0% found this document useful (0 votes)
21 views22 pages

ةحفصلا نم wwww.yemen-nic.info

Uploaded by

wrsrsp84nf
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as DOCX, PDF, TXT or read online on Scribd
0% found this document useful (0 votes)
21 views22 pages

ةحفصلا نم wwww.yemen-nic.info

Uploaded by

wrsrsp84nf
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as DOCX, PDF, TXT or read online on Scribd
You are on page 1/ 22

‫اململكة املغربية‬

‫جامعة احلسن الثاين احملمدية‬


‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬
‫بنمسيك‪ -‬الدار البيضاء‬
‫وحدة احلديث والفقه‬
‫(بني الرواية والدراية يف املدرسة املالكية)‬

‫فـي العبادات واألحوال الشخصية والمعامالت المالية‬


‫دراسة فقهية مقارنة‬
‫رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراة في الفقه المقارن‬
‫إعداد الطالب‬
‫فايز محمد صالح مثنى‬
‫إشراف األستاذ الدكتور‪/‬‬
‫عبد الفتاح الزنيفي‬
‫‪2012 -2011‬م‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 1‬من ‪22‬‬


‫المقدمة‬
‫الحمد هلل والصالة والسالم على رسول اهلل‪ ،‬وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫وبعد‪:‬‬
‫فإن فقه الشريعة اإلسالمية من أشرف العلوم قدرًا‪ ،‬وأسماها فخرًا‪ ،‬وأعظمها أجرًا؛ فهو الس‪--‬بيل‬
‫ليس إلى تنظيم حي ‪--‬اة اإلنس ‪--‬ان في نفس ‪--‬ه‪ ،‬وم ‪--‬ع أبن ‪--‬اء جنس ‪--‬ه فحس ‪--‬ب‪ ،‬ب ‪--‬ل وإ لى تنظيم حيات ‪--‬ه م ‪--‬ع‬
‫محيطه وبيئته‪ ،‬ومع العالم كِّله‪.‬‬
‫ومما الشك فيه‪ ،‬أّن هذا الفق‪-‬ه مث‪-‬ل غ‪-‬يره من العل‪-‬وم والمع‪-‬ارف‪ ،‬م‪َّ-‬ر ب‪-‬أطوار متع‪-‬ددة‪ ،‬وك‪-‬انت ل‪-‬ه‬
‫أدوار مختلفة‪ ،‬بل قد يك‪-‬ون أك‪-‬ثر العل‪-‬وم اإلس‪--‬المية حرك‪-‬ة ع‪-‬بر الت‪-‬اريخ؛ ذل‪-‬ك ألن المطل‪-‬وب من‪-‬ه‬
‫أن يواكب تغّير الزمن‪ ،‬ويقِّد م حلوًال لكّل ما يستجُّد في حياة الناس‪.‬‬
‫ففي عهد رسول اهلل ص كانت تع‪-‬اليم الش‪-‬ريعة تص‪--‬ل إلى الرس‪-‬ول ص غّض ة طري‪-‬ة عن طري‪-‬ق‬
‫ال‪-- -‬وحي‪ ،‬والص‪-- -‬حابُة ي يأخ‪-- -‬ذون عن رس‪-- -‬ول اهلل ص فقَههم مباش‪-- -‬رة‪ ،‬فيتعلم‪-- -‬ون من‪-- -‬ه جمي‪-- -‬ع م‪-- -‬ا‬
‫يحتاجون إلي‪-‬ه‪ ،‬ويس‪-‬ألونه عن ك‪-‬ل م‪-‬ا يلتبس عليهم‪ ،‬وب‪-‬ذلك س‪-‬قط عنهم كث‪-‬ير من الكلف‪-‬ة في تمي‪-‬يز‬
‫األخبار وامتحان الناقلين‪ ،‬والتمحيص والتأمل في دالالت األلفاظ‪ ،‬والتفتيش عن المعاني‪.‬‬
‫وبعد موت رسول اهلل صشهدت الحياة متغيرات كثيرة‪ ،‬كان له‪-‬ا أث‪-‬ر ملم‪-‬وس في ال‪-‬دفع بالحرك‪-‬ة‬
‫الفقهية إلى األمام‪ ،‬من أهمها‪:‬‬
‫‪-1‬دخ‪--‬ول ال‪--‬دعوة اإلس‪--‬المية بل‪--‬دانًا كث‪--‬يرة‪ ،‬متع‪--‬ددة األع‪--‬راف‪ ،‬مختلف‪--‬ة األوضاع‪ ،‬يتطلب التعام‪--‬ل‬
‫معها ش‪-‬يئًا من المرون‪-‬ة والش‪-‬مولية من جه‪-‬ة‪ ،‬والِّد ق‪-‬ة في التح‪ُّ-‬ر ك وف‪--‬ق مقاص‪--‬د الش‪-‬ريعة من جه‪-‬ة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫‪ُ -2‬بْع د الزم‪--‬ان عن عص‪--‬ر التش‪--‬ريع‪ ،‬مم‪--‬ا أَّد ى إلى ش‪--‬يء من الغم‪--‬وض في بعض النص‪--‬وص‪،‬‬
‫والترُّد د في َقبولها‪.‬‬
‫‪-3‬تنامي الميراث الثقافي‪ ،‬حيث ترك لنا الصحابة طائفة كبيرة من األحاديث النبوية‪،‬إلى ج‪--‬انب‬
‫اختالفهم إما في نقلها‪ ،‬أو في فهمها‪.‬‬
‫‪-4‬انعكاس ‪--‬ات الص ‪--‬راع السياس ‪--‬ي على الحي ‪--‬اة الثقافي ‪--‬ة‪ ،‬حيث ش ‪--‬جعت السياس ‪--‬ات بعض التي ‪--‬ارات‬
‫الفكري‪--‬ة‪ ،‬وت‪--‬آمرت على البعض اآلخ‪--‬ر‪ ،‬وت‪--‬دَّخ ل الُح َّك ام ت‪--‬دخًال مباش‪--‬رًا في تقري‪--‬ر مص‪--‬ير بعض‬
‫المفاهيم واألحاديث‪ ،‬بما يتناسب مع أوضاعهم السياسية‪.‬‬
‫ك‪--‬ل تل‪--‬ك المتغّي رات‪ ،‬وغيُر ه‪--‬ا جعلت النص الواح‪--‬د ي‪--‬ترّد د علي‪--‬ه عش‪--‬رات المجته‪--‬دين وتعتص‪--‬ره‬
‫مئات العقول؛ بهدف الحصول على رأي فقهي لك‪-‬ل حادث‪-‬ة‪ ،‬م‪-‬دعوم باألدل‪-‬ة وال‪-‬براهين ال‪-‬تي ت‪-‬دل‬
‫على مرون ‪--‬ة الش ‪--‬ريعة اإلس ‪--‬المية‪ ،‬ومواكبته ‪--‬ا لك ‪--‬ل التط ‪--‬ورات‪ ،‬وتؤك ‪--‬د ارتباطه ‪--‬ا الوثي ‪--‬ق ب ‪--‬روح‬
‫الشريعة اإلسالمية الغراء‪ ،‬وبمقاصدها السمحة‪.‬‬
‫هذا االجتهاد تكونت منه م‪-‬دارس فقهي‪-‬ة متع‪-‬ددة‪ ،‬ونتج عن‪-‬ه اختالف‪-‬ات في اآلراء كث‪-‬يرة‪ ،‬لكنه‪-‬ا لم‬
‫تكن في أص‪-- -‬ول الش‪-- -‬ريعة‪ ،‬وال في قطعي‪-- -‬ات النص‪-- -‬وص‪ ،‬وإ نم‪-- -‬ا ه‪-- -‬و اختالف في فهم نص‪-- -‬وص‬
‫الش ‪-- -‬ريعة‪ ،‬وفي تط ‪-- -‬بيق كلياته ‪-- -‬ا على الف ‪-- -‬روع؛ فالك ‪-- -‬ل مجمع ‪-- -‬ون على تق ‪-- -‬ديس الكت ‪-- -‬اب والس ‪-- -‬نة‪،‬‬
‫ومصدريتهما التشريعية‪.‬‬
‫ثم تبلورت تلك المدارس فصارت مذاهب فقهية كثيرة‪ ،‬قد تص‪--‬ل إلى أك‪-‬ثر من عش‪-‬رين م‪-‬ذهبا‪،‬‬
‫اندثر معظمها‪ ،‬وبقي بعضها قائمًا إلى وقتنا الحاضر‪.‬‬
‫وق‪--‬د ك‪--‬ان ح‪--‬ال الن‪--‬اس إَّب ان ظه‪--‬ور تل‪--‬ك الم‪--‬ذاهب جاري ‪ً-‬ا على الس‪--‬المة والس‪--‬داد والوف‪--‬اق‪ ،‬إال إن‪--‬ه‬
‫وبمرور الوقت ‪ ،‬ونظ‪-‬رًا للرك‪-‬ود الفك‪-‬ري ال‪-‬ذي م‪ّ-‬ر ت ب‪-‬ه األم‪-‬ة اإلس‪-‬المية‪ ،‬ب‪-‬دأ التف‪ّ-‬ر ق َي ِد ُّب في‬
‫جسد األمة؛حيث تمّك نت ِم ن نف‪-‬وس أتب‪-‬اع تل‪-‬ك الم‪-‬ذاهب عوام‪-‬ل العص‪-‬بية‪ ،‬واالنتص‪-‬ار‪ ،‬والحمي‪-‬ة‪،‬‬
‫والتن ‪-- -‬افس في المذهبي ‪-- -‬ة‪ ،‬وانعق‪-- -‬دت آص ‪-- -‬رة التعص ‪-- -‬ب الم ‪-- -‬ذهبي أك ‪-- -‬ثر‪ ،‬وبلغت إلى بالط ال ‪-- -‬والة‪،‬‬
‫وخاصة عندما ظهرت الفرق الكالمية‪-‬مثل األش‪--‬عرية‪ ،‬والمعتزل‪-‬ة‪ ،‬والماتريدي‪-‬ة‪ -... ،‬ال‪-‬تي ك‪-‬ان‬
‫بعض الفقهاء يطعن في كثير من أرائها على البعض اآلخر؛ من أجل تنفير األتباع ‪.‬‬
‫ثم اتس ‪-- -‬ع الخالف وك ‪-- -‬ثر االف ‪-- -‬تراق؛ بظه ‪-- -‬ور م ‪-- -‬ذاهب فقهي ‪-- -‬ة جدي ‪-- -‬دة – مث ‪-- -‬ل الم ‪-- -‬ذهب الزي ‪-- -‬دي‪،‬‬
‫والجعفري(‪ ،)1‬واإلباضي(‪ - )2‬نشأت عن الفرق السياسية‪ :‬الزيدية ‪ ،‬واإلمامية ‪ ،‬والخوارج‪.‬‬
‫ه‪--‬ذا الظه‪--‬ور أح‪--‬دث انقس‪--‬اما طائفّي ا‪،‬وتم‪--‬ايزًا واضحًا وجلّي َا‪ ،‬بين ه‪--‬ذه الم‪--‬ذاهب من جه‪--‬ة‪ ،‬وبين‬
‫المذاهب السنية من جهة أخرى ‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن االختالف بين أصحاب الفرق الكالمية كان ل‪--‬ه أث‪--‬ر في اختالفهم الم‪--‬ذهبي‬
‫الفقهي‪ ،‬إال أنه لم ُيَؤ ِّد إلى انقسام طائفّي ‪ ،‬كما هو الحال في الفرق السياسىة‪.‬‬
‫وهكذا تفرق المسلمون إلى طوائف ‪،‬لكل طائفة م‪-‬ذهبها الفقهي الخ‪-‬اص به‪-‬ا‪ ،‬تس‪-‬تقل ب‪-‬ه عن فق‪-‬ه‬
‫غيره‪--‬ا ‪.‬فص‪--‬ار أه‪--‬ل الس‪--‬نة إلى خمس‪--‬ة م‪--‬ذاهب فقهي‪--‬ة ‪ :‬الم‪--‬ذاهب األربع‪--‬ة المش‪--‬هورة‪ ،‬والم‪--‬ذهب‬
‫الظ ‪-- -‬اهري‪ ،‬وصارالش ‪-- -‬يعة إلى م ‪-- -‬ذهبين‪ :‬الم ‪-- -‬ذهب الزي ‪-- -‬دي ‪ ،‬وه ‪-- -‬و خ ‪-- -‬اص بالطائف ‪-- -‬ة الزيدي ‪-- -‬ة ‪،‬‬
‫والم‪--‬ذهب الجعف‪--‬ري ‪ ،‬وه‪--‬و خ‪--‬اص باإلمامي‪--‬ة ‪ ،‬وص‪--‬ار الخ‪--‬وارج إلى م‪--‬ذهب واح‪--‬د وه‪--‬و م‪--‬ذهب‬
‫اإلباضية ‪.‬‬
‫وأص‪-- -‬بح ك‪---‬ل م‪---‬ذهب من تل‪---‬ك الم‪---‬ذاهب يقات‪---‬ل وي‪---‬والي ويع ‪--‬ادي من أج ‪--‬ل مذهب ‪--‬ه ‪ ،‬واْخ ُت ِز لت‬
‫وازداد األم‪--‬ر‬ ‫الش‪--‬ريعة االس‪--‬المية ‪ -‬عن‪--‬د كث‪--‬ير من الن‪--‬اس – في فق‪--‬ه ه‪--‬ذه الطائف‪--‬ة أو تل‪--‬ك‪.‬‬
‫‪ )(1‬المذهب الجعفري‪:‬نسبة إلى جعفر الصادق بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ت‬
‫‪148‬هـ)اإلمام السادس عند الشيعة‪،‬وهو المذهب الفقهي للشيعة اإلمامية االثنى عشرية‪،‬ويقولون إن أكثر فقه‬
‫المذهب مأخوذ عن جعفر‪،‬وأصول المذهب أربعة‪:‬الكتاب‪ ،‬والخبر ‪ ،‬أو األثر‪ ،‬ثم اإلجماع‪ ،‬والعقل ‪ .‬ينظر‪ :‬الملل‬
‫والنحل‪ ،‬محمد عبد الكريم الشهرستاني (‪،)1/161‬وتأريخ المذاهب اإلسالمية ‪ ،‬محمد أبو زهرة (ص‪.)688‬‬
‫‪ )(2‬المذهب اإلباضي‪ :‬هو المذهب الفقهي لإلباضية وهم أتباع عبد هللا بن إباض التميمي(ت‪86‬هـ)‪ ،‬وإحدى فرق‬
‫الخوارج‪،‬لكنهم ليس من غالة الخوارج‪،‬وأصول مذهبهم‪:‬القرآن ‪ ،‬والسنة‪،‬والرأي‪ ،‬واإلجماع‪،‬تأثروا بمذهب‬
‫الظاهرية في فهم النصوص‪.‬ينظر‪:‬الملل والنحل‪ ،‬محمد عبد الكريم الشهرستاني(‪،)1/133‬وتاريخ المذاهب‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬محمد أبو زهره(ص‪.)78‬‬
‫تعقيدًا بانقسام كِّل طائفة من تلك الطوائف إلى جماعات و أحزاب‪ ،‬جعلوا فهم نصوص القرآن‬
‫والسنة ‪ ،‬واستنباط أحكامهما‪ ،‬حكرًا عليهم ‪ ،‬ودون مراعاة أدنى ضوابط الفهم واالس‪--‬تنباط‪ ،‬مم‪-‬ا‬
‫َأنتج فوضى علمية ‪ ،‬وانقسامًا وتضاربًا في األراء ‪ ،‬وَّس َع من الخالف وزاد في االنقسام‪.‬‬
‫علمًا بأن فقه هذه المذاهب أو تلك الجماعات ليس وحي‪ً-‬ا م‪-‬نزال ًمن عن‪-‬د اهلل يجب التوّق ف عن‪-‬ده‬
‫و عدم مجاوزته‪ ،‬وإ نما هو وسيلة لفهم اإلسالم وفقه شريعته و أحكامه‪.‬‬
‫له‪--‬ذه األس‪--‬باب‪ ،‬وغيِر ه‪--‬ا ‪ ،‬ظه‪--‬ر َم ن ين‪--‬ادي إلى جم‪--‬ع كلم‪--‬ة األّم ة‪ ،‬وإ حي‪--‬اِء الفق‪--‬ه األص‪--‬يل ال‪--‬ذي‬
‫يق‪-‬وم على التأص‪-‬يل العلمي والبحث المتج‪-‬رد‪ ،‬وَم ن ي‪-‬دعو إلى تن‪-‬وع م‪-‬ذهبي‪ ،‬ينب‪-‬ني على تعددي‪-‬ة‬
‫فكرية‪ ،‬وينطلق من واقع العصر وقضاياه‪،‬وُّيؤيد المذهبية فكرة وينقدها ممارسة‪.‬‬
‫غ‪--‬ير أن ه‪--‬ذه ال‪--‬دعوة ‪ -‬في الواق‪--‬ع ‪ -‬لم تتج‪--‬اوز الطائفي‪--‬ة‪،‬ألنه‪--‬ا وإ ن ك‪--‬انت ت‪--‬دعو لمعالج‪--‬ة قضايا‬
‫الفق‪-- -‬ه اإلس‪-- -‬المي ومس‪-- -‬ائله الخالفي‪-- -‬ة بش‪-- -‬كل ع‪-- -‬اّم ‪ ،‬إال أنه‪-- -‬ا اقتص‪-- -‬رت على معالج‪-- -‬ة فق‪-- -‬ه طائف‪-- -‬ة‬
‫بعينه‪--‬ا‪،‬هي الطائف‪--‬ة الُّس نية؛ متجاهل‪--‬ة فق‪--‬ه بقي‪--‬ة الطوائ‪--‬ف‪ ،‬ومقص‪--‬ية م‪--‬ذاهبهم الفقهي‪--‬ة من س‪--‬احة‬
‫الفق ‪-- -‬ه اإلس ‪-- -‬المي ومدارس ‪-- -‬ه ؛ بحج ‪-- -‬ة ع ‪-- -‬دم االعت ‪-- -‬داد بخالفهم ‪ ،‬ب ‪-- -‬زعمهم! م ‪-- -‬ع أنه ‪-- -‬ا‪ -‬من حيث‬
‫الجملة‪ -‬ال تبعد كثيرا عن المذاهب السنية‪.‬‬
‫يق‪--‬ول العم‪--‬راني(‪ )1‬حفظ‪--‬ه اهلل‪":‬زعم بعض العلم‪--‬اء أن الم‪--‬ذاهب منحص‪--‬رة في الم‪--‬ذهب الحنفي‪،‬‬
‫والم ‪-- -‬الكي‪ ،‬والش ‪-- -‬افعي‪ ،‬والحنبلي‪ ،‬م ‪-- -‬ع أن هن ‪-- -‬اك م ‪-- -‬ذاهب أخ ‪-- -‬رى مث ‪-- -‬ل الجعف ‪-- -‬ري‪ ،‬والزي ‪-- -‬دي‪،‬‬
‫والظ‪--‬اهري‪ ،‬واإلباضي‪ ،‬ال تبع‪--‬د عن الم‪--‬ذاهب األربع‪--‬ة بع‪--‬دا يجعله‪--‬ا غ‪--‬ير مع‪--‬دودة من الم‪--‬ذاهب‬
‫اإلسالمية المشهورة التي حصروها في األربعة المذاهب المذكورة‪.)2( " ...‬‬
‫ويلمس الب‪-- -‬احث ه‪-- -‬ذا التجاه‪-- -‬ل واإلقص‪-- -‬اء في كتب أه‪-- -‬ل الس‪-- -‬نة ال‪-- -‬تي تحكي خالف‪-- -‬ات فقه‪-- -‬اء‬
‫اإلسالم ‪،‬وإ جماعاتهم ‪ ،‬والتي اقتصرت‪ -‬عند بحثها لمسائل الفقه ‪ -‬على ذكر أق‪--‬وال وم‪--‬ذاهب‬
‫واجماعات فقهاءالطائفة السنية ‪ .‬وما سوى ذل‪-‬ك من الم‪-‬ذاهب واألق‪--‬وال ال ذك‪-‬ر ل‪-‬ه وال وج‪-‬ود –‬
‫موافق‪--‬ة ك‪--‬انت أومخالف‪--‬ة ‪ -‬وإ ن ُذ ِك رت فمن أج‪--‬ل رِّد ه‪--‬ا والتح‪--‬ذير منه‪--‬ا ‪ ،‬دون النظ‪--‬ر أو الس‪--‬ؤال‬
‫عَّم ا استندت عليه من دليل؟!‬
‫وبالمقاب‪--‬ل ف‪--‬إن فقه‪--‬اء بقي‪--‬ة الطوائ‪--‬ف‪-‬في الغ‪--‬الب ‪-‬وإ ن ك‪--‬ان معظُم مؤّلف‪--‬اتهم وكُتِبهم َت ْذ ُك ُر أق‪--‬واَل‬
‫وم‪-‬ذاهب فقه‪-‬اء الطائف‪-‬ة الس‪-‬نية‪ ،‬إال أنهم في نهاي‪-‬ة المط‪-‬اف ي‪-‬رون أن ال‪-‬رأي الص‪--‬واب والق‪-‬ول‬
‫ال ‪-- -‬راجح ‪ ،‬ه ‪-- -‬و م ‪-- -‬ا قال ‪-- -‬ه أئمتهم وعلم ‪-- -‬اؤهم‪ .‬وم ‪-- -‬ا لم يواف ‪-- -‬ق م ‪-- -‬ذهَبهم وق ‪-- -‬وَل علم ‪-- -‬ائهم يرُّد ون ‪-- -‬ه‪،‬‬
‫ويدحضون دليله‪ -‬بأدنى التعليالت وأضعف التأويالت‪ -‬ولو كان ظاهرًا وبّينًا‪.‬‬

‫‪ )(1‬هو‪:‬أبو عبد الرحمن محمد بن إسماعيل العمراني‪ ،‬من أشهر العلماء المجتهدين المعاصرين في اليمن‪،‬و مفتي‬
‫الجمهورية اليمنية سابقًا‪ ،‬من مؤلفاته‪":‬كتاب في القضاء"‪ .‬ينظر ترجمته في‪:‬مقدمة كتاب‪ " :‬نيل األماني من‬
‫فتاوى العمراني" ‪ ،‬عبد هللا ذيبان(‪.)1/23‬‬
‫‪ )(2‬نيل األماني من فتاوى العمراني‪ ،‬عبدهللا ذيبان (‪ ،)1771 / 3‬بتصرف يسير‪.‬‬
‫م ‪--‬ع أن الب ‪--‬احث المنص ‪--‬ف‪ ،‬والمتًّج رد عن التعص ‪--‬ب‪ ،‬يج ‪--‬د أًّن كث ‪--‬يرًا ِم ن أص ‪--‬وِل تل ‪--‬ك الخالف ‪--‬ات‬
‫الفقهي ‪--‬ة ‪ ،‬وأس ‪--‬باِب ِ تل ‪--‬ك الص ‪--‬راعات أفرزته ‪--‬ا الطائفي ‪--‬ة‪،‬كم ‪--‬ا أَّن ردوَد األفع ‪--‬ال‪ ،‬وظ ‪--‬روَف ال ‪--‬دول‬
‫السياس‪--‬ية من جه‪--‬ة‪ ،‬والتص ‪ُّ-‬د َر للفت‪--‬وى مّم ن ال يمل‪--‬ك أدواِت االجته‪--‬اد وآليات‪--‬ه‪ ،‬والتعُّم َق في بحث‬
‫الجزئي ‪--‬ات والتفاص ‪--‬يل بتعّص ب أعمى‪ ،‬وس ‪--‬وء فهم‪ ،‬وتش ‪--‬دد من جه ‪--‬ة أخ ‪--‬رى‪ ،‬إلى ج ‪--‬انب الس ‪--‬هو‬
‫والغل‪--‬ط والرك‪--‬ود الفك‪--‬ري‪ ،‬ونح‪--‬و ذل‪--‬ك ‪ُ ،‬يعت‪--‬بر من العوام‪--‬ل الم‪--‬ؤثرة على نق‪--‬اء الفط‪--‬رة وس‪--‬المة‬
‫التفكير‪.‬‬
‫ثم ورث جي‪--‬ل بع‪--‬د جي‪--‬ل تل‪--‬ك الخالف‪--‬ات‪ ،‬وضاعفها ال‪--‬زمن‪ ،‬وأص‪--‬بحت مس ‪َّ-‬لمات ال تقب‪--‬ل النق‪--‬اش‬
‫والتحاور‪ ،‬وال التعايش مع أصحابها والتقارب‪.‬‬
‫وتط‪َّ- - -‬و ر ه ‪-- -‬ذا الخالف‪ ،‬فتح‪َّ- - -‬و ل من تن ‪-- -‬وع فقهي‪ ،‬يفتح آفاق‪ً- - -‬ا فكري ‪-- -‬ة‪ ،‬وث ‪-- -‬راًء علمي‪ً- - -‬ا‪ ،‬في فحص‬
‫النصوص‪ ،‬واستقراء داللتها المختلف‪-‬ة‪ ،‬إلى خالف سياس‪-‬ي ط‪-‬ائفي‪ ،‬يس‪-‬عى ك‪ٌّ-‬ل ِم ن المختلفين إلى‬
‫إلغاء وتشويه وطمس َم َع الم ُم َخ اِلِف ه‪ ،‬واتهامه باالبتداع‪ ،‬ومخالفة الُّس َّنة النبوية واتب‪--‬اع غ‪-‬يِر س‪--‬بيل‬
‫المؤمنين‪ ،‬وأحيانًا الرمي بالكفر والزندقة والخروج عن ِم ّلة اإلسالم‪.‬‬
‫إن ه ‪--‬ذا الواق ‪--‬ع الم ‪--‬ؤلم ي ‪--‬دعو العلم ‪--‬اء المت ‪--‬أهلين‪ ،‬والب ‪--‬احثين المتخصص ‪--‬ين‪ ،‬إلى تحقي ‪--‬ق قضايا‬
‫العلوم الشرعية‪ ،‬وخاصة األحكام الفقهية منها؛ بربطها بأدلتها‪ ،‬وبناء مناهج استداللها‪ ،‬ومقارن‪--‬ة‬
‫م ‪-- -‬ذاهبها‪ ،‬وتوجي ‪-- -‬ه خالفه ‪-- -‬ا الع ‪-- -‬الي والن ‪-- -‬ازل‪ ،‬بعي ‪-- -‬دا عن الجم ‪-- -‬ود القات ‪-- -‬ل‪ ،‬والحرفي ‪-- -‬ة الخانق ‪-- -‬ة‪،‬‬

‫والمسلمات المسبقة‪ ،‬واإلمالءات السياس‪-‬ية‪ ،‬والحزبي‪-‬ة الضِّيقة‪ .‬والقص‪ُ-‬د من ذل‪-‬ك كل‪-‬ه ه‪-‬و إحي‪-‬اُء‬
‫الثقاف ‪--‬ة الفقهي ‪--‬ة األص ‪--‬يلة‪ ،‬وتجدي ‪ُ-‬د الَم َلًك ة االجتهادي ‪--‬ة في األم ‪--‬ة‪ ،‬وإ ع‪--‬ادُة بِّث أدب الخالف‪ ،‬بعي ‪--‬دًا‬
‫عن التناحر‪ ،‬واإلقصاء‪ ،‬وتبادل االتهامات؛ بما يجعل األمة تستعيد قدرتها على احتضان اآلراء‬
‫المتعددة في المسألة الواحدة‪ ،‬مادامت تس‪--‬تجيب لألدل‪--‬ة الش‪--‬رعية من كت‪--‬اب اهلل وس‪--‬نة رس‪--‬وله ص‬
‫وما انبنى عليهما من أصول االستدالل‪ ،‬وقواعده‪.‬‬
‫ذل‪--‬ك أن غي‪--‬اب الثقاف‪--‬ة الفقهي‪--‬ة تأص‪--‬يًال وتجدي‪--‬دًا واجته‪--‬ادًا‪ ،‬أَّد ى باألم‪--‬ة في كث‪--‬ير من األحي‪--‬ان إلى‬
‫الجمود على الظواهر من النصوص‪ ،‬أو إلى التجرد من األدلة كلي‪--‬ة‪ ،‬وكال األم‪--‬رين خ‪--‬روج عن‬
‫حد االعتدال في العلم‪ ،‬وكالهما أيضًا يؤِّد ي إلى الجمود والتعصب والتقليد(‪.)1‬‬
‫وال ش‪--‬ك أن ه‪--‬ذه الطريق‪--‬ة من الدراس‪--‬ة ُتَع ِّر ُف الُم خ‪--‬الَف أَّن لُم خالِف ه حج‪--‬ة‪ ،‬وأن‪--‬ه يس‪--‬تند إلى دلي‪--‬ل‬
‫فيما يذهب إليه؛ فيعذره وال يتعامل معه بأن‪-‬ه مس‪-‬تهين بالش‪-‬رع ومبت‪-‬دع في‪-‬ه‪ ،‬وق‪-‬د يت‪-‬بّين ل‪-‬ه أن م‪-‬ا‬
‫عند مخالفه هو الصواب الذي يجب الذهاب إليه والعمل بمقتضاه‪.‬‬
‫وهذا بدوره يقِّر ُب ُو جهات النظر بين أتباع المذاهب‪ ،‬والطوائف‪ ،‬والجماعات‪ ،‬ويخِّفف ِم ن ح‪-‬دة‬
‫االختالف‪ ،‬ويوحد بين المسلمين‪ ،‬ويرشدهم إلى إمكانية االختالف بعيدًا عن التفرق والتنازع‪.‬‬

‫‪ )(1‬ينظر‪ :‬الفطرية بعثة التجديد المقبلة‪ ،‬فريد األنصاري‪( ،‬ص‪.)175‬‬


‫وإ ن ك ‪--‬ان الب ‪--‬احث يعتق ‪--‬د أَّن ه ‪--‬ذه الخط ‪--‬وة ُم ِه َّم ة ج ‪--‬دًا‪ ،‬وُتْس ِه م إلى ح‪ِّ- -‬د كب ‪--‬ير في ًح ِّل كث ‪--‬يٍر ِم ن‬
‫خالف‪--‬ات المس‪--‬لمين‪ ،‬ومعالج‪--‬ة أزم‪--‬اتهم الفكري‪--‬ة‪ ،‬إال أّن ه ال ب‪--‬د من التربي‪--‬ة العملي‪--‬ة‪ ،‬والت‪--‬درب على‬
‫آداب الخالف‪ ،‬والتحّلي باألخالق التي يجب أن تحكمه‪.‬‬
‫ومن هن ‪--‬ا رس ‪--‬خ اقتن ‪--‬اعي ‪ ،‬واش ‪--‬تّد ت عزيم ‪--‬تي إلى خدم ‪--‬ة الفق ‪--‬ه اإلس ‪--‬المي‪ ،‬بعي ‪--‬دًا عن العص ‪--‬بية‬
‫المذهبي ‪--‬ة‪ ،‬والطائفي ‪--‬ة المقيت ‪--‬ة‪ ،‬وذل ‪--‬ك من خالل التع‪ُّ- -‬ر ف على الم ‪--‬ذهب الفقهي للطائف ‪--‬ة الزيدي ‪--‬ة‪،‬‬
‫وجم ‪--‬ع ع ‪--‬دد من المس ‪--‬ائل الفقهي ‪--‬ة ال ‪--‬تي هي َم ح‪ّ- -‬ل ن ‪--‬زاع بين الم ‪--‬ذهب الزي ‪--‬دي من جه ‪--‬ة ‪ ،‬وبين‬
‫الم‪--‬ذاهب األربع‪--‬ة الس‪--‬نيةمن جه‪--‬ة أخ‪--‬رى‪،‬ودراس‪--‬تها دراس‪--‬ة علمي‪--‬ة‪ ،‬تأص‪--‬يلية وموضوعية ‪ ،‬تق‪--‬وم‬
‫علي إب‪--‬راز ال‪--‬دليل‪ ،‬وعلى مراع‪--‬اة قواع‪--‬د الدالل‪--‬ة؛ وتوظيفه‪--‬ا‪ ،‬وإ عم‪--‬ال منهج االس‪--‬تدالل المناس‪--‬ب‬
‫حس ‪-- -‬ب طبيع ‪-- -‬ة الحكم الش ‪-- -‬رعي ومجال ‪-- -‬ه من العب ‪-- -‬ادات أو المع ‪-- -‬امالت؛ إحي ‪-- -‬اًء للثقاف‪-- - -‬ة الفقهي ‪-- -‬ة‬
‫األصيلة‪،‬خطوة أولى‪.‬‬
‫وخطوة ثانية‪ :‬تقريب ما بين الطوائف بحيث يكون خالفها مثل الخالف مابين الحنفي‪--‬ة والمالكي‪--‬ة‬
‫والشافعية والحنابلة؛محوًا للطائفية التي فَّر قت المسلمين ‪ ،‬وأضعفت قوتهم ‪.‬‬
‫والمذهب الزيدي‪-‬والذي مازال له أتب‪--‬اع في اليمن‪ -‬ه‪--‬و أح‪--‬د الم‪--‬ذاهب الفقهي‪--‬ة العريق‪-‬ة‪ ،‬ال يمكن‬
‫تجاهله‪ ،‬أو تغييبه من الساحة اإلسالمية‪ ،‬أو عدم عِّد ِه من المذاهب الفقهية‪.‬‬
‫فهو مثل غيره من الم‪-‬ذاهب‪ ،‬ل‪-‬ه أص‪--‬وله وقواع‪-‬ده‪ ،‬وأئمت‪-‬ه وعلم‪-‬اؤه‪ ،‬ول‪-‬ه تراث‪-‬ه العلمي ومؤلفات‪-‬ه‬
‫القيم‪--‬ة‪ -‬م‪--‬ا زال أكثره‪--‬ا مخطوط‪--‬ا إلى اآلن ‪ -‬ول‪--‬ه آراء واختي‪--‬ارات فقهي‪--‬ة متمّي زة‪ ،‬ومتنوع‪--‬ة‪،‬‬
‫جديرة بالتأمل والنظر‪.‬‬
‫وبخصوص مخالفته للمذاهب األربعة في جملة من المسائل فهو أمر َطَبِع ي ‪،‬حاُل ُه ح‪--‬اَل غ‪--‬يره ؛‬
‫إذ م‪--‬ا من م‪--‬ذهب إال ول‪--‬ه آراء يخ‪--‬الف فيه‪--‬ا البقي‪--‬ة‪ ،‬ب‪--‬ل إن‪--‬ك تج‪--‬د‪ -‬أحيان ‪ً-‬ا‪ -‬في المس‪--‬ألة الواح‪--‬دة‬
‫أقواال متعددة ومتباينة‪ ،‬كُّل مذهٍب منفرٌد بقولِه فيها عن بقية المذاهب‪.‬‬
‫وم‪--‬ا وج‪--‬د ل‪--‬ه من أق‪--‬وال ش‪--‬اذة فإنه‪--‬ا تظ‪--‬ل اجته‪--‬ادات‪ ،‬وفي مس‪--‬ائل ظني‪--‬ة تخضع للبحث والتح‪--‬اور‬
‫والنقاش‪ ،‬وعند تبُّين وجه خطئها وشذوذها ُتْهَج ُر َو ُتْتَر ُك ؛ وليس من العدل واإلنصاف أن ُيْهَج ر‬
‫المذهُب بأكمله ألجلها‪.‬‬
‫و أما عدم االعتداد بخالف الزيدية الفقهي ‪ -‬بحج‪--‬ة مخالف‪-‬اتهم أله‪--‬ل الس‪--‬نة في جمل‪--‬ة من أص‪--‬ول‬
‫االعتقاد – فليس عليه دليل يذكر ‪ ،‬وال يمكن بحال من األح‪--‬ول أن يك‪--‬ون الخالف الَع َق دي س‪--‬ببًا‬
‫علمي ‪َ--‬ا إلقص‪-- -‬ائهم ِم ن مي‪---‬دان الفق‪---‬ه‪ ،‬أوع‪---‬دم االعت‪---‬داد بخالفهم الفقهي ؛ ال س ‪--‬يما وأن أص‪-- -‬ولهم‬
‫االستدالليه في الفقه هي أصول استدالل أهل السنة نفسها ‪ ،‬من حيث الجملة‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬وبعد استشارتي ألستاذي الفاضل الدكتور‪ :‬عبد الفتاح الزنيفي‪ ،‬وتوجيهه لي ‪،‬أحببت أن‬
‫يك ‪--‬ون موضوعي المق ‪--‬دم لني ‪--‬ل درج ‪--‬ة ال ‪--‬دكتوراه في الفق ‪--‬ه المق ‪--‬ارن بعن ‪--‬وان‪" :‬مف ‪--‬ردات الم ‪--‬ذهب‬
‫الزيدي الفقهية عن المذاهب األربعة‪ ،‬دراسة فقهية مقارنة"‪ .‬والذي صادف اق‪--‬تراح االس‪--‬تاذ فقب‪--‬ل‬
‫مشكورّا اإلشراف عليه ‪ ،‬وشجعني على المضّي في‪-‬ه بحري‪-‬ة علمي‪-‬ة ‪ ،‬تبتغي الوص‪-‬ول إلى الح‪-‬ق‬
‫‪ ،‬ألن اهلل هو الحق ‪.‬‬
‫ونظ ‪--‬رًا لك ‪--‬ثرة المس ‪--‬ائل‪ ،‬وط ‪--‬ول عرضها‪،‬اقتص ‪--‬ر بح ‪--‬ثي ه ‪--‬ذا على مس ‪--‬ائل العب ‪--‬ادات واألح ‪--‬وال‬
‫الشخصية والمعامالت المالية‪.‬‬
‫أهمية الموضوع‪:‬‬
‫إن كل بحث يكتسب أهمية من خالل موضوعه ومتعلقه‪ ،‬وهذا البحث ال‪-‬ذي بين أي‪-‬دينا ق‪--‬د تن‪-‬اول‬
‫موضوعًا يتعلق بأمرين‪-:‬‬
‫األمر األول‪ :‬مفردات المذهب الزيدي الفقهية عن المذاهب األربعة‪.‬‬
‫األمر الثاني‪ :‬دراسة تلك المفردات دراسة فقهية مقارنة‪.‬‬
‫وكال األمرين من األهمية بمكان‪.‬‬
‫فاألمر األول تكمن أهميته من جهتين ‪:‬‬
‫الجه‪--‬ة األولى ت‪--‬برز في أن الم‪--‬ذهب الزي‪--‬دي من أك‪--‬ثر الم‪--‬ذاهب اإلس‪--‬المية نم‪--‬اء‪ ،‬وق‪--‬درة على‬
‫مسايرة العصور‪ ،‬ألنه أخذ من األصول والمناهج أوسعها مدى‪ ،‬إضافة إلى فتح ب‪--‬اب االجته‪--‬اد‪،‬‬
‫والتخ‪--‬ريج في ك‪--‬ل العص‪--‬ور‪ ،‬وك‪--‬ثرة األئم‪--‬ة ال‪--‬ذين خرج‪--‬وا‪ ،‬واجته‪--‬دوا م‪--‬ع فتح الب‪--‬اب لآلراء في‬
‫الم ‪--‬ذاهب األربع ‪--‬ة وغيره ‪--‬ا‪ ،‬ويكفي الم ‪--‬ذهب فخ ‪--‬رًا أن َخ َر َج من مَد اِر س ‪--‬ه علم ‪--‬اء مج ‪--‬ددون‪ ،‬لهم‬
‫مك ‪--‬انتهم العلمي ‪--‬ة‪ ،‬وش ‪--‬هرتهم في الع ‪--‬الم‪ ،‬مارس ‪--‬وا االجته ‪--‬اد المطل ‪--‬ق في األص ‪--‬ول‪ ،‬والف ‪--‬روع‪ ،‬في‬
‫وقت جمد الن‪--‬اس على الم‪--‬ذاهب ولم يتجاوزوه‪--‬ا‪ ،‬ومن ه‪--‬ؤالء‪ :‬ابن ال‪--‬وزير(ت‪840‬هـ)(‪ ،)1‬وابن‬
‫األمير(‪( )2‬ت‪1182‬هـ)‪ ،‬والشوكاني(‪( )3‬ت‪1250‬هـ)وغيرهم‪.‬‬
‫والجهة الثانية تتمحورفي جمع مسائل المذهب الزيدي‪ ،‬التي انف‪-‬رد فيه‪-‬ا عن الم‪-‬ذاهب األربع‪-‬ة‪،‬‬
‫بغية التخفيف من الخالف‪ ،‬وحصره في مسائل معدودة‪ ،‬ال يمكن أن يتجاوز غيرها‪.‬‬
‫وأما األمر الثاني‪ :‬فتظهر أهميته فيما يلي‪:‬‬

‫‪ )(1‬هو‪ :‬أبو عبد هللا محمد بن إبراهيم الوزير‪ ،‬من أئمة المجتهدين في اليمن في القرن الثامن‪ ،‬من مؤلفاته‪":‬‬
‫العواصم والقواصم في الَذ ّب عن سنة أبي القاسم"‪ ،‬توفي سنة ‪840‬هـ‪ .‬ينظر ترجمته في‪ :‬البدر الطالع بمحاسن‬
‫َم ن بعد القرن السابع ‪ ،‬محمد بن علي الشوكاني (‪ ،)1/81‬وهجر العلم ومعاقله في اليمن ‪ ،‬إسماعيل بن علي‬
‫األكوع (‪.)3/1367‬‬
‫‪ )(2‬هو‪ :‬أبو إبراهيم محمد بن إسماعيل األمير‪ ،‬عالم مبرز في علوم المعقول والمنقول‪ ،‬إمام المجتهدين في اليمن‬
‫في زمانه‪ ،‬من مؤلفاته‪ :‬سبل السالم شرح بلوغ المرام‪ ،‬توفي سنة‪1182‬هـ‪ .‬ينظر ترجمته في‪ :‬البدر الطالع‬
‫بمحاسن َم ن بعد القرن السابع ‪ ،‬محمد بن علي الشوكاني (‪ ،)133/ 2‬وهجر العلم ومعاقله في اليمن‪ ،‬إسماعيل بن‬
‫علي األكوع(‪.)4/1815‬‬
‫‪ )(3‬هو‪ :‬محمد بن علي الشوكاني‪ ،‬فقيه مجتهد من كبار علماء اليمن‪،‬تولى القضاء ‪ ،‬من مؤلفاته‪:‬‬
‫نيل األوطار شرح منتقى األخبار‪ ،‬توفي سنة‪1250‬هـ‪ ،‬ينظر ترجمته في‪ :‬البدر الطالع بمحاسن َم ن بعد القرن‬
‫السابع ‪ ،‬محمد بن علي الشوكاني (‪ ،)2/214‬وهجر العلم ومعاقله في اليمن ‪ ،‬إسماعيل بن علي األكوع (‬
‫‪.)4/2251‬‬
‫‪ -1‬ه‪--‬ذه الدراس‪--‬ة المقارن‪--‬ة لمس‪--‬ائل الفق‪--‬ه اإلس‪--‬المي ومذاهب‪--‬ه ضرورية‪ ،‬وفي غاي‪--‬ة من األهمي‪--‬ة‬
‫والنفع؛ فهي الزمة لمعرفة سعة أف‪--‬ق الفق‪-‬ه اإلس‪--‬المي؛ ورحاب‪ِ-‬ة ص‪--‬دره لش‪-‬تى االجته‪-‬ادات؛ ودال‪-‬ة‬
‫على تعدد المشارب والمنازع‪.‬‬
‫‪ -2‬في ه‪--‬ذه الدراس‪--‬ة إث‪--‬راء للدراس‪--‬ات الفقهي‪--‬ة المعاص‪--‬رة‪ ،‬وتعوي‪--‬د على المنهج الموضوعي في‬
‫البحث والدراسة والتحقيق‪.‬‬
‫‪ -3‬ل‪--‬زوم ه‪--‬ذا البحث‪ -‬أيضًا‪ -‬لتخفي‪--‬ف العص‪--‬بية المذهبي‪--‬ة‪ ،‬والطائفي‪--‬ة ال‪--‬تي تح‪--‬ول بين مج‪--‬رد‬
‫النظر في المذاهب األخرى إال في بعض المسائل لمحض الرد عليها‪.‬‬
‫‪ -4‬فائدت‪--‬ه لتك‪--‬وين ملك‪--‬ة الفق‪--‬ه ال‪--‬تي الب‪--‬د منه‪--‬ا لقي‪--‬ام أي اجته‪--‬اد ص‪--‬حيح‪ ،‬فمن لم يع‪--‬رف اختالف‬
‫الفقهاء فليس بفقيه‪.‬‬
‫‪-5‬في دراس‪--‬ة ه‪--‬ذه المس‪--‬ائل الفقهي‪--‬ة على ه‪--‬ذه الكيفي‪--‬ة تق‪--‬ويم لآلراء والترجيح‪--‬ات‪ ،‬واالختي‪--‬ارات‬
‫التي انتصر لها المذهب الزيدي‪ ،‬أو مخ‪-‬الفوه؛ لمعرف‪--‬ة أي ه‪-‬ذه اآلراء ه‪-‬و ال‪-‬راجح واألق‪--‬رب إلى‬
‫الدليل‪ ،‬واألليق بحال الناس‪.‬‬
‫يق‪--‬ول الن‪--‬ووي(‪( )1‬ت‪676‬هـ)‪(:‬واعلم أَّن معرف ‪َ-‬ة م‪--‬ذاهِب الَّس َلِف بأدلته‪--‬ا ِم ن أهِّم م‪--‬ا ُيْح ت‪--‬اج إلي‪--‬ه‪،‬‬
‫ألن اختالفهم في الفروع رحمة‪ .‬وِبِذ ْك ر مذاهبهم بأدلتها‪ ،‬يع‪-‬رُف المتمكُن الم‪-‬ذاهَب على وجهه‪-‬ا‪،‬‬
‫وال‪--‬راجَح من المرج‪--‬وح‪ ،‬ويتضح ل‪--‬ه ولغ‪--‬يره المش‪--‬كالت‪ ،‬وتظه‪--‬ر ل‪--‬ه الفوائ‪--‬د النفيس‪--‬ات‪ ،‬ويت ‪َّ-‬د رب‬
‫الن ‪--‬اظر فيه ‪--‬ا بالس ‪--‬ؤال والج ‪--‬واب‪ ،‬وينفتح ذهن ‪--‬ه‪ ،‬ويتمّي ز عن ‪--‬د ذوى البص ‪--‬ائر واأللب ‪--‬اب‪ ،‬ويع ‪--‬رف‬
‫األح ‪-- -‬اديث الص ‪-- -‬حيحة من الضعيفة‪ ،‬وال ‪-- -‬دالئل الراجح ‪-- -‬ة من المرجوح ‪-- -‬ة‪ ،‬ويق ‪-- -‬وم ب ‪-- -‬الجمع بين‬
‫األح‪-- -‬اديث المتعارضات‪ ،‬والمعم‪-- -‬ول بظاهره‪-- -‬ا من الم‪-- -‬ؤوالت‪ ،‬وال يش‪-- -‬كل علي‪-- -‬ه إال أف‪-- -‬راد من‬
‫النادر)(‪.)2‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫مما دفعني للكتابة في هذا الموضوع‪ -‬إضافة إلى ما تقَّد م من األهمية واألسباب‪ -‬ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬ع‪-‬دم تمي‪--‬يز كث‪--‬ير من طلب‪--‬ة العلم بين الخالف في األص‪--‬ول أو الف‪-‬روع‪ ،‬واعتب‪--‬ار أص‪--‬نافه كله‪--‬ا‬
‫بمنزل ‪--‬ة خالف األص ‪--‬ول‪ ،‬ف ‪--‬أَّد ى ك ‪ُّ-‬ل ذل ‪--‬ك إلى الظلم واإلجح ‪--‬اف واإلقص ‪--‬اء‪ ،‬مَّم ا زاد ِم ن تعمي ‪--‬ق‬
‫الفرق‪--‬ة وتوس‪--‬يعها؛ فك‪--‬ان الب‪--‬د من الدراس‪--‬ة الموضوعية ال‪--‬تي تق‪--‬رب بين المختلفين‪ ،‬وتخف‪--‬ف من‬
‫حدة العصبيات التي أهدرت األوقات‪ ،‬وأضاعت الجهود وفّر قت األمة‪.‬‬

‫‪ )(1‬هو‪ :‬أبو زكريا يحيى بن شرف النووي‪ ،‬عالمة في الفقه الشافعي‪ ،‬والحديث‪ ،‬واللغة‪ ،‬من مؤلفاته‪ :‬المجموع في‬
‫شرح المهذب ‪ ،‬النووي شرح المهذب‪ ،‬لم يكمله‪ ،‬توفي سنة ‪ 676‬هـ‪ .‬ينظر ترجمته في‪ :‬طبقات الشافعية الكبرى‪،‬‬
‫عبد الوهاب السبكي (‪ ،)8/395‬وطبقات الشافعية‪ ،‬ابن قاضى شهبة(‪.)2/153‬‬
‫‪ )(2‬مقدمة المجموع في شرح المهذب ‪ ،‬النووي (‪.)1/19‬‬
‫‪-2‬التع‪--‬رف على الم‪--‬ذهب الزي‪--‬دي‪ ،‬والتعري‪--‬ف ب‪--‬ه وبتراث‪--‬ه الفقهي العظيم‪ ،‬إذ أن الم‪--‬ذهب لم ين‪--‬ل‬
‫حق‪--‬ه من الدراس‪--‬ات واألبح‪--‬اث مث‪--‬ل غ‪--‬يره من الم‪--‬ذاهب األربع‪--‬ة المش‪--‬هورة‪ ،‬ب‪--‬ل تك‪--‬اد الدراس‪--‬ات‬
‫األكاديمية حوله معدومة‪.‬‬
‫‪-3‬م ‪--‬ا من م ‪--‬ذهب من الم ‪--‬ذاهب المش ‪--‬هورة إال وق ‪--‬د ُأف‪ِ- -‬ر د في ‪--‬ه ُم َؤ َّل ٌف ‪ ،‬أو بحٌث َيْج َم ُع مفردات ‪--‬ه‬
‫الفقهي‪-- -‬ة‪ ،‬إال الم‪-- -‬ذهب الزي‪-- -‬دي ‪ -‬حس‪-- -‬ب علمي ‪ -‬فك‪-- -‬ان ال ب‪-- -‬د من جم‪-- -‬ع تل‪-- -‬ك المف‪-- -‬ردات ليس‪-- -‬هل‬
‫الرجوع إليها‪ ،‬ومعرفة أوجه االتفاق واالختالف‪ ،‬بين المذهب الزيدي والمذاهب األربعة‪.‬‬
‫‪ -4‬بيان وجهة نظر الزيدي‪-‬ة في ه‪-‬ذه المس‪-‬ائل‪ ،‬وإ ب‪-‬راز أدلتهم النقلي‪-‬ة والعقلي‪-‬ة‪ ،‬ووج‪-‬ه االس‪-‬تدالل‬
‫بها لقولهم ومذهبهم‪ ،‬ومدى الق‪-‬رب‪ ،‬والبع‪--‬د من أص‪--‬ول االس‪--‬تدالل‪ ،‬ومن‪--‬اهج االس‪--‬تنباط‪ ،‬ألج‪--‬ل أن‬
‫يتضح خط‪--‬أ التعميم القائ‪--‬ل‪ :‬إن الم‪--‬ذهب الزي‪--‬دي ال يمكن ع‪--‬ده من الم‪--‬ذاهب الفقهي‪--‬ة بحج‪--‬ة أن‪--‬ه‬
‫شيعي‪ ،‬دون النظر إلى أصوله االستداللية في استنباطه لألحكام‪ ،‬وم‪-‬ا اس‪-‬تند علي‪-‬ه من دلي‪-‬ل فيم‪-‬ا‬
‫ذهب إليه من اآلراء واالختيارات الفقهية‪.‬‬
‫‪-5‬أن الخالفات الفقهية‪ ،‬واإلشكاالت العلمية كثيرًا ما ُتع‪-‬اَلُج بأس‪-‬اليب إنش‪-‬ائية‪ ،‬وخطابي‪-‬ة ‪ ،‬بعي‪-‬دة‬
‫عن الدراسات الموضوعية المؤسسة على الدليل الق‪-‬اطع‪ ،‬والحج‪--‬ة القوي‪--‬ة‪ ،‬فيزي‪--‬د الخالف خالف‪ً-‬ا‪،‬‬
‫واإلش‪-- -‬كال إش‪---‬كاًال؛ مم‪---‬ا دفع‪---‬ني إلى جم‪---‬ع المس‪---‬ائل الفقهي‪---‬ة ال ‪--‬تي خ ‪--‬الف فيه ‪--‬ا الم ‪--‬ذهب الزي‪---‬دي‬
‫الم ‪--‬ذاهب األربع ‪--‬ة‪ ،‬ومعالجته ‪--‬ا بأس ‪--‬لوب موضوعي محاي ‪--‬د يق ‪--‬وم على إب ‪--‬راز البره ‪--‬ان الس ‪--‬اطع‪،‬‬
‫وال‪-- -‬دليل الق‪-- -‬اطع‪ ،‬يس‪-- -‬هم كث‪-- -‬يرًا في ح‪-- -‬ل كث‪-- -‬ير من تل‪-- -‬ك الخالف‪-- -‬ات‪ ،‬ويق‪-- -‬رب وجه‪-- -‬ات النظ‪-- -‬ر بين‬
‫المختلفين‪.‬‬
‫منهج البحث وتقسيماته‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬المنهج العام‪:‬‬
‫‪-1‬اس ‪--‬تعماُل المنهِج المق ‪--‬ارن في تقري ‪--‬ر المس ‪--‬ائل الفقهي ‪--‬ة‪ ،‬وع ‪--‬رِض األق ‪--‬وال فيه ‪--‬ا‪ ،‬م ‪--‬ع اللج ‪--‬وء‬
‫للمنهج التحليلي أثن ‪-- -‬اء المناقش ‪-- -‬ة لألدل ‪-- -‬ة ووج ‪-- -‬وه االس ‪-- -‬تدالل‪ ،‬ولم أغف ‪-- -‬ل المنهج الت ‪-- -‬اريخي عن ‪-- -‬د‬
‫التعريف بالمذهب الزيدي‪ ،‬والترجمة لإلمام زيد(ت‪122‬هـ)‪.‬‬
‫‪-2‬جمُع مفردات الزيدية الفقهية من مظانها‪ ،‬وتقُس يمها إلى أبواب‪ ،‬يشتمل ك‪-‬ل ب‪-‬اب على فص‪--‬ل‪،‬‬
‫وتحت ك‪-- -‬ل فص‪-- -‬ل مب‪-- -‬احث‪ ،‬وذل‪-- -‬ك حس‪-- -‬ب احتياج‪-- -‬ات البحث وس‪-- -‬عة مفردات‪-- -‬ه‪ ،‬وقلته‪-- -‬ا‪ ،‬ورتبُت‬
‫المسائل على ترتيب كتاب " البحر الزخار‪ ،‬البن المرتضي(ت‪840‬هـ)"‪.‬‬
‫‪-3‬االل‪--‬تزام بالرس‪--‬م العثم‪--‬اني للق‪--‬رآن الك‪--‬ريم‪ ،‬برواي‪--‬ة حفص عن عاص‪--‬م‪ ،‬م‪--‬ع ع‪--‬زو اآلي‪--‬ات‪ -‬في‬
‫الحاشية‪ -‬إلى سورها بذكر رقم اآلية واسم السورة‪.‬‬
‫‪-4‬تخريُج األحاديث النبوية من مص‪--‬ادرها األص‪--‬لية‪ ،‬والحكُم عليه‪-‬ا ِم ن أق‪--‬وال العلم‪-‬اء المعت‪-‬برين‬
‫في هذا الفن‪.‬‬
‫‪-5‬توثيُق النصوص وعزُو ها إلى مصادرها األصلية‪.‬‬
‫‪-6‬الترجم‪ُ-‬ة لألعالم‪ ،‬واإلع‪--‬راُض عن ترجم‪--‬ة الص‪--‬حابة‪ ،‬واألئم‪--‬ة األربع‪--‬ة ‪،‬الستفاضة المؤلف‪--‬ات‬
‫في ترجمتهم‪ ،‬وشهرتهم ‪.‬‬
‫‪-7‬التعري ‪ُ- - -‬ف ببعض المص‪-- - -‬طلحات العلمي‪-- - -‬ة‪ ،‬وتفس‪-- - -‬يُر األلف‪-- - -‬اظ الغريب‪-- - -‬ة من كتب التعريف‪-- - -‬ات‪،‬‬
‫والتركيز أكثر على المصطلحات الفقهية‪.‬‬
‫‪-8‬وضُع كَّش افات متنوعة في آخر البحث‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬المنهج في استخراج مفردات المذهب الزيدي‪:‬‬
‫الستخراج المسائل الفقهية التي انفرد فيها الزيدية عن المذاهب األربعة‪ ،‬قمت بعدة خطوات‪:‬‬
‫‪-1‬تحرير مصطلح المفردات الفقهية‪ ،‬ووضع شروط وضوابط لع‪-‬د تل‪-‬ك المس‪-‬ألة من المف‪-‬ردات‪،‬‬
‫أو ليست من المفردات‪.‬‬
‫‪-2‬جم ‪--‬ع أق ‪--‬وال الم ‪--‬ذهب الزي ‪--‬دي المعتم ‪--‬دة في مس ‪--‬ائل العب ‪--‬ادات والمع ‪--‬امالت المالي ‪--‬ة واألح ‪--‬وال‬
‫الشخصية‪ ،‬وذلك بالرجوع إلى المصادر الزيدية التي اهتمت بتذهيب األقوال المعتمدة للم‪--‬ذهب‪،‬‬
‫بوضع عالم ‪--‬ة هـ‪ ،‬أو هب ف ‪--‬وق الق ‪--‬ول المعتم ‪--‬د‪ ،‬أو ق ‪--‬رز في الحاش ‪--‬ية‪ ،‬وال ‪--‬تي ك ‪--‬ان من أهمه ‪--‬ا‪:‬‬
‫"البح ‪--‬ر الزخ ‪--‬ار الج ‪--‬امع لم ‪--‬ذاهب علم ‪--‬اء األمص ‪--‬ار‪،‬البن المرتضى(‪( )1‬ت‪840‬هـ)"‪،‬وكت ‪--‬اب ‪" :‬‬
‫المن‪--‬تزع المخت‪--‬ار من الغيث الم‪--‬درار في ش‪--‬رح األزه‪--‬ار البن مفت‪--‬اح(‪( )2‬ت‪877‬هـ)"‪ ،‬وغيرهم‪--‬ا‬
‫من المص ‪--‬ادر والكتب ال ‪--‬تي ص ‪--‬رحت ب ‪--‬أن ه ‪--‬ذا الق ‪--‬ول ه ‪--‬و م ‪--‬ذهب الزيدي ‪--‬ة‪ ،‬مث ‪--‬ل‪ ":‬كت ‪--‬اب الت ‪--‬اج‬
‫المذهب‪ ،‬للعنسي(‪()3‬ت‪1390‬هـ)"‪.‬‬
‫‪-3‬ثم المقارن‪--‬ة اإلجمالي‪--‬ة لك‪ِّ-‬ل ق‪--‬ول من ه‪--‬ذه األق‪--‬وال ب‪--‬األقوال المعتم‪--‬دة للم‪--‬ذاهب األربع‪--‬ة في ك‪--‬ل‬
‫مس ‪--‬ألة من تل ‪--‬ك المس ‪--‬ائل‪ ،‬فم ‪--‬ا تحققت في ‪--‬ه ش ‪--‬روط وضوابط المف ‪--‬ردة الفقهي ‪--‬ة أثبت ‪--‬ه‪ ،‬وجعلُت ه من‬
‫مسائل البحث‪.‬‬
‫‪ -4‬اقتصرُت في بحثي ه‪-‬ذا على المس‪-‬ائل الفقهي‪-‬ة الب‪-‬ارزة وال‪-‬تي اتف‪-‬ق فيه‪-‬ا أص‪-‬حاُب ك‪ّ-‬ل م‪-‬ذهب‬
‫أن‪--‬ه المعتم‪--‬د من م‪--‬ذهبهم‪ ،‬وأعرضُت عن جمل‪--‬ة من المس‪--‬ائل؛ مختل‪--‬ف فيم‪--‬ا ه‪--‬و المعتم‪--‬د للم‪--‬ذهب‬
‫الزي ‪--‬دي‪ ،‬أو ألح ‪--‬د الم ‪--‬ذاهب األربع ‪--‬ة‪،‬أو أن ه ‪--‬ذه المس ‪--‬ائل غامضة ودقيق ‪--‬ة ج ‪--‬دا لم يتع ‪--‬رض له ‪--‬ا‬

‫‪ )(1‬هو‪ :‬أحمد بن يحيى بن المرتضى‪ ،‬عالم‪ ،‬فقيه‪ ،‬مجتهد‪ ،‬من أئمة الزيدية باليمن‪ ،‬من مؤلفاته‪ :‬البحر الزخار‬
‫الجامع لمذاهب علماء األمصار‪ ،‬توفي سنة ‪840‬هـ‪ .‬ينظر ترجمته في‪ :‬البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن‬
‫السابع‪ ،‬محمد بن علي الشوكاني (‪ ،)1/122‬و أعالم المؤلفين الزيدية ‪ ،‬عبد السالم الوجيه (ص‪.)206‬‬
‫‪)(2‬هو‪ :‬عبد هللا بن أبي القاسم بن مفتاح‪ ،‬أحد المحققين في علم الفقه‪،‬من أئمة الزيدية في اليمن ‪ ،‬من مؤلفاته‪:‬‬
‫المنتزع المختار من الغيث المدرار في شرح األزهار ‪ ،‬المعروف بشرح األزهار‪ ،‬توفى سنة ‪877‬هـ‪ .‬ينظر‬
‫ترجمته في‪ :‬البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع‪ ،‬محمد بن علي الشوكاني (‪ ،)1/394‬و أعالم المؤلفين‬
‫الزيدية‪ ،‬عبد السالم الوجيه (ص‪.)610‬‬
‫‪)(3‬هو‪ :‬أحمد بن قاسم العنسي‪ ،‬عالم فقيه‪ ،‬محقق في المذهب الزيدي‪ ،‬تولى أعماًال بتعز أيام اإلمام أحمد حميد‬
‫الدين‪ ،‬وتولى وزارة األوقاف واإلرشاد في عصر الجمهورية العربية اليمنية ‪ ،‬من مؤلفاته‪ :‬التاج المذهب ألحكام‪،‬‬
‫توفي سنة‪1390‬ه‍‍‪ .‬ينظر ترجمته في‪ :‬مصادر الفكر العربي اإلسالمي في اليمن ‪ ،‬عبد هللا بن محمد الحبشي(ص‬
‫‪ ،)308‬وأعالم المؤلفين الزيدية‪ ،‬عبد السالم الوجيه(ص‪.)155‬‬
‫أص ‪--‬حاب الم ‪--‬ذاهب‪ ،‬والفقه ‪--‬اء‪ ،‬ول ‪--‬و بش ‪--‬يء من البس ‪--‬ط والتوضيح ‪ ،‬أوأنه ‪--‬ا مس ‪--‬ائل ليس وراءه ‪--‬ا‬
‫طائل عمل‪،‬مثل ‪:‬مسائل الرقيق ‪ ،‬والمسائل االفتراضية ‪.‬‬
‫ثالثَا‪ :‬المنهج في عرض المسائل‪ ،‬والترجيح فيها‪:‬‬
‫‪ -1‬بدأت المسألة بوضع عنوان لها‪.‬‬
‫‪-2‬ثم َأْتَبْع ُت العن‪--‬واَن ب‪--‬ذكرقول الزيدي‪--‬ة في المس‪--‬ألة‪ ،‬معنون‪--‬ا ل‪--‬ه بـ ـــ‪ ":‬انف‪--‬راد الم‪--‬ذهب الزي‪--‬دي " ‪،‬‬
‫مع اإلحالة في الهامش إلى موضع ذلك القول‪ ،‬ولم أورد القول بنصه خشية اإلطالة‪.‬‬
‫‪-3‬ق ‪--‬د يس ‪--‬بُق ذك ‪َ-‬ر االنف‪--‬راد ‪-‬في بعض األحي ‪--‬ان‪ -‬تمهي ‪ٌ-‬د يتعل ‪--‬ق إم ‪--‬ا بتعري ‪ِ-‬ف مع ‪--‬نى اص ‪--‬طالحي‬
‫وثيق الصلة بالمسألة‪ ،‬وإ ما بتصوير المسألة‪.‬‬
‫وقد يلحق ذكر االنفراد – غالبا‪ -‬تحرير محل النزاع‪ ،‬أواالنفراد‪.‬‬
‫‪-4‬ذك ‪--‬ر الخالف‪ ،‬والقائ ‪--‬ل ب ‪--‬ه‪ ،‬وإ ي ‪--‬راد ذل ‪--‬ك على هيئ ‪--‬ة أق ‪--‬وال‪،‬وعن ‪--‬د الق ‪--‬ول ال ‪--‬ذي يواف ‪--‬ق م ‪--‬ذهب‬
‫الزيدية أقول‪ ":‬وهو مذهب الزيدية كما تقدم "‪.‬‬
‫‪ -5‬لم أغفل قول المذهب الظاهري‪ ،‬واإلمامي‪ ،‬واإلباضي‪ ،‬بل ذكرته في كل مسألة من مسائل‬
‫البحث لهم فيها قول‪.‬‬
‫‪-6‬عن‪--‬د ذك‪--‬ر األق‪--‬وال ب‪--‬دأت ب‪--‬أقوال الم‪--‬ذاهب األربع‪--‬ة ومن وافقهم إن وج‪--‬د‪ ،‬س‪--‬واء ك‪--‬انوا متفقين‬
‫أو مختلفين‪ ،‬ثم أذك‪--‬ر بقي‪--‬ة األق‪--‬وال إن وج‪--‬دت‪ ،‬على أن يك‪--‬ون آخ‪--‬ر األق‪--‬ول ه‪--‬و م‪--‬ذهب الزيدي‪--‬ة ‪.‬‬
‫وأما عند نسبة األقوال إلى المذاهب فإني أرتبها حسب الترتيب الزمني إال أحيانًا‪.‬‬
‫‪-7‬إذا ك‪--‬ان في الم‪--‬ذهب أك‪--‬ثر من ق‪--‬ول ألص‪--‬حابه ف‪--‬إني أعتم‪--‬د المش‪--‬هور والمعتم‪--‬د في الم‪--‬ذهب‪،‬‬
‫وه‪--‬و ال‪--‬ذي ص‪َّ-‬ر ح ب‪--‬ه محقق‪--‬و الم‪--‬ذاهب بأن‪--‬ه ك‪--‬ذلك‪ ،‬وأحيان‪--‬ا أذك‪--‬ر الرواي‪--‬ة األخ‪--‬رى‪ ،‬م‪--‬ع اإلش‪--‬ارة‬
‫بأنها ليست المعتمدة في المذهب ‪.‬‬
‫‪-8‬توثي ‪--‬ق األق ‪--‬وال ال ‪--‬واردة عن أئم ‪--‬ة الم ‪--‬ذاهب من مص ‪--‬ادرهم األص ‪--‬لية والمعتم ‪--‬دة ‪،‬وجعل ‪--‬ه في‬
‫الهامش‪ ،‬مع االعتماد على أكثر من مصدر ؛زيادة في التوثيق‪.‬‬
‫‪-9‬ذكر أدلة كل قول ووجوه االستدالل فيه‪ ،‬وما يرد على الدليل من اعتراضات ومناقشات‪.‬‬
‫وقد بذلت وسعي في تتب‪--‬ع أدل‪--‬ة واعتراضات وردود ك‪--‬ل ق‪--‬ول من كتب أص‪--‬حابه‪ ،‬أو الكتب ال‪--‬تي‬
‫تحكي الخالف واألقوال ‪ ،‬وتارة أستدل وأناقش لهم بما فيه حجة ألقوالهم وإ ن لم يذكروها‪.‬‬
‫‪ -10‬الترجيح بين األقوال ‪-‬حسب اقتناعي‪ -‬مع ذكر أسباب الترجيح‪.‬‬
‫خطة الموضوع‪:‬‬
‫لق‪--‬د اقتضت طبيع‪--‬ة الموضوع م‪--‬ني أن أجع‪--‬ل خط‪--‬ة البحث في‪ :‬مقدم‪--‬ة‪ ،‬وتمهي‪--‬د‪ ،‬وثالث‪--‬ة أب‪--‬واب‪،‬‬
‫وخاتمة‪ ،‬وتفصيُلها على النحو التالي‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬المقدم‪-- -‬ة‪ :‬وق‪-- -‬د ذك‪-- -‬رت فيه‪-- -‬ا لمح‪-- -‬ة عن المراح‪-- -‬ل ال‪-- -‬تي م‪-- -‬ر به‪-- -‬ا الفق ‪--‬ه اإلس‪-- -‬المي‪ ،‬وأهمي‪-- -‬ة‬
‫الموضوع‪ ،‬وأس ‪--‬باب اختي ‪--‬اره‪ ،‬والمنهِج ال ‪--‬ذي س ‪--‬لكته في معالج ‪--‬ة مس ‪--‬ائل البحث‪ ،‬والخط ‪--‬ة ال ‪--‬تي‬
‫سرت عليها‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬التمهيد‪ :‬وفيه التعريف بالمذهب الزيدي‪ ،‬وبيان معنى المف‪-‬ردات الفقهي‪--‬ة‪ ،‬لغ‪ً-‬ة واص‪--‬طالحًا‪،‬‬
‫مع ذكر أسباب االنفراد‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬األبواب والفصول‪ :‬وفيها مسائل البحث والدراسة‪:‬‬
‫الباب األول‪ :‬مفردات المذهب الزيدي في العبادات ‪.‬‬
‫وفيه ثالثة فصول‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مفردات المذهب الزيدي في الطهارة ‪.‬‬
‫وفيه ثالثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مسائل النجاسات‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مسائل الوضوء‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مسائل الغسل والتيمم‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬مفردات المذهب الزيدي في الصالة ‪.‬‬
‫وفيه سبعة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مسائل األذان‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مسائل صفة الصالة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مسائل مفسدات الصالة‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬مسائل صالة الجمعة‪.‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬مسائل نفل الصالة‪.‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬مسائل صالة القصر‪.‬‬
‫المبحث السابع‪ :‬مسائل العيد والكسوف‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مفردات المذهب الزيدي في الجنائز والزكاة والصيام والحج ‪.‬‬
‫وفيه أربعة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مسائل الجنائز‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مسائل الزكاة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مسائل الصيام‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬مسائل الحج‪.‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬مفردات المذهب الزيدي في األحوال الشخصية والمعامالت المالية‪.‬‬
‫وفيه فصالن‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مفردات المذهب الزيدي في األحوال الشخصية ‪.‬‬
‫وفيه ثالثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مسائل النكاح‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مسائل الطالق‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مسائل العدد والوصايا‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬مفردات المذهب الزيدي في المعامالت المالية ‪.‬‬
‫وفيه مبحثان‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مسائل البيوع‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مسائل الربا والشفعة‪.‬‬
‫الخاتمة‪ :‬وفيها أبرز النتائج والتوصيات‪.‬‬
‫الكشافات‪:‬‬
‫وتشمل ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬كشاف اآليات القرآنية‪.‬‬
‫‪-2‬كشاف األحاديث النبوية‪.‬‬
‫‪-3‬كشاف اآلثار‪.‬‬
‫‪-4‬كشاف األعالم المترجم لهم‪.‬‬
‫‪-5‬كشاف المصادر والمراجع‪.‬‬
‫‪-6‬كشاف الموضوعات‪.‬‬
‫أهم النتائج‪:‬‬
‫وفي ختام هذه الرسالة أحمد اهلل‪ ،‬وأشكره على سابغ فضله‪ ،‬وجزيل آالئه‪ ،‬وعلى توفيق‪--‬ه وإ عانت‪--‬ه لي في‬
‫كتابة هذه الرسالة وإ تمامها‪.‬‬
‫وبع‪--‬د ه‪--‬ذه الرحل‪--‬ة المبارك‪--‬ة في ثناي‪--‬ا ه‪--‬ذا البحث المب‪--‬ارك نخلص إلى أهم نتائج‪--‬ه‪ ،‬تلخيص‪--‬ها على النح‪--‬و‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬النتائج العامة‪:‬‬
‫أن الش ‪--‬ريعة ال يمكن حص ‪--‬رها بم ‪--‬ذهب معين‪ ،‬أو ق ‪--‬ول مقنن ؛ ألنه ‪--‬ا حج ‪--‬ة على ك ‪--‬ل م ‪--‬ذهب‪ ،‬وال يج ‪--‬وز‬
‫بحال َأن يحتج بالمذهب عليها‪ ،‬وما المذهب إاَّل قطرة من بحرها الزاخر‪.‬‬
‫أن دراسة ال‪-‬تراث اإلس‪-‬المي كك‪-‬ل بع‪-‬دل وإ نص‪-‬اف‪ ،‬وب‪-‬دون انحي‪-‬از أو توج‪-‬ه إلى طائف‪-‬ة دون اآلخ‪-‬رى‪-‬‬
‫وإ نم‪--‬ا ت‪--‬درس ك‪--‬ل طائف‪--‬ة م‪--‬ا عن‪--‬د األخ‪--‬رى‪ -‬من ش‪--‬أنه أن يق‪--‬رب م‪--‬ا بين الطوائ‪--‬ف من االختالف‪ ،‬ويزي‪--‬ل‬
‫ذلك االفتراق غير الطبيعي ‪.‬‬
‫وبالمقاب ‪-- -‬ل ف ‪-- -‬إن حص ‪-- -‬ر الم ‪-- -‬ذاهب الفقهي ‪-- -‬ة في م ‪-- -‬ذاهب معين ‪-- -‬ة‪ ،‬وتغ ‪-- -‬ييب غيره ‪-- -‬ا من الس ‪-- -‬احة الفقهي ‪-- -‬ة ‪،‬‬
‫واالقتص ‪--‬ار في دراس ‪--‬اتنا على ت ‪--‬راث طائف ‪--‬ةبعينها ‪ ،‬وتجاه ‪--‬ل غيره ‪--‬ا ‪ ،‬من حق ‪--‬ه أن يعم ‪--‬ق من الطائفي ‪--‬ة‪،‬‬
‫ويزيد من العصبية المذهبية ‪.‬‬
‫أن فهم أطروح ‪--‬ات الم ‪--‬ذاهب الفقهي ‪--‬ة القائم ‪--‬ة‪ ،‬واإلطالع على تاريخه ‪--‬ا‪ ،‬ومعرف ‪--‬ة أقواله ‪--‬ا‪ ،‬واالس ‪--‬تفادة من‬
‫تراثها‪ ،‬ومعرفة مناهجها العلمية أمر مهم في تأسيس وتجديد الحالة الفكرية المالئمة مع تفكيرن‪--‬ا وواقعن‪--‬ا‬
‫المعاصر‪ ،‬وفي حل كثير من خالفات ومشكالت األمة في قضاياها الفكرية والعملية القديمة والحديثة‪.‬‬
‫وه‪--‬ذا ال يع‪--‬ني التوق‪--‬ف عن‪--‬دها‪ ،‬وع‪--‬دم مجاوزته‪--‬ا‪ ،‬أو ع‪--‬دم تط‪--‬وير ه‪--‬ا‪ ،‬وتجدي‪--‬د مناهجه‪--‬ا‪ ،‬كال‪ ،‬وإ نم‪--‬ا هي‬
‫خط‪--‬وة أولى في كش‪--‬ف رص‪--‬يدها وتراثه‪--‬ا العلمي الضخم‪ ،‬ثم تط‪--‬وير وتجدي‪--‬د مناهجه‪--‬ا العلمي‪--‬ة وقواع‪--‬دها‬
‫اإلجرائية‪ ،‬وأصولها الفقهية؛ بما يضمن استيعاب قضايا العصر الحديث‪ ،‬ويحل مشكالته‪ ،‬بشكل مناس‪--‬ب‬
‫لمقاصد الشريعة‪.‬‬
‫أن الدراس ‪--‬ة الموضوعية ألي مس ‪--‬ألة خالفي ‪--‬ة أو نازل ‪--‬ة فقهي ‪--‬ة ‪ ،‬وال ‪--‬تي تق ‪--‬وم على أس ‪--‬اس إظه ‪--‬ار ال ‪--‬دليل‬
‫الراجح‪ ،‬والحج‪-‬ة القوي‪-‬ة‪ ،‬والتعلي‪-‬ل الص‪-‬حيح‪ ،‬والمقارن‪-‬ة بين الم‪-‬ذاهب واألق‪-‬وال‪ ،‬هي الطريق‪-‬ة المثلى لح‪-‬ل‬
‫ك‪--‬ل الخالف‪--‬ات الوهمي‪--‬ة‪ ،‬والنزاع‪--‬ات الحادث‪--‬ة الي‪--‬وم بين أبن‪--‬اء المس‪--‬لمين‪ ،‬والمبني‪--‬ة في غالبه‪--‬ا على قناع‪--‬ات‬
‫مسبقة‪ ،‬موروثة عن بيئة مذهبية متعصبة‪ ،‬ورؤى سياسية متصارعة‪.‬‬
‫إن الع‪--‬الم المنص‪--‬ف والموف‪--‬ق المس‪--‬دد ه‪--‬و ال‪--‬ذي يتخ‪--‬ذ من الخالف المعت‪--‬بر بين العلم‪--‬اء في قلب‪--‬ه وعقل‪--‬ه "‬
‫مجلس ش‪-- -‬ورى " يعق‪-- -‬ده للمن‪-- -‬اظرة بين آرائهم‪ ،‬ويحكمهم إلى الكت‪-- -‬اب والس‪-- -‬نة‪ ،‬فينظ‪-- -‬ر َأه‪-- -‬داها‪ ،‬وَأقربه‪-- -‬ا‪،‬‬
‫وَأطوعها للنص‪ ،‬ويأخذ به‪.‬‬
‫ف‪--‬إذا انتهي إلى ال‪--‬ترجيح فال تش‪--‬نيع وال ت‪--‬أثيم على ص‪--‬احب الق‪--‬ول المرج‪--‬وح‪ ،‬ب‪--‬ل ي‪--‬نزل خالف‪--‬ه على واح‪--‬د‬
‫من َأس ‪--‬باب االعت ‪--‬ذار المعلوم ‪--‬ة‪ ،‬وليكن في عقدت ‪--‬ه‪ :‬أن الق ‪--‬ول ال ‪--‬ذي اخت ‪--‬اره ورجح ‪--‬ه يحتم ‪--‬ل الخط ‪--‬أ‪ ،‬وأن‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 14‬من ‪22‬‬


‫يك‪--‬ون مقابل‪--‬ه ه‪--‬و الص‪--‬واب؛ له‪--‬ذا كم رأين‪--‬ا من إم‪--‬ام رج‪--‬ع عن رأي ل‪--‬ه إلى مقابل‪--‬ه ل‪--‬دليل ظه‪--‬ر ل‪--‬ه‪ ،‬وتعلي‪--‬ل‬
‫بان له على خالف ما سبق‪.‬‬
‫أن نسبة المذهب الزي‪-‬دي إلى اإلم‪-‬ام زي‪-‬د هي نس‪-‬بة انتم‪-‬اء ‪ ،‬واع‪-‬تزاء ‪،‬فهي نس‪-‬بة سياس‪-‬ية؛ ألن‪-‬ه أول من‬
‫قاوم الطغاة من حكام بني أميةوخرج عليهم‪.‬‬
‫وأما النسبة إلى الهادوية فهي نسبة أغلبية؛ألن المختار للمذهب أكثره يوافق آراء الهادي ‪.‬‬
‫أن الم‪--‬ذهب الزي‪--‬دي يق‪--‬وم على اتج‪--‬اهين أساس‪--‬ين ‪ ،‬ومتالزمين ‪ ،‬ال يمكن تص‪--‬ور الم‪--‬ذهب بأح‪--‬دهما‬
‫دون األخر‪:‬‬
‫اتج‪--‬اه سياس‪--‬ي وط‪--‬ائفي يلحق‪--‬ه بالم‪--‬ذاهب السياس‪--‬ية والف‪--‬رق الكالمي‪--‬ة‪ ،‬ك‪--‬الخوارج واإلمامي‪--‬ة‪ ،‬والمعتزل‪--‬ة ‪،‬‬
‫واألشعرية ‪.‬‬
‫اتجاه مذهبي فقهي يلحقه بالمذاهب الفقهية ‪،‬كالمالكية والحنفية ‪ ،‬وال شك أن هذا االرتباط والتالزم كان‬
‫له أثر واضح في اختياراتهم الفقهية وأصولهم العلمية‪.‬‬
‫تأثر الزيدية بعقيدة المعتزلة إلى حد كبير‪ ،‬بل أن أص‪--‬ول الزيدي‪--‬ة اإلعتقادي‪--‬ة هي نفس أص‪--‬ول المعتزل‪--‬ة‪،‬‬
‫إال في أصل المنزلة بين المنزلتين؛ فقد استبدله الزيدية بأصل اإلمامة‪.‬‬
‫يعت‪-- - -‬بر الم‪-- - -‬ذهب الفقهي للطائف ‪-- -‬ة الزيدي‪-- - -‬ة خالص‪-- - -‬ة لم‪-- - -‬ا اعتم‪-- - -‬ده أئمته‪-- - -‬ا وأتباعه‪-- - -‬ا في أحك‪-- - -‬ام العب‪-- - -‬ادات‬
‫والمع‪-- -‬امالت‪ ،‬ولم يخ‪-- -‬رج في مجموع‪-- -‬ه واط‪-- -‬اره الع‪-- -‬ام عن منهج أص‪-- -‬حاب الطائف‪-- -‬ة الس‪-- -‬نية‪ ،‬وم‪-- -‬ذاهبهم‬
‫الفقهية‪.‬‬
‫تعد الزيدية أحد فرق الشيعة من حيث األص‪--‬ل‪ ،‬لكنه‪--‬ا تخ‪--‬الف اإلمامي‪--‬ة في العم‪--‬ل‪ .‬فالزيدي‪--‬ة ت‪--‬رفض ت‪--‬ولي‬
‫األئمة اإلثنى عشر‪ ،‬والتقية‪ ،‬والمتعة‪ ،‬والبداء‪ ،‬وعصمة اإلمام ‪.‬‬
‫من أب‪--‬رز م‪--‬ا تم‪--‬يز ب‪--‬ه الزيدي‪--‬ة في فقههم ه‪--‬و‪ :‬فتح ب‪--‬اب االجته‪--‬اد المطل‪--‬ق لمن يمل‪--‬ك أدوات‪--‬ه‪ ،‬ه‪--‬ذه الم‪--‬يزة‬
‫جعلت مذهبهم أكثر المذاهب اإلسالمية إثراء للفق‪-‬ه اإلس‪-‬المي‪ ،‬فال تك‪-‬اد ت‪-‬رى مس‪-‬ألة في الغ‪-‬الب إال وفيه‪-‬ا‬
‫أكثر من رأي بين علماء الزيدية‪ ،‬مما جعل فقههم متمشيًا مع كل المذاهب‪ ،‬ومرنًا مع كل اآلراء‪.‬‬
‫وم‪--‬ع أن اجته‪--‬اد الزيدي‪--‬ة في عص‪--‬رنا الحاضر ضاق ح‪--‬تى ص‪--‬ار اجته‪--‬ادًا في الم‪--‬ذهب ال يج‪--‬وز اإلتي‪--‬ان‬
‫بقول يخالف م‪-‬ا علي‪-‬ه أق‪-‬وال الم‪-‬ذهب‪ ،‬وإ نم‪-‬ا يج‪-‬وز التفري‪-‬ع على أقوال‪-‬ه‪ ،‬إال أن ه‪-‬ذه الممارس‪-‬ة في الغ‪-‬الب‬
‫وجدت من قبل العامة الذين ال يعرفون عن أصل مذهبهم شيئًا‪ ،‬وقد توجد عند الخاص‪--‬ة المت‪--‬أخرين‪ ،‬لكن‬
‫ال صلة لها بالمذهب‪.‬‬
‫يع‪-- -‬د ال‪-- -‬تراث الزي‪-- -‬دي راف‪-- -‬دًا مهم ‪ً- -‬ا من رواف‪-- -‬د الفق‪-- -‬ه اإلس‪-- -‬المي ع‪-- -‬بر العص‪-- -‬ور؛ فه‪-- -‬و مليء ب‪-- -‬الكنوز‬
‫الفقهية‪،‬واألفكار التجديدية‪.‬‬
‫إال أنه مازال مغمورًا‪ ،‬وحبيس المكتبات‪ ،‬بحاجة إلى إخراج ونش‪-‬ر‪ ،‬وم‪-‬ا أخ‪-‬رج من‪-‬ه بحاج‪-‬ة إلى تحقي‪-‬ق‬
‫ودراسة‪ ،‬وتنقيح وتهذيب‪.‬‬
‫أن الفقه الزيدي ليس كله فقه اإلمام زيد‪ ،‬بل هو فقهه وفقه طائف‪-‬ة كب‪-‬يرة من أئم‪-‬ة آل ال‪-‬بيت ال‪-‬ذين ج‪-‬اءوا‬
‫بعده‪.‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 15‬من ‪22‬‬


‫وق‪--‬د تع‪--‬ددت آراؤهم‪ ،‬وم‪--‬ذاهبهم الفقهي‪--‬ة؛ نتيج‪--‬ة لتع‪--‬دد اجته‪--‬ادهم‪ ،‬خصوص‪--‬ا وأن ب‪--‬اب االجته‪--‬اد المطل‪--‬ق‬
‫عند الزيدية كان مفتوحا ‪ ،‬والتقليد محرما ‪.‬‬
‫على ال‪--‬رغم من تع‪--‬دد اجته‪--‬ادات أئم‪--‬ة الزيدي‪--‬ة وكثرته‪--‬ا‪ ،‬إال أن لهم قواع‪--‬د عام‪--‬ة تجمعهم بحيث يمكنن‪--‬ا أن‬
‫نعتبره‪--‬ا بمثاب‪--‬ة أص‪--‬ول مش‪--‬تركة بالنس‪--‬بة لهم‪ ،‬وتم‪--‬يز فقهم عن فق‪--‬ه غ‪--‬يرهم ‪ ،‬ومن أهم تل‪--‬ك األص‪--‬ول م‪--‬ا‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اعتبار ما صح عن علي موضع احتجاج عند كثير من علمائهم‪.‬‬
‫‪-‬ترجيح ظواهر النصوص القرآنية على كثير من األحاديث الظنية‪.‬‬
‫‪-‬اعتبار إجماع أهل البيت حجة يجب األخذ بها‪.‬‬
‫‪-‬اعتبار عرض األحاديث على القرآن خير وسيلة لمعرفة صحتها‪.‬‬
‫‪ -‬اعتب‪--‬ارهم العق‪--‬ل دليًال حيث ال يوج‪--‬د دلي‪--‬ل س‪--‬واه‪ ،‬وق‪--‬د أخ‪--‬روا دلي‪--‬ل العق‪--‬ل بع‪--‬د ك‪--‬ل األدل‪--‬ة ال‪--‬تي يعمل‪--‬ون‬
‫بها‪ ،‬بغرض الجمع بين أصولهم العلمية في االستنباط‪ ،‬ومذهبهم الكالمي االعتزالي‪.‬‬
‫فهذه ثوابت يندر تجاوزها والتغير فيها‪ ،‬وال يصح نسبتها إلى أصول مذهب إمام بمف‪-‬رده‪ ،‬ح‪-‬تى ال يك‪-‬ون‬
‫من يتحرك في إطارها مجتهد في المذهب فقط‪.‬‬
‫وكان لهذه األصول أثرها البالغ في انفرادهم عن المذاهب الفقهية‪.‬‬
‫أن دراس‪--‬ة الم‪--‬ذهب الزي‪--‬دي تعطي ط‪--‬الب العلم خلفي‪--‬ة كب‪--‬يرة في التعام‪--‬ل م‪--‬ع آرائهم‪ ،‬ويك‪--‬ون في أحكام‪--‬ه‬
‫عليها منصفًا؛ ألن كثيرًا من أقوالهم تستند إلى حجج محتملة مثلها مثل أقوال سائر األئمة إال في نوادر‪.‬‬
‫أن الم‪-- -‬ذهب الزي‪-- -‬دي ق‪-- -‬ريب ج‪-- -‬دًا من الم‪-- -‬ذهب الحنفي في ب‪-- -‬اب المع‪-- -‬امالت‪ ،‬ل‪-- -‬ذلك ك‪-- -‬انت انفرادات‪-- -‬ه عن‬
‫المذاهب األربعة في هذا الباب قليلة جدًا‪ ،‬حيث أن عدد المسائل التي انفرد فيها المذهب الزيدي في ه‪--‬ذا‬
‫الباب لم يتجاوز الخمس مسائل‪ ،‬كما في هذا البحث ‪.‬‬
‫(وليس معنى ذلك التقارب هو االتحاد‪ ،‬بل إن مظاهر التقارب في كثير من الحلول الجزئية)(‪.)1‬‬
‫من خالل النظ‪--‬ر‪ ،‬والمقارن‪--‬ة بين أص‪--‬ول اس‪--‬تدالل الم‪--‬ذاهب األربع‪--‬ة‪ ،‬وأص‪--‬ول اس‪--‬تدالل الزيدي‪--‬ة ت‪--‬بين لي‪:‬‬
‫أن ‪-- -‬ه ليس بينهم اختالف ج ‪-- -‬وهري ي ‪-- -‬ذكر ؛ فالك ‪-- -‬ل من حيث الجمل ‪-- -‬ة متف ‪-- -‬ق على حجي ‪-- -‬ة الكت ‪-- -‬اب والس ‪-- -‬نة‬
‫واإلجماع والقياس‪ ،‬وم‪-‬ا وج‪-‬د بينهم من خالف داخ‪-‬ل ه‪-‬ذه األص‪-‬ول فه‪-‬و في جزئي‪-‬ات يس‪-‬يرة ‪،‬ال تع‪-‬دو أن‬
‫تكون اجتهادات في مسائل ظنية ‪.‬‬
‫لذلك فإن الق‪-‬ول ‪ :‬بع‪-‬دم االعت‪-‬داد بق‪-‬ول الزيدي‪-‬ة في الخالف الفقهي بعي‪-‬د ج‪-‬دًا‪ ،‬وغ‪-‬ير ص‪--‬حيح؛ ألنهم لم‬
‫يخالفوا أصًال من أصول االستدالل المجمع والمتفق عليهاعند العلماء‪.‬‬
‫من خالل مسائل البحث ظهر لي أن المذهب الزيدي بريء مما اتهم به من مخالفت‪--‬ه إلجم‪--‬اع العلم‪--‬اء؛ إذ‬
‫م‪--‬ا من ق‪--‬ول من األق‪--‬وال الفقهي‪--‬ة ال‪--‬تي انف‪--‬رد فيه‪--‬ا عن الم‪--‬ذاهب األربع‪--‬ة إال ول‪--‬ه في‪--‬ه‪ -‬في الغ‪--‬الب ‪ -‬س‪--‬لف‬
‫ممن تقدم أو ممن جاء بعده‪ ،‬وال يخل‪-‬و قول‪-‬ه من دلي‪-‬ل ل‪-‬ه في‪-‬ه ح‪-‬ظ من النظ‪-‬ر‪ ،‬وأم‪-‬ا م‪-‬ا ش‪-‬ذ في‪-‬ه من أق‪--‬وال‬
‫فهي قليلة‪ ،‬وفي مسائل ظنية ‪،‬تخضع للنقاش والتحاور‪.‬‬

‫‪ )(1‬اإلمام زيد – حياته وعصره ‪ ،‬أراؤه وفقهه‪ ،‬محمد أبو زهرة (ص ‪.)507‬‬
‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 16‬من ‪22‬‬
‫أن المس‪-‬ائل ال‪-‬تي انف‪-‬رد به‪-‬ا الزيدي‪-‬ة عن الم‪-‬ذاهب األربع‪-‬ة لم تص‪-‬در عن ه‪-‬وى‪ ،‬أو تش‪-‬هي‪ ،‬وإ نم‪-‬ا ه‪-‬و م‪-‬ا‬
‫أدى إلي‪--‬ه نظ‪--‬رهم الفقهي‪ ،‬بن‪--‬اًء على أص‪--‬ولهم ال‪--‬تي ارتضوها ومنهجهم ال‪--‬ذي وضعوه في بحثهم الفقهي ‪،‬‬
‫وليس بالضرورة أن تك‪--‬ون ه‪--‬ذه المف‪--‬ردات هي الق‪--‬ول المرج‪--‬وح‪ ،‬وم‪--‬ا ع‪--‬داها ه‪--‬و ال‪--‬راجح‪ ،‬ب‪--‬ل ق‪--‬د يك‪--‬ون‬
‫العكس‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬النتائج الخاصة بمسائل البحث‪:‬‬
‫من خالل مسائل البحث توصل الباحث إلى أهم النتائج ‪،‬وتلخيصها في ثالث نقاط‪:‬‬
‫األولى‪ :‬في عدد المسائل من حيث الجملة ‪:‬‬
‫بل‪--‬غ ع‪--‬دد المس‪--‬ائل ال‪--‬تي انف‪--‬رد به‪--‬ا الم‪--‬ذهب الزي‪--‬دي عن الم‪--‬ذاهب األربع‪--‬ة في ب‪--‬اب العب‪--‬ادات‪،‬‬
‫واألحوال الشخصية‪ ،‬والمعامالت المالية إحدى وخمسين مسألة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬احدى وأربعون مسألة في باب العبادات‪.‬‬
‫‪ -‬ست مسائل في باب األحوال الشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬أربع مسائل في باب المعامالت المالية‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬في عدد المسائل التي انفرد بها الزيدية ولم يقل بها احد ممن قبلهم ‪:‬‬
‫بلغت مفردات المذهب الزيدي في هذا الجانب عشر مسائل‪ -‬من خالل ما توصلت إليه‪ -‬وهي‪:‬‬
‫‪-1‬حكم االستنجاء في الوضوء‪.‬‬
‫‪-2‬إذا اغتسل للحدث األكبر فهل يرتفع الحدث األصغر؟‬
‫‪-3‬حكم تأخير الصالة إلى آخر وقتها لعادم الماء‪.‬‬
‫‪-4‬حكم التثويب في أذان الفجر‪.‬‬
‫‪-5‬حكم قراءة الفاتحة في كل ركعة من الصالة‪.‬‬
‫‪-6‬حكم التأمين في الصالة‪.‬‬
‫‪-7‬حكم سجود التالوة في صالة الفريضة‪.‬‬
‫‪-8‬حكم اشتراط العدالة في تغسيل الميت‪.‬‬
‫‪-9‬وقت إفطار الصائم‪.‬‬
‫‪-10‬حكم الوصية لوارث‪ .‬؟‬
‫الثالثة‪ :‬في جانب الترجيح واالختيار‪:‬‬
‫بع‪--‬د الوق‪--‬وف على الخالف وأدلت‪--‬ه في ك‪--‬ل مس‪--‬ألة من مس‪--‬ائل ه‪--‬ذا البحث‪ ،‬ف‪--‬إن األمان‪--‬ة العلمي‪--‬ة تقضي أال‬
‫أرجح إال ما ظهر لي أنه الراجح‪ ،‬وأن أقف حيث يقف علمي وإ دراكي‪ ،‬وقد كان على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬ت ‪--‬رجيح ق ‪--‬ول الم ‪--‬ذاهب األربع ‪--‬ة ‪ ،‬أو ق ‪--‬ول بعضهم – م ‪--‬ع ذك ‪--‬ر س ‪--‬بب ال ‪--‬ترجيح ‪ ، -‬وذل ‪--‬ك في غ ‪--‬الب‬
‫مسائل البحث ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ترجيح قول الزيدية‪ -‬مع ذكر السبب – ‪ ،‬وذلك في سبع مسائل‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫‪-1‬وجوب التيامن في الوضوء‪ ،‬خالفًا للمذاهب األربعة ‪،‬القائلين بسنية التيامن‪.‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 17‬من ‪22‬‬


‫‪-2‬جواز مس المصحف للمحدث حدثًا أصغر‪ ،‬خالفًا للمذاهب األربعة‪ ،‬القائلين بعدم الجواز‪.‬‬
‫‪-3‬أن الحقنة الشرجية ليست من مفطرات الصيام‪ ،‬خالفًا للمذاهب األربعة القائلين باإلفطار‪.‬‬
‫‪-4‬أن ابتداء وقت الرمي لجم‪-‬رة العقب‪-‬ة من بع‪-‬د منتص‪-‬ف اللي‪-‬ل بالنس‪-‬بة للضعفة‪ ،‬ومن بع‪-‬د طل‪-‬وع الفج‪-‬ر‬
‫بالنس ‪--‬بة لألقوي ‪--‬اء‪ ،‬خالف‪ً- -‬ا للم ‪--‬ذاهب األربع ‪--‬ة‪( ،‬بأن ‪--‬ه من بع ‪--‬د طل ‪--‬وع الفج ‪--‬ر مطلق‪ً- -‬ا‪ ،‬وه ‪--‬و م ‪--‬ذهب الحنفي ‪--‬ة‬
‫والمالكية‪ .‬ومن بعد منتصف الليل مطلقًا‪ ،‬وهو مذهب الشافعية‪ ،‬والحنابلة)‪.‬‬
‫‪-5‬وقوع الطالق المجموع طلقة واحدة‪ ،‬خالفًا للمذاهب األربعة القائلين بتعدده‪.‬‬
‫‪-6‬اش‪--‬تراط وج‪--‬ود الش‪--‬قاق بين ال‪--‬زوجين لص‪--‬حة الخل‪--‬ع‪ ،‬وع‪--‬دم ص‪--‬حته في حال‪--‬ة الوف‪--‬اق‪ ،‬خالف ‪ً-‬ا للم‪--‬ذاهب‬
‫األربعة القائلين بصحة الخلع‪ ،‬ولو كان بدون شقاق مع الكراهة‪.‬‬
‫‪ -7‬ثب ‪--‬وت الش ‪--‬فعة في ك ‪--‬ل عين على أي ‪--‬ة ص ‪--‬فة ك ‪--‬انت من منق ‪--‬ول أو غ ‪--‬يره‪ ،‬خالف‪ً- -‬ا للم ‪--‬ذاهب األربع ‪--‬ة‪،‬‬
‫القائلين بعدم ثبوت الشفعة في المنقول مطلقًا‪.‬‬
‫ج‪ -‬ترجيح قول مخالف للمذاهب األربعة وللمذهب الزيدي ‪ ،‬وذلك في سبع مسائل‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪-1‬وجوب تأخير التيمم إلى أخر الوقت بشرط تيقن الحصول على الماء في هذا ال‪--‬وقت‪ ،‬خالف‪ً-‬ا للم‪--‬ذاهب‬
‫األربع‪--‬ة الق‪--‬ائلين بع‪--‬دم وج‪--‬وب الـتأخير مطلق‪ً-‬ا‪ ،‬ولم‪--‬ذهب الزيدي‪--‬ة القائ‪--‬ل‪ :‬بش‪--‬رطية ت‪--‬أخير ال‪--‬تيمم ح‪--‬تى ول‪--‬و‬
‫حصل اليقين بعدم وجوده آخر الوقت‪.‬‬
‫‪ -2‬أنه ليس هناك مدة محددة للسفر‪ ،‬فالمسافر يترخص برخص السفر مهم‪-‬ا بلغت م‪-‬دة س‪-‬فره طالم‪-‬ا أن‪-‬ه‬
‫لم ينو االستيطان‪ ،‬خالفًا للزيدية وللمذاهب األربعة‪ ،‬القائلين بتحديد أقل مدة لإلقامة‪.‬‬
‫‪ -3‬جواز التكبير بكل عدد ص‪--‬حت ب‪-‬ه الس‪-‬نة واآلث‪-‬ار‪ ،‬خالف‪ً-‬ا للزيدي‪-‬ة وللم‪-‬ذاهب األربع‪-‬ة‪ ،‬الق‪-‬ائلين بتع‪-‬يين‬
‫عدد تكبيرات صالة الجنازة‪.‬‬
‫‪ -4‬فس‪--‬اد ص‪--‬وم من تقي‪--‬أ عم‪--‬دًا إال لضرورة‪ ،‬خالف ‪ً-‬ا للزيدي‪--‬ة الق‪--‬ائلين ‪:‬بفس‪--‬اد الص‪--‬وم إذا رج‪--‬ع ش‪--‬يء إلى‬
‫المعدة وللمذاهب األربعةالقائلين ‪ :‬بفساد الصوم مطلقا‪.‬‬
‫‪-5‬للزوج‪--‬ة ح‪--‬ق خي‪--‬ار الفس‪--‬خ بالعّن ة‪ ،‬ويج‪--‬بر ال‪--‬زوج على الف‪--‬راق بع‪--‬د إمهال‪--‬ه س‪--‬نة‪ ،‬وس‪--‬واء حص‪--‬لت العن‪--‬ة‬
‫قبل الوطء أو بعده‪ ،‬خالفا لمن قال ليس للمرأة حق الخيار مطلقًا وهم الزيدية‪ ،‬ومن ق‪--‬ال‪ :‬بالفس‪--‬خ بش‪--‬رط‬
‫الوطء ولو مرة واحدة‪ ،‬وهم المذاهب األربعة‪.‬‬
‫‪ -6‬حرمة بيع حاضر لباد مطلقًا خالف‪ً-‬ا للزيدي‪-‬ة ال‪-‬ذين ي‪-‬رون الج‪-‬واز مطلق‪ً-‬ا ‪ ،‬وللم‪-‬ذاهب األربع‪-‬ة الق‪-‬ائلين‬
‫بالتحريم بالشروط والضوابط المذكورة في المسألة‪.‬‬
‫‪ -7‬ع‪--‬دم ج‪--‬واز بي‪--‬ع الثم‪--‬ر قب‪--‬ل ب‪--‬دو ص‪--‬الحه إال م‪--‬ا دعت الحاج‪--‬ة إلي‪--‬ه‪ ،‬وك‪--‬ان مم‪--‬ا ينتف‪--‬ع ب‪--‬ه ‪،‬فإن‪--‬ه يج‪--‬وز‬
‫وبشرط القط‪-‬ع‪ ،‬خالف‪ً-‬ا للزيدي‪-‬ة الق‪-‬ائلين‪ :‬بع‪-‬دم الج‪-‬واز مطلق‪ً-‬ا ‪ ،‬وللم‪-‬ذاهب األربع‪-‬ة الق‪-‬ائلين ب‪-‬الجواز بش‪-‬رط‬
‫القطع بال تفصيل بين أنواع الثمار‪.‬‬
‫وفي األخير هذا جهد المقل وقد بذلت قصارى جهدي في جمع مف‪--‬ردات الم‪--‬ذهب الزي‪--‬دي ودراس‪--‬تها‪ ،‬وال‬
‫يعني أني استوعبت كلها في هذا الباب‪ ،‬فلعل بعض المسائل الدقيقة والغامضة ق‪-‬د ف‪-‬اتتني في ه‪-‬ذا الب‪-‬اب‪،‬‬
‫والتي قد ال يعرفها إال المجتهدون‪ ،‬لكن يكفي أني تعرضت ألبرزها وأظهرها‪.‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 18‬من ‪22‬‬


‫كشاف الموضوعات ‪:‬‬

‫شكر وعرفان ‪3...................................................................................................‬‬


‫المقدمة‪4...........................................................................................................‬‬
‫التمهيد ‪20.........................................................................................................‬‬
‫المبحث األول التعريف بالمذهب الزيدي ‪21.................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التسمية‪22....................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ترجمة موجزة لإلمام زيد‪23............................................................ .‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬البعد العقائدي للمذهب الزيدي‪29........................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬بداية النشأة للفكر الزيدي‪29.................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهم األفكار العقائدية عند الزيدية‪31...................................................... .‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الجذور التاريخية للعقيدة الزيدية‪33...................................................... .‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬أشهر فرق الزيدية العقائدية‪39.............................................................‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬أماكن وجود الزيدية‪46....................................................................‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬البعد الفقهي للمذهب الزيدي‪49..........................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬النسبة المذهبية الفقهية للزيدية‪49...........................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مصادر التشريع في المذهب الزيدي‪56..............................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تدوين المذهب الزيدي‪ ،‬ومراحل تطوره ()‪79......................................... .‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬أهم المصادر الفقهية المعتمدة في المذهب الزيدي()‪81................................‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬انتشار المذهب الزيدي‪83.................................................................‬‬
‫المبحث الثاني تعريف المفردات الفقهية وبيان أسباب االختالف‪84....................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف المفردات‪85........................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب االختالف من حيث الجملة‪87....................................................‬‬
‫الباب األول مفردات المذهب الزيدي في العبادات‪90......................................................‬‬
‫الفصل األول مفردات المذهب الزيدي في الطهارة‪91.....................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مسائل النجاسات ‪92..........................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬حكم رطوبة() الكفار ‪93..................................................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬حكم االستجمار بالحجارة مع وجود الماء‪102.........................................‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬حكم االستنجاء في الوضوء‪118..........................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مسائل الوضوء‪126.........................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬صفة نية الوضوء للصالة‪127...........................................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬حكم التيامن في الوضوء ‪132............................................................‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬حكم الوضوء من كبائر الذنوب الفسقية‪145............................................‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 19‬من ‪22‬‬


‫المسألة الرابعة‪ :‬حكم المسح على الخفين‪157.............................................................‬‬
‫المسألة الخامسة‪ :‬حكم مس المصحف للمحدث حدثًا أصغر‪172.......................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مسائل الغسل والتيمم‪182..................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬إذا اغتسل للحدث األكبر فهل يرتفع الحدث األصغر؟‪183..........................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬هل غسل الجمعة لليوم أو للصالة؟‪191.................................................‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬حكم من وجد ماء ال يكفي للوضوء‪199.................................................‬‬
‫المسألة الرابعة‪ :‬حكم تأخير الصالة إلى آخر وقتها لعادم الماء‪207...................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬مفردات المذهب الزيدي في الصالة‪217..................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مسائل األذان‪218.............................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬حكم األذان بحي على خير العمل‪219..................................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬حكم التثويب في أذان الفجر‪229........................................................ .‬‬
‫المبحث الثاني مسائل صفة الصالة‪238.....................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬حكم رفع اليدين في الصالة عند التكبير‪239...........................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬حكم وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصالة‪249..................................‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬حكم قراءة الفاتحة في كل ركعة من الصالة‪262..................................... .‬‬
‫المسألة الرابعة‪ :‬حكم التأمين عقب قراءة الفاتحة في الصالة‪273.................................... .‬‬
‫المبحث الثالث مسائل مفسدات الصالة‪282.................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬حكم سجود التالوة في صالة الفريضة‪283............................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬هل قتل الحية والعقرب في الصالة يبطلها؟‪291.......................................‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬حكم الفتح على اإلمام في قراءة صالة الفرض‪298...................................‬‬
‫المبحث الرابع مسائل الجمعة‪308............................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬حكم صالة الجمعة على المسافر ‪309..................................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬حكم المسبوق في صالة الجمعة ‪316....................................................‬‬
‫المبحث الخامس مسائل نوافل الصالة‪326..................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬حكم صالة التراويح جماعة‪327.........................................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬حكم صالة الضحى ‪336................................................................. .‬‬
‫المبحث السادس مسائل قصر الصالة ‪345..................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬حد السفر الذي تقصر فيه الصالة‪346..................................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬مدة اإلقامة التي يصير فيها المسافر مقيمًا‪358.........................................‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬حكم صالة المسافر خلف المقيم ‪374....................................................‬‬
‫المبحث السابع مسائل العيدين والكسوف‪380..............................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬موضع التكبيرات الزوائد في صالة العيدين‪381.................................... .‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬صفة صالة الكسوف‪389..................................................................‬‬
‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 20‬من ‪22‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬صفة االستسقاء‪401....................................................................... .‬‬
‫الفصل الثالث مفردات المذهب الزيدي في الجنائز والزكاة والصيام والحج‪411.....................‬‬
‫المبحث األول مسائل الجنائز‪412.............................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬حكم اشتراط العدالة في تغسيل الميت‪413.............................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬عدد تكبيرات صالة الجنازة‪417........................................................ .‬‬
‫المبحث الثاني مسائل الزكاة ‪428.............................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬حكم زكاة المستغالت‪429................................................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬حكم زكاة المستخرجات البحرية من اللؤلؤ والعنبر‪ ،‬وغير ذلك‪441...............‬‬
‫المبحث الثالث مسائل الصيام ‪449............................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬حكم كفارة الجماع في نهار رمضان ‪450.............................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬حكم احتقان الصائم ‪456...................................................................‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬حكم خروج القيء من الصائم‪462...................................................... .‬‬
‫المسألة الرابعة‪ :‬وقت إفطار الصائم‪467................................................................. .‬‬
‫المبحث الرابع مسائل الحج ‪474..............................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬ابتداء وقت الرمي لجمرة العقبة‪475....................................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬مواقيت العمرة الزمانية‪484............................................................. .‬‬
‫الباب الثاني مفردات المذهب الزيدي في األحوال الشخصية والمعامالت المالية‪490...............‬‬
‫الفصل األول مفردات المذهب الزيدي في األحوال الشخصية‪491......................................‬‬
‫المبحث األول مسائل النكاح‪492..............................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬حكم نكاح الكتابية‪493.....................................................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬حكم التفريق بين الزوجين بعيب العنة ‪503........................................... .‬‬
‫المبحث الثاني مسائل الطالق‪512............................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬حكم التطليق بأكثر من تطليقه بلفظ واحد‪513.........................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬حكم الخلع بغير شقاق‪534.................................................................‬‬
‫المبحث الثالث مسائل العدد والوصايا‪539..................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬عدة الحامل المتوفى عنها زوجها‪540..................................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬حكم الوصية لوارث‪551................................................................. .‬‬
‫الفصل الثاني مفردات المذهب الزيدي في المعامالت المالية‪557.......................................‬‬
‫المبحث األول مسائل البيوع‪558..............................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬حكم بيع الحاضر للبادي‪559.............................................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬حكم بيع الثمر قبل بدو صالحه‪569.................................................... .‬‬
‫المبحث الثاني مسائل الربا والشفعة‪580....................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬حكم بيع الشيء بأكثر من سعر يومه؛ ألجل النسا‪581...............................‬‬
‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 21‬من ‪22‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬حكم الشفعة في المنقول‪596...............................................................‬‬
‫الخاتمـة‪603......................................................................................................‬‬
‫الكشافات العامة بالبحث ‪612..................................................................................‬‬
‫خامسًا‪ :‬كشاف المصادر والمراجع‪643....................................................................‬‬
‫أوًال‪:‬القرآن الكريم وعلومه‪643.................................................................. :‬‬
‫ثانيًا‪:‬الحديث وعلومه‪644..........................................................................:‬‬
‫ثالثًا‪:‬كتب الفقه‪649................................................................................. :‬‬
‫رابعًا‪ :‬أصول الفقه والقواعد الفقهية‪657........................................................:‬‬
‫خامسًا‪ :‬التاريخ والتراجم والطبقات‪660........................................................ :‬‬
‫سادسًا‪:‬كتب المعاجم والغريب‪664...............................................................:‬‬
‫سابعًا‪:‬كتب متفرقة‪664.............................................................................:‬‬
‫ثامنًا‪:‬الرسائل الجامعية‪666....................................................................... :‬‬
‫سادسًا‪ :‬كشاف الموضوعات ‪668......................................................................... :‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 22‬من ‪22‬‬

You might also like