0% found this document useful (0 votes)
5 views6 pages

Bahs Imam Syafii

Uploaded by

widyamaharani28
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as DOCX, PDF, TXT or read online on Scribd
0% found this document useful (0 votes)
5 views6 pages

Bahs Imam Syafii

Uploaded by

widyamaharani28
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as DOCX, PDF, TXT or read online on Scribd
You are on page 1/ 6

‫البحث االمام الشافعي‬

‫‪-‬حيا ته ومناقبه‪-‬‬
‫َأ‬ ‫َأْل‬
‫اْلبحوث َعْن ا ِئَّمِة اْلِعَظاِم ِفي َتاِريِخ اْلِفْقِه اِإْلْس اَل ِمِّي ُهَو بحث َعْن ِرَج اٍل َبَذُلوا ْنُفَسُهْم‬
‫َأْل‬ ‫َأ‬
‫ِلِخ ْدَمِة ِديِن الَّلِه‪َ ،‬وَتَر ُكوا َلَنا ِإْر ًثا َعِظيًما ِمْن اْلِعْلِم َواْلَمْعِرَفِة‪َ .‬وِمْن ْبَرِز َهُؤاَل ِء ا ِئَّمِة اِإْلَماُم‬
‫الَّش اِفِعُّي ‪ ،‬اَّلِذي ُيْعَتَبُر ِمْن َأْعَظِم ُفَقَهاِء اُأْلَّمِة اِإْلْس اَل ِمَّيِة‪.‬‬

‫اإلمام الشافعُّي هو أحُد أئَّمِة اإلسالِم الِعظاِم وُمَؤِّس ُس المذهِب الشافعِّي ‪ .‬اشتهَر‬
‫بِعلِمِه الواسِع واجتهاِدِه في تأسيِس ُأُصوِل الِفْقِه وَج ْمِعه بين الَّنِّص واالجتهاِد‪َ .‬تَر َك‬
‫أثًر ا كبيًر ا في تطُّوِر الِفْقِه اِإلْس اَل ِمِّي ‪.‬‬
‫َأ‬
‫يتناوُل هذا البحُث َح ياَة اإلماِم الشافعِّي ‪ ،‬بدًءا من َنَسِبِه وَنْش ِتِه‪َ ،‬مروًر ا بمراِح ِل تعليِمِه وِرْح الِتِه‬
‫الِعْلِمَّيِة‪ ،‬إلى َمَناِقِبِه وَأْخالِقِه التي َجَعَلْتُه ُقْدَوًة في الِعْلِم والُّزْهِد‪.‬‬

‫الحياة االمام الشافعي‬


‫اإلمام الشافعي هو محمد بن إدريس بن عباس بن عثمان بن شافع بن السائب القرشي‪،‬‬
‫ُولد في عام ‪ 150‬هـ في مدينة غزة بفلسطين‪ .‬هو أحد األئمة األربعة الذين أسسوا‬
‫المذاهب الفقهية الكبرى في اإلسالم‪ .‬عاش اإلمام الشافعي في زمن كان يشهد تطوًر ا‬
‫كبيًر ا في الفكر اإلسالمي‪ ،‬وكان له دور كبير في تشكيل وبلورة الفقه اإلسالمي‪ُ .‬يعتبر‬
‫اإلمام الشافعي من أبرز الشخصيات التي استطاعت جمع مختلف مدارس الفكر الفقهي‬
‫في كتاباته وآرائه‪.‬‬

‫نشأ اإلمام الشافعي في مكة المكرمة بعد أن فقد والده وهو في سن مبكرة‪ ،‬فتولت‬
‫أمره والدته التي كانت تهتم بتربيته وتعليمه‪ .‬بدأ اإلمام الشافعي تعلم القرآن الكريم في‬
‫سن مبكرة‪ ،‬حيث حفظه في السابعة من عمره‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬اهتم بتعلم علوم الحديث‬
‫والفقه‪ .‬كان معروًفا بذكائه الحاد وقدرته على الحفظ والتفكير النقدي‪ .‬في العاشرة من‬
‫عمره‪ ،‬كان قد حفظ موطأ الإمام مالك‪.‬‬

‫ثم انتقل اإلمام الشافعي إلى المدينة المنورة في سن مبكرة لدراسة الفقه على يد‬
‫اإلمام مالك بن أنس‪ ،‬حيث تعلم من علمه‪ ،‬واطلع على فقهه وأصوله‪ .‬بعدها‪ ،‬سافر إلى‬
‫العراق ليتعرف على آراء المذهب الحنفي‪ ،‬وأخذ عن تالميذ اإلمام أبي حنيفة‪ ،‬مثل اإلمام‬
‫محمد بن حسن الشيباني‪.‬‬

‫رحالته العلمية‬

‫بعد أن تعلم في مكة والمدينة والعراق‪ ،‬سافر اإلمام الشافعي إلى اليمن‪ ،‬حيث عمل‬
‫قاضًيا‪ ،‬ثم انتقل إلى مصر حيث استقر في آخر سنوات حياته‪ .‬في مصر‪ ،‬بدأ اإلمام‬
‫الشافعي في التأليف وكتابة كتبه الشهيرة‪ ،‬حيث كانت هذه الفترة هي التي شهدت تطور‬
‫مذهب الشافعي بشكل كبير‪ .‬كان اإلمام الشافعي يتنقل بين البلدان ويجمع علًما من‬
‫مختلف المدارس الفقهية ليصنع مذهًبا فقهًيا يعكس جمعه بين الفقه الظاهري والقياسي‪.‬‬
‫مؤلفاته وآراؤه الفقهية‬

‫اإلمام الشافعي ترك العديد من المؤلفات التي تعتبر مرجًعا هاًما في الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫ومن أبرز هذه المؤلفات كتابه الرسالة‪ ،‬الذي يعد أول كتاب في علم أصول الفقه‪ ،‬حيث وضع‬
‫فيه أسس فهم النصوص الشرعية وكيفية استنباط األحكام من القرآن والسنة‪ .‬وقد تناول‬
‫في هذا الكتاب مسألة القياس (االستنباط العقلي) الذي كان يتبناه مع القرآن والسنة‬
‫كمصادر أساسية للفقه‪.‬‬

‫كما كتب اإلمام الشافعي الأم‪ ،‬الذي يعد موسوعة فقهية ضخمة تضم كافة المسائل‬
‫الفقهية التي اختلف فيها العلماء‪ ،‬وناقش فيه مختلف اآلراء الفقهية‪ ،‬مما جعله مرجًعا‬
‫أساسًيا لطالب العلم في المذهب الشافعي‪.‬‬

‫كان اإلمام الشافعي يعتقد بأن الفقيه يجب أن يكون حريًصا على استخدام النصوص‬
‫الشرعية بدقة‪ ،‬وأنه يجب على الفقيه التمسك بآراء العلماء التي استندت إلى الكتاب‬
‫والسنة‪ .‬كما كان يرفض القياس عندما يكون هناك نص واضح من القرآن أو السنة‪.‬‬

‫منهجه الفقهي‬

‫منهج اإلمام الشافعي في الفقه يعتمد على ثالثة مصادر أساسية‪:‬‬


‫‪ .1‬الكتاب‪ :‬أي القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ .2‬السنة‪ :‬أي الحديث الشريف الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ .3‬القياس‪ :‬وهو استنباط الحكم الشرعي من خالل القياس على ما ورد في الكتاب‬
‫والسنة في حالة عدم وجود نص صريح‪.‬‬

‫اإلمام الشافعي كان يعتبر أن القياس هو أداة قوية الستنباط األحكام الشرعية في‬
‫الحاالت التي لم يتم ذكرها في النصوص‪ .‬كما كان يولي اهتماًما خاًصا بمفهوم اإلجماع‬
‫(أي االتفاق بين علماء األمة على مسألة فقهية) ويأخذ به في تحديد األحكام الشرعية‪.‬‬

‫إرثه وأثره‬

‫توفي اإلمام الشافعي في عام ‪ 204‬هـ في مدينة القاهرة عن عمر يناهز ‪ 54‬عاًما‪ .‬ترك‬
‫اإلمام الشافعي إرًثا عظيًما في الفقه اإلسالمي‪ ،‬وكان له تأثير كبير على تطور الفقه في‬
‫العالم اإلسالمي‪ .‬لقد جمع بين مختلف المدارس الفقهية وأثرى الفقه اإلسالمي برؤيته‬
‫العميقة‪ ،‬ما جعله واحًدا من أعظم علماء اإلسالم‪.‬‬

‫مذهب الشافعي اليوم ُيعد من أكبر المذاهب الفقهية في العالم اإلسالمي‪ ،‬ويعتمد عليه‬
‫ماليين المسلمين في فهم وتطبيق أحكام الشريعة‪ .‬يتميز مذهب الشافعي بالمرونة‬
‫والقدرة على التكيف مع المتغيرات‪ ،‬ما جعل فقهه يظل ذا صلة في جميع العصور‪ .‬ومن‬
‫أبرز هذه البلدان هو إندونيسيا‪ ،‬حيث يتبع معظم المسلمين في إندونيسيا المذهب‬
‫الشافعي في مسائل الفقه اإلسالمي‪ُ .‬يعتبر المذهب الشافعي هو المذهب السائد في‬
‫إندونيسيا‪ ،‬حيث يعتمده غالبية المسلمين في حياتهم اليومية‪ ،‬سواء في الصالة‪ ،‬الزكاة‪،‬‬
‫أو الطهارة‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإن مذهب اإلمام الشافعي له تأثير عميق في الحياة الدينية‬
‫والثقافية في إندونيسيا‪.‬‬

‫لقد خَّلف اإلمام الشافعي مذهًبا فقهًيا متكاماًل وعلمًيا‪ ،‬يستند إلى أصول ثابتة ويشمل كل‬
‫جوانب الحياة اإلسالمية‪ .‬وظَّل مرجًعا ُيستعان به في القضاء والمشورة والتوجيه الفقهي‬
‫في مختلف أنحاء العالم اإلسالمي‬

‫مناقبه اإلمام الشافعي‬

‫‪-١‬الَّذاِكَر ُة الَق ِو َّيُة َو الِع ْلُم الَو اِس ُع‬


‫َأ‬
‫َكاَن اِإلَماُم الَّش اِفِعُّي َيَتَمَّتُع ِبَذاِكَر ٍة َقِوَّيٍة ِج ًّدا‪َ ،‬حَّتى َّنُه َحِفَظ الُقْر آَن الَكِريَم َكاِماًل َوُهَو ِفي‬
‫َس ِن الَّس اِبَعِة ِمْن ُعُمِرِه‪ِ .‬باِإلَضاَفِة ِإَلى َٰذِلَك ‪َ ،‬كاَن َقاِدًر ا َعَلى ِح ْفِظ َوِح ْفِظ َعَدٍد َكِبيٍر ِمَن‬
‫َأل‬
‫ا َح اِديِث الَّنَبِوَّيِة َوالُكُتِب الِفْقِهَّيِة‪َ .‬لْم َيْقَتِصْر ِع ْلُمُه َعَلى ِح ْفِظ الِعْلِم َفَقْط ‪َ ،‬بْل َكاَن َيْفَهُمُه‬
‫ِبُعُمٍق ‪َ ،‬وَكاَن ِمَن الُعَلَماِء اَّلِذيَن َيْس َتْنِبُطوَن اَألْح َكاَم ِمَن الُّنُصوِص ِبَش ْكٍل َدِقيٍق ‪َ .‬لَقْد َبَذَل‬
‫ُأ‬
‫ُج ْهًدا َكِبيًر ا ِفي ِدَر اَس ِة ُأالِفْقِه َو ُصوِلِه‪َ ،‬وَكاَن َيْمِلُك ُقْدَر ًة َفاِئَقًة َعَلى َر ْبِط الَمَس اِئِل‬
‫الُمَتَش اِبَهِة َوَتْوِضيِح َها ِب ْس ُلوٍب َس ْهٍل ‪.‬‬

‫‪ -٢‬الَعَداَلُة َو الِح ْكَم ُة ِف ي الَق َض اِء‬


‫َتَوَّلى اِإلَماُم الَّش اِفِعُّي َعِديًدا ِمَن الَمَناِصِب الَقَضاِئَّيِة ِفي َحَياِتِه‪َ ،‬وَكاَن َيَتَمَّتُع ِبُسْمَعٍة َكِبيَر ٍة‬
‫ِفي الَعَداَلِة َواِإلْنَصاِف ‪َ .‬كاَن َيْحَتِرُس َعَلى َتْطِبيِق الَّش ِريَعِة اِإلْس اَل ِمَّيِة ِبَطِريَقٍة ُمَتَواِزَنٍة‬
‫َأِل‬
‫َوَعاِدَلٍة‪ُ ،‬دوَن الَّتَحُّيِز ِّي َش ْخَأٍص ‪َ .‬كاَنْت َقَر اَر اُتُه الَقَضاِئَّيِة َقاِئَمًة َعَلى ْأَمَعاِييَر َواِضَحٍة ِمَن‬
‫الُقْر آِن َوالُّس َّنِة‪َ ،‬وَكاَن َيَّتِخ ُذ ْح َكاَمُه ِبَوْعٍي َتاٍّم ِمَّما َيَتَر َّتُب َعَلْيَها ِمْن َت ِثيَر اٍت اْج ِتَماِعَّيٍة‪َ .‬كاَن‬
‫َأل‬ ‫َأ‬
‫َقاِضًيا َحِكيًما‪ ،‬اَل َيْصُدُر ُح ْكًما ِإاَّل َبْعَد الَّت ُّكِد الَّتاِّم ِمَن ا ِدَّلِة َوالَّش َهاَداِت ‪ِ ،‬مَّما َجَعَلُه َمْصَدَر‬
‫اْح ِتَر اٍم ِلُكِّل َمْن َعاَصَر ُه‪.‬‬

‫‪ -٣‬اِإلْج ِتَه اُد ِف ي َف ْه ِم الُّنُص وِص الَّش ْر ِعَّيِة‬


‫َلْم َيُكْن اِإلَماُم الَّش اِفِعُّي ُمَج َّر َد ُمَّتِبٍع ِللَمَذاِهِب الَّس اِبَقِة‪َ ،‬بْل اَنَأ َداِئًما ُمْجَتِهًدا ِفي َتْفِس يِر‬
‫َك‬
‫الُّنُصوِص الَّش ْر ِعَّيِة‪َ .‬فَقْد اْجَتَهَد ِفي َفْهِم آَياِت الُقْر آِن الَكِريِم َو َح اِديِث الَّنِبِّي َصَّلى اللُه‬
‫َعَلْيِه َوَس َّلَم ‪َ ،‬واْس ِتْنَباِط اَألْح َكاِم ِمْن َهِذِه الَمَصاِدِر‪َ .‬قاَم ِبَتْطِويِر ِع ْلِم ُأ ُصوِل الِفْقِه‪َ ،‬وَوَضَع‬
‫َقَواِع َد َوُأْس ُلوًبا َجِديًدا ِلَفْهِم َوَتْفِس يِر الُّنُصوِص ِبَش ْكٍل َمْنَهِج ٍّي َوَدِقيٍق ‪َ .‬كاَن َلَدْيِه الُقْدَر ُة َعَلى‬
‫الُوُصوِل ِإَلى ُح ُلوٍل ِفْقِهَّيٍة َجِديَدٍة َتَتَناَس ُب َمَع الَّتْغِييَر اِت َوالَح ااَل ِت الُمْخ َتِلَفِة‪.‬‬

‫‪ -٤‬الُق ْدَر ُة َعَلى الَّتْو ِف يِق َبْيَن اآلَر اِء الِف ْق ِه‬
‫َأ‬ ‫َأ‬
‫ِمْن ْبَرِز ُمَمِّيَز اِت اِإلَماِم الَّش اِفِعِّي َّنُه َلْم َيُكْن َمْغَلًقا َعَلى َمْدَر َس ٍة ِفْقِهيٍة َواِحَدٍة‪َ ،‬بْل َكاَن‬
‫َقاِدًر ا َعَلى االسِتَفاَدِة ِمْن آراِء الُعَلَماِء الُمْخ َتِلِفيَن ‪َ .‬تَعَّلَم ِمْن ُفَقَهاِء الَحَج اِز َوالِعَر اِق ‪َ ،‬وَدَرَس‬
‫َأ‬
‫َمْذَهَب اِإلَماِم َماِلٍك َو ِبي َح ِنيَفَة‪ُ ،‬ثَّم َقاَم ِبَتْطِويِر َمْنَهٍج َخاٍّص ِبِه َيْج َمُع َبْيَن َما ُهَو َصِح يٌح ِمَن‬
‫َأل‬
‫اآلَر اِء الُمْخَتِلَفِة‪َ .‬كاَن ُيَواِزُن َبْيَنَألا َح اِديِث الُمَتَعاِرَضِة‪َ ،‬وَيْج َمُع َبْيَن الِقَياِس َوالُّنُصوِص‬
‫الَّش ْر ِعَّيِة ِلَتْحِقيِق الَعَداَلِة ِفي ا ْح َكاِم‪.‬‬
‫‪ -٥‬الَوَر ُع َو الَّتْق َو ى‬
‫َأ‬
‫َكاَن اِإلَماُم الَّش اِفِعُّي َمْعُر وًفا ِبَتْقَواِه َوَوَر ِعِه‪َ ،‬وَكاَن َيَتَح َّلى ِب ْخ اَل ٍق َعاِلَيٍة ِفي َجِميِع َتَعاُماَل ِتِه‪.‬‬
‫َكاَن َيْحَتِرُس َعَلى َأْوَقاِت الَّصاَل ِة َواَل ُيَفِّر ُط ِفي الِعَباَدِة‪ُ .‬وِصَف ِبَأَّنُه َكاَن َكِثيَر الِعَباَدِة‪،‬‬
‫َوَصاَر َحْتُه َتاَل ِميُذُه ِبَأَّن الِعْلَم َيِج ُب َأْن َيْصَحَبُه َعَمٌل َصاِلٌح ‪َ ،‬وَكاَن َيْر ُفُض ُح ُصوَل الِعْل َفَقْط‬
‫ِم‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬
‫ِمْن ْج ِل الُّدْنَيا‪َ .‬كَما َكاَن َيْبَتِعُد َعْن َمَج اِلِس الَّلهِو َوالُمْجَتَمِع الَفاِسِد‪َ ،‬وُيِح ُّب ْن ُيِح يَط َنْفَسُه‬
‫ِبالُعَلَماِء َوالَّصاِلِح يَن اَّلِذيَن ُيَس اِع ُدوَنُه َعَلى الَّتَقُّرِب ِإَلى الَّلـِه‪.‬‬

‫‪ -٦‬اِإلْبَداُع َو اِإلْبِتَكاُر ِف ي الِف ْق ِه‬


‫اِإلَماُم الَّش اِفِعُّي َلْم َيْقَتِصْرُأ َعَلى َتْقِليِد َما َقْبَلُه ِمَن الُعَلَماِء‪َ ،‬بْلَأ َكاَن ُمْبِدًعا ِفي َتْفِس يِر‬
‫الُّنُصوِص الِفْقِهيِة‪َ .‬وَوَضَع ْسًس ا َجِديَدٍة ِفي ِع ْلِم ُأ ُصوِل الِفْقِه‪َ ،‬و َّلَف ِكَتاَب الِّرَساَلِة اَّلِذي َكاَن‬
‫ِبُمَثاَبِة ِانِطاَل َقٍة ِلَفْهٍم َجِديٍد ِلْلَقَواِعِد الِفْقِهيِة‪َ ،‬واْس ِتْنَباِط اَألْح َكاِم ِمَن الُّنُصوِص الَّش ْر ِعَّيِة‪.‬‬
‫َكاَن َقاِدًر ا َعَلى َتْطِويِر اُألْس ُلوِب الِفْقِهِّي ِلَتَتَناَس َب َمَع الَّتَحِّدَياِت الَحَياِتَّيِة الَجِديَدِة‪ِ ،‬مَّما َجَعَل‬
‫ِفْقَهُه َيَّتِس ُم ِباْلَمُر وَنِة َوالُقْدَر ِة َعَلى الَّتَكُّيِف َمَع َمْخ َتِلِف الُّظُر وِف ‪.‬‬

‫َل‬
‫‪َ -٧‬تَو اُض ُع ُه َو ُح ْس ُن ُم َع اَم ِتِه ِللَّناِس‬
‫َر ْغَم ِع ْلِمِه الَواِس ِع َوُسْمَعِتِه الَكِبيَر ِة‪َ ،‬كاَن اِإلَماُم الَّش اِفِعُّي ُمَتَواِضًعا ِج ًّدا ِفي َتَعاُمِلِه َمَع‬
‫َأ‬
‫الَّناِس ‪َ .‬لْم َيُكْن َيَتَفاَخ ُر ِبِعْلِمِه ْو َمَقاِمِه‪َ ،‬بْل َكاَن ُيَعاِمُل الَجِميَع ِبُلْطٍف َواْح ِتَر اٍم‪َ .‬وَكاَن ُيِح ُّب‬
‫َأْن َيْج ِلَس َمَع ُطاَّل ِبِه َوُيَعِّلُمُهْم ُدوَن َأْن َيْجَعَلُهْم َيْش ُعُر وَن ِبَتَفُّوِقِه َعَلْيِهْم ‪َ .‬كاَن ُيَعاِمُل الُفَقَر اَء‬
‫َوالَمَس اِكيَن َكَما ُيَعاِمُل الُعَلَماَء َواُألَمَر اَء‪ِ ،‬مَّما َجَعَلُه َمْحُبوًبا َلَدى الَجِميِع ‪.‬‬

‫‪ -٨‬اِإلْصَر اُر َعَلى َق ْوِل الَح ِّق‬


‫َكاَن اِإلَماُم الَّش اْأِفِعُّي اَل َيْخ َش ى َقْوَل الَح ِّق َمْهَما َكاَنِت الُّظُر وُف ‪َ .‬كاَن ُيَواِجُه ُكَّل َمْن‬
‫َل‬ ‫َل‬
‫َأُيَعاِرُضُه ِفي الَّر ِي ِبَش َج اَعٍة‪َ ،‬أُمْس َتِنًدا ِإ ى الَّدِلي َأِل الَّش ْر ِع َأِّي ‪ْ .‬م َيُكْن َيَتَر َّدُد ِفي َتْصِح يِح‬
‫ْخ َطاِء اآلَخ ِريَن ‪َ ،‬وَكاَن َيْعَتِقُد َّن الِعْلَم َيِج ُب ْن َي وَن َداًة ِللَّتَر ِف ‪َ ،‬بْل َوِس ي ًة ِلِخ ْدَمِة‬
‫َل‬ ‫ُك‬ ‫اَل‬
‫الَح ِّق َوِإْح َقاِق الَعَداَلِة‪َ .‬كاَنْت َقَناَعُتُه َكِبيَر ًة ِبَأَّن الَح َّق اَل َيَتَغَّيُر ِبَتَغي‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫من حياة اإلمام الشافعي وفضائله يمكننا أن نستخلص أَّنه كان شخًصا جمع بين الذكاء‬
‫الفكري والعمق الروحي‪ .‬لم يكن اإلمام الشافعي معروًفا فقط بكونه عالًما كبيًر ا ذا علم‬
‫واسع‪ ،‬بل كان أيًضا شخًصا حكيًما في تطبيق علمه في حياته اليومية‪ .‬علمنا من خالله أَّن‬
‫العلم ليس مجرد فخر أو جدال‪ ،‬بل يجب أن ُيطبق لتحقيق مصلحة األمة‪.‬‬

‫كما أَّن اإلمام الشافعي أظهر لنا أهمية الجرأة في االجتهاد والتفكير النقدي إليجاد حلول‬
‫للمشاكل في كل زمان‪ .‬كان يعتقد أَّن كل مسألة يجب أن ُتنظر بعقلية حكيمة‪ ،‬معتمدة‬
‫على المبادئ الدينية الثابتة‪ .‬من خالل مؤلفاته‪ ،‬مثل “الرسالة”‪ ،‬أنشأ نظاًما فقهًيا ال يقتصر‬
‫على زمانه فحسب‪ ،‬بل يمكن تطبيقه في العصر الحديث أيًضا‪.‬‬

‫لكن أكثر من كونه عالًما‪ ،‬كان اإلمام الشافعي ُيعلمنا أهمية األخالق والنزاهة‪ .‬لم يستخدم‬
‫علمه لمصلحته الشخصية أو الدنيوية‪ ،‬بل كان دائًما ُيقِّدم مصلحة األمة والحق‪ .‬تقواه‬
‫وعدله وتواضعه كانت دروًس ا عظيمة ُتلهمنا أن نكون أشخاًصا ال ُيجيدون العلم فحسب‪،‬‬
‫بل يتسمون بالحكمة والرأفة‪.‬‬

‫كما أَّن اإلمام الشافعي عَّلمنا أَّن العلم والعمل يجب أن يسيرا جنًبا إلى جنب‪ .‬فالعلم دون‬
‫عمل يفقد معناه‪ ،‬والعمل دون علم يفقد اتجاهه‪ .‬حياته تدعونا لالستمرار في التعلم‬
‫وتطوير أنفسنا‪ ،‬والحرص على إفادة اآلخرين‪ .‬في عالم مليء بالتحديات واالختالفات‪،‬‬
‫أظهر اإلمام الشافعي لنا أنه من خالل التمسك بمبادئ ديننا القوية‪ ،‬يمكننا تحقيق التوازن‬
‫بين المعرفة والعمل من أجل إرساء السالم والعدالة‪.‬‬

‫المصادر والمراجع‪:‬‬
‫كتاب اشافعي حياته و عصره ٓاراؤه الفقهية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كتاب مناقب الشافعي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫البحث االمام‬
‫الشافعي‬
‫‪-‬حيا ته ومناقبه‪-‬‬
‫االسم‪ :‬ويديا مهرانى‬

‫السنة التمهدية‬

You might also like