهيم عليه الصالة والسالم﴿ :ﭔﭕﭖﭗ
ﭘ﴾((( و﴿ﯗﯘﯙﯚ﴾(((.
وبعضهم يعبر عن األنس تارة بروح القرب ،وتارة بأثر مشاهدة جمال
الحضرة اإللهية في القلب ،وهو جمال الجالل.
ويشيرون ً
أيضا باألنس إلى حصول الصحو بالحق.
وقال الجنيد :كنت أسمع السري يقول :يبلغ العبد في أنسه إلى حين:
الرضا بربه ،واألنس بقربه.
واآلنس :هو الراضي بالحق ،فهو ال يسخط لشيء ،وال يستوحش من شيء.
• الباطل:
ما سوى الحق ،وهو العدم إذ ال وجود في الحقيقة إال للحق ،لقوله عليه
الصالة والسالم« :أصدق كلمة قالها لبيد بن ربيعة :أال ك ّل شيء ما خال اهلل
باطل».
والبرزخ :هو الحائل بين الشيئين ،ويعبّر به عن العالم المثال .ويأتي بمعنى
الحاجز بين األجساد الكثيفة وعالم األرواح المجردة ،أعني الدنيا واآلخرة.
• الربق : أول ما يبدو للعبد من الالمع النوري ،فيدعوه إلى الدخول في حضرة
القرب من الرب للسير في طريق اهلل.
• البصرية:
هي قوة للقلب الـ ُمن َ َّور بنور القدس ،ت ُ َرى بها حقائق األشياء وبواطنها،
بمثابة البصر للنفس ت ُ َرى به صور األشياء وظواهرها ،وهي التي يسميها
الحكماء :العاقلة النظرية والقوة القدسية(((.
وقيل :البصيرة قوة باطنة هي للقلب كعين الرأس.
ويقال :هي عين القلب عندما ينكشف حجابه ،فيشاهد بها بواطن األمور،
كما تشاهد عين الرأس ظواهرها.
• البكاء:
هو قطارة نار الشوق ،وقطر سحاب الزفير ،وعنوان كتاب الوجد.
قال أبو سليمان الداراني :لكل شيء عالمة ،وعالمة الخذالن ترك البكاء.
وقال أحمد بن أبي الحواري :أفضل البكاء بكاء العبد على ما فاته من أوقاته
على غير الموافقة ،أو بكاء على ما سبق له من المخالفة.
جب فرح أو • البوادة : هي ما يَ ْفجأ القلب من الغيب على سبيل َ
الوهْلة ،إما مُ ْو ُ
موجب ت َ َرح(((.
• بيت العزة : هو القلب الواصل إلى مقام الجمع حال الفناء في الحق.
• البيت احملرم : وهو قلب اإلنسان الكامل الذي حرم على غير الحق.
• التب ّتل:
هو االنقطاع إلى اهلل بالكلية ،واإلشارة إليه بقول اهلل تعالى﴿ :ﭿ ﮀ
ﮁ (((﴾ فقوله [إليه] دعوة إلى التجريد المحض.
• التجريد:
هو إماطة السوى والكون عن السر والقلب ،إذ ال حجاب سوى الصور
• التجلي:
• التحلي:
هو االتصاف باألخالق اإللهية ((( ،وقيل :هو االتصاف بأخالق العبودية،
وهو الصحيح فإنه أتم وأزكى(((.
• التزكية:
هي تطهير النفس والعروج بها علويًا مع تحريرها من الغرائز والشهوات من كل
ما يشين أو ينحط بها ،فالنفس الزاكية هي نفس متطهرة من األدران ،منارة
بأنوار الرحمن عز وجل .قال تعالى﴿ :ﭰ ﭱﭲﭳ﴾(((.
وفي تفسير القرطبي :أفلح من ز َّكى نفسه بطاعة اهلل تعالى ،وصالح األعمال.
وأصل الزكاة :النمو والزيادة.
• التصوف:
مذهب كلُّه جِ دٌّ ،فال يخلطونه بشيء من الهزل ،وقيل :هو تصفية القلب عن
موافقة البرية ومفارقة األخالق الطبعية وإخماد صفات البشرية ،ومجانبة الدعاوى
النفسية ،ومنازلة الصفات الروحانية ،والتعلق بعلوم الحقيقة ،واستعمال ما هو
أولى على السرمدية ،والنصح لجميع األمة ،والوفاق هلل تعالى على الحقيقة،
واتباع رسوله ﷺ في الشريعة.
وقيل :ترك االختيار.
وقيل :بذل المجهود واألنس بالمعبود.
وقيل :اإلعراض عن االعتراض.
وقيل :هو صفاء المعاملة مع اهلل تعالى ،وأصله التفرغ عن الدنيا.
وقيل :الصبر تحت األمر والنهي.
هو الوقوف مع اآلداب الشرعية ظاهرا وباطنًا وهي األخال ُ
ق اإللهية، ً وقيل:
وقد يُقال بإزاء إتيان مكارم األخالق وتجنب َس ْف َسافها(((.
وقال الشيخ محيي الدين بن عربي :التصوف كله أخالق فمن زاد عليك
في األخالق زاد عليك في التصوف.
• التفريد:
• التفسري اإلشاري:
هو تأويل القرآن على غير ما يظهر منه بمقتضى إشارات خفية ونكات
لطيفة تظهر ألهل السلوك واألحوال.
عدم دعوى أن التفسير اإلشاري هو وحده المراد دون أوجه التفسير األخرى.
ومن أهم التفاسير اإلشارية :تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن
ابن محمد النيسابوري(((.
• التكية:
هي عبارة عن بناء خاص تجتمع فيه الصوفية والدراويش ،ويقيمون فيه
حلقات الذكر في ليال معينة من األسبوع ،كما أنه يؤوي غالبًا المسافرين ومن
انقطعت بهم السبل ،فيقدم إليهم الطعام والشراب والفراش للنوم.
• التلوين:
هو تنقل العبد في أحواله ،وهو عند األكثرين :مقام ناقص ،وقيل :هو أكمل
المقامات ،وحال العبد فيه قوله تعالى﴿ :ﮖ ﮗ ﮘﮙﮚ ﴾(((.
والتلوين :صفة أرباب األحوال.
صاحب التلوين ما دام في الطريق فهو يرتقي من حال إلى حال ،وينتقل من
وصف إلى وصف فإذا وصل تمكن.
وصاحب التلوين دائ ًما في الزيادة(((.
وأول مراتب التلوين هي التلوين الحاصل في مرتبة التجلي الظاهري الذي
هو عبارة عن ظهور آثار األسماء اإللهية(((.
• التمكني:
وهو مقام الرسوخ واالستقرار على االستقامة ،وما دام العبد في الطريق فهو
ُّ
صاحب تلوين ،ألنه يرتقي من حال إلى حال ،وينتقل من وصف إلى وصف،
فإذا وصل واتصل فقد حصل التمكين(((.
والتمكين :صفة أهل الحقائق وصاحب التمكين وصل ثم اتصل(((.
• اجلربوت:
عالم العظمة ،وعند األكثرين هو العالم الوسط ،وقيل :هو عالم األسماء
والصفات اإللهية.
• اجلذب:
هو حال يصل إليها من داوم على الذكر والتقرب إلى اهلل ع َّز وجل ،حتى
وكل ما هو حسي ،وما هو
ّ إذا تحقق األنس به سبحانه نجده قد تخلى عن بدنه
طيني.
ّ دنيوي
ّ
والشخص الواصل يسمونه :المجذوب والجمع :مجاذيب.
والجذب يكون بعد معاينة الكشف ،ويكون بعد االمتالء من الوجد.
• اجلذبة:
هي تقريب العبد بمقتضى العناية اإللهية المهيئة له كل ما يحتاج إليه في
طي المنازل إلى الحق بال كلفة وسعي منه.
• اجلرس : إجمال الخطاب بضرب من القهر.
• اجلالل : نعوت القهر من الحضرة اإللهية.
• مجع اجلمع:
التفرقة :شهود األغيار هلل عز وجل.
والجمع :شهود األغيار باهلل عز وجل.
وجمع الجمع :هو االستهالك بالكلية ،وفناء اإلحساس بما سوى اهلل عز
وجل عند َغلَبات الحقيقة(((.
(((
وجمع التفرقة :هو صفة من تفرقته إلى جمعيته ،المشار إلى هذا الرجوع
بقوله تعالى﴿ :ﭡﭢﭣ*ﭥ ﭦ ﭧﭨﭩ ﴾(((.
إذ كانت حقيقة الجمع هي غاية مقامات السالكين ،وهو طرف بحر
التوحيد(((.
وأنا أقول :وحقيقة جمع الجمع هي الذوبان في بحر التوحيد.
• اجلمع والفرق:
الجمع :ما س ِل َ
ب عنك. ُ
ومعناه :أن ما يكون كسبًا للعبد من إقامة العبودية ،وما يلي بأحوال البشرية،
فهو :فرق.
وما يكون من قبل الحق ،من إبداء معان ،وإسداء لطف وإحسان فهو :جمع.
وإذا أصغى بسره إلى ما يناجيه به مواله ،واستمع بقلبه ما يخاطب به ،فيما
لوح لقلبه وأراده فهو بشاهد الجمع.
عرفه أو َّ
ناداه أو ناجاه أو َ
قال تعالى﴿ :ﭗﭘﭙﭚ ﭛﭜﭝ﴾(((.
هذه اآلية تدل على الجمع ،فهذه اآلية نزلت في شأن رميه ﷺ المشركين
يوم بدر بقبضة من الحصباء ،فلم تدع وجه أحد منهم إال أصابته ،ومعلوم أن
تلك الرمية من البشر ال تبلغ هذا المبلغ ،فكان منه صلى اهلل عليه وسلم مبدأ
الرمي وهو الحذف ،ومن اهلل سبحانه وتعالى نهايته وهو اإليصال.
فأضاف إليه رمي الحذف الذي هو مبدؤه ،ونفى عنه رمي اإليصال الذي
هو نهايته.
• جهاد النفس : إن مجاهدة النفس التي هي بين جنبي اإلنسان أولى المهام
ً
يكن مؤهل لالنتصار على فتن في تكوين الشخصية ،ومن ينتصر على نفسه
الشيطان ولالنتصار على كل عدو له.
ويجعل القلوب صالحة لتل ّقي األنوار القدسية اإللهية التي ال نور سواها
يُستضاء به.
قال أبو سليمان الداراني :مفتاح اآلخرة الجوع ،ومفتاح الدنيا الشبع،
وأصل كل خير في الدنيا واآلخرة الخوف من اهلل ع َّز وجل.
• احلال:
معنى يرد على القلب من غير تعمد ،وال اجتالب ،وال اكتساب ،من:
طرب ،أو حزن ،أو بسط ،أو قبض ،أو شوق ،أو هيبة ،أو احتياج ،أو انزعاج.
قال القشيري :سمعت األستاذ أبا علي الدقاق رحمهما اهلل يقول في معنى
قوله ﷺ« :إنه ليغان على قلبي حتى أستغفر اهلل تعالى في اليوم سبعين مرة»(((.
• احلجاب:
• احلضرة:
هي حضور القلب مع اهلل ،وهي الركن الهام في طريق القوم ،وهذا الركن هو
االجتماع على ذكر اهلل عز وجل تحت إمارة الشيخ أو وكيله المسمى بالمقدم،
يبدأ بتالوة من القرآن الكريم ،ثم تنشد أناشيد من أقوال العارفين باهلل مأخوذة
بما فيها من القرآن والسنة وأفهام العلماء باهلل مثل :الشيخ محمد بهاء الدين
الرواس ،والشيخ عبد الغني النابلسي ،وابن الفارض وغيرهم.
ثم تقوم الجماعة للذكر ،ويبقون على حالة الذكر حتى يأذن الشيخ أو
المقدم بختامها ،وبعد ذلك يقرأ أحد اإلخوة بعض اآليات من القرآن الحكيم
ويتم تفسيرها من قبل الشيخ أو وكيله.
وإن الحضرة منقولة ومتوارثة عن كبار األشياخ من العارفين ،فهي مقررة
في كتبهم ومظهر من مظاهر التصوف في سلوك طريقهم عند سيدي أحمد
الرفاعي والجنيد والجيالني والشاذلي والشعراني والحاتمي والنقشبندي والبدوي
والدسوقي والقشيري وغيرهم رضي اهلل عنهم جميعًا.
• احلكمة:
• اخلامت : هو الذي قطع المقامات بأسرها ،وبلغ نهاية الكمال ،وبهذا المعنى
يتعدد ويتكثر.
• خرقة التصوف:
هي ما يلبسه المريد من يد شيخه الذي يدخل في إرادته ويتوب على يده
ألمور:
منها التزيي بزي المراد أن يلتبس بصفاته كما يلبس ظاهره بلباسه وهو
ظاهرا وباطنًا.
ً لباس التقوى
قال تعالى﴿ :ﭶﭷﭸﭹ ﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ﴾(((.
ومنها وصول بركة الشيخ الذي لبسه من يده المباركة إليه.
ومنها المواصلة بينه وبين الشيخ فيبقى بينهما االتصال القلبي والمحبة دائ ًما.
ويذكره االتباع على األوقات في طريقته وسيرته وأخالقه وأحواله حتى
يبلغ مبلغ الرجال.
• خلع العادات : وهو التحقق بالعبودية موافقة ألمر الحق بحيث ال يدعوه
داعية إلى مقتضى طبعه وعادته.
• اخللوة : هي العزلة عن الناس ،وعن األسباب الداعية للكدر والهم والضيق
لتصفو هذه النفس ،ومن ثم من أراد أن تترقى نفسه ،وتشرق روحه ،فعليه
بالخلوة.
وهي انقطاع عن البشر لفترة محدودة ،وترك لألعمال الدنيوية لمدة يسيرة،
كي يتفرغ القلب من الدنيا ومشاغلها ،ثم إشغاله بذكر اهلل تعالى والتفكر في
آالئه آناء الليل وأطراف النهار؛ بإرشاد مرشد يعلمه إذا جهل ويذكره إذا غفل
وينشطه إذا فتر والدليل على مشروعيتها:
قال تعالى﴿ :ﭼ ﭽﭾﭿﮀ ﮁ﴾(((.
والتبتل هو االنقطاع للعبادة وترك للعوائق التي تحول دون مراقبة اهلل تعالى.
وقالت السيدة عائشة رضي اهلل عنها :أول ما بدئ به رسول اهلل ﷺ من
الوحي الرؤيا الصالحة في النوم ،ثم حبب إليه الخالء ،وكان يخلو بغار حراء،
فيتحنث (يتعبد) فيه الليالي ذوات العدد(((.
قال اإلمام النووي في شرح قولها (ثم حبب إليه الخالء) :أما الخالء فهو
الخلوة وهي شأن الصالحين وعباد اهلل العارفين.
وقال اإلمام الخطابي :حببت إليه العزلة ﷺ ألن معها فراغ القلب ،وهي
معينة على التفكر وبها ينقطع عن مألوفات البشر ويتخشع قلبه(((.
وقال أبو بكر الوراق :وجدت خير الدنيا واآلخرة في الخلوة والقلة،
وشرهما في الكثرة واالختالط(((.
وقال مكحول الشامي :إن كان في مخالطة الناس خير فإن العزلة السالمة.
وقال يحيى بن أبي كثير :من خالط الناس داراهم ،ومن داراهم راءاهم.
وقال اإلمام الجنيد :من أراد أن يسلم له دينه ويستريح بدنه وقلبه فليعتزل
الناس فإن هذا الزمان زمان وحشة ،والعاقل من اختار فيه الوحدة.
وقيل البن المبارك :ما دواء القلب؟ فقال :قلة مالقاة الناس(((.
• اخلواطر:
هي خطاب يرد على الضمائر ،وهو قد يكون بإلقاء ملك ،وقد يكون بإلقاء
شيطان ،ويكون أحاديث النفس ،ويكون من قبل الحق سبحانه.
• الدرويش : يُرجع معظم اللغويين أصل الكلمة إلى اللغة الفارسية وأما من
حيث الداللة فتعني :الفقير.
• ذخائر اهلل : هم قوم من أوليائه تعالى يدفع بهم البالء عن عباده كما يدفع
بالذخيرة بالء الفاقة.
• الذوق والشرب:
• الرابطة الشريفة:
فالذي يحب النبي ﷺ يحشر معه والذين أنعم اهلل عليهم هم النبيون
والصديقون والشهداء والصالحون.
فاتباع الشيخ اتباع أمر اهلل تعالى ،ألن الشيخ مليء باإلنابة إلى اهلل تعالى،
وال بد لالتباع من االطالع.
وقال الشيخ عبد اهلل األحرار :إن الكينونة مع الصادقين المأمور بها في
كالم رب العالمين على قسمين :كون بحسب الصورة وهي مجالستهم حتى
تنطبع فيه صفاتهم ،وكون بحسب المعنى .ثم فسر الكينونة بمعنى الرابطة(((.
• الرعاية:
• الرغبة : رغبة النفس في الثواب ،ورغبة القلب في الحقيقة ،ورغبة السر في
الحق.
• الرهبة : رهبة الظاهر لتحقيق الوعيد ،ورهبة الباطن لتقلب العلم ،ورهبة
التحقيق أمر السبق.
• الروح : هي لطيفة مودعة في هذا القلب وهي محل األخالق المحمودة.
• الرياضة:
وقال ابن عربي :عليك بالرياضة قبل الخلوة ،والرياضة :عبارة عن تهذيب
األخالق وترك الرعونة وتحمل األذى.
رياضة األدب :هي الخروج عن طبع الن َّ ْفس(((.
وآفة رياضة األدب حب النفس والشهوة.
الزاجر :واعظ اهلل في قلب المؤمن ،وهو النور المقذوف فيه الداعي له إلى
الحق.
• الزهد:
• السالك : هو من ترقى في إرادته بالسلوك عن المقامات ،ولم يصل بعد إلى مقام
المعرفة.
فمرتبته المريد ،ودون العارف ،وال يطلق السالك عند الطائفة إال على من
مشى على المقامات بحاله ال بعلمه ،فكان العلم له عينًا(((.
• السرت والتجلي:
العوام في غطاء الستر والخواص في دوام التجلي ،قال ﷺ« :إن اهلل إذا
تجلى لشيء خشع له»( .رواه أحمد في مسنده [ ،]267/4والنسائي في السنن
الكبرى [.)]576/1
• سجود القلب : هو فناؤه في الحق عند شهوده إياه بحيث ال يشغله وال
يصرفه عنه استعمال الجوارح.
• السحق : ذهاب تركيب العبد تحت القهر عند عظمة سلطان الحقيقة.
• السفر:
السفر :هو عبارة عن القلب إذا أخذ في التوجه إلى الحق تعالى بالذكر.
• السكون:
سكون الطبع ألهل العقل والتمييز ،وسكون العافية ألهل السالمة من
اإلشارات الغيبية ،وسكون الحقيقة ألهل المعرفة من البالغين.
• السكينة والوقار:
السكينة :ما يجده القلب من الطمأنينة عند تنزل الغيب ،وهي نور في القلب
يسكن إلى شاهده ويطمئن وهو مبادئ عين اليقين.
وال َوقَار :التأني في التوجه نحو المطلوب.
قال الجرجاني :الوقار هو التأني في الهيئة وغض البصر.
• السماع:
قال الصوفية :السماع :هو اإلصغاء واالستماع بحضور القلب وإدراك
الفهم وإزالة الوهم.
وقالوا بجواز إنشاد الشعر كما أنشد كعب بن زهير بين يدي الرسول ﷺ:
متيــم إثرهــا لــم يفــد مكبــول بانت ســعاد فقلبي اليــوم متبول
وقال الكالباذي:
استجمام من تعب الوقت وتنفس ألرباب األحوال واستحضار األسرار
لذوي األشغال(((.
وقالت السيدة عائشة رضي اهلل عنها :كان أصحاب رسول اهلل ﷺ يتناشدون
عنده الشعر وهو يبتسم(((.
قال اهلل تعالى﴿ :ﮭﮮﮯﮰﮱ﴾
(((
وقال الشيخ عبد القادر الجيالني رضي اهلل عنه :كل حقيقة ال تشهد لها
الشريعة فهي زندقة ،طر إلى الحق عز وجل بجناحي الكتاب والسنة ،ادخل
عليه ويدك في يد الرسول ﷺ(((.
ما الفرق بين العمل في الشريعة والطريقة والحقيقة؟ وما هي مواضيعها؟
وكيف إصالحها؟
العمل في الشريعة :هي أن تعبد اهلل عز وجل ،وموضوعها :إصالح الظواهر
(الجوارح) ويكون إصالح الجوارح بثالثة أمور :بالتوبة ،والتقوى ،واالستقامة.
والعمل في الطريقة :أن يقصد في عبادته اهلل عز وجل ،وموضوعها:
إصالح الضمائر (القلوب) ويكون إصالح القلوب بثالثة أمور :باإلخالص،
والصدق ،والطمأنينة.
والعمل في الحقيقة :أن تشهد اهلل عز وجل دائ ًما ،وموضوعها :إصالح
السرائر (الروح) ،وإصالح السرائر يكون بثالثة أمور :بالمراقبة ،والمشاهدة،
والمعرفة.
• الشطح:
((( للتوسع :انظر :الموسوعة اليوسفية في بيان أدلة الصوفية ،باب الطريقة والحقيقة.
ةيفوصلا تاحلطصم ةوفص ﴿ ﴾ 68
الغيبوبة وغلبة شهود اهلل تعالى عليهم بحيث ال يشعرون حينئذ بغير الحق،
وهذه الكلمات لو صدرت عنه وعقله معه ألنكرها ،وهذه الحالة غير محمودة
عند الصوفيين ولكن صاحبها معذور في ذلك لذهوله وعدم انضباط فكره
حينئذ ،ولكن كما أنه ال جناح عليه بسبب هذا العذر فال يجوز االقتداء به لمن
كان في حالة صحو ،وال حمل كالمه وأفعاله على الصحة ،بل ينظر إلى ذلك
على أنه شطحات يعفى عنها ألهل األحوال والمواجيد الصحيحة كما حصل
مع الرجل الذي أضل راحلته في الصحراء ،وعليها طعامه وشرابه ومتاعه
وعندما وجدها أصابه حال سرور فأخطأ من شدة فرحه فقال« :اللهم أنت
عبدي وأنا ربك»(((.
فهذا قد فرح براحلته فكيف بالذي يفرح باهلل ،وهذه العبارة وغيرها مما
يصدر عن الذي خرجت عنه بغير صحو ،ويؤاخذ بها كل من رددها أو أيدها
ً
عقل ممن لم يكن في مثل ذلك الحال ،وإلى هذا يشير الشيخ أحمد الرفاعي
رضي اهلل عنه إذ يقول :وهذه الكلمات ومثلها من الشطحات التي تتجاوز حد
التحدث بالنعمة مَثَل صاحبها :كمثل رجل نام في بيت الخالء فرأى في منامه
أن جلس على سرير سلطنة فلما استيقظ خجل وعرف مكانه :اهلل اهلل بالوقوف
عند الحدود ،عضوا على سنة السيد العظيم ﷺ بالنواجذ.
ووهــم عمــ ٍر وبكــر مالــي وألفــاظ زيــد
مــن ســر ذاك وســر وجــه الشــريعة أهدى
• الشوق:
وقال الخراز :من اشتاق إلى الملك الخالق جل جالله عن ولوع االحتراق
من خوف الفراق رجاء التالق على بساط السباق فهو المشتاق(((.
أي :من زاد شوقه إلى لقاء ربه سبحانه وتعالى من نيران الشوق في
قلبه وخوفه من الفراق عليه أن يتسابق في مجاهداته وسلوكه ليصل إلى
التالق(((.
هو اإلنسان الكامل في العلوم الشرعية والطريقة والحقيقة ،البالغ إلى حد
التكميل فيها ،لعلمه بآفات النفوس وأمراضها وأدوائها ومعرفة بذواتها ،وهو
الذي سلك طريق الحق وعرف المخاوف والمهالك ،فيرشد المريد ويشير إلى
ما ينفعه وما يضره.
وهو الذي يقرر الدين والشريعة في قلوب المريدين والطالبين ،وهو الذي
يحبب عباد اهلل إلى اهلل ،ويحبب اهلل إلى عباده.
• الصحو والسُّكر:
والغيبة قد تكون للعباد بما يغلب على قلوبهم من موجب الرغبة والرهبة،
ومقتضيات الخوف والرجاء ،والسكر :ال يكون إال ألصحاب المواجيد.
فإذا كوشف العبد بنعمة الجمال حصل السكر ،وطربت الروح ،وهام القلب.
واعلم أن الصحو على حسب السكر فمن سكره بحق ،كان صحوه بحق.
والعبد في حال سكره بشاهد الحال ،وفي حال صحوه بشاهد العلم.
قال تعالى﴿ :ﯩﯪ ﯫﯬﯭﯮﯯ ﯰﯱ﴾(((.
خر صع ًقا،
سيدنا موسى عليه الصالة والسالم مع رسالته وجاللة قدره َّ
ا متكسرا(((.
ً والجبل مع صالبته ،وقوته ،صار د ًك
• الصدّيق:
هو المبالغ في الصدق ،وهو الذي كمل في تصديق كل ما جاءت به رسل اهلل عل ًما
وقربه لباطن النبي عليه السالم لشدّة مناسبته ،ولهذا لم
ّ وفعل ،لصفاء باطنه، ً
وقول ً
يتخلّل في كتاب اهلل تعالى مرتبة بينهما في قوله تعالى﴿ :ﭽﭾﭿﮀﮁ
ﮂ ﮃﮄﮅﮆﮇ﴾(((.
• الصعق : هو الفناء في الحق بالتجلي الذاتي.
• الصويف:
قال اإلمام أحمد الرفاعي رضي اهلل عنه:
• الطمأنينة:
قال السلمي في تفسيره لهذه اآلية :قال ابن عطاء :المطمئنة هي العارفة باهلل
التي ال تصبر عن اهلل طرفة عين(((.
• الطوالع : هي أنوار التوحيد تطلع على قلوب أهل المعرفة فتطمس سائر
األنوار .تبقى لمدة طويلة ،تذهب الظلمة وتنفي الشك والشبهة.
أو هي المواجيد التي تهجم على القلب ،وكذلك تبقى لوقت طويل،
تذهب الظلمة وتنفي التهمة.
• ِّ
الظل : وجود الراحة خلف الحجاب.
• ُ ّ
الظلمة : العلم بالذات.
• العارف : من أشهده اهلل ذاته وصفاته وأسماءه وأفعاله فالمعرفة حال تحدث
عن شهوده.
قال رسول اهلل ﷺ« :من تحلَّم ما لم يحلم كلف أن يعقد بين شعيرتين»(((.
أي :قال :إنه رأى في النوم ما لم يره ،وتكلف إذا ادعى الرؤيا كذبًا.
الحلُم :االحتالم ً
أيضا ،يجمع على أحالم. و ُ
الرؤيا في االصطالح :ما يراه النائم في منامه من الخير والشيء الحسن،
الحلُم :ما يراه من الشر والقبيح.
و ُ
قال رسول اهلل ﷺ« :الرؤيا الصادقة من اهلل ،والحلم من الشيطان»(((.
وإضافة الرؤيا إلى اهلل للتشريف ،فالتي تضاف إلى اهلل ال يقال لها حلم،
والتي تضاف للشيطان ال يقال لها رؤيا ،وهو تصرف شرعي ،وإال فالكل يسمى
رؤيا(((.
رؤيا من الشيطان.
قال رسول اهلل ﷺ« :الرؤيا ثالثة :فرؤيا صالحة بشرى من اهلل ،ورؤيا تحزن
من الشيطان ،ورؤيا مما يحدث المرء نفسه»(((.
ورد مرفوعًا عن أبي الدرداء قال :سألت النبي ﷺ عن هذه اآلية ﴿ﭡ
ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﴾ قال« :ما سألني عنها أحد قبلك ،هي
الرؤيا الحسنة ،يراها المرء أو ترى له»(((.
وقالت عائشة رضي اهلل عنها :أول ما بدئ به رسول اهلل ﷺ من الوحي الرؤيا
الصالحة في النوم ،فكان ال يرى رؤيا إال جاءت مثل فلق الصبح.
وقال تعالى﴿ :ﭢﭣ ﭤﭥﭦﭧﭨ﴾(((.
أي علم الرؤيا.
فلقد رأى سيدنا يوسف عليه الصالة والسالم وهو فتى رؤيا ،أن أحد عشر
كوكبًا رآهم قد سجدوا له مع الشمس والقمر ،ورأى ملك مصر رؤيا لم يعبرها
إال (يوسف عليه الصالة والسالم) وقد تحقق كل ذلك وجاء مطاب ًقا للتعبير.
﴿ﯦﯧﯨ ﯩﯪﯫﯬﯭ ﯮﯯ﴾(((.
والرؤيا نوع من الكرامات فلقد رأت السيدة صفية رضي اهلل عنها عمة رسول
اهلل ﷺ قبيل معركة بدر رؤيا ،وفيها أن صار ًخا على جبل أبي قبيس صرخ ثالث
مرات ،ثم أرسل صخرة عظيمة ،فتفتّتت ،ودخلت هذه األجزاء بيوتات قريش.
وذلك كان في معركة بدر فما من بيت في مكة إال وكان به صارخ من قتيل
أو مصاب.
ومن الكرامات رؤيا النبي ﷺ:
قال عليه الصالة والسالم« :من رآني في النوم فقد رآني ،فإنه ال ينبغي
للشيطان أن يتشبه بي»(((.
فقال الحافظ ابن حجر العسقالني رحمه اهلل تعالى :ج َّوز أهل التعبير رؤية
الباري عز وجل في المنام مطل ًقا.
وقال أبو القاسم القشيري ما حاصله :إن رؤياه على غير صفته ال تستلزم إال أن
يكون هو ،فإنه لو رأى اهلل على وصف يتعالى عنه ،وهو يعتقد أنه منزه عن ذلك ،ال
يقدح في رؤيته ،بل يكون لتلك الرؤيا ضرب من التأويل ،كما قال الواسطي :من
رأى ربه على صورة شيخ كان إشارة إلى وقار الرائي ،وغير ذلك(((.
وقال اإلمام البغوي رحمه اهلل تعالى :رؤية اهلل في المنام جائزة ،وتكون
الف َرج ،والخصب ،والخير ألهل ذلك رؤيته جلت قدرته ظهور العدل ،و َ
الموضع ،فإن رآه فوعد له جنة أو مغفرة ،أو نجاة من النار ،فقوله حق ،ووعده
صدق(((.
وإنما سميت التنبيهات اإللهية علة ألنها تورث األلم على فوات ما تعين له
من الحق من المواهب الجزيلة قبل تنبهه.
• العيد:
ما يعود على القلب من التجليات بإعادة األعمال المزكية للنفس المصفية
للقلب إذا كانت التجليات موقوفة على العمل ،وإن كانت من باب االمتنان
فعودها كأصلها ال يتوقف عليه.
ُالغراب : الجسم الكلي.
﴿ ﴾ 81 ةيفوصلا تاحلطصم ةوفص
• الغربة:
لغة :البعد عن األوطان((( ،وفي الكليات :الغريب :كل شيء فيما بين
جنسه عديم النظر فهو غريب(((.
واصطال ًحا عند الصوفية :هي ترك المألوفات ومغادرة العادات واالنقطاع
والعزلة.
الرياضة والسياحة ،ومنها سكن مناطق العزلة مثل البراري ،ومنها البحث
عن الشيخ المرشد النقي الذي يأخذ بيده.
• الغوث : هو القطب حين يُلتجأ إليه ،وال يسمى في غير الوقت غوثًا ،وسمي
غوثًا ألنه يستغيث باهلل ويدعو لألمة.
• الغيبة واحلضور:
فإن قيل :فالن حاضر فمعناه أنه حاضر بقلبه لربه ،غير غافل عنه ،وال ساه،
مستديم لذكره(((.
ومن أمثلة ال َغيبة:
وقعت سارية جامع الكوفة حتى انهدت لها جوانب السوق ،وأقبل الناس
يهرعون إلى الجامع.
وكان أبو حنيفة رضي اهلل عنه قائ ًما يصلي إلى جانبها ولم يشعر بذلك(((.
• الغني : هو الحجاب الكثيف بين القلب واإليمان بالحق .وهو ذهول عن
الشهود ،واحتجاب عنه مع صحة االعتقاد.
• الفتح القريب : هو ما انفتح على العبد من مقام القلب وظهور صفاته وكماالته
عند قطع منازل النفس ،وهو المشار إليه بقوله تعالى﴿ :ﯳ ﯴﯵﯶﯷ﴾(((.
• الفتح املبني : هو ما انفتح على العبد من مقام الوالية وتجليات أنوار األسماء
اإللهية المعينة لصفات القلب وكماالته المشار إليه بقوله تعالى﴿ :ﭑ ﭒﭓ
ﭔﭕ﴾((( [الفتح ]1 :يعني من الصفات النفسية والقلبية.
• الفتح املطلق:
هو تجلّي الذات األحديّة واالستغراق في عين الجمع بفناء الرسوم الخلقية
• الفتوّة:
• الفتوح:
فتوح الحالوة :هو ما يفتح على العبد في باطنه من أنواع العلوم والمعارف
وتقريب الحق له ،وإن لم يظهر عليه شيء من ذلك.
الفتوح المبين :هو ما انفتح على العبد من مقام الوالية وتجليات أنوار
األسماء اإللهية ﴿ ﭑ ﭒﭓﭔﭕ﴾(((.
الفتوح القريب :هو ما انفتح على العبد من مقام القلب وظهور صفاته
وكماالته عند قطع منازل النفس وهو المشار إليه ﴿ﯳ ﯴﯵﯶﯷ﴾((((((.
كل ما يفتح على العبد من اهلل تعالى بعد ما كان مغل ًقا عليه من النِّعم الظاهرة
• الفراسة:
في اللغة :التثبت والنظر.
وفي اصطالح القوم (أهل الحقيقة) :هي مكاشفة اليقين ومعاينة الغيب(((.
وقيل :الفراسة :خاطر يهجم على القلب يثب عليه كوثوب األسد على
الفريسة.
وقيل :الفراســة :استئناس حكم وبصيرة قلبية ســرية ال عقلية فكرية،
فيفتــرس صاحبها بســره المغيبات الشــاردة عن األفهام بديهــة ال بالنظر
واالستدالل(((.
قال اهلل تعالى﴿ :ﭫﭬﭭ ﭮﭯ ﴾((( قال مجاهد :للمتفرسين.
وقال تعالى﴿ :ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ﴾ وهو تعريض الخطاب وفحوى
الكالم ومغزاه(((.
والفراسة :هي نور يقذفه اهلل في قلب عبده يفرق به بين الحق والباطل.
والفراسة تكون حسب قوة اإليمان ،فمن كان أقوى إيمانًا فهو أحدّ فراسة.
وقال أبو سعيد الخراز :من نظر بنور الفراسة نظر بنور الحق.
• الفقري : يطلق على أفراد الصوفية لفظ فقير ،وجمعه فقراء ،كقول أحدهم:
إذا صح االفتقار إلى اهلل صح الغنى باهلل ،ألنهما حاالن ال يتم أحدهما إال
باآلخر.
وغالب أفراد هذه الطائفة يظهر عليهم الفقر ،وال يسألون أحدًا شيئًا.
• الفناء والبقاء : الفناء :هو سقوط األوصاف الذميمة ،كما أن البقاء هو وجود
األوصاف المحمودة ،وقيل :البقاء :هو رؤية العبد قيام اهلل على كل شيء.
فمن ترك مذموم أفعاله بلسان الشريعة يقال :إنه فني عن شهواته ،فإذا فني
عن شهواته بقي بنيته وإخالصه في عبوديته.
ومن زهد في دنياه بقلبه ،يقال :فني عن رغبته.
فإذا فني عن رغبته فيها بقي بصدق إنابته.
ومن عالج أخالقه فني عن قلبه الحسد ،والحقد ،والبخل ،والشح،
خلُق، والغضبِ ،
والكبْر ،وأمثال هذا من رعونات النفس ،يقال :فني عن سوء ال ُ
خلُق بقي بالفتوة والصدق.فإذا فني عن سوء ال ُ
• القَ بض والبسط:
ومن أدنى موجبات القبض :أن يرد على قلبه وارد موجبه إشارة إلى عتاب
ورمز باستحقاق تأديب ،فيحصل في القلب ال محالة قبض.
وقد يكون موجب بعض الواردات إشارة إلى تقريب ،أو ً
إقبال بنوع لطف
وترحيب ،فيحصل للقلب بسط.
وفي الجملة :قبض كل أحد على حسب بسطه ،وبسطه على حسب قبضه.
وقد يكون قبض يُ ْش ِكل على صاحبه سببه ،يجد في قلبه ً
قبضا ال يدري
موجبه وال سببه ،فسبيل صاحب هذا القبض التسليم ،حتى يمضي ذلك الوقت،
ألنه لو تكلف نفيه ،أو استقبل الوقت قبل هجومه عليه باختياره زاد في قبضه،
ولعله يُعَد ذلك منه :سوء أدب.
وإذا استسلم لحكم الوقت ،فعن قريب يزول القبض ،فإن الحق سبحانه
قال﴿ :ﯯﯰﯱ ﴾(((.
وقال بعضهم:
علي باب من البسط ،فزللت زلة ،ف َ ُ
حجِ بت عن مقامي. فُتِح َّ
ولهذا قالوا :قف على البساط وإياك واالنبساط.
وقد َع َّد أهل التحقيق حالتي القبض والبسط من جملة ما استعاذوا منه،
وإذا انبسطت منه حتى تخطى بها غيره بواسطته فهو في بسط(((.
• القدم :هي السابقة التي حكم بها للعبد ً
أزل.
• قدم الصدق : هي السابقة الجميلة والموهبة الجزيلة التي حكم بها الحق
تعالى لعباده الصالحين المخلصين في قوله تعالى﴿ :ﭣ ﭤﭥ ﭦﭧ
ﭨﭩﭪﭫ﴾ [يونس.]2 :
• القرب القدسي:
عبارة عن الفناء بما سبق في األزل من العهد الذي بين الحق والعبد في قوله
• القرب والبعد:
وأما القرب بالذات ،فتعالى اهلل الملك الحق عنه ،فإنه متقدس عن الحدود
واألقطار والنهاية والمقدار وما اتصل به المخلوق ،جلَّت صمديته عن قبول
الوصل والفصل(((.
• القشر:
كل علم ظاهر يصون العلم الباطن ـ الذي هو لبّه ـ عن الفساد كالشريعة للطريقة،
والطريقة للحقيقة ،فإن لم يصن حاله وطريقته بالشريعة فسد حاله وآلت طريقته
هوسا وه ًوى ووسوسة ،ومن لم يتوصل بالطريقة إلى الحقيقة ولم يحفظها بها
ً
فسدت حقيقته ،وآلت إلى الزندقة واإللحاد.
• القطبية الكربى:
هي مرتبة قطب األقطاب ،وهو باطن نبوة سيدنا محمد ﷺ فال يكون
إال لورثته ،الختصاصه عليه السالم باألكملية ،فال يكون خاتم الوالية قطب
األقطاب إال على باطن خاتم النبوة.
• القلب:
جوهر نوراني مجرد ،يتوسط بين الروح والنفس ،وهو الذي تتحقق به
اإلنسانية ،ويسميه الحكيم :النفس الناطقة ،والروح باطنه.
• القوامع:
كل ما يقمع اإلنسان عن مقتضيات الطمع والنفس والهوى ،وينزعه عنها ،وهي
• القيام باهلل:
هو االستقامة عند البقاء بعد الفناء ،والعبور على المنازل كلّها والسير عن اهلل
باهلل باالنخالع عن الرسوم بالكليّة.
• القيامة:
االنبعاث بعد الموت إلى حياة أبدية ،وذلك على ثالثة أقسام:
أولها :االنبعاث بعد الموت الطبيعي إلى حياة في أحد البرازخ العلوية
والسفلية بحسب حال الميت في الحياة الدنيوية .وهي القيامة الصغرى كما
ورد في األثر( :من مات فقد قامت قيامته).
وثانيها :االنبعاث بعد الموت اإلرادي إلى الحياة القلبية األبدية في عالم
القدس .قال تعالى﴿ :ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ﴾(((.
وثالثها :االنبعاث بعد الفناء في اهلل في الحياة الحقيقية عند البقاء بالحق
وهي القيامة الكبرى .قال تعالى﴿ :ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ﴾(((.
• الكرامة:
هي أمر خارق للعادة تظهر على موصوف بالوالية والتقى والصالح ،فتظهر
هذه الكرامة على يده ،وقد تحصل بدعائه أو اختيار لعمل ما ،كالرجل المؤمن
الذي كان في مجلس نبي اهلل سليمان عليه السالم (آصف بن برخيا) حيث قال:
﴿ﮓﮔ ﮕ ﮖﮗﮘﮙ ﮚ﴾(((.
وقد ثبت أن سيدنا خالد بن الوليد رضي اهلل عنه نزل الحيرة فطلبوا منه أن
يشرب السم فأخذه بيده وقال :باسم اهلل .وشربه فلم يضره(((.
والولي :هو المؤمن الذي يداوم على طاعة اهلل سبحانه وتعالى ،ويتقي
المعاصي والشبهات ﴿ﭜﭝﭞﭟ ﴾(((.
والولي :ليس معصومًا بل محفوظ ،ال يصر على ذنب أو لمم وإذا ظهرت
الخوارق على يد رجل مخالف للشرع فهو استدراج شيطاني.
ويجب التنبيه إلى أن الكرامة ال تكون إال من رجل تقي مؤمن ،يأتمر بما
ً
والذنوب ،ممتثل بأمور الشريعة ،وإن أمر اهلل ورسوله ﷺ ،ويجتنب المعاصي
ظهرت كرامة على يديه يشترط أن ال تخالف الشريعة.
قال اإلمام الجنيد رضي اهلل عنه :لو رأيتم الرجل يمشي على الماء أو يطير
في الهواء فال تغتروا به حتى تنظروا حاله عند األمر والنهي(((.
وأقول :إن إظهار الكرامة بدون سبب مشروع هو مذموم لما فيه من خطر
النفس والمفاخرة والعجب.
وقال السيد أحمد الرفاعي رضي اهلل عنه :ال ترغب للكرامات وخوارق
العادات ،فإن األولياء يستترون من الكرامات كما تستتر المرأة من الحيض(((.
وقال العالمة فخر الدين الرازي رحمه اهلل تعالى :إن صاحب الكرامة ال
يستأنس بتلك الكرامة ،بل عند ظهور الكرامة يصير خوفه من اهلل أشد ،وحذره
من قهر اهلل أقوى ،فإنه يخاف أن يكون ذلك من باب االستدراج(((.
وقال اإلمام القشيري رضي اهلل عنه :من أج ّل الكرامات التي تكون لألولياء
دوام التوفيق للطاعات ،والحفظ من المعاصي والمخالفات(((.
وقال سيدنا سهل التستري رضي اهلل عنه :من أكبر الكرامات أن تبدل ُخلُ ًقا
مذمومًا من أخالق نفسك بخلق محمود(((.
وقال الشيخ أحمد الحارون رحمه اهلل تعالى :كرامتان ليس بعدهما كرامة:
• الكشف:
هو نور يحصل للسالكين ينكشف معه الحجاب المادي والحسي ،فيرون
األمور على حقيقتها.
إن القلوب تتولى هذا الكشف فتنعكس األبصار في البصائر ،فت ّمحي األزمنة
واألمكنة والمسافات وال يكون هذا الكشف إال للمتقين ،الذين غضوا أبصارهم
عن المحرمات ،وكفوا أنفسهم عن الشهوات ،وعمروا باطنهم بمراقبة اهلل،
وأكلوا الحالل ،فزكت أنفسهم.
قال اإلمام الغزالي رحمه اهلل تعالى :إن جالء القلب وإبصاره يحصل
بالذكر ،وال يتمكن منه إال الذين اتقوا ،فالتقوى باب الذكر ،والذكر باب
الكشف ،والكشف باب الفوز بلقاء اهلل(((.
وأصـل الكشـف ثابـت فـي القرآن والسـنة وعنـد الصحابـة :قـال تعالى:
صعد أمير المؤمنين المنبر في المدينة ،وهتف( :يا سارية الجبل الجبل)
فكشف اهلل له الحجاب عن وضع المسلمين وعن النجاة ،وأوصل اهلل تعالى
الصوت للجيش كرامة لعمر رضي اهلل عنه(((.
وسبب الكشف:
هو أن الروح إذا رجعت عن الحس الظاهر إلى الباطن ،ضعفت أحوال
الحس ،وقويت أحوال الروح ،وغلب سلطانه ،وأعان عليه الذكر فإنه كالغذاء
لتنمية الروح ،وال يزال في نمو وتزايد إلى أن يصير شهودًا ،ويكشف حجاب
الحس ويتم صفاء النفس.
وأقول :إذا رأى أحد المسلمين رسول اهلل ﷺ في المنام وأخبره بشيء كأن
قال له هذا الحديث صحيح وعندما استيقظ سأل أحد المحدثين ،فقال له :هذا
الحديث موضوع ال أصل له ،ورؤيا النبي ﷺ حق فماذا يجب عليه؟
((( كشف الخفا ( )381وقال الحافظ ابن حجر العسقالني :حديث حسن.
﴿ ﴾ 101 ةيفوصلا تاحلطصم ةوفص
هذه الرؤيا خاصة له يحتفظ بها لنفسه ويعمل بها ما دامت ال تخالف الكتاب
والسنة ولكن ال يجوز له أن يفرضها على المسلمين ولو فعل ذلك لجاء الكثير من
أعداء اإلسالم وادَّعوا أنهم رأوا رسول اهلل عليه السالم وبذلك تنتشر األحاديث
الموضوعة وإلغالق هذا الباب أقول :هذه الرؤيا خاصة فقط لصاحبها.
• الكنود : في الشريعة تارك الفرائض ،وفي الطريقة تارك الفضائل ،وفي
الحقيقة من أراد شيئًا لم يرده اهلل تعالى ألنه ينازع اهلل في مشيئته فلم يعرف
ح َّق نعمته.
• كوكب الصبح : أول ما يبدو من التجليات ،وقد يطلق على المتحقق بمظهورية
النفس الكلية من قوله تعالى ﴿ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ﴾(((.
• اللطيفة : هي كل إشارة دقيقة المعنى تلوح للفهم ال تسعها العبارة ،كعلوم
األذواق((( ،وقد تطلق بإزاء النفس الناطقة(((.
• اللوامع:
• اللوائح:
هي ما يلوح من األسرار الظاهرة عند السمو من حال إلى حال ،وقيل :ما
يلوح للبصر إذا لم يتقيد بالجارحة من األنوار الذاتية ال من جهة القلب(((.
فاللوائح كالبروق(((.
• اجملاهدة:
هي استفراغ الوسع في مدافعة العدو.
الجهاد ثالثة أضرب:
مجاهدة العدو ومجاهدة الشيطان ،ومجاهدة النفس.
وتدخل ثالثتها في قوله تعالى﴿ :ﮢﮣﮤﮥﮦﮥ ﴾(((.
وليس المراد من مجاهدة النفس استئصال صفاتها ،بل المراد تصعيدها من
سيئ إلى حسن ،وتسييرها على مراد اهلل تعالى ،وابتغاء مرضاته.
قال اهلل تعالى﴿ :ﮠ ﮡﮢﮣﮤ﴾(((.
وقال العالمة المفسر القرطبي في تفسير هذه اآلية:
(قال السدي وغيره :إن هذه اآلية نزلت قبل فرض القتال).
وهذا يدل على أن المراد بالجهاد هنا هو جهاد النفس كما قال المفسر ابن
جزيء في تفسيرها :يعني جهاد النفس.
وقال ﷺ« :المجاهد من جاهد نفسه في اهلل»((( .وفي رواية« :في طاعة اهلل»(((.
تزكية النفس فرض عين وال تتم إال بالمجاهدة ومن هنا كانت المجاهدة
فرض عين ً
أيضا من باب( :ما ال يتم الواجب إال به فهو واجب).
وقال الشيخ عبد الغني النابلسي رحمه اهلل تعالى :المجاهدة في النفس
عبادة ،وال تحصل ألحد إال بالعلم ،وهي فرض عين على كل مكلف(((.
وأول مرحلة في المجاهدة عدم رضا المرء عن نفسه ،قال تعالى﴿ :ﭖ
ﭗﭘﭙ ﴾(((.
وإذا اكتشف المسلم عيوب نفسه وصدق في تهذيبها لم يعد عنده متسع في
الوقت لالنشغال بعيوب الناس وإضاعة العمر في تعداد أخطائهم.
وال بد من صحبة طبيب القلوب والمرشد الرباني:
فالذي يحقق النفع للمريد هو استقامته على صحبة مرشده واستسالمه
كاستسالم المريض للطبيب ،فإذا ما أدخل الشيطان على قلب المريد داء الغرور
واالكتفاء الذاتي فأعجب بنفسه واستغنى عن مالزمة شيخه باء بالفشل ووقف
وهو يظن أنه سائر ،وقطع وهو يظن أنه موصول(((.
فلقد كان سيدنا محمد ﷺ المرشد األول والمزكي األعظم الذي ربى
أصحابه الكرام رضي اهلل عنهم وزكى نفوسهم بقاله وحاله ،كما وصفه اهلل
• اجملذوب:
من اصطنعه الحق تعالى لنفسه ،واصطفاه لحضرة أنسه ،وطهره بماء
والمجذوب يعيش نشوة روحيّة عارمة يتفرد بها عمن يحيطون به ،ويعجز
القول عن تحديدها واإلبالغ عنها.
• جممع البحرين : هو حضرة جمع الوجود باعتبار اجتماع األسماء اإللهية
والحقائق الكونية فيها.
• احملادثة : هي خطاب الحق للعارفين من عالم الملك والشهادة كالنداء من
الشجرة لسيدنا موسى عليه الصالة والسالم.
المحاضرة :هي حضور القلب وقد يكون بتواتر البرهان ،وهو وراء الستر
حاضرا باستيالء سلطان الذكر.
ً إن كان
• احملبة:
وقال عبد اهلل القرشي :حقيقة المحبة أن تهب لمن أحببت كلك ،وال يبقى
لك منك شيء(((.
• احملفوظ:
هو الذي حفظه اهلل تعالى عن المخالفات في القول والفعل واإلرادة فال
يقول وال يفعل إال ما يرضي به اهلل ،وال يريد إال ما يريده اهلل ،وال يقصد إال ما
أمر اهلل به.
• احملق : فناؤك في عينه.
هو إزالة العلل واآلفات ،ومقابله إثبات المواصالت :وذلك برفع أوصاف
العبد ورسوم أخالقه وأفعاله بتجليات صفات الحق وأخالقه وأفعاله كما قال
اهلل تعالى في الحديث القدسي« :وكنت سمعه الذي يسمع به».
• احملو واإلثبات:
• املدد:
منه ،وال تكون اإلغاثة للخلق إال به سبحانه ،قال اهلل تعالى﴿ :ﭱﭲﭳ
ﭴﭵﭶ ﭷﭸﭹﭺ ﭻﭼﭽ ﴾(((.
والمعنى كما قال اإلمام الشوكاني رحمه اهلل تعالى :نزيده من عطائنا على
تالحق من غير انقطاع ،نرزق المؤمنين والكفار وأهل الطاعة وأهل المعصية.
القسم الثاني :وهو ما يجريه اهلل سبحانه وتعالى على يد مالئكته الكرام بما
آتاهم اهلل من القوة واألسرار ،وعلى يد أنبيائه عليهم الصالة والسالم بواسطة
المعجزات ،وعلى يد أوليائه بطريق الكرامات.
وطلب المدد من األنبياء واألولياء أي التوسل بهم ،وأدلة التوسل كثيرة
جدًا منها:
ثبت عن سيدنا عثمان بن حنيف رضي اهلل عنه :أن ً
رجل كان يختلف إلى
سيدنا عثمان بن عفان رضي اهلل عنه في حاجة له ،وكان عثمان رضي اهلل عنه
ال يلتفت إليه وال ينظر في حاجته ،فلقيه الرجل فشكا ذلك إليه ،فقال له عثمان
ابن حنيف :ائت الميضأة ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل :اللهم إني
أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد ﷺ نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى
ربي فيقضي حاجتي .وتذكر حاجتك ،فانطلق الرجل فصنع ما قال له ،ثم أتى
باب عثمان فجاء البواب حتى أخذه بيده فأدخله على عثمان فأجلسه معه على
الطنفسة وقال :وما حاجتك؟
ذكرت حاجتك حتى كانت هذه
ُ فذكر حاجته فقضاها له ،ثم قال :ما
((( أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ( )83110وقال بعد ذكر طرقه :والحديث
صحيح ،وابن السني في عمل اليوم والليلة ( ،)628وصححه الحاكم ()526/1
ووافقه الذهبي ،وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ( )3668والمنذري في الترغيب
والترهيب ( )476/1ونقال تصحيح الطبراني له ،وابن تيمية في كتاب التوسل
والوسيلة (.)101
((( أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ( ،)32 -31/12والبخاري في تاريخه (،)304/7
والحافظ أبو يعلى الخليلي في اإلرشاد ( ،)63والبيهقي في دالئل النبوة (،)47/7
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ( :)495/2إسناده صحيح ،وقال الحافظ ابن
كثير في البداية والنهاية ( )105/7وفي التفسير ( :)91/1إسناده صحيح.
﴿ ﴾ 113 ةيفوصلا تاحلطصم ةوفص
وعن الهيثم بن خنيس قال :كنا عند عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما
فخدرت رجله ،فقال له رجل :اذكر أحب الناس إليك ،فقال :يا محمد ،فكأنما
نشط من عقال(((.
وذكر الحافظ ابن كثير أن شعار المسلمين في وقعة اليمامة[ ،يا محمد](((.
وقال ابن تيمية في فتاويه في الجزء األول منها بعد تعريفه االستغاثة وكالمه
عنها :إن جعل اهلل ذلك ـ أي الغوث ـ على يدي غيره ،فالحقيقة له سبحانه
وتعالى ولغيره مجاز.
وأقول :أدلة المجاز كثيرة منها:
قالت أم سيدنا إسماعيل مخاطبة سيدنا جبريل عليه الصالة والسالم :أغث
إن كان عندك غوث(((.
والفرق جلي واضح جدًا:
وهو أن اهلل سبحانه يمد من يشاء من عباده ،من خزائن فضله ورحمته
بالمعونة واإلغاثة والنصرة على الكفار والمشركين ،متى شاء وكيفما شاء ،وال
يتوقف عطاؤه تعالى على إذن أحد أو رضاه.
وقد جعل اهلل تعالى في هذه الدنيا مالئكة لهم وظائف وأعمال ظاهرية
((( أخرجه البخاري في األدب المفرد ( )964وذكره ابن تيمية في الكلم الطيب في
الفصل السابع واألربعين (.)165
((( البداية والنهاية (.)324/6
((( أخرجه البخاري في صحيحه (.)3365
ةيفوصلا تاحلطصم ةوفص ﴿ ﴾ 114
وباطنية يأتمرون بما أمرهم اهلل به ،وهو بالحقيقة مستمد من إمداد اهلل تعالى.
قال تعالى في حق المالئكة﴿ :ﭪﭫﭬﭭﭮ ﭯﭰﭱ﴾(((.
فالفعل في هذه اآلية راجع لملك الموت بأمر اهلل وإذنه سبحانه.
أيضا﴿ :ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ
وقال ً
ﮋ﴾(((.
إن اإلمداد الذي يفيضه اهلل على أنبيائه كاألمانة المستعارة عندهم ليعلموا
بواسطتها هداية الخلق إلى طاعة ربهم.
وسئل اإلمام شمس الدين محمد بن العالمة شهاب الدين أحمد الرملي:
عن قول العوام يا رسول اهلل! يا شيخ فالن! ونحو ذلك من االستغاثة باألنبياء
والمرسلين واألولياء والعلماء والصالحين فهل ذلك جائز أم ال؟ وهل للرسل
واألنبياء واألولياء والصالحين والمشايخ إغاثة بعد موتهم؟ فأجاب:
ال ،ألن اهلل جعل الوسائط واألسباب بين خلقه ،وسعي العباد لكسب األرزاق،
وكذلك معالجة المرأة العاقر بالعقاقير واألدوية ،مع العلم يقينًا أن اهلل سبحانه
هو رزاق العباد باألموال والبنين ال ينافي قول اهلل ﴿ :ﭖﭗﭘ ﴾(((.
ومما ال شك فيه أن اهلل سبحانه وتعالى بحكمته قد سخر الخالئق بعضها
ً
بعضها بعضا بإذنه تعالى ،فكل نوع يفيد نوعه. لبعض ،وليفيد
فالشمس تعكس نورها على القمر في الليل ،والقمر يعكس ضوءه على
األرض ويقال لهذه الظاهرة :مدد انعكاس.
فمن هنا نرى أن اإلنسان يستفيد من هذه األنوار المخلوقة بوسائط ووسائل،
فاهلل عز وجل قادر أن ينير األرض بدون شمس وال قمر وهو ليس بحاجة لهما
وال لغيرهما من مخلوقاته.
فالشمس والقمر ليسا أعظم من رسول اهلل ﷺ الذي وهبه قوة أعظم من الشمس
والقمر ،تضيء بنور سراج قلبه عالم القلوب بإذن ربه ،لقوله تعالى ﴿ :ﭛ ﭜ
ﭝ ﭞﭟﭠﭡ*ﭣ ﭤ ﭥﭦ ﭧﭨ﴾(((.
عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال( :اللهم إنا كنا نتوسل
إليك بنبينا فتسقينا ،وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا) ،قال :فيسقون.
وفي الحديث إثبات التوسل به ﷺ وبيان جواز التوسل بغيره كالصالحين
من آل بيت النبي ﷺ وغيرهم كما قال الحافظ أمير المؤمنين في الحديث ابن
حجر العسقالني في فتح الباري(((.
وقال ﷺ« :إذا كنت ال بد ً
سائل فاسأل الصالحين»(((.
وهذا مجاز ومن باب األسباب ،وأما في الحقيقة فال نسأل إال اهلل لقوله ﷺ:
«إذا سألت فاسأل اهلل ،وإذا استعنت فاستعن باهلل»(((.
كذلك التوسل باألعمال الصالحة هذا من باب المجاز ،وأما من باب
الحقيقة فال نسأل إال اهلل.
وكذلك االستعانة على الحقيقة ال نستعين إال باهلل ،وأما من باب المجاز
فقد قال تعالى﴿ :ﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗ ﯘ ﯙ﴾((( .وقال
ﷺ« :واهلل في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»(((.
وقال ابن تيمية :وأما التوسل بالنبي ﷺ ففيه حديث في السنن :أن أعرابيًا
فإن طلب المريد المدد من شيخه ما هو إال انعكاس قلب الولي الكامل
الذي هو أفضل عند اهلل من الشمس والقمر على قلب المريد وال شك أن الشيخ
هو أحد و ّراث النبي ﷺ حيث قال« :إن العلماء ورثة األنبياء» وقال في الحديث
نفسه« :وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب»(((.
وإذا ثبت االستمداد بين الجمادات فيما بينها ،فكيف ينتفي بين المخلوقات
وكرم بني آدم؟!
البشرية واهلل خلق اإلنسان في أحسن تقويم ّ
إن الولي إذا أمدَّ الطالبين فإنما يمدهم مما أمده اهلل به ،فهو ال يفيد الناس
بشيء من دون اهلل ،إنما الضار النافع هو اهلل في الحقيقة.
فجميع الفوائد التي ظهرت على أيدي األنبياء عليهم الصالة والسالم
واألولياء رضي اهلل عنهم من عجائب المعجزات وغرائب الكرامات ،ما هي
إال إشارات على نعم المنعم العظيم سبحانه التي أظهرت على يد من أنعم
عليه من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ،وإن إمداد اهلل لرسله وأوليائه
يكون حسب ما يريد اهلل ويشاء ،وإمداد الرسل واألولياء لباقي العباد يكون ً
أيضا
حسب ما يريد ويشاء.
• املذاكرة:
أو بأن يعرض له ما يحدث معه من أحوال قلبية وخواطر نفسية وشيطانية
قد تلتبس عليه فتوقعه في شكوك وأوهام ،كالشكوك في العقائد اإليمانية،
حيالها حائرا مضطربًا.
ً وكالتعلقات الدنيوية التي يقف
أو بأن يكشف له عن أمراضه القلبية كالكبر والحسد والنفاق وحب الرياسة،
وعن رعوناته النفسية كالتحدث عن كراماته ومرائيه بغية الثناء والشهرة ...وغير
ذلك من الصفات الناقصة بغية معرفة طريق الخالص منها.
وهكذا يرجع المريد لمرشده في جميع أحوال سيره الجتياز العقبات التي
تعترض طريقه.
قرآنية وعلوم وهبية ،والقصد من ذلك االستيثاق من صحتها حتى يكون المريد
على بصيرة من مراحل سيره.
فالمذاكرة لها أهمية كبرى في سير المريد إلى اهلل تعالى ،وهي ركن عظيم
من أركان الطريق الخمسة:
ومثل المريد مع مرشده كمثل المريض الذي يكشف لطبيبه كل ما يلقاه من
أعراض مرضية ،كما يخبره عن جميع مراحل تحسن جسمه وصحته.
ومن جهة أخرى فإن المذاكرة تقوي الصلة بين المريد والمرشد ،فتزداد
المحبة ويقوى التجاوب ،كما أن المريد يستفيد بالمذاكرة من شيخه عل ًما
ً
وحال ومعرفة ،ألن العلم روح تنفخ ال مسائل تنسخ.
فالمذاكرة إذن تطبيق عملي ألدب من آداب الشرع ،وخلق أساسي من أخالق
اإلسالم ،وهو الشورى التي مدح اهلل بها المؤمنين بقوله﴿ :ﮞﮟﮠ ﴾(((.
والتي دعا إليها الرسول الكريم عليه الصالة والسالم بقوله« :المستشار
مؤتمن»(((.
قد يتوهم بعض الناس بأن هناك تشاب ًها بين مذاكرة المريد لشيخه وبين
االعتراف عند النصارى.
ولكن العاقل المنصف ال يتسرع في الحكم ،وال يلقي الكالم جزافًا دون
تفكير أو تدبر ،بل يفرق بين من يأتي اإلنسان مثله فيكشف له عن آثامه وجرائمه
بغية أن يغفر له كما هو األمر عند النصارى.
وبين من يأتي لخبير عالم فيكشف له عن أمراضه وأحواله بغية أن يدله على
الطريق العلمي للتخلص منها ،كما يكشف المريض عن أمراضه ولو كانت مما
يستحى منها من أجل تشخيص الداء ووصف الدواء الناجع.
هذا إذا كان الشيخ من أهل الكمال ،واألفضل أن يعترف لشيخه بطريقة
غير مباشرة كقوله :إنسان حصل معه كذا ،ما هو العالج؟
قد يشتبه األمر على بعض الناس فيظنون أن مذاكرة المريد لمرشده في
وأحواله النفسية من معاص ومخالفات نوع من المجاهرة
ٍ أمراضه القلبية
بالمعصية.
لك ْن هناك فرق كبير بين من يرتكب اإلثم ،ثم يأتي للناس يحدث عنه من
باب المباهاة والتلذذ بذكره والدعوة إليه ،وبين من يندم على ذنبه ويتحير في
معرفة العالج الجذري الذي ينقذه من وضعه المذموم ،فيأتي ليستفيد من خبرة
مرشده.
هو المجذوب عن إرادته مع تهيؤ األمور له ،فجاوز الرسوم كلها والمقامات
من غير مكابدة.
سيدنا موسى عليه الصالة والسالم خرج ليقتبس نا ًرا فاصطنعه اهلل لنفسه
واجتباه واختاره(((.
• املراقبة:
قب ،ويدل على انتظا ٍر لمراعاة شيء ،ومن المراقبة الرقيب وهو
لغة :من َر َ
المنتظر والشهيد والحارس.
واصطال ًحا :علم العبد ويقينه أن اهلل عز وجل مطلع على ما في قلبه
وضميره ،وهو يراقب الخواطر المذمومة المشغلة للقلب عن ذكر سيده(((.
• املرشد:
إن اتخاذ الشيخ مما ال يتم الواجب إال به ،فهو واجب طبعًا وشرعًا.
قال تعالى﴿ :ﭚﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟﭠ﴾(((.
وقال تعالى﴿ :ﮟﮠﮡ ﮢ﴾(((.
وقال تعالى ﴿ :ﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲ﴾(((.
وقال تعالى﴿ :ﮛﮜﮝﮞﮟ﴾(((.
وقال تعالى﴿ :ﮃﮄﮅ ﮆ ﴾(((.
وقال تعالى﴿ :ﮄ ﮅﮆﮇﮈ ﮉﮊ﴾(((.
وقد أمر اهلل عز وجل المسلمين أن يعيشوا مع الصادقين ،قال اهلل عز وجل:
﴿ ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸ ﭹ ﴾(((.
ولذا نجد أن وجود المربي في العملية التربوية الروحية ،والسلوك اإليماني
ً
وعمل. ً
ًا وعقل والتزكية النفسية حتم مطلوب شرع
والمرشد الشيخ العارف باهلل تعالى يختصر لك طريق السلوك فيعطيك
خالصة ما وصل إليه ويعينك على كشف خفايا نفسك وأمراضها لتتخلص
وإن االرتباط الروحي بين الشيخ والمريد يولد الطاقة التربوية للعروج
بالمريد السالك في مقامات وأحوال السلوك الروحي الرفيع.
أن يكون عال ًما بكتاب اهلل وسنة رسوله ﷺ ،وينبغي أن يكون موصوفًا
ً
ويكون معرضا عن حب الجاه والدنيا وما أشبه ذلك، بصفات أهل الكمال،
ويكون قد أخذ الطريق عن شيخ محقق تسلسلت متابعته إلى رسول اهلل ﷺ
وارتاض بأمره رياضة بالغة من قلة الطعام والشراب والكالم والنوم وقلة
االختالط مع األنام وكثرة الصالة والصيام والصدقة ونحو ذلك وبالجملة
يكون متخل ًقا بأخالق النبي ﷺ.
وال يصلح للتربية والمشيخة المجذوب ،فإنه وإن ذاق المقصود لكنه لم
يذق الطريق إلى اهلل ،وكذا ال يصلح للمشيخة السالك فقط.
وكان أبو القاسم القشيري رحمه اهلل يقول:
قد درج أشياخ الطريق كلهم على أن أحدًا منهم لم يتصدر للطريق إال بعد
تبحره في علوم الشريعة ،ولم يكن أحد في عصر من العصور إال وعلماء ذلك
الزمان يتواضعون له ويعملون بإشارته(((.
وإذا لم تجد شي ً
خا بهذه الشروط فعليك باإلكثار من الصالة والسالم على
سيدنا محمد فهي نعم المرشد(((.
• املريد:
قال سيدنا حارثة رضي اهلل عنه :عزفت نفسي عن الدنيا ،فأظمأت نهاري
وأسهرت ليلي ،كأني أنظر إلى عرش ربي بار ًزا.
وسيدنا عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه أقبل يريد قتل رسول اهلل ﷺ فأسره
الحق وأصبح من المؤمنين الصادقين(((.
((( للتوسع :انظر :الموسوعة اليوسفية في بيان أدلة الصوفية ،باب :المرشد.
((( [سورة المائدة ،اآلية.]54 :
((( [سورة المائدة ،اآلية.]119 :
((( [سورة التوبة ،اآلية.]118 :
((( التعرف لمذهب أهل التصوف (.)138
ةيفوصلا تاحلطصم ةوفص ﴿ ﴾ 134
وكسحرة فرعون :لما كوشفوا بالحال الذي هم فيه ،سهل عليهم تحمل ما
توعدهم به فرعون من القتل والصلب والتعذيب ،فقالوا﴿ :ﯓﯔﯕﯖﯗ
ﯘ ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠ﴾(((.
وشهد بمعنى بَيَّ َن ،والشهادة :بيان الحق ،وفصل الحق عن الباطل.
وقيل :إقرار مع العلم وثبات اليقين.
والمشاهدة :اصطال ًحا :وجود الحق مع فقدانك ،يعني بها حضورك مع
الحق مع فنائك(((.
• املعرفة : هي من السكون والطمأنينة ،ألن من أنكر شيئًا توحش منه ونبا عنه،
وسمي المعروف ألن النفوس تسكن إليه(((.
سئل ذو النون المصري :بِ َم عرفت ربك؟ قال :عرفت ربي بربي ولوال ربي
ما عرفت ربي.
وقال ابن عطاء اهلل السكندري :العارف ال دنيا له ألن دنياه آلخرته وآخرته
لربه(((.
وأما المعرفة والفناء فهما متالزمان متى تحقق الفناء تحقق صاحبها في
المعرفة ،وصار من أهل المعرفة(((.
وقال الشبلي :ال حال للعارف ألنه مُحيت رسومه وفُنيت هويته ،وغيبت
آثاره بآثار غيره(((.
• املفتاح األول : هو اندراج األشياء كلها على ما هي عليها في غيب الغيوب
الذي هو أحدية الذات.
• املقام:
ما يتحقق به العبد بمنازلته من اآلداب ،وبما اكتسبه مما يتوصل إليه بنوع
من تصرف ،ومقاساة تكلف.
والمقامات :مكاسب ،أما األحوال فهي مواهب.
ومن شروطه :أن ال يرتقي من مقام إلى مقام آخر ما لم يستوف أحكام ذلك
المقام ،فمن لم يستوف أحكام التوبة ،ال يصح له أن يرتقي إلى مقام اإلنابة،
ومن لم يستوف مقام الورع ،ال يصح له االرتقاء إلى مقام الزهد ،ومن ال قناعة
له ،ال يصح له أن يرتقي إلى مقام التوكل ،ومن ال توكل له ال يصح له التسليم.
ومن المقامات :التوبة ،التقوى ،الورع ،الزهد ،المراقبة ،الصبر ،اإلخالص،
االستقامة((( (((.
والمقام هو اإلقامة كالمدخل بمعنى اإلدخال ،والمخرج بمعنى اإلخراج،
وال يصح ألحد منازلة مقام إال بشهود (أي عند اكتسابه) إقامة اهلل تعالى إياه
بذلك المقام ليصح بناء أمره على قاعدة صحيحة(((.
• املكاشفة:
ٍ
أي المكاشفة ـ معان هي أعلى في العلم من المشاهدة ،وتحصل فيها ـ
ورفع حجب.
• املوت : هو قمع هوى النفس .قال تعالى ﴿ﮗﮘ ﮙﮚ﴾((( يعني:
ميتًا بالجهل فأحييناه بالعلم وهذا الموت موت لجميع أنواع الموتات.
• املوت األبيض : الجوع ،سمي األبيض :ألنه ين ّور الباطن ويبيّض وجه القلب.
قيل :من ماتت بطنته حييت فطنته.
• املوت األخضر : لبس المرقع من الخرق الملقاة التي ال قيمة لها ،فإذا قنع من
اللباس الجميل بذلك ،واقتصر على ما يستر العورة ويصح فيه الصالة فقد
مات الموت األخضر ،الخضرار عيشه بالقناعة.
فـــكل رداء يرتديـــه جميـــل إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
• املوت األسود : هو احتمال أذى الخلق ،ألنه إذا لم يجد في نفسه حر ًجا من
أذاهم ولم تتألم نفسه بل يتلذذ به لكونه يراه من محبوبه فقد مات الموت
األسود ،وهو الفناء في اهلل لشهوده األذى منه برؤية فناء األفعال في فعل
محبوبه.
• امليزان:
ما به يتوصل اإلنسان إلى معرفة اآلراء الصائبة واألقوال السديدة واألفعال
الجميلة ،وتميزها من أضداها.
• الن َّْفس : هي لطيفة مودعة في هذا القالب وهي محل األخالق المذمومة.
• النفس األمارة : هي التي تميل إلى الطبيعة البدنية ،وتأمر باللذات والشهوات
ة ،فهي مأوى الشر ،ومنبع األخالق
ّ الحسية ،وتجذب القلب إلى الجهة السفليّ
الذميمة واألفعال السيّئة.
الطاعات مساكنة إلى حضرة رفيع الدرجات حتى خاطبها ربها بقوله ﴿ﭡ
ﭢﭣ*ﭥ ﭦ ﭧﭨﭩ*ﭫﭬ ﭭ *ﭯ ﭰ .(((﴾
• اهلجوم : ما يرد على القلب بقوة الوقت بغير تصنع منه.
• اهلمة : تطلق بإزاء تجريد القلب للمنى ،وتطلق بإزاء أول صدق المريد،
وتطلق بإزاء جمع الهمم بصفاء اإللهام.
• مهة أرباب اهلمم العالية : هي التي ال تتعلق إال بالحق ،وال تلتفت إلى غيره
فهي أعلى الهمم حيث ال ترضى باألحوال والمقامات وال بالوقوف مع
األسماء والصفات وال تقصد إال عين الذات.
• اهلواجس : الخواطر النفسية
فخاطر فحديث النفس فاســتمعا مراتب القصد خمس هاجس ذكر
سوى األخير ففيه األخذ قد وقعا يليــه هــ ّم فعــزم كلهــا رفعــت
• اهلوى : هو ميل النفس إلى مقتضيات الطبع واإلعراض عن الجهة العلوية
بالتوجه إلى الجهة السفلية.
هي أعلى من القبض ،وحق الهيبة ال َغيبة ،فكل هائب غائب ،ثم الهائبون
يتفاوتون في الهيبة على حسب تباينهم في الغيبة(((.
فمنهم من تطول غيبته ومنهم من تقتصر على حسب هيبته.
نقصا ،ألنهما يتضمنان تغير
وأهل الحقيقة يعدون حال الهيبة واألنس ً
أحوال العبد.
وأهل التمكين سمت أحوالهم عن التغيير ،وهم محو في وجود العين ،أي
ً
يرون فاعل إال اهلل ،وعندهم تسليم مطلق. ال
فال هيبة وال أنس وال علم وال حس يعني على الحقيقة ،فوجودهم بإمداد
اهلل لهم.
ويرتقي العبد عن حالة الهيبة واألنس بالوجود.
• الوارد:
• الواقعة : ما يرد على القلب من ذلك العالم بأي طريق كان ،من خطاب أو
مثال.
الوجود :هو فقدان العبد بمحق أوصاف البشرية ووجود الحق ،ألنه ال بقاء
للبشرية عند ظهور سلطان الحق.
أنا منذ عشرين سنة بين الوجد والفقد ،إذا وجدت ربي فقدت قلبي.
علم التوحيد مباين لوجوده ،ووجود التوحيد مباين لعلمه ،فالتواجد بداية
والوجود نهاية ،والوجد واسطة بينهما(((.
الوجدانيات :ما يكون مدركه بالحواس الباطنة.
وحقيقة الوجد نار تتوقد في األسرار تنحرف به األغيار.
فالوجد على ثالثة أقسام :وجد العام ،ووجد الخاص ،ووجد أخص الخاص.
الوجد الخاص :عجز الروح عن احتمال غلبة الشوق عند وجود حالوة الذكر.
وجد أخص الخاص :عجز ضوء الروح عند مطالع الحق عن السر.
• وجه احلــق : هو ما به الشيء ح ًّقا ،إذ ال حقيقة لشيء إال به تعالى ،وهو
المشار إليه بقوله تعالى﴿ :ﮘﮙﮚﮛﮜ﴾ [البقرة.]115 :
فهو عين الحق المقيم لجميع األشياء فمن رأى قيومية الحق لألشياء فهو
الذي يرى وجه الحق في كل شيء.
• الوجود : وجدان الحق ذاته ،ولهذا تسمى حضرة الجمع حضرة الوجود.
• وحدة الوجود:
إن وجود اهلل ذاتي ،أي ال تأثير لغيره به ،إذ أن اهلل تعالى هو األول فليس
قبله شيء .قال ﷺ« :كان اهلل ولم يكن شيء غيره»(((.
أما وجود الموجودات فهو حاصل من إيجاد اهلل عز وجل لها ،ومستمر
بإمداد اهلل تعالى لها بالوجود ،ولو انقطع اإلمداد لعادت عدمًا.
وعليه فمن نظر إلى الموجد الممد سبحانه وتعالى رآه هو الموجود حقيقة،
ومن الحظ اإلمداد رأى األشياء عدمًا لواله سبحانه ،فوجودها ليس ذاتيًا،
كوجود اهلل عز وجل ،لذلك قالوا :الوجود الحقيقي واحد وهو اهلل سبحانه
وتعالى ،ووجود غيره ال يشابه وجوده.
قال ﷺ« :أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد :أال كل شيء ما خال اهلل
باطل»(((.
وقال أحدهم:
عدم علـى التفصيل واإلجمال فالكـــل دون اهلل إن حققتــــه
أي عدم في حقيقة أصله ،موجود بمدد اهلل تعالى له ،وهذه هي وحدة
الوجود.
قال الشيخ عبد القادر عيسى رحمه اهلل تعالى:
وإنما يظهره اإليجاد ويثبته اإلمداد ،والكائنات ثابتة بإثباته ،وممحوة بأحدية
ذاته ،وإنما يمسكه سر القيومية فيه.
وهؤالء قسمان:
قسم أخذ هذا الفهم باالعتقاد والبرهان والذوق والعيان ،وغلب عليه
ً
نفسه فضل عن شهود غيره، الشهود فاستغرق في لجج بحار التوحيد ففني عن
مع استقامته على شرع اهلل تعالى وهذا قوله حق.
• الورد:
ومن األوراد:
كلمة التوحيد بصيغة :ال إله إال اهلل وحده ال شريك له ،له الملك وله الحمد
وهو على كل شيء قدير.
ولهذا دعانا اهلل عز وجل إلى هذا التوحيد الخالص فقال﴿ :ﰊﰋ ﰌ ﰍ
ﰎ ﰏ﴾(((.
وكذلك رغبنا رسول اهلل ﷺ في اإلكثار من ترداد كلمة التوحيد وبين أفضليتها
ومثوبتها فقال :أفضل الذكر ال إله إال اهلل(((.
وقد كان رسول اهلل ﷺ يكثر من االستغفار تعلي ًما ألمته وتوجي ًها.
قال ﷺ« :واهلل إني ألستغفر اهلل وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة»(((.
والصالة على النبي بأي صيغة كانت جائزة وأفضلها الصالة اإلبراهيمية
وكذلك ثبتت بهذه الصيغة« :اللهم ص ِّل على سيدنا محمد النبي األمي وعلى
آله وصحبه وسلم»(((.
وكذلك رغب رسول اهلل ﷺ بكثرة الصالة والسالم عليه فقال« :من صلى
عشرا»(((.
علي واحدة صلى اهلل عليه ً
َّ
أيضا« :أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صالة»(((.
وقال ﷺ ً
ومما يعترض على الذكر باسم اهلل المفرد أنه ال يؤلف جملة مفيدة تامة
يحسن السكوت عليها كقولنا :اهلل غفور .والجواب:
أن الذاكر باسم اهلل المفرد إنما يخاطب اهلل وحده وهو جل جالله عالم بما
في نفسه مطلع على سريرته فال يشترط في الخطاب معه ما يشترط في الخطاب
مع البشر من جعل الكالم تامًا مفيدًا يحسن السكوت عليه.
أسماء اهلل عز وجل ،ويكون هناك في القلب (العفو ،الرحيم )...وذلك كما أراد
أحدهم أن يشبه شجاعة زيد بشيء آخر فلم يستطع فقال :زي ٌد زيدٌ.
واعلم أن اسم الجاللة (اهلل) هو االسم األعظم عند أبي حنيفة والكسائي
والشعبي وإسماعيل بن إسحاق وأبي حفص وسائر جمهور العلماء ،وهو
اعتقاد جماهير مشايخ الصوفية ومحققي العارفين فإنه ال ذكر عندهم لصاحب
مقام فوق مقام الذكر باسم (اهلل) مجردًا ،قال اهلل لنبيه ﷺ﴿ :ﭺﭻﭼﭽﭾﭿ
ﮀﮁ﴾(((.
وقال ابن عابدين في حاشيته المشهورة عند شرح البسملة وبحثه عن اسم (اهلل):
روى هشام عن محمد عن أبي حنيفة أنه (أي اهلل) اسم اهلل األعظم وبه قال
الطحاوي :وكثير من العلماء وأكثر العارفين حتى أنه ال ذكر عندهم لصاحب
مقام فوق الذكر به كما في شرح التحرير البن أمير حاج(((.
«فاالسم المفرد (اهلل) هو سلطان األسماء ،وهو اسم اهلل األعظم ،وال يزال
وقال العالمة علي القاري في شرحه لحديث «ال تقوم الساعة على أحد
يقول :اهلل ،اهلل»(((:
أي ال يُ ْذ َك ُر اهلل فال يبقى حكمة في بقاء الناس ،ومن هنا يعرف أن بقاء
العالم ببركة العلماء العاملين ،والعباد الصالحين ،وعموم المؤمنين(((.
وال ينبغي للسالك في طريق أهل اهلل أن يكون ورده مقصو ًرا على العدد
المذكور بل ينبغي له أن يزيد ذكره هلل تعالى ،ألن قلب السالك في ابتداء سيره
كالطفل الصغير ،فكما أن الطفل كلما كبر زيدت له كمية الغذاء ،كذلك كلما
كبر المريد في سيره إلى اهلل تعالى زاد ذكره هلل ،ألن الذكر غذاء لقلبه وحياة له،
مع مراعاة استشارة شيخه ،حتى يبقى دائ ًما في حالة اطمئنان وسكينة وثبات.
ﭳﭴﭵﭶ﴾(((.
وللخاصة :العبودية على الوقوف مع األمر لنفس األمر وقوفًا عند ما حدَّ،
ووفاء بما أخذ على العبد ال رغبة وال رهبة وال ً
غرضا.
ومن لوازم الوفاء بعهد العبودية أن ترى كل نقص يبدو منك راجعًا إليك
وال ترى ً
كمال لغير ربك.
((( للتوسع ،انظر :الموسوعة اليوسفية في بيان أدلة الصوفية (باب الورد).
(( ( [سورة األعراف ،اآلية.]172 :
ةيفوصلا تاحلطصم ةوفص ﴿ ﴾ 154
• الوقت:
حادث متوهم علق حصوله على حادث متحقق فالحادث المتحقق وقت
للحادث المتوهم.
تقول :آتيك رأس الشهر ،فاإلتيان متوهم ،ورأس الشهر حادث متحقق،
فرأس الشهر وقت اإلتيان.
يريدون بذلك :أنه مشتغل بما هو أولى من العبادات في الحال ،قائم بما
هو مطلوب به في الحين.
بفوات وقت ماض ،تضييع وقت ٍ
ثان. ٍ وقيل :االشتغال
وقيل :الوقت سيف ،كما أن السيف قاطع فالوقت بما يمضيه الحق ويجريه
غالب.
((( انظر :الرسالة القشيرية ( ،)131 -130لطائف اإلعالم في إشارات أهل اإللهام
(.)471 -470
﴿ ﴾ 155 ةيفوصلا تاحلطصم ةوفص
وذلك لعدم استيفاء حقوق المقام الذي خرج عنه وعدم استحقاق دخوله
في المقام األعلى ،وكأنه في التجارب بينهما.
• الوقوف الصادق : هو الوقوف مع مراد الحق.
• الوالية : هي قيام العبد بالحق عند الفناء عن نفسه وذلك بتولي الحق إياه
حتى يبلغه غاية مقام القرب والتمكين.
• الويل : من تولى الحق أمره ،وحفظه من العصيان ولم يخله ونفسه بالخذالن
حتى يبلغه في الكمال مبلغ الرجال .قال اهلل تعالى﴿ :ﭘﭙﭚ﴾(((.
اليقظة:
وهي أول منازل السائرين التي يشتمل عليها قسم البدايات الذي هو أول
المنازل.
اليقظة هي القومة هلل تعالى من ِسن َ ِة الغفلة ،وهي أول منازل السائرين ألن
• اليقني:
واليقين :هو السكون واالطمئنان لما غاب ،بناء على ما حصل اإليمان به،
وارتفع الريب عنه.
وقال أبو سعيد الخراز :ذاتية اليقين :هي االطمئنان بالحق المبين مع
االستقامة على الدين(((.
الخاتمة
المصادر والمراجع
ـ أبواب التصوف ومقاماته وآفاته ،العارف باهلل السيد محمد ابن سيدنا الشيخ عبد القادر
الكيالني ،شرحه السيد ميعاد شرف الدين الكيالني ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان،
ط2010 ،1م.
ـ اصطالحات الشيخ محيي الدين بن عربي (معجم اصطالحات الصوفية) ،حققه بسام
عبد الوهاب الجابي ،دار اإلمام مسلم ،بيروت ،طـ 1411 ،1هــ1990 /م.
ـ اصطالحات الصوفية ،الشيخ عبد الرزاق القاشاني ،دار الكتب العلمية = ،بيروت ،طـ
1433 ،2هــ2012 /م.
ـ األدب المفرد ،اإلمام البخاري ،ت محمد فؤاد عبد الباقي ،دار البشائر اإلسالمية،
مؤسسة الرسالة1414 ،هـ 1993 /م.
ـ األربعون في أصول الدين ،اإلمام الغزالي ،دار اآلفاق الجديدة ،بيروت1978 ،م.
ـ التصوف والسلوك ،أحمد النقشبندي ،المكتبة العصرية ،صيدا ،بيروت ،ط1432 ،1هـ/
2011م.
ـ التعرف لمذهب أهل التصوف ،أبو بكر محمد الكالباذي ،دار صادر ،بيروت1422 ،هـ
2001 /م.
ـ الحاوي للفتاوى ،اإلمام جالل الدين السيوطي ،ت محمد عبد الحميد ،المكتبة
العصرية1411 ،هـ1990 /م.
ـ الخبر الدال على وجود القطب واألوتاد والنجباء واألبدال ،جالل الدين السيوطي ،ت
عبد الرحيم أحمد قمحية ،مكتبة حسان ،ط ،1حلب1992 ،م.
ةيفوصلا تاحلطصم ةوفص ﴿ ﴾ 160
ـ الرد المحكم المتين ،العالمة الشريف عبد اهلل بن الصديق الغماري الحسني ،ط،3
1406هـ 1986 /م ،الناشر :مكتبة القاهرة.
ـ الرسالة القشيرية ،أبو القاسم القشيري ،علق عليه الدكتور عبد الحليم محمود ،دمشق،
مكتبة أبي حنيفة ،سنة 2000م.
ـ الرؤى واألحالم ،ابن حجر العسقالني ،دار ابن خلدون ،بيروت ،ط.1
ـ الكليات ،أيوب الكفوي أبو البقاء ،مؤسسة الرسالة ،بيروت ،ط1998 ،2م.
ـ اللمع ،عبد اهلل السراج ،دار الكتب العلمية ،بيروت2001 ،م.
ـ الموسوعة اليوسفية في بيان أدلة الصوفية ،الدكتور يوسف خطار محمد ،دار التقوى،
سوريا ،دمشق1433 ،هـ 2012 /م.
ـ الميزان العادل لتمييز الحق من الباطل ،عبد القادر عيسى دياب ،دار التقوى ،دمشق،
مكتبة دار العلوم ،لبنان ،ط1437 ،1هـ 2016 /م.
ـ تاريخ دمشق ،ابن عساكر ،القسم المطبوع.
ـ تقسيم الخواطر ،روزبهان الفسوي ،ت أحمد فريد المزيدي ،دار اآلفاق العربية،
القاهرة2008 ،م.
ـ تنوير السائل في حل أسرار المسائل ،الدكتور يوسف خطار محمد ،دار التقوى ،سوريا،
دمشق ،ط1431 ،1هـ 2010 /م.
ـ جامع األصول في األولياء ،ضياء الدين الكمسخاوي ،ت أحمد فريد المزيدي ،دار
الكتب العلمية ،بيروت2002 ،م.
ـ حبة المحبة ،محمود بن فضل اهلل اإلسكداري ،دار الكتب العلمية ،بيروت2002 ،م.
ـ رسالة المسترشدين ،الحارث المحاسبي ،ت عبد الفتاح أبو غدة ،مكتب المطبوعات
اإلسالمية ،دار البشائر اإلسالمية ،بيروت ،ط1431 ،12هـ 2010 /م.
ـ سر األسرار ،الشيخ عبد القادر الجيالني ،دار الكتب العلمية ،بيروت2005 ،م.
﴿ ﴾ 161 ةيفوصلا تاحلطصم ةوفص
ـ سنن ابن ماجه ،محمد فؤاد عبد الباقي ،دار الحديث ،القاهرة.
ـ سنن الترمذي ،ت وشرح أحمد شاكر القاضي ،دار الحديث ،القاهرة.
ـ شرح السنة ،اإلمام الحسين بن مسعود بن محمد الفراء البغوي ،ت شعيب األرناؤوط
ومحمد زهير الشاويش ،ط1394 ،1هـ ،المكتب اإلسالمي.
ـ شرح صحيح مسلم بن الحجاج ،ت خليل مأمون شيحا ،دار المعرفة ،بيروت ،ط،1
1414هـ 1994/م.
ـ صحيح البخاري ،ت محب الدين الخطيب ،ومحمد فؤاد عبد الباقي ،ط1414 ،1هـ/
1994م.
ـ عوارف المعارف ،الشيخ عمر السهروردي ،دار الكتاب العربي ،بيروت1966 ،م.
ـ فتح الباري شرح صحيح البخاري ،ابن حجر العسقالني ،طبعة البابي الحلبي ،القاهرة،
1385هــ.
ـ كتاب التعريفات ،العالمة علي بن محمد الشريف الجرجاني ،ت :الدكتور محمد عبد
الرحمن المرعشلي ،دار النفائس ،بيروت ،لبنان ،ط1433 ،3هـ 2012 /م.
ـ لطائف اإلعالم في إشارات أهل اإللهام ،الشيخ عبد الرزاق القاشاني ،دار الكتب
العلمية ،بيروت ،لبنان ،ط1424 ،1هـ 2004 /م.
ـ مدارج السالكين ،ابن قيم الجوزية ،دار ابن حزم ،بيروت ،ط1434 ،1هـ 2013 /م.
ـ معجم مصطلحات الصوفية ،الدكتور عبد المنعم الحنفي ،دار المسيرة ،بيروت،
1890م.
ـ معجم مقاييس اللغة ،أحمد بن فارس ،دار إحياء التراث العربي ،بيروت 2001م.
ـ موسوعة التصوف الميسرة ،تأليف جماعة من المختصين ،دار النفائس ،بيروت ،لبنان،
1436هـ2015 /م.
ـ نظرات في التصوف اإلسالمي ،الدكتور محمد رضا بشير القهوجي ،دار الكلم الطيب،
دمشق ،بيروت ،ط1424 ،1هـ 2004 /م.
ةيفوصلا تاحلطصم ةوفص ﴿ ﴾ 162
الفهرس
الموضوعالصفحة الموضوعالصفحة
األقطاب واألبدال والنجباء والنقباء المقدمة 5 ..............................
واألخيار20 .............................. االتحاد والحلول 7 .....................
اإللهام23 ................................ اإلجازة10 ...............................
األنانة25 ................................. اإلحسان 10 .............................
األنانية25 ................................ األحوال 11 ..............................
االنتباه25 ................................ أخذ العهد (المبايعة) 11 .................
االنزعاج25 .............................. اإلخالص12 ............................
األنس 25 ................................ األدب12 ................................
الباطل26 ................................ اإلرادة18 ................................
البدنة 27 ................................. االستدراج18 ............................
البرزخ27 ................................ االسم 19 ................................
البرق 27 ................................. االسم األعظم19 ........................
البصيرة27 ............................... اإلشارة19 ...............................
البقرة 28 ................................. االصطالم 20 ............................
البكاء28 ................................. األفراد20 ................................
البوادة 28 ................................ األفق األعلى 20 .........................
بيت اإلخالص 28 ....................... األفق المبين20 ..........................
﴿ ﴾ 163 ةيفوصلا تاحلطصم ةوفص
الموضوعالصفحة الموضوعالصفحة
الجرس36 ............................... بيت العزة29 .............................
الجالل 36 ............................... البيت المحرم 29 ........................
جلْوة37 ................................
ال َ البيت المقدس 29 .......................
الجمال37 ............................... التأنيس 29 ...............................
جمع الجمع37 .......................... التبتّل29 .................................
الجمع والفرق37 ........................ التجريد29 ...............................
الجمعية 40 .............................. التجلي 30 ...............................
جنة الذات40 ............................ التحلي 31 ...............................
جنة الصفات 40 ......................... التخلي 31 ...............................
جنة الوراثة 40 ........................... التداني31 ................................
جهاد النفس 40 .......................... الترقي 31 ................................
الجوع 40 ................................ التزكية31 ................................
الحال 41 ................................ التصوف32 ..............................
الحجاب 42 ............................. التفرقة33 ................................
الحرف 42 ............................... التفريد33 ................................
الحرية42 ................................ التفسير اإلشاري33 ......................
حرية العامة42 ........................... التكية34 .................................
حرية الخاصة43 ......................... التلوين 35 ...............................
حرية خاصة الخاصة 43 ................. التمكين 35 ..............................
الحضرة 43 .............................. الجبروت36 .............................
الحضور45 .............................. الجذب36 ...............................
الحق 45 ................................. الجذبة36 ................................
ةيفوصلا تاحلطصم ةوفص ﴿ ﴾ 164
الموضوعالصفحة الموضوعالصفحة
الزهد57 ................................. الحكمة45 ...............................
الزوائد58 ................................ الخاتم46 ................................
السابقة 59 ............................... خرقة التصوف46 ........................
السالك59 ............................... خلع العادات 46 .........................
حة 59 ...............................
السبْ َ
ِّ الخلوة47 ................................
الستر 59 ................................. الخواطر49 ..............................
الستر والتجلي59 ........................ ال ُّد َّرة البيضاء 50 .........................
سجود القلب60 ......................... الدرويش50 .............................
السحق 60 ............................... ذخائر اهلل 50 .............................
السر60 .................................. الذهاب51 ...............................
السفر62 ................................. الذوق والشرب 51 ......................
السكون 62 .............................. الرابطة الشريفة 52 .......................
السكينة63 ............................... الرداء54 .................................
ِّ
السكينة والوقار63 ....................... الرعاية54 ................................
السماع 63 ............................... الرعونة 56 ...............................
الس ْم ِسمة 65 .............................
ِّ الرغبة 56 ................................
الشائبة65 ................................ الرهبة 56 ................................
الشاهد 65 ............................... الروح 56 ................................
الشجرة65 ............................... الرؤية56 .................................
الشريعة والطريقة والحقيقة 65 ........... الرياضة56 ...............................
الشطح 67 ............................... الزاجر57 ................................
شواهد الحق 69 ......................... ال ُّز ُم ُّردَة 57 ...............................
﴿ ﴾ 165 ةيفوصلا تاحلطصم ةوفص
الموضوعالصفحة الموضوعالصفحة
عالم الرؤيا 75 ........................... الشوق69 ................................
عالم الملك والملكوت 79 .............. الشيخ 70 ................................
العبادة 80 ................................ الصحو والسكر 70 ......................
ُّ
العبودة 80 ............................... الصدّيق 71 ..............................
العبودية80 ............................... الصعْق 71 ...............................
َّ
العُقاب 80 ............................... الصفوة 71 ...............................
ال ِعلّة80 .................................. الصوفي 71 ..............................
العيد80 .................................. الضياء73 ................................
ال ُغراب 80 ............................... الطالع 73 ................................
الغربة81 ................................. الطاهر73 ................................
ال ِغشاوة82 ............................... طاهر الظاهر73 ..........................
الغوث82 ................................ طاهر الباطن73 ..........................
الغيب 82 ................................ طاهر السر 73 ............................
ّ
الغيبة والحضور 82 ...................... طاهر السر والعالنية 73 ..................
ّ
الغين 83 ................................. الطريقة 73 ...............................
الفتح القريب 83 ......................... الطمأنينة73 ..............................
الفتح المبين 83 .......................... الطوالع74 ...............................
الفتح المطلق83 ......................... ال ِّظل74 ..................................
الفترة 84 ................................. الظُّلمة74 ................................
الفت ّوة84 ................................. العارف75 ...............................
الفتوح84 ................................ عالم األمر75 ............................
الفراسة86 ............................... خلْق75 ...........................
عالم ال َ
ةيفوصلا تاحلطصم ةوفص ﴿ ﴾ 166
الموضوعالصفحة الموضوعالصفحة
الكنود 101 ................................ الفصل88 ................................
كوكب الصبح 101 ........................ الفقير88 .................................
الكون 101 ................................ الفناء والبقاء88 ..........................
الكيمياء 101 .............................. القبض والبسط 89 .......................
كيمياء السعادة101 ........................ القدم 91 .................................
اللب 102 .................................
ّ قدم الصدق91 ...........................
اللطيفة 102 ............................... القرب القدسي 91 .......................
اللوامع 102 ............................... القرب والبعد92 .........................
اللوائح 102 ............................... القشر94 .................................
ال َمثَل103 ................................. القطبية الكبرى 94 .......................
المجاهدة103 ............................. القلب 94 ................................
المجذوب105 ............................ القلم 94 .................................
مجمع البحرين 106 ....................... القوامع 94 ...............................
المحادثة106 .............................. القيام باهلل95 .............................
المحاضرة106 ............................ القيام هلل 95 ..............................
المحبة107 ................................ القيامة 95 ................................
المحفوظ108 ............................. الكتاب المبين96 ........................
المحق108 ................................ الكرامة 96 ...............................
محو أرباب السرائر108 ................... الكرسي 98 ..............................
محو أرباب الظاهر 108 ................... الكشف 98 ..............................
المحو واإلثبات 108 ...................... كلمة الحضرة101 .........................
المدد109 ................................. الكمال 101 ...............................
﴿ ﴾ 167 ةيفوصلا تاحلطصم ةوفص
الموضوعالصفحة الموضوعالصفحة
الموت األخضر 139 ...................... المذاكرة122 ..............................
الموت األسود 139 ....................... المراد 126 ................................
الميزان 139 ............................... المراقبة126 ...............................
الن َّ ْفس 140 ................................ المرشد128 ...............................
النفس اللوامة140 ......................... المريد 133 ................................
النفس المطمئنة140 ....................... المسامرة 134 .............................
النور141 .................................. المستهلك134 ............................
النون 141 ................................. مشارق الفتح 134 .........................
الهجوم141 ............................... مشارق شمس الحقيقة 134 ...............
الهمة 141 ................................. المشاهدة134 .............................
همة أرباب الهمم العالية141 .............. المطالعة135 ..............................
الهواجس141 ............................. المعرفة135 ...............................
الهوى 141 ................................ المفتاح األول 136 ........................
ال ُهوية 141 ................................ مفرح األحزان ومفرج الكروب136 .......
الهيبة 142 ................................. المقام 137 ................................
الوارد142 ................................. المكاشفة137 .............................
الواقعة143 ................................ المكانة 138 ...............................
الوجد والتواجد والوجود والوجدانيات 143 . المكر138 .................................
وجه الحق144 ............................ المناصفة 138 .............................
وجها العناية 144 .......................... ال ِمنَصة 138 ...............................
الوجود 144 ............................... الموت 139 ...............................
وحدة الوجود 145 ........................ الموت األبيض139 .......................
ةيفوصلا تاحلطصم ةوفص ﴿ ﴾ 168
الموضوعالصفحة الموضوعالصفحة
الولي155 ................................. الورد 147 .................................
اليقظة 155 ................................ الوفاء بالعهد153 ..........................
اليقين156 ................................. الوفاء بحفظ عهد التصرف 153 ...........
يوم الجمعة157 ........................... الوقت154 ................................
الخاتمة158 ............................... الوق ْ َفة 155 ................................
َ
المصادر والمراجع159 ................... الوقوف الصادق155 ......................
الفهرس 163 .............................. الوالية155 ................................
الوله155 ..................................