0% found this document useful (0 votes)
52 views15 pages

الضغوط النفسية

الصحه والعافية والسعادة
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as PDF, TXT or read online on Scribd
0% found this document useful (0 votes)
52 views15 pages

الضغوط النفسية

الصحه والعافية والسعادة
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as PDF, TXT or read online on Scribd
You are on page 1/ 15

Dirasat: Educational Sciences, Volume 51, No.

3, 2024

Stress, Anxiety, and Depression during Sudan War 2024 “A study of Displaced People in
Shelter Centers in Al- Gazeera and Sinnar State”
Manal Al-Tayeb Sabon *
Department of Psychology, College of Education, University of Hail, City of Hail, Saudi Arabia

Abstract
Objectives: This study aimed to measure the level of psychological stress, depression, and
anxiety among displaced people during the Sudan war in 2024.
Methods: the study used a descriptive approach, through using Arabic version of DASS-
Received: 15/1/2024 21 scale, and primary data form. The study sample consisted of (511) displaced persons in
Revised: 14/2/2024 shelter centers in states of Al-Jazira and Sinnar, were selected by random stratified
Accepted: 26/5/2024
method.
Results: study showed that level of depression among the displaced during 2024 Sudan
Published: 15/9/2024
War was high, psychological stress was moderate, and anxiety was low. There was a
*
relationship between depression, psychological stress, and anxiety among the displaced,
Corresponding author: and there were no differences in level of depression and psychological stress between
[email protected] those exposed to looting and those not, and the presence of differences in anxiety, in favor
of those exposed to looting. The study also found differences in the level of anxiety and
psychological stress between those exposed to rape and those not subjected to rape, in
Citation: Sabon , M. A.-T. . (2024). favor of those exposed to rape, and that there were no differences in level of depression
Stress, Anxiety, and Depression depending on the variable of exposure to rape, and no differences in the level of
during Sudan War 2024 “A study of depression, psychological stress and anxiety between those exposed to physical injuries
Displaced People in Shelter Centers in and those not.
Al- Gazeera and Sinnar State”
Conclusion: study recommends the need to provide counseling and treatment programs
for displaced people in shelter centers to alleviate psychological pressure, anxiety, and
. Dirasat: Educational
depression, which leads to improving their mental health.
Sciences, 51(3), 22–36. Keywords: Psychological stress, depression, anxiety, displaced persons, Sudan War
https://doi.org/10.35516/edu.v51i3.71 2024.
37
‫م "دراسة النازحين بمراكز‬2024 ‫الضغوط النفسية واالكتئاب والقلق أثناء حرب السودان‬
"‫اإليواء بواليتي الجزيرة وسنار‬
*‫منال الطيب صابون‬
‫اململكة العربية السعودية‬،‫مدينة حائل‬،‫جامعة حائل‬،‫كلية التربية‬، ‫قسم علم النفس‬
ّ
‫ملخـص‬
‫ هدفت هذه الدراسة إلى قياس مستوى الضغوط النفسية واالكتئاب والقلق للنازحين أثناء حرب السودان عام‬:‫األهداف‬
.2024
‫ وذلك من خالل استخدام النسخة العربية ملقياس‬،‫ تم استخدام املنهج الوصفي‬،‫ ولتحقيق أهداف الدراسة‬:‫املنهجية‬
ً
‫ تم‬،‫) نازحا بمراكز اإليواء بواليتي الجزيرة وسنار‬511( ‫ تكونت عينة الدراسة من‬.‫ واستمارة بيانات أولية‬،)DASS-21(
.‫اختيارهم بالطريقة الطبقية العشوائية‬
ً
‫ ومستوى الضغوط‬،‫ جاء مرتفعا‬2024 ‫ أظهرت النتائج أن مستوى االكتئاب لدى النازحين أثناء حرب السودان‬:‫النتائج‬
ً ً
‫ وعدم‬،‫ ووجود عالقة بين االكتئاب والضغوط النفسية والقلق لدى النازحين‬،‫ ومستوى القلق منخفضا‬،‫النفسية متوسطا‬
© 2024 DSR Publishers/ The University ،‫ ووجود فروق في القلق‬،‫وجود فروق في مستوى االكتئاب والضغوط النفسية بين املتعرضين للنهب وغير املتعرضين للنهب‬
‫ كما توصلت الدراسة إلى وجود فروق في مستوى القلق والضغوط النفسية بين املتعرضين‬،‫لصالح املتعرضين للنهب‬
of Jordan. ً
‫ وعدم وجود فروق في مستوى االكتئاب تبعا ملتغير‬،‫ لصالح املتعرضين لالغتصاب‬،‫لالغتصاب وغير املتعرضين لالغتصاب‬
This article is an open access article
distributed under the terms and ‫ وعدم وجود فروق في مستوى االكتئاب والضغوط النفسية والقلق بين املتعرضين لإلصابات الجسدية‬،‫التعرض لالغتصاب‬
conditions of the Creative Commons .‫وغير املتعرضين لإلصابات الجسدية‬
Attribution (CC BY-NC) license ‫ توص ي الدراسة بضرورة تقديم برامج إرشادية وعالجية للنازحين بمراكز اإليواء للتخفيف من الضغوط النفسية‬:‫الخالصة‬
https://creativecommons.org/licenses/b .‫ مما يؤدي إلى تحسين الصحة النفسية لديهم‬،‫والقلق واالكتئاب‬
y-nc/4.0/
.2024 ‫ حرب السودان‬،‫ النازحين‬،‫ القلق‬،‫ االكتئاب‬،‫الضغوط النفسية‬: ‫الكلمات الدالة‬

22
‫منال الطيب صابون‬ ‫الضغوط النفسية واالكتئاب والقلق‪...‬‬

‫مقدمة‬
‫تعاني بعض الدول العربية في اآلونة األخيرة من التعرض للحروب والصراعات املسلحة والنزاعات‪ ،‬التي أودت بالكثير من األرواح‪ ،‬واإلصابات‬
‫الجسدية والنفسية‪ ،‬وتفش ي األمراض واألوبئة‪ ،‬باإلضافة إلى تدمير العديد من األحياء السكنية واملباني والخدمات الصحية والبنية التحتية‪ ،‬مما أدى‬
‫إلى حرمان شعبها من أهم احتياجات الحياة ومتطلباتها األساسية‪.‬‬
‫وتؤدي الحروب والنزاعات إلى تدمير اإلنسان بالقتل‪ ،‬واإلصابات الجسدية‪ ،‬والتعرض لصدمات نفسية من هول ما يراه ويسمعه‪ ،‬فيدخل البعض‬
‫في حالة من الدهشة وعدم القدرة على فهم ما يجري حوله وإنكاره‪ ،‬وقد يعيش من ينجو من الحرب فيما تخلفه من معاناة وجروح نفسية عميقة‬
‫وذكريات مؤملة‪ ،‬ومما ال شك فيه أن املعاناة ال تنتهي بانتهاء الحرب‪ ،‬بل قد تستمر االآلم والجروح واألحزان العميقة في النفس والروح‪ ،‬فيعيش الناجي‬
‫منها في دوامة من ذكريات مأساوية وأصوات انفجارات ومشاهد القتلى والجرحى‪ ،‬حتى أن هذه املشاهد تسيطر عليه في منامه‪ ،‬كما قد ينزح بعض‬
‫األفراد إلى مناطق أخرى بهدف الحفاظ على حياته (عيس ى وجمعة وفتح هللا‪.)2022 ،‬‬
‫ومن أهم الدول العربية التي عانت من الحرب عام ‪ 2024‬هي دولة السودان‪ ،‬التي شهدت صراعات مسلحة تسببت في نزوح مئات اآلالف من‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫األفراد داخليا وخارجيا‪ ،‬وهذا أثر سلبا على حالتهم الصحية والنفسية‪ ،‬وجعلهم عرضة لإلصابة بالضغوط النفسية واالضطرابات النفسية؛ كالقلق‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫واالكتئاب‪ ،‬ولقد بلغ عدد النازحين أكثر من (‪ )7.6‬مليون فردا سودانيا منذ بدء الحرب (بشير‪.)2024 ،‬‬
‫ويشير عاشور (‪ )2023‬إلى أن الحرب في السودان بدأت منذ ‪ 15‬أبريل ‪ ،2023‬حيث اندلعت االشتباكات بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم‬
‫السريع في الخرطوم وبعض املدن األخرى‪ ،‬وأودت بمئات األرواح‪ ،‬ومئات اإلصابات الجسدية والنفسية‪ ،‬فالعديد ممن نزحوا يتعرضون لضغوط‬
‫نفسية‪ ،‬واضطرابات نفسية؛ ومن أهمها‪ :‬االكتئاب‪ ،‬والوسواس القهري‪ ،‬والقلق‪ ،‬واضطراب ما بعد الصدمة‪ ،‬واضطرابات النوم‪ ،‬واضطرابات سلوكية‬
‫وجنسية‪.‬‬
‫ً‬
‫عرضة ألمراض نفسية أخرى؛ كاالكتئاب والقلق‪ ،‬حيث ُيعدّ‬ ‫ويتعرض النازح من الحرب للعديد من الضغوط النفسية التي تسيطر عليه‪ ،‬وتجعله‬
‫كل من القل ق واالكتئاب من أكثر االضطرابات النفسية املنتشرة في العصر الحالي‪ ،‬وذلك نتيجة تعرض اإلنسان لضغوطات الحياة اليومية‪ ،‬وصعوبات‬
‫التأقلم من الظروف الراهنة (العوراني‪.)2023 ،‬‬
‫عرفت الحازمي (‪ )2014‬الضغط النفس ي بأنها‪ :‬إجهاد جسمي وعقلي تصحبه تغيرات في الجهاز العصبي‪ ،‬وقد يكون مصدره داخلي أو بيئي‬ ‫وقد ّ‬
‫عرفتها الرويلي (‪ )2018‬الضغوط النفسية بأنها‪ :‬مثيرات في البيئة الداخلية أو الخارجية وبقدر شدتها قد تؤدي الى سوء توافق الفرد‬ ‫خارجي‪ .‬كما ّ‬
‫وحدوث خلل في سلوكه‪ ،‬وحدوث خلل وظيفي يؤدي إلى حدوث ردود فعل جسمية أو نفسية‪.‬‬
‫وهناك العديد من النظريات التي فسرت الضغوط النفسية؛ أهمها نظرية العالج املعرفي‪ ،‬التي أشارت إلى أن األفراد الذين يعانون من الضغوط‬
‫النفسية‪ ،‬تكون طريقة تفكيرهم خاطئة‪ ،‬إما نظرية موري فتنظر إلى الضغط أن مصدره بيئي ويعوق الفرد في تحقيق أهدافه‪ ،‬وترى نظرية سبيلبرجلر‬
‫أن للضغوط دور مهم في إثارة الخالفات على مستوى الدوافع (الرويلي‪.)2018 ،‬‬
‫ً‬
‫ويرى الشمري (‪ )2018‬أن اإلحصائيات العاملية تثبت أن (‪ )%80‬من األمراض الحديثة املنتشرة حديثا ناتجة من التعرض للضغوط النفسية‪ ،‬وأن‬
‫(‪ )%25‬من أفراد املجتمع يعانون من الضغوط النفسية‪ ،‬وقدرة الفرد على مواجهة هذه الضغوط تعتمد على التفسير الذاتي املرتبط بمفهوم الذات‪،‬‬
‫والتي قد تؤدي إلى أمراض نفسية أخرى؛ كالقلق‪ .‬ويشير الجبور والجراح (‪ )2022‬إلى أن استجابة الفرد للضغوط النفسية تعتمد على خصائصه‬
‫ً‬
‫الشخصية‪ ،‬فالضغوط النفسية تختلف في شدتها تبعا للفروق الفردية بين األفراد‪ ،‬والتي ترتبط بالعوامل الوراثية‪ ،‬والجنس‪ ،‬والعمر‪ ،‬والبيئة‬
‫املحيطة‪ ،‬وطبيعة الدعم االجتماعي‪.‬‬
‫ويرى باعلي ورحموني (‪ )2022‬أن القلق عبارة عن حالة من التوتر الشامل نتيجة للكبت والصراع واإلحباط‪ ،‬وأنه يمثل الشعور بعدم االرتياح‬
‫ً‬
‫واالضطراب والهم‪ ،‬ويتضمن الشعور بالضيق وانشغال الفكر وتوقع نتائج سلبية فيما يتعلق بمشكلة متوقعة قد تحدث مستقبال‪.‬‬
‫عرفه جاري وفوريهاند وكوليتي وراكو (‪ )Garai, Forehand, Colletti & Rakow, 2009‬على‬ ‫ولقد تعددت التعريفات التي تناولت مفهوم القلق‪ ،‬فقد ّ‬
‫عرفه حماد (‪ )Hammad, 2016‬على أنه‪ :‬أحد أكثر وأهم‬ ‫أنه‪ :‬تجربة انفعالية يتعرض لها الفرد نتيجة مواجهته ملوقف صراعي‪ ،‬أو مثير مخيف‪ .‬بينما ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫االضطرابات النفسية شيوعا بين جميع فئات املجتمع‪ ،‬وذلك نظرا ألدوار الفرد املعقدة‪ ،‬واملسؤوليات الكثيرة واملتنوعة التي تقع على كاهله‪ ،‬وهذا‬
‫ً‬
‫يؤدي إلى خوفه وقلقه من الحياة مستقبال‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُويعد اضطراب القلق من االضطرابات املهمة والخطرة التي تصيب الفرد ّ‬
‫جراء التعرض ملوقفا ما‪ ،‬فالقلق قد يمثل حالة نفسية تنطوي على‬
‫مشاعر سيئة مشابهة لشعور الخوف‪ ،‬ويصاحبها اضطرابات فسيولوجية مختلفة‪ ،‬ويرى فرويد (‪ )Freud‬أن القلق يمثل ظاهرة محورية في كافة‬
‫الصراعات التي قد تصيب الفرد‪ ،‬لذا يالحظ اهتمام العلماء بدراسة اضطراب القلق من مختلف الجوانب‪ ،‬ألثره في نمو الشخصية اإلنسانية السوية‪،‬‬
‫وقد ازدادت أهميته نتيجة التطورات العلمية والتقنية السريعة‪ ،‬وما نجم عنها من متطلبات تفرض نفسها على الفرد‪ ،‬وصعوبة القدرة على التنبؤ بما‬

‫‪23‬‬
‫ّ‬
‫دراسات‪ :‬العلوم التربوية‪ ،‬املجلد ‪ ،51‬العدد ‪2024 ،3‬‬

‫ً‬
‫سيكون عليه املستقبل‪ ،‬ومثل هذا الوضع قد يؤدي إلى أن يكون كل فرد معرضا لإلصابة باضطراب القلق (القمش واملعايطة‪.)2009 ،‬‬
‫ً‬ ‫ُوي ّ‬
‫عد القلق من أكثر املصطلحات الشائعة في مجال علم النفس والصحة النفسية‪ ،‬ويعد حقيقة من حقائق الوجود اإلنساني وجانب دينامي في‬
‫بناء الشخصية‪ ،‬ومتغير من متغيرات السلوك البشري‪ .‬وعلى الرغم من كونه خبرة غير سارة قد تقود إلى تصدع الشخصية‪ ،‬إال أن وجود القلق بقدر‬
‫مناسب يعتبر ضرورة للتكامل النفس ي‪ ،‬فهو يخدم جوانب مهمة في حياة الفرد وينبهه للخطر قبل وقوعه‪ ،‬والقلق هو القاعدة األساسية في جميع‬
‫ً‬
‫االضطرابات النفسية‪ ،‬والعقلية واالنحرافات السلوكية‪ ،‬والقاسم املشترك فيما بينها جميعا ( ‪Beiter, Nash, McCrady, Rhoades, Linscomb,‬‬
‫‪.)Clarahan & Sammut, 2015‬‬
‫وهناك عدة أعراض الضطراب القلق؛ فمنها أعراض جسدية؛ كتسارع دقات القلب‪ ،‬والشعور بالدوران واإلغماء‪ ،‬وتنميل في األطراف‪ ،‬والشعور‬
‫بالغثيان‪ ،‬وحدوث اضطرابات في املعدة‪ ،‬والشعور بألم في الصدر‪ ،‬وارتفاع مستوى التوتر‪ ،‬واألرق واألحالم املزعجة‪ .‬ومنها أعراض نفسية؛ كحدوث‬
‫نوبات من الهلع التلقائي‪ ،‬وارتفاع مستوى االنفعال والغضب‪ ،‬وعدم القدرة على اإلدراك‪ ،‬ونسيان األحداث‪ ،‬واختالط األفكار‪ ،‬واالكتئاب (عثمان‪،‬‬
‫‪.)2008‬‬
‫ً‬
‫ُويعد االكتئاب واحدا من أهم االضطرابات النفسية املنتشرة على الصعيد العاملي‪ ،‬فهو املساهم الرئيس في زيادة العبء العاملي لألمراض‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫التقدم وحركة التنمية في كافة‬ ‫النفسية‪ ،‬وما يترتب عليها من تكاليف عالجية عالية واستنزاف للطاقات البشرية‪ ،‬والتي تسبب الحقا إعاقة في عملية‬
‫أنحاء دول العالم‪ ،‬كونه يؤثر على الجوانب الرئيسة التي يتعايش معها الفرد املصاب به؛ من أهمها الجوانب الصحية واالجتماعية واألسرية واملهنية‬
‫واالقتصادية التي تؤثر على سير حياته بشكل طبيعي (‪.)Mental Health in America, 2019‬‬
‫عرفته الجمعية األمريكية للطب النفس ي ( ‪American Psychiatric Association‬‬ ‫وقد تعددت التعريفات التي تناولت مفهوم االكتئاب؛ حيث ّ‬
‫ً‬
‫‪ )(APA), 2017‬على أنه‪ :‬مرض نفس ي شائع وخطير يؤثر سلبا على شعور الفرد‪ ،‬وطريقة تفكيره وكيف يتصرف‪ ،‬ويسبب مشاعر الحزن وفقدان‬
‫االهتمام باألنشطة التي تمتع بها الفرد ذات مرة‪ ،‬ويمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من املشكالت العاطفية والجسدية‪ ،‬التي تقلل من قدرة الفرد‬
‫عرفته عبدهللا (‪ )2018‬على أنه‪ :‬حالة ذهنية معقدة تجعل الفرد يشعر بمزاج س يء‪ ،‬وقد يجعله يشعر بالحزن أو‬ ‫على العمل في العمل واملنزل‪ .‬بينما ّ‬
‫ً‬
‫اليأس باستمرار‪ ،‬مما يؤثر سلبا على مجريات حياته‪.‬‬
‫ويرى جيلبيرت (‪ (Gilbert, 2000‬أن االكتئاب يشير إلى حالة مزاجية قد تدوم فترة زمنية معينة وتتالش ى‪ ،‬فمن املمكن أن يتعافى بعض األفراد‬
‫ً‬
‫املصابين باالكتئاب بسرعة‪ ،‬وقد يحتاج البعض اآلخر إلى وقت أطول بكثير للتعافي‪ ،‬ويستمر هذا االضطراب معهم لعدة سنوات‪ ،‬وذلك تبعا ملستوى‬
‫شدته وما يرتبط به من عوامل خاصة بالفرد املصاب‪.‬‬
‫ويرى عاشور (‪ )2023‬أن عشرات اآلالف من األسر واألطفال الذي فروا من السودان بسبب الصراعات واالشتباكات الدائرة هناك يعانون من‬
‫االضطرابات النفسية املختلفة؛ كالقلق واالكتئاب‪ ،‬حيث اضطر الكثير من السودانيين إلى النزوح والهجرة لدول مجاورة؛ مثل‪ :‬تشاد ومصر وإفريقيا‬
‫الوسطى وإثيوبيا‪ ،‬ويعاني غالبية النازحون من الضغوط واالضطرابات النفسية نتيجة تعرضهم ألصوات القنابل‪ ،‬والخوف والهلع من املوت‪ ،‬وضيق‬
‫سبل العيش‪ ،‬وانقطاع وسائل التواصل‪ ،‬والخوف من توفير االحتياجات األساسية من مأكل ومشرب ومأوى‪.‬‬
‫ويشير بشير (‪ )2024‬إلى أن النزوح من السودان أدى إلى ظهور أعراض مشكالت نفسية لدى الكثير من األفراد؛ كفقدان الشهية‪ ،‬وصعوبات‬
‫النوم‪ ،‬واضطرابات املزاج‪ ،‬والشعور املستمر بالذعر والخوف والقلق‪ ،‬والشعور باإلحباط واليأس وعدة القيمة‪ ،‬باإلضافة إلى شعور األفراد بالضغوط‬
‫ً‬
‫النفسية بشكل مستمر‪ ،‬والتعرض الضطرابات نفسية متعددة‪ ،‬كل هذا يؤثر سلبا على صحتهم النفسية‪.‬‬
‫ً‬
‫كما أن األفراد النازحون قسرا قد يتعرضون أثناء ممارسة حياتهم إلى ضغوطات نفسية شتى‪ ،‬نتيجة األوضاع السيئة التي مروا بها من خالل هجر‬
‫منازلهم وممتلكاتهم‪ ،‬وباب رزقهم عنوة‪ ،‬أو من خالل تعرضهم للترهيب والقتل‪ ،‬وكذلك تعرضهم الضطرابات نفسية عدة (جاسم‪.)2019 ،‬‬
‫وبعد البحث والتحري‪ ،‬استطاعت الباحثة التوصل إلى بعض الدراسات التي تناولت موضوع النازحين وما يتعرضون له من اضطرابات وضغوط‬
‫ً‬
‫نفسية؛ كدراسة القباطي (‪ ،)2019‬التي هدفت التعرف إلى مستوى اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة لدى املعاقين حركيا من ضحايا الحرب في مدينة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تعز‪ .‬ولتحقيق أهداف الدراسة‪ ،‬تم استخدام مقياس اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة لدافيدسون‪ .‬تكونت عينة الدراسة من (‪ )100‬فردا معاقا من‬
‫ضحايا الحرب‪ .‬أظهرت نتائج الدراسة أن نسبة (‪ )41%‬من أفراد العينة تعاني من اضطراب مرتفع‪ ،‬ونسبة (‪ )%36‬تعاني من اضطراب متوسط‪ ،‬ونسبة‬
‫(‪ )%14‬تعاني من اضطراب خفيف‪ ،‬ونسبة (‪ )%9‬من أفراد العينة لم تظهر لديهم أعراض االضطراب‪ ،‬أما متغير درجة اإلعاقة فقد كانت الفروق دالة‬
‫ً‬
‫إحصائيا‪ ،‬ولصالح اإلعاقة الحركية‪.‬‬
‫وأجرى جاسم (‪ )2019‬دراسة هدفت التعرف إلى اضطرابات ما بعد الضغوط الصدمية لدى النازحين‪ .‬ولتحقيق أهداف الدراسة‪ ،‬تم استخدام مقياس‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫(‪ )Davidson‬لقياس اضطراب الـ (‪ .)PTSD‬تكونت عينة الدراسة من (‪ )80‬نازحا ونازحة بمدى عمري من (‪ )18-14‬عاما من مخيم حي الجامعة للنازحين في‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بغداد‪ .‬أظهرت نتائج الدراسة أن مستوى اضطرابات ما بعد الضغوط الصدمية لدى النازحين جاء مرتفعا‪ ،‬وأكثر االضطرابات انتشارا بين النازحين‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫منال الطيب صابون‬ ‫الضغوط النفسية واالكتئاب والقلق‪...‬‬

‫وأجرى عجاج وفضيل (‪ )2020‬دراسة هدفت التعرف إلى مستوى القلق الوجودي لدى طلبة املرحلة املتوسطة النازحين بإقليم كردستان وعالقته‬
‫ً‬
‫ببعض املتغيرات‪ .‬ولتحقيق أهداف الدراسة‪ ،‬تم استخدام مقياس القلق الوجودي املكون من (‪ )35‬فقرة‪ .‬تكونت عينة الدراسة من (‪ )480‬طالبا من‬
‫ً‬
‫طلبة الصف الخامس املتوسط‪ .‬أظهرت نتائج الدراسة أن مستوى القلق الوجودي الطبيعي لدى الطلبة جاء مرتفعا‪.‬‬
‫وقام حرارة (‪ )2021‬بدراسة هدفت التعرف إلى العالقة بين الضغوط النفسية واالكتئاب وقلق املستقبل‪ ،‬وكذلك معرفة الفروق في الضغوط‬
‫النفسية واالكتئاب وقلق املستقبل لدى جرحى مسيرات العودة بغزة‪ .‬ولتحقيق أهداف الدراسة‪ ،‬تم استخدام استبانة الضغوط النفسية‪ ،‬ومقياس‬
‫ً‬
‫بيك لالكتئاب‪ ،‬واستبانة قلق املستقبل‪ .‬تكونت عينة الدراسة من (‪ )396‬جريحا من الذكور‪ .‬أظهرت نتائج الدراسة وجود عالقة طردية بين الدرجة‬
‫الكلية للضغط النفس ي والدرجة الكلية لالكتئاب لدى جرحى مسيرات العودة بغزة‪ ،‬ووجود عالقة طردية بين الدرجة الكلية لقلق املستقبل والدرجة‬
‫الكلية لالكتئاب لدى جرحى مسيرات العودة بغزة‪ ،‬ووجود عالقة طردية بين الدرجة الكلية للضغط النفس ي والدرجة الكلية لقلق املستقبل لدى جرحى‬
‫مسيرات العودة بغزة‪.‬‬
‫وأجرى النور (‪ )2021‬دراسة هدفت التعرف إلى مستوى كل من اضطراب ما بعد الصدمة واالغتراب النفس ي وقلق املستقبل لدى عينة من‬
‫النازحين بوالية غرب دارفور‪ .‬ولتحقيق أهداف الدراسة‪ ،‬تم استخدام مقياس اضطراب ما بعد الصدمة‪ ،‬ومقياس االغتراب النفس ي‪ ،‬ومقياس قلق‬
‫ً‬
‫املستقبل‪ .‬تكونت عينة الدراسة من (‪ )300‬نازحا في والية غرب دارفور‪ .‬أظهرت نتائج الدراسة أن اضطراب ما بعد الصدمة‪ ،‬واالغتراب النفس ي‪ ،‬وقلق‬
‫املستقبل لدى النازحين جاءوا ضمن املستوى املرتفع‪.‬‬
‫وقامت الشريف (‪ )2023‬بدراسة هدفت التعرف إلى العالقة بين اضطراب ما بعد الصدمة والصحة النفسية لدى عينة من السودانيين الفارين‬
‫من الحرب إلى مدينة القاهرة‪ .‬ولتحقيق أهداف الدراسة‪ ،‬تم استخدام مقياس اضطراب ما بعد الصدمة‪ ،‬ومقياس الصحة النفسية‪ .‬تكونت عينة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الدراسة من (‪ )38‬جريحا متواجدا للعالج في القاهرة‪ .‬أظهرت نتائج الدراسة أن مستوى اضطراب بعد الصدمة لدى عينة السودانيين الفارين من‬
‫الحرب جاء مرتفع‪ ،‬كذلك مستوى الصحة النفسية جاء منخفض‪ ،‬ووجود عالقة سلبية بين الكرب النفس ي والصمود النفس ي‪.‬‬
‫وأجرى الزين (‪ )2023‬دراسة هدفت التعرف إلى جريمة التهجير القسري التي تعرض لها سكان والية الخرطوم نتيجة الحرب التي اندلعت في‬
‫الخرطوم‪ ،‬وكذلك التعرف على آثارها النفسية واالجتماعية‪ .‬ولتحقيق أهداف الدراسة‪ ،‬استخدم املنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬من خالل إجراء املقابلة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تكونت عينة الدراسة من (‪ )104‬نازحا من املهجرين قسرا عن والية الخرطوم واملقيمين بمحلية شندي ووحداتها الريفية‪ .‬أظهرت نتائج الدراسة أن‬
‫ً‬
‫الهجرة القسرية خلفت آثارا نفسية عديدة تمثلت في‪ :‬القلق‪ ،‬اإلحباط‪ ،‬املخاوف‪ ،‬االكتئاب‪.‬‬
‫وقام أبو هدرا (‪ )2023‬بدراسة هدفت الكشف عن مدى انتشار اضطراب ما بعد الصدمة واالكتئاب والقلق وعوامل الخطر املرتبطة بها في‬
‫السياق الليبي‪ .‬ولتحقيق أهداف الدراسة‪ ،‬تم تضمين فقط الدراسات التي بحثت في مدى انتشار اضطراب ما بعد الصدمة واالكتئاب والقلق وعوامل‬
‫الخطر املرتبطة به في ليبيا‪ ،‬وقد تم تحديد ما مجموعه (‪ )506‬دراسة منها (‪ )33‬استوفت معايير االشتمال لهذه املراجعة‪ ،‬وكانت هناك عشر دراسات‬
‫بحثت في مدى انتشار اضطراب ما بعد الصدمة‪ ،‬وركزت عشرون دراسة على االكتئاب‪ ،‬في حين قيمت ثماني عشرة دراسة القلق‪ .‬أظهرت نتائج‬
‫الدراسة أن معدل انتشار اضطراب ما بعد الصدمة واالكتئاب والقلق بلغوا ‪ ،%23.68 ،%25.23‬و‪ %14.93‬على التوالي‪ ،‬وهو معدل مرتفع مثير للقلق‬
‫مقارنة باالنتشار العاملي‪.‬‬
‫بمطالعة الدراسات السابقة‪ ،‬يتضح تباين أهداف هذه الدراسات وما سعت إلى تحقيقه من أهداف‪ ،‬فقد تناولت بعض الدراسات مستوى‬
‫اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة وعالقتها بمتغيرات أخرى؛ كدراسة القباطي (‪ ،)2019‬جاسم (‪ ،)2019‬النور (‪ ،)2021‬الشريف (‪ ،)2023‬أبو هدرا‬
‫(‪ )2023‬وتناولت دراسات أخرى العالقة بين الضغوط النفسية واالكتئاب وقلق املستقبل؛ كدراسة حرارة (‪ ،)2021‬وبعضها اآلخر تناول مستوى‬
‫القلق الوجودي؛ كدراسة عدي (‪.)2020‬‬
‫وبمقارنة الدراسة الحالية بالدراسات السابقة وما يميزها عن غيرها‪ ،‬أن الدراسة الحالية تناولت ثالثة متغيرات مهمة وهي (الضغوط النفسية‪،‬‬
‫َ‬
‫االكتئاب‪ ،‬القلق)‪ ،‬لدى عينة لم تحظ باالهتمام الكافي من قبل الباحثين‪ ،‬وهي عينة النازحين‪ ،‬وأن غالبية الدراسات جمعت بين اثنين من متغيرات‬
‫ً‬
‫الدراسات مع متغير آخر‪ ،‬ويالحظ – على حد علم الباحثة – قلة الدراسات السابقة التي تناولت هذه املتغيرات معا في البيئة السودانية‪ ،‬األمر الذي‬
‫ً‬
‫يعزز من إجراء هذه الدراسة‪ ،‬وبخاصة في ضوء ندرة الدراسات في هذا املجال‪ ،‬ويتوقع أن يكون لهذه الدراسة موقعا بين الدراسات السابقة‪ ،‬وانطالقة‬
‫لدراسات ضمن مجاالت أخرى لفئة النازحين‪.‬‬

‫مشكلة الدراسة‬
‫ً‬
‫اندلعت الحرب في السودان بتاريخ ‪ 15‬إبريل ‪2023‬م بمدينة الخرطوم العاصمة‪ ،‬ونتيجة للحرب تعرض املدنيين للعنف والقتل والنهب والسلب‬
‫واالغتصاب والتهجير القهري من منازلهم‪ ،‬كما تم تدمير البنية التحتية والخدمات الصحية واملدارس والجامعات والشركات واملصانع الحكومية‬

‫‪25‬‬
‫ّ‬
‫دراسات‪ :‬العلوم التربوية‪ ،‬املجلد ‪ ،51‬العدد ‪2024 ،3‬‬

‫والخاصة‪ ،‬وتم نهب البنوك وإطالق صراح املسجونين من مرتبكي الجرائم واللصوص للمشاركة في عمليات السلب والنهب‪ ،‬مما أدخل الرعب في نفوس‬
‫ّ‬ ‫حفاظا على أرواحهم من تلك االنتهاكات الشنيعة‪ ،‬وبدأ ٌ‬‫ً‬
‫السودانية في الهروب من‬ ‫عدد من املواطنين القاطنين في العاصمة‬ ‫السكان‪ ،‬والذوا بالفرار‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫منازلهم وسط االشتباكات إلى املناطق اآلمنة‪ ،‬واستقبلت العديد من املدن اآلمنة أعداد كبيرة من النازحين الفارين من الحرب الذين يفتقدون املأوى‬
‫ويعانون من الفقر والجوع واملرض والتعب النفس ي والبدني‪.‬‬
‫وأدى نزوح األفراد إلى املدن املجاورة إلى املكوث في مراكز اإليواء‪ ،‬حيث تم تحويل جميع املدارس إلى مراكز الستقبال األعداد الضخمة من‬
‫النازحين‪ ،‬وهذه املراكز غير مهيئة وبيئتها غير صالحة للسكن بسبب االكتظاظ وانتشار األوبئة وسوء الصرف الصحي للمستشفيات وتدني قدراتها‬
‫ً‬
‫ملواجهة املرض ى والجرحى‪ ،‬إضافة إلى النقص الحاد في الغذاء‪ ،‬والكوادر الطبية‪ ،‬واألدوية‪ ،‬واللقاحات‪ ،‬واملعدات الطبية‪ ،‬باإلضافة إلى االنقطاع‬
‫املستمر للكهرباء في الكثير من املدن‪ ،‬وقد أدت الحرب إلى تعطيل مطول لنظام التعليم واإلضرار باملرافق والتجهيزات التعليمية‪ ،‬وتوقفت الدراسة‬
‫وتعطلت نتيجة لعدم توفر الظروف اآلمنة وفقدان األرواح والجرحى واإلصابات الشديدة الناتجة عن هذه الحرب‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن مستوى اضطرابات ما بعد الضغوط الصدمة لدى النازحين جاء مرتفعا‪ ،‬كدراسة جاسم (‪،)2019‬‬
‫ً‬
‫الشريف (‪ ،)2023‬كما بينت دراسة الزين (‪ )2023‬أن الهجرة القسرية خلفت آثارا نفسية عديدة تمثلت في القلق‪ ،‬واإلحباط‪ ،‬واملخاوف‪ ،‬واالكتئاب‪.‬‬
‫ومما يزيد من معاناة النازح جملة الصعوبات والتحديات الجسيمة داخل مراكز اإليواء وما يتعرض له من شح الغذاء‪ ،‬مما ال شك فيه إن مأس ي‬
‫الحرب واستمرارها والضغوط التي تعرض لها املجتمع السوداني ستؤثر بشكل كبير في الصحة النفسية‪ .‬لذلك جاءت الرغبة لدى الباحثة بضرورة‬
‫معرفة مستوى الضغوط النفسية والقلق واالكتئاب التي يعاني منها النازحين بمراكز اإليواء‪ ،‬وبالتحديد تكمن مشكلة الدراسة في اإلجابة عن األسئلة‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬ما مستوى الضغوط النفسية والقلق واالكتئاب لدى لنازحين أثناء حرب السودان ‪2024‬؟‬
‫‪ -‬هل توجد عالقة ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪ )α = 0.05‬بين الضغوط النفسية والقلق واالكتئاب لدى النازحين أثناء حرب‬
‫السودان ‪2024‬؟‬
‫‪ -‬هل توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪ )α = 0.05‬بين الضغوط النفسية والقلق واالكتئاب لدى النازحين بمراكز اإليواء‬
‫أثناء حرب السودان ‪ 2024‬تعزى الختالف ملتغير النهب؟‬
‫‪ -‬هل توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪ )α = 0.05‬بين الضغوط النفسية والقلق واالكتئاب لدى النازحين بمراكز اإليواء‬
‫أثناء حرب السودان ‪ 2024‬تعزى الختالف املتغير التعرض للتحرش‪ /‬االغتصاب؟‬
‫‪ -‬هل توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪ )α = 0.05‬بين الضغوط النفسية والقلق واالكتئاب لدى النازحين بمراكز اإليواء‬
‫أثناء حرب السودان ‪ 2024‬تعزى الختالف متغير اإلصابة الجسدية؟‬

‫أهداف الدراسة‬
‫سعت هذه الدراسة إلى تحقيق األهداف اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬الكشف عن مستوى الضغوط النفسية والقلق واالكتئاب لدى النازحين أثناء حرب السودان ‪.2024‬‬
‫‪ -‬دراسة العالقة بين والضغوط النفسية والقلق واالكتئاب لدى النازحين أثناء حرب السودان ‪.2024‬‬
‫‪ -‬التعرف إلى الفروق بين الضغوط النفسية والقلق واالكتئاب لدى النازحين بمراكز اإليواء أثناء حرب السودان ‪ 2024‬تعزى الختالف املتغيرات‬
‫(النهب‪ -‬التعرض للتحرش‪ /‬االغتصاب‪ -‬اإلصابة الجسدية)‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‬
‫تبرز أهمية الدراسة من جانبين؛ وهما على النحو اآلتي‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬األهمية النظرية‪ :‬تأتي أهمية الدراسة من أهمية املوضوع الذي تناولته الدراسة‪ ،‬وهو الضغوط النفسية والقلق واالكتئاب لدى النازحين‬
‫ً‬
‫بمراكز اإليواء أثناء حرب السودان ‪ ،2024‬وقد تفيد الدراسة نظريا في التعرف على مستوى الضغوط النفسية والقلق واالكتئاب لدى النازحين بمراكز‬
‫اإليواء‪ ،‬وتوفير إطار نظري عن هذه املتغيرات‪ ،‬مما يفيد الباحثين في إجراء دراسات متشابهة ضمن متغيرات ديموغرافية مختلفة‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‬
‫ستوفر الدراسة مجموعة من املقاييس التي تفيد الدارسين في استخدامها في بحوث أخرى‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬األهمية العملية‪ :‬قد تفيد نتائج الدراسة في إجراء تدخالت نفسية تسهم في تعزيز الصحة النفسية لدى النازحين‪ ،‬ومعالجة االضطرابات‬
‫النفسية التي سببتها الحرب‪ ،‬وضرورة تدخل املنظمات الدولية واملحلية لتقديم العون اإلنساني لرفع املعاناة عنهم‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫منال الطيب صابون‬ ‫الضغوط النفسية واالكتئاب والقلق‪...‬‬

‫مصطلحات الدراسة‬
‫اشتملت الدراسة على املصطلحات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬الضغوط النفسية‪ :‬هي استجابة بشرية طبيعية تدفع الفرد إلى مواجهة التحديات والتهديدات التي يمر بها‪ ،‬والجميع يعاني اإلجهاد بدرجة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أو بأخرى‪ ،‬ولكن الطريقة التي يستجيب بها الفرد لإلجهاد تصنع فرقا كبيرا في حالة الرفاه العام التي يعيشه (‪ .)Taylor & Stanton, 2021‬ويعرف‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫إجرائيا بالدرجة التي يحصل عليها املستجيب عند اإلجابة على فقرات املقياس املعد لقياس الضغوط النفسية‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬القلق النفس ي‪ :‬هو خوف وقلق وتوتر يصيب الفرد نتيجة ملحاولته التخلص من الدونية والشعور بالنقص والحصول على التفوق (باعلي‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ورحموني‪ .)2021 ،‬ويعرف إجرائيا بالدرجة التي يحصل عليها املستجيب عند اإلجابة على فقرات املقياس املعد لقياس مستوى القلق‪.‬‬
‫‪ -‬االكتئاب ‪ :‬انخفاض في املزاج وفقد التلذذ واالستمتاع واالهتمام باألشياء وانخفاض في الطاقةـ يؤدي إلى سرعة التعب ( ‪Kring & Johnson,‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫‪ .)2022‬ويعرف إجرائيا بالدرجة التي يحصل عليها املستجيب عند اإلجابة على فقرات املقياس املعد لقياس مستوى االكتئاب‪.‬‬
‫‪ -‬النازحون‪ :‬هم مجموعة من األفراد أجبروا على ترك منازلهم لتفادي آثار النزاع‪ ،‬أو العنف أو الكوارث ولم يعبروا حدود دولتهم (دوسة‬
‫ً‬
‫وأبكر‪ .)2018 ،‬ويمكن تعريفهم إجرائيا بأنهم األفراد السودانيين الذين تركوا منازلهم نتيجة الحرب التي نشبت في السودان عام ‪.2024‬‬
‫حدود الدراسة‬
‫اقتصرت الدراسة على الحدود اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬الحدود املوضوعية‪ :‬اقتصرت الدراسة على موضوع كل من الضغوط النفسية والقلق واالكتئاب لدى النازحين بمراكز اإليواء أثناء حرب‬
‫السودان ‪.2024‬‬
‫ُ‬
‫‪ -‬الحدود البشرية‪ :‬طبقت الدراسة على عينة من النازحين بمراكز اإليواء‪.‬‬
‫‪ -‬الحدود الزمانية‪ :‬أجريت الدراسة خالل الفترة من تاريخ ‪ 2023/5‬إلى ‪.2024/1‬‬
‫ُ‬
‫‪ -‬الحدود املكانية‪ :‬أجريت الدراسة في السودان (واليتي الجزيرة وسنار)‪.‬‬

‫منهجية الدراسة وإجراءاتها‬


‫منهجية الدراسة‬
‫تم في هذه الدراسة استخدام املنهج الوصفي الكمي ملناسبته ألهداف هذه الدراسة‪ ،‬وذلك من خالل توزيع أداة الدراسة املتمثلة باملقياس على‬
‫ً‬
‫أفراد العينة‪ ،‬وتحليل البيانات كميا واإلجابة عن أسئلة الدراسة‪ ،‬كما تم استخدام املنهج االرتباطي الوصفي للكشف عن العالقة بين الضغوط‬
‫النفسية والقلق واالكتئاب لدى النازحين‪.‬‬
‫مجتمع الدراسة وعينتها‬
‫تكون مجتمع الدراسة من جميع النازحين في مراكز اإليواء بواليتي الجزيرة وسنار في جنوب السودان‪ ،‬وذلك خالل حرب السودان ‪ ،2024‬وبحسب‬
‫آخر إحصائيات قامت بها املفوضية القومية بسنار فإن النازحين بوالية سنار يقدر عددهم بحوالي (‪ )132‬ألف‪ ،‬معظمهم فضلوا البقاء مع أقربائهم‬
‫ً‬
‫وذويهم‪ ،‬وتحتضن مراكز اإليواء حوالي خمسة إلى ستة آالف نازحا‪ ،‬بينما يقدر عدد النازحين في والية الجزيرة (‪ )509‬ألف‪ ،‬بعضهم قام بالنزوح إلى والية‬
‫ً‬
‫سنار لصعوبة العيش فيها‪ ،‬وتحتضن مراكز اإليواء حوالي عشرة آالف نازحا وأكثر‪ .‬وقد تم اختيار عينة الدراسة بالطريقة العشوائية الطبقية من‬
‫ً‬
‫النازحين املقيمين في مراكز اإليواء‪ ،‬حيث بلغ عددهم (‪ )511‬نازحا‪ ،‬وبعد محاوالت للوصول إلى أفراد العينة لوحظ أن بعضهم تعرض للنهب‪ ،‬واآلخر‬
‫جراء الحرب‪ ،‬لذا قامت الباحثة بأخذ هذه املتغيرات بعين االعتبار في هذه الدراسة‪.‬‬‫تعرض للتحرش‪ ،‬والبعض اآلخر تعرض لإلصابات الجسدية ّ‬
‫أداة الدراسة‬
‫لتحقيق أهداف الدراسة‪ ،‬تم استخدام مقياس (‪ )DASS-21‬لقياس االكتئاب والقلق والضغوط النفسية الذي أشتق من الصورة الكاملة املكونة‬
‫من (‪ )42‬فقرة‪ ،‬والتي اقترحها لوفي بوند لوفي بوند بجامعة نيو ساوث ويلز بأستراليا‪ ،‬وتمت ترجمته إلى اللغة العربية‪ ،‬وهي إصدار مختصر يتكون من‬
‫(‪ )21‬فقرة‪ ،‬وتتوزع فقرات املقياس على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬مقياس الضغوط النفسية‪ ،‬تمثله الفقرات (‪.)18 ،14 ،12 ،11 ،8 ،6 ،1‬‬
‫‪ -‬مقياس القلق‪ ،‬تمثله الفقرات (‪.)20 ،19 ،15 ،9 ،7 ،4 ،2‬‬
‫‪ -‬مقياس االكتئاب‪ ،‬تمثله الفقرات (‪.)21 ،17 ،16 ،13 ،10 ،5 ،3‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ويتم اإلجابة على الفقرات جميعها من تدرج يتكون من خمس درجات‪ ،‬وفقا لتدريج ليكرت الخماس ي‪ ،‬وهي‪ :‬أبدا (‪ ،)1‬نادرا (‪ ،)2‬أحيانا (‪ ،)3‬غالبا‬
‫ً‬
‫(‪ ،)4‬دائما (‪)5‬ـ وبالتالي يمكن الحصول على الدرجة الكلية للمقياس‪ ،‬كما يمكن الحصول على الدرجة لكل مقياس فرعي (‪.)Ali, et al., 2021‬‬

‫‪27‬‬
‫ّ‬
‫دراسات‪ :‬العلوم التربوية‪ ،‬املجلد ‪ ،51‬العدد ‪2024 ،3‬‬

‫صدق أداة الدراسة‬


‫ً‬
‫أوال‪ :‬صدق املحكمين (الصدق الظاهري)‬
‫للتحقق من صدق محتوى املقياس‪ ،‬تم عرضه بصورتها األولية على عدد من املحكمين‪ ،‬بلغ عددهم (‪ )9‬محكمين مختصين من أعضاء هيئة‬ ‫ُّ‬
‫ُ‬
‫التدريس املتخصصين في علم النفس‪ ،‬واإلرشاد التربوي‪ ،‬والقياس والتقويم في الجامعات السعودية‪ ،‬وط ِلب إليهم إبداء الرأي واملالحظات حول سالمة‬
‫الصياغة للفقرات‪ ،‬ووضوحها من حيث املعنى‪ ،‬ومدى انتمائها للمقياس الفرعي‪ ،‬وأية مالحظات يرونها مناسبة‪ً .‬‬
‫وبناء على آراء ومالحظات املحكمين‪،‬‬
‫فقد تم إعادة فقرة واحدة من الناحية اللغوية‪ً ،‬‬
‫وبناء على ذلك تكون املقياس بصورته النهائية من (‪ )21‬فقرة موزعة في ثالثة مقاييس فرعية‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬صدق البناء‬
‫ً‬
‫الستخراج دالالت صدق البناء للمقياس‪ ،‬تم تطبيقه على عينة استطالعية مكونة من (‪ )50‬نازحا‪ ،‬وتم استخدام معامل ارتباط بيرسون الستخراج‬
‫قيم معامالت ارتباط الفقرة باملقياس الفرعي‪ ،‬والجدول (‪ )1‬يبين هذه القيم‪.‬‬

‫جدول (‪ :)1‬قيم معامالت ارتباط الفقرة باملقياس الفرعي‬


‫االكتئاب‬ ‫القلق‬ ‫الضغط النفس ي‬
‫الفقرة معامل االرتباط مع الضغط النفس ي رقم الفقرة معامل االرتباط مع القلق رقم الفقرة معامل االرتباط مع االكتئاب‬
‫‪0.72‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.66‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0.67‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0.71‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0.71‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0.73‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪0.62‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪0.64‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪0.81‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪0.76‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪0.59‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪0.80‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪0.82‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪0.75‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0.78‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪0.82‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪0.79‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪0.71‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪0.82‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪0.62‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪0.76‬‬ ‫‪18‬‬

‫يتضح من البيانات الواردة في الجدول (‪ )1‬أن قيم معامالت ارتباط الفقرات باملقاييس الفرعية تراوحت بين (‪ ،)0.820 -0.587‬وهذا يشير إلى‬
‫ارتفاع قيم املعامالت‪ ،‬وأن املقياس مناسب لتحقيق أهداف الدراسة‪.‬‬
‫ثبات أداة الدراسة‬
‫لغايات التحقق من ثبات املقياس‪ ،‬تم استخدام طريقة االختبار وإعادة االختبار (‪ ،)Test-Retest‬من خالل تطبيقه على عينة استطالعية مكونة‬
‫ً ُ‬
‫من (‪ )50‬نازحا‪ ،‬وأعيد تطبيقه بعد فاصل زمني مدته أسبوعان على العينة نفسها‪ ،‬وتم حساب قيمة معامل الثبات‪ ،‬باستخدام معامل ارتباط‬
‫بيرسون‪ ،‬وثبات االتساق الداخلي باستخدام معادلة كرونباخ ألفا‪ ،‬للمقياس ككل‪ ،‬والجدول (‪ )2‬يوضح هذه القيم‪.‬‬

‫جدول (‪ :)2‬قيم معامالت االتساق الداخلي كرونباخ ألفا وثبات اإلعادة معامل ارتباط بيرسون للمقاييس الفرعية واملقياس ككل‬
‫معامل ارتباط بيرسون‬ ‫كرونباخ ألفا‬
‫املقياس الفرعي‬
‫(ثبات اإلعادة)‬ ‫(االتساق الداخلي)‬
‫‪0.90‬‬ ‫‪0.91‬‬ ‫الضغوط النفسية‬
‫‪0.91‬‬ ‫‪0.97‬‬ ‫القلق‬
‫‪0.92‬‬ ‫‪0.93‬‬ ‫االكتئاب‬
‫‪0.89‬‬ ‫‪0.90‬‬ ‫املقياس ككل‬

‫يتضح من البيانات الواردة في الجدول (‪ )2‬أن قيمة ألفا (االتساق الداخلي) للمقاييس الفرعية تراوحت بين (‪ ،)0.97-0.91‬وبلغت قيمة ألفا‬
‫للمقياس ككل (‪ .)0.90‬في حين تراوحت قيمة (ثبات االستقرار) بطريقة إعادة االختبار‪ ،‬وباستخدام معامل ارتباط بيرسون للمقاييس الفرعية بين‬
‫(‪ ،)0.92-0.90‬وبلغت قيمة ثبات االستقرار للمقياس ككل (‪.)0.89‬‬
‫تصحيح أداة الدراسة‬
‫تكونت أداة الدراسة بصورتها النهائية من (‪ )21‬فقرة‪ ،‬موزعة في ثالثة مقاييس فرعية‪ ،‬يضع املستجيب إشارة (×) أمام كل فقرة لبيان مدى تطابق‬

‫‪28‬‬
‫منال الطيب صابون‬ ‫الضغوط النفسية واالكتئاب والقلق‪...‬‬
‫ً‬ ‫ً ُ‬ ‫ً‬
‫ما يرد في الفقرة مع قناعته الشخصية على تدرج يتكون من خمس درجات‪ ،‬وفقا لتدريج ليكرت (‪ )Likert‬الخماس ي‪ ،‬وهي دائما وتعطى (‪ )5‬درجات‪ ،‬غالبا‬
‫ً‬
‫أبدا ُوتعطى (‪ )1‬درجة‪ً ،‬‬ ‫ً ُ‬ ‫ً ُ‬ ‫ُ‬
‫وبناء على ذلك فقد تراوحت الدرجة على كل فقرة بين‬ ‫وتعطى (‪ )4‬درجات‪ ،‬أحيانا وتعطى (‪ )3‬درجات‪ ،‬نادرا وتعطى (‪ )2‬درجتان‪،‬‬
‫درجة واحدة‪ ،‬وخمس درجات‪ ،‬وبما أن كل مقياس فرعي يتكون من (‪ )7‬فقرات‪ ،‬فإن أدنى درجة يمكن أن يحصل عليها املستجيب هي (‪ )7‬درجة‪ ،‬وأعلى‬
‫درجة يمكن أن يحصل عليها املستجيب هي (‪ )35‬درجة‪ ،‬ولتحديد مستوى كل من الضغوط النفسية واالكتئاب والقلق لدى النازحين‪ ،‬فقد تم تصنيف‬
‫املتوسطات الحسابية وفق الجدول اآلتي‪:‬‬
‫املستوى‬ ‫الدرجة على املقياس الفرعي‬
‫منخفض جدا‬ ‫‪7-1‬‬
‫منخفض‬ ‫‪14-8‬‬
‫متوسط‬ ‫‪21-15‬‬
‫مرتفع‬ ‫‪28-22‬‬
‫ً‬
‫مرتفع جدا‬ ‫‪35-29‬‬

‫متغيرات الدراسة‬
‫اشتملت الدراسة على املتغيرات اآلتية‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬املتغيرات املستقلة‬
‫‪ -‬التعرض للنهب‪ ،‬وله فئتان‪( :‬نعم‪ ،‬ال)‪.‬‬
‫‪ -‬التعرض للتحرش‪/‬االغتصاب‪ ،‬وله فئتان‪( :‬نعم‪ ،‬ال)‪.‬‬
‫‪ -‬التعرض لإلصابة الجسدية‪ ،‬وله فئتان‪( :‬نعم‪ ،‬ال)‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬املتغيرات التابعة‬
‫‪ -‬القلق‪ ،‬وله ثالثة مستويات (مرتفع‪ ،‬متوسط‪ ،‬منخفض)‪.‬‬
‫‪ -‬االكتئاب‪ ،‬وله ثالثة مستويات (مرتفع‪ ،‬متوسط‪ ،‬منخفض)‪.‬‬
‫‪ -‬الضغوط النفسية‪ ،‬وله ثالثة مستويات (مرتفع‪ ،‬متوسط‪ ،‬منخفض)‪.‬‬
‫املعالجات اإلحصائية‬
‫‪ -‬لإلجابة عن السؤال األول‪ ،‬تم حساب املتوسطات الحسابية واالنحرافات واملعيارية للكشف عن مستوى كل من الضغوط النفسية والقلق‬
‫واالكتئاب‪.‬‬
‫‪ -‬لإلجابة عن السؤال الثاني‪ ،‬تم حساب قيم معامل ارتباط بيرسون لتوضيح العالقة االرتباطية بين الضغوط النفسية واالكتئاب والقلق‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬لإلجابة عن األسئلة الثالث والرابع والخامس‪ ،‬تم حساب املتوسطات الحسابية واالنحرافات املعيارية للضغوط النفسية واالكتئاب والقلق تبعا‬
‫ملتغيرات (التعرض للنهب‪ ،‬التعرض لالغتصاب‪ ،‬اإلصابة الجسدية)‪ ،‬واستخدام اختبار (ت) للكشف عن الفروق ين الضغوط النفسية‬
‫ً‬
‫واالكتئاب والقلق تبعا لهذه املتغيرات‪.‬‬
‫نتائج األسئلة ومناقشتها‬
‫السؤال األول‪ :‬ما مستوى الضغوط النفسية والقلق واالكتئاب لدى لنازحين أثناء حرب السودان ‪2024‬؟‬
‫لإلجابة عن السؤال األول‪ ،‬تم حساب املتوسطات الحسابية واالنحرافات املعيارية الستجابات أفراد العينة على فقرات املقاييس الفرعية‪،‬‬
‫والجدول (‪ )3‬يوضح ذلك‪.‬‬

‫جدول (‪ : )3‬املتوسطات الحسابية واالنحر افات واملعيارية للضغوط النفسية والقلق واالكتئاب‬
‫املقياس الفرعي العدد املتوسط الحسابي االنحراف املعياري‬
‫‪7.41‬‬ ‫‪19.60‬‬ ‫الضغوط النفسية ‪511‬‬
‫‪6.27‬‬ ‫‪22.13‬‬ ‫‪511‬‬ ‫االكتئاب‬
‫‪5.10‬‬ ‫‪14.25‬‬ ‫‪511‬‬ ‫القلق‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يتضح من البيانات الواردة في الجدول (‪ )3‬أن مستوى الضغوط النفسية جاء متوسطا‪ ،‬بينما جاء مستوى االكتئاب مرتفعا‪ ،‬وجاء مستوى القلق‬
‫ً‬
‫منخفضا‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ّ‬
‫دراسات‪ :‬العلوم التربوية‪ ،‬املجلد ‪ ،51‬العدد ‪2024 ،3‬‬

‫ويتضح من البيانات الواردة في جدول (‪ )3‬أن االكتئاب جاء في املرتبة األولى‪ ،‬بمتوسط حسابي (‪ ،)22.13‬وجاء في املرتبة الثانية الضغوط النفسية‪،‬‬
‫بمتوسط حسابي (‪ ،)19.60‬في حين جاء القلق في املرتبة الثالثة‪ ،‬بمتوسط حسابي (‪ .)14.25‬ويمكن عزو هذه النتيجة في ضوء ما تعرض إليه النازحين‬
‫من أنواع التعذيب والحرمان والخوف والهلع أثناء الحرب‪ ،‬حيث تعرضوا ألبشع الجرائم البشرية‪ ،‬وانتهكت حرماتهم وتم ضربهم‪ ،‬وقتلهم‪ ،‬وحرقهم‪،‬‬
‫أحياء‪ ،‬والعيش في دوامة من‬‫ً‬ ‫ونهب أموالهم وسياراتهم‪ ،‬وتهجيرهم من منازلهم‪ ،‬وتجنيد أطفالهم واغتصاب بناتهم وزوجاتهم وأخواتهم ودفن أجدادهم‬
‫الذكريات املأساوية ومشاهد القتلى والجرحى‪ ،‬وهذا ما أشار إليه عيس ى وآخرون (‪.)2022‬‬
‫كما يمكن تفسير هذه النتيجة في ضوء الصعوبات واملعوقات املتعلقة بالنزوح واملعاناة داخل مراكز اإليواء التي أثرت على جميع الجوانب‪ ،‬وخاصة الجانب‬
‫النفس ي‪ ،‬حيث أثبتت الحروب والنزاعات أنها من أهم مصادر الضغوط النفسية‪ ،‬كما أنها سبب أساسـي للنزوح والتشرد وفقدان األمن والطمأنينة‪ ،‬وفي كثير من‬
‫األحيان لها دور رئيس في التفكك األسري‪ ،‬أضف إلى ما يسببه النزوح من تدني الوضع الصـحي والغـذائي وفقدان فرص التعليم للنازحين والتعرض لألمراض‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫واألوبئة املختلفة‪ ،‬مما ينعكس سلبا على الصحة النفسية للنازحين عموما‪ ،‬والتعرض للضغوط النفسية‪ ،‬واالكتئاب‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ويؤكد بشير (‪ )2024‬إلى أن الحرب في السودان أدت إلى نزوح مئات اآلالف من األفراد داخليا وخارجيا‪ ،‬وهذا أثر سلبا على حالتهم الصحية‬
‫ً‬
‫والنفسية‪ ،‬وجعلهم عرضة لإلصابة بالضغوط النفسية واالضطرابات النفسية؛ كاالكتئاب‪ ،‬والخوف من املستقبل‪.‬‬
‫وترى الباحثة أن من املنطقي أن تكون نتيجة هذا السؤال هكذا كون النازحون أفراد نهبت بيوتهم وأموالهم‪ ،‬وقتل أوالدهم‪ ،‬واغتصبت نساءهم‪،‬‬
‫ً‬
‫وكل هذه األمور كفيلة بشعور النازح بالضغط النفس ي ملا حال إليه أمر‪ ،‬والشعور بالقلق تجاه ما سيحصل معه مستقبال‪ ،‬والقلق من كيفية تأمين‬
‫ً ً‬ ‫ً‬
‫حياته وحياة من تبقى معه من أسرته‪ ،‬وهذا يجعل على كاهله عبئا نفسيا كبيرا‪ ،‬يؤدي إلى الشعور بالضغوط النفسية املتراكمة‪ ،‬والتعرض لالكتئاب‪.‬‬
‫ويمكن عزو أن القلق جاء بمستوى منخفض إلى اعتياد النازحين على ما يتعرضون له من قتل ووحشية وتعذيب‪ ،‬فقد تعرضوا لكافة مظاهر‬
‫الظلم والعذاب فترة طويلة ال بأس بها‪ ،‬وأصبح األمر كالروتين لديهم‪ ،‬ينتظرون فرج هللا ومن يساعدهم في التخلص من هذا العذاب وإنهاء الحرب‪،‬‬
‫ً‬
‫لذلك أصبح مستوى القلق لديهم منخفض‪ ،‬فقد فقدت كل أسرة سودانية فردا أو أكثر منها‪ ،‬وأصبحت مشاعر الفقدان عندهم موجودة بغض النظر‬
‫عما يصيبهم من اضطرابات نفسية‪ ،‬وما يتعرضون له من ضغوطات نفسية‪.‬‬
‫واتفقت نتيجة الدراسة الحالية مع نتيجة دراسة القباطي (‪ ،)2019‬التي أظهرت أن نسبة (‪ )41%‬من أفراد العينة تعاني من اضطراب مرتفع‪،‬‬
‫ونسبة (‪ )%36‬تعاني من اضطراب متوسط‪ ،‬ونسبة (‪ )%14‬تعاني من اضطراب خفيف‪.‬‬
‫واختلفت نتيجة الدراسة الحالية مع نتيجة دراسة جاسم (‪ ،)2019‬التي أشارت إلى أن مستوى اضطرابات ما بعد الضغوط الصدمية لدى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫النازحين جاء مرتفعا‪ ،‬وأكثر االضطرابات انتشارا بين النازحين‪ ،‬ومع نتيجة دراسة عجاج وفضيل (‪ ،)2020‬التي أظهرت أن مستوى القلق الوجودي‬
‫ً‬
‫الطبيعي لدى الطلبة جاء مرتفعا‪ ،‬كما اختلفت مع نتيجة دراسة النور (‪ ،)2021‬التي أظهرت نتائج الدراسة أن اضطراب ما بعد الصدمة‪ ،‬واالغتراب‬
‫ً‬
‫النفس ي‪ ،‬وقلق املستقبل لدى النازحين جاءوا ضمن املستوى املرتفع‪ ،‬واختلفت أيضا مع نتيجة دراسة الشريف (‪ ،)2023‬التي أشارت إلى أن مستوى‬
‫اضطراب بعد الصدمة لدى عينة السودانيين الفارين من الحرب جاء مرتفع‪ ،‬ومع دراسة أبو هدرا (‪ ،)2023‬التي أظهرت أن معدل انتشار اضطراب ما‬
‫بعد الصدمة واالكتئاب والقلق بلغوا ‪ ،%23.68 ،%25.23‬و‪ %14.93‬على التوالي‪ ،‬وهو معدل مرتفع مثير للقلق مقارنة باالنتشار العاملي‪.‬‬
‫السؤال الثاني‪ :‬هل توجد عالقة ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪ )α = 0.05‬بين الضغوط النفسية والقلق واالكتئاب لدى‬
‫النازحين أثناء حرب السودان ‪2024‬؟‬
‫لإلجابة عن السؤال الثاني‪ ،‬تم تطبيق معامل ارتباط بيرسون‪ ،‬والجدول (‪ )4‬يوضح ذلك‪.‬‬

‫جدول (‪ :)4‬قيم معامل ارتباط بيرسون لتوضيح العالقة االرتباطية بين الضغوط النفسية واالكتئاب والقلق‬
‫الضغوط‬
‫القلق‬ ‫االكتئاب‬
‫النفسية‬
‫‪69**.0‬‬ ‫‪**18.0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫معامل ارتباط بيرسون‬ ‫االكتئاب‬
‫‪<0.001‬‬ ‫‪<0.001‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫‪511‬‬ ‫‪511‬‬ ‫‪511‬‬ ‫العدد‬
‫‪74**.0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪**18.0‬‬ ‫معامل ارتباط بيرسون‬ ‫الضغوط النفسية‬
‫‪<.001‬‬ ‫‪<.001‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫‪511‬‬ ‫‪511‬‬ ‫‪511‬‬ ‫العدد‬
‫‪1‬‬ ‫‪74**.0‬‬ ‫‪69**.0‬‬ ‫معامل ارتباط بيرسون‬ ‫القلق‬
‫‪<0.001‬‬ ‫‪<0.001‬‬ ‫ى‬
‫مستو الداللة‬
‫‪511‬‬ ‫‪511‬‬ ‫‪511‬‬ ‫العدد‬

‫‪30‬‬
‫منال الطيب صابون‬ ‫الضغوط النفسية واالكتئاب والقلق‪...‬‬
‫ً‬
‫يتضح من البيانات الواردة في الجدول (‪ )4‬وجود عالقة ارتباطية إيجابية دالة إحصائيا بين الضغوط النفسية واالكتئاب والقلق‪ .‬ويمكن عزو هذه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫النتيجة إلى أن الحروب تؤثر تأثيرا بالغا في الصحة النفسية‪ ،‬وقد أكدت العديد من الدراسات أن الضغوط النفسية من أهم العوامل النفسية‬
‫لإلصابة باالضطرابات النفسية؛ مثل القلق واالكتئاب‪ ،‬ولذلك كانت العالقة بينهم إيجابية‪.‬‬
‫ً‬
‫وتؤكد اإلحصائيات العاملية أن (‪ )%80‬من األمراض الحديثة املنتشرة حديثا ناتجة من التعرض للضغوط النفسية‪ ،‬وأن االستجابة لهذه الضغوط‬
‫تعتمد على التفسير الذاتي املرتبط بمفهوم الذات‪ ،‬والتي قد تؤدي إلى أمراض نفسية أخرى؛ كالقلق واالكتئاب (الشمري‪.)2018 ،‬‬
‫ويمكن تفسير هذه النتيجة في ضوء ما يصاب به الفرد به من ضغوط نفسية ناتجة عن الخوف والهلع مما يتعرض له من قتل وتعذيب‪ ،‬وسلب‬
‫حقوقه املتمثلة بحقه بالحياة والشعور باألمن والغذاء والتعلم‪ ،‬فالنازحون يتعرضون للحرمان من تعلمهم وعدم قدرتهم على مواصلة الدراسة‪،‬‬
‫ً‬ ‫باإلضافة إلى انقطاع الغذاء عنهم ملدة طويلة‪ ،‬قد يتعرضون ّ‬
‫جراء ذلك إلى العديد من األمراض‪ ،‬وهذا يجعلهم دائما في قلق مستمر‪ ،‬ويعرضهم لإلصابة‬
‫باالكتئاب نتيجة ما يدور حولهم من أحداث قاهرة‪.‬‬
‫ويشير عاشور (‪ )2023‬إلى أن الحرب في السودان أودت بمئات األرواح‪ ،‬ومئات اإلصابات الجسدية والنفسية‪ ،‬فالعديد ممن نزحوا يتعرضون‬
‫ً‬
‫لضغوط نفسية‪ ،‬واضطرابات نفسية؛ ومن أهمها‪ :‬االكتئاب‪ ،‬والقلق‪ ،‬وأنه لوحظ أن النازحين الذين تعرضوا للضغوطات النفسية كانوا عرضة أكثر‬
‫ً‬
‫لإلصابة بالقلق واالكتئاب مقارنة مع غيرهم‪.‬‬
‫واتفقت نتيجة الدراسة الحالية مع نتيجة دراسة حرارة (‪ ،)2021‬التي أظهرت وجود عالقة طردية بين الدرجة الكلية للضغط النفس ي والدرجة‬
‫الكلية لالكتئاب‪ ،‬ووجود عالقة طردية بين الدرجة الكلية لقلق املستقبل والدرجة الكلية لالكتئاب‪ ،‬ووجود عالقة طردية بين الدرجة الكلية للضغط‬
‫النفس ي والدرجة الكلية لقلق املستقبل لدى جرحى مسيرات العودة بغزة‪.‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬هل توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪ )α = 0.05‬بين الضغوط النفسية والقلق واالكتئاب لدى‬
‫النازحين بمراكزاإليواء أثناء حرب السودان ‪ 2024‬تعزى الختالف متغيرالنهب؟‬
‫لإلجابة عن السؤال الثالث‪ ،‬تم حساب املتوسطات الحسابية واالنحرافات املعيارية‪ ،‬والجدول (‪ )5‬يوضح ذلك‪.‬‬

‫ً‬
‫جدول (‪ :)5‬املتوسطات الحسابية واالنحر افات املعيارية للضغوط النفسية واالكتئاب والقلق تبعا ملتغيرالتعرض للنهب‬
‫االنحراف املعياري‬ ‫املتوسط الحسابي‬ ‫العدد‬ ‫التعرض للنهب‬
‫‪6.35‬‬ ‫‪16.35‬‬ ‫‪359‬‬ ‫نعم‬ ‫االكتئاب‬
‫‪5.94‬‬ ‫‪15.92‬‬ ‫‪152‬‬ ‫ال‬
‫‪6.49‬‬ ‫‪22.33‬‬ ‫‪359‬‬ ‫نعم‬ ‫الضغوط‬
‫‪5.71‬‬ ‫‪21.66‬‬ ‫‪152‬‬ ‫ال‬ ‫النفسية‬
‫‪5.36‬‬ ‫‪14.45‬‬ ‫‪359‬‬ ‫نعم‬ ‫القلق‬
‫‪4.37‬‬ ‫‪13.55‬‬ ‫‪152‬‬ ‫ال‬
‫ً‬
‫يتضح من البيانات الواردة في الجدول (‪ )5‬وجود فروق في مستوى الضغوط النفسية والقلق واالكتئاب تبعا ملتغير التعرض للنهب‪ ،‬وللكشف عن‬
‫هذه الفروق‪ ،‬تم إجراء اختبار (ت)‪ ،‬والجدول (‪ )6‬يوضح ذلك‪.‬‬

‫ً‬
‫جدول (‪ :)6‬قيم اختبار(ت) للكشف عن الفروق ين الضغوط النفسية واالكتئاب والقلق تبعا ملتغيرالتعرض للنهب‬
‫ت‬
‫مستوى الداللة‬
‫الداللة‬ ‫ت درجة الحرية‬
‫اتجاه واحد اتجاهين‬
‫غير دال‬ ‫‪84.0‬‬ ‫‪42.0‬‬ ‫االكتئاب ‪509 970.‬‬
‫‪74.0‬‬ ‫‪23.0‬‬ ‫‪85.302 37.0‬‬
‫غير دال‬ ‫‪72.0‬‬ ‫‪41.0‬‬ ‫الضغوط ‪509 106.0‬‬
‫‪24.0‬‬ ‫‪12.0‬‬ ‫‪82.320 71.1‬‬
‫ً‬
‫دال إحصائيا‬ ‫‪04.0‬‬ ‫‪02.0‬‬ ‫‪509 01.2‬‬ ‫القلق‬
‫‪03.0‬‬ ‫‪01.0‬‬ ‫‪50.346 91.2‬‬

‫‪31‬‬
‫ّ‬
‫دراسات‪ :‬العلوم التربوية‪ ،‬املجلد ‪ ،51‬العدد ‪2024 ،3‬‬

‫ً‬
‫يتضح من البيانات الواردة في الجدول (‪ )6‬عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية في الضغوط النفسية واالكتئاب‪ ،‬تبعا ملتغير التعرض للنهب‪،‬‬
‫ً‬
‫ووجود فروق ذات داللة إحصائية في القلق تبعا ملتغير التعرض للنهب‪.‬‬
‫ً‬
‫ويمكن تفسير عدم وجود فروق في الضغوط النفسية واالكتئاب لدى النازحين تبعا ملتغير التعرض للنهب‪ ،‬إلى أن غالبية النازحين إن تعرضوا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫للنهب أم لم يتعرضوا يواجهون صعوبات مريرة‪ ،‬تجعل حياتهم صعبة جدا‪ ،‬فهدفهم الوحيد هو البقاء على قيد الحياة بعيدا عن املخاطر التي قد تهدد‬
‫حياتهم وحياة أسرهم‪ ،‬وهذا يجعلهم سواسية في التعرض للضغوط النفسية‪ ،‬واإلصابة باالكتئاب‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ويمكن عزو وجود فروق في القلق تبعا ملتغير التعرض للنهب‪ ،‬لصالح املتعرضين للنهب‪ ،‬استنادا إلى رأي املدرسة املعرفية‪ ،‬والذي يشير إلى أن توقع‬
‫ً‬
‫الفرد لألخطار والشرور هي املكونات األساسية التي تميز مرض ى القلق؛ فالقلق لديهم يتوقف أساسا على كيفية إدراك الفرد لتلك املخاطر وتقديره لها‪،‬‬
‫ً‬
‫والفرد في حالة القلق يكون مهموما أوال باحتمال تعرضه للخطر أو األذى‪ ،‬فالفكرة األساسية التي تهيمن عليه هي وجود خطر داهم يهدد صحته‪ ،‬أو‬
‫أسرته‪ ،‬أو ممتلكاته‪ ،‬أو مركزه املنهي وغيرها من أنواع التهديدات‪ ،‬ويعتبر التفكير املأساوي من األخطاء املعرفية الشائعة لديه أسوأ النتائج‪ ،‬إذ أن تفكير‬
‫ً‬
‫مريض القلق يكون منصبا على توقع أسوأ النتائج املحتملة ألي موقف من املواقف‪ ،‬فاملبالغة في تقدير األخطار املحتمل حدوثها للفرد في املستقبل‪،‬‬
‫كل يفكر‬‫قلقا مستم ًرا‪ ،‬وتختلف أساليب التفكير لدى أفراد العينة؛ فالبشر ٌ‬ ‫ً‬
‫تجعله دائم التشكك في قدرته على املواجهة واملقاومة‪ ،‬مما تسبب له‬
‫ً‬
‫بطريقته الخاصة‪ ،‬وربما كان ذلك سببا في وجود الفروق‪.‬‬
‫وترى الباحثة أن غالبية النازحين يعانون من الضغوط واالضطرابات النفسية نتيجة تعرضهم ألصوات القنابل‪ ،‬والخوف والهلع من املوت‪ ،‬وضيق‬
‫سبل العيش‪ ،‬وانقطاع وسائل التواصل‪ ،‬والخوف من توفير االحتياجات األساسية من مأكل ومشرب ومأوى‪ ،‬وهذا يشعرهم بالقلق املستمر والخوف‬
‫واإلحباط‪ ،‬وهذا ما أشار إليه عاشور (‪.)2023‬‬
‫السؤال الرابع‪ :‬هل توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪ )α = 0.05‬بين الضغوط النفسية والقلق واالكتئاب لدى‬
‫النازحين بمراكزاإليواء أثناء حرب السودان ‪ 2024‬تعزى الختالف املتغير التعرض للتحرش‪ /‬االغتصاب؟‬
‫لإلجابة عن هذا السؤال‪ ،‬تم حساب املتوسطات الحسابية‪ ،‬واالنحرافات املعيارية‪ ،‬كما هو موضح في الجدول (‪.)7‬‬

‫جدول (‪ :)7‬املتوسطات الحسابية واالنحر افات املعيارية للضغوط النفسية واالكتئاب والقلق‬
‫التعرض لالغتصاب العدد املتوسط الحسابي االنحراف املعياري‬
‫‪5.44‬‬ ‫‪33.17‬‬ ‫‪86‬‬ ‫نعم‬ ‫االكتئاب‬
‫‪6.36‬‬ ‫‪16.00‬‬ ‫‪425‬‬ ‫ال‬
‫‪5.00‬‬ ‫‪23.98‬‬ ‫‪86‬‬ ‫نعم‬ ‫الضغوط النفسية‬
‫‪6.44‬‬ ‫‪21.76‬‬ ‫‪425‬‬ ‫ال‬
‫‪4.14‬‬ ‫‪15.28‬‬ ‫‪86‬‬ ‫نعم‬ ‫القلق‬
‫‪5.26‬‬ ‫‪14.04‬‬ ‫‪425‬‬ ‫ال‬

‫ً‬
‫يتضح من البيانات الواردة في الجدول (‪ )7‬وجود فروق في املتوسطات الحسابية في الضغوط النفسية واالكتئاب والقلق تبعا ملتغير التعرض‬
‫لالغتصاب‪ ،‬وللكشف عن هذه الفروق تم تطبيق اختبار (ت)‪ ،‬كما هو موضح في الجدول (‪.)8‬‬

‫ً‬
‫جدول (‪ :)8‬قيم اختبار(ت) للكشف عن الفروق ين الضغوط النفسية واالكتئاب والقلق تبعا ملتغيرالتعرض لالغتصاب‬
‫مستوي الداللة‬
‫الداللة‬ ‫درجة الحرية‬ ‫قيمة ت‬
‫اتجاهين‬ ‫اتجاه واحد‬
‫ً‬
‫غير دال إحصائيا‬ ‫‪07.0‬‬ ‫‪03.0‬‬ ‫‪509‬‬ ‫‪18.1‬‬ ‫االكتئاب‬
‫ً‬
‫غير دال إحصائيا‬ ‫‪50.0‬‬ ‫‪02.0‬‬ ‫‪389‬‬ ‫‪00.2‬‬
‫ً‬
‫دال إحصائيا‬ ‫‪00.0‬‬ ‫‪00.0‬‬ ‫‪509‬‬ ‫‪02.3‬‬ ‫الضغوط‬
‫ً‬
‫دال إحصائيا‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪<.001‬‬ ‫‪18.148‬‬ ‫‪75.3‬‬ ‫النفسية‬
‫ً‬
‫دال إحصائيا‬ ‫‪04.0‬‬ ‫‪02.0‬‬ ‫‪509‬‬ ‫‪06.2‬‬ ‫القلق‬
‫ً‬
‫دال إحصائيا‬ ‫‪017.0‬‬ ‫‪009.0‬‬ ‫‪342.146‬‬ ‫‪410.2‬‬

‫‪32‬‬
‫منال الطيب صابون‬ ‫الضغوط النفسية واالكتئاب والقلق‪...‬‬

‫يتضح من البيانات الواردة في الجدول (‪ )8‬وجود فروق في الضغوط النفسية والقلق بين املتعرضين لالغتصاب وغير املتعرضين لالغتصاب‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لصالح املتعرضين لالغتصاب‪ ،‬وعدم وجود فروق في االكتئاب‪ .‬ويمكن عزو هذه النتيجة إلى أن السمات الشخصية تلعب دورا كبيرا في مواجهة‬
‫الضغوط ا لنفسية‪ ،‬حيث أن هناك بعض أفراد العينة استطاعوا مواجهة الضغوط النفسية أثناء الحرب‪ ،‬وتغلبوا عليها وهناك من لم تساعدهم‬
‫سماتهم الشخصية في مواجهة الضغوط النفسية‪ ،‬وظلوا يعانوا منها‪ ،‬مما أدى إلى وجود فروق في الضغوط النفسية‪ ،‬وقد أكدت جبارة (‪ )2021‬إلى‬
‫وجود عالقة بين السمات الشخصية لدى الفرد وقدرته على مواجهة الضغوط النفسية‪.‬‬
‫وترى الباحثة أن وجود فروق في الضغوط النفسية والقلق بين املتعرضين لالغتصاب وغير املتعرضين لالغتصاب‪ ،‬لصالح املتعرضين لالغتصاب‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫قد يكون ناتجا عن شعور املغتصب بالظلم والقهر واملعاناة اإلضافية مقارنة بغير املغتصب‪ ،‬وهذا يزيد من الضغوطات عليه‪ ،‬وتحمل العيش وهو‬
‫يشعر بأنه ُسلب منه ما يشعره بالشرف والكرامة‪ ،‬وهذا يؤدي إلى ضغوطات نفسية عليه‪ ،‬والشعور بالقلق من تكرار ما حصل معه‪ ،‬والخوف من‬
‫العيش في عالم مليء بالعنف‪.‬‬
‫ً‬
‫ويمكن تفسير عدم وجود فروق في االكتئاب لدى النازحين تبعا ملتغير التعرض لالغتصاب إلى ما يتعرض إليه النازحين من صعوبات في تأمين‬
‫احتياجات الحياة األساسية‪ ،‬للحفاظ على أرواحهم‪ ،‬باإلضافة إلى أن النازحين تراودهم أفكار تتعلق بالخوف املستمر من البقاء بسالم‪ ،‬والهلع مما‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يسمعونه من انفجارات عنيفة‪ ،‬تجعلهم دائما عرضة لالكتئاب بغض النظر عن تعرضهم لالغتصاب أم ال‪.‬‬
‫كما ترى الباحثة أن النازحين هم من الذكور واإلناث‪ ،‬من الكبار والصغار‪ ،‬وجميعهم يتعرضون للصعوبات نفسها‪ ،‬وبالتالي لو تعرضت األنثى‬
‫ً‬
‫لالغتصاب ستكون الضغوط نفسها وقعت عليها وستتأثر بشكل أكبر من غيرها‪ ،‬ولكن أيضا األنثى التي لم تتعرض لالغتصاب تعيش املآس ي نفسها‪،‬‬
‫ً‬
‫وهذا يؤدي إلى عدم وجود فروق في االكتئاب تبعا ملتغير التعرض لالغتصاب‪.‬‬
‫السؤال الخامس‪ :‬هل توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪ )α = 0.05‬بين الضغوط النفسية والقلق واالكتئاب لدى‬
‫النازحين بمراكزاإليواء أثناء حرب السودان ‪ 2024‬تعزى الختالف متغير اإلصابة الجسدية؟‬
‫لإلجابة عن هذا السؤال‪ ،‬تم حساب املتوسطات الحسابية‪ ،‬واالنحرافات املعيارية‪ ،‬كما هو موضح في الجدول (‪.)9‬‬

‫جدول (‪ :)9‬املتوسطات الحسابية واالنحر افات املعيارية للضغوط النفسية واالكتئاب والقلق‬
‫اإلصابة الجسدية العدد املتوسط الحسابي االنحراف املعياري‬
‫‪4.78‬‬ ‫‪15.81‬‬ ‫‪96‬‬ ‫نعم‬ ‫االكتئاب‬
‫‪6.52‬‬ ‫‪16.32‬‬ ‫‪415‬‬ ‫ال‬
‫‪5.02‬‬ ‫‪22.77‬‬ ‫‪96‬‬ ‫نعم‬ ‫الضغوط النفسية‬
‫‪6.52‬‬ ‫‪21.98‬‬ ‫‪415‬‬ ‫ال‬
‫‪4.23‬‬ ‫‪14.75‬‬ ‫‪96‬‬ ‫نعم‬ ‫القلق‬
‫‪5.28‬‬ ‫‪14.13‬‬ ‫‪415‬‬ ‫ال‬

‫ً‬
‫يتضح من البيانات الواردة في الجدول (‪ )9‬وجود فروق في املتوسطات الحسابية في الضغوط النفسية واالكتئاب والقلق تبعا ملتغير اإلصابة‬
‫الجسدية‪ ،‬وللكشف عن هذه الفروق تم تطبيق اختبار (ت)‪ ،‬كما هو موضح في الجدول (‪.)10‬‬

‫ً‬
‫جدول (‪ :)10‬قيم اختبار(ت) للكشف عن الفروق ين الضغوط النفسية واالكتئاب والقلق تبعا ملتغيراإلصابة الجسدية‬
‫مستوى الداللة‬
‫الداللة‬ ‫درجة الحرية‬ ‫ت‬
‫اتجاهين‬ ‫اتجاه واحد‬
‫ً‬
‫غير دال إحصائيا‬ ‫‪84.0‬‬ ‫‪42.0‬‬ ‫‪509‬‬ ‫‪71.0-‬‬ ‫االكتئاب‬
‫‪39.0‬‬ ‫‪19.0‬‬ ‫‪18.186‬‬ ‫‪86.0-‬‬
‫ً‬
‫غير دال إحصائيا‬ ‫‪72.0‬‬ ‫‪13.0‬‬ ‫‪509‬‬ ‫‪11.1‬‬ ‫الضغوط النفسية‬
‫‪19.0‬‬ ‫‪09.0‬‬ ‫‪45.177‬‬ ‫‪13.1‬‬
‫ً‬
‫غير دال إحصائيا‬ ‫‪92.0‬‬ ‫‪14.0‬‬ ‫‪509‬‬ ‫‪96.1‬‬ ‫القلق‬
‫‪22.0‬‬ ‫‪11.0‬‬ ‫‪98.170‬‬ ‫‪32.1‬‬

‫‪33‬‬
‫ّ‬
‫دراسات‪ :‬العلوم التربوية‪ ،‬املجلد ‪ ،51‬العدد ‪2024 ،3‬‬

‫يتضح من البيانات الواردة في الجدول (‪ )10‬عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية في الضغوط النفسية واالكتئاب والقلق بين املتعرضين لإلصابة‬
‫الجسدية وغير املتعرضين لإلصابة الجسدية بمراكز إيواء النازحين أثناء حرب السودان‪ .‬ويمكن عزو هذه النتيجة إلى أن النازحين إن تعرضوا لإلصابة‬
‫ً‬
‫أم ال‪ ،‬فهم يعيشون ظروف النزوح معا‪ ،‬ويتعرضون للضغوطات والصعوبات نفسها‪ ،‬فاملصاب قد يحتاج إلى عملية جراحية مكلفة‪ ،‬وال يجد ما يعينه‬
‫على إجراءها‪ ،‬وغير املصاب قد يفقد أحد من أسرته ويتعرض أللم الفقدان والحرمان‪ ،‬وبالتالي يمكن القول إن النازحين بغض النظر إن كانوا‬
‫متعرضين لإلصابة الجسدية أم ال يعانون من الضغوط النفسية والقلق واالكتئاب على ٍ‬
‫حد سواء‪.‬‬
‫ويؤكد عيس ى وآخرون (‪ )2022‬أن النزوح يؤدي إلى التعرض للصدمات النفسية من هول ما يراه ويسمعه النازح‪ ،‬فيدخل البعض في حالة من‬
‫الدهشة وعدم القدرة على فهم ما يجري حوله وإنكاره‪ ،‬ويعيش النازح في دوامة من ذكريات مأساوية وأصوات انفجارات ومشاهد القتلى والجرحى‪ ،‬حتى‬
‫أن هذه املشاهد تسيطر عليه في منامه‪ ،‬وهذا يؤدي إلى التعرض إلى الضغوطات النفسية واالكتئاب والقلق بغض النظر إن كان النازح قد تعرض‬
‫لإلصابة الجسدية أم ال‪.‬‬
‫متساو‪ ،‬فالجميع يعاني من ارتفاع أسعار األغذية واألدوية‪ ،‬واإليجارات‬
‫ٍ‬ ‫وترى الباحثة أن النازحين يعانون من الظروف املادية واالجتماعية بشكل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫والوقود‪ ،‬وكل نازح قد يكون فقد فردا أو أكثر من أسرته جعلته دائم الخوف من الفقدان والحرمان‪ ،‬وهذا يجعل الجميع عرضة للضغوطات النفسية‬
‫ً‬
‫متساو‪ .‬وقد أشار جاسم (‪ )2019‬إلى أن األفراد النازحون قسرا قد يتعرضون أثناء ممارسة حياتهم إلى ضغوطات نفسية‬ ‫ٍ‬ ‫والقلق واالكتئاب بشكل‬
‫شتى‪ ،‬نتيجة األوضاع السيئة التي مروا بها من خالل هجر منازلهم وممتلكاتهم‪ ،‬وباب رزقهم عنوة‪ ،‬أو من خالل تعرضهم للترهيب والقتل‪ ،‬وكذلك‬
‫تعرضهم الضطرابات نفسية عدة‪.‬‬
‫التوصيات‬
‫في ضوء النتائج التي توصلت إليها الدراسة‪ ،‬توص ي الباحثة بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬تفعيل دور املؤسسات واملنظمات الدولية في الرعاية النفسية وتنمية املهارات النفسية لدى النازحين‪.‬‬
‫‪ -‬إقامة مراكز للصحة النفسية واإلرشاد النفس ي خاص بالنازحين من جميع األعمار‪ ،‬للتخفيف من وطأة الضغوط النفسية واالكتئاب والقلق‬
‫واالضطرابات الناتجة عن النزوح‪.‬‬
‫‪ -‬بناء برنامج إرشادي معرفي سلوكي لخفض مستوى كل من الضغوط النفسية واالكتئاب والقلق لدى النازحين‪.‬‬
‫‪ -‬التدخل املستمر من أحل حل املشكالت والصعوبات التي يتعرض لها النازحون لتجنب الوقوع في ضغوط نفسية كبيرة‪.‬‬
‫‪ -‬إجراء دراسات تتناول عينة النازحين‪ ،‬ضمن متغيرات ديموغرافية أخرى؛ كالعمر ومكان السكن‪.‬‬

‫املصادرواملراجع‬

‫باعلي‪ ،‬م ورحموني‪ ،‬ك‪ .)2021( .‬القلق واالكتئاب لدى املرأة العاملة (دراسة ميدانية للقطاع املتوسط والية إدرار)‪ .‬مذكرة مكملة لنيل شهادة املاستر في علم‬
‫النفس املدرس ي‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪https://dspace.univ-adrar.edu.dz/jspui/handle/123456789/5388 .‬‬
‫بشير‪ ،‬ن‪ .)2024( .‬استمرار الصراع في السودان وتداعياته النفسية على املدنيين‪ TRT .‬عربي‪ ،‬استردت بتاريخ ‪ 2024/3/1‬من املصدر‪:‬‬
‫‪/https://www.trtarabi.com‬‬
‫جاسم‪ ،‬أ‪ .)2019( .‬اضطراب ما بعد الضغوط الصدمية لدى النازحين‪ .‬مجلة كلية اآلداب‪ ،‬جامعة بغداد‪ISSN: 1110-0745 .232 -221 ،)21(32 ،‬‬
‫الجبور‪ ،‬ف‪ .‬والجراح‪ ،‬إ‪ .)2022( .‬صراع األدوار األسرية املهنية والضغوط النفسية لدى املمرضات في مستشفيات إربد‪ .‬دراسات‪ ،‬العلوم التربوية‪،)4(49 ،‬‬
‫‪DOI: https://doi.org/10.35516/edu.v49i4.3349.428-410‬‬
‫الحازمي‪ ،‬و‪ .)2014( .‬إستراتيجيات مواجهة الضغوط وعالقتها باالكتئاب والقلق لدى أسر ذوي اضطراب التوحد‪ .‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة‬
‫طيبة‪ ،‬السعودية‪.‬‬
‫حرارة‪ ،‬ن‪ .)2021( .‬الضغوط النفسية وعالقتها باالكتئاب وقلق املستقبل‪ :‬دراسة ميدانية لدى جرحى مسيرات العودة بغزة فلسطين‪ .‬مجلة الشرق األوسط‬
‫للعلوم التربوية‪https://doi.org/10.56961/mejeps.v1i2.64 .144-109 ،)2(1 ،‬‬
‫دوسة‪ ،‬م‪ .‬وأبكر‪ ،‬م‪ .)2018( .‬دراسة عن التوافق النفس ي وعالقته بسمات الشخصية االنبساطية والعصابية لدى طالب وطالبات املرحلة الثانوية النازحين‪.‬‬
‫املجلة العربية للعلوم التربوية والنفسية‪DOI: 10.33850/1803-000-003-001.40-1 ،3 ،‬‬
‫الرويلي‪ ،‬ع‪ .)2018( .‬فاعلية برنامج تدريبي مستند إلى الذكاء العاطفي لتطوير مهارات مواجهة الضغوط والصالبة النفسية لدى العاملين في مستشفى الصحة‬
‫النفسية بالقريات‪ .‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫الشريف‪ ،‬أ‪ .)2023( .‬اضطراب ما بعد الصدمة وعالقته بالصحة النفسية لدى عينة من السودانيين الفارين من الحرب ‪2023‬م‪ .‬مجلة القلزم للدراسات‬

‫‪34‬‬
‫منال الطيب صابون‬ ...‫الضغوط النفسية واالكتئاب والقلق‬

DOI: 10.55074/2152-000-027-016 .90-59 ،22 ،‫التربوية والنفسية واللغوية‬


،‫ رسالة ماجستير غير منشورة‬."‫ الضغوط النفسية واالجتماعية وأثرها في السلوك االنحرافي "دراسة ميدانية على طلبة جامعة حائل‬.)2018( .‫ خ‬،‫الشمري‬
.‫ األردن‬،‫ عمان‬،‫الجامعة األردنية‬
:‫ من املصدر‬2024/3/3 ‫ استردت بتاريخ‬،‫ الدستور‬،‫ ملفات خاصة‬."‫ جرح خفى لـ "النازحين من السودان‬...‫ االضطرابات النفسية‬.)2023( .‫ أ‬،‫عاشور‬
.https://www.dostor.org/4402688
.9-1 ،)8(5 ،‫ املجلة اإللكترونية الشاملة متعددة التخصصات‬.‫ تأثير االكتئاب على الجهاز املناعي‬.)2018( .‫ س‬،‫عبد هللا‬
ً
‫ مجلة القلزم للدراسات‬.- ‫ دراسة حالة محلية شندي‬- 2023 ‫ اآلثار النفسية واالجتماعية للمهجرين قسريا من حرب الخرطوم أبريل‬.)2023( .‫ ا‬،‫عثمان‬
ISSN: 1858-9995 .108-91 ،22 ،‫التربوية والنفسية واللغوية‬
.‫ دار الفكري العربي‬:‫ القاهرة‬.‫ القلق وإدارة الضغوط النفسية‬.)2008( .‫ ف‬،‫عثمان‬
‫ مركز لندن‬،‫ مجلة بحوث‬.‫ الشعور بالقلق الوجودي لدى طلبة املرحلة اإلعدادية النازحين في ضوء بعض املتغيرات‬.)2020( .‫ ظ‬،‫ وفضيل‬.‫ ع‬،‫عجاج‬
DOI: .252-229 ،31 ،‫لالستشارات والبحوث‬
10.12816/0057646
-138 ،)3(50 ،‫ العلوم التربوية‬،‫ دراسات‬.‫ مستوى القلق واالكتئاب والعالقة بينهما لدى طلبة كلية العلوم التربوية في الجامعة األردنية‬.)2023( .‫ ع‬،‫العوراني‬
DOI:10.35516/edu.v50i3.2385.149
.‫ دار الفكر‬:‫ عمان‬.- ‫ اضطراب الصدمة وضغوط ما بعد الصدمة – التشخيص واإلدارة والعالج‬.)2022( .‫ م‬،‫ وفتح هللا‬.‫ أ‬،‫ وجمعة‬.‫ م‬،‫عيس ى‬
ً
‫ مجلة‬.‫( وعالقته ببعض املتغيرات لدى ضحايا الحرب من املعاقين حركيا في مدينة تعز‬PTSD) ‫ اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة‬.)2019( .‫ م‬،‫القباطي‬
DOI: https://doi.org/10.55074/hesj.v1i6.57.152 -128 ،)6(1 ،‫العلوم التربوية والدراسات اإلنسانية‬
.‫ دار املسيرة للنشر والتوزيع‬:‫ عمان‬.‫ االضطرابات السلوكية واالنفعالية‬.)2009( .‫ خ‬،‫ واملعايطة‬.‫ م‬،‫القمش‬
،‫ أطروحة دكتوراة غير منشورة‬.‫ اضطراب ما بعد الصدمة واالغتراب النفس ي وقلق املستقبل لدى عينة من النازحين بوالية غرب دارفور‬.)2021( .‫ ع‬،‫النور‬
.‫ السودان‬،‫جامعة النيلين‬

REFERENCES

Abdullah, S. (2018). The effect of depression on the immune system (In Arabic). Comprehensive Multidisciplinary Electronic
Journal, 5(8), 1-9.
Ajaj, A. & Fadil, Z. (2020). The feeling of existential anxiety among displaced middle school students in light of some
variables (In Arabic). Research Journal, London Consulting and Research Centre, 31, 229-252. DOI: 10.12816/0057646
Al-Awarani, A. (2023). The level of anxiety and depression and the relationship between them among students of the Faculty
of Educational Sciences at the University of Jordan (In Arabic). Studies, Educational Sciences, 50(3), 138-149.
DOI:10.35516/edu.v50i3.2385
Al-Hazmi, W. (2014). Strategies for coping with stress and their relationship to depression and anxiety among families of
people with autism disorder (In Arabic). Unpublished master’s thesis, Taibah University, Saudi Arabia.
Ali, A., Alkhamees, A., Hori, H., Kim, Y. & Kunugi, H. (2021). The Depression Anxiety Stress Scale 21: Development and
Validation of the Depression Anxiety Stress Scale 8-Item in Psychiatric Patients and the General Public for Easier Mental
Health Measurement in a Post COVID-19 World. International Journal of Environmental Research and Public Health,
18(19), 10142. DOI: 10.3390/ijerph181910142
Al-Jabour, F. & Al-Jarrah, I. (2022). Conflict between family and professional roles and psychological pressure among nurses
in Irbid hospitals (In Arabic). Studies, Educational Sciences, 49(4), 410-428.
Al-Nour, A. (2021). Post-traumatic stress disorder, psychological alienation, and future anxiety among a sample of displaced
people in West Darfur state (In Arabic). Unpublished doctoral dissertation, Al-Nilein University, Sudan.
Al-Qabati, M. (2019). Post-traumatic stress disorder (PTSD) and its relationship to some variables among physically disabled
war victims in the city of Taiz (In Arabic). Journal of Educational Sciences and Human Studies, 1(6), 128- 152. DOI:
https://doi.org/10.55074/hesj.v1i6.57
Al-Qamsh, M. & Al-Maayta, K.H. (2009). Behavioral and emotional disorders (In Arabic). Dar Al Masirah for Publishing
and Distribution, Amman.

35
ّ
2024 ،3 ‫ العدد‬،51 ‫ املجلد‬،‫ العلوم التربوية‬:‫دراسات‬

Al-Ruwaili, A. (2018). The effectiveness of a training program based on emotional intelligence to develop stress coping skills
and psychological resilience among workers at the Qurayyat Mental Health Hospital (In Arabic). Unpublished master’s
thesis, University of Jordan, Amman, Jordan.
Al-Shammari, K. (2018). Psychological and social pressures and their impact on deviant behavior: A field study on students
at the University of Hail (In Arabic). Unpublished master’s thesis, University of Jordan, Amman, Jordan.
Al-Sharif, A. (2023). Post-traumatic stress disorder and its relationship to mental health among a sample of Sudanese fleeing
war, 2023 AD (In Arabic). Al-Qalzam Journal of Educational, Psychological and Linguistic Studies, 22, 59-90. DOI:
10.55074/2152-000-027-016
American Psychiatric Association. (2017). Diagnostic and statistical manual of mental disorders (5th ed.). Washington DC:
American Psychiatric Association.
Ashour, A. (2023). Psychological disorders...an invisible wound for “displaced people from Sudan.” (In Arabic), Special files,
Al-Dustor, retrieved on 3/3/2024 from the source: https://www.dostor.org/4402688.
Baali, M. & Rahmouni, K. (2021). Anxiety and depression among working women (a field study for the middle sector in Adrar
Province) (In Arabic). A supplementary memorandum for obtaining a master’s degree in school psychology, Ahmed
Deraya University. https://dspace.univ-adrar.edu.dz/jspui/handle/123456789/5388
Bashir, N. (2024). The continuation of the conflict in Sudan and its psychological repercussions on civilians (In Arabic). TRT
Arabic, retrieved on 3/1/2024 from the source: https://www.trtarabi.com/
Beiter, R., Nash, R., McCrady, M., Rhoades, D., Linscomb, M., Clarahan, M. & Sammut, S. (2015). The prevalence and
correlates of depression, anxiety, and stress in a sample of college students. Journal of Affective Disorders, 1(173), 90–96.
DOI: 10.1016/j.jad.2014.10.054
Dosa, M. & Abkar, M. (2018). A study on psychological adjustment and its relationship to the personality traits of
extroversion and neuroticism among displaced secondary school students (In Arabic). Arab Journal of Educational and
Psychological Sciences, 3, 1-40. DOI: 10.33850/1803-000-003-001
Garai, E., Forehand, R., Colletti, C. & Rakow, A. (2009). The Role of Anxiety/Depression in the Development of Youth High
Risk Behaviors: An Examination of Two Competing Hypotheses in a Sample of African-American, Single Mother
Families. Journal of Psychopathology & Behavioral Assessment, 31(4), 340- 346. https://doi.org/10.1007/s10862-008-
9120-2
Gilbert, P. (2000). Counselling for Depression. London & Thousan Oaks & New Delhi: Sage Publications.
Hammad, M. (2016). Future Anxiety and its Relationship to Students' Attitude toward Academic Specialization. Journal of
Education and Practice, 7(15), 54-65. ISSN 2222-1735 (Paper) ISSN 2222-288X (Online)
Harara, N. (2021). Psychological stress and its relationship to depression and anxiety about the future: a field study among
those wounded in the Return March in Gaza, Palestine (In Arabic). Middle East Journal of Educational Sciences, 1(2),
109-144. https://doi.org/10.56961/mejeps.v1i2.64
Issa, M., Jumaa, A. & Fathallah, M. (2022). Traumatic Stress Disorder and Post-Traumatic Stress - Diagnosis, Management
and Treatment - (In Arabic). Amman: Dar Al-Fikr.
Jassim, A. (2019). Post-traumatic stress disorder among displaced people (In Arabic). Journal of the College of Arts,
University of Baghdad, 32(21), 221- 232. ISSN: 1110-0745
Kring, A. & Johnson, S. (2022). Abnormal Psychology: The Science and Treatment of Psychological Disorders, 15th Edition. Wiley.
Mental Health in America. (2019). The State of Mental Health in America. Retrieved on 11/5/2019 from:
https://www.mentalhealthamerica.net /issues/state-mental-health-america-2018.
Othman, A. (2023). Psychological and social effects of forced migrants from the Khartoum war, April 2023 - a local case
study in Shendi - (In Arabic). Al-Qalzam Journal of Educational, Psychological and Linguistic Studies, 22, 91-108. ISSN:
1858-9995
Othman, F. (2008). Anxiety and stress management (In Arabic). Cairo: Dar Al Fikri Al Arabi.
Taylor, S. & Stanton, A. (2021). Health Psychology, (11 Edition). Mc Graw Hill.

36

You might also like