ملخص الصور البيانية (التشبيه - الاستعارة - الكناية - المجاز المرسل)
ملخص الصور البيانية (التشبيه - الاستعارة - الكناية - المجاز المرسل)
com
نفهم من الكالم السابق أن التشبيه البد فيه من ذكر الطرفين األساسين وهما (المشبه حيث شبهت اآلية حالة وهيئة اليهود الذين ُح َّملوا بالتوراة ثم لم يقوموا بها ولم يعملوا بما
والمشبه به) فإذا حذف أحد الركنين ال يعد تشبيها ً بل يصبح استعارة. فيها بحالة الحمار الذي يحمل فوق ظهره أسفارا ً (كتباً) ،فهي بالنسبة إليه ال تعدو(ال
تتجاوز) كونها ثقالً يحمله .
الحظ الفرق بين :محمد أسد -رأيت أسدا ً يتكلم -محمد يزأر وهو يفترس األعداء. صرح فيه – 2تشبيه ضمني :وهو تشبيه خفي ال يأتي على الصورة المعهودة وال يُ َ
أنـواع االستعـارة: بالمشبه و المشبه به ،بل يُ ْفهم
ِف فيها المشبه(الركن األول) وصرح بالمشبه به. أ) استعارة تصريحية :وهى التي ُحذ َ س ّمي بالتشبيه الضمني ،وغالبا ً ما يكون وي ُْلمح فيه التشبيه من مضمون الكالم ،ولذلك ُ
مثل :نسي الطين ساعة أنه طين ..شبه الشاعر اإلنسان بالطين ثم حذف المشبه المشبه قضية أو ادعاء يحتاج للدليل أو البرهان ،ويكون المشبه به هو الدليل أو البرهان
(اإلنسان)وذكر المشبه به (الطين)على سبيل االستعارة التصريحية. على صحة المعنى .
ي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) ..شبه الكفر مثل قوله تعالى ":هللا ول ُّ باختصار التشبيه الضمني قضية وهي (المشبه) ،والدليل على صحتها (المشبه به)
بالظلمات مثل :قال المتنبي في الحكمة:
واإليمان بالنور ثم حذف المشبه (الكفر واإليمان) وذكر المشبه به (الظلمات والنور)على من ي ُهن يس ُهل الهوان عليه مـا ل ُجـرحٍ بميّت إيـال ُم
سبيل االستعارة التصريحية. ما سبق نلمح فيه التشبيه ولكنه تشبيه على غير المتعارف ،فهو يشبه الشخص الذي يقبل
( في قلوبهم مرض ) ( ،واعتصموا بحبل هللا ) ..بين االستعارة بنفسك . الذل دائما ً ،وتهون عليه كرامته ،وال يتألم لما يمسها ،بمثل حال الميت فلو جئت بسكين
ِف فيها المشبه به(الركن الثاني) وبقيت صفة من ب) -استعارة مكنية :وهى التي ُحذ َ ورحت تقطع أجزاء من جسده ما تألم وال صرخ وال شكى وال بكى ؛ ألنه فقد
صفاته ترمز إليه. أحاسيس الحياة ،وبذلك يكون الشطر الثاني تشبيها ً ضمنيا ً ؛ ألنه جاء برهانا ً ودليالً على
مثل :حدثني التاريخ عن أمجاد أمتي فشعرت بالفخر واالعتزاز. صحة مقولته في الشطر األول.
المحذوف المشبه به ،فاألصل :التاريخ يتحدث كاإلنسان ،ولكن اإلنسان لم يذكر وإنما قال ابن الرومي:
ذكر في الكالم ما يدل عليه وهو قوله :حدثني (فالدليل على أنها استعارة :أن التاريخ ال ب (النور :الزهر األبيض- الرطي ِ
ب َّ ضي ِور ِفى ْالقَ ِ قَ ْد َي ِشيب ْالفَت َى َولَي َ
ْس عجيبا ً أ َ ْن ي َُرى النَّ ُ
يتكلم) القضيب :الغصن)
ومثل ماسبق :طار الخبر في المدينة ..استعارة مكنية فلقد صورنا الخبر بطائر يطير ، يقول الشاعر :إن الشاب الصغير قد يشيب قبل أوان الشيب ،وهذا ليس باألمر العجيب،
وحذفنا وليدلل على صحة مقولته أتى لنا بالدليل و هو أن الغصن الغض الصغير الذي مازال
الطائر وأتينا بصفة من صفاته (طار) ( ،فالدليل على أنها استعارة :أن الخبر ال يطير) ينمو قد يظهر فيه الزهر األبيض ،فهو لم يأْت بتشبيه صريح ولم يقل :إن الفتى وقد
مثل :يهجم علينا الدهر بجيش من أيامه ولياليه -وتبنى المجد يا عمر بن ليلى -صحب وخطه الشيب كالغصن الرطيب حين إزهاره ،ولكنه أتى بذلك ضمنا ً.
الناس قبلنا ذا الزمانا -شاكٍ إلى البحر ..بين االستعارة بنفسك. ملحوظة
ِف منه المشبه وهو (الحالة والهيئة
جـ) – االستعارة التمثيلية: :أصلها تشبيه تمثيلي ُحذ َ ً ً
التشبيه الضمني ال تذكر فيه أداة التشبيه أبدا ،بينما التشبيه التمثيلي غالبا تذكر فيه أداة
الحاضرة) التشبيه " مثل" .
وصرح بالمشبه به وهو (الحالة والهيئة السابقة) مع المحافظة على كلماتها وشكلها وتكثر ôسر جمال التشبيه( :التوضيح أو التشخيص أو التجسيم) .
غالبا ً في األمثال عندما تشبه الموقف الجديد بالموقف الذي قيلت فيه. *االستعارة **
يجن
مثل :لكل جواد كبوة -رجع بخفي حنين -سبق السيف العذل -فمن يزرعِ الشوك ِ االستعارة :تشبيه بليغ حذف أحد طرفيه.
الجراح.
سر جمال االستعارة ( :التوضيح أو التشخيص أو التجسيم ).
ﺗم ﺗﺣﻣﯾل اﻟﻣﻠف ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﺳﺎم ﻟﻠﺗرﺑﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋرwww.h-onec.com
فما جازه جود وال حل دونه ولكن يسير الجود حيث يسير الكناية هي تعبير ال يقصد منه المعنى الحقيقي ،و إنما يقصد به معنى مالزم للمعنى
فقد نسب الجود إلى شيء متصل بالممدوح وهو المكان الذي يوجد فيه ذلك الممدوح الحقيقي.
مثال :الفصاحة في بيانه والبالغة في لسانه كناية عن نسبة هذا الشخص إلى الفصاحة أو هي :تعبير استعمل في غير معناه األصلي(الخيالي) الذي وضع له مع جواز إرادة
؛ألنها في بيانه وإلى البالغة ؛ ألنها في لسانه. المعنى األصلي (الحقيقي)
مثال ( :الفضل يسير حيث سار فالن ) كناية عن نسبة الفضل إليه . ..لتوضيح الكالم السابق بمثال يقول (أبي نظيف اليد) من الواضح أن المعنى الحقيقي هنا
سر جمال الكناية: ليس مقصودا ً وهو معنى غسل اليد و نظافتها من األقذار ،وإنما يقصد المعنى الخيالي
اإلتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم. المالزم لذكر هذه العبارة الذي يتولد ويظهر في ذهننا من( :العفة أو األمانة ،أو النزاهة
س :كيف أفرق بين الكناية واالستعارة ؟ أو الترفع أو نقاء الضمير )..وما شابه ذلك من المعاني المجردة حسب سياق الحديث ،
جـ :الفرق أن في االستعارة هناك قرينة تمنع وجود المعنى الحقيقي ،فحين أقول :رأيت وهذه هي الكناية معنى مالزم للمعنى الحقيقي.
أسدا ً يحكي بطوالته ،فـ( أسد ) هنا استعارة ،والقرينة (يحكي) وهذه القرينة مانعة إلرادة علَى يَدَ ْي ِه)(الفرقان :من اآلية.)27 ض َّ
الظا ِل ُم َ (ويَ ْو َم يَ َع ُّ
مثال:قال تعالى َ
المعنى الحقيقي ،فال يوجد أسد يحكي أو يتكلم ،بينما في الكناية ال توجد قرينة تمنع لو تأملنا اآلية السابقة نجد أن المقصود من هذه اآلية ليس المعنى الحقيقي وهو عض
وجود المعنى الحقيقي ،فحين أقول ( :عتريس يده طويلة) فيجوز إرادة المعنى الحقيقي يتولد ويظهر في ذهننا اليدين ،وإنما يقصد المعنى الخيالي المالزم لذكر هذه اآلية الذي ّ
وهو طول اليد ،كما يجوز إرادة المعنى الخيالي الذي يختفي خلف المعنى الحقيقي و هو من( :الندم الشديد) حيث إن من ظلم نفسه بكفره باهلل ورسوله ولم يستجب لدعوة اإليمان
أنه لص يرى مصيره المرعب يوم القيامة أال وهو النار فيندم على ما كان منه في الحياة في وقت
المجاز المرسل: ال ينفع يه الندم ،فيعض على يديه.
هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعالقة غير المشابهة ،ويجب أن تكون هناك أنواع الكناية:
قرينة تمنع المعنى األصلي للفظ. – 1كناية عن صفة :وهى التي يكنى بالتركيب فيها عن صفة الزمة لمعناه (كالكرم –
أو هو كلمة لها معنى أصلي لكنها تستعمل في معنى آخر على أن يوجد عالقة بين العزة – القوة – الكثرة)...
المعنيين دون أن تكون عالقة مشابهة ،وتعرف تلك العالقة من المعنى الجديد المستخدمة ْط) كناية عن صفة ط َها ُك َّل ْال َبس ِ
س ْ (وال تَجْ َع ْل َيدَكَ َم ْغلُولَةً ِإلَى ُ
عنُقِكَ َوال ت َ ْب ُ مثال :قال تعالى َ
فيه الكلمة. البخل كناية عن صفة التبذير
مثال لذلك " :قبضنا على عين من عيون األعداء" فلفظ عين هنا ليس المقصود منها ـ فالن ألقى سالحه (كناية عن االستسالم)
العين الحقيقية وإنما المقصود منها الجاسوس ،و القرينة التي تمنع المعنى األصلي للفظ ـ فالن نقي الثوب ( كناية عن النزاهة والطهارة )
هنا أنه ال يمكن القبض على العين فقط دون بقية جسد الجاسوس! – 2كناية عن موصوف :وهى التي يكنى بالتركيب فيها عن ذات أو موصوف (العرب
س : 1لماذا سمي المجاز بالمجاز المرسل ؟ – اللغة – السفينة) وهى تفهم من العمل أو الصفة أو اللقب الذي انفرد به الموصوف.
جـ :سمي المجاز بالمجاز المرسل ؛ ألنه غير مقيد بعالقة واحدة ،كما هو الحال في ت ) كناية عن سيدنا يونس . ب ْال ُحو ِ
اح ِص ِ صبِ ْر ِل ُح ْك ِم َر ِبّكَ َوال ت َ ُك ْن َك َ
مثال (:فَا ْ
االستعارة المقيدة بعالقة المشابهة فقط ،وألن عالقاته كثيرة. قال الشاعر :يا ابنة اليم ما أبوك بخيل كناية عن السفينة.
وعالقات المجاز المرسل كثيرة أهمها: –3كناية عن نسبة :وهى التي يصرح فيها بالصفة ولكنها تنسب إلى شئ متصل
1 -الجزئية :عندما نعبر بالجزء ونريد الكل. بالموصوف (كنسبته إلى الفصاحة – البالغة – الخير) حيث نأتي فيها بصفة ال تنسب إلى
قال تعالى( :فتحرير رقبة مؤمنة) فكلمة (رقبة ) مجاز مرسل عالقته الجزئية ؛ ألنه الموصوف مباشرة بل تنسب إلى شيء متصل به ويعود عليه.
عبر بالجزء (الرقبة) وأراد الكل (اإلنسان المؤمن) مثال :قال الشاعر :أبو نواس في مدح والي مصر:
ﺗم ﺗﺣﻣﯾل اﻟﻣﻠف ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﺳﺎم ﻟﻠﺗرﺑﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋرwww.h-onec.com
(القوة) متسبب عن الثاني (السالح) قال الرسول صلى هللا عليه وسلم ( :أصدق كلم ٍة قالها شاعر كلمة لبيد :أال ُك ُّل شيءٍ
7 -اعتبار ما كان :بأن يستعمل اللفظ الذي وضع للماضي في الحال ما خال هللا باط ُل ) فــ( كلمة) مجاز مرسل عالقته الجزئية ؛ ألنه عبر بالجزء (كلمة)
قال تعالى ( :وآتوا اليتامى أموالهم )..المجاز في كلمة :اليتامى ،فهي في غير معناها وأراد الكل (الكالم)
األصلي ؛ ألن اليتيم وهو :من فقد والده قبل الرشد ال يأخذ ماله ،وإنما يأخذ المال عندما – 2الكلية :عندما نعبر بالكل ونريد الجزء.
يتجاوز سن اليُتْم ويبلغ سن الرشد ،فاستعملت كلمة يتامى وأريد بها الذين كانوا يتامى ، قال تعالى( :يجعلون أصابعهم في آذانهم) فــ ( أصابعهم) مجاز مرسل عالقته الكلية ؛
بالنظر إلى حالتهم السابقة. ألنه عبر بالكل (أصابعهم) وأراد الجزء(أناملهم أي أطراف أصابعهم)
8 -اعتبار ما سيكون :بأن يستعمل اللفظ الذي وضع للمستقبل في الحال. شربتُ ماء زمزم .فــ ( ماء زمزم) مجاز مرسل عالقته الكلية ؛ ألنه عبر بالكل (ماء
قال تعالى ( :إنَّكَ ميتٌ وإنهم ميتون ) المجاز في كلمة :ميتٌ ،فهي في غير معناها زمزم) وأراد الجزء(زجاجة ماء مثالً).
األصلي ؛ ألن المخاطب بهذا هو النبي -صلى هللا عليه وسلم -وقد خوطب بلفظ(ميت) – 3المحلية :عندما نعبر بلفظ المحل ونريد الموجود فيه
وهو ال يزال حيًا بالنظر إلى ما سيصير إليه أي باعتبار ما سيكون. ي كراما وقومي وإن ضنوا عل ّ ي عزيزة قال الشاعر :بالدي وإن جارت عل ّ
قال تعالى( :إنّي أراني أعصر خمرا ً) أي عصيرا ً سيتحول إلى الخمر ،إذ هو حال فــ ( بالدي) مجاز مرسل عالقته المحلّية ؛ ألنه ذكر البالد وأراد أهلها فالعالقة المحلية.
العصر ال يكون خمرا ً. قال تعالى( :واسأل القرية)فــ( القرية)مجاز مرسل عالقته المحلّية ؛ ألنه
سر جمال المجاز: ذكر القرية وأراد أهلها الذين محلهم ومكانهم القرية ،فالعالقة المحلية.
– 4الحاليّة :عندما نعبر بلفظ الحال ونريد المكان نفسه.
اإليجاز و الدقة في اختيار العالقة مع المبالغة المقبولة. ار لَ ِفي نَ ِع ٍيم) فقد استعمل (نعيم)وهو دال على حالهم ،وأراد محل مثل ِ ( :إ َّن ْاألب َْر َ
ومكان النعيم وهو الجنة.
جمع وترتيب أستاذ اللغة العربية: نزلتُ بالقوم فأكرموني .المجاز المرسل في كلمة القوم ؛ ألن القوم ال يُنزل بهم ،
وإنما يُنزل في المكان الذي يسكنه القوم ،فذكر الحال وهو (قوم) وأراد المحل وهو
شريـــــف عبــد الحليـــم
المكان.
– 5السببية :
وهي تسمية الشيء باسم سببه ،أو عندما نعبر بالسبب عن المسبَّب.
(رعت الماشية الغيث) المجاز في كلمة :الغيث ،فهي في غير معناها األصلي ؛
ألن الغيث ال يرعى ،وإنما الذي يرعى النبات .حيث أن الغيث سبب للنبات فعُ ِبّر بالسبب
عن المسبَّب.
– 6المسبَّبِيّة :وهي تسمية الشيء باسم ما تسبب عنه.
ً ْ
س َماء ِرزقا ) ..المجاز في كلمة قال تعالى ُ ( :ه َو الَّذِي ي ُِري ُك ْم آيَاتِ ِه َويُن ِ َّز ُل لَ ُكم ِ ّمنَ ال َّ
:رزقًا ،فهي في غير معناها األصلي ؛ ألن الذي ينزل من السماء المطر وليس الرزق ،
وعبر بالرزق عن المطر؛ ألن األول (الرزق) متسبب عن الثاني (المطر).
ط ْعتُم ِ ّمن قُ َّوةٍ ) ..المجاز في كلمة :قوة ،فهي في غير قال تعالى َ ( :وأ َ ِعدُّواْ لَ ُهم َّما ا ْست َ َ
معناها األصلي ؛ ألن ما يعد السالح وليس القوة ،وعبر بالقوة عن السالح ؛ ألن األول