ﻣﺟزوءة اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
اﻷطروﺣﺎت اﻟﻔﻠﺳﻔﯾﺔ
اﻟﻣﺟزوءة اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻹﺷﻛﺎل
اﻟﺗﺻور اﻟﻔﻠﺳﻔﻲ اﻟﻔﯾﻠﺳوف
اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺧﺎم واﻟﻣﻼﺣظﺔ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ﻻ ﺗﻠﻌب أي دور ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﻫﻲ ﻣﺟرد
أﻟﻛﺳﻧدر
ﻋﺎﺋق ،واﻟﺗﺟرﯾب ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺳﺎءﻟﺔ ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠطﺑﯾﻌﺔ ﻫو أﺳﺎس ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻌرﻓﺔ
اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ. ﻛوﯾري
ﯾرى ﺑرﻧﺎر أن ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﯾﻣر ﻋﺑر اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أرﺑﻊ
ﻛﻠود
اﻟﺗﺟرﺑﺔ واﻟﺗﺟرﯾب
ﺧطوات أﺳﺎﺳﯾﺔ ،وﻫﻲ :اﻟﻣﻼﺣظﺔ ،اﻟﻔرﺿﯾﺔ ،اﻟﺗﺟرﺑﺔ ،ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻘﺎﻧون .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻫﻲ أﺳﺎس اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ وﻣﻧطﻠق ﺑﻧﺎء اﻟﻧظرﯾﺔ وﻣﻌﯾﺎر ﺻﻼﺣﯾﺗﻬﺎ. ﺑرﻧﺎر
اﻟﻣﻌرﻓﺔ
ﯾﻧطﻠق ﻣن ﻧﻘد اﻟﺗﺟرﺑﺔ واﻟﺗﺟرﯾب ﺑﻣﻌﻧﺎﻫﻣﺎ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﻷﻧﻬﻣﺎ ﻟﯾس اﻟﻣﻘوم اﻟوﺣﯾد
ﻟﻠﺗﺣﻘق ﻣن اﻟﻔرﺿﯾﺔ ،وﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟرﯾب اﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟﻣﻌﺎﺻر ،ﺑﻣﻌﻧﻰ ﯾﺟب
روﻧﻲ
اﺳﺗﺣﺿﺎر ﻋﻧﺻر اﻟﺧﯾﺎل اﻟﻌﻘﻠﻲ )اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟذﻫﻧﯾﺔ( ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟرﯾب .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻧﺗﺎج اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻟﺣﺎﺻل ﺑﯾن ﻣﺎ ﻫو واﻗﻌﻲ ﺗﺟرﯾﺑﻲ وﻣﺎ ﻫو ﻋﻘﻠﻲ طوم
ﺧﯾﺎﻟﻲ.
اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻌﻘل اﻟرﯾﺎﺿﻲ ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،وأن اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻻ ﺗﻠﻌب
ﺳوى دور اﻟﺗﺎﺑﻊ أو اﻟﻣرﺷد ﻟﻠﻌﻘل .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻌﻘل ﻫو أﺳﺎس ﺑﻧﺎء اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ أﻟﺑرت
اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗﺟرﺑﺔ
واﻛﺗﺷﺎف اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻔﺳرة ﻟﻠظواﻫر ،اﻟﻌﻘل ﻫو اﻟﻣﺑدأ اﻟﺧﻼق ﻓﻲ اﻟﻌﻠم ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل
آﯾﻧﺷﺗﺎﯾن
اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻣﺑدﻋﺔ. اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﻋﻘﻼﻧﯾﺔ ،واﻟﻌﻘل وﺣدﻩ ﻏﯾر ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﺑﻧﺎء ﻣﻌرﻓﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ،ﻟﻬذا
ﻓﻬو ﻣﺟرد ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﺗﺟرﺑﺔ دورﻩ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻌطﯾﺎت .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﻌرﻓﺔ ﻫﺎﻧز
ﻣﻌﻘوﻟﺔ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗطﺑق اﻟﻌﻘل ﻋﻠﻰ ﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﺟرﺑﺔ ،واﻟﻣﻼﺣظﺔ اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ ﻫﻲ أﺳﺎس
راﯾﺷﻧﺑﺎخ
اﻷﺳﺗﺎذ :اﻟﺳﻧون ﻣﺣﻣد
ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ.
إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻘل واﻟﺗﺟرﺑﺔ ،واﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺣوار اﻟﺟدﻟﻲ ﺑﯾن ﻏﺎﺳﺗون
اﻟﻌﻘل واﻟﺗﺟرﺑﺔ .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻫﻲ ﻧﺗﺎج اﻟﻌﻘل واﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻣﻌﺎ.
ﺑﺎﺷﻼر
ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗﺣﻘق اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ ،اﻟﻧظرﯾﺔ ﻟﻛﻲ ﺗرﻗﻰ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗطﺎﺑق
ﺑﯾﯾر
ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻋﻠﻣﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺎت
اﻟواﻗﻊ واﻟﺗﺟرﺑﺔ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺻﺢ ﻋﻧﻬﺎ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﯾﺟب أن ﺗﻛون
ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠواﻗﻊ واﻟﺗﺟرﺑﺔ ،وأي ﻧظرﯾﺔ ﻻ ﺗطﺎﺑق اﻟواﻗﻊ واﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻓﻬﻲ ﻧظرﯾﺔ ﻏﯾر ﻋﻠﻣﯾﺔ. دوﻫﯾم
اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
ﻣﻌﯾﺎر ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺗﻛذﯾب ،وﻣﻌﻧﺎﻩ أن اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ إن ﻫﻲ أرادت أن ﺗﻛون ﻋﻠﻣﯾﺔ ﯾﺟب
ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗواﺟﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻔروض اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛذب ﺑﻬﺎ ذاﺗﻬﺎ وأن ﺗﻛون ﻓﻲ ﻛﺎرل
ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻣود ﻓﻲ وﺟﻪ ﻫذﻩ اﻟﻔروض اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﻫذا ﻣن ﺟﻬﺔ ،أﻣﺎ ﻣن
ﺑوﺑر
ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﻣطﺎﻟﺑﺔ دوﻣﺎ ﺑﺄن ﺗﺧﺿﻊ ﺑﺻﻔﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ ﻓروﺿﻬﺎ ﻟﻼﺧﺗﺑﺎر ﻷﻧﻬﺎ ﻟﯾﺳت
1
ﻣﺟزوءة اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ وﻣطﻠﻘﺔ ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎﻧت ﺗدﻋﻲ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻫﻲ
ﻧظرﯾﺔ ﻧﺳﺑﯾﺔ وﻣﻧﻔﺗﺣﺔ ،وأي ﻧظرﯾﺔ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛذﯾب وﺗدﻋﻲ اﻟﯾﻘﯾﻧﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﻟﯾﺳت
ﻋﻠﻣﯾﺔ
ﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻛذﻟك ﻫو ﻣﻌﯾﺎر ﺗﻌدد اﻻﺧﺗﺑﺎرات ،ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﻧظرﯾﺔ ﯾﺟب أن
ﺑﯾﯾر
ﺗﺧﺿﻊ ﻻﺧﺗﺑﺎرات ﻣﺗﻌددة ،واﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾﻧﻬﺎ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﻌل اﻟﻧظرﯾﺔ ﺗﺧرج ﻣن ﻋزﻟﺗﻬﺎ
وﺗﺿﯾف ﻓروﺿﺎ ﺟدﯾدة إﻟﯾﻬﺎ ،ﻫذا ﻣن ﺟﻬﺔ ،أﻣﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﺎﻟﻧظرﯾﺔ ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺄن ﺗوﯾﻠﯾﻲ
ﺗﺧﺿﻊ ﻻﺧﺗﺑﺎر اﻟﺗﻣﺎﺳك اﻟﻣﻧطﻘﻲ ،أي ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻣﺗﻣﺎﺳﻛﺔ ﻣﻧطﻘﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
اﻟﻣﺑﺎدئ واﻟﻣﻔﺎﻫﯾم واﻟﻔروض اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻟﻬﺎ.
ﯾرى أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺑﻧﺎء اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرأي ،ﺑل ﯾﺟب ﺑﻧﺎؤﻫﺎ ﻋﻠﻰ أﺳس ﺑدﯾﻬﯾﺔ وﯾﻘﯾﻧﯾﺔ
وﻋﻘﻠﯾﺔ ،وﻫو اﻷﻣر اﻟذي دﻓﻌﻪ إﻟﻰ إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ واﻵراء
روﻧﯾﻪ
اﻟﻣﺗداوﻟﺔ اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺳﺎﺑﻬﺎ اﻟﻌﻘل ﺑﺷﻛل ﻗﺑﻠﻲ وﻣﺳﺑق ﻋن طرﯾق اﻟﺣواس ،ﻣﺗﺑﻌﺎ ﻓﻲ ذﻟك
اﻟﺷك اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ .ﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن أﺳﺎس ﺑﻠوغ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻫو اﻟﻌﻘل وﻟﯾس اﻟرأي، دﯾﻛﺎرت
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ واﻟرأي
ﻷن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻘﻠﻲ اﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ.
ﯾرى أﻧﻪ ﻣن اﻟﺿروري اﻟﺗﻣﯾز ﺑﯾن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟرأي ،ﻷﻧﻬﻣﺎ ﻣﺗﻌﺎرﺿﺎن ،واﻟرأي ﻻ
ﯾﺷﻛل ﺳوى ﻋﺎﺋق اﺑﺳﺗﻣوﻟوﺟﻲ أﻣﺎم ﺗطور اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ،
ﻏﺎﺳﺗون
ﻓﺎﻟرأي ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺗﻘﺎد واﻟظن ،وﯾﻛون دوﻣﺎ ﺧﺎطﺋﺎ ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﺑرﯾر ،ﯾرﺗﺑط
ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ واﻟﻣﻧﻔﻌﺔ .ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﯾﺟب أن ﻧﺣدث ﻗطﯾﻌﺔ اﺑﺳﺗﻣوﻟوﺟﯾﺔ ﻣﻊ اﻟرأي ﺑﺎﺷﻼر
أو اﻟدوﻛﺳﺎ ،ﻷن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻧﺗﺎج ﻣﺎ ﻫو ﻧظري ﻋﻘﻠﻲ ﺧﺎﻟص.
ﯾرى أﻧﻪ ﻫﻧﺎك ﻓﻌﻠﯾن أﺳﺎﺳﯾن ﯾؤدﯾﺎن إﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻫﻣﺎ ،اﻟﺣدس واﻻﺳﺗﻧﺑﺎط ،اﻷول ﻫو
ذﻟك اﻹدراك اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﻌﻘﻠﻲ اﻟذي ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺑدﯾﻬﯾﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻬو اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
اﻹدراك اﻟﻐﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻸﻓﻛﺎر واﻟﺣﻘﺎﺋق ،ﻫو اﻟذي ﻧﺻل ﻣن ﺧﻼﻟﻪ إﻟﻰ ﺣﻘﺎﺋق ﺟدﯾدة روﻧﯾﻪ
ﺗﻛون ﻣﺳﺗﻧﺑطﺔ ﻣن اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻷوﻟﯾﺔ واﻟﺑدﯾﻬﯾﺔ ،اﻷول ﯾؤدي ﺑﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺑداﻫﺔ،
دﯾﻛﺎرت
واﻟﺛﺎﻧﻲ إﻟﻰ ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗﻣﺎﺳك اﻟﻣﻧطﻘﻲ ،ﻟﯾﻛون ﻣﻌﯾﺎري اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻫﻣﺎ اﻟﺑداﻫﺔ واﻟﺗﻣﺎﺳك
ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
اﻟﻣﻧطﻘﻲ.
ﯾﺣدد ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺑداﻫﺔ اﻟذي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻛون اﻟﻔﻛرة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺗﺣﻣل ﯾﻘﯾﻧﻬﺎ
ﺑﺎروخ
ﻓﻲ ذاﺗﻬﺎ ،ﺗﻔرض ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘل ﺑﺷﻛل واﺿﺢ وﺑدﯾﻬﻲ .ﻫﻛذا ﻓﺎﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﻌﯾﺎر
ذاﺗﻬﺎ. اﺳﺑﯾﻧو از
ﯾرﻓض ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺑداﻫﺔ ﻷن اﻟﻌﻘل ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺻﻔﺣﺔ ﺑﯾﺿﺎء ﻻ ﯾﻣﺗﻠك أي ﻣﻌرﻓﺔ أوﻟﯾﺔ،
وﻣﺻدر ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻌﺎرف واﻟﺣﻘﺎﺋق اﻷوﻟﯾﺔ ﻫو اﻟﺗﺟرﺑﺔ واﻟﺣواس ،واﻟﻌﻘل ﻻ ﯾﻘوم ﺳوى ﺟون
ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺄﻟﯾف ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎرف .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺄي ﻣﻌرﻓﺔ أو ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻻ ﯾﻌود أﺻﻠﻬﺎ إﻟﻰ
ﻟوك
اﻟﺗﺟرﺑﺔ واﻟﺣواس ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻌرﻓﺔ ﺧﺎطﺋﺔ ،ﻟﺗﻛون اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻫﻲ ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ.
2
ﻣﺟزوءة اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻛﻘﯾﻣﺔ أﺧﻼﻗﯾﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ﻫﻲ ﻏﺎﯾﺔ ﻓﻲ ذاﺗﻬﺎ ،اﻟﻘول اﻟﺻﺎدق أو ﻗول اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
ﯾﻛون ﻏﺎﯾﺔ ﻟذاﺗﻪ ﻣن ﻣﻧطﻠق اﻟﻌﻘل اﻟﻌﻠﻣﻲ )اﻟواﺟب اﻷﺧﻼﻗﻲ( وﻟﯾس ﻷﺟل ﺷﻲء أﺧر إﯾﻣﺎﻧوﯾل
أو ﻣﺻﻠﺣﺔ أو ﻣﻧﻔﻌﺔ ،ﻗول اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ واﺟب أﺧﻼﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﯾﻊ اﻻﻟﺗزام ﺑﻪ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻛﺎﻧط
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺗﺳﺗﻣد ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﻣن ذاﺗﻬﺎ ،وﻫﻲ ﻗﯾﻣﺔ ﻣطﻠﻘﺔ.
ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻧﺳﺑﯾﺔ وﻣﺗﻐﯾرة ،ﻟذا ﻓﻬﻲ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ واﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ
وﻟﯾﺎم
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺑوﺻﻔﻬﺎ ﻗﯾﻣﺔ
أرض اﻟواﻗﻊ ،أي ﺑﻣﺎ ﻫو ﻋﻣﻠﻲ وﻣﻔﯾد ﻓﻲ ﺗﻐﯾﯾر اﻟواﻗﻊ واﻟﻔﻛر ﻣﻌﺎ ،ﻟﻬذا ﻻ ﺗﻌﺗﺑر
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻏﺎﯾﺔ ﻓﻲ ذاﺗﻬﺎ ،ﺑل ﻫﻲ ﻣﺟرد وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ،ﻓﺎﻷﻓﻛﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻫﻲ
ﺟﯾﻣس
اﻟﺗﻲ ﻧﺳﺗطﯾﻊ اﺳﺗﻌﺎﺑﻬﺎ واﻟﺗﺣﻘق ﻣﻧﻬﺎ واﻗﻌﯾﺎ.
رﻏﺑﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﺳﺗﻣدة ﻣن رﻏﺑﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺋﻪ ﺗﺟﺎﻩ اﻵﺧرﯾن واﻟﻌﯾش
ﺑﺳﻼم ﻣﻌﻬم ،وﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳﻠم اﻟﺗﻲ ﯾدﺧل ﻓﯾﻬﺎ اﻹﻧﺳﺎن ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺳﺑﻪ ﻏرﯾزة اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ،
ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘرر ﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻛون ﺣﻘﯾﻘﻲ ،ﻷن اﻹﻧﺳﺎن ﻻ ﯾرﯾد اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ إﻻ ﻓﻲ
ﻓرﯾدرﯾك
ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ اﻟﺿﯾق ،أي ﻣن ﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﺗﺣﻘق ﻟﻪ اﻟﻠذة واﻟﻣﺗﻌﺔ ،ﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﺑﺗﻌد ﻋن ﻛل
ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﻘق ﻟﻪ اﻷﻟم .ﻟﺗﻛون اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻫﻲ ﺣﺷد ﻣﺗﺣرك ﻣن اﻻﺳﺗﻌﺎرات واﻟﻛﻧﺎﯾﺎت ﻧﯾﺗﺷﻪ
واﻟﺗﺷﺑﯾﻬﺎت ،اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻫﻲ وﻫم ﻣن ﻛﺛرة اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻧﺎ ﻟﻪ ﻧﺳﯾﻧﺎ أﻧﻪ وﻫم ،ﻷﻧﻪ وﻫم ﻧﺎﻓﻊ،
وﯾﻛون أﺳﺎس ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻫو اﻟﺧطﺄ واﻟوﻫم ،أي ﺗﺳﺗﻣد ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﻣﻧﻬﻣﺎ.
3