Islamic Fiqh and Positive Law: Al-Magharisa Contract
Islamic Fiqh and Positive Law: Al-Magharisa Contract
ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻤﺪاد
ﺳواء ﻣن ﺣﯾث إﻧﻬﺎ ﺻﯾﻐﺔ إﺳﻼﻣﯾﺔ، ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺑﺣث ﺗﺑﯾﻧت اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم ﺑﻬﺎ ﺻﯾﻐﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ:ﻣﻠﺧص
أو ﻣن ﺣﯾث إﻧﻬﺎ ﺗﺷﻛل داﻓﻌﺎ ﻗوﯾﺎ ﻟﻠﻌﺎﻣل ﻋﻠﻰ،ﯾﻣﻛن أن ﺗﺣول ﻣﺳﺎﺣﺎت ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻣن اﻷراﺿﻲ اﻟﺑور إﻟﻰ أراﺿﻲ ﻣﻧﺗﺟﺔ
وﻫذا ﻣﺎ ﺗﺑﯾن ﺑﺎﻟﻣﻠﻣوس ﻣدى ﻧﺟﺎﻋﺔ اﻟﻔﻘﻪ اﻻﺳﻼﻣﻲ اﻟﻣﺳﺗﻧﯾر اﻟذي ﯾﺣﺎرب،اﻟﻌﻣل ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺣوﻟﻪ ﻓﺗرة ﻣن أﺟﯾر إﻟﻰ ﻣﺎﻟك
.اﻹﻗطﺎﻋﯾﺔ وﯾؤﺳس ﻻﻗﺗﺻﺎد ﺗﺣﻛﻣﻪ اﻟﻌﺪاﻟﺔ
. اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ؛ اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ؛ اﻟﻘﺎﻧون؛ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺎﻧون؛ اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت:اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻔﺗﺎﺣﯾﺔ
Abstract:
Through this research, the advantages that characterize the al-Magharisa contract form were
revealed, whether in terms of it being an Islamic formula that could convert vast areas of wasteland
into productive lands, or in that it constitutes a strong motivation for the worker to work because it
transforms him from an employee to an owner. What clearly shows the efficacy of enlightened
Islamic jurisprudence, which fights against feudalism and establishes an economy governed by
justice.
Keywords: Islamic Fiqh; Implantation; Law; Comparison between jurisprudence and law;
Applications.
128
ﻣﻌﺎذ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ اﻟﻤﺆذن
ﻣﻘدﻣﺔ
اﻟﺣﻣد ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ،وﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﺑﯾﻧﺎ ﻣﺣﻣد وﻋﻠﻰ آﻟﻪ وﺻﺣﺑﻪ أﺟﻣﻌﯾن ،وﺑﻌد:
ﻓﻬذا ﺑﺣث ﺑﻌﻧوان " :اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ :دﻻﻻﺗﻬﺎ وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ ".
إن ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن أﺣد ﺻﯾﻎ اﻟﺗﻣوﯾﻼت اﻟﻔرﯾدة ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟذي ﻣن ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ
اﻟﻛﺑرى وﻣﺑﺎدﺋﻪ اﻟﻌظﻣﻰ :اﻟﺗﻛﺎﻓل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
ٕوان اﻟﻣﺗﺄﻣل ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻟﯾﺟد ذﻟك ﺟﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﺻورﺗﻪ ﺣﯾث إﻧﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾن ،أﺣدﻫﻣﺎ :ﻓﻘﯾر ﻻ
ﻣﺎل ﻟﻪ ،وﻟﻛﻧﻪ ﯾﻣﻠك ﺧﺑرات ﻓﻲ اﻟﻐرس واﻟزرع ،واﻵﺧر ﻟﻪ ﻣﺎل ﻟﻛﻧﻪ ﻻ ﯾﻘدر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل وﻻ ﺣظ ﻟﻪ ﻓﯾﻪ.
ﻓوﺿﻌت اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻟﻬﻣﺎ ﺣﻼ أﻧﺳب ﺣﯾث ﯾدﻓﻊ أﺣدﻫﻣﺎ اﻷرض واﻟﻌﻘﺎر ،وﯾﻘوم اﻵﺧر ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون ﻗﺳﻣﺔ
اﻟﺷﺟر واﻷرض ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻣﻧﺎﺻﻔﺔ ﻓﻲ اﻷﺧﯾر.
ﺣل ﻟﻧﺎ ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻣﺷﻛﻼت ﻛﺛﯾرة ،أوﻟﻬﺎ اﻟﺑطﺎﻟﺔ واﻟﻘﻌود ﻋن اﻟﻌﻣل ،وﻻ ﻏرو أن ﺧﺻﺻﺗﻪ ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق
وﺑذﻟك ّ
اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻣن اﻟﻣﺎدة 265:إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 272:ﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺄﺳﺑﺎب ﻛﺳﺑب اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ
اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻧﺟد ﻣﻌظم اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻗد أﻏﻔﻠت ﺗﻧظﯾم ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء :اﻹﻣﺎرات ،واﻟﻛوﯾت،
واﻟﻌراق ،واﻷردن ،ﻓﺎﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟدول ﺗﻧﺎوﻟت أﺣﻛﺎم اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ،
وﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﻷﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻣن أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑرى أردت اﻟﺧوض ﻓﻲ ﻏﻣﺎرﻩ ،ﻓﺟﺎء ﻋﻧوان اﻟﺑﺣث ب " اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﺑﯾن
اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ :دﻻﻻﺗﻬﺎ وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ ".
وﻗد ﻗﺳﻣت ﻫذا اﻟﺑﺣث إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺑﺎﺣث ،وﻫﻲ ﻛﺎﻵﺗﻲ:
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ "اﻟﺗﻌرﯾف ،اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ،اﻟﺣﻛم".
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ،اﻷرﻛﺎن واﻟﺷروط.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :ﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ وآﺛﺎرﻫﺎ.
129
اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ دﻻﻻﺗﻬﺎ وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ
ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﻌﺟم اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة :ﻣﺎدة )غ ر س( ﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻋﻘد إﯾﺟﺎر ﺑﺳﺗﺎن ،ﯾﻧص ﻋﻠﻰ وﺟوب اﻣﺗﻼك
اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر) ....أﺣﻣد ﻣﺧﺗﺎر ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،ﻣﻌﺟم اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة(.1608/2 ،
واﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻣﻔﺎﻋﻠﺔ ﻛﺎﻟﻣﻧﺎظرة واﻟﺧﺎﺻﻣﺔ ،ﻓﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻟﻔظﻬﺎ أن ﯾﻛون ﻛل واﺣد ﯾﻐرس ﻟﺻﺎﺣﺑﻪ وﻟﯾﺳت ﻛذﻟكٕ ،واﻧﻣﺎ
اﻟﻐﺎرس أﺣدﻫﺎ وﻣن اﻵﺧر اﻷرض.
ﯾﻘول اﻟﺣﺑﯾب اﺑن اﻟطﺎﻫر :وﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﻔﺎﻋﻠﺔ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻛون ﻣن اﺛﻧﯾن ﻣﺛل اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﺗﻔﯾد اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻌل،
وﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ أن ﯾﻛون ﻛل واﺣد ﯾﻐرس ﻟﺻﺎﺣﺑﻪ وﻫﻲ ﻟﯾﺳت ﻛذﻟك ،ﻓﺎﻟذي ﯾﻐرس أﺣدﻫﻣﺎ ﻓﺗﺣﻣل اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻣﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻔﺎﻋﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻣن واﺣد ﻧﺣو ﺳﺎﻓر ،أو ﺑﻣﻼﺣظﺔ اﻟﻌﻘد ﻓﺈﻧﻪ واﻗﻊ ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻓﯾﻛون ﻣن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﺑﺎﻟﻣﺗﻌﻠق
ﻋن اﻟﻣﺗﻌﻠق ).اﻟﺣﺑﯾب ﺑن طﺎﻫر ،اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ وأدﻟﺗﻪ ،ط اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ(.43/6 ،
وﺗﺳﻣﻰ ﻋﻧد أﻫل اﻟﺷﺎم اﻟﻣﻧﺎﺻﺑﺔ ،أو اﻟﻣﺷﺎطرة؛ ﻷن اﻟﺷﺟرة ﺗﺳﻣﻰ ﻋﻧد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻧﺻﺑﺎ أي ﻣﻧﺻوﺑﺎ ،وﻷن اﻟﻧﺎﺗﺞ ﯾﻘﺳم
ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻣﻧﺎﺻﻔﺔ ﻟﻛل واﺣد ﻣﻧﻬﻣﺎ اﻟﺷطر) .وﻫﺑﺔ اﻟزﺣﯾﻠﻲ ،اﻟﻔﻘﻪ اﻻﺳﻼﻣﻲ وأدﻟﺗﻪ ،ط اﻟﱠرﱠاﺑﻌﺔ(.4726/6 ،
ﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻠﻐوي.
أﻣﺎ اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻓﻲ اﻻﺻطﻼح:
ﺳﺄورد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻟﻠﻣﻐﺎرﺳﺔ وأﻧﺎﻗﺷﻬﺎ ،وﺳﺄﺑدأ ﺑﺗﻌرﯾف اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟك رﺣﻣﻪ اﷲ:
•ﻗﺎل ﻣﺎﻟك :وﻻ ﺑﺄس ﺑﺎﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ؛ أن ﯾﻌطﻲ اﻟرﺟل أرﺿﻪ ﻟرﺟل ﯾﻐرﺳﻬﺎ ﻧﺧﻼ أو رﻣﺎﻧﺎ ،ﻓﺈذا ﺑﻠﻐت ﻓﺎﻷرض
اﺑن واﻟﺷﺟر ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وﻟم ﯾزل ﻣن ﻋﻣل اﻟﻧﺎس وﻻ ﺷﻲء ﻟﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﻧﺑت وﯾﺑﻠﻎ اﻟﻘدر اﻟذي ﺷرطﺎ وﻫو ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺟﻌل).
اﺑﻲ زﯾد اﻟﻘﯾرواﻧﻲ ،اﻟﻧوادر واﻟزﯾﺎدات ، ،دار اﻟﻐرب اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺑﯾروت ،اﻟطﺑﻌﺔ :اﻷوﻟﻰ 1999 ،م(.378/7 ،
ﺟﺎء ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻬد :وﻫﻲ ﻋﻧد ﻣﺎﻟك أن ﯾﻌطﻲ اﻟرﺟل أرﺿﻪ ﻟرﺟل ﻋﻠﻰ أن ﯾﻐرس ﻓﯾﻪ ﻋددا ﻣن اﻟﺛﻣﺎر ﻣﻌﻠوﻣﺎ،
ﻓﺈذا اﺳﺗﺣق اﻟﺛﻣر ﻛﺎن ﻟﻠﻐﺎرس ﺟزء اﻷرض ﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ )اﺑن رﺷد ،ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻬد وﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗﺻد(.20/4 ،
وﺟﺎء ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﺑن ﻋرﻓﺔ :اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ :ﺟﻌل ٕواﺟﺎرة وذات ﺷرﻛﺔ ﻓﻲ اﻷﺻل.
وﻋﻠق اﻹﻣﺎم اﻟرﺻﺎع ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻓﻘﺎل" :ﻗﻠت اﻟﺷﯾﺦ -رﺣﻣﻪ اﷲ -ﻻ ﯾﺗوﻫم أﻧﻪ ذﻛر ذﻟك ﺣدا ﻟﻠﻣﻐﺎرﺳﺔ
ﻓﺈن ذﻟك ﻟﯾس ﺑﺣد ﻟﻬﺎ ٕواﻧﻣﺎ ﻫو ﺗﻘﺳﯾم ﻟﻬﺎ ﻓﯾﻘﺎل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑذﻟك ﻻ ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻣﻌرﻓﺗﻬﺎ وﺗﻣﯾﯾزﻫﺎ وﻏﺎﯾﺗﻪ أﻧﻪ
ﺑﯾن أﻧﻬﺎ ﺗﺎرة ﺗﻛون إﺟﺎرة وﺗﺎرة ﺗﻛون ﺟﻌﺎﻟﺔ وﺗﺎرة ﺗﻛون ﺷرﻛﺔ ﻓﻲ اﻷﺻول ﻓﺈن اﺷﺗرط ﻋﻠﻰ رﺟل أن ﯾﻐرس ﻟﻪ
ﻧﺧﻼ ﻓﻲ أرض وﻣﺎ ﺛﺑت ﻣﻧﻬﺎ أﺧذ ﻓﯾﻪ ﺟﻌﻼ ﻣﺳﻣﻰ ﻓﻬﻲ ﺟﻌﺎﻟﺔ وﻟﻪ اﻟﺗرك ٕوان اﺷﺗرط إﺟﺎرة ﻋﻠﻰ ﺟزء ﻣن أﺻل
ﺟﺎز ﻛﻣﺎ إذا ﻗﺎل اﻏرس ﻟﻲ أرﺿﻲ ﻧﺧﻼ ﺑطﺎﺋﻔﺔ ﻣن أرض أﺧرى ﻓﻬذﻩ إﺟﺎرة ٕواذا ﻗﺎل اﻏرﺳﻬﺎ ﻧﺧﻼ أو ﺷﺑﻬﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﻗدر ﻛذا واﻟﺷﺟر واﻷرض ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓذﻟك أﯾﺿﺎ ﻣﻐﺎرﺳﺔ وﻫذا ﺷﺎﻣل ﻟﻠﻔﺎﺳدة واﻟﺻﺣﯾﺣﺔ واﻟﻔﺎﺳدة ﻓﯾﻬﺎ ﻧزاع واﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ
ﻟﻬﺎ ﺣﻛم وﺳﻧﺔ ﺗﺧﺻﻬﺎ ﻓﻠﯾﺳت ﺑﻣﺣض إﺟﺎرة وﻻ ﺟﻌﺎﻟﺔ ﻓﺄﺷﺑﻬت اﻹﺟﺎرة ﻟﻠزوم ﻋﻘدﻫﺎ وﺗﺷﺑﻪ اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﻟوﻗوف
ﻋوﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺛﺑوت اﻟﻐرس )ﻓﺈن ﻗﻠت( ﻫﻼ ﻋرف اﻟﺷﯾﺦ -رﺣﻣﻪ اﷲ -اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﺑﻘوﻟﻪ ﻋﻘد ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻣﯾر أرض
ﺑﺷﺟر ﺑﻘدر ﻣﻌﻠوم ﻛﺎﻹﺟﺎرة أو ﻛﺎﻟﺟﻌﺎﻟﺔ أو ﺑﺟزء ﻣن أﺻل وذﻟك ﯾﺟﻣﻊ أﺻﻧﺎﻓﻬﺎ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ واﻟﻔﺎﺳدة وذﻟك ﻣﻌﻧﻰ
ﻣﺎ اﺳﺗﻠزﻣﻪ ﺣﻛﻣﻪ اﻟﻣذﻛور )ﻗﻠت( ﻟﻌﻠﻪ رآﻫﺎ ﻟﯾﺳت ﻋﻘدا وﻫذا ﺑﻌﯾد ﻷﻧﻪ ﺻرح ﻓﻲ آﺧرﻫﺎ ﺑﺄن اﻟﺧﻼف ﯾﺟري ﻓﯾﻬﺎ
ﻗﯾﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﻗﺎة ﻓﺗﻠزم أو ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﻓﻼ ﺗﻠزم وأﯾﺿﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﺻرح ﻓﻲ ﺣد اﻹﺟﺎرة ﺑﺄن اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟرﺳم
130
ﻣﻌﺎذ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ اﻟﻤﺆذن
وﺗﺧرج ﺑﻘوﻟﻪ ﺑﻌوض ﻧﺎﺷﺊ ﻋﻧﻬﺎ ﻓﯾﻘﺎل ﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓﻲ رﺳﻣﻬﺎ ﺑﯾﻊ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻋﺎﻗل ﻓﻲ ﻋﻣﺎرة أرض ﺑﺷﺟر ﺑﻘدر إﺟﺎرة أو
ﺟﻌﺎﻟﺔ أو ﺑﺟزء ﻣن أﺻل وﻣﺎ زﻟت أﺳﺗﺷﻛل ﻋدم رﺳﻣﻪ ﻟﻬﺎ وﻟم ﯾظﻬر ﻗوة ﺟواب واﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ أﻋﻠم ﺑﻘﺻدﻩ اﻟﺳﻧﻲ
وﻋﻣﻠﻪ اﻟﺳﻧﻲ ﻧﻔﻊ اﷲ ﺑﻪ ورﺣﻣﻪ ﺑﻣﻧﻪ" ).اﻟرﺻﺎع ،ﺷرح اﻟﺣدود ،ص (.391
•أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻘد ﻋرﻓﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 265ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻋﻘد ﯾﻌطﻲ ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﻣﺎﻟك أرﺿﻪ ﻵﺧر
ﻟﯾﻐرس ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺗﻪ ﺷﺟ ار ﻣﻘﺎﺑل ﺣﺻﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻣن اﻷرض واﻟﺷﺟر ﯾﺳﺗﺣﻘﻬﺎ اﻟﻐﺎرس ﻋﻧد ﺑﻠوغ اﻟﺷﺟر ﺣد
اﻹطﻌﺎم" .ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻣﺣل ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﺣﻘوﻗﺎ ﻣﺷﺎﻋﺔ.
وﯾﻼﺣظ أن ﺗﻌرﯾف اﻟﻣدوﻧﺔ ﯾﺗﻔق ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﺗﻌرﯾف اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟك وﻻ ﻓرق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ.
♦ وأﺣﺳن ﺗﻌرﯾف ﻋﻧد اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﻫو ﺗﻌرﯾف اﻹﻣﺎم ﻋﻠﯾش ﺣﯾث ﻗﺎل ﻓﻲ ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ" :اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﻏرس ﺷﺟر ﻓﻲ
ﺷرﻛﺔ").ﻣﺣﻣد ﻋﻠﯾش ،ﻣﻧﺢ اﻟﺟﻠﯾل ﺷرح ﻣﺧﺗﺻر أرض ﺑﻌوض ﻣﻌﻠوم ﻣن ﻏﯾرﻫﻣﺎ إﺟﺎرة أو ﺟﻌﺎﻟﺔ أو ﺑﺟزء ﺷﺎﺋﻊ ﻣﻧﻬﻣﺎ
ﺧﻠﯾل(417/7 ،
ﻓﺎﻟﻌﻘد ﺟﻧس ﺷﻣل اﻟﻣﻌرف وﺳﺎﺋر اﻟﻌﻘود ،وﻋﻠﻰ ﻏرس ﺷﺟر ﻓﺻل ﻣﺧرج اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻩ ،وﺑﻌوض ﻣﻌﻠوم
ﻓﺻل ﻣﺧرج اﻟﺗوﻛﯾل ﻋﻠﻰ ﻏرس ﺷﺟر ﺑﻼ ﻋوض وﻣن ﻏﯾرﻫﻣﺎ ،أي اﻷرض واﻟﺷﺟر ﻋﯾﻧﺎ ﻛﺎن أو ﻋرﺿﺎ أو
طﻌﺎﻣﺎ أو ﺣﯾواﻧﺎ إﺟﺎرة ،أي ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻹﺟﺎرة اﻟﻼزﻣﺔ ﺑﻌﻘدﻫﺎ اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﺳﺗﺣﻘﺎق ﻋوﺿﻬﺎ ﺗوﻗﻔﻪ ﻋﻠﻰ
اﻹﺗﻣﺎم أو ﺟﻌﺎﻟﺔ ،أي ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﻏﯾر اﻟﻼزﻣﺔ ﺑﻌﻘدﻫﺎ اﻟﻣﺗوﻗف اﺳﺗﺣﻘﺎق ﻋوﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺗﻣﺎم أو ﺑﺟزء
ﺷﺎﺋﻊ ﻋطف ﻋﻠﻰ ﺑﻌوض ﻣﻌﻠوم ﻣﻧﻬﻣﺎ ،أي اﻷرض واﻟﺷﺟر ﺷرﻛﺔ ،أي ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻷرض
واﻟﺷﺟر)ﻣﺣﻣد ﻋﻠﯾش ،ﻣﻧﺢ اﻟﺟﻠﯾل ﺷرح ﻣﺧﺗﺻر ﺧﻠﯾل ،(417/7 ،ﻓﻬو ﺟﺎﻣﻊ ﻣﺎﻧﻊ واﺿﺢ وﺳﻠﯾم ﻣن اﻟﺛﻐرات .
وﻋرﻓﻬﺎ اﻟﻐرﯾﺎﻧﻲ ﺑﻘوﻟﻪ" :اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻋﻘد ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻣﯾر أرض ﺑﺷﺟر ،ﺑﻘدر ﻣﻌﻠوم ﻛﺎﻹﺟﺎرة ،أو ﻋﻠﻰ ﺟﻌل ،أو ﺑﺟزء
)ﻣدوﻧﺔ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ وادﻟﺗﻪ ،م.س(597/3 . ﻣن اﻷﺻل".
"أن ﯾدﻓﻊ ﺻﺎﺣب اﻷرض أرﺿﺎ ﺑﯾﺿﺎء ﺳﻧﯾن ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﯾﻐرس ﻓﯾﻬﺎ ﺷﺟ ار ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون اﻷرض واﻟﺷﺟر ﺑﯾن رب
اﻷرض واﻟﻐﺎرس" ).اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن ،رد اﻟﻣﺣﺗﺎر ﻋﻠﻰ اﻟدر اﻟﻣﺧﺗﺎر(203/5،
وﯾﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ اﺗﻔﺎﻗﻬم ﻣﻊ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﺣد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم ﻛﻣﺎ ﺳﯾﺄﺗﻲ.
131
اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ دﻻﻻﺗﻬﺎ وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ
"أن ﯾﺳﻠم ﺻﺎﺣب اﻷرض أرﺿﻪ ﻵﺧر ﻟﯾﻐرﺳﻬﺎ ﻣن ﻋﻧدﻩ واﻟﺷﺟر ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ" )ﻣﻐﻧﻲ اﻟﻣﺣﺗﺎج(324/2
،(532./3وﺑذﻟك اﻟﺑﻬوﺗﻲ ،ﻛﺷﺎف اﻟﻘﻧﺎع ﻋن ﻣﺗن اﻹﻗﻧﺎع، "دﻓﻊ أرض وﺷﺟر ﻟﻪ ﺛﻣر ﻣﺄﻛول ﻟﻣن ﯾﻐرﺳﻪ وﻫﻲ اﻟﻣﻧﺎﺻﺑﺔ")
ﻓﻬﻲ ﻗﺳم ﻣن أﻗﺳﺎم اﻟﻣﺳﺎﻗﺎة ﻋﻧدﻫم.
وﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﺷﺑﯾﻪ ﺑﻌﻘد اﻹﺟﺎرة ﻟﻛوﻧﻪ ﻻزﻣﺎ ﻟﻣﺎﻟك اﻷرض ﺑﻣﺟرد اﻟﻌﻘد وﺗﺣدﯾد اﻷﺟل وﺷﺑﯾﻪ ﺑﻌﻘد اﻟﺟﻌل
اﻟذي ﻫو ﻓﻲ اﻻﺻطﻼح اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺣدﯾث ﻋﻘد اﺟﺎرة اﻟﺻﻧﻊ ﻟﻛون اﻟﻐﺎرس ﻻ ﯾﺳﺗﺣق ﺷﯾﺋﺎ إﻻ ﺑﻌد اﺗﻣﺎﻣﻪ اﻟﻌﻣل،
وﻟﻛن ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﯾﺗﻣﯾز ﻋن اﻟﻌﻘدﯾن اﻟﻣذﻛورﯾن ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣل ﻫﻲ ﺟزء ﻣن اﻟﺷﺟر واﻷرض وﺻﯾرورة اﻟﻐرس ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻓﻲ اﻷرض اﻟﺗﻲ ﻏرﺳﻬﺎ ﻓﯾﻧﺗﻘل ﻣن ﻋﺎﻣل إﻟﻰ
ﻣﺎﻟك ﺷرﯾك ﻟرب اﻷرض وﻟذﻟك اﻋﺗﺑرﻩ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻘد ﺷرﻛﻪ ،وﻟﻌﻠﻬم اﻋﺗﺑروﻩ ﻛذﻟك ﺑﺣﺳن اﻟﻣﺂل أو ﺑﺗﻌﺑﯾرﻫم
اﻟﻣﺷﻬور ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻣﺎ ﺳﯾﻛون ).اﺣﻣد ﺟدوي ،اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻛﺳﺑب ﻣن اﺳﺑﺎب اﻟﺗﻣﻠك(،
أﺛﺑت اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﺑﺂﯾﺎت ﻣن اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ،وأﺣﺎدﯾث ﻣن اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻧﺑوﯾﺔ ،واﻟﻘﯾﺎس ،وﻋﻣل
اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ ،واﻟﻌرف.
ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ " :أﻓرأﯾﺗم ﻣﺎ ﺗﺣرﺛون أأﻧﺗم ﺗزرﻋوﻧﻪ أم ﻧﺣن اﻟزارﻋون ).ﺳورة اﻟواﻗﻌﺔ ،اﻵﯾﺔ (62.
ﺛﺎﻧﯾﺎ ﻣن اﻟﺣدﯾث:
:ﻗوﻟﻪ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم » -ﻣﺎ ﻣن ﻣﺳﻠم ﯾﻐرس ﻏرﺳﺎ إﻻ ﻛﺎن ﻣﺎ أﻛل ﻣﻧﻪ ﺻدﻗﺔ وﻣﺎ ﺳرق ﻣﻧﻪ
ﺻﺣﯾﺢ ﻣﺳﻠم اﻟﻣﺳﺎﻗﺎة ﺑﺎب ﻓﺿل اﻟﻐرس واﻟزرع ﺻدﻗﺔ ،وﻣﺎ أﻛل ﻣﻧﻪ اﻟﺳﺑﻊ ﻓﻬو ﻟﻪ ﺻدﻗﺔ ،وﻣﺎ أﻛﻠت اﻟطﯾر ﻓﻬو ﻟﻪ ﺻدﻗﺔ«)
رﻗم ، (1553رواﻩ ﻣﺳﻠم ﻋن ﺟﺎﺑر -رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻬﻣﺎ
ب :ﻗوﻟﻪ -ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم » -ﻻ ﯾﻐرس ﻣﺳﻠم ﻏرﺳﺎ وﻻ ﯾزرع زرﻋﺎ ﻓﯾﺄﻛل ﻣﻧﻪ إﻧﺳﺎن وﻻ داﺑﺔ وﻻ
ﺷﻲء إﻻ ﻛﺎﻧت ﻟﻪ ﺻدﻗﺔ إﻟﻰ ﯾوم اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ« ).ﻣﺳﻧد اﺣﻣد (503/38
132
ﻣﻌﺎذ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ اﻟﻤﺆذن
وﻗوﻟﻪ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم » -ﻣﺎ ﻣن رﺟل ﯾﻐرس ﻏرﺳﺎ إﻻ ﻛﺗب اﷲ ﻟﻪ ﻣن اﻷﺟر ﻗدر ﻣﺎ ﯾﺧرج ﻣن ذﻟك
اﻟﻐرس« ).ﻣﺳﻧد اﺣﻣد (503/38
ﻗﺎل اﺑن رﺷد" :إن ﻣﻐﺎرﺳﺔ اﻟرﺟل ﻟﻠرﺟل أرﺿﻪ اﻟﺑﯾﺿﺎء ﻋﻠﻰ أن ﯾﻐرﺳﻬﺎ أﺻوﻻ ﺑﺟزء ﻣﻧﻬﺎ ﺟﺎﺋزة ﺟوزﻫﺎ
أﻫل اﻟﻌﻠم ﻗﯾﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟوزﺗﻪ اﻟﺳﻧﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﺎﻗﺎة ،ﻛﻣﺎ ﺟوزوا ﻗﯾﺎﺳﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻧﺎء اﻟرﺣﻰ اﻟﺧرﺑﺔ ﺑﺟزء ﻣﻧﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ
ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎﻟﻬﺎ ﻟﯾﺳت ﺑﺈﺟﺎرة ﻣﺣﺿﺔ وﻻ ﺟﻌل ﻣﺣض؛ ﻷﻧﻬﺎ أﺧذت ﺑﺷﺑﻪ ﻣﻧﻬﻣﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ ،أﺧذت ﺑﺷﺑﻪ ﻣن اﻹﺟﺎرة
ﻓﻲ ﻟزوﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘد ،وﺷﺑﻪ ﻣن اﻟﺟﻌل ﻓﻲ أن اﻟﻐﺎرس ﻻ ﯾﺟب ﻟﻪ ﺷﻲء إﻻ ﺑﺛﺑوت اﻟﻐرس وﺑﻠوﻏﻪ اﻟﺣد ﻟﻣﺷﺗرط ،ﻓﺈن
ﺑطل ﻗﺑل ذﻟك ﻟم ﯾﻛن ﻟﻪ ﺷﻲء وﻻ ﻛﺎن ﻣن ﺣﻘﻪ أن ﯾﻌﯾدﻩ ﻣرة أﺧرى" ).اﺑن رﺷد ،اﻟﺑﯾﺎن واﻟﺗﺣﺻﯾل(.404/15 ،
ﻋن أﺑﻲ ﻫرﯾرة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻪ ،ﻗﺎل :ﯾﻘوﻟون إن أﺑﺎ ﻫرﯾرة ﯾﻛﺛر اﻟﺣدﯾث ،واﷲ اﻟﻣوﻋد ،وﯾﻘوﻟون :ﻣﺎ ﻟﻠﻣﻬﺎﺟرﯾن
واﻷﻧﺻﺎر ﻻ ﯾﺣدﺛون ﻣﺛل أﺣﺎدﯾﺛﻪ؟ ٕوان إﺧوﺗﻲ ﻣن اﻟﻣﻬﺎﺟرﯾن ﻛﺎن ﯾﺷﻐﻠﻬم اﻟﺻﻔق ﺑﺎﻷﺳواق ٕ ،وان إﺧوﺗﻲ ﻣن
اﻷﻧﺻﺎر ﻛﺎن ﯾﺷﻐﻠﻬم ﻋﻣل أﻣواﻟﻬم ).ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎري ،ﺑﺎب ﻣﺎﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻐرس (109/3
اﺑن ﺣﺟر ،ﻓﺗﺢ اﻟﺑﺎري ﯾﻘول اﺑن ﺣﺟر ﻣﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣدﯾث" :ﻓﺈن اﻟﻣراد ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟﺷﻐل ﻓﻲ اﻷراﺿﻲ ﺑﺎﻟﻐرس واﻟزرع").
(.28/5 ﺷرح ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎري،
واﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻗد ﻧظم أﺣﻛﺎم ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ،وﺧﺻص ﻟﻪ اﻟﻣواد ﻣن 265إﻟﻰ 272
ﻣﻌﺗﻣدا ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘﻪ اﻻﺳﻼﻣﻲ واﻟﻣذﻫب اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص ،وﺳﺗﺄﺗﻲ ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث
اﻟﺛﺎﻧﻲ.
ﯾﻣﻛن إﺛﺑﺎت ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﺑدﻟﯾل اﻟﻌرف ﺣﯾث إن ﻋﺎدة اﻟﺑﻼد اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺟرت ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﻬﺎ ،وﻟﯾس ﻓﯾﻬﺎ
ﻣﺎ ﯾﺧﺎﻟف أﺻول اﻟﺷرﯾﻌﺔ وﻣﻘﺎﺻدﻫﺎ اﻟﺷرﯾﻔﺔ ،وﻣﻌﻠوم أن اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻹﺑﺎﺣﺔ.
اطﻠﻌت ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ،واﻛﺗﻔﯾت ﺑﻣرﺟﻊ واﺣد ﻟﺳﻬوﻟﺔ ﻋﺑﺎرﺗﻪ وﺷﻣوﻟﯾﺗﻬﺎ
وﻫو ﻛﺗﺎب اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ وأدﻟﺗﻪ ،وﺟﺎء ﻓﯾﻪ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
133
اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ دﻻﻻﺗﻬﺎ وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ
اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠف ﻓﯾﻬﺎ ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻬﺎء ،ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺳم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺷﺟر واﻷرض ﻧﺻﻔﯾن ﺑﯾن اﻟﻣﺎﻟك واﻟﻌﺎﻣل ،
ﻓﻣﻧﻌﻬﺎ اﻟﺟﻣﻬور وأﺟﺎزﻫﺎ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﺑﺷروط .ﻓﺈن ﻛﺎن اﻻﺷﺗراك ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺷﺟر ﻓﻘط ،ﻓﻬﻲ ﺟﺎﺋزة ﻋﻧد اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ
واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ،وﻻ ﺗﺟوز ﻋﻧد اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ،وﻣﻣﻧوﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﻋﻧد اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ،ﻟﻌدم اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﻬﺎ.
واﻟﺧﻼﺻﺔ :أن اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﺗﺻﺢ إذا ﻛﺎن ﻟﻠﻌﺎﻣل ﺟزء ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﺛﻣرة ﻓﻘط ،ﻛﺎﻟﻣﺳﺎﻗﺎة ،ﻛﻣﺎ ذﻛر اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ،وﺗﺻﺢ
اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ أﯾﺿﺎً إذا ﻏرس اﻟﻌﺎﻣل ﻏرﺳﺎً ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون اﻷﻏراس واﻟﺛﻣﺎر ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻛﻣﺎ أﺑﺎن اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ،وﯾﻣﻛن ﺗﺻﺣﯾﺢ
اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺷﺗراك ﻓﻲ اﻷرض واﻟﺷﺟر ﻣﻌﺎً ،ﺑواﺳطﺔ ﻋﻘدي اﻟﺑﯾﻊ واﻹﺟﺎرة ،ﻛﺄن ﯾﺑﯾﻊ اﻟﻣﺎﻟك ﻧﺻف اﻷرض
ﺑﻧﺻف اﻟﻐراس ،وﯾﺳﺗﺄﺟر اﻟﻣﺎﻟك اﻟﻌﺎﻣل ﻣدة ﻛﺛﻼث ﺳﻧﯾن ﻣﺛﻼً ،ﺑﺷﻲء ﯾﺳﯾر ﻟﯾﻌﻣل ﻓﻲ ﻧﺻﯾﺑﻪ ،ﻛﻣﺎ ذﻛر
اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ.
وﺻﺣﺢ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﺑﺷروط ،وأﺑطﻠﻬﺎ اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ﻟﻌدم اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﻬﺎ ).اﻟﻔﻘﻪ اﻻﺳﻼﻣﻲ وأدﻟﺗﻪ ،م.س ،ج( .4728/6
ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟﺗﻬﺎ ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾم ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن 265إﻟﻰ ،272
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﻣدوﻧﺔ اﻋﺗﺑرت اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﺳﺑﺑﺎ ﻣن أﺳﺑﺎب ﻛﺳب اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،إﻻ أن ذﻟك ﻻ ﯾﻧﻔﻲ ﺧﺿوع ﻫذا اﻟﻌﻘد
ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣؤطرة ﻟﻠﻌﻘود ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود .وﺑﻬذا ﻓﺈن ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﯾﺧﺿﻊ ﻣن ﺣﯾث اﻷرﻛﺎن
اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻘﯾﺎﻣﻪ ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت(
أ -اﻟﺻﯾﻐﺔ :وﺗﻛون ﺑﻠﻔظ اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ أو ﺑﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋرﻓﺎ ).اﻟﻐرﯾﺎﻧﻲ ،ﻣدوﻧﺔ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ وأدﻟﺗﻪ ،م.س ،ج(.573/3
ب -اﻟﻌﺎﻗدان :وﻫﻣﺎ ﺻﺎﺣب اﻷرض واﻟﻣﻐﺎرس)اﻟﻌﺎﻣل( ،وﺷرطﻬﻣﺎ اﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﺿﺎ ،اﻟذي ﯾﺟب ﺗوﻓرﻩ
ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻌﺎوﺿﺎت ﺑﺄن ﯾﻛون ﻛل ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﺑﺎﻟﻐﺎ ﻋﺎﻗﻼ ﻏﯾر ﻣﺣﺟور ﻋﻠﯾﻪ ،وﻋﻘد اﻟﺳﻔﯾﻪ
واﻟﺻﻐﯾر اﻟﻣﻣﯾز واﻟﻣﺣﺟور ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺗوﻗف ﻋﻠﻰ وﻟﯾﻪ ) .اﻟﻐرﯾﺎﻧﻲ ،ﻣدوﻧﺔ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ وأدﻟﺗﻪ ،م.س ،ج(.575/3
اﻟﺣﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ :اﻟﺣﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺄﺧذﻫﺎ اﻟﻐﺎرس ﻣن اﻟﺷﺟر واﻷرض ﺑﻌد اﻟﻘﺳﻣﺔ ﻻﺑد أن
ﺗﻛون ﻣﻌﻠوﻣﺔ اﻟﻘدر ،ﻛﻧﺻف أو ﺛﻠث أو رﺑﻊ ﺷﺎﺋﻊ ﻓﻲ اﻷرض ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺷﺟر ،أو ﻓﻲ اﻟﺷﺟر وﻣواﺿﻌﻪ أﺻوﻟﻬﺎ
134
ﻣﻌﺎذ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ اﻟﻤﺆذن
اﻟﻐرﯾﺎﻧﻲ ،ﻣدوﻧﺔ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ ﻣن اﻷرض دون ﺑﻘﯾﺔ اﻷرض ،وﯾﺣﻣل اﻟﻌﻘد ﻋﻧد ﻋدم اﻟﺑﯾﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺟر ﻣﻊ اﻷرض) .
وأدﻟﺗﻪ ،م.س ،ج(.596/3
وﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ،ﻧﺟدﻩ ﻗد ﺣدد ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﻧﻪ أرﻛﺎن ﻗﯾﺎم اﻟﻌﻘد ﻓﻲ أرﺑﻌﺔ أرﻛﺎن،
ﻫﻲ اﻟرﺿﺎ واﻷﻫﻠﯾﺔ ﺛم اﻟﻣﺣل واﻟﺳﺑب ،ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﯾﻪ ﺑـﺄن" :اﻷرﻛﺎن اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺻﺣﺔ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟﺗﻌﺑﯾر
ﻋن اﻹرادة ﻫﻲ:
-اﻷﻫﻠﯾﺔ ﻟﻼﻟﺗزام.
وﻻ ﻓرق ﺑﯾن اﻷرﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻻﺳﻼﻣﻲ وﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ،ﻷن اﻟﻌﺎﻗدان أدﺧﻠﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻫﻠﯾﺔ ،واﻟرﺿﻰ
ﻫو رﻛن اﻟﺻﯾﻐﺔ ﻋﻧد اﻟﻔﻘﻬﺎء ،وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﺷرح أرﻛﺎن اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون:
أوﻻ :اﻟرﺿﻰ.
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗراﺿﻲ اﻟرﻛن اﻷﺳﺎس ﻟﻠﻌﻘد ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،وﻟﻌﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،إذ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺻور ﻗﯾﺎم ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ
ﺳوى إذا ﻛﺎن ﻧﺗﺎﺟﺎ ﻟﻠﺗراﺿﻲ اﻟﺻﺎدر ﺑﯾن أطراف ﻫذا اﻟﻌﻘد ) اﻟﻐﺎرس وﻣﺎﻟك اﻷرض(.
وأﻣﺎم ﻋدم وﺟود ﺗﻌرﯾف ﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻬذا اﻟرﻛن ،ﻓﻘد ﺗﻌددت اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻋطﯾت ﻟﻠرﺿﻰ ،ﻓﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﺗﺟﺎﻩ
(186أو ادرﯾس اﻟﻌﻠوي اﻟﻌﺑدﻻوي ،ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﺗزام ،ص اﻹرادة اﻟﻰ أﺣداث اﻷﺛر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣطﻠوب)،
(63أو ﻫو ﺗطﺎﺑق ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻌرﻋﺎري ،ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزاﻣﺎت –ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد ،ص ﻫو اﻧﺻراف اﻹرادة ﻧﺣو أﻣر ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﻌﯾن)،
ﻋﺑد اﻟرزاق اﻟﺳﻧﻬوري، إرادﺗﯾن ،واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻹرادة ﻫﻧﺎ اﻹرادة اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﻪ ﻹﺣداث أﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﻌﯾن ﻫو اﻧﺷﺎء اﻻﻟﺗزام).
اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ج(.171/1
• وﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺗﻲ أﻋطﯾت ﻟﻠرﺿﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﺗﻘﺎرﺑﺔ ﻓﻲ ﺑﻧﺎﺋﻬﺎ إﻟﻰ ﺣد ﻻ ﺗﻌدوا أن ﺗﻛون ﺳوى ﺗﻛ ار ار
ﻟﻠﺑﻌض اﻵﺧر.
واﻟﺗراﺿﻲ اﻟﻣطﻠوب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﯾﺗﺣدد ﻓﻲ اﻧﺻراف إرادة أطراف اﻟﻌﻘد )ﻣﺎﻟك اﻷرض واﻟﻐﺎرس( إﻟﻰ
أﺣداث اﻷﺛر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﻐﺎرس ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺟزء ﻣﺣدد ﻣن اﻷرض واﻟﺷﺟر ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ،وذﻟك ﺑﻌد
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻐرس.
135
اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ دﻻﻻﺗﻬﺎ وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ
وﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن اﻟﻌﻘد ﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﻪ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ إﻻ إذا ﺗم اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻪ ﺑﺷﻛل ﻻ ﯾدﻋو إﻟﻰ اﻟﺷك ﻓﻲ اﻧﺻراف إرادة
أطراﻓﻪ إﻟﻰ اﻟﻐرض اﻟﻣﻘﺻود ﻣﻧﻪ ،وﯾﺗم اﺳﺗﺧﻼص اﻟﻘﺻد ﻣن ﺧﻼل اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻛﺄداة ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد واﻟﺗﻌﺑﯾر
اﻟﻌرﻋﺎري ،ﻣﺻﺎدر ﻋن اﻻرادة ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺣﻘق رﻛن اﻟﺗراﺿﻲ ،وﯾﺳﺗوي أن ﯾﻛون اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﺻرﯾﺢ أو ﺿﻣﻧﻲ).
اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،ص(.63
وﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ،وﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾرﺗﺑﻪ ﻣن آﺛﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻬﻣﺔ ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧرى أﻧﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة ﻓﯾﻪ ﺑﺷﻛل
ﺻرﯾﺢ ﻻ ﺿﻣﻧﻲ ،وﻗد ﯾﻛون اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﺻرﯾﺢ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻛﺗﺎﺑﻲ ،وﻫذا اﻟﺷﻛل ﯾﻛون ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﻟﺗﻌﺎﻗد
ﺑﯾن ﻏﺎﺋﺑﯾن ،أو ﺑﺷﻛل ﺷﻔوي )اﻟﻠﻔظ( وذﻟك ﻋن طرﯾق اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺻﯾﻐﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﻔﯾد اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﺑرام ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ،أو
ﻋﻠﻰ ﺷﻛل اﺷﺎرات واﯾﻣﺎءات ﻣﻔﻬﻣﺔ ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻠﺑس ﺗدل ﻋﻠﻰ اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد ،وﯾﻛون ﻫذا اﻟﺷﻛل اﻻﺧﯾر ﻓﻲ
ﻏﺎﻟب اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻛون أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن أﺧرﺳﺎ ).اﻟﻌﺑدﻻوي ،ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ص(.196
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻷﻫﻠﯾﺔ.
اﻋﺗﺑر اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻷﻫﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود اﻟرﻛن اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻣﺗطﻠب ﻻﻧﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘود ،وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ
ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺷﺧص ﻻﻛﺗﺳﺎب اﻟﺣﻘوق وﺗﺣﻣل اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،وﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻛﺳﺑﻪ
ﺣﻘﺎ أو ﺗﺣﻣﻠﻪ اﻟﺗزاﻣﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ ﯾﻌﻘد ﺑﻪ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،واﻷﻫﻠﯾﺔ ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ أﻫﻠﯾﺔ وﺟوب وأﻫﻠﯾﺔ أداء ،وﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻫﻲ
اﻟﻣﻌﺗﺑرة ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻻﻋﺗداد ﺑﺻﺣﺗﻪ ،ﻓﺗﻣﺎم اﻟﻌﻘد ﺻﺣﯾﺣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺗم ﻣن اﺷﺧﺎص ذي اﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻرف.
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﯾﺷﺗرط ﻓﻲ أطراف اﻟﻌﻘد ﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻣﺎﻟك اﻷرض أو ﺑﺎﻟﻐﺎرس ﺗﻣﺎم اﻷﻫﻠﯾﺔ ،واﻧﻌدام اﻻﻫﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻧب
أﺣد اﻟطرﻓﯾن ﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﺑﺎطﻼ طﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﻣﺣل.
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣﺣل ذﻟك اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﻠﺗزم اﻟﻣدﯾن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ ،إﻣﺎ ﺑﻧﻘل ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ،أو ﻋﻣل أو ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﻋﻣل).
اﻟﺳﻧﻬوري ،اﻟوﺳﯾط ،ص(.375
اﻷول :ﻣﺣل اﻟﺗزام ﻣﺎﻟك اﻷرض ،وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﻣﻠﯾك ﺟزء ﻣن اﻷرض واﻟﺷﺟر ﻟﻠﻐﺎرس.
اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﺣل اﻟﺗزام اﻟﻐﺎرس ،وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻏرس اﻷﺷﺟﺎر اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﺷروط اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻧد إﺑرام ﻫذا
اﻟﻌﻘد ،وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺣل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط:
أن ﯾﻛون اﻟﻣﺣل ﻣوﺟودا أو ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠوﺟود :ﯾﻌﺗﺑر ﺷرط اﻟوﺟود ﻓﻲ ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﻣن أﻫم اﻟﺷروط اﻟواﺟب -
ﺗواﻓرﻫﺎ ﻓﯾﻪ ،ﻏﯾر أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ أﺟﺎز اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻻﺷﯾﺎء اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻛﺄﺻل ﻋﺎم ،وﻫو ﻣﺎ أﻛدﻩ اﻟﻔﺻل 61
136
ﻣﻌﺎذ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ اﻟﻤﺆذن
ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﻪ ﺑﺄﻧﻪ" :ﯾﺟوز أن ﯾﻛون ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام ﺷﯾﺋﺎ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ أو ﻏﯾر ﻣﺣﻘق ﻓﯾﻣﺎ ﻋدا
اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات اﻟﻣﻘررة ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘﺎﻧون" وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ أﺟﺎز ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣﺎﻻت
اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﻰ ﻣﺣل ﻏﯾر ﻣوﺟود ﻓﻲ اﻟﺣﺎل وﻟﻛﻧﻪ ﻣﻧﺗظر اﻟوﺟود ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،وﻫو ﻣﺎ ﻧراﻩ ﯾﺑرز ﺑﺟﻼء ﻓﻲ ﻋﻘد
اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ،ﺣﯾث أن ﻣﺣل اﻟﻌﻘد واﻟذي ﻧﻌﺗﺑرﻩ ﻣزدوﺟﺎ ﺑﯾن ﻏرس اﻟﺷﺟر ﻣن ﻗﺑل اﻟﻐﺎرس وﺑﯾن ﺗﻣﻠﯾﻛﻪ ﻟﻠﺟزء اﻟﻣﺗﻔق
ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻷرض واﻟﺷﺟر ﻣن ﻗﺑل ﻣﺎﻟك اﻷرض ﻫو ﻣﺣل ﻗﺎﺑل ﻟﻠوﺟود ،ذﻟك أن اﻟﻣﺷرع اﺷﺗرط ﻟﺗرﺗﯾب آﺛﺎر ﻫذا
اﻟﻌﻘد أن ﯾﺻل اﻟﺷﺟر ﺣد اﻻطﻌﺎم ).اﻟﻔﺻﺎﯾﻠﻲ اﻟطﯾب ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزام ،ج(.108/1
أن ﯾﻛون اﻟﻣﺣل ﻣﻣﻛﻧﺎ ﻏﯾر ﻣﺳﺗﺣﯾل :ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 59ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ﻋﻠﻰ اﻧﻪ "ﯾﺑطل -
اﻻﻟﺗزام اﻟذي ﯾﻛون ﻣﺣﻠﻪ ﺷﯾﺋﺎ أو ﻋﻣﻼ ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ إﻣﺎ ﺑﺣﺳب طﺑﯾﻌﺗﻪ أو ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون" .وﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣن ﻧص اﻟﻔﺻل
ﺑﺄن ﺻﺣﺔ اﻟﻣﺣل ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،وﻣﺣل ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﺑﺧﺎﺻﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻛون ﻣﻣﻛﻧﺎ ﻻ ﻣﺳﺗﺣﯾﻼن واﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﺣﺳب
اﻟﻔﺻل اﻟﻣذﻛور ﯾﺳﺗوي ان ﺗﻛون طﺑﯾﻌﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗرﺟﻊ ﻟﻣﺣل اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﺑذاﺗﻪ ،وﯾﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ
ﺗﻌﺎﻗد اﻻطراف ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄﻋﻣﺎل ﻣﺳﺗﺣﯾﻠﺔ ﻣﺎدﯾﺎ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗوي أن ﺗﻛون اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻋﻧد وﺟود
ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺣول دون اﺑرام اﻟﻌﻘد ،ﻛﺄن ﺗﻛون اﻻرض ﻣﺣل اﻟﻣراد ﻏرﺳﻬﺎ ﺗﻧدرج ﺿﻣن اﻟﻣﻠك اﻟﻌﺎم ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ
ﯾﺟوز اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ وﻻ ﯾﺻﺢ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ﺑﺎﻟﺣﯾﺎزة ،او ﻛﺄن ﺗﻛون اﻟﻐراس ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﻣﺣظورة اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﻣﻘﺗﺿﻲ ﻧص
اﻟﻘﺎﻧون.
أن ﯾﻛون اﻟﻣﺣل ﻣﺷروﻋﺎ :ﯾﻘﺿﻲ اﻟﻔﺻل 57ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ﺑﺄن " اﻷﺷﯾﺎء واﻷﻓﻌﺎل واﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ
اﻟداﺧﻠﺔ ﻓﻲ داﺋرة اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺗﺻﻠﺢ ﻷن ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﻼﻟﺗزام .وﯾدﺧل ﻓﻲ داﺋرة اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺣرم
اﻟﻘﺎﻧون ﺻراﺣﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ".وﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻔﺻل ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻣﺣل اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻷﺻل ﻓﻲ
اﻷﺷﯾﺎء اﻻﺑﺎﺣﺔ وﻻ ﯾﺗﻘرر ﺑطﻼن اﻟﻌﻘد ﻟﻌدم ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻣﺣﻠﻪ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎﻟك ﻧص ﺧﺎص ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺎﻟﻣﻧﻊ واﻟﺗﺣرﯾم.
)اﻟﻌرﻋﺎري ،ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،ص(.229
-أن ﯾﻛون اﻟﻣﺣل ﻣﻌﯾﻧﺎ أو ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﻌﯾﯾن :وﻗد ﺑﯾن اﻟﻔﺻل 58ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود أن" اﻟﺷﻲء اﻟذﯾﻬو
ﻟﻼﻟﺗزام ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﻧوﻋﻪ ،وﯾﺳوغ أن ﯾﻛون ﻣﻘدار اﻟﺷﻲء ﻏﯾر ﻣﺣددا إذا ﻛﺎن ﻗﺎﺑﻼ
ﻟﻠﺗﺣدﯾد ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد" .وﺑﻬذا ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻛون ﻣﺣل ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﺑﺷﻛل ﻧﺎف ﻟﻠﺟﻬﺎﻟﺔ ،أي أن ﯾﻛون ﻣﺣددا.
راﺑﻌﺎ اﻟﺳﺑب:
ﻧظم اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ﻓﻲ اﻟﻔﺻول :ﻣن 62اﻟﻰ ،65وﯾﻘﺻد ﺑﻪ:
"اﻟﻐرض اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟذي ﯾﻘﺻد اﻟﻣﻠﺗزم اﻟوﺻول إﻟﯾﻪ ﻣن وراء اﻟﺗزاﻣﻪ") اﻟﺳﻧﻬوري ،اﻟوﺳﯾط ،ج ،(313/1وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺳﺑب
اﻟوﺟود وذﻟك ﯾظﻬر ﻣن ﺧﻼل ﻗراءة اﻟﻔﺻﻠﯾن 62و ، 63ﺣﯾث ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﻛون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺟود اﻟﺳﺑب،
137
اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ دﻻﻻﺗﻬﺎ وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ
وأن ﯾﻛون ﺳﺑﺑﺎ ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ وﻣﺷروﻋﺎ ،واﻟﺳﺑب اﻟﻐﯾر اﻟﻣﺷروع ﻫو اﻟذي ﻛﺎن ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻸﺧﻼق اﻟﺣﻣﯾدة أو اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أو
اﻟﻘﺎﻧون.
اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ ﺗﻧظﯾﻣﻪ ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ أرﺳﻰ ﺷروطﺎ ﻟﻬذا اﻟﻌﻘد ،وﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻌودة
إﻟﻰ ﻛﺗب اﻟﻔﻘﻪ ﻧﺟدﻫﺎ وﺿﻌت ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺣددات ﻟﻬذا اﻟﻌﻘد ،وﻷن ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ ،واﻟﻣﺷرع ﻣن
اﻟﺷروط ﻻ ﯾوﺟد ﻓرق ﻛﺑﯾر ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﻓﺈﻧﻧﻲ ﺳﺄﻋﻣل ﻋﻠﻰ ﺟردﻫﺎ ﺑﻧوع ﻣن اﻹﯾﺿﺎح اﻟﻣوﺟز.
أن ﯾﻐرس ﻓﯾﻬﺎ أﺷﺟﺎ ار ﺛﺎﺑﺗﺔ اﻷﺻول دون اﻟزرع واﻟﺑﻘول ).اﺑن ﺟزي ،اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ،ص (186 -1
أن ﯾﻛون اﻟﺷﺟر ﻣﺣل اﻟﻐرس ﻓﻲ ﺗﻠك اﻷرض ﻣﻌﯾﻧﺎ ،ﻛﺄن ﯾﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺷﺟر اﻟزﯾﺗون أو اﻟﺗﻔﺎح... -2
وﻓﺿﻼ ﻋن اﺷﺗراط ﺗﻌﯾﯾن ﻧوع اﻟﺷﺟر ،ﻓﺎﻧﻪ ﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون اﻟﺟزء اﻟذي ﺳﯾﻣﻠﻛﻪ اﻟﻣﻐﺎرس ﻣﻌﻠوﻣﺎ ،ﻛﺄن ﯾﺗﻔق ﻋﻠﻰ
اﻟرﺑﻊ أو اﻟﻧﺻف أو اﻟﺧﻣس ...أو ﻏﯾر ذﻟك ).ﻣﺣﻣد اﺑن ﻣﻌﺟوز ،اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ و اﻟﺗﻘﻧﯾن اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ص (332
وﺑﺎﺳﺗﻘراء اﻟﻣﺎدة 268ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،ﻧﺟد أﻧﻬﺎ ﻧﺻت ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﺷﺗراط ﻧوع اﻟﺷﺟر اﻟذي
ﺳﯾﻐرس ،ﻣﻊ ﺑﯾﺎن ﺣﺻﺔ اﻟﻐﺎرس ﻓﻲ اﻷرض واﻟﺷﺟر.
أن ﺗﺣدد اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺟز ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻐﺎرس ﻋﻣﻠﻪٕ ،واذا ﻟم ﯾﺗم ﺗﻌﯾﯾن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺷروع ﻓﻲ اﻟﻐرس ﻓﺈﻧﻪ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -3
269ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎرس أن ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑذﻟك ﻗﺑل اﻧﺻرام ﺳﻧﺔ ﺗﺎرﯾﺦ إﺑرام
اﻟﻌﻘد ،وﯾﺗرﺗب ﻋن ﻋدم ﺷروﻋﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻷﺟل ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون.
أن ﻻ ﯾﺿرب ﻟﻬﺎ أﺟل إﻟﻰ ﺳﻧﯾن ﻛﺛﯾرة ،ﻓﺈن ﺿرب ﻟﻬﺎ أﺟل إﻟﻰ ﻣﺎ ﻓوق اﻹطﻌﺎم ﻟم ﯾﺟزٕ ،وان ﻛﺎن دون -4
(.186وﻫو ﻣﺎ أﻛدﻩ اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 266ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ، اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ،ص اﻹطﻌﺎم ﺟﺎز).
ﺣﯾث ﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز اﺷﺗراط أﺟل ﯾﺗﺟﺎوز ﺗﻣﺎم اﻹطﻌﺎم ﺗﺣت ﺑطﻼن ﻛل ﺷرط ﻣﺧﺎﻟف ﻟذﻟك.
أن ﯾﻛون ﻟﻠﻌﺎﻣل ﺣظﻪ ﻣن اﻷرض واﻟﺷﺟر ،ﻓﺈن ﻛﺎن ﻟﻪ ﺣظﻪ ﻣن أﺣدﻫﻣﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻟم ﯾﺟز إﻻ إن ﺟﻌل ﻟﻪ -5
ﻣﻊ اﻟﺷﺟر ﻣواﺿﻌﻬﺎ ﻣن اﻷرض دون ﺳﺎﺋر اﻷرض) .اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ،ص (186
أن ﻻ ﺗﻛون اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻓﻲ أرض ﻣﺣﺑﺳﺔ ﻷن اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻛﺎﻟﺑﯾﻊ) .اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ،ص (187 -6
♦اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :ﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ وآﺛﺎرﻫﺎ.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣﻐﺎرﺳﺔ.
ظﻬﯾر ﺷرﯾف رﻗم 193.14.1ﺻﺎدر ﻓﻲ ﻓﺎﺗﺢ رﺑﯾﻊ اﻷول 1436 أﺻدر اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺳﻧﺔ 2014اﻟﻘﺎﻧون )،12.103
(2014/12/24اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﺋﺗﻣﺎن واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﺗﺑرة ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻬﺎ ،وﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻟث ﻣﻧﻪ ﺗﺣدث ﻋن اﻟﺑﻧوك
اﻟﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺑرﻫﺎ ﻣؤﺳﺳﺎت ﻣؤﻫﻠﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺄﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻣوﯾل واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺗﻲ أﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ
138
ﻣﻌﺎذ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ اﻟﻤﺆذن
)اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻟث ﻣن اﻟظﻬﯾر واﻟﻣﺎدﺗﯾن )55اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻟث ﻣن اﻟظﻬﯾر " .14.1.391ﺗؤﻫل اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ ﻟﺗﻠﻘﻲ اﻟوداﺋﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ" ( ...و58
( ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون وﻛذا اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ " .193.14.1ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ أن ﺗﻣول اﻟﻌﻣﻼء ﺑواﺳطﺔ اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت"...
واﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ اﻋﺗﯾﺎدﯾﺔ ﺑﻌد اﻟرأي ﺑﺎﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻷﻋﻠﻰ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة 62
)اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻟث ﻣن ظﻬﯾر (.193.14.1ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون.
وﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻫو ﻋﻘد ذو ﺻﻔﺔ ﻓﻼﺣﯾﺔ ،وﻣن ﺗم ﻓﺈن ﻟﻪ طﺎﺑﻌﺎ اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺎ ﺗﻧﻣوﯾﺎ ،وﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم ﺗطﺑﯾﻘﻪ ﺿﻣن
اﻟﺗﻣوﯾﻼت اﻟﺑدﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون 12.103ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ أو اﻹﺟﺎرة ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛون اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ
أﻋطﻰ اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ ﻟﻼﺷﺗﻐﺎل ﺑﺄي ﻣﻧﺗوج آﺧر ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 59ﻣن اﻟﻘﺎﻧون : 12.103
"ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺳم ،ﯾﺟوز ﻛذﻟك ﻟﻛل ﺑﻧك ﺗﺷﺎرﻛﻲ
ﺗﻘدﯾم أي ﻣﻧﺗوج آﺧر ﻟﻌﻣﻼﺋﻬﺎ ﺷرﯾطﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟرأي ﺑﺎﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻷﻋﻠﻰ وﻓﻘﺎ
ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة ،"62وﺑﻣﺎ أن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﯾﻌد أﻣ ار ﺟﺎﺋ از ﻓﻘﻬﺎ وﺗﺷرﯾﻌﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن أن
ﺗﻛون ﻣﺣطﺎ ﻟﺗﻣوﯾﻼت اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ.
ﻓﺈن زراﻋﺔ اﻷرض وﻏرﺳﻬﺎ واﻟﻘﯾﺎم ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﻠزﻣﻬﺎ ﻣن أﻋﻣﺎل ﺗﺗطﻠب ﺗﺧﺻﺻﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟزراﻋﻲ ،ﻟذﻟك ﻧﺟد ﻣن
ﯾﻣﺗﻠك اﻟﺧﺑرة اﻟزراﻋﯾﺔ ﻟﻛﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﻣﺎل وﻻ ﯾﻣﻠك اﻷرض اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﻪ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻓﻛﺎﻧت اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ
وﺟود ﻣن ﯾﺗﻛﻔل ﺑﺗﻣوﯾل وﺗﻣوﯾن ﻫؤﻻء ﺑﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎﺟوﻧﻪ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺷﺎطﻬم اﻟﻔﻼﺣﻲ.
وﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ أن ﺗطﺑق ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ :وﻣﻌﻧﺎﻫﺎ أن ﯾﻘوم اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺷﺎرﻛﻲ ﺑﺗﻣﻠك اﻷراﺿﻲ اﻟﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠزراﻋﺔ ،ﺛم ﯾﻘوم ﺑﻌدﻫﺎ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ
أﺣد اﻷﺷﺧﺎص أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻔﻼﺣﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻐرس اﻷﺷﺟﺎر اﻟﻣﺛﻣرة ،وﯾﻘوم أطر ﻫذﻩ
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت.
اﻟﺧﺑﯾرة ﺑﺈﺟراء دراﺳﺔ ﺟدوى ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺗرﺑﺔ واﻷﺷﺟﺎر اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻐرﺳﻬﺎ ،ﺛم ﺑﻌد ذﻟك ﯾﺗم اﻻﺗﻔﺎق أ-
ﺑﯾﻧﻬم وﺑﯾن اﻟﺑﻧك ﻋﻠﻰ أن ﯾﻐرﺳوﻫﺎ وﯾﻛون ﻟﻬم ﺟزء ﻣن اﻷرض ﯾﻣﻠﻛﻬم اﻟﺑﻧك إﯾﺎﻩ ،ﻣﻊ ﺟزء ﻣن اﻟﻣﺣﺻول اﻟذي
ﯾﻧﺗﺞ ﻋن اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﻘﯾد ﺑﻔﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة وﺣﺳب ﻧوﻋﯾﺔ اﻷﺷﺟﺎر.
اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ اﻟﻣﻘروﻧﺔ ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ واﻹﺟﺎرة :وﻫﻲ أن ﯾﻘوم اﻟﺑﻧك ﺑﺎﻣﺗﻼك أرض ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠزراﻋﺔ ،وﯾﻘوم ﺑﺑﯾﻊ ﺟزء ب-
ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺳﻌر رﻣزي ﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺧﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻔﻼﺣﻲ ﺷرﯾطﺔ أن ﯾﻘرن اﻟﺑﯾﻊ ﺑﻌﻘد إﺟﺎرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺟزء اﻟﺑﺎﻗﻲ
ﻣن اﻷرض ،وﯾﻛون اﻷﺟر ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺟزء ﻣن اﻟﺷﺟر واﻟﺛﻣر ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ أن ﺗوﺳﻊ داﺋرة
أﺣﻣد ﻧﺻﺎر ،اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ، اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻘطﺎع اﻟﻔﻼﺣﻲ ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ اﻟﻣزارﻋﺔ واﻟﻣﺳﺎﻗﺎة).
ص(.91-89
139
اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ دﻻﻻﺗﻬﺎ وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ
وﻣن ﺻور اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ إﺻدار ﺻﻛوك اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ،ﻓﻘد ورد ﻓﻲ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺷرﻋﻲ -رﻗم
-17ﺻﻛوك اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ :ﻫﻲ وﺛﺎﺋق ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ ﯾﺗم اﺻدارﻫﺎ ﻻﺳﺗﺧدام ﺣﺻﯾﻠﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻏرس أﺷﺟﺎر وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗطﻠﺑﻪ
ﻫذا اﻟﻐرس ﻣن أﻋﻣﺎل وﻧﻔﻘﺎت ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ،وﯾﺻﺑﺢ ﻟﺣﻣﻠﺔ اﻟﺻﻛوك ﺣﺻﺔ ﻓﻲ اﻷرض واﻟﻐرس.
إن إﻋﻣﺎل ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻣن طرف اﻟﺑﻧوك واﻟﻣﺻﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺳﯾﻣﻛن ﻣن ﺗﻌﻣﯾر ﻣﺳﺎﺣﺎت ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻣن
اﻷراﺿﻲ اﻟﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠزراﻋﺔ ،وﻗد ﺷﺎءت اﻷﻗدار أن ﺗﻛون أﻛﺑر اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠزراﻋﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ
ﻣﺗواﺟدة ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﯾﺳود ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣذﻫب اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ اﻟﻣﺟﯾز ﻟﻬذﻩ اﻟﺻﯾﻐﺔ ،ﻋﻠﻰ أن ﻋدم ﺳﯾﺎدة اﻟﻣذﻫب اﻟذي ﯾﺟﯾز
اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻟﯾس ﻋﺎﺋﻘﺎ أﻣﺎم ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ.
ﻓﺄﻋراف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗﻛون ﻋﺎدة ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ ﻧﺟﺎح اﻟﺗﻘﻧﯾن ﻣن طرف اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرى ﻛﺛﯾر ﻣن
اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن أن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣﺻر اﻷراﺿﻲ اﻟﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠزراﻋﺔ واﻟﺗﻲ ﺑﻘﯾت ﺑو ار ﺛم ﺗوزﯾﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾرﻏب ﻓﻲ إﻋﻣﺎرﻫﺎ ،ﻣﻊ
ﺗوﻓﯾر ﻣوارد اﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ وﺗﺣدﯾد ﻧوع اﻷﺷﺟﺎر اﻟﻣﻐروﺳﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ.
وﻗد ﺗم اﻟﺷروع ﻓﻲ ﺑﻼدﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﻠﯾك اﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟواﻗﻌﺔ داﺧل دواﺋر اﻟري ،ﺗﻧﻔﯾذا ﻟﻠﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ،وﻗد دﻋﺎ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﻣﻠك أﯾﺿﺎ إﻟﻰ إﯾﺟﺎد اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﺗوﺳﯾﻊ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻣﻠﯾك
ﻟﯾﺷﻣل ﺑﻌض اﻷراﺿﻲ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ اﻟﺑورﯾﺔ ﻟﻔﺎﺋدة ذوي اﻟﺣﻘوق ،وأﻛد ﺟﻼﻟﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺑﺋﺔ ﻣﻠﯾون ﻫﻛﺗﺎر ﻣن اﻷراﺿﻲ
اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ واﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ ﻓﻲ إﻧﺟﺎز ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻓﻼﺣﯾﺔ ).اﻟﺷﺎﻓﻲ ،ﺷرح ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،ص (.470
ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ اﺳﺗﻘرار اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ أرﺳﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣﻲ ﻓﻲ
ﻣﺟﻣﻠﻬﺎ اﻟﻐﺎرس ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ،ﻓﻘد ورد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 268ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ أﻧﻪ "ﯾﺟب أن ﯾﺑرم ﻋﻘد
اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﺣرر رﺳﻣﻲ وﯾﺷﺗرط ﻟﺻﺣﺗﻪ أن ﯾﻌﯾن ﻧوع اﻟﺷﺟر اﻟﻣراد ﻏرﺳﻪ وﯾﺑﯾن ﺣﺻﺔ اﻟﻐﺎرس ﻓﻲ اﻷ ارض
وﻓﻲ اﻟﺷﺟر" ،ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ أوﺟب ﺗﺣرﯾر ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﺣرر رﺳﻣﻲ ﯾﺗم ﺗوﺛﯾﻘﻪ
ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌدول وﯾﺳﺟﻠوﻧﻪ ﻓﻲ ﻛﻧﺎش اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻌد ﻗﯾﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗوﺛﯾق ﺑﺎﻟﺧطﺎب ﻋﻠﯾﻬﺎ وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗوﺛﯾق
اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ ،وﻛذﻟك ﯾﺣرر ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ اﻟﻣوﺛﻘون اﻟذﯾن ﻟﻬم اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوﺛﯾق اﻟرﺳوم واﻟﻌﻘود واﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،ﻓﻼ
ﯾﺟوز ﺗﺣرﯾر ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ إذا ﻣن ﻏﯾر اﻟﻌدول اﻟﻣوﺛﻘﯾن ،وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن اﻟﻣﻘﺑوﻟﯾن ﻟﻠﺗراﻓﻊ ﻟدى ﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻧﻘض ).اﻟﺷﺎﻓﻲ ،ﺷرح ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،ص (.470
وﻫﻛذا ﻓﺈن اﻟورﻗﺔ اﻟﻣﺳﺗوﻓﯾﺔ ﻟﺷروطﻬﺎ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﺣﺟﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ دون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻻﻗرار ﺑﻬﺎ،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إذا ﺛﺎر ﻧزاع ﻓﻲ ﺻﺣﺗﻬﺎ وﺗم إﻧﻛﺎرﻫﺎ ﻓﻌﻠﻰ ﻣن ﯾدﻋﻲ ذﻟك أن ﯾﺛﺑت ،وﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺳﻠك أي طرﯾق ﺳوى
اﻟطﻌن ﺑﺎﻟزور.
140
ﻣﻌﺎذ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ اﻟﻤﺆذن
وﻗد أﺣﺳن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺑﺗﻘرﯾرﻩ وﺟوب ﺗﺣرﯾر ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﺣرر رﺳﻣﻲ ،ﻟﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟطرﻓﻲ
اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻐﺎرس اﻟذي ﯾﻌد اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻷﺿﻌف ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ،وﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘد
اﺷﺗرط اﻟﻣﺷرع ﺗﻌﯾﯾن ﻧوع اﻟﺷﺟر اﻟﻣراد ﻏرﺳﻪ ﻣﺛل ﺷﺟر اﻟزﯾﺗون أو اﻟﺗﯾن أو ﺷﺟر اﻟﺑرﺗﻘﺎﻷو ﺷﺟر اﻟرﻣﺎن ،...
وﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎرس أن ﯾﻠﺗزم ﺑﻣﺎ ﺗﻌﻬد ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ) .اﻟﺷﺎﻓﻲ ،ﺷرح ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،ص (.470
ﯾﺷﺗرط أﯾﺿﺎ ﺑﯾﺎن ﺣﺻﺔ اﻟﻐﺎرس ﻓﻲ اﻷرض وﻓﻲ اﻟﺷﺟر ﻷن اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﺗﺟوز ﺑﺟزء ﻣن اﻷرض واﻟﺷﺟر اﻟﻣراد
(471ﻓﺎﻷرض اﻟﺷﺎﻓﻲ ،ﺷرح ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،ص ﻏرﺳﻬﺎ ﻓﯾﻬﺎ ،أي ﺑﺟزء ﻣﻌﻠوم وﻣﻌروف ﻛﺎﻟرﺑﻊ واﻟﻧﺻف) ... .
واﻟﺷﺟر ﺗﺻﺑﺢ ﺑﯾن ﻣﺎﻟك اﻷرض واﻟﻐﺎرس ﺑﺣﺳب اﻟﺣﺻﺔ اﻟﺗﻲ وﻗﻊ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎرس وﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟك اﻷرض.
ﻟﻣﺎ اﺳﺗوﻓﻰ ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ أرﻛﺎﻧﻪ وﺷروطﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺻﺎر ﺻﺣﯾﺣﺎ ﺗﺎﻣﺎ ﻧﺎﻓذا ،وﻣرﺗﺑﺎ ﻟﺟﻣﯾﻊ آﺛﺎرﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدان ﻓﯾوﻟد ﺣﻘوق واﻟﺗزاﻣﺎت ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﺎرس ،وآﺛﺎ ار ﻟﻣﺎﻟك اﻷرض.
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﺎرس :ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎرس اﻟﺗزام ﺟوﻫري ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ وﻫو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ أ-
واﻟﺗﻔرغ اﻟﻛﻠﻲ ﻟﻪ ،وﻟذﻟك وﻓق ﻣﻌﯾﺎر اﻟرﺟل اﻟﻣﻌﺗﺎد ،وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻋداد اﻷرض واﻟﻘﯾﺎم ﺑﻐرس اﻟﺷﺟر ﺣﺳب اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ
واﻟﻣدة اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ.
ﻫذا ٕوان ﺗﻧﻔﯾد اﻟﻐﺎرس ﻟﻣﺎ اﻟﺗزم ﺑﻪ ﻣﺷروط ﺑﺄﺟل ،اﻋﺗﺑﺎ ار ﻟﻛون ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟزﻣﻧﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﯾﺗﻔق
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدان ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺷروع ﻓﻲ اﻟﻌﻣل وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻛون ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎرس ﻟزوﻣﺎ اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ داﺧل أﺟل اﻟﺳﻧﺔ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﻔﺳﺦ ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون وﻫو ﻣﺎ ﺗﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 269ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق
اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ.
وﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﯾﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎرس اﻟﺗزاﻣﺎ آﺧر وﻫو اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻣﺣل اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ وﺻﯾﺎﻧﺗﻬﺎ واﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ
ﻓﯾﻣﺎ أﻋدت ﻟﻪ دون إﻓراط أو إﺳﺎءة وﻓق ﻣﻌﯾﺎر اﻟرﺟل اﻟﻣﻌﺗﺎد ،ﻣﺗﺟﻧﺑﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻛل ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻻﺿرار ﺑﺎﻷرض،
ﻓﺎﻟﻐﺎرس ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺣﺎرس ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺄي ﺿرر أو ﻋطب ﻗد ﯾط أر ﻋﻠﻰ
اﻷرض دون أن ﯾﺗدﺧل ﺳﺑب أﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ ﺣدوﺛﻪ وﻛﺎن ﻣردﻩ ﻟﻠﻐﺎرس ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﺣﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻧﺗﻬﺎ ودﻓﻊ
اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء.
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺎﻟك اﻷرض :ﯾرﺗب ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ آﺛﺎر ﻣﻬﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟك اﻷرض ﺣﯾث ﯾﺗﺣﻣل اﻟﺗزاﻣﺎت ب-
ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻐﺎرس ﻣﻧﻬﺎ:
-اﻻﻟﺗزام ﺑﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ :ﻓﺑﻣﺟرد ﺗﺣﻘق اﻹطﻌﺎم ووﻓﺎء اﻟﻐﺎرس ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق ﻣﺎﻟك اﻷرض ﺗﻣﻛﯾن
اﻟﻐﺎرس ﻣن ﺣﺻﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻷرض واﻟﻐرس ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺎع وذﻟك وﻓق ﻣﺣرر رﺳﻣﻲ ﯾﺷﻬد ﻓﯾﻪ اﻟطرﻓﺎن ﺑﺗﺣﻘق
141
اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ دﻻﻻﺗﻬﺎ وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ
اﻹطﻌﺎم ،أو ﺛﺑت ذﻟك أي ﺗﺣﻘق اﻹطﻌﺎم وﻧﺟﺎح ﻣﻐﺎرﺳﺔ اﻟﻐﺎرس ﺑﺷروطﻬﺎ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﺈﺟراء ﺧﺑرة ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﺄﻣر ﺑﻬﺎ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وﻫو ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 272ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ.
ﺧﺎﺗﻣﺔ:
أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻗد أﺣﺳن ﺻﻧﻌﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧظم ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﺿﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،اﺳﺗﻣدادا ﻣن -
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ أن ﺗﻌﺗﻣد ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻎ اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺄن ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻘد اﻟﻣﻐﺎرﺳﺔ ﻓﻲ -
وﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﺑﯾﻧﺎ ﻣﺣﻣد ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﺗﺳﻠﯾﻣﺎ ﻛﺛﯾ ار.
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ،أﺣﻣد ﻧﺻﺎر ،دار اﻟﻧﺷر دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ.
ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻬد وﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗﺻد ،ﻻﺑن رﺷد ،دار اﻟﺣدﯾث – اﻟﻘﺎﻫرة.
اﻟﺑﯾﺎن واﻟﺗﺣﺻﯾل ،ﻻﺑن رﺷد ،دار اﻟﻐرب اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺑﯾروت – ﻟﺑﻧﺎن ،اﻟطﺑﻌﺔ :اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ 1408 ،ﻫـ
1988 -م.
اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ و اﻟﺗﻘﻧﯾن اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣﺣﻣد اﺑن ﻣﻌﺟوز ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻻوﻟﻰ.1990/1420 ،
رد اﻟﻣﺣﺗﺎر ﻋﻠﻰ اﻟدر اﻟﻣﺧﺗﺎر ،اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن ،اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻔﻛر-ﺑﯾروت ،اﻟطﺑﻌﺔ :اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ،
اﻟﺷﺎﻓﻲ ﺷرح ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﺷﻬﺑون ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة ،ط اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ .2018
142
ﻣﻌﺎذ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ اﻟﻤﺆذن
ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﺗزام ،ادرﯾس اﻟﻌﻠوي اﻟﻌﺑدﻻوي ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة ،ط
اﻻوﻟﻰ .1996
اﳌﺴﻨﺪ اﻟﺼﺤﻴﺢ اﳌﺨﺘﺼﺮ ﺑﻨﻘﻞ اﻟﻌﺪل ﻋﻦ اﻟﻌﺪل إﱃ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﳌﺴﻠﻢ ﺑﻦ
اﳊﺠﺎج أﺑﻮ اﳊﺴﻦ اﻟﻘﺸﲑي اﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮري )اﳌﺘﻮﰱ261 :ﻫـ( ،ﳏﻤﺪ ﻓﺆاد ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﻗﻲ /دار إﺣﻴﺎء اﻟﱰاث
– ﺑﲑوت.ﺻﺣﯾﺢ ﻣﺳﻠم. اﻟﻌﺮﰊ
ﻓﺗﺢ اﻟﺑﺎري ﺷرح ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎري ،ﻻﺑن ﺣﺟر ،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ -ﺑﯾروت.1379 ،
اﻟراﺑﻌﺔ.
اﻟﻔﻘﻪ اﻻﺳﻼﻣﻲ وأدﻟﺗﻪ ،وﻫﺑﺔ اﻟزﺣﯾﻠﻲ ،دار اﻟﻔﻛر -ﺳورﯾﱠﺔ – دﻣﺷق ،ط ﱠ
اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ وأدﻟﺗﻪ ،اﻟﺣﺑﯾب ﺑن طﺎﻫر ،ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﻌﺎرف ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ،2007 – 1428 ،ط
اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ.
ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ،ﻻﺑن ﻣﻧظور ،دار ﺻﺎدر – ﺑﯾروت ،اﻟطﺑﻌﺔ :اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ 1414 -ﻫـ.
ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزاﻣﺎت –ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد ،ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻌرﻋﺎري ،دار اﻻﻣﺎن -اﻟرﺑﺎط ،ط اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ
.2006
ﻣﻌﺟم اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،أﺣﻣد ﻣﺧﺗﺎر ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب ،ط اﻷوﻟﻰ 1429 ،ﻫـ -
2008م.
ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻠﻐﺔ ،ﻻﺑن ﻓﺎرس ،دار اﻟﻔﻛر1399 ،ﻫـ 1979 -م.
ﻣﻧﺢ اﻟﺟﻠﯾل ﺷرح ﻣﺧﺗﺻر ﺧﻠﯾل ،ﻣﺣﻣد ﻋﻠﯾش ،دار اﻟﻔﻛر – ﺑﯾروت.
اﻟﻧوادر واﻟزﯾﺎدات ،اﺑن اﺑﻲ زﯾد اﻟﻘﯾرواﻧﻲ ،دار اﻟﻐرب اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺑﯾروت ،اﻟطﺑﻌﺔ :اﻷوﻟﻰ.
اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﻋﺑد اﻟرزاق اﻟﺳﻧﻬوري ،دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﯾروت -ﻟﺑﻧﺎن.
143