0% found this document useful (0 votes)
568 views387 pages

مرجعك في التربية والتعليم مرحلة التعليم الأساسي خاصة

Uploaded by

sampop samoi
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as PDF, TXT or read online on Scribd
0% found this document useful (0 votes)
568 views387 pages

مرجعك في التربية والتعليم مرحلة التعليم الأساسي خاصة

Uploaded by

sampop samoi
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as PDF, TXT or read online on Scribd
You are on page 1/ 387

‫مرجعك في التربية والتعليم‬

‫(مع نصائح تربوية من خبرتي الذاتية )‬


‫مرحلة التعليم األساسي خاصة‬

‫‪1‬‬
2
‫مرجعك في التربية والتعليم‬
‫(مع نصائح تربوية من خبرتي الذاتية )‬
‫مرحلة التعليم األساسي خاصة‬

‫إعداد‪ :‬فاتن أحمد السكافي‬

‫‪3‬‬
‫‪:‬‬ ‫رقم الكتاب‬
‫‪:‬مرجعك في التربية والتعليم‬ ‫اسم الكتاب‬
‫‪ :‬فاتن أحمد السكافي‬ ‫المؤلف‬
‫‪:‬‬ ‫الموضوع‬
‫ط‪1 .‬‬ ‫سنة الطبع ‪2017 :‬م‪1438 .‬هــ‪./‬‬
‫‪24 × 17 :‬‬ ‫القياس‬
‫عدد الصفحات ‪:‬‬

‫‪ 854161 :‬ـ ‪ 1‬ـ ‪+ 961‬‬ ‫تلفون‬


‫‪ 833270 :‬ـ ‪ 1‬ـ ‪+ 961‬‬ ‫فاكس‬
‫‪ 0749 :‬ـ ‪ 11‬رياض الصلح‬ ‫صب‬
‫بيروت ‪ 11 072060‬ـ لبنان‬
‫بريد الكتروني‪e-mail: [email protected] :‬‬

‫جميع حقوق الطبع محفوظة‬

‫‪ISBN 978-614-442-‬‬

‫ﺑﻴﺮﻭﺕ ـ ﻟﺒﻨﺎﻥ‬
‫‪ :‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ‬
‫ﺑﻴﺮﻭﺕ ـ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ـ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻛﻠﻴﺔ ﻃﺐ ﺍﻻﺳﻨﺎﻥ‬
‫ﺑﻨﺎﻳﺔ ﺍﺳﻜﻨﺪﺭﺍﻧﻲ ﺭﻗﻢ ‪ 3‬ـ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻷﺭﺿﻲ ﻭﺍﻻﻭﻝ‬

‫«إن المواقف واألفكار الواردة في‬


‫هذا الكتاب تعبّر عن وجهة نظر ورأي‬
‫المؤلف وال تلزم اية جهة أخرى»‬

‫‪4‬‬
‫اإلهداء‬

‫أهدي هذا الكتاب‬


‫لزوجي الذي يقف دائما ً معي ويش ّجعني على البحث العلمي‪ ،‬ومتابعة مسيرة العلم‬
‫والمعرفة‪.‬‬
‫ي لين وعلي آملة أن يكون كتابي هذا منارة ً يهتديان بها وتساعدهماعلى‬
‫لولد َّ‬
‫مواجهة تحديات الحياة‪.‬‬
‫لكل تالميذي‪ ،‬الذين تعلّمت منهم أكثر من تعليمي لهم ‪...‬لزمالئي في هذه المهنة‬
‫سامية‪...‬‬
‫ال ّ‬
‫لكل من ساعدني في حياتي العمليّة كمربية وقدم لي نصيحة أو مالحظة‪ ،‬ولكل من‬
‫ساهم في إنجاح هذا الكتاب وأخص بالذكراألستاذ إبراهيم البسط‪ ،‬مشكورا ً على‬
‫تنقيحه اللغوي ألجزاء من هذا العمل ‪.‬‬

‫‪5‬‬
6
‫هذا الكتاب‬

‫هو نتاج لخبرات ‪ ،‬نظرية‪ ،‬مهنية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬أكاديمية‪ ،‬تربوية‪ ،‬تعليمية‪ ،‬نفسية‪ ،‬وتجريبية‬
‫لمربية‪ ،‬وذلك من خالل ما قامت به من أبحاث علمية عملية خالل مسيرة تعليمها‬
‫الطويلة‪.‬‬
‫ومتدربة‪ ،‬إلى كل من يهتم‬
‫ِّ‬ ‫متدرب‬
‫ِّ‬ ‫أقدم كتابي هذا إلى كل مربّ ٍ ومربية‪ ،‬معلم ومعلمة‪،‬‬
‫من قريب أو بعيد بحقل من حقول التربية والتعليم‪ .‬أقدم في كتابي هذا مجموعة من‬
‫المواضيع التي تدخل في عمق التربية والتعليم معاً‪ ،‬لقد حاولت أن أجمع فيه باختصار‬
‫كل ما قد يحتاجه المربي من نظريات علمية وتطبيقات عملية‪ ،‬مواضيع تهم األهل‬
‫من خالل كل ما يحيط بأبنائهم من أمور قد تكون غامضة عليهم وبحاجة إلزالة‬
‫ذلك الغموض عنها ولو بشكل بسيط‪ .‬وقد حاولت أن أقدم باختصار كل ذلك بطريقة‬
‫تجعله قابالً للفهم دون أن أدخل في تفاصيل قد تؤدي للتشتت والملل وضياع الجهد‪.‬‬
‫من كل شيء القليل‪ ،‬ولكن ما هو وافٍ ‪ ،‬كي تستطيع أيها المربي اإللمام بكل ما قد‬
‫تحتاجه في مسيرتك التربوية‪-‬التعليمية‪ ،‬مع معرفتي بأنني مهما قدمت سيبقى قليالً‬
‫ومتواضعاً‪ ،‬فحقول المعرفة والتربية والتعليم كما هو معروف واسعة‪ ،‬وهي كل يوم في‬
‫تجديد وتحديث‪ ،‬وما حاولته هو الجمع بين القديم األساسي‪ ،‬وبين الجديد المتطور قدر‬
‫المستطاع‪.‬‬
‫قال فرنسيس بيكون‪« :‬المعرفة هي قوة في حد ذاتها‪ ،‬المعرفة هي قوة‪ ،‬وبمقدار‬
‫المعرفة التي لديك ستكون مبدعا ً ولديك فرص أكثر لتصبح سعيدا ً وناجحاً‪ ...‬والمعرفة‬
‫نوعان‪ :‬معرفة الشيء أو معرفة مصدرالمعلومات عنه«‪.‬‬
‫نجد في هذا الكتاب فصوالً عدة‪ ،‬كل فصل يتناول بحثا ً معينا ً قمت به أثناء فترة تعلمي‬
‫وتعليمي الماضية حتى اآلن‪ ،‬وقد تجدون عدم توازن أحيانا ً في عدد صفحات الفصول‬
‫من الناحية الشكلية وهذا يتبع فكرة الكتاب حول األبحاث التي تم إعدادها مسبقا ً مع‬
‫اإلشارة إلى أنني حاولت قدر المستطاع إضافة كل جديد‪ ،‬فالمعروف أن حقلي التربية‬
‫والتعليم في تجدد مستمر‪ ،‬وهما مبنيان أيضا ً على تراث علمي متراكم‪ ،‬من هنا نجد‬
‫المضمون يحتوي ذلك التراث العلمي المتراكم‪ ،‬والجديد المتطور كما سبق وأشرنا‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫أحاول في هذه األسطرانتقاد كتابي بنفسي كمنهجية بحث شاملة‪ ،‬قد ينقصها ذكر‬
‫المراجع والمصادر ضمن متن الكتاب‪ ،‬فهذه األبحاث هي ثمرة مجهود لسنوات طويلة‬
‫مضت من التعليم واإلعداد والبحث العلمي المتعمق وقد أكون قصرت في بعض األسس‬
‫صرت فيه في‬ ‫العلمية الشكلية ‪ ،‬فأرجو منكم قبول نقدي هذا واعتباره اعتذارا ً عما أكون ق ّ‬
‫كتابي هذا‪ ،‬فللتربية والتعليم أكثر من مرجع وهذا مرجعي أنا‪ ،‬أضعه بين أيديكم على أمل‬
‫أن أقدّم بعض ما عرفته وما خبرته خالل سنوات تعلّيمي ودراستي ‪ .‬ولعلّنا جميعا ً نعرف‬
‫بنقص كبير في المعرفة؛ ما يشعره حينها بمدى‬ ‫ٍ‬ ‫بأنه كلما زاد علم اإلنسان كلما أ َ ّ‬
‫حس‬
‫جهله‪ .‬ما يميز هذا الكتاب أيضا ً العدد الكبير من المراجع التي تم االعتماد عليها في إعداد‬
‫مواضيع الكتاب وفصوله والتي تقدّم للقارىء فرصة لالطالع على ك ِ ّم كبير من المعلومات‬
‫والرجوع لتراكم علمي كبير من الكتب المختصة في التربية‪.‬‬
‫وبما أنني أوالً وأخيرا ً مربية سواء في المدرسة أو في البيت‪ ،‬أو ّجه هذا الكتاب لكل‬
‫مربّ ِ سواء مع تالميذه في الصف أو مع أبنائه في البيت أو مع إخوانه في المجتمع أو‬
‫مع نفسه ‪...‬‬
‫وبما أنني فرد من هذا المجتمع عانى بقدر ما يعاني أي فرد اجتماعيا ً في التعامل مع‬
‫اآلخرين كبارا ً كانوا أم صغاراً‪ ،‬فإنني أقدم هذا الكتاب لكل فرد في المجتمع يحتاج‬
‫لمعرفة أي موضوع تربوي أو تعليمي أو للتعرف على صعوبات ومشكالت سلوكية‬
‫حلّها أوعالجها بأساليب‬ ‫وتعلمية وتربوية وحتى اجتماعية‪ ،‬مع االطالع على طرق ِ‬
‫علمية مبسطة وواضحة ‪.‬‬
‫إليك عزيزي المربي ‪ ،‬إليكم أيها اآلباء واألمهات والتالميذ ‪ ،‬إليك أخي وأختي إلى‬
‫الجميع أقدم هذا الكتاب ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫مقدمة‬

‫قال المحاضر العالمي و الكاتب األمريكي "جيم رون" ‪" :‬وجود المعرفة أو انعدامها‬
‫يمكن أن يش ّكل مصيرنا"‪.‬‬
‫مرجعك في التربية والتعليم‪ ،‬وهل للتربية والتعليم مرجع واحد؟ طبعا ً ال‪ ،‬ولكنه محاولة‬
‫متواضعة من مربية ومعلمة أحبّت عملها‪ ،‬وحاولت من كل قلبها تقديم األفضل‪ ،‬حيث‬
‫أخلصت بكل ما قامت به وجهدت كي تتقنه‪ ،‬لم تبخل عليه بالعطاء بمحبة وشغف‪ .‬كل‬
‫عام من أعوام تعليمها كانت بمثابة رحلة علمية نظرية وميدانية‪ ،‬لم تقف عند حدود أو‬
‫إطار محدد بل حاولت بقدر استطاعتها البحث والتقصي إليجاد أحدث وأنفع الوسائل‬
‫تتطور وتطور عملها‪ ،‬كي ال تتقيد بحدود المادة التعليمية ‪ ،‬كي تتجدد هي‬
‫ّ‬ ‫واألساليب لكي‬
‫قبل تجديد ُ‬
‫طرقها‪ .‬لم يُطلب منها أبحاث علمية‪ ،‬ولكنها كلما صادفت أمرا ً ال تعرفه‪ ،‬مشكلة‬
‫لم تعرف لها حالً‪ ،‬تلميذا ً حيّرها بتصرفاته‪ ،‬موضوعا ً غامضا ً تحيّرت في تفسيره‪ ،‬انطلقت‬
‫إلى عالم المعرفة والكتب‪ ،‬وبدأت رحلتها البحثية حول ما شغلها وما حيّرها‪ ،‬فكان النتاج‬
‫مجموعة كبيرة من األبحاث البسيطة والمتواضعة ولكنها مفيدة في حقل عملها وعمل كل‬
‫ب‪ .‬كتاب جامع لتجربة عمر من العطاء‪ ،‬تجربة في سطور من األبحاث العلمية الهادفة‪،‬‬
‫مر ٍ‬
‫التي تناولت كل ما قد يكون ألهمني كمعلمة ومربية وتربوية‪ .‬حاولت عرض كل موضوع‬
‫أثار اهتمامي أثناء رحلتي العلمية ‪ -‬التعليمية الطويلة‪ ،‬وهناك الكثير من المواضيع التي‬
‫ودونته‬
‫قمت بالبحث حولها ولكنها غير محفوظة‪ ،‬فما أوردته هنا هو القليل مما حفظته ّ‬
‫مع بعض اإلضافات بهدف تقديمه بصورة أفضل‪ ،‬وإيصاله لحضرتكم بطريقة أوضح‪.‬‬
‫إن تأليف كتاب في التربية هو أمر سهل نسبياً‪ ،‬ولكن صعوبة التربية تكمن في التطبيق‬
‫أحيان كثيرة‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫والتنفيذ ونقل النظريّات واألفكار الفلسفية إلى أرض الواقع‪ .‬كم طالعنا في‬
‫وأعجبتنا نظريات علمية في التربية‪ ،‬ولكن كم واجهتنا أيضا ً صعوبات على أرض‬
‫الواقع عند محاولة تنفيذها أو حين التعامل مع أطفال حقيقيين! ‏ قال جوته ‪":‬المعرفة‬
‫وحدها ال تكفي ال بد أن يصاحبها التطبيق‪ ...‬واالستعداد وحده ال يكفي فال بد‏من العمل"‪.‬‏‬

‫‪9‬‬
‫الطفل هو الهبة التي وهبنا إياها الخالق "عز وجل"‪ ،‬وفي مسيرة تربيته تُصادفنا لحظات‬
‫رائعة ولحظات محيّرة ولحظات شاقة‪ .‬نبذل كل مجهود لمحاولة تقديم األفضل لهذا‬
‫الطفل ضمن إمكانياتنا المحدودة‪ .‬ولكن هل حاولنا بناء خطتنا؟ هل حاولنا التعرف على‬
‫مكنون التربية وأصولها؟ هل طالعنا كل النظريات التي سبقتنا؟ هل حاولنا االستفادة من‬
‫دراسات من سبقنا في هذا الموضوع ؟ قد يكون ذلك بالعودة إلى ديننا‪ ،‬إلى تراثنا إلى‬
‫قيمنا ‪ .‬فمتى اجتمع العلم والدين واألخالق نكون قد بنينا خطتنا التي قد تعترضها بعض‬
‫الثغرات ولكنها السبيل الذي يدلنا على الطريق الصحيح‪.‬‬
‫ب في حياتك‪ ،‬حيث يعقبها الكثير‬ ‫إن التربية من أصعب ما قد يواجهك كإنسان ومر ٍ‬
‫من التساؤالت التي تطرح نفسها‪ :‬كيف أربي؟ أي الطرق أعتمد؟ ماذا أفعل إذا واجهتني‬
‫مشكلة أثناء ذلك؟ هل أحتاج لمساعدة‪ ،‬وممن ؟ من سيساعدني ؟ هل أكتفي بما أعرفه‬
‫‪ ،‬أم أغيّره ؟ هل ما اعتقد أنني أعرفه‪ ،‬صحيح؟‪ ...‬العديد من التساؤالت بل اآلالف‪.‬‬
‫عزيزي المربي‪ ،‬كم من المرات واجهتك صعوبات في التربية‪:‬كوالد‪ ،‬كمعلم‪ ،‬كمدير‪،‬‬
‫مرة‬
‫كمرشد؟ وأنت أيها الطالب على مقاعد الدراسة وخاصة طالب التربية كم من ّ‬
‫تساءلتم حول موضوع ما واحتجتم إلجابة عنه؟ صحيح أن اإلجابات موجودة من‬
‫حولنا خاصة مع التطور اإللكتروني الكبير والواسع‪ ،‬ولكن تبقى خبرة اإلنسان العملية‬
‫والحاجة للنصيحة اإلنسانية المجربة أكبر‪.‬‬
‫إن التربية هي نوع من اإلرث ‪ ،‬يتلقاه الطفل لكي يستطيع االندماج في المستقبل مع‬
‫مجتمعه‪ ،‬من خاللها يكتسب كل ما يحتاجه من أجل ذلك التكيف واالندماج‪ ،‬فنحن ال‬
‫نعلّمه للحياة؛ فقط بل نعلّمه للمعرفة‪ ،‬وهو يحتاج منّا أن نقدم له الحياة في المدرسة لينهل‬
‫المعرفة منها بنفسه من خاللنا وليس بفضلنا‪ .‬هدف كتابي تقديم نصائح عملية مع كل‬
‫فصل تساعد على تفعيل العالقات اإلنسانية ضمن جو من التعاون والتساند‪.‬‬
‫يعتبر هذا الكتاب انعكاسا ً لكل ما قد تتض ّمنه بيئتان أساسيتان في حياة الفرد‪ ،‬ولعلهما من‬
‫أهم البيئات تأثيرا ً عليه خاصة في مراحل نموه‪:‬األسرة والمدرسة‪.‬‬
‫إذا كانت األسرة توفّر أسس الحياة للطفل‪ ،‬فإن المدرسة هي المؤسسة التي تكمل البناء‬
‫وتجعله يتطور نحو النمو الصحي السليم الذي يحتاجه إضافة إلى التفاعل االجتماعي‬
‫الذي يؤدي إلى تكيّف الطفل مع مجتمعه الكبير‪ ،‬بعد أن كان يتعامل مع مجتمعه الصغير‬
‫لفترة مهمة تعتبر من أهم مراحل حياته التأسيسية‪ .‬المدرسة والبيت هما المؤسستان اللتان‬
‫متواز متكامل ومتوافق‪ ،‬وذلك بهدف نمو الطفل نموا ً صحيا ً سليما ً من‬
‫ٍ‬ ‫تعمالن معا ً بشكل‬
‫خالل تبادل الخبرات والمعارف والثقافات والقيم الخلقية واالجتماعية‪ .‬ولكن هذا التفاعل‬

‫‪10‬‬
‫قد ينقلب ويصبح سلبيا ً في حال كانت المدرسة مكملة لدور البيت فيما يحمله من أزمات‬
‫وصراعات نفسية‪ ،‬فبدالً من إصالح المدرسة لتلك الصراعات واألزمات تعمل على‬
‫إكمالها وتعزيزها مما يؤدي إلى سوء تكيّف مع المحيط الجديد ‪ ،‬وتتواصل األزمات ويقع‬
‫الطفل في صراع جديد يؤدي لعدم توافقه‪ .‬فاألسرة قد تحمل في طيّاتها معاناة نفسية معينة‬
‫للطفل‪ ،‬ودور المدرسة يكمن في العمل على مساعدته لتخطيها وإشباع ما لم تستطع األسرة‬
‫إشباعه‪ ،‬وليس فقط في نقل المعارف‪ .‬إن ما تملكه المدرسة من إمكانيات تتخطى بكثير‬
‫تلك الصورة المرسومة لها لدى معظم الناس‪ .‬إن دور المدرسة هو‪ ،‬إلى حد كبير‪ ،‬دور‬
‫عالجي‪ ،‬إصالحي وتقويمي‪ .‬تتكامل تلك العالقة بين المدرسة واألسرة عندما يتم التفاعل‬
‫الناشط بين المعلم بوصفه مربياً‪ ،‬والطفل بوصفه تلميذاً‪.‬‬
‫المعلم هو اإلنسان الذي يختصر ثقافة مجتمع بشخصيته وأخالقه‪ .‬نعم لقد ذكرت األخالق‬
‫قبل العلم والمعرفة! فعندما يتحلّى المعلم باألخالق الحميدة سينشئ جيالً يتحلى بتلك‬
‫األخالق وبالتالي مجتمعا ً قي ّماً‪.‬‬
‫هذا مع العلم أن المعلم ليس ناقالً لألخالق وحدها بل هو من يؤسس أيضا ً ألجيال من‬
‫المهن وقد قِيل‪" :‬يمتلك المعلم أعظم مهنة ؛ إذ تتخرج على يديه جميع المهن األخرى"‪.‬‬
‫ما أحاول أن أطلعكم عليه في كتابي هذا بعض األمور النظرية والعملية التي قد تكون‬
‫محاوالت بسيطة تساعدك على فهم ما تقوم به وعلى تيْسير عملية تنفيذه‪ .‬وذلك يحتاج‬
‫لتضافر وتعاون كل الجهات المعنية في التربية والتعليم ألنك وحدك لن تستطيع التغيير‪ ،‬بل‬
‫تحتاج ألصول نظرية تبني عليها تطبيقاتك العملية الميدانية‪ .‬ستحتاج لدعم كل من حولك‪،‬‬
‫ستحتاج للتقدير والمحبة واالحترام والرؤية السليمة لكل ما تخطط له وتقوم به‪.‬‬
‫ال نستطيع إنكار دور المجتمع المتكامل كذلك مع دور األسرة والمدرسة والمعلم‪ ،‬فكل ما‬
‫يحيط بنا في مجتمعاتنا هو عبارة عن هويتنا االجتماعية التي تحدد وجودنا ومدى توافقنا‬
‫النفسي واالجتماعي‪ .‬من هنا كان ال بد لألسرة والمدرسة تهيئة الجو المناسب إلعداد هذا‬
‫الطفل للتوافق مع مجتمعه‪ ،‬وذلك من خالل كل ما نسعى لتقديمه له من تربية وتعليم‪.‬‬
‫الصورة الجديدة للتربية هي في مدى إعدادها الطفل للحياة‪ ،‬كيف تساعده على اإللمام بكل‬
‫جوانب الحياة الواقعية‪ ،‬كيف تجعل منه مشاركا ً فعاالً نشطاً‪ ،‬كيف تحضّره للتعامل ليس‬
‫فقط مع مجتمعه المحلي بل مع المجتمع العالمي‪ ،‬خاصة مع كل ذلك التطور التكنولوجي‬
‫الكبير الذي وضع الطفل على مفترق طرقات كثيرة قد تجعله يضيع إن لم نو ّجهه الوجهة‬
‫الصحيحة والمالئمة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫تعددت البحوث في التربية والتعليم‪ ،‬وتنوعت نظريات التعلم وكذلك طرائق ووسائل‬
‫وأساليب وإستراتيجيات التعليم‪ ،‬ولكل منها تطبيقات تربوية داخل حجرة الصف من قبل‬
‫المعلم والتلميذ‪ .‬ولكن ما هي فائدتها للمعلم والتلميذ وكذلك لألهل؟ تعتبر هذه النظريات‬
‫األسس العلمية الثابتة والمتجددة في نفس الوقت‪ ،‬التي ال يستطيع أي معلم االستغناء عنها‬
‫وكذلك أي مؤسسة تعليمية‪ .‬فهذه النظريات وضعت أمامنا كل ما نحتاج إليه من مبادئ‬
‫وقواعد وطرائق وأساليب قد يعتبرها البعض نظرية وغير ذي فائدة‪ ،‬ولكن العكس هو‬
‫الصحيح‪ .‬إن هذه النظريات عندما يتم االستفادة منها بتحويلها لتطبيقات تربوية عملية‬
‫متخصصة ك ٍّل في اتجاه محدد في التعليم والتعلم‪ ،‬تثري عملية التعليم وتغنيها وتصقلها‬
‫وتشبعها من كل جوانبها‪ .‬لكل نظرية من تلك النظريات دور في ناحية معينة من عملية‬
‫التعليم‪ ،‬التي ترتكز على مبادئ تلك النظريات‪ .‬فكم استفدنا من النظريات السلوكية‬
‫في تعديل سلوك التالميذ وتحسين عملية اإلدارة الصفية ومعالجة المشكالت السلوكية‪.‬‬
‫وهذه النظرية المعرفية تعرفنا على مراحل النمو المعرفي وكيف نالئم التعليم مع كل‬
‫مرحلة عمرية‪ .‬أما نظرية الذكاءات المتعددة فجعلت من التلميذ فردا ً مميزا ً يتمتع بذكاء‬
‫خاص به نستطيع من خالل اكتشافه‪ ،‬تعليمه ما يتناسب مع نوع ذكائه‪ .‬ونظرية الجشطلت‬
‫التي علّمتنا كيف نتعامل مع "الكل" الستنتاج الحلول في حل المشكالت التي تواجهنا‪...‬‬
‫سست لطرائقنا وأساليبنا في التعليم‪ .‬كل نظرية هي‬ ‫وغيرها الكثير من النظريات التي أ ّ‬
‫نوعنا في طرائقنا‬ ‫طريق نحو تحسين عملية التعليم ‪ ،‬فكم من طريق نستطيع أن نتبع؟ كلّما َّ‬
‫كلما وصلنا إلى عقول عدد أكبر من تالمذتنا‪ .‬الهدف من التربية بمفهومه الجديد هو‬
‫تعليم الطفل كيف يتعلم بمفرده‪ ،‬كيف يتفاعل ويُفعّل دوره بنفسه‪ ،‬حيث يصبح المعلم هو‬
‫المشرف والموجه‪ ،‬والتلميذ هو العنصر الفعّال النشط الذي يبحث ويكتشف ويفكر ويميّز‬
‫ويجرب ويختبر ويحلّل وير ّكب ويطبّق ويحل مشكالته بنفسه‪ .‬ولكن‬ ‫ّ‬ ‫ضر ويتعاون‬‫ويح ِ ّ‬
‫هل ألغينا دور المعلم؟ بالطبع ال‪ ،‬فالمعلم هو من سيُفعّل هذا الدور للتلميذ من خالل ما‬
‫يُعدُّه من بيئة صفيّة آمنة فعالة هادفة منظمة مجهزة بكل الوسائل التي يستخدمها التالميذ‬
‫بكل ِحرفية من خالل روتين صفي محدّد وتعليمات واضحة ودقيقة‪ ،‬في ظل قوانين صفيّة‬
‫هادفة ليس فقط لضبط سلوك التالميذ بل لتحسين سير عملية التعليم وتحفيز التالميذ على‬
‫العطاء من خالل التعزيز اإليجابي ألعمالهم وتجنب أنواع العقاب قدر المستطاع‪ ،‬والعمل‬
‫على إرشادهم لفهم وضبط أنفسهم ذاتيا ً من خالل مراقبة تصرفاتهم والعمل على تغييرها‬
‫نحو األفضل‪ ،‬وتقديم التغذية الراجعة التي توضح لهم نقاط ضعفهم للعمل على تقويتها‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫من أكثر ما قد يواجه المعلم والمدرسة من صعوبات هي الصعوبات التعلميّة التي قد‬
‫نقف عاجزين أمامها‪ ،‬عاجزين عن فهمها‪ ،‬عن تشخيصها‪ ،‬عن التعامل معها وإيجاد‬
‫العالجات المناسبة لها‪ .‬فصعوبات التعلم من المفاهيم الجديدة التي بدأت المؤسسات‬
‫التربوية في العمل على مواجهتها ولكن دون معرفة ُمتخصصة‪ ،‬مما دفعني إلفراد‬
‫فصل كامل حولها من خالل إلقاء الضوء على كل ما يحيط بها‪ :‬تعريفها‪ ،‬تشخيصها‪،‬‬
‫مقترحات عالجها ‪ ،‬ودور المدرسة‪ ،‬المعلم واألهل في كل ذلك‪.‬‬
‫اإلنسان في كل مراحل حياته يحتاج للتوجيه واإلرشاد نفسيا ً خاصة‪ ،‬واجتماعيا ً وتربويا ً‬
‫بشكل عام‪ .‬فكيف في تلك المؤسسة التربوية الكبيرة التي تضم التالميذ بكل ما أحضروه‬
‫معهم من أسرهم‪ ،‬من عالقات وأزمات وصراعات وخبايا‪ ،‬والمعلمين بكل ما يحتاجونه‬
‫من دعم تربوي ونفسي وشخصي وعلمي إلتمام ما يقومون به من أدوار متنوعة‪ ،‬وكل‬
‫العاملين في المدرسة ممن لهم عالقة بالعملية التعليمية‪ ،‬كلهم بحاجة لمساعدة ودعم‬
‫لمعرفة مشكالتهم الذاتية وفهم أنفسهم والتعامل مع ما يواجهونه من قضايا تربوية‬
‫خاصة وعامة‪ ،‬منها ما يختص بالعالقات المدرسية‪ ،‬بالمنهاج المدرسي‪ ،‬باإلدارة‬
‫الصفية‪ ،‬بأزمات نفسية أو اجتماعية‪ ...‬وغيرها مما قد يحتاج لمساعدة مختصة ترشد‬
‫األفراد العاملين في المدرسة فرديا ً أو جماعياً‪ ،‬نفسيا ً أو تربوياً‪ .‬إن الطفل‪ ،‬ذلك المخلوق‬
‫الصغير الذي ال يستطيع فهم ذاته بنفسه أو حل مشكالته الخاصة هو المقصود من عملية‬
‫اإلرشاد هذه في الدرجة األولى‪ .‬فيسعى المرشد للتعرف على مشكالته النفسية وأزماته‬
‫االنفعالية وصراعاته الداخلية باستخدام أدوات متخصصة كالرسم اإلسقاطي‪ ،‬واللعب‪،‬‬
‫والسيكودراما‪ ،‬والمالحظة والمقابلة ودراسة الحالة وغيرها من األساليب اإلرشادية‬
‫ساسة والمهمة بما تتضمنه من تأثيرات بالغة‬ ‫التي تتعاطى مع هذه المرحلة العمرية الح ّ‬
‫الخطورة على المراحل الالحقة‪.‬‬
‫كل ما ذكرنا مسبقاً‪ ،‬هو من الموضوعات التي تناولناها في فصول كتابنا هذا بشكل‬
‫شامل ولكن موجز‪ ،‬حيث عرضت كل تلك الموضوعات الهامة وبينت كل ما تنطوي‬
‫عليه وتتضمنه دون تقصير‪ ،‬ودون تفصيل يؤدي للملل والرتابة‪.‬‬
‫وكان الفصل األخير موجها ً لألهل‪ ،‬حيث تض ّمن مراحل نمو الطفل الجسدية والنفسية‬
‫والعقلية واالجتماعية‪ ،‬وكل ما يحيط بها من تأثيرات‪ ،‬خاصة التأثيرات األسرية من‬
‫خالل اتجاهات وممارسات األهل تجاه أبنائهم سواء السويّة أو غير السويّة‪ ،‬مع إظهار‬
‫ما لألهل من دور إيجابي أو سلبي على صحة األبناء النفسية والعاطفية‪ .‬وقد تم عرض‬

‫‪13‬‬
‫أهم المشكالت السلوكية والنفسية وشرح أسبابها وأساليب عالجها من قبل األسرة‪ .‬كما‬
‫تم التركيز على مرحلة المراهقة بكل صراعاتها وأزماتها ومشكالتها واضطراباتها‪،‬‬
‫مع تقديم الحلول والنصائح المتوافقة مع هذه المرحلة العمرية التي تعتبر من أشد مراحل‬
‫العمر خطورة‪.‬‬
‫أصبح التربويون في القرن الحالي ينظرون إلى التربية من زاوية الشمولية‪ ،‬أي التربية‬
‫التي تنظر إلى الطفل من كل جوانبه الشخصية‪ ،‬وكل الظروف المحيطة به تربوياً‪،‬‬
‫بيئياً‪ ،‬اجتماعياً‪ ،‬نفسياً‪ ،‬معرفياً‪ ،‬وسلوكياً‪.‬‬
‫تناولت كل الكتب التربوية جانبا ً محددا ً في التربية والتعليم حيث ألقت الضوء على‬
‫زاوية معينة‪ ،‬أما هذا الكتاب فيحاول الجمع بين كل ما قد يهم المهتمين بحقل التربية‪.‬‬
‫ت أيتها األم‪ ،‬وأنت أيها المعلم أو الناظر أو المدير أو المرشد أو‬
‫فأنت أيها األب وأن ِ‬
‫الطالب في كليات التربية والتعليم وعلم النفس التربوي‪ ،‬هذا الكتاب هو لكم جميعاً‪ ،‬إنه‬
‫لكل من يرغب في معرفة مبادئ التربية والتعليم كأهل ومربين‪ ،‬حيث تطرق لكل ما‬
‫يمكن أن يهم كل هؤالء ‪ ،‬فالتربية والتعليم عملية متكاملة والمربي سيزيد ثقافته النظرية‬
‫من خالل االطالع على كتابنا هذا‪ ،‬إضافة إلى االستفادة من المعرفة العملية التي تتناول‬
‫كل أبعاد العملية التربوية التي حاولنا اإللمام بها من كل الجوانب‪.‬‬
‫كما يهدف هذا الكتاب أيضا ً إلى اإلجابة عن كل األسئلة التي تهم العملية التعليمية داخل‬
‫الصف‪ ،‬من خالل البحث في إحدى القضايا الهامة‪ ،‬التي تواجها وتعاني منها الغالبية‬
‫العظمى من التربويين بشكل عام‪ ،‬ومعلمي المدارس العربية بشكل خاص؛ أال وهي‬
‫مشكلة ضبط سلوك الطالب واإلدارة الصفية‪ ،‬اذ سيتم التطرق إلى ظاهرة المشاكل‬
‫السلوكية المنتشرة في المدارس‪ ،‬والصعوبات التي يواجهها المعلم على هذا الصعيد‪.‬‬
‫وسيتم التركيز على بعض الوسائل الوقائية‪ ،‬التي من شأنها أن تساعد في التقليل من حدة‬
‫المشكلة‪.‬كما سيتم تناول موضوع من أكثر المواضيع أهمية في عصرنا الحالي والذي‬
‫بات يعتبر ظاهرة في كل المجتمعات خاصة مجتمعنا العربي أال وهو موضوع العنف!‬
‫لقد حاولت تقسيم هذا الكتاب إلى فصول‪ ،‬يحتوي كل فصل على موضوعات مترابطة‬
‫ضمن عنوان محدد‪ ،‬وذلك لإلفادة المنظمة للقارئ‪ ،‬مع العلم أن كل فصول الكتاب‬
‫وموضوعاته مترابطة كما تترابط حقول التعليم والتربية ضمن إطار موحد ال يمكن‬
‫فصله أو االستغناء عن أي من أجزائه‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫قال الدكتور إبراهيم الفقي إن والده كان دائما يقول له‪ " :‬الحكمة أن تعرف ما الذي تفعله‬
‫والمهارة أن تعرف كيف تفعله و النجاح هو أن تفعله"‪.‬‬

‫تعريفات‬
‫التربية‬
‫يعرف "بيترز" كلمة تربية بأنها "تتضمن أن شيئا ً ما يستحق العناء يتم‪ ،‬أو تم سابقاً‪،‬‬ ‫ّ‬
‫إيصاله بشكل صادق وبطريقة مقبولة من الناحية األخالقية‪ .‬ويصبح أمرا ً غير منطقي‬
‫ومتناقضا ً أن يقال إن إنسانا ً ما قد تمت تربيته من دون أن يكون قد تغير نحو األفضل"‪.‬‬
‫لكن التربية أيضا ً ممارسة‪ ،‬وهي بشكل عام وبحسب تعريف "هوبرت" ‪" :‬مجموع‬
‫األفعال والتأثيرات الممارسة إراديا ً من قبل كائن إنساني على كائن إنساني آخر‪ ،‬مبدئيا ً‬
‫من قبل بالغٍ على صغير‪ ،‬وهي موجهة نحو هدف هو عبارة عن تشكيل استعدادات من‬
‫كل نوع عند هذا الكائن الصغير‪ ،‬تتالءم مع الغاية التي سوف يهيأ لها عند وصوله إلى‬
‫مرحلة النضج"‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى تأثير البالغ على الصغير‪ ،‬نالحظ أن التربية تتضمن أيضا ً التأثير‬
‫األكثر شموالً الممارس من قبل المجتمع ككل بحيث يغلب على التأثير الفردي الذي‬
‫يمارسه كائن اجتماعي ما على كائن آخر‪ .‬ويتم ذلك بواسطة مجمل نمط الحياة السائد‬
‫في المجتمع وتأثيره على الصغار المراد دمجهم فيه‪ .‬عندها ال تقتصر العالقة على‬
‫كونها بين فرد وآخر‪ ،‬بل تتعداها ألن تصبح عالقة شاملة تو ّحد الفرد بالثقافة السائدة‪،‬‬
‫بحيث يصبح حامالً لها وأكثر أهلية لنقلها وذلك تبعا ً لتقدمه في عملية استيعابها‪ .‬ويشير‬
‫"ديوي" إلى "وجود مجموعتين أخالقيتين‪ ،‬واحدة متعلقة بالحياة االجتماعية وأخرى‬
‫بالحياة المدرسية‪ .‬إن السلوك والمبادئ األخالقية هي نفسها في الحالتين"‪ .‬وفي الحقيقة‬
‫إذا نظرنا إلى التربية في ديناميكيتها‪ ،‬فهي قبل كل شيء‪ ،‬تحويل تركة أو إرث من جيل‬
‫إلى جيل آخر‪ ،‬فهي تهدف إلى استمرارية المجتمع‪ ،‬وهي أيضا ً األداة التي تتواصل‬
‫الحضارة عبرها‪ ،‬ويتأكد األفراد بفضلها بأن التصرفات الضرورية للحفاظ على هذه‬
‫الحضارة قد اكتسبت‪.‬‬
‫التعلم‬
‫ُعرف التعلّم بأنه ‪ :‬تغيير وتعديل في السلوك ثابت نسبيا ً وناتج عن التدريب ‪ .‬حيث‬
‫ي ّ‬
‫يتعرض المتعلم في التعلّم إلى معلومات أو مهارات ومن ثم يتغير سلوكه أو يتعدل‬

‫‪15‬‬
‫بتأثير ما تعرض له ‪ ،‬وهو ثابت نسبيا ً بشكل عام ‪ .‬فغالبا ً ما يكون هناك مجموعة من‬
‫المعارف والمهارات تقدم للمتعلم ‪ ،‬فيكون التعلم عن طريق بذل ذلك المتعلم جهدا ً يحاول‬
‫من خالله تعلم تلك المعارف أو المهارات ومن ثم اكتسابها ‪ ،‬وللتحقق من معرفته لها‬
‫عن طريق معرفة الفرق بين حالة االبتداء في الموقف وحالة االنتهاء منه ‪ ،‬فإذا زاد هذا‬
‫الفرق في األداء ضمن لنا ذلك حصول التعلم‪.‬‬
‫التعلم جوهري للوجود اإلنساني وأساسي للتربية وهو منطلق أساسي لدراسة علم النفس‬
‫والزم لفهم حقيقة العقل البشري‪ .‬والواقع أنه لم يحظ أي موضوع آخر من موضوعات‬
‫علم النفس مثلما حظي به موضوع التعلم من عمق في البحث والدراسة‪ .‬ومنذ أن بدأ‬
‫االهتمام بدراسة سلوك اإلنسان ظل التعلم وقضاياه موضع اهتمام الباحث والدارس‪،‬‬
‫حتى أن بعض المفكرين أمثال "أرسطو" والقديس "أوغسطس" و"جون لوك" كانوا‬
‫يعتبرون التعلّم قضية رئيسية‪ .‬كما بلغ االهتمام بقضايا التعلم ومشكالته ذروته في أوائل‬
‫القرن العشرين‪.‬‬
‫فما هو التعلم إذن؟ حقيقةً‪ ،‬إن التعلم أمر مألوف في حياتنا االعتيادية ولكن تعريفه تعريفا ً‬
‫علميا ً بغية الوصول إلى فهم حقيقي لماهيّته يظل مسألة مثيرة للجدل‪ .‬وقلّما نجد من‬
‫الخبراء من يتفق مع غيره في تعريفه وبسبب اختالف النظريات‪.‬‬
‫التعليم‬
‫ّ‬
‫المنظمة التي يمارسها المعلم بهدف نقل ما في ذهنه من معلومات‬ ‫ويعرف بأنه ‪ :‬العملية‬
‫ّ‬
‫ومعارف إلى المتعلمين ( الطلبة ) الذين هم بحاجة إلى تلك المعارف‪ .‬وفي التعليم نجد‬
‫أن المعلم يرى أن في ذهنه مجموعة من المعارف والمعلومات ويرغب في إيصالها‬
‫للطالب ألنه يرى أنهم بحاجة إليها فيمارس إيصالها لهم مباشرة من قبله شخصيا ً وفق‬
‫عملية منظمة‪ .‬ناتج تلك الممارسة هي التعليم ‪ ،‬ويتحكم في درجة تحقق حصول الطالب‬
‫على تلك المعارف والمعلومات من المعلم وما يمتلكه من خبرات في هذا المجال‪.‬‬
‫التدريب‬
‫ُعرف التدريب بأنه النشاط المستمر لتزويد الفرد بالمهارات والخبرات واالتجاهات‬ ‫ي ّ‬
‫التي تجعله قادرا ً على مزاولة عمل ما بهدف الزيادة اإلنتاجية له وللجهة التي يعمل بها‪،‬‬
‫أو نقل معارف ومهارات وسلوكيات جديدة لتطوير كفاءة الفرد ألداء مهام محددة في‬
‫الجهة التي يعمل بها‪.‬‬
‫توجد العديد من االتجاهات لتعريف التدريب‪ ،‬فالتدريب هو تلك الجهود التي تهدف إلى‬

‫‪16‬‬
‫تزويد الفرد بالمعلومات والمعارف التي تُكسبه المهارة في أداء العمل‪ ،‬أو تنميته وتطوير‬
‫ما لديه من مهارات ومعارف وخبرات بما يزيد من كفاءته في أداء عمله الحالي أو يعده‬
‫ع ّرف التدريب بأنه عملية‬‫ألداء أعمال ذات مستوى أعلى في المستقبل القريب‪ .‬كما ُ‬
‫تعديل إيجابي ذو اتجاهات خاصة تتناول سلوك الفرد من الناحية المهنية أو الوظيفية‪،‬‬
‫وذلك الكتساب المعارف والخبرات التي يحتاج لها اإلنسان وتحصيل المعلومات التي‬
‫تنقصه واالتجاهات الصالحة للعمل ولإلدارة واألنماط السلوكية والمهارات المالئمة‬
‫والعادات الالزمة من أجل رفع مستوى كفاءته في الشروط المطلوبة إلتقان العمل‬
‫وظهور فاعليته مع السرعة واالقتصاد في التكلفة‪ ،‬كذلك في الجهود المبذولة والوقت‬
‫المستغرق‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‬

‫األسرة‪ ،‬المدرسة والمجتمع‬

‫تمهيد‬
‫كما أن األسرة هي أصل الحياة‪ ،‬فإنها تشكل أساس الصحة النفسية ومنطلقها‪ .‬منها‬
‫يستمد اإلنسان رصيده الوراثي‪ ،‬وهي تش ّكل مجاله الحيوي األولي حيث يتفاعل مع هذا‬
‫صحة والمرض‪.‬‬ ‫الرصيد الوراثي في وحدة جدلية متكاملة تحدد نتائجه مختلف أحوال ال ّ‬
‫ثم يأتي دور المدرسة مكمالً لدور األسرة في عالقة تبادلية متكاملة ومك ّملة‪ .‬تهدف‬
‫العالقات اإلنسانية بالدرجة األولى إلى تهيئة الجو المناسب لإلنسان ليتمكن من القيام بعمله‬
‫على أحسن وجه ممكن‪ ،‬ومن ثم رفع روحه المعنوية وبالتالي يتحقق له الرضا النفسي‬
‫ويضاعف من إنتاجه‪ ،‬ألن اإلنسان هو العنصر البشري الذي يتوقف عليه أي عمل كان‪،‬‬
‫كما تهدف العالقات اإلنسانية إلى تحقيق التعاون بين العاملين فيما بينهم من جهة وبين‬
‫قيادتهم من جهة أخرى‪ ،‬كما أنها تعمل على تدعيم الصالت الودية بين األفراد وزيادة‬
‫االحترام المتبادل فيما بينهم‪ ،‬وبالتالي إشباع حاجاتهم المختلفة ومساعدتهم على التكيّف‬
‫مع طبيعة عملهم الذي ينتمون إليه‪ .‬نتناول في هذا الفصل العالقات المؤثرة بين المدرسة‬
‫واألسرة والتلميذ‪ ،‬مع إلقاء الضوء على دور المعلم في هذه العالقات من خالل عالقته‬
‫بتالميذه وأهلهم وزمالئه في المدرسة‪ ،‬دون أن نُغ ِفل دور المدير وقيادته المحفزة‪ .‬إن هذا‬
‫الفصل يتمحور بشكل خاص حول ماهيّة العالقات بين المدرسة واألسرة بشكل عام وبين‬
‫المعلم وأسرة التالميذ وأسرته المدرسية‪ ،‬وكل ذلك في ظل المجتمع الكبير‪ .‬كما نتناول في‬
‫هذا الفصل المعلم المربي‪ ،‬كل ما يتصف به ويختص به ويحتاج إليه للقيام بعملية التعليم‪.‬‬
‫وقد ارتأينا البدء بالمعلم وصفاته وخصائصه نظرا ً ألن له دورا ً أوليّا ً في هذه العملية‬
‫ونظرا ً ألهمية مكانته في عملية التعليم والتعلم‪ .‬كما نتناول بعض األمور التي تؤثر‬
‫إيجابا ً على تعليم المعلم لطالبه‪ ،‬مع اإلشارة لعالقات المعلمين مع تالمذتهم من وجهة‬
‫نظر نفسية‪ ،‬اجتماعية وتربوية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫أوالً‪ :‬األسرة والمدرسة‬
‫تمهيد‬
‫يأتي مفهوم البيت واألسرة دائما ً مع وجود األبناء‪ ،‬فالهدف من تكوين األسرة هو حصول‬
‫الوالدين على أبناء وبمعنى آخر‪ ،‬فاألسرة كيان يتم بناؤه من أجل الوصول إلى أهداف‬
‫معينة أهمها إنجاب األبناء وتربيتهم‪ ،‬والواقع أن تربية األبناء ليس باألمر السهل بل هي‬
‫مسؤولية كبيرة تقع على عاتق األسرة حيث يتطلب األمر الكثير من الجهد والتخطيط‬
‫فإذا ابتغى الوالدان التوفيق في تربية أبناء صالحين وبناء مستقبل واعد لهم ينبغي‬
‫عليهما تحديد أهداف تربوية معينة ومعرفة الوسائل والطرق الالزمة للحصول على‬
‫تلك األهداف‪ ،‬حيث يشكل ذلك برنامجا ً تربويا ً متكامالً وعلى الوالدين تربية أبنائهم وفق‬
‫هذا البرنامج‪ .‬فالوالدان اللذان ال يفكران في تربية أبنائهما ال يحق لهما انتظار المعجزة‬
‫والمستقبل من أبنائهم‪.‬‬
‫األسرة هي "مركز تعلم الحياة"؛ هي المكان االجتماعي الذي يتواجد فيه الطفل‪،‬‬
‫فيقيم أولى تبادالته على اإلطالق ويتلقى أولى الرسائل‪ .‬فاألسرة هي نسيج اجتماعي‬
‫غني ومعقد بشكل خاص‪ .‬ويشكل الوالدان في هذا السياق النموذجين الوحيدين تقريبا ً‬
‫خالل السنوات األولى من الحياة وهي تشكل أولى الشروط الضرورية للتماهي النهائي‬
‫الناجح مع الوالد من الجنس نفسه‪ ،‬كما يعطي األهل للطفل نوعا ً من السلوك االجتماعي‬
‫من خالل تواجدهم معه ومشاركته لحياتهم‪ ،‬فيأخذ عنهم السلوك الطبقي أو الفئوي‬
‫االجتماعي وبالتالي الثقافي‪ .‬يأخذ عنهم اآلراء والمواقف الجاهزة والمعتقدات والعادات‪،‬‬
‫والتي تشكل الغطاء الثقافي المسبق لألسرة‪ ،‬والذي يهيىء لعملية تثقيف الطفل وتحديد‬
‫مستقبله الفردي واالجتماعي‪ ،‬كذلك األمر بالنسبة لعملية اكتساب اللغة‪.‬‬
‫ال يمكن عزل تربية األسرة عن المجتمع ما دامت األسرة والمجتمع مرتبطين على‬
‫مستوى الفرد والمؤسسات والقيم‪ ،‬فاألسرة محددة بالبيئة االجتماعية التي تحيط بها‪ .‬من‬
‫المؤكد أن الطفل يتلقى تربية مختصة خالل الوقت الذي يمضيه مع أسرته‪ ،‬وهذه التربية‬
‫تشكل كالً نفسيا ً وثقافيا ً حاضرا ً مباشرة منذ بداية الحياة‪.‬‬
‫لكن نمطا ً معينا ً من االجتماعية ال يبدأ إال عندما يترك الطفل األسرة‪ ،‬كما هو الحال‬
‫عندما يدخل الطفل المدرسة حيث يتخلص عندها من المواضيع الو الدية جزئيا ً ويوظف‬
‫انفعاالته وعواطفه في العالم المدرسي‪ :‬مدرسون‪ ،‬قيم مدرسية وثقافية وأخالقية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫إن المدرسة تأخذ دور األسرة نوعا ً ما عبر زيادة احتماالت التوظيف عند الطفل‪،‬‬
‫فسوف يتعلم الطفل توزيع صوره المثالية من األهل إلى المدرسين‪ .‬إذن سوف يتماهى‬
‫ويتوجه بمطالبه العاطفية نحو آخرين في المدرسة‪ .‬إن توزيع االهتمامات سوف‬
‫يطور قيمه ومثله العليا‪،‬‬
‫يضاعف من إمكانياته في المقارنة والترميز‪ ،‬وذلك سوف ّ ِ‬
‫وهذا يؤدي إلى تخفيف "الحصر" ويشجع تطوره ويحمل له لذّة فعلية‪ .‬المعلم هو‬
‫العنصر المو ِ ّحد لهذه البيئة الجديدة‪ ،‬فهو ال ينقل فقط المعارف ولكنه أيضا ً الكائن‬
‫األكثر تأثيراً‪ .‬وهذا يعني أن الطفل يسقط على المعلم من دون وعي منه‪ ،‬التوقعات‬
‫التي يكون خيّبها له األب أو األم‪ .‬للمدرسة دور كبير في تنمية قدرات التالميذ من‬
‫خالل ما تؤمنه من أنشطة مدرسية تفرغ طاقات التالميذ االنفعالية من خاللها‪ ،‬كما‬
‫أنها تقدم للتالميذ ما قد يعجز آباؤهم عن تقديمه في بيئة البيت‪ .‬فكم نالحظ كمربين‬
‫حاجات عاطفية لدى التالميذ لم تشبع‪ ،‬ويتم تحويلها إلى المعلم من خالل التعلّق به‬
‫والرغبة في كسب رضاه وحنانه‪ .‬كثيرا ً ما ينصبّ اهتمام الطفل على معلمه و يسأله‬
‫بعينيه قبل لسانه‪ ،‬وربما بقلبه أنني أحتاجك‪ ،‬أحتاج أن تحيطني بمحبتك وتشبع لدي‬
‫ما لم تستطع عائلتي إشباعه‪ .‬وعندما يكون المعلم متفهما ً لمراحل النمو ولحاجات‬
‫طالبه‪ ،‬خاصة العاطفية‪ ،‬حيث يغمرهم بالمحبة والعطف دون مبالغة‪ ،‬قد يعمل بذلك‬
‫على وقايتهم من الكثير من االضطرابات النفسية أو السلوكية التي قد تعترضهم خالل‬
‫مراحل تعلمهم في المدرسة‪.‬‬

‫العالقة بين المدرسة واألسرة‬


‫إن الذهاب إلى المدرسة في مرحلة الطفولة من أصعب ما يمر به الطفل لعدة اعتبارات‪،‬‬
‫فباإلضافة النسالخه عن محيطه األسري‪ ،‬هاهو يدخل في محيط غريب عنه‪ ،‬بكل ما‬
‫يتضمنه من مرجعيات جديدة وأزمات جديدة‪ ،‬مبادىء ونظم جديدة ‪ ،‬كل شيء جديد‬
‫وغريب ‪ .‬فبعد أن كان الطفل في محيط محدود ينطلق اآلن لمحيط أوسع وأكبر يشعر‬
‫بالخوف وفي نفس الوقت بالشوق الكتشافه‪ ،‬وبقدر ما يُشعره هذا المحيط الجديد بالتقبل‬
‫والمحبة واالطمئنان كلما كان تأقلمه أسرع وأنجح‪.‬‬
‫"مورد"‬
‫ِّ‬ ‫إذا ً العالقة بين األسرة والمدرسة هي عالقة تكاملية تبادلية ‪ ،‬فالبيت هو‬
‫التالميذ" للمدرسة‪ ،‬والمدرسة هي التي تتناول هؤالء التالميذ بالتربية والتعليم بالشكل‬
‫الذي يتالءم مع قدراتهم ومهاراتهم‪ ،‬وبالشكل الذي يتطلبه المجتمع‪ .‬األسرة مسؤولة‬

‫‪20‬‬
‫أيضا ً إلى حد كبير عن الجانب التحصيلي للطفل ألنها هي التي تُثري حياة الطفل الثقافية‬
‫في البيت من خالل وسائل المعرفة‪ ،‬كالمكتبة مثالً والتي تسهم في إنماء ذكاء الطفل‪ ،‬كما‬
‫أن األسرة المستقرة التي تمنح الطفل الحنان والحب تبعث في نفسه األمان والطمأنينة‪،‬‬
‫وبالتالي تحقيق االستقرار والثبات االنفعالي‪ ،‬واألسرة التي تحترم قيمة التعليم وتشجع‬
‫عليه تجعل الطفل يُقبل على التعليم بدافعية عالية‪ .‬ولكي تُهيئ األسرة الظروف المالئمة‬
‫ألبنائها عليها أن تراعي متطلبات كل مرحلة عمرية من حياة الطفل‪ ،‬وتوفير المناخ‬
‫المناسب للتعليم واالستذكار‪ .‬وعلى األسرة أن تراقب سلوكيات األبناء بصفة متميزة‬
‫ومالحظة ما يطرأ عليها من تغيّرات‪ .‬وكذلك األمر بالنسبة للمدرسة‪ ،‬فللمدرسة دور‬
‫هام في استقبال الطفل بمحبة واحترام‪ ،‬تأمين كل حاجاته ومتطلباته التعليمية‪ ،‬النفسية‪،‬‬
‫العاطفية‪ ،‬الوجدانية‪ ،‬الحركية‪ ،‬والمادية‪ .‬على المدرسة تأمين الجو المناسب الذي يضمن‬
‫شعور التالميذ باألمن والطمأنينة والمساواة واالستقرار النفسي‪ .‬أما عن التعليم فالمدرسة‬
‫يجب أن تسعى نحو تفعيل عملية التعليم من خالل تأمين المعلمين ذوي الكفاءة والخبرة‬
‫والمعرفة‪ ،‬والمواد التعليمية المساعدة على تسهيل عملية التعلم‪ ،‬إضافة إلى تحديث أساليبها‬
‫لتواكب ثورة العصر التكنولوجية‪ .‬أما المدرسة الحديثة التي اتخذت من التلميذ محورا ً لها‬
‫فتهتم باإلحاطة بكل جوانب الطفل النفسية‪ ،‬العاطفية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬السلوكية‪ ،‬المعرفية‪،‬‬
‫وتعترف بالطفل كفرد مميز يحتاج لمعاملة خاصة تتفق مع كل تلك الجوانب‪.‬‬

‫أـ أهداف التعاون بين البيت والمدرسة‬


‫‪ -‬التكامل بين البيت والمدرسة والعمل على رسم سياسة تربوية موحدة للتعامل مع الطالب‪،‬‬
‫بحيث ال يكون هناك تعارض أو تضارب بين ما تقوم به المدرسة وما يقوم به البيت‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون في عالج مشكالت الطالب‪ ،‬وبخاصة تلك التي تؤثر في مكونات شخصيته‪.‬‬
‫‪ -‬رفع مستوى األداء وتحقيق مردود العملية التربوية‪.‬‬
‫‪ -‬تبادل الرأي والمشورة في بعض األمور التربوية والتعليمية التي تنعكس على تحصيل‬
‫الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬رفع مستوى الوعي التربوي لدى األسرة ومساعدتها على فهم نفسية الطالب ومطالب‬
‫نموه‪.‬‬
‫‪ -‬وقاية الطالب من االنحراف عن طريق االستمرار واالتصال المستمر بين البيت‬
‫والمدرسة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ب ـ أسباب عدم التعاون بين البيت والمدرسة‬
‫ ‪-‬إن موقف األهل المشجع أو غير المشجع تجاه المدرسة يؤثر على رغبة الطفل‬
‫تجاه المدرسة‪ ،‬هذه الرغبة التي تتعلق كذلك بنمط العالقة السائد بين األهل والطفل‪.‬‬
‫من البديهي عدم وجود مشكلة بدون أسباب أو عوامل تؤدي إليها وتكون المسبب‬
‫لها‪ ،‬إال أن هذه األسباب تختلف بحسب طبيعة المشكلة‪ ،‬وهذا يستوجب البحث‬
‫وتكثيف الجهود إليجاد الحلول لها بصورة جذرية ال سطحية وفيما يلي عرض‬
‫لبعض هذه األسباب‪:‬‬
‫ ‪-‬الظروف المتغيرة‪ :‬وهي توجد في البيئات الحضارية وخاصة في المجتمعات‬
‫المتباينة‪ ،‬إذ أن هناك الكثير من القيم المتناقضة التي تبرز معايير واسعة التنوع‬
‫إضافة إلى التغير االجتماعي السريع‪ ،‬حيث يتركز الضغط الشديد على التكامل في‬
‫القيم‪ ،‬ورغم وجود هذا الضغط إال أنه يكون شديدا ً في المجتمع األكثر محافظة‪،‬‬
‫األمر الذي يفرض ترسيخا ً جديدا ً للقيم إذا ما أرادت المجتمعات أن تبقى وتقاوم‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال ‪ :‬أدت كثرة األعمال وخروج المرأة إلى العمل إلى انقطاع الصلة‬
‫والمتابعة بين اآلباء العاملين وأبنائهم‪ ،‬هذا من ناحية‪ ،‬وانقطاع التواصل بينهم‬
‫وبين إدارة المدرسة من ناحية أخرى األمر الذي أدى إلى إظهار الطالب أسلوب‬
‫عدم الالمباالة تجاه المدرسة وعدم احترام المعلمين‪ ،‬وإحداث الفوضى لعدم وجود‬
‫الرقيب والمتابع في البيت‪ ،‬هذا باإلضافة إلى المشاكل األسرية التي تحدث في‬
‫البيت مثل انفصال الوالدين‪ ،‬أو عدم التفاهم بينهما‪ ،‬مما يؤدي إلى التشتت األسري‬
‫فيصبح الطالب بعيدا ً عن العناية الالزمة والمراقبة المستمرة‪.‬‬
‫ ‪-‬ظروف المجتمع وعاداته وتقاليده وأنظمته المختلفة‪ :‬كالنظام االقتصادي واالجتماعي‬
‫والتعليمي ومدى اهتمامها بتفعيل المشاركة الفعالة للمواطنين والتواصل معهم‬
‫والتوجه نحو فتح المجال لالستماع للرأي اآلخر وتقبل النقد والتغيير المستمر لما‬
‫فيه صالح المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض المستوى التعليمي لبعض األسر‪ ،‬وبالتالي تدني مستوى الوعي التربوي‬
‫وعدم إدراك الدور الحقيقي لألسرة في التربية‪.‬‬
‫‪ -‬معاناة األسرة من مشكالت نفسية واجتماعية واقتصادية تشغلها عن أداء دورها‪.‬‬
‫‪ -‬انشغال الوالدين عن متابعة األبناء في البيت أو المدرسة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -‬الدور السلبي لوسائل اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -‬إلقاء مسؤولية تربية األبناء على عاتق المدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف سلطة الضبط االجتماعي داخل بعض األسر‪ ،‬مما يفقدها القدرة على التوجيه‬
‫الصحيح الذي يحقق أهداف التربية‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن التعاون بين البيت والمدرسة أمر ال بديل عنه لتحقيق أهداف العملية‬
‫التربوية‪ ،‬والستكمال تحقيق أهداف العملية التربوية البد أن تساهم المؤسسات االجتماعية‬
‫الموجودة في المجتمع أيضا ً بجهودها من أجل مشاركة المدرسة ومساندتها للقيام بالدور‬
‫المنوط بها‪ ،‬وذلك مثل وسائل اإلعالم المقروءة والمرئية والمسموعة‪ .‬إن نجاح العملية‬
‫التعليمية هو نتاج مشترك بين المدرسة واألسرة والمؤسسات االجتماعية األخرى‪.‬‬

‫ج ـ مشكالت مدرسية لدى التالميذ سببها األهل‬


‫ ‪-‬االتجاه غير اإليجابي لألسرة نحو التعليم بصورة عامة والمدرسة بصورة خاصة‪.‬‬
‫ ‪-‬مستوى الممنوعات والمسموحات داخل األسرة ‪.‬‬
‫ ‪-‬أساليب التنشئة االجتماعية الخاطئة داخل األسرة‪.‬‬
‫ ‪-‬عدم متابعة األبناء في سلوكياتهم األخالقية والتعليمية واالجتماعية والتحصيلية‪.‬‬
‫ ‪-‬عدم اإليفاء بالحد األدنى من التزامات األبناء الدراسية‪.‬‬
‫ ‪-‬عدم التواصل والتفاعل بين األسرة والمدرسة‪.‬‬
‫ ‪-‬اتباع أساليب العقاب والتهديد واإلرغام في تنشئة وتربية األبناء أو اتباع أساليب‬
‫اللين والتسيّب‪ ...‬وفي كليهما مخاطر ال حدود لها‪.‬‬
‫ ‪-‬عدم مراعاة خصائص األبناء العمرية أو الجنسية‪ ،‬وعدم االهتمام بمشكالتهم‬
‫والتعرف على أسبابها‪.‬‬
‫ ‪-‬تكليف األبناء بمسؤوليات أسريّة تشغلهم عن التعليم والتعلم‪.‬‬
‫ ‪-‬المستوى التعليمي للوالدين حيث يؤثر على النمو النفسي واالجتماعي لألبناء‪،‬‬
‫فالوالدان اللذان لم يناال حظا ً من التعليم والثقافة يجهالن حقوق أبنائهم عندهما‬
‫وتكون معاملتهما قائمة على المحاولة والخطأ والصدفة والتجريب الذاتي‪.‬‬
‫ ‪-‬المستوى االقتصادي‪:‬هنالك عالقة بين المستوى االقتصادي لألسرة ودرجة إشباعها‬
‫لحاجات أبنائها‪...‬إال أن هذا العامل ليس بالعامل الوحيد المؤثر في تنشئة األبناء‪،‬‬

‫‪23‬‬
‫وعليه نرى االنحراف والسلوك غير المرغوب عند أبناء األسر الميسورة والفقيرة‪.‬‬
‫ ‪-‬نوعية العالقة داخل األسرة‪ :‬التي تؤثر على النمو االنفعالي واالجتماعي لألبناء‪،‬‬
‫فإذا كانت تصطبغ بالمحبة واالتفاق والتفاهم واالنسجام‪ ،‬فإن ذلك ينعكس على‬
‫األبناء بالهدوء واالستقرار ويتحقق التفاعل اإليجابي القائم على االنتماء والمحبة‬
‫والثقة في النفس وبالوالدين والشعور باألمن واألمان‪.‬‬
‫ ‪-‬نمط القيادة داخل األسرة‪ :‬يتأثر األبناء بنوعية قيادة األسرة من حيث وجود سلطة اتخاذ‬
‫القرار النهائي عند األب أو عند األم‪ ،‬أو بالتفاهم والحوار‪ ،‬وبطبيعة الحال فإن األسرة‬
‫التي تتخذ قراراتها بالحوار والتفاهم توفر أفضل األجواء األسرية لتربية األبناء بدون‬
‫منغصات نفسية‪ ،‬إن تمادي أحد الوالدين وهزيمة اآلخر يؤثر على شخصية األبناء‪.‬‬
‫ ‪-‬تركيبة األسرة‪ :‬إن غياب أحد الوالدين سواء بالطالق أو بالسفر أو الوفاة أو الهجران‬
‫يؤدي إلى اضطرابات انفعالية وسلوكيات غير مرغوب فيها من ناحية االنضباط‬
‫والتحصيل والعدوانية‪ ،‬وقد يصل سلوك بعض األبناء إلى حد الجنوح‪.‬‬
‫‪ -‬حجم األسرة‪ :‬إن عدد أبناء األسرة الكبير يؤثر من حيث مقدرة األسرة في إشباع‬
‫حاجات األبناء عن األسرة األقل عددا ً في أبنائها‪.‬‬

‫د ـ توصيات لولي األمر في عالقته مع المدرسة‬


‫وط ْد عالقتك مع معلم ابنك واعرف منه كيفية التواصل معه إذا كانت لديك أسئلة‬ ‫‪ِّ -‬‬
‫أو استفسارات ومعلومات تريد أن تعرفها عن ابنك‪...‬اطلب معلومات وافية عن‬
‫الدورات الدراسية‪ ،‬والمعايير‪ ،‬والتوقعات التعليمية للعام الدراسي‪.‬‬
‫‪ -‬اسأل المعلم مباشرة‪ ،‬واحضر ورش العمل وغيرها من الفعاليات‪ ،‬واطلب المعلومات‬
‫حول األشياء التي يمكن أن تمارسها في المنزل مع ابنك لدعم تعليمه و تحقيق النجاح‬
‫للمدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬احضر الفعاليات المدرسية بما في ذلك األيام واألمسيات المفتوحة‪ ،‬و جلسات التعريف‬
‫بالمناهج وحضور الفعاليات الثقافية والرياضية‪.‬‬
‫‪ -‬واظب على حضور اجتماعات (المعلم وولي األمر) لتتعرف على مدى تقدم ابنك‬
‫ومناطق القوة والضعف لديه وكيفية معالجتها‪ .‬احرص على التحضير لالجتماعات‬
‫بتسجيل أفكارك واستفساراتك حول أعمال ومهام ابنك المدرسية وناقشها مع المعلم‪.‬‬
‫وتطوع لمصاحبة‬
‫ّ‬ ‫تطوع في المدرسة وساعد في الصف أو شارك في األنشطة الصفية‪،‬‬ ‫‪ّ -‬‬

‫‪24‬‬
‫الطالب في الرحالت المدرسية‪ ،‬وقدّم يد المساعدة في المكتبة‪ ،‬وافعل كل ما في‬
‫وسعك لتساهم في تعليم ابنك ودعم المدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬تحدث مع غيرك من أولياء األمور لتعرف ما يجري في المدرسة‪ ،‬وطبيعة األنشطة التي‬
‫يمارسونها لدعم المدرسة واألبناء‪ ،‬وتعرف على أولياء أمور أصدقاء أبنائك بالمدرسة‪.‬‬
‫إن الفترة التي يتم فيه تعليم الطفل وتربيته‪ ،‬تعتبر مجاالً طيبا ً لغرس المثل العليا في الدين‬
‫والقيم األخالقية‪ .‬فالطفل في هذه الفترة يحس بالخطأ ويؤنب نفسه‪ ،‬فيجب على المربي‬
‫سواء أبا ً أو معلما ً أن يكون نموذجا ً حيا ً للمبادئ الخلقية والدينية واالجتماعية وأن يكون‬
‫لهم في ذلك نظام خلقي ثابت ومستمر في توجيه الطفل‪.‬‬
‫كما يجب االهتمام بالجوانب التربوية والرعائية مثل‪:‬‬
‫‪ -‬إكساب الطفل العادات الصحية السليمة لنظافة الجسم واألسنان والعيون ‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام بسالمة القوام البدني بمراعاة عدم حمل الطفل جميع كتبه الدراسية في حقيبة‬
‫محمولة على الظهر واالكتفاء بكتب وأدوات جدوله الدراسي اليومي ‪.‬‬
‫‪-‬االهتمام بنوعية الغذاء الجيد المحتوي على جميع العناصر الغذائية المفيدة للنمو السليم‬
‫مع التأكيد على أهمية تناول الطفل اإلفطار قبل الذهاب إلى المدرسة ‪.‬‬
‫‪-‬االهتمام بجوانب الوقاية من الحوادث المنزلية كالحرائق واالنزالقات الخطرة‬
‫واالستعمال السيئ لألدوات الكهربائية في المنزل ‪.‬‬
‫‪ -‬تعويد الطفل على األساليب المناسبة لالستذكار وتأدية واجباته اليومية ‪.‬‬
‫‪ -‬تعويد الطفل على العادات الصحية السليمة مثل (نظافة الجسم واألسنان والعينين‬
‫وتقليم األظافر)‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام بعادات النوم السليمة من حيث اختيار األوقات المناسبة للنوم ولفترة كافية لذلك‪.‬‬
‫‪ -‬توفير فرص الترفيه البريء من خالل القيام برحالت عائلية‪.‬‬
‫المصورة وتشجيع الطفل على قراءة اللوحات العامة الموجودة‬ ‫َّ‬ ‫‪ -‬توفير الكتب والقصص‬
‫في الشوارع واألسواق‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع الطفل على االعتماد على نفسه عند القيام بأداء واجباته المدرسية‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع الطفل على الكالم والتحدث والتعبير‪.‬‬
‫‪ -‬اجتناب مقارنة الطفل سلبيا ً بإخوته على مسمع منه حتى ال يتولد لديه الشعور بالنقص‪.‬‬
‫‪ -‬إبعاد الطفل عن مشاهدة البرامج التلفزيونية غير المو ّجهة التي تبث من خالل القنوات‬
‫الفضائية المفتوحة ‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه ومساندة الطفل في اختيار األصدقاء واألقران من ذوي السلوكيات الحميدة ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫إذا استطاعت األسرة تفهم حاجات األبناء ومطالب نموهم كان من السهل التعامل معهم‬
‫وتخفيف متاعبهم وحل مشكالتهم ولذا فإن من الواجب توفير الرعاية لهم في جميع‬
‫المجاالت الصحية والبدنيّة والحركية والعقلية واالجتماعية والفسيولوجية واالنفعالية‬
‫بشكل علمي مدروس‪.‬‬
‫ولكن ال بد أن نفرق ونميز بين الرعاية و التربية‪:‬‬
‫فاألولى" الرعاية" يستطيع أي شخص أن يقوم بها‪ ،‬أما الثانية "التربية" فهي في‬
‫غاية األهمية وال يستطيع أي شخص أن يقوم بها وهي مسؤولية األسرة والوالدين معا ً‬
‫بالدرجة األولى وليس دور األسرة هو تلبية الحاجات الماديّة لألبناء من مأكل ومشرب‬
‫وملبس فقط‪ ،‬فهذا واجب البد من تح ّمله‪ ،‬ومسؤولية الوالدين شاءا أم أبيا‪ ،‬وأما الدور‬
‫الحقيقي فهو الدور النفسي والمعنوي والذي يبدأ من الوالدة وحتى مرحلة الرشد‪ ،‬وقد‬
‫يستمر إلى أبعد من ذلك وهو دور أهم وأصعب من الدور األول ألن هناك حاجات‬
‫ومتطلبات نفسية واجتماعية‪ ،‬ال تقل أهمية عن الحاجات المادية ‪.‬‬
‫الكثير من الحاجات النفسية البد أن تشبع منذ الصغر ألن حرمانها سوف يسبب‬
‫الكثير من المشكالت السلوكية والنفسية في المراحل الالحقة‪ ،‬وخاصة عند دخول الطفل‬
‫للمدرسة‪ .‬إن األطفال لهم حاجات نفسية مختلفة ومنها‪:‬‬
‫‪ -‬التقبل واالحترام والتقدير‪.‬‬
‫‪ -‬االطمئنان واألمن النفسي‪.‬‬
‫‪ -‬إشباع جوانب الحب والحنان‪.‬‬
‫‪ -‬غرس القيم واألخالق الحميدة‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية شخصية األبناء‪ ،‬واكتشاف قدراتهم الذاتية‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬التلميذ‬
‫أ ـ التلميذ بين األسرة والمدرسة‬
‫ال يذهب الطفل إلى المدرسة وهو صفحة بيضاء ‪ ،‬كما يحلو للبعض أن يقول‪ .‬في بداية‬
‫المرحلة االبتدائية يكون قد أصبح له تاريخ غني بأحداثه وخصائصه وتوجهاته‪ ،‬يحدد‬
‫بدرجة ال يستهان بها مطلقا ً مسار حياته الدراسية وسلوكياته وتفاعالته وعالقاته‪ .‬قد‬
‫يكون هذا التاريخ متوافقا ً مع متطلبات الحياة المدرسية وتوقعاتها مما يوفر أسس النجاح‬
‫لها‪ .‬كما قد يكون ‪ ،‬على العكس من ذلك‪ ،‬قاصرا ً عن تلبية هذه المتطلبات أو متعارضا ً‬

‫‪26‬‬
‫مع هذه التوقعات‪ ،‬مما يؤسس لحاالت متفاوتة من التعثر وسوء التوافق‪ .‬وقد يصل‬
‫األمر في بعض األحيان إلى مستوى التناقض ما بين التاريخ الحياتي السابق في خبراته‬
‫وتوجاته‪ ،‬وبين مقتضيات الدراسة‪ ،‬مما يستلزم عملية إعادة تأهيل فعلية‪ .‬تلك هي الحالة‬
‫التي تالحظ عند أبناء األسر المتصدعة ذات المستوى المادي المتدني‪ ،‬والتي تعيش‬
‫ظروف غبن ثقافي‪ .‬هنا يتشكل سلوك الطفل قبل المدرسة في اتجاهات تجعله غير مهيأ ً‬
‫لعالم الدراسة والنجاح فيه‪ .‬بل قد تكون أشد وطأة من ذلك حين يتخذ هذا التشكيل لسلوك‬
‫الطفل ونشاطه المعرفي اتجاهات مضادة لشروط النجاح المدرسي‪.‬‬
‫يكونها التلميذ في المدرسة بشكل عابر‪ ،‬علما ً بأنها تشكل أول‬ ‫يُنظر إلى العالقات التي ّ‬
‫تجربة له في التواصل مع اآلخر في إطار المساحات الواسعة‪ ،‬بعيدا ً عن روابط القرابة‬
‫أن الكثير من األطفال‪،‬‬ ‫أو النسب‪ .‬وبالرغم من ضعف اإلدراك في الطفولة المبكرة‪ ،‬إالّ ّ‬
‫ممن سلكوا طريق المدرسة في صفوف الروضة‪ ،‬يحتفظون بوقائع مميزة‪ ،‬سلبية أو‬
‫إيجابية‪ ،‬ال تزال محفورة في ذاكرتهم وخيالهم‪.‬‏‬
‫إن التربية االجتماعية القائمة على مبدأ العالقة مع اآلخرين‪ ،‬تتصدَّر‬ ‫ويمكن القول ّ‬
‫إن هذه التربية هي المرجع الفعلي لوجود رياض‬ ‫مناهج رياض األطفال وأنشطتها‪ ،‬بل ّ‬
‫األطفال لدى معظم المدارس التربوية‪ ،‬فضالً عن اآلباء واألمهات‪.‬‏‬
‫ب ـ العالقات المدرسية‬
‫إن التلميذ في المدرسة يواجه أنواع ومحاور عديدة من العالقات تبدأ بالزمالء في‬
‫شط مع المعلّم‪ ،‬كما تمر بالناظر وربما المدير‪ ،‬فضالً عن مسؤولي مرافق‬
‫الصف‪ ،‬وت َ ْن ُ‬
‫المدرسة‪ ،‬وال تنتهي عند الناطور أو الحارس‪ ،‬الذي قد يحتفظ بمعلومات وعالقات مع‬
‫معظم التالمذة ال يعادله فيها أي موظف آخر في المدرسة‪.‬‏والنقطة الرئيسية تكمن في‬
‫إن أول ما يخطر في البال هو وعي‬ ‫كيفية استثمار هذا الجانب الحيوي في نشاط التلميذ‪.‬‏ ّ‬
‫هذه العالقات‪ ،‬والتدقيق في أهميتها‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬رصدها بشتى صنوف الدعم والتشجيع‪،‬‬
‫كي تبلغ أقصى ما يمكن من نتائج في مجال تربية الحس االجتماعي عند التالمذة‪.‬‬
‫فالمطلوب في البداية إذا ً تسهيل عمليات نشوء هذه العالقات واعتبارها واحدة من أكبر‬
‫عوامل التكوين االجتماعي للتلميذ‪ ،‬حيث تتشكل صورته كما يراها اآلخرون‪.‬‏‬
‫عالقات الرفاق‬
‫إن هذه العالقات توفر شروطا ً طبيعية لتطبيق أو اكتساب الكثير من المفاهيم اللغوية‬
‫ّ‬
‫والعلمية والتربوية التي تسعى إليها المدرسة‪ ،‬فالتلميذ يكتسب من زميله‪ ،‬مهما كان‬

‫‪27‬‬
‫صغيراً‪ ،‬الكثير من التعابير والحقائق والقيم التي قد يعجز عن تحقيقها لديه الكثير من‬
‫المعلمين‪ّ ،‬‬
‫وإن أدنى تدقيق في عمليات التماهي التي تحدث بين التالمذة يظهر قوة التأثير‬
‫والتأثُّر في هذه المجموعات‪ ،‬البعيدة عن األنظار‪ ،‬والغارقة في عالم الخيال واألحالم‪.‬‬
‫وبالرغم من تفاوت هذه العمليات‪ ،‬حسب السمات الشخصية والجنس والفرص المتاحة‪،‬‬
‫إالّ أنها تحتفظ بالكثير من الطاقة والدينامية الذاتية عند الجميع‪ .‬لذلك‪ ،‬من المجدي‬
‫تعزيز أواصر العالقة هذه‪ ،‬وتجنُّب كل ما من شأنه وضع الزمالء في وضعية المنافسة‬
‫السلبية‪ ،‬أو الرقابة‪ ،‬تحت عناوين التحفيز أو التقدير أو ما شابه ذلك‪ .‬ومن المفيد أيضا ً‬
‫عدم اقتصار العالقة‪ ،‬بين التلميذ وزمالئه‪ ،‬على ما يحدث في المدرسة‪ ،‬بل داخل البيوت‬
‫وفي األماكن العامة‪ ،‬ضمن القواعد واألصول المعتبرة‪ّ .‬‬
‫وإن الحاجة لمثل هذا النوع من‬
‫السلوك اإلنساني تكبر مع تقدُّم العمر‪ ،‬وتوافر الخيارات من الزمالء‪.‬‏‬
‫التعامل مع الخالفات‪ :‬ومن األدوار المهمة التي يمكن أن تلعبها المدرسة أو األسرة‬
‫هو دور تدريب التالمذة على طرق التعامل مع الخالفات الشخصية أو الموضوعية‪،‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬إخراج هذا الواقع المحجوب دائما ً إلى العلن‪ ،‬باعتباره واحدا ً من المهارات‬
‫التي ينبغي على كل تلميذ إتقانها بشكل واقعي‪ ،‬عبر أمثلة حية من حياته العملية‪.‬‬
‫فالتالمذة المميَّزون اليوم هم أولئك الذين يحتفظون بعالقات مميزة مع جميع معارفهم أو‬
‫المشتركين معهم في جانب من جوانب الحياة المدرسية أو العامة‪ ،‬والخصومات الثابتة‬
‫لم تعد‪ ،‬كما كان يتوهم البعض‪ ،‬دليالً على قوة النفس‪.‬‏‬
‫لقد مضى الوقت الذي كان يُنظر فيه إلى التلميذ المبادر إلى حل هذه الخصومات أو‬
‫تجاوزها‪ ،‬بوصفه ضعيف القلب‪ ،‬أو أنّه ال يقوم إالّ بغيره‪ .‬وجاء وقت جديد يشار فيه‬
‫إلى هؤالء التالمذة‪ ،‬الحريصين على تنقية عالقاتهم من كل شائبة‪ ،‬بوصفهم الئقين‬
‫إجتماعياً‪ ،‬جديرين باألدوار الريادية والقيادية‪ ،‬فالخصومات والتجافي بين الزمالء في‬
‫ِّ‬
‫معطلة‪ ،‬وأخطر ما فيها تكريس تقاليد األسالف في‬ ‫المدرسة قرارات فارغة‪ ،‬ومواقف‬
‫إدارة الخالف‪ ،‬حيث ال نزال‪ ،‬منذ قرون‪ ،‬نعيش في ظ ِّل تداعياتها التي س َّممت العالقات‬
‫البينية وجعلتها في مهب الريح عند أدنى تعارض‪ ،‬أو أقل اختالف‪.‬‏‬
‫اعتماد الطرق اإليجابية‪ :‬ال نريد التغافل عن وجود دوافع نفسية طبيعية تتحكم‪ ،‬إلى‬
‫ح ٍدّ بعيد‪ ،‬في حدوث الخصومة أو الجفاء‪ ،‬ولكن من الثابت أيضا ً أن هذه الدوافع ال‬
‫تتحرك إال بعد حدوث تقييم سلبي لمواقف اآلخرين‪ ،‬واعتماد التقييم السلبي أو اإليجابي‪،‬‬

‫‪28‬‬
‫يرتبط بخبرة التلميذ ومعارفه و ِقيَمه ‏‪ ،‬وليس بدوافعه النفسية فحسب‪ ،‬فامتناع الزميل‪،‬‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬عن إعارة أغراضه لزمي ٍل آخر‪ ،‬يمكن ْ‬
‫أن يؤدي إلى خصومة حادّة‪،‬‬
‫كما يمكن أن يؤدي إلى عتاب ودِّي‪ ،‬أو مكاشفة صافية‪.‬‬

‫العالقات مع المعلمين والعاملين في المدرسة‬


‫إن عالقة التالميذ بالمعلمين‪ ،‬لها خصوصيتها وآثارها التي قد تحسم‪ ،‬في بعض‬
‫األحيان‪ ،‬صورة المستقبل التي سيكون عليها التلميذ‪ .‬وبالرغم من صعوبة بناء عالقة‬
‫فإن إمكانية اإلفساح للجميع‪ ،‬في الحد األدنى‪ ،‬واردة ومؤثرة‪.‬‬‫بين المعلم وتالمذته كافة‪ّ ،‬‬
‫وعندما نتحدث عن عالقات التلميذ عموماً‪ ،‬فإننا نعني بذلك كل المستويات‪ ،‬العادية منها‬
‫وغير العادية‪ ،‬لكننا نؤكد على تلك التي يغمرها الود‪ ،‬وينعشها األنس‪ ،‬وتطفح بالمحبة‬
‫المتبادلة‪ ،‬حيث يتسنى للتلميذ تفاعل كلي مع المعلم‪ ،‬معرفيا ً وعاطفيا ً وروحياً‪ .‬وفي‬
‫االتجاه نفسه‪ ،‬لكن ضمن حدود زمنية متفاوتة‪ ،‬تبدو عالقات التلميذ بناظره أو مديره‪،‬‬
‫فضالً عن المعنيين بالمكتبة والمختبر والنقل وغيرهم‪ .‬وكلما تعدَّدت عالقات التلميذ‪،‬‬
‫تتعزز وتكبر‪ .‬وعندما نؤكد على توافر بيئة غنية‬ ‫َّ‬ ‫سِه االجتماعي‬‫فإن فرصة تكوين ِح ّ‬
‫للطفل‪ ،‬فإننا نعني بذلك في الدرجة األولى توافر فرص كافية لعالقاته اإلنسانية‪.‬‏‬

‫اعتماد العالقات التعاونية‪:‬‏إن قضية الحاجة لآلخر قضية حية في كل مراحل حياة‬
‫اإلنسان‪ ،‬في الماضي وفي الحاضر‪ ،‬كما في المستقبل‪ ،‬وهي أيضا ً تضغط باتجاه قبول‬
‫مبادرات اآلخرين‪ ،‬كما تدفع في اتجاه إنشاء العالقات معهم‪ .‬والمدارس اليوم‪ ،‬أكثر من‬
‫أي وقت مضى‪ ،‬معنية بتمكين تالمذتها من إقامة أرقى العالقات‪ ،‬أفقيا ً وعموديا‪ً.‬‬
‫إن المدرسة التي يسعى إليها التربويون في هذا الزمن هي مدرسة‬ ‫وباإلمكان القول ّ‬
‫تعاونية‪ ،‬تتقدّم بطاقة الوئام الذي يكتنف عالقات كل المعنيين بها‪ .‬ومن المدهش فعالً ّ‬
‫أن‬
‫الكثير من قواعد العمل المدرسي اليوم‪ ،‬سواء المتعلقة بالنظام العام والقوانين‪ ،‬أو حتى‬
‫طرائق التعليم‪ ،‬تتجه بشكل ملحوظ نحو اعتماد العالقات التعاونية كأصل من أصول‬
‫العمل المدرسي‪ ،‬وكمعيار من معايير الجودة والتمايز للمدرسة عموماً‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬المعلم والمجتمع المدرسي والمحلي‬


‫المعلم من وجهة نظر نفسية‬
‫إذا أردنا أن نفهم هذا الدور من وجهة نظر نفسية‪ ،‬يجب أن نبين بوضوح بماذا يقترب‬

‫‪29‬‬
‫هذا الدور من دور الوالدين‪ .‬إنه يتميز عن دور الوالدين في أنهما يعيشان على شكل‬
‫جماعة شخصية كاملة مع عدد صغير من األطفال‪ ،‬أطفالهم بالذات‪ ،‬ويتصرفون معهم‬
‫على أساس هذه الوضعية بالذات‪ .‬أما المعلم فإنه موجود في وضعية‪ ،‬وبحكم مهمته‪،‬‬
‫على عالقة مع عدد كبير من األطفال‪ .‬ولكنها عالقة ضيقة ومحددة مكانيا ً وزمنياً‪،‬‬
‫جراء ذلك‪ .‬كل هذه االختالفات تنتج عن الوظيفة‬‫ومطبوعة بشكل محدد في محتواها من ّ‬
‫التي تشكل محتوى عالقة المعلم بالتلميذ‪ :‬القيام بتعليم وتربية مجموعة من األطفال‬
‫في المدرسة‪ .‬وعالقة المعلم بالتلميذ هي عالقة غير شخصية مقابل العالقة الفردانية‬
‫والشخصية لألهل بطفلهم‪ :‬فالمعلم كحامل لوظيفة معينة ال يتوجه بعالقته باألطفال إلى‬
‫أشخاص لهم حوافز ومميزات فردية ولكن إلى تالميذ‪ .‬أي أنه يتعامل فقط مع صفات‬
‫الطفل التي يكتسبها ويشجع على إظهارها لكونه تلميذا ً وليس لصفات أخرى‪ .‬ولكن ال‬
‫يشكل ما سبق سوى مظهرا ً من مظاهر دور المعلم‪ .‬وهو ال يختلف فقط عن دور األهل‪،‬‬
‫من جهة انتماء المعلم المؤسسي إلى المدرسة كمنظومة اجتماعية‪ ،‬بل هناك أيضا ً نقاط‬
‫تشابه محددة مع دور األهل‪ :‬فالمعلمون هم كاألهل‪ ،‬راشدون في عالقة تربوية مع‬
‫األطفال‪ .‬والمدرسة تقترب من األسرة من وجهة النظر هذه‪.‬‬
‫إن المعلم يجمع في مهنته مجموعة كبيرة من المسؤوليات‪ ،‬فهو يتحمل مسؤولية جيل‬
‫بل أجيال‪ ،‬ويتحمل مسؤوليات تجاه األهل والمجتمع والدولة‪ ،‬تجاه رؤسائه في العمل‪،‬‬
‫وأخيرا ً تجاه نفسه‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ المعلم المربي‬


‫المدرس أو المعلم هو الذي يعلم في المدرسة أو المعهد العلمي واألدبي ومن خالله يتم بناء‬
‫شخصيات أبناء الوطن‪ .‬يتم إعداد هؤالء المدرسين في كليات التربية المتخصصة في كافة‬
‫التخصصات العلمية واألدبية‪ ،‬ومدة الدراسة فيها أربع سنوات يحصل بعدها الخريج على‬
‫درجة البكالوريوس في التخصصات العلمية أو الليسانس في التخصصات األدبية‪ .‬ويصبح‬
‫الخريج مؤهالً للتدريس في تخصصه بكفاءة دون غيره وينضم هؤالء المدرسون إلى نقابة‬
‫ترعى شؤونهم الوظيفية واالجتماعية هي نقابة المهن التعليمية‪ ،‬أو نقابة المعلمين‪.‬‬

‫المقوّ مات الشخصيّة لنجاح المعلم‬


‫‪ -‬المستوى العلمي‪.‬‬
‫ّ‬
‫االطالع‪.‬‬ ‫‪ -‬الثقافة العا ّمة وسعة‬

‫‪30‬‬
‫‪ -‬الذكاء وسرعة البديهة‪.‬‬
‫‪ -‬االتّزان النفسي والتسامح وعدم االنفعال‪.‬‬
‫‪ -‬التفاؤل والحماس للعمل‪.‬‬
‫قوة الشخصيّة‪.‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫‪ -‬العناية بالمظهر‪.‬‬
‫‪ -‬اإليجابية وروح التعاون مع اآلخرين‪.‬‬
‫ّ‬
‫المنظم والكامل والدقيق‪.‬‬ ‫‪ -‬العمل‬
‫‪ -‬توصيل المعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬الحماس وحب النفع لآلخرين‪.‬‬

‫من هو المعلم المربي؟‬


‫المعلم المثالي‪َ :‬م ْن أنت أيها المعلم المثالي؟ أُحب مهنة التعليم وأعتبرها رسالة‪ ،‬كما‬
‫أحب تالميذي وأتشوق لمعرفة مدى حصولهم على المعرفة وتطورهم‪.‬أرغب في تحديث‬
‫طرائقي وأساليبي لمساعدة تالمذتي على التطور‪.‬كم هو جميل مالحظة تغير في سلوك‬
‫ومعارف تالمذتي ! إنه لعظيم الفخر أن أستطيع التغيير نحو األفضل‪ ،‬وأن أمتلك الرغبة‬
‫في التغيير‪.‬‬

‫الرغبة في التعليم‪ :‬هل ترغب في التعليم؟ من أعظم عوامل نجاحي هو رغبتي في‬
‫التعليم‪ .‬أنا أرغب وأحب التعليم‪ ،‬إنه شعور يبعث على الرضا واالكتفاء الذاتي ويشعرني‬
‫بقيمتي وبأهمية وجودي في الحياة‪.‬‬
‫شخصية المدرس‪ :‬ما هي صفاتك الذاتية ؟ أنا شخص محب‪ ،‬مرح‪ ،‬لدي رغبة في‬
‫إضفاء جو من البهجة والراحة النفسية واألمان لطالبي‪ .‬لدي مؤهالت وقدرات تؤهلني‬
‫للقيام بهذا الدور ولكن في نفس الوقت أسعى لتطوير ذاتي وتنويع أساليبي وطرائقي‪.‬‬
‫اللقاء األول‪ :‬ما أهمية اللقاء األول بطالبك ؟ إن اللقاء األول مع الطالب هو من أهم‬
‫اللحظات التي تعكس النظرة األولى التي أؤثر بها على تالمذتي‪ .‬فهي تعلق في أذهانهم‬
‫وتبقى وقد يكون من الصعب تغييرها الحقاً‪ .‬لذا أحرص على أن تكون هذه اللحظة مليئة‬
‫بالمحبة واالهتمام وتقديم األفضل‪ .‬ما قد أزرعه في عقول طالبي وقلوبهم في اليوم األول‬
‫من المدرسة هو المؤسس لكل ما سيأتي الحقاً‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫المدرس القدوة‪ :‬هل تعتبر نفسك قدوة لتالميذك؟ وهل هذا مهم ؟ أرى في المدرس‬ ‫ّ‬
‫قدوة حقيقية ونموذجا ً للتالميذ‪ .‬كما أحب أن أكون مثاالً أعلى لتالميذي في كل ما أقوم به‬
‫تصرفات وسلوكيات‪ .‬فالمعلم عندما يأتي على أي تصرف يحاول العديد من التالميذ‬ ‫ّ‬ ‫من‬
‫تقليده ومحاكاته؛ من هنا أسعى للعمل على تحسين صورتي دائما ً وإن أخطأت أعتذر‬
‫وأوضح أسباب خطأي‪.‬‬
‫تتطلع على الجديد؟ التربية والتعليم مجال واسع‬‫االطالع‪ :‬هل ّ‬‫ّ‬ ‫الثقافة العامّة وسعة‬
‫وقابل للتطوير والتجديد‪ ،‬ويخطئ من يقف على ما يعرفه‪ .‬ال بد من االطالع على كل‬
‫الثقافات والمعلومات الجديدة في مجالي وكل المجاالت األخرى القريبة من مجالي‪.‬‬
‫المدرس‪ :‬هل تعتني بمظهرك؟ المظهر الحسن أساسي في عملي‪ ،‬على أن‬ ‫ّ‬ ‫مظهر‬
‫يكون معتدالً‪ .‬وال بد من تناسبه مع المرحلة العمرية التي أعلّمها‪،‬ألن هذا المظهر يترك‬
‫انطباعا ً مهما ً عند التالميذ وقد يساعد في أحيان كثيرة على زرع صفات حسنة لديهم‪.‬‬
‫ثقة المدرس بنفسه وبقدراته‪ :‬هل أنت واثق بنفسك؟ أثق بنفسي وبقدراتي وبمعارفي‬
‫وبمعلوماتي‪ ،‬أحاول أن أنقل هذه الثقة لتالميذي كي يثقوا بما أقدمه لهم من معلومات‪.‬‬
‫التعامل مع الطالب ‪ :‬كيف تتعامل مع طالبك؟ التعامل مع الطالب هو من أهم خطوات‬
‫النجاح في التعليم ألنه يعكس مدى محبة التالميذ للمعلم‪ .‬عندما أتعامل مع طالبي بمحبة‬
‫واحترام ومودة سوف أنال محبتهم ورضاهم واحترامهم‪ ،‬بالتالي سوف أكتسب ثقتهم‬
‫وأستطيع مساعدتهم على التغيير واالستفادة مما أقدمه لهم من مادة دراسية‪.‬‬
‫حفظ أسماء الطالب‪ :‬هل من الضروري حفظ أسماء التالميذ؟ إن حفظ أسماء التالميذ‬
‫من أهم ما يجب أن ينتبه له المعلم ألنك حين تحفظ أسماءهم سيشعرون باالرتياح‬
‫واالهتمام ‪ ،‬خاصة إن أظهرت اهتماما ً بحفظ أسمائهم وبعض المعلومات عنهم وأجريت‬
‫حوارا ً معهم حول كل تلك األمور الصغيرة التي تهمهم‪.‬‬
‫بين االحترام والخوف‪ :‬هل تزرع الخوف في قلوب التالميذ؟ إن الخوف من المعلم ال‬
‫يسهل عملية التعليم بل على العكس فهو يعرقلها ويجعل التالميذ يبتعدون عن العطاء‬
‫الحقيقي النابع من المشاعر والقائم على الفهم‪ ،‬بل يجعلهم يؤدون بدون معرفة حقيقية‬
‫لما يقومون به‪ ،‬فقط تجنبا ً للعقاب‪ .‬والعكس صحيح فالتعليم القائم على االحترام يجعل‬
‫التلميذ يقبل بكل إرادته ومشاعره وينهل من العلم بطريقة تجعله يقدّر ما يقدمه إليه‬
‫معلمه بمحبة واهتمام‪.‬‬
‫حركة المدرس داخل الصف‪ :‬كيف يجب أن تكون حركتك داخل الصف؟ المعلم هو‬

‫‪32‬‬
‫المشرف على العملية التعليمية‪ ،‬من هنا يجب عليه أن يكون نشيطا ً ويتجول بين التالميذ‬
‫ويشرف على ما يقومون به ويوجههم الوجهة الصحيحة‪ ،‬كما يجدر به تقديم التغذية‬
‫الراجعة لهم ويعمل على التأكد من مدى فهمهم لما يقومون به‪.‬‬

‫القيادة المحفزة‪ :‬ماذا تفعل لتحفيز طالبك؟‬


‫‪ -‬أعمل على توحيد األهداف‪.‬‬
‫‪ -‬أهيئ للتالميذ بيئة ناشطة‪.‬‬
‫‪ -‬أضع تحديات يمكن تحقيقها‪.‬‬
‫‪ -‬أشجع االعتماد على النفس‪.‬‬
‫‪ -‬أشجع المساهمة الفردية‪.‬‬
‫‪ -‬أنمي روح التعاون‪.‬‬
‫‪ -‬أبقي العالقة بالتالميذ وفيما بينهم قائمة على االحترام والمحبة‪.‬‬
‫‪ -‬أعطي تقييما ً واضحا ً ذا معنى‪.‬‬
‫‪ -‬أحفز وأكافئ على اإلبداع‪.‬‬
‫‪ -‬أكافئ بكرم وعلى قدر اإلنجاز‪.‬‬
‫‪ -‬أجعل التعافي والتجديد أمرا ً سهالً ‪.‬‬
‫‪ -‬أكون قدوة ملهمة‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ المعلم والتلميذ‬


‫كتب "إريكسون" عام ‪ 1930‬في إطار حديثه عن المدرسة‪" :‬إننا ننقل المعلومات‬
‫التي تلقيناها في طفولتنا إلى األجيال التي تأتي بعدنا‪ .‬إن النشاط الذي يمارسه المعلم‬
‫هو نفسه النشاط الذي مارسه عليه والداه‪ .‬فالمعلم موجود مرتين في العالقة الثنائية‬
‫للمجموعة التربوية‪ ،‬إنه موجود كطفل وكمربّ ِ ‪...‬والمربي موجود هكذا أمام طفلين‪:‬‬
‫الطفل الموجود أمامه والذي يتوجب عليه أن يربيه‪ ،‬والطفل المكبوت في داخله‪ .‬وهو‬
‫بالتالي ال يستطيع أن يتعامل مع األهل إال كما عاش الطفل الثاني في داخله‪ ،‬وينقل‬
‫بالتالي كيفية معاشه ل"عقدة األوديب" الذاتية عنده إلى أطفال آخرين‪ .‬وهو يستعيدها‬
‫حتى عندما يتصرف ظاهريا ً بشكل مخالف تماما ً لكل ما علّمه أبواه‪.‬‬
‫في كتابه " ُجعلنا أغبياء" يقول "جون تايلور جاتو"‪" :‬هل من الممكن أنني ُوظفت ال‬

‫‪33‬‬
‫ألزيد من قدرات األطفال بل ألنقصها؟ وقد بدت هذه الفكرة بدايةً مجنونة‪ ،‬ولكني وببطء‬
‫بدأت أدرك أن األجراس والحجز(يقصد في الفصول) وتسلسل الحصص المجنون‬
‫والتمييز بين الطالب وفقدان الخصوصية لدى الطالب والمراقبة المستمرة وكل ما تبقى‬
‫الطالب من‬
‫َ‬ ‫صممت تماما ً كما لو أن شخصا ً يريد أن يمنع‬ ‫من المنهج الوطني للمدرسة ُ‬
‫التفكير والعمل وأن يقودهم مخدوعين إلى مسلك اإلدمان (ويُقصد باإلدمان هنا إدمان‬
‫االستهالك) واالعتماد على اآلخرين"‪ .‬ما الذي حيّره؟ الذي حيّره هو أن الطالب جعلوه‬
‫يتساءل عما إذا كان وجودهم في المدرسة هو الذي جعلهم أغبياء؟‬
‫من األفضل أن تقوم العالقة بين المعلم وتالميذه على األخوة واالحترام المتبادل‪،‬‬
‫ويمكن أن يتحقق ذلك إذا فهم كل من المعلم والتلميذ دوره في المدرسة فهما ً صحيحاً‪،‬‬
‫فالمعلم قائد للتالميذ‪ ،‬والمعلم عليه أن يفهم أن القيادة ال تعني فرض القيود والتحكم في‬
‫تصرفات التالميذ‪ ،‬وإنما المقصود بالقيادة السليمة مساعدة التالميذ على النمو الصحيح‬
‫إلى أقصى درجة ممكنة‪ ،‬وتوجيههم توجيها ً مبنيا ً على أسس صحيحة لتحقيق أهداف‬
‫التربية والتعليم‪.‬‬
‫ويمكن أن يحقق تلك األهداف السابقة عن طريق‪:‬‬
‫‪ -‬استبدال أسلوب السخرية والتهكم والعقاب بأسلوب التشجيع والتبصير بالخطأ بقصد‬
‫المشاركة في تحسين مستوى أداء التلميذ‪.‬‬
‫‪ -‬إتاحة فرصة إبداء الرأي لتالميذه‪ ،‬واألخذ بالمعقول منها‪ ،‬وإشراك التالميذ في تحديد‬
‫األهداف‪ ،‬ورسم خطط العمل‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة حماستهم نحو المادة وتقبلهم‬
‫لألعمال التي يكلفون بها‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة مساحة التفاعل بين المعلم وتالميذه سواء داخل الفصل أو داخل المدرسة أو في‬
‫مجال األنشطة وأن يتسع صدر المعلم لالستماع إلى مشكالت التالميذ ومساعدتهم‬
‫في حلها‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع أسلوب المناقشة والحوار داخل الفصل وخارجه‪ ،‬وتوسيع نطاق العمل‬
‫الجماعي في المدرسة ‪.‬‬
‫‪ -‬اتباع المعلم سياسة موحدة في معاملة التالميذ‪ ،‬بحيث يسود لون واحد من المعاملة‪ ،‬فال‬
‫يكون هناك لين يبلغ حد الضعف مع البعض‪ ،‬وال يكون هناك شدة تبلغ حد القسوة مع‬
‫البعض اآلخر‪ ،‬فالتوازن في المعاملة مع جميع التالميذ مطلوب‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية أن يكون عدد التالميذ في الفصل مناسباً‪،‬إذ إن كثرة عدد التالميذ في الفصل‬

‫‪34‬‬
‫يحول إلى حد كبير بين المعلم وتكوين عالقة وثيقة بتالميذه‪.‬‬

‫* تفاعل المعلم والتلميذ‬


‫أثبتت الدراسات الميدانية أن أثر المعلم وإستراتيجيات تفاعله مع التالميذ سيؤدي إلى‬
‫تكوين مفهوم ذي أكاديمية عالية لدى الطالب‪ ،‬وبخاصة في مراحل التعليم المبكرة مما قد‬
‫يساعد على تطوير الجوانب الشخصية للطالب وهي التي تفيد في حياته المستقبلية الواقعية‪.‬‬
‫وأشارت البحوث إلى وجود عوامل عدة تؤثر في عملية تفاعل المعلم مع الطالب‬
‫وأهمها‪:‬‬
‫‪ -‬أحكام المعلمين وتقديرهم لطالبهم‪ :‬أشارت الدراسات إلى أن المعلمين يحملون‬
‫اتجاهات متباينة نحو الطالب المتباينين أكاديمياً‪ ،‬مما يؤثر في تحصيل الطالب‬
‫وسلوكهم إيجابا ً أو سلباً‪ .‬وقد أشار أحد الباحثين إلى شيوع أربعة اتجاهات بين‬
‫المعلمين تحكم عملية تفاعلهم مع طالبهم وهي‪:‬‬
‫‪ -‬اتجاه التعلّق‪ :‬ويحدث عندما يفضل المعلم االحتفاظ بأحد طالبه لعام آخر‪.‬‬
‫‪ -‬اتجاه االهتمام‪ :‬عندما يوجه المعلم اهتمامه وانتباهه إلى أحد طالبه الذي يهمه أمره‪.‬‬
‫‪ -‬اتجاه الالمباالة‪ :‬وهو تحدّث المعلم عن طالب ما بأدنى درجة من االستعداد أمام ولي‬
‫أمره‪.‬‬
‫‪ -‬اتجاه النبذ‪ :‬عندما يفضل المعلم أن ال يكون طالب في صفه‪ ،‬ويتمنى نقله إلى صف‬
‫آخر‪.‬‬
‫ويمكن القول إن اتجاهات المعلمين في تفاعلهم مع طالبهم ال تتوقف على مدى تقدم‬
‫هؤالء الطالب تحصيليا ً فحسب‪ ،‬بل تتضمن بعض الخصائص الشخصية األخرى‬
‫مثل‪:‬‬
‫‪ -‬جاذبية الطالب ومظهرهم الخارجي‪ :‬فقد تبيّن أن المعلمين يميلون إلى تقدير الطالب‬
‫ذوي المظهر الخارجي الجذاب على نحو أفضل من تقدير الطالب األقل جاذبية‪.‬‬
‫‪ -‬المستوى االقتصادي واالجتماعي للطالب‪ :‬أشارت البحوث إلى أن المعلمين يميلون‬
‫إلى التفاعل مع طالبهم من ذوي المستويات االقتصادية األعلى على نحو أفضل‬
‫من تفاعلهم مع طالبهم من ذوي المستويات الدنيا‪ .‬لكن مع أخذ بعض العوامل في‬
‫الحسبان عند الحكم على الطالب والتفاعل معهم مثل‪ :‬الدافعية‪ ،‬ومستوى الطموح‪،‬‬
‫ومفهوم الذات‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫أن أحد طالبه‬‫يكون فكرة تفيد ّ‬‫‪ -‬أثر توقعات المعلم‪ :‬أثبتت الدراسات أن المعلم الذي ّ‬
‫ذكي مثالً يتفاعل معه على أنه كذلك‪ ،‬وسيتوقع منه سلوكا ً ذكياً‪ ،‬وقد يستجيب هذا‬
‫الطالب بطريقة توحي بأنه ذكي فعالً مما يؤدي إلى تحقق توقعات المعلم‪ .‬وهذا ما‬
‫يس ّمى "النبوءة التي تحقق ذاتها"‪.‬‬
‫أن المعلّم‬
‫‪ -‬أثر جنس المعلم والطالب‪ :‬يرى البعض أن هناك تحيزا ً لجنس المعلم‪ ،‬أي ّ‬
‫يحابي طالبه الذكور‪ ،‬وأن المعلّمة تحابي طالباتها اإلناث‪ ،‬وللجنس دور اجتماعي‬
‫محدد تفرضه الثقافة على أفراد الجنسين بغض النظر عن الفروق البيولوجية‬
‫والفسيولوجية‪ ،‬والتشريحية لألفراد‪ ،‬ولهذا الدور سلوكيات معينة‪ ،‬لكن كون التعليم‬
‫مهنة لها مهاراتها‪ ،‬وأصولها‪ ،‬وأسسها‪ ،‬فمن المفروض ‪ ،‬بل ومن المتوقع أيضا ً أن‬
‫يقوم كل معلم ومعلمة بأداء دورهما المهني على نحو متشابه تقريبا ً ‪ ،‬وبخاصة عندما‬
‫تتشابه ظروف التعلم والتعليم‪.‬‬
‫‪ -‬أثر سلوك الطالب الصفي‪ :‬ينبغي للمعلم أن يكون ملما ً باستجابات طالبه وخصائصهم‬
‫وأنماط سلوكهم داخل غرفة الصف‪ ،‬ودورها في تكييف أو تغيير أو تعديل‪ ،‬أو‬
‫إضافة‪ ،‬إستراتيجيات التعلم‪ ،‬وذلك من خالل تحقيق النمط التفاعلي المرغوب فيه‪.‬‬

‫المهمات الملقاة على المعلم الستثارة دافعية الطالب‬


‫‪ -‬أهمية توضيح المعلم سبب الثواب أو المكافأة وأن يربطه باالستجابة‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية تنويع المعلم ألساليب الثواب‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتناسب الثواب مع نوعية السلوك‪ ،‬فال يجوز أن يعطي المعلم لسلوك عادي ثوابا ً‬
‫ممتازا ً وأن يعطي في الوقت ذاته الثواب نفسه لسلوك متميز‪.‬‬
‫‪ -‬أن يقترن العقاب مع السلوك غير المستحب‪.‬‬
‫‪ -‬أن ال تأخذ العقوبة شكل التجريح واإلهانة‪ ،‬بل يجب أن يكون فيها تعليم وتهذيب‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز على الربط بين الجهد واإلنجاز‪.‬‬
‫‪ -‬استثارة اهتمامات الطلبة وتوجيهها‪.‬‬
‫‪ -‬استثارة حاجات الطالب لإلنجاز والنجاح‪.‬‬
‫‪ -‬تمكين الطالب من صياغة أهدافهم وتحقيقها‪.‬‬
‫‪ -‬توفير مناخ تعليمي غير مثير للقلق‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء اهتمام للطلبة الذين يشعرون بأنهم ال ينتمون‪ ،‬والتدخل في أمورهم بشكل بنّاء‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫* تعزيز الدوافع والحاجات‬
‫تشير نظريات الدوافع إلى أن الطفل يولد ولديه دافع طبيعي للتعلم‪ ،‬وبذلك يكون دور‬
‫المدرسة هو تعزيز وتقوية هذا الدافع الطبيعي ‪ ،‬وتوظيفه في توفير دافعية عالية للتعلم‬
‫المدرسي‪ .‬ومن أكثر العوامل المساعدة على توفير الدافعية للتعلم االهتمام بتلبية حاجات‬
‫التالميذ العقلية والنفسية واالجتماعية‪ .‬وفيما يلي عرض موجز لهذه الحاجات‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الحاجات العقلية‬
‫ومن أبرز هذه الحاجات‪:‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى اإلثارة‪ :‬وتظهر في رغبة الطفل واندفاعه للتعرف على أشياء وأحداث‬
‫جديدة وغير مألوفة‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى فهم البيئة التي تحيط به‪ ،‬وتظهر في رغبة الطفل في االستفسار والرغبة‬
‫في الحصول على تفسيرات لما يحيط به من الظواهر‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى التحصيل‪ :‬وترتبط بالحاجة للحصول على االحترام والتقدير‪ ،‬حيث أن‬
‫الناس يقدّرون األفراد الذين يحصلون على درجات عالية في التحصيل‪ ،‬وتتمثل هذه‬
‫الحاجة في رغبة التلميذ للحصول على درجات عالية في االمتحانات وقيامه بواجباته‬
‫المنزلية بجد واجتهاد‪ ،‬ولذلك نجد أن هؤالء التالميذ يركزون على ما يزودهم بمعلومات‬
‫سريعة عن طبيعة المشكلة التي يدرسونها وطرق معالجة االمتحانات ‪.‬‬
‫ب ـ الحاجات النفسية واالجتماعية‬
‫ومن أبرز هذه الحاجات‪:‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى االنتماء‪ :‬وتظهر في رغبة الطفل في أن يكون عضوا ً في جماعة‪،‬‬
‫ويحرص على إبقاء عالقات حميمة مع أعضائها‪ ،‬كأن يكون أحد أعضاء فريق كرة‬
‫قدم‪ ،‬أو عضوا ً في نا ٍد أو جماعة من أقرانه ‪ ،‬أو أن ينتمي إلى أسرة معينة‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى المديح ‪ :‬وتظهر رغبته في نيل المديح والثناء واالعتراف بقدراته وذكائه‬
‫وتفوقه وإخالصه في العمل ‪ ،‬وبقدرته على تقديم العون والمساعدة لآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى االستقالل ‪ :‬وتظهر في رغبته في إظهار قدرته على االعتماد على نفسه‬
‫في القيام بالمهمات التي توكل إليه‪ ،‬أو القيام بمهمات األكبر منه سنا ً ‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى السيطرة ‪ :‬وتظهر في رغبة الطفل بالتأثير في اآلخرين وإخضاعهم‬
‫إلرادته‪ ،‬ومن الجدير بالذكر أن هذه الحاجات ال تكون واحدة عند جميع التالميذ وإنما‬
‫تتفاوت تبعا ً لتفاوت استعدادهم وقدراتهم ومستويات أسرهم االقتصادية والثقافية‪ .‬وعلى‬

‫‪37‬‬
‫المعلم أن يسعى إلى تلبية هذه الحاجات ضمن ما يستطيع ‪ ،‬وما يتوفر لديه من إمكانات‪،‬‬
‫وذلك من خالل توفير الجو الصفي المشجع الذي يشعر فيه الطفل أنه عضو فاعل فيه‬
‫وله كيانه‪ ،‬ومنحه الثقة بنفسه وأفكاره‪ ،‬واحترام شخصيته وتعزيز إنجازاته‪ ،‬والتقليل من‬
‫مقارنته مع زمالئه‪ ،‬وإعطائه فرصة للمشاركة في نشاطات الصف العملية والتنظيمية‪،‬‬
‫مما يسهل عملية إدارة الصف ويؤدي إلى تعلم جيد‪.‬‬

‫* معوقات العالقة بين المعلم وتالميذه‬


‫يذكر "جون تايلور جاتو"‪" :‬بأن النجاح يقتضي أن نسمح للطالب بالوقوع في الخطأ‬
‫والمحاولة ثانية وإال فإنهم لن يتمكنوا من قيادة أنفسهم‪ ،‬كما أن النجا َح في رأيه يشمل‬
‫تحديا ً لفرضيات كثيرة مريحة لكثير من الناس حول ما الذي يستحق أن يتعلمه الطالب‬
‫وما الذي يشكل حياة طيبة"‪ .‬من هنا فإن المعلم يعيق تعلم التالميذ من خالل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اقتصار المعلم على تقديم المعلومات‪.‬‬
‫‪-‬العالقة الفوقية من قبل المعلم‪.‬‬
‫‪ -‬صرامة المعلم وقسوته على تالميذه‪.‬‬
‫‪ -‬عدم عدل المعلم بين تالميذه‪.‬‬
‫‪ -‬سخرية المعلم من تالميذه‪.‬‬
‫‪ -‬جمود العالقة بين المعلم وتالميذه وبعده عنهم ‪.‬‬
‫وسنأتي على تفصيل هذه العالقة بعمق أكبر مع التركيز وشرح كل ما يتعلق بها من‬
‫الناحية التربوية والتعليمية في الفصول الالحقة‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ المعلم وأولياء األمور‬


‫لسنا في حاجة إلى التأكيد على أهمية العالقة بين المدرسة والمنزل‪ ،‬سواء فيما يتعلق‬
‫بدور كل منهما في النمو الدراسي واالجتماعي واألخالقي للطالب‪ ،‬أو بدورها في‬
‫تطوير المدرسة وفي تنمية المجتمع المحلي‪.‬‬
‫ونستطيع أن نقول إن جوهر هذه العالقة بالدرجة األولى هو العالقة بين المعلم كونه‬
‫ممثالً أساسيا ً للمدرسة وولي األمر كونه ممثالً لألسرة‪ ،‬وكل منهما يُعدّ من العناصر‬
‫األساسية لنجاح العملية التربوية‪ ،‬ومن ثم فإن توطيد العالقة بينهما يعد أمرا ً مهما ً ينبغي‬
‫أن يسعى إليه كل منهما‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫أ ـ توطيد العالقة بين المعلم وأولياء األمور‬
‫تستفيد العملية التعليمية من توطيد العالقة بين المعلم وولي األمر في الجوانب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تبادل الرأي والمشورة بشأن نمو الطالب ومستوى تحصيله‪ ،‬ومدى تقدمه والصعوبات‬
‫التي تعترض طريقه‪ ،‬وكيفية التغلب عليها‪ .‬ويتم ذلك من خالل دعوة ولي األمر لزيارة‬
‫المدرسة‪ ،‬وقد يقوم بزيارة الصف ومالحظة الطالب‪ ،‬وما يقوم به من أنشطة مختلفة‪،‬‬
‫كما قد يتم من خالل اجتماع خاص يُعقد بصفة دورية بين أولياء األمور والمعلمين في‬
‫المدرسة لمناقشة األمور التعليمية ومستوى التحصيل والمشكالت التي تواجه الطالب‪.‬‬
‫وقد يقتصر التفاهم بين المعلم وولي األمر على االتصال الهاتفي‪ ،‬خاصة في الحاالت‬
‫العاجلة التي يرى فيها المعلم ضرورة التفاهم مع المنزل حول قضية ملحة تتصل‬
‫بالطالب‪.‬‬
‫‪ -‬إسهام أولياء األمور في تدعيم برامج النشاط المدرسي التي تحتاج إلى بعض الخامات‬
‫أو اإلمكانات المادية األخرى والتي يسهل توفيرها من قبل ولي األمر بحكم طبيعة‬
‫عمله ‪ ،‬فقد يُسهم ولي األمر الذي يعمل مقاوالً في إعداد وتمهيد فناء المدرسة لممارسة‬
‫األنشطة الرياضية أو قد يسهم ولي األمر الذي يعمل نجارا ً في تقديم بعض لوحات‬
‫اإلعالن الخشبية لتعليق الصحف الحائطية عليها … إلخ ‪.‬‬
‫وينبغي في كل األحوال أن يهتم المعلم بحسن استقبال أولياء األمور‪ ،‬ويتخذ مع إدارة‬
‫المدرسة خطوات إيجابية في هذا الصدد‪ ،‬ويتقبل بصدر رحب اعتذارهم عن الحضور‬
‫رغم تعدد مرات دعوتهم‪ ،‬إذ إن مصلحة الطالب والعملية التعليمية تتطلب دعوة أولياء‬
‫األمور لزيارة المدرسة‪ ،‬إذ من المفيد التجاوز عن أي خطأ في حق المدرسة طالما كان‬
‫ذلك في مصلحة األبناء‪.‬‬

‫نصائح للتفاعل بين المعلم وأولياء األمور‪:‬‬


‫‪ -‬تواصل معهم بشكل إيجابي‪.‬‬
‫‪ -‬تبادَل معهم التحيات والعبارات التعزيزية اإليجابية ‪.‬‬
‫‪ -‬قم بتحية األهل‪ ،‬ك ٌّل باسمه‪ ،‬استمع إلى كل شخص بعناية ّ‬
‫ودون كل ما يثير قلقهم‪.‬‬
‫‪ -‬تحدث عن كل ما يسهم في نجاح االبن‪ ،‬وتحدث أيضا ً عن الشراكة واقتسام المسؤوليات‪.‬‬
‫‪ -‬تحدث عن التزامك نحو الطفل وقم بتنمية المصداقية ‪.‬‬
‫‪ -‬أخبر األهل تحديدا ً بما يمكنهم عمله‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ -‬لتكن لديك فلسفة‪ ،‬وشعار واضح خاص باألهل تحرص على إخبارهم به‪.‬‬
‫‪ -‬احترم األهل وكن فخورا ً بنفسك وعملك‪ ،‬وتجنب كل النكات التي تحط من قدرك‬
‫ومن قدر التعليم بصفة عامة أو المدرسة أو المهمة التي تقوم بها‪ .‬إن األهل يريدون‬
‫مدرسا ً محترفا ً في الفصل وليس ضحية للظروف ‪.‬‬
‫‪ -‬احرص على توفير وسائل لتلقّي التغذية المرتدة من األهل‪ ،‬فإما أن يتركوا المعلومات‬
‫في نفس اليوم‪ ،‬أو يوافوك بها في وقت الحق ‪.‬‬
‫مساندة أولياء األمور في الواجبات المدرسية‬
‫‪ -‬تحدث عن أساسيات الواجب المدرسي‪ ،‬وأنواع الواجبات المدرسية ‪ ،‬والهدف من ورائها‪،‬‬
‫وعدَدُها‪ ،‬وكيفية أدائها وجدول االختبارات‪ ،‬والنتائج‪ ،‬وكيف يجب أن تكون‪.‬‬
‫‪ -‬تحدث عن توقعاتك للدور الذي يجب أن يلعبه األهل وطرق تحفيز الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬تحدث عن الوسائل التي تشجع بها الطالب عندما يستكمل واجبه المدرسي وما الذي‬
‫سوف تفعله عند عدم أداء الواجب‪.‬‬
‫وعرفهم تحديدا ً بما يجب وما ال يجب عليهم عمله‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬وضح دور األهل‬
‫‪ -‬أعد برنامجا ً للمساعدة في أداء الواجبات المدرسية إن لزم األمر‪.‬‬
‫دون سياستك الخاصة بالواجب المدرسي في وقت مبكر‪ ،‬بشكل بسيط وبطريقة مهنية‬ ‫‪ّ -‬‬
‫متخصصة‪.‬‬
‫‪ -‬امنح نسخة لكل األهالي‪ ،‬واطلب من كل أسرة التوقيع عليها وإرسال نسخة منها ثانية‬
‫إليك‪.‬‬
‫قررت أن تمنح الطالب واجبات مدرسية فعليك بما يلي‪:‬‬ ‫إن كنت قد ّ‬
‫‪ -‬أن تبدأ في وقت مبكر مع بيان مقاربتك وأهدافك‪.‬‬
‫‪ -‬أن تُعلم األهل‪.‬‬
‫‪ -‬أن تُقدّم توقعات واضحة ومعقولة‪.‬‬
‫‪ -‬أن تحرص على المتابعة وتفعل ما قلت إنك سوف تفعله‪،‬أي تلتزم بما قلته‪.‬‬

‫برنامج مشاركة األهل‬


‫‪ -‬أرسل خطابا ً إلى األهل طالبا ً مساعدتهم في الفصل‪.‬‬
‫‪ -‬تحدث في خطابك عن المزايا التي سوف تعود على أبنائهم‪ ،‬د ّ ِون أنواع المساعدة التي‬
‫تسعى للحصول عليها وال تنسى أن تضفي روح التشويق‪.‬‬
‫‪ -‬ضع محاذير اللعبة‪ ،‬أخبرهم بما يمكن أن يتحقق بفضل مساعدتهم‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ -‬وفّق بين مهارات المتطوعين ووقتهم المتاح وحدود لغتهم ومصادرهم وبيّن المهام‬
‫المراد إنجازها‪.‬‬
‫‪ -‬قبل أن يشارك األهل أعد قائمة بالمهام المطلوب إنجازها وطرق التواصل واإلرشادات‬
‫والقواعد الخاصة بالفصل وأماكن المستلزمات واألشياء المسموح بها وكيفية الحد‬
‫من المقاطعة إلى أدنى حد‪.‬‬
‫دون قوائم األعمال التي يجب إنجازها والملفات التي يجب استكمالها والتقييمات‬ ‫‪ّ -‬‬
‫المتواصلة وأسباب الصدام‪.‬‬
‫‪ -‬قدّم مجموعة متنوعة من الطرق لمساعدة األهل‪ ،‬يمكنهم مراجعة األوراق‪ ،‬كتابة‬
‫المالحظات لألطفال االتصال بغيرهم من اآلباء والقيام بأعمال القص واللصق‪.‬‬
‫أيضا ً يمكن المساعدة في إعداد اللوحات‪ ،‬المشاركة كضيوف‪ ،‬المشاركة فيما يخص‬
‫الخلفيات الثقافية‪ ،‬المساعدة في األعمال الخاصة بالمكتبة‪ .‬ويمكن أيضا ً القيام باتصاالت‬
‫هاتفية‪ ،‬المساعدة في إعداد المناسبات واألحداث الخاصة‪ ،‬تسهيل المشاريع الفنية‪،‬‬
‫تحديد المصادر‪ ،‬القيام بالتوجيه‪ ،‬التدريس الفردي‪ ،‬إلقاء محاضرات متخصصة‪ ،‬أو‬
‫تقديم أفكار‪ .‬احرص دائما ً على إعداد قائمة لألشياء التي يمكن أن يقوم بها األهل بحيث‬
‫ال يضيع الوقت‪    .‬‬
‫اإلشـــادة باألهل‪ :‬اإلشادة بمجهود األهل من األمور البالغة األهمية‪ .‬إن تلك األشياء‬
‫الصغيرة تعني الكثير خاصة عندما تكون صادقة ومتواصلة‪ ،‬تذكر أن الطالب يجب أن‬
‫يحمل معه إلى المنزل مشروعات وحلوى العطالت والشهادات والنشرات اإلخبارية‬
‫وشهادات التقدير والروايات ودرجات تقدير وغيرها من أساليب التعزيز والمكافأة‪ .‬فكر‬
‫في إمكانية منح األهل التقدير الالزم في اجتماع خاص يعقد في نهاية العام يجمع بينهم‬
‫وبين أبنائهم‪.‬‬

‫ب * نصائح مهمة عند االجتماع بأولياء األمور‬


‫‪ )1‬و ّجه الدعوة لألبوين‪ :‬ش ّجع ِكال الوالدين على حضور االجتماعات قدر اإلمكان‪.‬‬
‫ستكون حاالت سوء الفهم أقل إذا سمع كال الوالدين ما تريد قوله‪ ،‬وسيكون بإمكانك‬
‫قياس نوع الدعم الذي يعطيه كال الوالدين للطفل‪.‬‬
‫‪ )2‬اتصل دائ ًما في وقت مبكر‪ :‬سوف تبدأ عالقتك بالوالدين على نحو جيد إذا اتصلت بهم‬
‫في وقت مبكر قبل االجتماع؛ كأن تبعث لهما مذكرة أو رسالة إخبارية مع الطالب‪ .‬أ َ ِعدّ‬

‫‪41‬‬
‫لآلباء مخططا ً لما سيدرسه األطفال‪ ،‬ودعهم يشعروا أنك ستكون سعيدًا في حال االلتقاء‬
‫بهم أثناء العام‪.‬‬
‫‪ )4‬كن مستعدا ً لألسئلة وكن مستعدا ً لإلجابة عن أسئلة األهل؛ فمن المحتمل أن يطرحوا‬
‫عليك أسئلة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬ما مستوى قدرات طفلي؟‬
‫‪ -‬هل يعمل طفلي وفقًا لمستوى قدراته؟‬
‫‪ -‬كيف ترى طفلي في هذا الموضوع؟‬
‫ي مشكالت؟‬ ‫‪ -‬هل يُسبّب طفلي أ ّ‬
‫ي مهارات أو قدرات خاصة في األعمال واألنشطة المدرسية؟‬ ‫‪ -‬هل يوجد لدى طفلي أ ّ‬
‫‪ )5‬رتّب أوراقك سلفًا‪ :‬ج ِ ّهز دفتر عالماتك‪ ،‬وأوراق االمتحانات‪ ،‬وعينات من أعمال‬
‫الطالب‪ ،‬وسجالت الحضور‪ ،‬وسجالت تقويم النشاط‪ ،‬وغير ذلك من البيانات ذات‬
‫صر في اإلجابة عن‬ ‫العالقة سلفا ً قبل وقت االجتماع‪ .‬وبذلك‪ ،‬فإنك لن ترتبك‪ ،‬أو تُق ِ ّ‬
‫التساؤالت أثناء االجتماع‪.‬‬
‫طا عاماً‪ ،‬ولكن مرنا ً لما تريد قوله‪ ،‬بما في ذلك مدى‬ ‫خطط سلفاً‪ :‬ضع في ذهنك مخط ً‬ ‫‪ّ )6‬‬
‫تقدم الطالب‪ ،‬ونقاط قوته وحاجاته‪ ،‬وخطة مقترحة للعمل معه‪.‬‬
‫‪ )7‬ر ّحب بالوالدين عند مدخل القاعة‪ /‬الغرفة‪ :‬يمكنك بذلك التخفيف من قلق اآلباء‬
‫وإحباطهم‪ ،‬وإشعارهم بأنهم مر ّحب بهم‪ .‬فمن أكثر األمور إرباكا ً لألهل عدم وجود من‬
‫يستقبلهم‪ ،‬أو يرشدهم إلى غرفة االجتماع المقصودة‪.‬‬
‫‪ )8‬تأكد جيدًا من االسم‪ :‬ال تفترض أن الشخص القادم للسؤال عن الطفل هو بالضرورة‬
‫والده؛ إذ ربما يكون أخاه الكبير‪ ،‬أو جدّه‪ ،‬أو عمه‪ .‬احرص أالّ تخطئ بنطق اسم الطفل‬
‫عا سلبيًا تجاهك وتجاه المدرسة‪.‬‬‫إذ قد يترك ذلك انطبا ً‬
‫‪ )9‬وفّر البيئة المادية المناسبة‪:‬ال تجلس خلف مكتبك‪ ،‬في حين تجبر اآلباء على حشر‬
‫أنفسهم في مقاعد األطفال‪ ،‬أو الجلوس على مقاعد غير مريحة‪ .‬ج ّهز مقاعد قاعة‬
‫االجتماع‪ ،‬بحيث تكون متماثلة ما أمكن‪.‬‬
‫‪ )10‬ابدأ بمالحظة إيجابية‪ :‬ابدأ االجتماع بمالحظة دافئة وإيجابية؛ كي يستريح الجميع‪،‬‬
‫أو ابدأ بجملة إيجابية عن قدرات الطالب‪ ،‬وعمله‪ ،‬واهتماماته‪.‬‬
‫نظم الجلسة‪ :‬اتبع نسقًا مناسبًا في التحدث مع اآلباء‪ ،‬بحيث يغطي جميع النقاط‬ ‫‪ّ )11‬‬
‫الضرورية‪ ،‬وفي الوقت المحدد لالجتماع‪.‬‬
‫‪ )12‬كن محدّدًا في مالحظاتك‪ :‬ربما يشعر الوالدان بالتخبّط إذا تعاملت بالعموميات‬

‫‪42‬‬
‫فقط‪ .‬فبدل أن تقول عن الطفل‪" :‬إنه ال يتحمل المسؤولية"‪ ،‬حدّد المشكلة بالقول‪" :‬كان‬
‫لديه أسبوع كامل لعمل تقريره‪ ،‬لكنه لم يقدمه حتى اآلن"‪.‬‬
‫خطة عمل مقترحة‪ :‬يقدِّر لك الوالدان ‪ -‬حتما ً ‪ -‬تزويدهما بتوجيهات‬ ‫‪ )13‬قدّم للوالدين ّ‬
‫تخص طفلهما‪ .‬فإذا كانت "سلوى" غير ناضجة‪ ،‬فإن م ّما يساعد اقتراحك‬ ‫ّ‬ ‫محدّدة‬
‫بإعطائها أعماالً روتينية أسبوعية‪ ،‬أو دفتر مالحظات لكتابة وظائفها‪ .‬أكد للوالدين أن‬
‫ما تقوله هو مجرد مقترحات‪.‬‬
‫‪)14‬ال تستعمل لغة غير مفهومة‪ :‬العبارات التربوية مثل‪" :‬اختبارات المحك"‪ ،‬أو‬
‫غا‬‫"مهارات اإلدراك الحسي"‪ ،‬أو "البيئة األقل تقييدًا"‪ ،‬ربما تكون ثرثرة أو كال ًما فار ً‬
‫بالنسبة إلى كثير من اآلباء‪.‬‬
‫‪)15‬كن لطيفًا في األحوال كافة‪ :‬من غير المعتاد‪ ،‬في اجتماعات اآلباء الروتينية‪ ،‬أن‬
‫بغض النظر‬‫ّ‬ ‫تواجه والدين عدائيين أو سيئين‪ ،‬لكن ذلك قد يحدث‪ .‬فحاول أالّ تكون ّ‬
‫فظا ً‬
‫عن سوء الوضع‪ .‬أحسن االستماع إلى اآلباء دون أن تكون دفاعيًا‪ ،‬إن أمكن ذلك‪.‬‬
‫وتواق لإلجابة عن‬ ‫‪)16‬اطلب رأي الوالدين‪ :‬دع الوالدين يعرفان أنك مهتم بآرائهما‪ّ ،‬‬
‫استفساراتهما‪ ،‬وأنك تريد التعاون معهما على مدار العام؛ للعمل معًا على تحسين‬
‫مستوى تعلم أبنائهما‪.‬‬
‫‪ )17‬ر ّكز على مواطن القوة‪ :‬من السهل أن يشعر اآلباء أنهم في موضع دفاعي؛ ألن‬
‫معظمهم يرون أنفسهم في أطفالهم‪ .‬وسوف تساعدهم إن استعرضت مواطن القوة عند‬
‫الطفل وتلك التي تحتاج إلى تحسين‪ ،‬بدالً من النقد أو التركيز على مواطن الضعف‪.‬‬
‫تقرر مزاج االجتماع؛ لذا‪ ،‬ابتسم‪ ،‬أو ّ‬
‫هز‬ ‫‪ )18‬استعمل لغة الجسم‪ :‬اللغة غير اللفظية قد ّ‬
‫انحن قليالً إلى األمام‪ .‬فعندما تستعمل‬‫ِ‬ ‫رأسك إلى أسفل‪ ،‬أو انظر إلى عيون اآلخرين‪ ،‬أو‬
‫لغة الجسم‪ ،‬سيشعر اآلباء أنك مهتم وموافق‪.‬‬
‫‪ )19‬أكد على التعاون‪ :‬دع الوالدين يعرفان أنك تريد العمل معهما لمصلحة الطفل؛‬
‫فجملة مثل‪" :‬عليك مقابلتي في أقرب فرصة لمناقشة عادات عامر الدراسية السيئة"‪،‬‬
‫نخطط معًا لتحسين عادات عامر‬ ‫ّ‬ ‫لن تثير سوى العداء‪ .‬أما عبارة مثل‪" :‬أرغب في أن‬
‫الدراسية"‪ ،‬فتضع العالقة في الطريق الصحيح‪.‬‬
‫‪ )20‬استمع إلى ما يقوله الوالدان‪ :‬بالرغم من أننا نقضي ثلث حياتنا ‪ -‬تقريبًا ‪ -‬في‬
‫االستماع‪ ،‬إالّ أن غالبية الراشدين هم مستمعون سيئون‪ .‬فنحن نركز على ما سوف نقوله‬
‫تاليًا‪ ،‬أو نترك تفكيرنا يندفع نحو أمور أخرى‪ ،‬أو نسمع فقط جز ًءا م ّما يقوله المتحدث‪.‬‬
‫سوف تُحقّق الكثير من اجتماعك باألب أو األم إن استمعت فعالً لما يقوالنه لك‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫عا‪ .‬لكن‪ ،‬تذ ّكر أن‬
‫‪ )21‬اسأل عن الطفل‪ :‬أنت ال تريد أن تتطفل أو تنتزع المعلومات انتزا ً‬
‫تسأل الوالدين إن كان هناك أي شيء يجب أن تعرفه عن الطفل‪ ،‬مثل عادات الدراسة‪،‬‬
‫والعالقة باإلخوة واألخوات‪ ،‬وأي أحداث مهمة في حياته؛ م ّما يؤثّر في عمله في المدرسة‪.‬‬
‫‪ )22‬ر ّكز على الحلول‪ :‬يمكن القول‪ ،‬من الناحية المثالية‪ ،‬إن كل اجتماعات اآلباء يهمها‬
‫األحداث اإليجابية‪ .‬فكثير منها‪ ،‬في الحقيقة‪ ،‬يُعقد ألنه توجد مشكالت‪ .‬وسوف تسير‬
‫األمور بصورة أكثر سالسة‪ ،‬لو أنك ركزت على الحلول‪ ،‬ال على مشاكل الطفل؛ لذا‪،‬‬
‫ناقش كيف تستطيع أنت والوالدان المساعدة على معالجة الموقف‪ .‬جهزوا خطة عمل معًا‪.‬‬
‫لكن اإلفصاح‬ ‫‪ )23‬ال تُصدر أحكا ًما‪ :‬قد ال يكون دائ ًما ردّ فعلك حياديًا لما يقوله الوالدان‪ّ ،‬‬
‫عن حكمك على سلوك الوالدين قد يُش ّكل حجر عثرة لعالقات مثمرة معهما‪.‬‬
‫قررت أنت‬ ‫‪ )24‬ل ّخص قبل انتهاء االجتماع‪ ،‬المناقشات التي جرت‪ ،‬واإلجراءات التي ّ‬
‫وأولياء األمور اتخاذها‪.‬‬
‫‪ )25‬اختم االجتماع بمالحظة إيجابية‪ :‬قل ‪ -‬على األقل ‪ -‬مالحظة مش ّجعة‪ ،‬أو جملة‬
‫إيجابية‪ -‬إن استطعت‪ -‬عن الطفل لتختم بها االجتماع‪.‬‬
‫خطط للقاء آخر إن احتجت إلى ذلك‪ :‬إذا شعرت أنك بحاجة إلى وقت أطول‪ ،‬رتّب‬ ‫‪ّ )26‬‬
‫للقاء آخر بدل محاولة استعجال إنهاء االجتماع‪.‬‬
‫‪)27‬احتفظ بسجل لالجتماعات‪ :‬قد يكون مفيدًا لك ‪ -‬فيما بعد ‪ -‬توافر سجل مختصر لما‬
‫قيل في االجتماع‪ ،‬أو أية اقتراحات للتحسين‪ ...‬إلخ‪ .‬سجل مالحظاتك في أسرع وقت بعد‬
‫انتهاء االجتماع؛ ألن التفاصيل ال تزال حيّة في الذاكرة‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ المعلم والمجتمع المدرسي‬


‫المعلم والزمالء‬
‫إن عالقة المعلمين ببعض على جانب كبير من األهمية ‪ ،‬فهي تحدّد أوالً مدى نشاط‬
‫وإمكانات المدرسة ‪ ،‬وسير العمل فيها ‪ ،‬وهي ثانيا ً تعكس آثارها على نفوس التالميذ في‬
‫المدرسة‪ ،‬باعتبار المعلمين قدوة ‪ ،‬ألن أي توتر في هذه العالقة يؤدي إلى ضعف أداء‬
‫المعلمين‪ ،‬وتاليا ً ضعف العملية التربوية برمتها‪.‬‬
‫وهناك مجموعة من المعايير السلوكية التي يجب أن تتم في ضوئها عالقات المعلمين‬
‫ببعضهم البعض من بينها‪:‬‬
‫‪ -‬التأكيد على أن العالقة بين المعلمين ليست عالقة عمل فقط‪ ،‬فهم في األصل أفراد‬

‫‪44‬‬
‫في المجتمع المدرسي‪ ،‬والمجتمع المحلي‪ ،‬والمجتمع اإلنساني ككل‪ ،‬وبالتالي يجب أن‬
‫تسود بينهم عالقة الزمالة والعمل ‪ ،‬وعالقة الجيرة ‪ ،‬والعالقات اإلنسانية بشكل عام ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتم توزيع المسؤوليات والواجبات واألدوار على المعلمين بشكل عادل كل وفق‬
‫قدراته وكفايته‪ ،‬وأن ال يتم تمييز معلم دون باقي زمالئه من المعلمين ‪.‬‬
‫‪ -‬اتباع أساليب تربوية من شأنها خلق أواصر التعاون بين المعلمين أكثر من انعزالهم عن‬
‫بعض ‪ ،‬وهذا يتضمن تخفيف الفواصل بين المعلمين في مسألة استقالل المواد الدراسية ‪،‬‬
‫فإن تقسيم المواد الدراسية وفصلها ليس إال من أجل الدراسة داخل الفصل فقط ‪.‬‬
‫‪ -‬عقد االجتماعات واللقاءات الدورية للمعلمين ‪ ،‬ليتبادلوا فيها اآلراء والمناقشات‬
‫المفيدة‪ ،‬ويضعوا للمدرسة خططها ‪ ،‬ويحلوا مشاكلها ومشاكلهم ‪.‬‬

‫المدير والمعلم‬
‫أ ـ المعلم الجديد والمدير‬
‫يأخذ المعلم الجديد النصيب األكبر من اهتمام مدير المدرسة وخاصة فيما يتعلق باألمور‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬تعريف المعلم الجديد بالحقوق والواجبات المتعارف عليها بحسب قانون المدرسة‬
‫وثوابتها‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف المعلم بالمنهاج الجديد وفلسفته وذلك تجنبا ً الجتهاد المعلم الشخصي أو‬
‫اآلخرين‪ ،‬خاصة إذا استندوا إلى وجهات نظر ال مرجعية لها ‪ ،‬وبالتالي فإن مدير‬
‫المخول بهذا الخصوص‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المدرسة هو‬
‫‪ -‬تعريف المعلم بالتخطيط والخطط وآلية إعدادها وكذلك الطرق والوسائل المناسبة‬
‫للتعامل مع الطلبة‪ ،‬خاصة وأن هناك فروقا ً فردية بين الطلبة من الضروري أن يراعيها‬
‫المعلم وكذلك تقويم الطلبة بموضوعية وتوجيه المعلمين إلى أن التقويم هو وسيلة ال غاية‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه المعلم لحضور حصص عند معلمين ذوي خبرة واالجتماع معهم ‪ ،‬وذلك‬
‫لإلفادة منهم ولتبادل الخبرات فيما بينهم ‪ ،‬مع ضرورة توثيق ذلك في ملف خاص يتسنى‬
‫االطالع عليه عند الحاجة‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف المعلمين بآلية التحضير والتعامل معها ‪ ،‬وكذلك الهدف السلوكي وآلية صياغته‬
‫دفاتر العالمات وسجالت المدرسة الرسمية‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ -‬من الضروري توجيه المعلم إلى اإلدارة الصفية ومتغيراتها وما ينبغي اتخاذه من قبل‬
‫المعلم‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف المعلم الجديد بالمهام المطلوبة منه‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم الدعم للمعلمين ذوي األداء المتدني ويتمثل ذلك بعقد اجتماعات معهم من أجل‬
‫تقديم التغذية الراجعة لهم ‪،‬وتحفيزهم وإرشادهم إلى سبل النجاح وذلك بتقديم المالحظات‬
‫بشكل تدريجي ‪ ،‬وليس دفعة واحدة بهدف تحسين أدائهم وتطورهم المهني ‪.‬‬
‫‪-‬خلق بيئة تربوية آمنة وسليمة وتوظيف المرافق التعليمية مثل المكتبة والمختبر والحاسوب‬
‫وتوفير المصادر التعليمية ‪ ،‬بهدف تحسين األداء التعليمي وتحقيق األهداف المرجوة ‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة البيئة التعليمية والسلوكية في المدرسة ‪ :‬وذلك بتنمية السلوك اإليجابي عند‬
‫الطلبة عن طريق األنشطة الرياضية والثقافية والفنية لما لذلك من أثر في تهذيب‬
‫سلوكهم ‪ ،‬وال شك في أن قدرة المدير على مواجهة المشكالت السلوكية ورصدها أوالً‬
‫بأول ومتابعتها بمشاركة أولياء األمور والمرشد التربوي ومربي الصف يحد من تلك‬
‫المشاكل ويعدل من سلوك الطلبة ‪ ،‬وال ننسى دور المدير في إرشاد معلميه إلى طرق‬
‫التعامل مع الطلبة وصياغة األهداف السلوكية وتفعيل النشاط الطالبي وطرق ضبط‬
‫الصف وإشراكهم في اللجان اإلدارية في المدرسة لكي يمتلكوا الخبرة والمهارات‪.‬‬

‫ب ـ العالقة الفاعلة بين المدير والمعلم‬


‫‪ -‬أهمية وجود ثقة متبادلة بين مدير المدرسة والمعلمين ‪:‬إن توافر الثقة بين المدير‬
‫والمعلم يُعد أمرا ً ضروريا ً ‪ ،‬ألن توفر ذلك يجعل المعلم يلتفت إلى األعمال المنوطة به‪،‬‬
‫وال ينشغل بالدفاع عن نفسه عند حدوث أي موقف طارئ بينه وبين المدير ‪.‬‬
‫إن الثقة في مختلف األعمال والممارسات‪ ،‬هي حجر األساس في تكوين أي عالقة بين‬
‫األفراد‪ .‬إن تبادل الثقة بين المدير والمعلم ليست ممكنة لمجرد رغبة المدير أو قوله‬
‫لزمالئه‪ :‬ثقوا بي ‪ ..‬بل إن الثقة أمر تراكمي يتحقق بالممارسات السوية التي تبني الثقة‬
‫بين األفراد‪.‬‬
‫لذلك نستطيع القول إن توافر الثقة بين العاملين أمر مهم في نجاح أي عمل‪ ،‬وبشكل أكبر‬
‫في عالقة العاملين في المدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب في هذه العالقة ‪ :‬إن من أول األدوار‬
‫والمهمات المنوطة بمدير المدرسة أن يعرف قدرات واستعدادات المعلمين وميولهم ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫وهذه المعرفة تمكنه من وضع المعلم في العمل الذي يستطيع أن ينتج فيه ‪ ،‬تماشيا ً مع‬
‫سياسة ( وضع الرجل المناسب في المكان المناسب)‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية الحكمة في حل مشكالت المعلمين ‪:‬هنالك العديد من المشكالت التي قد يعاني‬
‫منها المعلمون ‪ ،‬أو تعاني منها اإلدارة المدرسية من المعلمين ‪ ،‬وهذه المشكالت عديدة‪،‬‬
‫مثل مشكلة الغياب المتكرر لبعض المعلمين‪ ،‬والمشكالت المتعلقة بنصاب المعلم من‬
‫الحصص أو إسناد بعض المهمات اإلشرافية‪ ،‬أو األنشطة‪ ،‬وغيرها الكثير‪.‬‬
‫إن التعامل بالحكمة مع هذه المشكالت وعدم تتبع المدير للسقطات‪ ،‬أو التركيز على‬
‫سفاسف األمور‪ ،‬وعدم مجاهرته بأخطاء المعلمين‪ ،‬وتجنب النصح والتوجيه أمام الغير‪،‬‬
‫والحرص على تذليل الصعوبات للمعلمين ليتغلبوا على مشكالتهم ؛ كل ذلك يساعد في‬
‫تنمية العالقة بين المدرسة والمعلمين‪.‬‬

‫ج ـ مدير المدرسة القدوة‬


‫إن مدير المدرسة الذي يوجه المعلمين إلى االنضباط في الحضور واالنصراف‪ ،‬في‬
‫الوقت الذي ال يلتزم هو فيه بذلك ؛ يجعل كالمه غير ذي معنى ‪ ،‬بل ويشجع غيره على‬
‫عدم االلتزام‪ ،‬فال يستطيع بالتالي أن يتخذ إجراءات لتالفي سلبيات وأخطاء المعلمين‪.‬‬
‫وهنا يبرز دور القيادي القدوة‪ ،‬أو مدير المدرسة القدوة الذي يستطيع أن يوجه معلميه‬
‫من موقع القوة‪ ،‬ألنه يثق بتصرفاته‪.‬‬
‫‪ -‬تقويم األداء الوظيفي‪ ،‬وعالقة المدير مع المعلمين‪ :‬إن تقويم المعلم من العناصر‬
‫الهامة في تشكيل عالقة ناجحة بين المدير والمعلمين‪ ،‬ويأخذ أهميته لكون المعلم يعتبر‬
‫أن نتيجته هي ثمرة الجهد والعمل؛ وعليه فإن التقويم يعد أمرا ً على درجة كبيرة من‬
‫الحساسية‪ ،‬ونظرا ً لكون مدير المدرسة يعتبر مشرفا ً مقيماً‪ ،‬وتقويمه للمعلم مهم جداً‪،‬‬
‫فإنه ينبغي عليه أن يكون على دراية تامة بجميع جوانب التقويم‪ ،‬بما يحقق الغرض‬
‫المنشود من هذه العملية على الوجه األمثل‪ ،‬وبعيدا ً عن التحيّز أو التحامل ‪.‬‬
‫كما يجب على المدير أن يجعل المعلم على إطالع دائم بعملية التقويم‪ ،‬حتى يستطيع‬
‫المعلم تحسين أدائه بصفة مستمرة‪ ،‬وذلك كله يعزز عالقة المدير بالمعلمين‪ ،‬ويجعل‬
‫التقويم وسيلة لتحسين األداء ال غاية في حد ذاته ‪.‬‬
‫‪ -‬إشراك المعلم في اتخاذ القرارات واحترام وجهة نظره‪ :‬من المعروف أن اإلدارة‬
‫المدرسية الفاعلة تتطلب العمل بروح الفريق الواحد‪ ،‬ألن الجميع يجمعهم هدف واحد‬

‫‪47‬‬
‫وهو مصلحة الطالب باعتباره محور العملية التعليمية‪.‬‬
‫انطالقا ً من ذلك فإن مدير المدرسة يجب أن يكون ديموقراطيا ً ال استبداديا ً متسلطاً؛‬
‫ألن ذلك يجعل جميع منسوبي المدرسة يعملون باعتبارهم مجموعة متناسقة متعاونة‪،‬‬
‫وال يعملون باعتبارهم أفرادا ً منعزلين بعضهم عن بعض‪ ،‬بما يحقق التناسق والتكامل‬
‫واالنسجام بين الجميع‪ .‬وبذلك يمكن القول‪ :‬إن العمل الجماعي‪ ،‬واحترام وجهة نظر‬
‫المعلم‪ ،‬يساعد على تعزيز انتماء المعلم لمهنته‪ ،‬وإحساسه بالنجاح في مهماته‪ ،‬وزيادة‬
‫االرتباط اإلنساني بينه وبين إدارة المدرسة‪.‬‬

‫د ـ دور المدير في تحسين دافعية المعلم للتعليم‬


‫‪ -‬التعرف على مشكالت المعلمين‪ ،‬وحلها بطريقة تربوية عن طريق لجنة منتخبة من‬
‫قبل المعلمين‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء المعلم الثقة بالنفس‪ ،‬وبث روح التعاون بين المعلمين في المدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء الحرية الكاملة للمعلم للتصرف دون قيود‪ ،‬مع مناقشته في آخر العام‪.‬‬
‫‪ -‬توفير الحوافز المعنوية والمادية فور االنتهاء من أي عمل متميز‪.‬‬
‫‪ -‬توفير وسائل التقنية الحديثة كاإلنترنت والدورات المتنوعة والندوات التي يحضرها‬
‫ذوو التخصص في كل مجال من المجاالت التي تهم المعلم شريطة أن تخرج عن‬
‫أسلوب التلقين وأن تكون مفتوحة للنقاش الحر‪.‬‬
‫‪ -   ‬إثراء المكتبة المدرسية بالمراجع المتنوعة التي تخص كل مجال‪.‬‬
‫‪ -‬إقامة رحالت ترويحية وعلمية وأثرية يتمكن فيها المعلم من رؤية عدة بدائل تستثير‬
‫دوافعه نحو المعرفة وتنعكس على أدائه المهني‪.‬‬
‫‪ -‬توفير اإلمكانيات وفق أحدث ما وصل إليه العلم‪ ،‬حتى يكون لدى المعلم مساحة كبيرة‬
‫من االختيار لألساليب واألنشطة في كل مجال‪.‬‬
‫‪ -   ‬الخروج من عبودية المحتوى المقرر وإضافة ما يراه المعلم مناسبا ً في المنهاج ‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم استبيانات متعددة تخص عمل المعلمين‪ ،‬وتدور أسئلتها حول إنجاح عمله‬
‫المهني وإدخال كل ما هو جديد‪.‬‬
‫‪ -‬إتاحة الفرصة للمعلم في بداية كل فصل دراسي لإلطالع على المنهاج الذي يقوم‬
‫بتدريسه وفي ضوء معلوماته عن المستوى المعرفي والتحصيلي لطالبه‪ ،‬يتمكن من‬
‫إحضار ما يناسبهم‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ -‬تحفيز أصحاب األفكار الجديدة من المعلمين وعدم االستهانة بأي فكرة إذا كانت ال‬
‫تفيد في حينها ‪ ،‬فربما تفيد في وقت آخر‪.‬‬
‫‪ -    ‬اإلحساس بالمسؤولية تجاه العمل التعليمي وقناعته بالمهنة المنوطة به‪.‬‬
‫‪ -‬ربط المعلم بما هو جديد في مجال عمله من بحوث ودورات‪.‬‬
‫‪ -‬توفير األمن الصحي والمادي والوظيفي للمعلم في مجال عمله‪.‬‬
‫‪ -‬عدم الضغط على المعلم وإرهاقه بما يشكل عبئا ً عليه يقلل من مستوى دافعيته‪.‬‬
‫‪ -‬عدم استغالل ما لدى المعلم من مواهب ضمن تخصصه أو خارجه‪.‬‬
‫‪ -‬أن يجد المعلم موقعه واحترامه في المؤسسة أو المدرسة التي يعمل فيها من اإلدارة‬
‫ومن أولياء األمور بل من المحيط الذي يعيش فيه‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز الوضع المادي والمعيشي والصحي والنفسي لما لهذه األمور من أهمية في‬
‫عطاءاته وإبداعاته‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون إدارة المؤسسة التربوية ظهيرا ً ومعينا ً بل سندا ً لعمل المعلم داخل الفصل‪.‬‬
‫‪ -‬رفع معنويات المعلم وتشجيعه بمختلف الوسائل الممكنة والقيام برحالت ترفيهية‪،‬‬
‫وتبادل زيارات اجتماعية واستغالل المناسبات ذات الصلة لتكريمه‪.‬‬
‫‪ -‬توفير جميع الوسائل التعليمية التي يحتاجها المعلم لتطوير عمله التربوي‪.‬‬
‫‪ -‬إجراء استبيانات دائمة ودورية عن وضع المعلم المادي والمعنوي‪.‬‬
‫‪ -‬عدم فرض أي فكرة يرى المعلم فيها أنها غير مناسبة وترك الحرية له بااللتزام أو‬
‫عدمه على أساس الحوار الهادف البناء‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ المعلم والمجتمع المحلي‬


‫المعلم من المجتمع ‪،‬هو أحد أفراده‪ ،‬ولكنه من أكثر األفراد تأثيراً‪ ،‬حيث يؤثر على جيل‬
‫بل أجيال بأكملها‪ .‬وينعكس دوره على العملية التعليمية من خالل العمل على تفعيل هذه‬
‫العملية من خالل القيام بأدواره االجتماعية كافة مع كل من حوله في المؤسسة التعليمية‬
‫أو في المجتمع‪.‬‬
‫دور المعلم في المجتمع‬
‫ال يحتاج األمر لشرح أهمية دور المعلم في المجتمع‪ ،‬ليس فقط لتالميذه بل لكل من‬
‫في المجتمع من حوله‪ .‬إن المعلم هو المربي والقدوة الحسنة التي تؤثر على األجيال‬
‫الصاعدة بما يحمله من صفات حميدة‪ ،‬وقيم أخالقية‪ ،‬وسلوكيات مرغوبة من الجميع‪.‬‬
‫يكمل المعلم تربية البيت بل يضيف عليها بما يقدمه للتالميذ من نموذج سلوكي قابل‬

‫‪49‬‬
‫للمحاكاة من قبلهم‪ .‬ما ينقله المعلم لتالميذه هو ما سيعدّهم الحقا ً للمستقبل وللحياة وما‬
‫سيهيئ للمجتمع بيئة صالحة قابلة للتطوير والتغيير نحو األفضل‪.‬‬

‫العالقة بين المعلم والمجتمع‬


‫‪ -‬يعزز المعلم لدى الطالب اإلحساس باالنتماء لدينهم ووطنهم ‪ ،‬كما ينمي لديهم أهمية‬
‫التفاعل اإليجابي مع الثقافات األخرى‪ ،‬فالحكمة ضالة المؤمن أنّى يجدها فهو أحق‬
‫الناس بها ‪.‬‬
‫‪ -‬المعلم أمين على كيان الوطن ووحدته وتعاون أبنائه ‪ ،‬يعمل جاهدا ً لتسود المحبة المثمرة‬
‫واالحترام الصادق بين الموطنين جميعا ً وبينهم وبين ولي األمر منهم ‪ ،‬تحقيقا ً ألمن‬
‫الوطن واستقراره‪ ،‬وتمكينا ً لنمائه وازدهاره‪ ،‬وحرصا ً على سمعته ومكانته بين‬
‫المجتمعات اإلنسانية الراقية ‪.‬‬
‫‪ -‬المعلم موضع تقدير المجتمع ‪ ،‬واحترامه ‪ ،‬وثقته ‪ ،‬وهو لذلك حريص على أن يكون في‬
‫مستوى هذه الثقة‪ ،‬وذلك التقدير واالحترام ‪ ،‬ويحرص و يؤكد ثقة المجتمع به واحترامه‬
‫له ‪.‬‬
‫‪ -‬المعلم عضو مؤثر في مجتمعه ‪ ،‬تُعلّق عليه اآلمال في التقدم المعرفي واالرتقاء العلمي‬
‫واإلبداع الفكري ‪ ،‬واإلسهام الحضاري ونشر هذه الشمائل الحميدة بين طالبه ‪.‬‬
‫‪ -‬المعلم صورة صادقة للمثقف المنتمي إلى دينه ووطنه‪ ،‬األمر الذي يلزمه توسيع نطاق‬
‫ثقافته‪ ،‬وتنويع مصادرها‪ ،‬ليكون قادرا ً على تكوين رأي ناضج مبني على العلم‬
‫والمعرفة والخبرة الواسعة يعين به طالبه على سعة األفق ورؤية وجهات النظر‬
‫المتباينة باعتبارها مكونات ثقافية تتكامل وتتعاون في بناء الحضارة اإلنسانية ‪.‬‬

‫مكانة المعلم في العصر الحديث‪ :‬يمثل المعلم في العصر التربوي الحديث عدة أدوار‬
‫تربوية اجتماعية تساير روح العصر والتطور منها ما سبق ذكره من عالقته بالمجتمع‬
‫‪ .‬فالمعلم في المفهوم التربوي الحديث ناقل لثقافة المجتمع ‪ ،‬فكيف يكون ذلك إذا لم‬
‫يساهم المعلم في خدمة هذا المجتمع في مناسباته الدينية والوطنية ‪ ،‬إضافة إلى فعالياته‬
‫االجتماعية األخرى عن طريق مجالس اآلباء والمدرسين‪ ،‬واالنضمام إلى الجمعيات‬
‫الخيرية الموجهة لخدمة المجتمع والتعاون مع المؤسسات التربوية والمتخصصين‬
‫اآلخرين في المجتمع ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫وسائل تفعيل دور المعلم في المجتمع‬
‫ومما يجعل دور المعلم فاعالً في المجتمع ‪ ،‬ومن األنشطة التي يمكن أن يسهم فيها المعلم‬
‫لخدمة المجتمع المحلي ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تنظيم المسابقات الثقافية والفنية والرياضية والدينية التي ال تتقيد بأعمار أو قواعد‬
‫وإنما يكون الهدف منها ربط أبناء الحي ‪ ،‬وتوثيق عرى المحبة والترابط بينهم‪.‬‬
‫‪ -‬استضافة بعض المحاضرين إلقامة ندوات متنوعة تفيد المجتمع المحيط بالمدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة الجهات الصحيّة في التوعية عبر اللقاحات وعبر برامج الرعاية الصحية‬
‫األولية‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم نشاطات لخدمة الحي مثل تشجير الشوارع أو إصالح بعض الطرق أو تجهيز‬
‫المساحات الخالية لممارسة األنشطة الرياضية المفيدة للشباب‪.‬‬
‫‪ -‬مقابلة األهالي في المجتمع لمناقشة مشكالت المدرسة معهم‪.‬‬
‫‪ -‬عقد المؤتمرات واالجتماعات مع اآلباء لتعريفهم بعمل المدرسة‪ ،‬وعرض مشكالت‬
‫أبنائهم عليهم‪.‬‬
‫‪ -‬االشتراك في أنواع النشاط المختلفة في المجتمع المحلي فضالً عن االشتراك في‬
‫النشاط المدرسي‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشراف على بعض الجماعات الترويحية في المجتمع المحلي إذا وجد أن إشرافهم‬
‫ضروري ومرغوب فيه‪.‬‬
‫‪ -‬تقويم نتائج العمل بالمدرسة في ضوء تحقيقها لحاجات و رغبات المجتمع المحلي‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة فهم البيئة الخارجية التي يعيش فيها التالميذ ‪ ،‬والتعرف على ميولهم و قدراتهم‬
‫و العمل على تقدمهم و نموهم‪.‬‬

‫خالصة‬
‫ال يمكن أن تكتمل عملية التربية والتعليم من دون تضافر كل الجهود وكل الفئات‪ ،‬إن‬
‫كان في المدرسة‪ ،‬في البيت‪ ،‬في المجتمع‪ ،‬في الدولة‪ ،‬ومع كل الجهات المؤثرة في هذه‬
‫والمطور‬
‫ّ‬ ‫العملية‪ .‬إنك أيها المربي ‪ :‬المعلم والمشرف والقائد والمثال األعلى والقدوة‬
‫والرسول والنموذج‪ ،‬إنك تختصر إمكانيات ومستقبل مجتمع بأكمله ‪ ،‬فهل تشعر بقيمتك‬
‫تلك؟ نحن نعرفها‪ ،‬نعم إنك كل ذلك وأكثر‪ ،‬فكن على قدر هذا الدور! ما سبق يؤكد أن‬
‫دور األسرة هو الدور األساسي والمؤسس لحياة ابنهم المدرسية‪ ،‬في حين أن للمدرسة‬
‫الدور المكمل الذي يشبع االحتياجات التي لم توفر في األسرة‪ ،‬أما دور المعلم فهو‬

‫‪51‬‬
‫الحامل لمسؤولية التربية وناقلها والمؤتمن عليها‪ ،‬وكل ما نهدف إليه هو هذا الطفل‬
‫الذي هو محور كل ما نقدمه من عمليات تربوية وتعليمية‪ ،‬دون أن ننسى أننا نعيش‬
‫في مجتمع له عاداته وثقافته وتراثه الفكري الذي يؤثر فينا منذ لحظة والدتنا والذي‬
‫ال نستطيع أن نتخطاه سواء كنا أولياء أمور‪ ،‬معلمين‪ ،‬مدراء‪ ،‬أو تالميذ‪ ...‬فالكل يتأثر‬
‫ويؤثر باآلخر بطريقة ما‪ ،‬وما نسعى له في الفصول الالحقة هو جعل هذا التأثر والتأثير‬
‫إيجابيا ً وفعاالً ومفيدا ً قدر المستطاع‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫أسس عملية التعليم‬

‫تمهيد‬
‫نلقي الضوء في هذا الفصل على اإلطار النظري للكتاب الذي يتناول نظريات التعلم‬
‫قديمها وجديدها‪ ،‬وما ينبثق عنها من مبادىء وقوانين وإستراتيجيات وفنيات وبرامج‬
‫وطرائق تعليم وتقويم‪...‬وغيرها‪ ،‬مما يؤسس لبيئة تعليمية علمية قائمة على أسس نظرية‬
‫أصيلة‪.‬‬
‫نستعرض في هذا الفصل كل ما يهم المعلم أثناء قيامه بعملية التعليم داخل الصف من‬
‫نظريات‪ ،‬مبادىء‪ ،‬أساليب‪ ،‬طرائق‪ ،‬وسائل‪ ،‬أهداف‪ ،‬إستراتيجيات‪ ،‬فنيات‪ ،‬برامج‪...‬‬
‫وسواها‪ ،‬كل ما قد تحتاجه زميلي المعلم في عملية التعليم قد تجده هنا بين يديك ! وال‬
‫ننسى النصائح العملية التطبيقية المترافقة مع كل موضوع من موضوعات كتابنا وفي‬
‫كل فصل من فصوله‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬علم النفس‬


‫أ ـ علم النفس التربوي‬
‫لكي يكتسب المعلم المهارات الضرورية لقيامه بمهماته التربوية على أفضل وجه البد‬
‫له من اإللمام بمادة علم النفس التربوي‪ ،‬التي تقدم له كل ما يرغب بمعرفته من األطر‬
‫النظرية حول مبادئ نظريات التعلم‪ ،‬طرائق التعليم‪ ،‬تعديل السلوك ‪ ،‬والتي تسعى‬
‫إلحداث تغيرات سلوكية لدى التالميذ من خالل دراسة المراحل العمرية وخصائصها‬
‫وعالقتها بالخصائص المعرفية‪.‬‬
‫ويمكن أن نلخص أهمية و فوائد علم النفس التربوي بالنسبة للمعلم فيما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬استبعاد ما ليس صحيحا ً حول العملية التربوية‪ :‬من المهام الرئيسية لعلم النفس‬
‫التربوي أن يساعد المعلم على استبعاد اآلراء التربوية التي تعتمد على مالحظات غير‬
‫دقيقة ‪ ،‬وخاصة تلك التي تعتمد على الخبرات الشخصية واألحكام الذاتية والفهم العام ‪،‬‬

‫‪53‬‬
‫والتي ال تتفق دائما ً مع الحقائق العلمية ولذلك فإن تقبل هذه اآلراء العامة ال يحسمها إال‬
‫البحث العلمي المنظم ‪ .‬وهذه إحدى المهام الرئيسية لعلم النفس التربوي‪.‬‬
‫‪ -2‬تزويد المعلم بحصيلة من القواعد والمبادئ الصحيحة التي تفسّر التعلم المدرسي‪:‬‬
‫المهمة الثانية لعلم النفس التربوي هي تزويد المعلم بحصيلة من القواعد والمبادئ‬
‫الصحيحة التي تمثل نظرية في التعلم المدرسي‪ ،‬والقواعد و المبادئ التي يوفرها هذا‬
‫العلم هي (نتائج) البحث العلمي المنظم التي يمكن تطبيقها في معظم المواقف التربوية‬
‫وليس في كلها‪ .‬وبصفة عامة فقد نجد أن أحد المبادئ السيكولوجية قد يصلح لبعض‬
‫الممارسات التربوية أو بعض طرق التدريس وال يصلح للبعض اآلخر‪ ،‬بل إن بعض هذه‬
‫المبادئ قد يكون أكثر مالءمة إذا توفرت مجموعة من الشروط المدرسية والخصائص‬
‫النفسية للتالميذ والمعلم‪ ،‬بينما قد يصلح بعضها اآلخر في ظروف تعليمية مختلفة أو مع‬
‫تالميذ ومعلمين آخرين‪.‬‬
‫‪-3‬إكساب المعلم مهارات الوصف العلمي والفهم النظري والوظيفي للعملية التربوية‪:‬‬
‫من المهام الرئيسية لعلم النفس التربوي أيضا ً إكساب المعلم مهارات الفهم النظري‬
‫والوظيفي للعملية التربوية بحيث يصبح هذا الفهم أوسع نطاقا ً وأعمق مدى وأكثر‬
‫فاعلية‪ ،‬معتمدا ً على المالحظة العلمية المنظمة و طرق البحث القائمة عليها‪ .‬وال يتحقق‬
‫هذا الفهم العلمي و مهارته في المعلم إال من خالل تحقيق أهداف علم النفس التربوي‬
‫والتي ال تختلف في جوهرها عن أهداف العلم بصفة عامة وهي‪ :‬الوصف والتفسير‬
‫والتنبؤ والضبط‪.‬‬
‫‪ -4‬تدريب المعلم على التفسير العلمي للعملية التربوية‪ :‬يساعد المعلم على التمييز‬
‫بين أنماط السلوك التي تثير االهتمام وتلك التي ال تثيره‪ ،‬فيبدأ مالحظته بطريقة علمية‬
‫منظمة‪ ،‬وقد يتوصل من ذلك إلى أن بطء التلميذ في االستجابة إنما يرجع إلى ضعف‬
‫سمعه‪ .‬وهكذا يوصف هذا المعلم بأنه تدرب على نوع آخر من الفهم العلمي هو التفسير‬
‫أو التفكير السببي‪ .‬والمعلم المدرب على هذا النوع من التفكير‪ ،‬من خالل دراسته لعلم‬
‫النفس التربوي يحاول اإلجابة عن السؤال التالي‪ :‬ما الذي يسبب سلوك التالميذ؟ أو ما‬
‫العوامل المسؤولة عن إحداث هذا السلوك؟ وبهذا يتقدم المعلم خطوات واسعة نحو الفهم‬
‫األفضل للعملية التربوية‪ ،‬وال تكون استجابته لسلوك تالميذه انفعالية أو دفاعية‪ ،‬وخاصة‬
‫عند وجود مشاكل تربوية مثل اضطراب النظام داخل الصف‪.‬‬
‫‪ -5‬مساعدة المعلم على التنبؤ العلمي بسلوك التالميذ وضبطه‪ :‬من مهام علم النفس‬

‫‪54‬‬
‫التربوي الرئيسية دراسة العوامل المرتبطة بالنجاح والفشل في التعلم المدرسي‪ ،‬ومن‬
‫هذه العوامل‪ :‬طرق التعلم ووسائله‪ ،‬وشخصية المتعلم ومستوى نضجه‪ ،‬والعوامل‬
‫الوراثية‪ ،‬والظروف االجتماعية المحيطة‪ ،‬والدافعية‪ ،‬والجو االنفعالي المصاحب للتعلم‪،‬‬
‫وبالطبع ال يزال أمام علم النفس التربوي شوط بعيد الكتشاف الكثير من خصائص‬
‫التعلم والشروط التي يتم فيها‪.‬‬

‫ب ـ علم نفس النمو‬


‫تبرز أهمية علم نفس النمو في أنه‪:‬‬
‫‪ -‬يزيد من معرفتنا للطبيعة اإلنسانية وعالقة اإلنسان مع بيئته‪.‬‬
‫‪ -‬يحدد معايير النمو في كافة مظاهره وخالل مراحله المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬يزيد من قدرتنا على توجيه األطفال والمراهقين والراشدين والشيوخ‪.‬‬
‫‪ -‬يساعد أخصائيي علم النفس اإلرشادي والتربوي في مساعدة األطفال والمراهقين‪.‬‬
‫‪ -‬يساعد المربين في التعرف على خصائص نمو األطفال والمراهقين ووضع المناهج‬
‫المناسبة لنموهم واقتراح الطرائق التعليمية المناسبة لهم‪.‬‬
‫‪ -‬إذا تم فهم النمو العقلي والعمليات العقلية فإن ذلك يؤدي إلى استخدام أفضل طرائق‬
‫التربية والتعليم‪.‬‬
‫التعرف على خصائص أطفالهم ومراهقيهم مما يعينهم في إتباع‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬يساعد الوالدين في‬
‫أفضل أساليب التنشئة والتربية‪.‬‬
‫‪ -‬يساعد الفرد في فهم مستوى نموه وطبيعة المرحلة التي يعيشها‪ ،‬وفي أن يحيا بأفضل‬
‫وأكمل صورة ممكنة‪.‬‬
‫فوائده‬
‫‪ -‬تعريف الدارس بنفسه وبطبيعة المرحلة التي يمر بها‪ ،‬مما يؤدي إلى إنارة الطريق‬
‫أمام اآلباء والمربين واألخصائيين النفسيين واالجتماعيين وغيرهم لكي يتفاعلوا مع‬
‫األطفال والمراهقين والشباب على أساس الفهم السليم لطبيعة نموهم وخصائصه‪.‬‬
‫‪ -‬المعرفة الشاملة بطبيعة شخصية الفرد ومكوناتها وعالقة كل من الوراثة والبيئة‬
‫بتكوين رغباته ودوافعه وأنماط سلوكه‪ ،‬والعوامل التي تحكم تكوينها وتغييرها أو‬
‫تعديلها والفهم الصحيح لطبيعة النمو ومظاهره‪.‬‬
‫‪ -‬فهم السلوك بأبعاده ومظاهره المختلفة والتعرف على العوامل المؤثرة فيه سلبا ً‬

‫‪55‬‬
‫وإيجابا ً وعلى أنسب أساليب التنشئة االجتماعية والقدرة على الحكم على السلوك‬
‫وتقويمه وضبطه أو توجيهه بما يحقق سعادة الفرد وسالمة المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على قوانين النمو‪ ،‬وهي التي تحكم اتجاه النمو وسرعته وعالقة النمو من‬
‫ناحية بالنمو في نواحٍ أخرى في صورة تؤدي إلى فهم األطفال والتعامل معهم في‬
‫مراحل أعمارهم المختلفة وأن نعدّهم للنمو السوي لمرحلة نمو تالية بطريقة صحيحة ‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة الفروق الفردية والفروق بين الجنسين في مسار النمو النفسي ‪.‬‬
‫‪ -‬وضع األهداف التربوية المناسبة لبناء منهج يتفق مع مطالب النمو وتحديد المقررات‬
‫الدراسية‪ ،‬وتصميم طرق التدريس والخبرات التعليمية التي تمكن المربي من مقابلة‬
‫وتحقيق مطالب النمو في كل مرحلة تعليمية‪ .‬فالمدرس الناجح هو الذي يكون على وعي‬
‫وتفهم لخصائص تالميذه وخصائص المادة التي يقوم بتدريسها ‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على تطوير المناهج لتلبي مطالب النمو باستمرار وتكون مالئمة للتغيرات‬
‫الحاصلة في العصر الحاضر‪ ،‬والتي يجب أن تدفع الفرد إلى استشراق المستقبل عن‬
‫طريق التربية المستمرة التي تجعله يعيش متناغما ً مع إيقاع عصره ملبيا ً متطلباته‪ ،‬ناقالً‬
‫هذا االتجاه إلى أبنائه واألجيال الالحقة له‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬نظريات التعلم‬


‫نظريات التعلم هي النظريات التي حاولت تفسير كيفية حدوث التعلم عند اإلنسان‪،‬‬
‫ونظرا ألهمية هذه النظريات وتعدد االتجاهات النفسية التي تنتسب إليها‪ ،‬فسوف نعرض‬
‫أهم النظريات شيوعا ً في الفكر النفسي وأهميتها في التعلم والتعليم ‪.‬‬
‫‪ -1‬نظريات التعلم السلوكي‬
‫وتفسر هذه النظريات السلوكية التعلم بأنه تغير في سلوك المتعلم نتيجة تكرار االرتباطات‬
‫بين االستجابات والمثيرات في البيئة الخارجية باستخدام التعزيز سواء أكانت االستجابات‬
‫شرطية كالسيكية (مثير‪ -‬استجابة) أو إجرائية (أي حدوث االستجابة دون مثير في البيئة‪(.‬‬
‫ويمكن تمثيل التعلم في هذه النظريات بالنموذج اآلتي‪:‬‬
‫مثير ← استجابة ← تكوين عادة سلوكية ← (تعلم(‬
‫ومن أبرز علمائها "بافلوف"‪" ،‬ثورندايك" و"سكينر"‪.‬‬
‫التطبيقات التربوية لنظرية ثورندايك‬
‫"ثورندايك" أول من شغل منصب أستاذية علم النفس التربوي في تاريخ علم النفس‪،‬‬

‫‪56‬‬
‫وقد اهتم بثالث مسائل أساسية‪ ،‬تؤثر في استفادة المعلم منها في عمله داخل الصف‪،‬‬
‫وهذه األمور هي‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد الروابط بين المثيرات واالستجابات التي تتطلب التكوين أو التقوية أو اإلضعاف‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الظروف التي تؤدي إلى الرضا أو الضيق عند التالميذ ‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام الرضا أو الضيق للتحكم في سلوك التالميذ‪.‬‬
‫يرى "ثورندايك" أن على المعلم تحديد خصائص األداء الجيد حتى يمكن تحديد‬
‫تشخيص األخطاء‪ ،‬كي ال تتكرر ويصعب تعديلها فيما بعد‪ ،‬ألن الممارسة تقوي الروابط‬
‫الخاطئة كما تقوي الروابط الصحيحة‪.‬‬
‫مهمة المعلم‪ ،‬هي استثارة رغبة التلميذ في االستجابة واالندفاع في المحاولة والخطأ‪،‬‬
‫وذلك بااللتزام بالنصائح التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أن يأخذ بعين االعتبار الموقف التعليمي الذي يوجد فيه التلميذ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يعطي التلميذ فرصة بذل الجهد في التعلم وذلك بالمحاولة‪.‬‬
‫‪ -‬تجنب تكوين الروابط الضعيفة وتقوية االرتباطين االستجابة والموقف‪.‬‬
‫‪ -‬ربط مواقف التعلم بمواقف مشابهة لحياة التلميذ اليومية‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز على األداء والممارسة‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام بالتدرج في عملية التعلم من السهل إلى الصعب ‪ ،‬من الوحدات البسيطة إلى‬
‫الوحدات المعقدة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إغفال أثر الجزاء لتحقيق السرعة في التعلم والفاعلية والمحافظة على الدافعية‪.‬‬
‫التطبيقات التربوية لنظرية سكينر‬
‫اقترح "سكينر" الخطوط التربوية العريضة للمعلمين وهي‪:‬‬
‫‪ -‬استخدام التعزيز اإليجابي قدر اإلمكان‪.‬‬
‫‪ -‬ضبط المثيرات المنفرة في غرفة الصف وتقليلها‪ ،‬حتى ال يزداد استخدام أسلوب‬
‫العقاب أو التعزيز السالب‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة تقديم التغذية الراجعة‪ ،‬سواء أكانت في صورة تعزيز موجب أو سالب أو‬
‫عقاب فور صدور سلوك المتعلم‪.‬‬
‫‪ -‬الحرص على تسلسل الخطوات لالستجابات التي يجريها المتعلم وتتابعها‪ ،‬وتقديم‬
‫التغذية الراجعة في كل ما يتعلمه التلميذ‪.‬‬
‫وقد استفاد من مبادئ االشتراط اإلجرائي ‪ :‬العالج النفسي السلوكي من خالل تقويم‬

‫‪57‬‬
‫المشكالت السلوكية غير السوية أو بعض العادات غير المرغوب فيها ‪ ،‬كما أضاف‬
‫"سكينر" تحذيرات للمعلمين خاصة بالممارسة الصفية و التي قد تقترن بسلوكياتهم أو‬
‫بالمادة الدراسية منها‪:‬‬
‫‪ -‬السخرية من استجابات المتعلم وتقديم التعليقات المؤلمة ألنفسهم‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام األساليب العقابية المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬الوظائف البيتية اإلضافية الكثيرة والصعبة‪.‬‬
‫‪ -‬إرهاق نفسية الطلبة باألعمال اإلجبارية‪.‬‬
‫‪ -‬إلزام المتعلم بنشاط ال يرغب فيه ‪.‬‬
‫‪ -‬إلزام المتعلم بالجلوس بصمت طول مدة الدرس‪.‬‬

‫‪ -2‬نظرية "الجشطلت" (التعلم باالستبصار)‪:‬‬


‫التعلم بالنسبة لل"جشطلت" هو إعادة تنظيم المعارف حيث يعتمد التعلم على فهم‬
‫العالقات التي تشكل المشكلة أو الموقف التعليمي وذلك بإعادة تنظميها للداللة على‬
‫معناها ( التعلم باالستبصار )‪.‬‬
‫من هنا ال يمكن اعتبار التعلم مجرد ارتباط بين عناصر لم تكن مترابطة و إنما هو‬
‫اإلدراك الكامل للعالقات الداخلية للشيء المراد تعلمه‪ ،‬وجوهر التعلم هو التعرف على‬
‫القوانين الداخلية التي تحكم موضوع التعلم ‪.‬إن التعلم الذي يتم عن طريق االستبصار‬
‫يصبح جزءا ً من الذاكرة الطويلة المدى‪ ،‬وتاليا ً تكون نسبة تعرضه للنسيان ضعيفة‪.‬‬

‫التطبيقات التربوية لنظرية الجشطلت‬


‫يمكن أن نستفيد من فكرة التعلم باالستبصار في عدة نواحٍ‪ ،‬نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تعليم القراءة والكتابة لألطفال الصغار‪ ،‬حيث يفضل اتباع الطريقة الكلية بدالً من‬
‫الطريقة الجزئية‪ ،‬أي البدء بالكلمات ثم األصوات والحروف‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام النظرية الكلية في تقديم خطوات عرض موضوع ما لتسهيل فهم الوحدة‬
‫الكلية للموضوع‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام الطريقة الكلية في التعبير الفني نجد الكل يسبق الجزء ‪ ،‬واإلدراك الكلي‬
‫يؤثر في تكوين الصورة الجمالية للشيء ‪ ،‬فالرسم يعتمد على رسم الهيكل ثم توضيح‬
‫التفاصيل واألجزاء بالتدريج‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد التفكير في حل المشكالت باستخدام النظرية الكلية عن طريق حصر المجال‬

‫‪58‬‬
‫الكلي للمشكلة ويساعد هذا في فهم العالقات التي توصل إلى الحل‪.‬‬

‫‪ -3‬النظرية البنائية لبياجيه في النمو المعرفي‬


‫ينظر "بياجيه" إلى النمو المعرفي من زاويتين وهما البنية العقلية والوظائف العقلية‪.‬‬
‫ويرى أن النمو المعرفي ال يتم إال بمعرفتهما‪ .‬أما البناء العقلي فيشير إلى حالة التفكير‬
‫التي توجد في مرحلة ما من مراحل النمو‪ .‬والوظائف العقلية تشير إلى العمليات التي‬
‫يلجأ إليها الفرد عند تفاعله مع مثيرات البيئة التي يتعامل معها‪.‬‬
‫االفتراضات األساسية في نظرية بياجيه‪:‬‬
‫يرى "بياجيه" أن للطفل قدرات فطرية تمكنه من التفاعل مع البيئة والتزود بالخبرات‬
‫بواسطة اكتشافه للعالم ‪ .‬فالمولود حديثا ً يتمكن من التفاعل مع الوسط باستخدام انعكاسات‬
‫فطرية تمكنه من التحكم في المحيط والتكيف معه‪ ،‬مثل المص والقبض على األشياء‪.‬‬
‫‪ -‬تتحول االنعكاسات إلى سلوك هادف‪ ،‬حيث يقوم الطفل بالجمع بين الهدف والوسيلة‬
‫باستخدام وسائل جديدة لالستكشاف‪.‬‬
‫‪ -‬عملية االستكشاف تحدث في تسلسل منطقي‪ ،‬فال يستطيع الطفل إدراك وفهم مبادئ‬
‫الجمع والطرح إال بعد اكتساب ثبات الموضوعات ‪ ،‬ويتم التقدم في هذه السلسلة ببطء‬
‫وبشكل تدرجي‪.‬‬
‫‪ -‬تؤثر البيئة التي يعيش فيها الطفل في معدل النمو الذي يمر به ‪.‬‬
‫مراحل النمو المعرفي عند بياجيه‬
‫مرحلة التفكير الحسي الحركي من صفر إلى سنتين‪.‬‬
‫مرحلة التفكير ما قبل العمليات من ‪ 2‬إلى ‪ 7‬سنوات‪.‬‬
‫مرحلة العمليات المادية من ‪ 7‬إلى ‪ 11‬سنة ‪.‬‬
‫مرحلة التفكير المجرد من ‪11‬أو ‪ 12‬سنة فما فوق‪.‬‬
‫تطبيقات نظرية بياجيه في الميدان التربوي‬
‫‪ -‬يرى "بياجيه" أن التربية ال تتواجد إال على شكل مشكلة يقوم المتعلم بحلّها‪ ،‬والذي‬
‫يجب أن يكون عضوا ً نشيطا ً وفعاالً من الناحية العقلية والمادية‪ ،‬وذلك باستخدام وسائله‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬إن حاالت عدم التوازن التي تعبر عن الحالة الداخلية للمتعلم عند الفشل في الوصول‬

‫‪59‬‬
‫إلى الحلول الناجعة للمشكلة‪ ،‬قد تصبح منبعا ً لمواصلة الجهود في تحقيق التعلم‪.‬‬
‫‪ -‬إن طريقة المقابلة الفردية التي وضعها "بياجيه" في مالحظة سلوكيات األطفال‪،‬‬
‫تعتبر وسيلة ناجحة إذا ما استعملها المربي في فهم مشكالت التعلم عند التالميذ‪.‬‬
‫‪ -‬إن التعلم بواسطة حل المشكالت ‪ ،‬جعل "بياجيه" يتأكد أن التعلم ال يتم بشكل كلي‬
‫وإنما يتم على شكل اكتسابات جزئية يشكلها المتعلم في قالب بنائي‪ .‬فالمعرفة األولية‬
‫تعتبر القاعدة األساسية التي تبنى عليها المعارف الالحقة‪ ،‬إذا ً لبناء المعرفة يجب تجميع‬
‫كل األجزاء في قالب معرفي كلي‪.‬‬
‫‪ -‬إن إتاحة العديد من فرص التفاعل بين المتعلم وبيئته الطبيعية واالجتماعية يؤدي إلى‬
‫تطور النمو المعرفي بشكل أفضل‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز على مراعاة قدرات الطفل ونموه في بناء البرامج التربوية المخصصة له‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة االستفادة من أخطاء المتعلم في بناء المواقف التعليمية بتجاوز جوانب‬
‫الضعف فيها‪.‬‬
‫‪ -‬توفير األلعاب التربوية وتدعيم األنشطة التعليمية باللعب وجعل المتعلم يشعر بالحرية‬
‫والتلقائية والمتعة أثناء أدائها ‪.‬‬

‫‪ -4‬نظرية التعلم االجتماعي (التعلم بالمالحظة لباندورا)‬


‫تركز هذه النظرية على أهمية التفاعل االجتماعي والمعايير االجتماعية ‪ ،‬السياق‬
‫وأثر الظروف االجتماعية في حدوث التعلم‪ ،‬ويعني ذلك أن التعلم ال يتم في فراغ بل‬
‫في محيط اجتماعي‪.‬‬
‫آثار التعلم بالمالحظة‬
‫‪ -‬تعلم سلوكيات جديدة‪ :‬إن التمثيالت الصورية والرمزية المتوفرة عبر الصحافة والكتب‬
‫والسينما والتلفزيون واألساطير والحكاية الشعبية ‪ ،‬تشكل مصادر مهمة للنماذج‪ ،‬وتقوم‬
‫بوظيفة النموذج الحي‪ ،‬حيث يقوم المتعلم بتقليدها بعد مالحظتها والتأثر بها‪.‬‬
‫‪ -‬الكف والتحرير‪ :‬قد تؤدي مالحظة بعض السلوكيات التي تميّزت بالعقاب إلى تجنب‬
‫أدائها كمعاقبة المعلم ألحد تالميذه على مرأى من اآلخرين‪ ،‬فينقل أثر العقاب إلى‬
‫هؤالء التالميذ بحيث يمتنعون عن أداء السلوك الذي كان سببا ً في عقاب زميلهم‪ .‬وقد‬
‫يلجأ البعض اآلخر إلى تحرير االستجابات المكفوفة أو المقيدة‪ ،‬وخاصة عندما ال يواجه‬
‫النموذج عواقب سيئة أو غير سارة‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ -‬التسهيل‪ :‬تختلف عملية تسهيل السلوك عن عملية تحريره‪ .‬فالتسهيل يتناول االستجابات‬
‫المتعلمة غير المكفوفة والمقيدة والتي يندر حدوثها بسب النسيان و الترك‪ .‬أما تحرير‬
‫السلوك‪ ،‬فيتناول االستجابات المكفوفة التي ترفضها البيئة أو تنظر إليها على أنها سلوك‬
‫سلبي‪.‬‬
‫ثان للتعلم‪ :‬يكتسب اإلنسان الكثير من السلوكيات‬ ‫‪ -‬التعلم عن طريق المالحظة مصدر ٍ‬
‫عن طريق مراقبة ما يفعل الناس والذي يحدث عندما يفعلون ذلك‪ ،‬مثل اكتساب اللغة‬
‫والعادات الثقافية واالتجاهات واالنفعاالت‪.‬‬
‫‪ -‬عملية االنتباه بالنموذج والمالحظة وظروف الباحث‪ :‬يتأثر االنتباه بالسن والجنس‬
‫والمستويات االقتصادية إلى جانب الجاذبية المتبادلة والقوة االجتماعية التي يتم إدراكها‪.‬‬
‫‪ -‬الترميز واإلعادة يساعدان عملية االحتفاظ‪ :‬يمكن تعزيز االحتفاظ بعدد من إستراتجيات‬
‫اإلعادة والتدوين الرمزي اللفظي والتصوري‪ ،‬وهو الذي يفسر السرعة في االكتساب‬
‫واالحتفاظ الطويل المدى‪.‬‬
‫‪ -‬عملية االستخراج الحركي‪ :‬تتضمن صورا ً عقلية وأفكارا ً لتوجيه األداء الظاهر‪ ،‬كما تعمل‬
‫الصور العقلية واألفكار المكتسبة كمثيرات داخلية شبيهة بالمثيرات الخارجية التي يقدمها‬
‫النموذج ‪ ،‬حيث يتم اختيار االستجابات على أساسها وتنظيمها على المستوى المعرفي‪.‬‬
‫‪ -‬الدافعية بالتعزيز الخارجي والبديل والذاتي‪ :‬يعتمد اكتساب السلوك على توفر البواعث‬
‫الضرورية لذلك ‪ ،‬والمتمثلة في أنواع التعزيز المقدمة من طرف النموذج المالحظ‪.‬‬
‫فيؤدي ذلك إلى كبت السلوك أو إعادته‪.‬‬
‫‪ -‬انتقال معلومات االستجابة في التعلم بالمالحظة من خالل التوضيح المادي أو الصور‪:‬‬
‫تعتبر المهارات اللفظية المكتسبة من الوالدين أكثر الطرق في نقل المعلومات عن‬
‫االستجابات المراد انتقالها‪ ،‬كما يعتبر التمثيل بالصور لسلوك النموذج مصدرا ً آخر‬
‫الكتساب المعلومات من خالل وسائل اإلعالم كالتلفاز وجهاز الكمبيوتر والسينما‪.‬‬
‫‪ -‬التعرض للنموذج قد يؤدي إلى آثار مختلفة‪ :‬أكد "باندورا" أن مالحظة النموذج يؤدي‬
‫إلى كف السلوك أو تحريره أو تعلم سلوكيات جديدة ‪.‬‬
‫‪ -‬التعلم بالمالحظة مصدر لتعلم المبادئ والقواعد االجتماعية‪ :‬يمكننا التعلم بالمالحظة‬
‫من اكتساب القواعد والمبادئ االجتماعية‪ ،‬وذلك من خالل مالحظة النموذج وتقليده‬
‫وفقا للتعزيز المقدم إليه‪ .‬حيث يرسم المتعلم صورة مجردة للعناصر العامة في سلوك‬
‫النموذج الذي يراد تطبيقه‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ -‬التعلم بالمالحظة مصدر لإلبداع‪ :‬إن التمايز واالختالف المتباين في النماذج المقدمة‬
‫يؤدي إلى احتمال ظهور سلوك مستحدث‪.‬‬
‫التطبيقات التربوية لنظرية التعلم بالمالحظة‬
‫يقدر اتجاه التعلم بالمالحظة‪ ،‬بكونه نموذجا ً للتدريس الحالي لما يوفره من خبرات‬
‫تعليمية‪ .‬حيث يخضع التعلم إلى المالحظة وأداء السلوك ثم الجزاء ‪.‬‬

‫‪ -5‬نظرية الذكاء المتعدد (جاردنر)‬


‫ميز "جاردنر" بين عدة أنواع من الذكاء تختلف من شخص آلخر وهي ‪:‬‬
‫‪-1‬الذكاء اللفظي ‪ :‬و يرتبط بالذكاء اللغوي و يتمثل بكتابة الشعر واألدبيات‪.‬‬
‫‪-2‬الذكاء المنطقي ‪ :‬القدرات المنطقية والرياضية العلمية‪ ،‬كالذكاء في الرياضيات‪.‬‬
‫‪-3‬الذكاء المكاني (الفراغي) ‪ :‬ويتعلق هذا النوع بالقدرة على تصور المكان النسبي‬
‫لألشياء في الفراغ‪ .‬ويتجلى بشكل خاص لدى ذوي القدرات الفنية‪.‬‬
‫‪-4‬الذكاء الموسيقي ‪ :‬و يظهر هذا النوع من الذكاء لدى ذوي القدرات غير العادية في‬
‫الموسيقى‪.‬‬
‫‪-5‬الذكاء الجسمي الحركي ‪ :‬و يظهر لدى ذوي القدرات المتميزة من الرياضيين و‬
‫الراقصين والجراحين و الذين يتصفون بقدرتهم على حل المشكالت و اإلنتاج باستخدام‬
‫الجسم كامالً أو حتى جزءا ً منه ‪.‬‬
‫‪-6‬الذكاء الشخصي االجتماعي‪ :‬ويقصد به القدرة على فهم اآلخرين و كيفية التعاون‬
‫معهم و القدرة أيضا ً على مالحظة الفروق بين الناس‪ ،‬وخاصة التناقض في طباعهم و‬
‫كالمهم ودافعيتهم كطبيعة السياسيين والمعلمين والوالدين ‪.‬‬
‫‪-7‬الذكاء الشخصي الذاتي ‪ :‬وهو مرتبط بالقدرة على تشكيل نموذج صادق عن الذات‬
‫واستخدام هذه القدرة بفاعلية في الحياة و قدرة الفرد على فهم ذاته جيداً‪ ،‬وتألق عاطفته‬
‫وقدرته على التميز‪.‬‬
‫وقد أضاف "جاردنر" الحقا ً نوعين من الذكاءات هما ‪:‬‬
‫‪-8‬الذكاء الطبيعي‪ :‬ويظهر في قدرة فهم الطبيعة وما فيها من حيوانات ونباتات والقدرة‬
‫على التصنيف‪ .‬ومثال ذلك المزارعون و الصيادون‪.‬‬
‫‪-9‬الذكاء الوجودي‪ :‬ويتمثل في األشخاص الذين تتوافر لديهم القدرة على التفكير بطريقة‬
‫تجريدية وهم الذين يفكرون بالحياة والموت‪ ،‬والذين يفكرون في ما وراء الطبيعة أو ما‬
‫بعد الموت‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫كما أضاف أخيرا ً الذكاء الروحي ‪ :‬وهو الذكاء الديني ‪..‬حيث يكون هذا الشخص لديه‬
‫القدرة على التواصل الديني واتباع التعاليم الدينية‪ .‬وتم مؤخرا ً إضافة الذكاء اإلبداعي‬
‫الذي يتميز به الموهوبون والمبدعون‪.‬‬
‫أهميتها التربوية‪ :‬نرى أن هذه النظرية ال تنظر إلى الذكاء نظرة كلية وتعتقد بالمركزية‬
‫الفردية‪ ،‬حيث تؤكد دور الفرد و الفردية التي تميزه ‪ ،‬ويرى "جاردنر" أن الناس‬
‫يملكون أنماطا ً فريدة من نقاط القوة والضعف وفي القدرات المختلفة ‪.‬‬
‫وعليه يصبح من الضروري فهم وتطوير أدوات مناسبة لكل شخص حيث يعتمد‬
‫"جاردنر" في نظريته على افتراض مهمتين وهما ‪:‬‬
‫‪ -‬إن للبشر اختالفات في القدرات واالهتمامات ولذا فهم ال يتعلمون بنفس الطريقة ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمكن ألحد أن يتعلم كل شيء يمكن تعلمه‪.‬‬
‫ُّ‬
‫تحث هذه النظرية التربويين (المربين) على اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -‬فهم قدرات الطالب واهتماماتهم ‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام أدوات عادلة تركز على القدرات ‪.‬‬
‫‪ -‬المطابقة بين حاجات المجتمع وهذه االهتمامات ‪ ،‬أي أن يكتشف المربي قدرات الفرد‬
‫وينميها‪.‬‬
‫‪ -‬مرونة حرية التدريس للطلبة وذلك باستخدام المعلمين الطرق التي تناسب الطلبة‬
‫للدراسة‪ ،‬أو اختيار الطلبة أنفسهم للطريقة التي تناسبهم للتعلم ‪.‬‬
‫‪ -‬كما تقول النظرية بأن الذكاء يكمن في القدرة على حل المشكالت وتقديم إنتاجات‬
‫ذات أهمية في موقع معين مثل الشعر والموسيقى والرسم والرياضة‪ ،‬وغيرها وحل‬
‫المشكالت بلعبة الشطرنج أو إنهاء قصة معينة ‪ .‬وتقول هذه النظرية أيضا ً أن أي فرد‬
‫لديه إعاقة أو أي مرض عقلي ال تكون لديه القدرة على حل المشكالت واإلنتاجية‪ ،‬وفي‬
‫نفس الوقت تركز النظرية على أهمية التنشئة الثقافية لكل جانب من جوانب الذكاء ‪.‬‬
‫كما تعتبر هذه النظرية من النظريات التي لها دور كبير في الجانب التربوي ‪ ،‬إذ أنها‬
‫ركزت على أمور غفلت عنها النظريات األخرى ‪ ،‬فقد تم إغفال الكثير من المواهب‬
‫ودفنها بسبب االعتماد على التقييم الفردي واختبارات الذكاء بعكس هذه النظرية التي‬
‫تساعد على كشف القدرات والفروقات الفردية‪ .‬تساعد هذه النظرية على أن يو َّجه كل‬
‫فرد للوظيفة التي تناسبه‪ ،‬والتي تالئم قدراته ويُتوقع أن ينجح فيها ‪ ،‬فإذا ما استخدم نوع‬
‫الذكاء المناسب وبشكل جيد فقد يساعد ذلك على حل كثير من المشكالت ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫إستراتيجيات التعلم من خالل هذه النظرية‬
‫من المفيد جدا ً أن ينظر إلى التلميذ على أنه ُكـ ُّل متكامل‪ ،‬وأن تكتشف كل ما لديه‬
‫من قدرات ومواهب ونقاط قوة وضعف وذلك لتنمية نقاط القوة لديه ‪ ،‬والتعويض أو‬
‫التخفيف من وطأة نقاط الضعف أو تالفيها قدر اإلمكان باستخدام األساليب المالئمة‪.‬‬
‫ولكي يتبنى المعلم إستراتيجية ذات جدوى في تعليم أي طالب فإنه من الضروري أن‬
‫تتوافر بعض الشروط ومنها ‪:‬‬
‫‪ -‬القيام بتشخيص كامل للطفل في عملية تقييم شاملة ‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة أسلوب تعلم الطالب‪.‬‬
‫وهنا يجب أن نقف عند نماذج التعلم وأسلوب التعلم وأهميته في تبني إستراتيجية تعليمية‬
‫مناسبة‪.‬‬
‫نماذج التعلم ‪ :‬لكل فرد طريقة مختلفة يكتسب بها المعلومات وهذا ما أشار إليه عدد من‬
‫الدراسات التربوية ومن النماذج الشائعة في هذا المجال ثالثة ‪:‬‬
‫‌أ) المتعلمون البصريون ‪ :‬وهم الذين يعتمدون بالدرجة األولى على حاسة البصر في‬
‫مداخالتهم‪ ،‬أي على األشياء التي يرونها كالمواد المكتوبة والصور والخرائط وغيرها‬
‫‪،‬وتمثل هذه شريحة كبيرة من المتعلمين قد تبلغ ‪ %60‬من مجموعهم ‪.‬‬
‫ب) المتعلمون السمعيون ‪ :‬أو هم الذين يعتمدون وبصورة كبيرة ‪،‬على السمع في‬
‫اكتساب معظم معارفهم وتمثل هذه الفئة ‪ % 15‬من مجموع المتعلمين ‪.‬‬
‫‌ج) المتعلمون اللمسيون ‪ :‬هذه الفئة تشمل ‪ %10‬من المجموع العام للمتعلمين ‪ ،‬وتعتمد‬
‫على اكتساب المعلومات عن طريق األداء أو اللمس أو التذوق ‪.‬‬
‫‌د) المتعلمون الحركيون ‪:‬والذين تكون حركة الجسم جزءا ً من عملية التعلم لديهم‪.‬‬
‫أسلوب التعلم‬
‫إنه في غاية األهمية أن يتعرف المعلم على أساليب التعلّم لدى تالميذه ‪،‬إذا كان المتعلم‬
‫ذوي الميول التحليلية أو الكليّة‪.‬‬
‫‪ -‬المتعلم التحليلي‪ :‬هو الذي يتعلم بسهولة عندما تُقدم له المعلومات في خطوات قصيرة‬
‫ومنطقية‪ ،‬ويتحلّى هذا المتعلم بالمنطق‪ ،‬ويحب اتباع التعليمات المحددة ‪ ،‬ويميل إلى‬
‫النقد واالستفسار‪ ،‬ويجد حفظ التفصيالت ممتعا‪ ً.‬ولذا يجب مراعاة هذه الصفات عند‬
‫تعليم هذا النوع من المتعلمين‪ ،‬وأخذها بعين االعتبار عند تدريسه‪.‬‬
‫‪ -‬المتعلم الكلي‪ :‬هو الذي يتعلم بشكل أفضل عندما تقدم له المعلومات كوحدة واحدة‬

‫‪64‬‬
‫وكك ّل‪ .‬ومن مزاياه أنه يميل للتخيل والمرح ‪ ،‬ويستجيب لنداء االنفعاالت ‪ ،‬ويندمج في‬
‫القصة ‪ ،‬ال يركز على الحقائق المنفصلة ‪ ،‬ويكره حفظ الحيثيات الصغيرة ‪،‬ويستطيع‬
‫تحديد األفكار الرئيسية للنص‪ ،‬ويستخدم السياق للتعرف إلى المفردات الغريبة وغير‬
‫المألوفة ‪.‬‬
‫وهنا تجدر اإلشارة إلى أنه ال يمكن تصنيف المتعلم على أنه كلي بحت‪ ،‬أو تحليلي بحت‬
‫ولكن قد تكون ميوله الكلية أكبر من ميوله التحليلية أو العكس‪.‬‬
‫وقد تكون القناة اإلدراكية األقوى لدى المتعلم الكلي أو التحليلي إما البصرية أو السمعية‬
‫أو اللمسية أو الحركية‪ .‬فيكون المتعلم الكلي متعلما ً بصريا ً أو متعلما ً سمعيا ً أو متعلما ً‬
‫لمسيا ً حركياً‪ ،‬أو مزيجا ً من هذا أو ذاك ‪ ،‬وكذلك الحال بالنسبة للمتعلم التحليلي ‪.‬‬
‫ونستخلص مما سبق بأن هناك طرقا ً وأساليب تتفق مع الناس قد ال تتناسب مع أناس‬
‫آخرين لوجود فروقات في القدرات والميول ‪ .‬وإن أنجح اإلستراتيجيات هي تلك التي‬
‫يختارها المعلم بعد دراسة وتقييم المتعلم ‪ ،‬وذلك حتى تكون اإلستراتيجية المستخدمة‬
‫موافقة لنموذج التعلم لدى المتعلم‪ .‬واإلستراتيجية هي تقنية أو مبدأ أو قاعدة تساعد على‬
‫تسهيل اكتساب وضبط وخزن واسترجاع المعلومات التي تقدم في المواقف التعليمية‬
‫المختلفة ‪ ،‬فكل طريقة يستخدمها الدارس هي إستراتيجية‪ ،‬ويستخدم المعلم العادي الكثير‬
‫من اإلستراتيجيات في التعلم ويتعلم تالميذه كيف يستخدمون نفس الطرق في دراستهم ‪.‬‬
‫إن اختيار الطريق المناسبة في التعلم واستخدامها عند الحاجة هو فن بحد ذاته ‪ ،‬وهو‬
‫مهارة يمكن التدرب عليها ‪ ،‬فعندما يختار المتعلم الطريقة األسهل واألقوى للتعلم فإنه‬
‫يتعلم بشكل أسرع وأفضل ‪ ،‬وأحيانا ً قد يتعلم الفرد الطريقة من غيره ‪ ،‬وأحيانا ً أخرى‬
‫تكون من ابتكاره شخصيا ً وبقدر نجاح هذه الطريقة أو تلك وبمدى فعاليتها ّ‬
‫يتعزز لدى‬
‫الفرد إعادة استخدامها وتصبح بالنسبة له إستراتيجية يستخدمها ليكتسب المعلومة ‪،‬‬
‫ويحتفظ بها إلى حين يطلب منه استرجاعها واستخدامها‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬األهداف السلوكية‬


‫تعريف األهداف السلوكية ‪ :‬هي كل ما يمكن للمتعلم إنجازه قوالً أو عمالً بعد االنتهاء‬
‫ويعرف "بلوم"‬‫ّ‬ ‫صة دراسيّة‪ ،‬أو على المدى البعيد بعد االنتهاء من تعليمه‪.‬‬‫من ح ّ‬
‫األهداف السلوكية أنّها‪" :‬الصياغة الواضحة للطرق التي يتوقّع أن تحدث تغيّرا ً في‬
‫جراء العمليّة التربويّة‪ ،‬أي الطرق التي ستؤدّي إلى التغيير في تفكيرهم‬
‫المتعلمين من ّ‬

‫‪65‬‬
‫ومشاعرهم وأعمالهم‪ .‬وهذا التغيير يجب أن يصاغ صياغة واضحة ومحدّدة تس ّمى‬
‫العبارة الهدفيّة‪ .‬حيث يؤ ّكد "بلوم" على ذلك بقوله " أن العبارة الهدفيّة محاولة من‬
‫المعلّم كي يوضح لنفسه أو لغيره التغيّرات التي ينوي إحداثها لدى المتعلّم"‪.‬‬
‫شروط صياغتها‬
‫يركز الهدف التعليمي على سلوك المتعلّم ال على سلوك المعلّم‪ ،‬إذ إن المراد هنا‬ ‫‪ -‬أن ّ‬
‫االهتمام بسلوك المتعلّم خالل عملية التعلّم وليس بالمهام التي ينبغي على المعلّم تح ّمل‬
‫مسؤوليّاتها خالل عمليّة التعليم‪ .‬فال نقول مثالً ‪" :‬تعريف المتعلّم بمستويات األهداف‬
‫يعرف المتعلّم مستويات األهداف التربويّة‪".‬‬
‫التربويّة‪ "،‬بل نقول ‪" :‬أن ّ‬
‫‪ -‬أن يصف الهدف السلوكي نواتج التعلّم ال األنشطة التعليميّة‪ ،‬وذلك ألن موضوع التعلّم‬
‫ال يمثّل الهدف ال ُمراد تحقيقه لدى المتعلّم‪ ،‬ولكن الهدف التعليمي يعكس ما يمكن أن‬
‫يحققه المتعلّم أو يخرج به من موضوع التعلّم‪ ،‬حتى ال تصبح المادّة الدراسيّة هدفًا في‬
‫حدّ ذاتها‪ .‬بينما ال تمثّل هذه المادّة في الحقيقة سوى وسيلة لتحقيق أهداف أخرى عديدة‪.‬‬
‫فال نقول مثالً ‪" :‬أن يكتسب المتعلّم معرفة بصياغة األهداف التعليميّة‪ "،‬بل نقول ‪:‬‬
‫صة بصياغة األهداف التعليميّة في مواقف‬ ‫"أن يطبّق المتعلّم ما اكتسبه من معارف خا ّ‬
‫تعلّمية جديدة"‪.‬‬
‫‪ -‬أن ال تشمل عبارة الهدف التعليمي على أكثر من فعل سلوكي واحد‪ .‬وبمعنى‬
‫أدق‪ ،‬يجب أن تتض ّمن عبارة الهدف التعليمي ناتجا ً تعلّميّا ً واحدا ً فقط‪ ،‬وذلك‬ ‫ّ‬
‫منعا ً للخلط في نواتج التعلّم‪ .‬فمن الخطأ القول "أن يعدّد المتعلّم شروط صياغة‬
‫األهداف التعليميّة وأن يطبّقها بدقّة عند استخراجه ألهداف درسه‪ "،‬وذلك بسبب‬
‫احتواء هذه العبارة على أكثر من ناتج واحد للتعلّم‪ ،‬وهما "يعدّد" و "يطبّق‪".‬‬
‫‪ -‬أن يكون الهدف التعليمي واض ًحا في صياغته بحيث ال يقبل إالّ تفسيرا ً واحداً‪ .‬فهناك‬
‫بعض األفعال التي يكتنفها الكثير من الغموض‪ ،‬م ّما يؤدي إلى انتفاء صبغة السلوكيّة‬
‫عنها‪ .‬فأفعال مثل‪ :‬يعرف‪ ،‬يدرك‪ ،‬يفهم‪ ،‬يعي‪ ...‬غير دقيقة بل وغير محدّدة‪ ،‬وال يمكن‬
‫أن يتّضح منها نوع السلوك الذي يجب أن يظهره المتعلّم‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون الهدف التعليمي قابالً للقياس والمالحظة‪ .‬فمثالً لو قلنا "أن يحدّد المتعلّم‬
‫أجزاء الهدف التعليمي‪ "،‬فإنّه من السهل قياس هذا الهدف‪ ،‬حيث يستطيع ذلك المتعلّم‬
‫ي منها على اإلطالق‪.‬‬ ‫تحديد جميع هذه األجزاء أو بعضها‪ ،‬أو قد ال يستطيع تحديد أ ّ‬
‫‪ -‬أن يكون الهدف التعليمي قابالً للتحويل إلى فعل أمر يمكن مالحظته عند القياس‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫فأفعال مثال‪ :‬يل ّم‪ ،‬يعي‪ ،‬يدرك‪ ،‬ين ّمي‪ ...‬تمثّل أفعاالً ال يمكن استخدامها في صياغة‬
‫عبارات هدفيّة ألنّها غير قابلة للتحويل إلى فعل أمر‪.‬‬
‫األفعال التي يمكن استخدامها عند صياغة األهداف السلوكية‬
‫يعرف – يعطي أمثلة عن – يقارن من حيث – يصف – يلخص – يصنف – يحل مسألة‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬بعض األفعال التي ال يفضل استخدامها عند صياغة األهداف السلوكية ‪:‬‬
‫يعرف – يفهم – يتذوق – يعي ‪ -‬يدرك – يتحسس الحاجة إلى – يبدي اهتماما ً‬
‫ويعود السبب في ذلك إلى أنها صعبة القياس والمالحظة ‪.‬‬
‫تصنيفها‬
‫‪ -‬تصنيف "بلوم" لألهداف في المجال المعرفي أو العقلي (معارف‪ ،‬مفاهيم وحقائق) ‪.‬‬
‫‪ -‬تصنيف "كراثوول" في المجال الوجداني أو االنفعالي (اتجاهات وقيم) ‪.‬‬
‫‪ -‬تصنيف "سمبسون" في المجال المهاري أو النفس‪ -‬حركي (عادات ومهارات) ‪..‬‬
‫مستوياتها‪:‬‬
‫‪ -1‬مستويات المجال المعرفي أو تصنيفات "بلوم"‬
‫يشمل المجال المعرفي األهداف التي تتعلّق بالمعرفة العلميّة من مفاهيم وحقائق‬
‫وقوانين ونظريّات‪ ،‬وبتطوير القدرات والمهارات الذهنيّة‪ .‬ويحتوي على ستّة مستويات‬
‫بدءا ً بالقدرات العقليّة البسيطة وانتها ًء بالمستويات األكثر تعقيداً‪ ،‬حيث تبدأ بالمعرفة‬
‫ثم الفهم فالتطبيق والتحليل والتركيب والتقويم وأخيرا ً اإليداع‪ ،‬وكل مستوى من هذه‬
‫المستويات يتض ّمن المستوى أو المستويات التي تسبقه‪ .‬فيما يأتي عرض لمستويات هذا‬
‫المجال‪ ،‬وتعريف لكل مستوى‪ ،‬مع أمثلة على المحتوى الذي ينطبق عليه ذلك المستوى‪.‬‬
‫‪ -‬المعرفة‪ :‬تأتي في طليعة المستويات المعرفيّة‪ .‬وهي القدرة على تذ ّكر واسترجاع‬
‫وتكرار المعلومات والحقائق دون تغيير يذكر‪ .‬ومن أه ّم األفعال المستخدمة في هذا‬
‫يعرف‪ ،‬يكمل‪ ،‬يتلو غيباً‪..،‬‬ ‫المستوى‪ :‬يعدّ‪ ،‬يذكر‪ ،‬يحدّد‪ّ ،‬‬
‫صلها المتعلّم في مستوى‬‫‪ -‬الفهم ‪ :‬هو القدرة على تفسير أو إعادة صياغة المعلومات التي ح ّ‬
‫المعرفة بلغته الخاصة وتوظيف استخدامها في الصف أو في ميادين الحياة المختلفة‪.‬‬
‫والفهم في هذا المستوى يشمل الترجمة والتفسير واالستنتاج‪ .‬ومن أهم األفعال‬
‫سر‪ ،‬يترجم‪ ،‬يل ّخص‪ ،‬يكتب بلغته الخاصة‪،‬‬ ‫المستخدمة في هذا المستوى‪ :‬يعلّل‪ ،‬يف ّ‬
‫يستنتج‪ ،‬يستخلص‪...‬‬
‫‪ -‬التطبيق‪ :‬يعنى بالقدرة على استخدام أو تطبيق المعلومات والنظريّات والمبادئ‬

‫‪67‬‬
‫والقوانين التي درسها المتعلّم وفهمها في موقف جديد‪ ،‬سواء أكان ذلك داخل الصف‬
‫أم خارجه‪ .‬ومن أه ّم األفعال المستخدمة في هذا المستوى‪ :‬يطبّق‪ ،‬يحسب‪ ،‬يستعمل‪،‬‬
‫يبرهن‪ ،‬يعطي مثاالً‪...‬‬
‫‪ -‬التحليل‪ :‬يشير إلى قدرة المتعلّم على تجزئة أو تحليل المعلومات أو المعرفة المعقّدة إلى‬
‫والتعرف على العالقة بين األجزاء والتمييز بينها‪ .‬ومن‬
‫ّ‬ ‫تتكون منها‪،‬‬
‫أجزائها الفرعيّة التي ّ‬
‫أه ّم األفعال المستخدمة في هذا المستوى‪ :‬يحلّل‪ ،‬يقارن‪ّ ،‬‬
‫يفرق‪ ،‬يصنّف‪ ،‬يقيس‪...‬‬
‫‪ -‬التركيب‪ :‬هو القدرة على جمع عناصر أو أجزاء لتكوين نمط أو تركيب غير موجود‬
‫صة بموضوع ما لتش ّكل كالًّ متكامالً‬
‫أصالً‪ ،‬وهنا ال بدّ من تجميع األفكار والعناصر الخا ّ‬
‫ينتج عنه تعميم أو فكرة جديدة‪ .‬ومن أه ّم األفعال المستخدمة في هذا المستوى‪ :‬ير ّكب‪،‬‬
‫ّ‬
‫يقترح‪،‬يخطط‪ ،‬يصوغ‪...‬‬ ‫يؤلّف‪،‬‬
‫‪ -‬التقويم‪ :‬يتعلق بالقدرة على إصدار أحكام حول قيمة األفكار أو األعمال وفق معايير‬
‫أو مح ّكات معيّنة‪ .‬ويأتي هذا المستوى على رأس المستويات المعرفيّة وفي ق ّمتها‪ .‬ومن‬
‫يقرر‪...‬‬
‫أه ّم األفعال المستخدمة في هذا المستوى‪ :‬يحكم على‪ ،‬يناظر‪ ،‬يُعرب عن رأيه‪ّ ،‬‬
‫‪ -‬مستوى اإلبداع ‪:‬هو قدرة عقلية مركبة وهادفة توجهها رغبة قوية في البحث عن‬
‫حلول أو التوصل إلى نتائج أصيلة لم تكن معروفة سابقا ً ‪ .‬يتميز التفكير اإلبداعي‬
‫بالشمول والتعقيد ‪ ،‬ألنه ينطوي على عناصر معرفية وانفعالية وأخالقية متداخلة تشكل‬
‫حالة ذهنية فريدة ‪.‬‬
‫‪ -2‬المجال الوجداني‬
‫إذا كان على المتعلّم في المجال المعرفي السابق أن يتعامل مع العمليّات العقليّة‬
‫بمستوياتها المختلفة‪ ،‬فإن المطلوب من هذا المتعلّم في المجال الوجداني أن يتعامل مع‬
‫ما في القلب من اتجاهات ومشاعر وأحاسيس وقيَم‪ ،‬تؤثّر في مظاهر سلوكه المتعدّدة‪،‬‬
‫المتنوعة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وأنشطته‬
‫يحتوي هذا المجال على خمسة مستويات من األهداف المتعلّقة باالتجاهات والعواطف‬
‫والقيم‪ ،‬تبدأ بالسهل اليسير في قاعدة الهرم‪ ،‬وتنتهي بالمعقّد الصعب في ق ّمته‪ .‬وتتمثّل‬
‫هذه المستويات الخمسة في اآلتي‪ :‬االستقبال أو التقبّل‪ ،‬االستجابة‪ ،‬التقييم‪ ،‬التنظيم‪،‬‬
‫وتشكيل الذات‪.‬‬
‫‪ -‬مستوى االستقبال أو التقبّل ‪ :‬يبدي فيه المتعلّم اهتماما ً بموضوع أو مشكلة أو قضيّة‬
‫سس لوجودها‪ ،‬فأبدى استعدادا ً شعوريّا ً للمشاركة فيها وبحثها‪ .‬ويمكن‬‫أثارت انتباهه وتح ّ‬

‫‪68‬‬
‫سس أن يكون إيجابيّاً‪ .‬وقد يكون سلبيّا ً بمعنى العاطفة السلبيّة‪ ،‬وإبداء الرغبة‬ ‫لهذا التح ّ‬
‫باالبتعاد عن موضوع أو مشكلة أو قضيّة معيّنة‪ .‬ومن أه ّم األفعال المستخدمة في هذا‬
‫المستوى‪ :‬يجمع‪ ،‬يشارك‪ ،‬يهتم‪ ،‬يسأل‪ ،‬يختار‪...‬‬
‫مجرد استقبال أو تقبّل ظاهرة ما‪ ،‬إلى الحضور‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬مستوى االستجابة ‪ :‬ينتقل المتعلم من‬
‫سسها‪ ،‬فيقوم باتخاذ موقف‬ ‫اإليجابي والمشاركة الفعليّة في الموضوع أو المشكلة بعد تح ّ‬
‫منه مع الرضا‪ ،‬وتح ّمل المسؤوليّة‪ ،‬واالقتناع بالدور‪ .‬ومن أه ّم األفعال المستخدمة في‬
‫يتدرب‪ ،‬يوافق‪ ،‬يكمل‪ ،‬يجيب‪...‬‬ ‫هذا المستوى‪ :‬يتابع‪ّ ،‬‬
‫‪ -‬التقييم (تقدير القيمة)‪ :‬وهنا يظهر المتعلّم سلوكا ً يوحي بتبنّي القيمة وقبولها وتفضيلها‬
‫وااللتزام بها‪ ،‬ويكون السلوك المعبّر عن القيمة متماسكا ً وثابتا ً ومنسجما ً بالكامل مع‬
‫القيمة الملتزم بها‪ .‬ومن أه ّم األفعال المستخدمة في هذا المستوى‪ :‬يصف‪ ،‬يدعم‪ ،‬يحتج‪،‬‬
‫يجادل‪ ،‬يناقش‪...‬‬
‫‪ -‬التنظيم ‪ :‬حيث يتم التركيز في هذا المستوى على تجميع عدد من القيَم وح ّل بعض‬
‫التناقضات الموجودة فيما بينها‪ ،‬ومن ث ّم البدء ببناء نظام داخلي متماسك للقيَم‪ .‬كما‬
‫يتم االهتمام أيضا ً بمقارنة هذه القيَم وربطها وتجميعها وترتيبها‪ .‬ومن أه ّم األفعال‬
‫ينظم‪ ،‬يوازن‪...‬‬‫المستخدمة في هذا المستوى‪ :‬يل ّخص‪ ،‬يقارن‪ ،‬يرسم‪ّ ،‬‬
‫‪-‬تشكيل الذات ‪ :‬حيث يمثّل هذا المستوى المستوى األعلى في المجال الوجداني‪ ،‬وهو‬
‫عبارة عن تطوير المتعلّم لنظام من القيَم يو ّجه سلوكه بثبات وتناسق مع تلك القيَم التي‬
‫يقبلها جزءا ً من شخصيّته‪ .‬وهنا تندمج األفكار والمعتقدات واالتجاهات معا ً لتش ّكل‬
‫أسلوب الحياة لهذا المتعلّم‪ ،‬أو تشكيل فلسفته في الحياة‪ .‬ومن أه ّم األفعال المستخدمة في‬
‫هذا المستوى‪ :‬ينقّح‪ ،‬يدير‪ ،‬يتجنّب‪ ،‬يقاوم‪ ،‬يثابر‪...‬‬
‫‪ -3‬المجال المهاري (النفس ‪ -‬حركي)‬
‫يمثّل المجال المهاري األهداف التي تر ّكز على إحدى المهارات العضليّة أو الحركيّة‬
‫تتطلب معالجة بارعة لبعض المواد أو األشياء أو بعض األعمال التي ّ‬
‫تتطلب‬ ‫أو التي ّ‬
‫تنسيقا ً دقيقا ً بين أعضاء الجسم وعضالته‪ ،‬وبين عقل اإلنسان وجهازه العصبي‪ .‬لذا‬
‫يرى التربويّون أن يستخدم هذا المجال في التربية الرياضيّة والتربية الفنيّة ورسم‬
‫صصات أخرى كاللغات والفلسفة‪ .‬يبدأ هذا‬ ‫الخرائط‪ ،‬هو أكثر من استخدامه في تخ ّ‬
‫ويتدرج في صعوبته للوصول إلى المستويات المعقّدة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المجال من المستويات السهلة‬
‫فمن اإلدراك والميل في أدنى مستويات هذا الهرم‪ ،‬الى االستجابة المو ّجهة واآلليّة‬

‫‪69‬‬
‫سطة منه‪ ،‬إلى التكيّف أو التعديل ومن‬ ‫واالستجابة الظاهريّة المعقّدة في المستويات المتو ّ‬
‫ث ّم األصالة أو اإلبداع في أعلى مستويات هذا الهرم‪.‬‬
‫‪ -‬مستوى االستقبال أو اإلدراك الحسي‪ :‬يعتبر أقل المستويات المهاريّة تعقيداً‪ ،‬وتتفاوت‬
‫أهداف هذا المستوى من اإلثارة الحسيّة أو اإلحساس العضوي‪ ،‬إلى النشاط الحركي أو‬
‫اختيار األدوات الوثيقة الصلة بالمهارة الحركيّة‪ .‬ومن أه ّم األفعال المستخدمة في هذا‬
‫المستوى‪ :‬يربط‪ ،‬يحدّد‪ ،‬يميّز‪ ،‬يختار‪ ،‬يصف‪...‬ويشير مستوى الميل أو االستعداد إلى‬
‫عمليّة التهيئة العقليّة للقيام بالمهارة الحركيّة‪ .‬ويشترك في هذا المستوى كل من استعداد‬
‫العقل واستعداد الجسم واالنفعاالت (الرغبة) للقيام بالعمل أو المهارة الحركيّة‪.‬‬
‫يتطوع‪...‬‬
‫ّ‬ ‫يتحرك‪ ،‬يباشر‪ ،‬يردّ‪ ،‬يبرهن‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ومن أه ّم األفعال المستخدمة في هذا المستوى‪:‬‬
‫‪ -‬مستوى االستجابة المو ّجهة‪ :‬يتصل بتقليد مهارة معيّنة بشكل تجريبي في ضوء معيار‬
‫أو حكم أو محك مناسب‪ .‬ومن أه ّم األفعال المستخدمة في هذا المستوى‪ :‬يجمع‪ ،‬يبني‪،‬‬
‫يفحص‪ ،‬يقيس‪ ،‬يخلط‪...‬‬
‫‪ -‬اآلليّة أو التعويد ‪ :‬تشير إلى مستوى خاص يُعنى بأداء المهارة الحركيّة بشكل آلي‬
‫وسريع‪ ،‬نتيجة تكرار السلوك ِعدّة مرات‪ ،‬م ّما يؤدّي إلى إيجاد نوع من الثقة والكفاءة‪.‬‬
‫وتستخدم في هذا المستوى األفعال نفسها التي وردت في مستوى االستجابة المو ّجهة‪.‬‬
‫‪ -‬مستوى االستجابة الظاهريّة المعقّدة ‪ :‬يتضمن أداء المهارة الحركيّة المر ّكبة بشك ِل‬
‫جيّد في ضوء معايير السرعة والدقّة والمهارة‪ .‬وتستخدم في هذا المستوى األفعال نفسها‬
‫التي وردت في مستوى االستجابة المو ّجهة‪.‬‬
‫يطورها الفرد ويقدّم نماذج مختلفة‬‫‪ -‬مستوى التكيّف أو التعديل ‪ :‬يهتم بالمهارات التي ّ‬
‫لها‪ ،‬ويمارسها بسرعة ودقّة عاليتين‪ ،‬بشك ٍل يم ّكنه من الحكم على مهارات اآلخرين‬
‫وتعديلها‪ .‬ومن أه ّم األفعال المستخدمة في هذا المستوى‪ :‬يتكيّف‪ ،‬يغيّر‪ ،‬ينقّح‪ ،‬يعيد‬
‫ترتيب شيء ما‪ ،‬يعيد تنظيم شيء ما‪...‬‬
‫أخيراً‪ ،‬ير ّكز مستوى األصالة أو اإلبداع على القيام بالمهارات الحركيّة بدرجة عالية جدّا ً‬
‫من اإلتقان والدقّة واإلبداع‪( ،‬نتيجة الخبرة الطويلة في التعامل مع مثل تلك المهارات)‪.‬‬
‫ومن أه ّم األفعال المستخدمة في هذا المستوى‪ :‬يرتّب‪ ،‬يجمع‪ ،‬يؤلّف‪ ،‬يص ّمم‪ ،‬ينشئ‪...‬‬
‫نماذج ألفعال سلوكية تساعد في صياغة األهداف‬
‫‪ -1‬المجال‪   ‬المعرفي‪:‬‬
‫ُعرف – يس ّمي – يعدّد – يذكر – يرتّب – يترجم – يفسر – يستنتج – يطبق – يربط‬
‫ي ّ‬

‫‪70‬‬
‫– يوظف – يميز – يجمع – يؤلف – يولد – يدافع–يحكم على‪ -‬يجادل في – يقدَر–‬
‫يصحح ‪...‬‬
‫‪ -2‬المجال‪  ‬الوجداني‪:‬‬
‫يلتفت – يبدي – يستقبل – يوافق – يبادر – يشعر – يحب – يساند – يبرر –‬
‫يوازي – يلتزم – يعيد النظر –يتابع – يؤمن‪ -‬يتمثل – يقتدي – يقاوم – يطيع ‪...‬‬
‫‪  - 3‬المجال‪  ‬المهاري (النفس حركي)‪:‬‬
‫شغل – يُقلد – يُحاكي – يعيد تركيب أو بناء –‬ ‫يحرك – يخطو – يجهز – يفحص –يُ ّ‬
‫يُتقن أداء – يُنفذ مهارة – يكتب بخط جميل – يرسم – يبني شكالً – يُص ّمم عمالً – يمثل‬
‫دورا ً ‪.....‬‬

‫رابعاً‪ :‬المهارات‬
‫مفهوم المهارة‪ :‬تعددت تعاريف المهارات تبعا ً للنظريات والعلماء التربويين والنفسيين‪،‬‬
‫عرفها بأنها إتقان ينمى بالتعلم‪ ،‬أو نمط سلوكي يتكرر في مواقف مختلفة‪،‬‬ ‫فالبعض ّ‬
‫أو الطريقة التي يتعامل بها المتعلم مع المعلومات في محيط حجرة الدراسة أو‬
‫خارج نطاقها‪ .‬ومن تعاريفها إنها عبارة عن مجموعة من األساليب ذات طابع معرفي‬
‫يستخدمها المتعلم ليتوافق من خاللها مع بيئة التعلم‪ ،‬أو مجموعة من اإلستراتيجيات‬
‫والطرق التي يميل المتعلم في ضوء انفعاالته‪ ،‬ودوافعه‪ ،‬وميوله لكي يحقق من خاللها‬
‫تميزا ً عن غيره في ناتج التعلم‪ .‬وهي تشير إلى دقة المتعلم وسرعته في القيام ببعض‬
‫العمليات الذهنية واإلدراكية واإلجرائية‪ ،‬والتزامه بقواعدها ليحقق أهدافه من خاللها‪.‬‬
‫إذا ً هي عبارة عن إستراتيجيات أو طرق أو أساليب أو عادات يستخدمها المتعلم في‬
‫مواقف التعلم المختلفة لتعينه على تحقيق النجاح التحصيلي والدراسي‪.‬‬
‫عرض ألهم المهارات وطرق تنميتها‪:‬‬
‫مهارة االحتفاظ بالحقائق والمعلومات‪:‬هي في جوهرها عبارة عن عملية خزن معلومات‬
‫وحقائق بطريقة منظمة ومترابطة وذات معنى وتصور ذهني في إحدى جوانب الذاكرة‬
‫لدى المتعلم‪ ،‬وذلك لحين استرجاعها وقت الحاجة‪ .‬وتنمية هذه المهارة يكون من خالل‬
‫التدريب والمحاكاة وتمثل النماذج‪.‬‬
‫مهارة المقارنة‪ :‬تنمية القدرة على المقارنة لدى المتعلم‪ ،‬ويمكن تنميتها من خالل‬
‫البرامج والتدريبات المعدة للمقارنة بين مهمات ومعلومات ومحتوى مادة تعليمي ما‬

‫‪71‬‬
‫يساعد المتعلم على تنمية قدراته على التحليل والتفسير واالستنتاج والربط بين األشياء‪.‬‬
‫مهارة التصنيف‪ :‬عبارة عن جمع فقرات في مجاالت على أساس خصائصها وتعتبر‬
‫مهارة أساسية ألنها تحتوي على عدد كبير من المثيرات التي من خاللها يجعل المتعلم‬
‫ما هو غير مألوف مألوفاً‪ ،‬يسهل فهمه وتذكره‪ .‬حيث تنمي لدى المتعلم القدرة على‬
‫تجميع المعارف والمعلومات والخبرات التي لها نفس الخصائص ليسهل االستفادة منها‬
‫وإتقانها‪ .‬تنمى من خالل التدريب على السير وفق خطوات محددة ومتدرجة ليسهل على‬
‫المتعلم القيام بها ‪.‬‬
‫مهارة الترتيب‪ :‬تتمثل في قدرة المتعلم على وضع األشياء في ترتيب معين وفقا ً لحجمها‬
‫أو ملمسها أو لونها أو صوتها أو طعمها في نطاق تصاعدي من األصغر إلى األكبر‬
‫أو تنازلي من األكبر إلى األصغر‪ .‬لكي يؤديها المتعلم بإتقان تحتاج إلى أن يدمج بين‬
‫خبراته ومعارفه ومعلوماته السابقة المتناثرة بين ثنايا ذاكرته‪ ،‬ثم يضيف عليها معاني‬
‫جديدة ومعايير معينة حتى تنتظم لديه في بناء كلي متكامل‪ ،‬وهذا ال يتم له إال بالتدريب‪.‬‬
‫مهارة التحليل‪ :‬هي عبارة عن قدرة المتعلم على تجزئة المادة التعليمية التي يقوم‬
‫بدراستها إلى أجزاء من أجل تحديد المسميات واألصناف‪ ،‬ثم إلى إدراك العالقات‬
‫بين هذه األجزاء والتعرف على المبادئ التي تحكم هذه العالقات‪ .‬نجد المتعلم يتمكن‬
‫من هذه المهارة من خالل تحليل الجمل إلى ألفاظ والفقرات إلى جمل والموضوع إلى‬
‫فقرات بهدف التعرف على أساليب أو صيغ أو أسماء أو ضمائر معينة‪ ،‬أو للتوصل إلى‬
‫العلل واألسباب والنتائج واألفكار المتضمنة في المادة المقروءة‪ .‬من خالل هذه المهارة‬
‫يستطيع أن يقارن بين الحقائق التي اكتسبها خالل قراءاته ويحلل موقف ما لمعرفة‬
‫العالقات التي تربط بين عناصره‪.‬‬
‫مهارة التركيب‪ :‬التي تعنى بوضع األجزاء في كل ذي معنى ومن خاللها يتمكن المتعلم‬
‫من فهم الموضوع والربط الواعي بين التعلم السابق والالحق‪ ،‬لذا تنميتها ضرورية‬
‫حتى يستطيع تنظيم معرفته في قوالب جديدة تسمح بتطويرها‪ .‬يتم تنميتها من خالل‬
‫تركيب مجموعة من األحرف‪ ،‬أو الجمل في فقرات أو تركيب موضوع من خالل‬
‫مجموعة من الفقرات‪ ،‬أو تركيب مجموعة من المواقف في شكل قصة أو استنباط فكرة‬
‫كلية من خالل مجموعة من أفكار جزئية‪ ،‬مع القدرة على التنسيق بين عدة مواقف‬
‫ووضع األفكار في صورة جديدة‪.‬‬
‫مهارة معالجة المعلومات‪ :‬وذلك من خالل مجموعة من العمليات النفسية لدى المتعلم‬

‫‪72‬‬
‫كاستقبال المعلومات واالنتباه واإلدراك والتذكر والتفكير واالستدالل وتكوين المفاهيم‪،‬‬
‫وهي عبارة عن مجموعة من اإلجراءات أو العمليات المتتابعة التي تحدث منذ تعرض‬
‫المتعلم للمثير التعليمي حتى ظهور االستجابة لديه‪ .‬ولكي يقوم المتعلم بمعالجة معلوماته‬
‫يجب أن يكتسب هذه المعلومات من أكثر من مصدر وبأكثر من طريقة في إطار قيامه‬
‫بحل مشكلة ما من المشكالت حتى يتضح له أهمية استخدام هذه المعلومات وأسباب‬
‫الحصول عليها‪ .‬ينبغي على المتعلم أيضا ً أن يتعامل مع المعرفة بأن يوظف ما لديه من‬
‫حقائق ومعلومات وخبرات في حل ما لديه من مشكالت ‪ ،‬ما يحتم عليه القيام بوضع‬
‫معان معينة منها وصياغتها في صورة‬ ‫ٍ‬ ‫تفسير لما يعترضه من مشكالت أو استخالص‬
‫ملخصات تسهم في تنظيم معلوماته وتعينه على تثبيت أفكاره وهو في هذا كله بحاجة‬
‫إلى إدراك العالقات والحقائق الموجودة في ذاكرته وبين التحديات والمشكالت التي‬
‫تصادفه في حياته وتتطلب منه وضع حلول وتفسيرات لها‪ ،‬ولكي يؤديها المتعلم يجب‬
‫أن يحصل على المعلومات بصورة منظمة وذات معنى عبر حواسه المختلفة ووضع‬
‫تصور ذهني لها وتخزينها في الذاكرة لحين استرجاعها مع تنشيطها من حين آلخر‬
‫بإعادة السرد والتكرار‪.‬‬
‫مهارة االستذكار‪:‬هي من مهارات التعلم ذات األثر الكبير في عملية التحصيل الدراسي‪،‬‬
‫وهذه المهارة في جوهرها عبارة عن مجموعة من العادات أو األساليب أو الطرق التي‬
‫تهدف في الدرجة األولى إلى مساعدة المتعلم على تحسين مستوى تحصيله الدراسي‪،‬‬
‫ومن ثم تحقيقه لمعدالت عالية عند تقويمه أو اختباره وتقع مسؤولية هذه المهارة على‬
‫عاتق كل من األسرة والمدرسة‪ ،‬فضالً عن ضرورة توفر البرامج التوجيهية واإلرشادية‬
‫الخاصة بتنمية هذه المهارة لديهم وإكسابهم عادات استذكار حسنة وصحيحة تعينهم على‬
‫التعلم ‪ .‬وهو ما سنلقي الضوء عليه في الفصل األخير من هذا الكتاب‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬الكفايات‬
‫يكثر حاليا ً الحديث في األوساط التربوية عن موضوع التعليم بالكفايات‪ ،‬نظرا ً ألنها‬
‫تعطي صورة واضحة عن مدى تحقق األهداف التعليمية والسلوكية لدى التالميذ‪.‬‬
‫الحاجة للتعلم بالكفايات‬
‫‪ .1‬غزارة المعلومات وتكاثرها‪ ،‬مما يجعل الطرق العادية المبنية على نقل المعارف‬
‫عقيمة وجامدة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫‪ .2‬الحاجة الملحة لتقديم معلومات ذات معنى للتالميذ‪ ،‬تجلب اهتمامهم وترتبط ارتباطا ً‬
‫وثيقا ً بالحاجيات اليومية المعاشة‪.‬‬
‫‪ .3‬محاربة الفشل الدراسي الذي يقلّل من فعالية ومردودية المؤسسة التربوية‪.‬‬
‫تعريف الكفاية‬
‫هي مجموع المعارف والمهارات التي تم ّكن من إنجاز مهمة أو عدة مهام بشكل مالئم‪.‬‬
‫‪    ‬وتعرف أيضا ً بأنها‪ :‬تلك القدرة لدى الشخص على إنجاز مهمة معينة‪ ،‬إنها مجموع‬
‫المعارف والمهارات والمواقف التي يتم استثارتها وتعبئتها أثناء القيام بإنجاز مهمة‬
‫محددة‪.‬‬
‫قرر التربويون أن الكفاية تكتسب أثناء ممارسة نشاط ما‪ ،‬يتم فيه تجنيد المعارف والقدرات‬
‫والتوظيف المناسب لها‪ ،‬وال يمكن اكتسابها من فراغ أو من خالل التلقي السلبي‪.‬‬
‫والخالصة‪ :‬أن الكفاية هي تجنيد مجموعة من اإلمكانيات المعرفية (معارف‪ ،‬قدرات‪،‬‬
‫معلومات‪ )...‬لمواجهة فئة من الوضعيات (المشكالت) بدقة وفعالية‪.‬‬
‫خصائص الكفاية‬
‫هناك عدة خصائص ال بد من توافرها في الكفاية حتى تكون صحيحة‪ ،‬وهي في نفس‬
‫الوقت مميّزات الكفايات‪.‬‬
‫‪ -1‬خاصية اإلدماج ‪ :‬وهي تقابل خاصيّة تجزيء المعارف والمهارات التي تميز نظرية‬
‫األهداف‪ .‬وتسعى هذه الخاصية إلى إدماج المعارف والمهارات والمواقف لتشكل واقعا ً‬
‫ومدمجاً‪ ،‬فهناك الجانب النفسي الوجداني وهو الذي يجعل التلميذ متحفزا ً للقيام‬
‫ْ‬ ‫منسجما ً‬
‫بعمل ما‪ ،‬واالنغماس فيه وجدانيا ً باعتباره مشروعه الذاتي وانعكاسا ً لذاته‪ ،‬وما ينتظره‬
‫من اعتراف اجتماعي وجزاء مرغوب‪ ،‬وهناك المعرفي الذهني المرتبط بالمعارف‬
‫واإلستراتيجيات التي ستُوظف أو التي سيتم بناؤها واكتسابها أثناء القيام بالمهمة‪.‬‬
‫‪ -2‬خاصية الواقعية‪ :‬في مقابل الطابع النظري لعملية التعليم باألهداف‪ ،‬فالهدف في‬
‫التعلم ببناء الكفايات هو حل المشكالت العملية المرتبطة بالحياة اليومية الواقعية‪.‬‬
‫‪ -3‬خاصية التحويل‪ :‬مقابل الطابع التخصصي في نظرية األهداف‪ ،‬والمراد به القدرة‬
‫على تحويل ما تم اكتسابه من معارف ومهارات وفي جوانب مختلفة (الرياضيات‪،‬‬
‫اللغة‪ ،‬العلوم‪ )...‬إلى موقف محدد يساهم في نجاحه استخدام هذه المعارف مجتمعة‪.‬‬
‫تصنيف الكفايات‬
‫تبنت وزارة التعليم في "الكيبك بكندا" في سياساتها التربوية المعتمدة سنة ‪1997‬‬

‫‪74‬‬
‫تصنيف الكفايات فكانت على الشكل التالي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬الكفايات المرتبطة بمستويات العمل الذهني (معالجة وتوظيف المعلومات‪ ،‬حل‬
‫المشكالت‪ ،‬ممارسة التفكير النقدي‪ ،‬ممارسة التفكير اإلبداعي)‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬الكفايات المرتبطة بالجوانب المنهجية‪ ( ،‬التزود بطرق ومنهجيات العمل الفعالة‪،‬‬
‫استخدام تكنولوجيا االتصال والمعلوماتية)‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الكفايات المرتبطة بالجانب الشخصي واالجتماعي (بناء الهوية ‪ ،‬التعاون‪)....‬‬
‫رابعاً‪ :‬الكفايات المرتبطة بالتواصل (التمكن من آليات التواصل بكافة أشكاله‪ ،‬مثل‬
‫اإللقاء الرائع‪ ،‬اإلقناع‪ ،‬التحاور‪ ،‬الخطاب الجماهيري‪ ،‬المحاضرة العلمية ‪ .....‬الكتابة‬
‫الرسم المعبر‪.)....‬‬
‫مستلزمات منهاج بناء الكفايات‬
‫‪   ‬لهذا المنهج احتياجات ومستلزمات‪ ،‬منها ما يتعلق بالمعلم ومنها ما يتعلق بالكتاب‬
‫والنشاط المدرسي‪ ،‬ومنها ما يتعلق بأساليب التقييم المتبعة‪.‬‬
‫تغيير أساليب التعليم والتعلم‪ :‬ألننا نرغب في تنمية كفايات عالوة على إكساب معارف‬
‫ومعلومات‪ ،‬ال بد من استخدام تقنيات تعليم مميزة واعتماد أساليب ونشاطات تكسب‬
‫الطالب مهارة التعلم الذاتي‪ ،‬تعتمد على المالحظة والبحث والتأمل وإعمال العقل‬
‫ودوام التفكر‪ .‬ومن أهم هذه األساليب طريقة المشروع الذي تنخرط فيه مجموعات‬
‫العمل بتوصية وإرشاد من المدرس‪ ،‬واختيار مشاريع التقصي والبحث التي تنطلق من‬
‫حاجيات حقيقية للتلميذ لفهم واقعه ومحيطه‪ ،‬ويتم فيها تجنيد معارفه المكتسبة والمهارات‬
‫وما ينتج من تفاعالت داخل مجموعة العمل‪.‬‬
‫تغيير في الكتاب المدرسي‪ :‬ال بد من تعديل على الكتاب المدرسي الذي تعودنا أن‬
‫المدرس إال شرحها وتبسيطها وتلخيصها ليتم‬
‫ِّ‬ ‫يعرض معرفة هيكلية وجاهزة‪ ،‬وما على‬
‫توظيفها فيما بعد من طرف التلميذ يوم االمتحان‪.‬‬
‫وأما المقررات الدراسية الالزمة لبناء الكفايات‪ ،‬فإنها تحتاج إلى أفكار وابتكارات‬
‫في مجال تصور وعرض وضعيات مختلفة إلشكالية مركبة‪ ،‬تمكن من شحن طاقات‬
‫التالميذ‪ ،‬ولذا فالحاجة هنا إلى أكثر من المقررات المدرسية‪ ،‬الحاجة إلى مكتبات‬
‫ومختبرات ووسائل اتصال وقاعات ومصادر تعلُّم مجهزة‪ ،‬ومصادر معرفة تمتد إلى‬
‫خارج المدرسة‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫ضرورة تغيير أساليب التقييم‪ :‬اهتم الباحثون في مجال تعليم الكفايات بالبحث عن‬
‫أسلوب تقييم ينسجم مع هذا التصور ومن أهم خصائصه ‪:‬‬
‫ـ المنطلق األساسي هو أننا ال نقوم باكتساب معارف بل مدى تحقق كفايات‪ ،‬أي أن ما‬
‫يهم هو اإلستراتيجيات المتبعة لحل المشكالت أكثر من المعارف التي تم تداولها‪.‬‬
‫ـ اعتماد التقويم التكويني المرافق لنشاط التلميذ‪ ،‬وتفضيله على التقويم النهائي‪ ،‬بحيث‬
‫تعوض االمتحانات النهائية بحصيلة نهائية للكفايات تم تجميعها من خالل شبكات‬ ‫ّ‬
‫مالحظة عمل التالميذ بشكل مستمر‪.‬‬
‫ـ التنافس بين التالميذ يعوض بأخالقيات العمل الجماعي التعاوني‪ ،‬وما يتم تقويمه ليس‬
‫هو عمل التلميذ بالمقارنة مع عمل زمالئه‪ ،‬بل المقارنة تتم بين ما تتطلبه المهمة المراد‬
‫إنجازها وبين ما أنجزه التلميذ فعالً‪ ،‬وبين ما يمكن فعله إن أصبح متمكنا ً من الكفاية‬
‫المستهدفة‪ ،‬وهنا قد نبتعد عن مفهوم "االمتحان" الذي يجعل كل التالميذ في خط انطالق‬
‫واحد‪ ،‬والناجح هو من وصل نقطة الوصول في الوقت المناسب‪ ،‬فالتقويم هنا يتم بشكل‬
‫مستمر ويركز على اإلستراتيجيات المتبعة من طرف التالميذ أثناء قيامهم بمهام قد‬
‫تختلف أثناء حل المشكالت أو التخطيط لمشروع‪.‬‬

‫سادساً‪ :‬طـرق التدريس العـامة‬


‫تعريفها‪ :‬هي ما يتبعه المعلم من خطوات متسلسلة متتالية ومترابطة لتحقيق هدف أو‬
‫مجموعة أهداف تعليمية محددة ‪ .‬من األشياء الثابتة أهمية األسلوب المتبع في تدريس‬
‫موضوع ما‪ ..‬وال يوجد ضمان لجودة طريقة معينة للتدريس بوجه عام ‪.‬‬
‫ولكن المعلم ذاته يستطيع أن يوجد ضمانا ً في طريقة معينة في التدريس لموضوع معين‬
‫ويعتمد ذلك‪ ،‬على العوامل التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬أن يختار المعلم طريقة مناسبة ألهداف الموضوع ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون لدى المعلم المهارات التدريسية الالزمة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون لدى المعلم الخصائص الشخصية المناسبة‪.‬‬
‫تحديدها ‪ :‬يتطلب تحديد الطريقة ما يـأتي ‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد خبرات الطالب السابقة ومستوى نموهم العقلي ‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل مادة التدريس لتحديد محتوى التعلم ‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد أو صياغة أهداف التعلم وتختلف أهداف التعلم باختالف نوعية الطالب‬

‫‪76‬‬
‫ومستواهم العقلي والمواد والوسائل المتاحة للتدريس ‪.‬‬
‫وبعد تحديد خبرات الطالب السابقة ومستوى نموهم العقلي وتحليل مادة التدريس لتحديد‬
‫محتوى التعلم وتحديد أهداف التعلم يحدد المعلم طريقة التدريس التي تتالءم مع المادة‬
‫العلمية والمستوى العقلي وميول التالميذ ‪ ،‬وعند تحديد المعلم طريقة أو طرق التدريس‬
‫في تدريسه عليه أن يسأل نفسه خمسة أسئلة هي ‪:‬‬
‫‪-‬هل تحقق الطريقة أهداف التدريس ؟‬
‫‪ -‬هل تثير الطريقة انتباه الطالب وتولد لديهم الدافعية للتعلم؟‬
‫‪ -‬هل تتماشى الطريقة مع مستوى النمو العقلي أو الجسمي للطالب ؟‬
‫‪ -‬هل تحافظ الطريقة على نشاط الطالب في أثناء التعلم وتشجعهم بعد انتهاء الدرس ؟‬
‫‪ -‬هل تنسجم الطريقة مع المعلومات المتضمنة في الدرس ؟‬
‫إذا كانت اإلجابة بـ ( نعم ) أو (إلى حد ما ) فيمكن أن يقال إن الطريقة التي اختارها‬
‫المعلم صالحة وإذا كانت اإلجابة ( بـال ) في معظم األسئلة فإن على المعلم أن يغير‬
‫من طريقته ‪.‬‬

‫القواعد العامة لطرق التدريس‬


‫‪ -‬السير من المعلوم إلى المجهول‪.‬‬
‫‪ -‬التدرج من البسيط إلى المركب ‪.‬‬
‫‪ -‬التدرج من المحسوس إلى المعقول ‪.‬‬

‫أهم طرق التدريس العامة‪:‬‬


‫‪ -1‬الطريقة االستنباطية‬
‫وهي صورة من صور االستدالل حيث يكون سير التدريس من الكل إلى الجزء أي‬
‫من القاعدة العامة إلى األمثلة والحاالت الفردية‪ ،‬وجوهر فكرة االستنباط هو إذا صدق‬
‫الكل فإن أجزاءه تكون صادقة‪.‬‬
‫متى تستخدم هذه الطريقة ؟ تستخدم في تدريس القواعد العامة مثل النظريات والقوانين‪،‬‬
‫وعندما نريد تدريب الطالب على أسلوب حل المشكالت بمختلف صورها ‪.‬‬
‫الخطوات اإلجرائية ‪:‬‬
‫‪ -‬يعرض المعلم القاعدة العامة (قانون ‪ -‬نظرية ‪ -‬مسلمة) على الطالب ويشرح‬

‫‪77‬‬
‫المصطلحات والعبارات المتضمنة بتلك القاعدة ‪.‬‬
‫‪ -‬يعطي المعلم عدة مشكالت متنوعة (أمثلة) ويوضح كيفية استخدام القاعدة في حل‬
‫تلك األمثلة‪.‬‬
‫‪ -‬تكليف الطالب بحل مشكالت عدة وذلك بتطبيق القاعدة في حلها‪.‬‬
‫ويتضمن عرض المشكلة توضيح القاعدة بالرسم والوسيلة التعليمية حتى يدرك الطالب‬
‫فكرة القاعدة ‪.‬‬
‫‪ -2‬الطريقة االستقرائية‬
‫وهي إحدى صور االستدالل بحيث يكون سير التدريس من الجزئيات إلى الكل‪،‬‬
‫واالستقراء هو عملية يتم عن طريقها الوصول إلى التعميمات من خالل دراسة عدد‬
‫كاف من الحاالت الفردية ثم استنتاج الخاصية التي تشترك فيها هذه الحاالت بعد ذلك‬
‫تتم صياغتها على صورة قانون أو نظرية‪.‬‬
‫متى تستخدم هذه الطريقة ؟‬
‫عندما يراد الوصول إلى قاعدة عامة (نظرية أو قانون)‪.‬‬
‫الخطوات اإلجرائية ‪:‬‬
‫‪ -‬يقدم المعلم عددا ً من الحاالت الفردية التي تشترك فيها خاصية رياضية ما ‪.‬‬
‫‪ -‬يساعد المعلم الطالب في دراسة هذه الحاالت الفردية ويوجههم حتى يكتشفوا الخاصية‬
‫المشتركة بين تلك الحاالت الفردية ‪.‬‬
‫‪ -‬يساعد المعلم طالبه على صياغة عبارة عامة تمثل تجريدا للخاصية المشتركة بين‬
‫الحاالت ‪.‬‬
‫‪ -‬يتأكد من مدى صحة ما تم التوصل إليه من تعميم بالتطبيق ‪.‬‬
‫‪ -3‬الطريقة الوصفية‬
‫يعتمد هذا األسلوب بالمقام األول على الوسيلة حيث أنه يفترض بالدرس أن يكون غنيا ً‬
‫بالوسائل التعليمية المعينة ‪ ،‬وهذا األسلوب تكون فيه الوسيلة محور الدرس بحيث ال‬
‫يشرح جزء من الدرس إال عبر الوسيلة ‪.‬‬
‫‪ -4‬طريقة المحاضرة (اإللقاء)‬
‫هي طريقة التدريس التي تعتمد على قيام المعلم بإلقاء المعلومات على الطالب مع‬
‫استخدام السبورة أحيانا ً في تنظيم بعض األفكار وتبسيطها‪ ،‬ويقف المتعلمون موقف‬
‫المستمع الذي يتوقع في أي لحظة أن يطلب منه المعلم إعادة أو تسميع أي جزء من‬

‫‪78‬‬
‫المادة التي ألقاها ‪ ،‬لذا يعد المعلم في هذه الطريقة محور العملية التعليمية‪.‬‬
‫وهذه الطريقة يرى كثير من التربويين أنها طريقة مملة تدفع بالطالب إلى النفور من‬
‫الدرس ولكن يستطيع المعلم أن يجعل منها طريقة جيدة إذا راعى التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬أن يعدّ المعلم الدرس إعدادا ً جيدا ً من جميع الجوانب ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون اإللقاء توضيحا ً لما هو موجود في الكتاب ال إعادة له ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يقسم الدرس إلى أجزاء وفقرات ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يستخدم السبورة لتسجيل بعض النقاط‪.‬‬
‫‪ -‬أن يستخدم ما يلزم من وسائل ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يبتعد عن اإللقاء بسرعة وبصوت منخفض وأن يغير نبرة الصوت بين الحين‬
‫واآلخر ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتأكد من فهم الطالب للجزء األول من الدرس قبل االنتقال إلى الجزء التالي ‪.‬‬
‫‪ -5‬طريقة المناقشة والحوار‬
‫هي طريقة التدريس التي تعتمد على قيام المعلم بإدارة حوار شفوي خالل الموقف‬
‫التدريسي ‪ ،‬بهدف الوصول إلى بيانات أو معلومات جديدة ‪.‬‬
‫ضوابط طريقة المناقشة‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون األسئلة مناسبة لألهداف ومستوى الطالب والزمن‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون األسئلة مثيرة للتفكير وليست صعبة أو تافهة‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون األسئلة خالية من األخطاء اللغوية والعلمية‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون األسئلة متدرجة في الصعوبة ومباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يشارك بالمناقشة جميع الطالب‪ ،‬وأن تتاح الفرصة للطالب لمناقشة بعضهم‬
‫البعض‪.‬‬
‫‪ -‬أن يشارك المعلم في توزيع الطالب وضبط المناقشة والتنظيم‪.‬‬
‫‪ -6‬طريقة العرض أو البيان العلمي‬
‫هي قيام المعلم بأداء المهارات أو الحركات موضوع التعلم أمام الطالب وقد يكرر هذا‬
‫األداء ثم يطلب من بعض الطالب تكرار األداء‪.‬‬
‫ولضمان نجاح العرض في تحقيق أهدافه ال بد من توفر الشروط األساسية اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬التقديم للعرض بصورة مشوقة وذلك لضمان انتباه الطالب قبل البدء في أداء المهارات‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ -‬إشراك الطالب بصفة دورية في كل ما يحتويه العرض أو بعضه‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم الطالب في مكان العرض بشكل يسمح لكل منهم أن يرى ويسمع بوضوح ما‬
‫يدور أثناء العرض‪.‬‬
‫‪-7‬األسلوب القصصي‬
‫هي تحويل الدرس إلى قصة بأسلوب شيق وممتع‪ ،‬هو أسلوب تعليمي تعلمي ‪ ،‬يهدف إلى‬
‫تقديم المادة العلمية (التدريسية) للمتعلمين من خالل توظيف العرض القصصي (السرد‬
‫القصصي) في التدريس‪ ،‬وذلك لتحقيق األهداف التعليمية للمبحث الذي يدرسه المعلم‪.‬‬

‫سابعاً‪ :‬الوسائل التعليمية‬


‫تختلف مسميات الوسائل التعليمية ‪ ،‬فأحيانا ً تسمى وسائل إيضاح‪ ،‬ألنها تهدف إلى‬
‫توضيح المعلومات‪ ،‬وتسمى أحيانا ً أخرى الوسائل السمعية والبصرية‪ ،‬ألن بعضها‬
‫يعتمد على السماع كالمذياع‪ ،‬والتسجيالت الصوتية‪ ،‬والمحاضرات‪ . . .‬إلخ‪ ،‬وبعضها‬
‫يعتمد على حاسة البصر كاألفالم الصامتة‪ ،‬والصور الفوتوغرافية وغيرها‪ ،‬وبعضها‬
‫يستعمل الحاستين كاألفالم الناطقة‪ ،‬والتلفاز‪.‬‬
‫غير أن الوسائل التعليمية بأنواعها المختلفة ال تغني عن المدرس‪ ،‬أو تحل محله ‪ ،‬فهي‬
‫عبارة عن وسيلة معينة للمدرس تساعده على أداء مهمته التعليمية‪ ،‬بل إنها كثيرا ً ما تزيد‬
‫من أعبائه‪ ،‬إذ ال بد له من اختيارها بعناية فائقة‪ ،‬وتقديمها في الوقت التعليمي المناسب‪،‬‬
‫والعمل على توصيل الخبرات التي يقدمها المعلم نفسه‪ ،‬والتي تعالجها الوسيلة المختارة‪،‬‬
‫وبذلك تغدو رسالته أكثر فاعلية وأعمق تأثيراً‪.‬‬
‫مفهوم الوسيلة التعليمية‬
‫‪    ‬يمكن القول إن الوسيلة التعليمية‪ :‬هي كل أداة يستخدمها المعلم لتحسين عملية التعلم‬
‫والتعليم‪ ،‬وتوضيح المعاني واألفكار‪ ،‬أو التدريب على المهارات‪ ،‬أو تعويد التالميذ على‬
‫العادات الصالحة‪ ،‬أو تنمية االتجاهات‪ ،‬وغرس القيم المرغوب فيها‪ ،‬دون أن يعتمد‬
‫المعلم أساسا ً على األلفاظ والرموز واألرقام‪.‬‬
‫وهي باختصار جميع الوسائط التي يستخدمها المعلم في الموقف التعليمي لتوصيل‬
‫الحقائق‪ ،‬أو األفكار‪ ،‬أو المعاني للتالميذ لجعل درسه أكثر إثارة وتشويقاً‪ ،‬ولجعل الخبرة‬
‫التربوية خبرة حية‪ ،‬وهادفة‪ ،‬ومباشرة في نفس الوقت‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫دور الوسائل التعليمية في عملية التعليم والتعلم‬
‫‪ 1‬ـ تقلل الجهد‪ ،‬وتختصر الوقت‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تتغلب على اللفظية وعيوبها ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ تساعد في نقل المعرفة ‪ ،‬وتوضيح الجوانب المبهمة ‪ ،‬وتثبيت عملية اإلدراك ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ تثير اهتمام وانتباه الدارسين‪ ،‬وتنمي فيهم دقة المالحظة‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ تثبت المعلومات‪ ،‬وتزيد من حفظ الطالب‪ ،‬وتضاعف استيعابه‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ تنمي االستمرار في التفكير ‪.‬‬
‫تقوم معلومات الطالب‪ ،‬وتقيس مدى ما استوعبه من الدرس‪.‬‬ ‫‪7‬ـ ّ‬
‫‪ 8‬ـ تسهل عملية التعليم على المدرس ‪ ،‬والتعلم على الطالب ‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ تعلم بمفردها كالتلفاز‪ ،‬والرحالت ‪ ،‬والمتاحف ‪ . . .‬إلخ ‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ توضيح بعض المفاهيم المعينة للتعليم ‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ تساعد على إبراز الفروق الفردية بين الطالب في المجاالت اللغوية المختلفة‪،‬‬
‫وبخاصة في مجال التعبير الشفوي ‪.‬‬
‫‪ 12‬ـ تساعد الطالب على التزود بالمعلومات العلمية‪.‬‬
‫‪ 13‬ـ تتيح للمتعلمين فرصا ً متعددة من فرص المتعة ‪ ،‬وتحقيق الذات ‪.‬‬
‫‪ 14‬ـ تساعد على إبقاء الخبرة التعليمية حية ألطول فترة ممكنة مع التالميذ ‪.‬‬
‫‪ 15‬ـ تعلم المهارات ‪ ،‬وتنمي االتجاهات ‪ ،‬وتربي الذوق ‪ ،‬وتعدل السلوك ‪.‬‬

‫شروط اختيار الوسائل التعليمية‬


‫‪    ‬لكي تؤدي الوسائل العلمية الغرض الذي وجدت من أجله في عملية التعلم ‪ ،‬وبشكل‬
‫فاعل‪ ،‬ال بد من مراعاة الشروط التالية ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أن تتناسب الوسيلة مع األهداف التي سيتم تحقيقها من الدرس‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أن تراعي دقة المادة العلمية ومناسبتها للدرس ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ أن تناسب الطالب من حيث خبراتهم السابقة‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ينبغي أال تحتوي الوسيلة على معلومات خاطئة ‪ ،‬أو قديمة ‪ ،‬أو ناقصة ‪ ،‬أو متحيزة‪،‬‬
‫أو مشوهة أو هازلة ‪ ،‬وإنما يجب أن تساعد على تكوين صورة كلية واقعية سليمة‬
‫صادقة حديثة أمينة متزنة ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ أن تعبر تعبيرا ً صادقا ً عن الرسالة التي يرغب المعلم إيصالها إلى المتعلمين‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ 6‬ـ أن يكون للوسيلة موضوع واحد محدد‪ ،‬ومتجانس‪ ،‬ومنسجم مع موضوع الدرس‪،‬‬
‫ليسهل على الدارسين إدراكه وتتبعه ‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ أن يتناسب حجمها ‪ ،‬أو مساحتها مع عدد طالب الصف ‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ أن تساعد على اتباع الطريقة العلمية في التفكير‪ ،‬والدقة والمالحظة‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ أن تتوافر المواد الخام الالزمة لصنعها‪ ،‬مع الحرص على رخص تكاليفها‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ أن تناسب ما يبذل في استعمالها من جهد‪ ،‬ووقت‪ ،‬ومال‪ ،‬وكذا في حال إعدادها‬
‫محلياً‪ ،‬يجب أن يراعى فيها نفس الشرط ‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ أن تتناسب ومدارك الدارسين‪ ،‬بحيث يسهل االستفادة منها‪.‬‬
‫‪ 12‬ـ أن يكون استعمالها ممكنا ً وسهالً ‪.‬‬
‫‪ 13‬ـ أن يشترك المدرس والطالب في اختيار الوسيلة الجيدة التي تحقق الغرض ‪،‬‬
‫وفيما يتعلق بإعدادها يراعى اآلتي ‪:‬‬
‫أ ـ اختبار الوسيلة قبل استعمالها للتأكد من صالحيتها ‪.‬‬
‫ب ـ إعداد المكان المناسب الذي ستستعمل فيه‪ ،‬بحيث يتمكن كل دارس أن يسمع‪ ،‬ويرى‬
‫بوضوح تامين‪.‬‬
‫ج ـ تهيئة أذهان الدارسين إلى ما ينبغي مالحظته ‪ ،‬أو إلى المعارف التي يدور حولها‬
‫موضوع الدرس‪ ،‬وذلك بإثارة بعض األسئلة ذات الصلة به‪ ،‬إلبراز النقاط المهمة التي‬
‫تجيب الوسيلة عليها ‪.‬‬

‫القواعد العامة في استخدام الوسائل‬


‫‪    ‬إن المشكلة تكمن في عالمنا العربي أن كثيرا ً من المعلمين ال يستعينون بها بالقدر‬
‫الكافي ألسباب منها‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أن هؤالء المعلمين لم يتدربوا عليها وهم طالب في مراحل التعليم العام‪ ،‬وال هم في‬
‫مراحل الدراسة في كليات التربية‪ ،‬ودور المعلمين‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أن بعضهم ال يؤمن بفائدتها‪ ،‬وجدواها‪ ،‬ويعتبر استخدامها مضيعة للوقت‪ ،‬والجهد ‪،‬‬
‫وأن الطالب لن يستفيدوا منها شيئاً‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ البعض يخشى تحمل مسؤوليتها خوفا ً من أن تكسر‪ ،‬أو تحرق‪ ،‬أو تتلف‪ ،‬فيكلف‬
‫بالتعويض عنها‪.‬‬
‫مراعاة التالي عند استخدامها‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ قبل استخدام الوسيلة التعليمية على المعلم أن يحضّر درسه الذي سيقوم بتدريسه‪،‬‬

‫‪82‬‬
‫ثم يحدد نوع الوسيلة التي يمكن أن تفيد فيه‪ ،‬ومن ثم لن يجد صعوبة في تجهيزها‪،‬‬
‫واستخدامها ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ينبغي على المعلم أال يستخدم أكثر من وسيلة في الدرس الواحد‪ ،‬ضمانا ً لتركيز‬
‫الطالب عليها من جانب‪ ،‬ولحسن استخدامها من جانب آخر‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ينبغي أال يكون استخدام الوسيلة التعليمية هو األساس في الدرس ‪ ،‬إذ هو جزء مكمل‬
‫له‪ ،‬لهذا يجب التنبه لعنصر الوقت الذي ستستغرقه ‪ ،‬خاصة وأن بعض الطالب قد‬
‫يطلبون من المعلم االستمرار في عرضها لالستمتاع بها مما يضيع جزءا ً كبيرا ً من‬
‫الفائدة التي استخدمت من أجلها ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ على المعلم أن يخبر طالبه عن الوسيلة التي سيستخدمها أمامهم‪ ،‬وعن الهدف منها‪،‬‬
‫وذلك قبل أن يبدأ الدرس‪ ،‬حتى ال ينصرف جزء من تفكيرهم في تأملها‪ ،‬في الوقت‬
‫الذي يكون فيه منشغالً في شرح الدرس‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ إذا كان المعلم سيستخدم جهازا ً دقيقا ً كوسيلة من وسائل التعلم ‪ ،‬عليه أن يختبره قبل‬
‫أن يدخل به حجرة الدراسة ‪ ،‬وأن يتأكد من سالمته ‪ ،‬حتى ال يفاجأ بأي موقف غير‬
‫متوقع أمام الطالب ‪ ،‬مما قد يسبب له حرجا ً ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ ينبغي أال يترك المعلم حجرة الدراسة أثناء عمل اآللة ‪ ،‬حتى ال تتعرض هي أو ما‬
‫في داخلها من صور أو أفالم ‪،‬إذا كانت جهاز عرض علوي ‪ ،‬أو جهاز عرض أفالم‬
‫" فيديو " للتلف‪ ،‬أو أن يخلق عرض الشريط جوا ً عاما ً من عدم االهتمام بالموقف‬
‫التعليمي‪ ،‬واحترامه‪ ،‬وبذلك يصبح الفيلم أداة ضارة تساعد على تكوين عادات ‪،‬‬
‫واتجاهات غير مرغوب فيها ‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ يحسن أن يستعين المعلم ببعض الطالب لتشغيل الوسيلة التي أحضرها لهم‪ ،‬وذلك‬
‫الكتساب الخبرة من ناحية ولجعلهم يشعرون أنهم مشاركون في أنشطة الصف من‬
‫ناحية أخرى ‪.‬‬

‫فوائد الوسائل التعليمية‬


‫للوسائل التعليمية إذا أحسن استخدامها فوائد كثيرة منها ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تقدم للتالميذ أساسا ً ماديا ً لإلدراك الحسي‪ ،‬ومن ثم تقلل من استخدامهم أللفاظ ال‬
‫يفهمون معناها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تثير اهتمامهم كثيرا ً ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ 3‬ـ تجعل ما يتعلمونه باقي األثر ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ تقدم خبرات واقعية تدعو التالميذ إلى النشاط الذاتي ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ تنمي فيهم استمرارية التفكير‪ ،‬كما هو الحال عند استخدام الصور المتحركة‪،‬‬
‫والتمثيليات‪ ،‬والرحالت ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ تسهم في نمو المعاني‪ ،‬ومن ثم في تنمية الثروة اللغوية عند التالميذ‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ تقدم خبرات ال يمكن الحصول عليها عن طريق أدوات أخرى‪ ،‬وتسهم في جعل ما‬
‫يتعلمه التالميذ أكثر كفاية وعمقا ً وتنوعاً‪.‬‬

‫أنواع الوسائل التعليمية‬


‫‪     ‬يصنف خبراء الوسائل التعليمية‪ ،‬والتربويون الذين يهتمون بها‪ ،‬وبآثارها على‬
‫الحواس الخمس عند الدارسين بالمجموعات التالية ‪:‬‬
‫المجموعة األولى ‪ :‬الوسائل البصرية مثل ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الصور المعتمة‪ ،‬والشرائح‪ ،‬واألفالم الثابتة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ األفالم المتحركة والثابتة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ السبورة أو اللوح‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ الخرائط ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ الكرة األرضية ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ اللوحات والبطاقات‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ الرسوم البيانية‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ النماذج والعينات‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ المعارض والمتاحف‪.‬‬
‫المجموعة الثانية‪ :‬الوسائل السمعية‪:‬‬
‫وتضم األدوات التي تعتمد على حاسة السمع وتشمل ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ اإلذاعة المدرسية الداخلية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ المذياع "الراديو"‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الحاكي "الجرامفون" ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ أجهزة التسجيل الصوتي‪.‬‬
‫المجموعة الثالثة‪ :‬الوسائل السمعية البصرية‪:‬‬

‫‪84‬‬
‫وتضم األدوات والمواد التي تعتمد على حاستي السمع والبصر معا وتحوي اآلتي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ األفالم المتحركة والناطقة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ األفالم الثابتة‪ ،‬والمصحوبة بتسجيالت صوتية‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ مسرح العرائس ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ التلفاز‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ جهاز عرض األفالم "الفيديو"‪.‬‬
‫‪ -6‬اللوح التفاعلي ‪.‬‬
‫المجموعة الرابعة وتتمثل في‪:‬‬
‫‪-1‬الرحالت التعليمية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ المعارض التعليمية‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ المتاحف المدرسية‪.‬‬
‫وسوف نتحدث باختصار عن بعضها‪ ،‬ال عن طريق المفاضلة‪ ،‬إذ إن جميعها يتم‬
‫استخدامها حسب الحاجة إليها‪ ،‬وال يمكن االستغناء عنها‪ ،‬أو التقليل من أهميتها‪ ،‬ولكن‬
‫لناحية كثرة استخدامها‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الرحالت التعليمية‬
‫‪      ‬تعد الرحالت التعليمية من أقوى الوسائل التعليمية تأثيرا ً في حياة الطالب ‪ ،‬فهي‬
‫تنقلهم من جو األسلوب الرمزي المجرد إلى مشاهدة الحقائق على طبيعتها ‪ ،‬فتقوي فيهم‬
‫عملية اإلدراك‪ ،‬وتبث عناصرها فيهم بشكل يعجز عنه الكالم والشرح ‪ .‬كما أن في‬
‫الرحالت تغييرا ً للجو المدرسي من حيث االنطالق والمرح اللذان يسيطران على جوها‪،‬‬
‫ومما يصادفه الطالب من أمور جديدة في الرحلة ‪ ،‬كاالعتماد على النفس ‪ ،‬ومساعدة‬
‫غيره من الطالب األمر الذي ينمي شخصيته ويخلق عنده الشعور بالمسؤولية‪ .‬ولإلفادة‬
‫التعليمية المرجوة من الرحالت التعليمية يجب مراعاة أن تستهدف كل رحلة غرضا ً‬
‫محددا ً يربطها بالمناهج الدراسية ‪ ،‬كما هو واضح من التعريف السابق ‪ ،‬على أن يكون‬
‫رائدها تحقيق الدراسة العلمية للبيئة ‪ ،‬وأن توضع لها النظم الدقيقة الكفيلة باإلفادة‬
‫التعليمية القصوى لكل مشترك ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ المعارض التعليمية‬
‫‪   ‬تعد المعارض التعليمية من الوسائل الجيدة في نقل المعرفة لعدد كبير من المتعلمين‪،‬‬
‫لهذا فإنها تشكل دافعا ً للخلق واالبتكار في إنتاج الكثير من الوسائل التعليمية‪ ،‬وجمع العديد‬

‫‪85‬‬
‫منها إلبراز النشاط المدرسي‪ .‬وتشمل المعارض التعليمية كل ما يمكن عرضه لتوصيل‬
‫أفكار‪ ،‬ومعلومات معينة إلى المشاهد ‪ ،‬وتتدرج محتوياتها من أبسط أنواع الوسائل‪،‬‬
‫والمصورات‪ ،‬والنماذج‪ ،‬والمشاريع العلمية ‪ ،‬إلى أكثرها تعقيدا ً كالشرائح واألفالم ‪.‬‬
‫أنواع المعارض‬
‫ـ معرض الصف الدراسي‬
‫ـ المعرض المدرسي‬
‫ـ المعرض العام بالمنطقة التعليمية‬
‫ـ المعرض العام على مستوى الدولة‬
‫ويمكن لهذه المعارض أن تحقق كثيرا ً من الفوائد التربوية التي يمكن إجمالها في اآلتي‪:‬‬
‫ـ إيصال األفكار التعليمية لعدد كبير من الدارسين والمهتمين بها في وقت قصير ‪.‬‬
‫ـ إبراز نشاطات المدارس‪ ،‬إذ يبعث فيها المعرض التنافس الشريف للخلق واإلبداع‬
‫واالبتكار في إنتاج الوسائل التعليمية‪.‬‬
‫ـ تبادل الخبرات التعليمية بين المدارس للوصول إلى مستويات جيدة في إنتاج الوسائل‬
‫التعليمية‪.‬‬
‫ـ دراسة الموضوعات المختلفة عن طريق المعروضات التي تضمها تلك المعارض‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ اللوحات التعليمية‪ ،‬أو التوضيحية‬
‫‪    ‬تضم هذه اللوحات كال من اآلتي ‪:‬‬
‫ـ لوحة الطباشير "السبورة "‪.‬‬
‫ـ اللوحة الوبرية "لوحة الفنيال " ‪.‬‬
‫ـ لوحة الجيوب‪.‬‬
‫ـ اللوحة المغناطيسية‪.‬‬
‫ـ اللوحة الكهربائية‪.‬‬
‫ـ لوحة المعلومات "اللوحة اإلخبارية"‪.‬‬
‫لوح الطباشير‪ ،‬أو ما يعرف بالسبورة‬
‫‪      ‬تعتبر السبورة من أقدم الوسائل التعليمية المستعملة في حقل التعليم ‪ ،‬وهي قاسم‬
‫مشترك في جميع الدروس ‪ ،‬وكل الصفوف‪ ،‬والمدارس‪ ،‬وتعد أكثر الوسائل التعليمية‬
‫انتشاراً‪ ،‬وتوافرا ً واستعماالً‪ .‬ويعود السبب في انتشارها إلى سهولة استعمالها من قبل‬

‫‪86‬‬
‫المعلم والمتعلم‪ ،‬إضافة إلى مرونتها عند االستعمال‪ .‬إذ يمكن تسخيرها لجميع المواد‬
‫الدراسية من علوم ولغات ورياضيات واجتماعيات وغيرها‪ .‬ناهيك عن قلة تكاليفها‪،‬‬
‫وإزالة ما يكتب عليها بسهولة‪.‬‬
‫‪     ‬وقد تطورت سبورة الطباشير في كثير من المدارس الحديثة‪ ،‬والنموذجية‪،‬‬
‫حيث استخدمت فيها ألواح من الخشب األبيض المغطى بطبقة مصقولة تعرف بـ ‪:‬‬
‫"الفورمايكا" تسمح بالكتابة عليها باأللوان الزيتية الملونة ‪ ،‬والتي يتم إزالتها بسهولة ‪.‬‬
‫شروط استخدام السبورة‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أال يمأل المدرس السبورة بالكتابة‪ ،‬بل يجب تنسيق الكتابة عليها بخط واضح‪ ،‬وأن‬
‫يقسم السبورة حسب ما يدون عليها من معلومات‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أن يترك جزءا ً من الجانب األيسر للسبورة لكتابة المصطلحات الجديدة‪ ،‬أو رسم‬
‫شكل تخطيطي‪ ،‬أو ما إلى ذلك ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ أن يخصص جزءا ً من الجانب األيمن لكتابة البيانات المطلوبة عن الصف الذي‬
‫يشغله بالدرس كاليوم والتاريخ‪ ،‬واسم المادة والحضور‪ ،‬والغياب واألهداف‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ يحسن استخدام األدوات الهندسية في الرسم عليها ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ أن يحافظ على تنظيمها في نهاية كل حصة‪ ،‬ويمحو ما كتب عليها بمجرد االستغناء‬
‫عنه‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ االختصار في الكتابة عليها قدر اإلمكان‪ ،‬حتى ال تتشتت أذهان الطالب بكثرة ما‬
‫كتب عليها‪ ،‬وعدم تنظيمه ‪ ،‬وتداخله مع بعضه البعض ‪.‬‬

‫فوائد ومجاالت استخدامها‬


‫ـ نسخ مواد غير موجودة في الكتاب المدرسي‪ ،‬أو كتابة المواد التي تلزم أثناء مناقشة‬
‫الدرس ‪.‬‬
‫ـ ضرورة الكتابة عليها خاصة في المرحلة االبتدائية ‪ ،‬لتجنب إمالء التالميذ ‪ ،‬ولضمان‬
‫إمالئهم مواد صحيحة خالية من األخطاء اللغوية ‪.‬‬
‫ـ إبراز المواد المهمة‪ ،‬كالكلمات الجديدة أو الصعبة في دروس اللغات‪ ،‬أو القواعد‬
‫اإلمالئية‪ ،‬أو النحوية‪ ،‬أو األفكار الرئيسة في دروس القراء‪ ،‬والنصوص األدبية‪،‬‬
‫والعناصر األساس في موضوعات التعبير الشفوي‪ ،‬والتحريري وغيرها‪.‬‬
‫ـ كتابة أسئلة االختبارات‪.‬‬
‫ـ كتابة أهداف الحصة التعليمية (السلوكية)‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫ـ حل التمارين لكثير من المواد الدراسية ‪ ،‬كالقواعد ‪ ،‬والعلوم ‪ ،‬والرياضيات ‪،‬‬
‫والكيمياء والفيزياء‪.‬‬
‫ـ يرسم عليها المعلم بعض الخرائط التوضيحية‪ ،‬والرسوم الهندسية ‪.‬‬

‫األلواح التفاعلية‬
‫هي نوع خاص من اللوحات أو السبورات البيضاء الحساسة التفاعلية التي يتم‬
‫التعامل معها باللمــس ويتم استخدامها لعرض شيء ما على شاشة الكمبيوتر من‬
‫تطبيقات متنوعة ‪ ،‬وتستخدم في الصــــف الدراسي ‪ ،‬في االجتماعــــات والمؤتمرات‬
‫والنـــدوات وورش العمـل و في التواصــل مــن خــــالل اإلنترنـــت وهـــي تسمــــح‬
‫للمستخــــدم بحفـظ وتخزيـن ‪ ،‬طباعـة أو إرسـال مــا تم شرحه لآلخريـــن عن طريق‬
‫البريد اإللكتروني في حالة عدم تمكنهم من التواجـد بالمحيط‪ ،‬كما أنهـــا تتمـيز بإمكانية‬
‫استخــدام معظم برامـــج "مايكروسوفـــت" أو "فيستا"‪ ،‬وبإمكانية اإلبحار في برامج‬
‫اإلنترنت بكل حرية مما يسهم بشكــل مباشر في إثــــراء المـــــادة العلمية من خالل‬
‫إضافة أبعـــاد ومؤثرات خاصة وبرامج مميزة تساعد في توسيع خبرات المتعلم وتيسير‬
‫بنـــاء المفاهيم واستثــارة اهتمـــــام المتعلم وإشبــاع حاجته للتعلم لكونها تعرض المادة‬
‫بأساليب مثيرة ومشوقة وجذابة ‪.‬‬
‫كيفية استخدام اللوح التفاعلي ‪:‬‬
‫تقوم اللوحة التفاعلية الذكية‪ ،‬بتحويل المساحة الخاصة بالمستخدم إلى بيئة تفاعلية‬
‫تعليمية وتدريبية وذلك من خالل توصيله مع جهاز العرض ومع جهاز الحاسوب‬
‫بطريقة سهلة وبسيطة‪ ،‬حيث يتم توجيه الصورة الصادرة من جهاز الحاسوب إلى اللوح‬
‫التفاعلي من خالل جهاز العرض‪ .‬بمعنى آخر يتم نقل محتوى شاشة الحاسوب إلى‬
‫اللوح الذكي بشكل مكبر ويتيح للمستخدم التحكم بفضل خاصية اللمس التي تميز سطحه‬
‫الحساس سواء كان باألقالم الخاصة به أو باليد‪.‬‬
‫مبدأ عمله ‪:‬‬
‫التكنولوجيا المستخدمة في اللوح التفاعلي هي نفسها التي يتم استخدامها مع أجهزة‬
‫المساعد الرقمي الشخصي‪ .‬مما يمكنها من معالجة حركة اإلصبع أو القلم عندما تالمس‬
‫السطح‪ .‬و هنالك أنواع أخرى تستطيع تحديد حركة اإلصبع بشكل بصري من خالل‬
‫مجسات للحركة مثبتة في أماكن محددة ‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫أهم مميزات استخدام اللوح التفاعلي‪:‬‬
‫توفير الوقت‪ :‬فالمعلــــم الملم باستخـــدام تطبيقات الكمبيوتر سيوفر الكثير من‬
‫الوقت والمجهـــــود في إنتاج الوسيلـــة التعليمية ‪ ،‬على سبيل المثال في مـــــادة العلوم‬
‫يحتاج المعلم لمجسمات وصور‪ ،‬وفي االجتماعيات يحتاج لخرائــط ‪ ،‬وفي الرياضيات‬
‫يحتاج لشبكات تربيع‪ ،‬وكل هـــذه األمور تأخذ الكثير من وقت المعلم‪ ،‬إال أنه في‬
‫حالـــة استخدم اللوحة التفاعلية‪ ،‬ما علــى المعلم سوى الضغط على برنامج "النوت‬
‫بوك" وإدراج الصورة أو كتابة الكلمــة المراد شرحهـــــا ‪ ،‬وبإمكانه بسهولــــة إذا مــا‬
‫كــــان متصلاً بشبكة اإلنترنت الدخول إلى موقع "الجوجل" لتظهر له ماليين الصور‬
‫أو الخرائط المرتبطة بالدرس المــراد شرحه‪.‬‬
‫تسجيل وإعادة عرض الدروس‪ :‬نستطيع باستخدام اللوحة التفاعلية من تسجيل وإعادة‬
‫عرض الدروس بعد حفظها ومن ثم عرض الدروس للطلبة الغائبين أو طباعة الدرس‬
‫كامال لهم ‪ ،‬أو إرساله ب"اإليميل" عن طريق اإلنترنت وبالتالي لن يفوت أي طالب‬
‫متغيب أي درس‪.‬‬
‫قطار تخطيط الدرس التفاعلي ‪ :‬األهداف –المعارف – األنشطة – األسئلة التكوينية –‬
‫إشراك أكثر من حاسة ‪ :‬البصر ‪ ،‬السمع ‪ ،‬الحسي الحركي‪.‬‬

‫ثامناً‪ :‬التقويم‬
‫أ ـ مفهوم التقويم‬
‫يتطلب أي نشاط يقوم به اإلنسان في أي مجال من مجاالت الحياة التوقف في محطات‬
‫معينة قصد التحقق من مدى التقدم الذي أحرزه‪ ،‬و تحديد نوع المشكالت التي يمكن أن‬
‫أثرت في نتائج هذا النشاط‪ .‬و في المجال التربوي‪ ،‬فإن تقويم تعلم التلميذ هو‬
‫تكون قد ّ‬
‫أهم محتويات المنهاج‪ ،‬فبواسطته يمكن الحكم على مدى صالحية األهداف التربوية‪،‬‬
‫و كذا المقررات الدراسية‪ ،‬الطرق والوسائل التعليمية‪ .‬فالتقويم إذن‪ ،‬ليس خطوة من‬
‫خطوات العمل التربوي‪ ،‬و إنما هو عملية مستمرة في جميع األنشطة التربوية المختلفة‪،‬‬
‫تجيب عن مجموعة من األسئلة منها ‪:‬‬
‫كيف نحدد أثر ما درسناه؟ كيف نتحقق من حدوث عملية التعلم؟ وما مدى حدوثها؟ ما هي‬
‫العوائق التي حالت دون تحقّق العملية التربوية ؟ إلى غير ذلك من األسئلة ذات العالقة‬
‫بالعملية التربوية‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫سن من سويّة‬ ‫و يتجلى دور التقويم في اإلجابة عن هذه األسئلة التي من شأنها أن تح ّ‬
‫القرارات التي يتخذها المعلم من خالل كونها تزوده بمعلومات موضوعية يستطيع أن‬
‫يستند إليها‪ .‬كما تساعد في تقدير نظام التدريس نفسه‪ ،‬و منه النظام التربوي ككل‪.‬‬
‫ويتضمن مفهوم التقويم عملية إصدار الحكم على قيمة األشياء أو األشخاص أو‬
‫الموضوعات‪ ،‬وهو بهذا المعنى يتطلب استخدام المعايير أو المستويات أو المح ّكات لتقدير‬
‫ضا معنى التحسين أو التعديل أو التطوير الذي يعتمد على هذه‬ ‫هذه القيمة ‪ .‬كما يتضمن أي ً‬
‫األحكام وعليه فإن التقويم في مجال التعليم يؤدي دورا ً هاما ً في العملية التعليمية ‪ ،‬وهو‬
‫من أهم حقائقها ‪ .‬وكثيرا ً ما يقول المربون إن تطوير التقويم هو المدخل الحقيقي لتطوير‬
‫التعليم‪.‬‬
‫ب ـ أنواع التقويم‬
‫التقويم القبلي‪ :‬ويهدف إلى تحديد مستوى المتعلم تمهيدا ً للحكم على صالحيته في‬
‫مجال من المجاالت‪ ،‬وقد يهدف إلى توزيع المتعلمين في مستويات مختلفة حسب‬
‫مستوى تحصيلهم‪ ،‬واعتمادا ً على التقويم القبلي يمكن اتخاذ قرار بشأن تصنيف الطالب‬
‫على أساس قدراتهم العامة وتحصيلهم العام إلى مجموعات مختلفة ‪ .‬ويفيد التقويم القبلي‬
‫في اختيار المتعلمين المتقدمين للدراسة أو للتسجيل في برامج أو مقررات معينة لتحديد‬
‫مستوى كل طالب‪ .‬كما يفيد التقويم القبلي في اتخاذ قرارات بشأن توجيه الطالب إلى‬
‫أنواع التعليم المختلفة التي تتوافق وما لديهم من قدرات واستعدادات والتي يحرز فيها‬
‫أكبر درجة ممكنة من النجاح ‪ .‬ويفيد التقويم القبلي في معرفة حاجات المتعلمين وهي‬
‫متطلب هام للتدريس الناجح كما أنه يساعد المعلم على أن يحدد نقطة البداية في عملية‬
‫التعليم‪.‬‬
‫التقويم البنائي‪ :‬وهو الذي يطلق عليه أحيانا ً التقويم التكويني أو المستمر ويتركز‬
‫والمقوم ‪ .‬ويعرف هذا التفاعل‬
‫َّ‬ ‫المقوم‬
‫ِّ‬ ‫هذا النوع في األساس على عملية التفاعل بين‬
‫بالتغذية الراجعة ‪ ،‬وتهدف هذه التغذية إلى تعديل المسار أثناء العملية التربوية بصفة‬
‫دائمة ومستمرة ‪ .‬ويتم الجزء األكبر من هذا النوع بالمواجهة ‪ ،‬والمقصود بذلك أن يتم‬
‫خالل المحاضرات أو الدروس‪ ،‬داخل الفصل أو خارجه ‪ ،‬بإثارة المشكالت ‪ ،‬أو األسئلة‬
‫من جانب المتلقي (المستقبل)‪ ،‬ويناقش المعلم هذه االستجابات ويظهر ما فيها من صواب‬
‫أو خطأ ‪ ،‬وتستمر عمليات االستثارة وتستمر عمليات االستجابة‪ ،‬مع إعطاء التعليمات‬
‫والتوجيهات مع كل ردود األفعال‪ ،‬وبهذه االستمرارية يتعدل سلوك كل من المعلم والمتعلم‬

‫‪90‬‬
‫‪ ،‬وهذا النوع من التقويم يحدد مدى سالمة الطريقة المستخدمة في التعليم‪ .‬كما يتم الجزء‬
‫األصغر في هذا النوع من التقويم باألسئلة والمشكالت المكتوبة ‪ ،‬كل أسبوع في صورة‬
‫مقاالت أو مشكالت ومواقف‪ ،‬تعتمد في كل حالة على المقرر األساسي بوصفه مضمون‬
‫ما يراد تعلمه‪.‬‬
‫التقويم النهائي‪ :‬حيث يتم فيه تقويم األفراد مرة واحدة عقب االنتهاء من مقرر دراسي‬
‫معين مرة في نهاية الفصل الدراسي األول ‪ ،‬ومرة أخرى في نهاية الفصل الدراسي‬
‫الثاني‪ ،‬إذا ما كانت المقررات موزعة بين فصلين دراسيين وقد يكون التقويم مرة واحدة‬
‫في نهاية العام إذا كانت الدراسة متصلة على مدار العام ‪ .‬والغرض من هذا التقويم هو‬
‫تحديد التقديرات النهائية للمتعلمين تمهيدا لنقلهم إلى صف أعلى أو االنتقال من مرحلة‬
‫إلى أخرى أو منح الشهادات ‪ .‬كما يفيد التقويم النهائي في المقارنة بين المجموعات‬
‫المختلفة بين األفراد المختلفين في نواتج التعلم‪.‬‬
‫التقويم التشخيصي‪ :‬هو التقويم الذي يعمل على تحديد الصعوبات التعليمية وأسبابها‪،‬‬
‫مع النظر باقتراح عمل عالجي‪ ،‬وتسمى االختبارات وأدوات القياس المستخدمة في‬
‫التقويم التشخيصي باالختبارات التشخيصية ‪.‬‬
‫ج ـ دور التقويم في جودة المنظومة التعليمية‬
‫يساعد التقويم في‪:‬‬
‫‪ -‬فهم الخلفيات الثقافية للطالب وأيضا ً شخصياتهم ومهاراتهم وقدراتهم‪.‬‬
‫‪ -‬فهم دافعية الطالب واهتماماتهم وتحفيزهم للتعلم‪.‬‬
‫‪ -‬توضح نتائج األداء المتوقعة من الطالب ‪.‬‬
‫‪ -‬التخطيط لتقييم الطالب في صورة جماعية أو فردية‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه تقدم الطالب نحو األهداف التعليمية‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد مقدار التقدم وأيضا ً الصعوبات التي يمر بها الطالب في التعلم‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد التقرير والتغذية الراجعة‪.‬‬
‫‪ -‬الحكم على مدى تحقيق الطالب لنتائج التعلم‪.‬‬
‫‪ -‬وصف إلى أي مدى حقق كل طالب األهداف التعليمية قصيرة أو طويلة األمد‪.‬‬
‫‪ -‬تسجيل وتقرير نتائج التقييم من أجل تحليلها وتقويمها واتخاذ القرارات المناسبة ‪.‬‬
‫‪ -‬تقويم فعالية التعليم‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم طرق التدريس المستخدمة ومدى فاعليتها‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫د ـ البرنامج التقويمي‬
‫هناك معايير وخصائص البد أن تتوافر في أي برنامج تقويمي تربوي حتى يحقق‬
‫األهداف المرجوة منه ويؤدي وظيفته بنجاح وأهم هذه الخصائص‪:‬‬
‫‪-1‬تحديد األهداف‪ :‬اختيار األهداف وتحديدها على درجة كبيرة من األهمية ألننا‬
‫نسعى إلى تغيير سلوك الطالب خالل التعلم والتدريب‪ ،‬واألهداف هي نقطة البداية في‬
‫العمل التربوي‪ ،‬وهي التي ترسم معالم الطريق للعملية التعليمية بجميع أبعادها‪ ،‬ففي ضوء‬
‫األهداف يتم اختيار محتوى الخبرات واألنشطة التعليمية (المنهج)‪ ،‬ويتم اختيار طرق‬
‫التدريس المناسبة‪ ،‬كما يتم اختيار وسائل وأساليب التقويم التي يمكن من خاللها التعرف‬
‫على مدى تحقيق األهداف ‪ ،‬وفي ضوء األهداف والتقويم تتم التغذية الراجعة التي يتحقق‬
‫في ضوئها تحسين العملية التعليمية بصفة خاصة وتطوير التعليم بصفة عامة‪.‬‬
‫‪ -2‬الشمول‪ :‬المقصود بالشمول أن تغطي عملية التقويم المظاهر والجوانب المختلفة‬
‫المقوم أهداف العملية التعليمية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫للتعلم ‪ ،‬ولن تتضح هذه الظواهر والجوانب‪ ،‬إال إذا وعى‬
‫وفي كل مرحلة تعليمية‪ ،‬وكذا أهداف كل مقرر دراسي ‪ ،‬وكثير من الباحثين يلجؤون‬
‫إلى تقسيم هذه األهداف إلى معرفية‪ ،‬ووجدانية‪ ،‬ونفس حركية (كما ذكرنا سابقا ً )‪،‬‬
‫وتختلف عملية التقويم وأدواتها وفق نوع األهداف المرجو تحقيقها‪.‬‬
‫‪ -3‬االستمرارية‪ :‬يتميز البرنامج التقويمي الناجح باالستمرار‪ ،‬فالمالحظات اليومية‬
‫والتقديرات واالختبارات المستمرة هي التي تشكل العمليات التقويمية‪ ،‬وعن طريقها‬
‫يحاول عضو هيئة التدريس أن يقوم نمو الطالب ويوجهه‪ ،‬فال ينبغي أن تكون هناك‬
‫فترة محدودة للتقويم ثم يتوقف بعدها ‪ .‬إن النهج القويم في تقويم التحصيل هو أن يتداخل‬
‫مع عملية التعلم نفسها‪ ،‬يسبقها‪ ،‬ثم أثناءها خطوة خطوة ثم في نهايتها حيث يجدي القياس‬
‫والمقارنة‪ ،‬وهذا ما أشرنا إليه في شرحنا للتقويم القبلي والتكويني والنهائي‪.‬‬
‫‪ -4‬التكامل‪ :‬البد أن تتكامل المعلومات في استعمالها عند القياس بحكم معين‪ ،‬وعندما‬
‫نضع خطة عمل بناء على هذا الحكم‪ ،‬فالمعلومات الخاصة بالنواحي الصحية والتوافق‬
‫العاطفي واالجتماعي واالتجاهات وغيرها يجب أن تربط بنتائج اختبارات التحصيل ‪،‬‬
‫وكل ما لدينا من بيانات ومعلومات عن الفرد‪ ،‬إذ البد أن تعامله باعتباره وحدة يوضح‬
‫ويكمل بعضها بعضاً‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫‪ -5‬التنظيم‪ :‬يجب أن تنظم نتائج االختبارات وبياناتها وتجمع بحيث يصبح تفسيرها‬
‫ممكنا وذا مغزى‪ ،‬فنتائج البرنامج التقويمي سواء كانت كمية‪ ،‬أو كيفية يجب أن تلخص‬
‫في إطار واضح من التقديرات وأن تتحول إلى صورة إحصائية أو رسوم بيانية أو تقارير‬
‫لغوية‪ ،‬ليعطي صورة عن الفرد يمكن مقارنتها بصورة سابقة له ‪ ،‬فيساعد هذا على التعرف‬
‫على اتجاهات نموه في المجاالت المختلفة‪ ،‬وكذا مقارنتها بصورة زمالئه اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -6‬التنوع‪ :‬يراعى في التقويم تعدد الوسائل واألساليب المستخدمة وقدرة هذه الوسائل‬
‫على التمييز بين المستويات المختلفة للطالب‪ ،‬وقدرتها على قياس نواتج التعلم وليس‬
‫التعلم في حد ذاته ‪ ،‬فهي قد تكون امتحانات تحريرية أو شفهية أو تقارير أو مناظرات أو‬
‫تجارب معملية أو رسومات ‪ ،‬حتى االمتحانات يجب أن تتنوع بين المقالية والموضوعية‪.‬‬
‫‪ -7‬توافر األسس العلمية في الوسائل واألساليب المستخدمة‪ :‬والتي تتمثل في‬
‫العوامل اآلتية‪:‬‬
‫أ ـ صدق أداة التقويم‪ :‬حينما يهتم المعلم باختيار أفضل طريقة لتحديد ما إذا كان‬
‫الطالب يظهر الناتج النهائي للتعلم كما يتحدد في صياغة الهدف التربوي فإننا نقول‬
‫أن عليه الوعي بمشكلة صدق االختبار ويقصد بصدق االختبار صالحيته في قياس ما‬
‫وضع لقياسه‪ ،‬ويعتبر الصدق أهم شرط في االختبار النفسي وأصعبها تحقيقاً‪.‬‬
‫وحتى يمكن ضمان صدق االختبار يجب أن يطرح على نفسه األسئلة التالية وأن يبحث‬
‫لها عن أفضل اإلجابات ‪:‬‬
‫ما غرض االختبار؟‬
‫ما األهداف التي أسعى لتحقيقها في المجال الذي يغطيه االختبار؟‬
‫ما المحتوى الذي يتناوله المجال الذي يغطيه االختبار؟‬
‫ما الوزن النسبي لألهداف السلوكية ومحتوى المادة الدراسية؟‬
‫كم عدد األسئلة التي احتاجها لالختبار؟‬
‫ما نوع أسئلة االختبار التي أريد استخدامها ؟ ولماذا؟‬
‫كيف سأقوم بتحضير االختبار لالستخدام؟‬
‫ب‪ -‬ثبات أداة التقويم‪ :‬تشير الدراسات في هذا المجال إلى أن أبرز العوامل المؤثرة‬
‫على ثبات االختبار هي‪:‬‬
‫‪ -‬طول االختبار‪ :‬إن االختبار القصير الذي تقل عدد فقراته تقل درجة ثباته كما أن‬

‫‪93‬‬
‫العالقة بين طول االختبار وثباته واضحة‪ ،‬أي أنه كلما ازدادت األسئلة أظهر معيار‬
‫الثبات غير أنه يجب التنبّه إلى الملل والتعب واإلرباك لدى الطلبة من جراء االختبارات‬
‫الطويلة‪.‬‬
‫الزمنية المخصصة له‪ ،‬فإذا ازدادت أو قلّت‪،‬‬
‫‪ -‬زمن االختبار‪ :‬يتأثر ثبات االختبار بالمدّة ّ‬
‫ّ‬
‫فإن الثبات يق ّل‪.‬‬
‫‪ -‬أحوال الطالب النفسية والصحيّة‪ :‬يتأثر الثبات في االختبار بأحوال الطالب النفسية‬
‫والصحية‪ ،‬فالمرض مثالً يؤدّي إلى النقص في الثبات‪.‬‬
‫‪ -‬الدقة في صياغة فقرات االختبار‪ :‬يزداد معامل الثبات إذا كانت فقراته مصاغة بشكل‬
‫دقيق ومحدّد وواضح‪.‬‬
‫ج‪ -‬الموضوعية‪ :‬المقصود بالموضوعية أن تصاغ أدوات التقويم‪ ،‬وتمارس وفق‬
‫األهداف المرجوة منها‪ ،‬بحيث يقل العنصر الذاتي‪ ،‬أو التحيز من جانب المقوم ‪ ،‬ولكي‬
‫تتحقق الموضوعية ينبغي أن تتوافر مجموعة من الشروط هي ‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن تكون شروط إجراء االختبار واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي أن تكون طريقة التصحيح واضحة ومحددة‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي أن تحتمل أسئلة االختبار تفسيرا ً واحداً‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي اعتماد أكثر من تصحيح لالختبار الواحد‪.‬‬
‫‪ -8‬االلتزام بالميثاق األخالقي والعدالة في عملية التقويم‪ :‬يجب أن تحاط كل أنشطة‬
‫تقييم الطالب بالعدالة‪ ،‬ويأخذ القائم على عملية التدريس حقوق الجميع في االعتبار‪،‬‬
‫والسلوك األخالقي المهني‪ ،‬وذلك بدءا ً من التخطيط وجمع المعلومات إلى تفسير النتائج‬
‫واستخدامها وإيصالها‪ ،‬ويجب أن يلتزم المعلمون جيدا ً بمسؤولياتهم األخالقية والقانونية‬
‫في التقييم‪ ،‬وإضافة إلى ذلك يجب أن يتعرفوا على ممارسات التقييم غير المناسبة التي‬
‫يستخدمها اآلخرون عندما يواجهونها‪.‬‬
‫وأخيرا ً ال بد من االنتباه لما يلي عند التقويم ‪:‬‬
‫ـ عند تقويم الطالب ينبغي أن يكون واضحا ً في أذهان القائمين على عملية التقويم أن‬
‫عنصر الفروق الفردية عنصر جوهري ال بد من مراعاته ‪ ،‬فليس معنى وجود الطالب‬
‫في حجرة دراسية واحدة أنهم جميعا ً متساوون في كل شيء ‪ ،‬فتقويم الطالب يتم في‬
‫ضوء تقدمه هو ال في ضوء تقدم زمالئه‪.‬‬
‫ـ من المسلمات أن التقويم وعملياته كلها رغم ما قد يصاحبها من اهتمامات ال تتعدى أن‬

‫‪94‬‬
‫تكون وسيلة للكشف عن نواحي النقص‪ ،‬أو الضعف بقصد عالجها ‪ ،‬وتالفيها فال يجب‬
‫أن يكون هدفا لذاته‪.‬‬
‫ـ أن يترك التقويم أثرا ً طيبا ً في نفس الطالب‪ ،‬وذلك من خالل تعاونه مع معلمه في عملية‬
‫التقويم خاصة إذا شعر الطالب أن معلمه يقف منه موقف المرشد الناصح ‪ ،‬وليس موقف‬
‫الناقد الباحث عن العيوب‪ ،‬واألخطاء‪.‬‬
‫ـ مراعاة تنوع آليات التقويم‪ ،‬فكلما تنوعت هذه اآلليات ‪ ،‬أو األدوات كلما زادت معلومتنا‬
‫عن المجال الذي نقومه‪.‬‬

‫وسائل التقويم وأدواته‬


‫االختبارات التحصيلية‬
‫االختبارات التحصيلية وسيلة من وسائل القياس التي تستخدم لتدل على معرفة مستوى‬
‫الطالب في مقرر بعينه‪ ،‬أو في مجموعة من المقررات الدراسية‪ ،‬وهي قديمة قدم‬
‫تحصيل المعارف‪ ،‬والعلوم المختلفة ‪ ،‬حيث ارتبطت دوما ً بالتعليم‪ ،‬وبمعرفة نتائجه ‪.‬‬
‫وقد تباينت آراء التربويين حول االختبارات‪ ،‬وفوائدها‪ ،‬واآلثار المترتبة عليها ‪ ،‬فمنهم‬
‫من هاجمها بشدة‪ ،‬وطالب بإلغائها‪ ،‬وحجة هذا الفريق ما يلي‪:‬‬
‫ـ نتيجة العتماد النتائج النهائية في قياس مستويات الطالب على االختبارات كوسيلة‬
‫وحيدة‪ ،‬فإن جزءا ً كبيرا ً من جهد الطالب ووقتهم ينصرف في االستعداد لهذه االختبارات‬
‫بصرف النظر عن أي استفادة أخرى في عملية التعلم‪.‬‬
‫ـ يعتمد الطالب لنجاحهم في االختبارات على الحفظ‪ ،‬واالستظهار اللذين قد يصاحبهما‬
‫الفهم‪ ،‬وقد يجانبهما‪ ،‬والغاية من ذلك أن يكونوا على معرفة تامة بكل المقررات‬
‫المطلوبة بحيث يتمكنون من إجابة على األسئلة‪ ،‬وبعد ذلك ال يهم أن تحتفظ الذاكرة‬
‫بتلك المعلومات‪ ،‬أو أن تذهب أدراج الرياح‪.‬‬
‫ـ حفظ الطالب للمعلومات التي سيختبرون فيها واستظهارها يدفعهم إلى البحث عن‬
‫شيء يحفظونه بغض النظر عن قيمته المعرفية‪ ،‬لذلك انتشرت ظاهرة كتب تبسيط المواد‬
‫الدراسية‪ ،‬والملخصات‪ ،‬والمذكرات‪ ،‬وما إلى ذلك على الرغم من السلبيات الناجمة عنها‪.‬‬
‫ـ أصبحت الدراسة بالشكل الذي عرضناه سابقا ً وسيلة لتأدية االختبارات‪ ،‬وأصبح‬
‫االختبار‪ ،‬وسيلة النتقال الطالب من مرحلة ألخرى‪ ،‬أو لدخول الجامعة‪ ،‬وعليه فقد‬
‫ضاعت القيم التربوية لكل ما يدرس في غمرة االنشغال باالختبارات‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫ـ يترتب على إعطاء االختبارات أهمية كبرى‪ -‬باعتبارها وسيلة القياس الوحيدة في‬
‫معرفة قدرات الدارسين على النجاح ‪ ،‬أو الرسوب ـ ظاهرة الغش التي تفشت بين‬
‫مختلف فئات الطالب ‪ ،‬كما تفننوا في إيجاد أنواع مختلفة منه‪.‬‬
‫ـ شجع اعتماد الجامعات في نظام قبول الطالب على معيار واحد أال وهو النسبة المئوية‬
‫للدرجات التي يحصل عليها الطالب إلى تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية التي ليس‬
‫الغرض منها حصول الطالب على معارف‪ ،‬ومعلومات أوسع ‪ ،‬وأعمق ‪ ،‬وإنما الغاية‬
‫منها فقط الحصول على درجات أكثر‪ ،‬مما يساعد على تحقيق رغبات الطالب في‬
‫دخول الكليات التي يرغبونها‪.‬‬
‫ـ يصاحب عملية االختبارات كثير من الشد العصبي عند الطالب األمر الذي ينعكس سلبا ً‬
‫على أنفسهم ‪ ،‬وعلى أولياء أمورهم وأسرهم عامة ‪ ،‬فتعيش األسرة فترة ليست بالقليلة‪،‬‬
‫قبل االختبارات‪ ،‬وأثنائها حالة من التوتر‪ ،‬واالستعداد غير العادي لهذه االختبارات‬
‫وكأنها في حالة طوارئ‪.‬‬
‫ـ اهتمام السلطات التعليمية باالختبارات يدفعها إلى إنفاق الكثير من الوقت والجهد‬
‫والمال عليها ربما أكثر مما ترصده ألوجه المناشط التعليمية المختلفة التي تنمي الطالب‬
‫في جوانب شخصياتهم المتعددة‪.‬‬
‫ـ تخلو وسيلة االختبارات الحالية من أساس هام كان ينبغي أن يكون فيها أال وهو‬
‫تشخيص حالة الطالب بدقة من حيث نواحي ميوله‪ ،‬واستعداداته‪ ،‬وقدراته‪ ،‬وقد يكون‬
‫لعامل الصدفة في اجتياز االختبار‪ ،‬والحصول على درجة جيدة‪ ،‬دور ما في ذلك‪.‬‬
‫ـ إن االختبارات كوسيلة للقياس ال تبين مقدار جودة الكتاب المدرسي‪ ،‬أو مالءمة‬
‫الطرق‪ ،‬أو األساليب التي يتبعها المعلم في تدريسه ‪ ،‬كما أنها ال تعكس مالءمة المنهج‬
‫كله بالنسبة للطالب‪ ،‬أو المجتمع‪.‬‬
‫ـ االختبارات بالصورة التي تنفذها المؤسسات التعليمية ال تعكس أي مظهر من مظاهر‬
‫نشاط الطالب في فصولهم‪ ،‬أو في مدارسهم بصفة عامة‪.‬‬
‫أما الفريق المدافع عن االختبارات فيرى فيها بعض الفوائد‪ ،‬وربما لعدم إيجاد البديل‬
‫لألسباب آالتية‪:‬‬
‫ـ يعتبرها القائمون على التعليم وسيلة ناجحة لقياس مستويات الطالب خاصة في غياب‬
‫نظام بديل مقنع‪ ،‬ويدافعون بأن ما يصاحبها من ظواهر سلبية كالغش‪ ،‬والكتب المبسطة‬
‫والملخصات‪ ،‬أمور ال تعيبها بقدر ما تعيب النظام الذي يعجز عن ضبط مثل هذه األمور‬
‫أو الحد منها‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫ـ تعتبر االختبارات من جهة رسمية وسيلة منطقية‪ ،‬تخبر الطالب بمدى تقدمهم‬
‫بالنسبة ألنفسهم‪ ،‬وبالنسبة لزمالئهم‪ ،‬لهذا فهي قد تدفع أعدادا ً منهم نحو المحافظة على‬
‫المستويات الطيبة التي وصلوا إليها‪ ،‬كما أنها تحفز المتخلفين على محاولة اللحاق‬
‫بأقرانهم وتعويض ما فاتهم‪.‬‬
‫ـ تعتبر االختبارات وسيلة تنبيه‪ ،‬تدفع أولياء األمور لمتابعة أبنائهم‪ ،‬ومعرفة مستوياتهم‪،‬‬
‫وحثهم على مضاعفة الجهد‪ ،‬كما تساعد على الربط بين المدرسة‪ ،‬والبيت بحيث يكون‬
‫الطرفان على اتصال مستمر‪ ،‬أو حين تستدعي الضرورة ذلك‪.‬‬
‫ـ تعكس االختبارات مستويات الطالب المختلفة‪ ،‬والتي من خاللها تتعرف المدرسة على‬
‫النتائج المتدنية‪ ،‬فتقوم بوضع البرامج العالجية التي تساعد الطالب على تحسين مستواهم‪.‬‬
‫ـ تعتبر االختبارات بمثابة مؤشر يبين للمعلم مدى نجاحه في جهوده مع طالبه‪ ،‬كما تبين له‬
‫موقعه بالنسبة لزمالئه المعلمين في المدرسة‪ ،‬مما يدفع البعض إلى بذل المزيد من العطاء‬
‫أو الجهد‪.‬‬
‫ـ يمكن لخبراء المناهج أن يستفيدوا من النتائج التي تتوصل إليها االختبارات في عملية‬
‫تطوير المناهج بكل ما تشمل عليه من برامج‪ ،‬وكتب‪ ،‬وطرق التدريس ووسائل في‬
‫ضوء ما يحققه الطالب من األهداف التربوية التي رسمت مسبقاً‪.‬‬
‫ـ من خالل االختبارات يتمكن الطالب من تحديد قدراته ‪ ،‬وميوله نحو تخصص معين‬
‫يسهل عليه اجتيازه مستقبلاً ‪.‬‬
‫ـ إذا أديت االختبارات بأمانة‪ ،‬ودقة‪ ،‬وموضوعية فإنها تعلم الطالب قيما ً عظمى في‬
‫حياتهم‪ :‬كاالنضباط في المواعيد‪ ،‬والدقة في التنفيذ‪ ،‬واألمانة في األداء ‪.‬‬
‫ـ تتطلب االختبارات إعادة تنظيم األفكار الواردة في الكتاب المقرر‪ ،‬وعرضها في‬
‫ترتيب‪ ،‬وأسلوب يحقق المطلوب من السؤال‪ ،‬ومن هنا فهي تكشف عن قدرة المدرس‬
‫على التعبير بأسلوبه الخاص عما استوعب من معلومات‪.‬‬
‫أهداف االختبارات‬
‫على ضوء المفهوم المعاصر لالختبارات سواء أكانت نصف فصلية أو فصلية يمكن‬
‫تحقيق عدد من األهداف نجملها في التالي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ قياس مستوى تحصيل الطالب العلمي‪ ،‬وتحديد نقاط القوة والضعف لديهم ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تصنيف الطالب في مجموعات‪ ،‬وقياس مستوى تقدمهم في المادة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ التنبؤ بأدائهم في المستقبل‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫‪ 4‬ـ الكشف عن الفروق الفردية بين الطالب سواء المتفوقون منهم‪ ،‬أم العاديون أم بطيئو‬
‫التعليم‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ تنشيط واقعية التعليم‪ ،‬ونقل الطالب من صف إلى آخر‪ ،‬وفتح الدرجات والشهادات‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ التعرف على مجاالت التطوير للمناهج والبرامج والمقررات الدراسية‪.‬‬
‫بناء االختبارات‬
‫يعتمد بناء االختبارات على أسس وقواعد ينبغي أن تأخذ بعين االعتبار حتى يكون‬
‫االختبار فاعالً ومؤديا ً لألغراض المترتبة عليه‪ ،‬وتتمثل هذه األسس في التالي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ تحديد غرض االختبار‪:‬‬
‫يتعين على المعلم قبل أن يبدأ بإعداد االختبار أن يحدد الهدف الالزم من ذلك االختبار‬
‫بل ويحدده بدقة متناهية لما سيترتب على هذا الهدف من نتائج ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تحديد األهداف السلوكية أو اإلجرائية‪ ،‬أو أهداف التدريس‪ ،‬أو ما يعرف بالنواتج‬
‫التعليمية‪:‬‬
‫يناط بالمعلم عند إعداد االختبار التحصيلي‪ ،‬أن يركز على خطوة أساسية ‪ ،‬وهامة‬
‫تكمن في تحديد األهداف السلوكية‪ ،‬أو ما يعرف بنواتج التعلم التي خطط لها قبل‬
‫أن يبدأ في عملية التدريس‪ .‬ويتم تحديد نواتج التعلم من خالل صياغة تلك األهداف‬
‫صياغة إجرائية محددة وواضحة بعيدا ً عن الغموض والتعميم‪ .‬وقد مر معنا سابقا ً بعض‬
‫اإلرشادات الهامة المطلوبة لصياغة األهداف السلوكية اإلجرائية‪.‬‬
‫ـ تحليل المادة التدريسية ‪ ،‬أو تحديد المحتوى‪:‬‬
‫والمقصود بتحديد المحتوى أو تحليله هو تصنيف وتبويب لعناصر مادة التدريس‪،‬‬
‫والمعروفة بالفهرس الذي يشتمل على الموضوعات الدراسية للمنهج المقرر في فصل‬
‫دراسي واحد‪.‬‬

‫أنواع االختبارات التحصيلية‬


‫‪ -‬االختبارات الشفوية (الشفهية) ‪ -‬االختبارات التحريرية (الكتابية)‬
‫االختبارات الشفهية‪ :‬تعتبر هذه االختبارات من أقدم أنواع االختبارات وفيها يواجه‬
‫المعلم أو الفاحص التلميذ بعدة أسئلة يتطلب منه اإلجابة عنها‪ .‬ويستخدم هذا النوع من‬
‫االختبارات في إلقاء الشعر وعلى الصعيد الجامعي في مناقشة الرسائل أو األطروحات‪.‬‬
‫كما أن الدراسات تشير أيضا ً إلى استخدام هذا النوع من مجاالت إدارية منها‪:‬‬

‫‪98‬‬
‫‪ -‬اختبار الموظفين في المؤسسات‪.‬‬
‫‪ -‬اكتشاف أنماط الشخصيات وتقييمها‪.‬‬
‫‪ -‬المقابالت الشخصيّة عند التقدم لبعض الوظائف‪.‬‬
‫من أه ّم صفات االختبار الشفهي أنه يوفر فرصة للطالب للتعبير بحيث يكتشف المعلم‬
‫قدراته المعرفية ومكامن القوة في شخصيته‪ ،‬غير أن شروط هذا النوع من االختبارات‬
‫يجعل من الصعوبة تطبيقه في معظم الحاالت‪ .‬إذ أنه يتطلب الكثير من الوقت كما أنه ال‬
‫يخلو من الذاتية بين كل من المعلم (الفاحص) والطالب‪.‬‬
‫االختبارات الكتابية‪ :‬تعتبر هذه االختبارات من األدوات المه ّمة في التقييم التشخيصي‬
‫والنهائي‪ ،‬ال سيما وأنها تربط بين جميع أنواع األهداف وتكشف عن جوانب التذكر‬
‫والفهم والتحليل واالستنتاج‪ .‬كذلك فإن التقييم التكويني يلجأ بمعظم الحاالت إلى‬
‫االختبارات الكتابية‪ ،‬لسهولة الحصول على المعلومات حول درجة اكتساب المعارف‬
‫والكفايات لدى الطلبة‪.‬‬
‫أنواع االختبارات الكتابية ‪ :‬وتقسم هذه االختبارات إلى نوعين‪:‬‬

‫‪ 2‬ـ األسئلة الموضوعية‬ ‫‪ 1‬ـ األسئلة المقالية‬


‫أوالً ـ األسئلة المقالية‬
‫وهي نوع من األسئلة التي تعتمد على اإلجابة الحرة للطالب‪ ،‬وتستخدم هذه االختبارات‬
‫للتحقق من اكتساب األهداف المتمثلة بالتركيب والتحليل حيث إنها مرتبطة باألهداف‬
‫المعرفية اإلدراكية في تصنيف "بلوم" ‪ ،‬وإن أسئلة هذه االختبارات تقسم إلى نوعين‪:‬‬
‫اختبارات مقالية مفتوحة واختبارات مقالية مقفلة‪ .‬وفي األسئلة المقالية المفتوحة يجب‬
‫كتابة األسئلة بشكل واضح ومحدّد باستخدام لغة سليمة وجعل األسئلة أكثر شمولية‬
‫لتغطي المحتوى‪ ،‬أما اإلجابة عن هذه األسئلة فتتطلب الفهم واالستيعاب والقدرة على‬
‫الربط من قبل الطالب‪.‬‬
‫وتحتاج اإلجابة على االختبارات المقالية إلى الوقت الطويل للتفكير والتحليل‪ ،‬وإلى‬
‫قدرة كتابية‪ ،‬كما أنها تدخل ذاتية المصحح والطالب وذلك للتفسيرات المتباينة التي يمكن‬
‫إعطاؤها للمواضيع المطروحة‪.‬‬
‫‪      ‬وهذه بعض المقترحات التي يمكن إتباعها لتحسين فاعلية األسئلة المقالية ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أن يكون استعمالها مقتصرا ً على المواقف ‪ ،‬واألغراض المالئمة لها ‪ ،‬كاستخدامها‬

‫‪99‬‬
‫لقياس بعض النواتج التعليمية العليا‪ ،‬أو عندما يكون عدد المختبرين قليالً ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ التخطيط الجيد لبنائها‪ ،‬واتباع الخطوات‪ ،‬واإلجراءات الالزمة إلعدادها‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ صياغة السؤال بطريقة يكون المطلوب منها واضحا ً كل الوضوح‪ ،‬وتجنب الصيغ‬
‫المفتوحة‪ ،‬أو الناقصة‪ .‬لذلك يراعى عند الصياغة استخدام ألفاظ ذات مدلوالت‬
‫عرف‪ ،‬اختر‪ ،‬صنّف‪ ،‬وقد يستدعي األمر استخدام بعض المفردات‬ ‫واضحة مثل‪ّ :‬‬
‫مثل‪ :‬ناقش‪ ،‬وضّح‪ ،‬قارن‪ ،‬اشرح‪ ،‬وما إلى ذلك ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ صياغة السؤال بحيث يستثير السلوك الممكن قبوله‪ ،‬كداللة على حدوث الناتج‬
‫التعليمي المرغوب فيه‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ البدء في سؤال المقال بألفاظ‪ ،‬أو عبارات تدل على نوعية السؤال‪ ،‬مثل‪ :‬بيّن الفرق‪،‬‬
‫قارن من حيث‪ ،‬انقد‪ ،‬وضح كيف‪ ،‬ميز بين‪ .‬ويراعى عدم البدء في السؤال المقالي‬
‫بكلمات مثل‪:‬‬
‫أين‪ ،‬ومتى‪ ،‬ومن‪ ،‬وماذا‪ ،‬ألن مثل هذه الكلمات تستخدم في األسئلة الموضوعية‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ مراعاة شمول األسئلة لجوانب المحتوى‪ ،‬والهدف في المجال التحصيلي‪ ،‬وذلك‬
‫بزيادة عدد األسئلة‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار الجانب الزمني المقرر لإلجابة ‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ وضع إجابة نموذجية لكل سؤال يعمل بها عند التصحيح بكل دقة ممكنة‪ ،‬وتحديد‬
‫العناصر التي تعطي أجزاء من العالمة على كل فرع من فروع السؤال‪ ،‬حتى‬
‫ال يتاح لألهواء الشخصية التدخل في تحديد اإلجابة الصحيحة‪ ،‬أو تحديد الدرجة‬
‫الالزمة من وجهة نظره الخاصة‪.‬‬

‫ثانيا ً ـ األسئلة الموضوعية‬


‫‪       ‬يقصد باألسئلة الموضوعية تلك التي تكون االستجابة لها قصيرة ‪ ،‬وإجاباتها محددة ‪،‬‬
‫بمعنى أن هناك إجابة صحيحة واحدة لكل سؤال ‪ ،‬كما عرفت بالموضوعية ألن تصحيحها‬
‫يتم بشكل موضوعي ‪ ،‬فهي ال تعتمد على ذاتية المصحح في تقدير الدرجة ‪ ،‬وإنما تعتمد على‬
‫اإلجابة النموذجية كمعيار للتصحيح يعتمد عليه جميع المصححين في المادة الواحدة ‪.‬‬
‫إذا ً يطلق اسم االختبارات الموضوعية على االختبارات الحديثة التي اشتهرت بهذه الصفة‬
‫كونها ال تتأثر بذاتية المصحح‪ ،‬وهي على عكس االختبارات المقالية تقيس التحصيل التعليمي‬
‫بشكل شامل وتتناسب مع الفروقات الفردية للطلبة‪ ،‬كما أنها تحقق األهداف التي وضعت من‬
‫أجلها‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫أنواعها‪:‬‬
‫ـ أسئلة الصواب والخطأ‬
‫ـ أسئلة نعم وال‬
‫ـ أسئلة االختيار من متعدد‬
‫ـ أسئلة ملء الفراغ‬
‫ـ أسئلة المزاوجة‬
‫ـ أسئلة التصنيف‬
‫ـ أسئلة إعادة الترتيب‬
‫ـ أسئلة الحقيقة أو الرأي‬
‫ـ أسئلة اإلجابة القصيرة‬

‫نصائح عامة يراعى العمل بها عند إعداد االختبار‬


‫‪ 1‬ـ االهتمام بورقة األسئلة إخراجا ً وتنظيماً‪ .‬يجب على المعلم عند إعداد ورقة األسئلة‬
‫يدون وينظم البيانات الخاصة بالصف‪ ،‬والمادة‪ ،‬والزمن‪ ،‬والفصل الدراسي ‪.‬‬ ‫أن ّ‬
‫‪ 2‬ـ صياغة األسئلة بلغة خالية من الغموض‪ ،‬واألخطاء النحوية واإلمالئية ‪ ،‬مع مراعاة‬
‫دقة التعبير وعالمات الترقيم ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ وضوح األسئلة وتنسيقها وتنظيمها‪ :‬وال يتأتى ذلك إال بطباعتها‪ ،‬فإن لم يتيسر يجب‬
‫كتابتها بخط واضح ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ أن تكون األسئلة مناسبة للزمن المخصص لها ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ أن يحقق االختبار مزيدا ً من تعزيز التعليم‪ ،‬وترسيخ المعلومات‪ ،‬وتنشيط الفكر‪،‬‬
‫وتحقيق النواتج التعليمية الالزمة ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ تنسيق األسئلة بحيث تكون متدرجة من األسهل إلى األصعب‪ ،‬مع مراعاة الفروق‬
‫الفردية‪ ،‬وتناسب المستويات المختلفة ‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ أن تكون األسئلة شاملة ألجزاء المنهج‪ ،‬وال يصح االقتصار على موضوعات بعينها‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ أن تغطي األسئلة جوانب مختلفة من مجاالت األهداف المعرفية ‪ ،‬كالتذكر‪،‬‬
‫واالستيعاب‪ ،‬والتطبيق‪ ،‬والتحليل‪ ،‬والتركيب‪ ،‬والتقويم ‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ أال يكون في األسئلة إحالة على مجهول ‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ أال تتضمن ورقة األسئلة إشارات مباشرة‪ ،‬أو غير مباشرة إلى إجابات عن أسئلة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫‪ 11‬ـ تنويع األسئلة‪ ،‬مع مراعاة التوازن الكمي والكيفي بين أنماط األسئلة المختلفة‪.‬‬
‫‪ 12‬ـ عدم اإلطناب الممل‪ ،‬أو اإليجاز المخل في عبارات األسئلة‪ ،‬أو تعدد المطلوب في‬
‫السؤال الواحد‪ ،‬ألن ذلك يتنافى مع األهداف السلوكية الصحيحة‪.‬‬
‫‪ 13‬ـ أن تكون األسئلة مقياسا ً للتحصيل العلمي‪ ،‬إلى جانب الكشف عن بعض القدرات‪،‬‬
‫والمهارات التي اكتسبها الطالب‪.‬‬
‫‪ 14‬ـ عدم االقتصار على أسئلة الكتاب المدرسي ونماذجها في وضع االختبار‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إلى حرص الطالب على حفظ ما يتعلق بإجابات أسئلة الكتاب‪ ،‬وإهمال التذكر‬
‫واالستنتاج والتحليل والتعليل‪.‬‬
‫‪ 15‬ـ مراعاة االبتعاد عن األسئلة التي تعتمد على الحدس والتخمين في إدراك مضمونها‪.‬‬
‫‪ 16‬ـ يجب وضع أنموذج لإلجابة مرفقا لألسئلة ‪ ،‬على أن توزع عليه الدرجات وفقا‬
‫لجزئيات السؤال وفقراته‪.‬‬
‫ترتيب أسئلة االختبار‪ :‬إن ترتيب أسئلة االختبار وتنظيمها بأسلوب أو طريقه مناسبة‬
‫تساعد على جعل االختبار مفيدا ً أكثر وغير مشوش لألفكار أثناء اإلجابة‪:‬‬
‫‪ -‬تنظيم أسئلة االختبار على أساس الترتيب الهجائي أو التسلسل الزمني‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم أسئلة االختبار على أساس نوع محتوى األسئلة‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم أسئلة االختبار على أساس درجة صعوبة األسئلة‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم أسئلة االختبار على أساس نوعية العمليات الفكرية التي يقيسها االختبار‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم أسئلة االختبار على أساس نوعية األسئلة المستعملة‪.‬‬
‫بعض األخطاء الشائعة في االختبارات‬
‫‪ -‬عدم تناسب األسئلة مع الزمن المقرر لها فتكون إما سهلة ميسورة يمكن اإلجابة عليها في‬
‫أقل من الزمن ‪ ،‬ويهدر الوقت المتبقي فيما ال طائل منه ‪ ،‬أو تكون صعبة بحيث تتطلب وقتا ً‬
‫طويالً فتضطر الطالب إلى اإلسراع في اإلجابة وربما أدى ذلك إلى اضطرابه‪ ،‬وبالتالي‬
‫عجزه عن إنجاز اإلجابة عن كافة األسئلة المطلوبة وبالشكل الالزم‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تحري الدقة في صياغة األسئلة علميا ً أو نحويا ً أو إمالئياً‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وضوح طباعة األسئلة أو عدم وضوح الخط فيؤدي ذلك إلى اللبس واضطراب‬
‫الطالب وكثرة تردده‪.‬‬
‫‪ -‬أن توضع األسئلة في جزء لم تتم دراسته‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون غامضة الصياغة وتحتمل أكثر من إجابة فيضطرب الطالب وتكثر تساؤالته‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫‪ -‬قلة عدد األسئلة مما يؤدي إلى رفع الدرجات الجزئية وتقليل الفرص أمام الطالب‬
‫للتفوق‪.‬‬
‫‪ -‬أن تهمل مسودات األسئلة دون إحراقها (إتالفها) أو ترك بعض األوراق في آلة‬
‫التصوير فيعثر عليها وتتسرب األسئلة وتكشف سريتها‪.‬‬

‫تاسعاً‪ :‬ملف إنجاز الطالب (كوسيلة للتقويم)‬


‫تعريفه‪ :‬ملف إنجاز الطالب ‪ -‬بأبسط عبارة – هو الجمع الهادف الموثق ألعمال الطالب‬
‫والتي تعكس مدى جهده وتقدمه وتحصيله وإنجازاته في مجال أو مقرر ما‪ .‬هذه األعمال‬
‫أو العينات تشمل أشياء كثيرة جدا ً من نماذج واجبات واختبارات وكتابات وانطباعات‬
‫وآراء ونقد ذاتي وقراءات وملخصات وجمع قصاصات ومنتجات ومشروعات وأبحاث‬
‫قام بها الطالب بشكل تراكمي وعلى مدى فترة زمنية محددة‪.‬‬
‫ويترجم مصطلح ‪ Portfolio‬في األدبيات العربية بعدة تسميات منها‪ :‬الحقيبة الوثائقية‪،‬‬
‫ملف أعمال الطالب‪ ،‬ملف التعلم‪ ،‬ملف اإلنجاز‪" ،‬البورتفوليو"‪ ،‬حقيبة التعلم‪ ،‬ملف‬
‫األداء‪ ،‬السجل النامي‪.‬‬
‫أما ملف اإلنجاز االلكتروني ‪ E-Portfolio‬فهو التحول من تصميم الملف بشكل ورقي‬
‫إلى تصميمه بشكل إلكتروني من خالل استخدام الوسائط اإللكترونية الحديثة‪.‬‬
‫أنواع ملف اإلنجاز‬
‫تم تقسيم ملف إنجاز التلميذ إلى قسمين كما يلي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬ملف اإلنجاز العام أو الشامل‬
‫ُقوم التلميذ في جميع جوانب السلوك اإلنساني (المعرفي‪ ،‬المهاري‪ ،‬الوجداني‪،‬‬ ‫وهو الذي ي ّ‬
‫االجتماعي) وينقسم هذا النوع إلى قسمين‪:‬‬
‫أ) ملف إنجاز عرضي ‪ :‬يتناول تقويم شخصية التلميذ من جميع الجوانب في فترة زمنية‬
‫محددة (فصل دراسي ‪ -‬عام دراسي ‪ -‬مرحلة تعليمية محددة ) بحيث تكون كل مرحلة‬
‫مستقلة عما قبلها‪ ،‬وما بعدها في عملية التقويم‪.‬‬
‫ب) ملف إنجاز طولي‪ :‬يتفق مع النوع األول من حيث شمولية التقويم‪ ،‬ولكن يختلف عنه‬
‫في كونه يتناول التلميذ في جميع الصفوف والمراحل التعليمية‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬ملف اإلنجاز الخاص‬
‫وهو الذي يعنى بجانب واحد أو أكثر من جوانب السلوك‪ ،‬ويندرج تحت هذا النوع‬
‫األنواع التالية‪:‬‬

‫‪103‬‬
‫أ) ملفات التأمالت الذاتية‪ :‬هذا النوع ال يعنى بقياس أداء التلميذ بقدر اهتمامه بمدى‬
‫معرفة التلميذ بنفسه‪ ،‬فهي تظهر تطور التلميذ وتأمالته الشخصية حول أعماله‪.‬‬
‫ب) ملفات تقويم للعرض ‪ :‬وتتضمن عينات من أجود األعمال التي اختارها التالميذ من‬
‫أعمالهم مع إشراف المعلم‪ ،‬ثم تُعرض على المعلمين‪ ،‬واآلباء‪ ،‬والمسؤولين‪.‬‬
‫ج) الملفات الخارجية‪ :‬ملفات يأخذها التلميذ معه عند انتقاله من صف دراسي إلى صف‬
‫أعلى‪ ،‬أو من مرحلة إلى مرحلة للتعرف على مستواه العلمي بصورة واقعية‪.‬‬
‫د) ملفات دخول الكلية ‪ :‬ملفات تستخدم لتحديد مدى جدارة صاحبها في دخول كلية ما‪،‬‬
‫من خالل االطالع على محتويات الملف المختلفة التي توضح قدرات التلميذ‪ ،‬ومهاراته‪.‬‬
‫هـ) ملفات تقويم التلميذ كممارس للمهنة‪ :‬وهنا تعبر العينات التي يتضمنها الملف عن‬
‫الغاية البعيدة للتعلم كالعمل في مهنة ما‪.‬‬
‫و) الملفات اإللكترونية‪ :‬يسجل محتوى الملف في أشكال مختلفة "صورة‪ ،‬صوت‪،‬‬
‫فيديو" وتكون المعلومات مخزنة‪ ،‬ومجمعة‪ ،‬ومدارة إلكترونياً‪.‬‬
‫و أيا ً كانت صيغة ملف اإلنجاز‪ ،‬ينبغي أن تكون أكثر من مجرد مجموعة من المواد‪،‬‬
‫و لكي يكون ملف اإلنجاز جيد التصميم البد أن يحتوي على مجموعة من األعمال‬
‫المنظمة بطريقة علمية مترابطة ‪ ،‬تشكل كالً متكامالً‪.‬‬
‫الفوائد التربوية لملف اإلنجاز‬
‫‪ -‬يقيس مجاالت متعددة من جوانب تعلم التالميذ‪.‬‬
‫‪ -‬يوثق بشكل أفضل أعمال الطالب وجهده ونموه األكاديمي‪.‬‬
‫‪ -‬يرسخ مفهوم التقويم كوسيلة للتعلم حيث إن عملية التقويم ليست منعزلة عن عملية‬
‫التعلم‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر أسلوبا ً من أساليب التقويم والتعلم األصيل‪.‬‬
‫‪ -‬يركز على أبعاد متعددة للتقييم بدالً من بعد واحد‪ ،‬كما هو الحال في أدوات التقويم‬
‫التقليدية‪.‬‬
‫‪ -‬الكشف عن قدرة الطالب على تطبيق المعرفة واألداء العملي والتفكير‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر أحد أساليب التقويم الذاتي للطالب والذي يتيح له تأمل أعماله وتقدمه الدراسي‪.‬‬
‫‪ -‬ينمي لدى الطالب القدرة على تحمل المسؤولية واتخاذ القرار واإلخالص في العمل‪،‬‬
‫واالهتمام بإتقانه‪.‬‬
‫‪ -‬يُ ِعدّ أحد أساليب الكشف عن المواهب اإلبداعية لدى الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬وسيلة للتفاعل بين الطالب والمعلم وبين الطالب وبقية الطالب في حالة االشتراك في‬

‫‪104‬‬
‫ملف أو عرض ملفه لآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬يحقق مبدأ التقويم المستمر‪.‬‬
‫‪ -‬ينمي إستراتيجيات التعلم الذاتي ‪ ،‬تقدير الذات‪ ،‬مهارات التفكير الواعي والناقد‪،‬‬
‫ومهارات البحث وحل المشكالت‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر بمثابة مرجع موثق للطالب ونافذة ألعماله وجهوده‪.‬‬
‫‪ -‬يعمل كأداة للتقويم المستمر والتقويم النهائي‪.‬‬

‫أبرز محتويات ملف اإلنجاز‬


‫يمكن أن يشتمل ملف اإلنجاز على نطاق واسع من المحتويات بحسب موضوع الملف‬
‫واألهداف المرجوة منه‪ ،‬ومما يمكن أن يتضمنه‪:‬‬
‫‪ -‬مقدمة لصاحب الملف يُبين فيها هدف الملف واألغراض التي يريد أن يحققها من‬
‫والمبررات لما سوف يتضمنه الملف من محتويات وطريقة تنظيم الملف وترتيبه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫خالله‪،‬‬
‫‪ -‬صفحة جدول للمحتويات‪.‬‬
‫‪ -‬عينات من أعمال وأنشطة الطالب المنتقاة‪.‬‬
‫‪ -‬كتابات الطالب من مقاالت و ملخصات وتقارير‪.‬‬
‫‪ -‬قراءات خارجية مختارة مع بيان سبب اختيارها وكيفية االستفادة منها‪.‬‬
‫‪ -‬صفحات من التأمالت واالنطباعات الذاتية للطالب‪.‬‬
‫‪ -‬أنشطة تم إنجازها بصورة تعاونية تشاركية ( صفية أو ال صفية)‪.‬‬
‫‪ -‬أوراق الواجبات واالختبارات‪.‬‬
‫‪ -‬مسودات معينة من أعمال الطالب ومشاريعه‪.‬‬
‫‪ -‬قوائم بالمصادر التي اطلع عليها الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬مواد بصرية ووسائط إلكترونية من صور وملفات وفيديو و"ملتيميديا"‪.‬‬
‫‪ -‬معايير‪ /‬محكات تقويم ملف اإلنجاز‪.‬‬
‫محتويات اختيارية من قبل الطالب بشرط أن تكون متعلقة بموضوع وأهداف الملف‬
‫(مقوالت مختارة‪ ،‬مراجع ومصادر مشروحة) ‪.‬‬

‫عوامل مهمة إلنجاح استخدام ملف اإلنجاز‬


‫‪ -‬توعية الطالب بنوع الملف المطلوب وبأهدافه وأهميته وما ينبغي أن يتضمن من‬
‫محتويات‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫‪ -‬تدريب الطالب على بناء وتطوير الملف وفق تصور معين وإشراكه في اختيار محتويات‬
‫الملف‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد المدة الزمنية المطلوبة للبدء في عمل الملف وتنميته ووقت االنتهاء وتسليمه‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة المعلم الدورية لبناء ملف الطالب (بشكل يومي أو أسبوعي) ومسايرته لتقدم‬
‫ونمو ملف الطالب‪ ،‬وتزويده بما يلزم من تغذية راجعة ونصائح واقتراحات‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع الطالب على كتابة التفكير التأملي وتوثيق انطباعاته حيال موضوعات وقضايا‬
‫المادة الدراسية أو المقرر‪.‬‬
‫‪-‬تشجيع الطالب على كتابة جمل شارحة أو توضيحية عن العمل المختار‪ ،‬وتاريخ‬
‫إنجازه وكيف تم إنجازه‪.‬‬
‫‪ -‬إعالم الطالب بشكل مسبق بمحكات ومعايير تقويم الملف ومناقشته فيها واالتفاق‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪ -‬مكافأة مقدار الجهد المبذول باإلضافة إلى إتقان ما تم تحصيله من معارف ومفاهيم‬
‫ومهارات واتجاهات‪ ،‬والتي يعكسها ملف الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬تحفيز الطالب على اإلبداع واالبتكار في تناول ملفه واستشعاره بملكيته ومسؤوليته‬
‫تجاه تعلمه‪.‬‬
‫‪ -‬إشراك البيت وتفعيل دور أولياء أمور الطالب في معرفة وتشجيع وتقديم العون‬
‫ألبنائهم بما يسهل تطوير وإنجاز ملفاتهم‪.‬‬

‫أبرز المشكالت المتعلقة بتوظيف ملف اإلنجاز‬


‫‪ -‬القصور المعرفي لملف اإلنجاز من قبل معظم المعلمين‪ ،‬وعدم إدراكهم لفلسفة ملف‬
‫اإلنجاز وأهميته التربوية وكيفية تقويمه‪.‬‬
‫‪ -‬وجود اتجاهات سالبة نحو الطرق الحديثة سواء في أساليب التدريس أو في أساليب‬
‫التقويم من قبل بعض المعلمين وحتى الطالب أنفسهم لما تتطلبه منهم هذه األساليب‬
‫الحديثة (ومنها ملف اإلنجاز) من جهد أكثر ومسؤوليات أكبر‪.‬‬
‫‪ -‬عدم قناعة بعض أولياء األمور بملفات اإلنجاز كأداة للتقييم ‪.‬‬
‫‪ -‬االعتقاد الخاطئ بأن ملف اإلنجاز عبارة فقط عن حشد وجمع لألوراق واألشياء‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة ملف اإلنجاز اإللكتروني تظهر المشاكل التقنية وما يتعلق بها‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫خالصة‬
‫إن المعلم بقيامه بأدواره كافة في عملية التربية والتعليم يساهم في تحسين العملية التعليمية‬
‫والتربوية‪ .‬إن المعلم الذي يتمتع بالكفاءة والخبرة وسعة االطالع واالهتمام بتطوير‬
‫ذاته وطرائق تعليمه يجعل من التلميذ الهدف األول واألخير من خالل معرفة حاجاته‬
‫وقدراته واستعداداته وتميزه وتفرده ‪ ،‬والعمل على دعمه معنويا ً ونفسيا ً واجتماعيا ‪.‬‬
‫تناولنا في هذا الفصل كل ما قد يفيد المعلم في عملية التعليم‪-‬التعلم‪ ،‬وكل ما يمكن أن‬
‫يفيده في حياته المهنية والعملية والشخصية‪ ،‬مما ينعكس إيجابا ً على أدائه بشكل عام‬
‫وعلى تالميذه بشكل خاص‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫التعليم الفعّال‬

‫تمهيد‬
‫ال يستطيع المعلم البقاء في ماضيه والتثبّت فيه‪ ،‬فالعالم من حوله يتغير‪ ،‬التالميذ يتغيرون‪،‬‬
‫الوسائل والطرائق واألساليب تتغير‪ ،‬خاصة مع ثورة التكنولوجيا والحداثة التي تسيطر‬
‫على كل مجاالت التربية والتعليم‪ .‬إن التربية الحديثة تنادي بالتطوير والتحديث في كل‬
‫ما يختص بالتربية والتعليم والتقييم والتقويم‪ ،‬وأول من تناديه بالتغيِّر هو المعلم من خالل‬
‫تطوير ذاته وطرائق تعليمه‪ ،‬وأساليب تحضيره‪ .‬ولعل أكثر ما تعتمده التربية الحديثة هو‬
‫التعامل مع التلميذ كمحور في عملية التعليم‪ ،‬بل كفرد متميز يتميز عن غيره بما لديه‬
‫من صفات وخصائص وذكاءات‪ .‬كل جوانب التلميذ الشخصية تحتاج للتنمية والتطوير‬
‫وال يتم ذلك من دون وسائل نشطة فعّالة تجعله يشارك في كل العملية التعليمة‪ ،‬حيث‬
‫يصبح مشاركا ً وليس متفرجا ً كما كان من قبل‪ .‬من هنا أفردنا فصالً خاصا ً بكل ما يتصل‬
‫بالتعلم النشط الفعال‪ ،‬وعرض أبرز إستراتيجياته الفعالة أثناء عملية التعلم في الصف‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬مفهوم التعليم الفعّال‬


‫إن النظرة الحديثة للتدريس تلغي ما كان سائدا ً عنه قديما ً فلم تعد عملية نقل المعلومات‬
‫هي المهمة الوحيدة للتدريس‪ ،‬ولكنه نشاط مخطط يهدف إلى تحقيق نواتج تعليمية‬
‫مرغوبة لدى الطالب‪ ،‬حيث يقوم المعلم بتخطيط وإدارة هذا النشاط‪ .‬وبالتالي أصبح للمعلم‬
‫والمتعلم أدوار جديدة وفق النظرة الحديثة لعملية التدريس‪ ،‬فالمعلم لن يقتصر عمله على‬
‫إلقاء المعلومات والطالب لن يقتصر دورهم على حفظ تلك المعلومات استعدادا لتسميعها‪.‬‬
‫وقد أظهرت الدراسات ضرورة العناية بدوافع األفراد للتعلم والمعرفة وبالتالي استغاللها‬
‫لزيادة التعلم وتوجيهه وبهذه النظرة الحديثة للتدريس يزداد دور المتعلم في مقابل تقليل‬
‫دور المعلم فالطالب هو المستهدف والمستفيد‪ .‬ولذلك سنتناول التدريس الفعال موضحين‬
‫أهم جوانبها ومواصفات المعلم الفعال والمدرسة الفعالة‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫شروطه‬
‫‪ -‬أن يرتبط ارتباطا ً وظيفيا ً بالهدف المطروح‪.‬‬
‫‪ -‬أن يجعل الطالب إيجابيا ً ومشاركا ً فعاالً في الموقف التعليمي‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون إدارة الصف إدارة ديمقراطية ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون الطالب قادرا ً على النقد والتحليل والتركيب واالستنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬أن يثير الدافعية والتشويق واالنتباه عند الطالب ‪.‬‬
‫‪ -‬أن ال يكون الطالب في موقف المتلقي‪ ،‬بل في موقف يعطي فيه رأيه بكل صراحة‬
‫ووضوح دون إكراه ‪.‬‬
‫‪ -‬أن ينمي عند الطالب شخصية متكاملة عقليا ً واجتماعيا ً وحسيا ً وحركيا ً ‪.‬‬
‫‪ -‬أن تتصف المعلومات التي يحصل عليها الطالب بالديمومة فترة طويلة دون نسيانها‬
‫وأن تكون مناسبة لمستوى الطالب العقلي والتحصيلي‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون مناسبا ً للمتعلم من حيث الوقت الذي يتطلبه والجهد الذي يبذل فيه‪ .‬فكلما كان‬
‫التعلم مناسبا ً لقدرة المتعلم واستعداده من حيث وقته ‪ ،‬وما يتطلبه من جهد كلما كان‬
‫أيسر له ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون واضح الهدف ذا معنى للمتعلم ‪ ،‬يرتبط بحاجاته وميوله‪ ،‬ويخدم متطلبات‬
‫حياته‪ .‬فكلما كان التعلم ذا معنى للمتعلم ازداد إقباالً عليه‪ ،‬ورغبة فيه ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يبقي أثرا ً لدى المتعلم؛ فكلما كان التعلم ذا أثر في نفس المتعلم يحس معه بالتغير‬
‫الذي أحدثه في سلوكه‪ ،‬كلما كان أكثر فعالية‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون مبنيا ً على فهم المتعلم وإدراكه‪ ،‬حتى يكون مستمرا ً أي قابالً للتطبيق والتعميم‬
‫والتوظيف في مواقف أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون مسيرا ً ذاتيا ً يقوم على مبادرة المتعلم ونشاطه‪ ،‬فكلما كان التعلم فرديا بعيدا ً‬
‫عن اللفظية والتلقين‪ ،‬والمتعلم يقدر ويقيم النتائج التي حصل عليها كان فعاالً‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون مبنيا ً على تعزيز المتعلم وإثارة دافعيته بالثواب بدالً من العقاب‪ ،‬حيث وجد‬
‫أن الثواب يشجع على التعلم أكثر من العقاب أي أن االستجابة لمثيرات التعلم إذا‬
‫صاحبها أو تبعها ثواب فإنها تقوى ويحتفظ المتعلم بها‪.‬‬

‫خصائصه‬
‫‪ -‬خصائص المتعلم‪ :‬يتوقف التعلم الصفي الفعال على مدى تجانس خصائص المتعلمين‬

‫‪109‬‬
‫في الصف من حيث قدراتهم العقلية والحركية وصفاتهم الجسدية ‪ ،‬وقيمهم واتجاهاتهم‬
‫وتكامل شخصياتهم ‪ ،‬حيث يُعدُّ هذا العامل من أهم العوامل التي تقرر فاعلية التعلم‪.‬‬
‫كما ال يقتصر تأثير المعلم على شخصية المتعلم‪ ،‬وإنما يتعداه إلى ما يتعلمه‪.‬‬
‫ففاعلية التعلم تتأثر بدرجة كفاءة المعلم وذكائه وقيمه واتجاهه وميوله وشخصيته‪.‬‬
‫‪ -‬سلوك المعلم والمتعلم ‪ :‬يؤثر التفاعل المستمر بين سلوك المعلم وسلوك المتعلم في‬
‫نتاج التعلم‪ ،‬وترتبط شخصية المعلم الواعي الذكي بطرق التدريس الفعالة القائمة‬
‫على أساس من التفاعل ‪.‬‬
‫‪ -‬الظروف الطبيعية للمدرسة ‪ :‬ترتبط فاعلية التعلم بمدى توفر التجهيزات والوسائل‬
‫التعليمية الضرورية المتعلقة بمادة التعلم‪.‬‬
‫‪ -‬المادة الدراسية‪ :‬يميل بعض الطالب بطبيعتهم إلى مواد دراسية معينة ‪ ،‬بينما ينفرون‬
‫من مواد دراسية معينة ‪ ،‬لذلك تحصيل المتعلم يختلف في المواد الدراسية ‪ ،‬إال أن‬
‫التنظيم الجيد والعرض الواضح لمادة الدراسة يزيد من فاعلية التعلم ‪.‬‬
‫‪ -‬صفات المجموعة‪ :‬ترتبط فاعلية التعلم بالتركيبة االجتماعية التي يتكون منها الصف‬
‫الدراسي‪ ،‬من حيث اختالف طالب الصف في قدراتهم وصفاتهم واتجاهاتهم وميولهم‬
‫وقيمهم وخبراتهم السابقة ‪ ،‬كما ترتبط هذه الفاعلية بمدى التباين والتجانس في الوسط‬
‫االجتماعي للمدرسة من حيث الظروف والمستويات االقتصادية واالجتماعية للطلبة‪.‬‬
‫‪ -‬القوى الخارجية ‪ :‬يقصد بها العوامل التي تؤثر في موقف المتعلم تجاه التعلم المدرسي‪،‬‬
‫فالبيت والبيئة الثقافية التي يعيش فيها المتعلم من العوامل المهمة التي تحدد صفاته‬
‫الشخصية ونمط سلوكه داخل غرفة الصف ‪.‬‬

‫المعلم والتعليم الفعال‬


‫من أهم القواعد واألصول التي ينبغي أن يلتزم بها المعلم ليحقق تعليما ً فعاالً للطلبة ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون منضبطا ً في مواعيده وتوقيته ‪ :‬فكثير من مشكالت ضبط المعلم لنظام الصف‬
‫حضوره متأخرا ً عن بدء الدرس‪ ،‬بينما التالميذ يتوافدون على الصف‪ .‬وعندما‬
‫يضبط المعلم موعد حضوره للصف ويعدّ للدرس مقدما ً قبل حضور التالميذ‪ ،‬فإنه‬
‫يحول دون حدوث كثير من مشكالت النظام في الصف‪.‬‬
‫‪ -‬أن يجيد استخدام صوته‪ :‬ألن صوت المعلم هو أداته ووسيلته الرئيسية في االتصال‬

‫‪110‬‬
‫بينه وبين التالميذ‪ .‬وهو وسيلته في تعليم التالميذ ومساعدتهم على التعلم‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون واعيا ً منتبها ً لما يحدث في الفصل‪ :‬فالمدرس الجيد هو الذي يعطي انطباعا ً‬
‫لتالميذه بأنه يرى بظهره‪ .‬فهو يراقب الفصل بعينه بنظرة عابرة شاملة‪ ،‬وقد يتحرك‬
‫بين الصفوف ويستخدم لغة اإلشارة ولغة العيون‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتفهم ما يحدث في الفصل‪ :‬فمن المهم للمعلم أن يتوصل إلى فهم األسباب وراء‬
‫سلوك التالميذ في الفصل‪ .‬وفي ضوء فهمه لهذا‪ ،‬يمكنه أن يتصرف وأن يستخدم‬
‫األسلوب المناسب للتعامل معه‪.‬‬
‫‪ -‬أن يوزع انتباهه على جميع تالميذ الفصل‪ :‬وهذا يعني أال يقصر اهتمامه على بعض‬
‫التالميذ دون البعض اآلخر‪.‬‬
‫‪ -‬أن يحسن التصرف في مواقف األزمات‪ :‬فقد يحدث في بعض األحيان‪ ،‬السيما في‬
‫المراحل التعليمية األولى واالبتدائية‪ ،‬وجود بعض المواقف واألزمات التي تتطلب‬
‫من المعلم حسن التصرف‪.‬‬
‫‪ -‬أن يساعد التلميذ الذي يواجه مشكلة‪ :‬قد يقع بعض التالميذ في مشكالت خاصة بهم‪،‬‬
‫وتسبب لهم إحباطا ً شديدا ً في الفصل تصرفهم عن الدرس مهما حاول المعلم جذب‬
‫انتباههم إليه‪ .‬ومع أن هذه المشكالت قد تعني القليل بالنسبة للمعلم إال أنها تعني‬
‫الكثير بالنسبة للطفل‪.‬‬
‫‪ -‬أال يقول شيئا ً ال يقدر على تنفيذه أو ال ينفذه‪ :‬من األمور التي تشين المعلم وتفقده هيبته‬
‫ومكانته في نظر التالميذ أن يعدهم بشيء ثم ال يفي بوعده‪ ،‬وأن يرسل تهديدات‬
‫أو وعودا ً ثم ال ينفذها أو ال يستطيع أن ينفذها‪ ،‬وإذا حدث لسبب ما أن المعلم وعد‬
‫بشيء ثم لم ينفذه وجب عليه أن يشرح علنا ً لكل التالميذ األسباب التي أدت إلى عدم‬
‫تنفيذ الوعود مع تعويضهم بشيء آخر كبديل‪.‬‬
‫‪ -‬أال يقارن بين التالميذ في الفصل‪ :‬من األخطاء التي يقع فيها المعلم مقارنته لتحصيل‬
‫تلميذ في الفصل بتحصيل زميل لـه‪ ،‬وتعليقه على أن أحدهما أقل مستوى من اآلخر‪،‬‬
‫ألن ذلك يؤدي بالتلميذ ذي المستوى األدنى إلى كراهية المعلم ومقاومته‪.‬‬
‫‪ -‬أن يحسن استخدام األسئلة‪ :‬األسئلة الجيدة وسيلة المعلم في التأكد من فهم التالميذ‬
‫للدرس‪ ،‬وأداته في استثارة اهتمام التالميذ وتفكيرهم‪ .‬المعلم الجيد هو الذي يحسن‬
‫استخدام األسئلة ويجيد صياغتها وتوجيهها‪.‬‬
‫يقوم تالميذه بصفة مستمرة‪ :‬فالتقويم باختصار يعنى الحكم على المستوى التعليمي‬ ‫‪ -‬أن ّ‬

‫‪111‬‬
‫الذي وصل إليه التلميذ في المادة الدراسية‪ ،‬إضافة إلى تعديل سلوك الطالب وتعديل‬
‫مستواه المعرفي‪.‬‬
‫‪ -‬أن يقوم بتلخيص الدرس‪ :‬من األمور الهامة التي ينبغي على المعلم الجيد مراعاتها‬
‫تلخيصه للدرس في نهاية الحصة‪ ،‬فذلك يساعد التالميذ على تركيز انتباههم على‬
‫النقاط والعناصر الرئيسية فيه‪ ،‬ويعزز من فرص تذكرهم لها وتثبيتها في الذاكرة‪ .‬وهذا‬
‫يتطلب من المعلم حسن توقيته للدرس حتى ال تضيع عليه فرصة عمل تلخيص له‪.‬‬
‫‪ -‬تخطيط الدرس‪ :‬يقوم نجاح أي عمل على التخطيط الجيد والدقيق‪ ،‬ألنه بذلك يبعد هذا‬
‫العمل عن العشوائية واالرتجال ويحقق لـه النجاح‪ ،‬فالذي يميز اإلنسان الناجح عن‬
‫غيره اعتماده على التخطيط العقالني السليم في أعماله وأنشطة حياته‪ ،‬ومن هنا كان‬
‫للتخطيط أهمية بالنسبة للمعلم ‪..‬‬
‫‪ -‬تنفيذ المواقف التدريسية‪ :‬بعد عملية التخطيط للدرس يأتي دور المعلم في التنفيذ داخل‬
‫الفصل‪ ،‬ويحتاج التنفيذ إلى آليات معينة ‪ ،‬إال أنه يقوم على مبادئ من أهمها‪ :‬االهتمام‬
‫بالفهم‪ ،‬ال االستظهار والحفظ والتلقين‪ ،‬والعمل على تكوين العادات الحسنة‪ ،‬وتهذيب‬
‫النفس‪ ،‬وتنمية الخصال األخالقية خالل الدرس ‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة الطلبة على بناء إستراتيجيات التعلم‪ :‬وهنا على المعلم أن يراعي األمور التالية‪:‬‬
‫* أال يكون حرفيا ً في تنفيذ المقررات والمناهج‪ .‬فالمعلم بخبراته الواسعة‬
‫مثر للمنهاج‪ ،‬يحلله ويخطط لـه ويفعّله بتوظيف تكنولوجيا‬ ‫وتجدده المستمر ٍ‬
‫التعليم والمهارات التقنية الحديثة‪.‬‬
‫* التنوع في طرق التدريس وأنماط النشاط ليتماشى مع الفروق الفردية‬
‫للطلبة‪.‬‬
‫*استخدام الوسائل التعليمية المناسبة لعرضها في وقتها المناسب‪ ،‬والتدرب‬
‫على تشغيلها وتجهيزها قبل بداية الحصة‪ ،‬والتأكد من صالحيتها للعمل‪.‬‬
‫* أن يعطي المعلم قدرا ً من الحرية واالنطالق في التفكير والتعبير للطلبة‪،‬‬
‫ويتم ذلك من خالل األسئلة التي تطرح أثناء عرض المادة‪.‬‬
‫* أن تتاح الفرصة ألغلب التالميذ لإلجابة عن األسئلة التي أعدها المعلم‬
‫أثناء التحضير‪ ،‬والتي تعتبر مثيرات يستجيب لها الطلبة‪ ،‬ويعتبر هذا نوعا ً‬
‫من التعزيز‪.‬‬
‫*أن يوجه التالميذ إلى تحديد أهداف نشاطهم‪ ،‬ألن ذلك يساعد على فهم‬

‫‪112‬‬
‫النشاط وتنظيمه وتحديد اتجاهاته ‪.‬‬
‫*على المعلم أن يستخدم التعزيز بتوازن‪ ،‬كذلك فإن على المعلم تجنب‬
‫استخدام العقاب البدني أو اإلكثار من توجيه اللوم واالنتقاد للطلبة حتى ال‬
‫يصبح منفرا ً لهم ‪.‬‬

‫توفير الخبرات التعليمية‬


‫أ ـ األهداف التعليمية‬
‫األهداف المنشودة‏‪:‬‬
‫‏‪ -‬أن يتعرف المعلم على عناصر الهدف السلوكي‪.‬‏‬
‫‏‪ -‬أن يتعرف المعلم على أهمية وضع األهداف في تحسين رفع نسبة التعليم‪.‬‏‬
‫‏‪ -‬أن يطبق المعلم أسلوب وضع األهداف قبل البدء بتدريس أي وحدة‪ .‬إن لألهداف ركنا ً‬
‫أساسيا ً في‏عملية التعلم والتعليم‪ ،‬وخاصة في عملية التخطيط للدرس بما فيها من وسائل‬
‫تعليمية وطرق‏تدريس وأنشطة وأساليب تقويم‪.‬‏‬
‫‪ -‬الهدف التدريسي المقبول هو الذي يصاغ بداللة التغيير في سلوك التلميذ وبطريقة‬
‫تسمح بقياس‏هذه األهداف‪.‬‏‬
‫مهمات المعلم في هذا المجال‪:‬‏‬
‫‏‪ -‬أن يحدد األهداف التعليمية الخاصة من األهداف التعليمية العامة في ضوء متطلبات‬
‫المنهاج‪.‬‏‬
‫‏‪ -‬يحدد األهداف التعليمية على هيئة نتاجات سلوكية متوقعة من المتعلمين في ضوء‬
‫احتياجاتهم‏وقدراتهم الخاصة (بحيث تعكس حاجات الطالب النمائية والتعلّمية ‪ ،‬وتكون‬
‫على هيئة سلوك قابل‏للمالحظة والتقويم بالوسائل واألدوات المتاحة)‪.‬‏‬
‫‏ ‪ -‬تحديد الظروف التي يتم من خاللها تحقيق الهدف‪ ،‬بحيث يوضح ما يمكن توفيره من‬
‫مراجع‏وأدوات‪.‬‏‬
‫‏ ‪ -‬تحديد معايير األداء المقبول حيث يحدد مستوى الجودة الذي يتصف به الهدف‪،‬‬
‫ويعتبر وسيلة‏لتحديد نجاح البرنامج التعليمي ‪.‬‏‬
‫‏‪ -‬تحليل محتوى التعلم إلى مكوناته الرئيسية‪.‬‏‬
‫‏‪ -‬االشتقاق من األهداف العامة أهدافا ً خاصة بالمادة التعليمية‪.‬‏‬
‫‏‪ -‬تحديد المتطلبات السابقة ذات الصلة باألهداف التعليمية الخاصة‪.‬‏‬

‫‪113‬‬
‫‏‪ -‬تحديد المواد السمعية والبصرية المناسبة والموارد التعليمية الالزمة لتحقيق األهداف‪.‬‏‬
‫‏‪ -‬اختيار اإلستراتيجيات وطرق التعليم والتعلم الالزمة لتحقيق األهداف‪.‬‏‬
‫‏‪ -‬تحديد طرق وأدوات التقويم الالزمة لقياس التعلم والتأكد من تحقيق األهداف‪.‬‏‬
‫‏‪ -‬مشاركة التالميذ في التخطيط للدرس (قدر اإلمكان) حيث يسهم في إثارة الدافعية‬
‫لديهم ورغبتهم‏في التعلم‪.‬‏‬
‫‏‪ -‬أن يسجل المعلم مالحظاته في مكان مخصص في الخطة‪.‬‏‬

‫التخطيط الفعّال‬
‫تحليل محتوى المنهاج للمادة المقررة ‪ ،‬تحديد قائمة األهداف‬
‫التخطيط السنوي أو الفصلي العامة والخاصة للمادة لكل الفصول الدراسية ‪ ،‬إعداد جدول‬
‫زمني ‪.‬‬
‫وضع خطة متكاملة لكل وحدة دراسية‪ ،‬الوقت لكل وحدة‬ ‫التخطيط للوحدة الدراسية‬
‫منسجما ً مع الفصل الدراسي أو السنة الدراسية ‪.‬‬ ‫والتعليمية‬
‫أهداف تعليمية يمكن تحقيقها في حصة دراسية‪ ،‬خبرات‬
‫التخطيط للتدريس اليومي‬
‫ونشاطات محددة بالفترة الزمنية للتنفيذ‪ ،‬أساليب تقويم‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬التعلّم النشط‬


‫تعريفه‬
‫التعلم النشط هو مصطلح شامل لمجموعة من أساليب التدريس التي تركز على إلقاء‬
‫مسؤولية التعلم على المتعلم أو الطالب‪.‬‬
‫والمبدأ يعتمد على فكرة أن المشاركة النشطة للمتعلم في مواد التعلم تجعله قادرا ً على‬
‫استرجاع المعلومات بشكل أفضل‪.‬‬
‫طرائقه‬
‫أ ـ طريقة المحاضرة المعدلة‪ :‬تعتبر طريقة المحاضرة المعدلة من أنماط التعلم النشط‬
‫(وهي أضعفها و ذلك ألن المحاضرة ال تشجع المتعلمين على أكثر من التذكر)‪ .‬و بالرغم‬
‫من أن المحاضرة طريقة مالئمة لتوصيل أكبر قدر ممكن من المعلومات للمتعلمين‬
‫وفقا ً لوجهة نظرنا (المعلمين ) فإنه من الممكن أن نعدل منها بما يسمح للمتعلمين فهم‬
‫و استيعاب األفكار الرئيسية للعرض بتطعيمها ببعض األسئلة و المناقشات ‪ .‬ومن‬
‫األنشطة المستخدمة لجعل التعلم تعلما ً نشطا ً خالل المحاضرة ما يلي ‪:‬‬

‫‪114‬‬
‫‪ -‬الوقوف ثالث مرات خالل الحصة مدة كل منها دقيقتان ‪ ،‬يسمح فيها للمتعلمين بتعزيز‬
‫ما يتعلمونه كأن يسأل المعلم ‪ :‬ما األفكار الرئيسية التي تعلمناها حتى اآلن؟‬
‫‪ -‬تكليف المتعلمين بحل تمرين (دون رصد درجات) ومناقشتهم بالنتائج التي توصلوا‬
‫إليها‪...‬‬
‫‪ -‬تقسيم الحصة إلى جزأين يتخللهما مناقشة في مجموعات صغيرة حول موضوع‬
‫المحاضرة‪.‬‬
‫‪ -‬عرض شفوي لمدة ‪ 30 – 20‬دقيقة (بدون أن يسمح للمتعلمين بكتابة مالحظات) بعد‬
‫ذلك يترك للمتعلمين ‪ 5‬دقائق لكتابة ما يتذكرونه من الحصة ‪ ،‬ثم يوزعون خالل بقية‬
‫الحصة في مجموعات لمناقشة ما تعلموه ‪.‬‬
‫ب ـ طريقة المناقشة‪ :‬تعتبر طريقة المناقشة إحدى الطرق الشائعة التي تعزز التعلم‬
‫النشط ‪ .‬وهي أفضل من طريقة المحاضرة المعدلة إذا كان الدرس يهدف إلى تذكر‬
‫المعلومات لفترة أطول‪ ،‬حث المتعلمين على مواصلة التعلم‪ ،‬تطبيق المعارف المتعلمة‬
‫في مواقف جديدة‪ ،‬وتنمية مهارات التفكير لدى المتعلمين ‪.‬‬
‫وبالرغم من أن طريقة المناقشة ناجحة في المجموعات التي تتراوح ما بين ‪30-20‬‬
‫متعلماً‪ ،‬إال أنه تبين أيضا ً أنها مفيدة و ذات جدوى في المجاميع الكبيرة‪ .‬وهنا يطرح‬
‫المعلم أسئلة محورية تدور حول األفكار الرئيسية للمادة المتعلمة‪ .‬وتتطلب طريقة‬
‫المناقشة أن يكون لدى المعلمين معارف ومهارات كافية بالطرق المناسبة لطرح األسئلة‬
‫وإدارة المناقشات‪ ،‬فضالً عن معرفة ومهارة تساعد على خلق بيئة مناقشة (عقلية‬
‫ومعنوية ) تشجع المتعلمين على طرح أفكارهم وتساؤالتهم بطالقة وشجاعة‪.‬‬
‫ج ـ التعــلم التعـاونــي‪ :‬وفيه يُقسم المتعلمون إلى مجموعات غير متجانسة‪ ،‬وتشجع‬
‫هذه المجموعات على أن تستخدم كافة أساليب التواصل بينها (هواتف‪ ،‬بريد إلكتروني‪،‬‬
‫‪ .) ...‬وتكلف المجموعة في التواصل داخل قاعة الدرس و خارجها في عمل مهمة‬
‫معينة مثل‪ :‬وضع أسئلة لمناقشتها و إدارتها ‪ ،‬تقديم مفاهيم هامة‪ ،‬كتابة تقرير حول‬
‫بحث قامت به ‪...‬‬
‫د ـ التعلم بالمشروع‪ :‬وصف "ماركوم"‪ )2011‎(‎‬التعلم القائم على المشاريع (‪)PBL‬‬
‫على النحو التالي‪ " :‬التعلم القائم على المشروع هو التعلم الذي يدمج ما بين المعرفة‬
‫والفعل‪ ،‬حيث الطالب يتلقون المعارف وعناصر المناهج الدراسية األساسية‪ ،‬ولكنهم‬

‫‪115‬‬
‫أيضا يطبقون ما يعرفونه من أجل حل مشاكل حقيقية والحصول على نتائج قابلة‬
‫للتطبيق‪ .‬الطالب الذين يتبنون التعلم القائم على المشروع يستفيدون من األدوات‬
‫الرقمية للوصول لمنتجات تشاركية عالية الجودة‪ .‬التعليم القائم على المشروع يعيد‬
‫تركيز التعليم على الطالب‪ ،‬وليس المنهج – وهو تحول عالمي شامل يحرك العاطفة‪،‬‬
‫واإلبداع‪ ،‬والمرونة؛ وهذه ال يمكن أن تدرس من خالل كتاب مدرسي‪ ،‬ولكنها عناصر‬
‫يتم تنشيطها من خالل التجربة‪" .‬‬
‫معوقاته‬
‫تتمحور معوقات األخذ بالتعلم النشط حول عدة أمور‪ ،‬منها‪ :‬فهم المعلم لطبيعة عمله‬
‫وأدواره‪ ،‬عدم االرتياح و القلق الناتج عن التغيير المطلوب‪ ،‬و قلة الحوافز المطلوبة‬
‫للتغيير ‪.‬‬
‫ويمكن تلخيص تلك العوائق في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الخوف من تجريب أي جديد‪.‬‬
‫‪ -‬قصر زمن الحصة‪.‬‬
‫‪ -‬نقص بعض األدوات واألجهزة‪.‬‬
‫‪  -‬الخوف من عدم مشاركة المتعلمين وعدم استخدامهم مهارات التفكير العليا‪.‬‬
‫‪  -‬عدم تعلم محتوى كاف‪.‬‬
‫‪  -‬الخوف من فقد السيطرة على المتعلمين‪.‬‬
‫‪ -‬قلة مهارة المعلمين لمهارات إدارة المناقشات‪.‬‬
‫‪ -‬الخوف من نقد اآلخرين لكسر المألوف في التعليم‪.‬‬
‫نصائح للبدء بتصميم أنشطة التعلم النشط‬
‫‪ -‬ابدأ بداية متواضعة وقصيرة‪.‬‬
‫طور خطة لنشاط التعلم النشط ‪ ،‬جربها ‪ ،‬اجمع معلومات حولها ‪ ،‬عدلها ‪ ،‬ثم جربها‬ ‫‪ّ -‬‬
‫ثانية‪.‬‬
‫‪ -‬جرب ما ستطلبه من المتعلمين بنفسك أوالً‪.‬‬
‫‪ -‬كن واضحا ً مع المتعلمين مبينا ً لهم الهدف من النشاط وما تعرفه عن عملية التعلم‪.‬‬
‫‪ -‬اتفق مع المتعلمين على إشارة لوقف الحديث‪.‬‬
‫‪ -‬شكل أزواجا ً عشوائية من المتعلمين في األنشطة‪.‬‬
‫‪ -‬إن شرط النجاح في تطبيق التعلم النشط (كما في غيره من األنشطة الواقعية) هو‬
‫التفكير والتأمل في الممارسات التدريسية ومتابعة الجديد‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫خطـــوات تحـــويل وحدة إلى تعلم نشط‬
‫‪ -‬حدد ما يمكن تعلمه باالكتشاف‪ ،‬وما يمكن تعلمه بالتشارك‪ ،‬و ما ال يمكن تعلمه سوى‬
‫عن طريق اإللقاء‪ ،‬و هنا يتغير دور المعلم بتغير طريقة التدريس ‪.‬‬
‫‪    ‬إذا ما توافرت لديك مصادر تقنيات المعلومات‪ ،‬ما الذي ستغيره في تدريس الوحدة‬
‫بما يعزز تعلم المتعلمين و فهمهم بناء على إجابتك عن السؤالين السابقين ‪:‬‬
‫‪  -‬صمم الوحدة بحيث يحل التعلم النشط محل التعلم التقليدي آخذا ً في االعتبار أهداف‬
‫الوحدة وأهداف المادة‪.‬‬
‫‪ -‬صمم أنشطة مناسبة لبيئة التعلم النشط ‪.‬‬
‫‪ -‬صمم أنشطة إلقاء ألجزاء الوحدة التي ال يمكن تعليمها من خالل التعلم النشط‪.‬‬
‫‪ -‬صمم أنشطة تساعد المتعلمين على تقويم تقدمهم خالل الوحدة ‪.‬‬
‫‪ -‬صمم أنشطة تقويم مناسبة للتعلم النشط ‪.‬‬
‫التعلم النشط من خالل أركان الصف‬
‫من أهم مصادر األنشطة التعليمية والبحثية حيث يمكن االعتماد على الكتب واألدوات‬
‫والصور وخامات البيئة الموجودة في األركان لعمل بحث والقيام بالتكليفات الخاصة‬
‫بتنفيذ األنشطة‪ .‬ولألركان دور كبير في تمكين التلميذ من البحث واالستقصاء‪.‬‬
‫أهميته‬
‫‪ -‬زيادة مقدار التعلم‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية مهارات التوجه الذاتي‪.‬‬
‫‪ -‬جعل التعلم جذابا ً ونشطاً‪.‬‬
‫‪ -‬إشباع احتياجات التالميذ‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة اهتمامات التالميذ‪.‬‬
‫‪ -‬مواجهة بعض صعوبات التعلم‪.‬‬
‫‪ -‬ترسيخ الحرية واإلبداع واالبتكار‪.‬‬
‫‪ -‬دعم الذكاءات المتعددة ‪.‬‬
‫أنواع األركان التعليمية‪:‬‬
‫األركان الثابتة‪:‬‬
‫‪ -‬ركن اللغة‪.‬‬
‫‪ -‬ركن الرياضيات‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫‪ -‬ركن الفن و األنشطة‪.‬‬
‫األركان المؤقتة‪:‬‬
‫تكون لعالج ظاهرة ما في الفصل وتنتهي بزوال هذه الظاهرة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬إستراتيجيات تعلم حديثة‬


‫مفهوم اإلستراتيجية‪ :‬هو فن استخدام الوسائل لتحقيق األهداف ‪.‬‬
‫إستراتيجية التدريس ‪ :‬عبارة عن مجموعة من األمور اإلرشادية التي توجه وتحدد‬
‫مسار عمل المدرس‪ ،‬وخط سيره في درس من الدروس ‪ .‬وقد عرفها بعض التربويين‬
‫بأنها تتابع منتظم ‪ ،‬ومتسلسل من تحركات المعلم ‪.‬‬
‫مكوناتها‬
‫‪ -‬األهداف السلوكية‪ ،‬وتعرف أيضا ً باألهداف اإلجرائية‪ ،‬أو أهداف التدريس‪.‬‬
‫‪ -‬التحركات التي يقوم بها المعلم ‪ ،‬وينظمها ليهتدي بها في تدريسه‪ ،‬وهي بمثابة محور‬
‫إستراتيجية التدريس ‪.‬‬
‫‪ -‬األمثلة المستخدمة لشرح الدرس‪.‬‬
‫‪ -‬التدريبات‪ ،‬والمسائل‪ ،‬والوسائل المستخدمة للوصول إلى تحقيق األهداف‪.‬‬
‫‪ -‬الجو التعليمي‪ ،‬والتنظيم الصفي للحصة ‪.‬‬
‫‪-‬استجابات التالميذ‪ ،‬أو الطالب بمختلف مستوياتهم‪ ،‬والناتجة عن المثيرات التي ينظمها‬
‫المعلم‪.‬‬
‫‪ -1‬إستراتيجية التعلم الذاتي‬
‫هي مجموعة من اإلجراءات إلدارة عملية التعليم بحيث يندمج المتعلم بمهمات تعليمية‬
‫تتناسب وحاجاته وقدراته الخاصة ومستوياته المعرفية والعقلية‪.‬‬
‫‪ -‬مبـرراته‪ :‬إن كثرة الطالب تؤدي إلى عجز المدرسة عن القيام بمسؤولياتها كما‬
‫ينبغي‪ ،‬كما أن ضعف مستويات المعلمين وخريجي الجامعات العلمي والمسلكي أثار‬
‫فكرة تعليم الطالب نفسه بنفسه‪ .‬باإلضافة إلى أن التربية المعاصرة بدأت في إعفاء‬
‫المعلم من واجباته الروتينية وحملته مسؤوليات أخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬أهــدافه‪ :‬يهدف التعلم الذاتي إلى ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬تطويع التعلّم وتكييفه للطالب بحسب قدراته واستعدادته ‪.‬‬
‫‪ -‬عرض المعلومات بأشكال مختلفة تتيح للطالب حرية اختيار النشاط الذي يناسبه من‬

‫‪118‬‬
‫حيث خلفيته للمعرفة السابقة بالموضوع وسرعة تعلمه وأسلوبه في التعلم ‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق األهداف التربوية والتعليمية المرغوب فيها إلى درجة اإلتقان تحت إشراف‬
‫محدود من المعلم ‪.‬‬
‫‪ -2‬التعليم اإللكتروني‬
‫تعريفه‬
‫عرف "كارلينر" التعلم اإللكتروني على أنه "تعلّم يتم عن طريق الحاسب وأي مصدر‬ ‫ّ‬
‫آخر على الحاسب مما يساعد في عملية التعليم والتعلم" ‪ .‬وفي عملية التعليم والتعلم‬
‫اإللكتروني يحل الحاسب محل الكتاب ومحل المعلم‪ .‬حيث يقوم جهاز الحاسب في الدرس‬
‫اإللكتروني بعرض المادة العلمية على الشاشة بناء على استجابة الطالب أو رغبته‪.‬‬
‫ويطلب الحاسب من الطالب المزيد من المعلومات ويقدّم له المادة المناسبة بناء على‬
‫استجابته‪ .‬ويمكن أن تكون المادة العلمية واالختبارات المصاحبة لها بسيطة كما في الدرس‬
‫التقليدي ولكنها تكون على هيئة برنامج تعليمي على الحاسب‪ .‬ويمكن أن تكون المادة‬
‫العلمية نصا ً أو رسوما ً او صورا ً ثابتة أو متحركة أو مرئيات أو هذه مجتمعة ‪ .‬وقد‬
‫مقرر يشمل محاضرات تتم عن طريق اللقاءات المرئية على‬ ‫يكون التعلم اإللكتروني من ّ‬
‫اإلنترنت في مواعيد محددة كما هو الحال في المحاضرة التقليدية‪ .‬ويمكن أن تكون صفحة‬
‫على اإلنترنت يصطحبها مادة إضافية تشمل أشرطة فيديو للدروس السابقة‪ ،‬ومناقشات‬
‫تتم خارج الصف عبر البريد اإللكتروني‪ ،‬واختبارات إلكترونية تسجل آليا ً في سجالت‬
‫الطالب‪.‬‬
‫ويعرف البعض التعليم اإللكتروني بأنه التعليم الذي يهدف إلى إيجاد بيئة تفاعلية غنيّة‬
‫ّ‬
‫بالتطبيقات المعتمدة على تقنيات الحاسب اآللي والشبكة العالمية للمعلومات‪ ،‬وتم ّكن‬
‫الطالب من الوصول إلى مصادر التعلم في أي وقت ومن أي مكان‪.‬‬
‫التعلم اإللكتروني هو التعلم باستخدام الحاسبات اآللية وبرمجياتها المختلفة سواء على‬
‫شبكات اإلنترنت أو شبكات مغلقة أو مشتركة‪.‬‬
‫مواصفات بيئات التعلم اإللكتروني‬
‫تحتاج بيئة التعلم اإللكتروني إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬توافر الوسائل التكنولوجية وسهولة وصول المعلمين والطالب‪.‬‬
‫‪ -‬تكافل المؤسسات والجامعات مع المدارس وبناء قيادة شابة ودعم إداري إلعداد‬
‫المعلمين‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫‪ -‬مساعدة الطالب والمعلمين من قبل مختصين الستعمال التكنولوجيا بمهارة واالستفادة‬
‫منها بأكبر قدر ممكن‪.‬‬
‫‪ -‬التقييم المستمر لفاعلية التكنولوجيا المستخدمة والمنهاج المطروح ومواكبته للتطور‬
‫المستمر‪.‬‬
‫‪ -‬تجهيز الصفوف المدرسية بمتطلبات دمج التقنية‪ ،‬من حيث الشبكة الداخلية وشبكة‬
‫اإلنترنت ومختبرات حاسب عديدة‪.‬‬
‫‪ -‬أن تقوم الحكومة ببناء شبكة اتصاالت ذات كفاءة عالية وتغطية لجميع مناطق الدولة‪.‬‬

‫أهدافه‬
‫‪ -‬تحسين فاعيلة التعليم والمعلمين وزيادة الخبرة لديهم‪.‬‬
‫‪ -‬الوصول إلى مصادر المعلومات ‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية توفير دروس ألساتذة مميزين يعوض النقص في الكوادر التعليمية‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة الطالب على الفهم والتعمق أكثر في الدرس حيث يستطيع الرجوع إليه في‬
‫أي وقت‪.‬‬
‫‪ -‬إدخال اإلنترنت كجزء أساسي في العملية التعليمية له فائدة جمة في رفع المستوى‬
‫الثقافي العلمي للطالب‪.‬‬
‫‪ -‬بناء شبكة لكل مدرسة بحيث يتواصل من خاللها أولياء األمور مع المعلمين واإلدارة‪.‬‬
‫األسس العامة للتعليم اإللكتروني‬
‫‪ -‬المثير واالستجابة‪ :‬حيث تتم صياغة المادة التعليمية في صيغة سؤال أو عبارة توجه‬
‫إلى الطالب وعليه أن يجيب عنها بصورة صحيحة ينتقل بعدها الطالب إلى التعزيز ‪.‬‬
‫‪ -‬التعزيز‪ :‬وذلك من خالل معرفة الطالب الفورية لنتيجة استجابته لتشجيعه لالنتقال إلى‬
‫الخطوة التالية بحماس شديد ‪.‬‬
‫‪ -‬قدرات الطالب الخاصة ‪ :‬وفيه يسير الطالب وفق سرعته في عملية التعلم حيث ال يحدد‬
‫مدة زمنية ثابتة لدراسة وفهم البرنامج‪ ،‬ألنها تختلف من طالب إلى آخر تبعا ً للفروق الفردية ‪.‬‬
‫يقوم كل طالب نفسه بنفسه خالل تعرفه على أخطائه التي وقع فيها‪،‬‬ ‫‪ -‬التقويم الذاتي‪ :‬حيث ّ‬
‫ويعلم أن مدى تعلمه مشروط باستجابته للمثير المعروض عليه دون مقارنته بزمالئه ‪.‬‬
‫‪ -3‬إستراتيجية العصف الذهني‬
‫هي خطة تدريسية تعتمد على استثارة أفكار المتعلمين وتفاعلهم انطالقًا من خلفيتهم العلمية‬

‫‪120‬‬
‫حيث يعمل كل واحد منهم كعامل محفز ألفكار اآلخرين ومنشط لهم في إعداد المتعلمين‬
‫لقراءة أو مناقشة أو كتابة موضوع ما وذلك في وجود موجه لمسار التفكير وهو المعلم ‪.‬‬
‫أهميتها‪ :‬ترجع أهميتها إلى أنها تساعد على تنمية اإلبداع واالبتكار لحل مشكلة ما‬
‫وإثارة اهتمام وتفكير المتعلمين في المواقف التعليمية وتنمية تأكيد الذات والثقة بالنفس‪،‬‬
‫مع توضيح نقاط واستخالص أفكار أو تلخيص موضوعات ‪.‬‬
‫خطواتها‬
‫‪ -‬تحديد الهدف والمشكلة المطلوب دراستهما‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بالتهيئة الذهنية المطلوبة ‪.‬‬
‫‪ -‬يطرح المتعلمون كل األفكار المتعلقة بحل المشكلة‪.‬‬
‫‪ -‬يتقبل المعلم جميع اإلجابات واآلراء من المتعلمين‪.‬‬
‫‪ -‬يتدخل المعلم لتصحيح مسار تفكير المتعلمين عند الضرورة‪.‬‬
‫‪ -‬إلغاء األفكار المكررة‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة المتعلمين على استخالص األفكار النهائية‪.‬‬
‫‪ -4‬إستراتيجية األلعاب التعليمية‬
‫هي نشاط تعليمي منظم يعتمد على نشاط المتعلم وفاعليته ويثير الدافعية نحو التعلم‬
‫القائم على التفاعل فيما بين المتعلمين بهدف الوصول إلى أهداف تعليمية محددة ويتم هذا‬
‫النشاط تحت إشراف المعلم وتوجيهه‪ ،‬ويكتسب التلميذ من خالله المعلومات والمفاهيم‬
‫والمهارات واالتجاهات‪.‬‬
‫أهــدافها‬
‫‪ -‬لماذا سيلعب األطفال تلك اللعبة؟‬
‫‪ -‬ما المهارات التي يكتسبها أو يمارسها األطفال في تلك اللعبة؟‬
‫‪ -‬هل تتيح اللعبة اشتراك أكبر عدد من األطفال طوال الوقت؟‬
‫‪ -‬ما شكل تصميم اللعبة لكي تحقق األهداف المرجوة منها؟‬
‫‪ -‬ما المواد الخام التي ستصنع منها اللعبة؟‬
‫‪ -‬هل يمكن أن يشارك األطفال في صنعها؟‬
‫‪ -‬هل يمكن استخدامها ألغراض متعددة أكثر من مرة؟‬
‫‪ -‬هل اللعبة مناسبة مع المرحلة العمرية للتالميذ؟‬

‫‪121‬‬
‫‪ -‬هل تعليمات اللعبة واضحة و سهلة االتباع؟‬
‫‪ -‬هل تأكدت من أن التالميذ يفهمون تلك التعليمات؟‬
‫‪ -‬من الذي سيتحقق من اإلجابة‪ :‬المعلم أم التلميذ أم كل مجموعة أم باستخدام مفتاح إجابة؟‬
‫‪ 5‬ـ إستراتيجية حل المشكالت‬
‫وهي عبارة عن موقف غامض ال يستطيع التلميذ التغلب عليه في ضوء خبراته الحالية‪،‬‬
‫ويستطيع حل الغموض عن طريق الخبرات الجديدة وبالتالي الوصول للهدف‪ ،‬إنها خطة‬
‫تدريسية تتيح للفرد الفرصة للتفكير العلمي حيث يتحدى الفرد مشكالت معينة‪ ،‬فيخطط‬
‫لمعالجتها وبحثها ويجمع البيانات وينظمها ويستخلص منها استنتاجاته الخاصة‪ .‬وعلى‬
‫المعلم أن يشجعه وال يملي رأيه عليه فهي إستراتيجية تعتمد على نشاط المتعلم وإيجابيته‬
‫في اكتساب الخبرات التعليمية‪ ،‬وذلك عن طريق تحديده للمشكالت التي تواجهه ومحاولة‬
‫البحث والكشف عن حلول منطقية لها‪ ،‬مستخدما ً ما لديه من معارف ومعلومات تم جمعها‬
‫وذلك إلجراء خطوات مرتبة ليصل منها في النهاية إلى استنتاج هو بمثابة حل للمشكلة ثم‬
‫إلى تعميم حيث يتحول االستنتاج إلى نظرية أو قاعدة ‪.‬‬
‫وهي أن يقوم المعلم بطرح مشكلة (حل تمرين) على طالبه وتوضيح أبعادها‪ ،‬وبعد‬
‫ذلك يناقش ويوجه الطالب للخطوات والعمليات التي تقود لحل المشكلة‪ ،‬وذلك بتحفيز‬
‫الطالب على التفكير واسترجاع المعلومات المرتبطة بالمشكلة‪ ،‬وبعد ذلك يقوم المعلم‬
‫بتقويم الحل الذي توصل إليه الطالب‪.‬‬
‫أي إن هذه الطريقة تمر بثالث مراحل هي‪ :‬التقديم ‪ -‬التوجيه‪ -‬التقويم‪.‬‬
‫ويفضل أن يقسم المعلم طالبه إلى مجموعات‪ ،‬وذلك لمراعاة الفروق الفردية‪.‬‬
‫الخطوات‪:‬‬
‫‪ -1‬تحديد المشكلة‪.‬‬
‫‪ -2‬جمع بيانات عن المشكلة‪.‬‬
‫‪ -3‬اقتراح حلول للمشكلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مناقشة الحلول المقترحة للمشكلة‪.‬‬
‫‪-5‬التوصل إلى الحل األمثل (االستنتاج)‪.‬‬
‫‪ -6‬تطبيق االستنتاجات والتعميمات في مواقف جديدة‪.‬‬
‫‪ -6‬إستراتيجية لعب األدوار‬
‫هي خطة من خطط المحاكاة في موقف يشابه الموقف التعليمي حيث يتقمص المتعلم أحد‬

‫‪122‬‬
‫األدوار التي توجد في الموقف الواقعي ويتفاعل مع اآلخرين في حدود عالقة دوره بأدوارهم‬
‫وتعتبر هذه الطريقة ذات أثر فعال في مساعدة التالميذ على فهم أنفسهم وفهم اآلخرين‪.‬‬
‫مميزاته‬
‫‪ -‬إعطاء الفرصة لظهور المشاعر واالنفعاالت الحقيقية‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة الحساسية والوعي بمشاعر اآلخرين وتقبلها‪.‬‬
‫‪ -‬اكتساب مهارات سلوكية واجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع روح التلقائية لدى المتعلمين‪.‬‬
‫‪ -‬عرض مواقف محتملة الحدوث‪.‬‬
‫‪ -‬سهولة استيعاب المادة التعليمية‪.‬‬
‫إرشادات لعب األدوار‪:‬‬
‫‪ -‬اجعل لعب األدوار قصيرا ً وخصوصا ً عند استخدامه ألول مرة‪.‬‬
‫‪ -‬اختر مواقف واقعية يعرفها التالميذ تعبر عن خبرات مروا بها‪.‬‬
‫‪ -‬ال تجبر التالميذ على االشتراك في لعب األدوار و اجعل اشتراكهم تطوعياً‪.‬‬
‫‪ -‬كن مراعيا ً لمشاعر التالميذ‪.‬‬
‫‪ -‬أشرك كل التالميذ بطرح األسئلة والتأكد من متابعتهم وانتباههم‪.‬‬
‫‪ -‬ال تسمح بالنقد‪.‬‬
‫‪-‬استخدم معينات بسيطة مثل األقنعة التي تضفي المتعة والتشويق‪.‬‬
‫‪-‬امدح كل التالميذ‪.‬‬
‫‪ -7‬إستراتيجيات لتنمية التفكير‬
‫التفكير الناقد‪ :‬هو عملية هادفة ذات تنظيم ذاتي ُمحكم يؤدي إلى التفسير والتحليل‬
‫والتقييم واالستنتاج وكذلك شرح األدلة‪ ،‬بمفاهيمية ومنهجية‪ ،‬بحيث يستند إليها الحكم‪.‬‬
‫إن التفكير الناقد هو التفكير الذي يتطلب استخدام المستويات المعرفية العليا الثالثة في‬
‫التصنيف عند "بلوم" وهي التحليل والتركيب والتقويم‪ .‬هو نوع من التفكير المسؤول‬
‫الذي يُيّسر عمليات الوصول للقرار ويعتمد على معايير ومحكات خاصة‪ ،‬وكذلك على‬
‫التقويم الذاتي والحساسية للمواقف المتنوعة‪.‬‬

‫أهمية التفكير الناقد‬


‫ ‪-‬تحليل وفرز اآلراء والمعلومات الجديدة ومدى مالءمتها لما لديه من آراء ومعلومات‬
‫سابقة‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫ ‪-‬التفكير الحر الذي يساعده على مواجهة التغيرات العصرية السريعة والتوصل إلى‬
‫حلول مناسبة للمشكالت التي يواجهها في حياته‪.‬‬
‫ ‪-‬التقييم السليم للمواقف واألحداث والقضايا المعقدة التي يتعرض لها في حياته بطريقة‬
‫موضوعية وبعيدة عن التأثر باألهواء والنواحي الذاتية‪.‬‬
‫ ‪-‬التخلص من المعتقدات واآلراء الفاسدة والتعصب األعمى‪ ،‬والتخلص من أساليب‬
‫التفكير غير العلمية‪.‬‬
‫ ‪-‬تحويل عملية اكتساب المعرفة من عملية خاملة إلى نشاط عقلي يؤدي إلى إتقان‬
‫أفضل للمحتوى المعرفي‪ ،‬وفهم أعمق له على اعتبار أن التعليم في األساس عملية‬
‫تفكير‪.‬‬
‫ ‪-‬إكساب األفراد تعليالت صحيحة وتقليل التعليالت الخطأ لديه‪ ،‬باإلضافة إلى زيادة‬
‫قدرته على قبول الموضوعات المطروحة في مدى واسع من مشكالت الحياة اليومية‪.‬‬
‫ ‪-‬زيادة مراقبة األفراد لتفكيرهم وضبطه‪ ،‬مما يساعدهم في صنع القرارات في حياتهم‬
‫اليومية ويبعدهم عن االنقياد العاطفي والتطرف في الرأي‪.‬‬
‫المقومات األساسية للمواطنة الفعالة في عصر اتّسعت فيه المعلومات‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬يعتبر من‬
‫وانتشرت وسائل اإلعالن وشاعت فيه الدعايات واإلشاعات‪ ،‬وال بد للفرد أن يكون‬
‫قادرا ً على التفكير الناقد لكي يستطيع الحكم على مصداقية هذه المعلومات وتصنيفها‬
‫وتمييز الصحيح منها من الخطأ‪.‬‬
‫وضع خطة‪ :‬لكي نعلّم الطالب الوعي بالتفكير يجب أن نعلّمهم وضع خطة عمل‬
‫يحتفظون بها في عقولهم تساعدهم في متابعة السلوك بصورة واضحة‪ .‬وأثناء القيام‬
‫بالنشاط يدعو المعلم الطالب إلى أن يعبروا عن تقدمهم في عملية التعليم‪ ،‬وعن عمليات‬
‫التفكير التي يقومون بها‪ .‬وبعد االنتهاء من النشاط التعليمي يشجع المعلم الطالب على‬
‫تقديم أدائهم في ضوء اتباعهم القواعد التي أعطاهم إياها‪ .‬ومدى استفادتهم منها‪ ،‬وهل‬
‫اتبعوها فعالً‪ ،‬وهل هناك بدائل أخرى أفضل في المستقبل ‪.‬‬
‫قواعد التفكير‬
‫‪ -‬طرح األسئلة‪ :‬توجيه المتعلم لنفسه أسئلة قبل التعلم وخالله‪ ،‬تُي ّ‬
‫سر الفهم وتشجع‬
‫الطالب للتوقف والتفكير في العناصر الهامة في المادة‪.‬‬
‫‪ -‬االختيار القصدي‪ :‬يستطيع المعلم أن يشجع الوعي بالتفكير بمساعدة الطالب على‬
‫استكشاف نتائج اختياراتهم وقراراتهم قبل وأثناء عملية القرار‪ ،‬بحيث يدرك الطالب‬

‫‪124‬‬
‫العالقة بين قراره وسلوكه وما انتهى إليه من إنجاز ‪.‬‬
‫‪ -‬التقدير‪ :‬تشجيع المعلم الطالب على األداء الجيد الذي قام به وإعالنه أمام الطالب‬
‫ليحصل على تقديرهم ينمي تفكيره ويحفزه على االستمرار‪.‬‬
‫‪ -‬رفض كلمة ال أستطيع‪ :‬يوضح المعلم للطالب أن كلمة أنا ال أستطيع ‪ -‬أنا بطيء ‪ -‬أنا‬
‫ال أعرف ‪ -‬كلها مرفوضة‪ ،‬ولكن من حق الطالب أن يقرر ما يحتاج إليه من معلومات‬
‫لتساعده‪ ،‬وهذا ينمي وعي الطالب بالتمييز بين ما يعرفونه وما يحتاجون لمعرفته‬
‫وينمي لديهم المثابرة والجد للحصول على ما يحتاجون‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد المصطلحات التي يستخدمها الطالب وتوضيحها‪ :‬إن المعلم حين يطلب من‬
‫الطالب أن يوضحوا أساليب عمليات التفكير فهذا يساعد الطالب على تحديد أخطائهم‬
‫وتعديلها بأنفسهم‪ ..‬مثالً‪:‬‬
‫يوجه المعلم السؤال التالي للطالب ‪ :‬أنت إجابتك كذا في حين اإلجابة عند زميلك كذا‪،‬‬
‫كيف وصل كل منكما للحل؟ أريد أن تراجع خطوات الحل وذكر خطوات الحل (دون‬
‫تقييم) حتى يدرك الطالب أين الصواب وأين الخطأ‪.‬‬
‫‪ -‬تسجيل حل المسائل في دفتر‪ :‬يجب على المعلم أن يساعد طالبه في اكتساب المهارة‬
‫في تسجيل حل المسائل في دفاترهم ‪ ،‬وذلك بتنظيمه المعلومات على اللوح وعرضه‬
‫الرسوم باأللوان وإبراز أجزاء السؤال والمعطيات والمطلوب ‪،‬هذا يجعل الطالب يسجل‬
‫الحل بصورة صحيحة منظمة‪.‬‬
‫تعلم التفكير‬
‫‪ -‬تنمية ثقة الطالب بأنفسهم عن طريق االستماع إليهم و تقبل أفكارهم‪.‬‬
‫‪ -‬احترام التنوع واالنفتاح‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع المناقشة والتعبير وطرح األسئلة ومساعدة الطالب على اإلجابة عنها مما‬
‫يساعد على إطالق أفكارهم بغض النظر عن اعتقادهم بأنها صائبة أو خاطئة‪...‬‬
‫‪ -‬إعطاء وقت كاف للتفكير‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء تغذية راجعة إيجابية‪.‬‬
‫‪ -‬ال تطلب منهم االتفاق مع كل عمل وطريقة تقوم بها‪ ،‬بل اسمح لهم باالختالف في‬
‫اآلراء‪ ،‬واحذر أن تفرض عليهم أنماطا ً محددة‪.‬‬
‫‪ -‬تقبل بروح رياضية ما يقدمه طالبك من ذوي الفكر اإلبداعي وكن متسامحا ً حتى لو‬
‫أدى ذلك إلى اإلخالل بزمن الحصة‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫‪ -‬كلّف طالبك بواجبات مفتوحة تتيح لهم الحد األقصى من الفرص واإلبداع الفردي‪.‬‬
‫‪ -‬وفّر لطالبك فترات نشاط وفترات هدوء‪ ،‬وتذكر تأثير التهيئة الذهنية‪.‬‬
‫‪ -‬ش ّجع طالبك على اكتساب المعرفة من مصادر مختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬ش ّجع الطالب على حل المسألة بأكثر من حل وأشر إلى أحسن الحلول‪ ،‬وأن يحل‬
‫مسائل متعددة من خارج الكتاب المدرسي ‪.‬‬
‫‪ -‬راع الفروق الفردية بين طالبك‪ ،‬وذلك بإعطاء الطالب المتفوق أسئلة تتحدى قدراته‬
‫ومواهبه‪ ،‬وإعطاء الطالب المتوسط أسئلة تحقق ذاته في الفصل‪ ،‬وكذلك الطالب األقل‬
‫من المتوسط‪.‬‬
‫‪ -‬ال تصر على التفكير المنظم خطوة خطوة بل دع أفكار الطالب تنطلق على سجيتها‬
‫ولكن يجب أن تصر على ذكر الطالب سبب كل خطوة يقوم بها‪.‬‬
‫تنمية التفكير الناقد في المواد العلمية‬
‫ ‪-‬تهيئة مواقف تعليمية محيرة تثير مهارات التفكير لدى المتعلمين وتتطلب منهم‬
‫البحث والتقصي للوصول إلى نتائج علمية سليمة لهذه المواقف‪.‬‬
‫ ‪-‬توجيه وتشجيع المتعلمين على إثارة األسئلة الخاصة بهم‪.‬‬
‫ ‪-‬تنظيم مناقشات مضادة تتضمن إشراك المتعلمين في منافسات ومواجهات تمثل أكثر‬
‫من رأي في موضوع معين‪.‬‬
‫ ‪-‬تدريب المتعلمين على اتخاذ القرارات‪ ،‬واالستقاللية في التفكير عن اآلخرين‪.‬‬
‫ ‪-‬تحليل عمليات التفكير الخاصة بالمتعلمين‪ ،‬وبيان مدى ممارساتهم لها في غرفة‬
‫الصف وتدريبهم على تقديم مبررات منطقية لما يفعلون‪.‬‬
‫ ‪-‬تشجيع المتعلمين على إبداء وجهة نظرهم في القضايا والموضوعات المختلفة‪،‬‬
‫وعدم التسرع في إصدار األحكام على القضايا والموضوعات إال بعد دراسة متعمقة‬
‫لكافة جوانب الموضوع‪.‬‬
‫ ‪-‬السماح للمتعلمين بالمشاركة في وضع قواعد وقرارات متعلّقة بمظاهر التعلم بما‬
‫فيها عملية التقييم‪.‬‬
‫ ‪-‬تدريب المتعلمين على البحث عن الحلول المنطقية واإلبداعية للمشكالت التي تواجههم‪.‬‬
‫كيف يتم تقييم مدى نمو قدرات الوعي بالتفكير؟‬
‫إذا استطاع الطالب أن يصف ما يدور في ذهنه حين يقوم بحل المسائل وأن يحدد‬
‫العمليات التي يقوم بها فهو في هذه الحالة يكون قد أصبح أكثر وعيا ً بتفكيره‪.‬‬
‫وحين يُسأل يستطيع أن يقرر الخطوات التي يتبعها و يحدد الطرق التي واجهته في‬

‫‪126‬‬
‫حل المسائل ويستطيع أن يحدد النقص في بياناته وكيف يضع الخطط للحصول عليها‪.‬‬
‫إن مهمة مدارسنا هي تزويد عقول طالبنا بأسس التفكير المنتج وإذا لم نجعل طالبنا‬
‫قادرين على حل المشكالت‪ ،‬وقادرين على متابعة دراستهم مستقلين عن المدرس‪ ،‬فإننا‬
‫نكون قد أنتجنا القليل من تدريسنا لهم‪ .‬إن كل طالب مدفوع نحو هدف معين وينبغي‬
‫على المعلم أن يحدد هذا الهدف وأن يتوصل إلى دافع يوجه الطالب نحو اإلتقان في‬
‫مجال هذا الهدف‪.‬‬
‫‪ -8‬التغذية الراجعة‬
‫تعريفها‬
‫‪  ‬إن التغذية الراجعة هي إعالم الطالب نتيجة تعلّمه من خالل تزويده بمعلومات عن‬
‫سير أدائه بشكل مستمر‪ ،‬لمساعدته في تثبيت ذلك األداء‪ ،‬إذا كان يسير في االتجاه‬
‫الصحيح‪ ،‬أو تعديله إذا كان بحاجة إلى تعديل ‪ .‬وهذا يشير إلى ارتباط مفهوم التغذية‬
‫الراجعة بالمفهوم الشامل لعملية التقويم باعتبارها إحدى الوسائل التي تستخدم من أجل‬
‫ضمان تحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه من الغايات واألهداف التي تسعى العملية التعليمية‬
‫التعلمية إلى بلوغها ‪.‬‬
‫أهميتها‬
‫‪ -‬تعمل التغذية الراجعة على إعالم المتعلم بنتيجة عمله‪ ،‬سواء أكانت صحيحة أم خاطئة‪.‬‬
‫‪ -‬إن معرفة المتعلم بأن إجاباته كانت خاطئة‪ ،‬والسبب في خطئها يجعله يقتنع بأن ما‬
‫حصل عليه من نتيجة‪ ،‬كان هو المسؤول عنها‪.‬‬
‫‪ -‬التغذية الراجعة تعزز قدرات المتعلم‪ ،‬وتشجعه على االستمرار في عملية التعلم‪.‬‬
‫‪ -‬إن تصحيح إجابة المتعلم الخطأ من شأنها أن تضعف االرتباطات الخاطئة التي تكونت‬
‫في ذاكرته بين األسئلة واإلجابة الخاطئة‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام التغذية الراجعة من شأنها أن تنشط عملية التعلم‪ ،‬وتزيد من مستوى دافعية‬
‫التعلم‪.‬‬
‫‪ -‬توضح التغذية الراجعة للمتعلم أين يقف من الهدف المرغوب فيه‪ ،‬وما الزمن الذي‬
‫يحتاج إليه لتحقيقه ‪.‬‬
‫‪ -‬تُبين للمتعلم أين هو من األهداف السلوكية التي حققها غيره من طالب صفه‪ ،‬والتي‬
‫لم يحققوها بعد ‪ ،‬وعليه فقد تكون هذه العملية بمثابة تقويم ذاتي للمعلم‪ ،‬وأسلوبه‬
‫في التعليم‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫التغذية الراجعة والمعلم‬
‫‪ -‬التأكد من استيعاب الطالب لمعلومات التغذية الراجعة‪ .‬إن من الضروري على المعلم‬
‫الجيد أالّ يفترض أن الطالب يستوعبون التغذية الراجعة لمجرد أنها قريبة منهم‪ ،‬بل إنه‬
‫يقدم معلومات التغذية الراجعة من خالل تركيز انتباه الطالب عليها‪ ،‬ومن خالل توجيه‬
‫الطالب أثناء تقديمها ‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من أن الطالب يفهمون العالقة الرابطة بين أعمالهم وما يقدمه المعلم من تغذية‬
‫راجعة‪.‬‬
‫‪ -‬إعالم الطالب بالهدف المرغوب تحقيقه ‪:‬‬
‫عندما يعرف الطالب الهدف أو الغاية من العمل الذي يكلف به‪ ،‬فإنه يستطيع أن يخطط‬
‫إلستراتجيته التعليمية‪ ،‬ويستطيع أيضا ً أن يبحث بين المثيرات الكثيرة عن المعلومات‬
‫المهمة‪ .‬إن معرفة الهدف تعتبر مهمة بالنسبة للسلوك واالنضباط والتعلم األكاديمي‪،‬‬
‫وعلى الطالب أن يعرف السلوك المتوقع منه‪.‬‬
‫‪ -‬على المعلم مراعاة اتساق تقديم التغذية الراجعة في الحال كلما أمكن ذلك‪ .‬من‬
‫الصعوبة بمكان‪ ،‬إن لم يكن مستحيالً أن يقدم المعلم لكل طالب تغذية راجعة فورية‬
‫عندما يكون عدد طالبه ما يقرب من (‪ )15‬خمسة عشر طالبا ً أو أكثر في حجرة‬
‫الدراسة‪ .‬لذلك نقدم بعض االقتراحات التي قد تساعد الطالب على ربط التغذية الراجعة‬
‫بالعمل حتى عندما يتم تأجيلها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬عند تعيين مهمة جديدة ينبغي شرحها فورا ً للطالب‪ ،‬كحل التمارين واألسئلة المتعلقة‬
‫بها‪ ،‬والتحدث عما ستفعله أثناء العمل‪.‬‬
‫ب ‪ -‬أن يطلب المعلم من الطالب حل عدد من التمارين مع مراقبته لهم‪ ،‬ومناقشة‬
‫األخطاء وكيفية تصحيحها ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬قبل تعيين العمل الجديد عليه التأكد من أن الطالب يستطيعون أن يحلوا التمارين‬
‫بنجاح‪.‬‬
‫د ‪ -‬أن يعطي المعلم الطالب فرصة لتصحيح محاوالتهم التدريبية‪ ،‬ويتعين عليه أن‬
‫يختار بشكل عشوائي عددا ً من األوراق إلعادة تفقدها‪ ،‬والتأكد من أن تصحيح‬
‫الطالب لها صحيح‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬عندما يعيد المعلم األوراق التي قام بتصحيحها‪ ،‬يجب عليه أن يخصص وقتا ً‬
‫لمناقشتها‪ ،‬وعندما يتم تأجيل التغذية الراجعة‪ ،‬فإن الطالب غالبا ً ما ينسون العمل‪،‬‬
‫لذا يحتاج المعلم لمساعدتهم في تذ ّكره‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫شروط التغذية الراجعة‪ :‬لكي تتاح الفرص للمعلم لالستفادة من استخدام التغذية‬
‫الراجعة في المواقف الصفية‪ ،‬وتحقيق األهداف المرجوة في عمليات التحسين والتطوير‬
‫التي يُراد إحداثها في العملية التعليمية التعلمية‪ ،‬فال بد أن تتوافر الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن تتصف التغذية الراجعة بالدوام واالستمرارية ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تتم التغذية الراجعة في ضوء أهداف محددة ‪.‬‬
‫‪ -‬يتطلب تفسير نتائج التغذية الراجعة فهما ً عميقاً‪ ،‬وتحليالً علميا ً دقيقا ً ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تتصف عملية التغذية الراجعة بالشمولية ‪ ،‬بحيث تشمل جميع عناصر‬
‫العملية التعليمية التعلمية ‪ ،‬وجميع المعلمين على اختالف مستوياتهم التحصيلية والعقلية‬
‫والعمرية ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يُستخدم في عملية التغذية الراجعة األدوات الالزمة بصورة دقيقة ‪.‬‬

‫خالصة نصائح فعّالة‬


‫للمعلم الفعّال‪:‬‬
‫‪ -‬شجع التالميذ على المشاركة في الدرس‪ :‬سؤاالً وإجابة ومالحظة ونقاشا ً وحواراً‪ .‬إن‬
‫ذلك من شأنه أن يخفف من العبء على األستاذ وأن يزيد من انتفاع التلميذ‪ ،‬وأن يُح ِبّب‬
‫المادة واألستاذ إلى التالميذ‪.‬‬
‫‪ -‬استخدم الوسائل التعليمية المختلفة في كل المواد‪ ،‬وأكثر من التطبيقات في مواد معينة‪،‬‬
‫وإجراء التجارب العلمية المتنوعة (مع التالميذ) في مواد علمية تجريبية كالتكنولوجيا‬
‫والفيزياء والكيمياء والعلوم الطبيعية في حدود اإلمكانيات المادية والمعنوية والبشرية‬
‫المـتاحة في المؤسسة ‪.‬‬
‫‪ -‬حاول إشراك كل التالميذ في الحصة وكذا في حل التمارين أو التطبيقات ‪ ،‬وإن كان‬
‫ذلك يختلف من مادة إلى أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬اطرح أسئلة ملموسة ومحددة‪ ،‬إن سألت الطالب بعد مشاهدتهم لفيلم فيديو مثالً‪ :‬هل‬
‫يوجد تعليق؟ فلن تحصل إال على الصمت‪ .‬لكن إن سألتهم‪ :‬ما رأيكم بالمشهد الذي ‪...‬؟‬
‫مثيرا‪.‬‬
‫شا ً‬ ‫فستثير نقا ً‬
‫صبورا في انتظار اإلجابات‪ ،‬ال تجب عن السؤال الذي طرحته‪ .‬انتظر بضع‬ ‫ً‬ ‫‪ -‬كن‬
‫ثوان‪ ،‬وابحث عن يد ترتفع أو حتى عن تعبير على أحد الوجوه يشير إلى رغبة في‬ ‫ٍ‬
‫اإلجابة‪ .‬يُمكن أن تقوم بخطوة إضافية تضمن مشاركة الطالب في اإلجابة‪ ،‬وهي الطلب‬

‫‪129‬‬
‫إليهم كتابة اإلجابة قبل مناقشتها على مستوى الصف ككل‪.‬‬
‫‪ -‬يستحسن أن تعطي للتالميذ واجبات لتأديتها في المنزل (مرة كل أسبوع أو أقل أو‬
‫أكثر)‪ ،‬ثم تأخذها من التالميذ فيما بعد وتصححها ثم ترجعها إليهم‪.‬‬
‫ي جزء من وقت راحة التالميذ أو من حصصهم في مواد أخرى‪ ،‬ألن لكل‬ ‫‪ -‬ال تقتطع أ َّ‬
‫مادة وقتها الخاص‪ ،‬وكما أن التلميذ من واجبه أن يدرس في وقت الدراسة‪ ،‬فإن من حقه‬
‫أن يرتاح في وقت الراحة‪ .‬وعليك أن تكون قدوة لطالبك في كل شيء وال سيما في احترام‬
‫الوقت وتنظيمه‪.‬‬
‫‪ -‬من المهم أن تطرح على التالميذ في بداية كل درس أسئلة متعلقة بالدرس الماضي‬
‫للتأكد من مدى استيعاب التالميذ للدرس الماضي‪ ،‬وحتى يُبنى الدرس الحالي على‬
‫أساس سليم‪.‬‬
‫‪-‬عندما ت ُ ِعدّ أسئلة اختبار حاول أن تكون هذه األسئلة من واقع ما دار في الصف ومما‬
‫تدرب عليه التالميذ‪ ،‬ومن صميم البرنامج‪ ،‬وال تطرح عليهم أسئلة خارجة عن هذا‬
‫المجال‪.‬‬
‫‪-‬اربط تالميذك بالواقع والبيئة المحيطة بهم‪.‬‬
‫سع أفقَك بالقراءة واإلطالع بشكل دائم ومستمر‪.‬‬ ‫سك إعدادا ً جيدا ً وو ِ ّ‬ ‫‪ -‬أعدَّ در َ‬
‫‪ -‬اسأل بين الحين واآلخر أستاذا ً عما لم تفهمه‪ ،‬مما يتعلق بمادة التدريس واعلم أنه ليس‬
‫في ذلك أي عيب بل العيب كله في أن ال نفهم وال نسأل‪.‬‬
‫‪ -‬إذا لم تكن متأكدا ً من اإلجابة عن سؤال طرحه عليك تلميذ فلتؤجل الجواب إلى حين‬
‫تتأكد منه ولو كان ذلك إلى حصة مقبلة‪.‬‬
‫‪ -‬كن إيجابياً‪ ،‬إن التقاط األخطاء أمر مهم‪ ،‬لكن مالحظة الطالب وهو يقوم بعمل صحيح‬
‫وتعزيزه مهم أيضاً‪.‬‬
‫‪ -‬قدّم تغذية راجعة سريعة‪ :‬احرص على قراءة أوراق االختبارات بسرعة وإرجاعها‬
‫إلى الطالب في اليوم الثاني‪ ،‬إذ يرحب الطالب بالتغذية الراجعة السريعة‪.‬‬
‫‪ -‬قلّل من الخالفات المتعلقة باالختبار‪ :‬إننّا جميعًا نكره إعادة أوراق االختبار للطالب‪،‬‬
‫ونكره تخصيص حصة لمناقشة الطالب علنًا فيما يتعلق بتعليل إجابات أسئلة االختيار‬
‫من متعدد‪ ،‬أو الدفاع عن النقاط التي نخصصها لألسئلة المقالية‪ .‬وللتقليل من هذه‬
‫الخالفات‪ ،‬اطلب من الطالب أن يحدثوك عن األسئلة المرتبطة باالمتحان بعد انتهاء‬
‫الحصة‪ .‬إن هذا اإلجراء يوفّر مناقشة الحاالت الفردية المختلفة‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫أن الطالب يشعرون باأللفة والحيوية عندما يجلسون‬ ‫نظم الصف‪ :‬تشير المالحظات ّ‬‫‪ّ -‬‬
‫متقاربين في الصف‪ .‬لذا حاول إيجاد بيئة صفية مثالية‪ ،‬ورتّب المقاعد مثالً على شكل‬
‫ضا‪ ،‬ويتّجهون نحوك في الوقت ذاته‪.‬‬
‫قوس‪ ،‬بحيث يرى الطالب وجوه بعضهم بع ً‬
‫مبكرا ونظمه وجهز وسائلك‪.‬‬
‫ً‬ ‫احضر إلى غرفة الصف‬
‫‪ -‬احذر "لعنة المعرفة "‪ :‬يصف مصطلح "لعنة المعرفة" عدم قدرتنا على رؤية العالم‬
‫كما يبدو لآلخرين الذين ليست لديهم معرفتنا‪ .‬وتشير الدراسات إلى أن المتحدثين يبالغون‬
‫عادة في تقدير دقة فهم المستمعين للرسالة المقصودة بما يتحدثون عنه‪ .‬ويفترضون ّ‬
‫أن‬
‫ما هو واضح لهم‪ ،‬سيكون واض ًحا كذلك للمستمعين‪.‬‬
‫شط الطالب‪ :‬يقول المختصون عن مزايا العروض الصفية ّ‬
‫إن أفضل استعمال لوقت‬ ‫‪-‬ن ّ‬
‫الصف ال يكون في تعليم األشياء بل في عمل األشياء مثل – سرد القصص‪ ،‬وإعطاء‬
‫األمثلة‪ ،‬وتقديم مفاهيم جديدة‪ ،‬وتقديم العروض – بطرق تثير دافعية الطالب لقراءة‬
‫إن العروض الصفية‪ ،‬كأي ابتعاد عن النمط‬ ‫كتاب‪ ،‬أو طرح أسئلة مهمة‪ ،‬والتعلم الذاتي‪ّ .‬‬
‫التلقيني المباشر‪ ،‬يمكن أن توفر بعض المعالم التي تجعل التعليم أكثر متعة لك ولطالبك‪،‬‬
‫على حد سواء‪.‬‬

‫توصيات المعلم لتالميذه‬


‫* أن يراجعوا دروسهم أوالً بأول من أول يوم دارسي‪.‬‬
‫إن تغيب الواحد منهم عن المدرسة ولو ليوم واحد سيؤخر تحصيله الدراسي‪.‬‬ ‫* َّ‬
‫* أن ينـتبهوا لشرح المعلم جيدا ً أثناء الدرس‪.‬‬
‫* أن ال يخجل أحدهم من السؤال عن أية معلومة لم يستوعبها أو يفهمها‪.‬‬
‫* أنه ال يجوز أن يجعلوا للقلق والخوف طريقا ً إلى أنفسهم أبداً‪.‬‬
‫* التمسك بالحكمة التي تقول"ال تؤجل عمل اليوم إلى الغد"‪.‬‬
‫* المراجعة أوال بأول والتلخيص (إن أمكن ) أثناء المراجعة‪.‬‬
‫*الراحة النفسية والهدوء ‪ ،‬وتقديم البكور على السهر الطويل‪.‬‬
‫*االستفادة من الوقت ألن الوقت هو الحياة‪.‬‬
‫*االهتمام بالصحة والتغذية الجيدة‪.‬‬
‫*عدم اإلجهاد في المذاكرة وتخصيص وقت للراحة بين فترة وأخرى‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫رابعاً‪ :‬تطوير الذات "للمعلم الفعّال"‬
‫أهميته‪ :‬تطوير الذات بمثابة النهر الجاري الذي إذا توقف عن الجريان كثرت األوبئة‬
‫فيه وأصبح ضرره يعادل فائدته‪ .‬إن اإلنسان بشكل عام وليس المعلم فحسب يحتاج من‬
‫حين آلخر االطالع على ما يحصل حوله في الدنيا‪ ،‬ليعرف مجريات األمور وليواكب‬
‫عصره خاصة مع ثورة العلم والتكنولوجيا‪ .‬فكيف إذا ً بالمعلم الذي يعمل مع جيل‬
‫اإلنترنت ‪ ،‬هذا الجيل الذي سبق أهله ومعلميه بأشواط! من هنا كان على المعلم العمل‬
‫على تطوير ذاته بكل األساليب والوسائل الممكنة وذلك للفوائد التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يجعله فعّاالً أمام نفسه واآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬يعرفه على مصادر قوته ومكامن ضعفه‪.‬‬
‫‪ -‬يصنع ثقته ويجعله قادرا ً على تحمل المسؤوليات مهما كبرت ويم ّكنه من حل المشكالت‬
‫بعقلية متزنة‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين ذاته يصنع له وزنا ً اجتماعيا ً ثابتاً‪.‬‬
‫أساليبه‬
‫‪ -‬االشتراك في المجالت التربوية‪.‬‬
‫‪ -‬طلب تزويد المعلم من إحدى المكتبات التجارية بأسماء ما يردها من كتب في مجال‬
‫تخصصه كل شهر مقابل رسم سنوي بسيط‪.‬‬
‫‪ -‬االنضمام إلى عضوية بعض الجمعيات المتخصصة لالستفادة مما لديها من أبحاث‬
‫ومطبوعات‪.‬‬
‫‪ -‬حضور الندوات التربوية‪.‬‬
‫‪ -‬االلتحاق ببعض الدورات التي تنظمها بعض المؤسسات المتخصصة‪.‬‬
‫‪ -‬زيارة مكتبة المدرسة‪ ،‬ومحاولة فتح صفحة خاصة به في سجل المترددين وسجل‬
‫االستعارة‪.‬‬
‫‪ -‬زيارة معارض الكتب وتقنيات التعليم التي تقام في بعض المؤسسات التعليمية من‬
‫فترة إلى أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بزيارة بعض المراكز التي تتمشى مع طبيعة تخصص المعلم‪.‬‬
‫‪ -‬االستفادة من أحدث الموضوعات التربوية والتعليمية عبر اإلنترنت‪.‬‬
‫التعلّم الذاتي‬
‫عملية التعلم الذاتي مسألة تعتمد في األساس على مقومات المتعلم العلمية والشخصية‬
‫والنفسية والسلوكية واالجتماعية‪ ،‬كما أنها تتطلب دافعا ً وقدرة ووسيلة وطريقة وأسلوبا ً‬

‫‪132‬‬
‫وبيئة تتوافر فيها حوافز التعلم ويمكن أن يتعلم الفرد ذاتيا ً باتباع التالي‪:‬‬
‫‪ -‬كشف الفرد عن أفكاره ومشاعره وسلوكه ( االنفتاح على غيره ) في مجال عمله‪.‬‬
‫‪ -‬البحث عن ردود الفعل لما يكشف عنه من أفكار وسلوك‪.‬‬
‫‪ -‬عدم اإلفراط في تحليل سلوك وردود أفعال الزمالء ولكن البحث عن المفيد منها‪.‬‬
‫‪ -‬االنتماء لجماعة تَعَلُّم تُدرك متطلبات بيئة التعلم وظروفها المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬البحث عن المعرفة من مصادر متنوعة ومختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬ممارسة أنماط جديدة للسلوك والفكر غير المعتاد عليه في عملية التعليم والتربية‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق ما يتعلمه الفرد في حياته العملية الستخالص النتائج والعبر الواقعية ذاتياً‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية روح المبادرة وعدم التردد في إرسال أو استقبال كل جديد‪.‬‬
‫‪ -‬تبادل المعلومات وتحديث المعارف وتطوير المهارات بكافة الوسائل والطرق‬
‫واألساليب الممكنة والمتاحة‪.‬‬
‫‪ -‬ترويض النفس على تقبل النقد واحترام الرأي اآلخر مهما يكن االختالف معه‪.‬‬
‫‪ -‬استثمار جميع المواقف (اإليجابية والسلبية) وتحويلها إلى محطات تعلُّم ينتج عنها‬
‫سلوك إيجابي جديد‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد رؤية وأهداف واضحة والعمل على تحقيقها‪.‬‬

‫تحفيز الذات‬
‫لم تعد المحفزات التقليدية كالنقود واألوسمة وخطابات الشكر أو الشهادات والترقية‬
‫والشهرة ذات جدوى وفعالية ‪ ،‬ويعود ذلك لندرتها في البيئة التعليمية أو لعدم تطبيقها‬
‫وربطها بضوابط ومعايير دقيقة ولكن يستطع المعلم أن يحفز نفسه من خالل (‪)36‬‬
‫طريقة كما أوردها المؤلف "جيل لندنفيلد" في كتابه "تحفيز الذات" نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬التفكير التخيلي‪ ،‬دون االسترسال في األحالم‪.‬‬
‫‪ -‬التفاؤل الدائم‪ ،‬دون تجاهل الواقع‪.‬‬
‫‪ -‬التقدير العاقل للذات‪ ،‬دون غطرسة جاهلة‪.‬‬
‫‪ -‬التوق للتحديات‪ ،‬دون ازدراء الخيارات السهلة‪.‬‬
‫‪ -‬التحفز لإلنجاز‪ ،‬دون التعجل األحمق‪.‬‬
‫‪ -‬المبادئ الراسخة‪ ،‬دون التحامل ضيق األفق‪.‬‬
‫‪ -‬الشجاعة الدائمة‪ ،‬دون المخاطرة غير المدروسة‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫‪ -‬األخذ بالمبادرة‪ ،‬دون عدم االكتراث بالفرص‪.‬‬
‫‪ -‬اإلحساس السليم بالمسؤولية ‪ ،‬دون المثالية الصارمة‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز الهادئ‪ ،‬دون كبت اإلبداع‪.‬‬
‫‪ -‬التخطيط الدقيق‪ ،‬دون التشدّد العنيد‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم الذات ببراعة‪ ،‬دون االنسياق وراء التكلّف‪.‬‬
‫‪ -‬اإليجابية في حل المشكالت‪ ،‬دون المناعة ضد اليأس‪.‬‬
‫‪ -‬التأمل الفاحص في الذات‪ ،‬دون االستغراق ال ُمح ِبط في النفس‪.‬‬
‫‪ -‬الفخر بالفردي‪ ،‬دون االستخفاف بالعمومية اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ -‬العاطفة العميقة ‪ ،‬دون االنقياد وراء المشاعر‪.‬‬
‫‪ -‬االنتقاد الصارم للذات‪ ،‬دون االنتقاص الخانق من قد ِْرها‪.‬‬
‫‪ -‬الصفح الصادق عن النفس‪ ،‬دون العقاب ال ُمنزل بالذات‪.‬‬
‫‪ -‬الصراحة الحاسمة‪ ،‬دون عدم مراعاة مشاعر اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬حماية الذات بمهارة ‪ ،‬دون العدوانية المؤذية‪.‬‬
‫‪ -‬التعلّم الدؤوب‪ ،‬دون الحط من قيمة المعرفة الشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز الجاد ‪ ،‬دون الوقار العابس ‪.‬‬
‫‪ -‬العناية الواعية بالذات‪ ،‬دون ازدراء المساعدة‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة في االنفراد بالذات‪ ،‬دون عزلة‪.‬‬
‫‪ -‬التمتع بالنجاح‪ ،‬دون الخوف من الفشل‪.‬‬
‫‪ -‬مداواة الذات بعناية‪ ،‬دون رفض المواساة‪.‬‬
‫‪ -‬مكافأة الذات بسخاء‪ ،‬دون رفض تقدير اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬التحفيز الداخلي ‪ ،‬دون ازدراء الحوافز الخارجية‪.‬‬

‫مجاالت التطوير الذاتي‬


‫يستطيع المعلم أن يعمل على تطوير ذاته وذلك من خالل مشاركاته في الدورات التدريبية‬
‫الرسمية العامة والخاصة ‪ ،‬وقراءاته من خالل مكتبته الخاصة أو المكتبات العامة أو‬
‫االطالع على المواقع العلمية والتربوية المتخصصة على اإلنترنت‪ ،‬أو مراسلة الجامعات‬
‫والمراكز العلمية وكذلك القيام بأبحاث وأوراق عمل في مجال تخصصه‪....‬إلخ‪ ،‬ويكون‬
‫ذلك في المجاالت التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬التدريس الصفي الفعّال ‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫‪ -‬التخطيط اإلستراتيجي ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلستراتيجيات الحديثة في التدريس ‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة الصف‪.‬‬
‫‪ -‬اإليصال الفعال ‪.‬‬
‫‪ -‬بناء األهداف ‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل المحتوى ‪.‬‬
‫‪ -‬العالقات اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ -‬مهارات التفكير‪.‬‬
‫‪ -‬مهارات النقد البناء ‪.‬‬
‫‪ -‬مهارات التقويم ‪.‬‬
‫‪ -‬التعليم اإللكتروني ‪.‬‬
‫‪ -‬التعلم التعاوني ‪.‬‬
‫‪ -‬مهارات التفوق الدراسي ‪.‬‬
‫‪ -‬مهارات القراءة السريعة ‪.‬‬
‫‪ -‬تكنولوجيا التعليم‪.‬‬
‫‪ -‬مهارات اإللقاء ‪.‬‬
‫‪ -‬مهارات إدارة الحوار ‪.‬‬
‫‪ -‬مهارات القيادة اإلبداعية ‪.‬‬
‫‪ -‬مهارات البحث وفق األسس العلمية‪.‬‬
‫‪ -‬األمن الفكري‪.‬‬

‫خالصة‬
‫تم في هذا الفصل التركيز على التعلّم الفعّال‪ ،‬التعلّم النشط وإستراتيجيات تعلم حديثة‪،‬‬
‫لما لها من تأثير فعال على تحسين اإلدارة الصفية بطريقة عملية‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫سع يشتمل على أساليب ووسائل وطرائق وإستراتيجيات تهيىء لتعليم فعّال‪،‬‬ ‫عرض ُمو ّ‬
‫ودور المعلم والتلميذ أثناء التعلم الفعال‪.‬كما قمنا بالتركيز على مجاالت التطوير الذاتي‬
‫للمعلم‪ ،‬فالمعلم الفعّال هو المعلم الذي يهتم بتطوير ذاته ومعارفه وشخصيته بما يتناسب‬
‫مع دوره الفعّال في عملية التعليم‪ ،‬وفي المجتمع‪ .‬كما أن تطوير المعلم لذاته يضمن له‬
‫عدم التثبّت في مكانه في حين أن تالميذه والعالم يجريان وبسرعة أمامه‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫اإلدارة الصفية‬

‫تمهيد‬
‫نلقي الضوء في هذا الفصل على اإلدارة الصفية بكل ما قد تعنيه هذه الكلمة من معنى‪،‬‬
‫فمن ضبط السلوك الصفي‪ ،‬إلى الروتين والقواعد الصفية‪ ،‬إلى إدارة بيئة الصف‬
‫الفيزيقية‪ ،‬باإلضافة إلى النصائح العملية التي تعمل على تحسين البيئة الصفية نحو‬
‫األفضل‪ ،‬وتسهل على المعلم تعليم تالميذه في بيئة صحية‪ ،‬آمنة‪ ،‬ومح ِفّزة‪ ،‬مع تقديم كل‬
‫ما يهم المعلم في إدارته لصفه وتالميذه ضمن هذه البيئة الصفية اآلمنة والمحفزة‪.‬‬
‫اإلدارة الصفية‪ ،‬تلك العملية التي يحتار المربون في تعريفها‪ ،‬تخطيطها‪ ،‬تأمينها‪،‬‬
‫وتنفيذها‪ .‬كم من معلم يتقن مادته التعليمية إتقانا ً كامالً ولكنه ال يستطيع إيصالها لتالميذه‬
‫ألنه غير قادر على تأمين بيئة صفية صحيّة ضمن إدارة صفية منضبطة وآمنة تستقبل‬
‫كل تلك المعلومات بيسر وسهولة وتؤدي إلى تحقق األهداف التعليمية والسلوكية‪.‬‬
‫إن مهارة إدارة غرفة الصف‪ ،‬وهي واحدة من أهم مهارات تنفيذ التدريس ‪ ،‬وبدون اكتساب‬
‫هذه المهارة ال يكون التدريس ناجحا ً في أغلب األحيان ‪ ،‬واإلدارة الصفية مهارة تُكتسب مع‬
‫مضي الوقت‪ ،‬وهو يعني المحافظة على حد معقول من النظام ضمن روتين محدد‪ ،‬دون‬
‫إفراط أو تفريط ‪ .‬كل ما سبق ذكره يدخل في تأسيس وأساس اإلدارة الصفية ‪ ،‬ولكن ما نلقي‬
‫عليه الضوء هنا هو محاولة لتقريب مفهوم اإلدارة الصفية بكل ما تشتمل عليه من أمور‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬مفهوم اإلدارة الصفية‬


‫تعريفها‬
‫تشمل عملية اإلدارة الصفية عدة أمور‪ ،‬منها ‪ :‬المحافظة على النظام‪ ،‬ومتابعة حضور‬
‫الطالب وغيابهم‪ ،‬ومراقبة سلوك الطالب داخل الصف‪ ،‬وإرشادهم وتوجيههم‪ ،‬وإشاعة‬
‫األمن والهدوء بين الطالب‪ .‬إدارة الصف هي مجموعة من الممارسات المنهجية‬
‫والالمنهجية التي يؤديها المدرس أثناء تواجده داخل غرفة‪ ،‬الصف‪ ،‬وهي علم له أسسه‬
‫وقواعده ‪ ،‬وفي الوقت ذاته هي فن تطبيق هذا العلم‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫أهميتها‬
‫يمكن تحديد أهمية اإلدارة الصفية في العملية التعليمية من خالل كون عملية التعليم‬
‫الصفي تشكل عملية تفاعل إيجابي بين المعلم وتالميذه‪ ،‬ويتم هذا التفاعل من خالل‬
‫منظمة ومحدّدة تتطلب ظروفا ً وشروطا ً مناسبة تعمل اإلدارة الصفية على‬ ‫ّ‬ ‫نشاطات‬
‫تهيئتها‪ ،‬كما تؤثر البيئة التي يحدث فيها التعلم على فعاليّة عملية التعلم نفسها‪ ،‬وعلى‬
‫الصحة النفسية للتالميذ‪ .‬من خالل خصائص الموقف النظامي الجديد في الصف حيث‪:‬‬
‫‪ -‬ينشغل التالميذ بمواد‪ ،‬وأنشطة تعليمية ذات قيمة علمية هادفة لتثير اهتمامهم ‪ ،‬وتشدهم‬
‫إلى الدرس‪.‬‬
‫‪ -‬يتم انعقاد اتجاهات التعاون بين المدرس وطالبه‪ ،‬وإضمار حسن النية بينهم‪.‬‬
‫‪ -‬يصدر السلوك االجتماعي‪ ،‬والخلقي السليم عن التالميذ احتراما ً لجماعة األقران‪ ،‬ونتيجة‬
‫للجهود التعليمية التعاونية‪ ،‬أكثر منه نتيجة لهيمنة المعلم عليهم عن طريق إثارة الخوف‬
‫في نفوسهم‪.‬‬
‫‪ -‬يتحرر التالميذ من عوامل القلق واإلحباط المصطنعة الناجمة عن فرض إرادة الكبار‬
‫الراشدين على جماعة المراهقين ‪.‬‬
‫أهدافها‬
‫توفير المناخ التعليمي‪/‬التعلمي الفعّال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توفير البيئة اآلمنة والمطمئنة للطالب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رفع مستوى التحصيل العلمي والمعرفي لدى التالميذ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مراعاة النمو المتكامل للتلميذ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أنماطها‬
‫‪ -1‬النمط الفوضوي‪ :‬يسود هذا النمط لدى المعلمين ضعاف الشخصية‪ ،‬والمهملين غير‬
‫القادرين على جذب انتباه الطالب‪ ،‬فتجد التالميذ يتنقلون بين المقاعد المختلفة ويتصرفون‬
‫وفقا ً ألهوائهم في غرفة الفصل‪ ،‬دون اإلحساس بوجود ضوابط لتصرفاتهم‪ .‬أما المعلم‬
‫فهو غير مخطط وعديم المقدرة على القيام بالجهد الالزم لتقويم سلوك التالميذ‪ ،‬غير‬
‫مبادر وتكاد شخصيته تذوب بين التالميذ بحثا ً عن صداقات معهم‪ ،‬وبذلك تكون إنتاجية‬
‫العملية التربوية ضعيفة ومتدنية‪ ،‬ويضيع الوقت في استفسارات التالميذ التي ال طائل‬
‫لها‪.‬‬
‫‪ -2‬النمط التسلطي‪ :‬ويتميز هذا النمط بمناخ صفي يتّصف بالقهر واإلرهاب والخوف‪،‬‬

‫‪137‬‬
‫حيث يرى المعلم في نفسه مصدرا ً رئيسا ً بل ووحيدا ً للمعلومات‪ ،‬وينتظر من تالمذته‬
‫الطاعة التامة لتعليماته وأوامره ‪ ،‬ويكون مزاجيا ً في عالقته بالتالميذ فهو الذي يمتلك‬
‫القدرة على الثواب والعقاب‪ ،‬مف ِقدا ً للتالميذ ثقتهم بأنفسهم من خالل اعتمادهم عليه كلياً‪،‬‬
‫مقاوما ً ألي تغيير في نمطه اإلداري ‪ ،‬معتبرا ً ذلك تحديا ً لسلطته‪.‬‬
‫اآلثار اإليجابية للنمط التسلطي‪:‬‬
‫‪ -1‬المعلم محدِّد لهدفه ولذلك ال يستنزف الجهد والوقت لتنفيذ الهدف‪.‬‬
‫‪ -2‬مستوى تحصيل الطالب مرتفع‪.‬‬
‫اآلثار السلبية للنمط التسلطي‪:‬‬
‫‪ -‬ظهور االتكالية والشرود الذهني‪ ،‬ومظاهر الغيبة والنميمة‪ ،‬والخوف من المعلم‬
‫والخضوع له لكف أذاه‪.‬‬
‫‪ -‬فشل التلميذ في وضع أهداف لنفسه‪ ،‬أو ضعف في القدرة على التخطيط لحياته‬
‫ومستقبله‪ ،‬وضياع لشخصيته‪.‬‬
‫‪ -‬الدافعية للتعلم خارجية مصدرها العقاب مما يفقد العملية التعليمية‪/‬التعلمية‪ ،‬أهم‬
‫خصائصها وهي نقل أثر التعلم‪ ،‬ويبقى التعديل في السلوك محدودا ً ومرتبطا ً بزمن‬
‫الرهبة والخوف‪.‬‬
‫‪-3‬النمط الديمقراطي‪ :‬وهو ذلك النمط الذي يوفر األمن والطمأنينة لكل من التلميذ‬
‫والمعلم‪ ،‬حيث يسوده جو التفاعل اإليجابي بين المعلم وتالمذته من جهة وبين التالميذ‬
‫أنفسهم من جهة أخرى‪ ،‬وهو يراعي النمو المتكامل للتلميذ من كل جوانبه الجسدية‬
‫والنفسية‪ ،‬حيث يعطي للتلميذ الفرصة في التعبير عن نفسه‪ ،‬والتواصل والتحاور مع‬
‫زمالئه مما يوفر إمكانية التعلم مع األقران‪ ،‬ويبني شخصية الطالب الخاصة به القادرة‬
‫على نقد اآلراء واألفكار المطروحة‪ ،‬والقادرة على اإلبداع‪ ،‬وفيها تكون الحرية للمدرس‬
‫بوضع خطته الخاصة بالمنهاج ‪ ،‬وباالتفاق مع تالمذته من حيث التقديم أو التأخير في‬
‫بعض موضوعات المنهاج‪ ،‬أو إثراء المنهاج بما يتفق مع حاجات تالميذه‪ ،‬ولذلك يحتاج‬
‫هذا النمط التربوي لمدرسين ذوي كفاءة عالية حتى يتمكنوا من الحفاظ على البيئة‬
‫الصحية للصف‪ ،‬مع الحفاظ على مستوى عال من التحصيل ‪.‬‬

‫عناصرها‬
‫‪ -‬التخطيط‪ :‬وهو أول المهام اإلدارية للمعلم‪ ،‬حيث أن أي خلل في هذا الجانب ينعكس‬

‫‪138‬‬
‫على مختلف جوانب العملية اإلدارية برمتها‪ ،‬ويقوم المعلم بوضع العديد من الخطط‬
‫أهمها‪:‬‬
‫أ‪ .‬الخطة السنوية‪.‬‬
‫ب‪ .‬الخطة الدراسية‪.‬‬
‫ج‪ .‬الخطة الزمنية للمنهاج‪.‬‬
‫د‪ .‬الخطط العالجية‪.‬‬
‫هـ‪ .‬الخطط الخاصة بالمتفوقين‪.‬‬
‫و‪ .‬المشاركة في إعداد الخطة التطويرية للمدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬القيادة‪ :‬رغم تغير النظريات التربوية وتقلبها على مر الزمن إال أن المدرس يبقى‬
‫الرائد في العمل الصفي وال يمكن االستغناء عن دوره القيادي في العملية التعليمية‪/‬‬
‫التعلمية‪ ،‬فيجب على المعلم أن يكون قادرا ً على‪:‬‬
‫‪ -‬خلق الدافعية للتعلم‪ :‬وذلك من خالل إثارة اهتمام التالميذ بموضوع الدرس والمحافظة‬
‫على انتباه التالميذ خالل الموقف التعليمي‪/‬التعلمي وإشراك التالميذ في نشاطات الدرس‬
‫واستخدام وسائل التعزيز إلنجازات التالميذ‪.‬‬
‫مراعاة الحاجات النفسية واالجتماعية للتالميذ‪ :‬فلكل مرحلة نمو خصائصها التي يجب‬
‫أن يراعيها المعلم ويحاكي التالميذ من خاللها‪ ،‬فالتلميذ كائن بشري بحاجة لالنتماء‪،‬‬
‫بحاجة للمديح‪ ،‬بحاجة لالستقالل ولديه غريزة حب التملك والسيطرة‪.‬‬
‫مواجهة الملل والضجر‪ :‬كثيرا ً ما يصاب التلميذ بحالة من الملل والضجر‪ ،‬وعلينا أن ال‬
‫ننسى أن التلميذ في هذه المرحلة من العمر ال يستطيع التركيز في موضوع واحد أكثر‬
‫من (‪ )15 -10‬دقيقة‪ ،‬ولذلك يجب على المعلم أن يكون حريصا ً على تنويع األنشطة‬
‫الصفية واختيار الوسائل التعليمية المنتمية للموضوع‪ ،‬وربط الموضوع ببيئة الطالب‬
‫وواقعه‪.‬‬
‫ـ االنتباه لميل الطالب لجذب االنتباه‪ :‬في الغالب ما نجد أن بعض التالميذ يميل لجذب‬
‫االنتباه إليه وإذا كان هذا السلوك أكثر وجودا ً بين التالميذ ضعاف التحصيل إال أننا نجده‬
‫بين التالميذ المتفوقين أحياناً‪ ،‬وعلينا أن نتعامل مع كل حالة على حدة‪ ،‬والبحث عن‬
‫أسباب لجوء التلميذ لهذا السلوك ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة بحسب طبيعة الحالة‪.‬‬
‫الفروق الفردية‪ :‬ال يستجيب أبناؤنا التالميذ لعملية التعلم بنفس الدرجة من الفاعلية‬
‫واالستيعاب فكما بينت الدراسات العلمية الحديثة أن هناك ثمانية أنواع مختلفة من‬

‫‪139‬‬
‫الذكاء لدى اإلنسان فيجب أن نالحظ دائما ً أن بعض التالميذ يستجيبون لطريقة ما أكثر‬
‫من غيرها‪ .‬وكذلك فإن بعض التالميذ يتمتع بقدرات عالية من التفوق والذكاء فهؤالء‬
‫التالميذ يجب وضع برامج خاصة بهم أثناء الحصة الدراسية‪.‬‬
‫‪ -‬التنظيم‪ :‬تعد عملية التنظيم مؤشرا ً قويا ً على مدى فاعلية العملية التعليمية‪/‬التعلمية‪،‬‬
‫فالمعلم الذي يدير الوقت بدقة وفاعلية هو معلم ذو خبرة ودراية‪ ،‬فهو يتنقل بين مراحل‬
‫الدرس المختلفة بيسر وسهولة معطيا ً كل مرحلة منها ما تستحقه من الوقت ‪ .‬ففي عملية‬
‫التهيئة قد يبدأ درسه باختبار قصير يقيس خبرات التلميذ السابقة ويجتهد في الوقت ذاته‬
‫لموضوع الدرس الجديد‪ ،‬أو يهيئ للموضوع بطرق حافزة مناسبة‪ ،‬وهو قادر على‬
‫تنظيم التفاعل الصفي سواء بينه وبين التالميذ‪ ،‬أو بين التالميذ أنفسهم‪ ،‬حيث ينظم عملية‬
‫التعلم باألقران بين تالمذته‪ ،‬وهو مبرمج لحصته فال يداهمه الوقت قبل تحقيق أهدافه‬
‫وقياسها‪ ،‬وهو في الوقت ذاته منظم في عرضه لوسائل اإليضاح المالئمة والمنتمية‪.‬‬
‫ويحافظ على سجالته المختلفة بطريقة مرتبة ومنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬التقويم‪ :‬إذا كان مفهوم التقويم هو إصدار أحكام عند انتهاء مرحلة معينة فإننا ننظر‬
‫للتقويم أيضا ً بكونه عملية استمرارية‪ ،‬وبذلك فهو مدخل لتعديل االنحراف عن المسار‬
‫المرسوم وتقويمه‪ ،‬وال يمكن لنا أن نحكم على أية عملية تربوية إال من خالل عملية التقويم‬
‫الذي بدونه تصبح العملية التعليمية‪/‬التعلمية ارتجالية فردية غير موضوعية‪ ،‬ولذلك‬
‫وجب على المعلم أن يولي التقويم بأنواعه المختلفة‪ ،‬كإعداد االختبارات التشخيصية‬
‫والتحصيلية وتحليل نتائجها‪،‬أهمية خاصة‪ ،‬بل يمكن اعتبار أشكال التقويم السابقة بمثابة‬
‫إشارة مرور تعطي للمعلم الضوء األخضر لالنطالق بأمان من تحقيق هدف آلخر‪.‬‬

‫صعوباتها‬
‫أسباب الصعوبات في إدارة الصف‬
‫تعود إلى العديد من العوامل المتعلّقة بالطالب والمعلم وكذلك الظروف التنظيمية واإلدارية‬
‫التي تمليها سياسة المنهاج‪ ،‬والعديد من المعيقات األخرى المتشعّبة نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬الراتب الضئيل للمعلّمين في العديد من الدول يؤدي إلى فتور المعلم عند أداء وظيفته‪،‬‬
‫حيث ال يشعر بانتمائه لرسالته وبالتالي يكون أقل اندماجا ً وقلقا ً لحل مشاكل طالبه‪.‬‬
‫‪ -‬قلة دعم األهل وعدم مقدرتهم على مساعدة الكادر التربوي‪ ،‬يخلق عقبة كبيرة‪ ،‬تحول‬
‫دون قدرة المعلم على معالجة المشاكل السلوكية كما يجب‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫‪ -‬من العوامل المعيقة انتشار السلوكيات غير المقبولة التي يتناقلها الطالب عن بعضهم‬
‫البعض‪ ،‬مثل قلة احترام السلطة المتمثلة بالمعلم واإلدارة‪ ،‬وذلك من خالل اإلخالل‬
‫باألنظمة والقوانين المدرسية وتشويش مسار الدرس بشكل دائم‪.‬‬
‫‪ -‬تواجد العديد من الطالب الذين يعانون مشاكل أو اضطرابات سلوكية‪ ،‬وكذلك الطالب‬
‫الذين يعانون صعوبات تعلميّة في داخل الصف العادي دون بناء برامج خاصة بهم ‪ ،‬يؤدي‬
‫إلى إثارة الفوضى‪ ،‬وبالتالي إلى صعوبات لدى المعلم في عملية ضبط الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬قلة مهارة المعلم في إدارة وضبط السلوك الصفي‪ ،‬وفي طرق معالجته للفوضى‬
‫دور مساهم في تفاقم المشكلة‪.‬‬
‫انواع الصعوبات‪:‬‬
‫أ ـ صعوبات من داخل النظام التعليمي‬
‫‪ -‬ضعف في إدارة المدرسة من حيث الكفاءة واإلعداد الالزم وأسس االختيار‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف برامج اإلعداد والتدريب للمعلمين‪ ،‬وعدم كفايتها وصوريتها في أغلب األحيان‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف دخل المعلم مما يضطره للعمل في أكثر من مهنة‪.‬‬
‫‪ -‬شح األبحاث التربوية العلمية العربية (وضعف دعم البحث العلمي وعدم جدواه)‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف دافعية المعلم لتطوير ذاته بسبب غياب نظام الحوافز‪.‬‬
‫‪ -‬شعور الكثير من المعلمين بالظلم الناجم عن حرمانهم من كثير من المزايا والتعويضات‬
‫التي يتمتع بها غيرهم‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة عدد الطالب الكبير في الصفوف‪.‬‬
‫‪ -‬نقص واضح في الوسائل التعليمية في المدارس‪ ،‬وخلل في استخدامها‪ .‬البد من‬
‫اإلشارة إلى أن الوسيلة التعليمية يمكن أن تكون وسيلة ضبط جيدة لما لها من وظائف‬
‫حيوية في عملية التعلم وجذب االنتباه للدرس‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف موارد المدرسة عموماً‪ ،‬مما يحرم الطالب من المحفزات المادية التي تخلق‬
‫لديهم الدافعية للدراسة‪ ،‬والتي هي بدورها وسيلة ضبط مهمة ‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف الموارد يؤدي إلى حرمان الطالب من نشاطات علمية واجتماعية مهمة ‪.‬‬
‫‪ -‬تهميش دور المرشد في أغلب المدارس باعتبار أن دوره يؤدي إلى كشف الثغرات‬
‫والسلبيات الموجودة في محيط عمله‪.‬‬
‫ب ـ صعوبات من خارج هذا النظام‬
‫‪ -‬انتشار األفكار الخاطئة في محيط المدارس واالتجاهات السلبية عن التعليم والمعلمين‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫‪ -‬االتجاهات السلبية عن جدوى التعليم االقتصادية وندرة فرص العمل‪.‬‬
‫‪ -‬االتجاهات السلبية عن جدوى التعليم بسبب ندرة فرص إكمال التعليم وأعبائه‪.‬‬
‫‪ -‬النظرة الدونية إلى مهنة التعليم والى مستقبل األبناء كمعلمين‪.‬‬
‫‪ -‬المباالة الكثيرين من األهالي بأوضاع أبنائهم التحصيلية والسلوكية‪.‬‬
‫‪ -‬شعور األهالي بعدم جدوى اتصالهم بالمدارس وتصحيح بعض الثغرات فيها ونظرتهم‬
‫بأن واقع المدارس أمر واقع ال يمكن تغييره‪.‬‬
‫‪ -‬انتقال القيم واالتجاهات السلبية إلى التالميذ عن طريق البيئة المحيطة بهم‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬المنهج واإلدارة الصفية‬


‫المنهج التقليدي‬
‫المنهج بمفهومه التقليدي عبارة عن مجموعة المعلومات والحقائق والمفاهيم التي تعمل‬
‫المدرسة على إكسابها للتالميذ‪ ،‬بهدف إعدادهم للحياة وتنمية قدراتهم عن طريق اإللمام‬
‫بخبرات اآلخرين واالستفادة منها وقد كانت هذه المعلومات والحقائق والمفاهيم تمثل‬
‫المعرفة بجوانبها المختلفة‪ .‬أي أنها كانت تتضمن معلومات علمية ورياضية ولغوية‬
‫وجغرافية وتاريخية وفلسفية ودينية‪.‬‬
‫يتطلب إعداد المنهج بمفهومه التقليدي القيام بسلسة من الخطوات كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد المعلومات الالزمة لكل مادة وفقا ً لما يراه المتخصصون في هذه المادة‪ ،‬ويتم‬
‫ذلك في صورة موضوعات مترابطة أو غير مترابطة تشكل محتوى المادة‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع موضوعات المادة الدراسية على مراحل وسنوات الدراسة‪ ،‬بحيث يتضح من‬
‫هذا التوزيع ما هي الموضوعات المخصصة لكل مرحلة (االبتدائية ‪ -‬المتوسطة ‪-‬‬
‫الثانوية) ولكل صف دراسي‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع موضوعات المادة الدراسية على أشهر العام الدراسي‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الطرق والوسائل التعليمية التي يراها الخبراء والمتخصصون صالحة ومناسبة‬
‫لتدريس موضوعات المادة الدراسية‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد أنواع األسئلة واالختبارات واالمتحانات المناسبة لقياس تحصيل التالميذ في‬
‫كل مادة دراسية‪.‬‬
‫المنهج الحديث‬
‫‪ -‬هو كل الخبرات المخطط لها التي يمر بها الطالب بصرف النظر عن مصادرها‬
‫وطرائقها‪ ،‬أي كل الخبرات التي يمارسها الطالب تحت إشراف المدرسة‪ ،‬من خالل‬

‫‪142‬‬
‫مجموع الخبرات التربوية والثقافية واالجتماعية والرياضية والفنية التي تهيئها المدرسة‬
‫لطالبها داخل المدرسة أو خارجها بقصد مساعدتهم على النمو الشامل وتعديل سلوكهم‬
‫تبعاً"ألهدافها التربوية "‪.‬‬
‫إذا ً المنهج بمفهومه الحديث هو مجموعة الخبرات التربوية التي تهيئها المدرسة للتالميذ‬
‫سواء داخلها أو خارجها وذلك بغرض مساعدتهم على النمو الشامل المتكامل ‪ ،‬أي النمو‬
‫في كافة الجوانب العقلية والثقافية والدينية واالجتماعية والجسمية والنفسية والفنية نموا ً‬
‫يؤدي إلى تعديل سلوكهم ‪ ،‬ويكفل تفاعلهم بنجاح مع بيئتهم ومجتمعهم وابتكارهم حلوالً‬
‫لما يواجههم من مشكالت‪ .‬يتطلب اتباع هذا المنهج ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إن المنهاج يتضمن خبرات ‪ ،‬وهي خبرات مفيدة تُص ّمم إلكساب التالميذ مجموعة من‬
‫المعلومات والمهارات واالتجاهات المرغوبة‪ .‬إن هذه الخبرات تتنوع بتنوع الجوانب‬
‫التي ترغب المدرسة في إحداث النمو فيها‪ ،‬وال تر ّكز على جانب واحد فقط من جوانب‬
‫النمو كما هو الحال في المنهج القديم‪.‬‬
‫‪-‬إن التعليم هنا يحدث من خالل مرور المتعلم بالخبرات المختلفة ومعايشته ومشاركته‬
‫في مواقف تعليمية متنوعة‪ .‬إن بيئة التعلم ال تقتصر على حجرة الدراسة أو ما يدور‬
‫داخل جدران المدرسة‪ ،‬في المعامل أو المالعب أو الفناء‪ ،‬بل تمتد إلى خارج المدرسة‬
‫فتشمل المصنع‪ ،‬والحقل‪ ،‬والمعسكرات وغيرها وهذا يتضمن تعرض التالميذ للخبرات‬
‫المتنوعة بنوعيها المباشرة وغير المباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬إن الهدف الذي يسعى إليه المنهج الحديث عن طريق هذه الخبرات هو النمو الشامل‬
‫المتكامل للمتعلم والذي يؤدي إلى تعديل سلوكه‪ ،‬أي إلى تعلّمه وحصيلة هذا التعلم‬
‫تساعد على تفاعل المتعلم بنجاح مع البيئة والمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬إن تفاعل المتعلم بنجاح مع البيئة والمجتمع يعني أنه يتأثر بما يحدث فيها ويؤثر فيها‬
‫أيضاً‪ ،‬والمقصود بتأثير الفرد في البيئة والمجتمع هو إعمال المتعلم لعقله في مواجهة‬
‫التحديات والمشكالت التي توجد في بيئته ومجتمعه ومحاولة التغلب عليها وحلها ‪ ،‬لذا‬
‫أصبحت تنمية قدرة المتعلم على حل المشكالت هدفا ً هاما ً من أهداف المنهج‪.‬‬
‫‪ -‬في عالم سريع التغير كعالمنا الذي نعيش فيه‪ ،‬ال يكفي حل واحد للمشكلة المطروحة‪،‬‬
‫بل هناك ضرورة البتكار بدائل لهذا الحل الختيار المناسب منها وفق الظروف المتغيرة‬
‫واألفكار المتاحة‪ .‬لذا أصبحت تنمية ابتكار المتعلم هدفا ً من أهداف المنهج ينبغي إعطاء‬
‫األولوية له من بين األهداف األخرى التي يسعى إليها المنهج‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫تأثير المنهج والتدريس على الطالب‬
‫يدرس لهما تأثير كبير على سلوكيات الطالب ‪ ،‬فالطلبة عادة يبدأون‬ ‫ُدرس وكيف ّ‬ ‫ما ي ّ‬
‫نشاطهم وحبهم للتعلم عندما نعلمهم أشياء قيّمة في نظرهم ومرتبطة بما يهمهم ‪.‬‬
‫وفي حال كان المدرسون ال يملكون سلطة في تغيير المنهاج والتطوير في بعض‬
‫مجاالته‪ ،‬ولكن بإمكانهم أن يضيفوا أمورا ً مشجعة للطالب في طرائق التدريس وربط‬
‫المواد باهتمامات الطالب من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬التحفـيز ‪ :‬إن أداء وانتباه التالميذ يكون أكثر عندما يؤدون نشاطات ذات معنى بالنسبة‬
‫لهم‪ ،‬ولذلك ال بد للمنهاج أن يحتوي على أمور تهم الطلبة وتفيدهم في حياتهم اليومية ‪.‬‬
‫وبإمكان النشاطات والواجبات المدرسية أن تكون أكثر تحفيزا ً من خالل ‪:‬‬
‫‪ -‬إضافـة التغييرات اللّونية والشكليـة ‪.‬‬
‫‪ -‬التنويع والتغيير في شكل تقديم الواجبات والمهمـات ‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم المهمات بشكل يراوح بين ما يهم الطلبة بشكل كبير وما تتدنى أهميته بالنسبة‬
‫للطلبـة‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام النشاطات التي تتطلب استجابة حركية عكس تلك التي تتطلب استجابات أكثر‬
‫سلبيّـة‪.‬‬
‫‪ -‬التفاعل‪ :‬يعاني الطالب مشكلة أو صعوبة في اإلبقاء على التفاعل المعرفي خالل‬
‫عملية التعليم التي تشمل مجموعة كبيرة من الطالب‪ ،‬فقد يفقدون انتباههم خالل الحصة‪،‬‬
‫مما يؤدي لقيامهم بسلوكيات فوضوية‪ .‬وحتى يزيد من انتباه الطلبة‪،‬على المدرس أن‬
‫يتأكد من أن الطلبة يستطيعون متابعة محتوى الدرس وأن يقدم المادة بمستوى مناسب‬
‫من الصعوبة‪ ،‬وأن يوضح األهداف والنقاط الرئيسية التي يود تغطيتها وذلك بتقديم المادة‬
‫الجديدة بشكل تدريجي خطوة بخطوة وأن يوفر النموذج الصحيح لألداء واإلجراءات‬
‫الجديدة ‪ ،‬وأن يراقب فهم الطلبة‪ ،‬ويعدل في التعليمات وطريقة التدريس كلّما تطلب‬
‫األمر ذلك‪ ،‬وأن يقوم بتوفير تغذية راجعة صحيحة‪.‬‬
‫‪ -‬إن الطريقة التي يسلكها المدرس في التدريس قد تساعد الطالب‪ ،‬فاإلرشادات العامة‬
‫تتضمن تقديم الدروس بطريقة وأسلوب تركيزي وحماسي‪ ،‬وأن يتجنب المدرس‬
‫المحاضرات الطويلة وأن يسمح لالستجابات الفعّالة النشطة من قبل الطلبة بشكل متكرر‬
‫ودائم‪ .‬إن تزويد الطلبة بالفرص المتكررة ألن يجيبوا بدالً من جلوسهم السلبي بينما هم‬
‫ينتظرون فرصة لكي يجيبوا يعتبر أمرا ً حاسما ً إلبقاء الطلبة منهمكين في الـدرس‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫ثالثاً‪ :‬المعلم واإلدارة الصفية‬
‫‪ 1‬ـ المعلم ولغة الجسد‬
‫البد للمعلم أو المعلمة من اللجوء إلى استخدام ما يسمى بلغة الجسد الفعّالة والهدف‬
‫منها هو إقناع الطالب بأن المعلم هو من يسيطر على مجريات األمور داخل الفصل أو‬
‫الصف‪ ،‬ولغة الجسد هذه تستغل أربعة أساليب فعالة هي‪ :‬االتصال والتواصل البصري‪،‬‬
‫وتقارب المسافات المادية البينية‪ ،‬ومظهر وحركة الجسد‪ ،‬وأخيرا ً تعبيرات الوجه‪.‬‬
‫تلعب لغة الجسد دورا ً هاما ً كبيرا ً مؤثرا ً فينا سواء أردنا أم لم نرد‪ ،‬ويستخدم اإلنسان في‬
‫ذلك أكثر من ‪ %55‬من اللغة غير المنطوقة "لغة الجسد وحركاته"‪.‬‬
‫* االتصال البصري‬
‫هذا النوع من االتصال بين العيون يسمح للمعلم والمعلمة بتوفير ميزة التواصل مع‬
‫الطالب والطالبات بطريقة شفهية (غير لفظية) والتي ال تأخذ الكثير من الوقت‪ ،‬حيث‬
‫أن تلك النظرات الموحية تساعد كثيرا ً على ردع ما يمكن أن يصدر من المشاكل‬
‫المترتبة على تجاوز االنضباط مثل الحديث بدون إذن والذي يحدث في الفصل‪.‬‬
‫االتصال البصري بواسطة العين يعمل على إرسال رسالة هامة للطالب أو الطالبة‪،‬‬
‫المعنى إما انعكاس لهدوء المعلم أو المعلمة والذي سوف يفسر من قبل الطالب أو‬
‫الطالبة على أنها الثقة بالنفس لهذا المعلم أو المعلمة‪ ،‬وإما إنها انعكاس للحرص أو‬
‫العصبية أو عدم التأكد الصادر من المعلم أو المعلمة‪ ،‬إن أخطر ما يمكن أن يهدد‬
‫هذه الوسيلة هو إشاحة المعلم أو المعلمة النظر من على عين الطالب أو الطالبة ولو‬
‫للحظات‪ ،‬هذا الوقت الوجيز كفيل بأن ينقل لهؤالء أن كالً من المعلم أو المعلمة غير‬
‫متأكد من قدرته على التعامل مع الحدث وأنه‪ ،‬أي المعلم والمعلمة ال يريد البقاء حبيس‬
‫هذا الوضع الناتج عن سوء السلوك‪ ،‬وبالتالي سيشعر كل من الطالب أو الطالبة بمزيد‬
‫من الراحة لهذا التطور اللحظي‪ ،‬وليس من المرجح أن يتم وقف سوء السلوك المسبب‬
‫لهذا الحدث تماماً‪.‬‬
‫* تقارب المسافات‬
‫إزالة أي عوائق قد تمنع وصول المعلم إلى مكان أي طالب في الفصل‪ ،‬فهناك شعور‬
‫عام يجتاح الطلبة والطالبات مفاده أنه كلما بعدت المسافة في الفصل بين المعلم أو‬
‫المعلمة وبين الطالب أو الطالبة كلما شعر كل من الطالب أو الطالبة باالرتياح‪ ،‬وعلى‬
‫العكس فكلما اقترب المعلم أو المعلمة تولد الشعور بعدم االرتياح‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫* تعبيرات الوجه‬
‫تعبيرات الوجه تعتبر أكثر الوسائل تأثيرا ً بعد االتصال البصري‪ ،‬أو بتعبير آخر تعتبر‬
‫مكملة لالتصال البصري ومعززة له‪ ،‬كل جزء في الجسم البشرى له لغة خاصة به‪ ،‬و‬
‫نشير إلى أن المعلمين والمعلمات ينبغي عليهم استخدام تعابير الوجه من أجل تواصل‬
‫المشاعر مع طالبهم وطالباتهم سواء اإليجابية منها أو السلبية ‪ ،‬ويمكن أن تستخدم هذه‬
‫التعابير أيضا إلعطاء التشجيع أو إلظهار خيبة األمل المتولدة من حدوث السلوكيات‬
‫غير الحميدة‪.‬‬
‫* مظهر وحركة الجسم‬
‫المعلمون والمعلمات هم بحاجة إلى الظهور بمظهر المنتصب جسديا ً وباعتدال وأن‬
‫يتحركوا في الفصل والمدرسة خالل اليوم الدراسي بحزم مما يعكس في نفوس الطالب‬
‫والطالبات التعرف على معنى القيادة القوية والمطلوبة‪.‬‬
‫تلعب حركة اليدين دورا ً كبيرا ً في تحديد معالم شخصية كل من المعلم أو المعلمة‪،‬‬
‫ولذلك نؤكد على حتمية إبقاء مستوى اليدين (الكفين) دائما منخفضا قدر اإلمكان؛‬
‫حيث إن رفع اليدين قد يشوه المظهر العام للمعلم أو المعلمة أمام أعين هؤالء الطلبة‬
‫والطالبات‪ ،‬كما أن انثناء الذراعين على الفخذين يؤشر إلى نفاذ الصبر ويعكس نوعا ً‬
‫من الضيق أو التبرم واالنزعاج‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ األنماط الكالمية‬
‫كالم المعلم المباشر‪ :‬هو الكالم الذي يصدر عن المعلم دون إتاحة الفرصة أمام التلميذ‬
‫للتعبير عن رأيه فيه أي أن المعلم هنا يحد من حرية التلميذ ويكبح جماحه ويمنعه من‬
‫االستجابة وهذا فإن المعلم يمارس دورا ً إيجابيا ً ويكون دور التلميذ سلبياً‪ .‬ومن أنماط‬
‫هذا الكالم التعليمات التي تصدر عن المعلم للتالميذ‪.‬‬
‫ويأخذ كالم المعلم المباشر أنماطا ً مختلفة فهو‪:‬‬
‫‪ -‬يحاضر ويشرح‪ :‬ويتضمن هذا النمط الكالمي قيام المعلم بشرح المعلومات أو‬
‫إعطائها‪ ،‬فالمعلم هنا يتكلم والتالميذ يستمعون‪ .‬وتاليا ً فإن تفاعلهم يتوقف عند استقبال‬
‫الحقائق و اآلراء والمعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬ينتقد أو يعطي توجيهات‪ :‬ويتضمن هذا النمط قيام المعلم بإصدار االنتقادات أو‬
‫التوجيهات التي يكون القصد منها تعديل سلوك المتعلمين‪ ،‬وبالتالي فإن المعلم يصدر‬
‫التعليمات والتوجيهات والتالميذ يستمعون‪ .‬ويتضح أن تفاعل التالميذ في النمط‬
‫السابق هو تفاعل محدود جدا ً ‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫كالم المعلم غير المباشر‪ :‬يأخذ كالم المعلم غير المباشر األنماط الكالمية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يتقبل المشاعر‪ :‬وذلك حين يتقبل المعلم مشاعر التالميذ ويوضحها لهم دون إحراج‬
‫سواء أكانت مشاعر إيجابية أم سلبية فال يهزأ المعلم بمشاعر التالميذ وإنما يتقبلها‬
‫ويقوم بتوجيهها‪.‬‬
‫‪ -‬يتقبل أفكار التالميذ ويشجعها‪ :‬يستخدم أنماطا ً كالمية من شأنها أن تؤدي إلى توضيح‬
‫أفكار التالميذ وتسهم في تطويرها ‪.‬‬
‫‪ -‬يطرح أسئلة على التالميذ‪ :‬وغالبا ً ما تكون هذه األسئلة من نمط األسئلة التي يمكن‬
‫التنبؤ بإجابتها وتاليا ً يطلق عليها األسئلة الضيقة أي محدودة اإلجابة وال تتطلب‬
‫استخدام مهارات التفكير العليا‪.‬‬
‫‪ -‬يطرح أسئلة عريضة ‪ :‬وهي تلك األسئلة التي تتطلب اإلجابة عنها استخدام مهارات‬
‫تفكيرية مختلفة كالتحليل والتركيب واالستنتاج والتقويم والتي يعبر التالميذ فيها عن‬
‫أفكارهم واتجاهاتهم ومشاعرهم الشخصية‪.‬‬
‫ويمكن القول إن التفاعل الصفي يتوقف على قدرة المعلم على تنظيم عملية التفاعل‬
‫وذلك باستخدامه أنماطا ً كالمية وخاصة تلك األنماط الكالمية غير المباشرة ألنها تؤدي‬
‫إلى تحقيق تواصل فعال بين المعلم والتالميذ في الموقف التعليمي‪.‬‬
‫ومن أهم هذه األنماط الكالمية ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬أن ينادي المعلم تالميذه بأسمائهم ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يستخدم المعلم األلفاظ التي تشعر التلميذ باالحترام والتقدير مثل‪:‬‬
‫من فضلك‪ ،‬تفضل‪ ،‬شكراً‪ ،‬أحسنت‪...‬‬
‫‪ -‬أن يتقبل المعلم آراء التالميذ وأفكارهم ومشاعرهم بغض النظر عن كونها سلبية أو‬
‫إيجابية‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكثر المعلم من استخدام أساليب التعزيز اإليجابي الذي يشجع المشاركة اإليجابية‬
‫للتلميذ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يستخدم المعلم أسئلة واسعة وعريضة وأن يقلل من األسئلة الضيقة التي ال تحتمل‬
‫إال اإلجابة المحددة مثل ال أو نعم أو كلمة واحدة محدودة وإنما عليه أن يكثر من األسئلة‬
‫التي تتطلب تفكيرا ً واسعا ً واستثارة للعمليات العقلية العليا ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يستخدم النقد البناء في توجيه التالميذ‪ ،‬وينبغي أن يوجه المعلم النقد لتلميذ محدد‬
‫وعليه أن ال يعمم‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫‪ -‬أن يعطي التالميذ الوقت الكافي للفهم‪ ،‬وأن يتحد ث بسرعة مقبولة وبكلمات واضحة‬
‫تتناسب مع مستويات تالميذه‪.‬‬
‫‪ -‬أن يشجع التالميذ على طرح األسئلة واالستفسار‪.‬‬
‫أنماط غير مرغوب فيها ألنها ال تشجع على حدوث التفاعل الصفي‪:‬‬
‫‪ -‬استخدام عبارات التهديد والوعيد ‪.‬‬
‫‪ -‬إهمال أسئلة التالميذ واستفساراتهم وعدم سماعها‪.‬‬
‫‪ -‬فرض المعلم آراءه ومشاعره الخاصة على التالميذ‪.‬‬
‫‪ -‬االستهزاء أو السخرية من أي رأي ال يتفق مع رأيه الشخصي ‪.‬‬
‫‪ -‬التشجيع واإلثابة في غير مواضعهما ودونما استحقاق‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام األسئلة الضيقة‪.‬‬
‫‪ -‬إهمال أسئلة التالميذ دون اإلجابة عنها‪.‬‬
‫‪ -‬احتكار الموقف التعليمي من قبل المعلم دون إتاحة الفرصة للتالميذ للكالم‪.‬‬
‫‪ -‬النقد الجارح للتالميذ سواء بالنسبة لسلوكهم أم آلرائهم‪.‬‬
‫‪ -‬التسلط بفرض اآلراء أو استخدام أساليب اإلرهاب الفكري‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ إدارة البيئة الصفية النفسية واالجتماعية‬
‫إن للمناخ النفسي واالجتماعي في غرفة صفٍ ما تأثيرا ً كبيرا ً في تماسك أفراد ذلك‬
‫الصف وتعاونهم وتقبلهم بعضهم بعضا ً من ناحية‪ ،‬وتقبلهم للمعلم وتعلم ما يقوله من‬
‫ناحية أخرى‪ .‬وللمعلم كمرشد وموجه ومنظم للعملية التعليمية دور كبير في الصحة‬
‫النفسية إلدارته لصفه وتنمية الصحة العقلية لطالبه‪ ،‬والتي ستتيح لهم تعليما ً أفضل‬
‫وتعلّما أكثر فعالية‪ ،‬وبالتالي إقباالً على التعلم وإستجابة لما يطلب منهم‪" ،‬مناخ اجتماعي‬
‫عاطفي = نسبة تعلم عالية"‪.‬‬
‫وفي هذا المجال نتوقع من المعلم أن يقوم بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد الطالب إعدادا ً اجتماعيا ً يحبب إليهم التعاون‪ ،‬والتكافل‪ ،‬والعدل‪ ،‬والنظام‪،‬‬
‫والتقدم‪ ،‬ويعرفهم بحقوقهم وواجباتهم‪ ،‬واالعتراف بحقوق اآلخرين‪ ،‬واحترام‬
‫مشاعرهم‪.‬‬
‫‪ -‬تدريب الطالب على الخدمات االجتماعية‪ ،‬وتقديرهم القيم الثقافية تقديرا ً حسناً‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية الروح النقدية ‪ ،‬والوعي االجتماعي والشعور بالمصلحة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬رعاية الطالب كجماعة ليحصلوا على عالقات مرضية ومستوى من الحياة فيه تناسق‬

‫‪148‬‬
‫وانسجام مع رغباتهم وقدراتهم‪ ،‬وتتمشى مع الصالح العام للمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬تلبية حاجات الطالب النفسية والفطرية‪ ،‬كحاجته إلى األمن والطمأنينة‪ ،‬والحب‬
‫والتقدير‪ ،‬واإلحساس بالنجاح‪ ،‬وحبه للحرية‪ ،‬وحاجته لسلطة ضابطة‪.‬‬
‫‪ -‬توفير الجو االجتماعي الديمقراطي القائم على العدالة والمساواة والموضوعية والثقة‬
‫والمودة‪.‬‬
‫‪ -‬قبول مشاعر الطلبة واحترامها‪ ،‬والتعبير عن ذلك من خالل األقوال واألفعال‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على تحقيق إحساس الطالب باألمان والحرية في السلوك والتعبير‪ ،‬وتغييب‬
‫مظاهر العنف واإلرهاب في العالقة بين المعلم والطالب‪.‬‬
‫‪ -‬تقبل آراء الطلبة وأفكارهم‪ ،‬والعمل على توضيحها واستخدامها كمصدر للمعلومات‪،‬‬
‫وااللتزام باالنفتاح والموضوعية تجاه القضايا التي تطرح في غرفة الصف‪.‬‬
‫‪ -‬تجنب المحاباة داخل غرفة الصف‪ ،‬ألنها من معيقات تحقيق المناخ النفسي الجيد‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام التعزيز والتشجيع‪ ،‬ألنه يسهم في حث الطلبة على المزيد من التفاعل‪ ،‬وإزالة‬
‫التوتر والرهبة من نفوسهم‪.‬‬
‫‪ -‬إقامة عالقات ودية مع الطلبة‪ ،‬تقوم على معرفة احتياجاتهم وإمكاناتهم‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية مظاهر االنضباط الذاتي والطاعة الواعية المفكرة عند الطلبة‪.‬‬
‫ونوصي المعلم في هذا المجال بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬حاول تفهم طبيعة مرحلة الطفولة المبكرة‪.‬‬
‫‪ -‬تعامل مع موضوع النسيان بهدوء دون قسوة أو لوم أو عتاب‪ ،‬وانتبه إلى أن ذلك‬
‫يَحدث رغ ًما عن الصغير‪.‬‬
‫‪-‬ال تكن مع التالميذ كما يقول المثل لينا ً فتُعصر وال يابسا ً فتُكسر‪ ،‬وكن وسطا ً ألن "خير‬
‫األمور أوسطها"‪ ،‬واعلم أن عالقة األستاذ بالتالميذ يجب أن تكون عالقة حب من جهة‬
‫(عن طريق المعاملة الطيبة) وعالقة هيبة من جهة أخرى (عن طريق الحزم والجد‬
‫والشخصية القوية)‪.‬‬
‫‪ -‬ركز على بناء الشخصية السويّة التي تدرك بالتدريج أن عليها واجبات مثلما من‬
‫حقها اللعب‪ ،‬فال نُثـقل الصغير بما ال يستطيع بل نهتم بالقيام بواجباته ومشاركته في ذلك‬
‫باإلشراف والتدعيم اإليجابي (شكراً‪ ،‬ممتاز‪ ،‬جيد‪ ،‬حاول أن تكمل هنا كما أكملت هناك‬
‫الخ‪ ،)..‬ونغفل قليالً الدرجات والنتائج والعالمات‪ ،‬فبناء الشخصية السويّة أهم بكثير من‬
‫ارتفاع الدرجات والنقاط والعالمات‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫‪ -‬ش ّجع التالميذ على ممارسة نشاطات ثقافية معينة داخل المؤسسة أو خارجها‪ ،‬واألفضل‬
‫لو تتم هذه الممارسة تحت إشراف وتوجيه الوالدين أو المؤسسة التعليمية ‪.‬‬
‫سنّة من سنن‬‫‪ -‬اعلم أن الفروق الفردية ظاهرة عامة في جميع الكائنات العضوية وأنها ُ‬
‫هللا تعالى في خلقه‪ ،‬فأفراد النوع الواحد يختلفون فيما بينهم‪ ،‬فال يوجد فردان متشابهان‬
‫في استجابة كل منهما لموقف واحد‪ .‬وهذا االختالف والتمايز بين األفراد أعطى الحياة‬
‫معنى وجعل للفروق الفردية أهمية في تحديد وظائف األفراد‪ ،‬وهذا يعني أنه لو تساوى‬
‫جميع األفراد في نسبة الذكاء فلن يصبح الذكاء حينذاك صفة تميز فردا ً من آخر‪ ،‬وبهذا‬
‫ال يصلح جميع األفراد إال لمهنة واحدة‪.‬‬
‫‪-‬ال تلجأ (خاصة في المتوسط وكذا في الثانوي ) إلى الضرب أبدا ً "آخر الدواء الكي"‪.‬‬
‫ومعروف أن الضرب وما يصاحبه من إساءات كالمية فيها من الضرر ما فيها على‬
‫نفسية التلميذ حاضرا ً ومستقبالً‪.‬‬
‫‪-‬ال تستهن بأية مشكلة تواجه تلميذا ً من تالميذك مهما تكن صغيرة ‪ ،‬بل حاول تلمس‬
‫الحل المناسب لها‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون للمعلم إلمام ولو بسيط بعلم النفس التربوي‪ .‬وعليه أن يدرس نفسيات‬
‫الطالب ثم يعاملهم بناء على ذلك‪ ،‬واعلم أن تلميذا ً تكفيه نظرة ‪ ،‬وآخر يحتاج إلى كلمة‪،‬‬
‫وآخر يوقظه التأنيب‪...‬‬
‫َ‬ ‫وثالثا ً يفيده النصح المنفرد‪،‬‬
‫‪ -‬قدّر أي جهد يقوم به الطالب وال تحتقره وال تستهزئ به‪ ،‬وال بأس أن تمدحه بين الحين‬
‫واآلخر في الوقت والظرف المناسبين‪ ،‬مدحا ً يشجعه وال يفسده‪.‬‬
‫‪ -‬كن متحمساً‪ ،‬ألن حماسك يساهم في تحقيق تعلّم أفضل لطالبك‪ .‬وإن كان حماسك قليالً‬
‫لسبب أو آلخر‪ ،‬فحاول أن تجعل نظرتك إيجابية‪ ،‬وستجد أن حماسك قد ازداد‪.‬‬
‫‪ -‬وإياك أن تشتم تلميذا ً مهما كان السبب أو تلعنه (خاصة مع استعمال الكالم البذيء‬
‫والفاحش)‪ ،‬واعلم أن التلميذ عندما يرى أن معلمه قد نزل إلى هذا المستوى الوضيع‬
‫فإنه يفقد احترامه للمعلم ويبدأ في المعاناة التي تظهر عندما يكبر هذا التلميذ ويصبح‬
‫رجالً‪ ،‬فضالً عن أن سلوك هذا المعلم قد يؤثر سلبا ً على مردود التلميذ الدراسي‪.‬‬
‫‪ -‬تقرب من تالميذك (خارج الحصص الرسمية حتى ال يضيع الوقت) لتتعرف على‬
‫آمالهم وآالمهم‪ ،‬وعليك أن تقدم لهم‪ ،‬بعد ذلك أو أثناء ذلك‪ ،‬النصح والتوجيه المناسبين‪،‬‬
‫ألن ذلك يقوي الصلة بينك وبين تالميذك ويزيد من المحبة بينك وبينهم‪.‬‬
‫‪ -‬ال تميز بين التالميذ ألن في هذا ظلما ً لهم‪ .‬ومن مظاهر هذا الظلم‪:‬‬

‫‪150‬‬
‫* التمييز بين الغني والفقير‪.‬‬
‫‪ *  ‬التمييز بين القوي والضعيف‪.‬‬
‫‪ *  ‬التمييز بين ابن المسؤول وابن المغمور‪.‬‬
‫* التمييز بين ابن المنطقة واآلتي من خارجها‪  .‬‬
‫* التمييز بين الذكر واألنثى‪.‬‬
‫‪ -‬احفظ أسماء تالميذك بسرعة‪ ،‬وإليك بعض اإلستراتيجيات لحفظ أسماء الطالب‪:‬‬
‫* تمرين التكرار‪ :‬اطلب من طالب أن يقول اسمه واسم عائلته‪ ،‬وإلى طالب آخر أن يعيد‬
‫اسم الطالب األول ويضيف إليه اسمه‪ ،‬ثم يعيد الطالب الثالث اسمي الطالبين السابقين‪،‬‬
‫ويضيف إليهما اسمه‪ ،‬وهكذا‪ .‬واختم التمرين بإعادة أسماء الطالب جميعهم‪ ،‬وأضف‬
‫إليها اسمك‪ .‬أخبر الطالب أننا هنا لنساعد بعضنا بعضا ً عندما ننسى األسماء‪ّ .‬‬
‫وأن نسيان‬
‫طالب واحد لألسماء يتيح لنا الفرصة للتعلم والتذكر من جديد‪.‬‬
‫المصورة‪ :‬صور الطالب وألصق الصور على ورقة تحت أسمائهم‬ ‫ّ‬ ‫*قوائم الطالب‬
‫بحسب المقاعد التي جلسوا عليها في ذلك اليوم‪ .‬واعمل على دراسة هذه القوائم مدة‬
‫نصف ساعة في البيت‪ ،‬باإلضافة إلى ممارسة استدعائها أحيانا ً قبل الحصة مباشرة‬
‫فتصبح نتيجة لذلك قادرا ً على تذكر أسماء الطالب‪.‬‬
‫*الزيارات الخاطفة‪ :‬لكي تش ّكل صداقات سريعة مع تالميذك‪ ،‬إضافة إلى حفظ أسمائهم‪،‬‬
‫صا خمس‬ ‫ص ً‬‫خصص يوما ً في األسبوع األول‪ ،‬لمقابلتهم وتبادل أحاديث معهم ‪ُ ،‬مخ ّ‬
‫دقائق لكل منهم‪ .‬إن اللقاء مع ‪ 10‬طالب في الساعة‪ ،‬يمكنك من التحدث مع ‪ 70‬طالبا ً‬
‫تقريبًا خالل سبع ساعات مكثفة‪ ،‬لكنها ممتعة‪ .‬و تدور األسئلة حول أمور بسيطة‪ :‬من‬
‫أين أنت؟ ما اهتماماتك؟ هل لديك أي أسئلة أستطيع أن أجيب عنها؟ واشكرهم بعدها‬
‫على المجيء‪ ،‬وقل إنك ترحب بهم فيما لو جاءوا مرة ثانية‪ .‬وعندما تلتقي بالصف في‬
‫المرة التالية‪ ،‬ستشعر أنك مرتاح جدًّا وكأنك بين مجموعة من أصدقائك‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ إدارة البيئة الماديّة للصف‬
‫ينبغي أن يأخذ المعلم باالعتبار أن التصميم المادي للغرفة الصفية يحقق إدارة أفضل‪،‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن من المتوقع أن يقوم المعلم بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يجلس كل طالب جلسة صحيحة‪ ،‬وأن تتوفر في الصف الوسائل التعليمية المناسبة‪،‬‬
‫من كتب ودفاتر وأقالم ومساطر وخرائط‪ ،‬ولوحات وصور‪ ،‬وتسجيالت صوتية‪ ،‬وأن‬
‫تكون الغرفة بعيدة من الضوضاء‪ .‬كما يفيد أن يكون ترتيب المقاعد ودروج الطالب‬

‫‪151‬‬
‫بطريقة تقلل احتكاك الطالب في الخزائن والرفوف؛ وكذلك أن تكون بعيدة قدر اإلمكان‬
‫عن األبواب والنوافذ‪ .‬هذا من شأنه أن يقلل من المشتتات الجانبية الخارجية الممكنة‪،‬‬
‫وبالتالي يساعد الطالب على التركيز في مهماتهم التعليمية بشكل أفضل‪ .‬كما وأنه‬
‫من المفضل ترتيب أماكن الوسائل التعليمية وأدوات القرطاسية‪ ،‬بحسب نسبة وطريقة‬
‫استعمالها من قبل المعلم أو الطالب‪ ،‬فاألدوات والوسائل التي يستعملها المعلم بكثرة‪،‬‬
‫يجب وضعها قريبا ً من متناول اليد؛ بينما يتم إبعاد الوسائل غير المهمة أو قليلة االستخدام‬
‫عن متناول الطالب‪ ،‬حتى تمنعهم من االحتكاك‪.‬‬
‫‪ -‬ترك مسافات أكبر بين الطالب‪ ،‬ألن ذلك يؤدي إلى التقليل من حدوث السلوكيات المزعجة‬
‫والفوضى داخل الصف‪ ،‬ويزيد من نسبة تركيز المعلم وانتباهه إلى طالبه‪ .‬هذا الوضع‪ ،‬أي‬
‫اقتراب الطالب من بعضهم البعض بشكل كبير‪ ،‬يؤدي على ما يبدو‪ ،‬إلى تشتتهم؛ بسبب‬
‫صعوبة تركيز انتباههم في شرح المعلم‪ ،‬وإيالء االنتباه إلى ما يدور حولهم من إزعاج‬
‫زمالئهم في آن واحد‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على إظهار غرفة الصف في أبهج صورة‪ ،‬وأجمل شكل‪ ،‬وذلك بتعليق اللوحات‬
‫والصور الجذابة على الجدران‪ ،‬ويفضل تزيين الجدران بلوحات يقوم الطلبة بتصميمها‪،‬‬
‫وتزيينها بالرسوم‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه الطلبة إلى استخدام الطرائق والمواد المتوافرة بكفاية‪ ،‬والعمل على تنظيمها‬
‫وترتيبها بشكل ال يعيق حركة المعلم والطلبة داخل غرفة الصف‪.‬‬
‫‪ -‬إدخال تعديالت من وقت آلخر على تنظيم غرفة الصف لتجنب الملل والرتابة‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم أماكن المواد التعليمية‪ ،‬مثل الخرائط والرسومات والدفاتر واألقالم بحيث يمكن‬
‫استخدامها بسهولة حين تدعو الحاجة‪.‬‬
‫‪ -‬إيضاح العالقة بين البيئة المادية لغرفة الصف وصحة الطلبة النفسية والبدنية‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم جلوس الطلبة بما يتناسب مع حاجاتهم‪ ،‬وعلى وجه الخصوص‪ ،‬ذوي االحتياجات‬
‫الخاصة‪ ،‬فضعاف السمع والبصر يجلسون أقرب ما يكونون إلى المعلم واللوح‪ ،‬والطلبة‬
‫الذين يعانون ضيقا ً في التنفس يجلسون قريبا ً من النافذة‪ ...‬وهكذا‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد وتنظيم سجالت خاصة بمحتويات غرفة الصف‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم جلوس الطلبة بشكل يتناسب مع أهداف الدرس والنشاطات التي سيقوم بها‬
‫الطلبة‪ ،‬أو طريقة التدريس التي سيتبعها المعلم‪.‬‬
‫إن تنظيم بيئة الصف له أهمية كبيرة‪ ،‬فيما يختص بعملية ضبط سلوك الطالب‪ ،‬ألن‬

‫‪152‬‬
‫أماكن االزدحام داخل الصف تعتبر فرصا ً جيدة لتوفير جو الفوضى والشغب‪.‬‬
‫كما تقوم طرائق التعليم الحديثة على التفاعل بين الطالب‪ ،‬وجعل التعلم عمالً تعاونياً‪،‬‬
‫وهنا يستخدم النشاط الثنائي (بين طالبين) أو نشاط الفريق (‪ 3‬أو‪ 4‬طالب)‪ .‬وبناء على‬
‫هذه النظرة‪ ،‬ينبغي تنظيم قاعة الدراسة‪ ،‬بحيث تيسر عملية التواصل بين الطالب فيما‬
‫والمدرس من ناحية أخرى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بينهم من ناحية‪ ،‬وبين الطالب‬
‫إدارة األعمال المقعدية‬
‫عندما يبدأ الطالب العمل على تنفيذ تدريبات‪ ،‬أو مهمات صفية داخل الطاولة أو المقعد‪،‬‬
‫تبدأ الفوضى بشكل طبيعي‪ .‬األمر الذي يتطلب بناء قوانين وإجراءات تبين كيفية‬
‫التصرف في تلك المواقف‪ .‬ومن هذه اإلجراءات‪:‬‬
‫‪ -‬تطبيق إستراتيجيات من قبل المعلم على مستوى اإلدارة المقعدية‪ ،‬التي تتطلب منه القيام‬
‫بالتجول بين الطالب بشكل طبيعي‪ ،‬وأن يعمل على مساعدة الطالب الذين يستصعبون‬
‫في حل تمارينهم؛ والتأكد من أن الفعاليات التي يقوم بها الطالب تخدم األهداف التعليمية‬
‫المراد تحقيقها‪.‬‬
‫بعض اإلستراتيجيات تساهم بشكل كبير‪ ،‬في عملية بقاء الطالب الذي يعاني مشاكل في‬
‫التركيز والحركة الزائدة‪ ،‬مركزا ً في مهمته‪ ،‬وتعمل على دعم عملية تعلمه من خالل‬
‫عمل المعلم على اختيار زميل‪/‬جار مناسب ليجلس إلى جانب الطالب المعني‪ ،‬لكي‬
‫يساعده في البدء في التمارين‪ ،‬وفي اإلجابة عن أسئلته المتعلقة‪ -‬عادة‪ -‬برقم الصفحة‪،‬‬
‫أو بما هو المطلوب من السؤال‪ ،‬وما هذه الكلمة‪..‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يعمل المعلم على شرح وتوضيح المطلوب من طالبه بدقة‪ ،‬ويبين لهم أهمية‬
‫المهام والواجبات التي يجب أن يقوموا بها واألسباب من وراء تنفيذها؛ ويفحص مدى‬
‫فهمهم للتأكد من عدم وجود أشياء مبهمة وذلك من خالل طرح أسئلة‪ ،‬ماذا‪ ،‬لماذا‪ ،‬كيف‬
‫ومتى؛ ويعمل على إعطاء النماذج المالئمة لتنفيذ التمارين؛ فإن هذا سيساعده على‬
‫إدارة أفضل لطالبه‪.‬‬
‫‪ -‬أن يعمل المعلم كذلك على معالجة مشاكل الفوضى وقلة الترتيب عند هؤالء الطالب‪،‬‬
‫أي الذين يعانون اضطرابات في التركيز والحركة الزائدة واالندفاعية‪ .‬بالنسبة لهؤالء‬
‫الطالب‪ ،‬كل تغيير بسيط في برنامج اليوم الدراسي‪ ،‬يدفع العقل إلى التشتت بسرعة‪.‬‬
‫وبالطبع هذا يجر المعلم إلى تجاهلهم أو معاقبتهم‪ .‬فهؤالء األوالد بحاجة إلى من‬
‫يساعدهم في تنظيم أفكارهم‪ ،‬وتوفير الطرق المفيدة لترتيب حاجياتهم‪ ،‬وأيضا ً تزويدهم‬

‫‪153‬‬
‫بالمهارات الفعّالة لتجنب إطالة وقت تنفيذ المهمات‪ ،‬وإضاعة الوقت قبل البدء بها‪ .‬وال‬
‫بد من العودة للتأكيد على قوانين الصف والروتين الصفي لتعويد الطالب على القيام‬
‫بمهامهم من دون صعوبات ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ تنظيم عملية التعليم‬
‫ويمكن تنظيم عملية تعليم التالميذ داخل غرفة الصف في ثالثة أنماط هي‪:‬‬
‫‪ -1‬التعليم الجماعي‪ :‬إن النمط األكثر شيوعا ً في تنظيم التالميذ للتعلم هو التعليم الجماعي‪،‬‬
‫وبالرغم من المطالبات المتكررة لالبتعاد عن هذا األسلوب‪ ،‬إال أنه ما زال هو الشائع‪،‬‬
‫وقد يعود ذلك إلى أنه األسهل واألقل كلفة‪ ،‬وال يتطلب الكثير من عمليات التنظيم وإجراء‬
‫التغيرات في ترتيب األثاث أو المقاعد‪ ،‬باإلضافة إلى أن هناك بعض المعلومات التي‬
‫يسعى المعلمون إلى أن يوصلوها إلى جميع التالميذ في آن واحد‪ ،‬مثل التعليمات العامة أو‬
‫عرض األفالم واألشرطة والشرائح والشفافيات‪ .‬وقد يوفر هذا األسلوب فرصا ً للمشاركة‬
‫في المناقشة ولجميع التالميذ على اختالف قدراتهم‪ ،‬وقد يتبع بعمل فردي‪ .‬ويمكن أن‬
‫يستخدم هذا األسلوب في بداية النشاط وفي متابعة األعمال الفردية‪ ،‬حيث يقوم المعلم في‬
‫البداية بتحديد األفكار الرئيسية وإطار العمل‪ ،‬ثم يعزز ذلك بالمتابعة‪ ،‬ويتم تبادل الخبرات‬
‫من خالل المناقشة الجماعية‪ ،‬وقد يكون تنظيم جلوس التالميذ على شكل صفوف متوازية‬
‫أو على شكل حرف ‪ U‬مناسبا ً لهذا النمط من التنظيم للطلبة ‪.‬‬
‫‪ -2‬التعليم التفريدي التمايزي‪ :‬يخلط المعلمون بين نمطين من التعليم هما التعليم الفردي‬
‫والتعليم التفريدي‪ .‬فالتعليم التفريدي يعنى أن كل طفل لديه المهام من األعمال الخاصة‬
‫به ‪ ،‬والتي صممت لتناسب حاجاته واهتماماته وميوله وسرعته واستعداده للتعلم‪ ،‬في‬
‫َّ‬
‫ولكن‬ ‫حين أن التعلم الفردي يعني أن جميع التالميذ يمارسون نفس المهام من األعمال‪،‬‬
‫كالً منهم يعمل وفق إمكاناته وسرعته‪.‬‬
‫فالنوع األول يتطلب من المعلم إعداد برامج ودروس تتفق مع حاجات التالميذ وقدراتهم‬
‫واهتماماتهم وميولهم‪ ،‬وبالتالي يجد المعلم نفسه محتاجا ً إلى تخطيط عدد ال بأس به من‬
‫الدروس كي يستطيع مراعاة الفروق الفردية بين التالميذ‪ ،‬ومع هذا فقد نجح بعض‬
‫المعلمين في تفريد عملية التعليم‪ ،‬وذلك من خالل إعداد أوراق العمل على أنشطة‬
‫مختلفة من المفاهيم واألفكار المتعددة‪ ،‬ويمكن للتلميذ أن يختار منها وفق ميوله وقدراته‬
‫واهتماماته‪ .‬أما النوع الثاني فإنه يمكن أن ينفذ من خالل تخطيط واحد يقوم به المعلم‬
‫بحيث يعطي فرصة للتالميذ جميعهم لكي يقوموا بنفس المهمة‪ ،‬ولكن يترك لكل تلميذ‬
‫حرية اختيار المدة الزمنية التي يستغرقها وفق سرعته ومقدرته‪ ،‬ولذلك فإنه على المعلم‬

‫‪154‬‬
‫أن يزيد اهتمامه نحو جميع فئات التالميذ وبشكل خاص فئة المتفوقين وفئة بطيئي‬
‫التعلم‪ ،‬فكلتاهما يحتاج إلى معالجة فردية خاصة ‪.‬‬
‫‪ -3‬تنظيم التالميذ في مجموعات‪ :‬من العوامل التي تسهم في خلق جو من االنسجام‬
‫داخل غرفة الصف وتؤدي إلى إقبال التالميذ على عملية التعلم والتعليم هو تنظيم هؤالء‬
‫األفراد في مجموعات‪ ،‬فتنظيم التالميذ في مجموعات يساعدهم على أن يتعلموا من‬
‫بعضهم بعضاً‪ ،‬وبالتالي يساعد بطيئي التعلم في التغلب على الشعور بالفشل‪ ،‬ويشجع‬
‫المتعلم على االعتماد على النفس والعمل بسرعته الذاتية‪ ،‬وكما أنه يعطي فرصة للمعلم‬
‫لتوجيه ورعاية التالميذ الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة‪ ،‬والسؤال الذي يطرح نفسه‬
‫هنا‪ ،‬هو كيف يتم تقسيم التالميذ في مجموعات؟‬
‫في الحقيقة ال يوجد رأي متفق عليه حول الطريقة المثلى للتنظيم‪ ،‬فالبعض يؤيد تنظيم‬
‫التالميذ في فئات متجانسة حيث يرى أن هذا التنظيم يسهل عملية التعلم‪ ،‬ألن حاجات‬
‫التالميذ ومشكالتهم وقدراتهم تكون متقاربة‪.‬‬
‫ولكن التربويين اختلفوا في كيفية تنظيم التالميذ في مجموعات متجانسة‪ ،‬بعضهم أيد‬
‫التقسيم وفق القدرات العقلية‪ ،‬والبعض اآلخر يرى أن التقسيم وفق الميول واالهتمامات‬
‫هو األفضل‪ ،‬وهناك فريق آخر من التربويين يرى أن تقسيم التالميذ في مجموعات‬
‫متجانسة وفق القدرات العقلية يزيد الضعيف ضعفاً‪ ،‬ويزيد المتفوق غروراً‪.‬‬
‫وهناك رأي ثالث يرى ضرورة وجود مرونة في عملية التنظيم بحيث يكون التنظيم‬
‫مرتكزا ً على الحاجة إليه أو الغرض منه‪ ،‬على أن تخضع عملية التشكيل أو التنظيم‬
‫للتالميذ لعملية تقويم مستمرة لمعرفة اآلثار التي أحدثتها طريقة التنظيم المتبعة وإجراء‬
‫التعديالت المناسبة إذا لزم األمر‪ ،‬وال يمكن للمعلم أن ينجح في وضع تالميذه في فئات‬
‫أو مجموعات إن لم يكن على علم ورؤية بواقع تالميذه من حيث القدرات واالهتمامات‬
‫ومستوى التحصيل‪ ،‬ولذلك فإن المعلم يجب أن يكون واسع االطالع‪ ،‬مهتما ً بتنمية‬
‫التفكير‪ ،‬محاوالً االستفادة من تالميذه في الحصول على تغذية راجعة‪ ،‬مما يتيح الفرصة‬
‫في أن يجدد ويبتكر في أساليب التدريس‪ ،‬ويتعرف على أخطائه ويتعلم منها‪ ،‬كما ينبغي‬
‫له أن يكون ذا قدرة عالية على اختيار التنظيم المناسب لكل موقف‪ ،‬وأن يجري تعديالً‬
‫فيه إذا تغير الموقف وتغيرت الحاجة ‪.‬‬
‫* تنظيم الطالب للتعليم التقليدي‬
‫‪ -‬المعلم هو الموجه والقائد والمقرر لعمليات التعلم والتعليم‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫‪ -‬يستعمل هذا األسلوب في تقديم مادة جديدة أو عرض وسيلة تعليمية أو القيام بنشاط‬
‫مو ّحد أو إجراء تقييم جماعي‪.‬‬
‫المآخذ‪ :‬تعلم غير مؤثر‪ ،‬عدم مراعاة الفروق الفردية‪ ،‬ميول سلبية لدى الطالب نحو‬
‫المعلم والمادة الدراسية‪.‬‬
‫* تنظيم الطالب لمباراة صفية‬
‫‪ -‬تتألف لجنة التحكيم من المعلم وطالبين أو من ثالثة طالب‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة تنوع قدرات الفريقين وتكافؤ مستواهما‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد مكافأة للفريق الفائز يقبل بها الفريقان‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد قائد لكل فريق ألعمال التنسيق‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة الطالب لهدف المباراة وأحكامها التنظيمية‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية المنافسة البناءة في جو من االنضباط الصفي ‪.‬‬
‫تنظيم الطالب للمناقشة الجماعية الموجهة من المعلم‬
‫‪ -‬المعلم موجه ومنسق للنقاش‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم قادة المجموعات الفرعية بأعمال التلخيص‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية التعليم والتقييم المباشر من المعلم‪.‬‬
‫يؤخذ على هذا التنظيم ‪ :‬عدم إشراك جميع طلبة الصف حين يزيد عن عشرين‪ ،‬عدم‬
‫مشاركة بعض األفراد‪ ،‬إمكانية نشوء ميول سلبية وعدم االرتياح لوجود المعلم‪.‬‬
‫* تنظيم الطالب على شكل مجموعات إلنجاز بعض المهمات‬
‫‪ -‬المعلم كموجه متنقل‪.‬‬
‫‪ -‬تجميع الطالب بحسب رغباتهم وبما يتفق وطبيعة المهمة‪.‬‬
‫‪ -‬قيام الطالب بحل التمارين أو كتابة تقارير جماعية‪.‬‬
‫‪ -‬مشاهدة الطالب لمجموعة من الصور الثابتة‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية التوجيه الجماعي للصف عند الحاجة‪.‬‬
‫‪ -‬العدد األقصى لكل مجموعة ستة مع الرئيس‪.‬‬
‫* تنظيم الطالب للتعليم الفردي المستقل‬
‫‪ -‬المعلم المشرف متنقل وموجه فردي‪.‬‬
‫‪ -‬الطالب يعملون بحسب قدراتهم وسرعاتهم‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية اختبار الطالب في مادة دراسية‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫‪ -‬إمكانية التوجيه الجماعي عند الحاجة‪.‬‬
‫‪ -‬تفاعل كل طالب مع المعلم بحسب حاجته‪.‬‬
‫* تنظيم الطالب للتعليم الخاص‬
‫‪ -‬المعلم موجه متنقل‪.‬‬
‫‪ -‬طالب يشارك في تعليم اآلخر‪.‬‬
‫‪ -‬طالبان يقومان بمعالجة نشاط تربوي‪.‬‬
‫‪ -‬انضباط الصف من خالل اقتران طالب بآخر‪.‬‬
‫‪ -‬تفريد التعليم وتبادل التعاون الفردي‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية إعطاء تعليمات جماعية ‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬القوانين الصفية والروتين الصفي‬


‫أهميتها‬
‫تعتبر القوانين الصفية من الدعائم األساسية لإلدارة الناجحة في العملية التربوية ‪ ،‬خاصة‬
‫التوقعات والقوانين التي يبنيها المعلم مع طالبه‪ .‬يجب على المعلم أن يوضح لطالبه‬
‫ومنذ بداية السنة ومنذ اليوم األول ‪ ،‬ما هي السلوكيات المقبولة المتوقع منهم تنفيذها‪،‬‬
‫والسلوكيات غير المقبولة التي يجب عليهم تجنبها‪ .‬فالطالب يحتاجون إلى القوانين‬
‫الصفية الواضحة ‪ ،‬ألنها تزودهم بالمعايير الالزمة للسلوكيات المقبولة اجتماعياً‪.‬‬
‫عوامل بنائها‬
‫تشير الدراسات إلى أن هناك عوامل هامة‪ ،‬يجب على المعلم أن يأخذها بعين االعتبار‪،‬‬
‫عند القيام ببناء قوانين صفية‪ ،‬ومن هذه العوامل‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون القوانين قليلة العدد‪ ،‬والعدد المالئم للقوانين الصفية في المرحلة االبتدائية‪،‬‬
‫عادة يتراوح ما بين ‪ 4‬إلى ‪ 6‬قوانين‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون القوانين واضحة وسهلة الفهم‪.‬‬
‫‪ -‬أن تحتوي القوانين على "مطلب واحد" فقط في كل قانون‪.‬‬
‫‪ -‬من المحبذ صياغة القوانين بطريقة إيجابية لغوياً‪ ،‬أي االمتناع ‪ ،‬قدر اإلمكان ‪ ،‬من‬
‫استخدام قوانين تبدأ بكلمات مثل‪ ،‬ممنوع‪ ،‬أو ال تفعل‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -‬من المهم أن يقوم المعلم بتعليق القوانين أمام الطالب‪ ،‬بعد أن يكون قد كتبها على‬
‫لوحة كبيرة وبخط كبير وواضح‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫‪ -‬العمل على متابعة القوانين بشكل متواصل وبدون تمييز حتى يتم تثبيتها عند الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على صياغة القوانين بلغة بسيطة‪ ،‬مباشرة وسهلة المتابعة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يوفر المعلم لطالبه فرصة التدرب على تلك القوانين ‪.‬‬
‫نشير إلى أن المعلم ال يكتفي ببناء قوانين للسلوكيات المقبولة فقط ‪ ،‬بل أيضا ً لألنشطة‬
‫والفعاليات غير التعليمية‪ .‬كما يجب أن تتم مناقشة تلك القوانين بشكل جماعي‪ ،‬وتذكير‬
‫الطالب بها باستمرار‪ ،‬والقيام بالتدرب عليها داخل الصف‪ ،‬مع توضيح النتائج المتوقعة‬
‫من عدم االلتزام أو القيام بها‪.‬‬
‫أمثلة على القوانين الصفيّة‬
‫‪ -‬أصغ لزميلك عندما يتكلم‪.‬‬
‫‪ -‬كن جالسا ً في مقعدك عندما يقرع الجرس‪.‬‬
‫‪ -‬اتبع التعليمات ( أو اتبع تعليمات المعلم‪/‬ة )‪.‬‬
‫‪ -‬ارفع يدك ( إصبعك ) قبل البدء بالحديث‪.‬‬
‫‪ -‬استخدم أغراض زمالئك فقط بعد استئذانهم‪.‬‬
‫‪ -‬ابق في مكانك حتى تنهي مهمتك‪.‬‬
‫الروتين الصفي‬
‫الروتينات هي عصب الحياة اليومية في الصف ‪ ،‬تسير التعليم والتعلم‪ ...‬الروتينات ال‬
‫تجعل حياتك أسهل فقط ‪ ،‬بل إنها توفر وقتا ثمينا ً في الفصول الدراسية‪ .‬وما هو أهم أنها‬
‫إجراءات فعالة تسهل للطالب التعلم وتحقيق المزيد من االنضباط‪ ،‬كما تؤدي إلى تـطوير‬
‫قدرة الطفل على اتباع الروتين الصفي والتنقل بين األنشطة المختلفة بسهولة ويسر‪ ،‬وإلى‬
‫تـطوير المهارات االجتماعية للطفل‪ ،‬مثل االلتزام بأخذ الدور‪ ،‬االستجابة لمبادرة اآلخرين‬
‫والقيام بالمبادرة معهم‪ ،‬المشاركة باألدوات واأللعاب‪ ،‬والمشاركة بأنشطة جماعية لفترات‬
‫متزايدة من الوقت‪ ،‬باإلضافة إلى تـطوير المهارات االستقاللية لدى الطفل من خالل القيام‬
‫بأنشطة بسيطة موكلة له داخل المجموعة‪.‬‬
‫عندما تتخذ إجراءات روتينية محددة‪ ،‬سيعرف األطفال ما هو متوقع منهم ‪ ،‬وكيفية‬
‫القيام ببعض األشياء من تلقاء أنفسهم‪ .‬إن وجود مثل هذه األنماط يسمح للمعلمين بقضاء‬
‫المزيد من الوقت في تعليم هادف‪.‬‬
‫يتم ذلك بجعل الهدف من الحصة الدراسية واضحا ً بذهن الطالب منذ بداية الحصة ‪،‬‬
‫والقاعدة تقول إننا نتعلم أفضل عندما نعرف ماذا سنتعلم‪ ،‬فكتابة األهداف على اللوح‬
‫وقراءتها من قبل المعلم والتالميذ إذا أمكن ‪ ،‬وتدوين الوقت المحدد لكل منها ‪،‬يجعل‬

‫‪158‬‬
‫التالميذ يتعلمون النظام واحترام الوقت ‪.‬‬
‫كما يمكن أن نقوم بترتيب الحصص بحيث تكون المواضيع الرئيسية ‪ ،‬والتي فيها‬
‫تحديات في فترة الصباح والنشاطات التي ال تحتاج إلى تركيز تكون ظهراً‪ ،‬لهذا السبب‬
‫البرنامج المنظم يجب أن يالئم وضع الطالب ومالحظة قدرته على األداء ‪ .‬فحصة‬
‫الرياضيات يجب أن تأتي قبل حصة القراءة مثالً‪...‬‬
‫كما ال بد للمعلم أن يتواصل مع طالبه حول التوقعات المرجوة منهم ‪ ،‬كأن يقوم المعلم‬
‫بتأسيس إجراءات وقوانين فعّالة ومناسبة‪ ،‬وأن يراقب سلوكيات الطلبة مستخدما ً التغذية‬
‫الراجعة‪.‬‬
‫بينت األبحاث على الطالب أن القوانين الصفية الفعالة ينتج عنها تحسن في السلوك‬
‫عندما تُقرن هذه القوانين بالتعزيز اإليجابي والمديح الذي يقدمه المدرس للسلوكيات‬
‫اإليجابية عند الطالب‪ .‬لذا سنركز على أهمية قيام المعلم بتنفيذ إجراءات يومية تعمل‬
‫على تعويد الطالب على السلوكيات اليومية المتوقعة منهم‪ .‬إذ إن القيام بتنفيذ روتين‬
‫صفي دائم‪ ،‬يساعد الطالب على اتباع التعليمات والعمل بحسب توقعات المعلم‪ ،‬وأيضا ً‬
‫يزيل البلبلة لديهم‪ .‬بعض النقاط‪ ،‬التي من المفضل أن يأخذها المعلم بعين االعتبار‪ ،‬عند‬
‫القيام ببناء روتين وقوانين صفيّة‪ ،‬وهي التركيز على النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬إجراءات وقوانين تتعلق بكيفية استخدام المواد داخل وخارج غرف الصف‪.‬‬
‫‪ -‬إجراءات لبداية ونهاية اليوم الدراسي‪ ،‬أو لبداية ونهاية الحصة‪.‬‬
‫‪ -‬قوانين العمل في المهمات الفردية في المقعد‪ ،‬وكذلك الفعاليات التي يبادر فيها المعلم‪.‬‬
‫‪-‬إجراءات وقوانين تتعلق بالمهمات الجماعية وخاصة المجموعات الصغيرة‪.‬‬
‫‪ -‬إجراءات عامة أو خاصة تتعلق بالوضع الخاص لكل صف ‪.‬‬
‫قواعد الروتين الصفي‬
‫جميع الفصول الدراسية بحاجة إلى قواعد وإجراءات عملية فعالة‪ .‬وأكدت العديد من‬
‫الدراسات والبحوث أهمية تدريس هذه اإلجراءات في وقت مبكر من السنة‪ .‬وكانت بعض‬
‫الدراسات واضحة أنه ينبغي تعليمهم هذه اإلجراءات في األيام األربعة األولى ‪ ،‬في حين‬
‫أوصى آخرون أن يكون في وقت ما خالل األسابيع القليلة األولى من المدرسة ‪.‬‬
‫أما عن طبيعة قواعد وإجراءات الفصل الدراسي‪ ،‬وكيفية صياغتها وفقا ً لنظام معين فهذا‬
‫يختلف بحسب اعتقاد المعلم ‪ .‬غالبا ً ما تنشأ هذه القواعد من خالل وجود أو توقع لمشاكل‪،‬‬
‫أو خلل في أداء الفصول الدراسية ‪ ،‬وتوضع قواعد وإجراءات لاللتفاف على وقوعها‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫المبادئ التوجيهية العامة لوضع القواعد‬
‫‪ -‬ضعها أنت و الطالب‪ ،‬شاركهم في إعداد هذه القواعد‪..‬‬
‫‪ -‬حدد القواعد ألنها تنشئ بيئة منظمة وتسهم في التعلم الناجح ‪.‬‬
‫‪ -‬اجعل القواعد واضحة قدر اإلمكان‪.‬‬
‫‪ -‬حدد القواعد الموحدة بين الجميع في المبنى‪.‬‬
‫‪ -‬اجذب انتباه الطلبة قبل إعطائهم اإلرشادات‪.‬‬
‫‪-‬اجعل إرشاداتك قصـيرة وواضحة‪.‬‬
‫‪ -‬كن محـدّدا ً تجاه السلوك الذي تود أن يؤديـه الطالب ‪.‬‬
‫‪ -‬تجنب إعطاء أكثر من إرشاد في آن واحـد ‪.‬‬
‫‪ -‬اجعل اإلرشادات واضحة دائمـا ً ‪.‬‬
‫‪ -‬أعد اإلرشاد على الطلبة أكثر من مرة إن لزم األمر‪.‬‬
‫‪ -‬تأكد من أن الطالب قد فهمـوا ما تريده منهـم‪.‬‬
‫‪ -‬اكتب هذه اإلرشادات وعلقها في مكان يراه الجميع‪.‬‬
‫‪ -‬اطبعها ووزعها على الجميع ‪ ،‬أو اجعل التالميذ يكتبونها ويحتفظون بها معهم‪.‬‬
‫‪ -‬أخبرهم بأن هذه القوانين ستطبق من قبلهم خالل كل العام الدراسي وتصبح كروتين‬
‫يومي خاص بالصف‪.‬‬
‫‪-‬أخبرهم أن من يطبق القوانين سيكافأ‪ ،‬وأن من ال يطبقها سيعاقب بالحرمان من مميزات‬
‫عدة في الصف وخارجه‪.‬‬
‫‪ -‬أخبرهم مباشرة بأنواع المكافآت والعقاب تبعا ً لتنفيذ القوانين أو عدم تنفيذها‪.‬‬
‫‪ -‬اجعلهم يعون القوانين والنظام الصفي وفي المقابل أهمية تطبيقها والحوافز والمكافآت‬
‫الخاصة بتطبيقها‪.‬‬
‫عندما يتم تكرار الحديث عنها كل يوم ولو قليالً‪ ،‬ويعي التالميذ أهميتها ويجدون من‬
‫المعلم إصرارا ً على تطبيقها وعدالً في مكافأة من يطبقها وعدالً في معاقبة من ال يطبقها‬
‫ستصبح جزءا ً من حياتهم اليومية في الصف وروتينا ً دائماً‪.‬‬

‫العقوبات عند انتهاك القوانين‬


‫‪ -‬قم بمعاقبة الطالب بهدوء وبطريقة غير عاطفية (ويفضل أن تعاقبه على انفراد وليس‬
‫أمام الطالب)‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫‪ -‬ضع العقاب بحـزم (مثال ‪ :‬اشتغل بمهمتك اآلن) ‪.‬‬
‫‪ -‬اجعل العقاب مختصرا ً ومباشرا ً حتى ال تتعزز السلوكيات غير المناسبة ويتشتت‬
‫انتباه الطلبة‪.‬‬
‫‪ -‬عاقب الطالب بمجرد حدوث السلوك السلبي ‪.‬‬
‫‪ -‬تجنب الخلط بين المديح والعقاب والجمل اإليجابية التي قد تعزز السلوكيات السلبيـة ‪.‬‬
‫‪ -‬زد من فعالية العقـاب من خالل االقتراب من الطالب ‪ ،‬التواصل الجسدي ‪ ،‬والنظر‬
‫في عينيـه‪.‬‬
‫‪ -‬بعد أن يتحسن سلوك الطالب ويَثْبُت فعلى العقاب أن يخبو بشكل عام‪ ،‬وقد يحدث هذا‬
‫أيضا ً بشكل طبيعي‪ ،‬وعندما يتحسن السلوك فإن العقاب غير ضروري بعدهـا ‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى القوانين الصفية‪ ،‬على المدرسين أن يكونوا قادرين على أن يوجهوا الطالب‬
‫بوضوح‪ ،‬فعلى الطالب أن يفهموا ما هو المتوقع منهم إنجازه‪ ،‬وما هو التعزيز المتوقع على‬
‫إنجازهم ‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬األساليب الوقائية في اإلدارة الصفية‬


‫اإلجابة عن حل مشاكل الضبط في الصف‪ ،‬كما يبدو‪ ،‬ليست بسيطة وليست هناك‬
‫إجابة واحدة فقط ‪ ،‬فإذا تمت السيطرة على عمليات اإلزعاج والفوضى‪ ،‬من خالل القيام‬
‫بإجراءات وقائية منذ البداية ‪ ،‬فإن هذا سيوفر على المعلم والصف الكثير من الوقت‬
‫الضائع‪ ،‬ويخفف من حدة التوتر والضغط لجميع األطراف‪ ،‬كما ويزيد من ثقة الطالب‬
‫بقدراته وبذاته‪ ،‬وكذلك يحفظ له كرامته‪ ،‬وذلك من خالل العمل على تجنب ما يجعل المعلم‬
‫سببا ً لمشاغبة التالميذ مثال‪:‬‬
‫‪ -‬عدم إتقان المعلم لمادته ‪ :‬قد يكون السبب في المشكالت التي يواجهها مع فصله إذ‬
‫سرعان ما يكتشف التالميذ أن معلمهم ال يحضّر جيداً‪ ،‬أو ال يعرف مادته جيدا ً وهنا تبدأ‬
‫مشكالت المعلم معهم ألنهم يفقدون الثقة فيه‪ ،‬ولهذا فإن المعلم الناجح يسد هذا الباب عن‬
‫طريق التحضير الجيد للمادة التي يدرسها ذهنيا ً وكتابيا ً ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم قدرة المعلم على إيصال المادة للتالميذ بالطريقة المناسبة‪ :‬فيتسرب الملل إلى‬
‫التالميذ بسبب عدم فهمهم الدرس‪ ،‬وتبدأ المشكالت المتنوعة‪ ،‬ولسد هذا الباب على‬
‫المعلم أن يحضّر باإلضافة إلى المادة طريقة تدريس المادة فاألمران متالزمان ‪ :‬ماذا‬
‫ندرس وكيف ندرس؟‬

‫‪161‬‬
‫‪ -‬صوت المعلم المنخفض أو غير الواضح‪ :‬إذا لم يكن الصوت واضحا ً فسيجد التالميذ‬
‫صعوبة في اإلصغاء والفهم‪ ،‬فيتسرب إليهم الملل أو النعاس أو حب المشاغبة ‪.‬‬
‫‪ -‬سوء معاملة المعلم لتالميذه‪ :‬إن المعلم الذي يتخذ موقفا ً عدائيا ً أو تسلطيا ً من تالميذه ال يجلب‬
‫لنفسه سوى كراهيتهم وما يتبعها من مشكالت‪ ،‬ولهذا يتوجب على المعلم أن يكون ودودا ً مع‬
‫تالميذه ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إشراك المعلم لتالميذه في الدرس ‪ :‬إذا كان المعلم هو الذي يشرح ويسأل ويجيب‬
‫فال يترك لتالميذه سوى النوم أو المشاغبة ‪ ،‬ولهذا ال بد من إشراك التالميذ في الدرس‬
‫إلى أقصى الحدود ألن هذا أفضل سبيل لتعليمهم ولضبطهم على حد سواء ‪.‬‬
‫‪ -‬قطع أنفاس التالميذ أو شل حركتهم أو محاسبتهم على البسمة والهمسة واللفتة‪ :‬إن‬
‫ضبط الفصل ال يعني ذلك وإال فإن مثل هذا الضبط يصبح وسواسا ً يؤرق المعلم في‬
‫الليل والنهار‪ .‬إن ضبط الفصل هو المحافظة على حد معقول من النظام في الفصل دون‬
‫إفراط أو تفريط ‪.‬‬
‫‪ -‬اتباع أسلوب واحد في التدريس دون تغيير أو تجديد ‪ :‬هذا الوضع يدخل الملل إلى‬
‫نفوس التالميذ ونفس المعلم على حد سواء‪ ،‬والملل هو أقصر السبل إلى المشاغبة ‪.‬‬
‫‪ -‬المعلم الذي يكلف التالميذ أمورا ً فوق طاقتهم ‪ :‬يدفع التالميذ إلى ردة فعل ال تسره‪.‬‬
‫‪ -‬المعلم الذي ال يحب عمله‪ :‬إن التالميذ سرعان ما يكتشفون أن معلمهم ال يحب عمله‬
‫وال يحب مادته‪ ،‬وسرعان ما ينتقل هذا الموقف إلى التالميذ أنفسهم فيكرهون المادة ثم‬
‫معلمها وفي هذا الجو المفعم بالكراهية تترعرع المشاغبة ‪.‬‬
‫‪ -‬المعلم عصبي المزاج يثور ألقل األسباب ‪ :‬فإنه يصبح متعة يتسلى بها التالميذ ليروا‬
‫كيف يثور وكيف يهدأ وماذا يقول وكيف يتصرف ‪.‬‬
‫إن أفضل اإلستراتيجيات التي يمكن أن يقوم بها المعلم لضبط الصف‪ ،‬تعتمد باألساس‬ ‫ّ‬
‫على وسائل الوقاية المختلفة‪ .‬ومن هذه الوسائل توفير جو إيجابي من خالل تزويد‬
‫الطالب بتعزيزات إيجابية خاصة ومحددة‪ ،‬وإجراء أسلوب التفاعل التبادلي‪ ،‬وتنظيم‬
‫الصف من الداخل‪ .‬ووضع القوانين التي تنظم طريقة عمل الطالب وتظهر السلوكيات‬
‫المطلوبة ألنها تعتبر من اإلستراتيجيات الوقائية الهامة التي يحتاجها الطالب بشكل‬
‫دائم‪.‬‬
‫ومن أساليب بناء عالقات إيجابية مع الطالب ‪:‬‬
‫‪ -‬اكتسب احترام تالميذك وافعل كل ما يحفظ لك هذا االحترام‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫‪ -‬كن عادالً في معاملة تالميذك وال تتحيز ألحد ضد أحد‪.‬‬
‫‪ -‬عامل تالميذك بمودة ولطف دون ضعف ‪.‬‬
‫‪ -‬أظهر لهم أنك تهتم بهم وبتقدمهم الدراسي ‪.‬‬
‫‪-‬عامل تالميذك باحترام ليبادلوك االحترام‪.‬‬
‫‪ -‬حضّر مادتك الدراسية جيدا ً ‪.‬‬
‫‪ -‬حضّر طريقة تدريس المادة جيدا ً ‪.‬‬
‫‪ -‬ادفع عن تالميذك الملل وشوقهم لمتابعة الدرس ‪.‬‬
‫‪ -‬اتبع أساليب متنوعة في التدريس لتضمن انتباههم ورغبتهم في درسك ‪.‬‬
‫‪ -‬أشعرهم أنك تحب عملك حتى يحبوا درسك ويحبوك ‪.‬‬

‫خالصة ‪ 33‬نصيحة للمعلم (لتفعيل اإلدارة الصفية)‬


‫من خالل كتاب "ثالث وثالثون خطوة لتدريس ناجح" ‪:‬‬
‫‪1‬ـ اعرف عملية التدريس‬
‫‪2‬ـ اعرف أهداف التدريس‬
‫‪ -3‬اعدَّ دروسك جيدا ً‬
‫‪4‬ـ استخدم طريقة التدريس المناسبة‬
‫‪5‬ـ كن مبدعا ً وابتعد عن الروتين‬
‫‪6‬ـ اجعل درسك ممتعا ً‬
‫‪7‬ـ انتبه إلى ما بين سطور التدريس‬
‫‪8‬ـ قل‪ :‬ال أعلم!‬
‫‪9‬ـ استخدم وسائلك التعليمية بفعالية‬
‫‪10‬ـ اللوح صديقك الدائم فأحسن استخدامه‬
‫ضر اختباراتك بشكل جيد بحيث تكون تقييما ً لك أيضاً!‬ ‫‪11‬ـ ح ّ‬
‫‪12‬ـ "يسّروا وال تعسّروا‪"!..‬‬
‫‪13‬ـ كن معلما ً مربياً‪ ..‬ال ملقنا ً !‬
‫‪14‬ـ انتبه إلى مواهب تالميذك وقم بتنميتها‪ ،‬وال تكن جامدا ً على مقررك!‬
‫‪15‬ـ استخدم الواجبات المنزلية بفعالية‬
‫‪16‬ـ ال تسأل هذا السؤال! هل فهمتم؟‬

‫‪163‬‬
‫‪17‬ـ راع الفروق الفردية‬
‫‪18‬ـ اعرف تالميذك‪ :‬مستواهم ‪/‬خصائصهم العمرية‪ /‬أفكارهم‬
‫‪19‬ـ استثر دافعية التالميذ‬
‫‪ 20‬ـ "إنما بعثت معلما ً ولم أبعث معنّفاً!"‬
‫‪21‬ـ اجعل اتجاهك جيدا ً نحو التالميذ‬
‫‪22‬ـ كن قدوة في علو الهمة واألمانة والجد‬
‫‪ -23‬علّم الطالب كيف يتعلمون‬
‫‪24‬ـ علّم الطالب الرجوع إلى مصادر المعلومات‬
‫‪25‬ـ علّم الطالب كيف يفكرون!‬
‫‪26‬ـ حافظ على عالقات جيدة مع الكل! مع تالميذك‬
‫مع المدير‪ ،‬مع المشرف التربوي‬
‫‪27‬ـ حافظ على نموك العلمي والتربوي والمهني‬
‫‪28‬ـ "ال تغضب!"‬
‫‪29‬ـ أحسن التعامل مع مثيري المشاكل من الطالب‬
‫‪ 30‬ـ خطط ونفّذ وقيّم وشاور تالميذك وأشركهم في شيء من التخطيط‬
‫‪ 31‬ـ أدِر فصلك بفعالية!‬
‫‪ 32‬ـ حافظ على وقت الدرس‬
‫‪33‬ـ استعن باهلل وابدأ ‪ ..‬فإن رحلة النجاح الطويلة تبدأ بخطوة واحدة‬
‫خالصة‬
‫كل ما مر سابقا ً يدخل ضمن مفهوم اإلدارة الصفية‪ ،‬فاإلدارة الصفية تتناول كل أركان‬
‫العملية التعليمية‪ ،‬بكتبها‪ ،‬ومناهجها‪ ،‬وموجوداتها‪ ،‬ووسائلها‪ ،‬وأساليبها‪ ،‬وإستراتيجياتها‪،‬‬
‫بالعالقات القائمة بين أفرادها‪ ،‬والمشاعر المتفاعلة بينهم‪ .‬هي تلك البيئة المادية والمعنوية‬
‫المسيطرة التي تميّز فصالً دراسيا ً عن آخر‪ ،‬يدخل ضمنها وسائل ضبط الصف وقوانينه‬
‫وقواعده وأنظمته وطرائق التفاعل اإليجابي بين أفراده‪ .‬ما نستنتجه من كل ما سبق هو‬
‫ضرورة وأهمية أن يكون للمتعلم دور فعال ونشط وواقعي ومميّز في العملية التعليمية‬
‫حتى نضمن بقاءه منضبطا ً متحفزا ً ومشاركاً‪ .‬قدّمنا مع نهاية الفصل ‪،‬خالصة نصائح‬
‫مختصرة للمعلم تم استخالصها من قبل باحثين في التربية والتعليم علّها تكون نافعة له‬
‫وميسرة ألساليب تدريسه وتعامله مع طالبه‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫المخالفات السلوكية في المدرسة‬
‫وأساليب تعديل السلوك الصفي‬
‫تمهيد‬
‫قال "سقراط"‪ " :‬أطفال اليوم قد تغيّروا وهم يحبون الترف‪ ،‬ويحتقرون السلطة‪ ،‬وال‬
‫يحترمون من يكبرهم سناً‪ ،‬ويحبون الثرثرة في مكان التدريب‪ .‬أطفال اليوم طغاة وليسوا‬
‫خدّام أسرهم‪ .‬لم يعودوا يقفون عند دخول األكبر منهم إلى الغرفة‪ .‬وهم يعارضون‬
‫الوالدين ويثرثرون في حضور اآلخرين‪ .‬يأكلون األطعمة الطيبة بنهم على الطاولة‪،‬‬
‫ويشبكون أرجلهم ويستبدّون بالمعلمين‪ ".‬هذا القول من العام ‪ 469-399‬قبل الميالد!‬
‫فهل تغير أي شيء منذ ذلك الحين؟‬
‫المجتمع تغيّر‪،‬الناس تغيرت‪ ،‬األطفال تغيّروا‪ ،‬المربون تغيروا ‪،‬ولكن تلك الصفات التي‬
‫ذكرها سقراط تكاد تتكلم عن عصرنا الحالي‪ ،‬فنالحظ بكثرة التالميذ الذين يتحدون‬
‫السلطة إن كان في المدرسة أو في البيت‪ ،‬كما تتزايد حاالت قلة االحترام لألكبر سناً‪،‬‬
‫إضافة إلى كثرة الثرثرة وتناول األطعمة الطيبّة وغير الصحية ! فهل نحن السبب أم‬
‫هم؟ هل هي التربية الخاطئة من قبل األهل والمعلمين والمؤسسات التربوية؟‬
‫ليس الغرض هنا التقليل من شأن المدرس في حل المشاكل الصفية‪ ،‬وإنما محاولة‬
‫النظر إلى قائمة اإلستراتيجيات المالئمة للموقف‪ ،‬أو للمشكلة‪ ،‬والسعي قدر المستطاع‬
‫تعطل البرنامج التعليمي في أدنى حدودها‪ ،‬مما يؤدي في نفس‬ ‫إلى جعل األشياء التي ّ‬
‫الوقت إلى تحسين تكيّف الطالب اإليجابي‪ ،‬وسلوكه المنتج ‪ .‬وقبل أن نستعرض الطرق‬
‫التي يمكن بواسطتها حل تلك المشاكل السلوكية الطالبية ‪ ،‬ينبغي أن نستعرض معا ً أهم‬
‫هذه المخالفات السلوكية التي يمكن ارتكابها من قبل الطالب داخل غرف الدراسة‪ ،‬أو‬
‫خارجها‪ ،‬ضمن حيّز المدرسة‪ .‬نقدم في هذا الفصل موجزا ً ألهم المخالفات والمشكالت‬
‫السلوكية التي قد تعترض سير العملية التعليمة في الصف من قبل التالميذ‪ ،‬مع اقتراحات‬
‫عالجية للتعامل معها‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن اإلدارة الصفية الناجحة التي تم ذكرها مسبقاً‪،‬‬
‫وطرائق التعليم النشطة الفعالة تخفف كثيرا ً من تواجد مثل هذه الحاالت‪ ،‬التي قد تتواجد‬

‫‪165‬‬
‫أحيانا ً لعدة أسباب قد ال تكون المدرسة أو المعلم سببا ً لها‪ .‬في هذا الفصل نستعرض‬
‫كذلك أهم أساليب تعديل السلوك الصفي من خالل مبادىء نظريات التعلم التي تم‬
‫ذكرها مسبقاً‪ .‬وبما أن الكتاب هو عبارة عن مجموعة من األبحاث التربوية التي قمت‬
‫بإعدادها خالل مسيرة عملي المهنية واألكاديمية فقد وجدت أنه من المفيد استعراض‬
‫موضوع العنف المدرسي تبعا ً ألهميته في حياتنا المعاصرة وتزايده الكبير في المجاالت‬
‫المدرسية‪ ،‬مما جعله ظاهرة تستدعي تناولها بالبحث والتمحيص والدراسة ‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬المخالفات السلوكية العامّة‪:‬‬


‫أنواعها‬
‫المخالفات التافهة ‪ :‬وتشمل ‪:‬‬
‫‪ -‬عدم االنتباه لفترة طويلة ‪.‬‬
‫‪ -‬التحدث عند االنتقال من نشاط آلخر ‪.‬‬
‫‪ -‬الغفلة لفترة طويلة ‪.‬‬
‫‪ -‬التوقف القصير أثناء العمل على مهمة ما ‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫‪   ‬هذه السلوكيات ال تعتبر بالفعل مشاكل ينبغي العقاب عليها ‪ ،‬نظرا لقصرها ‪ ،‬وعدم‬
‫معارضتها للمواقف التعلمية‪ ،‬واألفضل تجاهلها‪.‬‬
‫المخالفات البسيطة‪ :‬وتشمل‪:‬‬
‫‪ -‬إجابة الطالب بدون إذن ‪.‬‬
‫‪ -‬مغادرتهم للمقاعد بدون إذن ‪.‬‬
‫‪ -‬قراءة‪ ،‬أو أداء عمل ال عالقة له بالدرس أثناء الحصة ‪.‬‬
‫‪ -‬تناول بعض الحلوى أثناء الحصة ‪.‬‬
‫‪ -‬إلقاء نفايات في غرفة الصف ‪.‬‬
‫‪ -‬التناول المفرط لألحاديث االجتماعية أثناء األنشطة الفردية ‪ ،‬أو الجماعية ‪.‬‬
‫المخالفات الحادة‪ :‬كثيرا ً ما يرتكب الطالب بعض المشاكل التي يمكن وصفها بالحادة‬
‫ً‬
‫تمييزا لها عن المخالفات السابقة‪ ،‬ولكنها محدودة المدى‪ ،‬والتأثير ‪ ،‬وتشمل ‪:‬‬

‫‪166‬‬
‫‪ -‬قيام الطالب بأشياء خارجة عن نطاق المهمة‪ ،‬وبشكل مستمر‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إنجاز الطالب آخر مهامه المكلف بها إال نادراً‪.‬‬
‫‪ -‬إخفاق الطالب باستمرار في االلتزام بالقوانين الصفية المتعلقة بالتحدث ‪ ،‬والحركة‬
‫داخل حجرة الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬رفض الطالب أداء أي عمل يكلّف به ‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة الطالب التخريب لمحتويات الصف ‪.‬‬
‫‪ -‬الغش في االختبار ‪.‬‬
‫المخالفات المتفاقمة‪ :‬تشمل هذه الفئة المخالفات البسيطة ‪ ،‬والمشاكل الحادة التي‬
‫أصبحت تشكل تهديدا ً للنظام والبيئة التعليمية ‪ ،‬وأهم تلك المشاكل ‪:‬‬
‫‪ -‬تجول العديد من الطالب داخل حجرة الصف بمحض إرادتهم ‪.‬‬
‫‪ -‬استمرار الطالب في الجهر بمالحظات غير مهمة مما يؤثر على أنشطة تطوير‬
‫المضمون ‪.‬‬
‫‪ -‬األحاديث االجتماعية التي تستمر بنفس الصخب بالرغم من طلب المعلم بصفة متكررة‬
‫التزام الهدوء ‪ ،‬مما يدل على تشتيت انتباه الطالب اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ -‬الرد على المعلم بطريقة غير الئقة ‪ ،‬ورفض التعاون معه ‪ ،‬مما يسبب له اإلحباط ‪،‬‬
‫كما يؤدي إلى إفساد الجو الصفي ‪.‬‬
‫* نتائج المخالفات‪ ،‬والمشاكل السلوكية الصفية‬
‫يترتب على تفاقم المخالفات‪ ،‬والمشاكل السلوكية الصفية‪ ،‬والمخالفة لإلرشادات‬
‫والقوانين المتعلقة بالسلوك‪ ،‬انهيار النظام اإلداري والتعليمي الصفي‪ ،‬والتقليل من زخم‬
‫األنشطة الصفية‪.‬‬
‫إستراتيجيات التدخل‬
‫من المفيد استخدام إستراتيجيات معيّنة إلدارة الصف‪ ،‬ولكن من الصعب شمولية تلك‬
‫اإلستراتيجيات‪ ،‬واحتوائها لكل المخالفات السلوكية التي يمكن أن تصدر عن طالب‪ ،‬أو‬
‫مجموعة من الطالب ‪ ،‬وذلك لتباين تلك المخالفات وتنوعها ‪ ،‬واختالف العوامل المسببة‬
‫لصدورها من طالب آلخر ‪ .‬من هنا سنركز على أهم هذه اإلستراتيجيات مع األخذ بعين‬
‫االعتبار بعض التوصيات األخرى المساندة لها ‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫أ ـ التدخالت البسيطة‬
‫‪ -‬التلميحات‪ ،‬أو اإلشارات غير اللفظية (رفع السبابة) ‪.‬‬
‫‪ -‬التلميح اللفظي (التنبيه على االلتزام بالقوانين الصفية) ‪.‬‬
‫‪ -‬مواصلة النشاط التالي بسرعة (عدم ترك فراغ بين نشاط وآخر) ‪.‬‬
‫‪ -‬القرب الجسمي (على المعلّم أن يكون أكثر قربا ً من الطالب مع استخدام اإلشارات‬
‫غير اللفظية)‪.‬‬
‫‪ -‬لفت انتباه الطالب جميعا ً (طرح أشكال أوسع من المشاركة)‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة توجيه السلوك (التذكير بالسلوك المناسب ‪ ،‬كالجلوس على المقاعد بهدوء)‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم النشاط التعليمي الالزم ( كأن يتفقد المعلم عمل الطالب‪ ،‬أو يطرح أسئلة قصيرة‪،‬‬
‫أو يقدم المساعدة الالزمة)‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬إذا تبين أن غالبية الطالب ال يستطيعون تنفيذ النشاط ‪ ،‬يجب إيقافه ‪ ،‬وتقديم شرح‬
‫جديد للصف كله‪.‬‬
‫‪ -‬إصدار أمر بإيقاف السلوك ( على المعلم أن يخبر الطالب‪ ،‬أو المجموعة بالكف عن‬
‫السلوك غير المناسب)‪.‬‬
‫‪ -‬إتاحة الفرصة للطالب لالختيار (يراعى إبالغ الطالب بأن لديه الفرصة لالختيار‪ :‬إما‬
‫أن يتصرف بشكل مناسب‪ ،‬أو أن يستمر في مخالفته ‪ ،‬وينتظر العقاب المقرر‪ ،‬كإخباره‬
‫القيام بعمله بهدوء‪ ،‬أو يجلس وحده حتى يؤدي النشاط الذي كلف به) ‪.‬‬
‫ب ـ التدخل المعتدل‬
‫اإلستراتيجيات الواردة في هذه المجموعة عبارة عن عقوبات معتدلة‪ ،‬تعمل مباشرة على‬
‫إيقاف المشكلة السلوكية ‪ .‬وهي تنطوي على إمكانية أكبر لحدوث مقاومة‪ ،‬وأهم هذه‬
‫اإلستراتيجيات اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬التوقف عن منح الطالب امتيازاً‪ ،‬أو نشاطا ً مرغوبا ً ( كعدم منح الطالب المسيء حرية‬
‫الحركة في غرفة الصف بدون إذن)‪.‬‬
‫‪ -‬إبعاد‪ ،‬أو نقل الطالب‪ ،‬أو المجموعة المخالفة من أماكنهم ‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام الغرامة‪ ،‬أو الجزاء (مطالبة الطالب بتكرار عمل ما كجزاء)‪.‬‬
‫‪ -‬أن يوقع المعلم جزاء الحجز (عدم السماح للطالب المخالف‪ ،‬أو المجموعة المخالفة‬
‫بالنزول‪ ،‬أو الخروج إلى أماكن التفسح أثناء الفسحة) ‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫ج ـ التدخل األوسع‬
‫في حالة عدم استجابة الطالب للتدخل البسيط ‪ ،‬أو المعتدل ‪ ،‬وعندما يستمر سلوكهم‬
‫في تعطيل األنشطة الصفية ‪ ،‬وفي التأثير سلبيا ً على تعلمهم ‪ ،‬وتعلم اآلخرين ‪ ،‬يراعى‬
‫استخدام واحدة ‪ ،‬أو أكثر من اإلستراتيجيات التي سنذكرها ‪ ،‬ألن استخدامها يساعد‬
‫المعلم في التقليل من السلوكيات غير المرغوب فيها‪ .‬وأهم هذه اإلستراتيجيات ‪:‬‬
‫‪ -‬العقد الفردي مع الطالب المخالف ‪.‬‬
‫‪ -‬االجتماع مع ولي أمره ‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام نظام إشارة (‪.)X‬‬
‫‪ -‬اتباع أسلوب حل المشكل وهو كالتالي ‪:‬‬
‫أ ـ تحديد المشكلة ‪.‬‬
‫ب ـ مناقشة الحلول البديلة ‪.‬‬
‫ج ـ الحصول على التزام بتجربة أحد تلك الحلول ‪ ،‬وحسب الظروف ‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام اإلجراء الداخلي التالي ‪:‬‬
‫أ ـ اإلشارة غير اللفظية ‪ ،‬أو اللفظية إذا لم يتوقف الطالب عن المخالفة ‪.‬‬
‫ب ـ أن يطلب المعلم من الطالب المخالف إتباع القانون المطلوب ‪.‬‬
‫ج ـ إذا استمر السلوك يُخيّر الطالب بين التوقف ‪ ،‬أو وضع خطة لمعالجته ‪.‬‬
‫د ـ إذا واصل الطالب المخالف سلوكه غير المرغوب فيه يطلب منه االنتقال إلى مكان‬
‫معين من الصف لكتابة خطة عالجية ‪.‬‬
‫هـ ـ إذا رفض االنتقال يرسل إلى مكتب المدير لوضع الخطة ‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬المشاكل السلوكية الخاصة‬
‫‪   ‬إضافة إلى األنواع العامة من المشاكل السلوكية الطالبية ‪ ،‬هناك أنواع محددة من‬
‫المشاكل الشائعة الحادة التي تستحق أن يفرد لها إستراتيجيات معينة لمعالجتها‪ ،‬وأهم‬
‫هذه المشاكل‪:‬‬
‫أهمها‬
‫التصرف بطريقة غير الئقة مع المعلم ‪ ،‬وتشمل‪:‬‬
‫أ ـ الحديث الوقح من وراء ظهر المعلم ‪.‬‬
‫ب ـ المالحظات الجافة ‪ ،‬أو غير المهذبة ‪.‬‬
‫ج ـ الجدال ‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫د ـ اإليماء بحركات معينة ‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬عند معالجة هذا النوع من المخالفات السلوكية يراعى اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -‬عدم المبالغة في رد الفعل ‪.‬‬
‫‪ -‬تجنب الجدال مع الطالب ‪.‬‬
‫الحل المقترح ‪:‬‬
‫‪ -‬إبالغ الطالب بأن سلوكه غير مقبول ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشارة إلى قانون صفي عام ‪ ( .‬كاحترام اآلخرين ‪ ،‬وكن مؤدباً) ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا تكررت المخالفة‪ ،‬أو كان التعليق األصلي يتصف بالوقاحة التامة‪ ،‬عندئذ يمكن‬
‫للمعلم استخدام نوع آخر من الجزاءات يراه مناسبا ً ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان سلوك الطالب مزعجا ً جدا ً لبقية الطالب‪ ،‬أو استمر طويالً في أسلوبه غير‬
‫السليم‪ ،‬يمكن للمعلم أن يرسله إلى مكتب المدير‪ ،‬وال يسمح له بدخول الصف حتى يوافق‬
‫على التصرف السليم بشكل مناسب ‪.‬‬
‫عدم تنفيذ العمل بشكل مزمن‬
‫من المشاكل السلوكية التي يعاني منها كثير من الطالب ‪ ،‬عدم إنجاز األعمال المسندة‬
‫إليهم باستمرار ‪ ،‬وأحيانا ً يخفقون في إنجازها في فترة مبكرة من العام الدراسي ‪ ،‬وفي‬
‫كثير من األحيان يقوم الطالب بأداء بعض األعمال ‪ ،‬وترك بعضها اآلخر ‪ ،‬فيتراكم‬
‫عليه العمل باضطراد إلى أن يخفق في أداء العمل كلية ‪.‬‬
‫الحل‪ :‬ينبغي على المعلم الربط بين أداء العمل‪ ،‬وبين الدرجة الممنوحة عليه للطالب‪.‬‬
‫غير أن األفضل معالجة المشكلة قبل أن يتمادى الطالب فيها‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬على المعلم أن يقدم حافزا ً ما كالنجاح في المادة‪.‬‬
‫‪ -‬جمع عمل الطالب باستمرار ‪ ،‬وتفقده أوالً بأول‪.‬‬
‫‪ -‬تجزئة العمل‪ ،‬مع مطالبة الطالب بإنجاز الجزء األول منه ضمن فترة محددة‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬إذا كانت المشكلة ليست في حدود قدرات الطالب فينبغي ـ إلى جانب التحدث معه‬
‫ـ االتصال بولي أمره لمساعدة المعلم ‪ ،‬وكذلك يمكن االستعانة بالمدرب الرياضي‪ ،‬إذا‬
‫كان الطالب ممن لهم ميول رياضية‪.‬‬
‫الشجار‬
‫غالبا ما يكون الشجار في الساحات ‪ ،‬أو الممرات ‪ ،‬أو األفنية ‪ ،‬فإذا حدث داخل الصف‬
‫فإن على المعلم أن يتدخل تدخالً مباشرا ً ‪ ،‬أو غير مباشر ‪ .‬غير أن تدخله ينبغي أن يعتمد‬

‫‪170‬‬
‫على تقديره لما يستطيع فعله دون إلحاق أي ضرر بأطراف الشجار ‪.‬‬
‫تنبيه ‪ :‬يراعى عند تدخل المعلم لفض الشجار أال يكون بمفرده ‪ ،‬بل ال بد أن يكون معه‬
‫أشخاص آخرون ‪ ،‬حتى يتمكنوا من فضّه ‪ ،‬وخاصة عندما يكون هناك طالب كثيرون ‪.‬‬
‫الحل ‪ :‬ال بد للمعلم من االطالع على اإلجراءات الخاصة بمعالجة الشجار ‪ ،‬ثم كتابة‬
‫تقرير عن المشكلة ورفعه إلى مدير المدرسة ‪ ،‬ومن ثم يتخذ المدير اإلجراء المناسب ‪.‬‬
‫السلوكيات العدوانية األخرى‬
‫هناك بعض السلوكيات العدوانية األخرى غير الشجار ‪ ،‬تحدث في غرفة الصف ‪،‬‬
‫وتشمل اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -‬التنابذ باأللقاب ‪.‬‬
‫‪ -‬التسلط ‪ ،‬أو الوقاحة تجاه الطالب اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ -‬االعتداء البدني بشكل مزاح ‪.‬‬
‫‪ -‬الدفع بقوة ‪ ،‬والصفع ‪.‬‬
‫الحل ‪ :‬ينبه الطالب المعتدون ‪ ،‬أن مثل هذه السلوكيات تعتبر غير مقبولة ‪ ،‬حتى ولو‬
‫كانت على سبيل المزاح ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ على المعلم الرجوع إلى القوانين الصفية لمعالجة المشكلة ‪.‬‬
‫( كاحترام اآلخرين ‪ ،‬أو عزل الطالب ذوي السلوكيات غير المسؤولة )‪.‬‬
‫تحدي المعلم‪ ،‬أو التخاصم معه‬
‫إذا وقع مثل هذا السلوك السيئ ‪ ،‬فإنه يشكل تهديدا للمعلم ‪ ،‬وخاصة إذا وقع أمام الطالب‬
‫اآلخرين‪ ،‬كما أن هذا السلوك العدواني قد يستمر‪ ،‬ويتفاقم‪ ،‬إذا سمح للطالب القيام به‬
‫دون مساءلة‪ ،‬أو عقاب‪ ،‬ومن المحتمل أن يفتح الباب أمام الطالب اآلخرين الرتكاب‬
‫نفس السلوك‪.‬‬
‫الحل‪:‬‬
‫‪ -‬ينبغي على المعلم أن يحاول نزع الفتيل‪ ،‬من خالل جعل المشكلة مشكلة خاصة‪،‬‬
‫ومعالجتها بشكل فردي مع الطالب إن أمكن‪.‬‬
‫‪ -‬إذا وقع السلوك أثناء الدرس‪ ،‬ولم يكن حاداً‪ ،‬يجب على المعلم أن يعالجه بشكل‬
‫موضوعي‪ ،‬وأن يتجنب صراع القوة مع الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬على المعلم أال يتورط في جدال مع الطالب ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يبين له أن سلوكه غير مقبول‪ ،‬ويحدد له نوع العقاب بوضوح‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫‪ -‬مراعاة اإلصغاء إلى وجهة نظر الطالب ‪.‬‬
‫‪ -‬أما في الحاالت الحادة ‪ ،‬والنادرة ( كعدم استجابة الطالب للمناقشة ‪ ،‬أو رفضه ألن يكون‬
‫هادئاً‪ ،‬أو يصر على عدم مغادرة حجرة الدراسة ) ‪ ،‬يرسل المعلم طالبا ً إلى مكتب المدير‬
‫إلبالغه باألمر‪.‬‬
‫أسبابها‬
‫‪ -‬قد يكون التلميذ المشاغب فاشالً في دروسه ‪ :‬ويريد أن يعوض عن طريق جلب االنتباه‬
‫إليه بواسطة المشاغبة‪.‬‬
‫‪ -‬قد يكون التلميذ المشاغب يعاني مشكالت أسرية‪ :‬ويريد جلب انتباه المعلم ليستعيض‬
‫به عن اهتمام والده الذي أهمله مثالً ‪...‬أو والدته‪.‬‬
‫‪ -‬قد يكون التلميذ المشاغب راغبا ً في أن يثبت لزمالئه قدراته الخاصة ليبرهن لهم على‬
‫أنه قائدهم بال منازع‪.‬‬
‫‪ -‬قد تكون المشاغبة ذات دافع مؤقت‪ :‬يقصد به تلميذ ما أن يكشف ردة فعل معلمه‬
‫الجديد‪ .‬وهذه حالة يقع فيها المعلم تحت الفحص إذ يريد التالميذ أن يعرفوا معلمهم‬
‫الجديد‪ :‬هل هو من النوع الهادئ أم من النوع العصبي المزاج؟‬
‫‪ -‬قد يكون سبب المشاغبة آنيا ً ‪ :‬أي قد يكون ناجما ً عن خطأ مؤقت ارتكبه تلميذ ليس من‬
‫عادته أن يشاغب‪ ،‬ومثل هذه المشاغبة ال تزيد عن كونها زلة في السلوك‪.‬‬
‫‪ -‬حركة الطالب داخل الصف‪ :‬نستعمل اللغة في كثير من األحيان‪ ،‬ونحن نتحرك‪،‬‬
‫وبناء على هذا يستحسن أن يسمح المدرس للطالب بالحركة والتنقل داخل الصف‪ ،‬وهم‬
‫يؤدون األنشطة المختلفة‪ .‬ومن الخطأ أن نفرض على الطالب الجلوس على المقاعد‪،‬‬
‫بشكل دائم‪ ،‬أو نمنعهم الحركة‪ .‬إن كثيرا ً من التدريبات تؤدى ثنائياً‪ ،‬أو عن طريق فريق‬
‫من الطالب‪ .‬وفي هذه الحاالت‪ ،‬يتنقل الطالب من مكان إلى مكان‪ ،‬ليختاروا زمالءهم‪.‬‬
‫ومن األفضل أن تهيئ الفرص للطالب؛ ليخرجوا من الصف أحياناً‪ ،‬لتحقيق أهداف‬
‫تربوية‪ ،‬أو ثقافية‪ ،‬كزيارة المساجد‪ ،‬والمتاحف‪ ،‬والمصانع‪...‬إلخ‪.‬‬
‫األساليب العالجية‬
‫مهما كنت ومهما فعلت فقد تجد من يشاغب ألسبابه الخاصة به‪ ،‬ودون أن يكون لك‬
‫ذنب في سوء سلوكه‪ .‬وال توجد طريقة واحدة لمعالجة المشاغبين فكل حالة فريدة في‬
‫نوعها ودوافعها ودرجتها‪ .‬وكل ما يمكن قوله هنا هو أن هناك أساليب عديدة للعالج‬
‫نذكر منها ما يلي ‪:‬‬

‫‪172‬‬
‫‪ -‬ضاعف من إشراك التلميذ المشاغب في سير الدرس عن طريق األسئلة مثالً ‪.‬‬
‫‪ -‬كلف المشاغب أن يساعد ولو شكليا ً في أمور ضبط الفصل ‪.‬‬
‫‪ -‬قد يفيد أن توجه إليه كلمة تنبيه أو لوم أو توبيخ‪ ،‬وهذه األساليب تتدرج في الشدة كما‬
‫ترى ‪.‬‬
‫‪ -‬قد يفيد أن تقابله على انفراد وتنصحه بتعديل سلوكه‪.‬‬
‫‪ -‬قد يفيد أن تدرس حالته لتعرف ما وراء سوء سلوكه‪.‬‬
‫‪ -‬قد يفيد أن تعطي المشاغب مهمات قيادية خارج الفصل أو داخله‪.‬‬
‫‪ -‬قد يفيد أن تعامله بشيء من العطف إذا كان ما يحتاجه هو العطف‪.‬‬
‫‪ -‬قد يفيد أن تطلب مساعدة مدير المدرسة إذا فشلت األساليب السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬قد يفيد أن يستدعى ولي أمره لشرح حالته له‪.‬‬
‫‪ -‬قد يفيد أن تتشاور مع مدرسيه اآلخرين لتعرف إذا كانت مشاغبته عادة أم هي‬
‫مقصورة على بعض الحاالت‪.‬‬
‫كما يحسن مراعاة ما يلي‪:‬‬
‫‪1‬ـ تدرج في استعمال األساليب العالجية المختلفة‪.‬‬
‫‪2‬ـ ابدأ بتجريب األساليب قليلة الشدة أوالً‪ ،‬فإذا فشلت فانتقل إلى األساليب األشد ‪.‬‬
‫‪3‬ـ تذكر أن كل تلميذ مشاغب هو حالة خاصة‪ ،‬فاألسلوب الذي ينجح في معالجة تلميذ‬
‫قد ال ينجح في معالجة تلميذ آخر‪.‬‬
‫‪4‬ـ تذكر أن لكل سلوك دوافعه‪ ،‬فحاول أن تعرف دوافع أو أسباب سوء السلوك‪ ،‬فإذا‬
‫فعلت ذلك فإنك تكون قد قطعت نصف الطريق‪.‬‬
‫‪5‬ـ لقد ثبت في كثير من الحاالت أن دراسة المعلم لحالة التلميذ المشاغب (مشكالته –‬
‫هواياته – أسرته … إلخ ) تخلق نوعا ً من األلفة بينهما وتضع حدا ً لسوء سلوك ذلك التلميذ‪.‬‬
‫مراقبة الطالب أثناء الدرس‪ :‬مراقبة المدرس للطالب أثناء الدرس أمر مهم‪ ،‬حتى لو‬
‫تحققت البيئة التعليمية الصحيحة‪ ،‬ألن تعلم اللغة مثالً‪ ،‬أمر شاق على النفس‪ ،‬مما يدفعهم‬
‫إلى الهروب من وقت إلى آخر‪ .‬كما أن الطالب تشغله أحيانا ً أمور الحياة‪ ،‬مما يحول‬
‫بينه وبين التركيز‪ ،‬ولئال ينصرف الطالب عن متابعة الدرس‪ ،‬على المدرس أن يراقب‬
‫الطالب واحدا ً واحداً‪ ،‬وباستمرار‪ .‬ومما يؤسف له‪ ،‬أن بعض المدرسين‪ ،‬يشغلون أنفسهم‬
‫بأمور ال عالقة لها بالدرس‪ ،‬وهذا يجعل بعض الطالب يسرحون بعيداً‪ ،‬ويجعل فريقا ً‬
‫آخر منهم‪ ،‬يلجأ إلى الهرج والمرج في الصف‪ ،‬وقد يؤدي ببعض الطالب إلى النوم‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫وهذا مشهد‪ ،‬يحدث في بعض األحيان‪ ،‬وهو مؤشر على وجود خلل ما في عملية التعليم‪.‬‬
‫وتقع المسؤولية هنا على المدرس‪ ،‬فلو أن طالبه وجدوا في درسه نفعاً‪ ،‬وأحسوا بشيء‬
‫من المتعة‪ ،‬لما ناموا‪ .‬إذا حدث مثل هذا في الصف‪ ،‬الذي تقوم بتدريسه فاسأل نفسك‪:‬‬
‫لماذا ينام هؤالء الطالب؟ انظر في مادة الدرس‪ :‬هل هي مالئمة للطالب؟ وانظر في‬
‫أساليب تدريسك‪ :‬هل هي فعالة ومشوقة؟ واسأل نفسك‪ :‬هل العالقة بينك وبين طالبك‬
‫تحر‬
‫تقوم على الود والمحبة؟ إن اإلجابة عن هذه األسئلة‪ ،‬تقودك إلى مصدر الخطأ‪َّ .‬‬
‫حول التلميذ ووضعه‪ ،‬هل ينام باكرا ً أو يسهر؟ وعن وضعه الصحي ‪:‬هل يتناول بعض‬
‫أنواع األدوية التي تسبب النعاس أو هل لديه ضعف جسدي ما؟‬
‫معاقبة الطالب‪ :‬المدرس الكفء ال يلجأ إلى الضرب‪ ،‬فكم من مدرس ضرب طالبا ً في‬
‫ويولّد في‬
‫ساعة غضب‪ ،‬فسبب له عاهة‪ ،‬كما أن الضرب يقضي على شخصية الطالب‪ِ ،‬‬
‫نفسه الخوف والجبن‪ ،‬وكراهية المدرس‪ ،‬المادة التي يتعلّمها‪ .‬وعلى المدرس أن يلجأ إلى‬
‫أساليب أخرى غير الضرب‪ ،‬فأحيانا ً تكفي اإلشارة‪ ،‬والتوجيه الحسن‪ ،‬وقد نحذّر الطالب‪،‬‬
‫وننذره إذا ارتكب الخطأ مرة ثانية‪ ،‬فإذا لم ينته‪ ،‬زجرناه بالقول‪ ،‬دون شتم‪ ،‬أو سب‪ .‬في‬
‫بعض الحاالت‪ ،‬نطلب من الطالب المشاغب‪ ،‬أن يتحول إلى مقعد آخر بالصف‪ .‬وعلينا‬
‫أن نبين للطالب طبيعة الخطأ‪ ،‬الذي ارتكبه‪ ،‬وأن نسمح له بإبداء رأيه‪ ،‬والدفاع عن نفسه‪.‬‬
‫التواصل وإنشاء العالقات‪ :‬نذكر منها‪:‬‬
‫* روح الدعابة‪:‬‬
‫‪ -‬تفيد في بناء جو من األلفة والمودة‪.‬‬
‫‪ -‬تزيد من دافعية الطالب ورفع معنوياته‪.‬‬
‫‪ -‬تخفف من حدة التوتر‪.‬‬
‫لكن على المعلم عدم المبالغة في روح الدعابة ألنه قد يؤدي إلى الوقوع في المشاكل‪.‬‬
‫* االهتمام بمشكالت الطلبة يشعرهم بالتحسن ويخفف من آالمهم ومعاناتهم‪ ،‬على األقل‬
‫أثناء الحصة الصفية‪.‬‬
‫* بناء اهتمامات مشتركة ‪ ،‬هو مفتاح التواصل الفعال الذي يؤدي إلى التطور‪.‬‬
‫وهناك طرق عديدة لبناء هذه العالقة منها‪:‬‬
‫‪ -‬الثناء على الطلبة‪ ،‬النظر إليهم ببشاشة‪ ،‬مناداتهم بأسمائهم‪ ،‬إشعارهم أنه مهتم بهواياتهم‬
‫وميولهم‪.‬‬
‫ومن ثمرات ذلك أن يسود التآلف والود في الحصة‪ ،‬حتى إن الطلبة يستخدمون هذه‬

‫‪174‬‬
‫النماذج في التواصل فيما بينهم‪ ،‬فيتجنب المعلم المشكالت الصفية‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬تعديل السلوك الصفي‬


‫تعريفه‬
‫يقصد بتعديل السلوك‪ :‬تغير السلوك عن طريق تغير الظروف البيئية المحيطة‪ .‬مثال‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة احتماالت ظهور سلوك مرغوب فيه مثل‪ :‬زيادة عدد المسائل التي يحلها كل‬
‫طالب في وقت ما‪.‬‬
‫‪ -‬تقليل احتماالت ظهور سلوك غير مرغوب فيه مثل‪ :‬تقليل عدد مرات الخروج من‬
‫المقاعد‪.‬‬
‫‪ -‬إظهار نمط سلوكي ما في المكان والزمان المناسبين مثل‪ :‬اإلجابة عند السؤال فقط‪.‬‬
‫‪ -‬تشكيل سلوك جديد مثل‪ :‬تعليم طفل لفظ الحروف الهجائية أو كتابتها‪.‬‬
‫أساليب تعديل السلوك وبرمجته‬
‫كان من نتائج البحث التجريبي السلوكي المنبثق من النظرية السلوكية أن تجمعت‬
‫مجموعة من المبادئ العلمية التي تصف العالقات بين السلوك والمتغيرات التي يعتبر‬
‫هذا السلوك داالً عليها‪ ،‬وقد حاول المشتغلون في هذا الميدان وضع هذه المبادئ موضع‬
‫التطبيق‪ ،‬فيما أصبح يسمى أساليب تعديل السلوك وبرمجته‪.‬‬

‫أساليبه‬
‫‪-1‬التعزيز‬
‫التعزيز اإليجابي‪ :‬ويتضمن ترسيخ السلوك المقبول الذي يبديه الطفل وزيادته من خالل‬
‫تقديم المكافأة عقب السلوك المستحب من الطفل خالل عملية التعلم‪ ،‬وحقيقة تمثل المكافآت‬
‫المعنوية من خالل االستحسان واإلطراء‪ ،‬الوسائل األكثر قدرة على تعزيز السلوك‬
‫اإليجابي عند الطفل باإلضافة إلى جوهريتها في ترسيخ ثقته بنفسه مما يمكنه من االندماج‬
‫عضويا ً وبشكل أكثر فاعلية بمجتمعه‪ ،‬وتدخل في هذا السياق المكافآت الملموسة أيضاً‪.‬‬
‫يمكن تعزيز سلوك الطالب بوسائل متعددة ومنها ‪:‬‬
‫‪ -‬استخدام وسائل إيجابية غير لفظية‪ :‬مثل‪ :‬النظر‪ ،‬االبتسام أو هز الرأس أو استخدام‬
‫وسائل إيجابية لفظية‪.‬‬
‫‪ -‬تجنب استخدام الوسائل السلبية اللفظية ‪.‬‬
‫‪ -‬تجنب الوسائل السلبية شبه اللفظية‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫* العوامل التي تؤثر في فعالية التعزيز‬
‫‪ -‬فورية التعزيز‪ :‬تقديمه مباشرة بعد حدوث السلوك ‪.‬‬
‫‪ -‬ثبات التعزيز‪ :‬استخدام التعزيز على نحو منظم‪ ،‬من المهم أال يتصف بالعشوائية‪.‬‬
‫‪ -‬كمية التعزيز‪ :‬مالئمة للفرد والشيء الذي تم تعزيزه‪.‬‬
‫‪ -‬مستوى الحرمان – اإلشباع‪ :‬كلما كان حرمان الفرد أكبر‪ ،‬كان المعزز أكثر فعالية‪.‬‬
‫‪ -‬درجة صعوبة السلوك‪ :‬كلما ازدادت درجة تعقيد السلوك‪ ،‬أصبحت الحاجة أكثر إلى‬
‫كمية كبيرة من التعزيز‪.‬‬
‫‪ -‬التنويع‪ :‬استخدام معززات متنوعة أكثر فعالية من استخدام معزز واحد‪.‬‬
‫‪ -‬التحليل الوظيفي ‪:‬ال بد من تحليل الظروف البيئية ثم اختيار المعززات‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار المعزز‪ :‬ك ٌّل بما يليق‪.‬‬
‫‪ -‬الجدّة‪ :‬مجرد كون الشيء جديدا ً يكسبه خاصية التعزيز‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬التعزيز والطالب الخجولون‬
‫الطالب الخجولون الذين ال يشاركون في المناقشات الصفية إال نادرا ً بإمكان المعلم حل‬
‫المشكلة تدريجيا ً من خالل دمجهم في األنشطة الصفية‪.‬‬
‫‪ -‬تكليف الطالب الخجول باإلجابة عن سؤال سهل نوعا ً ما ‪.‬‬
‫‪ -‬ابتسامة أو هزة رأس من المعلم إذا الحظ أن أحد هؤالء يصغي إليه أو ينتبه على ما‬
‫يدور حوله في الصف‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز معنوي ومادي على كل تقدم‪.‬‬
‫* طرق اختيار المعززات المناسبة‬
‫‪ -‬أسأل الشخص عما يحبه ‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة الشخص‪.‬‬
‫‪ -‬عرض عينة من المعززات المحتملة على الشخص ‪.‬‬
‫* أمثلة على التعزيز اإليجابي‬
‫‪ -‬مثال ‪ /1‬أحد التالميذ أجاب في الصف على أسئلة مدرس الرياضيات فكافأه المعلم‬
‫بوضع نجمة في لوحة التعزيز‪.‬‬
‫‪ -‬مثال ‪ /2‬تلميذ فاز في مباراة التنس فحصل على الكأس مكافأة له ‪.‬‬
‫‪ -‬مثال‪ /3‬تلميذ تربية فكرية تميز في حفظ الشعر وإلقائه فكوفئ بظهوره وتكريمه على‬
‫مسرح المدرسة ‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫* الفرق بين التعزيز والرشوة‬
‫إن قوة التعزيز عادة تظهر بعد إنجاز السلوك المستهدف‪ ،‬وال يكون التعزيز في مقدمة‬
‫السلوك بل يأتي كمكافأة معنوية في نهاية العمل‪ ،‬حيث إنه إذا قدم التعزيز قبل إنجاز‬
‫العمل المطلوب منه ال يجد الطفل سببا ً للقيام بالعمل المطلوب منه‪.‬‬
‫أما الرشوة فهي سوء استعمال قوة التعزيز إذ هي عادة تسبق القيام بالعمل‪ ،‬وبالتالي ال‬
‫يرغب الطفل في إنهاء المهام المطلوبة منه‪..‬‬
‫التعزيز السلبي‪ :‬ويتجلى ذلك بالميل عند الطفل للعمل بشكل دائب للحفاظ على المكافآت‬
‫التي نالها‪ ،‬أو على األشياء التي يحبها‪ ،‬والتي يمكن أن يفقدها في حال أدائه غير الجيد‬
‫في موضوع ما‪ ،‬كمثل التلويح بمنع مشاهدة التلفاز إذا لم يكن األداء التعليمي جيداً‪ ،‬مما‬
‫يقود الطفل إلى العمل على عدم فقدان ذلك الموضوع الذي يحبه‪ ،‬وتعتبر وسيلة التعزيز‬
‫اإليجابي عبر تقديم المكافأة‪ ،‬وهذه الوسيلة أي التعزيز السلبي عبر سحب المكافأة‬
‫وسيلتين متكاملتين على الرغم من أن األولى أكثر فاعلية على المدى الطويل‪ ،‬ويجب‬
‫استخدامها دائما ً بطريقة هادئة ومتعقلة ودون إفراط أو مبالغة في أي منهما لكي ال‬
‫تخرجا عن وظيفتهما األساسية‪ ،‬لتقودنا إلى مشاكل أخرى‪.‬‬
‫أمثلة على التعزيز السلبي‪:‬‬
‫‪ -‬مثال ‪ /1‬أحد التالميذ يقوم بضرب زميله‪ ،‬فيحرم من الحضور للمدرسة وهذا مثير‬
‫سلبي‪.‬‬
‫‪ -‬مثال ‪ / 2‬أحد التالميذ يزعج رفاقه‪ ،‬فيوضع في أحد الصفوف الدنيا وهذا مثير سلبي‪.‬‬

‫أسس تطبيق مبادئ التعزيز (اإليجابي والسلبي)‬


‫نوهنا آنفا ً تمثل طرائق التعزيز اإليجابي والسلبي منظومات متكاملة تؤمن مدخالً‬
‫كما ّ‬
‫فاعالً لترسيخ نموذج من السلوك المستحب عند الطفل‪ ،‬ولكن تطبيقها يجب أن يكون‬
‫بكثير من الدقة والهدوء وعدم المبالغة واإلفراط‪ ،‬وهذا ما سنوضحه من خالل اإلشارة‬
‫إلى المنهج المالئم واألكثر فاعلية في استخدامها في عملية التعلم والتعليم‪.‬‬
‫*نموذج المكافآت المستمرة‪ :‬وتمثل تقديم المكافآت دائما ً عقب نفس الفعل المستحسن‬
‫وبنفس الصيغة المتبعة لتقديم المكافآت‪ ،‬وتعتبر هذه الطريقة طريقة فاعلة في ترسيخ‬
‫الفعل المتعلم في الفترة األولى لتعلمه‪ ،‬ولكن لمدة زمنية قصيرة‪ ،‬إذ إنه بعد ذلك يصبح‬
‫التكرار وبنفس طريقة المكافآت محتاجا ً إلى تعزيز هو نفسه‪ ،‬ولذلك من المفضل التوجه‬
‫إلى الطرائق األخرى الموازية في تقديم المكافآت ‪ ،‬وهذا ما سنطرحه فيما يلي‪:‬‬

‫‪177‬‬
‫*نموذج المكافآت المجدولة‬
‫ويتم تطبيق هذه الطريقة من خالل تقديم المكافآت فقط عقب عدد محدد و معروف مسبقا ً‬
‫من االستجابات الجيدة والمستحبة والتي قام بها الطفل‪ ،‬وهذا يعتبر وسيلة لدفع الطفل إلى‬
‫زيادة سرعة األداء والتركيز من أجل الوصول عبرهما إلى العدد المطلوب‪ ،‬ومثال على‬
‫ذلك نشير إلى تقديم المكافآت فقط عقب عدد معروف من العالقات الكاملة التي ينجزها‬
‫الطفل في مدرسته‪ ،‬وهذا بالتأكيد سيقود الطفل إلى زيادة الجهد والتركيز للحفاظ على تلك‬
‫السوية األدائية ضمن شرط "أقل مدة زمنية"‪ .‬ويجب بالتأكيد عدم االرتكان فقط إلى هذه‬
‫الطريقة وحدها وإنما التنويع مع الطرائق األخرى للحفاظ على فاعليتها العالية‪.‬‬
‫*نموذج المكافآت ذات المظهر العفوي‬
‫وتمثل الوسيلة األكثر فاعلية والتي يمكن اعتبارها أكثر الطرائق فاعلية في ترسيخ‬
‫االستجابة التعليمية الطويلة من الطفل‪ ،‬ويرتكز منهجها على تقديم المكافآت عقب فترة‬
‫زمنية غير محددة مسبقا ً بقي األداء التعليمي للطفل مستحبا ً فيها‪ ،‬أو عقب عدد غير‬
‫محدد من النتائج الجيدة التي أداها الطفل في صيرورة عملية التعلم‪ ،‬وبحيث أنها تظهر‬
‫عفويا ً نتيجة استحسان المعلم أو األهل‪ ،‬وتعتبر هذه الطريقة األكثر ترسيخا ً لألداء‬
‫الجيد‪ ،‬وتقوي ثبوت األداء الجيد على فترة طويلة جدا ً من الزمن دون الحاجة إلى تكرار‬
‫نفس المكافأة أو تقديم المكافأة خالل فترة محددة مسبقا ً من الزمن ‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‬
‫فإن هذا النوع من المكافأة يرسخ أيضا ً الشعور بالحميمة والمحبة تجاه المربي المعلم أو‬
‫األهل إذ إن شرط العفوية في مظهر المكافأة يوازي صورة الحميمة والمحبة التي تفتح‬
‫الباب لهذه المكافأة‪ ،‬وبالتالي يجب الترسيخ والتأكيد على مثل هذا النوع من المكافآت‪.‬‬
‫ومن األفضل أيضا ً في هذا النوع التنويع الواضح في أشكال المكافآت بين المعنوي‬
‫والملموس‪ ،‬على اختالف أشكال تقديمها وأنواعها‪.‬‬
‫*تكلفة االستجابة‬
‫وهي خسارة كمية محددة من التعزيز بناء على أداء سلوك غير مرغوب فيه أو غير‬
‫مالئم‪ ،‬فهو مثل مخالفة المرور إذا خرجت عن معدل السرعة المحدد (سلوك غير‬
‫مالئم) تخسر كمية محددة من المعزز (نقود)‪ ،‬إن تكلفة االستجابة من األساليب القوية‬
‫والتي تستخدم بسهولة وفعالية مع الطالب ألنها مناسبة للحاالت التي يراد فيها التقليل‬
‫أو الحد من السلوكيات غير المالئمة ( مثل الضرب ‪ ،‬أو الصراخ ) ‪ .‬كما تستخدم تكلفة‬
‫االستجابة عند فشل استخدام التعزيز اإليجابي أو إذا كان من الضروري تغيير السلوك‬
‫في الحال‪ ،‬إن تكلفة االستجابة لن تخلق سلوكا ً مالئما ً وإنما تقلل من السلوك غير المالئم‪،‬‬

‫‪178‬‬
‫تكلفة االستجابة للسلوك المالئم يرافقها أسلوب التعزيز اإليجابي والذي صمم لزيادة‬
‫السلوك المالئم ‪.‬‬
‫عند استخدام تكلفة االستجابة مع التالميذ يجب أن يتأكد المعلم من وجود معززات قوية‪،‬‬
‫ويجب أن ينتبه أن يكون حازما ً ‪ ،‬يجب أن ال تعطيه محاضرة‪ ،‬فهذا يمكن أن يعزز‬
‫السلوك غير المرغوب فيه ‪،‬إن فعالية تكلفة االستجابة يجب أن تقيّم عن قرب إذا كانت‬
‫مالئمة يجب أن تكون النتيجة مباشرة ‪،‬أي أن السلوك قد ‪ ،‬تغير وإذا لم تكن كذلك يجب‬
‫على المعلم أن يعيد تقييم اإلجراءات ومحاولة تجريب أسلوب آخر للتدخل ‪.‬‬
‫ويمكن استخدام التدريج التالي ‪:‬‬
‫‪ -5‬ممتاز‪ :‬اتباع جميع القوانين خالل الحصة كلها ‪.‬‬
‫‪ -4‬جيد جدا ً ‪ :‬ضعف بسيط واحد‪ ،‬ولكن اتبع الطالب جميع القوانين لبقية مدة الدرس ‪.‬‬
‫‪ -3‬معتدل‪ :‬اتبع الطالب القوانين في معظم وقت الحصة دون هجوم أو اعتراض حقيقي ‪.‬‬
‫‪ -2‬أقل من المعدل‪ :‬لقد انتهك الطالب قانونا ً أو أكثر إلى درجة أصبح معها السلوك‬
‫غير مقبول‪.‬‬
‫‪ -1‬ضعيف‪ :‬لقد انتهك الطالب قانونا ً أو أكثر لمعظم فترة الدرس ‪ ،‬وكان سلوكه العام‬
‫غير مقبول أبـدا‪ً.‬‬
‫‪ -0‬صفر ‪ :‬غير مقبول كليا ً ‪ .‬لقد انتهك الطالب قانونا ً أو أكثر طوال فترة الدرس‪.‬‬
‫* االقتصاد الرمزي‬
‫إن االقتصاد الرمزي يعطي الطالب مجموعة من القطع عند أدائه للسلوكيات المناسبة‬
‫وهذه القطع تستبدل من المعلم بأشياء يريدها (مثل وقت للفسحة‪ ،‬غداء‪ ،‬حلوى)‪ .‬إن‬
‫أسلوب االقتصاد الرمزي من األساليب الممتازة لزيادة السلوك المالئم لطلبة تشتت‬
‫االنتباه و فرط الحركة‪ ،‬والذين يحتاجون إلى تعزيز كثير والذي يكون عادة في الصف‪.‬‬
‫ومن الممكن استخدامها وحدها أو مع أساليب أخرى‪ ،‬ويمكن استخدامها على األفراد‪،‬‬
‫أو على أساس مجموعة كبيرة ويمكن دمجها مع المناهج التعليمية كما يلي‪:‬‬
‫* تعليم األقران‪ :‬وهناك نوعان من أنواع تعليم األقران‪:‬‬
‫تعليم األقران على مستوى الصف بشكل عام والذي يقوم به الصف بأكمله‪ ،‬أو مجموعات‬
‫كبيرة باالنقسام إلى فرق تنافسية ‪ ،‬يقومون فيها باكتساب النقاط تبعا ً لتفوق أدائهم اليومي‪.‬‬
‫*التعلم عن طريق االقتران النظامي‪ :‬وقد أثبت كال األسلوبين فعاليتهما مع الطلبة‪،‬‬

‫‪179‬‬
‫فهما قد يسببان زيادة في استجابات هؤالء الطلبة واالنتباه للمهمات والواجبات‪ ،‬والتعلم‬
‫والتقليل في نفس الوقت من السلوكيات (غير المناسبة) وقد يفيد هذا األسلوب المدرس‬
‫أيضا ً بحيث لن يكون بحاجة لمراقبة الطالب دائماً‪ ،‬وأن يستغل الوقت هذا بتوجيه وتعليم‬
‫الطالب ضمن مجموعات صغيرة‪.‬‬
‫‪ -‬إن أحد األساليب الفعالة يتضمن استخدام بطاقات إجابة ‪ ،‬قد تكون بطاقات اإلجابة‬
‫تتضمن نعم أو ال ‪ ،‬أو أ‪ .‬ب‪ .‬ج‪ .‬لألسئلة ذات االختيار المتعدد ‪ ،‬أو أنها ترتبط بمحتوى‬
‫معين (مثال ‪ :‬أن تحمل كل بطاقة اسم معركة مشهورة) وهذا من شأنه أن يمنح الفرصة‬
‫لجميع الطلبة بأن يشاركوا بفعاليـة ‪.‬‬
‫ومن األساليب البسيطة أيضا ً والفعالة أن يسمح للطالب باختيار نوع النشاط الذي يريد‪،‬‬
‫وقد دلت الكثير من الدراسات على فعالية هذا األسلوب في تقليل السلوكيات الفوضوية‬
‫وتحسين أداء الطلبة للواجبات‪ ،‬وإنهائها داخل الحجرة الصفية‪ .‬فيتم إعطاء الطلبة قائمة‬
‫تحتوي على مهمات مختلفة ويسمح لهم بأن يختاروا واحدة يرغبون بأدائها‪ ،‬ويتم استقاء‬
‫جميع المهمات من المنهاج المدرسي العام وأن تكون على مستوى مناسب من الصعوبة ‪،‬‬
‫إن أداء االختيارات يسمح للمدرس بأن يستخدم المنهاج الموجود دون أن يضطر إلجراء‬
‫تعديالت‪ ،‬وقد يمكن ربط هذه المهمات بأساليب التدخل المعتمدة في االقتصاد الرمـزي‪.‬‬
‫‪ -2‬العقاب‬
‫تعريفه‬
‫العقاب هو عبارة عن مثير أو حادث يتم تقديمه أو إزالته من الموقف‪ ،‬يعمل على إزالة‬
‫أداء استجابة غير مرغوب فيها‪ .‬ويمثل الوسيلة التي يجب استخدامها بكثير من الحذر‬
‫وضمن شروط محددة وواضحة‪ ،‬وهي عدم تناولها على اإلطالق اإليذاء واإليالم الجسدي‬
‫ّ‬
‫والحط من شأنه‪ ،‬إذ إن ذلك كله يمثل‬ ‫(الضرب) أو الصراخ العنيف أو السخرية من الطفل‬
‫المطب األساسي الذي يعتبر الخطوة األولى في قيادة الطفل إلى اإلخفاق الدراسي‪.‬‬
‫أنواعه‬
‫العقاب نوعان‬
‫العقاب من الدرجة األولى‪ :‬ويشمل تعرض الفرد لمثير منفر بعد قيامه بالسلوك غير‬
‫المقبول (كالضرب‪ ،‬أو هز الجسم بعنف‪ ،‬أو الصراخ)‪.‬‬
‫العقاب من الدرجة الثانية‪ :‬ويشمل حرمان الشخص من التعزيز اإليجابي بعد قيامه‬
‫بالسلوك‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫شروطه‬
‫يشترط في العقاب عدد من الشروط أهمها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون العقاب متناسبا ً مع الذنب في كميته ونوعه‪.‬‬
‫‪ -‬أن يوقع العقاب بعد اقتراف الذنب‪ ،‬أما تأجيله إلى فترة طويلة فيفقده المعنى والفائدة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز أن يوقع العقاب إال بعد أن ينبه الطفل إلى خطئه ويعطى فرصة لكي يقلع‬
‫خاللها عن خطئه فإذا أصر على الخطأ عوقب‪.‬‬
‫‪ -‬علينا‪ ،‬حين نعاقب أن نلتزم بالهدوء واألناة والبعد عن االنفعال وذلك كيال تأخذ‬
‫العقوبة طابع التشفي واالنتقام‪.‬‬
‫‪ -‬االبتعاد ما أمكن عن لغة التهديد والوعيد فهو إما أن يؤدي إلى خوف كبير وهلع‪،‬‬
‫وإما أن يعرف الطفل أن هناك تهديدا ً بدون صنع شيء فيبدأ في عدم المباالة‪.‬‬
‫‪ -‬أال تتحول العقوبة إلى إهانة للطفل وإهدار لكرامته‪.‬‬
‫‪ -‬عند العقاب االبتعاد عن الضرب ‪.‬‬
‫‪ -‬العدل بين األبناء في إعطاء المكافآت‪ ،‬وإذا كان الخطأ مشتركا ً بين األبناء فعليه العدل‬
‫في العقاب‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة النظر في وضع العقوبة التي اعتدناها لتقويمها وطرح الطرق السيئة منها غير‬
‫المعقولة‪.‬‬
‫عند استخدام العقاب (وهو يستخدم عند الضرورة بعد فشل اإلجراءات غير العقابية)‪،‬‬
‫يتم مراعاة العوامل التالية‪:‬‬
‫‪ -‬معاقبة السلوك وليس الفرد‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز السلوك المرغوب فيه‪.‬‬
‫‪ -‬معاقبة السلوك بعد حدوثه مباشرة ‪.‬‬
‫‪ -‬تجنب االنفعال أثناء تنفيذ العقاب‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام العقاب بنظام ثابت ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تعزيز السلوك غير المرغوب فيه‪.‬‬
‫العقاب البدني بين الرفض والتأييد‬
‫تختلف الدراسات التربوية التخصصية والنفسية والطبية والقانونية بين التي تؤيد أو‬
‫تعارض ضرب األطفال في حال الضرورة‪ ،‬فالقضية من القضايا المجتمعية غير‬

‫‪181‬‬
‫المحسومة‪ ،‬واالختالف نفسه يمتد ليشمل اآلباء فنجد هناك من يؤيد وهناك من يعارض‪.‬‬
‫إن العقاب البدني عولج في التربية القديمة والحديثة‪ ،‬سواء في التربية اإلسالمية أو‬
‫في الشرق أو الغرب‪ ،‬وانقسمت اآلراء بين مؤيد ومعارض بأي شكل من األشكال‪،‬‬
‫وألي سبب من األسباب‪ .‬وهناك توجه عالمي حاليا ً لمنع العقاب البدني من قبل منظمات‬
‫عالمية‪ ،‬وقامت كثير من الدول بمنع العقاب البدني وعقاب من يقوم به‪ ،‬سواء على‬
‫مستوى المدرسة أو البيت‪.‬‬
‫كما أن دول أوروبا سارت في هذا االتجاه وهنالك ‪ 102‬دول حظرت العقاب البدني في‬
‫المدارس ولكن تطبيق هذا الحظر يختلف من بلد آلخر‪.‬‬
‫تنتقد التربية الحديثة كل أساليب اإلكراه ألن نتائجها سلبية على شخصية الطفل‪ ،‬فهي‬
‫تؤدي إلى عرقلة نموه وتولد عنده الالمباالة ونقص الثقة بالذات وغيرها من السلوكيات‬
‫غير المرغوبة‪ ،‬وأن منع العقاب البدني‪ ،‬وإحالل العقاب البديل محله هو ما تدعو إليه‬
‫التربية الحديثة تقديرا ً لكرامة الطفل‪ .‬ويرى "العيسوي" أن العقاب البدني أمر مرفوض‬
‫سواء كان بحسن نية أو بغيرها‪ ،‬ألنه يؤدي إلى كراهية التلميذ للمادة ومعلمها بل إلى‬
‫كراهية المدرسة برمتها‪ .‬ويرى "أبو شوشة" أن تهديد الطفل في الموقف التعليمي يعد‬
‫أحد األسباب الهامة في إحداث اضطرابات في شخصيته‪ .‬ويؤكد "كاظم" على منع‬
‫العقاب البدني ألن مفسدته أكبر من مصلحته‪ ،‬وأنه قد أسيء استعماله‪ ،‬وبسبب تغير‬
‫طبيعة العصر‪ .‬تشير معظم الدراسات الحديثة إلى أهمية عدم استخدام العقاب البدني‬
‫ولكنها ال تستبعده كلية ألن هناك بعض الحاالت التي يفيد فيها هذا األسلوب‪ ،‬خاصة‬
‫بعض التالميذ الذين يخشى عليهم من االنحراف‪ .‬إن العقاب البدني يعتبر نتاجا ً تراكميا ً‬
‫معرفيا ً وثقافيا ً منذ أمد بعيد أصاب المجتمع وتأثر به المعلمون واآلباء‪ .‬وال زال خطاب‬
‫اإلرهاب والتسلط النفسي يمارس دوره في العقلية العربية بصورة متعددة‪ .‬إن أبناءنا‬
‫يتربون تربية مقهورين ال تربية أحرار‪،‬والشخصية التي تتربى على العبودية يصعب‬
‫عليها االبتكار واإلبداع‪.‬‬
‫حسنـات العقـاب وسيئاته‬
‫للعقاب حسنات عديدة ونذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬االستخدام المنظم للعقاب يساعد الفرد على التمييز بين ما هو مقبول وما هو غير مقبول‪.‬‬
‫‪ -‬العقاب الذي يستخدم بشكل فعّال يؤدي إلى إيقاف أو تقليل السلوكيات غير التكيفية‬
‫بسرعة‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫‪ -‬معاقبة السلوك غير المقبول يقلل من احتمال تقليد اآلخرين له‪.‬‬
‫أما سيئـات العقـاب‪:‬‬
‫‪ -‬قد يولد العقاب ‪ -‬خاصة عندما يكون شديدا ً ـ العدوان والعنف والهجوم المضاد لدى‬
‫المعاقب‪.‬‬
‫‪ -‬العقاب ال يشكل سلوكيات جيدة‪ ،‬بل يكبح السلوك غير المرغوب فيه فقط‪.‬‬
‫‪ -‬يولد العقاب حاالت انفعالية غير مرغوب فيها كالبكاء والصراخ والخوف والخنوع‪.‬‬
‫وهذا يعيق تطور السلوكيات المرغوب فيها في أغلب األحيان ‪.‬‬
‫‪ -‬نتائج العقاب غالبا ً ما تكون مؤقتة‪ ،‬فالسلوك يختفي بوجود المثير العقابي ويظهر في‬
‫غيابه‪.‬‬
‫العقاب المعنوي‬
‫لهذا العقاب فوائد كثيرة في حالة عدم جدوى التشجيع والتحفيز وهو يشكل عامالً‬
‫مهما ً أثبتت الدراسات النفسية أهميته وجدواه وأفضليته على العقاب الجسدي‪.‬‬
‫إن العقاب المعنوي يستخدم في حالة استمرار الخطأ من قبل األبناء بعد استنفاذ أسلوب‬
‫اإلرشاد والنصح‪ ،‬وشرح مخاطر التمادي في الخطأ في العمل البيتي أو المدرسي‬
‫أو اإلهمال والنسيان‪ ،‬واستخدام لغة ومفردات سيئة أو أي سلوك غريب وعدواني‬
‫من المتعلم مع زمالئه وإخوته‪ ،‬وقد تكون األسباب لهذا كثيرة وبعضها يرسخ في‬
‫أسس البيت وأرجائه وأسلوب تعامل العائلة مع بعضها‪ ،‬أو في المدرسة وأساليبها‬
‫التربوية أو مجمع األصدقاء والزمالء الذين يحيطون بالطفل‪ ،‬لذا يجب معالجة هذه‬
‫األسباب األساسية وتغييرها داخل محيط الطفل‪ ،‬إذ أنها تشكل القاعدة ألي تغيير‪ ،‬ومن‬
‫ثم يبدأ استخدام العقاب المعنوي والذي يكون مختلفا ً بحسب مدى أهمية الذنب المرتكب‪،‬‬
‫ويتكون من نماذج مختلفة للعقاب‪ ،‬مثل قطع المصروف اليومي أو الحرمان من مشاهدة‬
‫التلفزيون أو المجالت المحببة والحرمان من الخروج للنزهة أو المساهمة في فعاليات‬
‫البيت أو المدرسة‪ ،‬ثم الحرمان من الحلوى المفضلة أو المشروبات على أن ال يتعدى‬
‫هذا إلى الحرمان من الوجبات األساسية ألنه في هذه الحالة يشكل عقابا ً بدنياً‪ .‬ويتم ذلك‬
‫باالتفاق بيت البيت والمدرسة والطفل‪.‬‬
‫إن من الضروري أن يكون العقاب موضوعا ً بعد الخطأ مباشرة‪ ،‬وال يُنتظر فترة طويلة‬
‫بعد ارتكاب الذنب لكي ال ينسى الطفل ذنبه‪ ،‬ويصبح الموضوع مجرد انتقام بالنسبة‬
‫له من قبل المدرسين أو الوالدين‪ ،‬ويقابل هذا الطفل بكبت لمشاعر حزينة ومتشنجة‪،‬‬

‫‪183‬‬
‫وباعتقاد أن كل من يحيطون به ال يضمرون له إال السوء‪ .‬كما أن الحالة تكون مشابهة‬
‫إذا كان نوع العقاب وك َّمه غير مساويين لحجم الخطأ‪ ،‬كأن يُقطع منه المصروف اليومي‬
‫لفترة طويلة لنسيانه مثالً لصندوق طعامه في المدرسة‪ ،‬أو تعنيفه أمام أصدقائه بشدة‬
‫لتأخره في اللعب‪ ،‬وعلى هذا األساس يجب أن يتصرف الوالدان والمدرسون بدقة شديدة‬
‫وبحساسية مشابهة لحساسية الطفل وأن ال يتأخروا في وضع العقاب لكي ال يفقد تأثيره‬
‫ويأتي بردود أفعال معاكسة ‪.‬‬
‫المدرسة والعقاب‬
‫ُوضعت العقوبة المدرسية إلصالح الخطأ وحماية بقية الطالب في المدرسة‪ ،‬فالطالب‬
‫الذي يعبث بمحتويات المدرسة يجب أن يكون هناك حدٌّ لممارساته الخاطئة‪ ،‬وذلك‬
‫شره‪ ،‬ويجب أن تكون البداية هنا بالعقاب األدبي فهو أبلغ في‬ ‫حماية لبقية زمالئه من ّ‬
‫التأثير على التلميذ المخطئ من العقاب البدني‪ .‬ويجب على المربي التذكر دائما ً أن‬
‫هناك فروقا ً فردية بين الطالب في الطبع والميول والعادات والتقاليد‪ ،‬فما ينفع لعقاب‬
‫طفل في ناحية من النواحي قد ال يجدي مع طفل آخر اقترف نفس الذنب والخطأ‪ ،‬وعلى‬
‫المربي أن يعامل كالًّ منهما بالمعاملة التي تليق به‪ ،‬فالتالميذ يختلفون‪ ،‬فمنهم من تكفيه‬
‫إشارة ومنهم من يتألم بالحجز‪ ...‬وهكذا‪ .‬على المعلم أن يقنع التلميذ بالذنب الذي عوقب‬
‫من أجله وبعدالة العقوبة‪ ،‬وعليه أال يعاقب التالميذ وهو في حالة غضب وعليه إعطاء‬
‫فرصة كافية للهدوء والتفكير‪ ،‬ولربما أدى التفاهم على انفراد إلى تصحيح الوضع‬
‫الخاطئ وأدى إلى نتائج إيجابية أفضل من الضرب والتحقير‪.‬‬
‫ويجب أن تكون العقوبة هي الوسيلة األخيرة التي نحتاج اللجوء إليها وبعد نفاد جميع‬
‫الوسائل والحلول والتي ربما أدت إلى تصحيح ذلك المسار الخاطئ‪ .‬كذلك فإن من أهم‬
‫اآلثار المترتبة على العقاب في المدارس بوجه عام هو اهتزاز شخصية الطالب وفقدانه‬
‫الثقة بنفسه‪ ،‬وتاليا ً تعطيل مهاراته وفكره اإلبداعي إلى جانب إكسابه مهارات عدوانية‪،‬‬
‫وبروز سلوك الضديّة لديه ويصبح لدى التلميذ كره للمدرسة وكل ما يتعلق بالعملية‬
‫التربوية‪.‬‬
‫توصيات عند استخدام العقاب‬
‫‪ -‬التقليل من استخدام العقاب وخاصة البدني منه إلى أقل درجة ممكنة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب استخدام العقاب لمنع التلميذ من القيام بسلوكيات تلحق أذى شديدا ً به أو باآلخرين‬
‫أو البيئة التي يعيش فيها‪.‬‬
‫‪ -‬العقاب يجب أن يلي السلوك الخاطئ مباشرة وبدرجة مناسبة من الشدة وفق خطورة‬

‫‪184‬‬
‫السلوك الخاطئ‪.‬‬
‫‪ -‬في اللحظة التي تبدو فيها بوادر إقالع التلميذ عن السلوك السيئ أو توجهه للقيام بالسلوك‬
‫الصحيح فيجب أن يعطى الفرصة لذلك وأن يتم تشجيعه وتعزيز توجهه في الحال‪.‬‬
‫أمثلة على العقاب‪:‬‬
‫التوبيخ‪ :‬تلميذ قام بالتعدي على ممتلكات زميله عدة مرات فزجره المعلم على هذا‬
‫التصرف‪.‬‬
‫التصحيح الزائد‪ :‬تلميذ قام بإسقاط مقعده جانبا ً فطلب المعلم منه القيام بإعادة ترتيب‬
‫مقعده وجميع مقاعد الصف‪.‬‬
‫اإلطفاء‪ :‬تلميذ يقوم بالصراخ ورفع الصوت في الصف لجذب انتباه المعلم الذي يقوم‬
‫بتدريس تلميذ آخر‪ ،‬فيتجاهله المعلم فيختفي هذا السلوك تدريجياً‪.‬‬
‫تكلفة االستجابة‪ :‬تلميذ يتكرر قيامه من الكرسي فيتم سحب نجمة من لوحة التعزيز‬
‫حصل عليها سابقا ً أو أي معزز آخر‪.‬‬
‫اإلقصاء أو العزلة‪ :‬تلميذ في الصف ال يقوم بأداء الواجبات فيحرم من نشاط يحبه ويتم‬
‫عزله في الصف ‪.‬‬
‫‪-3‬اإلطفاء‬
‫تعريفه‬
‫يشير إلى تخامد السلوك السلبي الذي يبديه الطفل عند تعامله مع المادة التعليمية‪ ،‬في‬
‫حال عدم تعزيزه بالطرائق التي أشرنا إليها آنفاً‪ ،‬ويجري ذلك من خالل إهمال المعلم‬
‫لذلك السلوك السلبي الذي يبديه الطفل مع المادة التعليمية ‪ ،‬والتركيز فقط على ذلك‬
‫النموذج البناء الذي سنسعى لتعليمه إياه وبالتالي فإن عدم االقتراب وعدم السعي لتكرار‬
‫الظروف التي تقود إلى مثل ذلك السلوك السلبي كاستخدام سلوك البكاء عند اإلخفاق‬
‫في حل مسألة ما‪ ،‬والعمل على تعزيز وترسيخ السلوك اإليجابي الذي يتمثل مثالً بتعليم‬
‫الطفل الهدوء والتعامل بروية مع المسألة التي أخفق في حلها سابقاً‪.‬‬
‫العوامل التي تزيد من فعاليته‬
‫‪ -‬يجب أن يصحب إطفاء سلوك ما التعزيز اإليجابي لسلوك آخر مرغوب فيه‪ ،‬فبدل أن‬
‫نقول للطفل ما الذي نريد منه أن ال يقوم به‪ ،‬علينا ً كذلك أن نشير إلى سلوك آخر نود‬
‫منه القيام به‪.‬‬
‫‪ -‬ضبط مصادر التعزيز األخرى للسلوك المراد تقليله‪ ،‬من المهم جدا ً في أثناء تطبيق‬

‫‪185‬‬
‫اإلطفاء أن يضمن من يطبق اإلطفاء أن معززات بديلة ال تتبع السلوك غير المرغوب‬
‫فيه‪ ،‬حيث يمكن لهذه المعززات البديلة أن تأتي من أشخاص آخرين أو من البيئة المادية‬
‫الطبيعية‪.‬‬
‫‪ -‬الموقف الذي ينفذ فيه برنامج اإلطفاء‪ :‬تتنوع المواقف التي يمكن إجراء اإلطفاء فيها‪،‬‬
‫وتختلف من مواقف إطفاء عادية إلطفاء سلوك يسهل إطفاؤه إلى مواقف مصطنعة إلى‬
‫حد بعيد إلطفاء سلوك من الصعب إطفاؤه في المواقف العادية‪ ،‬وتعود الصعوبة في‬
‫المواقف الحياتية العادية إلى عدم إمكانية ضبط مصادر التعزيز األخرى حيث تحرج‬
‫من يطبق برنامج اإلطفاء من اإلصرار على االستمرارية فيه‪ :‬كأن يبكي الطفل أمام‬
‫الزوار فتضطر األم إلى تعزيزه بدالً من إطفائه خجالً من الزوار‪.‬‬
‫‪ -‬التعليمات‪ :‬رغم أنه ليس من الضروري أن يعي الفرد أن سلوكه يطفأ لكي ينجح‬
‫اإلطفاء إال أن التعليمات تساعد في سرعة تناقص السلوك المنوي إطفاؤه وتتمثل‬
‫التعليمات في أن تقول للطالب مثالً‪( :‬في كل مرة تقوم فيها بالسلوك (س) فإنك تحصل‬
‫على (ص) ويكون (ص) هنا المعزز الذي اعتاد الفرد أن يأخذه بعد قيامه بالسلوك‪.‬‬
‫‪ -‬يكون اإلطفاء بعد التعزيز المتقطع أقل منه بعد التعزيز المستمر‪.‬‬
‫في التعزيز المستمر‪ ،‬يعزز في كل مرة يقوم بها بسلوك ما‪ ،‬أما التعزيز المتقطع فيتضمن‬
‫تعزيز هذا السلوك أحياناً‪ ،‬وعدم تعزيزه في أحيان أخرى‪ ،‬وإذا كان السلوك المنوي إطفاؤه‬
‫قد عزز بشكل مستمر‪ ،‬فإنه أسهل زواالً من السلوك الذي سبق أن عزز بشكل متقطع‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ التشكيـل‬
‫تعريفه‬
‫ناقشنا فيما سبق مجموعة من اإلجراءات لزيادة سلوك ما وإجراءات أخرى لتقليل‬
‫سلوك غير مرغوب فيه‪ ،‬ومن أشكال تعديل السلوك‪ ،‬تعليم سلوكيات جديدة عن طريق‬
‫ما يعرف بالتشكيل‪ .‬فالتشكيل يعرف على أنه اإلجراء الذي يشمل التعزيز اإليجابي‬
‫المنظم لالستجابات التي تقترب شيئا ً فشيئا ً من السلوك النهائي‪ ،‬بهدف إحداث سلوك ال‬
‫يوجد حالياً‪ .‬والتشكيل ال يعني خلق سلوكيات جديدة من ال شيء‪ ،‬فبالرغم من أن السلوك‬
‫المستهدف ليس موجودا ً لدى الفرد إال أنه غالبا ً ما يكون لديه سلوكيات قريبة منه ‪ ،‬ولهذا‬
‫فالمعالج السلوكي يقوم بتعزيز تلك السلوكيات بهدف ترسيخها في ذخيرة الفرد‪ ،‬وبعد‬
‫ذلك يلجأ إلى التعزيز التفاضلي والذي يشمل تعزيز االستجابة فقط عندما تقترب أكثر‬
‫فأكثر من السلوك المستهدف‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫خطواته‬
‫‪ -‬تحديد وتعريف السلوك المستهدف‪ :‬يجب تحديد السلوك النهائي الذي يراد الوصول‬
‫إليه وتعريفه بدقة وموضوعية على شكل هدف سلوكي‪ ،‬والهدف من ذلك هو تعزيز‬
‫التقارب التدريجي من السلوك المستهدف بشكل منظم‪ ،‬وتجنب تعزيز السلوكيات غير‬
‫ذات العالقة‪ ،‬ألن ذلك سيؤدي فقط إلى إطالة مدة عملية التشكيل وتقليل فعاليتها‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد وتعريف السلوك المدخلي‪ :‬بعد تحديد السلوك النهائي فإننا نحتاج إلى تحديد‬
‫سلوك يشبهه على نحو ما بهدف استخدامه كنقطة البداية ويمكن تحديد السلوك المدخلي‬
‫من خالل المراقبة المباشرة للفرد لمدة أيام قبل بدء عملية التشكيل لتحديد ما يستطيع‬
‫عمله‪ .‬ويمكن تعريف السلوك المدخلي بأنه استجابة قريبة من السلوك المستهدف‬
‫لتعزيزه وتقويته بهدف صياغة السلوك النهائي منه‪.‬‬
‫صفات السلوك المدخلي‬
‫‪ -‬أن يحدث بشكل متكرر وذلك حتى تتوفر لنا الفرص الكافية لتعزيزه وتقويته‪ ،‬وقد‬
‫يكون ضروريا ً أحيانا ً تنظيم الظروف البيئية التي تزيد من احتمالية حدوث هذا السلوك‪،‬‬
‫مثالً‪ :‬تعليم الطفل رسم الدوائر‪ ،‬فقد يكون ضروريا ً إعطاؤه قلما ً وورقة بتواصل في‬
‫البداية ال أن تنتظر قيامه بذلك تلقائياً‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون السلوك المدخلي قريبا ً من السلوك النهائي‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار معززات فعالة‪ :‬إن عملية التشكيل تتطلب من الفرد تغيير سلوكه بشكل‬
‫متواصل ليصبح قريبا ً أكثر فأكثر من السلوك النهائي‪ ،‬ولذا البد من المحافظة على‬
‫درجة عالية من الدافعية لديه‪ ،‬وهذا يستلزم اختيار المعززات المناسبة‪ ،‬الغذائية المادية‪،‬‬
‫الرمزية ‪ ..‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -‬االستمرار في تعزيز السلوك المدخلي إلى أن يصبح معدل حدوثه مرتفعا ً‪ :‬فتعزيز‬
‫السلوك المدخلي بشكل متواصل سيزيد من احتمالية حدوث تغير بسيط فيه وسيجعله‬
‫أكثر شبها ً بالسلوك النهائي‪.‬‬
‫‪ -‬االنتقال تدريجيا ً من مستوى أداء إلى مستوى أداء آخر ‪ :‬فاالستخدام الفعال للتشكيل‬
‫يستوجب االنتقال تدريجيا ً وبشكل منظم من مستوى أداء إلى مستوى أداء آخر ‪.‬‬
‫وجدير بالذكر أن مفتاح النجاح في عملية التشكيل يتمثل في كون التعزيز متوقفا ً على‬
‫تغير السلوك على نحو تدريجي باتجاه السلوك النهائي‪ ،‬وتجاهله عندما ينحرف عن‬
‫السلوك النهائي‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫طرق استخدامه‬
‫‪ -‬تعزيز كل أداء فرعي من األداء الكلي للمهمة المرغوب تعلمها‪ ،‬مثالً تعليم التلميذ‬
‫الفوضوي الترتيب والنظام يتم بتجزئة هذه المهمة إلى خطوات صغيرة متدرجة‪ ،‬فإذا‬
‫قام التلميذ مثالً بإعادة المجلة التي استعارها من المعلم إلى مكانها في الصف فإن على‬
‫المعلم تعزيز مثل هذه األداء على الفور‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز أي تحسن في مجال دقة األداء‪ ،‬فالتلميذ الذي تعوزه الدقة في فهم تعليمات‬
‫المعلم في غرفة الصف‪ ،‬فإنه يمكن للمعلم أن يعزز أي استجابة صحيحة تقرب من الدقة‬
‫يقوم بها التلميذ ولو لم تكن دقيقة تماماً‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز فترة األداء كلما طالت أكثر فأكثر‪ ،‬فعلى سبيل المثال التلميذ الذي يقوم عادة‬
‫بالتحدث الصفي غير المناسب مع رفاقه في الصف يمكن للمعلم أن يعززه ويكافئه إذا‬
‫بقي هادئا ً لمدة (‪ )5‬دقائق‪ ،‬ثم (‪ )8‬دقائق و (‪ )12‬دقيقة وهكذا حتى يتعود االنتباه للمعلم‬
‫والكف عن التحدث الصفي غير المناسب‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز فترات المشاركة الصفية كلما طالت أكثر فأكثر‪ ،‬فعلى سبيل المثال التلميذ الذي‬
‫تنعدم مشاركته في غرفة الصف يمكن للمعلم أن يكافئه عن أي مساهمة في المشاركة‬
‫في الصف مهما كانت بسيطة‪ ،‬وهكذا فإن التشجيع المتواصل يجعل التلميذ الخجول أكثر‬
‫تقدما ً في المشاركة الصفية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ما سبق فإن المعلم يمكنه استخدام إستراتيجية تشكيل السلوك لتعليم التالميذ‬
‫سلوكيات جديدة كالمثابرة‪ ،‬والتحمل‪ ،‬والنظام‪ ،‬وضبط الذات‪.‬‬
‫أمثلة‪ :‬التدريب على مهارة المشاركة‬
‫‪ -‬إعطاء التعليمات‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم معلومات عن أداء المهارة‪.‬‬
‫‪ -‬عرض المهارة وتعليم الطالب كيفية القيام بها‪.‬‬
‫‪ -‬تكرار المهارة أو السلوك (النمذجة)‪.‬‬
‫‪ -‬التعزيز اإليجابي للمارسات المرغوبة في المشاركة‪ ،‬وفي ذلك قد تنال المشاركة‬
‫التشجيع اللفظي‪،‬أو غير اللفظي كاالبتسامة وهز الرأس باإليجاب‪ ،‬أو المادي‪ ،‬أو‬
‫االجتماعي‪...‬وسواها‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫التدريب على مهارة تنظيم التفكير‬
‫ ‪-‬الطلب من المتعلم النظر بعمق وتفحص إلى محتويات المادة التعليمية المطلوبة‪.‬‬
‫ ‪-‬تعريف المتعلم على ما هو مطلوب منه‪.‬‬
‫ ‪-‬تحديد النقاط أو المعلومات المهمة أو األسئلة الضرورية‪.‬‬
‫ ‪-‬إعطاء التعليمات المتعلقة بالعناصر ذات العالقة بالمهمة التعليمية المطلوبة‪.‬‬
‫ ‪-‬إعطاء جميع التعليمات بشكل واضح ومحدد‪.‬‬
‫ ‪-‬إعطاء فرصة للمتعلم لإلصغاء والتأمل والتفكير في أثناء الحديث أو الكلمات المكتوبة‪.‬‬
‫ ‪-‬تعويد المتعلم التروي في أثناء المحادثة بدل التسرع أو القفز إلى النتائج‪.‬‬
‫ ‪-‬إعطاء المتعلم إحساسا ً بثبات النتائج مما يشعره باألمن واألمان ويعرف أن سلوكا ً‬
‫معينا سوف يتبعه إجراء محدد‪،‬إذ أن المتعلمين الذين يعرفون عادة ما الذي يجب أن‬
‫يتوقعوه‪ ،‬ولديهم إحساس باألمن واألمان أقل عرضة للتسرب والتخبط‪.‬‬
‫ ‪-‬تشجيع المتعلم على تنظيم النقاط أو الموضوعات أو المهمات أو األسئلة في ضمن‬
‫إطار ذي معنى من أجل تعليم أفضل‪.‬‬
‫ ‪-‬تعزيز التزايد في طول الفترة التي يركز فيها المتعلم انتباهه‪ ،‬والنتائج اإليجابية‬
‫باستخدام الثناء والمكافأة التي تتبع فترات االنتباه واألوقات التي يستمر المتعلم‬
‫فيها بالقيام بنشاط ما بالرغم من وجود المشتتات‪ ،‬ومن ذلك استخدام المعلم التعزيز‬
‫بإعطاء النقاط أو اإلشارات‪ ،‬إذ يعطي المتعلم إشارة واحدة لمجرد النظر في سؤال‬
‫كلف به‪ ،‬وثالث إشارات للعمل على حلّه وخمس إشارات إذا استطاع حله بنجاح‪،‬‬
‫فضالً عن استخدام المعلم لبعض التعزيزات ومنها االبتسامة ألقل االستجابات‬
‫ضمانا ً لبعض التقدم لغرض الحصول على المكافاة األكبر عند اإلجابة الصحيحة‪.‬‬
‫ ‪-‬تشكيل مجموعات من المتعلمين والعمل على إعادة تطبيق خطوات تنظيم التفكير‬
‫على مادة دراسية جديدة من الكتاب المدرسي أو لمهمات جديدة‪ ،‬ويتم االتفاق على‬
‫اختيار المتعلم المعني بالتعديل من بينهم‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬العنف المدرسي‬
‫مفهومه‬
‫أصبح لمفهوم العنف حيّز كبير في واقع حياتنا المعاش‪ ،‬فأصبح هذا المفهوم يقتحم مجال‬
‫تفكيرنا وسمعنا وأبصارنا ليل نهار وأصبحنا نسمع عن العنف األسري والعنف المدرسي‬

‫‪189‬‬
‫والعنف ضد المرأة والعنف الديني وغيرها من المصطلحات التي تندرج تحت أو تتعلق‬
‫بهذا المفهوم ‪.‬‬
‫ولو تصفحنا أوراق التاريخ لوجدنا هذا المفهوم صفة مالزمة لبني البشر على المستوى‬
‫الفردي والجماعي‪ ،‬بأساليب وأشكال مختلفة تختلف باختالف التقدم التكنولوجي‬
‫والفكري الذي وصل إليه اإلنسان‪ ،‬فنجده متمثالً بالتهديد والقتل واإليذاء واالستهزاء‬
‫والحط من قيمة اآلخرين واالستعالء والسيطرة والحرب النفسية وغيرها من الوسائل‪.‬‬
‫إن العنف هو نقيض للتربية فهو يهدر الكرامة اإلنسانية‪ ،‬ألنه يقوم على تهميش اآلخر‬
‫وتصغيره والحط من قيمته اإلنسانية التي كرمها هللا‪ ،‬وبالتالي يولد إحساسا ً بعدم الثقة‬
‫وتدني مستوى الذات وتكوين مفهوم سلبي تجاه الذات واآلخرين والعنف الذي يمارس‬
‫تجاه الطالب ال يتماشى مع أبسط حقوقه وهو حرية التعبير عن الذات ألن العنف يقمع‬
‫هذا الحق تحت شعار التربية‪.‬‬
‫تعريفه‬
‫هو مجموع السلوكيات غير المقبولة داخل المؤسسات التربوية والمؤثرة على النظام‬
‫العام لها‪ ،‬والتي تنتج عنها نتائج سلبية فيما يتعلق بالتحصيل الدراسي‪ ،‬وهي سلوكيات‬
‫لها مظاهر مادية وأخرى معنوية‪.‬‬
‫خصائصه‬
‫‪ -‬العنف سلوك ال اجتماعي كثيرا ً ما يتعارض مع قيم المجتمع والقوانين الرسمية العامة فيه‪.‬‬
‫‪ -‬العنف قد يكون ماديا ً فيزيقيا ً وقد يكون معنويا ً مثل إلحاق األذى النفسي أو المعنوي‬
‫باآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬العنف يتجه نحو موضوع خارجي قد يكون فردا ً أو جماعات أو قد يكون نحو‬
‫ممتلكات عامة أو خاصة‪.‬‬
‫‪ -‬العنف يهدف إلى إلحاق الضرر أو األذى بالموضوع الذي يتجه إليه‪.‬‬
‫وال يمكن دراسة ظاهرة العنف ودينامياتها دون اإلشارة إلى بعض المفاهيم التي تتداخل‬
‫معها مثال العدوان‪ ،‬الغضب ‪ ،‬القوة ‪ ،‬اإليذاء‪.‬‬
‫أسبابه‬
‫‪ 1‬ـ أسباب ذات عالقة بالمدرسة‬
‫تعتبر المدرسة إحدى وسائط التنشئة االجتماعية والتي أوكل إليها المجتمع مسؤولية‬
‫تحويل أهدافه وفق فلسفة تربوية متفق عليها إلى عادات سلوكية تؤمن النمو المتكامل‬

‫‪190‬‬
‫والسليم للتالميذ إلى جانب عمليات التوافق والتكيف واإلعداد للمستقبل‪ ،‬ومن خالل‬
‫المدرسة يتشكل أيضا ً وعي اإلنسان االجتماعي والسياسي‪ ،‬ويكتسب التلميذ المهارات‬
‫والقدرات لمزاولة نشاطه االقتصادي بل وأكثر من ذلك يتشكل من خالل التعليم أبرز‬
‫مالمح المجتمع وتتحد مكانته في السلم الحضاري تسعى المدرسة جاهدة لتحقيق ذلك‬
‫من خالل وسائل تربوية قائمة على أسس معرفية ونفسية‪.‬‬
‫فهل العنف يمارس داخل مدارسنا سواء من قبل المعلمين تجاه الطلبة أومن قبل التالميذ‬
‫تجاه المعلمين‪ ،‬أو من قبل التالميذ تجاه بعضهم البعض؟‪.‬‬
‫إن المؤسسة التربوية المدرسية تستقبل المتعلمين بأشكال ومستويات مختلفة من النمو‬
‫المعرفي والوجداني والحس ـ حركي أي بأصناف مختلفة ومتفاوتة من التربية‪ .‬فكما‬
‫تنصهر األشكال التربوية اإليجابية في بوتقة واحدة داخل فضاءات المؤسسات التربوية‬
‫المدرسية تنصهر أيضا ً األشكال التربوية السلبية أو االنحرافات‪ ،‬وعلى رأسها العنف‬
‫الذي ينسب إلى المدرسة والذي تعود أسبابه إلى طبيعة اإلدارة التربوية التسلطية‬
‫أو طبيعة معاملة المربين القاسية والفظة للمتعلمين أو سوء المعاملة بين األطر‬
‫التربوية فيما بينها سواء تلك المكلفة بالتدريس أو تلك المكلفة بالتدبير اإلداري‪.‬‬
‫وإلى جانب هذا قد تكون البنيات التحتية للمؤسسات التربوية بسبب سوء أو انعدام‬
‫تأهيلها لوجودها في مناطق هامشية أو أحياء فقيرة أو صفيحية‪ ،‬سببا ً في التوترات‬
‫النفسية للمتعلمين الذين تكون لهم ردود أفعال عنيفة‪ .‬كما أن غياب األنشطة الموازية‬
‫الثقافية والفنية والرياضية والترفيهية تجعل من المؤسسات التربوية فضاءات أشبه‬
‫ما تكون بالمعتقالت أو مراكز الحبس االحتياطي واإلكراه البدني‪ .‬ومن شأن أساليب‬
‫وطرق التدريس إلى جانب أساليب التقويم أن تكون عقيمة فتولد ظاهرة العنف لدى‬
‫المتعلمين كرد فعل عليها‪ .‬ومما يرتبط بذلك التعثرات الدراسية المسببة لإلحباط‬
‫واليأس بفعل النتائج غير المرضية‪ .‬وإلى جانب كل ذلك غياب الضوابط المحددة‬
‫للسلوكيات المرغوب فيها داخل المؤسسات التربوية‪ ،‬وهو ما يعني غياب القوانين‬
‫الداخلية للمؤسسات أو تعطيلها أو عدم تفعيلها‪ .‬ومن األسباب المشجعة على العنف‬
‫المدرسي أيضا ً التعامل معه كقيمة إيجابية تعكس القوة والشجاعة والبطولة والتحدي…‬
‫وهو ما يجعل المتعلمين يميلون إلى العنف من أجل بلوغ مراتب يرونها إيجابية وبطولية‪،‬‬
‫ويتطبعون عليه‪ ،‬ويطبعون معه غير واعين بها كآفة مستقبحة‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫‪ 2‬ـ عوامل مدرسية‬
‫‪ -‬قسوة المعلمين واستخدامهم للعقاب‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة مدرسية تسلطية‪.‬‬
‫‪ -‬ممارسة العنف من قبل المعلمين أمام الطلبة سواء تجاه بعضهم البعض أو تجاه الطلبة‪.‬‬
‫‪ -‬ضيق المكان حيث أن المساحة المحدودة تولد التوتر النفسي واالحتكاك البدني‪.‬‬
‫‪ -‬إهمال الوقت المخصص لحصص األنشطة البد نية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم توافر األنشطة المتعددة والتي تشبع مختلف الهوايات والميول‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام األسلوب التقليدي في التدريس القائم (تقيد حركة الطلبة في الحصة ـ الحفظ‬
‫والتسميع ـ عدم توافر األنشطة ـ الطالب متلقي فقط ـ استخدام العقاب كوسيلة تربوية‬
‫وغيرها من األساليب التقليدية)‪.‬‬
‫‪ -‬وجود مدرسة في منطقة مهملة أو حدودية أو محاطة بوسط اجتماعي مفكك‪.‬‬
‫‪ -‬الروتين والمناخ المدرسي المغلق يساعد على عدم الرضا والكبت والقهر واإلحباط ‪،‬‬
‫مما يولد تصرفات عنيفة عند الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬طرق التقويم المتبعة التي ال تعطي فرصة للجميع بالتعلم والنجاح بل تولد أحيانا ً‬
‫المنافسة السلبية واإلحباط والعدوان‪.‬‬
‫‪-‬عدم وضوح القواعد والضوابط التي تحدد قواعد السلوك المرغوب والسلوك غير‬
‫المرغوب بشكل واضح‪.‬‬
‫‪-‬تعزيز سلوك العنف من قبل الطلبة فالطفل الذي يمارس العنف ويشجعه الطلبة قد يميل‬
‫إلى تبني هذا السلوك خصوصا ً في ظل عدم المحاسبة أو تعديل السلوك‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود فريق عمل متخصص يعمل على دراسة ظاهرة العنف والتعامل معها‬
‫بشكل مخطط (الجانب الوقائي‪ :‬حصر الطلبة الذين يعيشون تحت الضغط والذين من‬
‫الممكن أن يطوروا سلوكيات عنيفة ـ الجانب النمائي‪ :‬تنمية الجوانب اإليجابية في‬
‫شخصية التلميذ والتركيز على التعزيز ـ الجانب العالجي‪ :‬وضع الخطط والبرامج‬
‫اإلرشادية التي تساعد في التخفيف من العنف)‪.‬‬
‫يحرضون المعلم على ممارسة العنف؟‬
‫هل هناك تالميذ ّ‬
‫هناك أطفال أكثر عرضة للوقوع ضحايا أعمال العنف المدرسي‪ ،‬منهم‪:‬‬
‫‪ -‬الطفل ذو الطباع الصعبة‪.‬‬
‫‪ -‬التالميذ الكثيرو الحركة والذين يصعب ضبطهم‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫بنموهم عن النمو الطبيعي‪ ،‬أو المصابون بإعاقة تعليمية‪.‬‬‫‪ -‬التالميذ الذين ينحرفون ّ‬
‫وما يسبب العنف هنا ليس اإلصابة بحد ذاتها‪ ،‬وإنما خيبة أمل المعلم من توقعاته وتباعد‬
‫الصورة المتمناة للتلميذ عن الصورة الواقعية له‪.‬‬
‫ما هي األسباب التي تدفع بالمعلم الى ممارسة العنف؟‬
‫عدم معرفة المعلم بقواعد النمو السليم وبحاجات التالميذ وإمكاناتهم‪ ،‬ارتفاع عتبة‬
‫تعرض المعلم لإلحباط‪ ،‬وجود إدراك خاطئ لديه عن قدرات طالبه وإمكاناتهم ما‬ ‫ّ‬
‫يجعله يفسر معارضتهم ألوامره على أنها إشارة نبذ‪ ،‬يردّ عليها بالعدوان‪ .‬يضاف إلى‬
‫تعرضه في طفولته إلى شكل من أشكال العنف‬ ‫ذلك وجود اإلحباط في سيرة المعلم أو ّ‬
‫أو إلى مشاهدة العنف في أجوائه األسرية‪ .‬فاختبار العنف هو عامل مؤسس الستمرار‬
‫هذه الحلقة في مرحلة الرشد‪.‬‬
‫أشكاله‬
‫للعنف المدرسي عدة مظاهر وأشكال منها‪:‬‬
‫* الضرب‪ :‬باليد – بالدفع – بأداة – بالقدم وعادة ما يكون الطفل المعتدى عليه ضعيفا ً‬
‫ال يقدر على المواجهة وبالذات لو اجتمع عليه أكثر من طفل‪.‬‬
‫* التخويف‪ :‬ويكون عن طريق التهديد بالضرب المباشر نتيجة ألنه أكثر منه قوة أو‬
‫التهديد بشلة األصدقاء أو األقرباء‪.‬‬
‫* التحقير من الشأن‪ :‬لكونه غريبا ً عن المنطقة أو ألنه أضعف جسما ً أو ألنه يعاني‬
‫مرضا ً أو إعاقة أو السمعة السيئة ألحد أقاربه‪.‬‬
‫* النعت بألقاب معينة لها عالقة بالجسم كالطول أو القصر أو غير ذلك‪ ،‬أولها عالقة‬
‫باألصل (قرية ‪ -‬قبيلة‪(.‬‬
‫* من طالب على األثاث المدرسي‪:‬‬
‫‪ -‬تكسير الشبابيك واألبواب ومقاعد الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬الحفر على الجدران‪.‬‬
‫‪ -‬تمزيق الكتب‪.‬‬
‫‪ -‬تكسير وتخريب الحمامات‪.‬‬
‫‪ -‬تمزيق الصور والوسائل التعليمية والستائر‪.‬‬
‫* من طالب على المعلم أو اإلدارة المدرسية‪:‬‬
‫‪ -‬تحطيم أو تخريب متعلقات خاصة بالمعلم أو المدير‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫‪ -‬التهديد والوعيد‪.‬‬
‫‪ -‬االعتداء المباشر‪.‬‬
‫‪ -‬الشتم أو التهديد في غياب المعلم أو المدير‪.‬‬
‫* من المعلم أو المدير على الطلبة‪:‬‬
‫‪ -‬العقاب الجماعي (عندما يقوم المعلم بعقاب جماعي للفصل سواء بالضرب والشتم‪،‬‬
‫ألن طالب أو مجموعة من الطلبة يثيرون الفوضى(‪.‬‬
‫‪ -‬االستهزاء أو السخرية من طالب أو مجموعة من الطلبة‪.‬‬
‫‪ -‬االضطهاد‪.‬‬
‫‪ -‬التفرقة في المعاملة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم السماح بمخالفته الرأي حتى ولو كان الطالب على صواب‪.‬‬
‫‪ -‬التهميش‪.‬‬
‫‪ -‬التجهم والنظرة القاسية‪.‬‬
‫‪ -‬التهديد المادي أو التهديد بالرسوب‪.‬‬
‫‪ -‬إشعار الطالب بالفشل الدائم‪.‬‬
‫اآلثار المترتبة على سلوك العنف في المدرسة‬
‫‪ -1‬المجال النفسي السلوكي‬
‫‪ -‬العنف‪ :‬فلكل فعل رد فعل ويكون ذلك إما بالعنف على مصدر العنف نفسه أو على‬
‫طفل أخر أو في صورة تحطيم األثاث المدرسي‪.‬‬
‫‪ -‬الكذب‪ :‬حيث يميل الطالب للكذب كهروب من موقف التعنيف‪.‬‬
‫‪ -‬المخاوف‪ :‬الخوف من المعلم‪ ،‬الخوف من المدرسة‪ ،‬مخاوف ليلية‪.‬‬
‫‪ -‬العصبية والتوتر الزائد الناتج عن عدم إحساسه باألمان النفسي‪.‬‬
‫‪ -‬تشتت االنتباه وعدم القدرة على التركيز‪.‬‬
‫‪ -‬اللجوء إلى الحيل الالشعورية‪ ،‬مثل التمارض والصداع والمغص لرغبته في عدم‬
‫الذهاب للمدرسة الرتباطها بخبرات غير سارة‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين مفهوم سلبي تجاه الذات وتجاه اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬العديد من المشكالت‪ :‬التبول الالإرادي – االنطواء – مشاعر اكتئابية – اللجلجة‪.‬‬
‫إذا ً نالحظ على المستوى السيكولوجي للمتعلمين يكون السقوط في العنف كرد فعل على‬
‫عنف سابق حيث قد يجد المتعلم الذي يكون ضحية العنف نفسه مضطرا ً لالنتقام من‬

‫‪194‬‬
‫خالل ممارسة عنف مضاد سواء ضد أقرانه أو ضد المربين أو ضد الفضاءات الدراسية‪.‬‬
‫ومما يتولد عن العنف المدرسي المخاوف التي قد تتحول إلى أمراض نفسية مستعصية‬
‫منها المعاناة من عقدة الفوبيا والتوترات العصبية‪ ،‬والحيل الالشعورية كالتمارض‬
‫والمغص لتجنب الدراسة والكذب واالنطواء واالكتئاب واللجلجة في الكالم‪ ،‬وغير ذلك‬
‫من األعراض الدالة على المعاناة السيكولوجية كل ذلك بسبب العنف المدرسي‪.‬‬
‫‪ -2‬المجال التعليمي‬
‫‪ -‬تدني مستوى التحصيل الدراسي‪.‬‬
‫‪ -‬الهروب من المدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬التأخر عن المدرسة ‪.‬‬
‫‪ -‬التسرب الدراسي‪.‬‬
‫‪ -‬كراهية المدرسة والمعلمين وكل ما له عالقة بالعملية التعليمية ‪.‬‬
‫وعلى المستوى التعليمي فإن تدني مستويات التحصيل الدراسي‪ ،‬والتسرب الدراسي‪،‬‬
‫والتعثر الدراسي‪ ،‬واختالل منظومات الزمن المدرسي وزمن التعلم‪ ،‬وهو ما يسبب‬
‫فقدان الثقة في المنظومة التربوية بالنسبة للمتعلمين حيث تتولد لديهم كراهية الفضاءات‬
‫الدراسية وكراهية كل ما يمت إليها بصلة‪.‬‬

‫الحد من ظاهرة العنف المدرسي‬


‫الجانب الوقائي‬
‫العمل على الجانب الوقائي بحيث يتم مكافحة العوامل المسببة للعنف والتي من أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬نشر ثقافة التسامح ونبذ العنف‪.‬‬
‫‪ -‬نشر ثقافة حقوق اإلنسان وليكن شعارنا التعلم لحقوق اإلنسان وليس تعليم حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -‬عمل ورشات ولقاءت لألمهات واآلباء لبيان أساليب ووسائل التنشئة السليمة التي‬
‫تركز على منح الطفل مساحة من حرية التفكير وإبداء الرأي والتركيز على الجوانب‬
‫اإليجابية في شخصية الطفل واستخدام أساليب التعزيز‪.‬‬
‫‪ -‬التشخيص المبكر لألطفال الذين يقعون تحت ظروف الضغط والذين من الممكن أن‬
‫يطوروا أساليب غير سوية‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية الجانب القيمي لدى التالميذ‪.‬‬
‫‪ -‬عمل ورشات عمل للمعلمين يتم من خاللها مناقشة الخصائص النمائية لكل مرحلة‬

‫‪195‬‬
‫عمرية والمطالب النفسية واالجتماعية لكل مرحلة‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز على استخدام أساليب التعزيز بكافة أنواعها‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام مهارات التواصل الفعالة القائمة علي الجانب اإلنساني والتي من أهمها حسن‬
‫االستماع واإلصغاء وإظهار التعاطف واالهتمام‪.‬‬
‫‪ -‬إتاحة مساحة من الوقت لجعل الطالب يمارس العديد من األنشطة الرياضية والهوايات‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫الجانب العالجي‬
‫‪ -‬استخدام أساليب تعديل السلوك والبعد عن العقاب‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام األساليب المعرفية‪ ،‬العقالنية‪ ،‬االنفعالية والسلوكية في تخفيف العنف‪.‬‬
‫‪ -‬طريقة العالج القصصي‪ :‬فالقصص تساعد على التخلص من عوامل اإلحباط وتعمل‬
‫على تطوير القدرات اإلدراكية‪ ،‬ومن خالل القصص يدرك الطفل أن هناك العديد من‬
‫األطفال لهم نفس مشكالته‪ ،‬وتفجر القصص المشاعر المكبوتة عندما يدخل الطفل‬
‫في تجربة قوية من خالل تماثله أو رفضه الشديد لتصرفات قامت بها شخصية من‬
‫الشخصيات مما يخفف الضغط النفسي عنده‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد السلوك وتحديد عوامله وأسبابه ثم نقوم بضبطه تدريجيا ً حتى نصل إلى مرحلة‬
‫ضبط السلوك العنيف وفي نفس الوقت إعطاء السلوك االيجابي البديل‪.‬‬
‫دور العاملين في مجال التوجيه واإلرشاد وحقوق اإلنسان‬
‫يقوم العاملون في هذا المجال بالعديد من الفعاليات واألنشطة للتخفيف من هذا السلوك‬
‫سواء لدى المعلمين أو الطلبة أو األهالي تجاه أبنائهم ومن هذه الفعاليات واألنشطة‪:‬‬
‫‪ -‬تنفيذ العديد من الندوات ألولياء األمور في أساليب التنشئة االجتماعية المناسبة لكل‬
‫مرحلة عمرية باعتبار أن األسرة هي المصدر األساسي في تأسيس سلوك العنف‬
‫لدى األطفال‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ العديد من الندوات ألولياء األمور حول حقوق الطفل في الرعاية الصحية‬
‫والنفسية واالجتماعية وحقه في اللعب والمشاركة والتعبير عن الرأي‪ ،‬وحقه في‬
‫الشعور باألمن النفسي واالجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ العديد من الندوات واللقاءات مع المعلمين واإلدارات المدرسية حول الخصائص‬
‫النمائية لكل مرحلة عمرية والمشكالت النفسية واالجتماعية المترتبة عليها وخصوصا ً‬
‫مرحلة المراهقة وكيفية التعامل مع هذه المشكالت وخصوصا سلوك العنف‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫‪ -‬تنفيذ العديد من الندوات للمعلمين واإلدارات المدرسية حول حقوق الطفل النفسية‬
‫واالجتماعية والمدنية والسياسية‪.‬‬
‫‪ -‬المشاركة في تشكيل البرلمان الطالبي كتجسيد واقعي لفكرة الديمقراطية والتعبير عن‬
‫الرأي والمشاركة في صنع القرارات خصوصا ً التي تتعلق بشؤونهم‪.‬‬
‫‪ -‬عقد دورات للمشرفين التربويين والمديرين والمديرات والمعلمين والمعلمات في‬
‫حقوق اإلنسان والوساطة الطالبية وحل النزاعات ومنحى التواصل الالعنفي‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيل برنامج الوساطة الطالبية باعتباره وسيلة تربوية في إشراك الطلبة في حل‬
‫مشكالتهم دون إحساسهم بضغوط الكبار‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشراف على برنامج الحكومة المدرسية الذي يهدف في األساس إلى تعليم مبادئ‬
‫الديمقراطية والحوار ونبذ الصراعات والدفاع عن الحقوق بأساليب الحوار الهادئ البناء‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشراف على برنامج بناء والذي من ضمن أهدافه الكشف عن التالميذ المتأثرين‬
‫بالصدمة والتي من ضمن آثارها سلوك العنف حيث يقدم هذا البرنامج العديد من‬
‫األنشطة والفعاليات التي تحد من هذا السلوك‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ العديد من المخيمات الصيفية واإلشراف عليها والتي من ضمن أهدافها التفريغ‬
‫االنفعالي عن طريق األنشطة الحركية والرسم والتمثيل والفنون الشعبية والموسيقى‬
‫والتي تسهم في خفض العدوانية باإلضافة إلى أنشطة متنوعة ذات صلة بمفاهيم‬
‫حقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ العديد من المعارض والمهرجانات والتي تحتوي على ركن أساسي خاص‬
‫بحقوق الطفل سواء من حيث الفقرات التي تقدم أو المجسمات والرسومات التي‬
‫تعبر عن حقوق الطفل وكذلك الفقرات التي تحتوي على مضمون توجيهي إرشادي‬
‫لبعض القضايا التي تهم الطفل‪.‬‬
‫‪ -‬التنسيق مع المؤسسات غير الحكومية التي تعمل في مجال حقوق اإلنسان والدعم‬
‫النفسي االجتماعي لمساعدة األطفال في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع النشرات والملصقات الخاصة بحقوق الطفل‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع النشرات الخاصة باآلثار المترتبة على استخدام العقاب والعنف تجاه الطلبة‬
‫والوسائل البديلة للعقاب والعنف‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ العديد من المسابقات التي تتناول موضوعات حقوق الطفل والتوجيه واإلرشاد‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بدورات قصيرة للمعلمين الجدد في كيفية التعامل مع الطلبة من خالل منحنى‬
‫التواصل الالعنفي القائم على اإلرشاد بالرابطة الوجدانية‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫‪ -‬العمل على الجانب الوقائي للحد من سلوك العنف لدى الطالب من خالل جلسات‬
‫التوجيه الجمعي وتوظيف اإلذاعة المدرسية والجانب اإلعالمي في المدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على الجانب النمائي من خالل تنمية مهارات االتصال والتواصل الالعنفي لدى‬
‫المعلمين والطلبة وتدريب الطلبة على تنمية المهارات االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -‬كما يقوم العاملون بقسم التوجيه واإلرشاد بتقديم الدعم والمساندة النفسية للطلبة‬
‫المتأثرين بالصدمات واألزمات التي تترك في كثير من األحيان مشاعر عدائية‬
‫وتولد سلوكا ً عنيفا ً وذلك من خالل البرامج اإلرشادية التي تقوم في األساس على‬
‫جلسات التفريغ االنفعالي وتقوية مفهوم الذات والشعور باألمن النفسي واالجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬إنتاج العديد من المجالت والتي تتضمن الكثير من الموضوعات ذات العالقة بحقوق‬
‫اإلنسان والتوجيه واإلرشاد ‪.‬‬
‫*القوانين الرادعة وحماية األطفال‬
‫تساهم المجتمعات أحيانا ً في قبول العنف وفي شيوع ثقافته‪ .‬فال توجد في القوانين‬
‫اللبنانية نصوص رادعة للعنف الممارس على األطفال بكافة أشكاله‪ .‬والنصوص‬
‫الموجودة في قانون العقوبات هي قوانين رادعة لألذى الذي يلحقه أي شخص بآخر من‬
‫دون أية إشارة إلى العنف على األطفال بما فيه العنف المدرسي‪ .‬بل إننا نجد على العكس‬
‫تكرس األيديولوجيات االجتماعية‪.‬‬
‫بعض القوانين التي ّ‬
‫خالصة‬
‫تعاني المدارس بشكل عام والمعلمون بشكل خاص في الوقت الحالي من مشكالت‬
‫سلوكية مع التالميذ‪ ،‬التي قد تتفاقم في بعض األحيان إلى درجة ال تحتمل‪ ،‬مما يضع‬
‫المعلم في مواقف صعبة بل قد تكون غير قابلة للحل من وجهة نظره‪ ،‬مما يدفعه لطلب‬
‫الحلول من اإلدارة واألهل فيقوم في معظم األحيان بطرد التلميذ من الصف‪ .‬من الحلول‬
‫الممكنة التي تناولناها هو االطالع على خطوات تعديل السلوك الصفي واتباعها بطريقة‬
‫منظمة قائمة على التشجيع والمكافأة والتعزيز اإليجابي بأساليبه المنوعة‪ ،‬التي تعمل على‬
‫تحسين سلوك التالميذ من خالل تعويدهم على نمط معيّن من المعاملة والحصول على‬
‫المعززات المرغوبة من قبلهم تبعا ً لطبيعة الموقف أو السلوك المطلوب‪.‬‬‫ّ‬
‫فعندما يستطيع المعلم تأمين بيئة صفية فعالة‪ ،‬نشطة‪ ،‬منظمة‪ ،‬آمنة‪ ،‬محفزة‪ ،‬ومخططة‪،‬‬
‫سيضمن لتالميذه التغير المطلوب في أدائهم نحو ما يرغب‪ .‬إن اعتماد إستراتيجيات‬
‫نشطة قائمة على االكتشاف والتعاون واإلبداع وحل المشكالت وتنمية التفكير والتغذية‬

‫‪198‬‬
‫الراجعة وغيرها من الفنيات الفعالة يجعل التلميذ مقبالً على التعلم بمحبة ودافعية خاصة‬
‫عند مراعاة الفروقات الفردية مع التركيز على أهمية األركان التعليمية التي تعمل‬
‫على مراعاة حاجات التلميذ واستعداداته‪ .‬وال ننسى أهمية تحضير المعلم للبيئة الصفية‬
‫والتوجيهية وتعويد التالميذ على الروتين الصفي المرغوب اتباعه مما يجعل الصف‬
‫بيئة آمنة قائمة على العدل والمساواة‪ .‬عندما تؤمن المدرسة جو من األمان واالحترام‪،‬‬
‫وتتعامل مع التالميذ بصورة سليمة وتربوية بكل ما للكلمة من معنى‪ ،‬ومن خالل تأمين‬
‫كل ما يحتاجه تالميذها من مواد وبيئة تعليمية محفزة ستخفف عن كاهلها الكثير من‬
‫المشكالت التي قد تعترضها‪ ،‬وتعترض مسيرتها التربوية‪ ،‬خاصة المشكالت السلوكية‬
‫المذكورة مسبقاً‪ ،‬والسيما مشكلة أو ظاهرة العنف المدرسي‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫الفصل السادس‬
‫صعوبات التعلم‬

‫تمهيد‬
‫إن مصطلح صعوبات التعلم بات من المصطلحات المتداولة حديثا ً في مدارسنا‪ ،‬ولكن‬
‫لألسف دون معرفة وتمييز لهذه الفئة من التالميذ بين المعلمين واألهل والتربويين عامة‪،‬‬
‫حيث نالحظ البعض ال يفرق بين هذا المصطلح وغيره من المصطلحات التربوية التي‬
‫تخص فئة معينة من التالميذ دون غيرهم‪ .‬لذا وجدنا من األهمية التطرق لهذا المفهوم‬
‫كي نتعرف عليه بطريقة علمية مع محاولة إلزالة الغموض عنه وإلقاء الضوء على بعض‬
‫أساليب عالجه‪ ،‬ذلك ألنه ملف هام يتعين أن توليه برامج الصحة النفسية المدرسية عنايتها‪.‬‬
‫وهو ملف أخذ يحتل مكانة النجومية بين قضايا التعليم الراهنة‪ ،‬إذ أصبح "موضة" آخذة‬
‫باالنتشار السريع‪ ،‬على أثر الدراسات والتشريعات األميركية النامية بسرعة بصدده‪ .‬قد‬
‫يكون موضوع صعوبات التعلم من أكثر الموضوعات النفسية والتربوية تحديا ً وإثارة‬
‫للجدل سواء من حيث التعريف والتحديد‪ ،‬أو من حيث الفئات الفرعية التي يتضمنها‪،‬‬
‫وخصوصا ً من حيث التفسيرات السببية المقترحة له‪ ،‬وبرامج الرعاية والتربية المصممة‬
‫لتأهيل من يشكون منه‪ .‬كذلك فإن موضوع صعوبات التعلم يطرح قضية السلوك اإلنساني‬
‫بكامل أبعاده‪ ،‬كما يطرحه أي موضوع آخر‪ :‬حيث تتداخل فيه العلوم كعلوم األعصاب‬
‫والدماغ‪ ،‬مع علم النفس العيادي والقياس النفسي‪ ،‬والعالج النفسي في مختلف مناحيه‬
‫(وخصوصا ً السلوكية منها )‪ ،‬وبرامج التدخل التربوي – التأهيلي‪ .‬حاولنا في هذا‬
‫الفصل إزالة الغموض عن هذا المفهوم قدر المستطاع لناحية تعريفه‪ ،‬خصائصه‪،‬‬
‫تشخيصه‪ ،‬طرق عالجه وغيرها‪.‬‬
‫سوء التكيف المدرسي‬
‫في كتابه “‪ ”Dumping Us Down‬بمعنى " ُجعلنا أغبياء" للمؤلف ال ُمعلّم المدرسي‬
‫"جون تايلور جاتو" وفي المقدمة التي يتحدث فيها المؤلف عن نفسه يذكر‪" :‬أنه خالل‬
‫الثالثين عاما ً التي قضاها معلما ً جعل فصله الدراسي كمعمل يستطيع فيه التعرف على‬

‫‪200‬‬
‫اإلمكانات البشرية والكتالوج الكامل – بتعبيره‪ -‬آلمال الطالب ومخاوفهم‪ .‬كما أنه جعله‬
‫ف بأنه‬‫مكانا ً يدرس فيه ما يُعيق وما يحرر الطاقة اإلنسانية‪ .‬ويعترف المعلّ ُم أو المؤلّ َ‬
‫خالل السنوات الثالثين تبين له أن العبقرية سمة إنسانية مشتركة على عكس ما تعلمه في‬
‫جامعتين للنخبة في الواليات المتحدة من أن الذكاء والموهبة توزعتا بين الناس اقتصاديا ً‬
‫بشكل منحنى الجرس فأخذ القلة منهما بحظ وافر و ُحرمت قلة أخرى منهما‪ ،‬وبين االثنين‬
‫أكثرية الناس ‪ -‬ويسميهم من باب الدعابة والتهكم ذوي الدخل المحدود ‪ -‬الذين أصابهم من‬
‫الحظ من النعمتين ما ال يصل إلى مستوى النخبة وال يهبط إلى مستوى القلة المحرومة ‪.‬‬
‫يقول‪ ":‬المشكلة هي أن األطفال الذين ال يُرجى منهم الذكاء والموهبة وفق مقاييس معينة‬
‫ظلوا يثبتون لي العكس وفق معايير التفوق اإلنساني كالبصيرة والحكمة والعدالة والثراء‬
‫الداخلي والشجاعة والرؤية الجديدة لألمور لدرجة أصبحتُ فيها حائراً‪" .‬‬
‫قد تتسبب المدرسة بسوء التكيف المدرسي‪ ،‬ولكن قد ينتج هذا أيضا ً عن شخصية الطفل‬
‫أو عن بيئته العائلية‪ .‬لكن من المالحظ أن المدرسة هي األولى بشكل عام في إظهار أو‬
‫إبراز الصعوبات التي لم تلحظها األسرة‪ .‬وهكذا فالتأخر المدرسي هو الذي يدق جرس‬
‫اإلنذار أمام المعلم واألهل‪ :‬عندما ال يستطيع الطفل أن يحقق النتائج نفسها التي يتوصل‬
‫إليها رفاقه في الصف‪ ،‬فيقال عندها " تلميذ سيّىء التكيف"‪ .‬وينقسم سوء التكيف إلى‪:‬‬
‫أ‌‪ -‬سوء التكيف اآلني‪ :‬الذي قد يكون له أساس بيولوجي‪ ،‬عقلي‪ ،‬أو نفسي‪ .‬ويتميز عن‬
‫غيره بأنه عندما يعالج في أوانه ال يؤدي إلى تأخر آني ‪ ،‬فسرعان ما يستطيع الطفل‬
‫االلتحاق بمدرسته العادية‪.‬‬
‫وينتمي إلى هذه الفئة أطفال يعانون من‪:‬‬
‫‪ -‬التأخر في القراءة ‪.‬‬
‫‪ -‬التأخر في التعبير الشفهي‪.‬‬
‫‪ -‬االرتباك‪.‬‬
‫‪ -‬التأخر في الكتاية‪.‬‬
‫‪ -‬التأخر في الحساب‪.‬‬
‫‪ -‬الصعوبات الحركية‪ ،‬الذهنية‪ ،‬الحسية أو الطباعية التي سرعان ما تُشفى‪.‬‬
‫ب‪ -‬سوء التكيف الناتج عن إعاقة‪ :‬كذلك قد يكون ألسباب فيزيولوجية‪،‬عقلية‪ ،‬أو نفسية‬
‫أيضاً‪ .‬لكن سوء التكيف هنا يكون أكثر عمقاً‪ ،‬ويتطلب معظم األحيان تعليما ً متخصصاً‪.‬‬
‫وأحيانا ً ال يمكن أن يحصل أي تعلم (تخلف شديد)‪ .‬هذه الفئة تضم‪:‬‬

‫‪201‬‬
‫‪ -‬سوء التكيف الحركي (شلل‪ ،‬شلل أطفال‪ ،‬أعضاء مصابة)‬
‫‪ -‬سوء تكيف حسي ( عمى‪ ،‬ضعف بصر شديد‪ ،‬صمم أو صمم نصفي)‪.‬‬
‫‪ -‬طباعيون‬
‫‪ -‬سوء تكيف عقلي (تخلف بسيط‪ ،‬متوسط أو شديد)‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬مفهوم صعوبات التعلّم‬


‫تعريفها‬
‫مصطلح الصعوبات الخاصة بالتعلم هو مصطلح تربوي حديث‪ ،‬وقد تم تمييز األفراد‬
‫الذين يشملهم هذا المصطلح‪ ،‬كفئة من فئات التربية الخاصة‪ ،‬منذ عهد قريب نسبيا ً ‪.‬‬
‫من أبرز التعريفات التي يكثر العمل بها تعريف "مكتب التربية األميركي" عام ‪1977‬‬
‫والذي يقول‪ :‬تعني صعوبات التعلم اضطرابا ً في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية‬
‫القاعدية المتدخلة في فهم واستخدام اللغة المحكية أو المكتوبة‪ ،‬والتي قد تتجلى في‬
‫قصور القدرة على االستماع‪ ،‬التحدث‪ ،‬القراءة‪ ،‬التهجئة‪ ،‬الحسابات الرياضية والتفكير‪.‬‬
‫ويتضمن المصطلح بعض الحاالت من مثل اإلعاقات اإلدراكية‪ ،‬اختالل النطق والحبسة‬
‫النمائية‪ .‬ويرجح أن ترجع األسباب إلى اإلصابات الدماغية‪ ،‬أو االختالل الدماغي‬
‫الوظيفي البسيط‪ .‬ويستثني التعريف من المصطلح أولئك األطفال الذين يعانون من تأخر‬
‫عقلي‪ ،‬أو إعاقات حسية (سمعية‪ -‬بصرية) وحركية‪ ،‬أو اضطراب عاطفي‪ ،‬أو غبن ثقافي‬
‫– اجتماعي‪ ،‬أو عدم مالءمة النظام التعليمي‪ .‬يؤكد هذا التعريف أساسا ً على اضطرابات‬
‫اللغة وعملياتها والحساب ويربطها بمشكالت إدراكية تعود إلى إصابات دماغية‪ .‬ولقد‬
‫عدلت صياغته أكثر من مرة كي يتماشى مع مستجدات المعرفة في الموضوع‪ ،‬حيث‬
‫أصبح يعتبر مصطلحا ً عاما ً يدل على مجموعة متنوعة من اضطرابات التحصيل القائمة‬
‫على فهم واستخدام قدرات التواصل اللفظي والكتابي والعمليات الحسابية واإلدراكية‪.‬‬
‫أفراد هذه الفئة هم في العادة ‪ ،‬أُناس أسوياء من حيث القدرات العقلية ‪ ،‬عاديون أو ذوو‬
‫ذكاء مرتفع ‪ ،‬وال يعانون من إعاقات سمعية أو بصرية أو حركية أو انفعالية ‪ ،‬ومع ذلك‬
‫يعاني هؤالء الطلبة من صعوبات واضحة في اكتساب مهارات االستماع أو القراءة أو‬
‫الكتابة أو التهجئة واستخدامها أو في أداء العمليات الحسابية‪.‬‬
‫وتعد هذه االضطرابات أساسية في الفرد (بمعنى أنها غير عارضة)‪ ،‬ويفترض أن تكون‬
‫ناتجة عن خلل وظيفي في الجهاز العصبي المركزي ‪ ،‬وإذا حدث وظهرت صعوبات‬

‫‪202‬‬
‫التعلم متالزمة مع حاالت إعاقة أخرى‪ ،‬مثل‪( :‬اإلعاقة السمعية أو البصرية أو التخلف‬
‫العقلي أو االضطراب االنفعالي أو االجتماعي)‪ ،‬أو متالزمة مع مؤثرات بيئية أخرى‬
‫(كاالختالفات الثقافية أو طرق التدريس غير المناسبة) فإن صعوبات التعلم ال تكون‬
‫نتيجة مباشرة لتأثير هذه اإلعاقات‪ ،‬أو لهذه المؤثرات غير المناسبة‪.‬‬
‫يتفق معظم الباحثين على أن هؤالء األطفال ‪ /‬األفراد يتمتعون بقدرات عقلية عادية‪ ،‬إال‬
‫أن ذلك ال يمنع حدوث مشكالت في التفكير والذاكرة واالنتباه لديهم‪ ،‬وبالنسبة للتحصيل‬
‫األكاديمي فهو يعتبر جانب الضعف الرئيسي لديهم‪ .‬مع أن األخصائيين ال يجمعون على‬
‫تنوه عادة‬
‫معيار محدّد لتدني التحصيل بهدف تشخيص صعوبات التعلـّم‪ ،‬إال أن األدبيات ّ‬
‫إلى ضرورة أن يكون التدني في التحصيل بمستوى سنتين دراسيتين كحد أدنى‪ .‬ومن‬
‫الممكن أن نحدد عددا ً من الخصائص النفسية والسلوكية التي يظهرها ذوو صعوبات‬
‫التعلـّم‪:‬‬
‫‪ -‬النشاط الزائد‪.‬‬
‫‪ -‬الضعف اإلدراكي ‪ -‬الحركي‪.‬‬
‫‪ -‬التقلبات الشديدة في المزاج‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف عام في التآزر‪.‬‬
‫‪ -‬اضطرابات االنتباه‪.‬‬
‫‪ -‬التهور‪.‬‬
‫‪ -‬اضطرابات الذاكرة والتفكير‪.‬‬
‫‪ -‬مشكالت أكاديمية محددة في الكتابة‪ ،‬القراءة‪ ،‬الحساب‪ ،‬والتهجئة‪.‬‬
‫‪ -‬مشكالت في الكالم والسمع (مشكالت لغوية)‪.‬‬
‫‪ -‬عالمات عصبية غير مطمئنة‪.‬‬

‫معايير تشخيص ذوي صعوبات التعلم‬


‫تتفق معظم المصادر العالمية وأبرزها وزارة التربية األميركية ” ‪ ”NACHC‬على‬
‫مح ّكات أربعة في تشخيص صعوبات التعلم‪:‬‬
‫‪ -1‬التباين بين مستوى القدرة على التحصيل األكاديمي‪ ،‬ويظهر من خالل‪ :‬التعبير‬
‫اللفظي‪ ،‬واإلصغاء واالستيعاب اللفظي‪ ،‬والكتابة والقراءة واستيعاب المادة المقروءة‬
‫والعد‪ ،‬واالستدالل الحسابي ‪ ،‬ويميل معظم المختصين إلى القول إن درجة التباين‬

‫‪203‬‬
‫يجب أن ال تقل عن انخفاض يوازي صفين دراسيين‪.‬‬
‫‪ -2‬اضطراب في واحد أو أكثر من العمليات النفسية الضرورية لتفسير المثيرات‬
‫المختلفة وإدراكها بعد وصولها إلى الدماغ‪،‬عن طريق الحواس‪ ،‬وتشمل عمليات‬
‫الذاكرة واالنتباه والصعوبات اإلدراكية الحسية وما شابه‪.‬‬
‫‪ -3‬استبعاد األسباب األخرى لصعوبات التعلم أي أنها غير ناتجة عن أسباب عقلية أو‬
‫اضطراب سلوكي أو صعوبات حسية أو أي أسباب أخرى متصلة بعدم مالءمة‬
‫ظروف التعلم أو الرعاية األسرية‪.‬‬
‫‪ -4‬الحاجة إلى خدمات التربية الخاصة أي أن الخدمات التربوية العادية غير مالئمة‪،‬‬
‫أو قليلة الفاعلية في تعليم هؤالء التالميذ‪.‬‬

‫خصائص األطفال ذوي صعوبات التعلم‬


‫* الخصائص المشتركة لألطفال الذين يعانون من صعوبات تعلمية‬
‫القابلية للتشتت‪ ،‬حيث يسهل جذب انتباههم إلى مثيرات مختلفة وال يستطيعون تركيز‬ ‫‪-‬‬
‫انتباههم لفترة طويلة‪.‬‬
‫اضطراب سمعي ‪ ،‬فال يميزون ما يسمعونه ويفشلون في ربط المصدر بما يسمعونه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إبدال مواقع الحروف‪ ،‬وعدم االنتباه لألخطاء التي يقعون فيها مثل القلب واإلبدال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اضطراب اإلحساس البصري‪ ،‬ما يفقدهم القدرة على التمييز بين الحرف إذ يتم إدراكها‬ ‫‪-‬‬
‫على أنها مجموعة متشابهة‪ ،‬لذا ال يميزون األحرف ويفشلون في قراءة الكلمات‪.‬‬
‫قلب األحرف واألعداد ما يعيق التعامل مع األرقام والحروف وفق مواقعها العادية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تكرار المادة المقروءة وعدم القدرة على تذكر الفكرة الحقيقية وتسلسل األحداث أو‬ ‫‪-‬‬
‫الحقائق األساسية في المادة وحذف كلمة أو إضافة كلمة أو استبدال كلمة بأخرى‪.‬‬
‫ضعف مهارات التفاعل االجتماعي مع اآلخرين فنجد هؤالء األطفال أكثر عزلة‬ ‫‪-‬‬
‫وأقل تماسكا ً وأقل قبوالً للصداقة‪.‬‬
‫قصور في إدراك الطفل لالتجاهات واألماكن ومواقعها وعالقتها بغيرها‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫جانب‪ -‬فوق‪ -‬أعلى‪ -‬يمين‪ -‬يسار) ما يوقعه في خبرات فشل اتباع التعليمات‪.‬‬
‫تدن في مستوى تفكير الطفل الذي ينتج في كثير من األحيان عن تدني الخبرات‬ ‫ٍّ‬ ‫‪-‬‬
‫الحسية التي يواجهها‪ ،‬ما يسهم في تدني قدرته على إجراء استبصارات يتم فيها‬
‫الربط بين السبب والنتيجة والعالقات األخرى‪ ،‬فضالً عن عدم البراعة في األداء‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫سيطرة التمثيل الحسي العملي على تفكيبر الطفل الستيعاب األشياء تجعله دوما ً يميل‬ ‫‪-‬‬
‫إلى ممارسة اختيار األشياء التي يراها أو يريد معرفتها‪ ،‬وهذا يجعله يواجه الكثير‬
‫من المشكالت‪ ،‬ويسبب له مواقف كثيرة من الفشل‪.‬‬
‫زيادة الطاقة وسيطرتها بدرجة كبيرة على أداء الطفل وحركته‪ ،‬ما يحول دون‬ ‫‪-‬‬
‫مساعدة الطفل على التركيز على المهمة والمثابرة‪ ،‬وهذا يؤدي إلى تعثره وعدم‬
‫توفقه في إتمام الواجبات التي توكل إليه‪ ،‬ويقلل من فرص اندماجه في مواقف التعليم‬
‫لفترات زمنية مناسبة‪.‬‬
‫تدني تكيف الطفل مع العالم المحيط به سواء في الصف أو في الملعب (سوء التوافق‬ ‫‪-‬‬
‫االجتماعي)‪.‬‬
‫عدم القدرة على تصنيف األشياء أو فهم لغة الحساب أو المنطق الرياضي‪ ،‬واستعمال‬ ‫‪-‬‬
‫عمليات خاطئة‪ ،‬وعدم تذكر الحقائق الرئيسية‪ ،‬وتقديم إجابات عشوائية‪.‬‬
‫تكرار الفشل في المهام الدراسية فضالً عن الصعوبات اللغوية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫* الصعوبات األكاديمية لذوي الصعوبات التعلميّة‪ :‬وهي تشمل صعوبات القراءة‬
‫والكتابة والحساب‪ ،‬وهي نتيجة ومحصلة لصعوبات التعلم النمائية أو عدم قدرة التلميذ‬
‫على تعلم تلك المواد ما يؤثر على تحصيله في المراحل التعليمية التالية‪.‬‬
‫من مظاهرها‪:‬‬
‫‪ -‬الصعوبات الخاصة بالقراءة‪.‬‬
‫‪ -‬الصعوبات الخاصة بالكتابة‪.‬‬
‫‪ -‬الصعوبة الخاصة بالحساب‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة في اإلدراك الحسي والحركي‪.‬‬
‫‪ -‬اضطرابات اللغة والكالم‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبات في عمليات التفكير‪.‬‬
‫* كيف أعرف أن طفلي ‪ /‬تلميذي لديه صعوبة في التعلم؟‬
‫التطور والنمو‬
‫يمر األطفال خالل نموهم في مراحل حياتهم بعالمات مميزة‪ ،‬مثل نطق الكلمة‬
‫األولى‪ ،‬أول محاولة للمشي‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وعادة ما ينتظر اآلباء واألطباء هذه العالمات‬
‫المميزة للنمو للتأكد من عدم وجود عوائق تؤخر النمو المعتاد للطفل‪ ،‬ولذلك فإنه يمكن‬
‫الحذر من صعوبات التعلم بطريقة غير مباشرة‪ ،‬عن طريق مالحظة أي تأخر ملحوظ‬
‫في نمو مهارات الطفل‪ ...‬فمثالً يعتبر وجود تأخر يعادل مرحلتين دراسيتين اثنتين ‪ -‬كأن‬

‫‪205‬‬
‫يكون الطفل في الصف الرابع االبتدائي‪ ،‬لكنه يقرأ مثالً في مستوى طالب الصف الثاني‬
‫االبتدائي في مدرسته‪ -‬يُعد تأخرا ً كبيراً‪.‬‬
‫وبينما يمكن اعتبار وسيلة المالحظة إحدى العالمات المنبهة‪ ،‬بطريقة غير رسمية‬
‫(غير مهنية)‪ ،‬فإن التشخيص الفعلي لصعوبات التعلم يكون باستخدام االختبارات‬
‫القياسية العامة ليتم مقارنة مستوى الطفل بالمستوى المعتاد ألقرانه في العمر والذكاء ‪-‬‬
‫وفي الحقيقة يندر وجود هذه االختبارات القياسية في الدول العربية!‬
‫‪ -‬استخدام اختبارات تشخيص متعددة‪ ،‬من قبل اخصائيين في التقييم النفسي التربوي‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬صعوبات التعلم األكاديمية والنمائية‬


‫إن مصطلح صعوبات التعلم يمثل مظلة كبيرة يندرج تحتها تصنيفات عدة لهذه الصعوبات‬
‫أهمها التصنيف الذي يقسمها إلى نوعين أساسين هما صعوبات التعلم األكاديمية وصعوبات‬
‫التعلم النمائية‪ .‬فاألولى تظهر لدى المتعلم في واحدة أو أكثر من الصعوبات الخاصة‬
‫بالقراءة أو الكتابة والتعبير الكتابي‪ ،‬أو التهجي‪ ،‬أو العمليات الحسابية‪ ،‬وذلك عندما يكون‬
‫مستوى األداء الفعلي للمتعلم في أي من هذه الصعوبات الخاصة متباعدا ً عن مستوى أدائه‬
‫المتوقع‪ .‬أما الثانية فتظهر من خالل الوظائف الدماغية والعمليات المعرفية‪ ،‬وتتضمن‬
‫عددا ً من الصعوبات الفرعية األولية تتعلق بعمليات االنتباه والتركيز واإلدراك والذاكرة‬
‫وعددا ً من الصعوبات الفرعية الثانوية تتمثل في التفكير والكالم والفهم‪ ،‬ترجع في أصلها‬
‫إلى اضطرابات الجهاز العصبي المركزي لدى المتعلم‪ ،‬ويوجد بين نوعي صعوبات التعلم‬
‫عالقة وطيدة نلحظها من خالل التأثير والتأثر الواضحين بين كليهما‪ .‬فالمتعلم الذي يعاني‬
‫من صعوبات تعلم نمائية ينعكس ذلك في تحصيله الدراسي فتظهر لديه صعوبات تعلم‬
‫أكاديمية‪ ،‬قد يعود إلى عدم قدرته على التركيب المعرفي وجمع األصوات في كلمة واحدة‪،‬‬
‫أو إلى صعوبة في ذاكرته البصرية وإدراكه للمثيرات‪ ،‬ومن هذا المنطلق يكون التأخر‬
‫في عالج صعوبات التعلم النمائية له انعكاسه السلبي على صعوبات التعلم األكاديمية وقد‬
‫توصل العديد من الباحثين والدارسين إلى وجود عالقة سببية دالة بين مستوى كفاءة‬
‫العمليات المعرفية المتعلقة باالنتباه واإلدراك والذاكرة والتفكير واللغة وبين مستوى‬
‫التحصيل الدراسي لدى المتعلم على اختالف مستوياته ومكوناته ومراحله‪ ،‬فالعالقة‬
‫بين نوعي صعوبات التعلم عالقة سبب بنتيجة‪ ،‬حيث يمكن التنبؤ بصعوبات التعلم‬
‫األكاديمية من خالل صعوبات التعلم النمائية‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫الخصائص العامة والسمات المميزة لذوي صعوبات التعلم األكاديمية‬
‫‪ -1‬السمات العقلية‪:‬‬
‫‪ -‬انخفاض درجة االنتباه االنتقائي واضطراب الذاكرة‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبات تكوين المفاهيم المجردة وصعوبات في اإلدراك المكاني‪.‬‬
‫‪ -‬اضطراب في التفكير وتشتت االنتباه واالضطراب في الذاكرة السمعية والبصرية‪.‬‬
‫‪ -‬سرعة النسيان وعدم القدرة على ربط الخبرة الماضية بالحاضرة وضعف التركيز‪.‬‬
‫‪ -2‬السمات المعرفية‪:‬‬
‫‪ -‬صعوبات في استخدام المعلومات في حل المشكالت مع تكرار الفشل األكاديمي‪.‬‬
‫‪ -‬عدم القدرة على استخدام إستراتيجيات ما وراء المعرفة في مراقبة الذات وعدم القدرة‬
‫على تقييم فعالية األداء‪.‬‬
‫‪ -‬االنخفاض الواضح في التحصيل الدراسي في واحدة أو أكثر من المهارات األساسية‬
‫كمهارة الحساب أو القراءة أو الكتابة باإلضافة لوجود قصور في الفهم اللغوي ونطق‬
‫مخارج الحروف وأصواتها‪.‬‬
‫‪ -‬عدم التريث والتروي أثناء اإلجابة على األسئلة ‪ ،‬وعدم القدرة على تنظيم مهام التعليم‬
‫والتشويش على األقران أثناء عملية التعليم‪.‬‬
‫‪ -3‬السمات الحركية‪:‬‬
‫‪ -‬قصور في التآزر الحركي‪.‬‬
‫‪ -‬اضطراب عملية االتزان الحركي وقصور في التحكم في اليد‪.‬‬
‫‪ -‬قصور في النشاط مع الشعور بالتراخي والكسل وعدم االستفادة من خبرات التعلم‪.‬‬
‫‪ -4‬السمات االنفعالية‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة معدل القلق وتقلب المزاج وعدم االستقرار االنفعالي‪.‬‬
‫‪ -‬الشعور باالغتراب وزيادة العدوانية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم القدرة على ضبط الذات وعدم السيطرة على االنفعاالت وعدم تحمل المسؤوليات‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف الثقة بالنفس وانخفاض الدافعية‪.‬‬
‫‪ -‬الشعور بالدونية والخوف من الفشل‪.‬‬
‫‪ -5‬السمات االجتماعية‪:‬‬
‫‪ -‬عدم القدرة على تحمل المسؤولية االجتماعية وانخفاض معدل التفاعل االجتماعي مع‬
‫اآلخرين‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫‪ -‬االنسحاب االجتماعي والميل للعمل الفردي‪.‬‬
‫‪ -‬التقلب االنفعالي والقابلية للتشتت والسلوك االندفاعي‪.‬‬
‫‪ -‬وجود اتجاهات سالبة نحو المدرسة وتفاعل سلبي مع الزمالء والمعلمين‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬تشخيص ذوي الصعوبات التعلـّمية‬


‫ويتم ذلك من خالل المعايير‪ ،‬والذي يأخذ في الحسبان ‪:‬‬
‫‪-‬القدرات العقلية كما يقيسها اختبار الذكاء ‪.‬‬
‫‪-‬مستوى التحصيل األكاديمي‪ ،‬ويقاس بوساطة اختبارات التحصيل المقننة‪ ،‬وفي حال‬
‫عدم توافرها نلجأ إلى االختبارات المدرسية ‪.‬‬
‫‪ -‬رصد السمات السلوكية أو تحديد السمات السلوكية بوساطة قوائم الرصد أو مقاييس‬
‫السمات‪.‬‬
‫ويبقى السؤال لماذا يجب استخدام هذه الوسائل ومتى‪ ،‬ولمن‪ ،‬وما هي اإلجراءات التي‬
‫يجب اتباعها قبل االستخدام‪ ،‬ثم من يستخدمها والقدرة على االستخدام‪ ،‬ومدى تحقيقها‬
‫للصفات السيكومترية من صدق وثبات‪ ،‬ومن يقوم بإجرائها‪ ،‬و أخيرا ً لماذا نقوم بالقياس‬
‫والتشخيص‪ ،‬ومدى الفائدة التي تعود على الطالب من هذه العملية والهدف منها؟‬
‫مراحل تشخيص صعوبات التعلـّم‪ ،‬حيث تتضمن العملية الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪1‬ـ التعرف على الطالب ذوي األداء التحصيلي المنخفض‪.‬‬
‫‪2‬ـ مالحظة سلوك الطالب في المدرسة‪.‬‬
‫‪3‬ـ التقويم غير الرسمي لسلوك الطالب‪.‬‬
‫‪4‬ـ قيام فريق األخصائيين ببحث حالة الطالب‪.‬‬
‫‪5‬ـ كتابة نتائج التشخيص‪.‬‬
‫‪6‬ـ تحديد الوصفة العالجية أو البرنامج العالجي المطلوب‪.‬‬

‫جوانب تشخيص صعوبات التعلم‬


‫ويرتكز تشخيص صعوبات التعلم على ثالثة جوانب‪:‬‬
‫‪ -1‬التعرف على من يعانون من صعوبات التعلم‪:‬‬
‫هناك عدة طرق لتحديد المتعلمين الذين يعانون من صعوبات التعلم‪ ،‬وأهم هذه الطرق هي‪:‬‬
‫‪ -‬إجراء اختبارات تحصيلية مسحية‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫‪ -‬الرجوع إلى التاريخ الدراسي ألهميته في إلقاء الضوء على نواحي الضعف في‬
‫تحصيل المتعلم حالياً‪.‬‬
‫‪ -‬البطاقة التراكمية أو ملف المتعلم المدرسي‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد نواحي القوة والضعف في تحصيلهم‪:‬‬
‫ال شك أن الهدف من التشخيص هو عالج ما قد يكون هناك من صعوبات‪ ،‬ولتحقيق ذلك‬
‫يستطيع المعلم االستفادة من نواحي القوة في المتعلم‪ ،‬ألن أول عناصر العالج الناجح هو‬
‫أن يشعر المتعلم بالنجاح واالستفادة من نواحي القوة لديه‪.‬‬
‫ويتطلب تحديد نواحي القوة والضعف في المتعلم‪ ،‬مهارات تشخيصية خاصة البد للمعلم‬
‫من تنميتها حتى ولو لم يكن مختصاً‪.‬‬
‫وهناك ثالثة جوانب البد من معرفتها واستيعابها حتى يستطيع المعلم أن يشخص جوانب‬
‫الضعف والقوة في المتعلم وهذه الجوانب هي‪:‬‬
‫‪ -‬فهم مبادئ التعلم وتطبيقاتها مثل نظريات التعلم وتطبيقاتها في مجال التدريس‪،‬‬
‫وعوامل التذكر والنسيان ومبادئ انتقال أثر التعلم‪.‬‬
‫‪ -‬القدرة على التعرف على األعراض المرتبطة بمظاهر النمو النفسي والجسمي التي‬
‫يمكن أن تكون سببا ً في الصعوبات الخاصة ‪ ،‬وقد يحتاج المعلم في تحديد هذه األعراض‬
‫إلى معونة المختصين وهؤالء يمكن توفرهم في الجهات المختصة‪.‬‬
‫‪ -‬القدرة على استخدام أساليب وأدوات التشخيص والعالج بفهم وفاعلية‪ ،‬ومن أمثلة‬
‫هذه األدوات االختبارات التحصيلية المقننة إذا كانت متوفرة واالختبارات والتمرينات‬
‫التدريبية الخاصة بالفصل‪.‬‬
‫‪ -3‬تحديد عوامل الضعف في التحصيل‪:‬‬
‫يستطيع المعلمون الذين لهم دراية باألسباب العامة لضعف التحصيل الدراسي للمتعلم‬
‫وضع فروض سليمة حول أسباب الصعوبات التي يعاني منها تالميذهم ‪ .‬فقد يكون‬
‫الضعف الدراسي راجعا ً إلى عوامل بيئية وشخصية كما يعكسها االستعداد الدراسي‬
‫والنمو الجسمي والتاريخ الصحي وما قد يرتبط بها من القدرات السمعية والبصرية‬
‫والتوافق الشخصي واالجتماعي‪.‬‬
‫ما الفرق بين من يعانون من صعوبات تعلمية‪ ،‬بطيئي التعلم‪ ،‬والمتأخرين‬
‫دراسياً؟‬
‫وسأتطرق هنا إلى ذكر عدة جوانب مهمة في التفريق بين الفئات الثالث اآلنفة الذكر‪:‬‬

‫‪209‬‬
‫‪ -1‬جانب التحصيل الدراسي‬
‫‪ -‬طالب صعوبات التعلم‪ :‬انخفاض في المواد التي تحتوي على مهارات التعلم األساسية‬
‫(الرياضيات ـ القراءة ـ اإلمالء)‪.‬‬
‫‪ -‬الطالب بطيئو التعلم‪ :‬انخفاض في جميع المواد بشكل عام مع عدم القدرة على‬
‫االستيعاب‪.‬‬
‫‪ -‬الطالب المتأخرون دراسياً‪ :‬انخفاض في جميع المواد مع إهمال واضح ‪ ،‬أو مشكلة‬
‫صحية‪.‬‬
‫‪ -2‬جانب سبب التدني في التحصيل الدراسي‬
‫‪ -‬صعوبات التعلم‪ :‬اضطراب في العمليات الذهنية [االنتباه‪ ،‬الذاكرة‪ ،‬التركيز‪ ،‬اإلدراك]‪.‬‬
‫‪ -‬بطيئو التعلم‪ :‬انخفاض معامل الذكاء ‪.‬‬
‫‪ -‬المتأخرون دراسياً‪ :‬عدم وجود دافعيه للتعلم ‪.‬‬
‫‪ -3‬جانب معامل الذكاء (القدرة العقلية)‬
‫‪ -‬صعوبات التعلم‪ :‬معامل الذكاء عادي أو مرتفع من ‪ 90‬درجة فما فوق‪.‬‬
‫‪ -‬بطيئو التعلم‪ :‬يعدّون ضمن الفئة الحدّية معامل الذكاء ‪ 84 - 70‬درجة‪.‬‬
‫‪ -‬المتأخرون دراسياً‪ :‬غالبا ً من ‪ 90‬درجة فما فوق‪.‬‬
‫‪ -4‬جانب المظاهر السلوكية‬
‫‪ -‬صعوبات التعلم‪ :‬عاديون وقد يصحبهم أحيانا ً نشاط زائد‪.‬‬
‫‪ -‬بطيئو التعلم‪ :‬يصاحبهم غالبا ً مشاكل في السلوك التكيفي [مهارات الحياة اليومية ‪-‬‬
‫التعامل مع األقران ‪ -‬التعامل مع مواقف الحياة اليومية]‪.‬‬
‫‪ -‬المتأخرون دراسياً‪ :‬مرتبطون غالبا ً بسلوكيات غير مرغوبة أو إحباط دائم من تكرار‬
‫تجارب فاشلة‪.‬‬
‫‪ -5‬جانب الخدمة المقدمة لهذه الفئة‬
‫‪ -‬صعوبات التعلم‪ :‬برامج صعوبات التعلم واالستفادة من أسلوب التدريس الفردي‪.‬‬
‫‪ -‬بطيئو التعلم‪ :‬الفصل العادي مع بعض التعديالت في المنهج ‪.‬‬
‫‪ -‬المتأخرون دراسياً‪ :‬دراسة الحالة من قبل المرشد الطالبي في المدرسة‪.‬‬
‫ورغم اختالف أساليب وطرق العالج إال أن هناك بعض اإلرشادات التي تنطبق على‬
‫الجميع ويمكن أن تكون إطارا ً للعمل مع من يعانون مشكالت في التحصيل الدراسي وهي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يصحب البرنامج العالجي حوافز قوية للمتعلم ‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫‪ -‬أن يكون العالج فرديا ً يستخدم مبادئ سيكولوجية التعلم ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتخلل البرنامج العالجي عمليات تقويم مستمرة تطلع المتعلم على مدى تقدمه في‬
‫العالج أوالً بأول ‪ ،‬فإن اإلحساس بالنجاح دافع قوي لالستمرار في العالج إلى نهايته‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬خيارات العالج‬


‫هناك عدة طرق تساعد الطفل في التغلب على صعوبات القراءة والكتابة في معظم‬
‫الحاالت‪ ،‬التشخيص المبكر يساعد الطفل في اكتساب مهارات للتغلب على الصعوبات‬
‫ويتوقف العالج على شدّة الحالة ومتى تم تشخيصها‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ التعليم العادي‬
‫التدريس المباشر‪ :‬ويقوم على الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪-‬وضع أهداف محدّدة واضحة ليعمل الطالب على تحقيقها‪.‬‬
‫‪ -‬صياغة وترتيب األنشطة التربوية في خطوات متسلسلة‪.‬‬
‫‪ -‬إتاحة الفرص الكتساب المهارات الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬تقويم وتقديم التغذية المرتدّة الفورية لتصحيح المسار التعليمي للتلميذ أوالً بأول‪.‬‬
‫التعلم اإليجابي أو الفعّال‪ :‬ويستند إلى اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تشجيع التعلم التفاعلي بين التلميذ والبيئة ومادة التعلم‪.‬‬
‫‪ -‬االستناد إلى الخبرات السابقة للتلميذ عند تقديم المادة التعليمية الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد الطالب ذهنيا ً وفكريا ً ودافعيا ً في عملية التعلم‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع التلميذ على االندماج في عملية التعلم‬
‫* دور المعلم‬
‫‪ -‬دع الولد يجلس في الصف األمامي‪.‬‬
‫‪ -‬تكلم معه بوضوح‪.‬‬
‫‪ -‬أكتب بوضوح‪.‬‬
‫‪ -‬كن متسامحاً‪.‬‬
‫‪ -‬أعطه وقتا ً أكثر من باقي األوالد إلنجاز المهمات الكتابية ‪.‬‬
‫‪ -‬دعه يشارك في األمور الشفهية قدر اإلمكان‪.‬‬
‫‪ -‬ال تكثر من واجباته المنزلية‪.‬‬
‫‪ -‬ال تنزعج من أي مظهر غير مرتب عنده‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫‪ 2‬ـ التعليم المختصّ‬
‫هناك بعض األطفال ال يستطيعون متابعة التعليم العادي في أي فترة من حياتهم‪ ،‬هؤالء‬
‫ال يعانون من مجرد فشل مدرسي‪ :‬إن االضطراب أو اإلعاقة التي يعانون منها قد تدوم‬
‫صصا ً متكيّفا ً مع اإلعاقة‪ ،‬وعادة ما يتطلبون‬
‫طوال حياتهم مما يتطلب تعليما ً خاصا ً متخ ّ‬
‫عناية طبية خاصة‪ .‬هذه مثالً حال‪ :‬الصم‪ -‬المكفوفين‪ ،‬ضعاف البصر أو شحاح البصر‪،‬‬
‫المتخلفين‪ ،‬الطباعيين والحاالت االجتماعية‪ .‬ولو إن االتجاه حاليا ً هو نحو إعادتهم إلى‬
‫الصفوف العادية عندما يكتسبون المهارات التي تسمح لهم بمتابعة التعليم العادي‪،‬عند‬
‫اكتساب الطفل األصم عملية قراءة الشفاه مثالً‪ ،‬أما بالنسبة للطفل المكفوف فعند اكتسابه‬
‫طريقة "بريال" في القراءة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ البرنامج التربوي الفردي‬
‫البرنامج التربوي الفردي هو خطة مكتوبة تحدد الخدمات التي سيتم تقديمها للتلميذ ذي‬
‫الحاجات الخاصة‪ .‬وبذلك فهو يعمل بمثابة األداة الرئيسة التي تضمن حصول كل تلميذ‬
‫على خدمات تربوية داعمة والزمة لتلبية حاجاته‪ .‬وتُل ّخص وظائف البرنامج التربوي‬
‫الفردي على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬يسهم في إتاحة الفرص للمعلمين وأولياء األمور للعمل معا ً من أجل تحديد حاجات‬
‫التلميذ‪ ،‬والخدمات التي ستقدم له‪.‬‬
‫‪ -‬يش ّكل أداة إدارية وتنظيمية تضمن تقديم الخدمات التربوية الخاصة والخدمات‬
‫المساندة التي يحتاج لها‪.‬‬
‫‪ -‬يعمل بمثابة أداة لتقييم مستوى التطور الذي يحرزه التلميذ ومدى تحقيقه لألهداف‬
‫المحددة له‪.‬‬
‫‪ -‬يش ّكل أداة للمتابعة والمساءلة للتحقّق من مدى مالءمة الخدمات المقدمة للحاجات‬
‫الفردية للتلميذ‪.‬‬
‫‪ -‬يش ّكل التزاما ً كتابيا ً واضحا ً بتقديم الخدمات التربوية الخاصة والخدمات المساعدة‬
‫الالزمة للتلميذ‪.‬‬
‫ويتضمن معلومات عن التلميذ‪ ،‬تواريخ‪ ،‬أسماء أعضاء فريق العمل‪ ،‬خطط العمل‬
‫الفردية‪ ،‬المستوى الحالي األكاديمي‪ ،‬مستوى أدائه‪ ،‬األهداف السنوية‪ ،‬التربية المختصة‬
‫وما يرافقها من خدمات‪ ،‬نسبة حضوره في الصف النظامي وشكله‪ ،‬االمتحانات المقننة‬
‫التي خضع لها‪ ،‬الخدمات االنتقالية‪ ،‬ذكر االحتياجات الخاصة‪ ،‬والخدمة التي سيحصل‬

‫‪212‬‬
‫عليها خالل العام الدراسي‪ ،‬القرارات المتعلقة به من ترفيع وخدمات وغيرها‪ .‬وبالنسبة‬
‫إلى أعضاء الفريق‪،‬يجب تحديد الوصف الوظيفي لكل عضو‪ ،‬وتقييم البرنامج‪.‬‬

‫* الخطة التربوية الفردية‬


‫تشكل الخطة التربوية الفردية حجر الزاوية في بناء مناهج ذوي الحاجات الخاصة‬
‫وتدريسهم‪ ،‬إذ تعتبر هذه الخطة من المناهج الفردية لكل طفل وتعد هذه الخطة بعد الحصول‬
‫على نتائج تقييم األداء الحالي للطفل ذي الحاجات الخاصة على أبعاد المناهج المختلفة‪.‬‬
‫تعريفها‪ :‬يقصد بها تلك الخطة التي تصمم بشكل خاص لطفل معيّن لكي تقابل حاجاته‬
‫التربوية‪ ،‬بحيث تشمل األهداف المتوقع تحقيقها وفق معايير معينة وفي فترة زمنية و‬
‫محددة‪.‬‬
‫مكوناتها‪ :‬تشمل الخطة التربوية الفردية عددا ً من الجوانب تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬معلومات عامة‪ :‬وتشمل اسم الطفل وتاريخ الميالد ومستوى درجة الذكاء والجنس‬
‫والسنة الدراسية وتاريخ االلتحاق بالبرنامج‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬التقييم األول‪ :‬يشمل هذا الجانب تاريخ التقييم األولي وأعضاء لجنة التقييم ووظائفهم‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬نتائج تقارير أعضاء لجنة التقييم األولي وتشمل‪:‬‬
‫‪ -‬القدرات العقلية‪.‬‬
‫‪ -‬السلوك التكيفي االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬المهارات اللغوية‪.‬‬
‫‪ -‬المهارات األكاديمية‪.‬‬
‫‪ -‬المهارات الحسية والحركية‪.‬‬
‫‪ -‬أية مهارة أخرى‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬األهداف التعليمية الفردية ‪ :‬يشترط في صياغة األهداف التعليمية الفردية أن‬
‫تكتب بعبارات سلوكية محددة يمكن قياسها ضمن شروط ومواصفات يحدث من خاللها‬
‫السلوك النهائي وفق معايير محدّدة هي نسبة النجاح أو الفترة الزمنية أو عدد المحاوالت‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬مالحظات عامة متعلقة بتعديل الخطة‪ :‬يشمل هذا الجانب أي مالحظات بناء‬
‫على توقعات ومالحظات المعلمة تتمثل في تبسيط األهداف التعليمية أو حذفها أو تعديل‬
‫المعايير المتعلقة بهذه األهداف‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫أعضاء لجنة الخطة التربوية الفردية‬
‫تتكون لجنة الخطة التربوية الفردية من‪:‬‬
‫ـ مدير المدرسة‬
‫ـ الطالب‬
‫ـ ولي أمر الطالب‬
‫ـ األخصائي النفسي‬
‫ـ معلم الصف‬

‫الخطة التعليمية الفردية‬


‫تعريفها‪ :‬تشكل الخطة التعليمية الفردية الجانب التنفيذي للخطة التربوية الفردية فبعد‬
‫إعداد الخطة التربوية الفردية تكتب الخطة التعليمية الفردية والتي تتضمن هدفا ً واحدا ً‬
‫فقط من األهداف التربوية الواردة في الخطة التربوية الفردية من أجل تعليمها للطالب‪.‬‬
‫مكوناتها‪ :‬تشمل الخطة التعليمية الفردية عددا ً من الجوانب تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬معلومات عامة‪ :‬عن الطالب والهدف التعليمي المصاغ بعبارات سلوكية محددة‬
‫وأسلوب التعزيز ورقم الفقرة في المنهاج الذي صيغ منه الهدف التعليمي وأسلوب إعالم‬
‫الطالب بنتائج عمله‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬األهداف التعليمية الفرعية‪ :‬يشتمل هذا الجانب تحليل الهدف التعليمي إلى عدد من‬
‫األهداف التعليمية الفرعية وفق أسلوب تحليل المهام‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬األدوات الالزمة‪ :‬يقصد بها أن يُعد المعلم األدوات الالزمة لتحقيق الهدف التعليمي‬
‫وقد تكون تلك المواد محددة سلفا ً وقد يترك تحديدها للمعلم‪.‬‬
‫رابعا‪:‬األسلوب التعليمي وفق أساليب تعديل السلوك‪ :‬يتضمن هذا الجانب عددا ً من‬
‫الخطوات‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد الطالب للمهمة التعليمية وجذب انتباهه لها‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم المهمة التعليمية للطالب كما هي‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة الطالب في أداء المهمة مع تقديم المساعدة االيجابية له وتعزيزه‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة الطالب في أداء المهمة مع تقديم المساعدة اللفظية له وتعزيزه‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة الطالب في أداء المهمة مع تقديم المساعدة الجسمية له وتعزيزه‪.‬‬
‫‪ -‬مطالبة الطالب بأداء المهمة أكثر من أجل تثبيت عملية تعلم المهارة‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫خامساً‪ :‬طرائق وإستراتيجيات عالجية‬
‫هناك العديد من المناهج التعليمية لتدريس األطفال ذوي صعوبات التعلم ولكنها جميعا ً‬
‫تركز على طرق التدريس وأساليب التعليم منها‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ طريقة تعدّد الوسائط أو الحواس‬
‫تعتمد على استخدام الحواس األربع حاسة البصر وحاسة السمع وحاسة الحس حركية‬
‫وحاسة اللمس في تعليم القراءة‪ ،‬ومن خالل هذه الطريقة يمكن إحداث نوع من التكامل‬
‫بين هذه الحواس لتسهم بصورة أكثر فعالية في االستقبال النشط للمعلومات‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ طريقة فيرنالد‬
‫ال تختلف هذه الطريقة اختالفا ً جوهريا ً عن طريقة تعدد الحواس حيث تقوم هذه الطريقة‬
‫على استخدام المدخل المتعدد للحواس أيضا ً في عملية القراءة ومنها يختار التالميذ‬
‫المفردات وينطقون الكلمة ويشاهدونها مكتوبة‪ ،‬ثم يتتبعونها بأصابعهم ويكتبونها من‬
‫الذاكرة‪ ،‬ثم يشاهدونها مرة أخرى ومن ثم قراءتها قراءة جهرية‪ ،‬وفي هذه الطريقة يتم‬
‫تعليم الكلمة ككل من خالل أربع مراحل تدريبية وهي‪:‬‬
‫األولى‪ /‬يتتبع التلميذ الكلمة بأصابعه مع نطق كل جزء من أجزاء الكلمة مع التكرار‪،‬‬
‫إلى أن يتمكن من كتابة الكلمة دون النظر إليها‪.‬‬
‫الثانية‪ /‬يصبح في مقدوره أن يتعلم الكلمة الجديدة بأن ينظر إليها وينطقها بينه وبين‬
‫نفسه‪ .‬ثم يكتبها دون أن ينظر إليها وينطق بكل جزء من أجزاء الكلمة أثناء كتابته لها‪.‬‬
‫الثالثة‪ /‬يستغني المعلم عن الكلمات التي أعدها إعدادا ً خاصا ً للطفل حيث يتعلم الطفل‬
‫بصورة مباشرة من قراءته لكلمات كتاب القراءة بصورة عادية مستخدما ً طريقة النظر‬
‫ثم النطق ثم الكتابة‪.‬‬
‫التعرف على كلمات جديدة من خالل‬ ‫ّ‬ ‫الرابعة‪ /‬مرحلة التعميم وفيها يكون قادرا ً على‬
‫تشابهها لبعض الكلمات أو لبعض أجزاء الكلمات التي سبق له تعلمها و ُمتّبِعا ً ما حدث‬
‫في المرحلة السابقة حيث ينظر إلى الكلمات الصعبة ثم ينطقها ويكتبها من الذاكرة ومن‬
‫أهم ما يميز هذه الطريقة هو التركيز على األنشطة التي تتناول التعرف على الكلمات‬
‫وإدراك معانيها من خالل ما يكتب ويقرأ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ طريقة أورتون ـ جلنجهام‬
‫األنشطة المبدئية في هذه الطريقة تركز على تعلم الطفل نطق أصوات الحروف ومزجها‬
‫طور‬
‫أو دمجها حيث يتعلم الطفل المزاوجة بين الحروف ونطقها أو أصواتها المقابلة لها وقد ّ‬

‫‪215‬‬
‫"جلنجهام وستيلمان" هذه الطريقة وأطلق عليها الطريقة الترابطية المتعددة األبعاد التي تقوم‬
‫على الربط البصري والسمعي والحس حركي للطفل؛ فاألصوات الممثلة للحروف الهجائية‬
‫يتم تعلمها بشكل منفصل مستخدما ً أسلوبا ً متعدد الحواس‪ ،‬فالطفل يشاهد الحروف ويسمع‬
‫األصوات التي تمثلها ويتتبعها وفقا ً لحركات محدّدة لليد ومن ثم يكتبها‪ ،‬وبهذه الطريقة يتم‬
‫استخدام النماذج البصرية والسمعية واللمسة والحسية ـ الحركية في نفس الوقت‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ طريقة التدريس الموجّه المباشر‬
‫تشير الدراسات والبحوث التي أجريت على برامج التدريس المو ّجه المباشر إلى‬
‫فعاليتها البالغة بالنسبة لألطفال ذوي الصعوبات في القراءة‪ ،‬وتتكون من ستة مستويات‬
‫تناسب الصفوف من األول إلى السادس‪ ،‬ويشتمل كل مستوى على دروس مص ّممة‬
‫بعناية على أساس التتابع الهرمي وفقا ً للمبادئ األساسية لعلم النفس السلوكي التي تحتوي‬
‫على تدريبات وتعليمات قرائية‪ ،‬إعماالً لمبدأي التكرار والممارسة‪ ،‬حيث يتم تدريب‬
‫التالميذ وفقا ً لخطوات صغيرة ومخططة يتابعها المعلم مستخدما ً تعزيز استجابات التالميذ‬
‫الصحيحة وفي اإلتجاه المرغوب‪ ،‬كما يستخدم برنامج مدخل التراكيب الصوتية كالمزج‬
‫والدمج السمعي لمساعدتهم على إدماج هذه األصوات في الكلمات‪ .‬يجب قبل الحكم على‬
‫الحالة تطبيق بعض االختبارات مثل‪ :‬اختبار الذكاء حتى نستبعد أن يكون االنخفاض نتيجة‬
‫للتخلف العقلي أو اإلعاقة الذهنية واختبارات القراءة الجهرية‪ ،‬والذي يحدد درجة الحالة‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ إستراتيجية تحليل المهارة‬
‫‪ .1‬عرض المهارة على السبورة‪.‬‬
‫‪ .2‬يقوم المعلم بتقسيم المهارة إلى مهارات فرعية متسلسلة‪.‬‬
‫‪ .3‬يقوم المعلم بكتابة هذه المهارات الفرعية على السبورة‪.‬‬
‫‪ .4‬يقوم المعلم بتطبيق المهارات الفرعية أمام الطالب بشكل متسلسل حتى يصل إلى‬
‫المهارة األساسية ويقوم المعلم بإيضاح كل مهارة فرعية‪.‬‬
‫‪ .5‬يقوم الطالب بتطبيق المهارات الفرعية حتى يصل إلى تطبيق المهارة األساسية‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ إستراتيجية الربط الحسي‬
‫‪ .1‬عرض المهارة على السبورة أمام الطالب‪.‬‬
‫‪ .2‬يقوم المعلم بربط المهارة بأشياء حسيّة وملموسة لدى الطالب (صور‪ ،‬مكعبات‪،‬‬
‫أقالم‪ ،‬دفاتر‪ ،‬مجسمات‪.)...‬‬
‫‪ .3‬يقوم الطالب بتطبيق المهارة مستعينا ً باألشياء الحسية التي لديه أمام المعلم‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫‪ .4‬تكرار الخطوة السابقة أكثر من مرة حتى يربط الطالب بين المهارة وهذه األشياء‬
‫الحسية‪.‬‬
‫‪ .5‬يقوم الطالب بتطبيق المهارة أمام المعلم دون الحاجة إلى االستعانة باألشياء الحسية‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ إستراتيجية النمذجة‬
‫‪ .1‬عرض المهارة على السبورة‪.‬‬
‫‪ .2‬يقوم المعلم بشرح المهارة للطالب‪.‬‬
‫‪ .3‬يقوم المعلم بتطبيق المهارة أمام الطالب متحدثا ً بخطوات المهارة‪.‬‬
‫‪ .4‬يقوم الطالب بتطبيق المهارة متحدثا ً بخطوات المهارة أمام المعلم‪ .‬يقوم الطالب‬
‫بتطبيقات أخرى على المهارة وذلك بمساعدة من المعلم‪.‬‬
‫مثال‪ :‬إستراتيجية الترديد اللفظي‬
‫‪ .1‬عرض المهارة على الطالب‪.‬‬
‫‪ .2‬يقوم المعلم بشرح المهارة‪.‬‬
‫‪ .3‬يقوم المعلم بقراءة المهارة أمام الطالب‪.‬‬
‫‪ .4‬يقوم الطالب بترديد المهارة أكثر من مرة أمام المعلم‪.‬‬
‫‪ .5‬يقوم الطالب بتطبيقات أخرى على المهارة مع مساعدة من المعلم‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ إستراتيجية استخدام الحواس‬
‫‪ .1‬يقوم المعلم بكتابة المهارة مستخدما ً لونا ً مميزاً‪ ،‬في حين يقوم الطالب بالمشاهدة‪.‬‬
‫‪ .2‬يقرأ المعلم والتلميذ معا المهارة‪.‬‬
‫‪ .3‬يقوم الطالب بتتبع المهارة لمسا ً بإصبعه‪ ،‬متلفظا ً باسم المهارة في نفس الوقت‪.‬‬
‫‪ .4‬تكرر الخطوة السابقة أكثر من مرة‪.‬‬
‫‪ .5‬يقوم الطالب بكتابة المهارة ثالث مرات نقالً من السبورة على ورقة مع تسمية‬
‫المهارة أثناء الكتابة‪.‬‬
‫‪ .6‬يقوم الطالب بكتابة المهارة وتسميتها في نفس الوقت بدون مساعدة‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ إستراتيجية تبادل األدوار‬
‫‪ .1‬يتم االتفاق مع الطالب قبل الدرس بأنه في حالة االنتهاء من الدرس سيتم تبادل‬
‫األدوار حيث سيقوم الطالب بتمثيل دور المعلم وسيقوم المعلم بتمثيل دور الطالب‬
‫وسيقوم الطالب بشرح الدرس للمعلم‪.‬‬
‫‪ .2‬يطلب من الطالب التركيز على شرح المعلم‪.‬‬
‫‪ .3‬يقوم المعلم بشرح الدرس أمام الطالب وإعطائه بعض التدريبات على الدرس‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫‪ .4‬يقوم المعلم بسؤال الطالب عن األشياء التي لم يفهمها في الدرس‪.‬‬
‫‪ .5‬يقوم الطالب بتمثيل دور المعلم ويقوم المعلم بتمثيل دور الطالب حيث يقوم الطالب‬
‫بشرح الدرس للمعلم على السبورة‪.‬‬
‫‪ .6‬يقوم المعلم بتصحيح األخطاء التي يقع فيها الطالب أثناء شرح الطالب‪.‬‬
‫‪ -10‬إستراتيجيه تحليل المهمات‬
‫يمكن تنفيذ هذه اإلستراتيجية على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ -1‬مراقبة األخطاء التي يقع فيها الطفل وتحديدها‪.‬‬
‫‪ -2‬وضع وتحديد األهداف الخاصة بكل خطأ‪.‬‬
‫‪ -3‬تجزئه المهام التعليمية إلى وحدات صغيرة وفرعية‪.‬‬
‫‪ -4‬تحديد نوع المعزز المستخدم عند إتقان المهارات الفرعية‪.‬‬
‫‪ -5‬بدء التدريس بالمهارات الفرعية بالتسلسل حسب الترتيب الهرمي للمهمة البدء من‬
‫السهل وانتهاء بكافة المهمة‪.‬‬
‫* متطلبات أساسية لتعليم المهمات‬
‫‪ -1‬عند عرض مهام جديدة على الطالب يجب تقديم مساعدة إضافية وتشجيع أكبر‬
‫للطالب الذين يبدأون ببطء‪.‬‬
‫‪ -2‬يجب االستفادة من ميل ودافعية الطالب الذي يظهر عند البدء بأداء المهمة‪.‬‬
‫‪ -3‬يجب مراعاة الشروط التالية‪ ،‬عند تعليم السلسلة التي تشكل مهارة ‪:‬‬
‫‪ -‬على الطالب أن يتعلم كل رابطة مفردة بين المثير واالستجابة‪.‬‬
‫‪ -‬أن تؤدى الخطوات في السلسلة بالترتيب الصحيح‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون الخطوات في السلسلة بشكل متقارب للتأكد من تكوين الروابط بين المهارات‪.‬‬
‫‪ -‬التأ ّكد من العمل بمبدأ التكرار‪.‬‬
‫‪ -‬االنتباه إلى أن تؤدي الخطوة األخيرة إلى النجاح مما يؤدي إلى تعزيز الفعل‪.‬‬
‫‪ -‬أن يمر الطفل بين المهارات حسب الترتيب‪.‬‬
‫‪ -4‬يجب اتباع التوجيهات التالية عند تعليم المهمات‪:‬‬
‫‪ -‬تحليل المهمة بقصد تحديد القدرات النوعية النفس حركية الالزمة ألدائها‪.‬‬
‫‪ -‬تهيئه المناخ المناسب ألداء المهمة‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم نموذج كامل للمهمة وتحديد الروابط بين أجزاء المهارة والمهارة األخرى ثم‬
‫عرضها مجزأة‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫‪ -‬تقديم توجيه لفظي للطالب أثناء أداء المهارات‪.‬‬
‫‪ -5‬االنتباه إلى ظاهرتي‪:‬‬
‫‪ -‬التعميم‪ :‬وهي الخلط بين المهارات المتشابهة‪.‬‬
‫‪-‬التداخل‪ :‬وهي الخلط في أداء المهارة الجديدة عندما تتدخل مهارة قديمة متشابهة‪.‬‬
‫‪ -6‬االنتباه عند تجزئة المهمة إلى مهارات فرعية حتى يتم إتقانها بشكل كلي ‪.‬‬
‫للتأكد من إتقان المهارات يجب مراعاة اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -‬التآزر العضلي العصبي‪.‬‬
‫‪ -‬السرعة‪.‬‬
‫‪ -‬الدقة والسرعة‪.‬‬
‫‪ -‬التوقيت‪.‬‬
‫‪ -‬القدرة على خلق الظروف واألماكن المناسبة‪.‬‬
‫‪ -7‬تعزيز كل المهارات الفرعية عند إتقانها كتغذية راجعة وكدافع لالستمرار حتى‬
‫نهاية المهمة‪.‬‬
‫‪ -8‬أن تكون المهارات الفرعية ناتجة من عدم وجود مشكالت نمائية خاصة عند الطفل‪.‬‬
‫لتعليم الطفل أن يكتب كلمات في هذه اإلستراتيجية فإننا نتبع اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد المهمة (كتابه الكلمات)‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد التسلسل الهرمي للمهمة (وهي تجزئه المهمة)‪.‬‬
‫‪ -‬وضع هدف سلوكي لكل مهارة ضمن التسلسل الهرمي‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ اإلستراتيجية اإلدراكية الحركية‬
‫طور العالم "كيفارت" برنامجا ً للتعلم الجسمي والتحكم بالعين وإدراك الشكل‪ ،‬والذي‬ ‫ّ‬
‫يعتني باألساس في تعليم األطفال الذين يعانون من صعوبات تعلم في مهارة اإلدراك‬
‫والحركة‪ ،‬وهذا البرنامج يشتمل على أربعة أشياء وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬التدريب على اللوح ‪ :‬يهدف إلى إكساب الطفل المهارات الحركية األساسية الالزمة‬
‫للكتابة مثل عمليات التتبع باستخدام األصابع أو النسخ في الكتابة‪.‬‬
‫‪ -2‬تدريب اإلحساس الحركي‪ :‬يهدف إلى المحافظة على توازن وضع الجسم (تمارين‬
‫تحريك الذراع ‪ -‬المشي على ألواح التوازن)‬
‫‪ -3‬التحكم بحركة العين ‪ :‬التدريب على التحكم بحركة العين‪.‬‬
‫‪ -4‬إدراك الشكل‪ :‬التدريب على إدراك الشكل (جمع الصورة المقصوصة ‪ -‬التعرف‬
‫على الشكل الكلي)‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫سادساً‪ :‬المعلم وصعوبات التعلم‬
‫معلّم صعوبات التعلّم‪:‬‬
‫* دور معلم ذوي صعوبات التعلم‬
‫‪ -‬عرض الخبرات التعليمية بشكل واضح ومتسلسل (خطوة بخطوة(‪.‬‬
‫‪ -‬تكرار إلقاء المعلومة والتمرين (متابعة الطلبة بشكل مستمر للتأكد من إتقان التعلم‬
‫والمراجعة المستمرة)‪.‬‬
‫‪ -‬البدء بالمهام السهلة ثم الصعبة ( بحسب صعوبة المهمة التعليمية)‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام الوسائل التعليمية بشكل جيد‪ ،‬وفي الوقت المناسب‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام الحاسوب والتكنولوجيا (الوسائط المتعددة)‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام نظام المجموعات الصغيرة‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام أسلوب حل المشكالت‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام اإلستراتيجيات المعرفية والتنظيمية المناسبة‪.‬‬

‫* مهام معلم ذوي صعوبات التعلم‬


‫‪ -‬وضع خطة للقيام بالمسح األول لمن لديهم صعوبة في التعلم وتحويلهم إلى المدرسة‬
‫التي تنفذ هذا البرنامج‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بعمليات التشخيص والتقويم لتحديد صعوبة التعلم‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد وتصميم البرامج التربوية الفردية التي تتالءم مع خصائص واحتياجات كل‬
‫طالب من الطالب المستفيدين من خدمات غرفة المصادر‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم المساعدة األكاديمية لطالب ذوى صعوبات التعلم حسب طبيعة احتياجاتهم‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم المشورة لمعلم الفصل العادي في األمور التي تخص طالب صعوبات التعلم مثل ‪:‬‬
‫أ‪ -‬طرق التدريس‪.‬‬
‫ب‪ -‬اإلستراتيجيات التعليمية‪.‬‬
‫ج‪ -‬أساليب التعامل مع الطالب‪.‬‬
‫د‪ -‬أساليب تأدية االمتحانات‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على تنمية المهارات األساسية لدى الطالب ذوي الصعوبات التعلمية مثل‪:‬‬
‫المهارات السمعية‪ ،‬والمهارات البصرية‪ ،‬والمهارات التعليمية‪ ،‬والمهارات االجتماعية‪،‬‬
‫ومهارات التحكم الذاتي‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫‪ -‬تبنّي قضايا الطالب ذوى الصعوبات التعلّمية وتمثيلهم في المجالس المدرسية‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون والتنسيق مع الفريق المدرسي في إعداد الجداول الخاصة بكل طالب من‬
‫المستفيدين من غرفة المصادر‪.‬‬
‫‪ -‬التنسيق مع المرشد الطالبي بشأن التعاون مع أولياء أمور الطالب ذوي صعوبات‬
‫التعلم من أجل تذليل الصعوبات التي يعانيها أبناؤهم‪.‬‬

‫* توصيات لمعلم ذوي الصعوبات التعلمية‬


‫‪ -‬شرح هذه الصعوبات ألسرة الطالب‪ ،‬ألن تعاون األسرة وتجاوبها وتفهمها من‬
‫النقاط األساسية في نجاح البرامج العالجية لهذا الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على مختلف مظاهر المقدرة‪ ،‬والعجز عند الطالب‪ ،‬وفي هذا المجال‪ ،‬فإن‬
‫األخطاء التي يقع بها الطالب‪ ،‬لها أهمية خاصة‪ ،‬حيث أن تحليل هذه األخطاء يفيدنا‬
‫كثيرا ً في تبين جوانب الضعف‪ ،‬وفي التعرف على نمط األخطاء التي يقع فيها‬
‫الطالب‪ ،‬وبالتالي تفيدنا في رسم البرنامج العالجي‪.‬‬
‫‪ -‬تجنّب أي احتمال يؤدي إلى فشل الطالب‪ ،‬وفي هذا المجال يمكننا العودة إلى المستوى‬
‫الذي سبق إحساس الطالب بوجود صعوبة لديه‪ ،‬أي حين كان التعلم ما يزال سهالً‬
‫بالنسبة له‪ ،‬ومن ثم نبدأ ببطء‪ ،‬مواصلين التشجيع واإلطراء على األشياء التي يفهمها‬
‫جيداً‪ ،‬والهدف هو إزالة التوتر عنه‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون لديك ‪ -‬كمعلم ‪ -‬اإللمام الكافي بالمهارات األساسية القبلية الالزمة لكل مهارة‪،‬‬
‫فاالنتباه ومعرفة االتجاهات‪ ،‬ومعرفة المتشابه والمختلف من األصوات واألشكال‪،‬‬
‫وما شابه ذلك‪ ،‬كلها مهارات قبلية الزمة‪ ،‬ينبغي أن يتقنها الطالب‪ ،‬قبل أن نبدأ‬
‫بتعليمه مهارات أخرى أكثر تعقيداً‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام طريقة التعليم الفردي ‪ ،‬قدر اإلمكان‪ ،‬مع الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬تزويد الطالب ببرنامج يومي ‪ /‬أسبوعي شامل يوضّح المهام والواجبات‪ ،‬التي على‬
‫الطالب إنجازها خالل ذلك األسبوع ‪ ،‬ألن كثيرا ً من هؤالء الطلبة يجدون صعوبة‬
‫في تنظيم أوقاتهم‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون مع معلم التربية الرياضية في المدرسة ‪ ،‬بحيث يتم التركيز مع هذا الطالب‬
‫على ألعاب التوازن ‪ ،‬واأللعاب التي لها قواعد ثابتة‪ ،‬واأللعاب التي تقوي العضالت‪،‬‬
‫والحركات الكبيرة كالكرة‪ ،‬واأللعاب التي تعتمد على االتجاهات ‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫‪ -‬استغالل حصة النشاط داخل الصف بإعطائه مسؤوليات محدودة ‪ ،‬مثل عمل مشروع‬
‫معين‪ ،‬أو إعطائه مهمة معينة‪ ،‬تساعد على تنمية االتجاهات‪ ،‬تتضمن المطابقة‪،‬‬
‫ومعرفة أوجه التشابه واالختالف‪ ،‬وما شابه ذلك ‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع الطالب ومدحه على األشياء التي يقوم بها بصورة صحيحة‪ ،‬والتركيز دائما ً‬
‫على النقاط اإليجابية في إنجازه‪ ،‬وإشعاره بتقدير كل الجهد الذي بذله‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدته بوضع إشارة مميزة على الجهة اليمنى من الصفحة إلرشاده من أين يبدأ‪،‬‬
‫سواء في القراءة أو الكتابة‪ :‬تذكر أن هذا الطالب يعاني صعوبة في تمييز االتجاهات‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد مبدأ المراجعة دائما ً للدروس السابقة‪ ،‬فهذا سيساعده على زيادة قدرته على‬
‫التذكر وسيساعد كل طالب الصف أيضاً‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيعه على العمل ببطء‪ ،‬وإعطاؤه وقتا ً إضافيا ً في االختبارات‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيعه على استعمال وسائل و مواد محسوسة‪ ،‬في العمليات الحسابية ‪ ،‬كذلك المسجل‬
‫في حالة إلقاء الدرس‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيعه على النظر للكلمات بالتفصيل‪ ،‬لمساعدته على تمييز أشكال األحرف‪ ،‬التي‬
‫تتكون منها هذه الكلمات‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاؤه قوانين محددة‪ ،‬وثابتة تتعلق بطريقة الكتابة‪ ،‬وهذا يساعده على اإلمالء‪.‬‬
‫‪ -‬قراءة ما يكتب على اللوح بصوت عال‪.‬‬
‫‪ -‬تقليل المشتتات الصفية قدر اإلمكان‪.‬‬
‫‪ -‬وأخيراً‪ :‬جربوا كل شيء ما عدا االزدراء والتوبيخ‪.‬‬
‫مقترحات عالجية للضعف القرائي والكتابي‬
‫‪ -‬ابدأ بإعداد التقويم التشخيصي لتالميذك للتعرف على أوجه القصور لديهم‪.‬‬
‫‪ -‬حدد المهارات المطلوب تقويتها ونوع الضعف المطلوب عالجه لكل تلميذ‪.‬‬
‫ودونها في قوائم‪.‬‬
‫‪ -‬احصر األخطاء الشائعة ّ‬
‫‪ -‬درب تالميذك عليها قراءة ً وكتابةً‪.‬‬
‫‪ -‬احرص على وجود مذكرة صغيرة خاصة بكل تلميذ يكتب عليه الصور الصحيحة‬
‫للكلمات التي يخطئ فيها‪.‬‬
‫‪ -‬درب تالميذك على ربط التحليل الصوتي للكلمة بالتحليل الكتابي في الوقت نفسه‪.‬‬
‫ودونها في مجموعات فيها سمة مشتركة مثل‪:‬‬ ‫‪ -‬احرص على إعداد قوائم للكلمات المتماثلة ّ‬
‫التماثل السمعي أو البصري أو التجانس في الحروف أو الحروف الساكنة المشتركة‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫‪ -‬احرص على وجود تدريبات إثرائية وعالجية من خالل الواجبات الصفية والمنزلية‪.‬‬
‫‪ -‬احرص على إعداد تقويمات أسبوعية لقياس مدى تحسن التلميذ في المهارات‪.‬‬
‫عزز مبادرات تالميذك وش ّجعهم من خالل طابور الصباح واإلذاعة المدرسية أو من‬ ‫‪ّ -‬‬
‫خالل أساليب أخرى كإلصاق صور على كراساتهم أو وضع بطاقات تشجيعية لهم‪.‬‬
‫‪ -‬أنشئ ركنا ً للتعلم داخل الصف‪ ،‬يتم فيه التعلم على شكل مجموعات ‪ ،‬ودرب التلميذ‬
‫الضعيف على المهارات المطلوبة من خالل مهام وأنشطة تخدم المهارات المطلوبة‪.‬‬
‫وظف السطر اإلمالئي بكراسة صغيرة يملى فيها على التالميذ مجموعة كلمات تخدم‬ ‫‪ّ -‬‬
‫مهارة واحدة‪ ،‬أو عدة مهارات أو كلمات تشتمل على نمط واحد‪.‬‬
‫‪ -‬احرص على تصويب أخطاء التلميذ مباشرة في حصص اإلمالء‪.‬‬
‫‪ -‬احرص على اشتراك التلميذ في عملية التصويب والبحث عن خطئه بنفسه مع البحث‬
‫عن الصورة الصحيحة للكلمة التي أخطأ فيها‪.‬‬
‫وظف التسجيالت الصوتية في معالجة الضعف في القراءة بتسجيل صوت التلميذ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫أثناء القراءة في الصف أو المنزل‪ ،‬لتشجيعه على حب القراءة وتعلمها‪.‬‬
‫‪ -‬احرص على إثارة ميول التالميذ وجذب اهتمامهم للقراءة بأساليب متنوعة‪.‬‬
‫‪ -‬أحسن اختيار مواد تعليمية بسيطة تعينك على التدريبات القرائية والكتابية المطلوبة‪.‬‬
‫عزز ثقة التلميذ بنفسه وشجعه باستمرار على إحراز النجاح في قراءة الكلمات‬ ‫‪ّ -‬‬
‫وكتابتها‪.‬‬
‫ونوع أساليب المعالجة ( فردية وجماعية)‪.‬‬‫‪ -‬ابدأ مبكرا ً في معالجة الضعف ّ‬
‫‪ -‬ساعد التلميذ على تخطي القراءة المتقطعة‪ ،‬حيث يقرأ التلميذ الجمل والمقاطع بشكل‬
‫متقطع يتوقف فترات بين الكلمات مما يجعل قراءته غير واضحة ومملّة‪ ،‬وهذا‬
‫يفقدها أهم أهدافها وهو الفهم‪.‬‬
‫ومن أساليب ذلك‪:‬‬
‫صص زمنا ً محددا ً عند قراءة القطعة أو‬
‫أ‪ .‬اجعل سرعة القراءة هدفك الرئيسي‪ ،‬فخ ّ‬
‫النص بشكل صامت أو جهري‪.‬‬
‫ب‪ .‬ش ّجع على القراءة الشبيهة بالمحادثة‪.‬‬
‫ج‪ .‬اقرأ الموضوع بشكل تدريجي‪ ،‬كلمة فكلمتين ثم جمل وعبارات‪ ،‬والتالميذ يحاكونك‬
‫ويمكن أن تسمعهم الموضوع على شريط مسجل لمواضيع حوارية أو قصصية‪.‬‬
‫د‪ .‬استخدم البطاقات الخاطفة التي تعرض لفترة محددة يقرؤها التلميذ بصوت مرتفع قبل‬

‫‪223‬‬
‫إخفائها‪ ،‬وخصص لذلك حوافز تشجيعية‪.‬‬
‫هـ‪.‬اختر مواضيع سهلة ومشوقة وقريبة من ميول التالميذ‪ ،‬الستخدامها في العالج‪.‬‬
‫سابعاً‪ :‬نظرية الذكاءات المتعددة وصعوبات التعلم‬
‫إن التالميذ من ذوي صعوبات التعلم قد يكون لديهم مواهب في الرسم أو الرقص أو‬
‫التمثيل أو الموسيقى أو التربية الرياضية أو الغنائية أو الفنيات الميكانيكية وبرمجة‬
‫الحاسبات اآللية‪ ،‬لذا هم من ذوي القدرات اإلبداعية واالبتكارية في مجاالت ليست‬
‫تقليدية‪ ،‬مما يستوجب رعايتهم والنظر بعين االعتبار إلى جوانب القدرة والقوة لديهم‬
‫ومحاولة تنميتها وتطويرها بالقدر الذي يقلّص الفجوة الكائنة بين نواحي القوة ونواحي‬
‫الضعف لديهم‪ .‬وقد أكد "جاردنر" على ذلك بقوله إن التلميذ لديه العديد من الذكاءات‪،‬‬
‫وليس من المعقول أن نحصر ذكاءه من عدمه وفق أدائه في الجوانب اللغوية أو المنطقية‬
‫أو الحسابية فحسب‪ ،‬ولكن يظل لديه قدرة على األداء الجيد في جوانب أخرى كثيرة‬
‫كالجوانب االجتماعية والفنية والموسيقية و الرياضية والحركية‪.‬‬
‫لذا فالتلميذ الذي لديه صعوبة في التعلم أو لديه فروق فردية في التعلم بينه وبين أقرانه‬
‫يجب مساعدته على تنمية ذكاءاته المتعددة ليتسنى له اللحاق بأقرانه أو ربما يتفوق‬
‫عليهم‪ .‬وهذه المساعدة تتركز في البداية على‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد منطقة القوة لديه‪ ،‬والعمل على تقويتها في محيط حجرة الدراسة‪ ،‬فمثالً التالميذ‬
‫الذين يعانون من العسر القرائي يمكن تعليمهم في ضوء هذه النظرية من خالل جوانب‬
‫قوتهم المتمثلة في ذكائهم المكاني عن طريق تصميم مناهج تعتمد على ملء الفراغات‬
‫أو التعامل مع الرسومات‪ ،‬وكذلك من خالل االستكشاف اللمسي الحركي في ضوء‬
‫برامج تعتمد على الصور واأللوان أو الموسيقى أو العمل الجماعي من أجل إثراء‬
‫ذكاءاتهم األخرى وإطالق العنان لقدراتهم ومواهبهم وطاقاتهم الكامنة األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬تصميم دروس تعليمية لهؤالء التالميذ من خالل أنماط عديدة للتعلم وفق برنامج‬
‫زمني محدد فمثالً يستطيع المعلم أن يثري ما لدى هؤالء التالميذ من ذكاء لغوي‬
‫لفظي في جلسة تدريسية محددة الهدف والموضوع والزمن عن طريق كتاباتهم وردود‬
‫أفعالهم المتمثلة في أقوالهم وألفاظهم‪ ،‬ثم بعدها يعقد المعلم جلسة ثانية لتنمية ذكاء‬
‫التالميذ المكاني البصري من خالل الرسومات واألشكال‪ ،‬ثم جلسة ثالثة لتنمية ذكاء‬
‫التالميذ المنطقي الرياضي من خالل أنشطة الحاسب اآللي‪ ،‬ويراعي المعلم في كل‬
‫جلسة تحديد أهدافه وموضوعاته في إطار زمني محدد آخذا ً في االعتبار جوانب القوة‬

‫‪224‬‬
‫لدى التالميذ إلثرائها وتنميتها وتوظيفها لتنمية جوانب الضعف‪ ،‬ومن خالل توظيف‬
‫الذكاءات المتعددة لعالج جوانب الصعوبة لدى التالميذ يستطيع المعلم أن يتعرف على‬
‫الذكاءات المتعددة التي تم تقويتها وإثراؤها لديهم وما هو نوع الذكاء األقوى لديهم وما‬
‫هو الذكاء الفردي الذي ال زال بحاجة لتنمية‪.‬‬
‫ثامناً‪ :‬البدائل التربوية لذوي صعوبات التعلـّم‬
‫إن تخطيط البرامج التربوية وتنفيذها يتطلب توفير بدائل تربوية لذوي الصعوبات‬
‫التعلـّمية‪ ،‬وهي من األكثر تعقيدا ً إلى األقل تعقيداً‪ ،‬تقسم إلى‪:‬‬
‫‪ -‬مراكز التربية الخاصة لألطفال ذوي صعوبات التعلّـم‬
‫‪ -‬الصفوف الخاصة لألطفال ذوي الصعوبات التعلّـمية في المدرسة العادية‪.‬‬
‫‪ -‬دمج األطفال ذوي الصعوبات التعلـّمية في الصفوف العادية في المدرسة العادية‪.‬‬
‫المراكز (المدارس) الخاصة بصعوبات التعلّـم‬
‫وهي مختصة بمن يعانون من مشاكل تعليمية أو انفعالية شديدة ويجدون صعوبة في‬
‫التفاعل مع المدرسة العادية‪ ،‬بالتالي من الممكن لهم أن يحضروا إلى هذه المراكز أو‬
‫المدارس الخاصة بدوام جزئي أو كامل ‪.‬‬
‫وهنا يتم مراعاة شدة المشكلة‪ ،‬التكلفة المترتبة على العائلة ‪ ،‬النقل والمواصالت‪ ،‬درجة‬
‫العزل أو التقييد‪ ،‬الظروف المنزلية‪ ،‬رغبة األهالي في هذا النوع من المدارس‪.‬‬
‫الصفوف الخاصة باألطفال ذوي صعوبات التعلّـم في المدارس العادية‬
‫يجب أن تكون هذه الصفوف عالية التنظيم تكاد تخلو من المشتتات‪ ،‬تحتوي عددا ً‬
‫قليالً من الطالب ما بين ‪ 12 - 8‬طالبا ً حيث يقوم معلم مؤهل بالتعليم الخاص ويساعده‬
‫معلم بالتدريس العادي‪ .‬ويقضي هؤالء الطالب معظم وقتهم في هذا الصف ‪ ،‬ويجب‬
‫أن يكون هذا البديل لذوي الصعوبات الشديدة ‪ ،‬وقد أثبتت الدراسات أن نتائج ذوي‬
‫الصعوبات التعلّـمية في هذا الصف أفضل مما كانت عليه في الصفوف العادية‪.‬‬
‫غرفة المصادر‬
‫إن غرفة المصادر هي غرفة دراسية عالجية منفصلة في أي مدرسة حيث يتم إعطاء‬ ‫َّ‬
‫مباشرا‬
‫ً‬ ‫الطالب الذين يعانون من إعاقات تعليمية‪ ،‬مثل بعض صعوبات التعلم‪ ،‬تعلي ًما‬
‫صا وعال ًجا أكاديميًا ومساعدة في الواجب المدرسي والمهام ذات الصلة سواء كان‬
‫وخا ً‬
‫هؤالء الطالب أفرادًا أو في مجموعات‪.‬‬
‫تحتوي غرفه المصادر على‪:‬‬

‫‪225‬‬
‫‪ -‬أدوات واختبارات لتشخيص جوانب القصور لدى الطفل وتحديد طبيعة العالج‬
‫المطلوب‪.‬‬
‫‪ -‬طرق تدريس تناسب طبيعة الصعوبات التي يعاني منها الطفل‪.‬‬
‫‪ -‬مواد تعليمية تناسب طبيعة وطرق وأساليب التدريس‪.‬‬
‫‪ -‬تدريس األطفال في مجموعات يراعي فيها نوع ودرجة الصعوبة‪.‬‬
‫‪ -‬أنشطة وأدوات تعليمية تثير اهتمام المتعلم وتضمن تفاعله‪.‬‬
‫تنظم المدة التي يقضيها كل طفل في صفه وفي غرفه المصادر‪.‬‬ ‫‪ -‬جداول ّ‬
‫‪ -‬التخطيط والتعاون بين مدرس المصادر ومدرس الفصل العادي‪.‬‬
‫دمج األطفال ذوي الصعوبات التعلـّمية في الصفوف العادية في المدرسة العادية‬
‫حيث يتعلم هنا األطفال ذوو صعوبات التعلـّم مع العاديين في الصفوف العادية‪ ،‬وهذا‬
‫البديل هو من أحدث البدائل التي يتم التوجه لها‪ ،‬حيث إنه األقل تقيدا ً من بين البدائل‬
‫األخرى‪ .‬ومهما كان شكل البديل التربوي لذوي الصعوبات التعلّـمية ‪ ،‬فإن إعداد البرامج‬
‫التربوية هو األساس األول في تلك البدائل‪.‬‬
‫ويتم التدرج حسب حالة التلميذ من خالل الصف النظامي المدرسي‪ ،‬غرفة المصادر‪،‬‬
‫أو صف متخصص يتضمن تعديالت جذرية في المنهج‪.‬‬
‫مدرسة المستقبل‬
‫وهي مدرسة تتصف بعدد من الشروط التي نتمنى توافرها في مدارسنا العربية‪ ،‬بحيث‬
‫تحقق الهدف من عملية الدمج لذوي الصعوبات التعلّـمية‪ ،‬وتكون ذات هيئة تدريسية‬
‫وإدارية تحقق ما نريد تحقيقه وغاياتنا من هذا الدمج‪ ،‬وتشمل هذه المدرسة عددا ً من‬
‫الخصائص ال بد من توافرها‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ -‬المنهج في مدرسة المستقبل يتسم بالشمولية والمرونة‪ ،‬فهو شامل لجميع األطفال‬
‫باختالف قدراتهم وإمكاناتهم و استعداداتهم التعليمية‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة النظر في إجراءات تقييم أداء األطفال وجعل التقييم المستمر جزءا ً ال يتجزأ من‬
‫العملية التربوية‪.‬‬
‫‪ -‬توفير سلسلة متصلة الحلقات من الدعم لألطفال ذوي االحتياجات الخاصة بحسب‬
‫الحاجة بدءا ً بالمساعدة في الصف ومرورا ً بالمساعدة في المدرسة وانتها ًء بالمساعدة‬
‫خارج المدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬توظيف التكنولوجيا لتيسير االتصال والحركة والتعلم‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫* التوصيات لمدرسة المستقبل‬
‫‪ -‬نوصي بأن يكون هناك تقييم مبدئي للكشف عن صعوبات التعلم يخضع له كل طالب‬
‫س ّجل بالمدرسة‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -‬كل طالب كانت نتيجة تقييمه تدل على احتمالية عالية لكونه من ذوي الصعوبات‬
‫التعلمية يجب أن يكون تحت المالحظة من قبل معلم فصله‪ ،‬وذلك لفترة كافية للتأكد‬
‫من صعوباته وضرورة تحويله لغرفة المصادر‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون هناك غرفة مصادر يعمل فيها عدد كافٍ من المعلمين المختصين في‬
‫التربية الخاصة (صعوبات التعلم) يستقبلون الطالب المحولين من قبل معلم الفصل‬
‫‪ ،‬لتقييمهم ووضع الخطط التربوية الفردية الخاصة بكل طالب‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون كل معلم في المدرسة قد تأهل تأهيالً كافيا ً في مجال صعوبات التعلم من‬
‫خالل المحاضرات والدورات المختلفة مما يجعله قادرا ً على الكشف عن طالب‬
‫صعوبات التعلم في فصله والتعامل معهم وتقبلهم‪.‬‬

‫وقد خلصنا في هذا الموضوع إلى عدد من النقاط‪ ،‬وهي‪:‬‬


‫‪ -‬الطلبة الذين يعانون من صعوبات في التعلم‪ ،‬هم في األساس مجموعة غير متجانسة‬
‫من الطلبة‪ ،‬وال يتشابهون تماماً‪ ،‬فليس هناك عارض واحد‪ ،‬وإنما مجموعة من‬
‫األعراض‪ ،‬وهذه األعراض أو الخصائص قد تظهر بصور مختلفة‪ ،‬عند الطلبة‬
‫المختلفين‪ ،‬بمعنى أنه ليس من الضروري أن تظهر جميع هذه الصعوبات‬
‫والخصائص‪ ،‬في طالب واحد‪ ،‬وإنما قد يظهر جزء منها في طالب‪ ،‬وجزء منها في‬
‫طالب آخر‪.‬‬
‫‪ -‬هذه الصعوبات والخصائص ـ التي تمت اإلشارة إليها سابقا ً ـ هي أخطاء شائعة جدا ً‬
‫في المراحل المبكرة‪ ،‬من عمر الطفل العادي‪ ،‬وبالتالي فإنها تعد طبيعية في ذلك‬
‫العمر‪ ،‬وما يميز وجودها لدى الطلبة ذوي الصعوبات التعلمية هو أنها تستمر لديهم‬
‫حتى سن متقدمة‪ ،‬إذا لم تعالج‪.‬‬
‫‪ -‬كلما كان التدخل والعالج التربوي مبكرا ً أكثر‪ ،‬كان ذلك أفضل‪ ،‬هذه قاعدة صحيحة‬
‫تماماً‪ ،‬في العمل مع ذوي الصعوبات التعلمية‪.‬‬
‫‪ -‬مصطلح صعوبات التعلم يختلف عن مفهوم التأخر الدراسي‪ ،‬أو بطء التعلم‪ ،‬إذ على‬
‫الرغم من أن السمة الغالبة على الطلبة الذين يعانون صعوبات في التعلم هي التأخر‬

‫‪227‬‬
‫الدراسي‪ ،‬إال أن المتأخرين دراسيا ً قد ال يعانون بالضرورة من صعوبات في التعلم‬
‫‪ ،‬فأسباب التأخر الدراسي كثيرة‪ ،‬وأحد هذه األسباب هو صعوبات التعلم ‪.‬‬
‫‪ -‬ما يميز الطلبة الذين يعانون صعوبات في التعلم هو التباين الواضح لديهم‪ ،‬بين مستوى‬
‫تحصيلهم الدراسي الفعلي‪ ،‬واستعداداتهم وقدراتهم العقلية الكامنة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب اتباع أكثر من أسلوب من أساليب التشخيص للوصول للنتيجة المرجوة ‪ ،‬وهي‬
‫التشخيص الدقيق للطفل ‪ /‬الطالب والحكم على مستواه بأفضل وأدق طريقة ممكنة ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تتوافر خصائص معينة للعملية التعليمية الخاصة بهؤالء الطلبة ‪ ،‬من‬
‫حيث النظام المدرسي‪ ،‬المنهج‪ ،‬المعلم‪ ،‬غرفة الدرس‪ ،‬أسلوب التدريس‪ ،‬الوسائل‬
‫واألنشطة‪ ،‬إلى غيرها من الحاجات التي تتطلبها العملية التعليمية لهؤالء الطالب‬
‫من هذه الفئة الخاصة ‪ ،‬فئة ذوي الصعوبات التعلـّمية ‪.‬‬

‫تاسعاً‪ :‬مقترحات عالجية لصعوبات التعلم النمائية‬


‫‪ 1‬ـ االنتباه والتركيز‬
‫توجد بعض اإلجراءات التي يجب على المعلم ممارستها لجذب انتباه المتعلمين وضمان‬
‫تركيزهم وعدم تشتتهم ومن بين هذه اإلجراءات‪:‬‬
‫‪ -‬تزويد المتعلمين بمعلومات عن مدى تقدمهم في اتجاه بلوغ األهداف‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة أداء المتعلمين للمهام أو السلوكيات التي تعد متطلبات أساسية في عملية‬
‫تركيز االنتباه‪.‬‬
‫‪ -‬الحرص على إيجاد جو مفعم بالمودة والطمأنينة مما يتيح للمتعلمين فرصة إطالق‬
‫المشاعر حول ما يتم متابعته من إظهار السرور أو الرضا أو الفرح أو اإلثارة أو‬
‫الغضب‪.‬‬
‫‪ -‬تنويع النشاطات التعليمية داخل الصف من إجراء مناقشة إلى إبداء الرأي إلى القيام‬
‫بأعمال شفهية أو تحريرية إلى طرح أسئلة إلى استخدام تقنيات التعليم والتعلم‪.‬‬
‫‪ -‬تنويع نبرات الصوت واالبتعاد عن التحدث على وتيرة واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬التنوع الحركي وذلك بتغيير المعلم لموقعه داخل الصف وتنقله في أرجائه خدمة‬
‫ألغراض معينة واالبتعاد عن التحرك بشكل غير هادف مما يربك المتعلمين ويشتت‬
‫انتباههم‪،‬عالوة على أن ال يثبت في مكان واحد مزروعا ً به طوال الوقت‪.‬‬
‫‪ -‬التنويع باإلشارات وذلك بتحريك المعلم لذراعيه ورأسه بحركات متنوعة لتدعيم‬

‫‪228‬‬
‫المعلومات وللتأثير على إحساس المتعلمين البصري مما يساعد على جذب انتباههم‬
‫وشدهم للشيء المراد متابعته‪.‬‬
‫محافظة المعلم على ما يريد أن يوجه انتباه المتعلمين إليه في موقف ثابت وواضح‬ ‫‪-‬‬
‫ضمن أوامر محددة‪ ،‬ال يلحقها بالتغيير أو التبديل أو التعديل‪ ،‬وال يركز عليها تارة‬
‫ويتجاهلها تارة أخرى‪.‬‬
‫إشراك المتعلمين بالمهمات والنشاطات التعليمية داخل الصف مع مراعاة إمكانياتهم‬ ‫‪-‬‬
‫واهتماماتهم وقدراتهم في اإلنجاز لتحقيق النجاح داخل الفصل وتوليد السرور‬
‫والمتعة والزيادة في احتماالت المثابرة وإطالة فترات االنتباه‪ ،‬وتجنيبهم خبرات‬
‫الفشل قدر المستطاع التي يصاحبها عادة االنتكاسات واإلحباطات‪.‬‬
‫تشجيع المتعلمين على القيام بالنشاطات والمهمات المطلوبة وتعزيزها ماديا ً أو‬ ‫‪-‬‬
‫معنويا ً عند اإلنجاز الكلي أو وفق مراحل إنجازية للمهمة المطلوبة‪ ،‬وعند تشجيع‬
‫السلوكيات الدالة على االنتباه‪.‬‬
‫مطالبة المعلم للمتعلمين باالنتباه لما يقوم به أو إلى فكرة أو هدف أو إلى مهمات‬ ‫‪-‬‬
‫أو معلومات يتبعها أو تمرين أو واجب دراسي أو اختبار مع مراعاة إتاحة فترات‬
‫زمنية متعاقبة وكافية لذلك من أجل أن تكون عمليتي التعليم والتعلم فعالتين‪.‬‬
‫تنبّه المعلم وتيقّظه لما يجري في الصف فضالً عن الوعي لما يدور في أذهان‬ ‫‪-‬‬
‫المتعلمين‪ ،‬ليكون نموذجا ً يُقتدى به بفعل عامل التأثير والتأثر‪ ،‬ومن الممكن استخدام‬
‫نماذج متلفزة أو من األقران لمساعدة المتعلمين وتدريبهم على سلوكيات أو مهمات‬
‫تركيز االنتباه‪.‬‬
‫إتاحة الفرصة للمتعلمين بتطبيق خطوات تركيز االنتباه أو ضبطه بشكل مستمر‬ ‫‪-‬‬
‫والحكم على مدى فعالية التطبيق والممارسة المتكررة من خالل إجاباتهم وأسئلتهم‬
‫وتعليقات بعضهم على آراء بعضهم اآلخر واشتراكهم في المناقشات أو تبادل اآلراء‬
‫وذلك لألخذ بأساليب وطرائق وإجراءات جديدة‪ ،‬يمكن استخدامها لجذب االنتباه‬
‫وتقويته وتركيزه‪.‬‬
‫التوقف والصمت‪ ،‬وقد يكون التوقف بعد توضيح فكرة أو شرح معلومة أو بعد‬ ‫‪-‬‬
‫توجيه سؤال‪ ،‬وفي ذلك ما يتيح للمتعلمين فرصة للتفكير وهضم الفكرة واستيعابها‬
‫وأخذ الفرصة الكافية لالستيضاح أو التفكير في إجابة سؤال‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫مقترحات للتغلب على عدم التركيز‬
‫‪ -‬مقابلة المعلم للمتعلم والتعرف على نوع مشكلته األسرية أو الشخصية ثم االستجابة‬
‫للمشكلة بصيغ إنسانية عملية‪ ،‬يأخذ المعلم بعين االعتبار سحب المؤثرات السلبية أو‬
‫تغييرها‪ ،‬مع مراعاة بناء المهارات األساسية‪.‬‬
‫‪ -‬تعليم المتعلم المهارات األساسية الالزمة لتركيز االنتباه ‪ ،‬وذلك من خالل تعليمه‬
‫وبشكل دائم التركيز على العناصر الهامة في الموقف أو المشكلة وكذلك اإلصغاء‬
‫إلى العناصر األساسية في الموقف‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار مهمات تتوفر فيها فرص النجاح العالية بالنسبة للمتعلمين حسب قدراتهم مع‬
‫مراعاة التعزيز في الثناء والتشجيع لما تم‪ ،‬وعن طريق المزج بين الثناء والتشجيع‬
‫والنجاح في إتمام المهمات ينمو الشعور بالكفاءة لدى المتعلم مع إدراك أن المهمات‬
‫الصعبة جدا ً أو السهلة جدا ً ال تنمي الشعور بالكفاءة والجدارة‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة المتعلم والتعرف على المستوى الحالي لتركيز االنتباه لديه‪ ،‬إذ من الضروري‬
‫تحديد الخط القاعدي لمعدل التركيز‪ ،‬إما بقياس الفترة الزمنية التي يقضيها المتعلم‬
‫منشغالً بمهمات ونشاطات تعليمية منها الكتابية والبصرية واللفظية أو المشاركة‪ ،‬وإما‬
‫بتسجيل عدد المرات التي يقوم فيها المتعلم بسلوك يدل على عدم االنتباه خالل فترة‬
‫زمنية معينة مثل التحدث مع قرين ‪-‬إثارة الضوضاء ‪ -‬والخروج من المقعد‪ -‬والنظر‬
‫إلى خارج الفصل‪...‬وسواها‪،‬ألجل معرفة مستوى المشكلة وأسبابها لدى المتعلم أو لدى‬
‫مجموعة من المتعلمين ووضع الخطط الكفيلة بتعديل السلوكيات غير المرغوبة إلى‬
‫مرغوبة لحاالت فردية أو موجهة إلى متعلمي الفصل بأكمله‪.‬‬
‫تدريب المتعلمين إلطالة فترات االنتباه‬
‫‪ -‬تعليم المتعلم التركيز على العناصر الهامة في الموقف أو المشكلة عن طريق‬
‫المالحظة والتمييز‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك استخراج الكلمة المغايرة من مجموعة‬
‫كلمات ذات عالقات مكانية أو زمنية أو قد تكون في الصفات‪.‬‬
‫‪ -‬تعويد المتعلم على التروي والتأمل والتفكير في أثناء المحادثة بدل الرد المتسرع‬
‫والقفز إلى النتائج‪ ،‬وفي ذلك يطلب المعلم من المتعلم التركيز ولمدة دقائق محددة قبل‬
‫الرد على األسئلة التي تعقب متابعة موضوعا ً ما‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع المتعلمين إلى مجموعات لمناقشات طويلة نوعا ً ما حول قضية أو مشكلة ما‬
‫على أن يتم تدريبهم على توزيع األدوار بين متحدث ‪ -‬مصغ‪ -‬مالحظ‪ ،‬مع مراعاة‬

‫‪230‬‬
‫األخذ بتناوب األدوار ‪...‬وبذلك يمكن إطالة فترة االنتباه عن طريق التدريب على‬
‫مهارات التفاعل واالتصال بين المتعلمين وتوصيف محدد أو غير محدد لألدوار‬
‫التي سيؤديها المتعلمون بشكل متناوب‪.‬‬
‫‪ -‬تدريب المتعلم على إدراك الشكل والخلفية وتوضيح عناصر الشكل المهمة من‬
‫عناصر الخلفية األقل أهمية‪ ،‬وفي ذلك يعطي المتعلم تمرينات بصرية وسمعية‪.‬‬
‫‪ -‬تدريب المتعلم على انتقاء المثيرات من خالل المالحظة وانتقاء المهمة المطلوبة من‬
‫مجموعة مشتتات قد تكون أصواتا ً أو صورا ً وضعت في الموقف ليواجهها المتعلم‬
‫باإلغفال أو التجاهل من خالل التدريب التدريجي في ذلك لتعليم التحكم في االنتباه‬
‫ألطول فترة ممكنة‪.‬‬
‫‪ -‬المباراة في االنتباه ‪ ،‬إذ يتم تقسيم متعلمي الفصل إلى مجموعات فرعية أو مجموعتين‬
‫فرعيتين يتجانس أعضاؤها عددا ً أو في سلوك ما وهنا تسجل حاالت عدم االنتباه ألحد‬
‫أعضاء أي مجموعة بوضع إشارة (صح)‪ ،‬أمام رمز المجموعة المثبتة في واجهة‬
‫الفصل على وفق معايير محددة بسلوكيات عدم االنتباه المحددة مسبقاً‪ ،‬وهذه المعايير‬
‫تحسب على العمل الجماعي أكثر من العمل الفردي‪ ،‬وبذلك تعطى مكافآت للمجموعة‬
‫كاملة بناء على قلة عدد اإلشارات التي تظهر أمام رمزها نهاية كل يوم دراسي‪.‬‬
‫وقاية المتعلمين من السرحان أو التسرب الفكري‬
‫االهتمام بإشغال المتعلمين بما يثير تفكيرهم ويتحداهم بمستوى مقبول ضمن‬ ‫‪-‬‬
‫إمكانياتهم وبالشكل الذي يقلل من مشاعر الرتابة والملل والسرحان ويزيد من‬
‫احتماالت المثابرة واالجتهاد‪.‬‬
‫إثارة جو من التشويق في الفصل الدراسي مع تحديد استعدادات المتعلمين ومراعاتها‬ ‫‪-‬‬
‫فيما يقدم من نشاطات تعليمية‪.‬‬
‫التعرف على مشكالت المتعلم التعليمية واالستجابة لها حسب حاجاته وقدراته‬ ‫‪-‬‬
‫ومقتضيات الموقف التعليمي‪.‬‬
‫التعرف على مشكالت المتعلم الشخصية أو االجتماعية أو النفسية ومحاولة االستجابة‬ ‫‪-‬‬
‫لها علميا ً وإنسانيا َ وموضوعياً‪.‬‬
‫استخدام تقنيات التعليم والتعلم التي تجعل الجو الصفي أكثر حيوية ونشاطاً‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقديم التعزيزات الفورية للمتعلمين في لحظة إظهار االستجابات الصحيحة‬ ‫‪-‬‬
‫والمرغوبة‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫‪ -‬توفير فرص نقل التعلم إلى مواقف واقعية حياتية‪.‬‬
‫‪ -‬تنويع األنشطة التعليمية ‪ /‬التعلمية من مناقشة‪ -‬تجارب علمية‪ -‬عمل فرق وجماعات‬
‫صغيرة‪ -‬والعصف الذهني‪...‬وسواها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الذاكرة والنسيان‬
‫الذاكرة‬
‫ترتبط الذاكرة بالتعلم ارتباطا ً وثيقا ً ‪ ،‬فاإلنسان يتذكر ما سبق أن تعلمه‪ .‬من هنا ال‬
‫وجود للتذكر واالسترجاع إال بوجود تعلم سابق‪ ،‬وخبرات سابقة‪ .‬ويملك جهاز معالجة‬
‫المعلومات البشري طاقة كبيرة جدا ً على التعلم والترميز للمعلومات وتخزينها‪ ،‬وتتوافر‬
‫فيه كمية كبيرة من المعلومات باستمرار‪ ،‬ولكن الفرد ال يستطيع التحكم بها جميعها في‬
‫أي وقت يشاء‪ ،‬وقد يفشل في تذكر بعض المعلومات الضرورية في ظروف معينة‪،‬‬
‫كاالمتحانات مثالً‪ ،‬ألن قدرته على تعيين موقعها في مخزن الذاكرة محدودا‪ .‬إن أولى‬
‫الخطوات التي يقوم بها الشخص السترجاع ما تعلمه‪ ،‬هي البحث عن المعلومات ذات‬
‫الصلة في مخزن الذاكرة طويلة المدى‪ ،‬وقد يطرح تساؤالت عامة مثل‪ :‬متى قرأت‬
‫نماذج التعلم هذه ؟ وأين؟ وما المناسبة التي قرأت فيها؟ ثم يطرح أسئلة أكثر دقة مثل‪:‬‬
‫ما التعلم؟ وما أنواعه؟ وما مادته ونماذجه؟ وما الفروق بينهما؟ من هنا‪ ،‬فإن استرجاع‬
‫المادة التعليمية يتم وفق ثالث مراحل ‪ -1 :‬مرحلة البحث عن المعلومات‪ - 2 ،‬مرحلة‬
‫تجميعها‪ -3 ،‬مرحلة األداء الذاكري‪.‬‬
‫وقد ارتأيت تناول موضوع الذاكرة ضمن صعوبات التعلم نظرا ً ألهمية الذاكرة والتذكر‬
‫في التعلم‪.‬‬
‫العوامل التي تؤثر في التعلم والتذكر‬
‫هناك عدد من العوامل التي تؤثر في التعلم والتذكر إيجابا ً أو سلباً‪ ،‬ومعرفتها تساعدنا‬
‫في دوام التعلم ‪:‬‬
‫‪ -1‬معدل التعلم‪ :‬االعتقاد الراسخ هو أن ما يجري تعلمه بسرعة ينسى بسرعة‪ ،‬إال أن‬
‫الدراسات أوضحت عكس ذلك‪ ،‬فقد تبين أنه حين يكون التعلم سريعاً‪ ،‬فإن النسيان‬
‫يكون بطيئاً‪ ،‬والعكس بالعكس‪ .‬كلما كانت الدافعية للتعليم أكبر كلما كان التعلم أفضل‪.‬‬
‫إن المتعلمين الذين يتعلمون بسرعة أكبر يحتفظون بما تعلموه أكثر ممن يتعلمون‬
‫ببطء‪ .‬بغض النظر عما إذا كان التعلم بهدف التعرف أو إعادة التعلم‪ .‬هناك عوامل‬
‫عدة حول عالقة االحتفاظ بالتعلم‪ :‬فكلما كان المتعلمون أكثر نضجا ً وذكاء وخبرة‪،‬‬

‫‪232‬‬
‫فإنهم يتعلمون بسرعة ويحتفظون بمستوى أكبر‪،‬ألن التعلم واالحتفاظ من مظاهر‬
‫الذكاء‪ ،‬ثم إن التعلم واالحتفاظ يفترض أحدهما اآلخر‪.‬‬
‫‪ -2‬مستوى التعلم األصلي‪ :‬من أجل االحتفاظ بالتعلم بشكل أكبر بعد مرور وقت على‬
‫التعلم األصلي هنالك حاجة إلى التعلم الزائد‪ .‬وهذا النوع من التعلم مرتبط مع مبدأ‬
‫التعلم المكثف والموزع‪ .‬ولبلوغ ذلك يجب عند االنتهاء من المادة للمرة األولى‪ ،‬معاودة‬
‫تعلمها في فترات زمنية متباعدة‪ ،‬بحيث يجري التدريب والتعلم بشكل موزع وليس‬
‫على شكل مكثف‪ .‬ويجري قياس التعلم األصلي للمادة المتعلمة حين يبلغ المتعلم معيارا ً‬
‫هو إعادة استرجاع ما قد تعلمه بشكل صحيح وكامل لمرة واحدة‪ ،‬وكل تعلم يلي ذلك‬
‫المعيار يعتبر تعلما ً زائداً‪ ،‬وهذا التعلم الزائد يزيد من معدل التذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬تأثير التعلم المدرسي في االحتفاظ‪ :‬يتساءل الكثير من معلمي األطفال وطلبة‬
‫الجامعات كم من المفاهيم والمحتوى الدراسي الذي يعلمونه يحفظ من قبل طالبهم‪ .‬وقد‬
‫أجريت دراسات متعددة بينت أن أعلى درجة من االحتفاظ تحدث في حالة المفاهيم‬
‫والمبادئ العامة والحقائق العلمية‪ ،‬وقد تراوحت معدالت االحتفاظ بين ‪ 25‬في المائة‬
‫و‪ 80‬في المائة‪ ،‬ويعود السبب في ذلك إلى وجود المعنى في هذه المبادئ والمفاهيم‪.‬‬
‫‪ -4‬درجة المعنى في المادة المتعلمة‪ :‬كلما كانت المادة المتعلمة منظمة وذات معنى‪ ،‬زاد‬
‫حفظها واسترجاعها‪ ،‬فحفظ الشعر وتذكره أسهل من النثر‪ ،‬وما له معنى أسهل تذكرا ً‬
‫من الكلمات التي ال معنى لها‪ .‬ويدل ذلك على أن المواد التي يحتفظ بها تتصف بوجود‬
‫روابط داخلية بينها‪ ،‬وتنظيم‪ ،‬هذا الرابط والتنظيم ضروريان جدا ً للحفظ والتذكر‪.‬‬
‫‪ -5‬العالقة بين المعنى واالحتفاظ‪ :‬لقد ثبت أن مستوى تذكر بعض أجزاء المواد اللفظية‬
‫المتعلمة يهبط إلى حد معين‪ .‬وتكون الخسارة الكبرى فيما يُتعلم في وقت قصير‬
‫نسبيا ً في أعقاب عملية التعلم األصلي ‪ .‬إن العالقة بين المعنى واالحتفاظ هو أمر‬
‫يصعب التحقق منه‪ .‬فالمادة ذات المعنى هي تلك المادة التي سبق ووجدت في خبرة‬
‫الشخص‪ .‬وكان لها ارتباطات سابقة‪ ،‬ثم إن مستوى التعلم األولي عامل مهم في‬
‫درجة االحتفاظ‪ .‬وقد تبين أن ‪ 32‬في المائة من المصطلحات المحددة التي جرى‬
‫تعلمها في مقرر البيولوجي قد تم تذكرها بعد عام‪ ،‬وأن قابلية الطالب لتفسير بيانات‬
‫جديدة على ضوء محتويات هذا المقرر وتطبيق المبادئ العامة التي جرى تعلمها‬
‫قد زادت‪ ،‬وأن جزءا ً من هذه الزيادة يمكن أن يمثل انتقال أثر التدريب من مقررات‬
‫أخرى درست في الفصل نفسه‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫‪ -6‬تأثير عزم المتعلم على االحتفاظ‪ :‬إن مستوى القصد والعزم عند المتعلم يؤثر في‬
‫درجة االحتفاظ واالسترجاع‪ ،‬فعندما أعاد بعض الطالب قائمة من الكلمات بحيث‬
‫كان للبعض عزيمة على التعلم ولم يكن عند بعضهم اآلخر هذا العزم ‪ ،‬تبين أن‬
‫مستوى االحتفاظ والتذكر كان لمصلحة ذوي العزم‪ .‬من جهة ثانية فإن العزم على‬
‫التعلم من أجل التذكر ال يكون مهما ً بعد حصول التعلم األصلي ما لم تتم عملية‬
‫مراجعة المادة المتعلمة‪.‬‬
‫‪ -7‬التدريب المجمع والمكثف والتدريب الموزع‪ :‬إن توزيع مرات التدريب يؤثر في‬
‫مستوى االحتفاظ أكثر من تأثيره في التعلم األول‪ ،‬وقد تبين أن التدريب الموزع‬
‫أفضل من التدريب المجمع في حالة االسترجاع المباشر‪.‬أما حالة االحتفاظ طويل األمد‬
‫(حوالى ‪ 3‬أسابيع)‪ ،‬فإن توزيع التدريب أ كثر فعالية من تكثيفه وتجميعه‪ .‬إن قراءة‬
‫المادة مرة واحدة في اليوم على خمسة أيام مثالً‪ ،‬قد أعطى احتفاظا ً يعادل ‪ 3‬أضعاف‬
‫مما قدمته قراءتها ‪ 5‬مرات متتالية‪ ،‬وذلك بعد أربعة أسابيع من االنتهاء من التعلم‪ .‬قد‬
‫يتم تعلم المادة بشكل سطحي من أجل االحتفاظ واالستعمال المباشر عن طريق الحفظ‬
‫الصميم ولكن من أجل االحتفاظ طويل األمد‪ ،‬يفضل توزيع التدريب والتعلم‪.‬‬
‫‪ -8‬اختبار الفرد لنفسه‪ :‬يعتبر التسميع من العوامل المهمة جدا ً في االحتفاظ‪ ،‬وقد ثبت أن‬
‫بقاء المادة المتعلمة في الذاكرة قصيرة األجل يتطلب إعادة وتسميعا ً حتى ال تنسى‪،‬‬
‫ويعود ذلك إلى أسباب ثالثة‪ -1 :‬وجود العزم والقصد لدى المتعلم‪- 2،‬التدريب على‬
‫الشيء المراد القيام به عند االنتهاء من التعلم‪ - 3،‬ألن التسميع والتكرار يساعدان في‬
‫إدخالهما في الذاكرة طويلة المدى‪ .‬من هنا يعتبر االختبار مهما ً جدا ً ‪ ،‬فالمتعلم يبقى‬
‫أكثر نشاطا ً وتدريبا ً وعزما ً حتى يجري اختباره‪ ،‬أما في حاالت القراءة المتكررة‬
‫من دون تسميع ومن دون اختبار‪ ،‬فيفقد المتعلم هذه الخصائص ‪ .‬فاالختبار من جهة‬
‫ثانية يساعد على االحتفاظ طويل األمد‪ ،‬خصوصا ً أن الشخص يبقى في حالة تأهب‬
‫واستعداد‪ ،‬نتيجة درجة اإلثارة والتنبه التي يمر بها‪،‬هذه الدرجة من التنبه واإلثارة‬
‫مفيدة جدا ً وضرورية لإلنجاز والتعلم الجيدين‪.‬‬

‫* النسيان‬
‫لماذا ننسى؟ قد نفشل في استرجاع وتذكر ما جرى ترميزه وتخزينه في الذاكرة طويلة‬
‫المدى‪ ،‬على رغم طاقة هذه الذاكرة ودوامها‪ .‬قد ننسى بعد ساعات قليلة ما كنا قرأناه أو‬

‫‪234‬‬
‫سمعناه‪ ،‬فالنسيان من المظاهر المهمة للذاكرة طويلة المدى‪ ،‬وهو ضروري لإلنسان‪.‬‬
‫فلواله لغدا التفكير مضطربا ً وغير منظم‪.‬‬
‫يشير المفهوم المعاصر للنسيان إلى أن عالقة النسيان بالذاكرة طويلة المدى‪ ،‬قد تكون‬
‫عالقة ضعيفة جداً‪ ،‬وأن عدم القدرة على تذكر الحوادث الماضية يعود في معظمه إلى‬
‫الفشل في ترميز أو تخزين هذه المعلومات واألحداث بشكل مناسب‪ .‬فإذا لم ينتبه الفرد‬
‫بفعالية للمعلومات المرغوب في ترميزها وتخزينها في نظام معالجة المعلومات‪ ،‬وما لم‬
‫تستخدم إستراتيجيات مناسبة الستعادتها‪ ،‬فلن يتم تذكرها‪ .‬وقد ثبت أن الضغط النفسي‪،‬‬
‫كمواقف االمتحانات ‪ ،‬قد يكون بدرجة عالية بحيث ال يتيح للفرد القدرة على استرجاع‬
‫معلوماته من الذاكرة طويلة المدى‪ .‬والسؤال الذي يتبادر إلى ذهننا‪ ،‬هل تبقى المعلومات‬
‫مخزنة ومرمزة في الذاكرة طويلة المدى إلى ما ال نهاية‪ ،‬أم تزول وتتالشى؟ تشير‬
‫األدلة إلى أن قليالً من المعلومات المخزنة في الذاكرة طويلة المدى‪ ،‬يتعرض للزوال‬
‫والتالشي ‪ ،‬إذا استبعدنا النسيان المنسوب إلى الفشل في التخزين والترميز واالستعمال‪.‬‬
‫إن مخزن الذاكرة طويلة المدى لديه طاقة عالية على الخزن‪ ،‬وإن النسيان يعود إلى‬
‫الفشل على استعادة المعلومات‪ ،‬وإنه إذا توافرت الظروف المناسبة (كاالستثارة الكهربائية‬
‫لبعض أجزاء المخ) يمكن استعادة هذه المعلومات بشكل دقيق‪ .‬إال أن االستثارة الكهربائية‬
‫ليست الوحيدة التي تساعد في ذلك‪ ،‬فالحياة الواقعية والدراسات النفسية تشير جميعها‬
‫إلى أن الحوادث والمعلومات التي جرى تعلمها منذ سنين ‪ ،‬يمكن استعادتها بتفاصيلها‬
‫في ظروف حياتية واقعية‪ .‬كما بينت أن تزويد الفرد ببعض القرائن والدالئل تمكنه من‬
‫استعادتها بتفصيالتها (فعندما يذهب شخص إلى مكان أثري في طفولته مثالً‪ ،‬فإنه يسترجع‬
‫جميع الذكريات واألحداث التي حدثت معه في ذلك المكان كالشريط السينمائي)‪.‬‬

‫عاشراً‪ :‬دور األهل في البيت‬


‫‪ -‬خلق بيئة تحفز على التعلم في المنزل وتتوفر فيها الكتب والمواد التعليمية المتنوعة‪،‬‬
‫وتستجيب لفضول وشغف األطفال بالدراسة وباهتماماتهم التعليمية‪.‬‬
‫‪ -‬على ولي األمر أن يُ َحدث أبناءه عن القيم األسرية‪ ،‬واإلعراب ع ّما يراه مهما ً وتوضيح‬
‫كيف أن هذه القيم تعمل جنبا ً إلى جنب مع حثهم على احترام المدرسة والتفاعل مع‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬التحدث مع معلم أبنائه حول ما يجب عليهم تعلمه وحول االمتحان بما في ذلك كيفية‬

‫‪235‬‬
‫مساهمته في المساعدة في الفروض المنزلية ومتابعة مواظبة الطالب وحضوره‬
‫إلى المدرسة‪.‬‬
‫‪-‬على ولي األمر متابعة أداء أبنائه في المدرسة بشكل منتظم وإبداء الرغبة في مساعدتهم‬
‫على عمل المشاريع المدرسية واإلشادة بعملهم عندما يعملون بصورة جادة وينهون‬
‫واجباتهم المدرسية بكفاءة‪ ،‬وعليه اإلعراب ألبنائه عن مدى فخره واعتزازه بهم‬
‫وأن يشركهم في اآلمال والتطلعات التي يريد تحقيقها من خالل تعليمهم‪.‬‬
‫‪ -‬أن يسأل ابنه بشكل منتظم عن المدرسة وما تعلمه فيها‪ ،‬وأن يتعرف على األشياء‬
‫التي تجذب اهتمام ابنه أكثر بما في ذلك الدروس‪ ،‬وأن يدعم اهتمامات ابنه وفضوله‬
‫الدراسي‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من أن ابنه قد أدى واجباته المنزلية وتوفير بيئة منزلية هادئة لالطالع‪ ،‬وأن‬
‫يساعده في إنجاز واجباته المنزلية ويذلل المصاعب التي يواجهها‪ ،‬ولكن عليه أال‬
‫يقوم بأي عمل نيابة عن ابنه‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة ابنه عندما يبلغ سن المراهقة‪ ،‬وأن يبحث عن الفرص األخرى خارج المدرسة‬
‫لتعزيز اهتمامات ابنه ذات الصلة باآلداب والثقافة والعلوم ‪...‬إلخ‪ .‬ويساعده في كيفية‬
‫استغالل وقت فراغه بالصورة األمثل‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة حضور ابنه للمدرسة وأداء واجبه المنزلي السيما عند بلوغه سن المراهقة‬
‫ومعرفة ما يقوم به من عمل ومعرفة أماكن تواجده وسلوكيات أصدقائه وأقرانه‪.‬‬
‫‪ -‬تنـمـية الذكاء والتفكير عند األطفال‪ :‬إذا أردت لطفلك نموا ً في قدراته وذكائه فهناك‬
‫أنشطة تؤدي بشكل رئيسي إلى تنمية ذكاء الطفل وتساعده على التفكير العلمي‬
‫المنظم وسرعة الفطنة والقدرة على االبتكار‪.‬‬
‫أنشطة مساعدة‬
‫ومن أبرز هذه األنشطة ما يلي‪:‬‬
‫اللعب‪ :‬األلعاب تنمي القدرات اإلبداعية ألطفالنا‪ .‬من أمثلة ذلك‪ :‬ألعاب تنمية الخيال‪،‬‬
‫وتركيز االنتباه واالستنباط واالستدالل والحذر والمباغتة وإيجاد البدائل لحاالت‬
‫افتراضية متعددة مما يساعدهم على تنمية ذكائهم ‪ .‬يعتبر اللعب التخيلي من الوسائل‬
‫المنشطة لذكاء الطفل وتوافقه فاألطفال الذين يعشقون اللعب التخيلي يتمتعون بقدر‬
‫كبير من التفوق‪ ،‬كما يتمتعون بدرجة عالية من الذكاء والقدرة اللغوية وحسن التوافق‬
‫االجتماعي‪ ،‬كما أن لديهم قدرات إبداعية متفوقة‪ ،‬ولهذا يجب تشجيع الطفل على مثل‬

‫‪236‬‬
‫هذا النوع من اللعب؛ كما أن لأللعاب الشعبية أهميتها في تنمية وتنشيط ذكاء الطفل‪،‬‬
‫لما تحدثه من إشباع الرغبات النفسية واالجتماعية لدى الطفل‪ ،‬ولما تعوده على التعاون‬
‫والعمل الجماعي ولكونها تنشط قدراته العقلية باالحتراس والتنبه والتفكير الذي تتطلبه‬
‫مثل هذه األلعاب ‪ .‬ولذا يجب تشجيعه على مثل هذا ‪.‬‬
‫القصص وكتب الخيال العلمي‪ :‬تنمية التفكير العلمي لدى الطفل يُعد مؤشرا ً هاما ً للذكاء‬
‫وتنميته‪ ،‬والكتاب العلمي يساعد على تنمية هذا الذكاء ‪ ،‬فهو يؤدي إلى تقديم التفكير العلمي‬
‫المنظم في عقل الطفل ‪ ،‬وبالتالي يساعده على تنمية الذكاء واالبتكار ‪ ،‬ويؤدي إلى تطوير‬
‫القدرة العقلية للطفل ‪.‬‬
‫الكتاب العلمي لطفل المدرسة يمكن أن يعالج مفاهيم علمية عديدة تتطلبها مرحلة‬
‫الطفولة ‪ ،‬ويمكنه أن يحفز الطفل على التفكير العلمي وأن يجري بنفسه التجارب العلمية‬
‫البسيطة‪ ،‬كما أن الكتاب العلمي هو وسيلة ألن يتذوق الطفل بعض المفاهيم العلمية‬
‫وأساليب التفكير الصحيحة والسليمة‪ ،‬وكذلك يؤكد الكتاب العلمي لطفل هذه المرحلة‬
‫تنمية االتجاهات اإليجابية للطفل نحو العلم والعلماء كما أنه يقوم بدور هام في تنمية‬
‫ذكاء الطفل‪،‬إذا قدم بشكل جيد ‪ ،‬بحيث يكون جيد اإلخراج مع ذوق أدبي ورسم وإخراج‬
‫جميل‪ ،‬وهذا يضيف نوعا ً من الحساسية لدى الطفل في تذوق الجمال لألشياء‪ ،‬فهو ينمي‬
‫الذاكرة ‪ ،‬وهي قدرة من القدرات العقلية ‪.‬‬
‫الخيال‪ :‬خصائص الطفولة التخيل والخيال الجامح ‪ ،‬ولتربية الخيال عند الطفل أهمية‬
‫تربوية بالغة وتتم من خالل سرد القصص الخرافية المنطوية على مضامين أخالقية‬
‫إيجابية بشرط أن تكون سهلة المعنى وأن تثير اهتمامات الطفل‪ ،‬وتداعب مشاعره‬
‫المرهفة الرقيقة‪ ،‬وتتم تنمية الخيال كذلك من خالل سرد القصص العلمية الخيالية‬
‫لالختراعات والمستقبل ‪ ،‬فهي تعتبر كبذرة لتجهيز عقل الطفل وذكائه لالختراع‬
‫واالبتكار ‪ ،‬ولكن يجب العمل على قراءة هذه القصص من قبل الوالدين أوالً للنظر في‬
‫صالحيتها لطفلهما حتى ال تنعكس على ذكائه‪ ،‬كما أن هناك أيضا ً قصصا ً أخرى تسهم‬
‫في نمو ذكاء الطفل كالقصص الدينية وقصص األلغاز والمغامرات التي ال تتعارض‬
‫مع القيم والعادات والتقاليد‪ ،‬وال تتحدث عن القيم الخارقة للطبيعة‪ ،‬فهي تثير شغف‬
‫األطفال‪ ،‬وتجذبهم وتجعل عقولهم تعمل وتفكر وتعلمهم األخالقيات والقيم‪ ،‬ولذلك فيجب‬
‫علينا اختيار القصص التي تنمي القدرات العقلية ألطفالنا والتي تمألهم بالحب والخيال‬
‫والجمال والقيم اإلنسانية ‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫الرسم والزخرفة ‪ :‬الرسم والزخرفة يساعدان على تنمية ذكاء الطفل وذلك عن طريق‬
‫صي أدق التفاصيل المطلوبة في الرسم‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫تنمية هواياته في هذا المجال‪ ،‬وتق ّ‬
‫تنمية العوامل االبتكارية لديه عن طريق اكتشاف العالقات وإدخال التعديالت حتى تزيد‬
‫من جمال الرسم والزخرفة ‪ .‬ورسوم األطفال تدل على خصائص مرحلة النمو العقلي‪،‬‬
‫وال سيما في الخيال عند األطفال‪ ،‬باإلضافة إلى أنها من عوامل التنشيط العقلي والتسلية‬
‫وتركيز االنتباه‪ .‬ولرسوم األطفال وظيفة تمثيلية‪ ،‬تساهم في نمو الذكاء لدى الطفل‪،‬‬
‫فبالرغم من أن الرسم في ذاته نشاط متصل بمجال اللعب‪ ،‬فهو يقوم في ذات الوقت‬
‫على االتصال المتبادل للطفل مع شخص آخر‪ ،‬إنه يرسم لنفسه‪ ،‬ولكن تشكل رسومه‬
‫في الواقع من أجل عرضها وإبالغها لشخص كبير‪ ،‬وكأنه يريد أن يقول له شيئا ً عن‬
‫طريق ما يرسمه‪ ،‬وليس هدف الطفل من الرسم أن يقلد الحقيقة‪ ،‬وإنما تنصرف رغبته‬
‫إلى تمثلها‪ ،‬ومن هنا فإن المقدرة على الرسم تتمشى مع التطور الذهني والنفسي للطفل‪،‬‬
‫وتؤدي إلى تنمية تفكيره وذكائه ‪.‬‬
‫مسرحيات األطفال ‪ :‬إن لمسرح الطفل‪ ،‬ولمسرحيات األطفال دورا ً هاما ً في تنمية الذكاء‬
‫لدى األطفال‪ ،‬وهذا الدور ينبع من أن استماع الطفل إلى الحكايات وروايتها وممارسة‬
‫األلعاب القائمة على المشاهدة الخيالية‪ ،‬من شأنها جميعا ً أن تنمي قدراته على التفكير‪،‬‬
‫وذلك أن ظهور ونمو هذه األداة المخصصة لالتصال‪ -‬أي اللغة ‪ -‬من شأنه إثراء أنماط‬
‫التفكير إلى حد كبير ومتنوع‪ ،‬وتتنوع هذه األنماط وتتطور بسرعة أكبر و دقة أكثر‪.‬‬
‫ومن هنا فالمسرح قادر على تنمية اللغة وبالتالي تنمية الذكاء لدى الطفل‪ .‬فهو يساعد‬
‫األطفال على اللعب التخيلي‪ ،‬ويتمتع األطفال الذين يذهبون للمسرح بقدر من التفوق‬
‫ويتمتعون بدرجة عالية من الذكاء‪ ،‬والقدرة اللغوية‪ ،‬وحسن التوافق االجتماعي‪ ،‬كما‬
‫أن لديهم قدرات إبداعية متفوقة ‪ .‬وتسهم المسرحية إسهاما ً ملموسا ً وكبيرا ً في نضوج‬
‫شخصية األطفال فهي تعتبر وسيلة من وسائل االتصال المؤثرة في تكوين اتجاهات‬
‫الطفل وميوله وقيمه ونمط شخصيته‪ ،‬ولذلك فالمسرح التعليمي هام جدا لتنمية ذكاء‬
‫الطفل‪.‬‬

‫دور الغذاء‬
‫تعتبر التغذية من أهم األنظمة التي تساعد في الحفاظ على الذاكرة‪ ،‬إذا لم نقل تقويتها‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫ويوجد العديد من الفيتامينات واألغذية التي تقوي الذاكرة والوظائف العقلية‪ .‬ولكن ما‬
‫يجب االنتباه إليه هو أن هناك صلة وثيقة بين الصحتين النفسية والجسمية فممارسة‬
‫التمارين الرياضية واألنشطة االجتماعية مفيدة مثلها مثل األغذية‪ .‬إن تناول األطعمة‬
‫المفيدة للجسم يتطلب منّا بالدرجة نفسها‪ ،‬تجنب ما عدا ذلك من أطعمة ومواد مضرة‬
‫بالصحة‪ ،‬كما أن المحافظة على الوزن المثالي قدر اإلمكان أمر ضروري‪.‬‬
‫يشير خبراء التغذية إلى أن هناك مجموعة من األطعمة التي تساعد الطفل في تحسين‬
‫ذاكرته وانتباهه وتظهر إبداعاته وتنمي قدرة وكفاءة ذكائه وبالتالي يغدو سريع االستجابة‬
‫حاضر الذهن مميزا ً في تحصيله العلمي في المدرسة‪ ،‬وأهمها ‪:‬‬
‫* أطعمة لتنشيط الذاكرة‪:‬‬
‫‪ -‬الجزر‪ ،‬فهو ينشط التمثيل العضوي في الدماغ فيعمل بصورة قوية‪.‬‬
‫‪ -‬األفوكادو‪ ،‬فهو يحتوي على العديد من األحماض الدهنية الهامة لتنشيط الذاكرة‬
‫قصيرة المدى‪.‬‬
‫‪ -‬الينسون‪ ،‬فهو يسهل تدفق الدم واألوكسجين إلى خاليا المخ وبالتالي ينشط ذاكرة‬
‫الطفل إضافة إلى أنه يريح األمعاء لديه‪.‬‬
‫* أطعمة لتعزيز التحصيل العلمي‪:‬‬
‫‪ -‬الكرنب‪ ،‬فهو يقلل من التوتر والعصبية بتـقليله نشـــاط الغدة الدرقية ممـــا يجعلها‬
‫تعمل بتوازن‪ ،‬فيسـهل على الطفل التركيز ويتخلص من التوتر والعبث‪.‬‬
‫‪ -‬الليمون‪ ،‬فهو يمد الطفل بالطاقة ويزيد من قدرة االستيعاب لديه ألنه يحتوي فيتامين‬
‫"س"‪.‬‬
‫* أغذية لتعزيز االنتباه‪:‬‬
‫‪ -‬القريدس‪ ،‬فهو يمد الجسم بأحماض أوميجا ‪ 3‬المفيدة للدماغ‪ ،‬والتي تزيد من القدرة‬
‫على مالحظة ما يجري فيزيد االنتباه لدى الطفل‪.‬‬
‫‪ -‬البصل‪ ،‬فهو مما يساعد على تدفق الدم إلى الدماغ‪ ،‬ويسهل وصول األوكسجين إلى‬
‫خالياه وخاصة في األجواء الحارة ‪.‬‬
‫‪ -‬المكسرات مفيدة جدا ً لألطفال ألنها تنشط الموصالت العصبية بين خاليا الدماغ وبالتالي‬
‫تكون االتصاالت سريعة الوصول مما يساعد الطفل على استيعاب المعلومات وتخزينها‬
‫وتذكرها الحقاً‪ ،‬سواء المكسرات المجروشة أو التي على شكل زبدة الفول السوداني‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫خالصة‬
‫لم يعد من الصعب بعد االطالع على مفهوم صعوبات التعلم‪ ،‬العمل على تذليل صعابها‬
‫إن كان في المدرسة أو في البيت‪ .‬فأنت عزيزي المربي سواء المعلم أو اإلداري أو‬
‫ولي األمر أو معلم التربية الخاصة قد يصعب عليك معرفة طبيعة هذا المفهوم‪ ،‬فالمعرفة‬
‫هي نصف الطريق نحو العالج ‪ ،‬ولكن بعد معرفتك سيصبح العالج أيسر‪ .‬وإن لم يكن‬
‫بمقدورك متابعة العالج لوحدك‪ ،‬فأنت تعرف اآلن أن العالج بات موجوداً‪ ،‬وما عليك‬
‫سوى البدء بتقديمه لهذا الطفل أو التلميذ الذي يحتاج لمراعاة ظروفه وقدراته والعمل‬
‫على عالجها تبعا ً لخصائصها‪ .‬وقد حاولنا معالجة هذا الموضوع من مختلف جوانبه‪،‬‬
‫كما تناولنا موضوعي الذاكرة واالنتباه لما لهما من أثر بالغ على التعلم لناحية االحتفاظ‬
‫بما تعلمه التلميذ واسترجاعه الحقا ً أو نسيانه‪ ،‬ولناحية تركيز االنتباه ومدى أهميته في‬
‫التعلم‪ .‬إن االهتمام باألبناء وتربيتهم يحتاج "التفهم" كأساس ومؤسس للعالقة األسرية‪،‬‬
‫وبعدها تأتي بقية االهتمامات التربوية من صحية ونفسية وعقلية وتعليمية وغذائية‬
‫وغيرها من الحاجات التي يحتاجها أبناؤنا في مسيرة تربيتهم وتنميتهم وتعليمهم للوصول‬
‫بهم نحو الصحة السوية والتنشئة السليمة التي يرغب بها كل أهل و يسعون نحو تحقيقها‬
‫سواء في البيت أو في المدرسة أو في المجتمع‪ .‬ولقد حاولت في هذا الفصل أيضا ً تقديم‬
‫نصائح وتوجيهات عملية لمساعدة األهل على تنمية قدرات أبنائهم وإشباع حاجاتهم من‬
‫خالل أساليب وطرائق سليمة تتناسب مع قدراتهم العقلية‪ ،‬وطبيعتهم النفسية‪ ،‬وصحتهم‬
‫الغذائية‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫الفصل السابع‬
‫اإلرشاد التربوي ودراسة الحالة‬

‫تمهيد‬
‫إن اإلرشاد التربوي هو دور كل من يهتم بالعملية التربوية سواء في المدرسة أو في‬
‫البيت‪ ،‬ولكن هذا ال ينفي الحاجة لمرشد تربوي مختص في هذا المجال تبعا ً للمجال‬
‫النفساني المدرسي‪ .‬فالمجال المدرسي قد يعترضه مشكالت وأزمات وصعوبات‬
‫ومعوقات تحتاج لذوي الدراسة المختصة في المجال اإلرشادي ‪ .‬وهذا ال ينفي دور‬
‫اإلدارة في اإلرشاد التربوي سواء للطالب أو للمعلمين والعاملين في المدرسة‪ ،‬ولكن‬
‫تواجد مرشد تربوي أو مشرف تربوي لديه اختصاص في علم النفس المدرسي‪ ،‬وخاصة‬
‫اإلرشاد التربوي هو دور ال غنى عنه ‪ ،‬من هنا كان ال بد من تناول موضوع اإلرشاد‬
‫من كل جوانبه حتى نطلع على الدور الكبير له في العمليتين التربوية والتعليمية على‬
‫حد سواء‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬مفهوم اإلرشاد‬


‫حاجة المجتمعات لإلرشاد‬
‫لقد عرف اإلرشاد والتوجيه منذ القدم‪ ،‬ومنذ بدء الخليقة احتاج اإلنسان للنصح واإلرشاد‬
‫ولكن بشكل مختلف ومغاير عما هو عليه اآلن من تطور في برامجه وتقنياته ونظرياته ‪.‬‬
‫والحاجة لإلرشاد والتوجيه النفسي تأتي من تعقد المجتمعات اإلنسانية‪ ،‬فنالحظ أن الحياة‬
‫كل يوم تزداد تعقيداً‪ ،‬من حيث المستوى المادي والتقنيات الحديثة والتكنولوجيا‪ ،‬وعلى‬
‫الصعيد المعنوي حيث نعاني من تفككات أسرية وتبدالت في القيم والمعايير االجتماعية‬
‫واختالفها في األذهان ‪.‬‬
‫ويحتاج اإلنسان دائما ً إلى عون وإرشاد في طور حياته منذ طفولته إلى مماته وكل‬
‫مرحلة من المراحل تحتاج إلى اإلرشاد على حسب متطلباتها فمثالً في طور المراهقة‬

‫‪241‬‬
‫حيث تكون التبدالت النفسية والفسيولوجية في أوجها يحتاج الفرد إلى اإلرشاد والتوجيه‪.‬‬
‫وأيضا ً المظاهر االجتماعية المختلفة والتي تتطلب اإلرشاد في كيفية التعامل مع المواقف‬
‫المجتمعية المختلفة‪.‬‬
‫تعريفه‬
‫اإلرشاد عملية واعية مستمرة بناءة ومخططة‪ ،‬تهدف إلى مساعدة الفرد وتشجيعه لكي‬
‫يعرف نفسه ويفهم ذاته ويرسم شخصيته جسميا ً وعقليا ً واجتماعيا ً وانفعالياً‪ ،‬ويفهم خبراته‬
‫ويحدد مشكالته وحاجاته‪ ،‬ويعرف الفرص المتاحة له و يستخدم وينمي إمكاناته بذكاء إلى‬
‫أقصى حد مستطاع‪ ،‬ويحدد اختياراته ويتخذ قراراته ويحل مشكالته في ضوء معرفته‬
‫بنفسه ويصل إلى تحديد وتحقيق أهداف واضحة تكفل له تحقيق الصحة النفسية والسعادة‬
‫مع نفسه ومع اآلخرين في المجتمع‪ ،‬والتوافق شخصيا ً وتربويا ً ومهنيا ً وأسريا ً وزواجيا ً ‪.‬‬
‫أهـدافه‬
‫‪ -‬زيادة معرفة الذات ‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار مهنة أكثر مالءمة‪.‬‬
‫‪ -‬إكساب المسترشد سلوكيات يفترض بأن تكون نافعة في اتخاذ القرار الفعال ‪.‬‬
‫مناهجه‬
‫‪ -‬المنهج النمائي‪ ،‬ويعنى بتهيئة الظروف المناسبة لتحقيق النمو السوي المتوازن‬
‫المتكامل‪.‬‬
‫‪ -‬المنهج الوقائي‪ ،‬ويهدف إلى محاولة منع المشكلة أو االضطراب بإزالة األسباب‬
‫المؤدية إليهما‪ ،‬كما أنه يعمل على الكشف عن المشكالت السلوكية واالنفعالية في‬
‫مراحلها األولى‪.‬‬
‫‪ -‬المنهج العالجي ويهتم بنظريات االضطراب والمرض النفسي وأسبابهما‬
‫وتشخيصهما وطرق عالجهما‪ ،‬فهو يتعلق بمعالجة االضطرابات والمشكالت وذلك‬
‫لتحقيق حالة التوازن بين جوانب النمو المختلفة‪ .‬والمرشد المدرسي أو المتخصص‬
‫في علم النفس في المدرسة هو المسؤول عن تجميع المعلومات وتبويبها‪.‬‬
‫مبـررات وجوده‬
‫‪ -‬نتيجة للتقدم العلمي والتغيرات االجتماعية الناشئة عنه أصبحت الحاجة ملحة لإلرشاد‬
‫التربوي ألنه وبسبب التقدم تطورت مفاهيم كثيرة عند الناس مما جعلهم يعيدون النظر‬

‫‪242‬‬
‫في قدراتهم الذاتية بما يتالءم مع المتغيرات االجتماعية التي واكبت ذلك التطور‪.‬‬
‫‪ -‬الزيادة الهائلة في عدد السكان وأثرها على استيعاب المدارس للطالب عالوة على‬
‫مستويات المعيشة المنخفضة في كثير من دول العالم النامية‪ ،‬مما يؤدي إلى مشكالت‬
‫مدرسية تتمثل في الفروق الفردية والتكيف المدرسي والتأخر الدراسي ومشكالت أوقات‬
‫الفراغ الفردية وكيفية استغاللها‪ ،‬ومشكالت التعرف على القدرات والميول واإلعداد‬
‫للحياة العملية ‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور التوجيه المهني ‪.‬‬
‫‪-‬القبول في الجامعات والمعاهد للطلبة أصبح مبنيا ً على المعدل الذي يحصل عليه الطالب‬
‫مما يسبب القلق وسوء التوافق المهني واألكاديمي والنفسي واالجتماعي لهؤالء الطلبة ‪.‬‬
‫‪ -‬أصبح هذا العصر يدعى بعصر القلق وعدم االستقرار والخوف لذلك فإن مشكالت‬
‫هذا العصر زادت‪.‬‬
‫ـ الفروق الفردية‪ :‬يختلف األفراد كما ً وكيفا ً في جوانب الشخصية جميعها (الجسمية‪،‬‬
‫العقلية‪ ،‬االنفعالية‪ ،‬واالجتماعية)‪ .‬فلكل فرد شخصيته المستقلة التي يتفرد بها عن‬
‫اآلخرين نتيجة العوامل الوراثية والعوامل البيئية‪ ،‬بالرغم من وجود اتفاق نسبي بين‬
‫األفراد في كثير من األمور نتيجة الخبرات المشتركة بين هؤالء األفراد‪ ،‬وهذا ما يسهل‬
‫عليهم التوافق مع البيئة االجتماعية التي يعيشون فيها‪.‬‬
‫ولذلك البد من مراعاة مبدأ الفروق الفردية أثناء ممارسة التوجيه واإلرشاد‪ ،‬وأن‬
‫المشكلة تختلف بطبيعتها من شخص آلخر وكذلك طريقة عالجها‪.‬‬

‫اإلرشاد النفسي والعالج النفسي‬


‫يرى البعض أن التمييز أو التفريق بين اإلرشاد النفسي والعالج النفسي هو فرق في‬
‫مجرد التسمية فقط بينما الوظيفة واحدة وال فرق بينهما في العمل ويمكن القول بأن‬
‫هناك توأمة بين اإلرشاد والعالج النفسي لكنها التصل إلى التطابق فإن العالج النفسي‬
‫يدخل في حقل الصحة النفسية من جانب السواء والال سواء أي الخلل السلوكي الواضح‬
‫الذي يؤدي إلى اتزان الفرد النفسي‪ .‬أما اإلرشاد النفسي فيدخل مع الصحة النفسية في‬
‫المشكالت النفسية‪ ،‬ويالحظ أن هناك فروقا ً جوهرية واضحة بين اإلرشاد والعالج‬

‫‪243‬‬
‫النفسي وأن تشابههما في طريقة األداء والمفاهيم‪ .‬وهناك نقاط اتفاق أساسية بين العالج‬
‫النفسي واإلرشاد النفسي مثل سعيهم في تحقيق الصحة النفسية وأيضا ً اشتراكهما في‬
‫األساس الذي يقومان عليه‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬المرشد التربوي‬


‫خصائصه‬
‫‪ -‬القدرات العلمية والمعرفية والنفسية ‪ ،‬التماس العذر للمسترشد‪ ،‬التحلي بروح المرح‪،‬‬
‫والثبات االنفعالي‪.‬‬
‫‪ -‬التحلي بالصبر‪ ،‬الموضوعية في العالقات اإلنسانية‪ ،‬اإلخالص في العمل ‪ ،‬العدل في‬
‫التعامل مع الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬األناقة والمظهر الحسن‪ ،‬الهدوء‪ ،‬حب االختالط بالناس‪ ،‬االعتراف بمبدأ الفروق‬
‫الفردية‪...‬‬
‫مهـامه‬
‫‪ -‬التخطيط التربوي والمهني‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم المشورة ألعضاء الهيئة التدريسية واإلدارية فيما يتعلق بحاجات الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬القيام باإلرشاد الفردي واإلرشاد الجمعي ليساعد الطالب على فهم وتقبل أنفسهم‬
‫كأفراد في المجتمع وليتمكنوا من التكيف مع الموارد المتاحة لهم‪.‬‬
‫‪ -‬تحويل الحاالت التي ال يمكن التعامل معها إلى الجهات المختصة‪.‬‬
‫‪ -‬القيام باالختبارات والدراسات النفسية‪.‬‬
‫المهمة الرئيسية للمرشد تشمل ثالثة أبعاد رئيسية‪:‬‬
‫‪ -‬عـالجي‪ :‬التعرف على المشكالت االجتماعية والنفسية والدراسية التي يواجها الطلبة‬
‫والمساعدة على إيجاد الحلول المناسبة‪.‬‬
‫‪ -‬وقـائي‪ :‬تهيئة الفرص للطلبة للتعبير عن ميولهم وتنمية قدراتهم واستعدادهم لتمكينهم‬
‫من اتخاذ القرارات الدراسية من خالل المحاضرات ودراسات الحالة‪.‬‬
‫‪ -‬نمائي‪ :‬إجراء الدراسات للتعرف على أسباب المشكالت التي تعترض سير الطلبة‬
‫ووضع الحلول الممكنة والمناسبة لها‪.‬‬
‫* واجبـات المرشـــد التربوي في المدرسة‪:‬‬
‫‪ -‬يقوم المرشد بتوضيح طبيعة عمله لإلدارة والهيئة التدريسية والطالب وأولياء األمور‬
‫منذ بداية العام الدراسي‪ ،‬فضالً عن المعلمين حديثي التعيين‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫‪ -‬يجمع المعلومات عن الطلبة ثم ينظمها من خالل سجل الطالب اإلرشادي ويقوم‬
‫بإجراء مقابالت فردية للطلبة وتقديم استشارات لهم ومقابلة أولياء األمور‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم بمتابعة التحصيل الدراسي والعمل على زيادة الدافعية للتحصيل عند الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بالتوجيه الجماعي ومتابعة حاالت الغياب والتأخير المتكرر‪.‬‬
‫‪ -‬التوجيه المهني والتربوي وعقد الندوات والمحاضرات وإعداد النشرات‪.‬‬
‫* ماذا يلزم المرشد؟ (أخالقيات عمل المرشد)‬
‫‪ -‬المحافظة على أعلى مستوى ممكن للخدمات التي يقدمها دون النظر إلى الفوائد‬
‫الشخصية له‪.‬‬
‫‪ -‬المحافظة على سر المهنة ومصلحة الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬إحالة الحالة التي ال تقع ضمن اختصاصه‪.‬‬
‫‪ -‬بناء العالقات اإلنسانية مع أولياء األمور والمعلمين‪.‬‬
‫‪ -‬احترام كرامة المسترشد وتنميته ورعايته وحماية حقوقه وأسراره وخصوصياته‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬أساليب اإلرشاد التربوي‬


‫أ‌‪ -‬اإلرشاد الفردي‪.‬‬
‫ب‌‪ -‬اإلرشاد الجماعي‪.‬‬
‫مع استخدام الطرق التالية لإلرشاد‬
‫ـ اإلرشاد المباشر‪.‬‬
‫ـ اإلرشاد غير المباشر‪.‬‬
‫ـ اإلرشاد السلوكي‪.‬‬
‫ـ اإلرشاد الديني‪.‬‬
‫ـ اإلرشاد التربوي‪.‬‬
‫ـ اإلرشاد عن طريـق اللـعب لألطفـــال‪.‬‬
‫ـ اإلرشاد من خالل المناهج والنشاط المدرسي‪.‬‬
‫ما الفرق بين اإلرشاد الفردي واإلرشاد الجماعي؟‬
‫اإلرشاد الفردي يكون بين المرشد والمسترشد وجها ً لوجه‪ ،‬أما اإلرشاد الجمعي فيكون‬
‫بين مسترشدين عدة‪ ،‬وما يصلح لإلرشاد الجمعي ال يصلح لإلرشاد الفردي ـ فحاالت‬

‫‪245‬‬
‫الفصام والتخلف العقلي والحاالت الالأخالقية ال يصلح معها إال اإلرشاد الفردي‪ ،‬لذا‬
‫فاإلرشاد الجمعي ليس بديالً لإلرشاد الفردي‪.‬‬
‫ما الفرق بين اإلرشاد المباشر واإلرشاد غير المباشر؟‬
‫اإلرشاد المباشر تكون الجهود اإلرشادية موجهة إلى المرشد دون المسترشد‪ ،‬فهو الذي‬
‫يجمع المعلومات ويشخص ويقترح األساليب العالجية والمسترشد يكون حينئذ متلقيا ً‬
‫فقط أما اإلرشاد غير المباشر فالقطب الفاعل فيه هو المسترشد نفسه فهو محور العملية‬
‫اإلرشادية‪ ،‬وقامت على هذا األساس نظرية معروفة هي نظرية اإلرشاد المتمركز حول‬
‫العميل ل"كارل روجرز" والمرشد في هذه العملية محايد ال يتدخل إال وقت الضرورة‪.‬‬
‫مراحل البرنامج اإلرشادي‬
‫ينقسم برنامج التوجيه واإلرشاد التربوي إلى مراحل منها‪:‬‬
‫‪ -‬استقبال حاالت الطالب الموجهة من أعضاء هيئة التدريس ومن اإلدارة والقادمين‬
‫بأشخاصهم ومن الطالب أنفسهم‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة الحالة وإحالتها‪.‬‬
‫‪ -‬كتابة التوصيات بشأن عالج الحاالت‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة الحاالت بعد المثول والتوجيهات‪.‬‬
‫أ‪-‬اإلرشاد الفردي‬
‫وهو يعني تلك العالقة المخططة بين األخصائي النفسي والطالب ‪ ،‬حيث يتم إرشاد فرد‬
‫واحد وجها ً لوجه في الجلسات اإلرشادية ‪ ،‬و يعتمد في فاعليته على العالقة اإلرشادية المهنية‬
‫ويعتبر بعض األخصائيين أن التعامل مع اثنين أو ثالثة هو عالج فردي‪ ،‬ويعتبر العالج‬
‫الفردي نقطة االرتكاز ألنشطة متعددة في كل من برامج التوجيه واإلرشاد‪ ،‬ومن الوظائف‬
‫الرئيسية لإلرشاد الفردي تبادل المعلومات وإثارة الدافعية لدى الفرد وتفسير المشكالت‬
‫ودفع خطط العمل المناسبة‪ ،‬وإن كان يحتاج هذا النوع من اإلرشاد إلى توافر عدد كبير من‬
‫األخصائيين النفسيين لمواجهة الحاجات الفردية لإلرشاد‪ ،‬ويتراوح وقت الجلسة اإلرشادية‬
‫الفردية ما بين (‪ 60 -30‬دقيقة)‪ ،‬ويتحدد طول وقصر الفترة الزمنية بنا ًء على عدة اعتبارات‬
‫منها‪ :‬الهدف من الجلسة اإلرشادية‪ ،‬وطبيعة المشكلة‪ ،‬وخصائص الفرد‪.‬‬
‫حاالت استخدام اإلرشاد الفردي‬
‫يستخدم اإلرشاد الفردي مع الطالب الذين يعانون المشكالت ذات الطابع الشخصي‬

‫‪246‬‬
‫والتي ال يصلح عرضها أمام اآلخرين كما في العالج الجماعي‪ ،‬أي تلك الحاالت التي‬
‫تتطلب درجة من السرية‪ ،‬ومن بين تلك المشكالت‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬المشكالت االجتماعية‪ :‬كانعكاس المشكالت ذات الطابع األسري على ما يعانيه‬
‫التلميذ من آثار نفسية وتحصيلية‪ ،‬مثل حاالت الطالق‪ ،‬والهجر‪ ،‬ووفاة أحد الوالدين‪،‬‬
‫والخالفات الزوجية الحادة‪..‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬المشكالت النفسية‪ :‬مثل التي تحدث بسبب إصابة التلميذ بأحد األمراض الخطيرة أو‬
‫إعاقات جسدية أو حسية‪ ،‬أو المشكالت النفسية التي تحدث نتيجة لما يعانيه التلميذ‬
‫من اضطرابات نفسية كالوحدة النفسية‪ ،‬أو السلوك العدواني‪ ،‬أو المخاوف المرضية‪.‬‬
‫‪ -‬المشكالت المدرسية‪ :‬ومن بينها مشكلة التسرب المدرسي‪ ،‬والرسوب المتكرر‪،‬‬
‫وصعوبات التعلم‪ ،‬والغياب المستمر‪ ،‬وغيرها من المشكالت ذات الطابع المدرسي‪.‬‬
‫* أنماط األشخاص الذين يصلح معهم اإلرشاد الفردي وهم على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬يصلح اإلرشاد الفردي مع الطالب أصحاب التوجه النفسي الفردي‪ ،‬أي الذين ينظرون‬
‫إلى مشاكلهم من زاوية شخصية في المقام األول‪ ،‬ويرون أنه ال فائدة من التعامل مع‬
‫اآلخرين وال يكترثون بما يقوله اآلخرون‪ ،‬ولديهم استعداد ضعيف للمشاركة الوجدانية‪،‬‬
‫واألغلبية من هؤالء لديهم ميول للتمركز حول الذات (وإن كان بدرجات مختلفة)‪.‬‬
‫‪ -‬يصلح اإلرشاد الفردي مع الطالب الذين لديهم أسباب مقنعة أو غير مقنعة للغياب‬
‫المتكرر عن جلسات اإلرشاد الجماعي‪ ،‬ألن كثرة الغياب ال تساعد على تحقيق‬
‫األهداف الموضوعة‪ ،‬باإلضافة إلى أنه مضيعة للوقت والجهد‪ ،‬ويسبب تفاوتا ً بين‬
‫أفراد الجماعة في متابعة وتنفيذ خطوات البرنامج اإلرشادي‪.‬‬
‫‪ -‬يصلح اإلرشاد الفردي مع الطالب الذين يشعرون بأنهم مرفوضون من الجماعة‬
‫العتبارات تتعلق بالخصائص الجسمية أو العقلية أو االجتماعية أو االنفعالية‪ ،‬في‬
‫هذه الحالة يكون اإلرشاد الفردي أكثر فعالية في المراحل األولى لحل المشكلة‪ ،‬ثم‬
‫يتبعه اإلرشاد الجماعي‪.‬‬
‫‪ -‬يصلح اإلرشاد الفردي أيضا ً مع الطالب النرجسي الذي ال يهتم بما يدور في محيطه‬
‫البين شخصي من ناحية ويحاول جذب انتباه اآلخرين إليه بصورة متكررة مبالغ فيها‬
‫لدرجة تجعله يتجهم بوجه اآلخرين وينتقدهم ويفرض آراءه عليهم‪ ،‬مثل هذا السلوك‬
‫من المفترض أن يثير غضب الجماعة‪ ،‬ولذلك يفضل استخدام اإلرشاد الفردي مع‬
‫الطالب النرجسي‪ ،‬في الخطوات األولى لحل المشكلة ثم يليه اإلرشاد الجماعي‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫‪ -‬يصلح اإلرشاد الفردي أيضا ً مع الطالب الذي لديه ميول انسحابية‪ ،‬مثل هذا النمط‬
‫من األفراد يصعب أن تقدم لهم خدمات إرشادية من خالل اإلرشاد الجماعي‪ ،‬ألن‬
‫هؤالء كثيرا ً ما يشعرون بعدم جدوى وجودهم مع جماعة‪ ،‬وربما يكون لديهم مشكالت‬
‫مرتبطة بوجودهم مع اآلخرين مثل رهاب التحدث أمام اآلخرين‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫يكون اإلرشاد الفردي أكثر فعالية‪.‬‬
‫‪ -‬يصلح اإلرشاد الفردي أيضا ً مع الطالب المتململ أو المتهيج ألن هذا النمط يسبب‬
‫الكثير من اإلزعاج والغضب لدى أفراد الجماعة‪.‬‬
‫إجراءات اإلرشاد الفردي‬
‫تبدأ العالقة اإلرشادية بالتشخيص وتطبيق الفنيات اإلرشادية‪ ،‬ثم إنهاء عمليات اإلرشاد‪،‬‬
‫وأخيرا ً القيام بعملية المتابعة‪.‬‬
‫ب‪-‬اإلرشاد الجماعي‬
‫تعريفه‪ :‬يقوم اإلرشاد الجماعي على فلسفة أن اإلنسان كائن اجتماعي ال يستطيع أن‬
‫يعيش بمفرده أو بمعزل عن اآلخرين‪ ،‬ولديه حاجات نفسية واجتماعية ولديه مشكالت‪.‬‬
‫وهناك تعريفات عديدة لإلرشاد النفسي الجماعي منها‪:‬‬
‫إنه عملية تفاعل تشمل المرشد ومجموعة من األعضاء الذين يحاولون التعبير عن‬
‫أنفسهم‪ ،‬وموقفهم أثناء الجلسة اإلرشادية‪ ،‬بهدف تغيير اتجاهاتهم وسلوكهم‪ .‬هو عملية‬
‫تفاعل ديناميكية متبادلة تقوم على المشاركة اللفظية للمشاعر واألحاسيس واألفكار‬
‫واألهداف المشتركة التي توجه نحو سلوك األفراد واتجاهاتهم وتحقيق مفهوم إيجابي‬
‫لهم‪ ،‬إن اإلرشاد الجماعي يحقق كل الخدمات اإلرشادية أو أغلبها ألكثر المسترشدين‬
‫الذين تتفق ميولهم وحاجاتهم اإلرشادية إلى حدّ ما‪ ،‬والتي يمكن تحقيقها لهم في مجموعة‬
‫صغيرة أو كبيرة‪ ،‬أي في موقف جماعي مستخدمين أسس اإلرشاد الجماعي وأساليبه‪.‬‬
‫دور المرشد في اإلرشاد الجماعي‬
‫إن الدور الذي يقوم به المرشد من خالل هذا األسلوب يقوم على التخطيط للجلسات‬
‫اإلرشادية المزمع القيام بها وكذا تحديد الوقت المالئم لتنفيذها‪ ،‬ويفضل المرشد أن‬
‫يعطي أفراد الجماعة المشاركين في الجلسة فرصة الحوار وتبادل اآلراء بينهم وأن ال‬
‫يحتكر المناقشة وأن يختار أفراد الجماعة قائدا ً من بينهم ليقوم بالتنسيق وتنظيم الحوار‬
‫ويتراوح عدد األفراد المشاركين من (‪ )10 - 7‬أفراد ويصل إلى أكثر من ذلك أحياناً‪.‬‬
‫وكما أنه يستحسن أحيانا ً أن تكون الجماعة متجانسة عقليا ً واجتماعيا ً حتى يتمكن المرشد‬

‫‪248‬‬
‫من التعامل مع جميع أعضائها في مستوى يناسب الجميع‪ ،‬ومدة الجلسة الجماعية‬
‫تتراوح ما بين نصف ساعة إلى ساعة تقريباً‪.‬‬

‫األسس النفسية واالجتماعية لإلرشاد الجماعي‬


‫يقوم اإلرشاد الجماعي على األمور التالية‪:‬‬
‫‪ -‬كثير من الناس متشابهون في العديد من الخصائص الشخصية‪ ،‬وفي عدد من‬
‫المشكالت والحاجات‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنسان اجتماعي بطبعه وهو غير قادر على العيش بمفرده‪ ،‬بل هو بحاجة إلى جماعة‬
‫يعيش معها يؤثر فيها ويتأثر بها‪.‬‬
‫‪ -‬للشخص حاجاته النفسية واالجتماعية والتي ال يمكن إشباعها إال من خالل الجماعة‬
‫كالحاجة إلى الحب واألمن واالنتماء والتقدير االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬العزلة االجتماعية سبب هام في حدوث المشكالت واالضطرابات النفسية للفرد‪.‬‬
‫‪ -‬إن سلوك الفرد محكوم بقيم ومعايير وعادات وتقاليد المجتمع السائدة‪.‬‬

‫مجاالت استخدام اإلرشاد الجماعي‬


‫يستخدم اإلرشاد الجماعي مع كل من‪:‬‬
‫‪ -‬األطفال والمراهقين والراشدين‪ ،‬ومع المدمنين والمعوقين وغيرهم‪.‬‬
‫‪ -‬يستخدم في اللعب على نطاق واسع مع األطفال ومع اآلباء واألمهات الذين يتبعون‬
‫أساليب التربية الخاطئة‪.‬‬
‫‪ -‬مع كبار السن‪ :‬خاصة الذين تظهر لديهم مشكالت اجتماعية كإحالة البعض منهم على‬
‫التقاعد والشعور بالعزلة والوحدة‪.‬‬
‫‪ -‬في عالج الحاالت السيكوسوماتية والعصابية وحاالت الفصام‪.‬‬
‫‪ -‬مع األفراد الذين يعانون مخاوف اجتماعية أو الذين يفتقرون إلى الثقة بالنفس‪.‬‬
‫‪ -‬مع بعض العادات السيئة كالتدخين واإلدمان‪.‬‬
‫‪ -‬مع من يعانون الكثير من المشكالت النفسية كاالنطواء واالكتئاب‪.‬‬
‫‪ -‬مع المراهقين‪ ،‬خاصة الذين لديهم ميول عدوانية‪.‬‬
‫مميزات اإلرشاد الجماعي‬
‫‪ -‬الترشيد واالقتصاد في النفقات والوقت والجهد وعدد المرشدين ‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫‪ -‬تعد أفضل طرق اإلرشاد بالنسبة للحاالت التي تقاوم العالج الفردي وتتحفظ وال تسعى‬
‫أو تتعاون في حل المشكلة‪.‬‬
‫‪ -‬يتعلم الفرد من الجماعة جوانب كثيرة فهي تكسبه مزيدا ً من الثقة بالذات وتضفي عليه‬
‫روح التعاون والتفاعل واالنسجام مع اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬صورة حية واقعية لنقل المشكالت االجتماعية إلى مواقف حياتية فتكسب المسترشدين‬
‫مرونة السلوك االجتماعي قبل تطبيقه عملياً‪.‬‬
‫‪ -‬المناقشة الجماعية لموضوع مشترك تقلل من الخوف وتشعر باألمن فتتيح فرص‬
‫التنفيس والتفريغ االنفعالي‪.‬‬
‫‪ -‬اشتراك المسترشد في المناقشة واالستماع يقلل من تمركزه حول نفسه ويشعره باألخذ‬
‫والعطاء واختيار األنماط السلوكية البديلة وتعميمها إلى مواقف الحياة اليومية ‪.‬‬
‫‪ -‬ازدواجية دور المسترشد إذ يقوم بتعديل سلوكه بناء على نقده ومالحظاته لسلوك‬
‫اآلخرين وعلى نقد ومالحظات سلوك اآلخرين له وعليه فإنه يقوم بعملية تقويم ذاتي ‪.‬‬
‫‪ -‬الشعور باالنتماء للجماعة واحترام الرأي اآلخر حتى ولو اختلف مع وجهة نظره‬
‫خالل التفاعل والتعاون مع األقران ‪ ،‬وأن إرشاد مجموعة األقران يعد مشخصا ً‬
‫لمشكالتهم ومعالجا ً لها‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير إمكانيات الشخصية وتدريب حساسيتها عند التفاعل مع الضغوط االجتماعية‪.‬‬
‫عيوب اإلرشاد الجماعي‬
‫‪ -‬عدم وجود فرصة لعرض المشكالت الخاصة التي يرى المسترشد عدم عرضها أمام‬
‫اآلخرين مما يضعف إمكانية إحداث تغيرات في بناء شخصية المسترشد‪.‬‬
‫‪ -‬عدم استفادة الحاالت القصوى من المرضى والمنحرفين من الجلسات اإلرشادية‬
‫الجماعية ‪.‬‬
‫‪ -‬قد تضيع المشكالت الخاصة خلف أولوية مناقشة المشكالت العامة‪ ،‬وقد تتضاعف‬
‫المشكالت فقد يتعلم ذوو المشكالت الخاصة أنماطا ً سلوكية جديدة غير مرغوب فيها ‪.‬‬
‫‪ -‬اعتبار المسترشد عضوا ً في جماعة يجعله يلتزم باقتراحاتها ومرئياتها مما يعوق‬
‫حاجته الشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬قد ينتاب بعض المسترشدين شعور بالخوف أو القلق أو الخجل في كشف مشكالتهم‬
‫لآلخرين‪ ،‬وقد ينتابهم شعور بالقنوط والندم والتوتر إذا ما كشفوا فعالً ‪ ،‬وبذلك يرون‬
‫أن اإلرشاد الجماعي مهدد لمكانتهم وواقعهم االجتماعي‪.‬‬

‫‪250‬‬
‫رابعاً‪ :‬دراسة الحالة‬
‫دراسة الحالة الفردية من أهم األعمال اإلرشادية التي يقوم بها المرشد الطالبي في‬
‫المدرسة؛ بل إنها الميزة التي تميزه عن غيره ‪ ،‬وتعد من أدق األعمال اإلرشادية لما‬
‫تتطلبه من خبرة ودراية ومهارة ألنها عمل ميداني بعيد عن الروتين كما أن المشاكل ال‬
‫تتشابه مع غيرها ‪ ،‬ويجد المرشد الطالبي الذي يمارس دراسة الحالة متعة ال توصف‬
‫خاصة إذا أحس بتحسن الحالة التي يقوم بدراستها ‪ ،‬والطالب الذين يحتاجون إلى العون‬
‫والمساعدة كثيرون ‪ ،‬ولكن تقديم هذه الخدمة في المدارس قليل إما بسبب فقدان المرشد‬
‫المتخصص الذي ال يستطيع القيام بها أو لوجود معوقات أخرى نأمل مستقبالً أن تزول‪،‬‬
‫وتأخذ دراسة الحالة مكانها الصحيح في المدرسة‪.‬‬

‫مصادر اكتشاف الحالة‬


‫‪ 1‬ـ الطالب نفسه‪ :‬عندما يلجأ إلى المرشد الطالبي لطلب المساعدة في حل مشكلته التي‬
‫يعاني منها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ المرشد الطالبي‪ :‬وذلك من خالل ما يالحظه أو يسمعه عن سلوكيات بعض الطالب‬
‫خالل أدائه لعمله الميداني ‪.‬‬
‫‪3‬ـ المواقف اليومية الطارئة‪ :‬عندما تتكرر هذه المواقف عند طالب أو أكثر مما يستدعي‬
‫األمر تحويله إلى المرشد الطالبي لدراسة حالته ‪.‬‬
‫‪4‬ـ إدارة المدرسة‪ :‬وذلك عندما يحول الطالب من قبل المدير أو الوكيل لغرض عالج‬
‫حالته وبحثها‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ المعلمون‪ :‬وذلك عندما تتم مالحظة تلك السلوكيات من قبل المعلمين داخل الفصل‬
‫أو خارجه‪ ،‬فيحول لكي يتم تعديل سلوكه للتكيف مع زمالئه الطالب اآلخرين‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ األسرة‪ :‬عندما تتم مقابلة المرشد الطالبي لولي األمر وإشعاره ببعض السلوكيات‬
‫والتصرفات التي تصدر من ابنه ويطلب من المرشد الطالبي دراسة حالته ومساعدته‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ أعضاء جماعة اإلرشاد الطالبي‪ :‬من خالل تلك البرامج التي تعمل على تكاتف‬
‫العمل بين المرشد الطالبي وأعضاء الجماعة والتعاون بينهم في القضاء على بعض‬
‫السلوكيات التي قد يلحظونها على زمالئهم وذلك في منتهى السرية ‪.‬‬
‫ما المقصود بدراسة الحالة‬
‫تعتبر دراسة الحالة من األدوات الرئيسية التي تعين المرشد النفسي على تشخيص وفهم‬
‫حالة الفرد وعالقته بالبيئة ‪.‬والمقصود بدراسة الحالة المعلومات المفصلة والشاملة التي‬
‫تُجمع عن الفرد ال ُمراد دراسة حالته في الحاضر والماضي‪ ،‬وتُعد دراسة الحالة تاريخا ً‬

‫‪251‬‬
‫شامالً لحياة الفرد المعني بالدراسة‪ ،‬وتاريخ الحالة ما هو إال جزء من دراسة الحالة‪،‬‬
‫وتعتبر دراسة الحالة الطريق المباشر إلى جذور المشكالت اإلنسانية‪.‬‬
‫أهداف دراسة الحالة‬
‫تهدف دراسة الحالة إلى‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تحقيق الصحة النفسية للمسترشد وتحقيق التوافق النفسي واالجتماعي له‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إزالة ما يعترض سبيل المسترشد من عقبات وصعوبات ومساعدته في التغلب‬
‫عليها‪ ،‬أو التخفيف منها واستبعاد األسباب التي ال يمكن إزالتها‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ تعديل سلوك الطالب إلى األفضل‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ تعليم الطالب كيف يحل مشكالته ويصنع قراراته بنفسه‪.‬‬
‫حصر الحاالت التي ينبغي االهتمام بها من قبل المرشد الطالبي‬
‫يمكن حصر الحاالت التي ينبغي توجيه اهتمام المرشد الطالبي إليها في ميادين كثيرة‬
‫أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬حاالت التأخر الدراسي مثل‪ :‬تكرار الرسوب‪ ،‬الرسوب في أكثر من نصف المواد‪،‬‬
‫الرجوع إلى الدراسة بعد االنقطاع‪.‬‬
‫‪ -‬حاالت سوء التكيف االجتماعي مثل‪ :‬عدم التوافق مع أنظمة المدرسة أو الزمالء أو‬
‫المعلمين‪.‬‬
‫‪ -‬العدوانية والمشاكسة المستمرة‪.‬‬
‫‪ -‬حاالت اإلعاقة‪ :‬مثل عدم سالمة الحواس السمع أو البصر أو جهاز النطق‪ ،‬العرج‬
‫والشلل‪ ،‬الربو وضيق التنفس‪.‬‬
‫‪ -‬الحاالت النفسية مثل‪ :‬الخجل‪ ،‬القلق‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬االنطواء‪ ،‬الخوف المرضي‪،‬‬
‫الوسواس‪ ،‬توهم المرض‪.‬‬
‫وليست كل حالة من تلك الحاالت يتم بحثها على الفور‪ ،‬ولكن إذا الحظ المرشد الطالبي‬
‫أن تلك الحالة التي يعاني منها الطالب قد أثرت في سيره الدراسي أو األخالقي بصورة‬
‫عكسية‪.‬‬

‫أدوات دراسة الحالة‬


‫‪1‬ـ السيرة الذاتية‬
‫وهي ما يكتبه الطالب المعني بالدراسة عن حاله وما يعانيه‪ ،‬وما تتم معرفته عنه من‬

‫‪252‬‬
‫أسرته ومدرسيه وتاريخه النمائي واالجتماعي والصحي ‪...‬أما الطالب الذي ال يستطيع‬
‫التعبير عن مشاعره أو أفكاره فتستخدم معه أساليب نفسية أخرى‪ ،‬كاستخدام الرسم‬
‫واللعب للتعبير عن الحالة النفسية للتلميذ خاصة‪ ،‬صغار األعمار‪.‬‬
‫‪-2‬المقابلة‬
‫تعتبر المقابلة من أهم الوسائل التي يحصل بها الممارس المهني على حقائق الموقف‬
‫اإلشكالي من المصادر األخرى‪ ،‬ومن خالل المقابلة يالحظ السلوك أيضاً‪.‬‬
‫كما أنها تعتبر وسيلة عالجية هامة لمواجهة الكثير من المشكالت التي تحتاج إلى إفراغ‬
‫وجداني‪.‬‬
‫إذن فهي تمثل عصب عملية المساعدة والدعامة األساسية لها‪ ،‬إنها اجتماع المرشد‬
‫بالتلميذ وجها ً لوجه وهي طريقة يتمكن بها من تحقيق أهداف الدراسة عن طريق تبادل‬
‫المعلومات الوافية‪.‬‬
‫والمقابلة قد تكون داخلية أو خارجية‪ .‬داخلية وهي تلك المقابالت التي تتم داخل المؤسسة‪،‬‬
‫والخارجية قد تكون في المنزل أو أي مصدر من مصادر الحصول على المعلومات‪.‬‬
‫تتلخص األهداف الدراسية للمقابلة‪ ،‬أنها‪:‬‬
‫‪ -‬وسيلة أساسية لنمو العالقة‪.‬‬
‫‪ -‬األسلوب األساسي للتعرف على حقائق خاصة بسمات التلميذ الشخصية والجسمية‬
‫واالنفعالية‪ ،‬العقلية‪ ،‬االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬وسيلة لجمع المعلومات والوصول إلى الحقائق من مصادرها األولية‪.‬‬
‫‪ -‬وسيلة أساسية لالتصال من خبراء متخصصين‪.‬‬
‫أما األهداف العالجية للمقابلة فهي‪:‬‬
‫‪ -‬وسيلة لتقوية ذات التلميذ‪.‬‬
‫‪ -‬وسيلة هامة لتعديل اتجاهات األفراد المحيطين بالتلميذ‪.‬‬
‫‪ -‬وسيلة هامة للتنفيس الوجداني والتعبير عن المشاعر السلبية‪.‬‬
‫‪ -‬وسيلة سريعة للبت في الموقف اإلشكالي في المقابالت األولية‪.‬‬
‫‪ -‬تزيل عوامل القلق والمخاوف‪.‬‬
‫‪ -‬وسيلة أساسية للتعامل مع دفاعات التلميذ‪.‬‬
‫أساليبها‬
‫اإلنصات الواعي أو االستماع الجيد المتجاوب‪ :‬و يعني الحوار المعني والتجاوب‬

‫‪253‬‬
‫المتبادل بين التلميذ والمرشد باستخدام أساليب مختلفة منها التعبير‪ ،‬اإليماءة‪ ،‬التعليق‬
‫القصير‪ ،‬أو بإعادة بعض عبارات التلميذ‪.‬‬
‫فاإلنصات الجيد يحقق القيم اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬يوحي للتلميذ بأن وقت المرشد من حقه‪.‬‬
‫‌‪ -‬يحقق اإلنصات الجيد اعتبار الذات ويشعر التلميذ بقيمته مما يجعله أكثر تعاونا ً‬
‫واستجابة للمرشد‪.‬‬
‫‪ -‬يهيىء لمالحظة التلميذ من جميع جوانبه‪.‬‬
‫‌‪ -‬يساعد على تفهم جوانب الموقف اإلشكالي وحقائقه‪.‬‬
‫‪ -‬يساعد المرشد على استجماع أفكاره وتقييمها‪.‬‬
‫‌‪ -‬يساعد على االستقرار النفسي والمهني للمرشد‪.‬‬
‫‪ -‬يعد وسيلة عالجية هامة مع األنماط المضطربة الشخصية الذين حرموا من التعبير‬
‫عن مشاعرهم وأفكارهم ‪ ،‬فهو وسيلة لتفريغ الشحنات واالنفعاالت السلبية‪.‬‬
‫ويتطلب اإلنصات مهارات معينة أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬إشعار التلميذ بأن المرشد ينصت له بقلبه وعقله‪.‬‬
‫‪ -‬حس مرهف من قبل المرشد لكل ما يعبر عنه التلميذ‪.‬‬
‫‌‪ -‬تجاوب لكل ما يقوله من أفكار‪.‬‬
‫‪ -‬تحرير الطاقات الصحية والنفسية‪.‬‬
‫‪ -‬التخلص من المشكالت الخاصة االجتماعية‪.‬‬
‫استخدام أساليب االستفهام‪ :‬االستفهام وسيلة هامة من وسائل المقابلة للتعرف على‬
‫حقائق هامة عن الموقف اإلشكالي‪ ،‬فاألسئلة هي المثيرات المباشرة التي تدعو التلميذ‬
‫إلى استجابة معينة‪.‬‬
‫ولذلك نتساءل عن طبيعة األسئلة التي يوجهها المرشد للتلميذ؟‬
‫‪ -‬تبدأ األسئلة عندما ينتهي التلميذ من كالمه‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يكون التلميذ من النوع الحذر الذي ال يتحدث إال بقدر ويلتزم الصمت منذ‬
‫البداية‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي أال تكون األسئلة متكررة وتأخذ شكل االستجواب‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يريد المرشد استجالء بعض المواقف الهامة عن الموقف اإلشكالي أو بيانات‬
‫محددة‪.‬‬

‫‪254‬‬
‫‪ -‬أن يكون االستفهام وسيلة إلشعار العميل باهتمام المرشد‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون االستفهام لتحقيق أهداف عالجية للمضطربين نفسيا ً أو الشبه عصبيين‬
‫وضعاف العقول والذين يخافون الغرباء أو األطفال الذين يعانون عيوبا ً في الكالم‪.‬‬
‫‪ -‬أن تهدف األسئلة إلى تحويل المناقشة من موضوع إلى آخر عند الحاجة‪.‬‬
‫ولذلك هناك شروط أساسية يجب أن تراعى عند إلقاء األسئلة وهي‪:‬‬
‫‪ -‬أال يكون السؤال مباغتا ً لتفكير التلميذ‪ ،‬بحيث يقطع تسلسل أفكاره خالل سرده لحقائق‬
‫الموقف‪.‬‬
‫‪ -‬أال يكون السؤال محبطا ً لمشاعر اللحظة التي يعيشها التلميذ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون للسؤال هدف واضح ويشعر التلميذ بهذا الهدف‪.‬‬
‫‪ -‬أن يراعى التدرج الهادئ في توجيه األسئلة التحويلية‪.‬‬
‫‪ -‬أن تراعى الصياغة المناسبة لألسئلة‪ ،‬فالسؤال يكون بسيطا ً وواضحا ً ويكون مفتوحا ً‬
‫قدر اإلمكان مع تجنب األسئلة الملتوية أو اإليجابية أو الساخرة‪.‬‬
‫‪ -‬طريقة طرح السؤال تحدّد معناه ‪،‬من حيث اختالف حدّة الصوت وسرعته ونبراته‬
‫تقطع أو مدّ كلمة أو التوقف الفجائي‪ ،‬لذلك يجب مراعاة الطريقة‬ ‫ونغماته أو تركيز على ّ‬
‫التي يُلقى بها السؤال بحيث يحقق الهدف منه‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ المالحظة‬
‫نشاط عقلي يدور حول المدركات الحسية واإلدراك الحسي يسبق اإلدراك العقلي‪ ،‬وتفيد‬
‫المالحظة في ما يقوله العميل لفظيا ً وما ال يقوله لفظياً‪.‬‬
‫وللمالحظة شروط أساسية وهي‪ :‬سالمة الحواس‪ ،‬اليقظة وسرعة البديهة‪ ،‬سالمة‬
‫التقديرات والمقاييس‪ ،‬التهيؤ النفسي والجسمي للمقابلة‪ ،‬القدرة على التمييز بين الصفات‬
‫المختلفة‪ ،‬اإلدراك العقلي‪ ،‬عدم التحيز‪ ،‬النضج االنفعالي‪.‬‬
‫ومن أهم مناطق المالحظة هي‪:‬‬
‫ـ مالحظة الجوانب الجسمية‬
‫وهي تشمل الجوانب الخارجية المظهرية من حيث الملبس والنظافة والطول والبدانة‬
‫أو القصر إلخ‪ ..‬وكذلك المظاهر الصحية الواضحة مثل العاهات الظاهرة ‪،‬أو األزمات‬
‫العصبية والتهتهة وغيرها‪.‬‬
‫ـ الجوانب النفسية واالنفعالية‪ :‬وهي االنفعاالت الواضحة والمقنعة‪:‬‬
‫* الواضحة‪ :‬مثل الغضب والحزن والخوف والقلق والكراهية التي تظهر في نبرات‬

‫‪255‬‬
‫الصوت والحركات العصبية كالبكاء‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫* المقنعة‪ :‬هي خلق أساليب المقاومة المختلفة مثل إنكار الغضب بافتعال المرح‪ ،‬أو‬
‫إسقاط كراهيته لشخص معين باتهام المرشد بكراهيته له أو تحويل خبرات سابقة‬
‫حبا ً أو كرها ً على أنماط معينة‪.‬‬
‫‪ -‬الجوانب العقلية والمعرفية‪ :‬القدرة اإلدراكية العامة من حيث تمتع التلميذ بقدرة الذكاء‬
‫االجتماعي أو اإلدراك الواضح الواقعي لمشكلته والقدرة على التفكير المنطقي‬
‫والقدرة على التركيز واالنتباه والتسلسل المنطقي في الحديث‪.‬‬
‫‪ -‬الجوانب السلوكية واالجتماعية ‪:‬وتعني أسلوب التلميذ في الحديث وطريقته في اإلجابة‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة نمو العالقة‪ :‬أي مالحظة أسلوب تجاوب التلميذ ومدى ارتياحه للمرشد‪.‬‬
‫ـ مالحظة لحظات الصمت‪ :‬أي مالحظة الفترات التي يصمت فيها التلميذ ومحاولة‬
‫تفسير أسباب ذلك‪.‬‬
‫والمالحظة ال ترتبط بالمقابلة الداخلية في المدرسة بل تمتد لتشمل أيضا ً جوانب متعددة‬
‫في المقابالت الخارجية في المنزل‪ ،‬كأن يالحظ التلميذ في أسرته وعالقته بهم‪ ،‬وأسلوبه‬
‫في التعامل وانفعاالته المختلفة وانفعاالت المحيطين به‪ ،‬كما يالحظ المكان واالهتمام‬
‫بنظافته وغيرها من األمور الظاهرة‪ ،‬كما يالحظ التلميذ أيضا ً في مكان دراسته من‬
‫حيث عالقاته بزمالئه ومعلميه ومشاعرهم نحوه أيضاً‪.‬‬
‫وصف المشكلة بعد المقابلة والمالحظة‬
‫المقصود بوصف المشكلة توضيح الظروف واألعراض التي رافقت حدوث المشكلة‬
‫والمظاهر الخارجية التي لوحظت على الحالة كالعدوانية‪ ،‬الخجل‪ ،‬الغياب عن المدرسة‪،‬‬
‫النوم في الفصل دون ذكر أسباب المشكلة أو التعرض للجهود العالجية ‪.‬‬
‫ما هي األفكار التشخيصية األولية؟‬
‫هذا أول ما يتبادر إلى المرشد من األسباب التي أدت إلى المشكلة ولكن ما يذكره‬
‫المرشد في هذا النوع من التشخيص‪ ،‬ليس بالضرورة أن تكون األسباب الحقيقية بل‬
‫يمكن تغييرها مستقبالً عندما تكتمل الصورة عن المشكلة‪ ،‬وعندما يفهم الباحث المشكلة‬
‫بصورة أكثر بحسب ما يتوافر لديه من معلومات‪.‬‬
‫متى تتم إحالة المشكلة للجهات المختصة؟‬
‫عندما يدرك المرشد أن المشكلة التي بحوزته ليس بمقدوره أن يقدم لها المساعدة‬

‫‪256‬‬
‫المطلوبة إما لنقص في قدرات المرشد‪ ،‬أو أنها ليست ضمن نطاق عمله التخصصي‬
‫فيعمل على تحويلها إلى شخص آخر أكثر منه خبرة ودراية وتدريبا ً أو يحيلها إلى‬
‫مراكز العالج النفسي ‪.‬‬
‫‪ - 4‬الرسم‬
‫لغة الرسم‪:‬‬
‫عندما نقول إن الرسم لغة‪ ،‬فالمراد بكلمة لغة القدرة على استعمال عالمة شفهية أو‬
‫مكتوبة أو مرسومة لتحديد حقيقة يكون لها مفهوم معين عند الفرد‪ ،‬ثم يتم التوصل إلى‬
‫هذا المفهوم من خالل النشاط التمثيلي‪.‬‬
‫والرسم‪ ،‬بالنسبة للمريض النفسي‪ ،‬لغة لنقل بعض المعاني واألفكار‪ ،‬فاللغة أصالً وسيلة‬
‫لنقل المعرفة والمعاني من شخص آلخر‪ .‬والمريض النفسي حين يرسم ال يهتم بالمعاني‬
‫الجمالية في معظم األحيان بقدر اهتمامه بإرسال رسالة للمعالج‪ .‬ودرجة التفاوت في‬
‫رسم المريض ترتبط بثقافة المريض ودرجة تعلمه‪.‬‬
‫إن الدراسة النفسية لرسوم األطفال تتضمن الكشف عن طبيعة هذه الرسوم‪ ،‬من خالل‬
‫مالحظات عرضية أو مقصودة‪ ،‬ويتم ذلك من خالل تتبع الطفل وتسجيل كل ما يقوم به‬
‫من رسوم ووضع تاريخ وموضوع كل لوحة رسمها في ملف الرسم‪ ،‬وتسجيل تعليقات‬
‫الطفل المصاحبة لكل لوحة ووقت الرسم‪.‬‬
‫هذه الطريقة تتميز بالحصول على الرسوم في ظروف تلقائية ال ضغط فيها من الخارج‪،‬‬
‫والذي يعيبها أنها ذات طابع فردي‪ ،‬وأن ما قد يسجله فرد ليس بالضرورة قاعدة لكل‬
‫األفراد‪ ،‬كذلك احتمال تقدم طفل في النمو على طفل آخر أو تخلفه عنه‪ ،‬إضافة إلى‬
‫أن بعض ظروف البيئة قد تساعد طفالً وظروفا ً أخرى قد تؤثر في نشاطه‪ .‬لذلك فإن‬
‫الدراسات النفسية لرسوم األطـفال تُحتّم االهتمام بها لكشف طبيعة هذه الظاهرة وتبويبها‬
‫وتصنيفها باعتبارها مفاتيح للكشف عن شخصية األطفال وأنماطهم واتجاهاتهم‪.‬‬
‫في العيادة النفسيـة توجد أنواع من االختبارات يقوم األخصائي النفسي بإجرائها ضمن‬
‫أساليب الرسم اإلسقاطي‪( ..‬رسم الشخص)‪( ،‬رسم حيوان وذكر قصـة عنه)‪( ،‬رسم‬
‫عائلة)‪ ( ،‬تكميل الرسم)‪( ،‬رسم المنزل‪ ،‬والشجرة)‪ ...‬والرسوم اإلسقاطية تناسب الطفل‬
‫ألنها أسلوب غير لفظي ووسيلة لالتصال ببيئته‪ ،‬وتفيد مع الطفل الخجول‪ ،‬ومن يعاني‬
‫البكم‪ ،‬وصعوبات في القراءة‪ ،‬ومن تفكير حسي بشكل عام‪ ،‬ويستطيع المرشد التربوي‬
‫االستفادة منها لتحليل المشكلة ودراسة نفسية األطفال‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫نقاط هامة في تحليل رسوم األطفال‬
‫‪ -‬ليس هناك طريقة واحدة ومحدّدة لتحليل وتفسير الرسوم وداللتها‪ ،‬إال من خالل التعامل‬
‫معها في إطار المعلومات التي يستمدها الفاحص أثناء دراسة حالة الطفل المفحوص ‪،‬‬
‫ألن رسم الطفل للشكل اإلنساني مثالً عائد لكونه مألوفا ً لديه‪ ،‬وسلوكه أثناء قيامـه بالرسم‬
‫له داللته ألنه استجابة لحالته النفسية بشكل عام ‪.‬‬
‫‪ -‬يوجد اتجاهان في تحليل وتفسير الرسم أحدهما يُتخذ منه أداة لمعرفة المستوى المعرفي‬
‫للطفل كاختبار رسم الرجل " لجود انف " الذي انبثقت فكرته على مسلّمة منطقها أن‬
‫الطفل يرسم ما يعرفه ‪ .‬وكلما رسم الطفل أجزاء أكثر وتفاصيل أدق حصل على درجة‬
‫أعلى في الذكاء‪ ،‬كما تؤكد ذلك جميع الدراسات التي أُجريت ‪ .‬أما االتجاه الثاني فقائم‬
‫على الرجوع في تفسير الرسم وفقا للنظرية اإلسقاطية للرسم القائمة على الحتمية‬
‫النفسيـة ‪ ،‬وأثر الدوافع الالشعوريـة حيث يكون التركيز على معرفة األبعاد المختلفة‬
‫لشخصية المفحوص كتوافقه النفسي ‪ ،‬ومفهومه عن ذاته وتقديره لها ‪ ،‬واتجاهاته نحو‬
‫أسرته ومدرسته وتعبيره عن أفكاره وانفعاالته ‪.‬‬
‫‪ -‬رسم الطفل ال يخلو من الغموض ‪ ،‬والصعوبة رغم تلقائيته لذا فإن المالحظات التي‬
‫يدونها الفاحص عن سلوكه أثناء الرسم لها داللتها إذا ربطت بالتعليقات والتساؤالت عن‬
‫الرسم بعد انتهاء الطفل من الرسم‪ .‬ألن المؤثرات في اختبار الرسم غير محددة تقريبا ً‬
‫تحديدا ً كميا ً كما في اختبارات الذكاء األخرى كمقياس وكسلر ‪ ،‬وبينيه للذكاء‪ ...‬لذا ال‬
‫يعتمد على الدرجة التي يحصل عليها المفحوص في الرسم مستقلـة عن االختبارات‬
‫األساسية للذكاء‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان الطفل طبيعيا ً في ذكائه فإن مشاكله ‪ ،‬واضطراباته ‪ ،‬وعدم توافقه إذا استبعدت‬
‫العوامل العضوية تعود بشكل عام إلى أسرته أو مدرسته أو كليهما معا ً كل يغذي‬
‫اآلخر‪ ...‬وهذا يتطلب التعامل مع الطفل داخل دائرة األسرة والمدرسـة من زوايا عــدة‬
‫أهمها تعديل ‪ ،‬وتغيير في اتجاهات ‪ ،‬ومعتقدات العالقـة التي تحكم الوالدين مع طفلهما‬
‫‪ ..‬مع منح األبوين أو المعلمين األساليب التربوية البديلة‪.‬‬
‫‪ -‬إن القصص التي يذكرها األطفال ‪ ،‬والتعليقات التي يضيفونها على رسومهم‪ ،‬ذات‬
‫داللة وفائدة في تحليل وتفسير انفعاالت الطفل ومشكالته التي تدعم استنتاجات الفاحص‬
‫ضمن المعلومات التي جمعت أثناء إجراء االختبار والجلسات العالجية ‪ ،‬إضافة إلى‬

‫‪258‬‬
‫الحقائق واألعراض التي يذكرها الوالدان أو أحدهما أو يالحظها الفاحص‪ ،‬ألن الطفل‬
‫يعبر وفقا ً لمبدأ " التقمص " للشكل الذي يرسـمه المشابه له في النوع ‪.‬‬
‫‪ -‬إن عملية اإلسقاط تتعرض للتحريف بالقدر الذي يكون فيه اإلسقاط وظيفة دفاعية‪،‬‬
‫وبالقدر الذي تطفو فيه كثرة الجزئيات والسطحيات في الرسم مثال الوسواس القهري‪،‬‬
‫من دون أن يقابلها في عالم الواقع‪.‬‬
‫‪ -‬كل وحدة مرسومة تثير في المفحوص ارتباطات شعورية والشعورية‪.‬‬
‫تفسير الشخصية‬
‫ومن خالل تحليل الرسوم للمرضى النفسيين من األطفال يمكن استخالص دالئل وأسس‬
‫صالحة لتفسير الشخصية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الرسوم التلقائية العاكسة لداخل الطفل تعتبر خاصية لألطفال ذوي المشاكل‬
‫العاطفية الحادة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬يشير عدم تناسق األحجام واألبعاد في الصور إلى وجود شحنة عاطفية متزايدة‬
‫لدى الطفل تجاه الشخص الذي يرسمه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬يكشف غياب اللون في بعض العناصر في اللوحة عن فراغ عاطفي وأحيانا ً نزعة‬
‫ضد المجتمع‪.‬‬
‫تحليل الرسوم‬
‫‪ -‬وإذا أردنا تحليل الرسومات العفوية (الشخبطة) التي تصدر من شخص‪ ،‬فال بد من‬
‫االطالع على بعض األمور المهمة قبل معرفة نوع الشكل‪ ،‬وهناك دراسات عديدة قام‬
‫بها تربويون في الفن وكان من أبرزها‪:‬‬
‫شكل الشخبطة وأين تقع‬
‫‪ -‬فإذا وقعت في يمين الصفحة‪ ،‬فإن تفكيره يركز على الماضي ولديه بعض الخوف‪.‬‬
‫‪ -‬أما إذا كانت في شمال (يسار) الصفحة‪ ،‬فإن تفكيره مركز على المستقبل وأنه منجز‬
‫في عمله ويحب الحياة‪.‬‬
‫‪ -‬أما إذا كانت في وسط الصفحة‪ ،‬فإنها تعني أن الشخص بحاجة إلى االنتباه ويطلب‬
‫الحرية‪.‬‬
‫‪ -‬وإذا كانت في الصفحة من أعلى‪ ،‬فإن خياله واسع وروحاني‪ ،‬وفي حالة تحمس دائم‪.‬‬
‫‪ -‬وآخرها في أسفل الصفحة‪ ،‬يقوم بها بعض من لديه كآبة ونظرة حرجة للحياة‪.‬‬

‫‪259‬‬
‫الكتابة والرسوم الهندسية‬
‫‪ -‬وننتقل بعد ذلك إلى الكتابة‪ ،‬فإذا قام الشخص بتظليل الحروف فإنه تعبير عن القلق‬
‫والتوتر‪.‬‬
‫أما عن األشكال الهندسية‪ :‬فرسمها بتلقائية أثناء المذاكرة أو االطالع يعني أن صاحبها‬
‫متسامح سلمي كريم‪ ،‬وتقسم كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬رسم المربع‪ ،‬محدود في التعامل‪ ،‬مقتصد‪.‬‬
‫‪ -‬رسم المثلث‪ ،‬سرعة الحكم في المواقف المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬رسم النجوم‪ ،‬منضبط ينفذ ما يطلب منه‪ ،‬وحكمه موضوعي‪.‬‬
‫ومن األمور المهمة‪ ،‬مالحظة المفحوص في طريقة وضع اليد على القلم‪ ،‬فإن قوة ضغط‬
‫القلم على الورق لها عالقة قوية بالمفحوص‪:‬‬
‫‪ -‬فإذا كان الضغط ثقيالً‪ ،‬فإن نشاطه كبير وطاقته عالية‪ ،‬وعصبي‪ ،‬وأحيانا ً متحمس‬
‫ولديه ثقة بنفسه‪.‬‬
‫‪ -‬وإذا كان الضغط متوسطاً‪ ،‬فهو يعني شخصية متوازنة ومنظمة ومرتبة‪.‬‬
‫‪ -‬وإذا كان الضغط خفيفاً‪ ،‬فإنه يتأثر بالمواقف بسرعة‪ ،‬وهو عاطفي ورومانسي وخجول‬
‫أحياناً‪.‬‬
‫مالحظة رسوم األطفال‬
‫وننتقل بعد ذلك إلى األطفال‪ ،‬فيجب على المرشد والمعلم واآلباء واألمهات والمحيطين‬
‫بهم مالحظة رسومات أطفالهم من حيث‪:‬‬
‫‪ -‬الرسم بالنسبة للطفل لغة للتعبير أكثر من كونه وسيلة لخلق شيء جميل‪.‬‬
‫‪ -‬الطفل في مراحل حياته األولى يرسم ما يعرفه ال ما يراه‪.‬‬
‫‪ -‬المبالغة والحذف‪ ،‬سمة السنوات األولى في حياة الطفل‪ ،‬إذ يبالغ في رسم األب‪ ،‬فمثالً‬
‫يجعله أكبر من المنزل‪.‬‬
‫‪ -‬يغلب التعبير التسطيحي‪ ،‬وكلما تقدم في السن زاد إدراكه للنسب بين األشياء‪.‬‬
‫الرسم ومشكالت الطفل النفسية‬
‫كيف تعرف أن الطفل لديه مشكالت نفسية أو عقلية؟‬
‫‪ -‬عدم إحكامه العالقة بين األشكال‪ ،‬فمثال يرسم اليدين خارجتين من الرأس‪.‬‬
‫‪ -‬عدم التناسب الزائد في الرسم‪.‬‬
‫‪ -‬التكرار اآللي لألشكال‪.‬‬

‫‪260‬‬
‫‪ -‬قلة التفاصيل‪.‬‬
‫‪( -‬تشتت األفكار) فالرسم أقرب للجمود‪.‬‬
‫كيف تعرف أن الطفل لديه ميل للعزلة؟‬
‫‪ -‬تصغير حجم الوحدات المرسومة‪.‬‬
‫‪ -‬اقتصار الرسم على جهة واحدة‪ ،‬وفقدان التنظيم‪ ،‬وعدم إكمال الرسم‪.‬‬
‫‪ -‬وضع الرسم داخل إطار‪.‬‬
‫كيف تعرف وجود النزعة العدوانية عند الطفل‪ ،‬من خالل رسوماته؟‬
‫‪ -‬المبالغة في حجم الفم‪.‬‬
‫‪ -‬استطالة األذرع‪.‬‬
‫‪ -‬التأكيد على إظهار األسنان‪.‬‬

‫ويمكن تلخيص الفوائد الناجمة عن استخدام الرسم مع األطفال فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬التعبير عن الحاجات والرغبات والدوافع التي ال يستطيع األطفال التلفظ بها شفهياً‪.‬‬
‫‪ -‬البحث عن الصراعات الدفينة في الشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على المشكالت السلوكية واالنفعالية التي يعانيها الطفل‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على شبكة العالقات االجتماعية التي يعيش في ظلها الطفل‪ ،‬واألشخاص‬
‫المؤثرين في حياته‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على مدى عالقة الطفل بأشخاص معينين ومدى المشاعر اإليجابية أو السلبية‬
‫التي يكنها نحوهم‪.‬‬
‫‪ -‬تفريغ طاقات الطفل في أمور إيجابية مثمرة‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على األلوان وعالقتها بالطبيعة والحياة االجتماعية المحيطة‪ ،‬ودالالت‬
‫استخدام األطفال لها في رسومات الطفل‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية الحس الجمالي والذوق الفني عند الطفل‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية روح الخيال عند الطفل‪.‬‬
‫‪ -‬تفريغ الشحنات االنفعالية السلبية كالغضب والعدوان والخوف‪.‬‬
‫‪ -‬وسيلة للتعبير والتواصل مع اآلخرين عند األطفال االنطوائيين‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على الحالة التي يعيشها الطفل أثناء الرسم كالخوف والغضب والقلق‪.‬‬
‫‪ -‬قياس التطورات العالجية التي وصل إليها الطفل بعد إخضاعه للعالج‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على جوانب القوة والضعف الموجودة عند الطفل‪.‬‬

‫‪261‬‬
‫خامساً‪ :‬فنيات في العالج‬
‫أ ـ العالج باللعب‬
‫خطة العالج‬
‫يعتمد عالج المشكالت النفسية واالجتماعية على مدى ما توفر للمرشد من معلومات‬
‫عن الحالة‪ ،‬وعلى مدى فهم المرشد للمشكلة فهما ً صحيحا ً دقيقاً‪ ،‬ليتمكن من خالل ذلك‬
‫من وضع خطة عالجية مناسبة للحالة التي بين يديه ‪.‬‬
‫كما أن العالج يعتمد اعتمادا ً كليا ً على إزالة األسباب الذاتية والبيئة التي كونت المشكلة‪،‬‬
‫وتخليص المسترشد من تأثيراتها الضاغطة عليه ‪ ،‬ولكن ليس بمقدور المرشد إزالة كل‬
‫األسباب ألن هناك أسبابا ً ال يمكن إزالتها أو القضاء عليها‪ ،‬ولكن يمكن أن يعمل المرشد‬
‫على التخفيف من وقعها على المسترشد ‪ ،‬ومساعدته في التكيف مع وضعه المزري‪،‬‬
‫وهذا في حد ذاته أفضل من ترك الطالب عرضة للصراع والتوتر والقلق‪ .‬وعالج‬
‫المشكالت النفسية واالجتماعية يعتمد اعتمادا ً كليا ً أيضا ً على التشخيص الدقيق بنوعيه‬
‫التشخيص الذاتي والتشخيص البيئي وال ينبغي التفكير بأن تقسيم التشخيص إلى ذاتي‬
‫وبيئي أنهما منفصالن ولكنهما متداخالن يؤثر بعضهما في اآلخر‪.‬‬
‫ُعرف العالج باللعب بأنه أسلوب عالجي لمساعدة الطفل الذي يمر بصعوبات انفعالية‬ ‫ي ّ‬
‫مروا بصعوبات عائلية مثل حاالت‬ ‫أو صدمة‪ ،‬وهو يستخدم بفاعلية مع األطفال الذين ّ‬
‫الطالق ‪ ،‬واإلساءة ‪ ،‬والعدوان‪ .‬والعالج باللعب مجموعة من التقنيات التي يتمكن الطفل‬
‫من خاللها أن يشعر بالحرية الكاملة في التعبير عن ذاته بصورة كافية وبأسلوبه الخاص‬
‫كطفل ‪ ،‬حتى يتمكن في نهاية األمر من تحقيق اإلحساس باألمن والفاعلية والجدارة من‬
‫خالل االستبصار االنفعالي‪.‬‬
‫إن الهدف من العالج باللعب هو إزالة األلم االنفعالي الناتج عن اإلساءة من خالل‬
‫األدوات التعبيرية والخيالية المختلفة ‪ ،‬إضافة إلى أنه يساعد الطفل في التعبير الذاتي ‪،‬‬
‫كما أنه يجعل الطفل يستحضر انفعاالته المخيفة ويواجهها ‪.‬‬
‫واستخدمت طريقة العالج باللعب كطريقة فعالة للعالج النفسي بالنسبة لألطفال الذين‬
‫يعانون بعض المخاوف والتوترات النفسية ‪ ،‬واستخدم "فرويد" اللعب كطريقة في‬
‫العالج النفسي ألول مرة مع ابن صديق له كان يخاف من الخيول إذ قام الطفل "هانز"‬
‫بتمثيل دور الحصان في ألعابه التلقائية لمرات متعددة وبعد ذلك تخلص من مخاوفه من‬
‫الخيول التي أصبحت مألوفة له‪ ،‬وقد استخدمت "ميالني كلين" اللعب التلقائي بديالً عن‬

‫‪262‬‬
‫التداعي الحر الذي كان "فرويد" قد استخدمه في عالج الكبار ‪ .‬لقد افترضت "ميالني"‬
‫أن ما يقوم به الطفل في اللعب الحر يرمز إلى الرغبات والمخاوف والصراعات غير‬
‫الشعورية وهو ما يتطلب من الطبيب النفسي إقامة عالقة خاصة مع الطفل‪ ،‬فيمثل دور‬
‫الشخص العادي بينما يقوم الطفل بتوضيح عدد من األدوار التي تعبر عن عالقاته‬
‫الحقيقية مع الناس أو شعوره نحوهم ‪.‬‬
‫من الجدير بالذكر أن العالج الفردي الذي يتم اختياره عند التعامل مع األطفال الصغار‬
‫العدوانيين إنما يتمثل في العالج باللعب‪ ،‬وفي مثل هذه الحالة غالبا ً ما يكون العالج‬
‫باللعب هو العالج المفضل ألن الطفل الصغير غالبا ً ما يكون غير قادر على االستفادة‬
‫من نمط العالج التقليدي‪ ،‬أي العالج بالكالم‪ ،‬أو يكون غير راغب باالستفادة منه‪.‬‬
‫أيضا ً إننا عادة ننظر إلى اللعب على أنه الطريق إلى الشعور الطفل ‪ .‬ومن جانب آخر‬
‫فإن اللعب يعتبر في الواقع الوسيلة التي يقوم الطفل من خاللها بالتعبير عن خياالته‪،‬‬
‫وهو األمر الذي يكشف للمعالج حال حدوثه عن دوافع الطفل ورغباته وصراعاته‬
‫الالشعورية ‪ .‬والهدف من العالج باللعب يتمثل في إطالق سراح األمور الجنسية‪،‬‬
‫وأيضا ً تلك التي تتعلق بالكره والغيرة عن طريق اللعب‪ .‬خالل مضمار العالج يحل‬
‫سلوك اللعب المناسب محل العدوان االندفاعي وغير المناسب‪ ،‬وهو ما يسمح بدوره‬
‫بحدوث النمو العادي‪ ،‬وإعادة استبدال المحفزات العدوانية بالتفكير والخيال وإعادة‬
‫التوجيه ‪ .‬وتعد الوسيلة التي يتم بمقتضاها مثل هذا التغير هي "االنتقال" التي تعد بمثابة‬
‫عملية سيكولوجية يحدد فيها الطفل في البداية أل "هو" الخاص به وذلك مع المعالج ‪،‬‬
‫ثم يكتسب البصيرة مع مرور الوقت‪ ،‬ويطور األنا األعلى من تلقاء نفسه ‪.‬‬
‫تص ّمم بيئة اللعب بحسب اهتمامات الطفل وخبراته وقدرته على التعلم ‪ ،‬وقد يتحسن‬
‫مستوى االنتباه وتقل المظاهر السلوكية غير المقبولة لدى األطفال الذين يعانون قصورا ً‬
‫في االنتباه المصحوب بالنشاط الزائد‪ ،‬حينما نوفر لهؤالء األطفال ألعابا ً وأنشطة جديدة‬
‫وغريبة وغير مألوفة‪ ،‬وهذا يؤكد ما جاء به "بافلوف" في العشرينيات من القرن‬
‫الماضي عندما ذكر أن الفرد يعير انتباهه واستجاباته إلى المثيرات الغريبة في البيئة‬
‫المحيطة به‪ ،‬وتلك االستجابة االنعكاسية تجعل الفرد يركز انتباهه على التحديات‪ ،‬ويزيد‬
‫من فاعلية القدرات العقلية‪ ،‬ويتمكن من تكوين معرفة جديدة‪.‬‬
‫ومن خالل اللعب ينغمس األطفال في نشاط معرفي نابع من ذواتهم‪ ،‬و حيث إن استخدام‬
‫ألعاب مصممة أو منتقاة‪ ،‬وبشيء من التوجيه من قبل المعلم فمن الممكن أن تكون‬

‫‪263‬‬
‫ذات أثر فعال في خفض النشاط الزائد لدى األطفال ‪ ،‬كما أن األنشطة واأللعاب الحرة‬
‫خارج الغرف الصفية كالمشي في مناطق طبيعية واأللعاب الكروية ذات فائدة كبيرة‬
‫في تنشيط الدماغ وزيادة قدرته على االنتباه والتركيز على المهمات والهدوء ‪ ،‬وهذا ما‬
‫أشارت إليه الدراسة التي أجراها "ميشال" في جامعة نيويورك على األطفال ممن لديهم‬
‫اضطراب مصدر االنتباه ‪ /‬فرط النشاط (‪ ، )ADHD‬حيث طلب من األطفال الركض‬
‫لمدة عشرين دقيقة ضمن جلسات عالجية منظمة ‪ ،‬ولعدة أيام ‪ ،‬ثم زيادة مدة ركضهم‬
‫ألربعين دقيقة وتبين تحسن مستوى االنتباه وخفض سلوكيات النشاط الزائد لديهم‪ ،‬وذلك‬
‫باستخدام مقاييس تقدير السلوك والمالحظة ‪.‬‬
‫كما أن األلعاب الرياضية ذات فائدة كبيرة‪ ،‬حيث قد يجلس أطفال اضطراب قصور‬
‫االنتباه‪/‬فرط النشاط (‪ )ADHD‬لساعات طويلة غارقين في متعة األلعاب التي‬
‫يمارسونها‪ ،‬ولذلك فهم يخضعون أنفسهم لجلسات تدريبية على إطالة فترة الجلوس‬
‫والهدوء وزيادة مستوى االنتباه لديهم الناتج من دوافع داخلية نابعة من اللعب‪ ،‬إضافة‬
‫إلى أن سلوكياتهم تكون مشابهة لسلوك األطفال العاديين وخاصة عندما يوعدون‬
‫بمكافآت مادية ‪.‬‬
‫وقد أشارت الدراسات إلى أنه يمكن اإلفادة من اللعب لتكوين سلوكيات اجتماعية‬
‫مرغوب بها وخفض السلوك االندفاعي والعدواني ‪ ،‬كما يؤدي اللعب إلى زيادة الحصيلة‬
‫اللغوية ‪ ،‬وزيادة قدرة الطفل على حل المشكالت ‪ ،‬وذلك من خالل تعرضه لمواقف‬
‫معينة تتطلب إيجاد الحلول لها ‪ ،‬كما تميزت الحلول المترتبة على اللعب باالبتكار نتيجة‬
‫العتماد الطفل على نشاطه الذاتي‪ ،‬وتجربته في أثناء اللعب واعتماده على مبادئ‬
‫المحاكمة العقلية والمحاولة والخطأ‪.‬‬

‫ب ـ العالج بالسيكودراما‬
‫كلمة السيكودراما مركبة من "‪ "Psycho‬الروح وكلمة "‪ "Drama‬الفعل وهي تعني‬
‫حرفيا ً "الدراما النفسية" والسيكودراما شكل من أشكال المعالجة النفسية من خالل‬
‫التقنيات المسرحية‪ ،‬واستخدام المسرح كوسيلة تربوية ‪ ،‬وأول من استخدم هذه التسمية‬
‫هو الطبيب النفسي الروماني "مورينو" الذي وضع أسس استخدام المسرح في العالج‬
‫النفسي في كتابه (حول السيكودراما)‪ .‬فالسيكودراما هي طريقة في العالج النفسي‬
‫طورها "مورينو" حيث يتم استخدام التقنيات الدرامية‪ ،‬والتي يقوم فيها الفرد بتمثيل‬

‫‪264‬‬
‫أدوار قد تتعلق بالماضي‪ ،‬أو بالحاضر‪ ،‬أو مواقف حياتية مستقبلية متوقعة‪ ،‬في محاولة‬
‫للحصول على فهم أكثر عمقا ً (استبصاراً) وتحقيق التفريغ (التنفيس) ‪.‬‬
‫والسيكودراما طريقة إسقاطية مفيدة في دراسة الشخصية والعالج النفسي ‪ ،‬وتتطلب‬
‫من الفرد أن يلعب دورا ً يحدد له في موقف معين على نحو تلقائي ‪ ،‬وقد تتضمن الدراما‬
‫شخصين أو أكثر‪ ،‬وهي تتناول موقفا ً ذا مغزى وأهمية في حياة شخص أو أكثر من‬
‫المشتركين في التمثيل‪ ،‬وقد يلعب دورا ً إما أن يمثل نفسه أو شخصية أخرى وهو مندمج‬
‫معها‪.‬‬
‫فهناك إذا ً عملية تفريغ متكاملة في العالج بالسيكودراما ألنه يتم تشجيع الفرد على أن‬
‫يتوحد مع مواقف ومشكالت اآلخرين‪ ،‬وبهذه الطريقة يجد األشخاص الذين كانوا يرون‬
‫أنفسهم في مواقف سابقة غير قادرين على الفرار من العزلة االنفعالية ‪ ،‬ويرون أنفسهم‬
‫من خالل العالج بالسيكودراما كجزء من العالقة القائمة مع الممثلين اآلخرين المشتركين‬
‫معهم في العمل الدرامي ‪ ،‬ومن ثم يحدث تعلم للسلوك (الفعل)‪ ،‬ألن القوة المبالغ فيها مع‬
‫اآلخرين تصبح قوة معدِّلة للسلوك‪ ،‬وذلك حين تُمثّـل المواقف المتعددة والمتباينة التي‬
‫تحيط بالصعوبة أو المشكلة وتطوقها‪ .‬وخالل مرحلة التمثيل السيكودرامي يتم استخدام‬
‫بعض التقنيات نذكر منها على سبيل المثال ال الحصر‪:‬‬
‫‪ -‬تكرار البروفة السلوكية‪ :‬وهي أحد أشكال لعب الدور الذي أصبح مقبوالً على نطاق‬
‫واسع في مجال التدريب على التو كيدية‪ ،‬وفي تعلم المهارات االجتماعية ‪ ،‬فاألدوار‬
‫التي تم تجسيدها يمكن أن يعاد تمثيلها مرة أخرى‪ ،‬وإعطاء تغذية راجعة والتعليم‬
‫والتدريب‪ ،‬واالقتداء بالنموذج‪ ،‬وإعادة التمثيل على نحو متكرر‪ ،‬تماما ً مثل بروفات‬
‫الحفالت الموسيقية أو الدرامية‪.‬‬
‫‪ -‬العمل مع مكونات نفسية مختلفة لنفس المريض ‪ ،‬وهذه المكونات يتم إدخالها في‬
‫حوار مع البعض اآلخر ‪ ،‬وحتى يمكن اختزال االضطراب والفوضى‪ ،‬فإن المعالج يقوم‬
‫بتوجيه كل دور كي يتحدث دون قطعٍ لكالم ‪ ،‬هذه التقنية بمقدورها أن تحول التناقض‬
‫الوجداني ‪ ،‬وكبح العواطف وتعطيلها إلى نموذج موثوق به‪ ،‬للتعبير عن الذات ‪.‬‬
‫‪ -‬طريقة الحديث على انفراد‪ :‬حيث يتحدث العميل مع جمهور المشاهدين دون أن يسمعه‬
‫اآلخرون الموجودون على المسرح‪ ،‬وهذه الطريقة تساعد العميل على أن يستجلب‬
‫مشاعره وأفكاره إلى حافة الوعي وإلى الخارج‪.‬‬
‫‪ -‬فنية مفاجأة النفس ‪ :‬أي مفاجأة البطل نفسه على المسرح في سياق األداء السيكودرامي‪،‬‬

‫‪265‬‬
‫وفيها يؤدي العميل دوره في المشهد الدرامي الذي قد يكون السير في طريق إلى بيته‬
‫عائدا ً من عمله ‪.‬‬
‫‪ -‬فنية قلب الدور ‪ :‬حيث يقترح فيه المعالج على المريض أن يتخيل ما يجب أن يكون في‬
‫الدور لدى اآلخر ذي الشأن‪ ،‬ثم يساعد المريض على نحو دافئ ألداء مهمته ‪ ،‬والهدف‬
‫يكون تشجيع الفهم على مستوى أكثر نضجا ً ‪.‬‬
‫فالسيكودراما هي أحد أهم األشكال العالجية فعالية لما تتمخض عنه من تحرير للمشاعر‬
‫المكبوتة ولما ينتج عنها من استبصار وفهم أكثر عمقا ً للذات ‪ ،‬مما يؤدي في النهاية إلى‬
‫إحداث تغيرات سلوكية إنشائية (بنائية) نسعى إلى تحقيقها‪.‬‬

‫خاتمة الحالة‬
‫تعني الخاتمة أهم التوصيات العالجية مع اإلشارة إلى نوعية الطريقة التي سيسلكها‬
‫المرشد في عالج المشكلة بدون تفصيل ‪ ،‬كما ينبغي اإلشارة إلى نقاط القوة لدى‬
‫المسترشد الستثمارها في العالج ونقاط الضعف لعالجها ‪.‬‬
‫الهدف العالجي ‪:‬لكل مشكلة من المشكالت النفسية واالجتماعية أهداف ‪ ،‬هذه األهداف‬
‫توجدها وتحددها الحالة المعنية بالدراسة ‪ ،‬ويمكن تلخيص أهم األهداف العالجية بما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تعليم المسترشد كيف يحل مشكلته بنفسه ويصنع قراره بنفسه أيضاً‪ ،‬دون الحاجة إلى‬
‫اللجوء إلى المرشد مستقبالً ‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة المسترشد في التغلب على المشكالت التي يعاني منها ‪.‬‬
‫‪ -‬الرفع من مستوى الطالب التحصيلي والعلمي ‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق الصحة النفسية للمسترشد ‪.‬‬

‫متابعة الحالة‬
‫يعني تتبع الحالة لمعرفة مدى التحسن من عدمه‪ ،‬فأحيانا ً يتحسن وضع الطالب الخاضع‬
‫للدراسة لمجرد العناية والرعاية ‪ ،‬وهذا ما يطمح له المرشد ‪ ،‬ولكن أحيانا ً ال يتحسن‬
‫وضع الطالب ألسباب غير مقدور عليها ‪ ،‬وعلى سبيل المثال فإن متابعة الحالة تتم على‬
‫النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬اللقاء بالمسترشد بين فترة وأخرى للسؤال عن حالته ‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫‪ -‬اللقاء ببعض المعلمين لمعرفة مدى تحسن الطالب علميا ً ومالحظتهم على سلوكه ‪.‬‬
‫‪ -‬االطالع على سجالت الطالب ودفاتره ومذكرة واجباته ‪.‬‬
‫‪ -‬االتصال بولي أمره إما تلفونيا ً أو بطلب حضوره للمدرسة لمعرفة وضعه داخل‬
‫األسرة‪ ،‬وإن كان تطورات جديدة وقد حدثت‪ .‬ولكن هذه النقطة بالذات ينبغي عدم‬
‫تنفيذها إال بموافقة الطالب‪.‬‬
‫والبد أن يذكر المرشد تاريخ المتابعة ومتى تمت ‪.‬‬

‫إنهاء الحالة‬
‫وأحس أالّ فائدة من االستمرار فيها‬
‫ّ‬ ‫يمكن للمرشد الطالبي إغالق ملف الحالة إذا رأى‬
‫لألسباب اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬انتقال الطالب من المدرسة أو تركه لها‪.‬‬
‫‪ -‬إحساس المرشد أنه ال يستطيع تقديم المساعدة للتلميذ ‪ ،‬عندئ ٍذ يقوم بتحويل الحالة‬
‫لمرشد آخر أكثر منه خبرة ‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون الحالة ليست في نطاق عمل المرشد كاألمراض النفسية والعقلية وغيرها‪،‬‬
‫فيقوم المرشد بتحويلها للعيادة النفسية‪ ،‬ويتولى هو دور المتابعة‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يتحسن المسترشد ‪ ،‬ويدرك المرشد أن المسترشد قد تعلم كيف يحل مشكالته‬
‫بنفسه‪.‬‬

‫خالصة‬
‫يعتبر اإلرشاد من أساسيات الحياة األسرية‪ ،‬المدرسية واالجتماعية والذاتية للفرد‪ ،‬أما‬
‫اإلرشاد التربوي فهو من أساسيات مدخلي التربية والتعليم نظرا ً لما يحتويه من مبادىء‬
‫تشخيصية وعالجية مؤثرة في حياة التلميذ واألسرة والمدرسة ‪ ،‬ومن خالل ما تم ذكره‬
‫في هذا الفصل حول بعض أساليب اإلرشاد وأنواعه نالحظ مدى حاجة المدارس لوجود‬
‫مرشد تربوي يعاون اإلدارة المدرسية والمعلمين والطالب واألسرة في الكشف عن‬
‫مشكالت نفسية تربوية والعمل على إيجاد الحلول العالجية لها بمعاونة كل األركان‬
‫التعليمية والتربوية‪.‬‬

‫‪267‬‬
‫الفصل الثامن‬
‫أهم المشكالت النفسية والسلوكية‪،‬‬
‫في مرحلتي الطفولة والمراهقة‬

‫تمهيد‬
‫تعتبر مرحلة الطفولة من أكثر المراحل العمرية تأثيرا ً في حياة الفرد‪ ،‬حيث تعتبر‬
‫المراحل الالحقة نتاجا ً طبيعيا ً لهذه المرحلة خاصة مرحلة الطفولة المبكرة‪ .‬إن للطفل‬
‫في هذه المرحلة حاجات وغرائز تحتاج لإلشباع‪ ،‬حيث يتأثر ببيئته ومجتمعه ومن‬
‫حوله‪ ،‬كما تؤثر عليه الموروثات التي ورثها عن أهله‪ .‬هذه المرحلة قد تعترضها‬
‫معوقات تؤدي إلى حرمان الطفل من أي نوع من أنواع اإلشباع الذي قد يسبب واحدة أو‬
‫أكثر من المشكالت السلوكية أو االضطرابات النفسية ما يدفعه لسلوكيات غير مرغوبة‬
‫اجتماعياً‪ ،‬فيجد نفسه في حالة من القلق والوحشة واأللم‪ ،‬الذي ال يعرف مصدره‪ ،‬مما‬
‫يضع أهله أيضا ً في حالة من المعاناة والغموض فيبدأون بالبحث عن الحلول التي قد ال‬
‫تكون علمية وصحية في معظم األحيان‪ .‬لذا حاولنا في هذا الفصل تقديم بعض المشكالت‬
‫التي تعتبر كظواهر من حولنا نظرا ً لتواجدها بين األسر من حولنا‪ ،‬والعمل على تقديم‬
‫الحلول بطريقة مبسطة قابلة للتطبيق‪ .‬سنستعرض بشكل موجز أهم خصائص مرحلة‬
‫الطفولة ثم مرحلة المراهقة‪ ،‬وأكثر المشكالت السلوكية والنفسية التي قد تعترضهما‪ ،‬مع‬
‫اقتراحات للحلول العملية التي يحتاجها األهل للتعامل مع أبنائهم‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬مرحلة الطفولة‬


‫‪ 1‬ـ مفهومها‬
‫الطفل في اللغة هو المولود حتى البلوغ‪ ،‬والطفولة هي مرحلة من الميالد إلى البلوغ‪.‬‬
‫وينطوي مفهوم الطفل في علم النفس على معنيين معنى عام ويطلق على األفراد من‬
‫سن الوالدة حتى النضج الجنسي‪ ،‬ومعنى خاص ويطلق على األعمار فوق سن المهد‬
‫وحتى المراهقة‪.‬‬

‫‪268‬‬
‫عرف الطفولة من وجهة نظر علماء االجتماع على أنها تلك الفترة المبكرة من الحياة‬ ‫وت ُ ّ‬
‫اإلنسانية التي يعتمد فيها الفرد على والديه اعتمادا ً كليا ً فيما يحفظ حياته؛ ففيها يتعلم‬
‫ويتمرن للفترة التي تليها وهي ليست مهمة في حد ذاتها بل هي قنطرة يعبر عليها‬
‫الطفل حتى النضج الفسيولوجي والعقلي والنفسي واالجتماعي والخلقي والروحي والتي‬
‫تتشكل خاللها حياة اإلنسان ككائن اجتماعي‪.‬‬
‫كما يعرف الطفل وفقا ً للمادة األولى من مشروع "اتفاقية األمم المتحدة" على أنه كل إنسان‬
‫لم يتجاوز الثامنة عشرة ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه‪ ،‬وأما‬
‫الطفولة فتعرف على أنها مرحلة ال يتحمل فيها اإلنسان مسؤوليات الحياة معتمدا ً على‬
‫األبوين وذوي القربى في إشباع حاجاته العضوية وعلى المدرسة في الرعاية التربوية‪،‬‬
‫وتمتد زمنيا ً من الميالد وحتى بداية العقد الثاني من العمر وهي المرحلة األولى لتكوين‬
‫ونمو الشخصية وهي مرحلة للضبط والسيطرة والتوجيه التربوي‪.‬‬
‫والطفولة أيضا ً هي الفترة التي يكون خاللها الوالدان هما األساس في وجود الطفل وفي‬
‫تكوينه عقليا ً وجسميا ً وصحياً‪.‬‬
‫وتعتبر مرحلة الطفولة في اإلنسان من أطول مراحل الطفولة بين الكائنات الحية حيث‬
‫إنها تمتد من لحظة الميالد وحتى سن الثانية عشر‪ ،‬وتنقسم مرحلة الطفولة إلى فترتين‬
‫متميزتين هما‪:‬‬
‫ـ مرحلة الطفولة المبكرة من (‪ 5-2‬سنوات)‪ :‬وهي المرحلة التي تمتد من عامين إلى‬
‫خمسة أعوام وفيها يكتسب الطفل المهارات األساسية مثل المشي واللغة مما يحقق قدرا ً‬
‫كبيرا ً من االعتماد على النفس‪.‬‬

‫ـ مرحلة الطفولة المتأخرة (‪ 6‬ـ ‪12‬سنة)‪ :‬وهي المرحلة التي تمتد من سن السادسة‬
‫حتى سن الثانية عشرة من العمر وتنتهي هذه المرحلة ببلوغ الطفل ودخوله مرحلة‬
‫مختلفة كثيرا ً عن سابقتها وهي مرحلة المراهقة‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ التربية األسرية‬


‫الشروط األساسية لنمو الطفل‬
‫ينمو الطفل السوي لكي يصبح راشداً‪ ،‬على ثالثة مستويات تتضافر فيما بينها ‪:‬المستوى‬
‫الجسدي‪ ،‬والمستوى الذهني والمستوى العاطفي‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫والكالم على مستويات ثالثة ال يعني أنها منفصلة عن بعضها‪ ،‬أي إن لكل منها سياقها‬
‫التطوري المستقل‪ ،‬فمنذ أعمال "والون" و"بياجيه"‪ ،‬األول في مجال بحثه عن العالقة‬
‫الضرورية بين الفعل والفكر‪ ،‬والثاني من خالل مجال أعماله الرائدة في ميدان علم‬
‫النفس المعرفي وعالقته بالعاطفة والذكاء‪ ،‬لم يعد من الممكن البحث في هذه السياقات‬
‫منفردة إال في مجال تأكيد عالقتها وفهم صيرورتها المعقدة المتداخلة‪.‬‬
‫إذن هذا التطور الثالثي هدفه الوحيد إعطاء الطفل القوة الجسدية والوسائل العقلية‬
‫والتوازن العاطفي للسماح له بتقرير سلوكه‪ ،‬وسلوك الطريق الذي اختاره بكامل إرادته‬
‫ورغبته‪ ،‬مع أخذه باالعتبار متطلبات العيش داخل المجتمع الذي ينتمي إليه‪ .‬الطفل‬
‫يشعر باألمان إذا وجد في مكان مألوف وبالقرب من بالغ مألوف واثق من قدرته على‬
‫حمايته‪ ،‬وعناصر الحماية الجوهرية للطفل هي‪ :‬الحب والقبول والثبات‪.‬‬
‫والطفل نادرا ً ما يخطئ حول قيمة الحب المعطى له‪ ،‬والحب المزيف ال يمكن أن يختبئ‬
‫خلف قبالت باردة أو بعض حبات الحلوى أو بعض األلعاب‪ ،‬إذ ال يمكننا أن نخدع‬
‫الطفل غير المحبوب فعالً بمثل هذه الوسائل‪ .‬والطفل سريع االلتقاط‪ ،‬فعند إحساسه‬
‫بمشكلة في األسرة من الصعب جدا ً خداعه حولها‪ ،‬وغالبا ً ما يشعر الطفل بوجود نزاع‬
‫ما بين األهل حتى قبل أن يدركوا هم أنفسهم ذلك‪ .‬إذن الحقيقة (حتى المخبأة عن الطفل)‪،‬‬
‫تؤثر عليه كثيرا ً من الناحية العاطفية‪ ،‬فالطفل كائن حدسي جداً‪.‬‬
‫كذلك علينا قبول الطفل كما هو‪ ،‬ألنه يحس بحسرات األهل وتأسفهم‪ ،‬الواعي منها‬
‫والالواعي بفكره غير المميز بعد الفروقات الصغيرة‪ ،‬وهو يفسرها معظم األحيان‬
‫كتأنيب له ولوم‪ ،‬متسائالً في أعماق وجدانه الطفولي‪ :‬أي خطأ ارتكبته يا ترى؟ ولكي‬
‫يخفف هذا الذنب العبثي فإنه يبحث عن سبب ظاهر له (وقد يختلقه عند الضرورة) حتى‬
‫يبرهن لنفسه على صحة عدم ـ القبول هذا من قبل األهل‪ .‬فالوالدان هما مثاله األعلى‬
‫وهو يتوق ألن يصبح في مثل قوتهما وكمالهما (بالمقارنة مع إمكانياته طبعاً) وبالتالي‬
‫فالوالدان معصومان عن الخطأ بنظر الطفل‪.‬‬
‫لذلك يجب أن يقبل الطفل بما هو عليه بالذات‪ ،‬ال بما يحققه‪ .‬ومعظم األهل تقريبا ً‬
‫يعرفون جيدا ً أنه ال يجب اعتبار الطفل بالذات "سيئاً" لما يقوم به من حماقات والبعض‬
‫اآلخر يحكم على الطفل بالذات وحماقته في الوقت نفسه‪ ،‬وبكلمة واحدة يجب أن يشعر‬
‫الطفل أنه محبوب ‪ ،‬وأن يعرف أنه محبوب بشكل دائم ومستمر وثابت‪.‬‬

‫‪270‬‬
‫أهمية تواجد األم واألب‬
‫الطفل منذ الميالد مزود بآليات عصبية دماغية للتفاعل والعالقة مع األم‪ ،‬ت َ ْنشط بمقدار‬
‫التجاوب الذي يلقاه منها واإلثراء الذي تحظى به عملية تفاعله معها‪ .‬العالقة هي حاجة‬
‫حيوية أولية‪ ،‬وليست نتاجا ً ثانويا ً إلشباع الحاجات الفسيولوجية‪ .‬وحتى تتضح كامل أبعاد‬
‫هذا التوجه الفطري للعالقة‪ ،‬ال بد من الوقوف عند عدة محطات تؤكد هذا المنظور‪.‬‬
‫إن حرمان الطفل العاطفي من األم أو األب أو كليهما له أثر كبير على صحة الطفل‬
‫النفسية ‪ ،‬وكلما كان الحرمان أكبر كلما كانت نتائجه أقسى وأشد خطورة‪ .‬خاصة أؤلئك‬
‫الذين يُعهد بتربيتهم إلى مربيات موظفات يعملن بدوام رسمي‪ ،‬أو غير رسمي‪ ،‬وكل‬
‫ذلك يؤدي إلى عالقة غير منتظمة وغير ملتزمة ‪ .‬يالحظ على هؤالء األطفال تأخر عام‬
‫في النمو على جميع األصعدة الجسمية والحركية والحسية واللغوية والنفسية والذهنية‬
‫واالنفعالية‪ ،‬رغم التغذية الجيدة والعناية الصحية‪.‬‬
‫وهنالك على المستوى الصحي الجسمي تدن في درجة مناعة الجسم ضد األمراض‬
‫مقارنة باألطفال العاديين‪ .‬إن وجود األم فيزيقيا ً ومعنويا ً يعتبر من أهم األولويات لصحة‬
‫الطفل النفسية‪ ،‬وكذلك دور األب‪.‬‬
‫إن أسلوب التنشئة المتبع في األسرة والتواجد األبوي الحقيقي يُجنب أطفالنا الكثير‬
‫من المشكالت السلوكية التي قد تقف عقبة في طريق نموهم من كل جوانبه‪ ،‬فاألمومة‬
‫واألبوة هما قيمة اجتماعية بامتياز‪ .‬وكل مجتمع ينشىء أجياله الطالعة إلعدادها للحياة‬
‫لمجموعة من األدوار‪ ،‬تحتل األبوة واألمومة أبرزها‪ .‬وتمثل األبوة واألمومة قيمة‬
‫اجتماعية كبيرة في الثقافة العربية والمشرقية عموماً‪.‬‬
‫إن القيمة االجتماعية الكبرى للبنت هي في أن تكون أماً‪ .‬أما بالنسبة للرجل فتتمثل في‬
‫أنه المعيل لألسرة‪ .‬فالوالدية هي اكتمال الرجولة واألنوثة وهي البرهان على وجودهما‪.‬‬
‫الطفل على الصعيدين االجتماعي والنفسي هو جواز العبور إلى األهلية والجدارة‪،‬‬
‫وما يحمالنه من توازن نفسي ومكانة اجتماعية ووفاق مع الذات وثبات للمكانة‪.‬هنالك‬
‫حاالت من النبذ للطفل‪ ،‬من خالل ظروف محيطة بالزوجين ناتجة عن عدم وفاق أو عن‬
‫أسباب وظروف اجتماعية معينة ‪ ،‬مما يتسبب بمشاكل عند الطفل وتقوم األم عن غير‬
‫وعي منها بتعزيز هذه المؤشرات كالنقص‪ ،‬والقصور‪ ،‬والعجز التي تصادف عند الطفل‬
‫خالل نموه مما ينعكس سلبا ً على نفسية الطفل‪ .‬لسنا في صدد الدخول في التحليالت‬
‫النفسية لدور األم واألب‪ ،‬فقط حاولنا لفت نظر األهل إلى أهمية دورهما خاصة األم‬
‫في النمو الصحي للطفل‪.‬‬

‫‪271‬‬
‫االتجاهات والممارسات الوالدية نحو الطفل‬
‫فيما يختص باالتجاهات التي يتبناها الوالدان والممارسات واألساليب التي يقومان بها‬
‫لتحقيق عملية التنشئة االجتماعية أو التطبيع االجتماعي لألطفال‪ ،‬وهي تلك االتجاهات‬
‫واألساليب والممارسات التي تتعلق بالمعاملة الوالدية لألطفال على وجه العموم وتلك‬
‫التي ترتبط بضبط السلوك‪ ،‬بصفة خاصة وغرس القيم والعادات واالتجاهات السائدة في‬
‫المجتمع لدى األطفال‪ ،‬فيمكن تحديدها على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الحب مقابل العداء‪ :‬ويتميز البعدان في هذا النوع من المعاملة بالتقبل واالستحسان‬
‫واستخدام المكافأة والثناء والتفاهم في مقابل العقاب البدني والزجر والنقد والتهديد‬
‫وكراهية الطفل‪.‬‬
‫‪ -2‬التسلط والتحكم مقابل التسامح‪ :‬ويتميز باستخدام أساليب قاسية تقيد حرية الطفل‬
‫وتكبله وال تتقبل أخطاءه وتعاقب عليها في مقابل السماح بقدر مناسب من الحرية‬
‫واتخاذ القرار من جانب الطفل والتسامح بقدر معقول فيما يقوم به الطفل من أخطاء‪.‬‬
‫‪ -3‬العالقة الهادئة في مقابل القلق االنفعالي‪ :‬ويتميز بعدا هذا االتجاه عن طريق التدليل‬
‫والحماية الزائدة والقلق المبالغ فيه في مقابل النظرة الهادئة الموضوعية لنمو الطفل‪.‬‬
‫ومن الجدير بالمالحظة أنه بسبب أهمية النوع األول من الممارسات الوالدية وخطورته‬
‫على التوافق النفسي والصحة النفسية للطفل‪ ،‬قام "رونر" في الثمانينيات بتطوير نظرية‬
‫حديثة في التنشئة االجتماعية على أساس بعدي القبول والرفض الوالديين أطلق عليها‬
‫اسم‪" :‬نظرية القبول والرفض الوالدي" ‪ .‬وتحاول هذه النظرية تحديد العوامل المرتبطة‬
‫بالقبول والرفض الوالدي وتفسير هذه الظاهرة والتنبؤ ببعض متتبعاتها وبصفة خاصة‬
‫تلك الخصائص والسمات التي يمكن أن تترتب على القبول والرفض الوالدي‪.‬‬
‫وقد أثارت هذه النظرية عددا ً كبيرا ً من الدراسات والبحوث الهامة التي حاولت الكشف‬
‫عما يمكن أن يترتب على الرفض الوالدي من مشكالت سلوكية واضطرابات انفعالية‬
‫ومن أمراض نفسية وانحرافات‪.‬‬
‫أما بخصوص الممارسات التي يقوم بها الوالدان لضبط سلوك الطفل خالل المراحل‬
‫الالحقة ومدى اتصافها بالسواء أو عدم السواء‪ ،‬فقد قسمها علماء النفس إلى نوعين‬
‫عريضين على متصل واحد يقع عند أحد حديه األساليب السوية وعلى حده اآلخر‬
‫األساليب غير السوية‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫ويندرج تحت األساليب السوية في التنشئة استخدام األساليب التربوية والنفسية الصحيحة‬
‫السوية مثل اإلثابة والمدح والتفاهم والتشجيع وغيرها‪ ،‬واستخدامها بطريقة تكشف عن‬
‫حب الطفل واالهتمام به‪ .‬أما األساليب غير السوية مثل العقاب البدني والزجر والذم‬
‫والتهديد فهي تكشف عن إحباط الوالدين بسبب سلوك الطفل‪.‬‬
‫ومن أهم أساليب المعاملة الوالدية التي وجدت سائدة في المجتمعات العربية بشكل عام‪:‬‬
‫* التسلط‬
‫* الحماية الزائدة‬
‫* اإلهمال‬
‫* التدليل‬
‫* القسوة‬
‫* إثارة األلم النفسي‬
‫* التذبذب‬
‫* التفرقة‬

‫األساليب واالتجاهات الخاطئة‬


‫التسلط أو السيطرة‪ :‬ويعني تحكم األب أو األم في نشاط الطفل والوقوف أمام رغباته‬
‫التلقائية ومنعه من القيام بسلوك معين لتحقيق رغباته التي يريدها‪ ،‬حتى ولو كانت‬
‫مشروعة أو إلزام الطفل بالقيام بمهام وواجبات تفوق قدراته وإمكانياته‪ ،‬ويرافق ذلك‬
‫استخدام العنف أو الضرب أو الحرمان أحيانا ً وتكون قائمة الممنوعات أكثر من قائمة‬
‫المسموحات‪ ،‬ظنا ً من الوالدين أن ذلك في مصلحة الطفل دون أن يعلما أن لذلك األسلوب‬
‫خطرا ً على صحة الطفل النفسية وعلى شخصيته مستقبالً‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك األسلوب المتبع في التربية ينشأ الطفل ولديه ميل شديد للخضوع واتباع‬
‫اآلخرين‪ ،‬ال يستطيع أن يبدع أو أن يفكر مع عدم القدرة على إبداء الرأي والمناقشة‪ ،‬كما‬
‫يؤدي اتباع هذا األسلوب في تكوين شخصية قلقة خائفة دائما ً من السلطة تتسم بالخجل‬
‫والحساسية الزائدة وتفقد الطفل الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وشعور‬
‫دائم بالتقصير وعدم اإلنجاز‪ .‬وقد ينتج عن اتباع هذا األسلوب طفل عدواني يخرب‬
‫ويكسر أشياء اآلخرين ألن الطفل في صغره لم يشبع حاجته للحرية واالستمتاع بها‪.‬‬

‫‪273‬‬
‫الحماية الزائدة ‪ :‬يعني قيام أحد الوالدين أو كالهما نيابة عن الطفل بالمسؤوليات التي‬
‫يفترض أن يقوم بها الطفل وحده‪ ،‬والتي يجب أن يقوم بها الطفل وحده حيث يحرص‬
‫الوالدان أو أحدهما على حماية الطفل والتدخل في شؤونه‪ ،‬فال يتاح للطفل فرصة‬
‫اتخاذ قراره بنفسه وعدم إعطائه حرية التصرف في كثير من األمور‪،‬كحل الواجبات‬
‫المدرسية عن الطفل أو الدفاع عنه عندما يعتدي عليه أحد األطفال ‪.‬‬
‫وقد يرجع ذلك بسبب خوف الوالدين على الطفل السيما إذا كان الطفل األول أو الوحيد‬
‫أو إذا كان ولدا ً وسط عديد من البنات أو العكس فيبالغان في االهتمام به ‪.‬‬
‫وهذا األسلوب بال شك يؤثر سلبا ً على نفسية الطفل وشخصيته فينمو بشخصية ضعيفة‬
‫غير مستقلة يعتمد على الغير في أداء واجباته الشخصية مع عدم القدرة على تحمل‬
‫المسؤولية ورفضها‪ ،‬إضافة إلى انخفاض مستوى الثقة بالنفس و اإلحباط ‪.‬‬
‫اإلهمــــــال‪ :‬يعني أن يترك الوالدان الطفل دون تشجيع على سلوك مرغوب فيه أو‬
‫االستجابة له‪ ،‬وتركه دون محاسبته على قيامه بسلوك غير مرغوب فيه ‪ ،‬وقد ينتهج‬
‫الوالدان أو أحدهما هذا األسلوب بسبب االنشغال الدائم عن األبناء وإهمالهم المستمر‬
‫لهم‪ ،‬واألبناء يفسرون ذلك على أنه نوع من النبذ والكراهية واإلهمال‪ ،‬فتنعكس بآثارها‬
‫سلبا ً على نموهم النفسي‪ ،‬ويصاحب ذلك أحيانا ً السخرية والتحقير للطفل‪ ،‬فمثالً عندما‬
‫يقدم الطفل لألم عمالً قد أنجزه وسعد به تجدها تحطمه وتنهره وتسخر من عمله ذلك‪،‬‬
‫وتطلب منه عدم إزعاجها بمثل تلك األمور التافهة كذلك الحال عندما يُحضر الطفل‬
‫درجة مرتفعة في إحدى المواد الدراسية ال يُكافأ ماديا ً وال معنويا ً بينما إن حصل‬
‫على درجة منخفضة تجده يُوبخ ويُسخر منه‪ ،‬وهذا بال شك يحرم الطفل من حاجته‬
‫إلى اإلحساس بالنجاح ومع تكرار ذلك يفقد الطفل مكانته في األسرة ويشعر تجاهها‬
‫بالعدوانية وفقدان حبه ألفرادها وعندما يكبر هذا الطفل يجد في الجماعة التي ينتمي‬
‫إليها ما ينمي هذه الحاجة ويجد مكانته فيها ويجد العطاء والحب الذي حرم منه‪ ،‬وهذا‬
‫يفسر بال شك هروب بعض األبناء من المنزل إلى شلة األصدقاء ليجدوا ما يُشبع‬
‫حاجاتهم المفقودة هناك‪.‬‬
‫التدليل ‪ :‬ويعني أن نشجع الطفل على تحقيق معظم رغباته كما يريد هو‪ ،‬وعدم توجيهه‬
‫وعدم كفّه عن ممارسة بعض السلوكيات غير المقبولة دينيا ً أو خلقيا ً أو اجتماعيا ً‬
‫والتساهل معه في ذلك‪ .‬والشك أن لتلك المعاملة مع الطفل آثارا ً على شخصيته‪ ،‬ودائما ً‬
‫خير األمور الوسط‪ ،‬ال إفراط وال تفريط وكما يقولون‪" :‬الشيء إذا زاد عن حده انقلب‬

‫‪274‬‬
‫إلى ضده"‪ ،‬فمن نتائج تلك المعاملة أن الطفل ينشأ غير معتمد على نفسه‪ ،‬غير قادر على‬
‫تح ّمل المسؤولية وبحاجة لمساندة اآلخرين ومعونتهم كما يتعود الطفل على أن يأخذ‬
‫دائما وال يعطي‪ ،‬وأن على اآلخرين أن يلبوا طلباته وإن لم يفعلوا ذلك يغضب ويعتقد‬
‫أنهم أعداء له‪ ،‬ويكون شديد الحساسية وكثير البكاء وعندما يكبر تحدث له مشاكل عدم‬
‫التكيف مع البيئة الخارجية ( المجتمع ) فينشأ وهو يريد أن يلبي له الجميع مطالبه‪ ،‬يثور‬
‫ويغضب عندما ينتقد على سلوك ما ويعتقد الكمال في كل تصرفاته وأنه منزه عن الخطأ‬
‫وعندما يتزوج يُ ّحمل زوجته كافة المسؤوليات دون أدنى مشاركة منه‪ ،‬ويكون مستهترا ً‬
‫نتيجة غمره بالحب دون توجيه ‪.‬‬
‫إثارة األلم النفسي‪ :‬ويكون ذلك بإشعار الطفل بالذنب كلّما أتى سلوكا ً غير مرغوب‬
‫فيه أو كلّما عبر عن رغبة سيئة‪ ،‬أيضا ً تحقير الطفل والتقليل من شأنه والبحث عن‬
‫أخطائه ونقد سلوكه مما يُفقد الطفل ثقته بنفسه‪ ،‬يكون مترددا ً عند القيام بأي عمل خوفا ً‬
‫يكون شخصية انسحابية‬ ‫من حرمانه من رضا الكبار وحبهم‪ ،‬وعندما يكبر هذا الطفل ّ‬
‫منطوية‪ ،‬غير واثق من نفسه يُو ّجه عدوانه لذاته وال يشعر باألمان‪ ،‬يتوقع أن األنظار‬
‫دائما ً موجهة إليه فيخاف كثيراً‪ ،‬ال يحب ذاته‪ ،‬ويمتدح اآلخرين ويفتخر بهم وبإنجازاتهم‬
‫وقدراتهم أما هو فيحطم نفسه ويزدريها‪.‬‬
‫التذبذب في المعاملة‪ :‬ويعني عدم استقرار األب أو األم من حيث استخدام أساليب‬
‫الثواب والعقاب فيُعاقب الطفل على سلوك معين مرة ويُثاب على نفس السلوك مرة‬
‫أخرى وذلك نالحظه في حياتنا اليومية من تعامل بعض اآلباء واألمهات مع أبنائهم‬
‫مثالً‪ :‬عندما يسب الطفل أمه أو أباه نجد الوالدين يضحكان له ويبديان سرورهما ‪ ،‬بينما‬
‫لو كان الطفل يعمل ذلك العمل أمام الضيوف فيجد أنواع العقاب النفسي والبدني‪ ،‬فيكون‬
‫الطفل في حيرة من أمره ال يعرف هل هو على صواب أم على خطأ فمرة يثيبانه على‬
‫السلوك ومرة يعاقبانه على نفس السلوك‪ ،‬وغالبا ً ما يترتب على اتباع ذلك األسلوب‬
‫شخصية متقلبة مزدوجة في التعامل مع اآلخرين‪.‬‬
‫التفرقة‪ :‬ويعني عدم المساواة بين األبناء جميعا ً والتفريق بينهم بسبب الجنس أو ترتيب‬
‫المولود أو السن أو غيرها‪ ،‬نجد بعض األُسر تفضل األبناء الذكور على اإلناث أو تفضل‬
‫األصغر على األكبر‪ ،‬أو تفضل ابن من األبناء ألنه متفوق أو جميل أو ذكي وغيرها‬
‫من أساليب خاطئة‪ ،‬وهذا بال شك يؤثر على نفسيات األبناء اآلخرين وعلى شخصياتهم‬
‫فيشعرون بالحقد والحسد تجاه هذا المفضل‪ ،‬وينتج عنه شخصية أنانية يتعود الطفل أن‬

‫‪275‬‬
‫يأخذ دون أن يعطي‪ ،‬ويحب أن يستحوذ على كل شيء لنفسه حتى ولو على حساب‬
‫اآلخرين ويصبح ال يرى إال ذاته فقط‪ ،‬واآلخرون ال يهمه أحد منهم‪ ،‬وينتج عنه شخصية‬
‫تعرف ما لها وال تعرف ما عليها تعرف حقوقها وال تعرف واجباتها‪.‬‬
‫التباعد األبوي‪ :‬هناك بعض اآلباء يتناسون أهمية أن يجعلوا أبناءهم يحبونهم‬
‫ويرتبطون بهم ويصبحون جزءا ً من ‏‏حياتهم اليومية‪ ،‬ومن هذا التباعد األبوي ينتج‬
‫الكثير من المشاكل التي يكون من أهم أسبابها‪ :‬عدم ‏‏التفاهم بين اآلباء وأبنائهم‪ ،‬فيجب‬
‫على اآلباء واألمهات االهتمام بزيادة التواصل بينهم وبين‏‏أبنائهم‪‎‬‏‪.‬‏‬
‫وقد أوضحت بعض الدراسات كيف أنه يمكن لآلباء أن يجعلوا أبناءهم يحبونهم من‬
‫خالل بعض‏‏األفعال البسيطة التي يتبعونها في عالقتهم معهم ومنها‪‎‬‏‪:‬‏‬
‫‪‎-‎‬تخصيص بعض الوقت مع األوالد سواء بتناول وجبة الغداء خارج البيت‪ ،‬أو ممارسة‬
‫بعض‏‏الرياضة معهم مثل المشي أو السباحة‪‎‬‏ ‪.‬‏‬
‫‪‎ - ‎‬تنمية ثقتهم بنفسهم بتشجيعهم وتقدير كل مجهودهم الذي يبذلونه‪ ،‬وليس فقط تقدير‬
‫النتائج كما‏‏يفعل معظمنا‪‎‬‏‪.‬‏‬
‫‏‪ -‬االحتفال بإنجازات األبناء فال تمر كأنها حدث عادي‪ ،‬ألنها بالنسبة للطفل تكون من‬
‫أهم أحداث ‏‏حياته‪ ،‬ويمكن أن تظل معه طول حياته‪ ،‬لذلك البد أن تحظى بنفس‬
‫االهتمام لدى األبوين‪‎‬‏‪.‬‏‬
‫‪‎-‬تعليم األوالد التفكير اإليجابي بأن تكون إيجابياً‪ ،‬فمثالً بدل أن تعاتب ابنك ألنه رجع‬
‫من ‏‏مدرسته وجلس على مائدة الغداء وهو متسخ وغير مرتب قل له ‪":‬يبدو أنك‬
‫قضيت وقتا ً ممتعا ً في‏‏المدرسة اليوم"‪.‬‏‪‎‬‏‏‬
‫‪‎-‎‬االهتمام بمشاركة الذكريات معهم ‪،‬كإخراج ألبوم صور األوالد وهم صغار‪ ،‬وحكاية‬
‫قصص عن‏‏هذه الفترة التي ال يتذكرونها‪‎‬‏‪.‬‏‬
‫‏‪ -‬تذكيرهم بشيء قد تعلّمه منهم‪‎‬‏‪.‬‏‬
‫‪‎ -‎‬إشعارهم بأنهم مصدر فخر‪ ،‬كأن تقول مثالً كم تشعر أنه شيء رائع أنك والدهم‪،‬‬
‫‏‏وكيف أنك تحب الطريقة التي يشبّون بها‪‎‬‏‪.‬‏‬
‫‪‎-‎‬احترام قراراتهم‪ ،‬مثالً‪ :‬اجعل أطفالك يختارون بأنفسهم ما يلبسونه‪‎‬‏‪.‬‏‬
‫‪‎-‎‬االندماج مع أطفالك في اللعب ‪ :‬مثالً كأن تتسخ يداك مثلهم من التلوين أو الصلصال‬
‫وما إلى‏‏ذلك‪‎‬‏‪.‬‏‬
‫‪‎-‎‬التدخل في الحياة اليومية ألطفالك‪ ،‬بأن تعرف جدولهم ومدرسيهم وأصدقاءهم‪ ،‬حتى‬
‫ال تسألهم ‏‏عندما يعودون من الدراسة بشكل عام "ماذا فعلتم اليوم؟ " ولكن تسأل‬

‫‪276‬‬
‫‏‏المدرسة فالنة فيشعرون أنك متابع لتفاصيل حياتهم وأنك‬ ‫ّ‬ ‫ماذا فعل فالن وماذا فعلت‬
‫تهتم بهم‪‎.‎‬‬
‫‪‎ -‎‬االهتمام بالحديث معهم‪ ،‬فعندما يطلب منك ابنك أن يتحدث معك ال تكلمه وأنت‬
‫مشغول في ‏‏شيء آخر‪ ،‬كاألم عندما تحدث طفلها وهي تطبخ أو وهي تنظر إلى‬
‫التلفزيون أو ما إلى ذلك ولكن‏‏أعط تركيزك كله له وانظر في عينيه وهو يحدثك‪‎‬‏‪.‬‏‬
‫‏‪ -‬المشاركة في وجبة الغداء ولو مرة واحدة في األسبوع‪ ،‬وعندئذ تتبادل أنت وأوالدك‬
‫التحدث عن‏‏أحداث األسبوع‪ ،‬وال تسمعهم فقط بل احك لهم أيضا ً ما حدث معك‪.‬‏‪‎‬‏‏‬
‫‏‪ -‬إشعارهم بوجودك دائماً‪ ،‬كأن تكتب لهم في ورقة صغيرة كلمة حب أو تشجيع أو نكتة‬
‫وتضعها ‏‏جانب السرير إذا كنت ستخرج وهم نائمون أو في حقيبة مدرستهم حتى‬
‫يشعروا أنك تفكر فيهم‏‏حتى وأنت غير موجود معهم‪‎.‎‬‬
‫‏‪ -‬تقدير عملهم ‪ ،‬مثالً عندما يرسم أطفالك رسومات صغيرة ضعها لهم في مكان خاص‬
‫في البيت‪،‬‏‏وأشعرهم أنك تفتخر بها‪‎‬‏‪.‬‏‬
‫‏‪ -‬تربيتهم بطريقة مختلفة عما تربيت عليه‪،‬ال تتصرف مع أطفالك بالطريقة التي كان‬
‫يتصرف بها ‏‏والداك معك دون تفكير فإن ذلك قد يوقعك في أخطاء مدمرة لنفسية‬
‫ابنك‪‎‬‏‪.‬‏‬
‫‏‪ -‬اتباع أسلوب الحوار معهم ‪ :‬فبدالً من أن تقول البنك أنت فعلت ذلك بطريقة خاطئة‬
‫قل له لم ال‏‏تفعل ذلك بالطريقة اآلتية ؟ وعلّمه الصواب‪‎‬‏‪.‬‏‬
‫* وأخيراً‪ :‬حاول أن تبدأ يوما ً جديدا ً كلما طلعت الشمس تنسى فيه كل أخطاء الماضي‬
‫فكل يوم جديد‏‏يحمل معه فرصة جديدة يمكن أن توقعك في حب ابنك أكثر من ذي قبل‪،‬‬
‫وتساعدك على اكتشاف ‏‏مواهبه‪‎.‎‬‏ احضن أوالدك وقبلهم وقل لهم إنك تحبهم كل يوم‪،‬‬
‫فمهما كثر ذلك هم في احتياج له دون ‏‏اعتبار لسنهم صغارا ً كانوا أو بالغين‪،‬أو حتى‬
‫متزوجين ولديك منهم أحفاد‪‎.‎‬‬

‫نحو حياة صحية سليمة‬


‫في تنشئة األطفال ال يجب التركيز فقط على الصحة الجسمانية وإنما يجب االهتمام‬
‫بالصحة النفسية أيضاً‪ ،‬حيث أن تنمية الطفل من الناحية العقلية والنفسية له جانب أساسي‬
‫في مفهوم الصحة الجيدة‪ .‬هدفنا هو الوصول لحياة صحية سليمة ومليئة بالحيوية‪ ،‬وليس‬
‫فقط الخلو من األمراض‪.‬‬

‫‪277‬‬
‫يمكننا أن نعلم ونساعد أطفالنا على أن يدركوا جيدا ً المفهوم العام للصحة الجيدة‪،‬‬
‫فاألطفال يمكنهم أن يتفهموا ويهتموا بصحتهم أكثر مما نتوقع‪.‬‬
‫فالعقل هو آلة طبيعية قوية وقادرة على التحكم في صحة اإلنسان‪ .‬لذلك كلما استطاع‬
‫الطفل أن يتعلم كيف يستغل قوة وقدرة عقله كان في أفضل صحة‪ .‬يمكننا أن نعلم أطفالنا‬
‫أن االختيارات السلبية والسيئة الخاصة بالصحة ترتبط دائما ً باألمراض والصحة‬
‫الضعيفة‪.‬‬
‫فكلنا نعاني من أجل إقناع أطفالنا أن يأكلوا الوجبات واألطعمة التي تكون مفيدة لهم‬
‫ولصحتهم وتجنب أو اإلقالل عن الوجبات السريعة غير الصحية‪ .‬عندما يكون أطفالنا‬
‫في سن صغيرة جداً‪ ،‬يمكننا بسهولة منعهم من تناول األشياء التي قد ال تكون مفيدة لهم‪.‬‬
‫ولكن كلما كبروا وجدنا صعوبة كبيرة في إقناعهم مثالً‪ :‬تناول الحلويات أو السكريات‬
‫بكثرة ضارة بهم وبصحتهم‪ ،‬فهم يشعرون أنك تحرمهم من تناول األشياء التي يحبونها‬
‫وبالتالي سوف يتمردون على ذلك فكما نعلم "الممنوع مرغوب"‪.‬‬
‫يمكن أن نعلم أطفالنا أنهم يمكنهم االختيار في حياتهم وصحتهم‪ ،‬إما أن يختاروا ما هو‬
‫جيد وصحي أو ما هو غير صحي وضار بهم‪ .‬فيمكننا أن نتحدث معهم عن تأثير الطعام‬
‫على أجسامهم‪ ،‬فيتعلمون أن السكريات مثالً تقلل من مستوى جهازهم المناعي وتجعلهم‬
‫أكثر عرضة لألمراض وأيضا ً قد تتسبب في تسوس األسنان‪.‬‬
‫يمكن أن نشرح لهم كيف أن أنواع الطعام الصحي يعطيهم الطاقة ويجعلهم في صحة‬
‫أفضل‪.‬‬
‫يمكننا أن نعلم أوالدنا هذه األشياء بطريقة مبسطة ومحببة لهم‪ .‬في أول األمر سوف‬
‫تواجهون بعض المتاعب‪ ،‬ولكن مع مرور الوقت ستجدون أن أوالدكم بصحة جيدة‬
‫وسليمة‪.‬‬
‫عندما ينشأ الطفل على سلوك إيجابي تجاه صحته وحياته ‪ ،‬سوف يظل هكذا ويستطيع‬
‫بعد ذلك اختيار األشياء التي تفيده وتفيد صحته‪ .‬عندما يكبر طفلك ويصبح شابا ً يجب‬
‫أن يعلم جيدا ً أن اختياره للتدخين أو تناول أي نوع من أنواع المخدرات هو اختيار‬
‫للمرض‪" .‬قل ال للتدخين" عبارة غير كافية للشباب‪ ،‬فهم في حاجة أن يتعلموا ويعلموا‬
‫جيدا ً األضرار المصاحبة لدخول هذه األشياء ألجسامهم‪ .‬يتمتع األطفال بذكاء كبير‬
‫ولكنهم في حاجة إلى تذكيرهم دائما ً أن لديهم القوة الكافية لالختيار‪ ،‬ويجب أن يدركوا‬
‫األشياء التي تترتب على اختياراتهم‪.‬‬

‫‪278‬‬
‫تحدث مع أطفالك عن قدرتهم على االختيار‪ ،‬وقدرة أجسامهم على تحدي ورفض األشياء‬
‫الضارة بهم‪ .‬وأنه يمكنهم تقوية أجسامهم ومناعتهم عن طريق تناول األطعمة الصحية‬
‫المفيدة لهم والقيام بالتمارين الرياضية التي تساعد جهاز المناعة على قتل ومحاربة‬
‫الجراثيم والفيروسات الضارة‪ .‬وأهمية النوم لفترة كافية وكيف أن كل جسم يحتاج للراحة‬
‫الكافية الستعادة نشاطه وحيويته‪.‬‬
‫كل هذه األشياء يمكن أن تعلّمها ألطفالك بشكل سلس وسهل يم ّكن من استيعابها‪ ،‬مثالً‪:‬‬
‫عن طريق الحكايات أو الرسم أو اللعب معهم ‪ .‬كلما علمت طفلك كيف يختار األشياء‬
‫التي تحارب المرض وتجعل صحته في حالة جيدة استمتع بحياته بشكل أفضل واستمتع‬
‫بصحة جيدة طوال حياته‪.‬‬
‫من األفضل عدم اصطحاب األطفال للطبيب إذا كان السبب ال يستحق‪ :‬نزالت البرد‬
‫العادية‪ .‬عندما تُعلّم طفلك أن هناك دواء يمكن أن يتناوله لكل ألم عادي يشعر به فأنت‬
‫بذلك تجعله يعتمد على األطباء والعقاقير في أي مشكلة صحية بسيطة تواجهه في حياته‬
‫اليومية‪.‬‬
‫ولكن أطفالنا في حاجة إلى أن يعلموا أنهم يمكنهم السيطرة على صحتهم واألمراض التي‬
‫يواجهونها ألجل تحقيق هذا الهدف وهو اختيار األطفال للطريق السليم لصحتهم‪ ،‬يجب‬
‫أن نكون نحن قدوة حسنة للصحة التي نرجوها لهم‪ .‬الصحة الجيدة هي ليست الخلو من‬
‫أعراض المرض فقط ‪ ،‬ولكن هي أكبر قدر من الصحة السليمة التي يمكنك الحصول‬
‫عليها‪ ،‬وهي أيضا ً التمارين الرياضية التي تقوم بها كل يوم‪ ،‬وأسلوب الحياة السليم الذي‬
‫تتبعه مثل اختيار أنواع الطعام‪.‬‬
‫هناك أبحاث كثيرة أجريت على العالقة بين المرض وتصرفات وطريقة حياة اإلنسان‬
‫اليومية‪ ،‬وبعض هذه األبحاث اقترح‪ ،‬أنه حتى األمراض الشديدة مثل السرطان أو‬
‫أمراض القلب لها عالقة بطريقة حياة كل فرد واألشياء التي يقوم بها تجاه صحته‪ .‬إلى‬
‫جانب العادات الصحية السليمة للطفل وهي النظام الغذائي السليم‪ ،‬والتمارين الرياضية‬
‫والتقليل من العادات غير الصحية‪ ،‬فهناك أيضا ً عوامل هامة بجانب العوامل الجسمانية‬
‫وهي القدرة على التخيل وروح الدعابة فهما عنصران هامان مثل الغذاء والرياضة‪.‬‬
‫القدرة على التخيل وتصور األشياء تجعل الطفل يدرك أنه يمكنه جعل حياته الصحية‬
‫في الوضع الذي يتخيله ويريده‪ .‬فاألطفال يرون أنفسهم في صحة جيدة‪ ،‬حيوية ونشاط‬
‫وقدرة على االشتراك في مختلف النشاطات التي يريدونها‪.‬‬

‫‪279‬‬
‫ويساعد الضحك أيضا ً األطفال كثيراً‪ ،‬فقد أثبت الكثير من األبحاث أن عملية الضحك‬
‫بالنسبة لألطفال تؤدي إلى إفراز بعض المواد الكيميائية التي تساعد على عالج بعض‬
‫األمراض أو عدم ظهورها‪ .‬يجب أن تستمتع بحياتك مع أطفالك وتقوم بمشاركتهم في‬
‫حياتهم واللعب والمرح معهم فكل هذه األشياء تدل على أن صحتك النفسية والجسمانية‬
‫أنت وأطفالك في حالة جيدة‪.‬‬
‫تغذية الطفل من األمور الهامة التي تسهم في زيادة ذكائه‪ ،‬وتساعده على التحصيل‬
‫الدراسي الجيد‪ ،‬وعلى األم أن تهتم بالغذاء حتى يحصل الطفل على كل ما يحتاجه‬
‫من العناصر الغذائية‪ ،‬ومع بداية عام دراسي جديد على كل أم أن تحرص على أن‬
‫يكون الطعام صحيا ً ومتوازنا ً إلمداد طفلها بالنشاط والطاقة الالزمين لمواصلة اليوم‬
‫الدراسي‪ .‬ومن األهمية أن تحرص األم على اختيار الوجبات المناسبة للطفل‪ ،‬ولكن‬
‫تغيب عن عقول بعض األمهات أمور بديهية أثناء تحضير الطعام سواء في الوجبات‬
‫األساسية أو وهن يجهزن للطفل طعامه الذي سيحمله معه إلى المدرسة‪ ،‬حيث يؤكد‬
‫األطباء أن الكثير من علب الغذاء المدرسية مليئة باألطعمة السكرية والدهنية‪ ،‬بل‬
‫وتفتقر إلى الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة‪.‬‬
‫علبة الطعام‪ :‬بعض اآلباء ال يهتمون بتغذية الطفل كما يهتمون بإعداد الطالب للمدرسة‪،‬‬
‫ومن هنا يؤكد الخبراء أن النجاح الدراسي ال يتحقق إال عبر االهتمام بتغذية الطالب‬
‫وصحته التي تؤثر بالطبع على بنيته الجسدية والنفسية والعقلية وخاصة ألطفال‬
‫الحضانة‪.‬‬
‫ويرى الخبراء أنه يجب أن تحتوي علبة غداء طفلك التي يحملها معه إلى المدرسة على‬
‫األطعمة التالية‪:‬‬
‫الخبز ‪ -‬الفواكه والخضراوات ‪ -‬محتوى الساندويتش‪ :‬منتجات األلبان ‪ -‬المشروبات‬
‫والعصائر ‪ -‬أطعمة أخرى محببة للطفل‪ :‬إضافة بعض األنواع من األطعمة مثل‬
‫البطاطس ال ُمقر َمشة‪ ،‬أو قطع من البسكويت‪ ،‬أو الكاكاو‪ ،‬ما دامت توضع بين فترة‬
‫وأخرى‪ ،‬وليس يومياً‪ ،‬وأفضل ما يمكن اختياره ضمن هذه الفئة‪ :‬الشيكوالتة الخالصة‬
‫الغنية بالحديد‪ ،‬أو قطعة من كعكة الشاي‪.‬‬
‫* ال تنسي وجبة اإلفطار‪:‬عزيزتي األم ال تنسي تقديم وجبة اإلفطار لطفلك قبل ذهابه‬
‫إلى المدرسة‪ ،‬فهي أفضل وسيلة لتزويد مخزون الطاقة لدى الطفل بكل ما يحتاجه منذ‬
‫بدء اليوم إلى أن يتناول وجبته التالية‪ .‬فإذا لم يتناول الطفل وجبة اإلفطار فإن الجسم‬

‫‪280‬‬
‫يحاول أن يأخذ طاقة من مخزون الجسم وفي سبيل ذلك يفرز هرمون اإلجهاد الذي‬
‫يسبب توترا ً وإجهادا ً يؤثران في سلوكه ويفقدانه القدرة على االستيعاب‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أهم المشاكالت النفسية والسلوكية لدى األطفال وأساليب حلّها‬


‫* غضب األطفال‬
‫نوبات الغضب تتواجد في كثير من األطفال بين عمر سنتين إلى ‪ 4‬سنوات ‪ .‬في بعض‬
‫ب رغبته يصرخ بقوة و يبكي‬ ‫األحيان تكون لها خلفية مرضية ‪ .‬نرى أن الطفل إذا لم تُل ِ‬
‫ويرمي نفسه على األرض وأحيانا ً يدق رأسه غضباً‪.‬‬
‫ماذا نفعل في هذه الحالة ؟ بالذات لو حصلت هذه المشكلة أمام الناس ‪ ..‬أو في مكان عام ‪..‬‬
‫كيف نتحكم في هذه النوبات ؟ األبحاث و الدراسات السلوكية على األطفال تفيد بأن تلبية‬
‫رغبة الطفل عند الصراخ ‪ ..‬و إعطاءه ما يريد هي السبب الرئيسي لجعل هذا التصرف‬
‫يستمر‪ ،‬مرة واحدة يفعلها الطفل و تصبح عنده عادة ‪ ..‬فيعلم أن أسهل طريقة لفعل ما يريد‬
‫هو الصراخ و الغضب ‪..‬‬
‫إذن ماذا نفعل؟‬
‫‪ -‬كن هادئاً‪ ...‬و ال تغضب ‪ ..‬وإذا كنت في مكان عام فال تخجل ‪ ..‬وتذكر أن كل الناس‬
‫عندهم أطفال و قد تحدث لهم مثل هذه األمور‪.‬‬
‫‪ -‬ركز على الرسالة التي تحاول أن توصلها إلى طفلك ‪ .‬وهي أن صراخَه ال يثير أي‬
‫جراء ذلك ‪.‬‬ ‫اهتمام أو غضب لديك وأنّه لن يحصل على طلبه ّ‬
‫‪ -‬تذكر ‪ ...‬ال تغضب وال تدخل في حوار مع طفلك حول موضوع صراخه مهما فعل‪،‬‬
‫حتى لو بادرك باألسئلة‪.‬‬
‫‪ -‬تجاهل الصراخ بصورة تامة ‪ ..‬وحاول أن تريه أنك متشاغل في شيء آخر ‪ ..‬وأنك‬
‫ال تسمعه ولو قمت بالصراخ في وجهه أنت بذلك أعطيته اهتماما ً لتصرفه وكذلك لو‬
‫أعطيته ما يريد ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا توقف الطفل عن الصراخ ‪ ...‬اغتنم الفرصة وأعط ِه اهتمامك وأظهر له أنك سعيد‬
‫جدا ً ألنه ال يصرخ ‪ ..‬واشرح له كيف يجب أن يتصرف ليحصل على ما يريد‪ ،‬مثالً‬
‫أن يأكل غذاءه أوالً ثم الحلوى أو إن السبب الذي منعك من عدم تحقيق طلبه هو أن ما‬
‫يطلبه خطير ال يصح لألطفال‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كنت ضعيفا ً أمام نوبة الغضب أمام الناس‪ ،‬فتجنب اصطحابه إلى السوبر ماركت‬

‫‪281‬‬
‫أو السوق أو المطعم حتى تنتهي فترة التدريب ويصبح أكثر هدوءا ً ‪..‬‬
‫‪ -‬من المفيد عندما تشعر أن الطفل سيصاب بنوبة الغضب قبل أن يدخل في البكاء أن‬
‫تحاول لفت انتباهه إلى شيء ما‪ ،‬اي شيء آخر‪.‬‬

‫عشر خطوات للتخلص من عصبية طفلك‬


‫للوصول إلى العالج البد من معرفة األسباب فهناك أسباب نفسية و أسباب صحيّة‬
‫وأسباب تربوية‪:‬‬
‫أما األسباب النفسية‪ ،‬كما يرى علماء النفس‪ ،‬فهي كثيرة ومنها ‪:‬‬
‫‪ -‬فقدان الطفل الدفء األسري والعاطفي‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إشعار الطفل بالقبول والحب‪.‬‬
‫‪ -‬اضطهاد الطفل من أحد أقرانه‪.‬‬
‫أما األسباب التربوية وهي أكثر ما يؤثر في سلوك الطفل وأعصابه فمنها‪:‬‬
‫‪ -‬سيطرة الوالدين والتفرقة بين اإلخوة وإجبار الطفل أن يكون كما يريد أهله وال يدعون‬
‫له مجاالً أن يختار بعض األمور البسيطة كلعبة أو لون حقيبته الدراسية وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬عصبية الوالدين أو أحدهما‪ ،‬فالعصبية مكتسبة وليست فطرية‪.‬‬
‫‪ -‬إشعار الطفل أنه مصدر قلق لألسرة أو داخل الفصل‪.‬‬
‫‪ -‬الدالل الزائد الذي يجعل الطفل ذا روح عدوانية وأنانية يحب أن يمتلك كل شيء‪،‬‬
‫وعندما يدخل معترك الحياة يشعر باضطهاد‪.‬‬
‫‪ -‬مشاكل الوالدين أمام األطفال وهي من أهم األسباب‪.‬‬
‫‪ -‬كبت مشاعر الطفل من قبل الوالدين فمثالً إذا أراد أن يبكي أجبراه على السكوت‬
‫وهكذا‪.‬‬
‫أما ما يخص المشاكل الصحيّة فمنها ‪:‬‬
‫‪ -‬نقص"فتامين د" خالل األشهر األولى‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة نشاط الغدة الدرقية ويصحبها زيادة التعرق واضطراب في النوم‪.‬‬
‫‪ -‬نقص الحديد ( فقر الدم)‪.‬‬
‫‪ -‬الصرع‪.‬‬
‫‪ -‬اإلمساك المزمن‪.‬‬
‫‪ -‬التهاب البول‪.‬‬

‫‪282‬‬
‫‪ -‬التوحد (تزداد عصبية الطفل المصاب بالتو ّحد مع الكبر)‪.‬‬
‫‪ -‬التهاب اللوزتين والجيوب األنفية ‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة النطق توتر بعض األطفال إذا قوبلوا باالستهزاء‪ ،‬أو عدم القدرة على إيصال‬
‫المعلومة بشكل صحيح‪.‬‬
‫‪ -‬اإلصابة بالديدان‪.‬‬
‫وقد ترجع األسباب لمستوى ذكاء الطفل ‪ ،‬فالطفل الذكي يعاني عدم االستقرار‪ ،‬ألنه يفهم‬
‫كل ما يدور حوله فيشعر بالوحدة أو الغرور‪ ،‬مما يجعل الجو المحيط به ال يعجبه فيعبر‬
‫بطريقة عصبية عن رفضه واحتياجاته وغضبه من عدم اإلجابة عن أسئلته‪ .‬فيجب‬
‫عليك أن تنمي ذكاءه بإجابتك عن أسئلته بشكل دقيق ومناسب لعمره ‪،‬كشراء حاسب‬
‫آلي ليزيد من مهارته وإدراكه مع توفير بعض الكتب المناسبة‪ ،‬وتكون تحت إشرافك ‪.‬‬
‫من ناحية أخرى فإن من يعاني ضعفا ً في المستوى العقلي يزيد من عصبيته وتوتره‬
‫كلما زاد عليه الضغط من قبل األسرة أو المدرسة أو األصدقاء‪.‬‬

‫العالج‬
‫‪ -‬إذا كانت األسباب مرضية فالبد أن تعرضه على طبيب مختص‪.‬‬
‫أما إذا كانت األسباب تربوية فيمكنك عالجها بعدة طرق من أهمها ‪:‬‬
‫‪ -‬إشعار الطفل بالقبول والحب والحنان وعدم التوبيخ والزجر‪ ،‬والبد من طول البال !‬
‫‪ -‬حاول دمج ابنك مع من هم في سنه‪.‬‬
‫‪ -‬حينما تراه متوترا ً حاول تحريك جسمه‪ ،‬بشكل رياضة أو قفز خفيف وغيرها لتخرج‬
‫الطاقة الموجودة داخله بصورة إيجابية‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان في المدرسة شجعه على الدخول في اإلذاعة المدرسية أو األندية أو غيرها‬
‫من األنشطة‪.‬‬
‫‪-‬اجعله يلعب وال تكن كبرج مراقبة بل راقبه وهو ال يشعر‪.‬‬
‫‪-‬اهتم باأللعاب التي تنمي الذهن مثل الصلصال والمكعبات‪ ،‬فهي تساعد على بناء ذكائه‬
‫ويفرغ فيها طاقاته بصورة إيجابية‪.‬‬
‫‪ -‬دعه يعبر عن أحاسيسه ومشاعره‪.‬‬
‫‪ -‬دعه ينم ويأكل بشكل كافٍ ألن نقص هذه االحتياجات تؤثر عليه سلبا ً ويزيد من قلقه‬
‫وتوتره‪.‬‬

‫‪283‬‬
‫‪ -‬العزل لمدة بسيطة ال تتعدى العشر دقائق لكي يعلم أنه مخطئ وإن كان أقل من أربع‬
‫سنوات كن معه في نفس الغرفة ‪.‬‬
‫‪ -‬عند معاقبته أخبره بسبب العقاب‪ ،‬وال تتكلم معه وهو يصرخ أو يبدي انزعاجه ردد‬
‫عليه‪ ":‬مادمت تصرخ فلن أكلمك‪،‬ولن أسمع منك حتى تهدأ" ‪ ،‬حيث إنك عندما تجاريه‬
‫في عصبيته تصبح الوسيلة ليحصل على ما يريد‪ ،‬فهو ال يميز‪ ،‬فتصبح مع الوقت عادة‬
‫يحصل بها على ما يريد‪.‬‬
‫‪ -‬كن قدوة فهو يتعلم منك الكثير‪ ،‬وفاقد الشيء ال يعطيه ‪.‬‬

‫* العناد‬
‫العناد ظاهرة سلوكية تبدأ في مرحلة مبكرة من العمر فالطفل قبل سنتين من العمر‬
‫ال تظهر مؤشرات العناد في سلوكه‪،‬ألنه يعتمد اعتمادا ً كليا ً على األم أو غيرها‪ ،‬ممن‬
‫يوفرون له حاجاته‪ ،‬فيكون موقفه متسما ً بالحياد واالتكالية والمرونة واالنقياد النسبي‪.‬‬
‫وللعناد مرحلة أولى‪ :‬حينما يتمكن الطفل من المشي والكالم قبل سن الثالث سنوات من‬
‫العمر أو بعد السنتين األوليين‪ ،‬وذلك نتيجة لشعوره باالستقاللية ونتيجة لنمو تصوراته‬
‫الذهنية‪ ،‬فيرتبط العناد بما يجول في رأسه من خيال ورغبات‪.‬‬
‫أما المرحلة الثانية‪ :‬فهي العناد في مرحلة المراهقة‪ ،‬حيث يأتي العناد تعبيرا ً لالنفصال‬
‫عن الوالدين‪ ،‬ولكن عموما ً وبمرور الوقت يكتشف الطفل أو المراهق أن العناد والتحدي‬
‫ليسا هما الطريق السوي لتحقيق مطالبه‪ ،‬فيتعلم العادات االجتماعية السوية في األخذ‬
‫والعطاء‪ ،‬ويكتشف أن التعاون والتفاهم يفتحان آفاقا ً جديدة ً في الخبرات والمهارات‬
‫الجديدة‪ ،‬خصوصا ً إذا كان األبوان يعامالن الطفل بشيء من المرونة والتفاهم وفتح باب‬
‫الحوار معه‪ ،‬مع وجود الحنان الحازم‪.‬‬

‫وللعناد أشكال كثيرة‪:‬‬


‫‪ -‬عناد التصميم واإلرادة‪ :‬وهذا العناد يجب أن يُش َّجع ويُدعَّم؛ ألنه نوع من التصميم‪،‬‬
‫فقد نرى الطفل يُصر على تكرار محاولته‪ ،‬كأن يصر على محاولة إصالح لعبة‪ ،‬وإذا‬
‫فشل يصيح مصرا ً على تكرار محاولته‪.‬‬
‫‪-‬العناد المفتقد للوعي‪ :‬يكون بتصميم الطفل على رغبته دون النظر إلى العواقب المترتبة‬
‫على هذا العناد‪ ،‬فهو عناد أرعن‪ ،‬كأن يصر الطفل على استكمال مشاهدة فيلم تلفازي‬

‫‪284‬‬
‫بالرغم من محاولة إقناع أمه له بالنوم‪ ،‬حتى يتمكن من االستيقاظ صباحا ً للذهاب إلى‬
‫المدرسة‪.‬‬
‫‪-‬العناد مع النفس ‪ :‬نرى الطفل يحاول أن يعاند نفسه ويعذبها‪ ،‬ويصبح في صراع داخلي‬
‫مع نفسه‪ ،‬فقد يغتاظ الطفل من أمه؛ فيرفض الطعام وهو جائع‪ ،‬برغم محاوالت أمه‬
‫ضور جوعاً‪.‬‬‫وطلبها إليه تناول الطعام‪ ،‬وهو يظن بفعله هذا أنه يعذب نفسه بالت َّ ُّ‬
‫‪-‬العناد اضطراب سلوكي‪ :‬الطفل يرغب في المعاكسة والمشاكسة ومعارضة اآلخرين‪،‬‬
‫فهو يعتاد العناد وسيلةً متواصلة ونمطا ً راسخا ً وصفة ثابتة في الشخصية‪ ،‬وهنا يحتاج‬
‫إلى استشارة من متخصص‪.‬‬
‫‪-‬عناد فسيولوجي‪ :‬بعض اإلصابات العضوية للدماغ مثل أنواع التخلف العقلي يمكن‬
‫أن يظهر الطفل معها في مظهر المعاند السلبي‪.‬‬

‫أسباب العناد‬
‫العناد صفة ُمستحبة في مواقفها الطبيعية‪ ،‬حينما ال يكون مبالَغا ً فيه ‪ ،‬ومن شأنها تأكيد‬
‫الثقة بالنفس لدى األطفال‪ ،‬ومن أسبابها ‪:‬‬
‫‪ -‬أوامر الكبار‪ :‬التي قد تكون في بعض األحيان غير مناسبة للواقع‪ ،‬وقد تؤدي إلى‬
‫عواقب سلبية‪ ،‬مما يدفع الطفل إلى العناد كر ِدّ فعل للقمع األبوي الذي أرغمه على‬
‫شيء كأن تُصر األم أن يرتدي الطفل معطفا ً ثقيالً يعرقل حركته في أثناء اللعب‪،‬‬
‫وربما يسبب عدم فوزه في السباق مع أصدقائه‪ ،‬أو أن يكون لونه مخالفا ً للون الز ّ‬
‫يِ‬
‫المدرسي‪ ،‬وهذا قد يسبب له التأنيب في المدرسة‪ ،‬ولذلك يرفض لبسه‪ ،‬واألهل لم‬
‫يدركوا هذه األبعاد‪.‬‬
‫‪ -‬التشبه بالكبار‪ :‬قد يلجأ الطفل إلى التصميم واإلصرار على رأيه متشبها ً بأبيه أو أمه‪،‬‬
‫عندما يصممان على أن يفعل الطفل شيئا ً أو ينفذ أمرا ً ما‪ ،‬دون إقناعه بسبب أو‬
‫جدوى هذا األمر المطلوب منه تنفيذه‪.‬‬
‫‪ -‬رغبة الطفل في تأكيد ذاته‪ :‬إن الطفل يمر بمراحل للنمو النفسي‪ ،‬وحينما تبدو عليه‬
‫عالمات العناد غير المبالَغ فيه فإن ذلك يشير إلى مرحلة النمو‪ ،‬وهذه تساعد الطفل‬
‫على االستقرار واكتشاف نفسه وقدرته على التأثير ومع الوقت سوف يتعلم أن‬
‫العناد والتحدي ليسا بالطرق السوية لتحقيق المطالب‪.‬‬
‫‪ -‬التدخل بصفة مستمرة من جانب اآلباء وعدم المرونة في المعاملة‪ :‬فالطفل يرفض‬

‫‪285‬‬
‫اللهجة الجافة‪ ،‬ويتقبل الرجاء‪ ،‬ويلجأ إلى العناد مع محاوالت تقييد حركته‪ ،‬ومنعه‬
‫من مزاولة ما يرغب دون محاولة إقناع له‪.‬‬
‫‪-‬االتكالية‪ :‬قد يظهر العناد كردَّ فعل من الطفل ضد االعتماد الزائد على األم‪ ،‬أو االعتماد‬
‫الزائد على المربية أو الخادمة‪.‬‬
‫‪ -‬الشعور بالعجز‪ :‬إن معاناة الطفل وشعوره بوطأة خبرات الطفولة أو مواجهته لصدمات‬
‫أو إعاقات مزمنة تجعل العناد وسيلة لمواجهة الشعور بالعجز والقصور والمعاناة‪.‬‬
‫‪ -‬الدعم واالستجابة لسلوك العناد‪ :‬إن تلبية مطالب الطفل ورغباته نتيجة ممارسته للعناد‬
‫علّمه سلوك العناد وتدعمه‪ ،‬ويصبح أحد األساليب التي تم ِ ّكنه من تحقيق أغراضه‬ ‫تُ ِ‬
‫ورغباته‪.‬‬
‫كيف تتعامل مع الطفل العنيد؟‬
‫كثيرا ً ما يكون اآلباء واألمهات هم السبب في تأصيل العناد لدى األطفال‪ ،‬فالطفل‬
‫يولد وال يعرف شيئا ً عن العناد‪ ،‬فاألم تعامل أطفالها بحب وتتصور أن من التربية‬
‫عدم تحقيق كل طلبات الطفل‪ ،‬في حين أن الطفل يصر عليها‪ ،‬وهي أيضا ً تصر على‬
‫العكس فيتربى الطفل على العناد وفي هذه الحالة يُفضَّل‪:‬‬
‫‪ -‬البعد عن إرغام الطفل على الطاعة واللجوء إلى دفء المعاملة اللّينة والمرونة في‬
‫الموقف‪ ،‬فالعناد اليسير يمكن أن نغض الطرف عنه‪ ،‬ونستجيب لما يريد هذا الطفل‪،‬‬
‫ما دام تحقيق رغبته لن يأتي بضرر‪ ،‬وما دامت هذه الرغبة في حدود المقبول‪.‬‬
‫‪ -‬إشغال الطفل بشيء آخر والتمويه عليه إذا كان صغيرا ً ومناقشته والتفاهم معه إذا‬
‫كان كبيراً‪.‬‬
‫‪ -‬الحوار الدافئ المقنع غير المؤجل‪ ،‬وهو من أنجح األساليب عند ظهور موقف العناد ‪،‬‬
‫حيث إن إرجاء الحوار إلى وقت الحق يُشعر الطفل أنه قد ربح المعركة دون وجه‬
‫حق‪.‬‬
‫‪ -‬العقاب عند وقوع العناد مباشرة‪ ،‬بشرط معرفة نوع العقاب الذي يجدي مع هذا الطفل‬
‫بالذات‪ ،‬ألن نوع العقاب يختلف في تأثيره من طفل إلى آخر‪ ،‬فالعقاب بالحرمان أو‬
‫عدم الخروج أو عدم ممارسة أشياء محببة قد تعطي ثمارا ً عند طفل وال تجدي مع‬
‫طفل آخر‪ ،‬ولكن ال تستخدم أسلوب الضرب والشتائم؛ فإنها لن تجدي‪ ،‬ولكنها قد‬
‫تشعره بالمهانة واالنكسار‪.‬‬
‫‪ -‬عدم صياغة طلباتنا من الطفل بطريقة تشعره بأننا نتوقع منه الرفض‪ ،‬ألن ذلك يفتح‬
‫أمامه الطريق لعدم االستجابة والعناد‪.‬‬

‫‪286‬‬
‫‪ -‬عدم وصفه بالعناد على مسمع منه أو مقارنته بأطفال آخرين بقولنا‪ :‬إنهم ليسوا عنيدين‬
‫مثلك‪.‬‬
‫‪ -‬مدح الطفل عندما يكون جيداً‪ ،‬وعندما يُظهر بادرة حسنة في أي تصرف‪ ،‬مع ضرورة‬
‫التركيز على الواقعية عند تحديد طلباتك‪.‬‬
‫وأخيرا ً البد من إدراك أن معاملة الطفل العنيد ليست باألمر السهل ‪ ،‬فهي تتطلب الحكمة‬
‫والصبر‪ ،‬وعدم اليأس أو االستسالم لألمر الواقع‪.‬‬

‫* السرقة‬
‫هي محاولة ملك شيء يشعر الطفل أنه ال يملكه‪ ،‬وعليه‪ ،‬يجب على الطفل أن يعرف‬
‫أن أخذ شيء ما يتطلب إذنا ً معينا ً ألخذه‪ ،‬و إال اعتبر سرقة ‪ .‬والسرقة مفهوم واضح‬
‫لدينا نحن الكبار نعرف أبعاده وأسبابه وأضراره‪ ،‬ونحكم على من يقوم به الحكم‬
‫الصحيح‪ ،‬ونستطيع تحاشي أن نكون الضحية‪.‬أما الطفل فإنه ال يدرك تماما ً مفهوم‬
‫السرقة وأضرارها على المجتمع ونظرة الدين و القانون واألخالق إليها‪ .‬والسرقة‬
‫تقلق األهل أكثر من غيرها في سلوك األطفال وهو ما يدعوه األهل بسلوك المجرمين‪،‬‬
‫وبالتالي فإنهم يظهرون اهتماما كبيرا ً بذلك‪ ،‬ففي كل عام يذهب حوالي ‪ 25000‬طفل‬
‫إلى اإلصالحية بسبب السرقة‪.‬‬
‫ويتعلم األطفال أن السرقة عمل خاطئ إذا وصف اآلباء واألمهات هذا العمل بالخطأ‬
‫وعاقبوا أطفالهم في حال االستمرار في ممارسته‪ ،‬بذلك يبدأ مفهوم السرقة بالتبلور لدى‬
‫الطفل‪.‬‬

‫أسباب السرقة‪ :‬إن األطفال يسرقون لعدة أسباب وهم يدركون أن ما يأخذونه‬
‫يعود لغيرهم وهناك عدة أسباب للسرقة منها‪:‬‬
‫‪ -‬يمكن أن يوجد لدى األطفال نقص ما في بعض األشياء‪ ،‬وبذلك يضطر للسرقة‬
‫لتعويض ذلك النقص‪ ،‬والبعض من األطفال تؤثر عليهم البيئة التي يعيشون فيها‪،‬‬
‫وخاصة إذا كان أحد الوالدين متوفياً‪ ،‬أو كان الوالد مدمنا ً على الكحول أو أن تكون‬
‫البيئة نفسها فقيرة‪ ،‬وهذه عناصر تساعد الطفل على أن يسرق لزيادة شعوره بالنقص‬
‫في مثل هذه الظروف‪ .‬فاألطفال من الطبقات الدنيا يسرقون لتعويض ما ينقصهم‬
‫بسبب فقرهم ‪.‬‬

‫‪287‬‬
‫‪ -‬شعور بعض األهل بالسعادة عندما يقوم ابنهم بسرقة شيء ما‪ ،‬وبهذا يشعر الطفل‬
‫بالسعادة ويستمر في عمله‪.‬‬
‫‪ -‬بعض األطفال يقومون بعملية السرقة إلثبات أنهم األقوى خصوصا ً أمام رفقاء السوء‪،‬‬
‫ولعلهم يتنافسون في ذلك‪ ،‬وبعضهم يشعر بمتعة هذا العمل‪.‬‬
‫‪ -‬قد يسرق الطفل رغبة في تقليد من هم أكبر منه سناً‪ ،‬الوالد أو األخ أو غيرهم ممن‬
‫يؤثرون عليه في حياته‪.‬‬
‫‪ -‬قد يكون دافع السرقة إخراج كبت يشعر به الطفل بسبب ضغط معين‪ ،‬ولذا يقوم‬
‫بالسرقة طلبا ً للحصول على الراحة‪ ،‬وقد يكون سبب الكبت إحباطا ً أو طفالً جديداً‪.‬‬

‫طرق الوقاية‬
‫‪ -‬تعليم القيم‪:‬على األهل أن يعلموا األطفال القيم والعادات الجيدة‪ ،‬واالهتمام بذلك قدر‬
‫اإلمكان‪ ،‬وتوعيتهم أن الحياة للجميع وليست لفرد معين‪ ،‬وحثهم على المحافظة‬
‫على ممتلكات اآلخرين‪ ،‬حتى في حال عدم وجودهم‪ ،‬ونشوء الطفل في جو يتسم‬
‫باألخالق والقيم الحميدة يؤدي إلى تبني الطفل لهذه المعايير‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون هناك مصروف ثابت للطفل ‪ ،‬يستطيع أن يشتري به ما يشعر أنه‬
‫يحتاج إليه فعالً‪ ،‬حتى لو كان هذا المصروف صغيراً‪ ،‬ولو كان مقابل عمل يؤديه‬
‫في المنزل بعد المدرسة‪ ،‬يجب أن يشعر الطفل بأنه سيحصل على النقود من والديه‬
‫إذا احتاج لها فعالً‪.‬‬
‫‪ -‬عدم ترك أشياء يمكن أن تغري الطفل وتشجعه على القيام بالسرقة مثل النقود وغيرها‬
‫من الوسائل التي تساهم بتسهيل السرقة ‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية وبناء عالقات وثيقة بين األهل واألبناء‪ ،‬عالقات يسودها الحب والتفاهم وحرية‬
‫التعبير حتى يستطيع الطفل أن يطلب ما يحتاج إليه من والديه دون تردد أو خوف‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشراف المباشر على األطفال باإلضافة إلى تعليمهم القيم واالهتمام بما يحتاجونه‪،‬‬
‫فاألطفال بحاجة إلى إشراف ومراقبة مباشرة حتى ال يقوموا بالسرقة‪ ،‬وإن قاموا بها‬
‫تتم معرفتها من البداية ومعالجتها‪ ،‬لسهولة المعالجة حينها‪.‬‬
‫‪ -‬ليكن الوالدان ومن يكبرون الطفل سنا ً هم المثل األعلى للطفل بمعاملته بأمانة وإخالص‬
‫وصدق‪ ،‬مما يعلم الطفل المحافظة على أشيائه وأشياء اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬تعليم األطفال حق الملكية حتى يشعروا بحقهم في ملكية األشياء التي تخصهم فقط‪،‬‬

‫‪288‬‬
‫وتعلمهم كيف يردون األشياء إلى أصحابها إذا استعاروها منهم وبإذنهم‪.‬‬

‫العالج‬
‫التصرف بعفوية‪ :‬عند حدوث سلوك السرقة‪ ،‬يجب على األهل البحث عن الخطأ‬
‫واألسباب التي دعت إلى ذلك السلوك سواء كان ذلك من داخل البيت أو من خارجه‬
‫والتصرف بأقصى سرعة‪.‬‬
‫السلوك الصحيح‪ :‬يجب أن يفعل األهل ما يرونه في صالح أطفالهم وذلك بمعالجة األمر‬
‫وتأن‪ ،‬وذلك بأن يعيد ما سرقه إلى الشخص الذي أخذه منه مع االعتذار منه ودفع‬ ‫ٍ‬ ‫بروية‬
‫ثمنه إذا كان الطفل قد صرف واستهلك ما سرقه‪.‬‬
‫مواجهة المشكلة‪ :‬معالجة األمر ومجابهته بجدية سيؤدي إلى الحل الصحيح وذلك‬
‫لخطورة الموقف أو السلوك ‪ ،‬وذلك يتطلب معرفة السبب وراء سلوك الطفل هذا‬
‫المسلك غير المناسب ووضعه في مكان الشخص الذي سرقه وسؤاله عن ردة فعله‬
‫وشعوره إذا تعرض هو لذلك‪.‬‬
‫الفهم‪ :‬يجب علينا أن نفهم لماذا قام الطفل بذلك وما هي دوافعه وذلك قد يكون مرجعه‬
‫إلى الحرمان االقتصادي بسبب نقص مادي يشعر به الطفل أو لمنافسة زمالئه ممن‬
‫يملكون النقود‪ ،‬وقد يكون السبب الحرمان العاطفي وذلك لشعور الطفل بالحرمان من‬
‫الحنان واالهتمام ممن هم حوله‪ ،‬وقد يكون لعدم إدراك الطفل لمفهوم السرقة وما‬
‫الفرق بينها وبين االستعارة‪ ،‬وبالتالي الفهم الصحيح للسبب يترتب عليه استنتاج الحل‬
‫المناسب‪ ،‬فإذا كان الدافع اقتصاديا ً يتم تزويد الطفل بما يحتاجه من نقود‪ ،‬وإفهامه بأن‬
‫يطلب ما يحتاجه‪ ،‬أما إن كان الحرمان عاطفيا ً فيجب إظهار االهتمام به وبحاجاته‬
‫وقضاء الوقت الكافي معه‪ ،‬وقد يكون لعدم اإلدراك وهنا يجب التوضيح للطفل ما تعني‬
‫السرقة وما الفرق بينها وبين االستعارة‪ ،‬وشرح القواعد التي تحكم الملكية له بأسلوب‬
‫بسيط وتجنب العقاب حتى ال يترتب عليه الكذب‪.‬‬
‫عند حدوث السرقة يجب عدم التصرف بعصبية ويجب أن ال تعتبر السرقة فشالً لدى‬
‫الطفل‪ ،‬وال يجب أن تعتبر أنها مصيبة حلّت باألسرة‪ ،‬بل يجب اعتبارها حالة خاصة‬
‫يجب التعامل معها ومعرفة أسبابها‪ ،‬وحلها وإحسان طريقة عالجها‪ ،‬ولكن دون المبالغة‬
‫في العالج‪ ،‬وأن ال تكون هناك مبالغة في وصف السرقة‪ ،‬والمهم في هذه الحالة أن‬
‫نخفف من الشعور السيئ لدى الطفل‪ ،‬بحيث نجعله يشعر بأننا متفهمون لوضعه تماماً‪،‬‬

‫‪289‬‬
‫وأن ال توجه تهمة السرقة للطفل مباشرة‪.‬‬
‫المراقبة‪ :‬على األهل مراقبة سلوكيات أطفالهم كالسرقة والغش‪ ،‬ومراقبة أنفسهم ألنهم‬
‫النموذج ألبنائهم‪ ،‬وعليهم مراقبة سلوكياتهم وألفاظهم وخصوصا ً األلفاظ التي يلقبون بها‬
‫الطفل حين يسرق‪ ،‬كما يجب أن تشرح له أهمية التعبير‪ ،‬ومعرفة األهل أن األطفال حين‬
‫يقعون في مشكلة فإنهم بحاجة إلى مساعدة وتفهم الكبار ومناقشتهم بهدوء‪.‬‬
‫يجب أن ال يصاب اآلباء بصدمة نتيجة سرقة ابنهم وأن ال يأخذوا في الدفاع عنه حتى‬
‫ال يتطور األمر‪ .‬ويبدأ الطفل بالكذب توافقا ً مع دفاع أهله عنه بل الواجب أن يتعاونوا‬
‫من أجل حل هذه المشكلة‪.‬‬

‫* الغيـرة‬
‫هي العامل المشترك في الكثير من المشاكل النفسية عند األطفال ويقصد بذلك الغيرة‬
‫المرضية التي تكون مدمرة للطفل والتي قد تكون سببا ً في إحباطه وتعرضه للكثير‬
‫من المشاكل النفسية‪ .‬والغيرة من المشاعر الطبيعية الموجودة عند اإلنسان كالحب‪...‬‬
‫ويجب أن تقبلها األسرة كحقيقة واقعة وال تسمح في نفس الوقت بنموها‪ ...‬فالقليل من‬
‫الغيرة يفيد اإلنسان‪ ،‬فهي حافز على التفوق‪ ،‬ولكن الكثير منها يفسد الحياة‪ ،‬ويصيب‬
‫الشخصية بضرر بالغ‪ ،‬وما السلوك العدائي واألنانية واالرتباك واالنزواء إال مظاهر‬
‫من آثار الغيرة على سلوك األطفال‪ .‬وال يخلو تصرف طفل من إظهار الغيرة بين الحين‬
‫والحين‪ .‬وهذا ال يسبب إشكاالً إذا فهمنا الموقف وعالجناه عالجا ً سليماً‪ .‬أما إذا أصبحت‬
‫الغيرة عادة من عادات السلوك وتظهر بصورة مستمرة ‪ ،‬تصبح مشكلة‪ ،‬والسيما حين‬
‫يكون التعبير عنها بطرق متعددة‪ .‬والغيرة من أهم العوامل التي تؤدي إلى ضعف ثقة‬
‫الطفل بنفسه‪ ،‬أو إلى نزوعه للعدوان والتخريب والغضب‪ .‬والغيرة شعور مؤلم يظهر‬
‫في حاالت كثيرة مثل ميالد طفل جديد لألسرة ‪ ،‬أو شعور الطفل بخيبة أمل في الحصول‬
‫على رغباته ‪ ،‬ونجاح طفل آخر في الحصول على تلك الرغبات‪ ،‬أو الشعور بالنقص‬
‫الناتج عن اإلخفاق والفشل‪ .‬والواقع أن انفعال الغيرة انفعال مركب‪ ،‬يجمع بين حب‬
‫التملك والشعور بالغضب‪ ،‬وقد يصاحب الشعور بالغيرة إحساس الشخص بالغضب‬
‫من نفسه ومن إخوانه الذين تمكنوا من تحقيق مآربهم التي لم يستطع هو تحقيقها‪ .‬وقد‬
‫يصحب الغيرة كثير من مظاهر أخرى كالثورة أو التشهير أو المضايقة أو التخريب أو‬

‫‪290‬‬
‫العناد والعصيان‪ ،‬وقد يصاحبها مظاهر تشبه تلك التي تصحب انفعال الغضب في حالة‬
‫كبته ‪ ،‬كالالمباالة أو الشعور بالخجل ‪ ،‬أو شدة الحساسية أو اإلحساس بالعجز ‪ ،‬أو فقد‬
‫الشهية أو فقد الرغبة في الكالم‪.‬‬

‫* الغيرة والحسد‪ :‬ومع أن هاتين الكلمتين تستخدمان غالبا ً بصورة متبادلة‪ ،‬فهما ال‬
‫يعنيان الشيء نفسه على اإلطالق‪ ،‬فالحسد هو أمر بسيط يميل نسبيا ً إلى التطلع إلى‬
‫الخارج‪ ،‬يتمنى فيه المرء أن يمتلك ما يملكه غيره‪ ،‬فقد يحسد الطفل صديقه على‬
‫دراجته‪ ،‬وتحسد الفتاة المراهقة صديقتها على طلعتها البهية‪.‬‬
‫فالغيرة هي ليست الرغبة في الحصول على شيء يملكه الشخص اآلخر‪ ،‬بل هي أن‬
‫ينتاب المرء القلق بسبب عدم حصوله على شيء ما‪ .‬فإذا كان ذلك الطفل يغار من‬
‫صديقه الذي يملك الدراجة‪ ،‬فذلك ال يعود فقط إلى كونه يريد دراجة كتلك لنفسه بل‬
‫رمز لنوع من الحب والطمأنينة اللذين يتمتع‬ ‫وإلى شعوره بأن تلك الدراجة توفر الحب‪ٌ ،‬‬
‫بهما الطفل اآلخر بينما هو محروم منهما‪ ،‬وإذا كانت تلك الفتاة تغار من صديقتها تلك‬
‫ذات الطلعة البهية فيعود ذلك إلى أن قوام هذه الصديقة يمثل الشعور بالسعادة والقبول‬
‫الذاتي اللذين يتمتع بهما المراهق والتي حرمت منه تلك الفتاة‪ .‬فالغيرة تدور إذا ً حول‬
‫عدم القدرة على أن نمنح اآلخرين حبنا وأن يحبنا اآلخرون بما فيه الكفاية‪ ،‬وبالتالي فهي‬
‫تدور حول الشعور بعدم الطمأنينة والقلق تجاه العالقة القائمة مع األشخاص الذين يهمنا‬
‫أمرهم‪ .‬والغيرة في الطفولة المبكرة تعتبر شيئا ً طبيعيا ً حيث يتصف صغار األطفال‬
‫باألنانية وحب التملك وحب الظهور‪ ،‬لرغبتهم في إشباع حاجاتهم‪ ،‬دون مباالة بغيرهم‪،‬‬
‫أو بالظروف الخارجية‪ ،‬وقمة الشعور بالغيرة تحدث فيما بين ‪ 4 – 3‬سنوات‪ ،‬وتكثر‬
‫نسبتها بين البنات عنها بين البنين‪ .‬والشعور بالغيرة أمر خطير يؤثر في حياة الفرد‬
‫ويسبب له صراعات نفسية متعددة‪ ،‬وهي تمثل خطرا ً داهما ً على توافقه الشخصي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬بمظاهر سلوكية مختلفة منها التبول الالإرادي أو مص األصابع أو قضم‬
‫األظافر‪ ،‬أو الرغبة في شد انتباه اآلخرين‪ ،‬وجلب عطفهم بشتى الطرق‪ ،‬أو التظاهر‬
‫بالمرض‪ ،‬أو الخوف والقلق‪ ،‬أو بمظاهر العدوان السافر‪.‬‬
‫ولعالج الغيرة أو للوقاية من آثارها السلبية يجب عمل اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬التعرف على األسباب وعالجها‪.‬‬
‫‪ -‬إشعار الطفل بقيمته ومكانته في األسرة والمدرسة وبين الزمالء‪.‬‬

‫‪291‬‬
‫‪ -‬تعويد الطفل على مشاركة غيره في حب اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬تعليم الطفل على أن الحياة أخذ وعطاء منذ الصغر‪ ،‬وأنه يجب على اإلنسان أن يحترم‬
‫حقوق اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬تعويد الطفل على المنافسة الشريفة بروح رياضية تجاه اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬بعث الثقة في نفس الطفل وتخفيف حدة الشعور بالنقص أو العجز عنده‪.‬‬
‫‪ -‬توفير العالقات القائمة على أساس المساواة والعدل‪ ،‬دون تمييز أو تفضيل على آخر‪،‬‬
‫مهما كان جنسه أو سنه أو قدراته‪ ،‬فال تحيز وال امتيازات بل معاملة على قدم المساواة‪.‬‬
‫‪ -‬تعويد الطفل على تقبل التفوق‪ ،‬وتقبل الهزيمة‪ ،‬بحيث يعمل على تحقيق النجاح ببذل الجهد‬
‫المناسب‪ ،‬دون غيرة من تفوق اآلخرين عليه‪ ،‬بالصورة التي تدفعه لفقد الثقة بنفسه‪.‬‬
‫‪ -‬تعويد الطفل األناني على احترام وتقدير الجماعة‪ ،‬ومشاطرتها الوجدانية‪ ،‬ومشاركة‬
‫األطفال في اللعب وفيما يملكه من أدوات‪.‬‬
‫‪ -‬يجب على اآلباء الحزم فيما يتعلق بمشاعر الغيرة لدى الطفل‪ ،‬فال يجوز إظهار القلق‬
‫واالهتمام الزائد بتلك المشاعر‪ ،‬كما أنه ال ينبغي إغفال الطفل الذي ال ينفعل‪ ،‬وال‬
‫تظهر عليه مشاعر الغيرة مطلقاً‪.‬‬
‫في حالة والدة طفل جديد ال يجوز إهمال الطفل الكبير وإعطاء الصغير عناية أكثر مما‬
‫يلزمه‪ ،‬فال يعطى المولود من العناية إال بقدر حاجته‪ ،‬وهو ال يحتاج إلى الكثير‪ ،‬والذي‬
‫يضايق الطفل األكبر عادة كثرة حمل المولود وكثرة االلتصاق الجسمي الذي يضر المولود‬
‫أكثر مما يفيده‪ .‬وواجب اآلباء كذلك أن يهيئوا الطفل لحادث الوالدة مع مراعاة فطامه‬
‫وجدانيا ً تدريجيا ً بقدر اإلمكان‪ ،‬فال يحرم حرمانا ً مفاجئا ً من االمتياز الذي كان يتمتع به‪.‬‬
‫يجب على اآلباء واألمهات أن يقلعوا عن المقارنة الصريحة‪ ،‬واعتبار كل طفل شخصية‬
‫مستقلة لها استعداداتها ومزاياها الخاصة بها‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية الهوايات المختلفة بين اإلخوة كالموسيقى والتصوير وجمع الطوابع والقراءة‬
‫وألعاب الكمبيوتر وغير ذلك‪ ...‬وبذلك يتفوق كل في ناحيته‪ ،‬ويصبح تقييمه وتقديره‬
‫بال مقارنة مع اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬المساواة في المعاملة بين االبن والبنت‪ ،‬فالتفرقة في المعاملة تؤدي إلى شعور األوالد‬
‫بالغرور وتنمو عند البنات غيرة تكبت وتظهر أعراضها في صور أخرى في‬
‫مستقبل حياتهن مثل كراهية الرجال وعدم الثقة بهم وغير ذلك من المظاهر الضارة‬
‫لحياتهن‪.‬‬

‫‪292‬‬
‫‪ -‬عدم إغداق امتيازات كثيرة على الطفل المريض ‪ ،‬فإن هذا يثير الغيرة بين اإلخوة‬
‫األصحاء ‪ ،‬وتبدو مظاهرها في تمني وكراهية الطفل المريض أو غير ذلك من‬
‫مظاهر الغيرة الظاهرة أو المستترة ‪.‬‬

‫* الكذب‬
‫يمكن تعريف الكذب بأنه قول شيء غير حقيقي وقد يعود إلى الغش لكسب شيء‬
‫سارة‪ .‬األطفال يكذبون عند الحاجة وفي العادة اآلباء‬ ‫ما أو للتخلص من أشياء غير ّ‬
‫يشجعون الصدق كشيء جوهري وضروري في السلوك‪ ،‬ويغضبون عندما يكذب‬
‫الطفل‪ ،‬واألطفال يجدون صعوبة في التمييز بين الوهم والحقيقة‪ ،‬وذلك خالل المرحلة‬
‫االبتدائية‪ ،‬ولذا يميلون إلى المبالغة‪ ،‬وفي سن المدرسة يختلق األطفال الكذب أحيانا ً لكي‬
‫يتجنبوا العقاب‪ ،‬أو لكي يتفوقوا على اآلخرين أو لكي يتصرفوا مثل اآلخرين‪ ،‬حيث‬
‫يختلف األطفال في مستوى فهم الصدق‪.‬‬
‫ولقد ميّز "بياجيه" مراحل اعتقاد الطفل للكذب إلى ثالث مراحل‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬يعتقد أن الكذب خطأ ألنه شيء سيعاقب عليه‪.‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬يبدو الكذب كشيء خطأ في حد ذاته وسوف يبقى ولو بعد زوال العقاب‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬الكذب خطأ ينعكس على االحترام المتبادل والمحبة المتبادلة‪.‬‬
‫الكذب عند األطفال يأخذ عدة أشكال مضافا ً إليها‪:‬‬
‫‪-‬القلب البسيط للحقيقة أو التغيير البسيط‪.‬‬
‫‪-‬المبالغة‪:‬يبالغ أو يغالط الطفل والده بشدة‪.‬‬
‫‪-‬التلفيق ‪ :‬كأن يتحدث بشيء لم يقم به ‪.‬‬
‫‪-‬المحادثة ‪ :‬يتكلم بشيء جزء منه صحيح وجزء غير صحيح‪.‬‬
‫‪ -‬شكوى خاطئة ‪ :‬بأن يوقع اللوم على غيره فيما فعله هو‪.‬‬

‫أسباب الكذب‪:‬‬
‫الدفاع الشخصي ‪ :‬الهروب من النتائج غير السارة في السلوك‪ ،‬كعدم الموافقة مع اآلباء‬
‫أو العقاب‪.‬‬
‫اإلنكار أو الرفض‪ :‬للذكريات المؤلمة أو المشاعر خاصة التي ال يعرف كيف يتصرف‬
‫أو يتعامل معها‪.‬‬

‫‪293‬‬
‫التقليد‪:‬أي تقليد الكبار واتخاذهم كنماذج‪.‬‬
‫التفاخر ‪ :‬وذلك لكي يحصل على اإلعجاب واالهتمام ‪.‬‬
‫فحص الحقيقة‪ :‬لكي يتعرف على الفرق بين الحقيقة والخيال‪.‬‬
‫الحصول على األمن والحماية من األطفال اآلخرين‪.‬‬
‫العداوة‪ :‬التصرف بعداوة تامة تجاه اآلخرين‪.‬‬
‫االكتساب‪ :‬للحصول على شيء للذات‪.‬‬
‫التخيل النفسي‪ :‬عندما نكرر ونردد على مسامع الطفل أنه كاذب فسوف يصدق ذلك من‬
‫كثرة الترديد‪.‬‬
‫عدم الثقة‪ :‬اآلباء قد يظهرون أحيانا ً عدم الثقة بما ينطق به أبناؤهم وإن كان صدقاً‪ ،‬لذا‬
‫يفضل الطفل أن يكذب أحيانا ً ليكسب الثقة‪.‬‬
‫الوقاية من الكذب‪:‬‬
‫أن ال يطلب من األطفال أن يشهدوا ضد أنفسهم‪ ،‬أو أن يطلب منهم االعتراف بأخطائهم‪،‬‬
‫وبدالً من ذلك يجب جمع الحقائق من مصادر أخرى‪ ،‬ووضع القرارات بنا ًء على هذه‬
‫الحقائق‪ ،‬وفي حال إذناب الطفل تجنب العقاب‪ ،‬ويجب مد يد العون للطفل‪.‬‬
‫‪ -‬تأسيس مستوى للصدق وتشكيل قدوة للطفل‪.‬‬
‫‪ -‬مناقشة الحكمة والمغزى من الصدق يتم تبيان فيها أن الكذب شيء غير محبب وكذلك‬
‫السرقة والخداع‪.‬‬
‫‪ -‬االبتعاد عن استعمال العقاب الذي يبدو أن الطفل يُعفى منه لو دافع عن نفسه بأسلوب‬
‫الكذب‪ ،‬ألن األطفال سوف يكذبون حتى يوفروا على أنفسهم إهانات الكبار‪.‬‬
‫العالج‬
‫العقاب‪ :‬مساعدة األطفال على التعلم بواسطة التجربة بتوضيح أن الكذب غير ناجح ‪،‬‬
‫كما يجب أن يُبين لهم أن الصدق أفضل ويقلل من العقاب‪ ،‬سامحهم إذا قالوا الحقيقة‬
‫وعاقبهم عقابا ً مناسبا ً إذا قالوا غير الحقيقة‪.‬‬
‫تعليم األطفال قيمة الصدق‪ :‬ال يجب التغاضي عن كذب األطفال ويجب حثهم على‬
‫الصدق بقراءة قصص توضح لهم قيمة الصدق‪.‬‬
‫البحث عن أسباب الكذب‪ :‬يجب العمل على إيجاد األمور التي جعلت الطفل يكذب ليتم‬
‫تفادي ذلك في المستقبل‪ ،‬وفيما يلي األسباب الرئيسية لكذب األطفال‪:‬‬

‫‪294‬‬
‫‪ -‬لكي يحصلوا على الثناء‪ ،‬والحل إعطاء الطفل الثناء واالهتمام لألشياء الجيدة التي‬
‫يفعلها وحينها يشعر الطفل بإشباع هذه الحاجة‪.‬‬
‫‪ -‬تفادي العقاب‪ :‬الحل وضع عقاب مناسب للكذب وتقديم حوافز للصدق واألمانة‪.‬‬
‫صدُقون فبالتالي لن يصدق‬ ‫‪ -‬التقليد‪ :‬يقلّد األطفال اآلباء في سلوكياتهم‪ ،‬إن كانوا ال يَ ْ‬
‫الطفل‪ ،‬والحل‪ :‬أن يكون األبوان مثاالً للصدق واألمانة وعدم الكذب‪.‬‬
‫‪ -‬الخوف‪ :‬يكذب األطفال كثيرا ً لتفادي العقاب المترتب على الضعف الدراسي وعلى‬
‫اآلباء معرفة قدرة أبنائهم وتعليمهم الصدق في ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬لكي يحصل على أشياء يمتلكها لنفسه‪ ،‬والحل أن تساعده في اكتشاف طرق أخرى‬
‫تساعده على الحصول على ما يريد‪.‬‬
‫‪ -‬الشعور بعدم أهمية أعماله أمام األعمال الباهرة التي يقوم بها اآلخرون‪ ،‬والحل يكمن‬
‫في مناقشة خوفه وضعفه‪ ،‬ورفع ثقته بنفسه‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف الوازع الديني لدى الطفل‪ :‬والحل يمكن في تقوية هذا الوازع الديني لديه وتبيين‬
‫نظرة الدين للكذب‪.‬‬
‫*الخوف‬
‫الخوف عاطفة قوية غير محبّبة سببها إدراك خطر ما‪ ،‬إن المخاوف مكتسبة أو تعليمية‪،‬‬
‫لكن هناك مخاوف غريزية مثل الخوف من األصوات العالية أو فقدان التوازن أو‬
‫الحركة المفاجئة‪ ،‬إن الخوف الشديد يكون على شكل ذعر شديد‪ ،‬وقد نسمي الكراهية‬
‫واالشمئزاز خوفاً‪ ،‬أما المخاوف غير المعقولة فتسمى بالمخاوف المرضية‪ ،‬إن‬
‫المخاوف المرضية عند األطفال تتضمن الظالم والعزلة واألصوات العالية‪ ،‬المرض‬
‫والوحوش‪ ،‬الحيوانات غير المؤذية‪ ،‬األماكن المرتفعة‪ ،‬المواصالت‪ ،‬وسائل النقل‪،‬‬
‫الغرباء‪ ،‬وهناك ثالثة عوامل معروفة في مخاوف األطفال‪:‬‬
‫‪ -‬الجروح الجسدية‪ ،‬الحروب‪ ،‬الخطف‪.‬‬
‫‪ -‬الحوادث الطبيعية‪ ،‬العواصف واالضطرابات‪ ،‬الظالم والموت‪ ،‬وهذه المخاوف تقل‬
‫تدريجيا ً مع تقدم العمر‪.‬‬
‫‪ -‬مخاوف نفسية‪ ،‬مثل الضيق واالمتحانات واألخطاء والحوادث االجتماعية والمدرسة‬
‫والنقد‪.‬‬
‫األسباب‬
‫الخبرات المؤلمة‪ :‬يحدث القلق عندما يكون هناك ضيق نفسي‪ ،‬أو جرح جسدي ناتج عن‬

‫‪295‬‬
‫خوف يشعر به األطفال بالعجز‪ ،‬وبعدم القدرة على التكيف مع الحوادث‪ ،‬والنتيجة هي بقاء‬
‫الخوف الذي يكون شديدا ً ويدوم فترة طويلة من الوقت‪ ،‬هناك مواقف تستثير هذا النوع من‬
‫المخاوف‪ ،‬بعضها واضح ومعروف‪ ،‬بينما المواقف األخرى غامضة ومجهولة‪.‬‬
‫إسقاط الغضب‪ :‬يغضب األطفال من سوء معاملة األهل‪ ،‬ومن الشعور بالغضب يصبح‬
‫لديهم رغبة في إيذاء الكبار‪ ،‬إن هذه الرغبة غير مرغوبة ومحرمة‪ ،‬لذلك يسقطها على‬
‫الكبار‪ ،‬إن إسقاط الغضب أمر طبيعي ولكن اإلزعاج والمضايقة أو اإلسقاط المبالغ‬
‫فيه أو طويل األمد ليس طبيعياً‪ ،‬فبعض األطفال والمراهقين لم يتعلموا تقبل غضبهم أو‬
‫التعامل معه‪.‬‬
‫السيطرة على اآلخرين‪ :‬إن المخاوف يمكن أن تستعمل كوسائل للتأثير أو السيطرة على‬
‫اآلخرين‪ ،‬أحيانا ً أن تكون خائفا ً الوسيلة الوحيدة واألقوى لجلب االنتباه وهذا النمط يعزز‬
‫المخاوف لدى الطفل‪ ،‬وهو يجعل اآلخرين يتقبلون الطفل وهو يحصل على اإلشباع‬
‫عن طريق الخوف‪ ،‬مثاله الخوف من المدرسة‪ ،‬فالطفل يظهر خوفه من المدرسة حتى‬
‫ال يذهب إلى المدرسة‪ ،‬والبقاء في البيت‪ ،‬وإذا كان الوالدان يكافئان الطفل على الجلوس‬
‫في البيت األمر الذي سيجعل الطفل يشعر أن الجلوس في البيت تجربة مستمرة وممتعة‬
‫بالنسبة له‪ ،‬وبالتالي يجعل الخوف مطية له للسيطرة على اآلخرين وقد يتحول هذا‬
‫الخوف إلى عادة‪.‬‬
‫الضعف الجسمي أو النفسي‪ :‬عندما يكون األطفال متعبين أو مرضى فإنهم سيميلون‬
‫غالبا ً للجوء إلى الخوف خاصة إذا كانوا في حالة جسمية مرهقة‪ ،‬وإذا كانت فترة هذا‬
‫المرض طويلة‪ ،‬إن هذه الحالة من المرض تقود إلى مشاعر مؤلمة‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫األطفال ذوي المفاهيم السالبة عن الذات والذين يعانون ضعفا ً جسديا ً يشعرون بأنهم غير‬
‫قادرين على التكيف مع الخطر الحقيقي أو المتخيل‪.‬‬
‫النقد والتوبيخ‪ :‬إن النقد المتزايد ربما يقود األطفال إلى الشعور بالخوف‪ ،‬وبأنهم ال يمكن‬
‫أن يعملوا شيئا ً بشكل صحيح‪ ،‬ويبررون ذلك بأنهم يتوقعون النقد ولذلك فإنهم يخافون‪،‬‬
‫ولذا فإن التوبيخ المستمر على األخطاء يقود إلى الخوف والقلق‪ ،‬وسوف يعم الطفل‬
‫شعور عام بالخوف‪ ،‬وبالتالي فإن األطفال الذين يُنتقدون على نشاطاتهم وعلى تطفلهم‬
‫ربما يصبحون خائفين أو خجولين‪.‬‬
‫االعتمادية والقوة‪ :‬إن الصراحة والقسوة تنتج أطفاالً خائفين أو يخافون من السلطة‪،‬‬
‫إنهم يخافون من المعلمين أو الشرطة‪ ،‬وإن توقعات اآلباء الخيالية هي أيضا ً من األسباب‬

‫‪296‬‬
‫القوية والمسؤولة عن الخوف عند األطفال‪ ،‬وعن فشلهم‪ ،‬حيث أن اآلباء الذين يتوقعون‬
‫من أطفالهم إتماما ً في جميع األعمال غالبا ً يتكون عند أطفالهم الخوف‪ ،‬وال يستطيعون أن‬
‫يلبوا حاجات اآلباء‪ ،‬ويصبحون خائفين من القيام بأي تجربة أو محاولة خوفا ً من الفشل‪.‬‬
‫صراعات األسرة‪ :‬إن المعارك الطويلة األمد بين الوالدين أو بين اإلخوة أو بين اآلباء‬
‫واألطفال تخلق جوا ً متوترا ً وتحفز مشاعر عدم األمان‪ ،‬وبالتالي يشعر األطفال بعدم‬
‫المقدرة على التعامل مع مخاوف الطفولة حتى مجرد مناقشة المشاكل االجتماعية أو‬
‫المادية التي تخيف األطفال‪.‬‬

‫طرق الوقاية‬
‫‪ -‬اإلعداد للتكيف مع المشكلة‪ :‬فمرحلة الطفولة هي أنسب المراحل إلعداد األطفال‬
‫للتكيف مع أي نوع من المشاكل الخاصة‪ ،‬ويجب أن يكون هناك من ِقبل الوالدين كم‬
‫كبير من التفسيرات والتطمينات ألطفالهم‪.‬‬
‫التعريض المبكر والتدريجي لمواقف مخيفة‪ :‬وذلك حتى يعتاد الطفل على مواجهة مواقف‬
‫مشابهة بعد ذلك تقع فجأة وسيساعد ذلك في منع حدوث مخاوف عميقة لدى األطفال‪.‬‬
‫‪ -‬التعبير والمشاركة في االهتمامات‪ :‬عندما يعيش األطفال في جو هادئ حيث تناقش فيه‬
‫المشاعر ويشارك فيها األطفال‪ ،‬يتعلم األطفال بأن االهتمامات والمخاوف شيء مقبول‪،‬‬
‫ومن المناسب أن يتم التحدّث في اهتمامات حقيقية أو مخاوف يخاف منها األطفال‪،‬‬
‫ويعترف الكبار أن عندهم مخاوف من أشياء معينة وأن كل إنسان يخاف في وقت معين‪.‬‬
‫‪ -‬الهدوء واللياقة والتفاؤل‪ :‬إن عدم شعور اآلباء بالراحة وشعورهم بالخوف يفزع‬
‫األطفال مباشرة ويعلمهم الخوف مثال ذلك الموت‪ ،‬فإن لم يستطع اآلباء حل خوفهم‬
‫الخاص بهم فإن األطفال يتعلمون وبسرعة الخوف من الموت ويكون من الجيد أن يسمع‬
‫الطفل عبارات تهدّىء من روعه وتحثه أن يتمتع بوقته ‪ ،‬أن يكون جاهزا ً عندما يأتي‬
‫الموت‪ ،‬وإفهامه أن الموت سيتعرض له الكل وهو شبيه بالوالدة ومناقشة مفاهيم دينية‬
‫بسيطة كوسائل لشرح الموت‪.‬‬

‫العالج‬
‫‪ -‬إزالة الحساسية والحالة المعاكسة‪ :‬إن الهدف هو مساعدة األطفال الحساسين جدا ً‬
‫واألطفال الخائفين‪ ،‬حتى يكونوا أقل حساسية وبطيئي االستجابة لمجاالت حساسيتهم‪،‬‬

‫‪297‬‬
‫والقاعدة تقول إن األطفال تقل حساسيتهم للخوف عندما يرتبط هذا الشيء المخيف مع‬
‫أي شيء سار‪.‬‬
‫‪ -‬مشاهدة النموذج‪ :‬يمكن استعمال األفالم للتقليل من مخاوف الطفل وتعويده على مشاهدة‬
‫مواقف أكثر إخافة‪ ،‬ويمكن أن يرى الطفل مواقف تساعده على التخلص من خوفه‪.‬‬
‫‪ -‬التدريب‪ :‬إن التدريب يمكن األطفال من أن يشعروا بالراحة عندما يكررون أو يعيدون‬
‫مواقف مخيفة نوعا ً ما‪.‬‬
‫‪ -‬مكافأة الشجاعة ‪ :‬وذلك بامتداح كل خطوة شجاعة يقدم عليها الطفل وتقديم الجوائز له‪،‬‬
‫وكون الطفل يتمكن من تحمل جزء من موقف يخيفه فيجب مكافأته عليه‪.‬‬
‫‪ -‬التفكير بإيجابية والتحدث مع النفس‪ :‬بأن يقال للطفل إن التفكير في أشياء مخيفة يجعله‬
‫أكثر خوفاً‪ ،‬وأما التفكير بإيجابية فيعود إلى مشاعر أهدأ وإلى سلوكيات أشجع‪.‬‬
‫إن معظم مخاوف األطفال مكتسبة وفقا ً لنظرية التعلم الشرطي أو التعلم باالقتران‬
‫والتقليد‪ ،‬فالخوف استجابة مشتقة من األلم‪ ،‬فطفل هذه المرحلة يتمتع بقدرة عجيبة على‬
‫التوحد بين الوالدين في استجاباتهم االنفعالية المتصلة بالخوف‪ ،‬وعليه يجب مراعاة‬
‫اآلباء لمخاوف أبنائهم ليساعدوهم في تخطي العديد من مخاوفهم‪.‬‬
‫* القلق‬
‫هو خوف من المجهول‪ .‬والمجهول بالنسبة للطفل هو دوافعه الذاتية‪ ،‬الدافع للعدوان‬
‫والرغبات واالتكالية‪ ...‬إلخ‪ ،‬فإن السلوك الناتج عن هذه الدوافع يواجه في األغلب‬
‫بالعقاب والتحريم‪ ،‬فال يستطيع الطفل التعبير عنها‪ ،‬ولكن ليس معنى ذلك أن هذه الدوافع‬
‫قد ماتت‪ ،‬بل تظل موجودة وتظل قابلة لالستثارة‪ ،‬وفي حالة استثارتها يبدي الطفل‬
‫مشاعر الخوف مما سيلقاه من عقاب ولكنه يجهل مصدر هذا الخوف‪.‬‬

‫أسباب القلق الرئيسية‬


‫االفتقار إلى األمن‪ :‬وهو انعدام الشعور الداخلي باألمن عند الطفل وكذلك فإن الشكوك‬
‫تعتبر مصدر خطر‪.‬‬
‫عدم الثبات‪ :‬إن عدم الثبات في معاملة الطفل سواء أكان المعلم في المدرسة أم األب في‬
‫البيت واللذان يتصفان بعدم الثبات في المعاملة يكونان سببا ً آخر في القلق عنده‪.‬‬
‫الكمال‪ /‬المثالية‪ :‬وهي توقعات اآلباء لإلنجازات الكاملة ألطفالهم وغير الناقصة وهي‬

‫‪298‬‬
‫تشكل مصدرا ً من مصادر القلق عندهم‪ ،‬وذلك بسبب عدم استطاعتهم القيام بالعمل‬
‫المطلوب منهم بشكل تام‪.‬‬
‫اإلهمال‪ :‬يشعر األطفال بأنهم غير آمنين عندما ال تكون هناك حدود واضحة ومحدودة‬
‫فهم يفتقرون إلى توجيه سلوكياتهم‪.‬‬
‫النقد‪ :‬إن النقد الموجه من الكبار والراشدين لألطفال يجعلهم يشعرون بالقلق والتوتر‪،‬‬
‫وإن التحدث عنهم وعن سيرتهم يقودهم إلى القلق الشديد‪ ،‬خاصة إذا عرف األطفال أن‬
‫اآلخرين يقومون بعملية نقد لهم أو محاكمتهم بطريقة ما‪.‬‬
‫ثقة الكبار الزائدة‪ :‬بعض الكبار يثقون باألطفال كما لو كانوا كباراً‪ ،‬غير حاسبين أن‬
‫نضج األطفال قبل األوان يكون سببا ً في زيادة القلق عندهم‪.‬‬
‫الذنب‪ :‬يعتقد األطفال أنهم قد ارتكبوا أخطا ًء أو تصرفوا تصرفا ً غير الئق‪.‬‬
‫تقليد اآلباء‪:‬غالبا ً ما يكون األطفال قلقين كآبائهم‪ ،‬ألنهم يراقبون آباءهم‪ ،‬وهم يتعاملون‬
‫مع المواقف بكل توتر واهتمام‪.‬‬
‫اإلحباط المتزايد‪ :‬إن اإلحباط الكثير يسبب الغضب والقلق‪ ،‬إذ إن األطفال ال يستطيعون‬
‫التعبير عن الغضب بسبب اعتمادهم على الراشدين‪ ،‬ولذلك فإنهم يعانون قلقا ً مرتفعاً‪،‬‬
‫وينبع اإلحباط كذلك من شعورهم بأنهم غير قادرين على الوصول إلى أهدافهم أو أنهم‬
‫لم يعملوا جيدا ً في المدرسة‪ ،‬باإلضافة إلى لوم األطفال وانتقادهم على تصرفاتهم الغبية‬
‫قد يزيد من اإلحباط لديهم‪.‬‬
‫طرق الوقاية‬
‫تعليم األطفال االسترخاء‪ :‬ال يمكن أن يكون األطفال قلقين ومسترخين في آن واحد‪،‬‬
‫فيجب أن يتعلم األطفال االسترخاء وأخذ نفس عميق وإرخاء عضالتهم‪.‬‬
‫استخدام إستراتيجيات عديدة لقمع القلق‪ :‬وذلك بأن يفكر الطفل بمشاهد هادئة ومفرحة‪،‬‬
‫وهذا يساعده على إرخاء عضالته المتوترة‪ ،‬وهذا يجب أن يكون ضمن التدريب على‬
‫االسترخاء‪ ،‬باإلضافة إلى التركيز على مشكلة واحدة بأن يختار الطفل ناحية من نواحي‬
‫اهتماماته ويحاول حلّها‪ ،‬إذا كان ذلك ممكنا ً ومواجهة مشكالته كل واحدة في وقت معين‪.‬‬
‫تشجيع الطفل للتعبير عن مشاعره‪ :‬وذلك يكمن بإشراك األطفال في مناقشات األسرة‪،‬‬
‫حرة بحيث يتاح لهم أن يعبروا عن أي مشاعر لديهم مثل الغضب أو‬ ‫وتكون المشاركة ّ‬
‫اإلحباط‪.‬‬

‫‪299‬‬
‫الطرق المتخصصة ‪ :‬في حال كون القلق طويالً‪ ،‬يجب البحث عن المساعدة المتخصصة‬
‫إذا لم تنفع طرق اآلباء في القضاء على القلق‪ ،‬ومن هذه الطرق التي يستخدمها المعالجون‬
‫التنويم المغناطيسي لتقليل الحساسية المتزايدة‪.‬‬
‫* األنانية‬
‫األطفال األنانيون هم من يهتمون بأنفسهم أو بمصالحهم دون االهتمام بمصالح اآلخرين‪،‬‬
‫حيث أن نظرة األنانيين تقتصر على حاجاتهم الخاصة واهتمام الطفل األناني مركز‬
‫على نفسه فقط وهذا ما يميزه عن بقية األطفال العاديين‪ .‬إن مفهوم األطفال األنانيين عن‬
‫أنفسهم مفهوم غير واضح‪ ،‬ونظراتهم لآلخرين هي نظرة سالبة‪ ،‬حيث ينقصهم االنتماء‬
‫للجماعة ويجدون صعوبة في عالقاتهم مع األطفال اآلخرين ومع األقران‪.‬‬

‫أسباب األنانية‬
‫‪ -‬الخوف‪ :‬المخاوف العديدة عند األطفال تسبب األنانية عندهم مثل مخاوف البخل‪،‬‬
‫الرفض‪ ،‬االبتذال‪ ،‬وهم عادة يشعرون بالغضب والفزع‪ ،‬وبالتالي يميلون إلى األنانية‪،‬‬
‫ويصبحون مهتمين فقط بسعادتهم وسالمتهم الشخصية‪ ،‬ولذلك يحاولون دائما ً تجنب‬
‫األذى من اآلخرين‪ ،‬فال يعرضون أنفسهم ولو نسبيا ً إلى االهتمام باآلخرين‪ ،‬وال‬
‫يظهرون أي نوع من أنواع التغيير في حياتهم ‪ ،‬ودائما َ يسودهم شعور بالقلق والتهيج‬
‫وهم يرون األشياء من خالل أعينهم فقط ويفسرون وجهات نظر اآلخرين بأنها مخجلة‪،‬‬
‫وهم متمركزون حول النفس ونكدون ومتقلبو األطوار‪.‬‬
‫‪ -‬الدالل أو الدلع‪ :‬بعض األهل يحاولون إبعاد أطفالهم عن أية مواقف مزعجة‪ ،‬ويقدمون‬
‫ألطفالهم الحماية الزائدة‪ ،‬ويحرصون على إشباع كل ما يحتاجه أطفالهم‪ ،‬لذا ينشأ أطفالهم‬
‫وهم غير قادرين على تنمية قوة االحتمال‪ ،‬أو تطوير ذواتهم وهذا يقودهم إلى األنانية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم النضج‪ :‬عدم الوعي االجتماعي المناسب‪ ،‬عدم التقيد باالتفاقات وعدم تحمل المسؤولية‪،‬‬
‫إن األطفال الذين ال يستطيعون تحمل اإلحباط ويريدون الشيء الذي يريدونه عندما يريدونه‪،‬‬
‫هؤالء األطفال ال يستطيعون المحافظة على كلمتهم وهم غير قادرين على تحمل المسؤولية‬
‫وهناك أسباب تمنع األطفال من الوصول إلى النضج منها‪ :‬اإلعاقة‪ ،‬صعوبات اللغة‪،‬‬
‫اضطرابات في النمو‪.‬‬
‫طرق الوقاية‬
‫‪ -‬تشجيع تقبل النفس‪ :‬وهو أن تجعل للطفل قيمة وأن يشعر بأنه محبوب و توفير األمان‬

‫‪300‬‬
‫له‪ ،‬فإن توافرت للطفل القيمة والمحبة واألمان يصبح عنده استعداد لالهتمام بمصالح‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬تعليم األطفال االهتمام باآلخرين‪ " :‬حقق سعادة اآلخرين تحقق سعادتك " إن إظهار‬
‫االهتمام بأطفالك وباآلخرين يمثل نموذجا ً رئيسا ً يعتبره الطفل قدوة‪ ،‬بعكس أن يكون‬
‫األبوان أنانيين‪.‬‬
‫‪ -‬تربيتهم على بغض التسلط‪ :‬فتسلط األطفال على األطفال الضعفاء يشعر اآلخرين‬
‫باألسى والفشل والحزن‪ ،‬لذا على الوالدين تربية األطفال على عدم التسلط وحثهم على‬
‫احترام الجميع‪.‬‬
‫‪ -‬تعويد الطفل على تحمل المسؤولية‪ :‬وهي طريقة طبيعية لتعليم األطفال االهتمام‬
‫باآلخرين مثال تعليمهم االهتمام ببعض الحيوانات األليفة‪ ،‬فإن قيام األطفال باألعمال‬
‫الخفيفة هي داللة على تحملهم المسؤولية‪.‬‬
‫العالج‬
‫‪ -‬تعليم االحترام بواسطة لعب الدور ‪ :‬حيث أن لآلباء دورا ً كبيرا ً في ذلك‪ ،‬بسردهم‬
‫قصصا ً فيها قيم واضحة تحث على عدم األنانية‪ ،‬وتظهر سلوك االهتمام باآلخرين على‬
‫أنه السلوك الصحيح‪.‬‬
‫‪ -‬شرح ومناقشة وتعزيز النتائج اإليجابية لالهتمام باآلخرين‪ :‬وذلك بشكر األطفال على‬
‫أي سلوك يظهر فيه احتراما ً نحو اآلخرين‪ ،‬وشرح نتائج هذا الفعل في النفوس‪.‬‬
‫‪ -‬شرح ومناقشة التأثيرات السلبية لألنانية ‪ :‬فلو كان الطفل أنانيا ً ‪ ،‬يجب على األب أن‬
‫يناقشه بطريقة لطيفة‪ ،‬في المواقف األنانية وسلبيتها‪ ،‬مما يحفز الطفل أن يبتعد عن‬
‫سلوك األنانية‪.‬‬
‫‪ -‬مناقشة وعي األطفال وخبراتهم السابقة ‪ :‬فيجب تعليم األطفال أن يكونوا متفتحي العقول‬
‫وقابلين للنقاش‪ ،‬وأن يكونوا أقل خشونة في التعامل مع القضايا والمشاكل‪ ،‬وإظهار‬
‫االهتمام بهم وبغيرهم‪.‬‬
‫* الخجل‬
‫مفهوم الخجل‪ :‬إن األطفال الخجولين دائما ً يتجنبون اآلخرين وهم دائما ً في خوف وعدم‬
‫ثقة ومهزومون‪ ،‬مترددون يتجنبون المواقف وينكمشون من األلفة أو االتصال بغيرهم‪،‬‬
‫وهم يجدون صعوبة في االشتراك مع اآلخرين‪ ،‬والشعور المسيطر عليهم عدم الراحة‬
‫والقلق‪ ،‬وهم دائما ً متململون ويتهربون من المواقف االجتماعية‪.‬‬

‫‪301‬‬
‫والخوف من التقييم السالب عندهم غالبا ً ما يكون مصحوبا ً بالسلوك االجتماعي غير‬
‫المتكيف‪ ،‬وهم ال يشاركون في المدرسة‪ ،‬أو في المجتمع‪ ،‬ولكنهم ليسوا كذلك في البيت‪،‬‬
‫والمشكلة تكون أخطر إن كان هؤالء األطفال خجولين في البيت أيضاً‪.‬‬

‫أسباب الخجل‬
‫الشعور بعدم األمن ‪ :‬وهم األطفال الذين يشعرون بقلة األمن وال يستطيعون المغامرة‪،‬‬
‫ألن الثقة تنقصهم ‪ ،‬وكذلك االعتماد على النفس‪ ،‬وهم مغمورون مسبقا ً بعدم الشعور‬
‫باألمن وباالبتعاد عن المربكات‪ ،‬فال يعرفون ما يدور حولهم بسبب موقفهم الخائف‪ ،‬وال‬
‫يمارسون المهارات االجتماعية ويزداد خجلهم بسبب قلة التدريب والحاجة إلى التغذية‬
‫الراجعة من اآلخرين‪.‬‬
‫الحماية الزائدة‪ :‬حيث إن األطفال الذين تغمرهم الحماية الزائدة من الوالدين يصبحون‬
‫غير نشيطين وال يعتمدون على أنفسهم‪ ،‬وذلك بسبب الفرص المحدودة لديهم للمغامرة‬
‫كونهم قليلي الثقة بأنفسهم‪ ،‬وال يتعاملون مع بيئتهم أو مع اآلخرين‪ ،‬ولذلك يتولد لديهم‬
‫الشعور بالخجل والخوف من اآلخرين‪.‬‬
‫عدم االهتمام واإلهمال‪ :‬يظهر بعض اآلباء قلة اهتمام بأطفالهم فيشعرهم هذا بالدونية‬
‫والنقص‪ ،‬ويشجع على وجود االعتمادية عندهم‪ ،‬إن عدم االهتمام باألطفال يولد شخصية‬
‫خائفة خجولة‪ ،‬ويشعرون حينئذ أنهم غير جديرين باالهتمام‪.‬‬
‫النقد‪ :‬إن انتقاد اآلباء عالنية ألطفالهم يساعد على تولد الخوف في نفوسهم‪ ,‬ألنهم يتلقون‬
‫إشارات سالبة من الراشدين‪ ،‬فيصبحون غير متأكدين وخجولين‪ ،‬وبعض اآلباء يعتقدون‬
‫أن النقد هو األسلوب األمثل لتربية األبناء‪ ،‬لكن النتيجة للنقد المتزايد هي طفل خجول‪.‬‬
‫المضايقة‪ :‬فاألطفال الذين يتعرضون للمضايقة والسخرية ينطوون على أنفسهم ‪ ،‬وبما‬
‫أنهم أصحاب حساسية مفرطة تجاه النقد يرتبكون ويخجلون لو تعرضوا لسوء معاملة‬
‫من إخوانهم األكبر سناً‪ ،‬والشيء األكثر خطورة هو نقد األطفال لمحاولتهم االتصال‬
‫بالعالم الخارجي‪.‬‬
‫عدم الثبات‪ :‬فأسلوب التناقض وعدم الثبات في معاملة الطفل وتربيته يساعد على الخجل‪،‬‬
‫فقد يكون الوالدان حازمين جدا ً أحياناً‪ ،‬وقد يكونان متساهلين في أوقات أخرى‪ ،‬والنتيجة‬
‫يصبح األطفال غير آمنين وفي هذه اللحظة يصيبهم الخجل في البيت والمدرسة‪.‬‬
‫التهديد‪ :‬أن يهدد اآلباء األطفال‪ ،‬وينفذون تهديداتهم أحيانا ً ‪ ،‬وال ينفذونها أحيانا ً أخرى‪،‬‬

‫‪302‬‬
‫يصبح لدى األطفال رد فعل على التهديدات المستمرة بالخجل كوسيلة لتجنب إمكانية‬
‫حدوث هذه التهديدات‪.‬‬
‫أن يلقب بالخجول ‪:‬فيتقبلها الطفل كصفة الزمة له ويحاول أن يبرهن أنه كذلك‪ ،‬بحيث‬
‫يصير التحدث السلبي مع النفس شيئا ً مألوفا ً ‪.‬‬
‫المزاج واإلعاقة الجسدية‪ :‬هناك أطفال يبدون خجولين منذ والدتهم‪ ،‬وبذلك يكون‬
‫الخجل وراثياً‪ ،‬كما أن بعض األطفال يكونون مزعجين وبعضهم هادئين‪ ،‬وهذا النمط قد‬
‫يستمر سنين من حياة الطفل‪ ،‬واإلعاقات الجسدية غالبا ً تسبب الخجل ومنها ماله عالقة‬
‫بصعوبات التعلم أو مشاكل اللغة التي تؤدي إلى انسحاب الطفل اجتماعيا ً ‪.‬‬
‫النموذج األبوي‪ :‬واآلباء الخجولون غالبا ً يكون لديهم أطفال خجولون‪ ،‬فيرغب الطفل‬
‫في أن يعيش أسلوب حياة الخجل كما يرى والديه‪.‬‬

‫طرق الوقاية‬
‫التشجيع والمكافأة‪ :‬إن زيارة الناس الذين عندهم أطفال في نفس العمر شيء مفيد ونافع‪،‬‬
‫وإن كان الطفل خجوالً فمن المفيد أن يقوم برحالت مع أطفال متفتحين‪ ،‬ويجب على‬
‫األبوين أن يشجعا طفلهما أن يكون اجتماعياً‪.‬‬
‫تشجيع الثقة بالنفس‪ :‬يجب أن نشجع األطفال وأن نمدحهم إن كانوا واثقين بأنفسهم‪ ،‬وذلك‬
‫عندما يتصرفون بطريقة طبيعية‪ ،‬ومع ذلك يجب أن يتعلموا أنه ليس من الضروري أن‬
‫ينسجموا مع كل شخص‪ ،‬كما أنه ال يجب أن تُقدّم حماية زائدة للطفل‪.‬‬
‫تشجيع السيادة ومهارات النمو‪ :‬يجب أن يُقدّم التدريب المبكر بشكل فردي لألطفال‬
‫وعلى شكل مجموعات يستطيعون من خاللها إشباع ميولهم وتجعلهم يتفاعلون مع‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫قتقديم جو دافىء وهادىء ومتقبل‪ :‬فالحب واالنتباه ال يفسدان األطفال كما يجب أن‬
‫نستمع إليهم‪ ،‬وأن نسمح لهم بقول‪:‬ال‪ ،‬وأن نحترم استقالليتهم‪.‬‬
‫العالج‬
‫إضعاف الحساسية للخجل‪ :‬باستطاعة األطفال أن يتعلموا أن المواقف االجتماعية ال يلزم‬
‫بالضرورة أن تكون مخيفة‪ ،‬يمكن أن يقوم الوالدان بتهدئتهم عند المواقف االجتماعية‪،‬‬
‫وبذلك يصبحون اجتماعيين أكثر تدريجياً‪ ،‬ولهم أن يتخيلوا كيف يقومون بسلوك اجتماعي‬
‫كانوا يخافونه في السابق‪ ،‬ثم دمجهم في مواقف حقيقة‪ ،‬وبالتالي سيقل خجلهم‪.‬‬

‫‪303‬‬
‫تشجيع تأكيد الذات‪ :‬فيجب أن يسألوا بصراحة عما يريدون وكيف يمكن لهم التغلب على‬
‫خوفهم وارتباكهم من أجل التعبير عن أنفسهم‪.‬‬
‫تدريب الطفل على المهارات االجتماعية‪ :‬وذلك عندما يشترك األطفال في تدريبات‬
‫جماعية‪ ،‬فإن بعض المحادثات والتفاعالت تحدث بالطبع‪ ،‬وال بد من وجود قائد‬
‫للمجموعة‪ ،‬وبهذا يمكن للطفل أن يعبر عن رأيه أمام اآلخرين‪ ،‬ويمكن تقسيم التدريب‬
‫االجتماعي إلى الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التمثيل ولعب األدوار‬ ‫‪ -‬التعليم ‪ -‬التغذية الراجعة ‪ -‬التدريب السلوكي‬
‫تشجيع التحدث اإليجابي مع النفس‪ :‬فإن أحد المظاهر المدمرة للطفل أن يعتقد في ذاته‬
‫وشخصيته الخجل‪ ،‬ويؤكد لنفسه أنه خجول وال يستطيع االتصال باآلخرين‪ ،‬لذا يجب أن‬
‫نُعلّم األطفال أن الخجل هو سلوك يقوم به األطفال والكبار وهو ليس مالزما ً لهم‪ ،‬وأنه‬
‫يمكن مقاومته بالتدرب على سلوكيات جديدة‪ ،‬تؤدي إلى إمكانية زيادة االتجاهات اإليجابية‬
‫وتحسين االتصال مع اآلخرين ‪.‬‬
‫* التلعثم و التأتأة‬
‫مفهومه‪ :‬التأتأة هي الكالم بشكل متقطع غير اختياري‪ ،‬أو عملية عدم خروج الكالم من‬
‫الفم وهي اضطراب في اإليقاع الصوتي ويتكلم األطفال المتلعثمون بشكل منطلق أمام‬
‫أصدقائهم‪ ،‬أو عندما يكونون وحدهم‪ ،‬إال أنهم يتلعثمون عندما يكونون مع اآلخرين‪ ،‬و‬
‫خاصة األشخاص ذوي السلطة‪ .‬وعلى الرغم أن ‪ %80‬من المتلعثمين في الصغر ال‬
‫يستمرون في ذلك عند الكبر‪ ،‬إال أن كثيرا ً منهم تتطور لديهم مشاكل متعلقة بالشخصية‬
‫مثل الخجل أو عدم الثقة بالنفس‪ ،‬وينتج ذلك عن خبراتهم السابقة‪.‬‬
‫األسباب‬
‫أسباب نفسية‪ :‬هناك أسباب طبيعية ممكنة‪ ،‬هي أسباب سيكوسوماتية ‪ ،‬أي أسباب ناتجة‬
‫عن الجسد والنفس معاً‪ ،‬وذلك بسبب تأثير النفسية على إنتاج الصوت‪.‬‬
‫ضغط األهل‪ :‬فكثير من اآلباء واألمهات ال يدركون تطور الطفل وتطور النطق لديه‪،‬‬
‫فيجبرون أطفالهم على النطق والتكلم قبل األوان‪ ،‬فينتج عن ذلك توتر الطفل مما يؤدي إلى‬
‫التلعثم‪ ،‬وعند نعت الطفل بالتلعثم من قبل الوالدين‪ ،‬تصبح هذه الصفة مالزمة له‪.‬‬
‫ردة الفعل على الضغط‪ :‬إن مواقف الضغط المختلفة كالشجارات العائلية المتواصلة تكون‬
‫مجهدة للطفل‪ ،‬وقد يتلعثم األطفال أصحاب النطق السليم إن اكتأبوا أو حزنوا‪ ،‬والمصادر‬
‫األخرى للضغط هي اإلجهاد وعدم االستعداد والشعور بالتعب الجسدي الشديد‪.‬‬

‫‪304‬‬
‫التعبير عن الصراع‪ :‬يفترض الكثير أن لدى األشخاص الذين يعانون التلعثم مشاعر قوية‬
‫ال يستطيعون التعبير عنها بسبب بعض العوامل االجتماعية‪ ،‬أو ردة فعل المحيطين السلبية‬
‫تجاههم‪ ،‬ورغم وجود األبحاث العلمية القليلة والتي تدعم هذه الفرضيات إال أن الكثير من‬
‫المتخصصين يرون أن هذه هي األسباب الحقيقية‪ ،‬وأن التخلص من الصراع يؤدي إلى‬
‫التخلص من التلعثم‪.‬‬

‫طرق الوقاية‬
‫تعليم وتقوية عملية النطق عند األطفال‪ :‬بشرط أن ال نجبر الطفل على أن ينطق عنوة‪،‬‬
‫بل يجب أن نشجع األطفال على إصدار األصوات وتطوير الكلمات بطريقة مريحة‪.‬‬
‫تشجيع المالءمة وتقليل التوتر ‪ :‬بطريقة مرحة مما يساعد الطفل على الشعور بالثقة‬
‫باآلخرين وأن يتعلم كيف يتصرف مع اآلخرين‪.‬‬
‫العالج‬
‫تبني طريقة متخصصة‪ :‬وذلك بتشجيع األطفال على تخفيض صوتهم ونطق األحرف‬
‫بطريقة بطيئة نوعا ً ما‪ ،‬باإلضافة إلى الشهيق والزفير قبل كل كلمة‪.‬‬
‫التخفيف من التوتر‪ :‬وذلك بأن نجعل األطفال أقل قلقاً‪ ،‬فإن ذلك يساعدهم على البدء‬
‫بالكالم في مواقف ال يتعرضون فيها للتوتر‪.‬‬
‫تخفيف الضغط‪ :‬فعند تعليمهم الكالم يجب أن ال نضيف أي نشاط مجهد‪ ،‬وأن يطمئن‬
‫الوالدان وال يتوترا حال فشل الطفل بالنطق‪ ،‬حتى ال ينتقل التوتر من الوالدين للطفل‪.‬‬
‫المكافأة على النطق السليم السريع‪ :‬وبالمقابل أن ال تكون هناك مكافأة على النطق‬
‫المتلعثم وبالتالي يحرص الطفل على تحصيل المكافأة بالنطق الصحيح‪.‬‬
‫التقييم المتخصص‪ :‬وذلك في حالة ازدياد حالة الطفل سوءا ً ‪ ،‬فإنه يجب مراجعة أهل‬
‫االختصاص ومعالجي النطق من األطباء‪.‬‬
‫* رفض المعلم والمدرسة‬
‫لحسن الحظ فهذه المسألة قليلة الحدوث ولكنها إذا حدثت فسيتعلم منها االبن درسا ً مبكرا ً‬
‫عن الحياة‪ ،‬فهنا عليك أن تبدأ تعليم االبن أن عليه أن يتعامل مع األشخاص من حوله ‪،‬‬
‫وأن يكتشف النواحي الجيدة في المعلم‪ .‬حاول أن تصطحبه للمدرسة وتتحدث مع المعلم‬
‫وتحاول أن تجد موضوعات مشتركة ومختلفة بين الطفل والمعلم فهذا من شأنه أن يكسر‬
‫الحاجز بينه وبين معلمه إذا ما شعر أن والده يتحدث مع هذه الشخصية الجيدة بالنسبة‬

‫‪305‬‬
‫يكون‬
‫له وال تتحدث بشيء غير مناسب مع معلمه فالطفل قادر أن يقرأ مشاعرك وبذلك ّ‬
‫مشاعره الخاصة‪.‬‬
‫إذا كان ابنك من هذا النوع فعليك أن تقنع نفسك أن هذا السلوك سوف يختفي بعد مدة إذا‬
‫تعاملت معه بصورة صحيحة ولهذا عليك أن‪:‬‬
‫‪-‬ال تسمح البنك بالتغيب عن المدرسة بأي حال إال إذا كان مريضاً‪ ،‬حتى وإن حاول أن‬
‫يستعطفك بقوله ( إنها المرة األخيرة)‪.‬‬
‫‪ -‬احرص على أخذه من المدرسة في الوقت الذي يتوقعك أن تأخذه وال تتأخر عنه ‪ ،‬فهذا‬
‫التأخير يجعل الطفل يشعر بعدم األمان ‪.‬‬
‫‪-‬احرص على أخذه للمدرسة مبكرا ً وقبل الموعد المحدد‪.‬‬
‫‪ -‬حاول االتصال بالمدرسة للتأكد أن ابنك قد انسجم مع باقي الفصل ‪.‬‬
‫‪-‬تكلم مع ابنك وأخبره أن جميع األطفال يذهبون للمدرسة وأن بكاءه يحزنك‪ ،‬وأن عليه‬
‫أن يستمتع بالوقت الذي يذهب فيه للمدرسة باللعب مع أصدقائه‪ ،‬واحرص على أن تتكلم‬
‫معه كصديق وثق أنه سوف يفهمك‪.‬‬

‫* تمارض األبناء‬
‫يصحو االبن صباحا ً وهو في كامل صحته ولكنه ينادي على أمه قائالً ‪:‬‬
‫أمي رأسي يؤلمني ‪ ...‬ال أستطيع الذهاب للمدرسة ‪..‬‬
‫إنه تمارض األبناء‪ ،‬تلك الحيل الفطرية التي يلجأ إليها االبن دون أن يتعلمها من أحد‬
‫وهدفه منها هو عدم الذهاب إلى المدرسة ‪.‬‬
‫كيف تتصرف إذا تمارض ابنك ‪ ،،‬وما هي األسباب التي قد تدفعه للتمارض؟‬
‫أسباب تمارض األطفال‬
‫في مرحلة الروضة‪:‬‬
‫‪ -‬بسبب التعلق الشديد باألم‪.‬‬
‫‪ -‬المكاسب التي يحصل عليها الطفل مثل زيادة االهتمام‪.‬‬
‫‪-‬الخوف من المدرسة ألنها شيء جديد عليه‪.‬‬
‫في المرحلة االبتدائية (مرحلة التعليم األساسي)‬
‫‪-‬الحنين للجلوس في المنزل كإخوته الصغار ‪.‬‬
‫‪ -‬رغبة في لفت االنتباه إليه وخاصة من األم ‪.‬‬

‫‪306‬‬
‫‪-‬عدم أدائه للواجب المدرسي المطلوب منه ‪.‬‬
‫‪ -‬خوفه من المعلم والمدرسة ‪.‬‬
‫في المرحلة المتوسطة‬
‫‪ -‬عدم أدائه الواجبات المدرسية أو التكليفات التي عليه إنجازها‪.‬‬
‫‪ -‬هروبه من أداء االمتحانات ‪.‬‬
‫‪ -‬خوفه من المعلم أو الهرب من مادة ال يحبها ‪.‬‬
‫‪ -‬الملل الدراسي يدفعه للتمارض في حصة معينة أو يوم معين ‪.‬‬
‫في المرحلة الثانوية‬
‫‪ -‬لدى البنات ميول استعراضية للفت االنتباه ‪.‬‬
‫‪ -‬لدى األوالد الهروب من تكليفات عليهم أو امتحانات ‪.‬‬
‫ماذا نفعل مع الطفل المتمارض ؟‬
‫تأكد أنه مريض حقا ً ويمكن ذلك بقياس درجة حرارته‪ ،‬وإن كنت تشك في األمر‬
‫اعرضه على طبيب ‪.‬‬
‫إن تأكدت أنه يتمارض فعليك‪:‬‬
‫‪-‬أال تسمح له أبدا ً بالتغيب عن المدرسة بل أفهمه أن عليه أوالً الذهاب للمدرسة ثم سترى‬
‫موضوع مرضه عندما يعود ‪.‬‬
‫‪-‬اجلس مع ابنك بعد عودته واعرف سبب عدم رغبته في الذهاب للمدرسة‪ ،‬هل هو‬
‫تقصيره في الواجبات المدرسية أو خوفه من المدرسة أو أن هناك أمرا ً ما بالمدرسة‬
‫وحاول معه حل المشكلة‪.‬‬
‫‪-‬يفيد إذا تكرر تمارض ابنك أن تتصل بالمدرسة وتبحث معهم األمر ‪.‬‬
‫‪-‬أكد البنك أن تمارضه يندرج تحت مسمى الزيف والكذب وأن من حوله سيبتعدون‬
‫عنه بسبب تمارضه ‪.‬‬
‫كيف أعرف أن ابني مريض أو يتمارض؟‬
‫قد تتساءل كيف أفرق بين مرض ابني الحقيقي وبين تمارضه إذا كان ادعاء الطفل خاليا ً‬
‫من األعراض الحقيقية والتي يشعر اآلخرون بها فهو تمارض‪ .‬إذا كانت العوارض‬
‫واضحة على جسم الطفل مثل‪:‬‬
‫‪-‬ارتفاع درجة حرارة الطفل‪.‬‬
‫‪ -‬اإلسهال ‪.‬‬
‫‪-‬اصفرار الوجه ‪.‬‬

‫‪307‬‬
‫‪-‬غثيان وقيء ‪.‬‬
‫‪-‬أي أعراض أخرى تقلق األم أو األب ‪.‬‬
‫هنا ال بد من التوجه فورا ً للطبيب ليقطع الشك باليقين فقد يكون الطفل مريضا ً حقا ً وأي‬
‫تأخير أو تهاون يؤثر في حالته الصحية ‪.‬‬

‫* قلق االمتحان‬
‫تقع على عاتق األهل مسؤولية كبيرة في مساعدة أبنائهم على تحسين مستوى تحصيلهم‬
‫الدراسي والنجاح في امتحاناتهم والتخفيف من قلق االمتحان من خالل تقديم خدمات‬
‫توجيهية و تربوية سليمة‪.‬‬
‫حيث يترتب الدور األكبر في األسرة على األم في تهيئة األجواء الدراسية المناسبة‬
‫لألبناء وتوفير المناخ المالئم لهم خالل فترة االمتحانات‪ ،‬والتي تمثل منعطفا ً هاما ً‬
‫في حياة الطالب خاصة إذا كان الطالب في المراحل النهائية‪ ،‬في مرحلة الكفاءة أو‬
‫في الثانوية العامة‪ ،‬ويتم ذلك من خالل تجهيز مكان خاص للمذاكرة يشترط فيه توفر‬
‫األجواء الصحية الالزمة‪ ،‬وأن يكون بعيدا ً عن الضوضاء و أجهزة التسلية التي قد تبعده‬
‫عن الدراسة وإبعاده عن المشروبات المنبهة واالستعاضة عنها بالمشروبات المفيدة‬
‫من العصائر التي تكثر فيها الفيتامينات وكذلك تجنيبه السهر المتواصل الذي قد يفقده‬
‫التركيز ويؤدي به إلى النعاس داخل قاعة االمتحان واإلكثار من فترات الراحة حتى ال‬
‫يتم إرهاق جسده ونظره بكثرة المذاكرة‪ ،‬كما تقع على األب مسؤولية كبيرة في مساندة‬
‫دور األم داخل األسرة وذلك من خالل متابعة األبناء داخل وخارج المنزل ومحاولة‬
‫مساعدتهم بشتى السبل في المذاكرة باإلضافة إلى ضرورة تحفيزهم بما سينالونه بتفوقهم‬
‫ونجاحهم في االمتحانات كما يفضل لو تم رصد جوائز تشجيعية لهم وذلك لما للتشجيع‬
‫من دور كبير في دعم العملية التعليمية‪.‬‬
‫كيــــف يكون ذلك؟‬
‫‪ -‬وفروا ألبنائكم جوا ً عائليا ً يتسم باالستقرار والهدوء و الشعور بالطمأنينة ‪.‬‬
‫‪ -‬هيئوا أبناءكم على مدار العام الدراسي الستقبال فترة االمتحانات بشكل طبيعي ‪.‬‬
‫‪ -‬حاولوا قدر اإلمكان عدم إبداء مظاهر الخوف والقلق أمامهم ‪.‬‬
‫‪ -‬احرصوا على تدعيم ثقتهم بنفسهم وحثهم على المثابرة دون توبيخ أو ضغط يضعفان‬
‫ثقتهم بأنفسهم‪ ،‬مما يؤدي إلى المزيد من القلق و الخوف واإلحباط ‪.‬‬

‫‪308‬‬
‫‪ -‬ال تبالغوا في الحديث عن قدراتهم و إمكانياتهم وطموحاتهم وخاصة أمام اآلخرين‪ ،‬و‬
‫يفضل التعامل مع قدراتهم بموضوعية‪.‬‬
‫‪ -‬امتنعوا عن مقارنتهم بزميل أو قريب متفوق بشكل يحبطهم ويعيق إنجازهم ‪.‬‬
‫‪ -‬حاولوا عدم فرض طموحاتكم عليهم دون النظر إلى ميولهم و رغباتهم و إمكانياتهم ‪.‬‬
‫بل يجب مراعاة هذه الميول والرغبات واإلمكانيات‪.‬‬
‫‪ -‬شجعوهم وساعدوهم على دراسة المواد التي يعانون صعوبات فيها ‪.‬‬
‫‪ -‬احرصوا على عدم إرهاقهم وتكليفهم بأعباء منزلية غير ضرورية ‪.‬‬
‫‪ -‬جنبوهم اإلكثار من تناول المنبهات (كالشاي و القهوة والكوال ) ‪.‬‬

‫أغذية أيام االمتحانات‬


‫مع بدء االمتحانات علينا االنتباه لما نأكل‪ ،‬وانتقاء األغذية المناسبة و التي أثبتت فعاليتها‬
‫بعالج النسيان وتحسين الذاكرة وذلك الحتوائها على األوميجا ‪ 3‬وحمض الفوليك ومواد‬
‫مضادة لألكسدة والفيتامينات و منها‪:‬‬
‫‪ -‬األسماك و خصوصا ً التونا و السردين ‪.‬‬
‫‪ -‬البيض وذلك الحتوائه على فيتامين ب ‪ ،‬ب‪. 6‬‬
‫‪ -‬كبدة الدجاج وذلك الحتوائها على البروتينات والحديد والعديد من الفيتامينات‪.‬‬
‫‪ -‬الخبز األسمر‪.‬‬
‫‪ -‬الموز الحتوائه على التيروسين والبوتاسيوم والمغنيسيوم و فيتامين ب‪.6‬‬
‫‪ -‬األلبان قليلة الدسم‪.‬‬
‫‪ -‬األفوكادو وذلك الحتوائه على التيروسين والمغنيسيوم‪.‬‬
‫وال شك أن لنوع الغذاء وكميته ومواعيد تناوله دورا ً في زيادة أو قلة التحصيل العلمي‬
‫عند الطالب‪ ،‬هذه وقفات عامة حول هذا الموضوع‪:‬‬
‫النوع أوالً ‪ :‬من األمور المؤكدة أن األغذية الدهنية تسبب تكاسالً في أداء الذهن وخموالً‬
‫بعكس األغذية البروتينية التي تساعد على تنشيط الذهن‪ ،‬وتحفز بعض المواد الكيميائية‬
‫على العمل لزيادة اليقظة واالنتباه ‪ ،‬والمقصود بالمواد الغذائية البروتينية مثل البيض‬
‫واللحوم واألجبان ‪.‬‬
‫استثناء‪ :‬رغم أن هذه القاعدة حول األغذية الدهنية و البروتينية صحيحة إال أن هنالك‬
‫استثناءين هما‪:‬‬
‫‪ -‬تعد المكسرات من األغذية مرتفعة الدهون إال أنها من األغذية المحفزة للنشاط‬

‫‪309‬‬
‫الحتوائها على أحادية عدم التشبع وجزء ال بأس به من البروتينات ‪.‬‬
‫‪ -‬رغم أن البقوليات مثل الفول والعدس من األغذية البروتينية إذ تحوي نسبة عالية من‬
‫البروتينات إال أن وجود الكربوهيدرات المعقدة فيها يجعلها من األغذية الثقيلة على‬
‫التفكير أثناء فترة المذاكرة واالختبارات‪،‬إذ يفضل دائما ً خالل األيام قبل المذاكرة أو‬
‫االختبار تناول األغذية البروتينية مثل الكبد واللحوم والبيض واألجبان والمكسرات‬
‫والتقليل من تناول األغذية عالية الدهون أو عالية النشويات ‪.‬‬
‫الكمية ثانياً‪ :‬من األمور المتفق عليها أن اإلكثار من الطعام يؤدي إلى الكسل والخمول‬
‫الجسمي والذهني‪ ،‬فتناول كميات كبيرة من األكل في الوجبة الواحدة سيقود حتما‬
‫إلضاعة عدد من الساعات حتى يعود اإلنسان لنشاطه وحيويته‪ ،‬فإذا كانت الوجبات‬
‫ثالثا ً فكم عدد الساعات التي سوف تضيع بدون مذاكرة ‪ ،‬إن الصورة األفضل إلبقاء‬
‫الجسم حيويا ً والذهن متفتحا ً هي تقليل كمية األكل في الوجبة مع زيادة وجبة رابعة خفيفة‬
‫بين الوجبات‪.‬‬

‫* اضطراب قصور أو تشتت االنتباه‪/‬فرط النشاط أو الحركة‬


‫أعراض االضطراب‬
‫‪ -‬ال يستطيع الطفل البقاء أو االستقرار في مكان واحد‪.‬‬
‫‪ -‬يتململ ويتلوى باستمرار ‪ ...‬في حركة مستمرة أثناء جلوسه‪.‬‬
‫‪ -‬يتشتت انتباهه بسرعة وقليل التركيز‪.‬‬
‫‪ -‬ال يفكر قبل أن يتصرف‪.‬‬
‫‪ -‬ال يتابع أداء واجباته حتى النهاية‪ ،‬ال يملك انتباها ً جيداً‪.‬‬

‫العناصر األساسية للخطة العالجية ألطفال فرط الحركة‬


‫• التشخيص الدقيق لسبب فرط الحركة ‪.‬‬
‫• خطة للطفل لتعديل معارف الطفل الخاطئة و سلوكياته غير المرغوبة‪.‬‬
‫• العالج باألدوية‪.‬‬
‫• الحمية الغذائية‪.‬‬
‫• تدريب األبوين على التعامل معه‪.‬‬
‫• إشراك المدرسة‪.‬‬

‫‪310‬‬
‫• التأهيل المهني‪.‬‬
‫•إكساب الطفل القدرة على السيطرة الذاتية الداخلية بدالً من السيطرة الخارجية من قبل‬
‫الغير‪ ،‬وهي خطوة هامة جدا ً وتتحقق من خالل ‪:‬‬
‫• بناء قاموس صح – خطأ‪ :‬أي تعليم الطفل ما هو الصح ليفعله ويكافأ عليه ‪ ،‬وما هو‬
‫الخطأ ليتجنبه حتى ال يعاقب‪ ،‬وسبيل ذلك التعاقد مع الطفل عبر مبدأ االتفاقيات‪ ،‬كتعزيز‬
‫قيام الطفل بالواجبات المنزلية عبر جدول النجوم أو جداول الوجوه‪ ،‬مع تحديد بنك‬
‫للهدايا حسب عدد النقاط ‪ ،‬بشكل نصف أسبوعي أو أسبوعي أو شهري‪.‬‬
‫العقاب‬
‫‪ -‬أن يكون عقب السلوك السيئ مباشرة ً دون تأجيل‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون شكل العقاب مختلفا ً حسب نوع السلوك ودرجته‪ ،‬والقاعدة‪ :‬الجزاء من جنس‬
‫العمل‪.‬‬
‫‪ -‬أن يملك الطفل االختيار‪ :‬أي أن يكون العقاب نتيجة الختيار الطفل بعد سلوك غير‬
‫مرغوب فيه‪ ،‬من خالل اتفاق بين الطرفين‪.‬‬
‫‪ -‬من العدالة مع الطفل أن يكون هنالك وقاية من السلوك السيىء قبل أي موقف ‪ ،‬وذلك‬
‫بتبيان السلوك الجيد والسلوك السيئ مع شرح كافٍ لنتائجهما‪ ،‬واتفاق واضح على القيام‬
‫بالسلوك الجيد‪.‬‬
‫‪ -‬من العدالة مع الطفل احترام شخص الطفل وخصوصيته ‪ :‬بأن يكون العقاب بعيدا ً عن‬
‫أنظار كل الناس‪ ،‬أي بينك وبين الطفل فقط‪.‬‬
‫أفضل أنواع العقاب الجيد هو العزل المؤقت ‪ ،‬وله أنواع‪:‬‬
‫‪ .1‬العزل المكاني‪ :‬يقدّر كل عام من عمر الطفل بدقيقة عزل‪ ( .‬كرسي التفكير ‪ ،‬في‬
‫زاوية الغرفة ‪ ،‬في غرفة لوحده ‪) ...،‬‬
‫‪ .2‬العزل النفسي العاطفي‪ :‬قطع العالقة بينه وبين األبوين واإلبقاء على العالقة الروتينية‬
‫(أطعمة‪ ،‬أعطيه كل احتياجاته ولكن دون أي تواصل عاطفي)‪.‬‬
‫‪ .3‬العزل الجسدي‪" :‬أثبته في حجرك‪ ،‬أو أثبت يديه وأنظر في عينيه لمدة دقيقة معاتباً"‪.‬‬
‫إن العقاب ال يؤتي ثماره إذا كانت العالقة بين الطفل والمربي سيئة ومضطربة‪ ،‬ويشعر‬
‫فيها الطفل بمشاعر سلبية تجاه المربي كمشاعر الكره أو الخوف أو مشاعر متناقضة ما‬
‫بين الحب والكره‪ ،‬لذلك ابدأ بتحسين العالقة ثم طبق العقوبة‪.‬‬
‫اعلم أن اللعب مع الطفل يعطيه راحة نفسية وتنفيس ويقوي عالقتك به ‪ ،‬ال تحتاج أيها‬

‫‪311‬‬
‫األب "المشغول"‪ ،‬أكثر من ‪ 20‬دقيقة – ‪ 30‬دقيقة صافية تخصصها من وقتك للطفل‪.‬‬
‫‪ -‬يتم تدريب األبوين أحدهما أو كالهما على‪ :‬زيادة اهتمامه وانتباهه لطفله ومالزمته‬
‫له‪ ،‬وإيجاد نظام أسري للكسب والخسارة للطفل‪ ،‬مع تخصيص وقت حر ال يتقيد فيه‬
‫الطفل باألوامر‪ ،‬كوقت الحديقة أو المسبح وغيرها‪.‬‬
‫تبدو مشكلة قصور االنتباه ‪ ،‬صعبة الحل ولكن الخبراء يقولون‪ :‬أن هناك أشياء كثيرة‬
‫يمكنك القيام بها لمساعدة طفلك وتحسين تركيزه نوجزها في التالي‪:‬‬
‫‪ -‬التشاور والتباحث مع المدرس‪ :‬إذا كانت هذه المشكلة ال تحدث مع طفلك فقط في‬
‫المدرسة فقد يكون هناك مشكلة مع المدرس في أسلوب شرحه للدرس‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫البد من مقابلة المدرس ومشاورته ومناقشة المشكلة والحلول الممكنة‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة الضغوطات داخل المنزل‪ :‬إذا كانت هذه المشكلة تحدث مع طفلك في المنزل‬
‫فقد يكون ذلك رد فعل لضغوط معينة في المنزل ‪ ،‬فإذا الحظنا تشتت االنتباه أو النشاط‬
‫الزائد أو االندفاع " التهور" لدى طفلك وأنت تمر بظروف انفصال أو طالق أو أحوال‬
‫غير مستقرة ‪ ،‬فإن هذا السلوك قد يكون مؤقتا ً ‪ ،‬ويقترح األخصائيون هنا زيادة الوقت‬
‫الذي تقضيه مع الطفل حتى تزيد فرصته في التعبير عن مشاعره‪.‬‬
‫‪ -‬فحص حاسة السمع‪ :‬إذا كان طفلك قليل االنتباه وسهل التشتت ولكن غير مندفع أو كثير‬
‫الحركة‪ ،‬فعليك فحص حاسة السمع عنده للتأكد من سالمته وعدم وجود أي مشكالت‬
‫بعمليات االستماع‪ ،‬ففي بعض األحيان رغم أنه يسمع جيدا ً يحتمل أن المعلومات التصل‬
‫كلها بشكل تام للمخ‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة التسلية والترفيه‪ :‬يجب أن تحتوي أنشطة الطفل على الحركة واإلبداع ‪،‬‬
‫والتنوع‪ ،‬واأللوان والتماس الجسدي واإلثارة فمثالً عند مساعدة الطفل في هجاء‬
‫الكلمات يمكن للطفل كتابة الكلمات على بطاقات بأقالم ملونة وهذه البطاقات تستخدم‬
‫للتكرار والمراجعة والتدريب‪.‬‬
‫‪ -‬تغيير مكان الطفل‪ :‬الطفل الذي يتشتت انتباهه بسرعة يستطيع التركيز أكثر في‬
‫الواجبات ولفترات أطول إذا كان كرسي المكتب يواجه حائطا ً بدالً من حجرة مفتوحة‬
‫أو شباك‪.‬‬
‫‪ -‬تركيز انتباه الطفل‪ :‬اقطع قطعة كبيرة من الورق المقوى على شكل صورة ما وضعها‬
‫على مساحة أو منطقة تركيز االنتباه أمام مكتب الطفل واطلب منه التركيز والنظر‬
‫داخل اإلطار وذلك أثناء عمل الواجبات وهذا يساعده على زيادة التركيز‪ ،‬لتحسين‬

‫‪312‬‬
‫التواصل مع طفلك قليل االنتباه عليك دائما ً باالتصال البصري معه قبل الحديث والكالم‪.‬‬
‫تعود على استخدام الجمل والعبارات بدالً من األسئلة‪،‬‬ ‫‪ -‬ابتعد عن األسئلة المملة‪ّ :‬‬
‫فاألوامر البسيطة القصيرة أسهل على الطفل في التنفيذ‪ ،‬فال تقل للطفل‪ ( :‬أال تستطيع‬
‫أن تجد كتابك ؟) فبدالً من ذلك قل له ‪( :‬أحضر كتابك اآلن وعد‪ ،‬قل له أرني ذلك)‪.‬‬
‫‪ -‬حدد كالمك جيداً‪ :‬يقول د‪" .‬جولد شتاين"‪ ،‬الخبير بشؤون األطفال‪ :‬دائما ً أعط تعليمات‬
‫إيجابية لطفلك فبدالً من أن تقول ال تفعل كذا‪ ،‬أخبره أن يفعل كذا وكذا‪ ،‬فال تقل (أبعد‬
‫قدمك عن الكرسي) وبدالً من ذلك قل له (ضع قدمك على األرض ) وإال سوف يبعد‬
‫الطفل قدميه عن الكرسي ويقوم بعمل آخر كأن يضع قدميه على المكتبة‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد قائمة الواجبات‪ :‬عليك إعداد قائمة باألعمال والواجبات التي يجب على الطفل‬
‫أن يقوم بها ووضع عالمة (صح) أمام كل عمل يكمله الطفل وبهذا ال تكرر نفسك‬
‫وتعمل هذه القائمة كمفكرة ‪ ،‬واألعمال التي ال تكتمل أخبر الطفل أن يتعرف عليها في‬
‫القائمة‪.‬‬
‫‪ -‬تقدير وتحفيز الطفل على المحاولة‪ :‬كن صبورا ً مع طفلك قليل االنتباه فقد يكون يبذل‬
‫فكثير من األطفال لديهم صعوبة في البدء بعمل ما واالستمرار به‪.‬‬‫ٌ‬ ‫أقصى ما في وسعه‪،‬‬
‫‪ -‬حدد اتجاهك جيداً‪ :‬خبراء نمو األطفال ينصحون دائما ً بتجاهل الطفل عندما يقوم‬
‫بسلوك غير مرغوب فيه ‪ ،‬ومع تكرار ذلك سيتوقف الطفل عن ذلك ألنه ال يَلقى أي‬
‫انتباه لذلك والمهم هو إعارة الطفل كل انتباه عندما يتوقف عن السلوك غير المرغوب‬
‫ويبدأ في السلوك الجيد‪.‬‬
‫‪ -‬ضع نظاما ً محددا ً والتزم به‪ :‬التزم باألعمال والمواعيد الموضوعة ‪ ،‬فاألطفال الذين‬
‫يعانون من مشكالت االنتباه يستفيدون غالبا ً من األعمال المواظب عليها والمنظمة‬
‫كأداء الواجبات ومشاهدة التلفاز وتناول األكل وغيره ويوصى بتقليل فترات االنقطاع‬
‫والتوقف حتى ال يشعر الطفل بتغيير الجدول أو النظام وعدم ثباته‪.‬‬
‫‪ -‬أعط الطفل فرصة للتنفيس‪ :‬لكي يبقى طفلك مستمرا ً في عمله فترة أطول يقترح‬
‫الخبراء السماح للطفل ببعض الحركة أثناء العمل‪ ،‬فمثالً‪ :‬أن يُعطى كرة إسفنجية من‬
‫الخيط الملون أو المطاط يلعب بها أثناء عمله‪.‬‬
‫‪ -‬التقليل من السكر‪ :‬كثير من األبحاث ال تحذّر من السكر كثيرا ً ولكن يرى بعض‬
‫المختصين أنه يجب على اآلباء تقليل كمية السكر التي يتناولها الطفل‪ ،‬فبعد تشخيص‬
‫ما يقرب من ‪ 1400‬طفل وجد أن حوالي ثلث األطفال يتدهور سلوكهم بشكل واضح‬

‫‪313‬‬
‫عند تناولهم األطعمة مرتفعة السكريات‪ ،‬وأثبتت بعض البحوث أيضا ً أن الطعام الغني‬
‫بالبروتين يمكن أن يبطل مفعول السكر لدى األطفال الحساسين له ‪ ..‬لذلك إذا كان طفلك‬
‫يتناول طعاما ً يحتوي على السكر فقدم له مصدر بروتين كاللبن ‪،‬أو البيض ‪ ،‬والجبن ‪..‬‬

‫أساليب تعديل سلوك األبناء ذوي اضطراب قصور االنتباه‪/‬فرط النشاط‬


‫‪ -‬التدعيم اإليجابي اللفظي للسلوك المناسب‪ ،‬وكذلك المادي‪ ،‬وذلك بمنح الطفل مجموعة‬
‫من النقاط عند التزامه بالتعليمات‪ ،‬تكون محصلتها النهائية الوصول إلى عدد من النقاط‬
‫تؤهله للحصول على مكافأة‪ ،‬أو هدية‪ ،‬أو مشاركة في رحلة‪ ،‬أو غيرها‪ ،‬وهذه األساليب‬
‫ومجربة في كثير من السلوكيات السلبية‪ ،‬ومن ضمنها "النشاط‬ ‫ّ‬ ‫لتعديل السلوك ناجحة‬
‫الحركي الزائد"‪ ،‬ولكن يجب التعامل معها بجدية ووضوح حتى ال تفقد معناها وقيمتها‬
‫عند الطفل‪ ،‬مع األخذ في االعتبار طبيعة الطفل‪ ،‬وأنه ال يمكنه االستقرار والهدوء لفترة‬
‫طويلة‪ ،‬ولذلك تستخدم في األمور التي تجاوز حد القبول إما لضررها أو لخطرها! مع‬
‫توضيح ذلك للطفل وذكر الحدود التي ال يمكنه تجاوزها‪.‬‬
‫‪ -‬جدولة المهام واألعمال والواجبات المطلوبة واالهتمام باإلنجاز على مراحل مجزأة‪،‬‬
‫مع التدعيم والمكافأة‪ ،‬و ذلك بشرح المطلوب من الطفل له بشكل بسيط ومناسب لسنه‬
‫واستيعابه‪ ،‬واالستعانة بوسائل شرح مساعدة لفظية وبصرية مثل الصور والرسومات‬
‫التوضيحية والكتابة لمن يستطيعون القراءة‪ ،‬وعمل خطوات معينة يجب عملها تبعًا‬
‫لجدول معين‪ ،‬وفي وقت معين‪ ،‬ويتم تطبيق هذا البرنامج بواسطة اختصاصي نفسي‬
‫واختصاصي تربية خاصة‪ ،‬بالتضافر مع األهل‪ ،‬والمعلم‪ ،‬والطبيب (إذا كان هناك‬
‫حاجة مرضية مثل نقص مواد معينة بالجسم أو وجود ضرورة التحكم في فرط النشاط‬
‫عن طريق أدوية معينة)‪ .‬ويمكن التعامل مع الطفل في مثل هذه الحالة عن طريق وضع‬
‫برنامج يومي واضح يجب أن يطبقه بدقة‪ ،‬واإلصرار على ذلك عن طريق ما يس َّمى بـ‬
‫"تكلفة االستجابة"‪ ،‬وهي إحدى فنيات تعديل السلوك التي تم ذكرها سابقاً‪ ،‬وتعني هذه‬
‫المعززات التي لديه نتيجة سلوكه غير المقبول‪ ،‬وهو‬‫ّ‬ ‫الطريقة فقدان الطفل لجزء من‬
‫ما سيؤدي إلى تقليل أو إيقاف ذلك السلوك ومثل ذلك إلغاء بعض األلعاب‪ ،‬بل وسحبها‬
‫مقابل كل تجاوز يقوم به الطفل خارج حدود التعليمات‪.‬‬
‫‪ -‬التدريب المتكرر على القيام بنشاطات تزيد من التركيز والمثابرة‪ ،‬مثل تجميع الصور‪،‬‬
‫وتصنيف األشياء (حسب الشكل‪ /‬الحجم‪ /‬اللون‪ ،).../‬والكتابة المتكررة‪ ،‬وألعاب الفك‬

‫‪314‬‬
‫والتركيب‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬العقود‪ :‬و يعني ذلك عقد اتفاق واضح مع الطفل على أساس قيامه بسلوكيات معينة‪،‬‬
‫ويقابلها جوائز معينة‪ ،‬والهدف هنا تعزيز السلوك اإليجابي وتدريب الطفل عليه‪ ،‬ويمكننا‬
‫إطالة مدة العقد مع الوقت‪ ،‬ويجب هنا أن تكون الجوائز المقدمة صغيرة ومباشرة‪ ،‬وتقدم‬
‫على أساس عمل حقيقي متوافق مع الشرط والعقد المتفق عليه‪ ،‬ومثال ذلك العقد‪:‬‬
‫سأحصل كل يوم على "‪(".........‬إضافية) –مثالً حسب الظروف–إذا التزمت بالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬الجلوس بشكل هادئ أثناء تناول العشاء‪.‬‬
‫‪ -‬ترتيب غرفتي الخاصة قبل خروجي منها‪.‬‬
‫‪ -‬إكمال واجباتي اليومية في الوقت المحدد لها‪.‬‬
‫ويوقّع على هذا العقد األب واالبن‪ ،‬ويلتزم الطرفان بما فيه‪ ،‬ويمكن لألب أن يقدم للطفل‬
‫أو المراهق بعض المفاجآت األخرى في نهاية األسبوع‪ ،‬كاصطحابه في نزهة أو رحلة‪،‬‬
‫أو أي عمل آخر محبب لالبن إذا التزم ببنود العقد بشكل كامل‪ ،‬وتكون هذه المفاجآت‬
‫ً‬
‫معززا آخر يضاف لما اتفق عليه في العقد‪.‬‬
‫‪ -‬نظام النقطة‪ :‬ونعني به أن يضع األب أو المعلم جدوالً يوميًّا مقسما ً إلى خانات مربعة‬
‫صغيرة أمام كل يوم‪ ،‬ويوضع في هذه المربعات إشارة أو نقطة عن كل عمل إيجابي‬
‫يقوم به االبن سواء إكماله لعمله أو جلوسه بشكل هادئ أو مشاركته ألقرانه في اللعب‬
‫بال مشاكل‪ ،‬ثم تُحتسب له النقاط في نهاية األسبوع‪ ،‬فإذا وصلت إلى عدد معين متفق‬
‫عليه مع الطفل فإنه يكافأ على ذلك مكافأة رمزية‪.‬‬
‫ويمكننا إضافة النقطة السلبية التي تسجل في نفس الجدول عن أي سلوك سلبي يقوم به‪،‬‬
‫وكل نقطة سلبية تزيل واحدة إيجابية‪ ،‬وبالتالي تجمع النقاط اإليجابية المتبقية ويحاسب‬
‫عليها‪.‬‬
‫ومن المهم جدًّا أن تكون هذه اللّوحة في مكان واضح و ُمشاهد للطفل حتى يراها في‬
‫كل وقت‪ ،‬ونظام النقط ذلك مفيد لألطفال الذين ال يستجيبون للمديح أو اإلطراء‪ .‬وهي‬
‫مفيدة ألنها تتبع للسلوك بشكل مباشر‪ ،‬ولكن يجب فيها المبادرة بتقديم الجوائز المتفق‬
‫عليها على أال تكون مكلفة لألسرة‪ ،‬وأن تقدّم بشكل واضح ودقيق حسب االتفاق حتى‬
‫ال تفقد معناها‪.‬‬
‫‪ -‬وضوح اللغة وإيصال الرسالة‪ :‬و المعنى هنا أن يعرف الطفل ما هو متوقع منه‬
‫بوضوح وبدون غضب‪ ،‬وعلى والده أن يذكر له السلوك الالئق في ذلك الوقت‪ ،‬فيقول‬
‫األب مثالً‪" :‬إن القفز من مكان إلى آخر يمنعك من إتمام رسمك لهذه اللوحة الجميلة"‪،‬‬

‫‪315‬‬
‫أو "إن استكمالك لهذه الواجبات سيكون أمرا ً رائعًا"‪ .‬والمهم هنا هو وضوح العبارة‬
‫والهدف للطفل‪ ،‬وتهيئته لما يُنتظر منه‪ ،‬وتشجيعه على القيام وااللتزام بذلك‪ .‬أما إذا‬
‫فشلت كل هذه الطرق في تحقيق النتيجة المأمولة‪ ،‬فيمكن إعطاء األطفال بعض األدوية‬
‫واألطعمة الخاصة المناسبة‪ ،‬من أجل حدوث االسترخاء العضلي عندهم‪ ،‬وتدريبهم على‬
‫التنفس العميق وممارسة بعض التدريبات العضلية التي لها تأثير إيجابي على األطفال‬
‫ذوي النشاط الحركي الزائد‪ .‬ويتم ذلك عن طريق مراجعة إحدى العيادات النفسية‬
‫المتخصصة‪.‬‬

‫اللعب العالجي‬
‫يمتلك األهل مفتاح اللعب‪ ،‬التقليد مهم في كل شيء والطفل يقلّد األهل في كل شيء‪،‬‬
‫فهو يراقب سلوكهم ويقلّده بما في ذلك كيفية صنع األصدقاء‪ .‬بإمكان األهل اللعب مع‬
‫الطفل بشكل مفيد كأن يلعب الطفل مع طفل آخر في هذه السن الصغيرة‪ ،‬يمكن لحركة‪،‬‬
‫لكلمة أن تثير انتباه الطفل وتزيد اهتمامه‪ .‬ويمكن لتدخل األهل أن يساعد الطفل على‬
‫التأقلم بشكل أفضل‪.‬فن اللعب مع الطفل هو أن تدعه يأخذ المبادرة‪ ،‬وعندما تكون رغبته‬
‫أكبر من مهارته يجب مساعدته للتوصل إلى تحقيق أهدافه‪ .‬المهم هنا هو نوعية مرافقة‬
‫الطفل في لعبه وليس فقط كمية الوقت الذي نمضيه معه‪ .‬واللعب مع الطفل مهم لألهل‬
‫أيضا ً ألنه يساعدهم على اكتشاف طفلهم ويساعدهم على تمضية وقت ممتع في الترويح‬
‫عن أنفسهم‪ .‬إن مبادرة الطفل في اللعب تساعده على بلورة شخصيته وتنمية مهاراته‬
‫وشخصيته االجتماعية‪.‬‬

‫العالج الدوائي‬
‫تفيد المنبهات العصبية‪ ،‬وعلى عكس المتوقع‪ ،‬كثيرا ً في عالج فرط النشاط الحركي عند‬
‫الطفل فهي تؤدي إلى هدوء الطفل وزيادة فترة التركيز عنده‪ ،‬وال تعطى هذه األدوية إال‬
‫لألطفال ممن هم في سن المدرسة و أهمها "الريتالين و الدكسيدرين"‪ ،‬و هي ال تُعطى‬
‫وال تصرف إال تحت إشراف طبيب األطفال وأهم التأثيرات الجانبية لهذه األدوية هو‬
‫الصداع واألرق وقلة الشهية ويجب أن ال يكون العالج دوائيا ً فقط وإنما مع العالج‬
‫السلوكي السابق وتعالج حاالت نقص االنتباه دون فرط الحركة بنفس الطريقة‪.‬‬
‫إذن الموضوع بحاجة إلى جهد ومتابعة‪ ،‬ولكن أحب أن أؤكد على ما يلي‪:‬‬

‫‪316‬‬
‫‪ -‬ضرورة اتباع البرنامج بدقة‪ ،‬ألن ذلك يسهل الحياة بشكل كبير على الطفل وعلى‬
‫أهله مستقبالً‪ ،‬أي بذل جهد في البداية على أمل تحقيق أفضل نتيجة ممكنة في المستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة إدماج برنامج تعديل السلوك مع أي برنامج تعليمي أكاديمي‪ ،‬أو طبي دوائي‬
‫إذا كان هناك ضرورة لذلك‪.‬‬
‫‪ -‬يفضل عمل جميع الفحوصات المطلوبة للتأكد من أن هذه األعراض ليست مظهرا ً‬
‫مصاحبا ً لمشكلة أخرى‪ ،‬فقد بيّنت الدراسات أن اضطراب نقص االنتباه أو فرط النشاط‬
‫يترافق مع عدد من االضطرابات النفسية األخرى‪ ،‬واالضطرابات العضوية واستعمال‬
‫بعض األدوية‪ ،‬وهذه الفحوصات تشمل الفحوصات الطبية‪ ،‬واختبار الذكاء‪ ،‬واختبارات‬
‫صعوبات التعلم؛ وذلك لتحديد إن كان هذا عرضا ً لمشكلة أخرى أم أنه ما يعرف‬
‫باضطراب فرط النشاط وضعف التركيز فقط‪.‬‬
‫نشاطات حسّية حركية لخفض أعراض اضطراب قصور االنتباه‬
‫تعتمد هذه النشاطات على المهارات الحسية والحركية بشكل كبير‪:‬‬
‫‪ -‬ألعاب من المحيط مثال‪ :‬الترتيب‪ ،‬التنظيف‪ ،‬الجلي‪.‬‬
‫‪ -‬ألعاب بواسطة اليدين مثال‪ :‬تعبئة حبل في أنبوب كبير‪.‬‬
‫‪ -‬ألعاب جسدية مثال‪ :‬المرجوحة ولوح التوازن‪.‬‬
‫‪ -‬ألعاب جسدية في المدرسة مثال‪ :‬القفز على الترامبولين‪.‬‬
‫‪ -‬ألعاب رياضية مثال‪ :‬رمي أغراض داخل سلة لتحديد الحركة‪ ،‬استعمال أوزان‬
‫مربوطة على اليدين والرجلين خالل نشاط معين‪ ،‬المشي على خط الجلوس أو‬
‫الجلوس على طابة كبيرة مع حفظ التوازن‪.‬‬
‫‪ -‬الرقص من خالل البقاء على الطابة‪.‬‬
‫‪ -‬البقاء على الطابة أثناء مشاهدة التلفاز‪.‬‬
‫‪ -‬االستلقاء فوق مجموعة غير متناسقة من األغراض‪.‬‬
‫‪ -‬لف الولد بمنشفة أو شرشف وإعطاؤه الوقت والفرصة لفك نفسه من خالل التدحرج‪.‬‬
‫الر َكب ويمكن أن يكون على أكياس نايلون تحتوي على مكعبات هوائية‬ ‫‪ -‬المشي على ُ‬
‫صغيرة‪.‬‬
‫جره‪.‬‬
‫‪ -‬اإلمساك بحبل والنوم على قطعة من اإلسفنج بينما يتم ّ‬
‫‪ -‬التزحلق باستعمال مختلف أنواع أدوات التزحلق‪.‬‬
‫‪ -‬اللعب بأشياء مرنة لصنع أشكال مختلفة‪.‬‬

‫‪317‬‬
‫ربط الرجلين بالكرسي خالل الجلوس بحبل مطاطي لتثبيتها واإلقالع عن هزهما‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اللعب داخل علبة كرتونية تتسع الولد فقط‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اللعب باألرز لمساعدة الولد على اإلحساس بالشيء ومكوناته وحجمه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نفخ بالونات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫* اإلدمان على ألعاب الفيديو والكومبيوتر واإلنترنت‬
‫ألعاب الفيديو والكومبيوتر أصبحت تستحوذ على عقول أطفالنا وه ّمهم‪ .‬وقد انتشرت‬
‫هذه األلعاب بسرعة هائلة في المجتمعات العربية فال يكاد يخلو بيت منها حتى أصبحت‬
‫جز ًءا من غرفة الطفل‪ ،‬بل أصبح اآلباء واألمهات يصطحبونها معهم أينما ذهبوا ليزيدوا‬
‫األطفال إدمانا ً على مشاهدتها واستخدامها‪.‬‬
‫األلعاب اإللكترونية وعزلة طفلك‪ :‬هل جلوس الطفل أمام شاشة الكمبيوتر والتلفاز‬
‫يجعله منعزالً وغير اجتماعي؟‬
‫الجلوس في حد ذاته أمام التلفاز والكمبيوتر ال يصنع طفالً غير اجتماعي ألنه يتعامل مع‬
‫جهاز‪ ،‬والجهاز ال يصنع المواقف االجتماعية والوجدانية‪ ،‬إنما هذا الجلوس للتسلية فقط‬
‫وتنمية الخيال إذا اختير البث المناسب‪ ،‬أما الذي يصنع طفالً غير اجتماعي فهو الوسط‬
‫الذي يعيش فيه الطفل‪ ،‬والتنشئة االجتماعية‪ ،‬لكن إذا تم المزج بين التنشئة االجتماعية‬
‫الصحيحة وبين تنمية الخيال الواقعي لما يشاهده األطفال فهذا هو المطلوب‪.‬‬
‫وعن البدائل التي تغني الطفل عن التلفاز والكمبيوتر‪:‬‬
‫أوالً وقبل كل شيء ال يوجد بدائل تغني الطفل عن التلفاز وغيره‪ ،‬ألن الطفل في‬
‫مرحلة عمرية يحتاج فيها إلى تنمية مداركه‪ ،‬ومن هذه المدارك تنمية خياله باألشياء‬
‫الموضوعية والواقعية‪ ،‬ولكن علينا أن نوفق بين وسائل اإلعالم المرئية وبين وسائل‬
‫الترفيه األخرى مثل األلعاب التي تنمي الخيال واإلدراك‪ ،‬كالمكعبات وألعاب الرياضة‬
‫الخفيفة مثل تنس الطاولة‪ ،‬وكرة القدم والسباحة‪ .‬كل هذه األشياء إذا حصلت استطعنا أن‬
‫ننشئ طفالً اجتماعيًا يتوافق مع نفسه وأسرته ومجتمعه‪ ،‬يستطيع من خاللها أن يعيش‬
‫حياة مستقرة تنعكس على تكيّفه مع الحياة بصفة عامة‪.‬‬

‫بعض اآلثار السلبية لأللعاب اإللكترونية‪ :‬إن هذه األلعاب تصنع طفالً عنيفًا‪ ،‬وذلك لما‬
‫تحويه من مشاهد عنف يرتبط بها الطفل‪ ،‬ويبقى أسلوب تصرفه في مواجهة المشاكل‬
‫التي تصادفه يغلب عليه العنف‪ ،‬وقد أثبتت األبحاث التي أجريت في الغرب وجود‬

‫‪318‬‬
‫عالقة بين السلوك العنيف للطفل ومشاهد العنف التي يراها‪ ،‬كما أنها تصنع طفالً أنانيا ً‬
‫ال يفكر في شيء سوى إشباع حاجته من هذه اللعبة‪ ،‬وكثيرا ً ما تثار المشكالت بين‬
‫اإلخوة األشقاء حول من يلعب؟ على عكس األلعاب الشعبية الجماعية التي يدعو فيها‬
‫الطفل صديقه للعب معه‪ ،‬كما أنها قد تعلم األطفال أمور االحتيال‪ ،‬فالطفل يحتال على‬
‫والديه ليقتنص منهما ما يحتاج إليه من أموال لإلنفاق على هذه اللعبة‪.‬‬
‫مخاطر صحية‪ :‬تؤثر هذه األلعاب سلبا ً على ص ّحة األطفال‪ ،‬إذ يصاب الطفل بضعف‬
‫النظر نتيجة تعرضه لمجاالت األشعة الكهرومغناطيسية قصيرة التردد المنبعثة من‬
‫ضا‬
‫شاشات التلفاز والكمبيوتر التي يجلس أمامها ساعات طويلة أثناء ممارسته اللعب ‪،‬أي ً‬
‫من أخطارها ظهور مجموعة من اإلصابات في الجهاز العضلي والعظمي حيث اشتكى‬
‫العديد من األطفال من آالم الرقبة وخاصة الناحية اليسرى منها إذا كان الطفل يستخدم‬
‫اليد اليمنى‪ ،‬وفي الجانب األيمن إذا كان أعسر‪.‬‬
‫كذلك من أضرارها اإلصابة بسوء التغذية‪ ،‬فالطفل ال يشارك أسرته في وجبات الغذاء‬
‫والعشاء فيتعود األكل غير الصحي في أوقات غير مناسبة للجسم‪.‬‬
‫وقد أظهرت الدراسات أن ألعاب الكمبيوتر لها أضرار كبيرة على عقلية الطفل‪ ،‬فقد‬
‫يتعرض الطفل إلى إعاقة عقلية واجتماعية إذا أصبح مدمنا ً على ألعاب الكمبيوتر وما‬
‫شابهها‪.‬‬
‫وبينت الدراسة أن الطفل الذي يعتاد النمط السريع في تكنولوجيا وألعاب الكمبيوتر قد‬
‫يواجه صعوبة كبيرة في االعتياد على الحياة اليومية الطبيعية التي تكون فيها درجة‬
‫السرعة أقل بكثير مما يُعَرض الطفل إلى نمط الوحدة والفراغ النفسي سواء في المدرسة‬
‫أو في المنزل‪.‬‬
‫صرع وبدانة‪ :‬أكدت دراسة نشرت نتائجها مؤخرا ً أن ارتفاع حاالت البدانة في معظم‬
‫دول العالم يعود إلى تمضية فترات طويلة أمام التلفاز أو الكمبيوتر‪ .‬فقد قام الباحثون‬
‫بدارسة أكثر من ‪ 2000‬طالب تتراوح أعمارهم بين ‪ 9‬سنوات و‪ 18‬سنة‪ ،‬وتبين أن‬
‫معدالت أوزان األطفال ازدادت من ‪ 54‬كيلو جراما ً إلى ‪ 60‬كيلو جراماً‪ ،‬كما أن هناك‬
‫انخفاضا ً حادا ً في اللياقة البدنية‪ ،‬فاألطفال في عمر ‪ 10‬سنوات في عام ‪ 1985‬كانوا‬
‫قادرين على الركض لمسافة ‪ 6.1‬كيلو متر لمدة زمنية ال تتجاوز ‪ 8.14‬دقيقة‪ ،‬أما أطفال‬
‫اليوم فيركضون المسافة نفسها ولكن في عشر دقائق أو أكثر‪.‬‬
‫كما أثبتت البحوث العلمية لألطباء في اليابان أن الومضات الضوئية المنبعثة من الفيديو‬

‫‪319‬‬
‫عا نادرا ً من الصرع‪ ،‬وأن األطفال أكثر عرضة لإلصابة‬ ‫والكمبيوتر والتلفاز تسبب نو ً‬
‫بهذا المرض‪.‬‬
‫فقد استقبل أحد المستشفيات اليابانية ‪ 700‬طفل بعد مشاهدة أحد أفالم الرسوم المتحركة‪،‬‬
‫وبعد دراسة مستمرة تبين أن األضواء قد تسبب تشنجات ونوبات صرع فعلية لدى‬
‫األشخاص المصابين بالحساسية تجاه الضوء والذين يشكلون ‪ %1‬من مجموع سكان‬
‫أي دولة‪.‬‬
‫سالح ذو حدين‪ :‬ألعاب الفيديو والكمبيوتر واإلنترنت سالح ذو حدين‪ ،‬فكما أن فيها‬
‫سلبيات فإنها ال تخلو من اإليجابيات‪ .‬يقول علماء االجتماع‪ :‬لو كان لأللعاب اإللكترونية‬
‫ضوابط رقابية يُحرص على تنفيذها بموجب تراخيص نظامية وبإشراف تربوي لكان‬
‫لها بعض اإليجابيات‪ ،‬بحيث يستطيع الطفل أن يقضي فيها جز ًءا من وقت فراغه دون‬
‫خوف أو قلق عليه‪ ،‬فيمارس ألعابًا شيّقة كاأللعاب الرياضية‪ ،‬وألعاب الذاكرة وتنشيط‬
‫الفكر‪ ،‬وألعاب التفكير اإلبداعي‪ ،‬وأضافوا‪ :‬إن لأللعاب اإللكترونية جوانب إيجابية في‬
‫تنمية مهارات الدقة والمتابعة والتركيز ‪.‬إن أساس المشكلة يتمثل في أننا ليست لدينا‬
‫خطة واضحة ومحددة لكيفية شغل أوقات فراغ أطفالنا‪ ،‬مما يُح ّمل األسرة العبء األكبر‬
‫في تالفي أضرار هذه األلعاب ‪ ،‬فهي تستطيع أن تحدد للطفل ما يمارسه من هذه األلعاب‬
‫وما ال يمارسه‪ ،‬فعلى الوالدين أن يختارا ما يكون مناسبا ً للطفل في عمره‪ ،‬وال يحتوي‬
‫على ما يخل بدينه وصحته النفسية‪ ،‬كما أنه البد من تحديد زمن معين للعب ال يزيد عن‬
‫ساعة في اليوم‪ ،‬ثم يقضي باقي الوقت في ممارسة األنشطة اليومية‪ ،‬وأال يكون اللعب‬
‫بها إال بعد االنتهاء من الواجبات المدرسية‪ ،‬وال يكون خالل وجبات الطعام اليومية‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬المراهقة‬
‫‪ 1‬ـ مفهومها وتعريفها‬
‫إذا كان مفهوم الطفولة مفهوما ً حديثا ً نسبيا ً كما هو االهتمام بها‪ ،‬فإن مفهوم المراهقة‬
‫ال يقل جدة عن المفهوم األول‪ .‬وإذا كانت الطفولة عرفت في عصرنا الحديث‪ ،‬خاصة‬
‫منذ أوائل القرن العشرين‪ ،‬مراحل وأطوارا ً متعددة‪ ،‬إال أن المراهقة بحد ذاتها لم‬
‫تكن موجودة من قبل‪ .‬إن الفرق الجوهري بين المراهق والبالغ هو بقاء المراهق تحت‬
‫وصاية البالغ ووصايته رغم كونه بالغا ً من الناحية الفيزيولوجية والبيولوجية‪.،‬إن أهم‬
‫مميزات المراهقة هي حالة التبعية التي يجد المراهق نفسه فيها‪ ،‬والتناقض الذي يشعره‬

‫‪320‬‬
‫بين حاجات نفسية وجسدية ال تجد لها قبوالً أو متنفسا ً في الوضع الثقافي السائد‪ .‬من هنا‬
‫يتضح لنا أن المراهق ليس فقط نتيجة لتزاوج العوامل البيولوجية مع العوامل النفسية‪،‬‬
‫إذ إن البيئة االجتماعية والثقافية تتدخل إلى حد بعيد في التأثير على سلوك المراهق‪ .‬من‬
‫األمثلة على العوامل التي تساهم في التأثير على مختلف فئات الناس وعلى المراهق بشكل‬
‫خاص‪ :‬التصنيع واالنتشار الواسع للمدن والتقدم التقني وتعديل مستويات الحياة‪ ،‬وشيوع‬
‫اإللكترونيك والكمبيوتر ووسائل االتصال الجماهيري‪ ،‬أي التلفزيون‪،‬اإلذاعات والسينما‪.‬‬
‫تعد المراهقة من أخطر المراحل التي يمر بها اإلنسان ضمن أطواره المختلفة التي تتسم‬
‫بالتجدد المستمر‪ ،‬والترقي في معارج الصعود نحو الكمال اإلنساني الرشيد‪ ،‬ومكمن‬
‫الخطر في هذه المرحلة التي تنتقل باإلنسان من الطفولة إلى الرشد‪ ،‬هي التغيرات في‬
‫مظاهر النمو المختلفة (الجسمية والفسيولوجية والعقلية واالجتماعية واالنفعالية والدينية‬
‫والخلقية)‪ ،‬ولما يتعرض له اإلنسان فيها إلى صراعات متعددة‪ ،‬داخلية وخارجية‪.‬‬

‫تعريفها‬
‫ترجع كلمة "المراهقة" إلى الفعل العربي "راهق" الذي يعني االقتراب من الشيء‪،‬‬
‫راهق الغالم فهو مراهق‪ ،‬أي‪ :‬قارب االحتالم‪ ،‬ورهقت الشيء رهقاً‪ ،‬أي‪ :‬قربت منه ‪.‬‬
‫والمعنى هنا يشير إلى االقتراب من النضج والرشد‪.‬‬
‫أما المراهقة في علم النفس فتعني‪" :‬االقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي‬
‫واالجتماعي"‪ ،‬ولكنه ليس النضج نفسه‪ ،‬ألن الفرد في هذه المرحلة يبدأ بالنضج العقلي‬
‫والجسمي والنفسي واالجتماعي‪ ،‬ولكنه ال يصل إلى اكتمال النضج إال بعد سنوات عديدة‬
‫قد تصل إلى ‪ 10‬سنوات‪.‬‬
‫وهناك فرق بين المراهقة والبلوغ‪ ،‬فالبلوغ يعني بلوغ المراهق القدرة على اإلنسال‪ ،‬أي‪:‬‬
‫اكتمال الوظائف الجنسية عنده‪ ،‬وذلك بنمو الغدد الجنسية‪ ،‬وقدرتها على أداء وظيفتها‪،‬‬
‫أما المراهقة فتشير إلى التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي واالجتماعي‪.‬‬
‫وعلى ذلك فالبلوغ ما هو إال جانب واحد من جوانب المراهقة‪ ،‬كما أنه من الناحية‬
‫الزمنية يسبقها‪ ،‬فهو أول دالئل دخول الطفل مرحلة المراهقة‪ .‬ويشير ذلك إلى حقيقة‬
‫مهمة‪ ،‬وهي أن النمو ال ينتقل من مرحلة إلى أخرى فجأة‪ ،‬ولكنه تدريجي ومستمر‬
‫ومتصل‪ ،‬فالمراهق ال يترك عالم الطفولة ويصبح مراهقا ً بين عشية وضحاها‪ ،‬ولكنه‬
‫ينتقل انتقاالً تدريجياً‪ ،‬ويتخذ هذا االنتقال شكل نمو وتغير في جسمه وعقله ووجدانه‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫وجدير بالذكر أن وصول الفرد إلى النضج الجنسي ال يعني بالضرورة أنه قد وصل‬
‫إلى النضج العقلي‪ ،‬وإنما عليه أن يتعلم الكثير والكثير ليصبح راشدا ً ناضجا ً ‪.‬و للمراهق‬
‫نموه المتفجر في عقله وفكره وجسمه وإدراكه وانفعاالته‪ ،‬مما يمكن أن نل ّخصه بأنه نوع‬
‫من النمو البركاني‪ ،‬حيث ينمو الجسم من الداخل فسيولوجيا ً وهرمونيا ً وكيماويا ً وذهنيا ً‬
‫وانفعالياً‪ ،‬ومن الخارج والداخل معا ً عضوياً‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أهم مشاكل مرحلة المراهقة‬
‫دلت التجارب على أن النظم االجتماعية الحديثة التي يعيش فيها المراهق هي المسؤولة‬
‫عن حدوث أزمة المراهقة‪ ،‬فمشاكل المراهقة في المجتمعات الغربية أكثر بكثير من‬
‫نظيرتها في المجتمعات العربية‪ ،‬وهناك أشكال مختلفة للمراهقة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬مراهقة سوية خالية من المشكالت والصعوبات‪.‬‬
‫‪ -‬مراهقة انسحابية‪ ،‬حيث ينسحب المراهق من مجتمع األسرة‪ ،‬ومن مجتمع األقران‪،‬‬
‫ويفضل االنعزال واالنفراد بنفسه‪ ،‬حيث يتأمل ذاته ومشكالته‪.‬‬
‫‪ -‬مراهقة عدوانية‪ ،‬حيث يتسم سلوك المراهق فيها بالعدوان على نفسه وعلى غيره من‬
‫الناس واألشياء‪.‬‬
‫والصراع لدى المراهق ينشأ من التغيرات البيولوجية‪ ،‬الجسدية والنفسية التي تطرأ‬
‫عليه في هذه المرحلة‪ ،‬فجسديا ً يشعر بنمو سريع في أعضاء جسمه قد يسبب له قلقا ً‬
‫وإرباكاً‪ ،‬وينتج عنه إحساسه بالخمول والكسل والتراخي‪ ،‬كذلك تؤدي سرعة النمو‬
‫إلى جعل المهارات الحركية عند المراهق غير دقيقة‪ ،‬وقد يعتري المراهق حاالت من‬
‫اليأس والحزن واأللم التي ال يعرف لها سبباً‪ ،‬ونفسيا ً يبدأ بالتحرر من سلطة الوالدين‬
‫ليشعر باالستقاللية واالعتماد على النفس‪ ،‬وبناء المسؤولية االجتماعية‪ ،‬وهو في الوقت‬
‫نفسه ال يستطيع أن يبتعد عن الوالدين‪ ،‬ألنهما مصدر األمن والطمأنينة ومنبع الجانب‬
‫المادي لديه‪ ،‬وهذا التعارض بين الحاجة إلى االستقالل والتحرر والحاجة إلى االعتماد‬
‫على الوالدين‪ ،‬وعدم فهم األهل لطبيعة المرحلة وكيفية التعامل مع سلوكيات المراهق‪،‬‬
‫وهذه التغيرات تجعل المراهق طريد مجتمع الكبار والصغار‪ ،‬إذا تصرف كطفل سخر‬
‫منه الكبار‪ ،‬وإذا تصرف كرجل انتقده الرجال‪ ،‬مما يؤدي إلى خلخلة التوازن النفسي‬
‫للمراهق‪ ،‬ويزيد من حدة المرحلة ومشاكلها‪.‬‬
‫أما أهم ما يعاني اآلباء منه خالل هذه المرحلة مع أبنائهم‪:‬‬
‫‪ -‬الخوف الزائد على األبناء من أصدقاء السوء‪.‬‬

‫‪322‬‬
‫‪-‬عدم قدرتهم على التمييز بين الخطأ والصواب باعتبارهم قليلي الخبرة في الحياة‬
‫ومتهورين‪.‬‬
‫‪ -‬أنهم متمردون ويرفضون أي نوع من الوصايا أوحتى النصح‪.‬‬
‫‪ -‬أنهم يطالبون بمزيد من الحرية واالستقالل‪.‬‬
‫‪ -‬أنهم يعيشون في عالمهم الخاص‪ ،‬ويحاولون االنفصال عن اآلباء بشتى الطرق‪.‬‬
‫* المشكالت النفسية والسلوكية‬
‫‪ -‬الصراع الداخلي‪ :‬حيث يعاني المراهق من وجود عدة صراعات داخلية‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫صراع بين االستقالل عن األسرة واالعتماد عليها‪ ،‬وصراع بين مخلّفات الطفولة‬
‫ومتطلبات الرجولة واألنوثة‪ ،‬وصراع بين طموحات المراهق الزائدة وبين تقصيره‬
‫الواضح في التزاماته‪ ،‬وصراع بين غرائزه الداخلية وبين التقاليد االجتماعية‪ ،‬والصراع‬
‫الديني بين ما تعلمه من شعائر ومبادئ ومسلمات وهو صغير وبين تفكيره الناقد الجديد‬
‫وفلسفته الخاصة للحياة‪ ،‬وصراعه الثقافي بين جيله الذي يعيش فيه بما له من آراء‬
‫وأفكار والجيل السابق‪.‬‬
‫‪ -‬االغتراب والتمرد‪ :‬فالمراهق يشكو من أن والديه ال يفهمانه‪ ،‬ولذلك يحاول االنسالخ‬
‫تفرده وتمايزه‪ ،‬وهذا يستلزم‬
‫عن مواقف وثوابت ورغبات الوالدين كوسيلة لتأكيد وإثبات ّ‬
‫معارضة سلطة األهل‪ ،‬ألنه يعد أي سلطة فوقية أو أي توجيه إنما هو استخفاف ال يطاق‬
‫بقدراته العقلية التي أصبحت موازية جوهريا ً لقدرات الراشد‪ ،‬واستهانة بالروح النقدية‬
‫المتيقظة لديه‪ ،‬والتي تدفعه إلى تمحيص األمور كافة‪ ،‬وفقا لمقاييس المنطق‪ ،‬وبالتالي‬
‫تظهر لديه سلوكيات التمرد والمكابرة والعناد والتعصب والعدوانية‪.‬‬
‫‪ -‬الخجل واالنطواء‪ :‬فالتدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعور المراهق باالعتماد‬
‫على اآلخرين في حل مشكالته‪ ،‬لكن طبيعة المرحلة تتطلب منه أن يستقل عن األسرة‬
‫ويعتمد على نفسه‪ ،‬فتزداد حدة الصراع لديه‪ ،‬ويلجأ إلى االنسحاب من العالم االجتماعي‬
‫واالنطواء والخجل‪.‬‬
‫‪ -‬السلوك المزعج‪ :‬والذي يسببه رغبة المراهق في تحقيق مقاصده الخاصة دون‬
‫اعتبار للمصلحة العامة‪ ،‬وبالتالي قد يصرخ‪ ،‬يشتم‪ ،‬يسرق‪ ،‬يركل الصغار ويتصارع‬
‫مع الكبار‪ ،‬يتلف الممتلكات‪ ،‬يجادل في أمور تافهة‪ ،‬يتورط في المشاكل ‪ ،‬يخرق حق‬
‫االستئذان‪ ،‬وال يهتم بمشاعر غيره‪.‬‬
‫‪ -‬العصبية وحدة الطباع‪ :‬فالمراهق يتصرف من خالل عصبيته وعناده‪ ،‬يريد أن يحقق‬

‫‪323‬‬
‫مطالبه بالقوة والعنف الزائد‪ ،‬ويكون متوترا ً بشكل يسبب إزعاجا ً كبيرا ً للمحيطين به‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن كثيرا ً من الدراسات العلمية تشير إلى وجود عالقة قوية بين‬
‫وظيفة الهرمونات الجنسية والتفاعل العاطفي عند المراهقين‪ ،‬بمعنى أن المستويات‬
‫الهرمونية المرتفعة خالل هذه المرحلة تؤدي إلى تفاعالت مزاجية كبيرة على شكل‬
‫غضب وإثارة وحدة طبع عند الذكور‪ ،‬وغضب واكتئاب عند اإلناث‪.‬‬
‫طرق عالج مشاكل المراهقة‬
‫لقد اتفق خبراء االجتماع وعلماء النفس والتربية على أهمية إشراك المراهق في‬
‫المناقشات العلمية المنظمة التي تتناول عالج مشكالته‪ ،‬وتعويده على طرح مشكالته‪،‬‬
‫ومناقشتها مع الكبار بثقة وصراحة‪ ،‬وكذا إحاطته علميا ً باألمور الجنسية عن طريق‬
‫التدريس العلمي الموضوعي‪ ،‬حتى ال يقع فريسة للجهل والضياع أو اإلغراء‪.‬‬
‫كما أوصوا بأهمية تشجيع النشاط الترويحي الموجه والقيام بالرحالت واالشتراك في‬
‫مناشط الساحات الشعبية واألندية‪ ،‬كما يجب توجيههم نحو العمل بمعسكرات الكشافة‪،‬‬
‫والمشاركة في مشروعات الخدمة العامة والعمل الصيفي‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫كما أكدت الدراسات العلمية أن أكثر من ‪ %80‬من مشكالت المراهقين في عالمنا‬
‫العربي نتيجة مباشرة لمحاولة أولياء األمور تسيير أوالدهم بموجب آرائهم وعاداتهم‬
‫وتقاليد مجتمعاتهم‪ ،‬ومن ثم يُحجم األبناء‪ ،‬عن الحوار مع أهلهم‪ ،‬ألنهم يعتقدون أن‬
‫اآلباء إما أنهم ال يهمهم أن يعرفوا مشكالتهم‪ ،‬أو أنهم ال يستطيعون فهمها أو حلها ‪.‬وقد‬
‫أجمعت االتجاهات الحديثة في دراسة طب النفس أن األذُن المصغية في تلك السن هي‬
‫الحل لمشكالتها‪ ،‬كما أن إيجاد التوازن بين االعتماد على النفس والخروج من زي‬
‫النصح والتوجيه باألمر‪ ،‬إلى زي الصداقة والتواصي وتبادل الخواطر‪ ،‬وبناء جسر من‬
‫الصداقة لنقل الخبرات بلغة الصديق واألخ ال بلغة ولي األمر‪ ،‬هو السبيل األمثل لتكوين‬
‫عالقة حميمة بين اآلباء وأبنائهم في سن المراهقة ‪.‬‬
‫حلول عملية ‪ :‬ولمساعدة األهل على حسن التعامل مع المراهق ومشاكله‪ ،‬نقدم فيما يلي‬
‫نماذج لمشكالت يمكن أن تحدث مع حل عملي‪ ،‬سهل التطبيق‪ ،‬لكل منها‪:‬‬
‫المشكلة األولى‪ :‬وجود حالة من "الصد" أو السباحة ضد تيار األهل بين المراهق‬
‫وأسرته‪ ،‬وشعور األهل والمراهق بأن كل واحد منهما ال يفهم اآلخر‪.‬‬
‫‪ -‬الحل المقترح‪ :‬إن السبب في حدوث هذه المشكلة يكمن في اختالف مفاهيم اآلباء عن‬
‫مفاهيم األبناء‪ ،‬واختالف البيئة التي نشأ فيها األهل وتكونت شخصيتهم خاللها وبيئة‬

‫‪324‬‬
‫األبناء‪ ،‬وهذا طبيعي الختالف األجيال واألزمان‪ ،‬فالوالدان يحاوالن تسيير أبنائهما‬
‫بموجب آرائهما وعاداتهما وتقاليد مجتمعاتهما‪ ،‬وبالتالي يحجم األبناء عن الحوار مع‬
‫أهلهم؛ ألنهم يعتقدون أن اآلباء إما أنهم ال يهمهم أن يعرفوا مشكالتهم‪ ،‬أو أنهم ال‬
‫يستطيعون فهمها‪ ،‬أو أنهم ‪ ،‬حتى إن فهموها ‪ ،‬ليسوا على استعداد لتعديل مواقفهم‪.‬‬
‫ومعالجة هذه المشكلة ال تكون إال بإحالل الحوار الحقيقي بدل التنافر والصراع‬
‫واالغتراب المتبادل‪ ،‬وال بد من تفهم وجهة نظر األبناء فعالً ال شكالً بحيث يشعر‬
‫المراهق أنه مأخوذ على محمل الجد ومعترف به وبتفرده ‪ ،‬حتى لو لم يكن األهل‬
‫يصرح بهذه اآلراء‪ .‬األهم‬
‫ّ‬ ‫موافقين على كل آرائه ومواقفه‪ ،‬وأن له حقا ً مشروعا ً في أن‬
‫من ذلك أن يجد المراهق لدى األهل آذانا ً صاغية وقلوبا ً متفتّحة من األعماق‪ ،‬ال مجرد‬
‫مجاملة‪ ،‬كما ينبغي أن نفسح له المجال ليشق طريقه بنفسه حتى لو أخطأ‪ ،‬فاألخطاء‬
‫طريق للتعلم‪ ،‬وليختر األهل الوقت المناسب لبدء الحوار مع المراهق‪ ،‬بحيث يكونان‬
‫غير مشغولين‪ ،‬وأن يتحدثا جالسين‪،‬جلسة صديقين متآلفين‪ ،‬يبتعدان فيها عن التكلف‬
‫والتج ّمل‪ ،‬وليحذرا نبرة التوبيخ‪ ،‬والنهر‪ ،‬والتسفيه‪ ..‬حاوال االبتعاد عن األسئلة التي‬
‫تكون إجاباتها "بنعم" أو "ال"‪ ،‬أو األسئلة غير الواضحة وغير المباشرة‪ ،‬وافسحا له‬
‫مجاالً للتعبيرعن نفسه‪ ،‬وال تستخدما ألفاظا ً قد تكون جارحة دون قصد‪ ،‬مثل‪" :‬كان هذا‬
‫خطأ" أو "ألم أنبهك لهذا األمر من قبل؟"‪.‬‬
‫المشكلة الثانية‪ :‬شعور المراهق بالخجل واالنطواء‪ ،‬األمر الذي يعيقه عن تحقيق تفاعله‬
‫االجتماعي‪ ،‬وتظهر عليه هاتان الصفتان من خالل احمرار الوجه عند التحدث‪ ،‬والتلعثم‬
‫في الكالم وعدم الطالقة‪ ،‬وجفاف الحلق‪.‬‬
‫‪ -‬الحل المقترح‪ :‬إن أسباب الخجل واالنطواء عند المراهق متعددة‪ ،‬وأهمها‪ :‬عجزه عن‬
‫مواجهة مشكالت المرحلة‪ ،‬وأسلوب التنشئة االجتماعية الذي ينشأ عليه‪ ،‬فالتدليل الزائد‬
‫والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعوره باالعتماد على اآلخرين في حل مشكالته‪ ،‬لكن طبيعة‬
‫المرحلة تتطلب منه أن يستقل عن األسرة ويعتمد على نفسه‪ ،‬فيحدث صراع لديه‪ ،‬ويلجأ‬
‫إلى االنسحاب من العالم االجتماعي‪ ،‬واالنطواء والخجل عند التحدث مع اآلخرين‪.‬‬
‫ولعالج هذه المشكلة ينصح بـ‪ :‬توجيه المراهق بصورة دائمة وغير مباشرة‪ ،‬وإعطاء‬
‫مساحة كبيرة للنقاش والحوار معه‪ ،‬والتسامح معه في بعض المواقف االجتماعية‪،‬‬
‫وتشجيعه على التحدث والحوار بطالقة مع اآلخرين‪ ،‬وتعزيز ثقته بنفسه‪.‬‬
‫المشكلة الثالثة‪ :‬عصبية المراهق واندفاعه‪ ،‬وحدة طباعه‪ ،‬وعناده‪ ،‬ورغبته في تحقيق‬

‫‪325‬‬
‫مطالبه بالقوة والعنف الزائد‪ ،‬وتوتره الدائم بشكل يسبب إزعاجا ً كبيرا ً للمحيطين به‪.‬‬
‫‪ -‬الحل المقترح‪ :‬إن لعصبية المراهق أسبابا ً كثيرة‪ ،‬منها‪ :‬أسباب مرتبطة بالتكوين‬
‫الموروث في الشخصية‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون أحد الوالدين عصبيا ً فعالً‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫أسباب بيئية‪ ،‬مثل‪ :‬نشأة المراهق في جو تربوي مشحون بالعصبية والسلوك المشاكس‬
‫الغضوب‪.‬‬
‫كما أن الحديث مع المراهقين بفظاظة وعدوانية‪ ،‬والتصرف معهم بعنف‪ ،‬يؤدي بهم إلى‬
‫أن يتصرفوا ويتكلموا بالطريقة نفسها‪ ،‬بل قد يتمادون لألشد منها تأثيراً‪ ،‬فالمراهقون‬
‫يتعلمون العصبية في معظم الحاالت من الوالدين أو المحيطين بهم‪ ،‬كما أن تشدد األهل‬
‫معهم بشكل مفرط‪ ،‬ومطالبتهم بما يفوق طاقاتهم وقدراتهم من التصرفات والسلوكيات‪،‬‬
‫يجعلهم عاجزين عن االستجابة لتلك الطلبات‪ ،‬والنتيجة إحساس هؤالء المراهقين بأن‬
‫عدوانا ً يمارس عليهم‪ ،‬يؤدي إلى توترهم وعصبيتهم‪ ،‬ويدفعهم ذلك إلى عدوانية السلوك‬
‫الذي يعبرون عنه في صورته األولية بالعصبية‪ ،‬فالتشدد المفرط هذا يحولهم إلى‬
‫عصبيين‪ ،‬ومتمردين‪.‬‬
‫وهناك أسباب أخرى لعصبية المراهقين كضيق المنزل‪ ،‬وعدم توافر أماكن للّهو‪،‬‬
‫وممارسة أنشطة ذهنية أو جسدية‪ ،‬وإهمال حاجتهم الحقيقية لالسترخاء والراحة لبعض‬
‫الوقت‪.‬‬
‫إن عالج عصبية المراهق يكون من خالل األمان‪ ،‬والحب‪ ،‬والعدل‪ ،‬واالستقاللية‪،‬‬
‫والحزم‪ ،‬فال بد للمراهق من الشعور باألمان في المنزل‪ ...‬األمان من مخاوف التفكك‬
‫األسري‪ ،‬واألمان من الفشل في الدراسة‪ ،‬واألمر اآلخر هو الحب فكلما زاد الحب لألبناء‬
‫زادت فرصة التفاهم معهم‪ ،‬فيجب أال نركز في حديثنا معهم على التهديد والعقاب‪.‬‬
‫يوجد أرضا ً‬ ‫والعدل في التعامل مع األبناء ضروري‪ ،‬ألن السلوك التفاضلي نحوهم ِ‬
‫خصبة للعصبية‪ ،‬فالعصبية ردة فعل ألمر آخر وليست المشكلة نفسها‪ ،‬واالستقاللية‬
‫مهمة‪ ،‬فال بد من تخفيف السلطة األبوية عن األبناء وإعطائهم الثقة بأنفسهم بدرجة أكبر‬
‫مع المراقبة والمتابعة عن بعد‪ ،‬فاالستقاللية شعور محبب لدى األبناء خصوصا ً في هذه‬
‫السن‪ ،‬والبد من الحزم مع المراهق‪ ،‬فيجب أال يترك لفعل ما يريد بالطريقة التي يريدها‬
‫وفي الوقت الذي يريده ومع من يريد‪ ،‬وإنما يجب أن يعي أنه كما له حقوق‪ ،‬فإن عليه‬
‫حريات يجب أن يحترمها‪.‬‬ ‫واجبات يجب أن يؤديها‪ ،‬وأنه كما له حرية‪ ،‬فلآلخرين ّ‬
‫المشكلة الرابعة‪ :‬ممارسة المراهق للسلوك المزعج‪ ،‬كعدم مراعاة اآلداب العامة‪،‬‬

‫‪326‬‬
‫واالعتداء على الناس‪ ،‬وتخريب الممتلكات والبيئة والطبيعة‪ ،‬وقد يكون اإلزعاج لفظيا ً‬
‫أو عملياً‪.‬‬
‫‪ -‬الحل المقترح‪ :‬من أهم أسباب السلوك المزعج عند المراهق‪ :‬رغبته في تحقيق‬
‫مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة‪ ،‬واألفكار الخاطئة التي تصل لذهنه‬
‫من أن المراهق هو الشخص القوي الشجاع‪ ،‬وهو الذي يصرع اآلخرين ويأخذ حقوقه‬
‫بيده ال بالحسنى‪ ،‬وأيضا ً اإلحباط والحرمان والقهر الذي يعيشه داخل األسرة‪ ،‬وتقليد‬
‫اآلخرين واالقتداء بسلوكهم الفوضوي‪ ،‬والتعثر الدراسي‪ ،‬ومصاحبة أقران السوء‪.‬‬
‫أما مظاهر السلوك المزعج‪ ،‬فهو‪ :‬نشاط حركي زائد يغلب عليه االضطراب‬
‫والسلوكيات المرتجلة‪ ،‬واشتداد نزعة االستقالل والتطلع إلى القيادة‪ ،‬وتعبير المراهق‬
‫عن نفسه وأحاسيسه ورغباته بطرق غير الئقة (الصراخ‪ ،‬الشتم‪،‬السرقة‪ ،‬القسوة‪ ،‬الجدل‬
‫العقيم‪ ،‬التورط في المشاكل‪ ،‬والضجر السريع‪ ،‬والتأفف من االحتكاك بالناس‪ ،‬وتبرير‬
‫التصرفات بأسباب واهية‪ ،‬والنفور من النصح‪ ،‬والتمادي في العناد)‪.‬‬
‫أما مدخل العالج فهو تبصير المراهق بعظمة المسؤوليات التي تقع على كاهله‪ ،‬وكيفية‬
‫الوفاء باألمانات‪ ،‬وإشغاله بالخير واألعمال المثمرة البناءة‪ ،‬وتصويب المفاهيم الخاطئة في‬
‫ذهنه‪ ،‬ونفي العالقة المزعومة بين االستقاللية والتعدي على الغير‪ ،‬وتشجيعه على مصاحبة‬
‫الجيدين من األصدقاء ممن ال يحبون أن يمدوا يد اإلساءة لآلخرين‪ ،‬وإرشاده لبعض الطرق‬
‫لحل األزمات ومواجهة عدوان اآلخرين بحكمة‪ ،‬وتعزيز المبادرات اإليجابية إذا بادر إلى‬
‫القيام بسلوك إيجابي يدل على احترامه لآلخرين من خالل المدح والثناء‪ ،‬واالبتعاد عن‬
‫األلفاظ االستفزازية والبرمجة السلبية وتجنب التوبيخ قدر المستطاع‪.‬‬
‫المشكلة الخامسة‪ :‬تعرض المراهق إلى سلسلة من الصراعات النفسية واالجتماعية‬
‫المتعلقة بصعوبة تحديد الهوية ومعرفة النفس ما يقوده نحو التمرد السلبي على األسرة‬
‫وقيم المجتمع‪ ،‬ويظهر ذلك في شعوره بضعف االنتماء األسري‪ ،‬وعدم التقيد بتوجيهات‬
‫الوالدين‪ ،‬والمعارضة والتصلب في المواقف‪ ،‬والتكبر‪ ،‬والغرور‪ ،‬وحب الظهور‪ ،‬وإلقاء‬
‫اللوم على اآلخرين‪ ،‬والتلفظ بألفاظ نابية‪.‬‬
‫‪ -‬الحل المقترح‪ :‬إن غياب التوجيه السليم‪ ،‬والمتابعة اليقظة المتزنة‪ ،‬والقدوة الصحيحة‬
‫تقود المراهق نحو التمرد‪ ،‬ومن أسباب التمرد أيضاً‪ :‬عيش المراهق في حالة صراع‬
‫بين الحنين إلى مرحلة الطفولة المليئة باللعب وبين التطلع إلى مرحلة الشباب التي تكثر‬
‫فيها المسؤوليات‪ ،‬وكثرة القيود االجتماعية التي تحد من حركته‪ ،‬وضعف االهتمام‬

‫‪327‬‬
‫األسري بمواهبه وعدم توجيهها الوجهة الصحيحة‪ ،‬وتأنيب الوالدين له أمام إخوته أو‬
‫أقربائه أو أصدقائه‪ ،‬ومتابعته لألفالم والبرامج التي تدعو إلى التمرد على القيم الدينية‬
‫واالجتماعية والعنف‪.‬‬
‫إن عالج تمرد المراهق يكون بالوسائل التالية‪ :‬السماح للمراهق بالتعبير عن أفكاره‬
‫الشخصية‪ ،‬وتوجيهه نحو البرامج الفعالة لتكريس وممارسة مفهوم التسامح والتعايش‬
‫في محيط األندية الرياضية والثقافية‪ ،‬وتقوية الوازع الديني والتزام الصحبة الصالحة‬
‫ومد جسور التواصل والتعاون مع أهل الخبرة والصالح في المحيط األسري وخارجه‪،‬‬
‫وال بد من تكثيف جرعات الثقافة الدينية‪ ،‬حيث إنها تنظم حياة المراهق ‪ ،‬واالشتراك‬
‫مع المراهق في عمل أنشطة يفضلها‪ ،‬وذلك لتقليص مساحات االختالف وتوسيع حقول‬
‫التوافق وبناء جسور التفاهم‪ ،‬وتشجيع وضع أهداف عائلية مشتركة واتخاذ القرارات‬
‫بصورة جماعية مقنعة‪ ،‬والسماح للمراهق باستضافة أصدقائه في البيت مع الحرص‬
‫على التعرف إليهم والجلوس معهم لبعض الوقت‪ ،‬والحذر من البرمجة السلبية‪ ،‬وتجنب‬
‫عبارات‪ :‬أنت فاشل‪ ،‬عنيد‪ ،‬متمرد‪ ،‬اسكت يا سليط اللسان‪ ،‬أنت دائما ً تجادل وتنتقد‪،‬‬
‫أنت ال تفهم أبداً‪...‬إلخ ‪ ،‬ألن هذه الكلمات والعبارات تستفز المراهق وتجلب المزيد من‬
‫المشاكل والمتاعب وال تحقق المراد من العالج‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ االضطرابات السلوكية في مرحلة المراهقة‬
‫تشكل االضطرابات السلوكية لدى المراهقين مشاكل أسرية كبيرة خاصة في العالقات‬
‫عندما يشعر الوالدان أن االبن أو االبنة ال يأتمران بأمرهما أو ال يحترمانهما وال يتقيدان‬
‫بقوانين األسرة أو المجتمع مما ينتج عنه آالم نفسية كبيرة للطرفين‪.‬‬
‫من أهم هذه االضطرابات السلوكية‪:‬‬
‫* اضطراب العناد والتحدي‬
‫هذه صورة مكررة يشكو منها أولياء أمور العديد من الشباب المراهق بصورة أو بأخرى‪.‬‬
‫األسرة محتارة في أمرها من تصرف االبن‪ .‬فبالرغم من معاملتهم الطيبة له وتلبية جميع‬
‫طلباته المعقولة وغير المعقولة‪ ،‬وعدم مطالبته بأكثر من االهتمام بدراسته ومستقبله‪ ،‬فهو‬
‫يصر على نفس السلوك‪ .‬الحقيقة أن هؤالء الشبان يعانون أعراض" اضطراب العناد‬
‫ومكرر‪ .‬فالمراهق دائماً‪:‬‬
‫ّ‬ ‫والتحدي" الذي يتصف بسلوك عنادي‪ ،‬عدائي‪ُ ،‬متح ٍدّ‪ ،‬سلبي‬
‫سريع االنفعال‪ ،‬يجادل كثيرا ً والديه أو األكبر منه سناً‪ ،‬يتحدى ويرفض االنصياع‬
‫لرغبات أو أوامر ذويه‪ .‬كما أنه يقوم بمضايقة أهله باستمرار‪ ،‬ويظهر غضبه وامتعاضه‬
‫منهم‪ .‬ويتصف بالحساسية الزائدة‪ ،‬ويتضايق سريعاً‪ ،‬ويلجأ إلى لوم اآلخرين أو تحميلهم‬

‫‪328‬‬
‫مسؤولية أخطائه‪ ،‬ويظهر روحا ً انتقامية تجاه من يرى أنهم يتسببون في مضايقته‪ .‬للتأكد‬
‫من التشخيص يجب أن يكون االضطراب مالزما ً للمراهق بصورة مستمرة لستة أشهر‬
‫أو أكثر مع التسبب في مشاكل واضحة في مجال األسرة أو المدرسة‪ .‬ومن المعروف أن‬
‫السلوك العنادي يظهر بصورة طبيعية خالل مرحلة النمو فيما بين الثانية والثالثة‪ ،‬ومرة‬
‫أخرى في بداية مرحلة المراهقة كشكل من أشكال الصراع المتوقع من الطفل بعد اكتسابه‬
‫لبعض المهارات الحركية والمعرفية‪ ،‬ثم في محاولة منه إلبراز هويته واستقالليته‪ .‬ولكن‬
‫األمر ال يصل إلى هذه الدرجة من االضطراب سابق الذكر‪ ،‬وليس بنفس االستمرارية‪.‬‬
‫هذه الحالة قد تكون مصحوبة باضطراب‪ " ،‬الحركة الزائدة مع ضعف التركيز"‪،‬‬
‫أو صعوبات في التعليم‪ ،‬أو اضطرابات قلق واكتئاب‪ ،‬أو أعراض مبكرة لما يعرف‬
‫"باضطراب السلوك"‪.‬‬
‫األسباب غير مؤكدة‪ ،‬ولكن يُر ّجح أن يكون هنالك استعداد وراثي في األسرة‪ ،‬كأن يكون‬
‫أحد الوالدين ذا "شخصية سلبية عدوانية"‪ ،‬أو يكون السبب صراعا ً بين األب واالبن‬
‫حول االستقاللية‪ ،‬أو أن يكون اآلباء صلبين‪ ،‬متشددين وانفعاليين‪ .‬أو احتمال وجود خلل‬
‫في كيميائيات المخ‪.‬‬
‫قد تتطور الحالة عند عدد غير قليل من هؤالء الصبيان إلى حالة" اضطراب السلوك"‪،‬‬
‫أو اضطراب وجداني‪ ،‬كاالكتئاب‪.‬‬
‫* السلوك "العدائي السلبي"‬
‫هذا النوع من السلوك الشاذ قد يكون مرحلة الحقة للسلوك السابق ذكره أو متداخالً معه‪.‬‬
‫وفي بعض األحيان يقود إلى الشخصية المضطربة "اضطراب الشخصية العدوانية‬
‫السلبية"‪ ،‬وهي شخصية تتصف بنفس السلوك‪ ،‬إال أنها أكثر اضطراباً‪ ،‬ومزمنة‪.‬‬
‫هذا السلوك يتصف بالسلبية المقصودة‪ ،‬مصاحبة بمقاومة ألي محاولة أو رغبة من‬
‫اآلخرين لحمله على األداء الجيد في المجال األسري أو األكاديمي‪ .‬فهو يلجأ إلى‬
‫األساليب السلبية ليجهض أي محاولة من اآلخرين لحمله على إنجاز أو إتقان ما ال‬
‫يروقه‪ .‬فلذلك يعمد إلى التسويف والتأجيل والمماطلة والتناسي وعدم إتقان ما يطلب منه‬
‫كنوع من االعتراض أو العناد أو عدم التعاون‪ .‬وهو يقاوم أي محاولة للتكيف أو مراعاة‬
‫القواعد العامة للسلوك أو القوانين األسرية أو االجتماعية‪.‬‬
‫هنالك تناقض واضح بين سلوكه العنادي وحبه لالستقاللية عن اآلخرين وبين نزوعه‬
‫لالعتماد على اآلخرين واإللحاح عليهم لتلبية مطالبه‪ .‬مثالً أن يعترض عليك ويعاندك‬
‫في أمر‪ ،‬وفي نفس الوقت يتوقع منك أن تلبي له طلبا ً وبإلحاح‪ .‬ويتضح تناقضه كذلك في‬

‫‪329‬‬
‫ُصر عليه في مواقف أخرى‪ .‬وهو دائم الشكوى من‬ ‫أن ما يُرفض بصالبة اآلن‪ ،‬ما قد ي ّ‬
‫أن اآلخرين يمارسون عليه ضغوطا ً زائدة‪ ،‬أو يسيئون فهمه وغير مقدرين إلمكانياته‪.‬‬
‫لذلك تراه في غم وحزن وضجر وامتعاض‪ ،‬ولذلك يلجأ إلى المقاومة والعناد ويعمد إلى‬
‫عدم االنصياع لقوانين ونظم األسرة‪ .‬عالقاته باآلخرين متذبذبة ومتناقضة وهي تتأرجح‬
‫بين إظهار التحدي السافر والعناد أو عدم االحترام‪ ،‬وفي نفس الوقت إبداء الخضوع مع‬
‫االستسالم عندما يكون مضطرا ً لذلك‪.‬‬
‫في بعض األحيان يحدث كثير من التغيير في سلوك الشاب ويصبح أكثر تعاونا ً وتكيفا ً‬
‫مع أسرته أو معلميه مع تقدمه في العمر‪ ،‬ولكن في كثير من األحيان تستمر الحالة إلى‬
‫مرحلة الرجولة المبكرة ويكون االضطراب شامالً ويؤدي إلى كثير من المضاعفات‬
‫فيتحول التشخيص إلى" اضطراب الشخصية العدوانية المنفعلة‪".‬‬
‫* اضطراب السلوك‬
‫ومكرر وعدائي موجه ضد اآلخرين‬ ‫ّ‬ ‫هذا النوع من االضطراب يأخذ شكل سلوك خطير‬
‫أو ممتلكاتهم‪ ،‬أو ضد الحيوان‪ ،‬مصا َحبا ً بالغش والخداع‪ ،‬وانتهاك خطير لقوانين األسرة‪.‬‬
‫هؤالء الصبية لديهم إشكال في فهم اآلخرين‪ ،‬وهم يتوقعون سوء النيّة والقصد‪ .‬لذلك‬
‫يستجيبون بروح عدائية انتقامية وبتهور وبدون رحمة‪.‬‬
‫وهذه أمثلة من اضطراب السلوك‪:‬‬
‫‪ -‬عدوان موجه ضد اإلنسان والحيوان يتصف بالتهديد واإلرعاب‪ ،‬وافتعال المعارك‪،‬‬
‫والسرقة بإكراه‪ ،‬والقسوة واألذى الجسيم‪.‬‬
‫‪ -‬تدمير ممتلكات الغير بالحريق أو التحطيم المتعمد‪.‬‬
‫‪ -‬الغش والخداع والكذب بقصد السرقة واالستحواذ على ما للغير بأساليب خادعة‪.‬‬
‫‪ -‬انتهاك خطير للقوانين وقواعد السلوك‪ ،‬مثالً التأخر أو المبيت خارج المنزل أو‬
‫الهروب من المنزل أو التسيُّب الدراسي‪.‬‬
‫‪ -‬ممارسات ال تليق بأعمارهم‪ ،‬كاستعمال المسكرات والعقاقير الضارة بالعقل‪ ،‬أو‬
‫ممارسات جنسية غير منضبطة‪ .‬هؤالء الصبية كثيرا ً ما يهددون باالنتحار‪ ،‬وقد‬
‫ينجحون في ذلك أو تؤدي المحاولة إلى أذى جسيم‪.‬‬
‫تجد هذه الحالة أكثر بين الذكور‪ .‬اإلناث منهن يَكذبْن ويَهربْن من المنزل وينخرطن في‬
‫عالقات جنسية قد تصل لمستوى الدعارة السافرة‪.‬‬

‫‪330‬‬
‫الحقيقة يوجد تشابه كبير بين هؤالء الذين يتصفون باضطراب العناد والتحدي وهؤالء الذين‬
‫يتصفون بالسلوك المضطرب‪ .‬فكال الحالتين تشتركان في ظاهرة التحدي و التمرد ضد‬
‫السلطة‪ ،‬والعصيان‪ ،‬والمشاكل الدراسية‪ ،‬مع االنفعالية ومضايقة اآلخرين‪ .‬االختالف هو‬
‫أن الفئة الثانية أكثر وأعمق اضطرابا ً من حيث القسوة واألذى لإلنسان والحيوان وتدمير‬
‫الممتلكات واالنتهاكات المتكررة للقانون والتي ينتج عنها مساءالت وعقوبات قانونية‪.‬‬
‫بعض حاالت اضطراب السلوك قد تتطور إلى "اضطراب الشخصية السايكوباتية"‪.‬‬
‫اقتراحات العالج‪:‬‬
‫يجب أن تشارك األسرة جميعها في العالج ألن الجميع يعاني‪ .‬فالمراهق غالبا ً ما يتكون‬
‫عنده اعتقاد راسخ أنه غير محبوب من والديه‪ ،‬وأنهما يفضالن اآلخرين عليه وأنه‬
‫مستهدف ومترصد ألقل األخطاء‪ .‬ولذلك يغضب ويثور ويلجأ إلى االنتقام بكل الوسائل‬
‫المذكورة من سلوك سلبي إلى عداء سافر ال تحده قوانين أو أخالقيات !‬
‫‪ -1‬العيادات الخارجية‬
‫* إرشاد أو عالج نفسي أسري‪.‬‬
‫* عالج نفسي فردي‪.‬‬
‫* عالج سلوكي ومعرفي‪.‬‬
‫* برنامج محدد للتعامل األسري ‪ :‬مثالً‪ :‬تحديد الخطوط الحمراء‪ ،‬التقيد بقوانين األسرة‪،‬‬
‫أسلوب الحوار والتواصل اإليجابي‪.‬‬
‫* عالج كيميائي ‪ :‬بعض المضطربين يعانون من القلق واالكتئاب والمزاج المتقلب ما‬
‫قد يحتاجون معه للعالج الكيميائي بواسطة الطبيب النفسي‪.‬‬
‫‪ -2‬الوحدات العالجية‬
‫بعض هؤالء المراهقين قد يحتاجون للعالج في وحدات نهارية خاصة قد تكون للفترة‬
‫الصباحية فقط‪ ،‬أو تنويمية بعيدا ً عن المنزل لفترة زمنية معلومة‪ .‬في هذه الوحدات يخضع‬
‫المراهق لبرنامج عالجي مكثف كيميائي ونفسي وسلوكي مع تأهيله للتعامل والتكيف من‬
‫جديد مع قوانين األسرة والمجتمع‪.‬‬
‫‪ -3‬العالج" بالتنويم العالجي"‬
‫العالج النفسي بالتنويم له مردود سريع وقوي ودائم ألنه يهدف أوالً إلى تغيير وتصحيح‬
‫كل المفاهيم الخاطئة عن العالقة األسرية والعالقة بين الصبي ومجتمعه‪.‬‬

‫‪331‬‬
‫المشكلة أساسا ً أن هذا المراهق اعتاد منذ الطفولة المبكرة على ذلك السلوك الذي قد ينتج‬
‫عن صراع مع والديه في السلطة والسيطرة ينتهي بالتمرد السافر على سلطة الوالدين‬
‫والمعلمين مع العناد والتحدي في وجه من يجده متسلطا ً عليه فيواجهه بالسلوك السلبي‬
‫أو العدائي قوالً وفعالً‪.‬‬
‫العالج بالتنويم يساعد على‪:‬‬
‫*السيطرة على نوبات القلق والتوتر والغضب‪.‬‬
‫*زيادة الدافعية وقوة اإلرادة‪.‬‬
‫*تغيير المفاهيم الخاطئة عن العالقات‪.‬‬
‫*تغيير األساليب السلبية للسلوك إلى أساليب إيجابية فاعلة‪.‬‬
‫*التكيف من جديد مع القوانين األسرية واالجتماعية ‪.‬‬

‫دور األسرة في العالج‬


‫إن وجود نظام قيمي ثابت وقوي في األسرة يساعد األبناء على اتخاذ قراراتهم ومنها‬
‫رفض تعاطي المخدرات والكحول والتدخين حيث أن القيم المقبولة اجتماعيا ً هي التي‬
‫تصبح جزءا ً ال يتجزأ من الكيان النفسي للفرد وتصبح هذه القيم هي األساس الذي يعتمده‬
‫األبناء في األسرة لموازنة األمور والتحقق منها فيما إذا كانت صالحة ومفيدة لهم أو أنها‬
‫مضرة ومخالفة لقيم المجتمع ‪ ،‬فمن مسؤولياتكم أيها الوالد والوالدة تحديد وإقرار القيم‬
‫األسرية ووضع القواعد للتعامل معها وكذلك اإلشراف والمراقبة والرعاية الصحيحة‬
‫لتطبيقها‪ .‬ومن خالل تحمل كل فرد للمسؤولية عن أعماله وأداء الواجبات المنزلية فإن‬
‫ذلك يعزز االنضباط الذاتي لألبناء والشعور باألمان وتقدير الذات واالهتمام بالغير مما‬
‫يؤدي إلى مقاومة ضغوط األقران السلبية‪.‬‬
‫ويجب أن يشمل ذلك ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد مواعيد للعودة إلى المنزل‪.‬‬
‫‪ -‬الحد من استخدام التلفزيون والتردد على مقاهي اإلنترنت كما أن تكون مشروطة من‬
‫حيث الموضوع واالستفادة منها‪.‬‬
‫‪ -‬وضع قواعد الستخدام التليفون واستخدام السيارة وحضور الحفالت‪.‬‬
‫‪ -‬يجوز منح الحريات واالمتيازات مثل قيادة السيارة والخروج مع األصدقاء وحضور‬
‫الحفالت بعد أن يكون االبن قد أثبت درجة من النضج تُبين بأنه سيعالج هذه األمور‬
‫بشعور بالمسؤولية‪.‬‬

‫‪332‬‬
‫‪ -‬التأكد من أن المصروف الشخصي المقدم من األهل يصرف بأمور بناءة كشراء‬
‫الكتب للمطالعة أو أن يصرف لحضور مسرحية هادفة أو المشاركة بالنوادي الرياضية‬
‫والثقافية واالجتماعية البناءة‪.‬‬
‫‪ -‬استناد األسرة إلى مبدأ شخصي رافض الستخدام الكحول والمشروبات األخرى‬
‫والمخدرات والتدخين‪.‬‬
‫‪-‬احترام حرية اآلخرين التخاذ قراراتهم بأنفسهم دون إرغامهم على اتباع خطوات‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫‪-‬احترام جسم اإلنسان والرغبة في المحافظة على سالمته‪.‬‬
‫‪-‬اإليمان بأهمية ضبط النفس والسلوك الذاتي في جميع األوقات‪.‬‬
‫ويتطلب من األمهات واآلباء االهتمام بالنقاط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬وقت الفراغ‪ :‬ينبغي أن تُعلّموا أبناءكم البدائل المختلفة لالستمتاع وقضاء أوقات الفراغ‬
‫مثل الرياضة والموسيقى والمسرح والهوايات والقراءة واالستمتاع بالطبيعة‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق مالحظة استخدام الوالدين لوقت الفراغ ومشاركتهما في بعض األنشطة‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية الصراحة بين اآلباء واألبناء عن طريق التواصل والتعبير عن المشاعر وحل‬
‫المشاكل‪ .‬فإذا كان الوالدان قادرين على التعبير عن متاعبهما والحديث عن عيوبهما‬
‫ومشاركة األبناء في مناقشة ما يسعيان إليه عن طريق حل مشاكلهما مع أبنائهما فإن‬
‫ذلك يُعلّم األبناء أن ال بأس من أن يواجه اإلنسان بعض المشاكل‪ ،‬وأنه ال أحد كامل وأن‬
‫المخدرات ليست بديل لمواجهة األوضاع الصعبة في حياتنا‪.‬‬
‫‪ -‬التوعية بشأن المخدرات‪ :‬األرجح أن الصغار لن يتعاطوا المخدرات إذا كانوا واثقين‬
‫من أن آباءهم سيعرفون بذلك‪ ،‬أو أنه ليس من السهل خداعهم‪ ،‬وإذا كان اآلباء ممن‬
‫يتخذون موقفا ً رافضا ً لتعاطي المخدرات‪ ،‬وكذلك إذا كان األبناء يلتزمون بالقيم المنزلية‬
‫التي اتفق عليها اآلباء واألبناء والتي يحترمها األبناء وتحكم سلوكياتهم أيضاً‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬المراهق كتلميذ‬


‫من هو التلميذ؟ إنه طفل كبر ليصبح مراهقا ً يرتاد مدرسة ت ِ‬
‫َحمله وأهله رغبة للدراسة‬
‫والنجاح‪ .‬وربما تعتبر الدراسة من أكثر األمور التي توتر جو العالقة بين األهل وابنهم‬
‫المراهق ‪ ،‬حيث يطلبون منه أوالً وقبل كل شيء تحقيق االنضباط في المدرسة وبالتالي‬
‫تحقيق النجاح‪ .‬وقد تتعارض الرغبات وأساليب التعامل لحل تلك التناقضات‪ ،‬فلألهل‬

‫‪333‬‬
‫متطلبات كثيرة تعتمد على ابنهم وقدراته واستعداداته وميوله من جهة‪ ،‬ومدى تنفيذه‬
‫لنصائحهم أو لطلباتهم المتعلقة بالمدرسة واالستذكار واالهتمام بدراسته واالبتعاد عن‬
‫اإلهمال وتضييع وقته بأمور أخرى غير ذي فائدة‪.‬‬
‫للمراهق الذي هو التلميذ أو االبن أو الطفل والذي هو هدف هذا الكتاب األساسي‪ ،‬ببعض‬
‫اإلرشادات والنصائح والتوصيات الصحيّة والتعليمية التي تساعده على االستذكار‬
‫وتقوي قدراته العقلية‪ .‬وقد تضمنت النصائح أهم األساليب التي تساعد التالميذ على‬
‫المذاكرة المتقنة والمفيدة أثناء فترات المذاكرة البيتية واالمتحانات خاصة‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ عادات دراسية سليمة‬
‫مفتاح النجاح‬
‫* الرغبة في النجاح‪ :‬إن الرغبة في النجاح مع اإلرادة القوية هما أول خطواتك على‬
‫طريق النجاح‪ .‬حدد هدفك بدقة مع بداية العام الدراسي‪ ،‬ثم‪:‬‬
‫‪ -‬حافظ على الهدوء أثناء الدرس‪.‬‬
‫‪ -‬استمع إلى شرح المدرس جيداً‪.‬‬
‫‪ -‬راجع دروسك أوالً بأول‪.‬‬
‫‪ -‬اسأل عن النقاط الصعبة التي لم تفهمها‪.‬‬
‫كيف تطور مقدرتك على التركيز؟‬
‫‪ -‬افعل ما تراه ضروريا ً لضمان فهم ما تقرأ أو ما تدرس‪.‬‬
‫‪ -‬ادرس المحتوى يوما ً بيوم‪.‬‬
‫‪ -‬اربط المعلومات المدرسية بالمعلومات العامة خارج نطاق الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬اقرأ كل كلمة بعناية تامة وتتبع أفكار الكاتب‪.‬‬
‫* حاول االستمتاع بما تدرس‪:‬‬
‫‪ -‬كن يقظا ً لما قد يكون له عالقة بالمادة من قراءات ومشاهدات خارج سور المدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬ابحث عن المبادئ العامة في الفصل المدروس من الكتاب لتزيد قدرتك على التركيز‪.‬‬
‫‪ -‬غيّر المادة ونوع النشاط الذي تقوم به‪ ،‬فاقرأ ساعة واكتب ساعة أخرى لكي ال تشعر‬
‫بالملل‪.‬‬
‫* ضع هدفا ً في ذهنك وأنت تذاكر‪:‬‬
‫‪ -‬حدد أهدافا ً قصيرة المدى وأنت تؤدي واجباتك القرائية‪.‬حدد أهدافك التي تريد إنجازها‬
‫بما يتناسب مع الوقت المخصص لتحقيقها فان كان الوقت قصيرا ً جداً‪ ،‬شعرت بالفشل‪،‬‬

‫‪334‬‬
‫وإن كان الوقت طويالً جدا ً شرد ذهنك‪.‬‬
‫‪ -‬افعل كل ما بوسعك الستمرار تركيزك أثناء المذاكرة‪.‬‬
‫‪ -‬خذ فترة من الراحة تتراوح ما بين ‪ 10-5‬دقائق بعد كل ‪ 50-45‬دقيقة من الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬ال تدع أي مشتتات من حولك تضايقك بل تصرف بصورة حكيمة ثم ارجع إلى عملك‪.‬‬
‫‪ -‬ال تسمح للقلق والخوف بالتدخل في تركيزك الذهني حتى ال تواجه صعوبة في تحقيق‬
‫أهدافك الدراسية‪.‬‬
‫جرب تحويل نظام الدراسة الجيدة إلى عادات ثابتة‪:‬‬ ‫* ّ‬
‫‪ -‬ادرس وفق جدول أو نظام معين ألن ذلك سيساعدك على تكوين عادات دراسية نافعة‪.‬‬
‫‪ -‬نظم دراستك على أساس وضع المادة الصعبة واألقل متعة بالنسبة لك بالوقت الذي‬
‫يفترض أنك قادر على التركيز بسهولة‪ ،‬والمادة األكثر متعة واألقل صعوبة بالنسبة لك‬
‫في األوقات التي ال تكون فيها يقظا ً تماماً‪.‬‬
‫* حاول التأكد من الحصول على نتاج مذاكرتك المثمرة‪:‬‬
‫‪ -‬وجه بعض اهتمامك لتحديد ما يمكن عمله للحصول على درجات جيدة تتناسب مع‬
‫جهودك‪.‬‬
‫‪ -‬كافئ نفسك عند الحصول على درجات جيدة بأخذ قسط من الراحة‪.‬‬
‫‪ -‬ما قد يبدو قليل األهمية من معلومات اآلن يحتمل أن تثبت أهميته في المستقبل‪ ،‬لذا‬
‫خصص وقتا ً للدراسة وكن سعيدا ً بالمعلومات بدالً من تضييع الوقت في التساؤل عن‬
‫مدى أهمية دراسة هذه المادة أو تلك‪.‬‬

‫مهارات في فن المذاكرة‬
‫كثير من الطلبة الفاشلين في الدراسة أو غير القادرين على رفع مستوى تحصيلهم‬
‫الدراسي يعود أحد أسباب فشلهم إلى أنهم ينظرون إلى الدراسة بمنظار أسود قاتم ‪.‬‬
‫يعيشون مع أنفسهم مرددين عبارات أو إيحاءات نفسية داخلية تزيد من فشلهم مثل أن‬
‫تقول لنفسك‪:‬‬
‫أنا فاشل في الدراسة‪ ،‬ال يمكن أن أنجح في هذه المادة‪ ،‬ال أستطيع مراجعة هذه المادة‪،‬‬
‫ليس عندي أساس قوي في هذه المادة‪ ،‬ولذلك ال أستطيع النجاح فيها‪ ،‬ال يمكن أن أحصل‬
‫على أكثر من مقبول‪ ،‬المادة صعبة جداً‪ .‬هذه العبارات أو ما شابهها تسمى باإليحاءات‬
‫الدراسية السلبية‪ ،‬وتكرارها مع نفسك وخاصة في أوقات االسترخاء كاللحظات السابقة‬

‫‪335‬‬
‫للنوم أو تداولها مع أصدقائك يؤدي بالنهاية إلى صناعة طالب فاشل دراسيا ً والذي أدى‬
‫إلى هذا هو أنت ‪.‬‬
‫وما هو الحل إذا؟‬
‫* التفاؤل وعدم التشاؤم ‪:‬من مظاهر قوة اإلرادة التفاؤل بالخير‪ ،‬وصرف النفس عن‬
‫التشاؤم من العواقب ما دام اإلنسان يعمل بجد‪ ،‬فالتفاؤل عنصر نفسي طيب‪ ،‬ومن فوائده‬
‫أنه يشحذ الهمم إلى العمل‪ ،‬ويغذي القلب بالطمأنينة واألمل ‪،‬أما التشاؤم فيدل على‬
‫ضعف اإلرادة والتكاسل عن العمل‪ ،‬وأنت تستطيع أن تنجح بالتغلب على أوهامك ذات‬
‫اإليحاءات السلبية من خالل التفكير اإليجابي‪.‬‬
‫* التفكير اإليجابي‪ :‬التفكير اإليجابي هو بداية الطريق للنجاح ‪ .‬فكر بالنجاح ‪.‬إننا حين‬
‫نفكر إيجابيا ً فإننا في الواقع نبرمج هذا العقل ليفكر إيجابيا ً ‪ ،‬والتفكير اإليجابي يؤدي إلى‬
‫األعمال اإليجابية في معظم شؤون حياتنا لذلك ‪:‬‬
‫‪ -‬برمج نفسك لتحصل على الشفاء ‪ ،‬تخيل نفسك وأنت في أحسن صحة وعافية ونشاط ‪.‬‬
‫‪ -‬برمج نفسك على أن تكون ناجحا ً في دراستك ‪ ،‬تخيل أنك حصلت على أعلى تقدير‪.‬‬
‫‪ -‬برمج نفسك على أنك ذكي المع ‪ ،‬تخيل نفسك كذلك‪.‬‬
‫إن أحسن وقت للبرمجة اإليجابية أو بمعنى آخر التفكير اإليجابي هو مرحلة االسترخاء‬
‫الجسدي التام قبل أن تنام ‪ ،‬وحتى تتعود على التفكير اإليجابي اخترت لك العبارات‬
‫اإليجابية التي ستساعدك بال شك على النجاح والتفوق‪:‬‬
‫‪ -‬قم بتصوير العبارة اإليجابية التي تناسبك أكثر من صورة ‪.‬‬
‫‪ -‬الصق الصورة في أماكن متكررة أمامك بصورة يومية كموقع بارز في غرفة النوم‪،‬‬
‫بجوار مكتبك‪ ،‬عند الباب ‪.‬‬
‫‪ -‬عود نفسك النظر إلى هذه العبارات يومياً‪.‬‬
‫‪ -‬كرر العبارات في ذهنك كلما تذكرتها باستمرار‪.‬‬
‫وإليك بعض العبارات االيجابية ‪ ،‬حاول تكرارها قبل الخلود الى النوم‪:‬‬
‫إنني أثق بذاكرتي ‪ ..‬إن المعلومات التي أقرأها من الكتب الدراسية سأفهمها وأتذكرها‬
‫بسهولة‪ ،‬إن مادة (‪ )...‬ستكون سهلة مع الوقت ألنني أستطيع أن أدرسها وسوف أفهمها‪،‬‬
‫غدا ً في االمتحان ستكون أعصابي مرتاحة‪ ،‬مرتاحة‪.‬‬
‫وأنت تصوغ العبارات المناسبة لك احذر من‪:‬‬
‫‪ -‬كتابة جملة طويلة جدا ً ‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫‪ -‬أن تضع أكثر من معنى في الجملة الواحدة ( أنا أحب مادة الرياضيات وسوف أنجح‬
‫في مادة اإلنجليزي ‪..‬الخ)‪.‬‬
‫‪ -‬أن تضع بعض العبارات أو الكلمات السلبية مثل‪( :‬هذا االمتحان الصعب سوف أنجح‬
‫فيه بإذن هللا) فكلمات مثل صعب‪ ،‬مستحيل‪ ،‬غير ممكن‪ ،‬ال توضع في الرسالة العقلية‪.‬‬
‫الملخصات‪ :‬الملخصات أن تقوم بتلخيص أهم األفكار الواردة في الكتاب المقرر في‬
‫بطاقات صغيرة أو في مذكرة خاصة لذلك ‪ ،‬ومن أهم فوائد الملخصات أنها‪:‬‬
‫‪ -‬تساعد على التركيز‪.‬‬
‫‪ -‬تعطي صورة شاملة للمادة المراد دراستها‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد على استحضار األفكار قبل االختبار‪.‬‬
‫* ذاكر مبكراً‪ :‬حاول استخدام القلم الفسفوري (وهو يأتي على هيئة ألوان عديدة) لتحديد‬
‫المعلومات المهمة‪.‬‬
‫* فكر بالنجاح ‪ :‬دائما ً ضع في ذهنك هدف النجاح الذي تسعى إليه‪.‬‬
‫* احذر رفقاء السوء‪ :‬هناك رفقاء يحاولون تشتيت أفكار زمالئهم في فترة المذاكرة‪،‬‬
‫و َج ّرهم إلى أمور تبعدهم عن الدراسة واالستذكار‪ ،‬فحاول االبتعاد عنهم قدر المستطاع‪.‬‬
‫* توقع وافترض أسئلة‪ :‬وأنت تقرأ الكتاب المقرر تعود على افتراض أسئلة متوقعة‬
‫واكتبها على ورقة خارجية أو على هامش الكتاب ويستحسن أن تتبادل مع زمالئك‬
‫مثل هذه األسئلة‪ ،‬إن وضع األسئلة المتوقعة سيعينك بال شك على التركيز ثم فهم المادة‬
‫بصورة أكبر‪.‬‬
‫عندما يقترب موعد االمتحان ال بد وأن تكون مستعدا ً له‪ ،‬وقد تعلمت عادات الدراسة الحسنة‬
‫ومهارات االستذكار‪ .‬ومع استعدادك لالمتحان قد تشعر بالخوف أو قد تنتابك بعض حاالت‬
‫من الخوف والقلق والتوتر النفسي‪ .‬إن االمتحان ما هو إال موقف من المواقف الكثيرة التي‬
‫تتعرض لها في حياتك اليومية ‪ .‬قد تراه موقفا ً ضاغطا ً صعبا ً يعيق أداءك والذي قد يكون‬
‫جيدا ً في األحوال العادية من العام الدراسي‪ ،‬ولكنك باإلرادة والتصميم والعزيمة يمكن أن‬
‫تجعله موقفا ً إيجابيا ً يساعدك في تحسين مستوى تحصيلك الدراسي وتحقيق أهدافك‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ القواعد العامة للمذاكرة السليمة‬
‫التحرر من الخوف‪ :‬وجوه شاحبة‪ ،‬أجسام ناحلة‪ ،‬قلق وهم قد ارتسم على تلك الوجوه‬
‫البريئة والوجوه المشرقة‪ ،‬هذا هو حال الطالب والطالبات في مدارسنا‪ ،‬وما ذلك إال‬
‫لشبح اسمه االختبارات‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫إن بعض الطلبة الذين تتكاثر عليهم الدروس‪ ،‬يحاولون أن يدرسوا دراسة تستغرق‬
‫ساعات طواالً‪ ،‬وما من شك في أن التعب يعتريهم في أواخر هذه الساعات فهم عاجزون‬
‫عن تعلم واستظهار المادة التي بين أيديهم‪ ،‬بهذه الطريقة يكونوا قد أجهدوا عقولهم ‪،‬‬
‫وهذه النتائج السيئة توقع في أنفسهم الكآبة واليأس فيبتدئ شعور الخوف من االمتحان‪،‬‬
‫وينصب تفكيرهم في أنهم لم يذاكروا ولم يدرسوا كما يجب‪ ،‬وأن دراستهم غير كافية إذا ً‬
‫ال بد أن يثقوا بقدراتهم ويتجنبوا إجهاد عقولهم بالساعات الطويلة دون فائدة‪.‬‬
‫القلق أو الخوف من االمتحان‪ :‬قلق االمتحان حالة نفسية انفعالية قد تمر بها‪ ،‬و تصاحبها‬
‫ردود فعل نفسية وجسمية غير معتادة نتيجة لتوقعك الفشل في االمتحان أو سوء األداء‬
‫فيه‪ ،‬أو للخوف من الرسوب ومن ردود فعل األهل‪ ،‬أو لضعف ثقتك بنفسك‪ ،‬أو لرغبتك‬
‫في التفوق على اآلخرين‪ ،‬أو ربما لمعوقات صحية‪ ،‬وهناك حد أدنى من القلق‪ ،‬وهو‬
‫أمر طبيعي ال داع للخوف منه مطلقاً‪ ،‬بل ينبغي عليك استثماره في الدراسة والمذاكرة‬
‫وجعله قوة دافعة للتحصيـــل واإلنجاز وبذل الجهد والنشاط ليتم إرضاء حاجة قوية‬
‫عندك هي حاجتك للنجـاح و التفوق وإثبات الذات وتحقيق الطموحات‪.‬‬
‫أما إذا كان هناك كثير من الخوف والقلق والتوتر لدرجة يمكن أن تؤدي إلى إعاقة‬
‫تفكيرك وأدائك‪ ،‬فهذا أمر مبالغ فيه وعليك معالجته و التخلص منه‪ .‬وكلما بدأ العالج‬
‫مبكرا ً كانت النتائج أفضل‪ ،‬واختفت أعراض المشكلة على نحو أسرع‪ ،‬فالتدخل السريع‬
‫واستشارة االختصاصين في بعض الحاالت الشديدة سلوك حكيم يساعد في حل مشكلتك‬
‫والتخفيف من آثارها السلبية‪.‬‬
‫* بداية ما الذي يثير خوفك من االمتحان؟‬
‫ربما قد يحصل ذلك نتيجة‪:‬‬
‫‪ -‬شعورك بأن االمتحان موقف صعب يتحدى إمكانياتك وقدراتك وأنك غير قادر على‬
‫اجتيازه أو مواجهته‪ ،‬وتنبؤك المسبق بمستوى تقييمك من قبل اآلخرين والذي قد تتوقعه‬
‫(تقديرهم السلبي لك)‪.‬ال تقلق ألن بإمكانك التغلب على هذا الشعور من خالل تغيير أو‬
‫دحض أفكارك السلبية عن االمتحان‪ ،‬واعتباره موقفا ً أو محكا ً تمر به للتعرف على قدراتك‬
‫وإمكانياتك وخبراتك المعرفية ومهاراتك ‪ ،‬وأيضا ً اعتباره وسيلة لمعرفة مدى ما تحققه‬
‫من تقدم في مستوى تحصيلك الدراسي‪.‬‬
‫أما أسبابك األخرى فهي قد تكون مثال ً‪:‬‬
‫‪ -‬اعتقادك أنك نسيت ما درسته وتعلمته خالل العام الدراسي‪.‬‬

‫‪338‬‬
‫‪ -‬نوعية األسئلة و صعوبتها‪.‬‬
‫‪ -‬عدم االستعداد أو التهيؤ الكافي لالمتحان‪.‬‬
‫‪ -‬قلة الثقة بالنفس‪.‬‬
‫‪ -‬ضيق الوقت المتحان المادة الواحدة‪.‬‬
‫‪ -‬التنافس مع أحد الزمالء‪ ،‬والرغبة القوية في التفوق عليه‪.‬‬
‫لنقرأ معاً‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كنت تخاف نسيان بعض ما درسته وتعلمته فال تقلق فهذا وهم ‪ ،‬أو حالة نسيان‬
‫سجل في الذاكرة وخاصة إذا كنت قد استخدمت عادات‬ ‫مؤقتة‪ ،‬ألن كل ما تعلمته ُ‬
‫الدراسة الحسنة ‪ .‬وعند استدعاء أية معلومة درستها مسبقا ً لإلجابة عن سؤال تظن أنك‬
‫ال تعرف اإلجابة عنه فال تقلق أيضا ً ألن الذاكرة تقوم بإصدار التعليمات لليد بكتابة‬
‫اإلجابة الصحيحة‪.‬‬
‫‪ -‬أما إذا كان القلق من صعوبة األسئلة أو نوعيتها (مقالية أو موضوعية أو غيرها)‪،‬‬
‫فضع في ذهنك بأن األسئلة مدروسة وموضوعة من قبل لجان مختصة مراعية وبشكل‬
‫دائم لدى وضعها مستوى الطالب المتوسط‪.‬‬
‫‪ -‬ال بد وأنك قد واظبت على الدوام و الحضور منذ بداية العام الدراسي‪ ،‬و ناقشت المعلم‬
‫أو المدرس في غرفة الصف ودرست كل دروسك بانتظام‪ ،‬و قمت بكل ما يتوجب‬
‫عليك من وظائف وواجبات‪ .‬إذا ً أنت مستعد ولديك الجاهزية لالمتحان على مدار العام‬
‫الدراسي كله وليس فقط في الفترة القصيرة التي تسبق االمتحانات مباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تأخذ بعين االعتبار بأن قلة الثقة بالنفس شعور أنت مسؤول عنه ‪ ،‬كما يجب‬
‫أن تعرف بأنك طالب لك القدرات العقلية نفسها التي يملكها أو يتمتع بها اآلخرون ‪.‬‬
‫فاالسترسال وراء انفعاالت الخوف والتشنج و التوتر وفقدان الثقة بالذات يؤثر سلبا ً‬
‫على مستوى أدائك في االمتحان وبالتالي على تحصيلك العلمي‪.‬‬
‫‪ -‬عليك أن تعرف أيضا ً أن الوقت المخصص لالمتحان كاف لقراءة األسئلة أكثر من‬
‫مرة واإلجابة عنها جميعها‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تعلم ‪ ،‬وربما تعلم أن هناك فروقا ً فردية بينك وبين أقرانك الطلبة فإذا كان‬
‫زميلك يتفوق في قدرة عقلية أو غيرها‪ ،‬فأنت ربما تتفوق عليه أو تتميز في قدرات أو‬
‫نواح أخرى‪.‬‬

‫‪339‬‬
‫‪ 3‬ـ الصحة السليمة أثناء االمتحانات‬
‫الصحة الجيدة والسليمة عامل آخر رئيسي في المذاكرة السليمة ‪ ،‬يجب أن يحافظ‬
‫الطالب على صحته بشكل سليم بالغذاء السليم والرياضة اليومية الخفيفة كي ينشط ذاكرته‬
‫ويحافظ على سالمتها ‪ ،‬فكثير من الطلبة يشكون من أنهم يبذلون مجهودا ً كبيرا ً في الدراسة‬
‫ولكن من غير فائدة ‪ ،‬لذا يجب أن يكون الطالب في حالة من االسترخاء الذهني‪ ،‬وال يأخذه‬
‫شعور بالتعب وعدم الفهم ويجب أن نولي انتباها ً دقيقا ً لهذه العوامل والقواعد العامة ‪.‬‬
‫العناية بالعيون‬
‫‪ -‬الوضع السليم أثناء القراءة‪ :‬على الطالب مراعاة الوضع السليم أثناء القراءة حتى ال‬
‫تشعر العين بأي إجهاد وذلك بأن يجعل جذعه معتدالً أثناء جلوسه على المكتب مع تجنب‬
‫االنحناء على المكتب‪ ،‬ومن العادات الخاطئة التي نالحظها أثناء القراءة ‪ :‬االستلقاء على‬
‫الظهر أو االضطجاع على الجنب أو النوم على البطن‪ ،‬كل هذه األوضاع غير مريحة‬
‫للعين باإلضافة إلى مضاعفات أخرى مثل انحناء الظهر والشعور بآالم الرقبة أو أسفل‬
‫الظهر بسبب ضغط الفقرات على األعصاب وأيضا ً الشعور بصداع الرأس‪.‬‬
‫ونود أن نذكر نقطة هامة وهي أن المسافة بين العينين والكتاب أثناء القراءة يجب أن‬
‫تكون بين ‪ 35-30‬سم‪.‬‬
‫اإلضاءة المناسبة‪ :‬إن اإلضاءة المناسبة للقراءة إما أن تكون بواسطة ضوء النهار‬
‫الطبيعي أو باستخدام ضوء صناعي ‪ ،‬ويراعى أن تكون اإلضاءة من الخلف وعلى‬
‫يمين القارئ إذا كانت الكتابة باللغة العربية‪ ،‬أو أن تكون اإلضاءة من الخلف وعلى‬
‫يسار القارئ إذا كانت الكتابة باللغة اإلنجليزية‪ ،‬وفائدة ذلك تجنب انعكاس األشعة‬
‫الساقطة على الكتاب أن ترتد إلى العين مما يؤدي إلى حدوث "زغللة" بالعين واحتقان‬
‫شديد بالملتحمة بعد فترة من القراءة‪.‬‬
‫ومن األخطاء الشائعة بين الطالب االعتماد فقط على ضوء مصباح المكتب بينما‬
‫الحجرة مظلمة‪ ،‬ألن هذا من شأنه إرهاق العين بسبب األشعة المنعكسة عليها‪ .‬وننصح‬
‫في هذا الشأن باستخدام ضوء المصباح مع إضاءة الغرفة بضوء مناسب حتى ال تنعكس‬
‫األشعة على العين وبذلك يمكن تجنب إجهاد العين ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ االستعداد لالمتحان‬
‫‪ -‬اعلم أن القلق و التوتر يقودانك للتشتت والنسيان واالرتباك‪ ،‬فحاول أن تجعل ثقتك‬
‫بنفسك عالية ‪.‬‬

‫‪340‬‬
‫‪ -‬ال تهمل أبدا ً غذاءك ‪ .‬واحرص على أخذ فترات منتظمة للراحة أثناء الدراسة بغية‬
‫الترويح عن النفس ‪ ،‬وتجديد الطاقة والنشاط ‪ ،‬وتحفيز الذاكرة على االستمرار في‬
‫الدراسة ‪ ،‬ومواصلة بذل الجهد بحماس ورغبة ‪.‬‬
‫‪ -‬انتبه جيدا ً وبدقة لبرنامج االمتحان و مواعيد بدء امتحان كل مادة ‪.‬‬
‫‪ -‬نم باكرا ً ليلة االمتحان ليكون ذهنك صافيا ً وعقلك منظما ً وذاكرتك قادرة على التركيز‬
‫بعد مراجعة بسيطة للمادة التي ستؤدي االمتحان بها في اليوم الثاني‪.‬‬
‫‪ -‬استيقظ باكرا ًوتناول فطورك فهذا ضروري ‪ ،‬واعلم أن الحرمان من الغذاء يؤثر‬
‫سلبا ً على عمليات الحفظ والتذكر وتنظيم األفكار ‪.‬‬
‫‪ -‬ال تبكر كثيرا ً في الذهاب إلى المدرسة أو المركز الذي ستقدم فيه امتحانك و ال تتأخر‬
‫تعرض نفسك للتشويش واالرتباك وضياع الوقت و التزم دخول قاعة‬
‫حتى ال ّ‬
‫االمتحان في الوقت المحدد‪.‬‬
‫‪ -‬ال تناقش رفاقك في المادة التي ستمتحن فيها وال تبحث أو تستقصي عن األسئلة‬
‫المتوقعة ألن ذلك يربكك و يشوش ذهنك وأفكارك‪.‬‬
‫‪ -‬إقرأ ورقة األسئلة بدقة وبتأن أكثر من مرة‪ ،‬حتى تتأكد من أنك فهمت المطلـــوب‬
‫منك تماماً‪ ،‬وال تتسرع في اإلجابة ألن المتسرع قد يغفل أو ينسى نقاطا ً هامة وهو‬
‫يعرفها من اإلجابة المطلوبة‪.‬‬
‫‪ -‬بعد قراءة األسئلة ابدأ باإلجابة عن األسئلة السهلة منها‪ ،‬واحرص أن تضع األجزاء‬
‫الرئيسية لإلجابة المتكاملة في المسودة وحللها (مراعيا ً مسألة الوقت) من مختلف‬
‫جوانبها و تأكد منها قبل نقلها إلى صفحة اإلجابة ‪ ،‬و اترك ما ال تعرفه حتى تنتهي‬
‫من اإلجابة عن األسئلة التي تعرفها‪.‬‬
‫‪ -‬عليك أن تنتبه إلى أن اإلجابات يجب أن تكون وفق صيغة كل سؤال ‪ ،‬فكل صيغة‬
‫سؤال توحي بمضمون اإلجابة وحجمها وطريقة عرضها‪ ،‬وال تنس مراعاة التنظيم‬
‫إذا كانت اإلجابة تفترض الترتيب أو التسلسل المنطقي‪.‬‬
‫‪ -‬ال تنس وضع رقم السؤال الذي تريد اإلجابة عنه على ورقة االمتحان‪.‬‬
‫‪ -‬ال تقدم إجابتين مختلفتين للسؤال نفسه ظنا ً منك أن المصحح سيختار لك اإلجابة‬
‫الصحيحة بل احرص على كتابة إجابة منظمة األفكار وواضحة لكل سؤال ‪.‬‬
‫‪ -‬خصص لكل إجابة وقتا ً محددا ً وبما يناسبها حتى ال تنشغل باإلجابة عن أحد األسئلة‪،‬‬

‫‪341‬‬
‫وتستغرق في تفصيالتها و يضيع الوقت منك على ما تبقى من أسئلة تستطيع اإلجابة‬
‫عنها ‪.‬‬
‫‪ -‬أعد مرة أخرى وبتأن قراءة األسئلة وإجاباتك عنها لتتأكد من أنك لم تترك سؤاالً دون‬
‫إجابة‪.‬‬
‫‪ -‬حاول استغالل الوقت المخصص لالمتحان كامالً‪ ،‬وال تتسرع كثيرا ً في تسليم ورقة‬
‫االمتحان قبل انتهاء الوقت المحدد فهذا غير مفيد ‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تنتهي من امتحان مادة ما ابدأ بالتهيؤ الجيد للمادة التالية ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ نصائح عامة لمذاكرة بعض المواد الدراسية‬
‫أ‪ -‬اللغــة العــربية‬
‫التعـبيـــر‬
‫خير وسيلة للتفوق في التعبير هي القراءة الكثيرة في الموضوعات المتصلة بالقيم‬
‫اإلنسانية الرفيعة و بالحياة االجتماعية ‪ .‬ويحسن أن تسجل في كراستك الخاصة كل ما‬
‫يعجبك من تعبيرات تحتاج إليها في موضوعاتك ‪ ،‬ثم محاولة الكتابة في موضوعات‬
‫مختلفة تشمل جوانب الحياة التي نعيشها بما فيها من أحداث و قضايا عامة ‪ ،‬على أن‬
‫تراعي عند الكتابة‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد األفكار و ترتيبها ‪.‬‬
‫‪ -‬تقسيم الموضوع إلى فقرات منظمة واضحة في كل فقرة فكرة ترتبط بما قبلها و بما‬
‫بعدها ‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة قواعد النحو وبخاصة تلك التي ال يستغنى عنها‪.‬‬
‫‪ -‬عدم الخروج عن الموضوع أو االستطراد الذي يجعلك ال تفي بالموضوع األصلي ‪.‬‬
‫‪ -‬الكتابة بخط واضح ‪.‬‬
‫النصوص و القواعد ‪ :‬إقرأ النص قراءة صحيحة دفعة واحدة أكثر من مرة ‪ ،‬ثم أدرس‬
‫معاني الكلمات فالمعنى العام للنص ثم القراءة مرة ومرة ‪ ،‬ثم الحفظ ‪ ،‬ثم "التسميع" بين‬
‫فترة و أخرى‪.‬‬
‫قواعد النحو ‪:‬خير وسيلة لمذاكرتها هي التدريبات بعد فهم القاعدة ‪ ،‬و اإلكثار من هذه‬
‫التدريبات‪ ،‬ويمكن أن نخصص ساعة كل أسبوع للمراجعة المنتظمة لقواعد النحو ‪.‬‬
‫الخط ‪:‬الخط مشكلة ألنه يترتب عليه صفاء اإلجابة ووضوحها و يترتب عليه زيادة‬

‫‪342‬‬
‫الدرجة في االمتحان وأفضل طريقة لتحسين الخط هي أن تحاول دائما ً تقليد خط النسخ‬
‫وخط الرقعة‪.‬‬
‫ب‪ -‬اللغــــات األجنبيـــة‬
‫إن تعلم اللغة األجنبية ال يحتاج إلى ذكاء بقدر ما يحتاج منك إلى الرغبة األكيدة في‬
‫تعلمها‪ ،‬وتحطيم الشعور بأنها لغة صعبة ‪ ،‬و يتطلب ذلك منك إلى جانب التدريب‬
‫المنتظم ‪:‬‬
‫‪ -‬أن تحفظ الكلمات الجديدة بنطقها الصحيح ‪ ،‬و معناها و هجائها و تدرب على استخدامها‬
‫في جملة أو عبارة من أسلوبك ‪.‬‬
‫‪-‬أن تقرأ دائما ً بصوت مسموع‪ ،‬وأن تجيب عن كل ما يقابلك من أسئلة تختص بالموضوع‬
‫الذي تستذكره ‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لقواعد اللغة ليس المقصود حفظ القاعدة ‪ ،‬ولكن المطلوب أن يحاول الطالب‬
‫تكرار قراءة األمثلة و فهمها و تطبيقها في بعض التدريبات‪.‬‬
‫‪ -‬اقرأ بعض النصوص أو الكتب التي تتناسب مع مستواك اللغوي‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تالحظ عند كتابة موضوعات اإلنشاء‪:‬‬
‫‪ -‬تنظيم أفكارك بحيث تكون في فقرات واضحة‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة الكتابة لجمل صحيحة في التركيب اللغوي‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعة الموضوع بعد كتابته ‪.‬‬
‫نصائح لمذاكرة اللغة اإلنجليزية‪ ،‬على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬تحضير الدرس جيدا ً وذلك بترجمة المفردات أو االستعانة بقاموس ناطق للكلمات‬
‫اإلنجليزية والتركيز على ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬االستماع للكلمة أكثر من مرة‪.‬‬
‫‪ -‬ترديدها ثالثين مرة‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة استنتاج معنى الكلمة من سياق الجملة قبل الترجمة الصحيحة‪.‬‬
‫‪ -‬حفظ معنى‪/‬معاني الكلمة‪.‬‬
‫‪ -‬التدرب على كتابتها‪.‬‬
‫‪ -‬وضعها في جملة‪/‬جمل مفيدة ‪،‬يمكن الحصول على الكلمة في جملة مفيدة من القواميس‬
‫التي تترجم اإلنجليزية باإلنجليزية ‪.‬ويتم اتباع الخطوات السابقة مع كل كلمة جديدة‪،‬‬

‫‪343‬‬
‫والبد من حفظ ‪15-10‬كلمة يوميا ً على هذا المنوال‪ ،‬نعم أعترف بأن هذا جهد كبير‬
‫ولكن الثمرة مضمونة‪.‬‬
‫‪ -‬االنتباه لشرح المدرس والتركيز معه ‪ ،‬في حال وجود أمور لم يتم فهمها وفي حال لم‬
‫يوضح األمر الغامض للطالب فعندها يجب االستعالم عنه‪.‬‬
‫‪ -‬المراجعة في المنزل لهذا الدرس ومراجعة الكلمات المحفوظة والقواعد المشروحة‬
‫وحل تمارين عليها‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة تطبيق ما درسته وترجمته عمليا ً في حياتك اليومية وذلك بالتدرب بالمحادثة‬
‫دونما حياء مع من لديهم ولو معرفة قليلة باللغة اإلنجليزية سواء والديك أو إخوانك‬
‫أو أخواتك أو جيرانك أو في السوق أو حتى لو اضطرت إلى االستعانة بمدرس‬
‫خصوصي‪ ،‬كل تلك األمور مجتمعة أو منفصلة تساعدك على تطوير نفسك وطالقة‬
‫لسانك باللغة اإلنجليزية‪.‬‬
‫‪ -‬التحضير للدرس القادم وترجمة الكلمات‪.‬‬
‫‪ -‬كل ثالثة أيام يجب االستعانة بمن لديه ولو فكرة بسيطة باللغة اإلنجليزية للقيام باختبار‬
‫للكلمات المحفوظة خالل الثالثة أيام مع التركيز على المعنى واإلمالء‪.‬‬
‫‪ -‬القيام باختبار ذاتي كل أسبوعين لجميع الكلمات التي تم حفظها خالل األسبوعين‪،‬‬
‫في حال كانت النتيجة أقل من ‪ %90‬يجب عدم التجاوز لكلمات جديدة بل مراجعة‬
‫السابق وإتقانه ثم إعادة االختبار فإذا تجاوزت الدرجة ‪ %90‬فيمكن البدء بكلمات‬
‫جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬القيام باختبار ذاتي كل شهر لجميع الكلمات التي تم حفظها خالل الشهر‪.‬في حال كانت‬
‫النتيجة أقل من ‪ %90‬يجب عدم التجاوز لكلمات جديدة بل مراجعة السابق وإتقانه‬
‫ثم إعادة االختبار فإذا تجاوزت الدرجة ‪ %90‬فيمكن البدء بكلمات جديدة‪.‬وهكذا‬
‫دواليك‪...‬‬
‫ج‪ -‬الرياضيــات‬
‫‪ -‬ابدأ بقراءة النظرية مع مطابقة القراءة بالرسم ‪.‬‬
‫‪ -‬حاول كتابة برهان النظرية بعد رسمها بنفسك ‪ ،‬ثم حاول مرة ثانية حل المثال دون‬
‫الرجوع إلى الكتاب ‪.‬‬
‫‪ -‬بعد التأكد من فهمك للنظرية جيدا ً ابدأ بحل بعض التمرينات على النظرية ‪.‬‬

‫‪344‬‬
‫‪ -‬الرجوع من آن إلى آخر إلى بعض التمرينات التي سبق حلها ‪ ،‬و محاولة إعادة الحل‬
‫الستعادة معلوماتك ‪.‬‬
‫‪ -‬التدرب على حل أسئلة االمتحانات السابقة و الرجوع إلى المدرس في حالة غموض‬
‫شيء منها عليك ‪ .‬كما يحسن دائما ً التناقش في األمثلة و النظريات مع الزمالء المتفوقين‪.‬‬
‫‪ -‬توصلك إلى حل تمارين االمتحانات يزيد من حبك للرياضيات و يدفعك للتفوق فيها‪،‬‬
‫و إلى التقدم إلى األمام دائما ً ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إهمال الدروس و تراكمها ‪ ،‬و التدريب المستمر و المتواصل على حل المسائل‬
‫و التمرينات المختلفة ‪.‬‬
‫‪ -‬الرجوع إلى مدرس المادة في حالة عدم فهمك القاعدة أو عدم توصلك إلى القانون‬
‫المناسب أو صعوبة المسألة ‪.‬‬
‫أي مفاهيم جديدة‬‫طور أساسا ً سليما ً في الرياضيات ‪ :‬إن غالبية مواد الرياضيات تراكمية‪ْ ،‬‬ ‫ّ‬
‫تضاف إلى مفاهيم سابقة وتبنى عليها ‪ ،‬لذا من المهم أن تتقن المادة السابقة لتزيد من فرص‬
‫نجاحك في المواد الالحقة‪ ،‬لذلك راجع مفاهيم الدروس السابقة باستمرار وتدرب على ما‬
‫تعلمته منها‪.‬‬
‫إدارة الوقت‪ :‬أكمل القراءات والواجبات المنزلية جميعها بعد أن يحددها المعلم مباشرة‪،‬‬
‫وكذلك قبل دراسة مادة جديدة‪ ،‬ألن الرياضيات مادة تراكمية‪ .‬وهذا يضمن أن تكون‬
‫المعلومات التي في ذاكرتك حديثة ومرتبطة بسابقتها‪ .‬واحرص على أداء الواجبات في‬
‫وقت مبكر جدًا حيث يمكنك طلب المساعدة لألشياء التي ال تفهمها جيدًا‪.‬‬
‫اآللة الحاسبة ‪ :‬تعلم كيفية استعمال اآللة الحاسبة بشكل فعال خاصة في االختبارات‬
‫المحددة الوقت‪ ،‬حيث قد تواجه صعوبة في إتمام االختبار في الوقت المخصص‪.‬‬
‫واستشر معلمك في شراء اآللة الحاسبة المناسبة للمادة‪ ،‬وتأكد من وجود دفتر تعليمات‬
‫وتعود دائ ًما على‬
‫ّ‬ ‫مع اآللة الحاسبة‪ ،‬واقرأه‪ ،‬ثم تعلم كيفية استخدام الوظائف األساسية‪.‬‬
‫اصطحاب اآللة الحاسبة‪ ،‬بدل أن تستعير آلة غيرك‪.‬‬
‫أظهر عملك بشكل مفصل ‪ :‬تجنب القفز عن أي خطوة عند حل المسائل‪ ،‬إال إذا كنت متأكدًا‬
‫من كيفية متابعة الحل‪ ،‬فهذه عادة جيدة تجعلك تحب أداء واجباتك المنزلية في الرياضيات‪.‬‬
‫أما في االختبار‪ ،‬فال تقفز أبدا ً عن أية خطوة مهما بدا لك أنك تفهم المادة‪ ،‬إال إذا شعرت‬
‫أن الوقت بدأ ينفد‪ .‬إن إظهار عملك مفصالً يُ َم ِ ّكنك من تحديد أخطائك الحسابية والمنطقية‬
‫بسهولة‪ ،‬فالمعلمون يخصصون جز ًءا من العالمة لكل جزء صحيح في اإلجابة‪.‬‬

‫‪345‬‬
‫نظم عملك واكتب بوضوح ‪ :‬اكتب األرقام والمتغيرات جميعها بوضوح حيث يمكن‬ ‫ّ‬
‫تمييزها بسهولة‪.‬‬
‫الفراغات في المعادلة الرياضية مهمة كأهمية األرقام والمتغيرات‪ ،‬لذلك اترك فرا ً‬
‫غا‬
‫كافيًا بين الحدود المختلفة في أي معادلة لكي تستطيع تمييزها بسهولة‪ .‬وتأكد من تنظيم‬
‫الحدود في كل خطوة من الحل‪ ،‬واكتب الخطوات الواحدة تحت األخرى‪ ،‬وال تنحرف‬
‫يسارا‪ .‬استعمل الورق المسطر أو الورق البياني ليساعدك في تنظيم المسائل‬ ‫ً‬ ‫يمينًا أو‬
‫على صفحتك‪.‬‬
‫الخدمات والمواد الداعمة ‪ :‬ابحث عن المواد والخدمات المتوفرة لديك‪ ،‬والتي قد تتضمن‬
‫كتب التمارين‪ ،‬ومجموعات الدراسة‪ ،‬وأشرطة الفيديو‪ ،‬والكاسيت‪ ،‬واألقراص المدمجة‪،‬‬
‫والمعلمين المتمرسين‪ ،‬والساعات المكتبية للمعلمين‪ .‬إن استخدام المصادر الداعمة منذ‬
‫بدء الدراسة يساعدك على بناء ثقتك بنفسك ويضعك في المكان الصحيح‪ .‬استعمل هذه‬
‫المصادر حالما تشعر بعدم ارتياحك للمادة‪ ،‬وال تنتظر حتى فوات األوان‪.‬‬
‫التحضير والمواد الالزمة ‪ :‬يتضمن االستعداد للمادة الدراسية عوامل عدة مهمة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬إكمال أي واجبات حددت سابقًا‪.‬‬
‫‪ -‬وضع قائمة من األسئلة عن الواجبات السابقة لكي تسأل المعلم عنها‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعة المادة التي يجب عليك دراستها في ذلك اليوم‪.‬‬
‫‪ -‬اصطحاب الكتاب المقرر أو كتاب التدريبات إلى الصف‪.‬‬
‫‪ -‬اصطحاب األدوات الالزمة لكل حصة‪ ،‬مثل اآللة الحاسبة‪ ،‬وأقالم الرصاص‪،‬‬
‫والممحاة‪،‬والورق المسطر‪ ،‬أو الورق البياني‪.‬‬
‫تنظيم المعلومات‪ :‬يمكن تنظيم المعلومات الرياضية بما فيها التعريفات‪ ،‬والرموز‪،‬‬
‫والمعادالت‪ ،‬وخطوات حل المسائل‪ ،‬باستعمال البطاقات الخاطفة‪ ،‬وقوائم المفاهيم‬
‫والمصطلحات‪ ،‬والرسوم البيانية‪ ،‬والجداول‪.‬‬
‫د‪ -‬العــــلوم‬
‫‪ -‬اهتم بجمع معلوماتك عن طريق الكتاب المدرسي ‪ ،‬و كراسة الفصل و التجارب‬
‫العملية ‪.‬‬
‫‪ -‬ال تقتصر في المذاكرة على القراءة النظرية فقط ‪ ،‬بل يجب تلخيص الموضوع الذي‬
‫تستذكره ورسم أجهزته ‪ ،‬و كتابة المعادالت الخاصة به ‪.‬‬
‫حين تذاكر تجربة عملية عليك أن تسأل نفسك‪:‬‬
‫‪ -‬لماذا تجري هذه التجربة ؟‬

‫‪346‬‬
‫‪ -‬ما الغموض فيها؟‬
‫‪ -‬ما هي خطواتها؟‬
‫‪ -‬ما هي مشاهداتك و استنتاجاتك؟‬
‫و لكي تكون اإلجابة كاملة ‪ ،‬تخيّل أنك تشرح الموضوع لزميل ال يعرف عنه شيئاً‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة االهتمام بفهم و حفظ التعاريف المختلفة مع أهمية ربط كل تعريف بأحد‬
‫القوانين المتصلة بالموضوع‪.‬‬
‫ملـــــــحوظة‪ :‬لوحظ أن كثيرا ً من الطالب الذين ال يحصلون على الراحة الكافية‬
‫في ليالي االمتحان خاصة في العلوم والرياضيات يفقدون كثيرا ً من الدرجات بسبب‬
‫األخطاء التي تنتج عن اإلرهاق ‪ ،‬و هذه الملحوظة تنبهنا إلى الحرص على تنظيم‬
‫المذاكرة و االمتناع عن السهر في ليالي االمتحان حتى يكون الذهن صافيا ً غير مرهق‬
‫و حتى يستطيع الوصول إلى الحلول الصحيحة في هاتين المادتين‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬المواد االجتماعية‬
‫كثير من الطلبة يعتقدون أن مذاكرة المواد االجتماعية هي الحفظ عن ظهر قلب‪ ،‬وهذا‬
‫خطأ كبير‪ ،‬ألن الحقيقة هي أن مذاكرة هذه المواد تتطلب الفهم و الربط بين موضوعاتها‪،‬‬
‫وإعمال الفكر والتحليل واالستنتاج ‪ .‬فعند مذاكرة المواد االجتماعية يجب أن يراعى‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تقسيم كل مادة من المواد االجتماعية ( تاريخ – جغرافيا ) إلى وحدات أو أجزاء كل‬
‫منها يحمل مفهوماً‪ ،‬أو موضوعا ً متكامالً‪ ،‬ويحسن مذاكرته دفعة واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬اقرأ هذا الجزء عموما ً قراءة سريعة مفهومة‪ ،‬ثم اقرأه قراءة ثانية لتركيز العناصر‬
‫األساسية فيه‪ ،‬ثم اقفل الكتاب وحاول استرجاع عناصر هذا الجزء‪ ،‬و ال تنس أن ترجع‬
‫إلى الكتاب للتأكد من صحة ما ذاكرته‪.‬‬
‫‪ -‬استعن بالخرائط ‪ ،‬و د ِون عليها البيانات على أن تكون الخريطة من رسم يدك ‪.‬يجب‬
‫التدريب على رسم الخرائط و توضيح البيانات عليها جيدا ً قبل االمتحان‪.‬‬
‫في االمتحان‪:‬‬
‫‪ -‬يحسن قراءة السؤال أكثر من مرة وتحديد المطلوب‪ ،‬وتحديد النقاط لكتابتها في اإلجابة‬
‫بطريقة منظمة ومحددة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم اإلجابة عن األسئلة بأسلوب إنشائي ‪ ،‬فهذا يفقد الطالب كثيرا ً من الدرجات ‪ ،‬ألن‬
‫المصحح يبحث عن إجابة محددة بنقاط أساسية و هي المطلوبة في السؤال ‪.‬‬

‫‪347‬‬
‫خالصة‬
‫األسرة هي المؤسسة التربوية األولى التي يترعرع فيها الطفل ويفتح عينيه في أحضانها‬
‫حتى يشب ويستطيع االعتماد على نفسه‪ ،‬بعدها يلتحق بالمؤسسة الثانية وهي المدرسة‬
‫المكملة لدور األسرة؛ ويبقى تش ّكل شخصية الطفل األساسية خالل الخمس السنوات‬
‫األولى‪ ،‬في محيط األسرة لذا كان من الضروري أن تَلُ ّم األسرة باألساليب التربوية‬
‫الصحيحة والصحية التي تنمي شخصية الطفل‪ ،‬وتجعل منه شابا ً واثقا ً من نفسه صاحب‬
‫شخصية قوية ومتكيفة وفاعلة في المجتمع ‪.‬‬
‫وتتكون األساليب غير السوية والخاطئة في تربية الطفل إما لجهل الوالدين بتلك الطرق‬
‫أو التباع أسلوب اآلباء واألمهات والجدّات أو لحرمان البن األب أو األم من اتجاه‬
‫معين‪ .‬تطرقنا في الفصل األخير لالتجاهات السوية‪ ،‬وغير السوية والخاطئة التي‬
‫ينتهجها الوالدان أو أحدهما في تربية الطفل والتي تترك آثارها السلبية على شخصية‬
‫األبناء ‪ .‬تؤدي لمعاناة الطفل من المشكالت السلوكية واالضطرابات النفسية‪ .‬حاولنا‬
‫سبب بمثل هذه المشاكل عن قصد أو‬ ‫التركيز في هذا الفصل على دور األسرة في الت ّ‬
‫دون قصد‪ ،‬بوعي أو بدون وعي منها‪ .‬كما طرحنا بعض هذه المشاكل وطرائق عالجها‬
‫بصورة مبسطة من خالل خطوات عملية يقوم بها األهل في البيت وفي تعاملهم مع‬
‫أبنائهم‪ .‬ونحن مهما قدمنا من نصائح وخطوات عالجية يبقى الحب هو السبيل األول‬
‫واألخير لتجنب معظم مشاكل أبنائنا السلوكية والنفسية‪ ،‬وفي الوقت ذاته قد يكون هو‬
‫السبب في التسبب بتلك المشكالت‪ ،‬إذا استخدم بطريقة غير سوية‪.‬‬

‫‪348‬‬
‫الخاتمة‬

‫من البديهي القول أننا إذا أردنا أن نربي طفالً سليما ً سوياً‪ ،‬فال بد لنا أن نتمتع بالسواء‬
‫أيضاً‪.‬‬
‫كلنا كأهل نحاول تقديم ما نعتقد أنه األفضل ألبنائنا‪ ،‬ولكن هل نحن فعالً نقدم األفضل؟‬
‫وكيف نتأكد من ذلك؟ كل اآلباء ال يدخرون جهدا ً في سبيل تأمين العيش الكريم ألبنائهم‬
‫وتقديم المسكن والغذاء والتعليم وإشباع الحاجات األساسية لديهم‪ .‬يحاولون تقديم أفضل‬
‫األساليب التربوية لتنشئة أبنائهم بصورة سليمة‪ ،‬لكن هل تساءلوا يوما ً عن األساليب‬
‫الخاطئة في تربية األبناء والتي قد نتبعها دون معرفة منا بذلك‪ .‬ما هو دور األهل في‬
‫تربية األبناء ‪ ،‬وما هو دور المدرسة‪ .‬من منهما له الدور األكبر واألهم؟ هل يعتبران‬
‫مكملين لبعضهما بعضاً‪ ،‬أم لكل منهما دور منفرد؟‬
‫لقد تطرقنا في الفصل األول للعالقة بين األسرة والمدرسة ضمن المجتمع العام‬
‫والمجتمع المدرسي‪ ،‬وذلك من خالل تحليل تلك العالقة نفسياً‪ ،‬اجتماعياً‪ ،‬وتربوياً‪.‬‬
‫فتبين أن دور األسرة هو األساس‪ ،‬إنه المرجع االجتماعي األول الذي يحتضن الطفل‬
‫ويعلمه كيف يتعامل مع مجتمعه الخارجي‪ ،‬من خالل تقديم نماذج حقيقية تتمحور حول‬
‫العالقات داخل األسرة بحد ذاتها‪ .‬يأخذ الطفل عن األهل كل ما تمتاز به من خصائص‬
‫وصفات وقيم ومواقف وعادات واتجاهات ومعتقدات وسلوكيات‪...‬وغيرها‪ .‬يحملها معه‬
‫في داخله عندما يتوجه إلى مدرسته‪ ،‬ذلك المجتمع الكبير الذي سيتابع فيه مسيرة تربيته‬
‫التي قد تتوافق أو ال تتوافق مع ما قد تربى عليه وتمثله في محيطه األسري‪.‬‬
‫ال بد من تعاون المدرسة والبيت في متابعة الطفل خالل كل موقف يتواجد فيه‪ ،‬وكل‬
‫مشكلة تعترضه ‪ ،‬وفي كل تعلم نسعى لتحققه لديه‪ .‬المدرسة تحاول الكشف عن ما‬
‫ينقص الطفل‪ ،‬وتقدمه له من خالل ما تضيفه من معلومات وأهداف تربوية معرفية‪،‬‬
‫وجدانية‪ ،‬وحركية ‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬وسلوكية‪ ...‬ما قدمته األسرة هي تلك األرض الطيبة‬
‫التي ستبني عليها المدرسة ذلك البناء الثابت المتوازن‪ ،‬ذلك البناء القادر بذاته على‬
‫تحقيق أهداف تربوية سلوكية‪ .‬هي المدرسة التي ال تنظر إلى التعليم على أنه مجرد‬
‫نقل معلومات علمية فقط بل كونه‪ ،‬عملية إحداث تغيرات جذرية حقيقية في بنية التلميذ‬

‫‪349‬‬
‫المعرفية‪ ،‬السلوكية‪ ،‬االنفعالية‪،‬الحركية‪،‬القيمية‪ ،‬األخالقية‪ ،‬والنفسية‪ ...‬دور المدرسة‬
‫يرتبط بكل ما تستطيع تقديمه من أجل تعليم الطفل كيف يتعلم‪ ،‬وكيف يكون عنصرا ً‬
‫فعاالً في عملية التعلم‪ ،‬وكيف يشارك في هذه العملية التعليمة بمحبة وحب وفرح ورغبة‬
‫وشوق‪ ،‬وكيف يقبل على التعلم بدافعية تجعله قابالً للتغير في كل جوانب شخصيته‪ .‬وهنا‬
‫يأتي دور المعلم‪ ،‬المعلم المربي الذي يتخذ من مهنته وسيلة لتربية األطفال وليس وسيلة‬
‫للعمل وكسب المال فقط‪ .‬طبيعي أن نسعى لكسب المال‪ ،‬ولكننا نستطيع أن نكسبه بمحبة‬
‫وعطاء وتميز وفاعلية وإخالص أيضاً‪.‬‬
‫ال تتوقف العالقة بين األسرة والمدرسة على المعلم والتلميذ‪ ،‬فهناك الكثير من العالقات‬
‫التي تترابط وتتناقض في المجال النفساني المدرسي‪ ،‬والمجال االجتماعي المدرسي‪.‬‬
‫فالعالقة بالزمالء واإلدارة وكل العاملين في المدرسة لها دور كبير في نمو شخصية‬
‫التلميذ وتكيّفه‪ .‬ولكن تبقى العالقة األساسية هنا العالقة بين المعلم بوصفه القائد لهذه‬
‫العملية التعليمية‪ ،‬هذه العالقة التي تعتبر األولى والمباشرة من بين كل تلك العالقات‬
‫المؤثرة ‪ .‬ويتضح دورالمعلم األساسي وما لخصائصه وصفاته وشخصيته وقدراته‬
‫ومؤهالته من انعكاس على العملية التربوية التعليمية وما له من تأثيرات إيجابية أو‬
‫على العكس سلبية‪.‬‬
‫واستنتجنا أنه ال يمكن فصل األسرة والتلميذ‪ ،‬عن المدرسة أوالمجتمع ‪ ،‬هي سلسلة‬
‫مترابطة متكاملة تحتاج لتواصل‪ ،‬لرعاية‪ ،‬الهتمام‪ ،‬لتعاون‪ ،‬لتفهم‪ ،‬الحترام‪ ،‬لتكاتف كل‬
‫الجهود ومشاركتها من أجل عملية بناء ذات التلميذ بنا ًء سويا ً ‪ ،‬ليس بتلقينه مجموعة‬
‫من المعلومات بل بتحقيقه لمجموعة من األهداف والمهارات والخبرات والكفايات‪ ،‬من‬
‫خالل مشاركته الفعالة في عملية تحقيق كل ذلك؛ حيث نعلمه كيف يحقق كل ذلك‪ ،‬كيف‬
‫يفهم‪ ،‬يطبق‪ ،‬يحلل‪ ،‬يركب‪ ،‬يقرر‪ ،‬ينتقد‪ ،‬وكيف يفكر؟ وربما كيف يبدع؟‬
‫ما حاولنا توضيحه في الفصل األول أيضاً‪ :‬من هو المعلم الفعّال وكيف يبني عالقة فعالة‬
‫بتالميذه؟ إن العالقة بين المعلم والتالميذ هي من أهم خطوات النجاح‪ ،‬فنجاح التالميذ‪،‬‬
‫بل ونجاح عملية التعليم بأكملها تُبنى على مدى فعالية وماهية هذه العالقة‪.‬‬
‫في الفصل الثاني تم استعراض كل ما قد يحتاجه المعلم في عملية التعليم من نظريات‬
‫ومبادىء وأساليب وطرائق ووسائل وفنيات ‪ ،‬كل ما قد يعينه على جعل عملية تعليمه‬
‫لطالبه قائمة على أسس ثابتة ومستندة إلى دعائم نظرية كانت هي المؤسسة لكل ما‬
‫نعرفه اليوم في التربية وما النعرفه‪ .‬هي كل تلك األطر العلمية التي تسعى لتحسين عملية‬

‫‪350‬‬
‫التعليم وإحداث التغييرات السلوكية المطلوب تغييرها عند التالميذ بهدف اكتساب خبرات‬
‫ومهارات وسلوكيات ومعارف ‪...‬‬
‫ال بد للمعلم من اإللمام بمادة علم النفس التربوي التي تساعده على اكتساب أساليب‬
‫التعامل مع من حوله وخاصة تالميذه والتي تقدم له‪ ،‬مبادىء نظريات التعلم وفوائدها‬
‫التربوية في التعليم‪ .‬وقد تم في هذا الفصل عرض موجز لنظريات التعلم‪ ،‬السلوكية‪،‬‬
‫الكليّة‪ ،‬المعرفية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬الذكاءات المتعددة‪ ،‬وألهم إستراتيجيات التعلم من خالل‬
‫كل هذه النظريات‪ .‬أكملنا عرضنا مع أهم طرائق التعليم ووسائله وأدواته‪ ،‬أساليب‬
‫التقييم والتقويم‪...‬ما كان يهمنا هنا هو استخالص ما نحتاجه من هذه النظريات في‬
‫تعليمنا وكيف يساعدنا ذلك على تيسير تعليمنا وعلى اختيار ما نراه مناسبا ً لتالميذنا من‬
‫خالل هذه الطرائق واألساليب‪.‬‬
‫كلّما تعمق المعلم وزاد اطالعه على كل تلك النظريات بقديمها وجديدها كلما زادت‬
‫قدراته وطاقاته وثقته بنفسه‪ ،‬وتنوعت طرق تعليمه مما يجعله مربيا ً قديراً‪ ،‬قادرا ً على‬
‫تهيئة الجو المناسب لتدريس طالبه‪ ،‬بالطريقة التي تتناسب مع ما يحاول تقديمه‪ .‬فلكل‬
‫موضوع ولكل درس وسائل وأهداف‪ ،‬ولكل حصة طريقة أو طرائق‪ ،‬ولكل نشاط‬
‫إستراتيجيات أو فنيات‪ ،‬كما لكل تلميذ قدرات وحاجات معينة تميزه عن غيره من‬
‫التالميذ‪ .‬من هنا كان على المعلم أن ينوع في طرائقه ووسائله وأساليبه وإستراتيجياته‬
‫بما يساعده على الوصول إلى كل تالميذه رغم وجود الفروقات بينهم‪.‬‬
‫ولكي تكون عملية التعليم فعّالة كان على المعلم اتباع الطرق الفعّالة في تعليمه وفي‬
‫عالقته بتالميذه وفي إدارته لصفه‪ ،‬وهذا ما تناوله الفصل الثالث الذي قدّم ماهية التعليم‬
‫الفعال والتعلم النشط وأهميتهما في تنشيط عملية التعليم والتالميذ والمعلم على حد سواء‪.‬‬
‫أما إستراتيجيات التعليم الحديثة القائمة على التعلم النشط فتشجع التالميذ على المشاركة‬
‫في العملية التعليمية واإلقبال عليها بشغف ودافعية عالية ألنها تجعلهم عناصر فعالة وليس‬
‫مجرد عناصر متلقية فقط‪.‬‬
‫ّ‬
‫كل ما ذكر مسبقا ً يدخل في صميم عملية اإلدارة الصفية‪ ،‬كل ما يجري في الصف يدخل‬
‫ضمن إطار اإلدارة الصفية‪ :‬وتم تفصيل هذا الموضوع في فصل كامل تناول كل ما قد‬
‫يساعد المعلم على إدارة صفه وضبطه ضمن جو من األمن واألمان واالحترام والتحفيز‬
‫والثقة ومراعاة الفروق الفردية بين تالميذه‪ .‬كما تم تناول موضوع المنهج الذي يتأثر‬
‫ويؤثر باإلدارة الصفية من خالل ما يقدمه من معلومات وحقائق ومفاهيم وخبرات‪،‬‬

‫‪351‬‬
‫وتطويع لإلدارة الصفية بما يتناسب مع هذا المنهج الذي يهدف إلحداث تغيرات لدى‬
‫التالميذ في نموهم الشامل الكامل‪ .‬ونعود لدور المعلم القادر على تأمين الجو المناسب‬
‫وتنظيم البيئة الصفية المتكاملة بما يؤدي إلى روتين صفي محدّد يعتاد التالميذ من خالله‬
‫على نوع معين من التعامل والتواصل مع المعلم وزمالئهم في الصف‪ .‬إن اإلعداد‬
‫لإلدارة الصفية يتطلب األخذ بعين االعتبار كل ما يؤسس لعملية تعليمية‪ -‬تعلمية سليمة‪،‬‬
‫مثال‪ :‬تهيئة البيئة الفيزيقية‪ ،‬إدارة المقاعد‪ ،‬اللوحات‪ ،‬الوسائل‪ ،‬أركان التعلم‪ ،‬مراعاة‬
‫الفروق الفردية عند تنظيم الصف وترتيبه‪ ،‬إعداد القوانين والقواعد ومشاركة التالميذ‬
‫في ذلك‪ ،‬تعويد التالميذ على روتين صفي وقواعد صفية ‪ ،‬تجهيز بيئة تعليم فعال ونشط‪،‬‬
‫وال ننسى تأسيس بيئة نفسية اجتماعية قائمة على االحترام والمحبة والمشاركة والعدل‬
‫والمساواة؛ ثم تم التركيز على األساليب الوقائية التي تعمل على تجنب المشكالت‬
‫التعليمية أو السلوكية‪ ،‬التي قد تمنع حدوث مشكالت أو مخالفات سلوكية قد تستدعي‬
‫حينها االستعانة بأساليب تعديل السلوك الصفي‪.‬‬
‫يعاني المعلمون من بعض المشكالت والمخالفات السلوكية التي تتفاوت في شدّتها وقد‬
‫تتفاقم حتى تصبح من األمور الصعب التعامل معها أو إيجاد حلول جذرية لها‪ ،‬فيجد‬
‫المعلم نفسه حينها عاجزا ً أمامها‪ .‬قدم الفصل الخامس أهم المخالفات السلوكية التي قد‬
‫تعترض سير العملية التعليمية في الصف وتؤثر على تحقيق أهدافها‪ ،‬وما يعنينا في هذا‬
‫الفصل هو األساليب الوقائية في التخطيط القبلي لإلدارة الصفية الفاعلة التي تهيّىء‬
‫لصف منضبط ومتوازن‪ ،‬ولكن في حال اعترضته هذه المخالفات على المعلم أن يتحلى‬
‫بالصبر والحكمة ويتخذ اإلجراءات التي يراها مناسبة كأساليب تعديل السلوك الصفي‪،‬‬
‫التي من شأنها التقليل من هذه المخالفات من خالل أساليب التعديل السلوكي‪ ،‬المعرفي‬
‫واالجتماعي الذي ينعكس إيجابا ً على تحسين سلوك التالميذ من خالل تعزيزيهم وتقديم‬
‫المكافآت لهم‪ ،‬وعند تفاقم السلوك غير المرغوب قد يضطر المعلم إلى استخدام العقاب‬
‫والتعزيز السلبي ولكن من خالل اختيار أنواع العقاب التي تؤدي لتحسين السلوك دون‬
‫التعرض للتلميذ بالسوء وذلك من خالل مشاركته في اختيار نوع العقاب‪ ،‬وتعريفه‬
‫على أسباب اتخاذ مثل هذه اإلجراءات وأنه في حال تخليه عن مثل هذه السلوكات‬
‫غير المرغوبة ستتم مكافأته وتدعيمه‪ .‬إن معرفة المعلم ألساليب تعديل السلوك الصفي‬
‫تساعده على اتخاذ إجراءات عملية تؤدي إلى تعديل سلوك تالميذه واكتساب محبتهم‬
‫في الوقت نفسه‪ .‬وحول موضوع العنف المدرسي‪ ،‬أفردنا جزءا ً كبيرا ً تناولنا فيه هذه‬

‫‪352‬‬
‫الظاهرة التي تزداد بشكل كبير في مدارسنا‪ ،‬حيث طرحنا تساؤالت حول أسبابها وما قد‬
‫تكتنفه في طياتها من أزمات نفسية‪ ،‬أسرية أو بيئية‪ .‬كما ألقينا الضوء على بعض الحلول‬
‫التي تساهم في الحد من هذه الظاهرة‪.‬‬
‫إن مفهوم صعوبات التعلم من المصطلحات التي يتم التداول فيها في مدارسنا ومجتمعاتنا‬
‫حديثاً‪ ،‬ولكن لألسف دون معرفة لحقيقة هذا المفهوم وألسبابه وأعراضه وطرق التعامل‬
‫معه وعالجه‪ .‬إن هذا المفهوم يحتاج لكتاب كامل‪ ،‬بل ربما لكتب لبلورة كل ما يحيط‬
‫به من غموض‪ ،‬ولشرح أسبابه وأعراضه‪ ،‬وطرق عالجه‪ .‬وبما أن هذا الكتاب يحاول‬
‫التعريف بكل ما قد يعترض سير عملية التعليم‪ ،‬استعرضنا هذا المفهوم بشكل موجز‬
‫ولكن شامل لكل ما يجب أن نعرفه عن صعوبات التعلم‪ ،‬مع تقديم بعض أساليب العالج‬
‫والتوصيات المقدمة للمعلمين والمدارس واألهل‪ ،‬بهدف التعامل السليم مع هذه الفئة من‬
‫التالميذ التي ال زالت تحتاج الهتمام كبير من قبل المسؤولين في حقل التربية والتعليم‪.‬‬
‫ولعل أهم ما استخلصناه من هذا الموضوع هو أن كل التالميذ لديهم القابلية للتعلم المدرسي‪،‬‬
‫ولكن تبعا ً لحاجاتهم وقدراتهم الشخصية‪ ،‬ويجب علينا كمربين تأمين كل ما يلزم لهؤالء‬
‫التالميذ من أجل مساعدتهم على تخطي صعوباتهم من خالل‪ :‬التعليم الفردي‪ ،‬الخاص مع‬
‫أقرانهم في الصف أو في غرف تدريس خاصة بهم ضمن المدرسة العادية‪ ،‬مع إعداد خطة‬
‫عالجية متكاملة تتناسب مع كل منهم مما يساعدهم على التكيف مع المنهاج المدرسي‪.‬‬
‫يدخل اإلرشاد الذي تناولناه في الفصل السابع في كل المجاالت الحياتية‪ ،‬فنجد من‬
‫اإلرشاد ما هو خاص أوعام‪ ،‬ما هو فردي أوجماعي‪ ،‬ما هو نفسي أو تربوي‪ ،‬ما هو‬
‫اجتماعي أو بيئي أو ديني أو ذاتي‪ ...‬تتعدد أوجه اإلرشاد في حياتنا فاألب هو مرشد‪،‬‬
‫والمعلم كذلك‪ ،‬الكبير يرشد الصغير ويوجهه‪ .‬نحتاج اإلرشاد كما نحتاج التعليم ‪ ،‬فكيف‬
‫نتعلم دون إرشاد حول ما نتعلمه وكيف نتعلمه‪ ،‬وكيف نُعلّمه‪ .‬ولعل المدرسة من أكثر‬
‫المؤسسات التي تحتاج لإلرشاد النفسي والتربوي‪ ،‬سواء مع المعلمين أو التالميذ أو‬
‫حتى اإلداريين‪ ،‬وكل العاملين ضمن مجال هذه المدرسة‪ .‬يدخل اإلرشاد في صميم عمل‬
‫المؤسسات‪ ،‬حيث يهدف إلى مساعدة الفرد على معرفة ذاته وحاجاته ومشكالته والعمل‬
‫على حلها بنفسه‪ .‬يساعد اإلرشاد النفسي على تشخيص واكتشاف المشكالت النفسية‬
‫والسلوكية والعمل على إيجاد العالجات المناسبة لها‪ ،‬كما يعمل اإلرشاد التربوي على‬
‫التشخيص والتخطيط وتقديم المشورة وتوجيه عملية التعلم في االتجاه السليم‪.‬‬
‫أما الفصل الثامن فقد توجهنا فيه لألسرة‪ ،‬لألم واألب حيث م ّهدنا له بلمحة موجزة عن‬

‫‪353‬‬
‫مراحل النمو في الطفولة‪ ،‬ثم المراهقة‪ ،‬مع عرض لبعض المشكالت النفسية أو السلوكية‬
‫التي قد تعترض هذه المراحل‪ .‬وقد شرحنا أسبابها وأعراضها وبعض االقتراحات‬
‫العالجية التي قد تساعد األهل على التعامل معها دون حاجة لمساعدة مختصة‪ .‬وال‬
‫نستطيع تجاهل األساليب الوقائية من خالل تقديم بعض النصائح والتوصيات التي تساعد‬
‫األهل على تجنب تعريض أبنائهم لمثل هذه المشكالت واالضطرابات التي قد تؤثر على‬
‫مختلف نواحي حياتهم النفسية واالجتماعية والصحية‪ .‬فالصحة النفسية لألبناء هي من‬
‫أكثر ما يبحث عنه األهل نظرا ً لرغبتهم في تنمية أبنائهم النمو السليم السوي‪ ،‬الذي يُجنّبهم‬
‫التعرض لصعوبات مدرسية أو اجتماعية‪ .‬فبعد الفصول التي تناولت الحاجات التربوية‬
‫والتعليمية‪ ،‬ثم السلوكية‪ ،‬جاء هذا الفصل ليكمل ذلك مع نصائح عملية تتناول الحاجات‬
‫النفسية لألطفال بما يضمن نموهم بصحية نفسية سوية مما يؤدي لنمو ص ّحي سليم‪.‬‬
‫وبما أن فترة االمتحانات هي من أكثر ما يقلق األسرة والتالميذ‪ ،‬قدّمنا لهم كل النصائح‬
‫والتوجيهات التي قد تساعدهم على تخطي تلك المرحلة القلقة دون توتر وضغط نفسي‪.‬‬
‫وذلك مع ذكر توصيات عامة وخاصة لألهل والتلميذ تضمنت معظم ما جاء في الفصول‬
‫السابقة‪.‬‬
‫تعددت الكتب التي تناولت الطفولة والمراهقة بالدراسة والبحث والتقصي‪ .‬وكذلك‬
‫األمر بالنسبة للتربية والتعليم‪ ،‬حيث يوجد المئات وربما اآلالف من الكتابات حول‬
‫هذه المواضيع‪ .‬ولكن الجودة في اإلصدارات الجديدة هو في اإلضافات التي تقدمها‬
‫والتي ربما لم تتناولها تلك الكتب بنفس الطريقة‪ .‬فهذا الكتاب جمع لتجربة معلمة في‬
‫التربية والتعليم ‪ ،‬تجربة قادتها للبحث والتقصي لتقديم األفضل لطالبها ولنفسها‪ ،‬فكل‬
‫إضافة تضيفها لطالبها هي إضافة نحو تطوير ذاتها وتنمية قدراتها سواء بسواء مع‬
‫سيْثقف طالبه‪ ،‬وعندما يتطور سيطور أداءه‬ ‫تنمية قدرات طالبها‪ .‬فالمعلم عندما يتثقّف َ‬
‫ُطور طالبه‪.‬‬
‫وطرائق تعليمه وبالتالي سي ّ‬
‫هي مجموعة من األبحاث القائمة على نظريات ومبادىء علمية تتميز باألصالة والثبات‪،‬‬
‫فرغم التحديث في التربية ال زالت تلك النظريات هي المنبع األساسي الذي نستند‬
‫إليه عند قيامنا بأي دراسة جديدة‪ .‬وال يخلو األمر من تدعيم تلك النظريات من خالل‬
‫اإلضافة عليها وتطويرها بما يتناسب مع التطور التكنولوجي الكبير الذي يميز العصر‬
‫الحالي‪ .‬ربما هذا الكتاب ليس من الكتب التي تتميز بمنهجية عميقة متعمقة في بحور‬
‫العلم والتربية‪ ،‬ولكنه خالصة واقعية لما قد نحتاجه على أرض الواقع حين نتعامل مع‬

‫‪354‬‬
‫األطفال أو التالميذ‪ .‬إن معظم الكتب التربوية قد تتوجه للمعلم وحده‪ ،‬أو لألسرة وحدها‬
‫ُعرف األسرة على المعلم وما يتصف به وما يقوم به‪،‬‬ ‫ولكن هذا الكتاب يحاول أن ي ّ‬
‫يعرف المعلم على األسرة ودورها التأسيسي‪ ،‬ما تقوم به وما قد تتعرض له أثناء‬ ‫وأن ّ‬
‫قيامها بذلك الدور‪ .‬وما يقع بين األسرة والمدرسة هو ذلك الكائن الصغير البريء الذي‬
‫يحتاج ألسرته كما يحتاج للهواء‪ ،‬ويحتاج لمدرسته ومعلّمه كما يحتاج للماء‪ .‬إن تربية هذا‬
‫الطفل تقع على عاتق الجميع أسرة‪ ،‬مدرسة ومجتمع‪ ،‬ومحاولة الوصول به إلى المستوى‬
‫المطلوب من التربية السوية يقتضي حشد كل االهتمامات من قبل كل األطراف‪.‬‬
‫وبما أن ما نسعى إليه في التعليم هو النتيجة‪ ،‬فنتائج ما نؤديه من تربية وتعليم سواء في‬
‫األسرة أو في المدرسة‪ ،‬ستظهر في هذا الطفل‪ .‬كل ما قمنا به وما قدّمناه له وما حاولنا‬
‫تأمينه من حاجات‪ ،‬وما بذلناه من مجهود سيظهر بالتدريج مع نمو هذا الطفل‪ ،‬فتظهر‬
‫نتائجه في مستقبل هذا الطفل‪ ،‬وعندما يكبر سيخبرنا مستقبله عن نتائج مجهوداتنا‪.‬‬
‫هذا الطفل هو نحن‪ ،‬بكل ما نتميز به‪ ،‬ونعتقده‪ ،‬ونتبناه‪ ،‬ونعرفه‪ ،‬ونتعايش معه‪ ،‬ونختبره‪،‬‬
‫ونعانيه‪ ،‬ونقوم به من أعمال‪ .‬إن الطفل هو نتاج لنا في األصل ‪ ،‬فنحن من رسمنا له‬
‫حياته من خالل ما قدمناه من نماذج وأمثلة حية في تصرفاتنا‪ ،‬وما طبعناه في ذاكرته من‬
‫صور ورموز ومعتقدات‪ ،‬وما أورثناه إياه من جينات وثقافات وتقاليد وعادات‪.‬‬
‫ليس المقصود من هذا الكتاب أن ت ُ ِل ّم ببعض الحقائق العامة حول السلوك اإلنساني‪ ،‬بل‬
‫إن التطبيق العملي لتلك الحقائق واألساليب هو ما أبتغيته من كتابته‪.‬‬
‫أما أنت عزيزي المعلم‪ ،‬كلّنا نعرف أن تهاونك أحيانا ً ينتج عن تهاون مجتمعاتنا بحق‬
‫مهنة التعليم‪ ،‬فأنا كمعلمة أعلم ما قد تتعرض له أيها المعلم من إجحاف وتقصير بحقك‪،‬‬
‫وما قد يعترضك من قلة تقدير لمجهوداتك‪ ،‬واستغاللك أشد االستغالل من قبل رؤسائك‬
‫في العمل‪ ،‬وما تنطوي عليه سياساتنا العربية من سوء معاملة لمن يملك الكفاءة وتقدير‬
‫المحسوبيات قبل تقدير الكفاءات‪ .‬مما قد يدفعك لتقوم بعملك كواجب أو بهدف الحصول‬
‫على العائد المادي وال ألومك على ذلك‪ ،‬فثقافة مجتمعاتنا ال تعرف قيمتك الحقيقية‬
‫وتتعامل معك بطريقة ال تعطيك القليل القليل من حقوقك التي تستحقها‪ .‬فبعد أعوام من‬
‫التعليم والعطاء قد تشعر بأنك ال تنتمي لهذه المهنة أو المؤسسة التي أفنيت عمرك في‬
‫خدمتها‪ .‬كل ما تشعر به‪ ،‬أو تفكر فيه هو موجود في داخلي أحمله معك وتحمله معي‪.‬‬
‫ليس للمعلم قيمة أو لكفاءته أي تقدير‪ ،‬فمجتمعاتنا لم تجعل ثقافتها قائمة على التعليم‬
‫بل على ما يمكن استثماره في التعليم لخدمة أشخاص معينين اتخذوا من هذه المهنة‬

‫‪355‬‬
‫هدفا ً لتجارة أو لسياسة‪ .‬ولكن رغم هذا كله يبقى عملك أيها المعلم هو العمل األسمى‬
‫بين كل المهن والعمل األكثر تأثيرا ً في المجتمع ألنه ما يؤسس لبناء المجتمع بأكمله‪.‬‬
‫ورغم كل الظروف التي قد تعترض مسيرة عملك وال تعطيك ما تستحقه من أمان أو‬
‫احترام أو تقدير معنوي ومادي‪ ،‬رغم كل ذلك يبقى التلميذ هو هدفنا‪ ،‬فنقدم له ما يحتاجه‬
‫ونحتاجه لنشعر نحن بقيمتنا ألنفسنا وتقديرنا لذاتنا رغم كل الصعوبات التي تجعلنا‬
‫نشعر باإلحباط واليأس‪ ،‬مما ينعكس سلبا ً على أدائنا‪ ،‬ولكنني متأكدة من أن ضمائرنا هي‬
‫الضمائر الحية التي تخاطب عقول تالميذنا وقلوبهم‪ .‬لن أقوم بنصحك فأنت تعرف ما‬
‫عليك القيام به أكثر من أي شخص آخر ولكن ما أقوم به هو أن أشعر معك ألنني مثلك‬
‫عانيت وال زلت‪ ،‬ولكن ذلك لم يمنعني من تطوير ذاتي وأدائي ألنني مؤمنة بأن من يغير‬
‫نفسه هو إنسان حي‪ ،‬ومن يبقى على ما هو عليه يكون قد مات حياً‪.‬‬
‫كانت هذه التجربة في إعداد هذه الدراسة‪ ،‬من التجارب الممتعة ‪ ،‬المجهدة التي تُمثل‬
‫نهاية جهد امتد لمدة ثالث سنوات من الدراسة والجهد الممتع والمتعب‪ ،‬في نفس الوقت‪،‬‬
‫كان البد لي من العمل بأقصى ما أستطيع للوصول بهذا الكتاب لدرجة جيدة من الصياغة‬
‫واألسلوب المفيد‪ ،‬الذي يُبين مدى التطور في المستوى الذي وصلت إليه بفضل هللا عز‬
‫وجل فأرجو أن أكون قد وفقت إلفادة زمالئي من المربين وأولياء األمور وكل من‬
‫يهمه موضوع التربية والتعليم‪ ،‬فالتربية ليست محصورة بعمر أو زمان أو مكان‪ ،‬فنحن‬
‫بحاجة في أيامنا هذه لالطالع على كل جديد لمواكبة أبنائنا ومساعدتهم والوصول بهم‬
‫وبأنفسنا إلى بر األمان‪.‬كما أتقدم بالشكر لكل من استخدمت كلماته أو أفكاره أو معتقداته‬
‫أو عباراته أو نظرياته أو اقتراحاته أو نصائحه أو معلوماته أو مجهوداته العلمية أو‬
‫خبراته أو تجاربه أو مقاالته أو كتابه بشكل عام‪ ،‬ضمن هذا الكتاب ممن أتيت على‬
‫ذكرهم ضمن المراجع والمصادر العديدة التي تم االطالع عليها لفترة عشرين سنة‬
‫من العلم والمعرفة ‪ ،‬أنتم المرجع الحقيقي والثروة العلمية الحقيقية التي استفدت من‬
‫دراساتها وأبحاثها وتجاربها عبر السنين ‪ .‬مع االعتذار لمن سقط اسمه أو مرجعه سهوا ً‬
‫بسبب مرور الزمن‪ ،‬فما هو ُمقدّم هنا منه القديم ومنه الحديث وهو جامع لبعض ما‬
‫قمت به من دراسات وأبحاث لمدة عشرين سنة‪ ،‬فلكم مني كذلك كل الشكر والتقدير‪ .‬ما‬
‫سعيت إليه هو تقديم المعرفة لمن يرغب في االستفادة من كل ما قدمتموه من معرفة‬
‫علمية نظرية وتطبيقية في مجالي التربية والتعليم باإلضافة لتقديم القليل المتواضع مما‬
‫خبرته وطبقته بنفسي‪ ،‬وليس الغرض منه أن أنسب لنفسي كل تلك المعرفة العلمية فهي‬

‫‪356‬‬
‫معرفة علمية متوارثة ألشخاص ُكثر درسوا وبحثوا‪ ،‬كتبوا وجربوا‪ ،‬وعملوا ضمن‬
‫مجالي التربية والتعليم‪ .‬ما حاولته جمع كل ما اعتقدت أنه قد يكون مفيدا ً لكل مر ٍ‬
‫ب يهتم‬
‫بالمعرفة ‪،‬بالتربية‪ ،‬بالتعليم وبتكوين فكرة شاملة مرجعية عن التربية والتعليم‪ .‬وأتمنى‬
‫أن يصلكم ما اختبرته وعانيته وجهدت لتحقيقه من خالل آرائي ونصائحي وتوصياتي‬
‫التي توزعت ما بين السطور‪.‬‬

‫مصطلحات تربوية ونفسية‬


‫أوالً‪:‬مصطلحات تربوية‬
‫علم النفس التربوي‪ :‬هو الدراسة العلمية للسلوك اإلنساني في مختلف المواقف التربوية‪.‬‬
‫كما أنه فرع نظري وتطبيقي من فروع علم النفس يهتم أساسا ً بالدراسات النظرية‬
‫واإلجراءات التطبيقية لمبادئ علم النفس في مجال الدراسة وتربية النشء وتنمية‬
‫إمكاناتهم وشخصياتهم‪ ،‬ويركز بصفة خاصة على عمليتي التعليم و التعلم ‪.‬ويعرف بأنه‬
‫سيكولوجية المنظومات التربوية والدراسة العلمية للسلوك اإلنساني الذي يصدر خالل‬
‫العمليات التربوية ‪.‬‬
‫علم النفس االرتقائي أو التطوري (سيكولوجية النمو)‪ :‬يهتم علم النفس االرتقائي أو‬
‫التطوري بدراسة التغيرات التي تطرأ على السلوك اإلنساني في مختلف مراحل الحياة‬
‫علم النفس التجريبي‪ :‬يهتم الباحث في ميدان علم النفس التجريبي بدراسة سلوك اإلنسان‬
‫في المختبر ‪ ،‬باستخدام الطريقة التجريبية ‪ ،‬ووسائل للضبط في غاية الدقة واألهمية ‪.‬‬
‫علم النفس االجتماعي‪:‬علم النفس االجتماعي هو ذلك العلم الذي يدرس التفاعل‬
‫االجتماعي بين األفراد والجماعات ‪ ،‬ويسعى إلى دراسة االتجاهات البشرية وإخضاعها‬
‫لتجاربه و أبحاثه ‪.‬‬
‫علم النفس العالجي‪ :‬يقوم علماء النفس المهتمون بمجاالت الصحة النفسية واإلرشاد‬
‫النفسي والتوجيه التربوي والطب العقلي والخدمة االجتماعية والنفسية وعلم النفس‬
‫العالجي بكثير من البحوث التي تستخدم المنهج اإلكلينيكي والذي يعتمد على جمع‬
‫مالحظات عن سلوك األفراد الذين يتلقون مساعدات فردية بسبب الصعوبات االنفعالية ‪.‬‬
‫علم نفس اإلرشاد و التوجيه‪ :‬يقوم علم نفس اإلرشاد و التوجيه على تطبيق مبادئ علم‬
‫النفس في جميع الخدمات التي يقدمها ‪ ،‬سواء كانت دراسة لقدرات التلميذ و استعداداته‪،‬‬

‫‪357‬‬
‫أم توجيها ً تربويا ً أو مهنيا ً يعينه على اختيار نوع التعليم أو العمل الذي يتفق مع هذه‬
‫القدرات ‪ ،‬أو إرشادا ً نفسيا ً يرمي إلى مساعدة الفرد على التكيّف في حياته داخل المدرسة‬
‫أو خارجها‪.‬‬
‫علم نفس القياس أو القياس النفسي‪ :‬لقد أسهم علم نفس القياس أو القياس النفسي‬
‫إسهاما ً كبيرا ً في تجديد ميدان علم النفس التربوي منذ البداية ‪ ،‬ثم ازداد االهتمام بالقياس‬
‫التربوي بصفة عامة سعيا ً لتحقيق أحد مطالب العلم الهامة وهو الدقة الكمية ‪ .‬فمن‬
‫المستحيل البرهان على حدوث نتائج معينة دون توفر درجة ما من القياس ‪ ،‬ولذلك‬
‫ظهرت البرامج الكمية التي تركز على ما يمكن قياسه في التحصيل المدرسي مثل‬
‫اكتساب المهارات وحفظ المعلومات ‪.‬‬
‫علم النفس الفيزيولوجي‪ :‬يركز علم النفس الفيزيولوجي عادة على الشخص بوصفه‬
‫وحدة بيولوجية متماسكة ومتكاملة ‪ ،‬تستجيب لبيئتها الخارجية بوسائل متنوعة ‪ ،‬وتسهم‬
‫في هذا دراسة أعضاء الحس واألعصاب والغدد والعضالت من الوجهة التشريحية‬
‫والفيزيولوجية فيُفهم اإلنسان ككل‪.‬‬
‫التعليم ‪:‬هو العملية المنظمة التي يمارسها المعلم بهدف نقل ما في ذهنه من معلومات‬
‫ومعارف إلى المتعلمين الذين هم بحاجة إلى تلك المعارف والمعلومات ‪.‬‬
‫ويكون مواقف يستطيع‬ ‫ّ‬ ‫التعلم‪ :‬التعلم نشاط ذاتي يقوم فيه المتعلم ليحصل على استجابات‬
‫بواسطتها أن يجابه كل ما قد يعترضه من مشاكل في الحياة‪ .‬والمقصود بالعملية التربوية‬
‫كلها إنما هو تمكين المتعلم من الحصول على االستجابات المناسبة والمواقف المالئمة‪.‬‬
‫نظريات التعلم‪ :‬نظريات التعلم وهي النظريات التي حاولت تفسير كيفية حدوث التعلم‬
‫عند اإلنسان ‪.‬‬
‫التقويم‪ :‬تقدير المستويات تقديرا ً كيفيا ً وإصدار حكم على مدى تحقيق العملية التربوية‬
‫ألهدافها الموضوعية ومن خالل تشخيص جوانب الضعف والقوة بهدف التحسين‬
‫والتطوير‪.‬‬
‫التقويم القبلي‪ :‬ويتم قبل إعطاء برنامج تعليمي أو منهاج دراسي للتأكد من امتالك‬
‫المتعلمين خبرات سابقة تمكنهم من متابعة تعلمهم في البرنامج الجديد ‪.‬‬
‫التقويم التكويني‪ ،‬البنائي‪ :‬ويتم عدة مرات في أثناء عملية التدريس بقصد تحسينها‬
‫وتطويرها‪ ،‬وهو عملية مستمرة يُستفاد من نتائجه في توفير التغذية الراجعة والعالج‬
‫المبكر ‪ ،‬ومن أدواته األسئلة التي يطرحها المعلم أثناء سير الدرس ‪.‬‬

‫‪358‬‬
‫التقويم الختامي‪ :‬يتم مع نهاية فصل دراسي أو نهاية تطبيق منهاج أو برنامج معين‬
‫للوقوف على تحصيل المتعلمين واتخاذ قرارات إدارية بحقهم مثل الترفيع والترسيب‪.‬‬
‫التقويم التشخيصي‪ :‬وهو الذي يُحدّد المستوى المدخلي لكفاية المتعلمين عند بداية‬
‫التعلم‪ ،‬كما يحدد الصعوبات والعوامل التي تؤثر في مستوى تحصيل المتعلمين ‪.‬‬
‫التقييم‪ :‬تقدير قيمة شيء معين تقديرا ً وصفياً‪ ،‬استنادا ً إلى معيار معين ‪.‬‬
‫القياس‪ :‬إعطاء قيمة رقمية لمستوى أو أداء معين وذلك من خالل أدوات قياس مثل‬
‫االختبارات بأنواعها ‪.‬‬
‫االختبار‪ :‬أداة قياس تتألف من مجموعة من المثيرات أو األسئلة في مجال أو موضوع‬
‫معين يطلب إلى المتعلم أن يجيب عنها ويتم تحديد مستواه في ضوء ذلك‪.‬‬
‫التدريب‪:‬عملية منظمة مستمرة تهدف إلى إعداد الفرد للعمل المنتج‪ ،‬والحفاظ على‬
‫مستوى عال من أدائه خالل إكسابه عادات ومهارات واتجاهات مرتبطة بنوع العمل‬
‫المسند إليه أو الهدف الذي يسعى لبلوغه‪.‬‬
‫األنشطة التعزيزية‪ :‬هي أنشطة تطبيقية لتعزيز خبرات الطالب وتعميقها‪.‬‬
‫األنشطة العالجية‪ :‬هي أنشطة تطبيقية لعالج جوانب الضعف والقصور لدى بعض‬
‫الطالب‪.‬‬
‫صله الطالب من معرفة أو مهارة في نهاية درس‬ ‫الهدف السلوكي‪ :‬وهو ما يتوقع أن يُح ّ‬
‫معين أو وحدة دراسية‪.‬‬
‫المدرسة‪ :‬مؤسسة علمية تقدم الخدمات التعليمية تحت ظل ومتابعة الوطن والمجتمع من‬
‫أجل تخريج المواطن الصالح المثقف الواعي‪.‬‬
‫الصف‪ :‬حجرة التعلم ‪ ،‬يمارس فيها الطالب والمعلمون أنشطة وبرامج التعلم‪ ،‬في تفاعل‬
‫صفي مدروس وبتخطيط سابق ‪.‬‬
‫القيمة ‪ :‬سمات شخصية ونفسية وأخالقية يكتسبها الطالب من خالل تحريك النواحي‬
‫االيجابية واألخالقية والمهنية لديهم‪.‬‬
‫الفاعلية‪ :‬سباق وصراع من أجل الوصول إلى أفضل النتائج بصدق وأمانة‪ ،‬يترافق مع‬
‫حماس داخلي وخبرة طويلة ووعي وظيفي ومهني‪.‬‬
‫اإلبداع ‪ :‬أساليب ووسائل مطورة تعطي وتبث سمة التجديد والتحفيز إليجاد ملكات ذات‬
‫أبعاد إنتاجية بمعدالت أسرع وأقصر‪.‬‬
‫التفكير اإلبداعي ‪ :‬نمط حديث من طرق التدريس يُرتب األفكار ويُسرع بالنتائج من خالل‬

‫‪359‬‬
‫شحذ الذهن والفكر واالنطالق إلى تأكيد البرهان من خالل الفروض‪.‬‬
‫االبتكار‪ :‬قدرة كامنة لدى بعض األشخاص أو طريقة في التفكير تتسم بالحداثة فينتج عنها‬
‫سمات عديدة‪ ،‬كالمرونة في التفكير والطالقة واألصالة في إنتاج األفكار‪.‬‬
‫التفوق‪ :‬قدرة أو مهارة ومعرفة متطورة في ميدان واحد أو أكثر من ميادين النشاط‬
‫اإلنساني األكاديمي والتقني واإلبداع والعالقات االجتماعية ‪ ،‬والتفوق مرادف للتميز‬
‫والخبرة وهو مرتبط بقلة قليلة من األفراد‪.‬‬
‫النشاط ‪ :‬أداء عملي يمارسه المتعلم بما استفاد منه من برامج تعلم ‪.‬‬
‫الموقف التعليمي‪ :‬يسود داخل حجرة الدراسة وأشكاله وصوره كثيرة ولكنها تختلف في‬
‫حجمها وصورها حسب قدرة وأداء وتميز المعلم‪.‬‬
‫الطموح‪ :‬رغبة متجددة وغاية تخدمها وسائل يؤمن بها الفرد ويجاهد من أجل تحقيقها‪.‬‬
‫المخرجات‪ :‬اإلنتاج أو نسب النجاح بمؤشرات قياسية توضح األداء الميداني لما تم‬
‫تحقيقه من نتائج وفعاليات‪.‬‬
‫الجودة‪ :‬شعار يلتمس به العاملون في الميدان التربوي لتحقيق التميز في المخرجات‬
‫التعليمية‪.‬‬
‫االتصال ‪ :‬االنطالق في التعاون واإلسراع في االستفادة من التجارب العملية والتطبيقية‬
‫في الميدان التربوي من خالل ما يوفره العصر من تقنية ووسائل‪.‬‬
‫النشرة‪ :‬أفكار ميدانية ورؤية تشاورية تقرب وجهات النظر وتحقق الشمولية والرقي‬
‫في االنتماء إلى هدف واحد‪.‬‬
‫المجالس المدرسية‪ :‬نماذج وأطر عملية لتحقيق الجوانب الهادفة في األداء اليومي‬
‫والوصول به إلى مرحلة التكامل واالنسجام والترابط تحت رؤية محددة ‪.‬‬
‫اللوائح والنظم‪ :‬معايير ثابتة تحكم النظم وتحدد أولوياته وتبث الثقة بالنفس في نفوس‬
‫العاملين من خالل الحقوق والوجبات‪.‬‬
‫المهارة‪:‬هي القدرة على انجاز مهمة بكيفية محددة وبدقة متناهية‪ ،‬وسرعة في التنفيذ‪.‬‬
‫الكفاءة والكفاية‪ :‬مواصفات معينة مطلوبة لممارسة الشخص أو أفرد الختصاصات‬
‫عمله‪ ،‬فهي القدرة على األداء والممارسة ‪ ،‬فالقدرة تنمي المهارة ‪ ،‬والمهارة تؤكد الكفاية‪.‬‬
‫‪:‬تعرف الكفايات التعليميّة إجرائيّا ً على أنها قدرات أو مهارات لدى‬ ‫ّ‬ ‫الكفايات التعليميّة‬
‫المتعلّم‪ ،‬يعبّر عنها بعبارات سلوكيّة تشمل مجموعة مهام معرفيّة ومهاريّة ووجدانيّة‬
‫تكون األداء النهائي المتوقّع منه إنجازه بمستوى معيّن من ناحية الفاعليّة‪ ،‬والتي يمكن‬ ‫ّ‬

‫‪360‬‬
‫مالحظتها وتقويمها بوسائل مختلفة‪ .‬وتعتبر أدوار المعلّم من أهم مصادر اشتقاق هذه‬
‫الكفايات‪.‬‬
‫المهام‪ :‬برنامج وظيفي يضطلع به الفرد ضمن حدود وصالحيات عمله ‪.‬‬
‫التحليل‪ :‬هو تقسيم الشيء إلى أجزائه من عناصر أو صفات أو خصائص‪ ،‬أو عزل‬
‫بعضها عن بعض‪ ،‬ثم دراستها واحدا ً واحدا ً للوصول إلى معرفة العالقة القائمة بينها‬
‫وبين غيرها‪.‬‬
‫اإلستراتيجية‪ :‬كل الوسائل التي يستخدمها المعلّم لضبط الصف وإدارته وتساهم بعملية‬
‫تقريب الطالب لألفكار والمفاهيم المطلوبة‪.‬‬
‫رؤية التعليم‪ :‬سياسات عامة تتبناها المؤسسات التنفيذية ضمن األهداف العامة والرؤية‬
‫المستقبلية لالنطالق بمقدرات التعليم إلى القرن الواحد والعشرين‪.‬‬
‫تطوير التعليم‪ :‬منظومة متكاملة تضعها اللجان الوزارية لوضع أنظمة تعليمية متطورة‬
‫ترضي به آمال وطموحات المجتمع بأسره ‪.‬‬
‫ورشة العمل‪:‬هي لقاءات غير دورية تعتمد على تج ّمع مجموعة من الناس في مكان‬
‫واحد‪ .‬و غرض هذه الورش العملية هو تخصيص ساعات يتم فيها تبادل الخبرات بين‬
‫المشاركين في الورشة حول مواضيع مختلفة ‪ ،‬مما يعطي الفرصة لإلثراء السريع‬
‫زيادة خبرة المشاركين و جذب مشاركين جدد عن طريق التجمع في مكان واحد‪.‬‬
‫حلقة نقاش‪ :‬لقاء يجمع فئة معينة لطرح أفكار وموضوعات جديدة تثري به الميدان‬
‫التعليمي‪،‬بحسب السياسة العامة والمعايير الهادفة‪.‬‬
‫أساليب التدريس‪ :‬إجراءات خاصة يقوم بها المعلم ضمن اإلجراءات العامة التي تجري‬
‫في موقف تعليمي معين‪ ،‬فقد تكون طريقة المناقشة واحدة‪ ،‬ولكن يستخدمها المعلمون‬
‫بأساليب متنوعة كاألسئلة واألجوبة‪ ،‬أو إعداد تقارير لمناقشتها‪.‬‬
‫االستدالل‪ :‬هو عملية تهدف إلى وصول المتعلم إلى نتائج معينة‪ ،‬على أساس من األدلة‬
‫والحقائق المناسبة الكافية‪ ،‬حيث يربط المتعلم مالحظاته ومعلوماته المتوفرة عن ظاهرة‬
‫ما بمعلوماته السابقة عنها‪ ،‬ثم يقوم بإصدار حكم يفسر هذه المعلومات أو يعممها‪.‬‬
‫االستقراء‪ :‬هو عملية تفكيرية يتم من الخاص إلى العام أو من الجزئيات إلى الكل‪ ،‬حيث‬
‫يتم التوصل إلى قاعدة عامة من مالحظة حقائق مفردة‪.‬‬
‫االستقصاء‪ :‬عملية نشطة يقوم بها المتعلم باستخدام مهارات عملية أو عقلية للتوصل‬

‫‪361‬‬
‫إلى تعميم أو مفهوم أو حل مشكلة‪.‬‬
‫االستنتاج‪ :‬هو عملية تفكيرية تمكن المتعلم من الوصول إلى الحقائق باالعتماد على‬
‫مبادئ وقوانين وقواعد صحيحة‪ ،‬فينتقل فيها المتعلم من العام إلى الخاص‪ ،‬أو من‬
‫الكليات إلى الجزئيات‪ ،‬أو من المقدمات إلى النتائج‪.‬‬
‫المنهج‪ :‬هو جميع الخبرات التربوية التي تقدمها المدرسة إلى التالميذ داخل الفصل‬
‫أو خارجه وفق أهداف محددة وتحت قيادة سليمة لتساعد على تحقق النمو الشامل من‬
‫جميع النواحي الجسمية والعقلية واالجتماعية والنفسية ‪،‬وهو جميع الخبرات المخططة‬
‫التي توفرها المدرسة لمساعدة الطلبة في تحقيق النتاجات التعليمية المنشودة إلى أفضل‬
‫ما تستطيعه قدراتهم ‪.‬‬
‫المنهج العلمي ‪ :‬إحدى طرائق التدريس الحديثة تميل إلى التطبيق والتدريب وإكساب‬
‫المهارات والشكل المهاري والوصول إلى حقائق متكاملة‪.‬‬
‫األسس الفلسفية‪ :‬وتعني األطر الفكرية التي تقوم عليها المناهج بما تعكس خصوصية‬
‫مجتمع الدولة المتمثلة في عقيدتها‪ ،‬وتراثها‪ ،‬وحقوق أفرادها وواجباتهم‪.‬‬
‫األسس االجتماعية‪ :‬وتعني األسس التي تتعلق بحاجات المجتمع وأفراده وتطورها في‬
‫المجاالت االقتصادية‪ ،‬والعلمية التقنية‪ ،‬وكذلك ثقافة المجتمع‪ ،‬وقيمه الدينية‪ ،‬واألخالقية‪،‬‬
‫والوطنية‪ ،‬واإلنسانية‪.‬‬

‫أسس المنهج‬
‫األسس النفسية‪ :‬وتعني األسس التي تتعلق بطبيعة المتعلم وخصائصه النفسية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬والعوامل المؤثرة في نموه بمراحله المختلفة‪ .‬وينبغي أن تبرز هذه األسس‬
‫قدرات المتعلمين وحاجاتهم ومشكالتهم وربطها بالمنهج بما ينسجم مع مبادئ نظريات‬
‫التعلم والتعليم‪ ،‬واحترام شخصية المتعلم‪.‬‬
‫األسس المعرفية‪ :‬وتعني األسس التي تتعلق بالمادة الدراسية من حيث طبيعتها‪،‬‬
‫ومصادرها ومستجداتها‪ ،‬وعالقاتها بحقول المعرفة األخرى‪ ،‬وتطبيقات التعلم والتعليم‬
‫فيها‪ ،‬والتوجهات المعاصرة في تعليم المادة‪ ،‬وتطبيقاتها‪.‬وينبغي هنا التأكيد على تتابع‬
‫مكونات المعرفة في المواد الدراسية األخرى‪ ،‬وعلى العالقة العضوية بين المعرفة‬
‫والقيم واالتجاهات والمهارات المختلفة‪.‬‬

‫‪362‬‬
‫تصميم المنهج‪ :‬وضع إطار فكري للمنهج لتنظيم عناصره ومكوناته جميعها (األهداف‪،‬‬
‫والمحتوى‪ ،‬واألساليب والوسائط‪ ،‬واألنشطة‪ ،‬والتقويم)‪ ،‬ووضعها في بناء واحد متكامل‬
‫يؤدي تنفيذه إلى تحقيق األهداف العامة للمنهج‪.‬‬
‫تطوير المنهج‪ :‬إحداث تغييرات في عنصر أو أكثر من عناصر منهج قائم بقصد‬
‫تحسينه‪ ،‬ومواكبته للمستجدات العلمية والتربوية‪ ،‬والتغيرات في المجاالت االقتصادية‪،‬‬
‫واالجتماعية‪ ،‬والثقافية بما يلبي حاجات المجتمع وأفراده‪ ،‬مع مراعاة اإلمكانات المتاحة‬
‫من الوقت والجهد والكلفة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬مصطلحات نفسية‬


‫عرف بشكل عام على أنها قوى بيولوجية داخلية تدفع الفرد للسلوك بطريقة‬ ‫الغرائز ‪ :‬ت ُ ّ‬
‫معينة‪ .‬وهذه الغرائز أكثر وضوحا ً في الحيوان الذي يتوارثها عبر السالالت وعبر‬
‫السنين عن طريق الحامض النووي بالخلية‪ .‬وألن الحيوان ال يفكر وال ينطق وجب أن‬
‫تكون هنالك وسيلة لتناقل المعرفة وأساليب السلوك المتطلبة عند بعض الظروف من‬
‫جيل آلخر‪ .‬فلذلك‪ ،‬وبتوارث هذه الغرائز‪ ،‬أمكن لهذه الحيوانات أن تكون لها القدرة‬
‫على الحفاظ على حياتها واالحتفاظ بنوعها عبر السنين بدون الحاجة إلى تدوين هذه‬
‫المعلومات أو تمريرها بالحفظ والذاكرة عبر األجيال‪.‬‬
‫الحاجة‪ :‬نستدل بها على الحالة الفزيولوجية للخاليا الناجمة عن الحرمان أو الرغبة في‬
‫تحقيق أمر ُمل ّح‪ ،‬مثالً العطش‪.‬‬
‫الدافع‪ :‬هو حالة من االستثارة الجسمية أو نزعة تدفع الفرد إلى أن يسلك سلوكا ً ما يشبع‬
‫أو يرضي الحاجة‪ .‬أو حالة سيكولوجية ناجمة عن الحاجة تدفع لسلوك معين إلشباعها‪.‬‬
‫ويمكن القول إن الدافع هو الجانب السيكولوجي للحاجة‪ .‬فمهمة الدافع باإلضافة إلى‬
‫تحريك وتنشيط السلوك‪ ،‬توجيه السلوك أيضا ً مع مداومته إلى أن يتم إشباع الحاجة‪.‬‬
‫االتزان‪ :‬يشير إلى نزعة الجسد للحفاظ على بيئة داخلية ثابتة نسبياً‪ ،‬ألن عدم ذلك يؤدي إلى‬
‫حدوث توتر يسعى الفرد إلى خفضه مرة أخرى‪ ،‬باتخاذ سلوك معين للعودة لحالة االتزان‪.‬‬
‫الدافعية‪ :‬هذه العبارة تعني النزعة القوية التخاذ سلوك معين‪ ،‬والمثابرة عليه لتحقيق‬
‫هدف معلوم‪ .‬هذه الدافعية مرغوبة ويجب توفرها لدى الجميع‪.‬‬
‫الصراع‪ :‬الصراع هو الوضع الناجم عن إثارة دافعين معا ً وفي نفس الوقت بحيث ال‬
‫يمكن أن يشبعا معاً‪ .‬هذا الوضع يؤدي إلى مشاعر غير سارة كالقلق والتوتر وتجعل‬

‫‪363‬‬
‫الفرد مترددا ً وغير متأكد مما يفعله‪ ،‬ويؤدي ذلك إلى اضطرابه وتوتره‪ .‬فعندما يوجد‬
‫صراع إلشباع حاجتين في نفس الوقت‪ ،‬فإن إشباع إحداهما يؤدي إلى إحباط اآلخرى‪.‬‬
‫العقدة‪ :‬مفهوم عرفه "كارل يونج" على أنه مجموعة من المشاعر واألفكار والمفاهيم‬
‫والذكريات قد تم كبتها في الالوعي الشخصي للفرد لعدم استحسانها ولكن بالرغم من‬
‫الكبت إال أن هذه المشاعر واألفكار تظل نشطة في أعماق الالوعي‪ ،‬وتؤثر في سلوك‬
‫الفرد أو تفكيره تجاه شخص آخر أو شيء معين‪.‬‬
‫أهم عقد تذكر في كل األحيان هي‪:‬‬
‫عقدة أوديب‪ :‬مفهوم أتى به " فرويد"‪ .‬على حسب األسطورة اإلغريقية فإن أوديب هذا‬
‫بدون أن يدري قتل أباه ثم تزوج أمه‪ .‬وعندما اتضحت له الحقيقة فقأ عينيه وهام في‬
‫البراري إلى أن مات‪ .‬وهي عبارة عن أحاسيس جنسية مكبوتة لدى الطفل تجاه والده‬
‫الذي يكون من غير جنسه‪ ،‬وغيرة من والده الذي من نفس جنسه‪.‬‬
‫عقدة الشعور بالدونية‪ :‬أتى " ألفرد ألدلر" بهذا المفهوم‪ ،‬وهو عبارة عن مشاعر مكبوتة‬
‫نتيجة الشعور باإلعاقة الجسدية أو االجتماعية مما يدفع الفرد لمحاولة التعويض عن هذا‬
‫النقص وذلك بالمبالغة في مجال آخر‪ ،‬مثالً الرياضة أو المجال األكاديمي‪ .‬وتنتاب الفرد‬
‫من وقت آلخر هذه المشاعر عندما يواجه أي تح ٍد ولذلك يبالغ في التعامل مع المشكلة‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬مصطلحات في القياس النفسي‪ ..‬المفهوم واألدوات‬


‫االختبارات المقننة (الخارجية) ‪ :‬هذه االختبارات تصمم وتبنى من قبل متخصصين في‬
‫هذا المجال وتستعمل ضمن ضوابط يحددها دليل خاص بكل اختبار‪ ،‬كما يشرف على‬
‫تطبيقها أشخاص مدربون لهذا الغرض‪ ،‬وتعد هذه االختبارات كأداة يمكن استعمالها‬
‫ألغراض مهمة منها قياس تحصيل التالميذ والتعرف على مستوياتهم‪ ،‬كما يمكن استعمالها‬
‫ألغراض أخرى يحددها الدليل الخاص بها‪ ،‬وفي الغالب فإن تصميم االختبارات يكون تبعا ً‬
‫لالستعماالت المطلوبة‪.‬‬
‫‪ -‬المالحظة ‪ :‬من أدوات جمع البيانات التي يفضلها الباحثون في العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية ما يسمى بالمالحظة ‪ ،‬وهي أداة تستخدم في مختلف مجاالت البحث‬
‫العلمية‪ ،‬فقد يستخدمها الطبيب والمؤرخ والكاتب والجيولوجي وعالم النفس والمربي‬
‫والمعلم‪ ،‬وتعتمد بشكل أساسي على قابلية الفرد القائم بها وقدرته على الصبر واالنتظار‬
‫وتسجيل المعلومات واالستفادة منها‪.‬‬

‫‪364‬‬
‫‪ -‬المقابلة ‪ :‬المقابلة هي المناقشة بين فردين أو أكثر‪ ،‬ويتم فيها تبادل اآلراء ووجهات‬
‫النظر في موضوعات معينة‪ ،‬أو التحدث مع الفرد بقصد استيفاء معلومات منه أو‬
‫مساعدته على التخلص من مشكالته‪ ،‬وهي تعد من األدوات المستخدمة لجمع البيانات‬
‫التي يصعب الحصول عليها بأدوات أخرى‪ ،‬وهي تعتمد في جوهرها على االتصال‬
‫المباشر والحديث المتبادل‪.‬‬
‫‪ -‬االستبيان ‪ :‬يعرف بأنه‪" :‬قائمة من األسئلة تعد بشكل جيد لمعرفة آراء ومعتقدات‬
‫واتجاهات اآلخرين نحو موضوع معين"‪ ،‬وهو من الوسائل العملية الميسرة لتعريض‬
‫المستجيبين لمثيرات واحدة ومختارة ومرتبة بعناية بقصد جمع البيانات الالزمة إلثبات‬
‫صدق فرض ما أو رفضه‪.‬‬
‫عرف تلك األساليب بأنها‪" :‬العملية التي يمكن عن طريقها‬ ‫‪ -‬األساليب اإلسقاطية‪ :‬ت ُ ّ‬
‫الكشف عن دوافع الفرد ورغباته ونزعاته وحاجاته باستخدام مثير غامض وغير واضح‬
‫المعالم إلى حد ما‪ ،‬ويقوم الفرد المفحوص بتفسيره وتأويله ‪ ،‬وهذه األساليب من الوسائل‬
‫المهمة لجمع المعلومات‪ ،‬وهي من نوع االختبارات اإلدراكية غير محددة البنية ‪ ،‬وتقوم‬
‫فكرتها على إحدى الحيل الدفاعية التي قدمها "فرويد" أال وهي اإلسقاط ‪ ،‬حيث يقوم‬
‫الشخص المفحوص بطرح ما فيه من عيوب أو خصائص غير مقبولة على اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬االختبار‪ :‬االختبار هو أداة قياس موضوعية مقننة لعينة من سلوك الفرد أو ظاهرة من‬
‫الظواهر‪ ،‬فحينما تتحول المهمة التي يستخدمها الباحث في المالحظة العلمية إلى موقف‬
‫على درجة عالية من التقنين فإننا نطلق عليها في هذه الحالة مصطلح اختبار‪.‬‬
‫‪ -‬مقياس ستانفورد بينيه للذكاء‪ :‬يعد المقياس الذي أعده "لويس تيرمان" أول‬
‫وانتشارا من مقياس بينيه‬
‫ً‬ ‫عا‬
‫تعديل وتقنين شامل لمقياس بينيه والذي أصبح أكثر شيو ً‬
‫األصلي ‪ ،‬وإن كان بينيه نفسه قام بتعديله مرتين ‪ .‬ويحتوي المقياس على صندوق‬
‫يتضمن مجموعة من األلعاب المقننة وكتيبّين من البطاقات المطبوعة وكراسة لتسجيل‬
‫االستجابات وكراسة التعليمات ومعايير التصحيح‪ ،‬ويتكون من صورتين‪ ،‬ويشمل‬
‫اختبارات فرعية للفهم وإعادة األرقام وأوجه الشبه واالختالف ورسم األشكال وتعريف‬
‫كلمات مجردة وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬مقياس وكسلر‪ -‬بلفيو للذكاء‪ :‬كان أحد أغراض هذا المقياس هو توفير مقياس يصلح‬
‫لقياس الذكاء لدى الراشدين‪ .‬وقد أشار "وكسلر" إلى أن االختبارات التي كانت متاحة‬
‫في تلك الفترة ومنها مقياس ستانفورد بينيه معدة في جوهرها لقياس الذكاء لدى األطفال‬

‫‪365‬‬
‫وتالميذ المدارس ‪ .‬وظهرت فيما بعد ثالثة مستويات لهذا المقياس منذ عام ‪ 1955‬أولها‬
‫للراشدين ويسمى مقياس "وكسلر" لذكاء الراشدين‪ ،‬والثاني لألطفال‪ ،‬والثالث ألطفال‬
‫اختبارا فرعيًا ما بين اللفظية واألدائية تقيس‪:‬‬
‫ً‬ ‫ما قبل المدرسة‪ .‬ويتكون المقياس من ‪11‬‬
‫المعلومات العامة‪ ،‬واالستدالل الحسابي‪ ،‬والمتشابهات‪ ،‬وإعادة األرقام‪ ،‬والمفردات‪،‬‬
‫رموز األرقام‪ ،‬وتكميل الصور‪ ،‬ورسوم المكعبات‪ ،‬وترتيب الصور‪ ،‬وتجميع األشياء‪.‬‬
‫‪ -‬قوائم التقدير‪ :‬تساعد بيانات االختبار القائمين عليه في إيجاد مقارنة بين المفحوصين‬
‫وأقرانهم‪ ،‬أو بعض معايير األداء‪ .‬والتقدير في هذه الحالة يستلزم استخدام درجات‬
‫االختبار ليمثل أو يظهر مستوى األفراد في األداء‪ ،‬على سبيل المثال؛ في أغلب المواقف‬
‫التربوية تستخدم الدرجات كمقياس ألداء الطالب‪ ،‬وعندما تستخدم االختبارات في عملية‬
‫تخصيص الدرجات‪ ،‬فإن درجات االختبار تستخدم في تقدير أداء الطالب‪ ،‬أو حتى‬
‫توجيه البرامج التدريبية‪.‬‬
‫‪ -‬التشخيص‪ :‬التشخيص أحد الميادين المهمة التي تستخدم االختبارات لتحديد طبيعة‬
‫ونمط الخصائص الشخصية لألفراد‪ ،‬واالختبارات المصممة للتشخيص غالبًا ما‬
‫تتوصل لصورة متعددة األبعاد لكل سمة‪ ،‬مثل القراءة أو العمليات الحسابية أو اإلدراك‬
‫االجتماعي أو مفهوم الذات‪.‬‬

‫‪366‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫المراجع العربية‬
‫‪1.1‬إبراهيم‪ ،‬أحمد علي ( د‪.‬ت)‪ .‬طرق واستراتيجيات التعليم لذوي صعوبات التعلم‪ .‬جامعة‬
‫الفيوم‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬مناهج وطرق التدريس‪ ،‬الفيوم‪.‬‬
‫‪2.2‬إبراهيم‪ ،‬مجدي عزيز (‪ .)2002‬المنهج التربوي وتحديات العصر‪.‬القاهرة‪ :‬عالم الكتب‪.‬‬
‫‪ 3.3‬أبو حطب‪ ،‬فؤاد (‪ .)1996‬القدرات العقلية‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة األنجلو المصرية‪.‬‬
‫‪ 4.4‬أبو دف‪ ،‬محمود خليل (‪ .)2001‬صيغة مقترحة لتكوين المعلم العربي على أعتاب القرن‬
‫الحادي والعشرين‪ ،‬دراسة مقدمة لمؤتمر »الدور المتغير للمعلم العربي في مجتمع الغد»‪،‬‬
‫جامعة أسيوط‪.‬‬
‫‪5.5‬أبو العال‪ ،‬مدحت ألطاف‪ .)1990( ،‬دراسة تجريبية لخفض مستوى القلق لدى أطفال‬
‫المرحلة االبتدائية باستخدام الرسم‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬جامعة عين شمس‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫‪ 6.6‬أبو الفتوح‪ ،‬رضوان وآخرون (‪ .)1983‬المدرس في المـدرسة والمجتمع‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة‬
‫األنجلو المصرية‪.‬‬
‫‪ 7.7‬أبو نمرة‪ ،‬محمد (‪ .)2001‬إدارة الصفوف وتنظيمها‪.‬ع ّمان‪ :‬دار يافا للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ 8.8‬أبو نيان‪ ،‬إبراهيم (‪ .)2001‬صعوبات التعلـّم ‪ ،‬طرق التدريس واالستراتيجيات المعرفية‪.‬‬
‫الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية ‪ :‬أكاديمية التربية الخاصة‪.‬‬
‫‪ 9.9‬أحمد‪ ،‬سهير كامل (‪ .)1998‬الصحة النفسية والتوافق‪.‬اإلسكندرية‪ :‬المكتب الجامعي‬
‫الحديث‪.‬‬
‫‪ 1010‬أحمد‪ ،‬عبد العزيز إسماعيل‪ .)2000( ،‬الرسم عند األطفال‪ ،‬أهميته‪ ،‬خصائصه‪ ،‬مراحله‪،‬‬
‫الكويت‪ :‬مجلة التربية‪،‬العدد الثاني‪ ،‬السنة العاشرة‪.‬‬
‫‪ 1111‬آرمسترونج‪ ،‬ثوماس ( ‪.)2006‬الذكاءات المتعددة في غرفة الصف‪ .‬الدمام‪ :‬دار الكتاب‬
‫التربوي‪.‬‬
‫‪ 1212‬أيوب‪ ،‬فوزي وبلطجي‪ ،‬لمى‪ ،)2013( .‬اضطراب قلة التركيز وكثرة الحركة‪(.‬ط‪.)1.‬‬
‫بيروت‪ :‬دار العلم للماليين‪.‬‬
‫‪ 1313‬بديوي‪،‬عبد الرحمن علي محمد (‪ .)2008‬صعوبات التعلم‪(.‬ط‪ .)1.‬اإلسكندرية‪ :‬دار العلم‬
‫واإليمان للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪367‬‬
‫‪ 1414‬البسيوني‪ ،‬محمود‪ .)1985( ،‬سيكلوجية رسوم األطفال‪( .‬ط‪ .)2.‬القاهرة‪ :‬دار المعارف‪.‬‬
‫‪ 1515‬البسيوني‪ ،‬محمود (‪ .)1988‬طرق تعليم الفنون‪( .‬ط‪ .)13.‬القاهرة‪ :‬دار المعارف‪.‬‬
‫‪ 1616‬البسيوني‪ ،‬محمود‪ .)1991( ،‬رسوم األطفال قبل المدرسة‪ .‬القاهرة‪ :‬دار المعارف‪.‬‬
‫‪1717‬بشير‪ ،‬محمد ثاني (‪ .)2015‬برنامج مقترح لعالج الصعوبات فى تعلم القراءة لدى تالميذ‬
‫مدارس االبتدائية بمدينة زاريا باستخدام مدخلي التعرف والفهم‪ .‬بحث تكميلي مقدم لنيل‬
‫درجة الماجستير في المناهج وطرق التدريس‪ .‬جامعة المدينة العالمية‪ ،‬كلية التربية قسم‬
‫المناهج وطرق التدريس‪ ،‬ماليزيا‪.‬‬
‫‪1818‬بطرس‪ ،‬حافظ (‪ .)2008‬المشكالت النفسية وعالجها ‪(.‬ط‪ .)1‬عمان ‪ :‬دار الميسرة للنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬
‫‪1919‬البعلي‪ ،‬إبراهيم (‪ .)2012‬فعالية استخدام إستراتيجية التعلم القائم على النموذج في تنمية‬
‫التفكير الناقد والتحصيل الدراسي في مادة العلوم لدى تالميذ الصف الثالث المتوسط‬
‫بالمملكة العربية السعودية‪ .‬المجلة التربوية‪ ،)102(2 ،‬مارس ‪320 - 316 .2012‬‬
‫‪ 2020‬تايلور‪ ،‬أ‪ .‬ليونا (‪ .)1988‬االختبارات والمقاييس‪ ،‬ترجمة سعد عبد الرحمن ‪ .‬بيروت‪:‬‬
‫دار الشروق ‪.‬‬
‫‪2121‬الترتوري‪ ،‬محمد (‪ .)2006‬المعلم الجديد دليل المعلم في اإلدارة الصفية الفعّالة‪ .‬ع ّمان‪:‬‬
‫دار الحامد للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪2222‬الجسماني‪ ،‬عبد العلي (ترجمة) (‪ .)1994‬سايكولوجية الطفولة والمراهقة وحقائقهما‬
‫األساسية‪ .‬بيروت‪ :‬الدار العربية للعلوم‪.‬‬
‫‪2323‬توق‪،‬محي الدين وآخرون (‪ . )2003‬أسس علم النفس التربوي‪( .‬ط‪ .)3‬عمان‪ :‬دار الفكر‬
‫للطباعة والنشر و التوزيع‪.‬‬
‫‪2424‬الجسماني‪ ،‬عبد العلي (‪ .)1993‬موسوعة علم النفس‪ .‬بيروت‪ :‬الدار العربية للعلوم‪.‬‬
‫‪2525‬حافظ‪ ،‬نبيل (‪ . )2000‬صعوبات التعلـّم والتعليم العالجي‪ .‬القاهرة‪ ،‬مكتبة زهراء الشرق ‪.‬‬
‫‪2626‬حافظ ‪ ،‬نوري (‪ .)1981‬المراهقة دراسة سيكولوجية‪ .‬بيروت‪ :‬المؤسسة العربية للدراسة‬
‫والنشر‪.‬‬
‫‪2727‬حجازي‪ ،‬مصطفى (‪ ،)2006‬الصحة النفسية‪( .‬ط‪ .)3.‬بيروت‪ :‬المركز الثقافي العربي‪.‬‬
‫‪2828‬يحي حجازي‪( .‬ب ‪ .‬ت)‪ .‬المساعد في التعامل مع العنف المدرسي وحل الصراعات‪ ،‬بيت‬
‫حنين‪ /‬القدس‪ :‬مركز الشرق األوسط للديمقراطية والالعنف‪.‬‬
‫‪2929‬الحربي‪ ،‬سماح عيد (‪ .)2006‬هوية المراهقين النفسية‪( .‬ط‪ .)1‬الرياض‪ :‬مكتبة الرشد‪.‬‬
‫‪3030‬الحديدي‪ ،‬م‪ .‬والخطيب‪ ،‬ج‪ .)2006 ( .‬استراتيجيات تعليم الطلبة ذوي الحاجات الخاصة‪.‬‬
‫األردن‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪3131‬الحسن‪ ،‬مختار ضياء الدين محمد ( ‪ .)2009‬تحليل وتقويم االختبارات التحصيلية لطالب‬

‫‪368‬‬
‫اللغتين الفرنسية واالنجليزية ومدى إلمام أساتذتهما بمفاهيم وأسس إعدادها بالجامعات‬
‫السودانية‪ ،‬مجلة العلوم والثقافة‪.)10(،‬‬
‫‪3232‬الحقيل‪ ،‬سليمان بن عبدالرحمن (‪ .)1991‬التطبيق التربوي للعالقات اإلنسانية في المجال‬
‫المدرسي‪(.‬ط‪.)2 .‬الرياض‪ :‬مطابع الشريف‪.‬‬
‫‪3333‬حلمي‪ ،‬إجالل إسماعيل ( ‪ .) 1999‬العنف األسري ‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار قباء للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬
‫‪3434‬حمدان‪ ،‬محمد زياد (‪ .)1980‬تقييم التعلم‪ :‬أسسه وتطبيقاته‪ .‬بيروت‪ :‬دار العلم للماليين‪.‬‬
‫‪3535‬خاطر‪ ،‬تهاني (‪ .)1999‬مشكالت المعلم المبتدئ في المدراس الحكومية بمحافظات غزة‬
‫ومقترحات حلولها‪ .‬رسالة ماجستر‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪.‬‬
‫‪3636‬خطاب‪ ،‬محمد (‪ .)2010‬اإلدارة الصفية‪ :‬المشكالت التعليمية و الحلول (ط‪ .)1 .‬عمان‪:‬‬
‫دار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة‪.‬‬
‫‪3737‬الخطيب‪ ،‬جمال (‪ .)2003‬تعديل السلوك اإلنساني‪ .‬واإلمارات العربية المتحدة‪ :‬مكتبة‬
‫الفالح للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪3838‬الخطيب‪ ،‬جمال وآخرون (‪ . )1997‬المدخل إلى التربية الخاصة ‪ .‬العين ‪ ،‬دولة اإلمارات‬
‫العربية المتحدة‪ :‬مكتبة الفالح للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪3939‬الخطيب‪ ،‬جمال وآخرون (‪ .)1997‬المدخل إلى التربية الخاصة‪( .‬ط ‪ .)1‬العين ‪ -‬دولة‬
‫اإلمارات العربية المتحدة‪ :‬مكتبة الفالح للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪4040‬الخطيب‪ ،‬جمال وآخرون (‪ .)1994‬مناهج وأساليب التدريس في التربية الخاصة ‪(.‬ط‪.)1‬‬
‫الشارقة‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة ‪ :‬مطبعة المعارف ‪.‬‬
‫‪4141‬الخليدي‪ ،‬عبد المجيد ووهبي‪ ،‬كمال حسن (‪ .)1997‬األمراض النفسية والعقلية‪،‬‬
‫واالضطرابات السلوكية عند األطفال‪ .‬بيروت‪ :‬دار الفكر العربي ‪.‬‬
‫‪4242‬خليل‪ ،‬محمد الحاج وآخرون (‪ .)1996‬إدارة الصف وتنظيمه‪ .‬ع ّمان‪ :‬منشورات جامعة‬
‫القدس المفتوحة‪.‬‬
‫‪ 4343‬خوري‪ ،‬توما (‪ .)1989‬علم النفس التربوي‪ .‬بيروت‪ :‬المؤسسة الجامعة للدراسات والنشر‬
‫والتوزيع ‪.‬‬
‫‪4444‬داود‪ ،‬عزيز حنا وآخرون (‪ .)1991‬الشخصية بين السواء والمرض‪.‬القاهرة‪ :‬الهيئة‬
‫المصرية العامة للكتاب‪.‬‬

‫‪369‬‬
‫‪4545‬دليل أولياء أمور الطالب الذين لديهم صعوبات تعلم ‪.‬تأليف ‪:‬المجموعة االستشارية‬
‫التخصصية لصعوبات التعلم باألمانة العامة للتربية الخاصة بوزارة المعارف‪ ،‬مدارس‬
‫نجد األهلية بالرياض ‪.‬‬
‫‪4646‬دليل التربية الخاصة للمعلم والمرشد والمشرف التربوي‪ .‬لجنة من المختصين ‪.‬الجمعية‬
‫الخيرية لرعاية المعوقين في عنيزة‪.‬‬
‫‪4747‬الدمرداش‪ ،‬سرحان (‪« .)1983‬المناهج المعاصرة»‪ ،‬الكويت‪ :‬مكتبة الفالح الكويتية ‪.‬‬
‫‪4848‬ديانا آبيتز‪ ،‬وماكوجواير (‪ .) 2006‬أفضل النصائح للمعلمين‪( .‬ط‪ .)2.‬الرياض‪ :‬مكتبة‬
‫جرير‪.‬‬
‫‪4949‬ديز‪ ،‬جيمس (‪ .)1995‬أزمة علم النفس المعاصر‪ ،‬ترجمة سيد عثمان‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة‬
‫األنجلو المصرية‪.‬‬
‫‪5050‬راغب‪ ،‬نبيل (‪ .)2003‬أخطر مشكالت الشباب‪ ،‬القلق العنف اإلدمان‪ .‬القاهرة‪ :‬دار‬
‫الغريب للطباعة والنشر‪.‬‬
‫‪5151‬الروسان‪ ،‬فاروق (‪ .)1999‬أساليب القياس والتشخيص في التربية الخاصة‪ .‬عمان المملكة‬
‫األردنية‪ :‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ‪.‬‬
‫‪5252‬الروسان‪ ،‬فاروق (‪ .)2000‬دراسات وأبحاث في التربية الخاصة‪ .‬عمان‪ ،‬المملكة‬
‫األردنية‪ :‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ‪.‬‬
‫‪5353‬الروسان‪ ،‬فاروق (‪ .)2001‬سيكولوجية األطفال غير العاديين‪ ،‬مقدمة في التربية‬
‫الخاصة‪ .‬عمان‪ ،‬المملكة األردنية‪ :‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪5454‬رشوان‪ ،‬عبد المنصف حسن علي (‪ .)2007‬المداخل العالجية في خدمة الفرد‪ .‬اإلسكندرية‪:‬‬
‫المكتب الجامعي الحديث‪.‬‬
‫‪5555‬الزاغة‪ ،‬أماني زهير(‪ .)2001‬فعالية أسلوبي العزل وكلفة االستجابة على السلوك العدواني‬
‫لدى طلبة الصفوف األساسية‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪5656‬الزبيدي‪ ،‬سلمان عاشور (‪ .)2001‬اإلدارة الصفية الفعّالة في ضوء اإلدارة المدرسية‬
‫الحديثة‪ .‬طرابلس‪ :‬مطابع الثورة العربية الليبية‪.‬‬
‫‪5757‬راغب‪ ،‬نبيل (‪ .)2003‬أخطر مشكالت الشباب‪ ،‬القلق العنف اإلدمان‪ .‬القاهرة‪ :‬دار‬
‫الغريب للطباعة والنشر‪.‬‬
‫‪5858‬الرحو‪،‬جنان سعيد (‪ .)2005‬أساسيات في علم النفس‪(.‬ط‪ .)1‬لبنان‪ :‬دار العربية للعلوم‪.‬‬
‫‪5959‬الزراد‪ ،‬فيصل محمد خير (‪ .)1988‬عالج األمراض النفسية واالضطرابات السلوكية‪.‬‬
‫بيروت لبنان ‪ :‬دار العلم للماليين ‪.‬‬
‫‪6060‬الزغلول‪،‬عماد عبد الرحيم(‪.)2010‬نظريات التعلم‪(.‬ط‪.)1‬عمان‪ :‬دار الشروق‪.‬‬

‫‪370‬‬
‫‪6161‬الزهراني‪ ،‬محمد بن راشد (‪ .)2008‬تصور مقترح لتطوير أدوات قياس تحصيل الطالب‬
‫وفق معايير الجودة الشاملة بوزارة التربية والتعليم‪ .‬رسالة دكتوراة منشورة‪ ،‬مكة‬
‫المكرمة‪ ،‬جامعة أم القرى‪ :‬كلية التربية‪( .‬ط ‪ .)1‬الكويت‪ :‬مكتبة الفالح‪.‬‬
‫‪6262‬زهران‪ ،‬حامد عبد السالم (‪ .)1996‬اإلرشاد النفسي‪ :‬معالمه الرئيسية‪ ،‬وإمكانات توظيفه‬
‫في رفع الكفاءة النفسية للطالب‪ .‬الدورة التأسيسية األولى لألخصائي النفسي المدرسي‪.‬‬
‫مركز البحوث والدراسات النفسية‪ ،‬كلية اآلداب جامعة القاهرة‪ ،‬سبتمبر ‪.91 - 59 :1996‬‬
‫‪6363‬زهران‪ ،‬حامد عبد السالم‪.)1995( ،‬علم نفس النمو ( الطفولة والمراهقة)‪( .‬ط‪.)1‬القاهرة‪:‬‬
‫عالم الكتاب‪.‬‬
‫‪6464‬زهران‪ ،‬حامد عبد السالم (‪ .)1994‬التوجيه واإلرشاد النفسي‪ :‬نظرة شاملة‪ ،‬مجلة اإلرشاد‬
‫النفسي‪ ،‬جامعة عين شمس‪.297-348 :2 .‬‬
‫‪6565‬زهران‪ ،‬حامد عبد السالم (‪.)1994‬المعلم المرشد ودوره في اإلرشاد النفسي‪ ،‬ندوة اتحاد‬
‫المعلمين العرب «استراتيجية التعليم في الوطن العربي في ضوء تحديات القرن الحادي‬
‫والعشرين»‪ .‬القاهرة‪ ،‬ديسمبر ‪.263-282 :1994‬‬
‫‪6666‬الزيات‪ ،‬فتحي مصطفى (‪ .)1998‬صعوبات التعلم األسس النظرية والتشخيصية‬
‫والعالجية‪.‬القاهرة‪ :‬دار النشر للجامعات ‪.‬‬
‫‪6767‬الزيات‪ ،‬فتحي (‪ .)1998‬األسس النظرية و التشخيصية والعالجية القاهرة‪ :‬دار النشر‬
‫للجامعات‪.‬‬
‫‪6868‬زيعور ‪ ،‬محمد (‪ .)1994‬حقول االختبار النفسي المعاصر‪ .‬بيروت‪ :‬مؤسسة عز الدين‬
‫للطباعة والنشر‪.‬‬
‫‪6969‬سالم‪،‬م‪.)2006( .‬صعوبات التعلم‪(.‬ط‪.)2‬بيروت‪:‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪7070‬سالم‪ ،‬مهدي محمود (‪ .)1997‬األهداف السلوكية‪ .‬الرياض ‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪:‬‬
‫مكتبة العبيكان ‪.‬‬
‫‪7171‬السر طاوي‪ ،‬زيدان وآخرون (‪ .)2001‬مدخل إلى صعوبات التعلـّم‪ .‬الرياض – المملكة‬
‫العربية السعودية‪ :‬أكاديمية التربية الخاصة‪.‬‬
‫‪7272‬السرطاوي‪ ،‬زيدان أحمد وسيسالم‪ ،‬كمال سالم (‪ .)1991‬المعاقون أكاديميا ً وسلوكيا ً‬
‫(خصائصهم وأساليب تربيتهم)‪ .‬الرياض‪ :‬مكتبة الصفحات الذهبية‪.‬‬
‫‪7373‬سعادة‪ ،‬جودت أحمد وآخرون (‪.)2006‬التعلم النشط بين النظرية والتطبيق‪.‬عمان‪ :‬دار‬
‫الشروق للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪7474‬السعد‪ ،‬نورة (‪ .)2005‬الخطر في ألعاب الفيديو لألطفال‪ .‬جريدة الرياض‪ ،‬العدد ‪.13406‬‬
‫الثالثاء ‪ 27‬محرم ‪1426‬هـ ‪ 8 -‬مارس ‪.2005‬‬

‫‪371‬‬
‫‪7575‬سليمان‪ ،‬السيد عبد الحميد (د‪.‬ت)‪.‬صعوبات التعلم ‪.‬تاريخها‪ ،‬مفهومها ‪،‬تشخيصها‪،‬عالجها‪.‬‬
‫القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي مصر‪.‬‬
‫‪7676‬شرف‪ ،‬محمد سعيد (‪ .)1990‬دليل األمراض النفسية ‪ .‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪ :‬مؤسسة عز الدين‬
‫للطباعة والنشر ‪.‬‬
‫‪7777‬الشرقاوي‪ ،‬أنور محمد (‪.)1992‬التعلم وأساليب التعلم‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة األنجلو المصرية‪.‬‬
‫‪7878‬الشربيني ‪ ،‬زكريا (‪ : )1994‬المشكالت النفسية عند األطفال ‪ .‬القاهرة ‪ ،‬دار الفكر العربي‪.‬‬
‫‪7979‬الشمري‪ ،‬فهد محمد‪ .)1999( ،‬رسوم األطفال‪ .‬الرياض‪ :‬دار المفردات للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪8080‬صالح‪ ،‬أحمد زكي (‪ . )1972‬علم النفس التربوي (الجزء ‪ .) 1-2‬القاهرة ‪ :‬النهضة‬
‫المصرية‪.‬‬
‫‪8181‬صعب‪ ،‬إيلين (‪ .)2005‬التربية والتعليم والعنف المدرسي‪ ،‬شبكة المعلومات السورية‬
‫القومية االجتماعية‪.‬‬
‫‪8282‬صندقلي‪ ،‬هناء (‪ .)2009‬صعوبات التعلم ‪ :‬اضطراب الحركة وتشتت االنتباه‪(.‬ط‪)1.‬‬
‫بيروت‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬
‫‪8383‬ضويحي‪ ،‬محمد حسني (د‪.‬ت)‪ .‬رسوم األطفال ومراحل نموهما‪ ،‬مذكرة غير‬
‫منشورة‪،‬الرياض‪ :‬جامعة الملك سعود‪.‬‬
‫‪8484‬طافش‪ ،‬محمود ( ‪ .)1988‬قضايا في اإلشراف التربوي‪(.‬ط‪ . )1 .‬عمان‪ :‬دار البشير‪.‬‬
‫‪8585‬طيبة‪ ،‬نادية (د‪.‬ت)‪ .‬صعوبات التعلم (دليل الوالدين في البيت والمدرسة) ‪ .‬الرياض‪:‬‬
‫أكاديمية التربية الخاصة‪.‬‬
‫‪8686‬الظفيري‪ ،‬فهد سماوي و العيدان‪ ،‬عايدة عبد الكريم (‪ .)2012‬أساليب الترغيب والثواب‬
‫وأساليب الترهيب والعقاب المستخدمة من قبل معلمي مادة التربية اإلسالمية في مدارس‬
‫المرحلة االبتدائية في دولة الكويت‪.‬المجلة التربوية‪،)102(2،‬مارس ‪120 - 108 :2012‬‬
‫‪8787‬عاقل ‪ ،‬فاخر (‪ . )1982‬علم النفس التربوي ‪ .‬بيروت‪ :‬دار العلم للماليين‪.‬‬
‫‪8888‬عباس‪ ،‬فيصل (‪ .)1997‬الشخصية‪ ،‬دراسات حاالت ‪ .‬بيروت‪ :‬دار الفكر العربي‪.‬‬
‫‪8989‬عبد الخالق ‪،‬أحمد محمد‪. ) 1993 ( .‬أصول الصحة النفسية‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬دار المعارف‪.‬‬
‫‪9090‬عبد الرحمن‪ ،‬سيد (‪ .)1999‬سيكولوجية ذوي الحاجات الخاصة‪ .‬جامعة عين شمس‪،‬‬
‫القاهرة ‪.‬‬
‫‪9191‬عبد الستار‪ ،‬إبراهيم (‪ .)1993‬العالج السلوكي للطفل‪ .‬الكويت‪ :‬المجلس الوطني للثقافة‬
‫والفنون واآلداب‪.‬‬
‫‪9292‬عبد العزيز‪ ،‬أيمن محمد طه (‪ .)2012‬مبادىء التوجيه واإلرشاد (ملخص مقرر)‪ .‬كلية‬
‫التربية‪ ،‬جامعة الخرطوم‪ ،‬الخرطوم‪.‬‬

‫‪372‬‬
‫‪9393‬عبد العزيز‪ ،‬صالح (‪ .)1978‬التربية وطرق التدريس(ط‪. ) 10 .‬القاهرة ‪ :‬دار المعارف‪.‬‬
‫‪9494‬عبد الغفار‪ ،‬عبدالسالم ( د‪.‬ت)‪ .‬مقدمة في علم النفس العام‪ .‬بيروت‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬
‫‪9595‬عبد هللا‪،‬محمد قاسم (‪.)2003‬سيكولوجية الذاكرة‪.‬الكويت‪:‬عالم المعرفة‪.‬‬
‫‪9696‬عبد المعطي‪ ،‬حسن مصطفى (‪ .)2001‬االضطرابات النفسية في الطفولة والمراهقة‬
‫(األسباب‪-‬التشخيص‪ -‬العالج)‪(.‬ط‪ .)1.‬القاهرة‪ :‬دار القاهرة‪.‬‬
‫‪9797‬عبد المعطي‪ ،‬حسن مصطفى (‪ .)1998‬علم النفس اإلكلينيكي ‪.‬القاهرة‪ :‬دار قباء للطباعة‬
‫والنشر‪.‬‬
‫‪9898‬عثمان‪ ،‬عبلة حنفي (‪1972‬م)‪ :‬دراسة الرسم كوسيلة تنفيسية وأثره في اتزان شخصية‬
‫المتعلم في األعمار المختلفة‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬كلية التربية‬
‫الفنية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪9999‬عدس‪ ،‬محمد عبد الرحيم (‪ .)2000‬صعوبات التعلـّم‪ .‬عمان‪ ،‬المملكة األردنية‪:‬‬
‫دارالفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪10100‬عجاج‪ ،‬خيري (‪ .)1998‬صعوبات القراءة والفهم القرائي ( التشخيص والعالج )‪.‬‬
‫القاهرة‪ :‬مكتبة زهراء الشرق ‪.‬‬
‫‪10101‬علي‪،‬صالح عميرة (‪ .)2005‬صعوبات تعلم القراءة والكتابة‪ :‬التشخيص والعالج‪.‬‬
‫(ط‪ .)1‬اإلمارات العربية المتحدة‪ :‬مكتبة الفالح للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪10102‬عالم ‪ ،‬صالح الدين (‪ .)2007‬التقويم التربوي البديل ‪ :‬أسسه النظرية والمنهجية‬
‫وتطبيقاته الميدانية‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‪.‬‬
‫‪10103‬علي منصور( ‪ .)2001‬التعلم ونظرياته‪ .‬الالذقية ‪ :‬مديرية الكتب والمطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬منشورات جامعة تشرين‪.‬‬
‫‪10104‬عكاشة‪ ،‬أحمد ( ‪ .) 1992‬الطب النفسي المعاصر‪.‬القاهرة‪ :‬األنجلو المصرية‪.‬‬
‫‪10105‬عيسوي ‪ ،‬عبد الرحمن(‪ .)1980‬علم النفس واإلنسان‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬دار المعارف‪.‬‬
‫‪10106‬الفتالوي‪ ،‬سهيلة ‪ )2005(.‬تعديل السلوك في التدريس‪(.‬ط‪ )1.‬عمان‪ :‬دار الشروق‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪10107‬الفتالوي‪ ،‬سهيلة (‪ .)2003‬كفايات التدريس‪( .‬ط‪ .)1‬عمان‪ :‬دار الشروق للنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬
‫‪10108‬الفقي‪ ،‬عبد المؤمن فرج (‪ .)1994‬اإلدارة المدرسية المعاصرة ‪( .‬ط‪ . )1‬بنغازي‪:‬‬
‫منشورات جامعة قاريونس‪.‬‬
‫‪10109‬فياض‪ ،‬منى (‪ .)2004‬الطفل والتربية المدرسية في الفضاء األسري والثقافي‪.‬‬
‫بيروت‪ :‬المركز الثقافي العربي‪.‬‬

‫‪373‬‬
‫‪11110‬القائمي‪ ،‬علي ( ‪ .)1995‬أسس التربية‪ .‬بيروت‪ :‬دار النبالء‪.‬‬
‫‪11111‬القحطاني‪ ،‬وهف بن علي (‪ .)1998‬العوامل المدرسية المؤدية إلى قصور أداء‬
‫المعلمين في المدارس االبتدائية بمدينة الرياض ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة‬
‫الملك سعود‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬الرياض ‪.‬‬
‫‪11112‬قطامي‪ ،‬نايفة (‪.)1992‬أساسيات علم النفس المدرسي‪ (.‬ط‪ .)1.‬عمان ‪ :‬دار الشروق‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ 11113‬قطامي‪ ،‬يوسف و قطامي‪ ،‬نايفة (‪ .)2013‬إدارة الصفوف‪ :‬األسس السيكولوجية (ط‪.‬‬
‫‪ .)3‬عمان‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ 11114‬القريوتي‪ ،‬يوسف‪ ،‬السرطاوي‪ ،‬عبد العزيز (‪ .)1995‬المدخل إلى التربية الخاصة‪.‬‬
‫دبي‪ :‬دار القلم‪.‬‬
‫‪ 11115‬القزاز‪ ،‬محمد سعد وأبو عراد‪ ،‬صالح علي (‪ .)2004‬المبادئ العامة للتربية‪.‬‬
‫الرياض ‪ :‬دار المعارج الدولية للنشر ‪.‬‬
‫‪ 11116‬كارنجي‪ ،‬دايل ‪.‬كيف تكسب األصدقاء وتؤثر في الناس ‪.‬ترجمة عبد المنعم الزيادي‪.‬‬
‫بيروت ‪ :‬دار نشر المكتبة الحديثة‪.‬‬
‫‪ 11117‬كابلر‪ ،‬ما يكل و ساند رز‪ ،‬كير(د‪.‬ت)‪ .‬دليل التعرف على الطالب الذين لديهم‬
‫صعوبات تعلم‪ ،‬ترجمة زيد بن محمد البتال‪ .‬الرياض‪ :‬أكاديمية التربية الخاصة‪.‬‬
‫‪ 11118‬كابلن ‪ ،‬لويز‪ .‬ج (‪ .)1999‬وداعا ً أيتها الطفولة‪ ،‬ترجمة أحمد رمو‪(.‬ط‪ .)1‬دار الثقافة‪.‬‬
‫‪ 11119‬كفافي‪ ،‬عالء الدين (‪ .)1998‬رعاية نمو الطفل‪ .‬مصر‪ :‬دار قباء للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬
‫‪ 12120‬كرم الدين‪ ،‬ليلى (ب‪.‬ت)‪.‬خصائص النمو في مرحلة الطفولة وأثرها على شخصية‬
‫الطفل‪ .‬جامعة عين شمس‪ ،‬كلية علم النفس‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ 12121‬كوجك ‪ ،‬كوثر (‪ .)1997‬اتجاهات حديثة في المناهج وطرق التدريس‪.‬القاهرة ‪:‬‬
‫عالم الكتب ‪.‬‬
‫‪12122‬كيرك و كالفاتن (د‪.‬ت)‪ .‬صعوبات التعلم األكاديمية والنمائية‪ ،‬ترجمة إبراهيم بن سعد‬
‫أبونيان وزيدان السرطاوي‪ .‬الرياض‪ :‬مكتبة الصفحات الذهبية‪.‬‬
‫‪12123‬الريفي‪ ،‬باربارا (‪ .)2005‬طرق اإلدارة الصفية‪ :‬األهداف‪-‬الخطط‪-‬الوسائل‪ ،‬ترجمة‪:‬‬
‫محمد أيوب‪ ،‬مراجعة محمد جهاد جمل‪ .‬العين‪ :‬دار الكتاب الجامعي‪.‬‬
‫‪12124‬محسن‪ ،‬صالح (‪ .)2006‬العقاب أسباب وآثار وحلول إجرائية‪ ،‬قسم التوجيه واإلرشاد‬
‫‪ ،‬وكالة الغوث الدولية‪.‬‬
‫‪12125‬محمد‪ ،‬عبدالرحمن (‪.)2005‬المشكالت السلوكية في الطفولة والمراهقة‪(.‬ط‪.)1.‬‬
‫بيروت‪ :‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪374‬‬
‫‪12126‬مراد‪ ،‬صالح أحمد و زميله (‪ .)2002‬االختبارات والمقاييس في العلوم النفسية‬
‫والتربوية – خطوات إعدادها وخصائصها‪.‬القاهرة‪ :‬دار الكتاب الحديث‪.‬‬
‫‪12127‬مرسي‪ ،‬محمد منير( ‪ .)1998‬المعلم والنظام ‪ ،‬دليل المعلم إلى تعليم المتعلم‪ .‬القاهرة‪:‬‬
‫عالم الكتب‪.‬‬
‫‪12128‬مرسي‪ ،‬محمد سعيد (‪ .)1998‬فن تربية األوالد في اإلسالم‪( .‬ط‪ .،)1.‬مصر‪:‬‬
‫دارالتوزيع والنشر‪.‬‬
‫‪12129‬مشيخص‪ ،‬عبد العظيم نصر(‪ .)2000‬المراهقة مشكالت وحلول‪(.‬ط‪ . )1.‬بيروت‪:‬‬
‫دار الصفوة‪.‬‬
‫‪13130‬المفرج ‪ ،‬بدرية وآخرون (‪ .)2006‬واقع تطبيق التقويم باستخدام الملف اإلنجازي‬
‫لتلميذ المرحلة االبتدائية بدولة الكويت‪ .‬دراسة ميدانية ‪ ،‬إدارة البحوث والتطوير التربوي‪،‬‬
‫الكويت‪.‬‬
‫‪13131‬مكنمار ‪ ،‬باري‪( .‬د‪.‬ت)‪ ،‬دليل معلم التربية الخاصة‪ ،‬ترجمة‪ :‬إبراهيم بن سعد أبو‬
‫نيان‪ .‬جامعة الملك سعود‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪13132‬موحي ‪ ،‬محمد آيت (‪ .)1988‬األهداف التربوية ‪ .‬المغرب ‪ :‬دار الخطابي للطبع‬
‫والنشر ‪.‬‬
‫‪13133‬نحالوي ‪ ،‬عبدالرحمن (‪ .)1988‬أصول التربية اإلسالمية ‪.‬الرياض‪،‬المملكة العربية‬
‫السعودية ‪ :‬دار الخاني‪.‬‬
‫‪13134‬نشواتي‪ ،‬عبد المجيد (‪ .)1987‬علم النفس التربوي ‪ .‬عمان‪ :‬دار الفرقان ‪.‬‬
‫‪13135‬نولتي ‪ ،‬دوروثي لو و هاريس‪ ،‬راشيل (‪ .)2005‬المراهقون يتعلمون ما يعايشونه‪.‬‬
‫(ط‪ .)1.‬الرياض‪ :‬مكتبة جرير‪.‬‬
‫‪13136‬الهداب‪ ،‬إبراهيم عبد العزيز والموسى‪ ،‬عبد العزيز عبد الرحمن (‪.)2005‬‬
‫إستراتيجيات وطرق تدريس الطالب ذوي صعوبات التعلم‪ .‬المملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫وزارة التربية والتعليم ‪ ،‬إدارة التربية والتعليم بمحافظة األحساء (بنين)‪ ،‬مدرسة الحليلة‬
‫االبتدائية‪ ،‬برنامج صعوبات التعلم‪.‬‬
‫‪13137‬الهدلق‪ ،‬عبدهللا بن عبدالعزيز (د‪.‬ت)‪.‬إيجابيات وسلبيات األلعاب اإللكترونية ودوافع‬
‫ممارستها من وجهة نظر طالب التعليم العام بمدينة الرياض‪ ،‬جامعة الملك سعود‪ ،‬المملكة‬
‫العربية السعودية‪.‬‬
‫‪13138‬الهالل‪،‬أحمد جاسم (‪.)2012‬فعالية التدريس باستخدام التعلم اإللكتروني على تنمية‬
‫المفاهيم الرياضية ومهارات التفكير الناقد لدى طلبة كلية التربية بجامعة الكويت‪.‬المجلة‬
‫التربوية‪ ،)102(2 ،‬مارس ‪.57-65 :2012‬‬

‫‪375‬‬
‫ ترجمة سالم‬،‫ فكرة إلدارة سلوك الطالب والطالبات‬100 .)2006( ‫ جوني‬،‫ينغ‬13139
.‫ مكتبة العبيكان‬:‫ الرياض‬.‫ اختصار سليمان بن أحمد السويد‬،‫حسن خطيب‬

‫المراجع األجنبية‬
1. - Adams, G.R. (1991). “Physical Attractivenness And Adolescent
Development”, In :Encycolopedia Of Adolescence, 1: 525-350.
2. -American Psychological Association, Committee on Ethical Standards
of Psychologists. (1959) . Ethical standards of psychologists. American
Psychologist, 14: 279 - 282
3. -Amidon, E. and Fanders, N. (1963). The role of the Teachers in the
Classroom Mineapdis, U.S.A.
4. -Arbuckle, Dugald (1961) . Counseling: An Introduction. Boston: Prentice
Hall.
5. - Aronen; E (1993): The Effect Of Family Counseling On The Mental
Health Of 10-11 Years- Old Childrn In Low – And High Resk Families
Alongitudinal Approach J. Child Psychol, Psy . 34( 2): 155-156.
6. - Bandoura, A. (1969). Principles of Behavior Modification. New York:
Holt, Rinehart & Winston.
7. -Bateman, B. (1967): “Learning disabilities, yesterday, today and
tomorrow in Frierson, E.C. and Barbe, W.B (eds.) Educational children
with learning disabilities“. New York: Appleton-century-crofts: 10-13.
8. - Brophy,J. (1987). On Motivating Students. In D.Berliner and
B.Rosenshine ,Talks to teachers.New York: Random House: 201-245.
9. -Buluc, Bekir, (2006). An Analysis of Classroom Rules in Secondary
Schools in Turkey ,Educational Research Quarterly, 29(3): 30-51,22.
10. - Charles,C,M.(1996).Building Classroom Discipline. New York:
Longman.
11. - Coon, Wrichard (1983): Psychology Of Adjusment. New York: Wiley
& Sons, Inc.
12. - Ellish, A. (1973): Humanistic Psychotherapy the rational emotve
approach. New York Mc. Graw Hall Book, company .
13. - Erikson, E. H. (1963). Childhood and society. New York: Norton.
14. - Eysseldke & Algossine (1984), Introduction To Speical Education,

376
Boston, Toronto, Poloalto, New Jersey. Houghton Mifflin company.
15. - Fletcher, J.M. & Foorman, B.R.(1994): “Issues in definition and
measurement of learning disabilities: The need for early intervention”. IN
G.R Lyon, Frames of reference for the assessment of learning disabilities,
Baltimore, Paul Brookes:185-200.
16. - GARY, N. (1998): Students With Learing Problems At Risk In Middle
School: Stress, Socilal Support And Adjusment, Journal Of Education
Psychology, 65, (1): 91-100.
17. - Gatto , John Taylor, forewored by Moore Thomas (1992). Dumbing Us
Down: The Hidden Curriculum of Compulsory Schooling.New Society
Publishers.
18. -Gelfand, D. M. & Hartmann, D. P. (1984): Child Behavior Analysis and
Therapy, (2nded). New York: Pergamon Press
19. - Hoeman & Briga (1981): « Hearing impaired « , in hand book of special
Education, Englewood cliffs, New jersey , Prentice hall.
20. -Inhelder B., Saint Clair M., Bovet M.( 1974). Learning and the
development of cognition, Cambridge, M.A., Harvard University, Press.
21. -Jean Piaget(1969), Six études de psychologie, éd. Gonthier, Gebève.
22. - Kail, R. (1998). Children And Their Development, Prentic Hall, Upper
Saddle River, New Jersey.
23. -Malmagren, K, Trezek, B, & Paul, P. (2005). Models of Classroom
Management as Applied to the Secondary Classroom .Clearing House,
79(1): 36-39,4.
24. - Maxwell,M.(1979).Improving Student Skills .San Francisco: Josy Bass.
25. - Pennington, B.(1995). “Genetics of Learning Disabilities”. J, of Child
Neurology, 10: 569-577.
26. - Phy, Reschly, D, (1979). Social Psychology Perspectives And Issuses,
New York: Academic Press, 145.
27. -Popham, J. (2001). The Truth about Testing. Alexandria, VA: ASCD.
28. - Reilly, R. (1983): Educatinal Psychology. New york: Macmillan
Publishing . Co.
29. -Slavin, Robert, (1988) Educational Psychology, Theory into Practice,
Englewood Clifs, New Jersey, Prentice – Hail Smith, L. R. and cntten. U.l
(1980) Effect of lessan.

377
30. - Santrok,John W.(2003).Psychology. (7thed).University of Texas at
Dallas, Mc Graw Hill, Higher Education.
31. -Silver, Paula, F. (1983). Educational Adninistration Theoreltical
Perspectives on Parctice and Research, New york U.S.A Harper, Row
Publishers, Inc.
32. - Statt , Davild (1981). Dictionary Of Psychology, New York: Adivision
Of Harber & Publishers.
33. -Weaver,R.,Landers,M., Stephens,T., &Joseph,E.(2003).Administering
Special Education Programs: a practical guide for school leaders.
34. -Wilkson, C. Cave E, (1982). Teaching and manging, Activities in schools,
London, Croom Helm.
35. - Woolfolk,A,(1998).Educational Psychology.Boston,Allyn and Bacon.

‫المواقع اإللكترونية‬
-Association for Supervision and Curriculum Development. (2005). Lexicon
of learning. From: http://www.ascd.org/
-American Psychiatric Association APA , DSM- 5. Retrieved Dec, 11, 2014,
from: http://www.psychiatry.org/practice/dsm/dsm5
- Baldrige National Quality program. Education Criteria for Performance
Excellence. From:
http://www.nist.gov/baldrige/publications/education_criteria.cfm
- Kulieke, M; Bakker, J; Collins, C; Fennimore, T; Fire, C; Herman, J; Jones,
B. F; Raack, L; and Tinzmann, M.B. (1990). Why Should assessment be based
on a vision of learning ? North Central Regional Education Laboratory , Oak
Brook. From : http://www.ncrel.org/
- Rengenhart,E.,(2009).Sensory processing for parents and professionals.Your
child was disgnosed with ADHD, From http://www.sensoryprocessing.info/
games/choose-6-adhd.html

2011 ،‫ ديسمبر‬21 ،‫ األربعاء‬.‫ اختبار مايكل بست للتعرف على الطلبة ذوي صعوبات التعلم‬-
http://albdercom.blogspot.com/2011/12/blog-post_21.html ‫من موقع‬
.1427.‫ دار التوزيع والنشراإلسالمي‬.‫ الطفولة مشاكل وحلول‬.‫ أسماء بنت أحمد البحيصي‬-

378
‫الدراسات والبحوث‪ ،‬أطفال الخليج ذوي االحتياجات الخاصة‪ .‬من موقع أطفال الخليج‪http:// :‬‬
‫_‪www.gulfkids.com/ar/index.php?action=show_res&r_id=68&topic‬‬
‫‪id=1217‬‬
‫‪ -‬إسماعيل محمد إسماعيل حسن‪ ،‬مجلة التعليم االلكتروني‪ .‬ملف اإلنجاز اإللكتروني من‬
‫موقع‪http://emag.mans.edu.eg/index.php?page=news&task=show&id= .‬‬
‫‪202&sessionID=11‬‬
‫‪ -‬إعداد الطلبة والمدارس‪.‬وزارة التربية والتعليم‪» :‬نشرة التطوير التربوي« العدد الثالث‪،‬‬
‫سلطنة عمان (‪ .)2004‬من موقع البوابة التعليمية‪http://home.moe.gov.om/arabic/ .‬‬
‫‪showtopic.php?ID=659‬‬
‫‪ -‬المركز التربوي للبحوث واإلنماء ‪ .‬المجلة التربوية من موقع‪ :‬بواية المديرية العامة للتعليم‬
‫العالي‪www.higher-edu.gov.lb .‬‬
‫‪ -‬جان دارك أبي ياغي‪.‬مجلة الجيش‪.‬العدد‪/248‬شباط ‪.2006‬تربية وطفولة‪.‬العنف المدرسي‬
‫ظاهرة متعددة الوجوه واألسباب من موقع‪http://www.lebarmy.gov.lb/ar/ :‬‬
‫‪news/?10198#.Uz5zZVdjSSo‬‬
‫‪ -‬العبد الكريم‪ ،‬راشد بن حسين(د‪.‬ت )‪ 33 .‬خطوة لتدريس ناجح‪ .‬دليل عملي للمعلمين‬
‫والمعلمات‪ .‬جامعة الملك سعود‪ ،‬كلية التربية ‪ .‬حوطة سدير ‪ 11982‬ـ ص ب ‪ .55‬من موقع‪:‬‬
‫‪http://faculty.ksu.edu.sa/dr.rashid/Pages/book33.aspx‬‬
‫‪ -‬عبد المعطي الداالتي‪ .‬معالم في تربية األطفال‪ .‬صيد الفوائد‪ .1-12-2013.‬من موقع‪:‬‬
‫‪https://saaid.net/tarbiah/52.htm‬‬
‫‪ -‬ويكيبيديا الموسوعة الحرة‪.‬العنف المدرسي‪.‬من موقع‪https://ar.wikipedia.org/wiki .‬‬
‫‪/%D8%B9%D9%86%D9%81_%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B‬‬
‫‪3%D9%8A‬‬
‫‪-‬الئحة تقويم الطالب‪ ،‬وزارة التربية والتعليم ‪،‬الرياض ‪،‬السعودية‪ ،‬من موقع‪:‬‬
‫‪http://www.m3llm.net/wp-content/uploads/2014/11/‬‬
‫‪%D9%84%D8%A7%D8%A6%D8%AD%D8%A9-‬‬
‫‪%D8%AA%D9%82%D9%88%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%8‬‬
‫‪4%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8.pdf‬‬
‫‪ -‬مصطفى غالب ‪ « :‬في سبيل موسوعة نفسية « ‪ .‬تطور المعالجة النفسية (مترجم)‪ .‬تأليف‬
‫سيغموند فرويد ‪ .1-1-1995‬من موقع‪ :‬نيل وفرات‪.‬كوم‪http://www.neelwafurat..‬‬
‫‪com/itempage.aspx?id=lbb119545-79672&search=books‬‬

‫‪379‬‬
‫‪ -‬ناريمان علي ‪ .‬النمو وصعوبات التعلم‪.‬موقع وراثة‪ ..‬تاريخ الزيارة ‪ 25‬أيار ‪ 2013‬من‬
‫موقع‪http://www.werathah.com/special/?s=%D8%B9%D8%B3%D8% :‬‬
‫‪B1+%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8‬‬
‫‪%A9‬‬
‫‪ -‬نقابة المعلمين تكشف مخالفات جديدة في المدارس الخاصة‪ .‬من موقع بوابة لبنان للتنمية‬
‫والمعرفة‪http://lkdg.org/node/3765 :‬‬
‫‪ -‬نيكوالس كريستوف ‪ -11‬كانون الثاني‪ ،‬مجلة نيويورك تايمز‪.‬‬
‫التعليم االبتدائي مفتاح التفوق الياباني‪ .‬تاريخ الزيارة ‪ 12‬أيار ‪ 2013‬من موقع‪http:// :‬‬
‫‪www.almadaris.net/vb/showthread.php?t=2762‬‬

‫‪380‬‬
‫المحتويات‬

‫اإلهداء‪5------------------------------------------------------------------‬‬
‫هذا الكتاب‪7--------------------------------------------------------------------‬‬
‫مقدمة‪9------------------------------------------------------------------------‬‬
‫تعريفات‪15...........................................................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬األسرة‪ ،‬المدرسة والمجتمع‬


‫تمهيد‪18...............................................................................................‬‬
‫أوالً‪ :‬األسرة والمدرسة‪19..........................................................................‬‬
‫العالقة بين المدرسة واألسرة‪20...................................................................‬‬
‫أ ـ أهداف التعاون بين البيت والمدرسة‪21......................................................‬‬
‫ب ـ اسباب عدم التعاون بين البيت والمدرسة‪22...............................................‬‬
‫ج ـ مشكالت مدرسية لدى التالميذ سببها األهل‪23..............................................‬‬
‫د ـ توصيات لولي األمر في عالقته مع المدرسة‪24...........................................‬‬
‫ثانياً‪ :‬التلميذ‪26.......................................................................................‬‬
‫أ ـ التلميذ بين األسرة والمدرسة‪26...................................................................‬‬
‫ب ـ العالقات المدرسية‪27..........................................................................‬‬
‫ثالثاً‪ :‬المعلم والمجتمع المدرسي‪ ،‬و المحلي‪29...................................................‬‬
‫المعلم من وجهة نظر نفسية‪29...................................................................‬‬
‫‪ 1‬ـ المعلم المربي‪30.................................................................................‬‬
‫‪ 2‬ـ المعلم والتلميذ ‪33..............................................................................‬‬
‫تفاعل المعلم والتلميذ‪35...........................................................................‬‬
‫تعزيز الدوافع والحاجات‪37.......................................................................‬‬
‫معوقات العالقة بين المعلم وتالميذه‪38..........................................................‬‬
‫‪ 3‬ـ المعلم وأولياء األمور‪38.......................................................................‬‬

‫‪381‬‬
‫أ ـ توطيد العالقة بين المعلم وأولياء األمور‪39.................................................‬‬
‫نصائح مهمة عند االجتماع مع أولياء األمور‪41...............................................‬‬
‫‪ 4‬ـ المعلم والمجتمع المدرسي ‪44................................................................‬‬
‫المعلم والزمالء‪44..................................................................................‬‬
‫المدير والمعلم‪45....................................................................................‬‬
‫‪ 5‬ـ المعلم والمجتمع المحلي‪49....................................................................‬‬
‫العالقة بين المعلم والمجتمع‪50...................................................................‬‬
‫وسائل تفعيل دور المعلم في المجتمع‪51.........................................................‬‬
‫خالصة‪51...........................................................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬أسس عملية التعليم‬


‫تمهيد‪53...............................................................................................‬‬
‫أوالً‪ :‬علم النفس‪53...................................................................................‬‬
‫ثانياً‪ :‬نظريات التعلم‪56.............................................................................‬‬
‫ثالثاً‪ :‬األهداف السلوكية‪65.........................................................................‬‬
‫رابعاً‪ :‬المهارات‪71.................................................................................‬‬
‫خامساً‪ :‬الكفايات‪73..................................................................................‬‬
‫سادساً‪ :‬طـرق التدريس العـامة‪76...............................................................‬‬
‫سابعاً‪ :‬الوسائل التعليمية‪80........................................................................‬‬
‫ثامناً‪ :‬التقويم‪89.....................................................................................‬‬
‫تاسعاً‪ :‬ملف إنجاز الطالب‪103....................................................................‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬التعليم الفعّال‬


‫تمهيد‪108..........................................................................................‬‬
‫أوالً‪ :‬مفهوم التعليم الفعال‪108......................................................................‬‬
‫المعلم والتعليم الفعال‪110..........................................................................‬‬
‫ثانياً‪ :‬التعلم النشط ‪114.............................................................................‬‬
‫ثالثاً‪ :‬إستراتيجيات تعلم حديثة‪118................................................................‬‬

‫‪382‬‬
‫‪ 1‬ـ التعلم الذاتي‪118................................................................................‬‬
‫‪ 2‬ـ التعليم اإللكتروني‪119.........................................................................‬‬
‫‪ 3‬ـ العصف الذهني‪120.............................................................................‬‬
‫‪ 4‬ـ حل المشكالت‪122..............................................................................‬‬
‫‪ 5‬ـ لعب األدوار‪122................................................................................‬‬
‫‪ 6‬ـ تنمية التفكير‪123................................................................................‬‬
‫‪ 7‬ـ التغذية الراجعة‪127............................................................................‬‬
‫خالصة نصائح فعالة‪129.........................................................................‬‬
‫رابعاً‪ :‬تطوير الذات للمعلّم الفعال‪132............................................................‬‬
‫خالصة‪135..........................................................................................‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬اإلدارة الصفية‬


‫تمهيد‪136.............................................................................................‬‬
‫أوالً‪ :‬مفهوم اإلدارة الصفية‪136..................................................................‬‬
‫ثانياً‪ :‬المنهج واإلدارة الصفية‪142.................................................................‬‬
‫ثالثاً‪ :‬المعلم واإلدارة الصفية‪145..................................................................‬‬
‫‪ 1‬ـ المعلم ولغة الجسد‪145.........................................................................‬‬
‫‪ 2‬ـ األنماط الكالمية‪146...........................................................................‬‬
‫‪ 3‬ـ إدارة البيئة الصفية النفسية واالجتماعية‪148...............................................‬‬
‫‪ 4‬ـ إدارة البيئة المادية للصف‪151...............................................................‬‬
‫‪ 5‬ـ تنظيم عملية التعليم‪154..........................................................................‬‬
‫رابعاً‪ :‬القوانين الصفية و الروتين الصفي ‪157.................................................‬‬
‫خامساً‪ :‬األساليب الوقائية في اإلدارة الصفية ‪161.............................................‬‬
‫خالصة ‪ 33‬نصيحة للمعلم‪163....................................................................‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬المخالفات السلوكية في المدرسة‬


‫وأساليب تعديل السلوك الصفي‬
‫تمهيد‪165.............................................................................................‬‬

‫‪383‬‬
‫أوالً‪ :‬المخالفات السلوكية العا ّمة‪166.............................................................‬‬
‫إستراتيجيات التدخل‪167...........................................................................‬‬
‫ثانياً‪ :‬المشاكل السلوكية الخاصة‪169.............................................................‬‬
‫ثالثاً‪ :‬تعديل السلوك الصفي‪175..................................................................‬‬
‫‪ 1‬ـ التعزيز‪175......................................................................................‬‬
‫‪ 2‬ـ العقاب ‪180.....................................................................................‬‬
‫‪ 3‬ـ اإلطفاء‪185......................................................................................‬‬
‫‪ 4‬ـ التشكيل‪186....................................................................................‬‬
‫رابعاً‪ :‬العنف المدرسي‪190........................................................................‬‬
‫أسبابه‪191............................................................................................‬‬
‫أشكاله ‪193..........................................................................................‬‬
‫الحد من ظاهرة العنف المدرسي‪195...........................................................‬‬
‫خالصة‪198.........................................................................................‬‬

‫الفصل السادس ‪ :‬صعوبات التعلم‬


‫تمهيد‪200.............................................................................................‬‬
‫سوء التكيف المدرسي ‪200......................................................................‬‬
‫أوالً‪ :‬مفهوم صعوبات التعلم‪202.................................................................‬‬
‫معايير تشخيص ذوي صعوبات التعلم‪203........................................................‬‬
‫خصائص األطفال ذوي صعوبات التعلم‪204..................................................‬‬
‫كيف أعرف أن طفلي ‪ /‬تلميذي لديه صعوبة في التعلم؟ ‪205................................‬‬
‫ثانياً‪ :‬صعوبات التعلم األكاديمية والنمائية‪206................................................‬‬
‫ثالثاً‪ :‬تشخيص ذوي الصعوبات التعلـّمية ‪208.................................................‬‬
‫رابعاً‪ :‬خيارات العالج‪211........................................................................‬‬
‫‪ 1‬ـ التعليم العادي‪211...............................................................................‬‬
‫‪ 2‬ـ التعليم المختص‪212...........................................................................‬‬
‫‪ 3‬ـ البرنامج التربوي الفردي‪212................................................................‬‬
‫خامساً‪ :‬طرائق وإستراتيجيات عالجية‪215....................................................‬‬

‫‪384‬‬
‫سادساً‪ :‬المعلم وصعوبات التعلم‪220.............................................................‬‬
‫معلّم صعوبات التعلم‪221..........................................................................‬‬
‫سابعاً‪ :‬نظرية الذكاءات المتعددة وصعوبات التعلم‪224......................................‬‬
‫ثامناً‪ :‬البدائل التربوية لذوي صعوبات التعلـّم ‪225............................................‬‬
‫مدرسة المستقبل ‪226..............................................................................‬‬
‫تاسعاً‪ :‬مقترحات عالجية لصعوبات التعلم النمائية‪228.......................................‬‬
‫‪ 1‬ـ االنتباه والتركيز‪228............................................................................‬‬
‫‪ 2‬ـ الذاكرة والنسيان‪232............................................................................‬‬
‫عاشراً‪ :‬دور األهل في البيت‪235.................................................................‬‬
‫ـ أنشطة مساعدة‪236...............................................................................‬‬
‫ـ دور الغذاء‪238.....................................................................................‬‬
‫خالصة‪239..........................................................................................‬‬

‫الفصل السابع‪:‬اإلرشاد التربوي ودراسة الحالة‬


‫تمهيد‪241.............................................................................................‬‬
‫أوالً‪ :‬مفهوم اإلرشاد ‪241.........................................................................‬‬
‫اإلرشاد النفسي والعالج النفسي‪243..............................................................‬‬
‫ثانياً‪ :‬المرشــد التربوي ‪244......................................................................‬‬
‫ثالثاُ‪ :‬أساليب اإلرشاد التربوي‪245..............................................................‬‬
‫اإلرشاد الفردي‪246................................................................................‬‬
‫اإلرشاد الجماعي‪248..............................................................................‬‬
‫رابعاً‪ :‬دراسة الحالة ‪251..........................................................................‬‬
‫أدوات دراسة الحالة‪253............................................................................‬‬
‫‪ 1‬ـ السيرة الذاتية‪253...............................................................................‬‬
‫‪ 2‬ـ المقابلة‪253.......................................................................................‬‬
‫‪ 3‬ـ المالحظة‪255....................................................................................‬‬
‫‪ 4‬ـ الرسم‪257.......................................................................................‬‬
‫خامساً‪ :‬فنيات في العالج‪262.......................................................................‬‬

‫‪385‬‬
‫أ ـ العالج باللعب‪262...............................................................................‬‬
‫ب ـ العالج بالسيكودراما‪264....................................................................‬‬
‫الخاتمة وإنهاء الحالة ‪266........................................................................‬‬
‫خالصة‪267..........................................................................................‬‬

‫الفصل الثامن‪ :‬أهم المشكالت السلوكية والنفسية‬


‫في مرحلتي الطفولة والمراهقة‬
‫تمهيد‪268.............................................................................................‬‬
‫أوالً‪ :‬مرحلة الطفولة‪268..........................................................................‬‬
‫مفهومها ‪268.......................................................................................‬‬
‫‪ 2‬ـ التربية األسرية‪269............................................................................‬‬
‫الشروط األساسية لنمو الطفل‪269.................................................................‬‬
‫االتجاهات الوالدية نحو الطفل‪272...............................................................‬‬
‫األساليب واالتجاهات الخاطئة‪273..............................................................‬‬
‫نحو حياة صحية سليمة‪277.......................................................................‬‬
‫‪ 3‬ـ أهم المشاكل واالضطرابات السلوكية لدى األطفال وأساليب حلها‪281................‬‬
‫غضب األطفال‪281................................................................................‬‬
‫العناد‪284.............................................................................................‬‬
‫السرقة‪287...........................................................................................‬‬
‫الغيرة‪290............................................................................................‬‬
‫الكذب‪293............................................................................................‬‬
‫الخوف‪295...........................................................................................‬‬
‫القلق‪298..............................................................................................‬‬
‫األنانية‪300...........................................................................................‬‬
‫الخجل‪301...........................................................................................‬‬
‫التلعثم والتأتأة‪304..................................................................................‬‬
‫رفض المعلم والمدرسة‪305.......................................................................‬‬
‫تمارض األبناء‪306.................................................................................‬‬

‫‪386‬‬
‫قلق االمتحان ‪308..................................................................................‬‬
‫اضطراب قصور أو تشتت االنتباه‪/‬فرط النشاط أو الحركة‪310.............................‬‬
‫اإلدمان على ألعاب الفيديو والكومبيوتر واإلنترنت‪318.....................................‬‬
‫ثانياً‪ :‬المراهقة ‪320...............................................................................‬‬
‫‪ 1‬ـ مفهومها وتعريفها‪320........................................................................‬‬
‫‪ 2‬ـ أهم مشاكل مرحلة المراهقة‪322............................................................‬‬
‫المشكالت النفسية والسلوكية‪323.................................................................‬‬
‫طرق عالج مشاكل المراهقة‪324................................................................‬‬
‫‪ 3‬ـ االضطرابات السلوكية في مرحلة المراهقة‪328.............................................‬‬
‫اضطراب العناد والتحدي‪328....................................................................‬‬
‫السلوك »العدائي السلبي»‪329....................................................................‬‬
‫اضطراب السلوك‪330..............................................................................‬‬
‫دور األسرة في العالج‪332.......................................................................‬‬
‫ثالثاً‪ :‬المراهق‪ ،‬كتلميذ‪333........................................................................‬‬
‫‪ 1‬ـ عادات دراسية سليمة‪334.....................................................................‬‬
‫‪ 2‬ـ القواعد العامة للمذاكرة السليمة‪338.........................................................‬‬
‫‪ 3‬ـ الصحة السليمة أثناء االمتحانات‪340.......................................................‬‬
‫‪ 4‬ـ االستعداد لالمتحان‪341.......................................................................‬‬
‫‪ 5‬ـ نصائح عامة لمذاكرة بعض المواد الدراسية‪342..........................................‬‬
‫خالصة‪348.........................................................................................‬‬
‫الخاتمة‪349...........................................................................................‬‬
‫مصطلحات تربوية نفسية‪357....................................................................‬‬
‫المراجع والمصادر‪367...........................................................................‬‬

‫‪387‬‬

You might also like