مدخل الى الشريعة الاسلامية
مدخل الى الشريعة الاسلامية
المدخل:
ان الشريعة االسالمية تهدف الى تحقيق مصالح االنسان دون تمييز من حيث لونه،
او جنسه ،او جاهه ،او شرفه ،فالكل سواسية امام القانون ،ال فرق بين الغتي او
الفقير ،بين الضعيف او القوي ،او بين الوجيه و الوضعي ،كما تتوخى اسعاد الفرد
و الجماعة.
و في حالة التعارض ترجح المصلحة العامة ،على ان ال تقبر المصلحة الخاصة،
بل ال بد من تحقيقها من خالل التعويض ،كحال مسطرة نزع الملكية.
و الشرعية االسالمية صالحة لكل زمان و مكان ،فهي ال تتغير و ال تتبدل ،انما
الذي يتغير مع الزمن و هو الفهم ،و هي تسعى الى تنظيم سلوك االفراد في
المجتمع ،و بما ان االسالم دين و دولة ،فكان البد من الشريعة لتدبير شؤون
االنسان في الحياة.
ان المقصود بنظام الحكم في االسالم هو مجموعة القواعد االساسية التي تحدد
كيفية الحكم و مكانة كل من الهيئة الحاكمة و المحكومة بالنسبة لالخرى ،وواجب
كل منهما قبل االخرى ،و نظام الحكم في االسالم يقوم على قاعدتين :
القاعدة االولى :السيادة للشرع باي ان الحاكم و المحكومين يتعين ان يتقيدوا
بمصادر الشريعة االسالمية .
القاعدة الثانية :السيادة لالمة ،و بهذه القاعدة يكون هناك ضامن للمؤسسات في
الحكم االسالمي من خالل والية المظالم ،ووالية القضاء ،ووالية الحسبة.
مقدمة:
القانون الوضعي هو الذي يضعه البشر وهو " مجموعة من القواعد القانونية
المكتوبة و غير المكتوبة التي يخضع لها مجتمع معين في فترة معينة من تاريخه،
و هي تتغير من زمان الى زمان ،و من مكان الى مكان،فالجماعة هي التي تخلق
التشريع الوضعي و تضعه على على الوجه الذي يسد حاجتها ،وي نظم حياتها ،و
قد بدأ يتكون مع نشأة االسرة والقبيلة ،و من هنا ظهر قانون االسرة ،و قانون
القبيلة و ضل يتطور حتى ظهرت الدولة و اصبحت لها في النظام القانوني ثالث
سلط متعارف عليها :
السلطة التشريعية و مهمتها وضع القانون ،و السلطة القضائية و مهمتها تطبيق
القانون ،و السلطة التنفيذية و مهمتها تنفيذ القانون.
كما يتضح من هذا العنوان فان مطلح التشريع السماوي يفيد بان المشرع هو هللا
عز وجل ،و ان شريعته بلغت الى االنسان على لسان انبيائه ،و تعتبر كاملة ال
نقص وال اعوجاج فيها ،شاملة جامعة مانعة فهي جاءت للناس كافة ،وهي تنظم
شؤون الحكم و االدارة و االحوال الشخصية و المعامالت الى غير ذلك ،كما تنظم
عالقات الدول بعضها ببعض في الحرب و السلم ،و هي صالحة لكل عصر و
زمان ،حتى يرث هللا االرض و من عليها .
ان مفهوم االنسان لغة هو االنس و يعني النسيان ،اما اصطالحا حسب تعريف
الدكتور عمر التومي ،ان االنسان هو الحيوان المفكر الذي يستطيع ان يميز بين
الحالل و الحرام .و يلخص الى تعريف اكثر دقة و تعبيرا و هو ان االنسان حيوان
ناطق مفكر.
ان التأريخ لمراحل النشأة و التطور من اختصاص رجال التاريخ ،اال ان هذا ال
يمنع من الوقوف و باختصار على اهم المراحل التي اثرت على الهياكل القانونية
للتشريع االسالمي ،و يمكن ان نعرض لما ذكر في المباحث االتية .
لقد جاءت الشريعة االسالمية ووجدت عادات و اعراف ال تتعارض معها فكان من
الطبيعي االبقاء عليها ،فمثال بالنسبة لمؤسسة الزواج ،فقد كان العرب يتزوجون
عن تراض و امام شهود وبصداق ،دون ان ننسى ان بعض القبائل كانت لديها
مناكحات مخالفة للنظام العام ،فانكرتها الشريعة و من االمثلة :نكاح المبادلة –
نكاح المقت – نكاح المتعة.
ان مرحلة النشأة تبدأ من تاريخ نزول الوحي على النبي صلى هللا عليه و سلم ،و
هي التي تتضمن المصدرين االصليين للشريعة و هما القران و السنة ،و الشريعة
يمكن تقسيمها الى حقبتين اساسيتين و هما :
الحقبة المكية :و التي وقع التركيز على اصالح العقيدة من حيث بدأت مع الرسالة
و استمرت 22سنة
الحقبة المدنية :و هي المرحلة التي بدأت من تاريخ الهجرة الى تاريخ وفاة
الرسول و دامت اكثر من 9سنوات ،وتميزت بتنظيم احوال المسلمين في جميع
مناحي الحياة ،من زواج و طالق و ارث و حضانة.
بدأت مرحلة ازدهار الفقه مع نهاية الدولة االموية ،و انتقال السلطة الى الدولة
العباسية في اوائل القرن الثاني الهجري ،وهذه الحقبة عرفت ازدهار الفقه الذي
برع في تزويد الدولة االسالمية باالحكام التي تحتاجها في تنظيم شؤون الرعية،
كيف ال و في هذا العصر ظهر فطاحلة العلماء و نوابغ الفقهاء في علم الحديث،
حيث دونت السنة تدوينا صحيحا من خالل بيان الصحيح من الضعيف منها،
والشك ان لهذا االزدهار عوامل يمكن االشارة اليها بصورة مختصرة فيما يلي :
اوال :نجاح الدولة العباسية في تثبيت قواعدها على اساس الدين
لقد استغل العباسيون نفور المسلمين من سياسة بني امية ،فنشروا دعوتهم المتمثلة
في ال البيت هم االعلم بشؤون الدين ،و هم االقدر لتطبيق احكامه ،فقربوا اليهم
الفقهاء و العلماء ،و كرموهم و اعتنوا بهم و بعلمهم ،فهذا الخليفة الرشيد في حكمه
وضع مؤلف "الخراج" يتعلق بالقانون المالي لصاحبه ابي حنيفة ،و الخليفة
المأمون فقد كان يعتني بالعلماء و الفقهاء و ينظم لهم مجالس العلم ...الى غير ذلك.
ثانيا :ظهور المجتهدين الكبار
مع الحرية و االعتناء بالعلماء و الفقهاء ظهر كبار المجتهدين الذين اغنوا الساحة
العلمية و الفقهية ،و سد حاجة المكلفين من حيث القوانين و التشريعات .
ثالثا :ازدهار الفقه ونموه باتساع البالد االسالمية
مع اتساع البالد االسالمية من اسبانيا الى الصين ،كان البد من مراعات اختالف
العادات و التقاليد ،مادامت ال تتعارض مع النظام العام و االخالق الحميدة ،و
كانت الحاجة الخذ الفتوى في كل صغيرة و كبيرة ،فنما الفقه و ازدهر عن طريق
االجتهاد .
رابعا :حركة التدوين
ان مرحلة االزدهار عرفت تدوين السنة تدوينا صحيحا من حيث التحري و الدقة،
ففي عهد ابي بكر رضي هللا عنه ،كانت السنة تنقل عن طريق المشافهة و الرواية،
اما في عهد الفاروق رضي هللا عنه ،فقد حاول تدوين السنة لكنه عدل عن ذلك ،و
بالرجوع لعهد العباسيين نجد العديد من الفقهاء الذين دونوا السنة من امثال سفيان
الثوري في الكوفة ،و الليث بن سعد في مصر ،و االمام مالك في المدينة.
و من اشهر مدونات الحديث الكتب الستة و هي :
1-صحيح البخاري -2صحيح مسلم -3سنن ابي داود -4جامع الترميذي -5
سنن النسائي -6سنن ابن ماجة
المبحث الرابع :مرحلة التقليد و الركود
بعد ان اتسمت المراحل السابقة باالنتعاش االقتصادي ،و االستقرار السياسي و ما
تبع ذلك من تطور كبير للفقه ،جاءت مرحلة التقليد و الركود و الجمود ،التي بدأت
مع نهاية القرن الرابع الهجري الى سقوط بغداد ،و هنا يطرح السؤال عن االسباب
و العوامل التي ادت الى هذا الركود و الجمود ؟
1-ضعف شوكة الدولة العباسية
بعد ضعف الدولة العباسية و تفككها و ضعف السلطان ،فكان من الطبيعي ان يفقد
العلماء و الفقهاء االهتمام من لدن الخلفاء ،اذ اصبحوا يركزون اهتمامهم على
التناحر فيما بينهم ،الشيء الذي ادى الى ظهور عدة دويالت ،كدولة االمويين
باالندلس ،و دولة الفاطميين في شمال افريقيا ،كل هذا اثر في المناخ المناسب
للفقهاء و العلماء ،فلم يعد هناك من يشجعهم و يهتم المرهم ،فتوقفف هممهم و
جنحوا الى التقليد ،و الوقوف عند مخلفات السلف دون ان يفكروا في الخلف .
2-اعتبار المذاهب الكبرى خاتمة لالجتهاد
لقد رأى الفقهاء المسلمون في هذه المرحلة ،ان المذاهب االسالمية دونت تدوينا
سليما و احاطت بالمواضيع احاطة شاملة ،فتقاعسوا عن االجتهاد و االستنباط و
البحث ،فظهر اتباع المذاهب و المتعصبون لها .
3-تأثير الجانب النفسي على االجتهاد
اصبح الفقهاء و العلماء يشعرون القصور و الضعف ،رغم كفاءتهم العلمية ،و
اعقدوا انه ليس في مقدورهم استنباط االحكام من ينابيعها االصلية فاكتفوا بالتقيد
بمذهب من المذاهب و الغوص في فلكه .
4-اغالق باب االجتهاد
لما بدأ االجتهاد يصدر عمن ليست له االهلية العلمية ،و بدأت الفتاوي الباطلة
تظهر دون سند ،وقع االفتاء بسد باب االجتهاد خوفا من المساس بدين الناس ،اال
ان باب االجتهاد ما كان ينبغي ان يقفل الن سده يعني ايقاف الحياة ،و كان على
العلماء مقارعة الجهال بالحجج و البراهين بدل سد باب االجتهاد.
ان الشريعة االسالمية شريعة سماوية ،مشرعها هو هللا سبحانه و تعالى ،و ال
يمكن الي قانون وضعي ان يجاريها مهما بلغ من تقدم ورقي ،و ما ينقص االمة
االسالمية هو تضافر الجهود من المخلصين من ابناء هذه االمة ،من اجل اعادة
صياغة التشريع االسالمي بما يالئم تطور العصر فيما ال يتعارض مع ثوابت
الدين ،ولن يتأتى ذلك اال بتقنين القانون االسالمي ،تقنينا ينسجم مع القاعدة
القانونية من خصائص التعميم و التجريد و السلوك االجتماعية و االلزامية.
اذا كان القانون هو مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم سلوك االفراد في
المجتمع ،سواء في الوضعي او السماوي ،و اذا كانت خصائص القاعدة القانونية
هي كونها اجتماعية و ملزمة و مجردة و قاعدة سلوك ،و يقسم القانون الى قواعد
مكتوبة و هي التشريع و غير مكتوبة و هي العرف.
ثم ان القانون يقسم بحسب موضوعه الى قواعد موضوعية و قواعد شكلية،
فالقواعد الموضوعية هي التي تحدد الحقوق و الوجبات مثل قانون الشغل ،واما
القواعد الشكلية فهي التي تبين كيفية الوصول الى الحق عبر االجراءات المسطرية
كقانون المسطرة المدنية.
ان مصادر القانون االسالمي منها ما هو اصلي ،و منها ما هو تبعي وهذا
ماسنتناوله في مطلبين :
المطلب االول :المصادر االصلية للقانون او التشريع االسالمي
ان المصادر االصلية للتشريع او القانون االسالمي تتمثل في الكتاب و السنة ،و
هما المصدران الرئيسيان ،يضاف اليهما ما ارشد اليه الشارع من اجماع و قياس،
فنكون امام مصادر اربعة ،و على الباحث عن حكم شرعي لمسألة من المسائل ان
يبحث بالترتيب ،في القران و ان لم يجد فالبسنة و ان لم يوفق فعليه باجماع العلماء
في مسألته ،و ان لم ينجح فعليه بالقياس.
و ندرس تباعا هذه المصادر االصلية في الفقرات االتية :
الفقرة االولى :الكتاب
الفقرة الثانية :السنة النبوية
الفقرة الثالثة :االجماع
الفقرة الرابعة القياس
الفقرة االولى :الكتاب
الكتاب او القرأن هو كالم هللا الذي نزل على نبيه محمد صلى هللا عليه و سلم،
بالفاظه العربية و معانيه الحقة ،ليكون دستورا للناس يهتدون بهداه ،و هو المدون
بين دفتي المصحف ،المبدوء بصورة الفاتحة و المختوم بسورة الناس ،المنقول
الينا بالتواتر ،و المحفوظ من اي تغيير او تبديل.
و من خصائص القران ان الفاضه و معانيه من المولى عز وجل ،ووصل الينا عن
طريق التواتر ،و حجيته انه كتاب معجز لمن حاول ان يأتي بمثله و دليل مقدس
محفوظ من التبديل و التغيير و التزوير ،و انواع احكام القران هي ثالثة:
1-احكام اعتقادية و تتعلق بما يجب على المكلف اعتقاده في هللا و مالئكته و كتبه
و رسله
2-احكام خلقية و تتعلق بما يجب ان يتحلى به المكلف من الفضائل و ان يتخلى
عن الرذائل
3-احكام عملية ،و تتعلق بما صدر عن المكلف من اقوال و افعال و عقود و
تصرفات و هذا النوع هو فقه القران ،و تنظم االحكام العملية في القران في
نوعين ،احكام العبادات و احكام المعامالت .
اما بالنسبة لداللة ايات القران القطعية و الظنية ،فالنصوص التي وردت و نقلت
عن الرسول فهي قطعية ،اما النصوص من حيث الاللة فهي اما قطعية الداللة او
ظنية الداللة ،فالنص القطعي هو الذي يدل على معنى معين و ال يحتمل التأويل،
اما النص الظني الداللة فهو الذي يدل على معنى و يحتمل التأويل.
الفقرة الثانية :السنة
السنة في اللغة هي الطريقة ،اما اصطالحا فالسنة هي ما صدر عن الرسول من
قول و فعل او تقرير .
1-السنة القولية :هي االحاديث التي قالها الرسول صلى هللا عليه و سلم
2-السنة الفعلية :هي افعال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم
3-السنة التقريرية :هي ان يصدر عن احد الصحابة رضوان هللا عليهم فيقره او
يسكت عنه رضاء به النبي صلى هللا عليه و سلم.
فما هي حجية السنة و ما هي انوعها و ما هو القطعي و الظني من السنة ؟
اوال :حجية السنة
السنة حجة في ثبوت االحكام الشرعية سواء اكانت احكامها بالحرمة او الكراهية
او االباحة او الندب او الوجوب
ثانيا :انواع السنة
1-السنة المتواترة :هي ما رواها عن الرسول صلى هللا عليه و سلم ،جمع يتمنع
عادة اة يتواطأ افراده على كذب ،لكثرتهم و امانتهم.
2-السنة المشهورة :هي ما رواها عن الرسول صحابي او اثنان او جمع لم يبلغ
حد التواتر
3-سنة االحاد :هي ما رواها عن الرسول احاد لم تبلغ جموع التواتر
ثالثا :القطعي و الظني في السنة
السنة المتواترة و المشهورة قطعية الورود الن سندها قوي ،و سنة االحاد ظنية
الورود الن سندها ال يفيد القطع .
الفقرة الثالثة :االجماع
يعتبر كمصدر من مصادر التشريع و سنعالجه من حيث تعريفه و اركانه و حجيته
و انواعه
أوال :تعريف االجماع لغة ،و في اصطالح االصوليين
لفظ االجماع في اللغة معناه العزم ،و عند االصوليين هو اتفاق المجتهدين من امة
محمد صلى هللا عليه و سلم في عصر من العصور على حكم شرعي بعد وفاة
الرسول .
ثانيا :اركان االجماع
1-اتفاق المجتهدين من العلماء
2-كون المجتهدين مسلمين
3-وقوع االجماع بعد وفاة الرسول صلى هللا عليه و سلم
4-وقوع االجماع على حكم شرعي كالصحة و الفساد ..
ثالثا :حجية االجماع
ان االجماع مصدر من مصادر التشريع االسالمي ،و الحجة على ذلك واردة في
كتاب هللا و سنة رسوله
رابعا :انواع االجماع
االجماع نوعان ،صريح و سكوتي ،اما الصريح فهو اتفاق جميع المجتهدين على
حكم واحد قوال و فعال و كتابة ،اما االجماع السكوتي ،فهو ان يبدي بعض
المجتهدين رأيه في مسألة من المسائل و يسكت الباقون مدة تعتر كافية للتأمل و
التفكير و التدبر ،فاذا مرت المدة دون معارضة اعتبر سكوتهم موافقة ضمنية و
هذا ما سمي باالجماع السكوتي.
الفقرة الرابعة :القياس
القياس مصدر من مصادر التشريع االسالمي و سنتطرق لتعريفه و حجيته و
اركانه .
اوال :تعريف القياس
القياس لغة هو تقدير الشيء بما يماثله ،اما في اصطالح االصوليين فهو الحاق
واقعة ال نص على حكمها بواقعة ورد نص بحكمها ،في الحكم الذي ورد به
النص .
ثانيا :حجية القياس
ذهب جمهور من علماء المسلمين الى ان القياس حجة شرعية على االحكام
العملية .
ثالثا :اركان القياس
1-المقيس عليه ة هو االصل
2-المقيس و هو القرع
3-حكم االصل و هو الحكم الشرعي الذي ورد به النص في االصل ،و يراد ان
يكون حكما للفرع.
4-العلة المشتركة بين الحكم االصلي و الفرعي
المطلب الثاني :المصادر التبعية للتشريع االسالمي
المصادر التبعية في التشريع االسالمي هي :
االستحسان و المصلحة المرسلة – العرف – االستصحاب و شرع من قبلنا و
مذهب الصحابي و الذرائع .
الفقرة االولى :االستحسان
اوال :تعريفه
االستحسان هو ترك القياس و االخذ بما هو انفع للناس
ثانيا :انواع االستحسان
1-االستحسان بالنص :يقوم على اساس استثناء نصي ،كالعدول على نص عام
الى حكم خاص
2-االستحسان باالجماع :اذا افتى المجتهدون جميعا في نازلة على خالف االصل
في امثالها
3-االستحسان بالضرورة و الحاجة :هو ترك العمل بالقياس للضرورة و الحاجة
4-االستحسان بالقياس الخفي :و ذلك عندما يجتمع في نفس المسألة قياسان احدها
جلي
5-االستحسان بالعرف :و يكون في الحاالت التي جرى العرف بها على خالف
القواعد المقررة
6-االستحسان بالمصلحة :و معناه العدول عن القواعد المقررة رعاية للقواعد
المقررة
ثالثا :حجية االستحسان
يرى المالكية و الحنفية و الحانبلة االستحسان حجة في استنباط االحكام الشرعية،
اال انه عارض ذلك الشافعية
الفقرة الثانية :المصلحة المرسلة
اوال :تعريفها
المصلحة المرسلة هي المصلحة التي لم يضع الشارع حكما لتحقيقها ،و لم يدل
دليل شرعي على اعتبارها
ثانيا :حجية المصلحة المرسلة
تأخذ المذاهب االربعة بالمصلحة المرسلة كمصدر لالحكام الشرعية ،و قد عمل
بها الصحابة و التابعون ،مع اشتراط ان تكون مصلحة حقيقية و ليست وهمية ،و
ان تكون مصلحة عامة و ليست خاصة ،و ان ال تتعارض هذه المصلحة مع حكم
ثبت بالنص او باالجماع .
الفقرة الثالثة :العرف
اوال :تعريفه
العرف هو تواتر الناس على سلوك معين
ثانيا :اركانه
للعرف ركنان :مادي و معنوي
الركن المادي يتكون من العادة ،و من شروط العادة ان تكون قديمة و ثابنة و غير
مخالفة للنظام العام و االخالق الحميدة ،و الركن المعنوي ان يشعر الناس بالزامية
هذه العادة و انها اصبحت قاعدة عرفية في حياتهم
ثالثا :انواعه
العرف نوعان :عرف صحيح و عرف فاسد
العرف الصحيح هو ماتعارف الناس عليه ،و ال يخالف دليال شرعيا ،وال يحل
حرما ،اما العرف الفاسد هو ما تعارف الناس عليه ،و لكنه يخالف الشرع او يحرم
حالال او يحل حراما .
رابعا :حجية العرف
العرف الصحيح حجة في ثبوت الحكم الشرعي و على المجتهد ان يحيط به و
يأخذه بعين االعتبار في فتياه ،و على القاضي تطبيقه في قضائه .
الفقرة الرابعة :االستصحاب
اوال :تعريفه
االستصحاب هو جعل الحكم الذي كان ثابتا في الماضي ،باقيا في الحال حتى يقوم
دليل على تغييره
ثانيا :حجيته
تأخذ المذاهب االربعة باالستصحاب و تتوسع فيه و تأخذ بالقياس مثل الظاهرية و
االمامية
ثالثا :اقسام االستصحاب
ينقسم االستصحاب الى ثالثة اقسام :
1-استصحاب الحكم -2استصحاب الوصف -3استصحاب البراءة االصلية
الفقرة الخامسة :شرع من قبلنا
اذا كانت شرائع االمم السابقة قد طالها التحريف و التغيير ،فان ماقصه علينا
القران الكريم من شرائع هذه االمم نصدق به ،اال اذا نسخه االسالم
الفقرة السادسة :مذهب الصحابي
اوال :تعريفه
الصحابي عند اهل الحديث هو من لقي النبي و لو كان صغيرا ،وامن به و مات
على االسالم ،اما عند االصوليين هو من لقي النبي مؤمنا و طالت صحبته له .
ثانيا :حجية قول الصحابي
قسم االصوليين قول الصحابي الى اربعة اقسام :
1-قول الصحابي الذي يضاف الى زمن النبي مثل قوله كنا نفعل
2-قول الصحابي الذي المجال للعقل فيه
3-قول الصحابي الذي ال يعرف له مخالف من الصحابة
4-قول الصحابي باجتهاد منه
الفقرة السابعة :الذرائع
تعريف الذريعة مع بعض االمثلة :
الذريعة هي الوسيلة ،و عند االصوليين هي ما يكون طريقا الى الحالل او الحرام،
فمثال الزنا حرام ،و النظر في عورة المرأة يفضي الى الزنا فيكون حراما ،و
صالة الجمعة فريضة ،و االنشغال بالبيع يضيعها ،لذلك ترك البيع واجبا .
المطلب الثالث :خصائص القانون او التشريع االسالمي
هناك خصائص تميز التشريع االسالمي عن القانون الوضعي ،نشير اليها في
عجالة .
أوال :من حيث المصدر
تتجلى االختالفات االساسية بين التشريع االسالمي و القانون الوضعي في ان
االول من عند هللا ،و الثاني من صنع البشر ،وعليه تكون الشريعة االسالمية
متميزة و متصفة بصفات ال توجد في القانون البشري ،فاالول ال يتغير مهما تغير
الزمان و االوطان ،عكس الثاني يتغير بتغير الحاجة الى قاعدة قانونية معينة .
ثانيا :التدرج في التشريع
من خصائص الشريعة االسالمية انها تراعي استعداد البشرية لتلقيها خصوصا و
المجتمع الجاهلي الذي كان يعيش عادات و تقاليد يصعب االقالع عنها بين عشية و
ضحها ،فكان البد من هذا التدرج في التشريع حتى ال يشعر المكلف بالحرج و
القنط كما هو الشأن بالنسبة لتحريم الخمر ،بخالف القانون الوضعي الذي ينزل
كالصاعقة دون مراعاة االستعداد النفسي و المادي للمكلفين به .
ثالثا :العدالة
ان الشريعة االسالمية تمتاز بالعدالة المطلقة ،ففيها تكمن خاصية التعميم و التجريد
في اسمى معانيها و اقدس مراميها ،في حين ان القوانين الوضعية عدالتها نسبية
ترتبط باالحزاب و بالنتائج االنتخابية التي تخرج لنا المؤسسات التشريعية .
رابعا :عالمية الخطاب و التشريع
ان الشريعة االسالمية نزلت للعامة ال القليم معين دون اخر ،وال لجماعة دون
اخرى ،فهي مرتبطة بشخصية المكلف اينما حل و ارتحل ،في حين نجد القانون
الوضعي محدود التطبيق و مقيدا بمبدأ اقليم القوانين الذي يرتبط بسيادة الدولة على
ترابها و على ابنائها .
خامسا :الكمال
تمتاز الشريعة االسالمية على القوانين الوضعية بالكمال اي انه استكملت كل ما
تحتاجه الشريعة الكاملة من قواعد و مبادئ النظريات ،و التي تكفل سد حاجيات
االفراد و الجماعات في الحاضر القريب و المستقبل البعيد
سادسا :السمو
ان الشريعة االسالمية تمتاز بالسمو على القوانين الوضعية اي ان مبادئها و
قواعدها اسمى من مستوى الجماعة ،وفيها ايضا من المبادئ و النظريات ما يحفظ
لها هذا السمو و هذا المستوى الرفيع الذي يعلو على مستوى الجماعة مهما كان
ارتفاعه .
المبحث الثاني :معايير التفرقة بين القانون العام و القانون الخاص و القواعد
االمرة و القواعد المكملة
القانون العام هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العالقات التي تكون الدولة
طرف فيها بصفتها صاحبة السلطة و السيادة ،و العالقات القانونية قد تكون بين
دولة و دولة اخرى ،و في هذه الحالة يسمى القانون العام الخارجي ،وهذا النوع ال
يشمل اال فرعا واحدا من فروع القانون العام ،و هو القانون الدولي العام.
وقد تكون العالقات القانونية بين الدولة و رعاياها داخل اقليمها ،الذي يشمل البر و
البحر و الجو ،و هذا القانون العام يسمى بالقانون العام الداخلي ،و يشتمل على
القانون الدستوري و االداري و الجنائي و المالي .
اما القانون الخاص فهو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العالقات بين االفراد،
و بين االفراد و الدولة عندما ال تكون طرفا بما لها من سلطة و سيادة ،و فروع
القانون الخاص هي ،القانون المدني و التجاري و البحري و مونة الشغل ..
المطلب االول :معايير التفرقة بين القانون العام و القانون الخاص
للتفرقة بين القانون العام و القانون الخاص هناك عدة معايير يمكن ذكر اهمها و
باختصار فيما يلي :
الفقرة االولى :معيار المصلحة
معيار المصلحة ،حيث ان القانون العام يرمي الى المصلحة العامة ،اما القانون
الخاص يهدف الى المصلحة الخاصة .
الفقرة الثانية :معيار القواعد القانونية االمرة ،و القواعد القانونية المكملة
هناك اتجاه يرى ان قواعد القانون العام قواعد امرة ال يجوز االتفاق على مخالفتها
النها تتعلق بالنظام العام ،اما القانون الخاص فقواعده مكملة و يجوز االتفاق على
مخالفتها ،النها ال تتعلق بالنظام العام .وهذا المعيار ال يصادق الصواب الن قواعد
القانون الخاص فيها العديد من القواعد االمرة .
الفقرة الثالثة :معيار الدولة كطرف في العالقة
هناك من يفرق بين القانون العام و القانون الخاص من حيث وجود الدولة كطرف
في العالقة ،فيرى ان قواعد القانون العام تنظم العالقة التي تكون الدولة احد
اطرفها ،اما قواعد القانون الخاص فانها تنظم العالقات التي يكون فيها جميع
االطراف من االشخاص الطبيعيين .
ثانيا :مدة عضوية اهل الحل و العقد و عددهم و صالحية مجلس الشورى و مزايا
الشورى
اما عن مدة عضوية اهل الحل و العقد ،فانها تكون محددة طالما ان قاعدة اختيارهم
مؤسسة على استحقاقات انتخابية ،أما عن عدد اعضاء الحل و العقد ،فانه استنادا
للباحثين االسالميين كان مجلس شورى النبي يضم سبعين شخصا ،اما عن
صالحيات مجلس الشورى فهي :
1-اعطاء الرأي و اقتراح التشريع االنسب و االمثل لالمة ،و ذلك استنادا الى
المصادر االصلية للتشريع االسالمي
2-مراقبة اعمال الوزراء و كبار الموظفين عن طريق المساءلة و المجادلة
اما عن بعض مزايا الشورى فانها تتمثل فيما يلي :
أ -الشورى اسلوب حضاري لخدمة كرامة االنسان و حماية حقوقه و التنصيص
على واجباته
ب -عن طريق الشورى يستطيع الحاكم الوصول الى الرأي الصائب
المبحث الثاني :والية المظالم
من الضمانات االساسية لحماية حقوق االنسان في االسالم والية المظالم و هي
شبيهة بنظام القضاء االداري ،و المحاكم االدارية في العصر الراهن ،اال ان
االختالف بين هذا النظام و ذاك يتمثل في نقطتين اساسيتين :
أوال :اختصاصات والية المظالم اوسع من اختصاصات المحاكم االدارية النها
تختص بالقضاء و تنفيذ االحكام
ثانيا :ان والية المظالم تختص تلقائيا بالنظر في قسم من المظالم دونما حاجة الى
تلقي المظلمة من صاحب المصلحة ،و من شروط الناظر فيها ،ان يكون جليل
القدر نافذ االمر عظيم الهيبة ظاهر العفة قليل الطمع كثير الورع .
المطلب االول :تشكيلة مجلس ناظر المظالم
جرت العادة ان يخصص يوم معلوم للبت في مظالم المتظلمين من بطش الطغاة،
في مجلس يتكون من خمسة اصناف يحتاج اليهم الناظر فيما يعرض عليه من
قضايا :
-الحماة و االعوان ،لجلب القوي ،وتقويم الجريء
-القضاة و الحكام الستعالم ما يثبت عندهم من حقوق
-الفقهاء ليرجع اليهم فيما اشكل و يسألهم عما اشتبه
-الشهود ليشهدهم على ما اوجبهم من حق
و يتضح من خالل هذه التشكيلة ،انها نموذجية ،تتضمن الفقهاء ،و القضاة ،و
الكتاب ،و الشهود ،ورجال القوة ،لكبح جماح القوي و تقويم الجريء .
المطلب الثاني :اختصاصات ناظر المظالم
1-النظر في تعدي الوالة على الرعية
2-جور العمال فيما يجتنبونه من االموال
3-كتاب الدواوين النهم امناء المسلمين على بيوت االموال
4-تظلم المسترزقة من نقص ارزاقهم ،او تأخرها عنهم
المبحث الثالث :والية القضاء
لكي يعيش االنسان في اطار من الحقوق تتمثل في حقه في الحياة و الشرف و
التملك و حرية الفكر ،و لكي ال يقع االعتداء على هذه الحقوق البد من ضمانات
تشريعية و مؤسساتية ،و في هذا المطلب سنتناول والية القضاء كمؤسسة اساسية
لحماية حقوق االنسان .
-المطلب االول :تعريف القضاء لغة و اصطالحا – المطلب الثاني :اهلية
القاضي للفصل بين الناس – المطلب الثالث :ضمانات المتقاضي امام القضاء
المطلب االول :تعريف القضاء لغة و اصطالحا
تعني كلمة القضاء لغة االنقطاع ،و جاءت هذه الكلمة بمعنى مات ز انقطع ،اما
اصطالحا فقد نقل عن ابن خلدون انه قال بخصوص القضاء " القضاء منصب
الفصل بين الناس في الخصومات حسنا للنداعي وقطعا للنزاع "
المطلب الثاني :اهلية القاضي للفصل بين الناس
ان مهمة الفصل بين الناس مسؤولية جسيمة ،النها تتحكم في الرقاب و االعراض
و االموال ،فعلى من يتحملها ان يستحضر دائما انه سيحاسب امام هللا ان خيرا
فخيرا ،وان شرا فشرا ،و عليه ان يحكم ضميره فيما يرضي هللا و رسوله ،و عليه
ان ال يأبه للضغوط ،وان ال يحابي صاحب جاه و ال شرف الى غير ذلك ،و من
اهم شروط االهلية سبع شرائط :
1-الذكورية -2البلوغ -3العقل -4الحرية -5االسالم -6العدالة -7السالمة في
السمع و البصر و العلم
فيما الذكورية فيها خالف بين جموع العلماء ،و قد ولى عمر ابن الخطاب الشفاء
قاضية في السوق
المطلب الثالث :ضمانات المتقاضي امام القضاء
ال يمكن باي حال من االحوال الحديث عن العدل و االنصاف ،عن انتشار الحق و
االمن و السلم و الرخاء ،اال اذا كان القضاء بخير ،ولن يتأتى ذلك اال اذا كانت
للمتقاضي ضمانات اما القاضي تجعله يتمتع بمحاكمة عادلة ،و في ضل التشريع
االسالمي فان المتقاضي يتمتع بضمانات لم تصل اليها ارقى القوانين الوضعية و
االنظمة القضائية ،و من رسالة الفاروق عمر رضي هللا عنه للقاضي ابي موسى
االشعري يمكن استخالص الضمانات االساسية للمتقاضي و هي :
1-المساواة بين الخصوم
2-اعتماد قاعدة البينة على المدعي و اليمين على من انكر
3-حق الدفاع
4-قاعدة الرجوع الى الحق فضيلة
5-الشريعة االسالمية تخاطب الوجدان احقاقا للحق
6-القاضي ال يحكم و هو غضبان
7-اعتماد شهادة الشهود في مجال الدعاوي ( بشرط ان تتوافر فيهم الصفات
الدينية و االخالقية).
8-االصل في االنسان البراءة الى ان يثبت العكس
9-مبدأ عدم رجعية القوانين الجنائية و العقوبة الجنائية ( ال يجوز تطبيق القوانين
الجنائية بمفعول رجعي )
المبحث الرابع :والية الحسبة
من الضمانات االساسية لحماية حقوق االنسان في االسالم ،نظام الحسبة الذي يقوم
على قاعدة " االمر بالمعروف و النهي عن المنكر " ،و بالتالي فهو يعمد الى حفظ
النظام االجتماعي و الديني ،و حفظ حقوق االفراد و الجماعات وصيانة االحكام
الدينية من التغيير و التبديل و االهمال ،و لمعالجة موضوع الحسبة سنتطرق
لتعريفه و الفرق بين المحتسب و المتطوع ،و شروط المحتسب و اعماله و الفرق
بين الحسبة و بين القضاء و المظالم .
المطلب االول :تعريف الحسبة
الحسبة وظيفة دينية و دنيوية يقصد منها االمر بالمعروف و النهي عن المنكر ،و
يعرفها ابن تيميه ،بانها امر بالمعروف و نهي عن المنكر ،مما ليس من اختصاص
الوالة و القضاء و الديوان و نحوهم .و يتمثل عمل المحتسب في تفقد مصالح
الناس و حقوقهم ،و ارشاد و توجيه التجار في االسواق و ارباب الحرف و تفقد
المكاييل و الموازين .