الاجراءات العملية من اجل انجاز مشروع في اطار الانعاش العقاري و دور المراكز الجهوية
الاجراءات العملية من اجل انجاز مشروع في اطار الانعاش العقاري و دور المراكز الجهوية
السنة الجامعية:
2025/2024
الئــــحة الرمـــــــــوز
ص :صفحة
إن العقار في المغرب ليس من طبيعة واحدة ،بل يتميز بتنوع أنظمته ،وكل منها يخضع لنظام
قانوني خاص به ،فهناك العقار المحفظ ،وهو الذي يتوفر على رسم عقاري ،فهذا النظام أدخل
إلى المغرب بمقتضى ظهير 12غشت 1913الذي تم تغييره وتتميمه بمقتضى القانون رقم
، 14.07الذي نص في الفصل األول على ما يلي " يرمي التحفيظ إلى جعل العقار المحفظ
خاضعا للنظام المقرر في هذا القانون من غير أن يكون في اإلمكان إخراجه منه فيما بعد"...
وإلى جانب هذا النوع من العقار ،نجد العقار غير المحفظ أو العقار العادي ،والمستمد من
مبادئ الشريعة اإلسالمية ،والمنظم بواسطة مدونة الحقوق العينية ،وتطبق مقتضيات الظهير
الشريف الصادر في 9رمضان 12( 1331أغسطس )1913بمثابة قانون االلتزامات
والعقود في ما لم يرد به نص في هذه المدونة ،فإن لم يوجد نص يرجع إلى الراجح والمشهور،
وما جرى به العمل من الفقه المالكي.
وباإلضافة إلى هذين النوعين من العقارات ،هناك أنظمة عقارية خاصة تخضع لمقتضيات
خاصة بها من أهمها :نظام األمالك الحبسية ،نظام األراضي الجماعية ،نظام أراضي
الكيش ،...وهي أنواع قد تكون عقارات غير محفظة أو عقارات محفظة.
.تؤدي الملكية العقارية دورا فعاال في تحريك عجلة التنمية ،والدفع بقاطرة االقتصاد الوطني،
وتعتبر دعامة أساسية لتشجيع االستثمار ،وانطالق المشاريع التنموية ،كما تساهم في التنمية
االقتصادية الشاملة ،وتحقيق السلم واالستقرار االجتماعيين.
والعقار باعتباره قاعدة أساسية في التعمير ،الذي يعتبر تسلوبا ناجعا لتدبير المدن ،باعتباره
أداة للتخطيط الحضري وضيط المجال العمرني ،فالتعمير مرتبط بالعقار وجودا وعدما ،وفي
هذا السياق نجد أن المشرع المغربي انطلق باعتبار التخطيط الحضري قاعدة أساسية للتعمير،
1
وذلك من خالل إصداره لمجموعة من وثائق التعمير ،بهدف حكامة المجال العمراني وفهم
المحددات المتحكمة في دينامية المجال الحضري ،وتماشيا مع ذلك تعتبر األبنية والتجزئات
العقارية من اهم االليات التي تعتمد عليها السلطات المختصة في تجسيد وثائق التعمير ،حيث
اهتم المشرع منذ القدم بتنظيم اإلنتاج العقاري حفاظا على المجال العمراني ،لذلك عمل
المشرع على اصدار مجموعة من القوانين في هذا الصدد من ابرزها القانون رقم 12.90
المتعلق بالتعمير وكذا القانون رقم 25.90المتعلق بالتجزئات العقارية ،ذلك من اجل تنظيم
المجال العمراني وتحقيق انتاج عقاري مهيكل يستجيب لمتطلبات الفرد والسوق العقارية.
وعليه فكل ما وضعه المشرع يشكل ضمانات قانونية مهمة في باب جودة اإلنتاج العقاري،
والتي تتجلى في إلزام المنتج العقاري بضرورة الحصول على مجموعة من الرخص اإلدارية،
والمواصفات التقنية التي هي أساس جودة اإلنتاج العقاري وشروط السالمة المطلوبة بشأنه
وفق التصميم المرخص.
وتكمن أهمية الموضوع في طريقة انجاز مشروع في إطار اإلنعاش العقاري وفق للشكل
السليم والقانوني بغية انتاج عقار مهيكل ،رضوخا لمتطلبات السوق العقاري ،وتوفير حماية
للمستهلك ،دور المركز الجهوية لالستثمار في توفير كل ما سبق ذكر.
من خالل ما سبق ،فإن هذا الموضوع يثير إشكالية محورية تتمثل في مدى تمكن المشرع
المغربي في ضبط إجراءات انجاز مشروع في إطار اإلنعاش العقاري ودور الذي
تلعبه المراكز الجهوية لالستثمار؟
2
المبحث األول :إجراءات انجاز تجزئة عقارية:
سوف نخصص الفقرة االولى للحديث عن مسطرة استصدار االذن بالتجزئات العقارية ثم
نخصص الفقرة الثانية ل سلطات اإلدارة في تتبع ومراقبة أشغال تجهيز التجزئة العقارية.
كما هو معلوم ان توجيه ومراقبة العمليات التي تتم في مجال السكنى و التعمير يتم عبر وسائل
قانونية محددة،و تعد الرخصة اإلدارية التي تمنحها السلطات المختصة احد أبرز هذه
الوسائل.وقد فرض المشرع المغربي ضرورة تقديم الطلب إلى السلطة المختصة (أوال)،كما
أن مشروع التجزئات العقارية البد أن يعرض بعد استيفاء إجراءات هذه المسطرة انظار
السلطة اإلدارية التي تتولى دراسة الطلب و التي لها كامل الصالحية في القبول أو رفض
ملف احداث التجزئات العقارية (ثانيا).
ان كل مشروع بإنجاز تجزئة عقارية يجب أن يعرض على السلطة اإلدارية من أجل الحصول
على االذن االداري( ،)1بعد أن يتم استيفاء كل الوثائق و المستندات بصفة قانونية(.)2
قبل أن يتم الشروع في إنجاز تجزئة عقارية البد من الحصول على اذن اداري مسبق،وذلك
ما تم التنصيص عليه في المادة 2من قانون 25.90المتعلق بالتجزئات العقارية1و التي تنص
على ":يتوقف احداث التجزئات العقارية على الحصول على اذن اداري سابق يتم تسليمه وفق
الشروط المنصوص عليها في هذا الباب".
1ظهير شريف رقم 1.92.7صادر في 15من ذي الحجة )17( 1412يونيو ( )1992بتنفيذ القانون رقم 25.90المتعلق بالتجزئات العقارية
والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات
3
ومن تم يتضح بأنه إلحداث تجزئة عقارية البد من دراسة المشروع الذي يتقدم به المجزئ
في شكل طلب إلى اإلدارة المختصة التي تبت في
الطلب و تتأكد من الوثائق المرفقة بطلب الرخصة لتصدر قرار منح الرخصة لتصدر قرار
منح رخصة التجزئة للمعني سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا خاصا أو عاما.وهذا اإلذن
يقع ضمن اختصاصات رئيس المجلس الجماعة الحضارية أو القروية التي يوجد في دائرتها
العقار ،وإذا كان العقار موضوع اإلذن بالتجزئة يقع ضمن جماعتين أو عدة جماعات فإن
الذي يسلم اإلذن في هذه الحالة هو وزراة الداخلية أو الولي أو العامل المعني الذي يفوض
2
إليه مباشرة ذلك ،بعد استطالع رأي رؤساء المجالس الجماعية المعنية
وبالرجوع إلى مقتضيات المادة 4من ق 25.90نجدها تنص على"يسلم اإلذن المنصوص
عليه في المادة 2أعاله بناء على طلب من صاحب الشأن،"...وعليه فإنه لمنح اإلذن باحداث
التجزئة العقارية يجب أن يودع الطلب من طرف المالك للعقار بصفته الشخصية أو وكيله أو
أي شخص آخر له األه لية القانونية للقيام بذلك لدى المصالح المختصة مقابل حصوله على
وصل مؤرخ و موقع من قبل الوديع بمقر الجماعة التابعة لها موقع التجزئة العقارية موضوع
الطلب أو بمقر الوالية أو العمالة أو اإلقليم اذا كانت تجزئة تخترق الحدود الترابية ألكثر من
3
جماعة واحدة
ان حصول مجزئ على اإلذن بإحداث تجزئة العقارية يفرض عليه إرفاق الطلب االذن
بمجموعة من الوثائق المعززة المشروع المزمع القيام بها وذلك حتى يتسنى للسلطة اإلدارية
المختصة التعرف على مشروع التجزئة والبث في مادى مطابقته للقوانين والمقتضيات
4
المنصوص عليه في مجال التعمير
-1رسم طبوغرافي محرر على أساس النقط المحسوبة للدائرة المراد تجزئتها المبينة على
الخريطة العقارية ؛
حيث يجب أن يحرر الرسم الطبوغرافي المشار إليه في المادة 1 - 4من القانون اآلنف الذكر
رقم 25.90على أساس مقياس 500/1أو 1000/1إذا كانت مساحة التجزئة المراد القيام
بها تزيد على 25هكتارا ،وأن تبين فيه بوجه خاص:
-حدود األرض مع أرقام األنصاب والرسوم العقارية الموضوعة لألراضي المجاورة لها:
و تشمل الوثائق المشار إليها في المادة 2 - 4من القانون األنف الذكر رقم 25.90على:
1-رسم يتعلق بالتصور المعماري للتجزئة بمقياس 500/1أو 1000/1يحرر على أساس
الرسم الطبوغرافي للعقار المراد تجزئته و يتضمن مايلي:
-جوانب المداخل؛
5انظر المادة 2من مرسوم رقم 2.92.833الصادر في 25من ربيع اآلخر )12( 1414أكتوبر ( )1993لتطبيق القانون رقم 25.90المتعلق
بالتجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات الجريدة الرسمية 2057عدد 4225بتاريخ 4جمادى األولى )20( 1414أكتوبر
( ،)1993ص2057
5
-مخطط وعرض الطرق مع جميع أعمال التهيئة المزمع القيام بها مثل قوارع الطرف
وجوانب األرصفة والمواقع المخصصة لوقوف السيارات وغيرها؛
-حدود القطع التي يجب ان يكون ترقيمها متصال ومتصاعدا ولو كانت التجزئة تنجز بحسب
القطاعات ومساحتها وأبعادها ؛
-المواقع المعدة للتجهيزات الخاصة بالتعليم والصحة والرياضة والتجهيزات الثقافية والدينية
واالدارية والتجاريةوالخدماتية ؛
-وسائل وصل التجزئة بالطرق العامة وطرق التجزئات المجاورة وان اقتضى الحال بالمنطقة
الواقعة بالقرب من التجزئات المراد انجازها وفقا للبيانات الواردة في تصميم تهيئة المنطقة
المذكورة .
-2وثيقة تتضمن المواصفات المعمارية المطبقة على الساحات الكبرى والصغرى والطرق
التي يشملها ارتفاق
4 -رسوم لموقع القطعة المعينة بمقياس 2000/1أو 5000/1يتضمن بيان وجهه االرض
6
والطرق الموصلة اليها مع اإلشارة الى أسمائها ومعالم تمكن من تحديد موقعها".
_ 3المستندات الفنية المتعلقة بإنجاز الطرق ومختلف شبكات الماء والصرف الصحي
والكهرباء؛
و تشتمل الوثائق المشار إليها في المادة 3 - 4من القانون األنف الذكر رقم 25.90على:
-وصل التجزئة بشبكات صرف المياه وتوزيع الماء الصالح للشرب والطاقة الكهربائية الواقعة
على مقربة منها في حالة وجودها ؛
-شبكة االتصاالت الالزمة لوصل التجزئة بالشبكة العامة لالتصاالت السلكية والالسلكية ،
العامة ؛
-موضع النوافير ان اقتضى الحال ذلك -2 .المقاطع الطولية لقوارع الطرق ومصارف
المياه وقنوات الماء قطع جميع القنوات مع اثبات صحة الحسابات) .ويجب أن تنجز المقاطع
المذكورة على أساس مقاييس تيسر قراءة وفهم الرسوم سواء فيما يخص االرتفاع أو الطول؛
-3المقاطع العمودية النموذجية للطرق بمجموع حيزها واالجزاء البارزة منها في حاله وجود
مردوم أو حفير هام (منحدر) مع بيان ما يلي بوجه خاص :
ويجب ان تنجز المقاطع المذكورة على أساس مقاييس تيسر قراءة وفهم الرسوم.
7
4 -رسوم المنشآت بمقياس ال يقل عن 50/1في حالة وجودها".
و يجب أن يتضمن دفتر الشروط المنصوص عليه في المادة . 4 4من القانون المشار إليه
أعاله رقم 25.90ما يلي:
_مختلف أنواع االرتفاقات التي تثقل العقار والسيما ما تفرضه منها مخططات وأنظمة التهيئة
مثل نوع المباني المراد انجازها والمغارس المراد حفظها أو أحداثها ومناطق الفصل الواجب
احترامها وكذا االرتفاقات المحدثة تطبيقا للنصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالمحافظة
على المباني التاريخية والمواقع الطبيعية ؛
-الطرق (األزقة والمسالك والساحات ومواقف السيارات) والمساحات غير المبنية المغروسة
التي يتولى المجزئ إحداثها وتهيئتها وجميع أشغال التجزئة األخرى التي يتحملها؛
-الطرق والمساحات غير المبنية التي تتولى الجماعة المحلية إنجازها وتهيئتها ؛
8
وان اقتضى الحال شروط انجاز حفر التصريف.
أما فيما يتعلق بالطبيعة القانونية للعقارات التي يمكن أن تكون موضوع تجزئة عقارية نجد
المشرع المغربي قد حصرها في العقارات المحفظة و التي في طور التحفيظ وذلك ما اكلته
المادة 5من ق 25.90و التي تقضي ب":ال يقبل طلب التجزئة المنصوص عليه في المادة 4
فالمالحظ ان المشرع من خالل هذه المادة ان المشرع يشترط ان يكون العقار المراد تجزئته
عقار المحفظ حيث ال يمكن الترخيص بإحداث تجزئة عقارية فوق عقار غير محفظ وذلك
لتجنب المشاكل والعراقيل وما ينجم عنها من نزاعات في حالة كون العقار غير محفظ كما
انا صاحب المشروع ملزم بأن يضيف الى طلب االذن بإقامة التجزئة شهادة من المحافظة
العقارية يثبت ان األرض محفظة او في طور التحفيظ وتؤكد وعدم وجود اي تعرض باإلضافة
9
الى تصميم من نفس المحافظة يبين حدود االرض المراد جزيئاتها.
إن منح اإلذن اإلداري بهدف إحداث التجزئة العقارية يتم بناء على قرار تتخذه السلطة اإلدارية
المختصة ،وذلك بعد دراسة مشروع التجزئة والمقدم لها من قبل المجزئ العقاري ،بمعنى
أنه ال يتصور القيام بإحداث تجزئة عقارية دون تقديم ملف الحصول على الرخصة ،وبالتالي
فإن أي تجزئة لم تكن موضوع ترخيص سابق تعد عشوائية تستوجب العقاب في حق المعني
10
باألمر.
ولهذا فإنه بمجرد تقديم ملف مشروع إحداث التجزئة العقارية من طرف المجزئ فإن السلطة
المكلفة11.تقوم بدراسته واتخاذ القرار بشأنه ،وذلك وفق القواعد المنصوص عليها في القانون
رقم 25.90ومرسومه التطبيقي ،إال أن هذه المسطرة كما يرى أحد الباحثين ما عادت تساير
البد بشأن إحداث تجزئة عقارية من حصول المجزئ على إذن رسمي من الجهات المختصة،
بعد تقديمه طلب معزز بالوثائق والمستندات .لكن هذا الطلب إما أن يتم قبوله إن استوفى
الشروط الالزمة ،أو يصرح بعدم قبوله في بعض الحاالت.13
إذا كان المبدأ يقضي بأن الجهات المختصة بمنح الرخص يجب عليها أن تصرح صراحة
بقرارها بالقبول ،فإنه استثناء يمكن ان يصدر هذا القبول ضمنيا.
يتقدم المجزئ بطلب إحداث التجزئات العقارية إلى جهات المختصة مع تعزيزيه بالوثائق
والمستندات ضمن ملف المشروع المزمع إنجازه ويخضع هذا الملف لدراسة متنوعة
االختصاصات من لدن المصالح المختلفة.14
وهكذا يحيل رئيس المجلس الجماعي الملف على مصلحة التعمير في العمالة أو اإلقليم ،ورأي
هذه المصلحة رأي استشاري ومن الواجب أن يطابق رأي المجلس الجماعي ليصدر اإلذن،
وعند فرضية اختالف الرأيين في هذه الحالة يعرض الملف على لجنة الطرق زيادة للتوضيح
وبحثا عن موقف حاسم .كما على المجلس إحالة الملف على لجنة الجماعات فيما إذا حصل
لديه شك في تأثير المشروع على عناصر العمران السائد في المنطقة ،أو فيما إذا ظهر أن
15
المشروع مؤثر بصورة سلبية على الجماعات التي تنفرد بها المنطقة المعنية.
12رواد السبيبي مسطرة إحداث التجزئات العقارية وآفاق التصرفات الواردة عليها ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص وحدة التكوين
والبحث .ماستر قانون العقود والعقار ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة محمد األول السنة الجامعية ،2011-2012ص.22
13محمد بن أحمد بونبات التجزئة العقارية دراسة في حق السكن ودور السلطات المحلية والوكالة الحضرية في متابعة عملية البناء والتعمير
والعقود المبرم على التجزئات العقارية،الطبعة الرابعة ،2005ص65
14محمد بن أحمد بونبات،م.س،ص65
15نفس م.س،ص65
10
ومن تم فإذا صدر قرار اللجنة بالقبول وعموما إذا تطابقت أراء المصالح المختصة فإن اإلذن
بإحداث التجربة يعتبر موجودا لصالح المشروع واإلذن بمثابة انطالق لبداية أشغال التجهيز
في التجزئة العقارية ألن من شروط قبول الطلب حصول المجزئ على األذون المعززة في
نصوص تشريع ية خاصة بعد استطالع آراء الجهات المنصوص عليها في األنظمة الجاري
بها العمل،و نجد المادة السادسة من قانون 25.90تنص على":يسلم االذن في القيام بالتجزئة
اذا كانت التجزئة المراد إحداثها تتوافر فيها الشروط المقررة في األحكام التشريعية والتنظيمية
الجاري بها العم ل ،خصوصا األحكام التي تتضمنها تصاميم التنطيق وتصاميم التهيئة .ويسلم
اإلذن المشار إليه أعاله دون اخالل بوجوب الحصول على األذون المقررة في نصوص
تشريعية خاصة وبعد استطالع آراء الجهات المنصوص عليها في االنظمة الجاري بها العمل
والحصول على تأشيرتها".
كم هو معلوم ان المبدأ أو األصل هو صدور قرار السلطة المختصة بشأن طلب التجزئة بشكل
صريح في اجل ثالثة اشهر من تاريخ تقديم الطلب فإن قانون في المادة الثامنة حيث تقضي
بأنه إذا كانت األغراض المخصصة لها األراضي محددة في تصميم التنطيق أو تصميم
التهيئة فان سكوت االدارة يعتبر بمثابة األذن في القيام بالتجزئة عند انصرام أجل ثالثة أشهر
من تقديم طلب احداثها ،ويجب إنجاز التجزئة في هذه الحالة وفق ما تتطلبه االنظمة المعمول
بها والسيما االحكام الواردة في تصاميم التنطيق وتصاميم التهيئة.
ومن ثم فإن سكوت اإلدارة عن االفصاح عن قرارها بعد مرور 3اشهر المحددة قانونا بمثابة
ترخيص او قبول ضمني لملف طلب احداث تجزئة حيث يعتبر ممنوح بقوة القانون.
أما في المناطق الخاضعة لمقتضيات ظهير 25يونيو 1960بشأن تنظيم التجمعات القروية
،فإن سكوت رئيس المجلس الجماعي وعدم رده على طلب إحداث التجزئة العقارية داخل
أجل 3أشهر يعتبر رفضا ضمنيا في مرحلة أولى ،حيث يجب على المجزئ أن يطلع عامل
العمالة أو اإلقليم على ذلك ليبت في الطلب داخل أجل ثالثة أشهر ،ليعتبر مشروع التجزئة
11
مرخص به ضمنيا في مرحلة ثانية بعد انصرام هذا األجل الثاني ألنه في حالة اإلذن الضمني
بإحداث التجزئة العقارية.
16كما أن المشرع ألزم اإلدارة بتعليل قرار رفضها لإلذن بإحداث تجزئة عقارية وذلك لتمكين
المجزئ من معرفة األسباب التي كانت وراء رفض طلبه ،ويرفض اإلذن في القيام بالتجزئة
بوجه خاص إذا كان العقار المراد تجزئته غير موصول بشبكات الطرق والصرف الصحي
وتوزيع الماء الصالح للشرب والكهرباء وذلك دون إخالل بأحكام المادة 21من هذا القانون،
طبقا لمنطوق المادة 7من القانون رقم 25.90نظرا لكون هذه التجهيزات تعتبر الدعامة
17
األساسية للتجزئة.
إضافة إلى ما سبق يرفض طلب إحداث التجزئة العقارية إذا كان المشروع المراد إحداثه ال
يتوفر على أشغال التجهيز المنصوص عليها في المادة .18
وحسب المادة 11من ق 25.90فانه":يسقط اإلذن في القيام بالتجزئة سواء كان صريحا أم
ضمنيا إذا انقضت ثالث سنوات ابتداء من تاريخ تسليمه أو من تاريخ انتهاء أجل ثالثة أشهر
المشار إليه في المادة الثامنة أعاله ،دون أن يكون المجزئ قد أنجز أشغال التجهيز المشار
إليها في المادة 18من هذا القانون.".
ومن تم فان رئيس الجماعة المحلية يسلم اإلذن في إنجاز التجزئة العقارية كلما تم احترام
الشروط القانونية والتصاميم المحلية ،وكلما تم تسجيل خالف ذلك حق له إصدار رفض طلب
المعني باألمر مع وجوب كون الرفض معلال ،كما أن المشرع منح للرئيس أحقية الرفض
كلما تم تسجيل عدم إنجاز صاحب التجزئة للمرافق البيئية الحيوية وخاصة منها عدم ربط
العقار المراد تجزئته بالطرق وشبكة التطهير السائل وتوزيع الماء الشروب والكهرباء.
كما تعتبر رخص إحداث التجزئات العقارية اآللية القانونية التي يمكن من خاللها لمختلف
الجهات اإلدارة المختصة في محاصرة ظاهرة البناء العشوائي و إحداث منتوجات عقارية
الفقرة الثانية :سلطات اإلدارة في تتبع ومراقبة أشغال تجهيز التجزئة العقارية.
▪القاعدة العامة:
-إقامة الطرق ووسائل اإليصال الكفيلة بتيسير النفوذ إلى شاطئ البحر إذا كانت األرض
المراد تجزئتها مجاورة للملك العام البحري ؛
-إقامة الخطوط الالزمة لوصل بقع التجزئة بالشبكة العامة لالتصاالت بالنسبة لبعض
التجزئات.
المساحات المخصصة:
18قندسي عبد النور ،اإلنتاج العقاري ونطاق التصرف المادي والقانوني في الملكيه العقاريه مجلة المنارة طبعة 2020صفحه 372_371
19انظر المادة 18من القانون .25.90
13
-للتجهيزات الجماعية والمنشآت ذات المصلحة العامة التي تقتضيها متطلبات
-للمالعب الرياضية 20طبقا ألحكام المادة 62من القانون المتعلق بالتربية البدنية
والرياضة والتي تعطي لإلدارة ،حسب أهمية التجزئة ،إمكانية اشتراط منح اإلذن
▪االستثناء:
-يسلم هذا االستثناء بعد موافقة اإلدارة المعنية (مصالح الصحة العامة) ،وفي الحاالت المعينة
التي ال يمكن فيها إنجاز األشغال:
▪ إما ألسباب تقنية (غياب الشبكات الرئيسية للطرق والصرف الصحي والماء الصالح للشرب
والكهرباء)....
صحراوية.)....
▪ وإما ألسباب تتعلق بالغرض المخصص له العقار المراد تجزئته (بقع ذات مساحة كبيرة
مخصصة للسكن ).
20القانون رقم 06.87المتعلق بالتربية البدنية والرياضة الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.88.172بتاريخ 13من شوال 19( 1409
ماي .)1989
21انظر المادة 21من القانون .25.90
14
-يمكن للمجزئ أن يحل محل الجماعة في إنجاز بعض الطرق والشبكات األخرى الرئيسية
بناء على اتفاق يبرمه مع الجماعة ؛ في هذه الحالة ،يتم تعويض المبالغ الناتجة عن تكلفة
األشغال من مالكي األراضي التي تستفيد من تلك التجهيزات ،تتولى الجماعة تحصيلها من
مالكي األراضي المعنيين وفق األساليب المقررة لتحصيل الرسم. 22
-لقد ألزم المشرع المجزئ بالتصريح بانتهاء أشغال التجهيز المنصوص عليها في
وبعد هذا التصريح تخضع التجزئة العقارية للمراقبة والتحقق من مدى تنفيذ المجزئ
اللتزاماته وذلك عبر مرحلتين :
الغاية من التسلم المؤقت هو التحقق من أن أشغال التهيئة وإعداد األرض للبناء والصرف
الصحي قد تم إنجازها وفق ما ينص عليه المشروع الذي صدر اإلذن شأنه.
-ويجب أن يتم التسلم المؤقت داخل أجل الخمسة وأربعين يوما الموالية للتصريح بانتهاء
التجهيز24 أشغال
-المهندس المزاول عمله في الجماعة أو مهندس العمالة أو اإلقليم ؛ممثل السلطة اإلدارية ؛
-ممثل مصالح المحافظة على األمالك العقارية وأشغال المسح الطبوغرافي المعنية.
-ممثل الوزارة المكلفة باألشغال العمومية إذا تعلق األمر بتجزئة مجاورة للملك العام البحري
أو طرق المواصالت البرية غير الجماعية؛
م مثل المكتب الوطني للبريد واالتصاالت السلكية والالسلكية عندما تكون التجزئة متصلة
بالشبكة.
-ممثل المصالح الجهوية لوزارة الشؤون الثقافية عندما يكون للتجزئة تأثير على المباني
التاريخي.
يحرر بعد انتهاء االجتماع إما محضر التسلم المؤقت لألشغال ،وإما وثيقة
المعاينة تثبت عدم مطابقة األشغال المنجزة لما تنص عليه المستندات الموافق عليها.26
إذا لم يقم صاحب التجزئة ،وداخل األجل المحدد فيها ،بعد تبليغه وثيقة إثبات الحالة المعاينة
بتسوية الوضعية القائمة بتغيير أو إزالة بعض المنشآت أو إنجاز أشغال تكميلية ،يكون للسلطة
المحلية أن تقوم تلقائيا على نفقة مالك األرض بهدم المنشآت القائمة بصورة غير قانونية أو
الالزمة27. بإنجاز المنشآت
المالحظ على مستوى الممارسة أن الفقرة المذكورة تكادال تكون مفعل ،حيث أن اللجنة في
الغالب األعم من الحاالت ال تلزم المعني باألمر بآجال محددة كما أن السلطة المحلية كذلك
ال تتدخل إلنجاز األشغال.
نضيف في هذا الشأن التصرفات غير القانونية التي يقوم بها مجموعة من رؤساء المجالس
الجماعية والمتمثلة في تسليم شهادة التسلم المؤقت رغم عدم موافقة بعض المصالح المكونة
اللجنة.
هنا ال تفوتنا الفرصة كذلك تحميل المسؤولية لبعض العدول والموثقين والمحافظين على
األمالك العقارية الذين يحررون ويتلقون العقود المتعلقة بعمليات البيع و اإليجار والقسمة
بناء على شهادة مسلمة من رئيس المجلس الجماعي دون التأكد من مدى وجود نسخة مشهود
بمطابقتها لألصل من محضر التسلم المؤقت كما تقر بذلك المادة 35من القانون.90 -25
ألشغال تجهيز التجزئة العقاري -إن اآلثار القانونية المترتبة على محضر التسلم المؤقت
والمتمثلة أساسا في تقسيم العقار إلى رسوم فردية وإبراء ذمة المجزئ ،وتحرير التجزئة
عن طريق السماح للمجزئ بالبيع واإليجار والقسمة ،الشيء الذي يجعل هذه العملية تشكل
وبدون منازع أهم مرحلة في مسلسل إحداث التجزئة.
يعد التسلم النهائي ألشغال تجهيز التجزئة العقارية إجراء الحقا للتسلم ومكمال للتسلم المؤقت،
و يهدف إلى التحقق من أن الطرق ومختلف الشبكات ال يشوبها أي عيب ،وذلك بعد مضي
سنة من تحرير محضر التسلم المؤقت.28
إن أهمية عملية التسلم النهائي تتجلى من خالل آثارها القانونية والمتمثلة أساسا في قيام رئيس
مجلس الجماعة الحضرية أو القروية بتسليم شهادة تثبت أن الطرق ومختلف الشبكات توجد
في حالة سليمة وذلك بعد موافقة اللجنة المختصة ،يترتب على تسليم الشهادة المذكورة إلحاق
يكون إلحاق الطرق والشبكات و المساحات المشار إليها أعاله باألمالك العامة للجماعة
محل محضر يجب قيده باسمها في الصك العقاري األصلي للعقار موضوع التجزئة ،ويباشر
هذا القيد مجانا بطلب من الجماعة الحضرية أو القروية التي يعنيها األمر.
إن عدم إجبار المشرع المجزئ بالقيام بالتسلم النهائي لألشغال تحت طائلة تعرضه لغرامة
تهديدية مثال يطرح عدة إشكاالت على المستوى العملي ،فقد أفرزت الممارسة عدة خروقات
قانونية ناتجة عن عدم تسلم أشغال تجهيز التجزئة نهائيا ،نقترح في هذا الصدد جعل محضر
التسلم المؤقت ألشغال التجهيز بمثابة شهادة تخول للجماعة تملك الطرق والمرافق الجماعية
والفضاءات الخضراء ،وذلك تفاديا لما يطرحه عدم قيام الجماعة بالتسلم النهائي من مشاكل.
يتم التسلم المؤقت بالنسبة لهذا النوع من التجزئات عند انتهاء كل قسط من أقساط األشغال،
وتضاف إلى محضر التسلم المؤقت شهادة من رئيس مجلس الجماعة الحضرية أو القروية
30 تتضمن بيان البقع األرضية التي يمكن بيعها أو إيجارها.
إذا لم ينفذ صاحب التجزئة برنامج تقسيط أشغال التجهيز المشار إليه في الفقرة السابقة وأيضا
في المادة 38من القانون ، 25.90يوجه إليه رئيس مجلس الجماعة الحضرية أو القروية
إنذارا يأمره فيه بإنجاز األشغال المقررة ويضرب له أجال للقيام بذلك.
إذا لم تنجز األشغال في الميعاد المحدد لذلك تستحق الجماعة الحضرية أو القروية مبلغ
الضمان المنصوص عليه في المادة 38أعاله على أن تتولى بنفسها أو بواسطة من تفوض
إليه ذلك إنجاز األشغال الالزمة.
لقد خول المشرع للمجزئ مجموعة من الحقوق التي تشكل ضمانة شخصية له كما تسهل
عمله عند قيامه بأعمال التجهيز ،منها الحق في تعليل قرار رفض اإلذن بإحداث التجزئة
العقارية (أوال) والحق في التعويض عن االرتفاقات ( ثانيا).
لعل من أول الحقوق التي منحها المشرع المغربي للمجزئ هو الحق في تعليل رفض اإلذن
بإحداث التجزئة العقارية.
بمعنى أن اإلدارة تكون ملزمة ببيان مبررات اتخاذها لقرار الرفض المباشر ضمن البنود
المكونة لمنطوقها ،وبهذا المنظور يصبح تعليل قرار الرفض بإحداث التجزئة العقارية شرطا
لمشروعيته ،ويؤدي ذلك بمفهوم المخالفة إلى اعتبار القرار الخالي من التعليل قرارا مشوبا
بالتجاوز في استعمال السلطة شكال ،ويخرج من نطاق الحمايةالقانونية ليقع في وعاء
الالمشروعية.31
باإلضافة إلى الحق في التعليل فقد منح المشرع للمجزئ حقا آخر يتمثل في حالة عدم قيام
اإلدارة بالرد على طلب إحداث التجزئة العقارية داخل أجل ثالثة أشهر من تاريخ تقديمه
31رواد السبيبي مسطرة إحداث التجزئات العقارية و آفاق التصرفات الواردة عليها ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص،
وحدة التكوين و البحث ،ماستر قانون العقود و العقار ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة محمد األول ،السنة
الجامعية ،2011-2012ص43
19
بالقيام بإحداث التجزئة ما دام المشرع اعتبر سكوت اإلدارة بمثابة قبول ضمني ،وذلك طبقا
لما نصت عليه المادة الثامنة من القانون .3225.90
وعليه فإنه يحق للمعني باألمر حسب مقتضيات المادة 5من القانون رقم .3303.01
تقديم طلب داخل أجل ثالثين يوما النصرام األجل القانوني للطعن الطالعه على أسباب
القرار الضمني ،وتكون اإلدارة ملزمة بالرد على الطلب داخل أجل خمسة عشرة يوما من
تاريخ التوصل بالطلب.
كما قد ترفض اإلدارة في بعض الحاالت طلب اإلذن بإحداث التجزئة العقارية دون قيامها
بتبليغ قرار الرفض للمجزئ ،ما يفيد أن المجزئ حسب المادة الثامنة من القانون 25.90له
الحق في إحداث التجزئة ما دام المشرع المغربي أعطى له ترخيص إنشاء التجزئة بمرور
أجل محدد ،وأن هذا الرفض للغير المعلن من طرف اإلدارة ال يعتد به ما دام المشرع يأخذ
بالوضع الظاهر وليس بما هو خفي.34
“ حق عيني قوامه تحمل مقرر على عقار من أجل استعمال أو منفعة عقار شخص آخر"
وأضافت المادة 38من ذات القانون“ :ينشأ االرتفاق إما عن الوضعية الطبيعية لألماكن أو
بحكم القانون أو باتفاق المالكين”.
ويتضح من هذه المادة األخيرة أن حق االرتفاق يمكن أن ينشأ بحكم القانون كقانون التجزئات
العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات ،الذي ينص على االرتفاقات التي يمكن
32لتهيئة فإن سكوت اإلدارة يعتبر بمثابة اإلذن في القيام بالتجزئة عند انصرام أجل ثالثة أشهر من تقديم طلب إحداثها ،ويجب إنجاز التجزئة في
هذه الحالة وفق ما تتطلبه األنظمة المعمول بها ،و ال سيما األحكام الواردة في تصاميم التنطيق و تصاميم التهيئة
33ظهير شريف رقم 1.02.202صادر في 12من جمادى األولى( 23يوليوز )2002بتنفيذ القانون رقم 03.01بشأن إلزام اإلدارات العمومية و
الجماعات المحلية و المؤسسات العمومية بتعليل قراراتها.
34رواد السبيبي ،م س ،ص44
35ظهير شريف رقم 1.11.178صادر في 25من ذي الحجة 22( 1432نوفمبر )2011بتنفيذ القانون رقم 39.08المتعلق بمدونة الحقوق
العينية ،منشور بالجريدة الرسمية عدد 5998المؤرخة في 24نوفمبر ،2011ص5587
20
فرضها على صاحب التجزئة في المادة 30منه التي تنص على أنه " يجوز للجهة المختصة
بتسليم اإلذن في القيام بإحداث التجزئة أن تعلق إذنها على إدخال تعديالت على المشروع إذا
رأت منفعة في ذلك ،كما يجوز لها على سبيل المثال أن تفرض على صاحب التجزئة :
-إنشاء ارتفاقات تستجيب لما تقتضيه متطلبات األمن العام والصحة والمرور والمتطلبات
الجمالية.
-تكوين مساحات احتياطية إضافية تخصص للتجهيزات الجماعية والمنشآت ذات المصلحة
العامة التي يستلزمها إحداث التجزئة".
وهكذا يتضح أنه من الممكن فرض مجموعة من االرتفاقات على صاحب التجزئة العقارية،
مما يدفعنا الى التساؤل حول إمكانية تعويض صاحب التجزئة عن االرتفاقات العقارية المنشأة.
لإلجابة على هذا التساؤل نستحضر ما نصت عليه المادة 31من القانون رقم 25.90التي
تنص على أنه:
" يستحق صاحب التجزئة تعويضا على االرتفاقات المنشأة بمقتضى المادة 30ما عدا تلك
التي تنشأ لما تقتضيه متطلبات األمن والصحة والمرور والمتطلبات الجمالية وضرورة
االحتفاظ باألشجار الموجودة في األرض المراد تجزئتها ...".
وهكذا نالحظ أن المجزئ يستحق تعويضا على االرتفاقات المتعلقة بتكوين مساحات احتياطية
إضافية والطرق إذا تجاوزت نسبة معينة هذه النسب حددتها الفقرة الثانية من المادة 31في:36
25% 36من المساحة الكلية إذا كان متوسط مساحة البقع الناتجة عن التجزئة يساوي أو يتعدى 1000م.
30%من المساحة الكلية إذا كان متوسط مساحة البقع الناتجة عن التجزئة يقل عن 1000م أو يساوي أو يفوق 600م.
35%من المساحة الكلية إذا كان متوسط مساحة البقع الناتجة عن التجزئات يقل عن 600متر مربع و يساوي أو يفوق ثالثمائة و خمسين ()350
مترا مربعا .
40%من المساحة الكلية إذا كان متوسط مساحة البقع الناتجة عن التجزئة العقاري يقل عن ثالثمائة و خمسين ( )350مترا مربعا و يساوي أو
يتعدى مائتي ( )200مترا مربعا .
21
لتفادي تعسف اإلدارة في بعض الحاالت عند فرضها ارتفاقات لضرورة المصلحة العامة
37
تتعدى النسب المئوية المحددة لمساهمة المالك في التعويض من أساسه
باإلضافة إلى ما سبق أعطى المشرع المغربي في المادة 20من القانون 25.90لمالك
المشروع الحصول على تعويض من مالكي األراضي التي تستفيد من الشبكات الرئيسية
للطرق والصرف الصحي وذلك في حالة حلول صاحب األرض محل الجماعة الحضرية أو
القروية في إنجاز تلك الشبكات .
ألزم المشرع المجزئ في ظل القانون رقم 25.90بمجموعة من االلتزامات التي يتعين عليه
احترامها والتقيد بمقتضياتها ألنها تكتسي صبغة النظام العام ،على اعتبار أنها تندرج في
إطار العالقة الثالثية التي تربط كل من اإلدارة والمجزئ والمستفيد ،وهذه االلتزامات تنقسم
إلى التزامات شكلية تتعلق باإليداع واإلشهار ،والتزامات موضوعية .
*االلتزامات الشكلية:
لإلشهار أهمية بالغة إذ يمكن الراغبين في التعامل مع المجزئ من اإلحاطة بكافة المعلومات
على العقار موضوع التجزئة ،ولتحقيق هذه الغاية أوجب المشرع على المجزئ إيداع مشروع
التجزئة بالمحافظة العقارية أوال ثم اشهاره بمقر الجماعة ثانيا .
فرض المشرع على صاحب التجزئة أن يقوم فور الحصول على اإلذن بإحداث التجزئة بإيداع
نسخة من الملف بالمحافظة العقارية وهو ما أكدته المادة 12من القانون ، 25.90كما أن
45%من المساحة الكلية إذا كان متوسط مساحة البقع الناتجة عن التجزئة يقل عن مائتي ( )200متر مربع ويساوي أو يفوق مائة( )100متر
مربع .
50%من المساحة الكلية إذا كان متوسط مساحة البقع الناتجة عن التجزئة يقل عن مائتي ()200متر مربع ويساوي أو يفوق مائة ()100متر مربع
37علي الرام ،التجزئات العقارية في ضوء أحكام القانون المغربي ،رسالة لنيل دبلوم الماستر الدراسات العليا المعمقة في حدة قانون العقود و
العقار ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة ،جامعة محمد األول ،الموسم الجامعي .2001/2000
22
المادة 32من نفس القانون نصت على ذلك ،كما يتعين على صاحب التجزئة فور نقل تصميم
التجزئة على الخريطة العقارية الخاصة بالعقار موضوع التجزئة أن يطلب من المحافظة
العقارية إنشاء صك عقاري خاص بكل بقعة من البقع الناتجة عن تجزئة العقار ،إذن فالقيد
في الرسم العقار ي يؤكد ملكية مالك التجزئة لمشروعه ،وعليه فالتصرفات والحقوق غير
المقيدة اليجوز االحتجاج بها .
مادام أن عملية التقييد واإليداع بالمحافظة العقارية تشكل نوعا من اإلشهار للعقار المجزئ ،
فإن المادة 46من القانون 25.90أكدت ذلك وأوجبت إشهار ملف المشروع بمقر الجماعة
الحضرية أو القروية كما يمكن إشهاره بكافة وسائل اإلشهار عاإلعالن في الجرائد المخولة
لذلك .
عمال بمقتضيات المادة 16من القانون السالف الذكر يتعين على المالك فور الحصول على
اإلذن أن يعمد إلى إشهار المستندات التي على أساسها حصل على اإلذن بالتجزيئ بمقر
الجماعة المعنية بالمشروع ،وخص المشرع ضمن الوثائق المشمولة باإلشهار الوثائق التالية
-المستندات الفنية المتعلقة بإنجاز الطرق ومختلف شبكات الماء والصرف الصحي والكهرباء .
-برنامج تقسيم األشغال في حالة وجود نظام األجزاء المشتركة .وجميع هذه الوثائق يجب أن
تتضمن مراجع االذن اإلداري (رقمه ،تاريخه… ) دون أي تغيير من شأنه أن يؤدي إلى
التدليس والتغرير بالمستفيدين من بقع التجزئة ومثل هذا اإللتزام يعد وسيلة عملية الطالع
الغير لمثل ه ذه المعلومات الضرورية خاصة وأن المشرع خول للسلطة الجماعية امكانية
إلحاق هذه الوثائق بوقع المشروع على نفقة المالك .
23
على ضوء ما سبق نجد المشرع المغربي لم يحدد بدقة األجل الذي يتعين فيه على المالك بدء
عملية اإلشهار بمقر الجماعة وانما اكتفى بذكر عبارة "فور الحصول على اإلذن " التي تبقى
محل تأويل.
كما يعاب على المشرع المغربي عدم تحديده لمدة سريان عملية اإلشهار بمقر الجماعة ،ذلك
أن عدم تحديد هذه المدة كحد أدنى على األقل يجعل األمر مثار للعديد من التالعبات السيما
بالنسبة للمشاريع المشبوهة في أمرها ،والمرتبطة أساسا بسلطة نفوذ المجالس الجماعية
المنتخبة ،وللحد من هذه الوضعية غير الصحية يتطلب األمر التدخل التشريعي.
كصيغة ثانية من صيغ اإلشهار اإلداري اختار المشرع موقع أو ورش التجزئة كمحل لإلشهار
حيث يلزم المالك وإلى حين تحرير محضر التسلم المؤقت بأن يثبت بحروف بارزة على الفتة
توضع في واجهة ورش األشغال تاريخ ومصادر الترخيص اإلداري (رقمه ،تاريخه.)….
وتعتبر هذه الصيغة مكملة لعملية اإلشهار بمقر الجماعة المعنية على اعتبار أنها تتم بعين
المكان وبالنظر إلى اقتصارها من حيث الوثائق المشمولة باإلشهار على مراجع اإلذن اإلداري
وبذلك تعد أقل فعالية.38
اإلشهار العقاري:
إن اإلشهار عن طريق مصلحة المحافظة على األمالك العقارية يشكل ركيزة قانونية تعتمدها
هذه المصلحة لتفادي عمليات الغش والتدليس قدر اإلمكان في العقار موضوع اإلشهار .
وعليه واستنادا لمقتضيات المادة 46يتعين على المالك فور حصوله على الترخيص بالتجزيئ
أن يعمد إلى اشهار المستندات التي حصل على أساسها على الترخيص المذكور وهنا يجب
اإلشارة إلى أن اشهار مشروع التجزئة بالمحافظة العقارية يختلف جذريا عن الشهر
المنصوص عليه في المادة 65من ظهير التحفيظ العقاري .39
ألزم المشرع المغربي في ظل القانون 25.90المجزئ بعدد من االلتزامات التي تربط كل
من اإلدارة والمجزئ والمستفيد وتتجلى االلتزامات الموضوعية في:
حيث ألزم المشرع المجزئ اإلستعانة بالمهندس المعماري ،المهندس المختص ،ومهندس
المساحة طبقا للمواد من 13إلى 17من قانون 25.90المتعلق بالتجزئات العقارية ،وقد
أوكل المشرع لهؤالء سلطات مهمة تتمثل في وضع وتوقيع أهم المستندات المعتمد عليها في
تكوين طلب اإلذن ،وهكذا فالمجزئ ملزم بأن يلجأ إلى مهندس معماري يمارس مهنته في
القطاع الخاص ومسجل في الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين ،وذلك ليقوم بالمهام التالية
-وضع تصور لمشروع التجزئة من الوجهة المعمارية يترجم على الخصوص في رسم بياني
يطهر موقع التجزئة وهيئتها .
-وضع جميع المستندات المتعلقة بتصور التجزئة من الوجهة المعمارية التي يجب اإلدالء
بها إلى الجهة المختصة للحصول على اإلذن بإحداث التجزئة .40
تنص المادة 17من نفس القانون على "يجب على صاحب التجزئة أن يعين مهندسا معماريا
أو مهندسا مختصا أو مهندسا من مهندسي المساحة ليتولى بوصفه منسقا مهمة السهر على
انجاز األشغال على أفضل وجه.
بعد حصول المجزئ على موافقة اإلدارة بإحداث التجزئة فإن هذه الرخصة ال تبقى مرتبة
لنتائجها في حالة عدم بدء األشغال ،وتتعلق هذه األشغال وفقا ألحكام المادة 18من قانون
25.90بالتجهيزات التالية:
-وصل الطرق ومختلف الشبكات الداخلية للتجزئة بما يقابلها من الشبكات الرئيسية ؛
-اقامة الطرق ووسائل اإليصال الكفيلة بتيسير النفوذ الى شاطئ البحر إذا كانت األرض
المراد تجزئتها مجاورة للملك العام البحري.
لقد أجاز القانون لإلدارة مانحة الرخصة أن تعلق إصدار هذه الرخصة على إدخال تعديالت
على المشروع إذا رأت منفعة في ذلك ،كما يجوز لها على سبيل المثال أن تفرض عاى
صاحب التجزئة:
* إنشاء ارتفاقات تستجيب لما تقتضيه متطلبات األمن العام والصحة العامة والمرور
والمتطلبات الجمالية .
26
*االحتفاظ باألشجار الموجودة في األرض المراد تجزئتها وذلك حسب المادة 30من قانون
.4125.90
ان احداث المراكز الجهوية لالستثمار جاء استجابة للرسالة الملكية لسنة 9يناير 2002
المتعلقة بالتدبير الالمركزي لالستثمار والنهوض به باعتباره خيار استراتيجي حسب صانعي
القرار في زمن العولمة وباعتباره كذلك محفزا للنمو ولتوفير مناصب الشغل وخلق الثروات.
فإحداث المراكز الجهوية لالستثمار شكلت نقلة نوعية في اتجاه تفعيل أسلوب جديد للتدبير
االقتصادي القائم على الالتمركز من جهة وتبسيط المساطر اإلدارية من جهة أخرى ،فهذه
المراكز تعد لبنة جهوية في مسار تأهيل االلية االستقبالية لالستثمارات الخاصة الوطنية
واألجنبية لمواجهة التحديات المنافسة في جلب االستثمار ،هذا األخير أضحى الرهان
االستراتيجي المعتمد من قبل السياسات العامة للدولة وبعد مرور ما يقارب 17سنة من انشاء
هذه المراكز وعلى خلفية مجموعة من االنتقادات الموجهة لها تم صدور القانون رقم 47.18
المتعلق بإصالح المراكز الجهوية لالستثمار واحداث اللجان الجهوية لالستثمار سنة .2019
ويكتسي موضوع المراكز الجهوية الستثمار اهمية بالغة سواء على مستوى النظري وعلى
المستوى العملي ،فبالنسبة للجانب النظري فتبرز من خالل اهتمام المؤسسة الملكية انطالقا
من الرسالة التأسيسية لهذه المراكز سنة 2002ومن حيث تتبع عملها والدعوة إلصالحها
وإعادة هيكلتها واهتمام مختلف الفاعلين االقتصاديين سواء المغاربة او األجانب .
41مصطفى كنكورة ،التجزئات والتقسيمات العقارية ،جامعة موالي اسماعيل ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بمكناس ،الموسم
الجامعي .2022/2021
27
أما عمليا فتظهر بجالء في مختلف مجاالت خلق المقاولة وتشجيع االستثمار من خالل
النهوض بالتنمية االقتصادية واالجتماعية عبر تدليل المساطر واإلجراءات امام المستثمرين
في خلق المقاوالت والبحث عن مقاربة تعتمد عنصري التتبع والمواكبة خصوصا في ظل
صدور القانون الجديد . 47.18
وبعدما أشار القانون 47.18في قسمه األول المتعلق بالمراكز الجهوية لالستثمار وفي الباب
المتعلق باألحكام العامة على ان المراكز الجهوية أصبحت بمقتضى هذا القانون بمثابة
مؤسسات عمومية تتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل المالي على خالف ما كان عليه
الحال في السابق ،كما اشارت المادة 3من نفس القانون خضوع المراكز لوصاية الدولة التي
يكون الغرض منها العمل على احترام األجهزة المختصة بالمراكز ألحكام هذا القانون.
وعليه سنحاول التطرق في هذا المطلب للمهام المنوطة بهذه المراكز (الفقرة األولى) ،ثم
سنتناول كل من أجهزة اإلدارة والتسيير لهاته المراكز في (الفقرة الثانية ) .42
الفقرة األولى :المهام المنوطة بالمراكز الجهوية لالستثمار حسب القانون 47.18
تحول المراكز الجهوية لالستثمار القائمة في تاريخ دخول القانون 47.18حيز التنفيذ الى
مؤسسات عمومية تتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل المالي وتخضع ألحكام هذا القانون
كما يشار الى المركز الجهوي لالستثمار بعده بالمركز أو المراكز حسب الحالة وذلك حسب
المادة 1من القانون أعاله.
كما اشارت المادة 3من القانون 47.18خضوع المراكز لوصاية الدولة التي يكون الغرض
منها العمل على احترام األجهزة المختصة بالمراكز ألحكام هذا القانون .
وباالطالع على مقتضيات الباب الثاني من القسم األول المتعلق بالمراكز الجهوية لالستثمار
من القانون السالف الذكر نجد مجوعة من المهام جاء بها المشرع من اجل تبسيط المساطر
42خالد الغازي ،عرض حول المراكز الجهوية لالستثمار ،جامعة موالي إسماعيل كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بمكناس ،السنة
الجامعية ،2023/2022ص 2و.3
28
وضمان جودة الخدمات وتحقيق الشفافية والفعالية والتشجيع على االستثمار ،ومحاولة تجاوز
العراقيل اإلدارية التي تتمثل في تعقيد المساطر وطول اإلجراءات وضعف األجهزة ،وهذه
47.18في : المهام تتمثل حسب المادة 4من القانون
تتولى المراكز ،كل واحد منها في حدود نفوذه الترابي ،المساهمة في تنفيذ سياسة الدولة في
مجال تنمية االستثمارات وتحفيزها وإنعاشها وجلبها على الصعيد الجهوي ،والمواكبة الشاملة
للمقاوالت ،ال سيما المقاوالت الصغرى والمتوسطة والصغيرة جدا.
أ) فيما يخص عرض الخدمات المقدمة لفائدة المستثمرين ومواكبة المقاوالت الصغرى
والمتوسطة والصغيرة جدا ،تقوم المراكز ،باعتبارها شبابيك وحيدة ،بما يلي:
-3تلقي ملفات االستثمار وطلبات التراخيص والقرارات اإلدارية المتعلقة بها ،ودراستها
بتنسيق مع اإلدارات والهيئات العمومية المعنية طبقا للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري
بها العمل؛
-4إعداد القرارات اإلدارية الضرورية إلنجاز مشاريع االستثمار ،التي يكون تسليمها أو
توقيعها موضوع تفويض يمنح لوالة الجهات أو يدخل ضمن اختصاصاتهم ،وذلك طبقا
للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل؛
29
-5تتبع المقاوالت ،خاصة المقاوالت الصغرى والمتوسطة والصغيرة جدا ،ومواكبتها،
بطلب منها ،خالل مدة مزاولة نشاطها ،وال سيما من خالل تقديم االستشارة والمساعدة لها
قصد تمكينها من تجاوز الصعوبات التي قد تعترضها؛
-6السهر على نزع الصفة المادية عن المساطر واإلجراءات المتعلقة بدراسة ملفات مشاريع
االستثمار؛
-7تطوير منصات الكترونية مخصصة لالستثمار على الصعيد الجهوي وإدارتها ،وال سيما
قصد تمكين المستثمرين والمقاوالت ،خاصة المقاوالت الصغرى والمتوسطة ،من الولوج إلى
المعطيات المتعلقة بمناخ االستثمار بالجهة ،وفرص االستثمار واإلمكانات التي توفرها الجهة،
والمساطر التي يتعين اتباعها إلنجاز مشاريعهم ومن تتبع مراحل دراسة ملفاتهم المتعلقة
باالستثمار؛
-8القيام تحت إشراف عمال العماالت أو األقاليم المعنيين وبتنسيق مع اإلدارات والهيئات
العمومية والجماعات الترابية المعنية:
-بتتبع مشاريع االستثمار سواء تعلق األمر بمشاريع قيد اإلنجاز أو بمشاريع تم إنجازها؛
-بتتبع تنفيذ عقود أو اتفاقيات االستثمار المبرمة مع الدولة من أجل االستفادة من
االمتيازات المنصوص عليها في النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل.
ولهذه الغاية ،يعد العامل تقريرا يتعلق بتتبع مراحل تقدم إنجاز المشاريع المذكورة
ويعرضه على والي الجهة بصفته رئيس اللجنة الجهوية الموحدة لالستثمار المنصوص
عليها في القسم الثاني من هذا القانون؛
-بتتبع االتفاقيات المتعلقة بتهيئة المناطق الصناعية ومناطق األنشطة االقتصادية
وتطويرها؛
-9وضع المعلومات ذات الطابع العمومي ،بكل الوسائل المتاحة ،رهن إشارة المستثمرين
والمقاوالت ،ال سيما منها:
30
-المعطيات واإلرشادات التي تتعلق بإمكانيات الجهة واإلطار القانوني الذي ينظم االستثمارات
وأهم قطاعات األنشطة في الجهة؛
-خرائط للوعاء العقاري العمومي والمناطق الصناعية ومناطق األنشطة االقتصادية المتوفرة
داخل نفوذ المركز الترابي والتي يمكن أن تحتضن مشاريع استثمار منتجة ومحدثة لمناصب
الشغل ،تعد بتعاون مع اإلدارات والهيئات العمومية والجماعات الترابية المعنية؛
-المعطيات المتعلقة بالموارد البشرية وإمكانات التمويل وفرص الشراكة والمساعدة الممكنة؛
-كتيبات تتضمن المساطر واإلجراءات الواجب القيام بها ،وتحدد الئحة الوثائق الواجب
اإلدالء بها قصد الحصول على التراخيص المطلوبة إلنجاز مشاريع االستثمار؛
-دالئل تتضمن المنظومة المحفزة على االستثمار في مختلف قطاعات األنشطة ،وتبين
االمتيازات الممنوحة والشروط الواجب استيفاؤها قصد االستفادة منها.
من أجل تمكين المستثمرين من االستفادة من خدمات ذات جودة مماثلة ،تسهر المراكز
على أن يكون محتوى الكتيبات والدالئل المذكورة منمطا طبقا لتوجيهات اإلدارة؛
ب) في ما يخص التحفيز االقتصادي للجهة والعرض الترابي المتعلق باالستثمار ،تقوم
1 -ضمان يقظة اقتصادية جهوية ،ال سيما من خالل جمع المعطيات الماكرو اقتصادية
2 -إحداث قاعدة معطيات تتعلق بفرص االستثمار التي يمكن تجسيدها في شكل مشاريع على
صعيد الجهة ،ووضعها رهن إشارة المستثمرين بجميع الوسائل المتاحة؛
31
– 3المساهمة مع الجهات واإلدارات والهيئات المعنية في:
-إعداد وتنفيذ استراتيجيات تنمية االستثمار وإنعاشه وتشجيعه والتحفيز عليه على صعيد
الجهات طبقا لتوجهات الحكومة وتوجيهاتها؛
-إعداد وتنفيذ مخططات موجهة للمستثمرين تتعلق بالنهوض بالمجال الترابي للجهة وبجاذبيته
4 -المساهمة ،إلى جانب الهيئات المختصة ،في إعداد الدراسات القبلية لتنمية المناطق
الصناعية ومناطق األنشطة االقتصادية األخرى ،وعند االقتضاء ،المساهمة في تطويرها؛
5 -القيام ،تحت إشراف السلطة الحكومية الوصية ،باقتراح كل تدبير على الحكومة:
-يرمي إلى توفير عرض مندمج وجذاب لالستثمار على صعيد الجهة؛
-يرمي إلى تبسيط المساطر اإلدارية المتعلقة باالستثمار وتقليص اآلجال المتعلقة بها
والنهوض بالمبادرة المقاوالتية واالستثمار.
ج ) في ما يخص تسوية الخالفات بين اإلدارات و المستثمرين بطرق ودية ،تقوم المراكز
بما يلي:
-القيام بمساعي التوفيق ،بناء على طلب من المستثمرين ،قصد التواصل مع اإلدارات
والهيئات العمومية المعنية خالل إنجاز مشاريع االستثمار أو استغالها.
في حالة عدم تسوية الخالف ،يرفع المركز اقتراحاته إلى والي الجهة قصد التوصل قدر
اإلمكان إلى حل توافقي وذلك في إطار احترام النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها
العمل؛
32
-إعداد تقارير دورية ،ترفع إلى والي الجهة ،تتعلق بحاالت شطط واضحة تمت معاينتها
وإثباتها بصورة قانونية أو بالصعوبات المتكررة التي تعترض مسار معالجة ملفات االستثمار
أو حاالت التأخير في معالجتها .وفي هذه الحالة يتخذ والي الجهة اإلجراءات الضرورية
ويحيل األمر إلى السلطات المختصة.
عالوة على المهام المبينة أعاله ،تؤهل المراكز للقيام بما يلي:
-إبرام كل عقد أو اتفاقية شراكة مع كل هيأة من هيئات القطاع العام أو الخاص ،وطنية كانت
أم أجنبية ،تندرج ضمن مهامها وتهدف ،على الخصوص ،إلى تبادل التجارب والخبرات؛
ينشر كل مركز تقريرا سنويا حول أنشطته في 30يونيو من السنة الموالية على أبعد تقدير.
كما انه يتعين على السلطات الحكومية المعنية ،في إطار تنفيذ السياسات العمومية المتعلقة
باالستثمار ،أن تطلع المراكز على كل استراتيجية وطنية قطاعية أو بين قطاعية وعلى
التوجهات العامة وبرامج ومشاريع التنمية التي تقررها إلنعاش االستثمار.
يتم إطالع المراكز أيضا على مقررات األجهزة التداولية للجماعات الترابية التي تتعلق بتحفيز
االستثمارات والتنمية االقتصادية للجماعات المذكورة.43
ويتعين على اإلدارات والهيئات العمومية والجماعات الترابية المعنية موافاة المركز ،بناء
على طلب منه ،بالمعطيات والمعلومات والوثائق التي تتوفر عليها والتي تعد ضرورية للقيام
بمهامه ،ال سيما تلك المتعلقة بتنمية االستثمار على صعيد الجهة.
يتعين أيضا على المراكز أن توافي بدورها اإلدارات والهيئات العمومية والجماعات الترابية
المعنية بالمعلومات المتوفرة لديها في مجال االستثمارات.44
يمكن لإلدارات والهيئات العمومية والجماعات الترابية المذكورة أعاله أن تعهد إلى المراكز
المعنية بتدبير صناديق دعم المستثمرين والمقاوالت وفق الشروط وحسب الكيفيات المحددة
بموجب النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل.45
لقد نص قانون 47.18على تحويل المراكز الجهوية لالستثمار إلى مؤسسات عمومية تتمتع
بالشخصية االعتبارية واالستقالل المالي ،عهد بإدارتها إلى مجالس إدارية يرأسها والة
الجهات ويسيرها إلى مدراء عامين يتم تعيينهم طبقا للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري
العمل بها .46
المجلس اإلداري :يتكون مجلس إدارة المراكز ،تحت رئاسة والي الجهة من األعضاء التالي
بيانهم: 47
-رئيس مجلس الجهة المعني أوأحد نوابه يعينه بصورة صحيحة لهذا الغرض؛
-الممثلون الجهويون لإلدارات العمومية المعنية بتنمية االستثمارات والمحددة بنص تنظيمي؛
_ الوكالة الوطنية لتنمية تربية األحياء البحرية ،بالنسبة للجهات ذات واجهة بحرية؛
-رؤساء غرفة التجارة والصناعة والخدمات وغرفة الفالحة وغرفة الصيد البحري وغرفة
الصناعة التقليدية بالجهة المعنية؛
-ثالث شخصيات مستقلة مشهود لها بالكفاءة في المجاالت المرتبطة بالمهام المخولة للمراكز،
يتم تعيينها من قبل رئيس مجلس اإلدارة.
يمكن لرئيس مجلس اإلدارة أن يدعو الجتماعات المجلس ،بصفة استشارية ،كل شخص يرى
فائدة في مشاركته.
اما فيما يتعلق باختصاصات المجلس ،فيمكن تلخيصها في ثالث اختصاصات أساسية:48
:1االختصاصات التنظيمية :حيث يصادق المجلس على برنامج العمل السنوي للمركز،
ويحصر المخطط التنظيمي الذي يحدد بنيات المراكز التنظيمية واختصاصاتها ،وكذا حصر
النظام األساسي الخاص بمستخدمي المركز الذي يحدد على الخصوص ،شروط توظيف
المستخدمين ونظام أجورهم وتعويضاتهم ومسارهم المهني ،ويصادق كذلك على تقرير
التسيير السنوي والتقرير السنوي عن األنشطة اللذين يعدهما مدير المركز ،ويمكن للمجلس
:2االختصاصات المالية :يقوم المجلس بحصر الميزانية والبنيات التوقعية المتعددة السنوات
للمركز وكيفيات تمويل برامج أنشطته ،وكذا حصر الحسابات السنوية للمركز ويصادق عليها
ويبث في تخصيص النتائج ،ثم يحصر النظام الذي تحدد بموجبه شروط وأشكال إبرام
الصفقات ،ويحدد كذلك أجور الخدمات المقدمة لألغيار ويتخذ المجلس أيضا قرار اقتناء
األمالك العقارية أو تفويتها ،ويعرض على موافقة السلطات الحكومية المختصة النظام التي
تحدد بموجبه شروط وأشكال إبرام الصفقات المنصوص عليها أعاله بالنسبة للديون المستحقة
للمركز فيتم تحصيلها طبقا للتشريع المتعلق بتحصيل الديون العمومية.
:3اختصاصات المراقبة :تتجلى في إمكانية المجلس في اتخاذ كل إجراء للقيام بعمليات تدقيق
وتقييم دورية ،ويحدث لهذا الغرض لجنة للتدقيق ،يحدد المجلس تأليف هذه اللجنة
واختصاصاتها وكيفيات سيرها.49
ويعد مندوب الحكومة تقريرا يعرضه على مجلس اإلدارة ،وكذا تعد بنية المراقبة الداخلية
تقريرا إلى مجلس اإلدارة بمناسبة كل اجتماع من اجتماعاته.
مدير المركز الجهوي لالستثمار :يعد هو المعني بتسيير المركز ،ولهذا تم إسناده مجموعة
من االختصاصات كاآلتي:50
-االختصاصات اإلدارية :تتمحور في تنفيذ قرارات مجلس اإلدارة ،وعند االقتضاء ،قرارات
اللجنة أو اللجان التي يحدثها هذا األخير ،عند توفيرها على تفويض منه في الموضوع ،وكذا
يقوم بجمع التصرفات أو العمليات المتعلقة بمهام المركز أو يأذن بها ،يمثل المركز إزاء
الدولة ،وكل إدارة عمومية أو خاصة وجميع األغيار ،ويقوم كذلك بجميع األعمال التحفظية،
-االختصاصات المالية :تنحصر في إعداد مشروع الميزانية ،حيث يعتبر المدير آمرا بصرف
نفقات المركز وقبض موارده.
-االختصاصات التدبيرية :يقوم مدير المركز بتدبير جميع بنيات المركز وينسق أنشطتها،
ويدبر الموارد البشرية للمركز ،ويعين في مناصب المسؤولية ،طبقا لمقتضيات النظام
األساسي الخاص بمستخدمي المركز ،ويحيل كذلك ملفات االستثمار إلى اللجنة الجهوية ،وذلك
في أجل أقصاه 30يوما ،ابتداء من تاريخ إيداع الملف كامال لدى المركز من قبل المستثمر،
يمكنه أن يترأس اللجنة الجهوية الموحدة لالستثمار بالتفويض من والي الجهة ،رئيس اللجنة .
جاءت المبادرة الملكية إلحداث المراكز الجهوية بهدف تجاوزالنقاش الذي عرفه المغرب منذ
سنوات حول خلق شباك وحيد لالستثمار على المستوى الوطني ،كما جاءت لتجيب عن
اشكالية االستثمار بالمغرب الذي يعد عملية أعطت نفسا جديدا ودفعة قويةإلنعاش االقتصاد،
حيث تجرنا هذه اآللية المؤسساتية للحديث عن آليات عمل واشتغال المراكز الجهوية في(
الفقرة األولى) ثم نخصص الحديث عن كيفية تسيير عمل المراكز الجهوية في (الفقرة
الثانية).
37
الفقرة األولى :أجهزة عمل المراكز الجهوية لالستثمار.
تتوفر المراكز الجهوية لالستثمار على شباكين :حيث يتعلق الشباك األول بالمساعدة على
إحداث المقاوالت ،في حين يختص اآلخر بمساعدة المستثمرين وتزويدهم بكل ما يفيدهم من
معلومات بخصوص االستثمار الجهوي .
يعد هذا الشباك بالنسبة لألشخاص الذين يرغبون في خلق المقاولة ،ويعتبر المخاطب الوحيد
على مستوى الجهة التي يودون إنشاء مشروعهم داخل نفوذ ترابها ،ولهذا أوكلت
إلى هذا األخير مهمة توجيه ودراسة الملفات وإنشاء المقاوالت بمختلف أشكالها ،فهو يضع
رهن إشارةالمستثمرين مطبوعا موحدا يضم جميع المعلومات المتعلقة بما تفرضه التشريعات
والقوانين الجاري بها العمل في مجال إنشاء المقاوالت .
كما يسهر العاملون في هذا الشباك على القيام بكافة اإلجراءات الالزمة للحصول على الوثائق
و الشهادات من طرف اإلدارات المعنية و التي تقتضيها التشريعات داخل أجل يحدده الوالي
وذلك بالنسبة إلثبات وجود المقاولة.
وفي سبيل دعم الالتمركز اإلداري بخصوص االستثمار وتقريب اإلدارة من المواطنين حسب
المفهوم الجديد للسلطة فقد نصت الرسالة الملكية على أنه يمكن أن يتوفر هذا الشباك على
ملحقات على صعيد العماالت و األقاليم وذلك حسب الحاجة وما تسمح به الوسائل المتوفرة .
وتجدر اإلشارة إلى أن شباك إنشاء المقاوالت يتضمن مختلف التمثيليات اإلدارية المعنية
بعملية إنشاء المقاوالت ،حيث يسهر العاملون في هذاا الشباك على القيام بكل اإلجراءات
الضرورية لدى اإلدارات المعنية؛ ليسلموا على إثرها المعنيون باألمر كل الوثائق الالزمة
إلنشاء المقاولة.
38
المرحلة األولى :تجميع اإلدارات المعنية بإحداث المقاوالت ،مع تحديد مدة زمنية أقصاها
أسبوع واحد للقيام بجميع اإلجراءات المتعلقة بإحداث المقاولة .
المرحلة الثالثة :إعتماد رقم استداللي موحد لجميع اإلدارات(unique identifiant ).
كما أن جميع اإلدارات المعنية بإحداث المقاوالت يجب أن تكون ممثلة بشباك المساعدة على
إحداث المقاوالث حيث نجد ولهذ ا فإن دور الشباك الخاص بإنشاء المقاوالت يتلخص في
تركيز وتبسيط هذه اإلجراءات وذلك بجعله مركز جميع اإلدارات والتي تتمثل في:
إدارة الضرائب:
وتمثلها مصالحها الجهوية عن طريق انتداب أطر مداومة تعمل بعين المكان على إنجاز
الوثائق التي تدخل في نطاق اختصاصها ،ويتعلق األمر بعملية التقيد في الضريبة المهنية ،
و القيام بعمليات التسجيل و تحصيل الرسوم المتعلقة بها.
إدارة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي (CNSS ):ويمثلها إطار ويسهر على مسك
التصاريح المتعلقة بالتأسيس و إعطاء األرقام المتعلقة باالنخراط في هذا الصندوق .
المحكمة التجارية:
وتمثلها كتابة الضبط المختصة عن طريق عون منتدب بالشباك ،يسهر على عملية التقييد
بالسجل التجاري وهذه المرحلة هي التي تعطي للشركات قانونية شخصها المعنوي بعد
تقييدها في السجل المذكور وحصولها على رقم منه .
وهو تابع للوزارة وتكون مهمة ممثلي هذا المكتب هي تسليم الشهادات المتعلقة بتقييدات
أسماء التجار والتسميات والعالمات التجارية و ذلك بما يصطلح عليه بالشهادة السلبية إذ ال
يمكن إجراء تقييد في السجل التجاري لكل اسم أو عنوان تجاري أو تسمية تجارية أو شعار
39
ما لم يقم المستفيد منه بتقييده في السجل التجاري خالل سنة من تاريخ تسليم الشهادة السلبية
من طرف مصلحة السجل التجاري المركزي.
وهذا ما يترتب عنه حماية حق استعمال االسم التجاري أو الشعار أو العنوان التجاري.
هذه اإلجراءات يقوم بها في أغلب األحيان موظف بالمركز الجهوي لالستثمار يكلف بالتنسيق
بين المستثمرين والمطبعة الرسمية المتواجدة بالرباط ،إال أن هذه العملية تتم على مرحلتين:
المرحلة األولى :يتم مم خالل طلب النشر .وتتم المرحلة الثانية في ضرورة
انتظار تحديد ثمن النشر ثم األداء .وذلك بوضع رسوم جزافية وواضحة عنعمليات النشر مما
يساهم في تقليص الوقت والجهد.
تصحيح اإلمضاءات:
يعتبر انتداب موظفين عن المجالس البلدية بالشباك ذي أهمية كبرى وذلك للتخفيف عن
المستثمرين عناء التنقل إلى الجماعات الترابية المعنية التي تكون في بعض األحيان في أقصى
مكان الجهة المزمع االستثمار بها.
ممثل هذه الوكالة يزود الراغبين في التعرف على سوق الشغل بكافة المعلومات والبيانات
المتعلقة باحتياجاتهم من العاملين ،وكفاءاتهم وتكويونهم ولهذ ا الغرض يضع هذا الشباك
رهن إ شارة المستثمرين مطبوعا موحدا يتضمن جميع التصاريح واإلجراءات المقررة في
التشريعات والقوانين الجاري بها العمل في مجال إنشاء المقاوالت.
اعتماد المطبوع الموحد إن الهدف من اعتماد المطبوع الموحد هو إلغاء كافة الشكليات
والمطبوعات التي ليست لها أية جدوى وتجاوز التماطل الحاصل في التعامل مع الملفات
والمشاريع االستثمارية ،والتبسيط بخالف ما سبق يعني اعتماد نماذ ج ومطبوعات موحدة
40
مقننة مدروسة أكثر مالئمة مع روح التدبير العمومي الحديث فالوثيقة الموحدة تحقق نوعا
من المساواة في االستفادة من خدمات الشباك الوحيد ،وتمكن من التقريب الفعلي للمرفق
والمستثمر من اإلدارة .
إن الوثيقة الوحيدة تعمل على ربح الوقت وعدم ضياعه بالنسبة للمستثمرين ذلك أنه عوض
أم تستغرق عملية إنشاء المقاولة أسابيع بل أشهر متعددة أصبحت بفضل المطبوع الموحد ال
تأخذ أكثر من أسبوع.
على العموم فإن مبدأ الوثيقة الوحيدة ينطلق من هدف أساسي وهو تسهيل المسار االستثماري
وتدليله بالنسبة للمستثمرين والقطيعة مع التعقيدات اإلدارية التي ال يستقيم معها أي مشروع
استثماري سواء حين احداثه ألول مرة أو عند توسيعه والزيادة في رأس ماله. 51
يعتبر شباك اإلعالم والمساعدة مهما ضمن تركيبة المركز الجهوي لالستثمار؛ألنه يعمل على
توفير المناخ المالئم للمستثمرين إلنجاز مشاريعهم وذلك عبر تزويدهم بالمعلومات الضرورية
عن طبيعة االستثمار بالجهة .كما يقوم بدراسة المشروع اإلستثماري وتقديمه للمصادقة عليه .
فإذا كان المستثمر أجنبيا أووطنيا يحتاج من قبل إلى القيام بدراسات عديدة والعمل على
البحث عن المعلومات ،وما يكلفه ذلك من وقت ومال خاصة أمام تعدد المتدخلين والفاعلين
في ميدان االستثمار،ومدى ضرورة وأهمية المعلومات بالنسبة للمستثمر ،فإنه بفضل هذا
الشباك يمكن الوصول إلى المعلومات الضرورية في وقت وجيز وبكلفة أقل.
ولهذا أوكلت لهذا الشباك مهام وصالحيات متعددة حيث يمكن تلخيصها في مهام
اإلعالوالتواصل " أوال " واإلعداد والترخيص ومهام التوفيق والتحكيم " ثانيا ".
51خالد الغازي ،المراكز الجهوية لالستثمار ،جامعة موالي اسماعيل ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مكناس ،السنة الجامعية
2023/2022
41
أوال :مهمة التواصل واإلعالم:
تتجلى من خالل تزويد المستثمرين بكافة المعلومات الضرورية الخاصة بمشاريعهم (الكلفة
ومعامالت اإلنتاج وميثاق االستثمار واإلجراءات القانونية).
وكذا ابراز المؤهالت واإلمكانات المتوفرة في الجهة وتوفير كل المعلومات حول القطاعات
والعقارات المتاحة بها ويقوم كذلك بعملية تجميع المعطيات المرتبطة باألراضي و ذلك
بتعاون مع المحافظة العقارية مما يسمح للمركز بإنشاء بنك من المعلومات ،يتم تقديمه
للمستثمر في نفس اللحظة التي سيقوم فيها بمشروعه االستثماري وكجزء من صالحياته
وبالتشاور مع مختلف الجهات الفاعلة والفاعلين االقتصاديين الجهويين حيث يشارك المركز
الجهوي لالستثمار في وضع استراتيجيةالتسويق الترابي من أجل التنمية االقتصادية
واالجتماعية ويقوم كذلك المركز الجهوي لالستثمار باعتباره فاعالمؤسسيا في التنمية
االقتصادية للجهة باقتراح جراءات ملموسة لتحسين جاذبية الجهة.
وتعد هده المهمة ضرورية باعتبار توفر المعلومات بالنسبة للمستثمر االنطالقة الرئيسية
بالنسبة له حيث يتعرف على نوعية المشاريع الموجودة والتركيبة االقتصادية للجهة .
كما يمكن بواسطة هذا الشباك معرفة اإلمكانيات المتاحة لالستثمار ونوعيتها أو الحاجيات
الجهوية ،مما يعطيه فكرة عن مدى إمكانية نجاح مشروعه من جديد ،وهكذا فشباك اإلعالم
يعتبر أداة أساسية في توجيه المستثمر نحو نشاط استثماري أكثر ضمانة لك.
وكذلك من مهامه األساسية ،فحص مختلف المساطر اإلدارية المتعلقة بعملية االستثمار وتقديم
اقتراحات لتحسين استقطاب الجهة لالستثمارات القائمة وتطويرها وعلى تأهيل النسيج
االقتصادي في الجهة .
في هذا الصدد وجب التمييز في المهام التي يقوم بها هذا الشباك بين المشاريع التي يقل حجم
االستثمار بها عن 200مليون درهم و المشاريع التي يساوي أو يتعدى حجم االستثمار فيها
42
200مليون درهم ،ففيما يتعلق بالصنف األول يتولى الموظفون دراسة كافة طلبات
الترخيص اإلداري أو تحضير جميع الوثائق اإلدارية الضرورية إلنجاز مشاريع االستثمار
في القطاعات الصناعية والتصنيع الفالحي والمعادن والسياحة والصناعة التقليدية واإلسكان
،وذلك من أجل عرضها على الوالي قصد تسليم التراخيص المتعلقة بها أو التوقيع على
القرارت اإلدارية المتعلقة بها ،وتتم هذه العملية من خالل مراحل :
تبتدئ باإلعداد والدراسة ،وتنطلق هذه المرحلة بمجرد توصل المسؤول عن الشباك الثاني
بالملف وتشمل عرض المشروع على المصالح اإلدارية المختصة مصحوبا بكافة التوضيحات
والشروح المتعلقة بأهمية المشروع والنفع الذي يمكن أن يعود به على الجهة من حيث التشغيل
وخلق الثروات ،ثم تأتي بعد ذلك مرحلة البث في ملف المشروع من طرف اللجنة الجهوية
لالستثمار بحضور كافة المتدخلين وبتنسيق مع مدير المركز الجهوي لإلستثمار .
أما فيما يتعلق بالمشاريع التي يساوي أو يتجاوز حجمها 200مليون درهم ،فإن الشباك
اإلعالمي يقوم بدراسة مشروع العقود أو االتفاقيات التي تعقد الدولة وذلك لمنح المستثمر
امتيازات واعفاءات استثنائية ،أو القيام بتوجيهها إلى السلطة الحكومية المختصة من أجل
المصادقة عليها والتوقيع عليها من لدن األطراف المتعاقدة ،ويقوم الوالي بإعداد وتنفيذ
التراخيص الضرورية إلنجاز المشروع موضوع االتفاقية .
في هذا المستوى يصبح مشروع العقد مخوال للمراكز الجهوية لإلشراف عليه ،ولتصبح
المصادقة هنا مركزية وليست محلية ،أي أصبح التوقيع من حق المركز وعلى الوالي تسيير
اإلجراءات بالسرعة المطلوبة مادام أن المركز هو من سيشرف على اإلجراءات المتبعة
بالمصالح المختصة لدى ا للجنة المركزية لالستثمارات التي يترأسها الوزير األول ،وبعد
المصادقة يكون الوالي هو الساهر على تنفيذ العقد المبرم .
ولتدعيم هذا المسار ،أوكلت مهمة التوفيق والتحكيم للشباك بهدف تفادي النزاعات التي تنشأ
بين المستثمرين والجهاز اإلداري والمؤسسات المالية المعنية ،وهذا ينصب في السرعة في
حل المشتكل القانونية ،وكذا تفادي االجراءات القانونية التي يتطلبها التقاضي ،إال أنه اليوجد
43
حاليا أي نص قانوني يبين كيفيات اختصاصات المراكز الجهوية لالستثمار في هذا المجال ،
بل تبقى التدخالت رهينة بمبادرات مديري هذه المراكز عن طريق التوسط لدى اإلدارة
المعنية بالنزاع ،وفي حالة عدم التوصل إلى حل يتم إبالغ الوالي باعتباره أعلى سلطة في
الجهة.52
إن إحداث اللجنة الجهوية الموحدة لالستثمار يأتي ضمن مستجدات القانون المتعلق بإصالح
المراكز الجهويةلالستثمار والتي ستقوم مقام اللجان الجهوية والمحلية المتدخلة في تدبير
االستثمار ،مشكلة بذلك اإلطار الوحيد التخاذ القرارات المتعلقة بملفات االستثمار وإبداء الرأي
فيما يخص طلبات االستفادة من التحفيزات واالمتيازات االقتصادية ،وكذا طلبات الرخص
واألمور اإلدارية الالزمة النجاز المشاريع االستثمارية.
وسنتطرق إلى اختصاصات هذه اللجان ثم ننتقل بعد ذلك إلى الحديث عن كيفية تشكيلها
وتأليفها بناء على ما جاء في القانون .47.18
أوكل المشرع اللجنة الجهوية الموحدة لالستثمار القيام بمهام المعالجة المندمجة والمتسقة
لملفات االستثمار ،وتقييمها من الجوانب االقتصادية واالجتماعية والبيئية والعمرانية وتنسيق
أعمال اإلدارات المختصة في هذا المجال ،زيادة على ذلك انحصرت اختصاصات اللجنة
الجهوي ة لالستثمار في دراسة الملفات اإلستثمارية وإبداء اآلراء واتخاذ قرارت بشأنها دون
أن تخصص جانبا من مهامها لتتبع سير المشاريع التي وافقت عليها ودراسة الشكايات الواردة
من المستثمرين ،وإستعراض حاالت النزاعات التي تنشأ بينهم وبين اإلدارة والتي عجز
المركز الجهوي لإلستثمار عن حلها بطرق ودية .
52المراكز الجهوية لالستثمار بالمغرب ،مكامن الخلل ومداخل اإلصالح ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام والعلوم السياسية ،جامعة
محمد الخامس بالرباط ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال ،السنة الجامعية .2020/2019
44
كما نص قانون إصالح المراكز الجهوية لالستثمار وإنشاء اللجنة الجهوية الموحدة بمجموعة
من االختصاصات والتي من بينها كذلك:
البث في طلبات تفويت أو كراء األراضي التابعة لملك الدولة الخاص بما في ذلك األراضي
الفالحية ،أو ذات الصبغة الفالحية ،أو تحديد قيمة هذه األراضي التجارية ،وكذا البث في
طلبات اإلشهاد بعدم الصبغة الفالحية لألراضي المزعم إنجاز مشاريع استثمارية فوقها،
وطلبات الترخيص بتقسيم األراضي الواقفة داخل دوائر الري أو دوائر االستثمار في األراضي
الفالحية المسقية من أجل إحداث منشآت غير فالحية أو توسيعها ،بااإلظافة إلى البث في
طلبات إنجاز مشاريع استثمارية في منطقة ساحلية ال تشملها وثائق التعمير أو في المناطق
الحساسة حسب مدلول النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل ،وكذا طلبات
االحتالل المؤقت للقطع األرضية التابعة للملك العام للدولة وللملك الغابوي ،وتحد اآلثاوات
المرتبطة بهما ،وفي األخير البث في طلبات المعارضة والمقايضة العقارية بخصوص
األراضي الغابوية المخصصة إلنجاز مشاريع استثمارية.
أما على مستوى إبداء الرأي ،تقوم اللجنة الجهوية الموحدة لالستثمار بما يلي:
-إبداء الرأي المطابق في رخص البناء واإلذن بإحداث التجزئات العقارية وتقسيم العقارات،
وبإحداث المجموعات السكنية ،وكذا رخص السكن وشواهد المطابقة ،وذلك في إطار إنجاز
مشاريع االستثمار أو استغاللها.
وتقوم بإبداء الرأي كذلك في منح التراخيص بممارسة أعمال التصدير ذات الطابع الصناعي
أو التجاري ،وأعمال الخدمات المرتبطة بها ،وذلك داخل المناطق الحرة ،بااإلضافة إلى إبداء
الرأي في شأن الموافقة البيئية حول مشاريع االستثمار المعروضة عليها بعد تفحص دراسات
التأثير على البيئة ،وكذا ترتيب المؤسسات السياحية ورخص استغالل المؤسسات السياحية،
وكذلك إبداء الرأي في طلبات إسناد القطع األرضية في المناطق الصناعية ومناطق األنشطة
الصناعية وفقا للشروط والكيفيات المحددة في اتفاقيات تهيئة
المناطق المذكورة.
45
وفي األخير تبدي اللجنة رأيها في مشاريع االستثمار المعروضة عليها لالستفادة من
االمتيازات الممنوحة في إطار المنظومة التحفيزية المعمول بها أو الصناديق المخصصة لهذا
الغرض ،أو هما معا ،وكذا في العقود واالتفاقيات المتعلقة بهما.
بالرجوع إلى الباب الثاني من القسم الثاني من القانون 47.18نجد المشرع تطرق إلى تأليف
اللجنة الجهوية الموحدة لالستثمار حيث نصت المادة 31على ":تتشكل هذه اللجنة تحت
رئاسة والي الجهة من:
لقد نص قانون إصالح المراكز الجهوية لالستثمار وإحداث اللجنة الجهوية الموحدة ،على
برئاسة رئيس الحكومة ،والتي يعهد إليها بقيادة إصالح 54
إحداث "اللجنة الوزارية للقيادة"
مراكز االستثمار وتتبع عمل المراكز في مجال تنفيذ سياسة الدولة على المستوى الجهوي
والرامية إلى إنعاش االستثمارات والتحفيز عليها وتنميتها ،بتنسيق مع اإلدارات والهيئات
المعنية ،وكذا البث في الطعون ودراسة تقارير تقييم أداء المراكز ،باإلظافة إلى النظر في
وكتابة اللجنة المتمثلة في وزارة الداخلية والمكلفة بتحضير اجتماعات اللجنة الوزارية،
وإعداد مشاريع محاضر اللجنة ،باإلظافة إلى تتبع تنفيذ التوجهات والقرارات الصادرة عن
اللجنة الوزارية ،وتلقي الطعون المتعلقة بقرارات اللجان الجهوية الموحدة لالستثمار من أجل
عرضه ا على أنظار اللجنة الوزارية ،وفي األخير تبليغ قرارات اللجنة المتعلقة بهذه الطعون
إلى المستثمرين ورؤساء اللجان الجهوية الموحدة لالستثمار.
وتتكون اللجنة كذلك من مجموعة من األعضاء الممثلون في وزير الداخلية واألمين العام
للحكومة ،ووزير االقتصاد والمالية ،والوزير المكلف بااالستثمار.
ويمكن لرئيس اللجنة دعوة كل سلطة حكومية أخرى معنية بالنقاط المدرجة في جدول أعمال
اجتماع اللجنة.
وتجتمع اللجنة خالل شهر أبريل ،لدراسة تقارير أداء المراكز الجهوية لالستثمار والنظر في
االقتراحات التي تقدمها هذه المراكز ،ويمكن أن تجتمع كذلك كلما دعت الضرورة لذلك بدعوة
من رئيس اللجنة الذي يحدد جدول أعمال اجتماعاتها.
47
خـــــــاتمة:
انطالقا مما سبق يمكن القول أن القواعد المنظمة للتجزئات العقارية ،خاصة
تلك المضمنة في القانون رقم 25.90ومرسومه التطبيقي ،تلعب دورا هاما
في القضاء على ظاهرة البناء العشوائي عموما والتجزيء السري وغير
القانوني على وجه الخصوص .إال أنه ال بد من االعتراف أن الكثير من
األحكام القانونية المتعلقة بالتجزئات العقارية ال زالت لم تجد طريقها
للتطبيق الكلي والشامل إذ أن الواقع العملي أبان في الكثير من الحاالت عن
محدودية هذه المقتضيات ،خاصة ما يتعلق بتوفير الحماية الالزمة لمقتني
البقع المجزئة ،وذلك نتيجة عدم مسايرة هذا القانون للتطورات االقتصادية
واالجتماعية التي يشهدها المجال العمراني بالمغرب.
48
و ميدان التجزئات العقارية على وجه الخصوص ،وذلك من أجل تحقيق
التنمية الشاملة والمستدامة والقضاء على كل مظاهر العشوائية وتوفير
السكن الالئق للمواطن المغربي باعتباره من الحقوق الدستورية التي نص
عليها دستور .2011
في ظــروف جيــدة وفي وقــت وجيــز ،وكــذا حصيلــة عمــل هــذه
المراكــز وعمــل اللجــان الجهويــة لالستثمار بعــد التحـول الهيـكلي
واالستـراتيجي الـذي عرفتـه ،يمكـن التأكيـد عـى أن ورش اإلصالح قـد
عـرف تقدمـا ملحوظـا فيمـا يخــص مختلــف محــاوره المتعلقــة بإعــادة
تنظيــم المراكــز الجهويــة لإلســتثمار وتوســيع اختصاصاتهــا وبإحــداث
اللجــان الجهويــة الموحــدة لإلستثمار وبتبســيط المســاطر المتعلقــة
باإلســتثمار.
49
*تشديد العقوبات المتعلقة بالمخالفات التي تطبع ميدان إحداث التجزئات
العقارية وذلك من خالل رفع مقدار الغرامات المالية في هذا الصدد .
50
الفـــــهرس
51