0% found this document useful (0 votes)
201 views22 pages

محاضرات في العلاجات النفسية ماستر 1 للنشر في البوابة

تتناول الوثيقة محاضرات في العلاجات النفسية لطلبة ماستر علم النفس العيادي، حيث تركز على العلاجات بالفن، الموسيقى، وتقنية EMDR. تهدف المحاضرات إلى التعرف على المداخل النفسية العلاجية ومناقشة جدلية العلاجات النفسية في سياق المعطيات الحديثة. تشمل الوثيقة أيضًا مراجع مهمة لدعم المعلومات المقدمة.

Uploaded by

Ahmed Ahmed
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as PDF, TXT or read online on Scribd
0% found this document useful (0 votes)
201 views22 pages

محاضرات في العلاجات النفسية ماستر 1 للنشر في البوابة

تتناول الوثيقة محاضرات في العلاجات النفسية لطلبة ماستر علم النفس العيادي، حيث تركز على العلاجات بالفن، الموسيقى، وتقنية EMDR. تهدف المحاضرات إلى التعرف على المداخل النفسية العلاجية ومناقشة جدلية العلاجات النفسية في سياق المعطيات الحديثة. تشمل الوثيقة أيضًا مراجع مهمة لدعم المعلومات المقدمة.

Uploaded by

Ahmed Ahmed
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as PDF, TXT or read online on Scribd
You are on page 1/ 22

‫‪1‬‬

‫د‪.‬بوعالقة فاطمة الزهراء‬

‫العالجات النفسية‬
‫محاضرات لطلبة السنة األولى ماستر علم النفس العيادي‬
‫جامعة محمد بوضياف المسيلة‬

‫‪2020‬‬

‫مقياس سنوي‬
‫محاضرات في العالجات النفسية‬
‫لفائدة طلبة ماستر علم النفس العيادي‬
‫جامعة محمد بوضياف‬

‫إعداد األستاذة‪ :‬بوعالقة فاطمة الزهراء‬


‫عدد المحاضرات‪03:‬‬
‫عناوين المحاضرات‪:‬‬
‫محاضرة ‪ :15‬العالج بالفن‬
‫محاضرة ‪ :16‬العالج بالموسيقى‬
‫محاضرة ‪ :17‬العالج بتقنية ‪EMDR‬‬
‫أهداف المقياس‪:‬‬
‫➢ التعرف على أهم المداخل النفسية العالجية‪ :‬تاريخها‪ ،‬مبادئها‪ ،‬تقنياتها‪.‬‬
‫➢ مناقشة جدلية العالجات النفسية ضمن حداثة المعطيات العالجية وإمكانية توظيفها في المستقبل كمشروع ممارس‪.‬‬
‫➢ عرض حاالت عالجية ومناقشتها كنوع من العمل االستشرافي‪.‬‬
‫أهم المراجع‪:‬‬
‫‪. .1‬إجالل محمد سري‪ .)1990( .‬علم النفس العالجي‪ .‬مصر‪ .‬القاهرة‪ :‬عالم الكتب‬
‫‪ .2‬بوعالقة ف‪ .‬ز‪ .)2017(.‬الحياة النفسية لفنان التشكيلي الجزائري‪ :‬نظرة تحليلية للتقمصات في ضوء االختبارات‬
‫االسقاطية‪.‬ط‪.1‬الجزائر‪.‬بن عكنون‪ :‬ديوان المطبوعات الجزائرية‪.‬‬
‫‪ .3‬جالل كايد ضمرة‪ .(2014) .‬فعالية برنامج العالج المعرفي السلوكي الجماعي والعالج بالموسيقى في خفض‬
‫أعراض قلق ما بعد الصدمة لدى عينة من األطفال الالجئين ‪ .‬في مجلة الدراسات التربوية والنفسية‪ .‬أبريل ‪.2014‬‬
‫العدد ‪DO - 10.12816/0014341.8‬‬
‫‪ .4‬حامد عبد السالم زهران‪ .)1997( .‬الصحة النفسية والعالج النفسي‪ .‬عالم الكتب جامعة عين شمس مصر ‪.‬‬
‫التذوق الفني‪ .‬عالم المعرفة الكويت‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .5‬شاكر عبد الحميد‪ .)2001( .‬التفضيل الجمالي (دراسة في سيكولوجية‬
‫‪ .6‬فتون فؤاد الفيومي‪ .2014.‬السمات الفنية للتراق الحضاري لمنطقة جدة إعادة صياغته واإلفادة منه من خالل مشغولة‬
‫فنية معاصرة‪ .‬في المجلة العربية للعلوم االجتماعية‪ .‬العدد ‪.3‬الجزء ‪ .5‬ص ص‪.146-123.‬‬
‫‪ .7‬روبيرت أ‪ ،.‬بريزان م‪ .‬د‪ " .‬لماذا نحب الموسيقى الحزينة؟ حدادا على ألمنا‪(".‬ترجمة‪ .‬السباعي س‪ .)2018،.‬في‬
‫مجلة علم النفس‪ .‬عدد‪.133‬أكتوبر‪-‬نوفمبر‪-‬ديسمبر ‪ .2019‬ال سنة‪ .32‬مصر‪ .‬القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪.‬‬
‫‪ .8‬ناجي ي‪ .)2015(.‬مساهمة تقنية ‪ EMDR‬في تخفيف من حدة الصدمات النفسية‪ .‬مذكرة ماستر علم النفس العيادي‪.‬‬
‫بسكرة‪ .‬جامعة محمد خيضر‪.‬‬
‫‪9. Grout. Donald Jay. (1981). A History of Western Music, 3me édition. London : J.M. Dent‬‬
‫‪& SonsChange, Master of Science, The Department of Psychology and Special Education,‬‬
‫‪Emporia State University, Umi., N. 1455689.‬‬
‫‪10. Diehls, V. (2008): Art Therapy, Substance Abuse, and the Stages ofIllness, Master of arts,‬‬
‫‪Faculty of the Graduate School, University ofSouthern California, Umi N. 145060.‬‬
‫– ‪11. Klein j. p. (2007). L'art-thérapie.Dans Cahiers de Gestalt-thérapie. 2007/1 (n° 20), pp. 55‬‬
‫‪62.‬‬
‫‪12. Rivera, R. (2008) . Art Therapy for Individuals with Severe Mertal‬‬
‫‪13. Ryngaert ousse L. (2007). impact des neurosciences sur la pratique psychanalytique : la‬‬
‫‪double lecture comme clinique neuro psychanalytique. In revue française de la‬‬
‫‪psychanalyse.n2.v71.pp.419-436.‬‬
‫‪14. Lobregt‑van Buuren E. & Mevissen L. (2019).Eye Movement Desensitization and‬‬
‫‪Reprocessing (EMDR) Therapy as a Feasible and Potential Effective Treatment for Adults‬‬
‫‪with Autism Spectrum Disorder (ASD) and a History of Adverse Events. Journal of Autism‬‬
‫‪and Developmental Disorders .(2019) 49:151–164: https://doi.org/10.1007/s10803-018-‬‬
‫‪3687-6.Published online: 25 July 2018.‬‬
‫المحاضرة ‪15:‬‬
‫العنوان‪ :‬العالج بالفن‬
‫إعداد محاضرة مشتركة‪ :‬طالبة الماستر بن عيسى هدي خديجة؛ مراجعة وإشراف د‪ .‬بوعالقة فاطمة الزهراء‬

‫”‪« Art washes away from the soul the dust of everyday life.‬‬
‫‪Picasso‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫العالج بالفن هو تأكيد للصحة النفسية لإلنسان‪ ،‬وذلك باستخدام العملية االبتكارية في أبسط‬
‫صورها في الفن لتنمية وتحسين النواحي الجسمية‪ ،‬العقلية واالنفعالية لكل فرد في كل االعمار‪.‬‬
‫فقد الدراسات أهمية الجلسات العالجية بالفن في عالج األمراض النفسية كاالكتئاب الشديد‬
‫مثال‪ ،‬ولألطفال ذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬ولحاالت الفصام والمراهقين المارين الى الفعل‬
‫الخطير‪ ،‬وللنساء الحوامل‪ ،‬والحاالت في حلة حداد مرضي وحتى غير مرضي‪ ،‬واالفراد‬
‫المسنين‪.‬‬
‫إذ جرى تقييم ‪ 8‬عوامل عالجية رئيسية‪ ،‬هي االستكشاف الذاتي‪ ،‬والتعبير عن الذات‪ ،‬والقدرة‬
‫على التواصل مع اآلخرين‪ ،‬وتفسير ما يقوله اآلخرون‪ ،‬والتكامل‪ ،‬والتفكير الرمزي‪ ،‬واإلبداع‪،‬‬
‫والتحفيز الحسي‪ .‬وبعد عشر جلسات من العالج‪ ،‬استغرقت كل منها نحو الساعة‪ ،‬الحظ‬
‫سن كبير في حالة المرضى‪ ،‬باإلضافة إلى حدوث طفرة كبيرة من‬ ‫المعالجون حدوث تح ُّ‬
‫التغيير في حياتهم اليومية‪ ،‬بصورة بلغت حد قدرتهم على العودة إلى العمل‪.‬‬
‫مفهوم اإلبداع الفني من منظور تحليلي‪:‬‬
‫بالنسبة للعالج الفني فقد كانت بداياته الحديثة مع األب الروحي للعالج النفسي فرويد الذي‬
‫هو نفسه تابع رصد الخصائص المرضية من خالل الفن عندما حلل انتاج بعض الفنانين‬
‫السابقين والمعاصرين له‪ ،‬مما أدى إلى التركيز على القيمة التعبيرية والتنفيسية للفن التي لها‬
‫أن تحرر الالشعور مما اختزنه من عقد نفسية‪ ).‬فتون فؤاد الفيومي‪ ،2014، ،‬ص‪.)340 .‬‬

‫إذ يستنتج فرويد (س)‪ ،‬في كتابه " في حياتي والتحليل النفسي " أن" الفني بالنسبة لفرويد‬
‫ليس تقليدا‪ ،‬بل هو نتاج لنجاح األنا في إعادة بناء لذاته وتكوين هويته‪ ) ".‬بوعالقة ف‪.‬ز‪،.‬‬
‫‪،2017‬ص ‪.(53‬‬

‫لقد كانت محاوالت فرويد و يونغ بمثابة الشرارة األولى في مجال العالج بالفن ‪ ،‬فما قدمه‬
‫كارل يونغ المعاصر لفرويد الذي كان مولعا بالفن ‪ ،‬وتبوء له مركزا خاصا ‪ ،‬إذ كان نفسه‬
‫رساما بارعا أنتج العديد من رسومات التي لعبت دورا هاما في حياته وجلبت لـــ يونغ‬
‫التوازن النفسي الذي كان يطمح له شخصيا باإلضافة لكون يونغ ممارسا ‪ ،‬لقد كان يشجع‬
‫مرضاه على التعبير الفني للفائدة االكلينكية ‪ ،‬إن ما أنتجاه من نظريات في العالج النفسي‬
‫وسيكولوجية الشخصية كانت منبعا لكثير من المجاالت التي لها عالقة بعلم العالج بالفن ‪،‬‬
‫وتبنى معظمها المعالجون بالفن من بعدهم ‪) .‬فتون فؤاد الفيومي ‪ ،2014، ،‬ص ‪( . 341‬‬

‫فحسب فرويد الفنانون والعلماء يتميزون بالقابلية للنكوص والتقاط الرسائل الصادرة عن‬
‫الالشعور‪ ،‬ويرى فيهم فرويد محللون نفسانيون ممتازون‪ .‬فحسب ما جاء عن فرويد (س)‬
‫في" محاولته حول تفسير رواية ‪ La Gradiva‬لــ دوجنسن"‪ ،‬أين تفاجأ فرويد بذلك‬
‫التقارب الرائع بين الكاتب وعمل المحلل النفساني‪ ،‬إذ الحظ فرويد أن الروائي "دوجنسن "‬
‫يعطينا تفصيال دقيقا عن العصاب‪ ،‬أعراضه وحتى خطوات الشفاء‪ ".‬ويكتب لهذا فرويد‬
‫(س)‪ ،‬انه " من االحسن لو نستبدل عنوان غراديفا ‪ :‬نقطة االهواء ‪ ،‬الى غراديفا ‪:‬دراسة‬
‫سيكاترية "‬
‫ويبدو لــفرويد أ ن هذه المعرفة الدقيقة بالسيرورة النفسية عند الفنان تنبثق من السياقات‬
‫الالشعورية التي يصغي لها الفنان ليحولها لجمال بدل من كبتها‪ ،‬وهذا بفضل التسامي‪.‬‬
‫) بوعالقة ف‪ .‬ز‪،2017، .‬ص ‪( 55‬‬

‫نجد ان فرويد تطرق لهذا النوع من العالجات عندما نشر نظريته عن الحلم وانه حالة تعبير‬
‫عن رغبات مكبوتة لدى اإلنسان‪ ،‬في تحليالته النفسية تحدث عن الرسم‪ ،‬وأول من استعملته‬
‫في العالج كانت ابنته آنا فرويد وميالني كالين‪ ،‬هاته التقنية العالجية هدفها تنمية التركيز‪،‬‬
‫اإلصغاء‪ ،‬السيطرة‪ ،‬وتقوية الثقة بالنفس‪ ،‬فهي بمثابة وسيلة تعبيرية تكشف العالم الداخلي‬
‫لإلنسان الذي نتعامل معه والتوصل الضطراباته ومساعدته على التغيير) غنيم م‪ ،.‬ص‪. )109‬‬

‫تبعا لما قاله فرويد ‪ ،‬نجد ميالني كالين التي تصف المنتوج الفني ‪ " :‬كانتصار لنزوات‬
‫الحياة على نزوات الموت‪ ، ".‬والتي ترى بان " الفنان بفضل منتوجه الفني يلعب دور الوالد‬
‫المحب ‪ ،‬ودور الطفل المحب أيضا ‪ ،‬وذلك من خالل وظيفة الهوامات البنائية‪ ،‬فالفنان‬
‫يستفيد تماما من الرموز‪ ،‬وكلما كانت تلك الرموز معبرة عن تلك الصراعات مابين الحب‬
‫والكراهية ‪ ،‬بين التدمير والترميم او البناء ما بين غرائز الحياة وغرائز الموت ‪،‬اقتربت‬
‫اعماله من األشكال الفنية الكاملة ‪ ) ".‬بوعالقة ف‪ .‬ز‪ ،2017، .‬ص‪(57‬‬

‫ويقسم آنزيو (د) اإلبداع الفني إلى نوعين تبعا للديناميكية العائلية التي نشأ فيها الفنانون‬
‫فيذكر أن ‪:‬‬
‫النوع االول من االبداع الفني‪ :‬يهدف الى التحكم في فرطانة المثيرات النزوية البدائية‪ ،‬تلك‬
‫المرتبطة بالعالقة ام _طفل ذات نمط محرم‪ ،‬وان المخاوف التي تظهر اثناء العمل الفني‬
‫لدى هؤالء الفنانين ترتبط ومخاوف االقتراب من المحرم‪ ،‬هذه العالقة تدفع الفنان الى‬
‫االبداع الفني‪ ،‬اين يبحث عن احياء هذه العالقة مع منتوجه الفني‪.‬‬
‫اما النوع الثاني‪ :‬فهو ذلك الذي يهدف الى ملئ الفراغ وفقر المثيرات‪ ،‬فاألطفال الذين عانو‬
‫من نقص على مستوى االشباع الوالدي‪ ،‬يصبحوا فنانين ليعبروك عن حرمانهم الحسي‬
‫والعاطفي‪ ،‬كما ان الفن يسمح لهم بتثبيت تلك اإلثارات ولو القليلة التي تحصلوا عليها في‬
‫طفولتهم‪ ،‬فالعمل الفني يحفظها (بوعالقة ف‪ .‬ز‪ ،.‬ص‪.(64 .‬‬

‫تعريف العالج بالفن‪:‬‬


‫➢ هو االستعمال العالجي لإلنتاج الفني‪ ،‬من قبل افراد يعانون من المرض او‬
‫صدمة او مصاعب في الحياة‪ ،‬فمن خالل ابتكار الفن والتمعن في انتاجه‬
‫وعملياته‪ ،‬يستطيع االفراد أن يرفعوا من درجة ادراكهم لذواتهم‪ ،‬واالخرين‪،‬‬
‫والتأقلم مع اعراضهم المرضية‪ ،‬والضغوط التي تنتابهم‪ ،‬ويعمل المعالجون بالفن‬
‫مع االفراد من كل االعمار‪ ،‬والجماعات واالزواج‪ ،‬والعائالت‪.‬‬
‫➢ العالج بالفن طريقة عالجية تقوم على توظيف مختلف وسائل التعبير الفني‬
‫التشكيلي‪ ،‬واستخدامها بأسلوب منظم ومنهجي لتحقيق اهداف عالجية او تنمية‬
‫الشخصية‪ ،‬من خالل انشطة فردية او جماعية‪ ،‬حرة او مقيدة‪ ،‬وذلك وفقا لخطة‬
‫عالج مضبوطة وموضوعة مسبقا‪.‬‬
‫➢ وخالل العالج بالفن يعبر العميل عن نفسه‪ ،‬وعن تجاربه وخبراته في أسلوب‬
‫آمـن وغير لفظي‪ ،‬وهذا يساعد على تأسيس الثقة‪ ،‬ويشعره باالطمئنان الكبير في‬
‫عملية العالج‪ ،‬ومن الخصـائص المميزة والفريدة للعالج بالفن‪ ،‬أنه يمنح الفرصة‬
‫للعميل ليعبر عن أفكاره ومشاعره خـالل الصور المرئية‪ ،‬والتي تكون رسما أو‬
‫تصويرا أو نحتا‪ ،‬وهذه العمليات اإلبداعية تعد مصدرا للمعلومات لكـل من‬
‫العميل والمعالج‪ ،‬والعمل باألدوات الفنية مثل‪ :‬الطمي‪ ،‬واألوراق الملونة‪،‬‬
‫واألقالم يعطى استجابة فسيولوجية من االسترخاء‪ ،‬مما يؤثر على المزاج لدى‬
‫الفرد‪ ،‬وهذا يخفض القلق‪ ،‬وبذلك يصبح الفـرد أكثر استعدادا للتعبير عن الذات‬
‫بشكل مكشوف‪ ،‬كذلك التعبير الفني يساعد على إخـراج االنفعـاالت‬
‫الداخلية‪. )Diehls,2008, pp.3-4(.‬‬
‫التعبير الفني‪:‬‬
‫التعبير الفني من الطرق االسقاطية ومن االدوات الهامة التي يستعين بها االخصائي‬
‫النفساني في تحليله للشخصية‪ ،‬عن طريق استعمال الفن كعملية إسقاطيه عن الالشعور‪ ،‬فهو‬
‫بمثابة وسيلة إلخراج الفرد ما بداخله من توترات وقلق‪( .‬فتون فؤاد الفيومي ‪ ،2014،‬ص‪.)342 .‬‬

‫أهداف العالج بالفن‬


‫حددت الجمعية االمريكية للعالج بالفن(‪ 2004 )AATA‬اهداف العالج بالفن حيث تختلف‬
‫تبعا الحتياجات الفرد والتي يحددها المعالج بالفن‪:‬‬
‫‪ .1‬تغيير مكان التحكم من الخارج الى الداخل (تحكم الشخص في ذاته)‬
‫‪ .2‬تحسين صورة الذات وتقدير الذات‬
‫‪ .3‬تغيير الهوية من شخص معاق الى فنان مبدع‬
‫‪ .4‬التشجيع على صنع القرار واالستقاللية‬
‫‪ .5‬المساعدة في تأسيس وتثبيت روح الهوية‬
‫‪ .6‬الحد من العزلة االجتماعية‬
‫‪ .7‬تحسين التواصل والمهارات االجتماعية‬
‫‪ .8‬تحسين التآزر الحركي والمهارة اليدوية‬
‫‪ .9‬تحسين التنبه العقلي وذلك من خالل‪ ،‬حل المشكالت‪ ،‬التركيز‪ ،‬التخيل‪ ،‬الذاكرة البصرية‬
‫مراحل العالج بالفن ثالثة‪:‬‬
‫‪ – 1‬المرحلة االولى وتسمى (مرحلة بناء الثقة)‪ :‬فيها يتحدث في امور اولية مثل التعرف‬
‫على المتعالج ومساعدته على االستيعاب‪ ،‬كسب ثقته وذلك من خالل‬
‫✓ الثبات في المواعيد وضوح زمن وفترة لعالج‬
‫✓ االهتمام ولتعزيز كان يقول له المعالج أنا هنا ألرفع عنك الحمل‬
‫✓ التقمص العاطفي حالة الشعور مع اآلخر‪ ،‬التغطية المعنوية من المعالج للمتعالج‬
‫هنا تبدأ ما يسمى مرحل التحليل‪.‬‬
‫‪_- 2‬المرحلة الثانية من العالج هي مرحلة التحليل‪ :‬يتحدث فيها المعالج عن نفسه في‬
‫محاولة منه لمواجهة سلبياته واالعتراف بها كجزء من شخصيته‪ ،‬بان يحول العوامل‬
‫المسببة المكبوتة داخل نفسه في الالوعي الى حالة الوعي‪ .‬ومن المهم هنا ان يقدر ويتفهم‬
‫المعالج حالة المتعالج‪ ،‬لكن ال يتضامن معه كليا‪.‬‬
‫‪ _3‬المرحلة الثالثة هي االنفصال‪ :‬وهي من ستة لقاءات تجعل المتعالج في تراجع‪ ،‬لكن‬
‫دور المعالج ان يرفعه من جديد في مواجهة مع ما كان وانه في حالة أفضل االن وانه حقق‬
‫الكثير ‪ ،‬فعملية االنفصال تثير خوفا يماثل الخوف الذي مر به من خالل حياته من فقدان او‬
‫ابتعاد أحد افراد عائلته‪ ،‬لهذا يقوم المعالج في عملية االنفصال خالل ستة لقاءات بالعمل‬
‫على مواجهة المرحلة الجديدة بالتعبير عن مخاوفه السابقة والحالية‪.‬‬
‫اجراءات العالج النفسي بالفن‪:‬‬
‫يمكن ايجازها فيما يلي‪:‬‬
‫اعداد متطلبات العالج بالفن‪ :‬يقصد بها المواد المطلوبة‪ ،‬أدوات جمع المعلومات‬
‫عن المريض وشخصيته ومشكالته‪ ،‬والمكان والزمان‪ ،‬الجلسات تكون مدة‬
‫ساعتين اسبوعيا على األقل‪ ،‬الن العمل فيها يكون فيها مناصفة بين التعبير الفني‬
‫ومناقشته‪.‬‬
‫تحديد االهداف االجرائية لعملية العالج‪ :‬من ان يخفض السلوك العدواني عند‬
‫المريض ويتخلص من المخاوف‪.‬‬
‫تكوين العالقة العالجية وااللفة في مناخ عالجي مناسب وامن‬
‫تشجيع التعبير الفني لدى المريض‬
‫تنويع فنيات التعبير الفني‪ :‬تتمثل في التعبير االستكشافي‪ ،‬التعبير عن المشاعر‬
‫الداخلية‬
‫فهم التعبير الفني‪ :‬يتضمن فهم ما يقول النتاج الفني وما يعبر عنه وما يعيق‬
‫المريض عليه‪ ،‬وما عالقته بتاريخه الماضي وحياته الحاضرة‬
‫التشخيص‪ :‬يستفاد من النتاج الفني‪ ،‬في عملية التشخيص الفني النفسي‪ .‬مثال‬
‫المكتئبون يرسمون صور مظلمة داكنة سوداء‪ ،‬مرضى الفصام يرسمون صور‬
‫مجزأة كأنها مكسرة او متألفة من شظايا‪.‬‬
‫التفاعل مع المريض حول التعبير الفني مشاركة المعالج للمريض في العمل‬
‫الفني‬
‫استغالل الفوائد العالجية للتعبير الفني‪ :‬عندما يسقط الفرد خبراته االيجابية‬
‫والسلبية يحدث نوع من التنفيس‪ ،‬هذا يساهم في تنمية صورة الذات وتحقيق‬
‫التوافق‬
‫تقدم عملية العالج‪ :‬من خالل نمو عملية العالج بالفن وتقدمها تزاد الثقة المتبادلة‬
‫انهاء عملية العالج‪ :‬بعد التنفيس واالسقاط والمناقشة والتفسير يحدث تدريجيا‬
‫الشعور بالسالم والصحة النفسية‪( .‬حمايدية ع‪ ،2015، .‬ص‪)64 .‬‬

‫العالج النفسي بالفن له وجهان متكامالن متكافئان هما‪:‬‬


‫‪ 1‬الفن التشكيلي‪ :‬وهو التعبير الفني الغير لفظي بالرسم او اعمال الخزف والفخار‪.‬‬
‫‪ 2‬العالج النفسي‪ :‬حيث يتم تفسير ومعرفة حقيقة تلك الخبرات وايجاد حلول للمشكالت‬
‫واحداث تغيير الى االفضل في شخصية الفرد وفي حياته بصفة عامة‪.‬‬
‫يكون العمل في العالج بالفن ضمن ورشات عالجية‪ ،‬وتتمثل هذه الورشات في‪:‬‬
‫ورشات الرسم‬ ‫✓‬
‫التشكيل‬ ‫✓‬
‫الصور الفوتوغرافية‬ ‫✓‬
‫الموسيقى‬ ‫✓‬
‫الرسم‬ ‫✓‬
‫✓ التمثيل‬
‫✓ القراءة‬
‫✓ وغيرها ‪...‬‬
‫المعالج بالفن‪:‬‬
‫توجد أهمية كبيرة للعالقة بين العميل والمعالج بالفن وبين أعضاء جماعـة العـالج بـالفن‬
‫(‪ .)Diehls v. , 2008,p. 5‬والمعالج والفن جسر يتواصل من خالله المعالج‬
‫والمريض‪) Rivera R.,2008,p.4) .‬‬
‫ويرى ديهلز (‪ )2008‬أن العالج بالفن يهدف إلى مساعدة العمالء على أن يفسروا ويفهمـوا‬
‫المعنى‪ ،‬والداللة في أعمالهم الفنية "الرسوم "‪ ،‬وعلى المعالج أن يهيئ المكان المالئم‬
‫والمساعد؛ لكـي يعبر العمالء ويكتشفوا أعمالهم‪ ،‬وذلك بأن يكون مباليا‪ ،‬مشجعا ومدعما‪،‬‬
‫معطيا ومانحـا للرعايـة‪ ،‬أمينا‪ ،‬صادقا‪ .‬وأن عملية االستبصار وفهم االنفعاالت والدفاعات‬
‫تجعل العميل يتحرك نحو األمام فـي العالج‪ ،‬والمعالج بالفن يقوم بالبحث عن الرسائل‬
‫الخفية في أعمـال العمـالء‪ ،‬ويمكـن أن يعطـى تفسيرات أثناء جلسة العالج‪ ،‬مستندا على‬
‫فهمه لرموز السياق والتعليقات اللفظية‪ ،‬والتأويـل يعطـى المعنى للرسم‪ ،‬والمعالج يعمل على‬
‫إفهام العميل تفسير الرسم‪ ،‬والفهم يمكن أن يكون على المسـتوى االنفعالي‪ ،‬أو المستوى‬
‫المعرفي‪ ،‬أو االثنين معا‪(Diehls ،2008 ,pp. 3-10( .‬‬
‫البرنامج العالجي بالفن وفق النموذج المعرفي‪:‬‬
‫الجلسة االولى‪( :‬التمهيدية) تأسي العالقة العالجية وبناء الثقة‪.‬‬
‫الجلسة الثانية‪ :‬التعرف على ادوات التدريب والنشاط الفني ودورها في الحد من المشكالت‬
‫الجلسة الثالثة‪ :‬البدء في التدريب على النشاط الذي قام باختياره العميل‬
‫الجلسة الرابعة‪ :‬التركيز على المشاعر االيجابية‬
‫الجلسة الخامسة تنمية الثقة بالذات وذلك من خالل االشتراك مع مجموعة من االفراد والقيام‬
‫بالنشاط الفني معا‬
‫الجلسة السادسة‪ :‬تسليط الضوء على عالقته باألهل وذلك من خالل مشاركتهم في العمل‬
‫الفني‬
‫الجلسات االخيرة‪ :‬االخصائي يركز على ثالث نقاط اساسية هي كاالتي‪:‬‬
‫❖ االنفصال‬
‫❖ مناقشة ما تم التطرق اليه في الجلسات العالجية األولى‬
‫❖ عرض االعمال الفنية الخاصة بالعميل مقارنتها ومناقشتها‪( .‬جالل كايد ضمرة‪ ،2014 ،‬ص‪106 .‬‬
‫‪)107-‬‬
‫البرنامج العالجي بالفن وفق النموذج التحليلي‪:‬‬
‫الرسم هو أسلوب حقيقي أكثر من اللغة‪ ،‬فهو أحد عمليات التفريغ عند االنسان وهي عملية‬
‫بناءة يعبر فيها االنسان عن كينونة نفسه بشكل غير واع‪ ،‬ومن هنا يكون نجاح هذا االسلوب‬
‫العالجي‪ ،‬ألن أحد أهدافه أ ن يصل االنسان لمعرفة عن نفسه بما يشمل عناصرها الواعية‬
‫وغير واعية‪.‬‬
‫إن تحليل العمل الفني يتم على مراحل عدة‪:‬‬
‫‪- 1‬تحليل تشكيلي (وصف العمل ومكوناته من شكل ومادة)‬
‫‪- 2‬تحليل ابالغي (الحديث عن الرسم من خالل اسالة المعالج بشكل قصة)‬
‫‪ 3‬تحليل رمزي (تحليل الرموز واالشكال التي وردت في الرسم كمكونات العمل)‬
‫_ المادة‪ :‬للمادة دور في العملية العالجية والمقصود بالمواد الفنية مثل الطين‪ ،‬اقالم‬
‫رصاص‪ ،‬االلوان المائية وغيرها‪ ،‬ان اختيار المادة أحد العوامل الدالة على‬
‫خصائص االنسان باإلضافة الى االلوان التي لها دالئل مختلفة على الحالة النفسية‬
‫والشعورية‪( .‬غنيم م‪ ،2001،.‬ص‪)111-110 .‬‬

‫الجلسة النموذجية في العالج بالفن‪:‬‬


‫تستمر جلسة العالج بالفن "الرسم" قرابة ساعة‪ ،‬وتتكون المجموعـة مـن (‪)12 – 10‬‬
‫مشاركا‪ ،‬ويقوم المعالج‪-‬في دقائق قليلة ‪-‬بشرح المهمة التي سـيقوم بهـا المشـاركون‬
‫أثنـاء الجلسة‪ ،‬ثم يرسم المشاركون في (‪ )25‬دقيقة‪ ،‬ويترك باقي الوقت في الجلسة كي‬
‫يتحدث كل فردعن مشاعره وانفعاالته في الرسم الذي قام به‪ ،‬ويعامل المعالج على أنه‬
‫عضو مساو للمشـاركين الذين يتلقون العالج‪.‬‬
‫وفي بعض جلسات العالج بالفن يكون الموضوع الذي سيتم رسمه حرا‪ ،‬وأحيانا يقترح‬
‫بعض األفراد موضوعا للرسم‪ ،‬وفي الجلسات األولى من العالج يمكن أن يقترح‬
‫المعالج موضوعا محـددا للمشاركين‪ ،‬ويكون هناك ارتباط قوى بين ما بداخل العميل‬
‫المشارك والرسم الذي يقوم به‪ ،‬والمعـالج عليه أن يسأل ويناقش ذلك‪ ،‬وأثناء المناقشة‬
‫تحاول المجموعة أن تجعل المعالج يقسم الوقـت بيـنهم بالتساوي‪ ،‬وبعض األفراد في‬
‫مجموعة العالج بالفن يعطون بعض التعليقات في بداية العالج مثل (أنا‬
‫ال أعرف أن أرسم) (كيف سيساعدني الرسم؟)‪ ،‬والمعالج عليه أن يوضح لألفراد أنه‬
‫ليس مهمـا أن يكون لديهم مهارة الرسم‪ ،‬وأنه على ثقة من أنهم سيفعلون أفضل ما‬
‫عندهم‪.‬‬
‫واألدوات المستخدمة في جلسة العالج بالفن هي‪ :‬الورق– األقالم الملونة– األلوان‬
‫المائيـة –أقالم الرصاص – الطمي – اللصق‪)Rivera R.,2008 , p.6( .‬‬
‫وفي نهاية جلسات العالج بالفن يكون قد توفر للمعالج والمريض سجل فريد لمراحل‬
‫العـالج ممثال في األعمال الفنية‪( .‬اجالل محمد سري‪ ،1990،‬ص‪)262.‬‬

‫كخالصة‪:‬‬
‫العالج بالفن هو مرافقة األشخاص في معاناة (نفسية‪ ،‬جسدية‪ ،‬اجتماعية ووجودية) وذلك‬
‫عبر المنتوج الفني‪ :‬لوحات تشكيلية‪ ،‬موسيقى‪ ،‬مسرح‪ ،‬كتابة‪ ،‬فن تعبيري جسدي والرقص‪.‬‬
‫اذ يسمح العمل الفني بإسقاط العالم الداخلي على المنتوج الفني كفضاء رمزي للذات تعالج‬
‫بها كينونتها وبتناقضاتها واألكثر من هذا أنها ترسخ لروابط ممكنة بين الذات واآلخر ضمن‬
‫عمل معبري يصل الداخل شخصي وبينشخصي‪.‬‬
‫المحاضرة‪16 :‬‬
‫العنوان‪ :‬العالج النفسي بالموسيقى‬
‫اعداد محاضرة مشترك‪ :‬طالبة ماستر طاع هللا آسيا؛ مراجعة واشراف د‪ .‬بوعالقة فاطمة الزهراء‪.‬‬

‫مـــقــــدمــة‪:‬‬
‫استخدمت الموسيقى خالل القرن العشرين كوسيط عالجي ساعد العلماء النفسيين في شفاء‬
‫والتغلب على العديد من األمراض خصوصا خالل الحرب العالمية الثانية‬ ‫ّ‬ ‫كثير من المرضى‬
‫وبعدها‪ ،‬علما وأن العرب استخدموا الموسيقى منذ عصر االزدهار اإلسالمي حيث استخدمها‬
‫أطباء العرب في ممارساتهم للمساعدة في التغلّب على بعض األمراض خصوصا ما تعلّق‬ ‫ّ‬
‫شرات إلى التأثير القوي للموسيقى في العالج النفسي‪.‬‬ ‫منها بالنواحي النفسية‪ .‬وتشير كل المؤ ّ‬
‫وتهدف هذه المحاضرة إلى إلقاء الضوء على أثر الموسيقى في العالج النفسي من خالل‬
‫التطرق إلى ماهية العالج بالموسيقى‪ ،‬ث ّم أثرها على الجوانب الفسيولوجية‪ ،‬االنفعالية‪ ،‬العقلية‪،‬‬
‫ّ‬
‫التربوية واالجتماعية‪ ،‬ث ّم خطوات العالج بالموسيقى ويليها األثر العالجي الخاص للموسيقى‬
‫ث ّم أشكال العالج بالموسيقى واستخداماته وفي األخير مؤ ّهالت المعالج بالموسيقى‪.‬‬

‫‪ -1‬العالج بالموسيقى‪:‬‬
‫العالج بالموسيقى هو تعامل موسيقي مع المريض بهدف عالجي وهو حل المشكالت‬
‫والتغلّب على االضطرابات وعالج األمراض النفسية والوصول إلى حالة التوافق والص ّحة‬
‫النفسية‪.‬‬
‫ومن بين أهداف العالج بالموسيقى تحسين السلوك االجتماعي واالنفعالي ونمو الشخصية ككل‬
‫صص‬ ‫عن طريق خبرات موسيقية مدروسة‪ ،‬ويقوم بعملية العالج‪ ،‬المعالج بالموسيقى المتخ ّ‬
‫الذي يجمع بين علم النفس والموسيقى‪.‬‬
‫و يقوم العالج بالموسيقى على أساس أنها علم و فن و عالج‪ ،‬و أنها تؤثر في الحالة النفسية‬
‫و‬ ‫و الجسمية‪ ،‬و أنها لغة عالمية شائعة ذات إمكانات تعبيرية واسعة بعناصرها (اللحن‬
‫التآلف و اإليقاع) و أنها تؤثّر في السلوك بوجه عام و لها أثر فسيولوجي و أثر انفعالي و أثر‬
‫سد ‪‘’ Imbodided‬‬ ‫اجتماعي عقلي و أثر تربوي‪ ،‬وقد استخدم ماير المعنى المتج ّ‬
‫”‪meaning‬كي يشير به إلى تلك العملية التي يكون من خاللها أحد جوانب الخبرة الموسيقية‬
‫الجارية بمنزلة اإلشارة التي تستثير التوقّعات الخاصة بجوانب أخرى تالية من هذه الخبرة‬
‫نفسها و لذلك يكمن المعنى الخاص للموسيقى في رأي ماير في تلك التوقّعات المرجأة أو‬
‫المؤ ّجلة‪ ،‬عندما تكون الموسيقى بإشباع التوقعات التي أثيرت بداخلنا تتحقق المتعة الجمالية‪،‬‬
‫أ ّما عندما ال يحدث هذا اإلشباع ألسباب خاصة بنا أو بهذه الموسيقى ّ‬
‫يتولد الضيق و الملل‪.‬‬
‫(شاكر عبد الحميد‪ ،2001 ،‬ص‪)298 .‬‬
‫‪ -2‬الموسيقى و أثرها الفسيولوجي ‪:‬‬
‫الموسيقى لها أساس وأثر فسيولوجي‪ ،‬وهي كفن انفعالي لها تأثير فسيولوجي حيث تتأثّر‬
‫وظائف أعضاء الجسم باالستماع إلى الموسيقى مثل الخبط بالرجل أو تحريك اليد أو الرأس‬
‫وتغيّر النبض والضغط وسرعة التن ّفس‪ .‬إن تآلفات الصوت " الموسيقى " تؤثّر في اإلنسان‬
‫سي والدوري والتنفّسي والهضمي)‪ ،‬كما أنها‬
‫بكل كيانه وكل أجهزته (الجهاز العصبي والح ّ‬
‫تؤثر في تأخير التعب العضلي والعقلي‪.‬‬

‫وهناك تأثير فسيولوجي ميكانيكي للموسيقى‪ ،‬فهي صوت منغم إيقاعي يحدث ذبذبات في‬
‫الهواء عبارة عن موجات صوتية يصل إلى األذن ويؤثر في كل من طبلتها والعصب السمعي‬
‫الذي يحمل الرسالة الصوتية إلى المراكز العصبية في المخ فتجعل الفرد يدرك الصوت‬
‫سية‪ .‬والجهاز العصبي له خاصية حفظ وتخزين األنغام‬ ‫اإليقاعي المنغم ويستمتع باللذّة الح ّ‬
‫واستدعائها‪ .‬والموسيقى تؤثر في موجات المخ الكهربائية‪ .‬ومن المالحظ أن األم تغ ّني برفق‬
‫وهدوء وبطء لطفلها الصغير وهذا يؤثر على جهازه العصبي فيسترخي ويهدأ أو ينام‪ .‬كذلك‬
‫فإن الموسيقى السريعة القصيرة والصاخبة تؤثر مباشرة على األعصاب‪.‬‬
‫‪-3‬الموسيقى وأثرها االنفعالي‪:‬‬
‫بتنوع االنفعاالت اإلنسانية نفسها‪ ،‬والموسيقى لها‬ ‫تتنوع في محتواها ّ‬ ‫الموسيقى خبرة انفعالية ّ‬
‫وتعرف‬
‫ّ‬ ‫أساس انفعالي ولها أيضا أثر انفعالي‪ .‬فالنغم تعبير انفعالي يؤثّر في االنفعاالت‬
‫الموسيقى بأنها لغة تعبّر عن االنفعاالت والعواطف والمشاعر‪ .‬وهي أقوى الفنون تحريكا‬
‫لالنفعاالت والعواطف‪ .‬والموسيقى تالزم اإلنسان في حبّه وفي مرحه‪ ،‬وفي احتفاله وحتى في‬
‫حزنه‪ .‬وعندما يندمج الفرد مع الموسيقى مؤدّيا أو مستمعا فإنه يخبر محتواها االنفعالي‬
‫ويعيشه‪ .‬إن الموسيقى بكل ما تشتمل عليه من تجريد‪ ،‬وما تبدو عليه من أ ّنها ليست بذات‬
‫معان‪ ،‬تنتسب إلى عالم االنفعاالت بكل عمق‪.‬‬
‫والعناصر النفسية في الموسيقى كثيرة‪ ،‬وعلى رأسها إثارة االنفعاالت والمشاعر‪ .‬وجميع‬
‫عناصر الموسيقى كاإلتقان اللحني والتوافق الصوتي ومقاس ذبذبة النغم واإليقاع واللون‬
‫النغمي‪ ...‬الخ تؤثّر في الحالة االنفعالية للمستمع فتضعه في مكان ما بين طرفي الفرح الشديد‬
‫والحزن المفرط‪ ،‬أو في مكان ما بين السعادة والمرح أو التهيّج واالستثارة‪.‬‬
‫النغمات الموسيقية ‪-‬كتنظيم جمالي ‪-‬تحدث تأثيرا سارا يوحي بالسعادة واألمل طالما كانت في‬
‫الفرد مناسبة من الشدّة‪ .‬أ ّما إذا كانت أشد وأعلى وأسرع فإنها تحدث اإلثارة والتهيّج االنفعالي‪،‬‬
‫أ ّما إذا كانت أرق وأضعف وأبطأ فإنها تحدث التهدئة االنفعالية‪.‬‬

‫‪ - 4‬الموسيقى و أثرها االجتماعي‪:‬‬


‫تقدّم الموسيقى عادة في حفالت استماع وفي إطار اجتماعي‪ ،‬وتسهم بدور هام في التفاعل‬
‫االجتماعي وتجعل اإلنسان أكثر تفاعال وتيّسر االتصال االجتماعي‪ ،‬وتساعد في العمل‬
‫التعاوني بما يتيح فرصة التنافس في شكل مقبول اجتماعيا وقد يصاحب الموسيقى اآللية‬
‫الغناء واألصوات الموسيقية التي تردّد أغنيات محبّبة م ّما يفيد في جوانب النمو االجتماعي‪.‬‬
‫والموسيقى تثير النزعة القومية بحيث أن السالم الوطني واألناشيد القومية وأغاني الحنين‬
‫إلى الوطن تثير شعور المغتربين‪.‬‬
‫هذا وتستخدم الموسيقى في زيادة اإلنتاج بشرط أالّ تكون جاذبة لالنتباه حتى ال تصرف العامل‬
‫في عمله‪ ،‬فالموسيقى تستخدم لتسلية العمال وتنظيم نشاطهم في المصانع وفي األعمال الثقيلة‬
‫والتي تحتاج إلى مجهود كبير إلثارة الحماس وتقليل الملل وفي الحرب تساعد الموسيقى‬
‫الجنود على تح ّمل العناء والجهد‪ .‬إن الموسيقى العسكرية باعتبارها الرمز المسموع للزمن‬
‫المنظم تنظم المشي‪.‬‬
‫‪-5‬األثر العقلي للموسيقى‪:‬‬
‫للموسيقى أثر عقلي حيث تثير خيال المستمع خصوصا إذا صاحبها غناء صوتي يفسر معانيها‪.‬‬
‫وتلعب الثقافة الموسيقية للمستمتع دورا هاما في االستجابة لها‪ .‬أي أنها تتض ّمن عنصرا‬
‫معرفيا‪ .‬فالفرد يستفيد من ثقافته وخبراته الموسيقية في االستجابة للموسيقى‪ .‬وكلما ازدادت‬
‫المعرفة الموسيقية كلما ازدادت هذه االستجابة‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ذلك فإن للموسيقى أثرها في تنمية النواحي العقلية وخاصة‪ ،‬تنمية اإلدراك‬
‫الحسي‪ ،‬وتنمية القدرة على المالحظة‪ ،‬وتنمية القدرة على القراءة والكتابة الموسيقية‪ ،‬وتنمية‬
‫القدرة على التنظيم المنطقي‪ ،‬وتنمية الذاكرة السمعية‪ ،‬وتنمية اإلحساس واإلدراك الزمني‪،‬‬
‫وتنمية اإلحساس اللمسي والبصري والتصور الحركي‪ ،‬وتنمية القدرة على االبتكار وزيادة‬
‫المعلومات وتحسين تعلّم المواد الدراسية ‪.‬‬
‫‪-6‬الموسيقى وأثرها التربوي‪:‬‬
‫إن كل مقطوعة موسيقية تعتبر هدية ثقافية تقدم للجنس البشري‪ .‬والموسيقى أداة فعّالة في‬
‫التربية‪ ،‬فهي تساعد التالميذ في ّ‬
‫تعلمهم وفي لعبهم‪.‬‬
‫ويستفاد من الموسيقى تربويا‪ ،‬من نواح كثيرة‪ ،‬فالموسيقى رياضة مسموعة أو رياضة صوتية‪.‬‬
‫ويمكن تحليل القيمة الرياضية للمقطوعة الموسيقية‪ ،‬وفي ذلك تدريب لألذن وتدريب للمخ‪.‬‬
‫والموسيقى تن ّمي اإلدراك الدقيق للزمن والتتابع والتناغم وتعلّم التناسب والنظام‪.‬‬
‫التذوق الجمالي‪ ،‬والحكم الجمالي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫والموسيقى تن ّمي االستمتاع العقلي المعرفي‪ ،‬وتن ّمي‬
‫سع اإلدراك‪ ،‬وهي مجال رحب لالبتكار‪( .‬حامد عبد السالم زهران‪،‬‬ ‫وفوق هذا وذاك فإن الموسيقى تو ّ‬
‫‪ ،1997‬ص‪) 386 .‬‬
‫‪-7‬خطوات العالج بالموسيقى‪:‬‬
‫إن العالج بالموسيقى لكي يكون مؤثّرا فالبد أن يكون فيه قدر كبير من االبتكار‪ .‬والخطوط‬
‫مجرد إطار مرجعي‪ ،‬وليس تحديدا إلجراءات جامدة لعملية العالج‬ ‫ّ‬ ‫العريضة التالية تمثّل‬
‫بالموسيقى‪:‬‬
‫➢ اإلعداد للعملية‪ :‬قبل البدء في العملية العالجية‪ ،‬يجب اإلعداد لها حيث يكون‬
‫قد ت ّم تشخيص الحالة وتحديد العمر والمستوى الثقافي والهوايات والحالة‬
‫الص ّحية والفسيولوجية للعميل‪.‬‬
‫➢ المناخ العالجي‪ :‬تبدأ عملية العالج بالموسيقى بتهيئة المناخ العالجي المناسب‪،‬‬
‫سن المناخ‬‫ويتض ّمن ذلك إعداد المكان المناسب‪ .‬ويالحظ أن الموسيقى تح ّ‬
‫العالجي والتفاعل االجتماعي بين المعالج والعميل‪ ،‬وبينه وبين المرضى في‬
‫العالج الجماعي‪ .‬كذلك فإن الموسيقى تتيح فرصة الترفيه والتنشيط الالزم‬
‫سر تحقيق الهدف العالجي ‪.‬‬ ‫للمناخ العالجي م ّما يي ّ‬
‫➢ العالقة العالجية‪ :‬في المناخ العالجي المناسب تقوم العالقة العالجية من خالل‬
‫جلسات العالج ويتطلّب نجاح العالقة بالموسيقى أن يكون في إطار من التقبّل‬
‫تكونت قناة اتصال موسيقي‬ ‫والفهم المتبادل والتعاون بين العميل والمعالج‪ .‬وإذا ّ‬
‫وحرة‪ ،‬وهذا يس ّمى األلفة‬
‫ّ‬ ‫بين المعالج والمتعالج‪ ،‬يجب أن تكون مفتوحة‬
‫سر التخلّص من الخوف‪ ،‬وتحقيق قدر من‬ ‫شط االستجابة ويي ّ‬‫الموسيقية وهذا ين ّ‬
‫السرور وقدر من الثقة في الموقف العالجي‪ .‬وإذا كان المريض له اهتمامات‬
‫موسيقية يمكن استغالل هذا االهتمام في إنشاء وتدعيم العالقة العالجية‬
‫والتجاوب بينه وبين المعالج في ضوء االهتمام المشترك‪.‬إن المعالج بالموسيقى‬
‫الدارس الذي يجيد االرتجال واالبتكار الموسيقي يملك لغة ممتازة لالتصال مع‬
‫الحالة‪ .‬إنه يعبّر موسيقيا ويتابع تعبيرات وجه العميل ولمحاته وحركاته‬
‫تنوع األداء في ضوء الزمن واللحن والهارمونية واإليقاع‬ ‫وسلوكه‪ ،‬من خالل ّ‬
‫بحرية وارتجال‬‫يصور سلوك المتعالج ويتابع نشاطه ّ‬ ‫ّ‬ ‫والسكنات ‪ ...‬الخ‪ .‬إنه‬
‫وابتكار‪.‬‬
‫➢ الخبرة الموسيقية العالجية‪ :‬تتطلّب عملية العالج بالموسيقى وضع برنامج موسيقي‬
‫يناسب الحالة لتحقيق الهدف العالجي‪ .‬وقلب البرنامج الموسيقي العالجي هو الخبرة‬
‫الموسيقية التي تناسب شخصية المريض الذي يوضع فيها وتؤثّر في سلوكه حين يعيها‬
‫سمعيا (إيقاعا وطبقة وعلوا) وبصريا (قراءة ومتابعة في األداء) ولمسيا (مع اآللة)‪.‬‬
‫وتتض ّمن الخبرة الموسيقية العالجية موسيقى مرتجلة مبدئية استكشافية تعدّل لتناسب‬
‫إيقاعات المريض وسلوكه حيث يهيئ المعالج موقفا يتم ّكن من خالله أن يش ّخص وأن‬
‫يعالج‪ ،‬ألن المريض يستجيب موسيقيا وشخصيا‪ .‬وكيفية ومدى استجاباته تحدّد مجرى‬
‫االرتجال الذي يقوم به المعالج ليحتوي المتعالج في الخبرة الموسيقية‪.‬ويحرص المعالج‬
‫على الحصول على استجابة المريض صوتيا أو إيقاعيا أو غير ذلك‪ .‬ومن أنماط‬
‫مستقرة في اإليقاع (نفسيا‬
‫ّ‬ ‫حرية غير‬
‫حرية كاملة في اإليقاع‪ّ ،‬‬‫االستجابات التي تشاهد‪ّ :‬‬
‫حرية محدودة في اإليقاع‪ ،‬إيقاع قسري‪ ،‬إيقاع مضطرب‪ ،‬إيقاع انفعالي‪،‬‬ ‫أو عصبيا)‪ّ ،‬‬
‫مشوش‪ ،‬عزف على اآللة‪ ،‬غناء مصاحب‪ ،‬دندنة مصاحبة‪ ،‬متابعة التغيّر في‬ ‫ّ‬ ‫إيقاع‬
‫اللحن‪( .‬حامد عبد السالم زهران ‪ ،1997،‬ص‪)398 .‬‬

‫‪-8‬األثر العالجي الخاص للموسيقى‪:‬‬


‫ّ‬
‫وتخطط الخبرة الموسيقية العالجية‬ ‫للموسيقى دور وتأثير خاص في عالج األمراض النفسية‪.‬‬
‫المرجوة لدى المريض‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وتو ّجه لتحقيق آثارها العالجية الخاصة‬
‫والموسيقى تجلب السرور‪ ،‬وتبعد الحالة المتعالجة عن أعراض مرضه‪ .‬وهي تف ّجر ينابيع‬
‫تدرب إحساس‬ ‫االنفعال وتخفّف المخاوف‪ .‬وتن ّمي إمكانات التعبير عن النفس‪ .‬والموسيقى ّ‬
‫المريض بالجمال حين يسهم بف ّعالية في اإليقاعات واألغاني والعزف الموسيقي إذا أمكن‪.‬‬
‫وهي تنقل المنطوي عن عالمه الذي انسحب إليه إلى منبسط يتفاعل مع العالم الخارجي المحيط‬
‫بـه‪.‬‬
‫‪-9‬أشكال العالج بالموسيقى‪:‬‬
‫هناك شكالن رئيسيان للعالج بالموسيقى‪:‬‬
‫العالج الفردي بالموسيقى‪ :‬ويتض ّمن التفاعل الموسيقي بين المعالج والمريض‪ .‬وير ّكز‬
‫على استغالل النشاط والحساسية الموسيقية للمريض والمعالج‪ .‬ويهتم بتعديل بعض‬
‫االستجابات وأنماط السلوك المرضي في إطار الخبرات الشخصية الفردية للمريض‪.‬‬
‫العالج الجماعي بالموسيقى‪ :‬ويأخذ شكل عزف جماعي أو غناء جماعي أو هما معا (فريق أو‬
‫كورس أو كورال)‪ .‬وهذا يشجّع المشاركين المشتركين المتقاربين في مشكالتهم واضطراباتهم‬
‫شط حياتهم العقلية واالنفعالية‪ .‬ويصاحب العالج الجماعي‬ ‫ويستثير حماسهم واهتمامهم‪ ،‬وين ّ‬
‫بالموسيقى أنشطة عملية جماعية وعالقات اجتماعية‪ .‬وتستخدم اإلنابة والتغذية الراجعة لرفع‬
‫الروح المعنوية كلّما شارك األفراد في النشاط الموسيقي للجماعة بنجاح‪ .‬وتكون الخبرة الموسيقية‬
‫الجماعية متض ّمنة خصائص انفعالية درامية وانتباه عقلي وتآزر حسّي حركي باإلضافة إلى الفائدة‬
‫المؤ ّكدة من الناحية االجتماعية‪ .‬وقد تدخل الموسيقى مع التمثيل النفسي (السيكو دراما) كمشاركة‪،‬‬
‫وتعاون‪ .‬وحين تتم المشاركة في خبرة‬ ‫حيث يلعب األفراد أدوارهم في نشاط ومسؤولية‬
‫جماعية مرنة سارة وج ّذابة كالغناء الجماعي مع العزف أو التمثيل المسرحي مع الغناء والعزف‪،‬‬
‫فإن هذا يتيح فرصة نمو السلوك االجتماعي حيث يتوافق أداء الفرد مع أداء اآلخرين‪ .‬وفي اإلطار‬
‫الجماعي يهتم المعالج بكل فرد مراعيا حاجاته وقدراته ومشكالته الشخصية‪ .‬فقد يكون أحدهم‬
‫يحتاج استشارة واآلخر تنظيم والثالث يحتاج استعادة ثقته بنفسه ‪ ...‬وهكذا‪.‬‬
‫‪-10‬استخدامات العالج بالموسيقى‪:‬‬
‫يستخدم العالج بالموسيقى مع الجميع مهما اختلف المرض أو العمر أو الحالة االجتماعية االقتصادية‪،‬‬
‫ويستخدم مع كثير من الحاالت‪ .‬وفيما يلي أمثلة لذلك‪:‬‬
‫❖ حاالت المشكالت‪ :‬مثل االضطرابات العاطفية‪ ،‬واضطرابات النوم‪ ،‬والتخلّف العقلي‪،‬‬
‫وبطء التعلّم والتأ ّخر الدراسي‪.‬‬
‫❖ حاالت الـعـصاب‪ :‬مثل القلق‪ ،‬والخوف‪ ،‬واالكتئاب‪ ،‬والهستيريا‪ ،‬وتو ّهم المرض‪،‬‬
‫وعصاب السجن‪.‬‬
‫❖ حاالت الـذهــان‪ :‬مثل الفصام‪ ،‬والهوس‪.‬‬
‫❖ حاالت المرض النفسي الجسمي‪ :‬مثل اضطرابات الجهاز الدوري والجهاز التنفّسي‪،‬‬
‫وجهاز الـغـدد ‪.‬‬
‫‪ -11‬آلـيـة عـمـل الموسيقى‪:‬‬
‫تعتبر الموسيقى من وسائل التنفيس عن المشكالت التي يعاني منها الفرد‪ ،‬حيث تسمح بإطالق‬
‫الخيال وبالتالي في تصريف ما ينبعث في النفس من خواطر و الهامات تقلّل من التوتر النفسي‬
‫لدى الشخص المستمع للموسيقى أو المؤدّي لها على السواء‪ ،‬حيث يؤ ّكد فيبر )‪ (Weber‬على‬
‫فاعلية أثر الموسيقى في تخفيض حدّة التوتر وتغيير مزاج الفرد خصوصا بالنسبة للروتين‬
‫يتعرض له المرء‪ ،‬كما يؤ ّكد على أن الموسيقى تساعد في توجيه السلوك واتخاذ‬
‫اليومي الذي ّ‬
‫القرار عند اإلنسان بشكل أفضل‪ ،‬و ذلك من خالل التأثير المباشر على الدماغ الذي يستجيب‬
‫بدوره للذبذبات الصوتية كمثير خارجي و يتأثر بها تبعا لنوع الموسيقى المسموعة‪ ،‬لذلك فإنه‬
‫من المهم جدّا أن يتم انتقاء موسيقى محدّدة تناسب حالة المريض النفسي‪.‬‬
‫ويوضح الدكتور الطبيب النفسي البريطاني فيليب هيغوس والذي يستخدم الموسيقى كأداة‬
‫لالتصال غير اللفظي أنه بالبحث عن إطار عمل نظري للعالج النفسي التقليدي ينشأ هناك‬
‫األول تبرز فيه أه ّمية االتصال اللفظي أينما كان مناسبا أو‬ ‫على األقل وضعان متناسبان‪ّ ،‬‬
‫ممكنا حيث يكون هذا النموذج أحيانا فعّاال‪ ،‬أ ّما الوضع الثاني فيؤ ّكد على أه ّمية الموسيقى‬
‫كوسيلة عالجية ولذلك يكون من غير المفضّل وغير الممكن أحيانا أن نترجم ما حدث أثناء‬
‫استخدام الموسيقى‪ ،‬مع التأكيد على محدودية إطار العمل بالموسيقى كعالج‪ .‬وهذا يدل على‬
‫أن الموسيقى تخاطب الحواس وتتفاعل بطريقة خاصة مع خبرات الشخص الذي يخضع‬
‫حرية م ّما يساعد في عملية العالج‬
‫فتحرك لديه الالشعور لينطلق األخير بشكل أكثر ّ‬ ‫ّ‬ ‫للعالج‬
‫النفسي)‪. (Grout. D. Jay., 1981, p. 154‬‬
‫‪-12‬مؤ ّهالت المعالج بالموسيقى‪:‬‬
‫يفترض أن يمتلك المعالج بالموسيقى مهارة العزف على إحدى اآلالت الموسيقية باإلضافة‬
‫لمعرفته بأنواع الموسيقى المختلفة‪ ،‬كما أنه يجب أن يكون قادرا على استخدام الموسيقى بشكل‬
‫مرن وبطريقة جميلة هذا باإلضافة إلى وجوب امتالكه مهارة العالج النفسي والشخصية التي‬
‫تم ّكنه من أن يكون قادرا على إعطاء العناية الخاصة باألشخاص قيد العالج ‪. (Grout D. J.,‬‬
‫)‪1981, p. 158‬‬
‫‪ -II‬دراســـة حــالــة عـالجـيــة‪:‬‬
‫حولت إلى مركز‬ ‫تعرفت على الحالة ) ‪ ( I‬التي تبلغ من العمر ‪ 18‬سنة‪ ،‬كانت قد ّ‬ ‫منذ أكثر من شهرين ّ‬
‫صائي العيّادي للصحّة المدرسية بثانوية في والية المسيلة و التي جاءت برفقة أ ّمها و كان ذلك بعد‬‫األخ ّ‬
‫تعرضها لمحاولة انتحار بتناول ك ّميات معتبرة من دواء خاص بأبيها للضغط الدموي‪ ،‬و قد كانت أعراض‬ ‫ّ‬
‫االكتئاب بادية على مظهرها العام و كان مقابالتنا األولى و الثانية خاصة بدراسة تاريخ حالتها‪ I :‬هي أخت‬
‫تفرق‬
‫لتوأمين ذكر و أنثى‪ ،‬عاشت طفولة جيّدة و هذا ما قالته األم و بالنسبة لـ ) ‪ ( I‬قد عانت من مسألة أن ّ‬
‫بينها و بين أخويها في المعاملة إلى أن تفاقمت المعاناة في هذا عامها الدراسي الفاصل بين مرحلة االنتقال‬
‫قررت أ ّمها تحويلها إلى‬‫صل فيه على معدّل يرضي أ ّمها‪ ،‬و بعدها ّ‬ ‫من الثانوية إلى الجامعة حيث لم تتح ّ‬
‫العيش في بيت جدّها ( و هذا ما ورد في ذهن الفتاة على صيغة نفي و إبعاد)‪.‬‬
‫صلت ) ‪ ( I‬على‬‫ث ّم انتهينا إلى تطبيق مقياس هاميلتون لالكتئاب الذي يحدّد درجة االكتئاب و شدّته و قد تح ّ‬
‫درجة فوق المتوسّط باإلضافة إلى التحليل الوظيفي المتمثّل في فقدان الشهيّة‪ ،‬فقدان النشاط‪ ،‬اضطرابات‬
‫التشوهات المعرفية المتمثّلة في‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الجهاز الهضمي و انخفاض الضغط الدموي باإلضافة إلى‬
‫‪-‬التداخل العشوائي لألفكار‪ :‬ضرك نولّي ما نسوى والو في عينين أ ّمي أنا ما قدرتش نحققلها واش ّ‬
‫تحوس‪.‬‬
‫‪-‬المبالغة في التعميم‪ :‬أنا أصال عاجزة و فاشلة على تحقيق أي شيء في حياتي‪.‬‬
‫‪-‬االنتقاء السلبي لألفكار‪ :‬أنا عالبالي بلّي ما نقدرش نحافظ على عالقاتي بأفراد عائلتي و ما عنديش‬
‫القدرة باش نثبت مكانتي فيها و الناس كامل رايحين يشمتو فيّا و في حالتي‪.‬‬
‫‪-‬الـعــزو الشخصي‪ :‬كل المشاكل لي صرات في عايلتي سببها أنا حتى زعاف أمي من جيرانا لي كثر‬
‫ي أنا السبب فيها‪.‬‬
‫يسقسيو عل ّ‬
‫االستراتيجيات العالجية‪:‬‬
‫القوة و مواطن الضعف لدى الفتاة بعد استئذان األم حيث اتخذت من‬ ‫و فيها اعتمدت على تحديد مواطن ّ‬
‫تلك األفكار الالعقالنية محاور للعالج من بينها االسترخاء و البسيكودراما و التنفيس االنفعالي و محاولة‬
‫معالجة األفكار اآللية مع تواجد الموسيقى كعالج مساعد‪ ،‬حيث تمثّلت عناوين الموسيقى في ( المقطوعة‬
‫الموسيقية لبدايات أفالم الكارتون التي كانت الفتاة متعلّقة بها (حسب قولها متعلّقة بها و تعيد مشاهدتها كلّما‬
‫سمحت لها الفرصة )‪ ،‬باإلضافة إلى موسيقى موزارت و سمفونية بيتهوفن ( ضوء القمر ) إالّ أننا غيّرنا‬
‫نمط الموسيقي في العالج بالبسيكودراما و التي كانت تتميّز بنوع من الحدّة و لتترجم تسارع األحداث التي‬
‫صائية النفسانية‬ ‫كانت تدلي به الفتاة ) ‪ ( I‬خالل المقابلة العالجية مع مواجهة أ ّمها المتمثلة في شخص األخ ّ‬
‫المتواجدة بالمركز في جو تميّز بتفريغ الشحنات و المكنونات التي تحملها الفتاة عن أ ّمها (عالش يا ماما‬
‫ي يخي جينا في نهار واحد‪ ،‬أنا راني نحاول نخدجم حوايج مالح أنتي ما كيش‬ ‫تفضلي خويا و ختي عل ّ‬
‫تشوفي فيهم‪ ،‬مانيش حاباتك تقارنيني بيك أنا مستحيل نلحق و ندير حوايج كيما أنتي)‬
‫صة التنفيس‬ ‫وكان هذا بعد تعريضها لجلستي االسترخاء العضلي بالموسيقى الهادئة باإلضافة إلى ح ّ‬
‫اإلنفعالي أيضا برفقة الموسيقى التي الحظت من خاللها أنها ساعدتها في التداعي المتسلسل دون انقطاع‬
‫لطرح معاناتها‪.‬‬
‫والتعرف على نقاط القوة‬
‫ّ‬ ‫التعرف على نواحي الضعف وتجاوزها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫كانت هذه الحصص األربعة تهدف إلى‬
‫لديها ومناقشتها‪.‬‬
‫أ ّما الجلسة الخامسة والسادسة فكنا نهدف فيها إلى وضع أهداف ذات قيمة في الحياة فضال على أنها‬
‫وتتدرب على جهاز موسيقي " البيانو " حيث استغلينا هذا الجانب في‬ ‫ّ‬ ‫كانت تزاول التدريب في دار الثقافة‬
‫إعادة إدماجها اجتماعيا والتدريب على التعبير الطليق عن المشاعر إلعطائها تغذية راجعة للمواقف‬
‫الصحيحة والتعزيز االجتماعي‪.‬‬
‫صة السابعة اعتمدنا على التدريب الصحيح على استراتيجيات الدراسة السليمة‬ ‫وفي الح ّ‬
‫صة للتجهيز على االنفصال العالجي‪.‬‬ ‫وتنظيم الوقت برفقة الفتاة كما كانت ح ّ‬
‫صائية العيّادية في مكتبها وأم الفتاة‬
‫صة الثامنة ت ّم فيها تقييم جميع الحصص السابقة بحضور األخ ّ‬ ‫في الح ّ‬
‫لمحاولة وضع أهداف قصيرة المدى وأخرى بعيدة المدى بهدف إعادة التنظيم اإلدراكي للمواقف والمهام‬
‫الخاصة بالفتاة (مزاولتها للدراسة‪ ،‬تنظيم أوقات المراجعة واالندماج االجتماعي)‪.‬‬

‫خالصة‪:‬‬
‫ان الموسيقى خالفا عن باقي أشكال الفن ليس لها مرجعية بصرية‪ ،‬و هي بذلك تخلق دائما شعورا و حالة‬
‫مزاجية بحيث تمر عبر المراكز السمعية المسماة األمجيداال و الجهاز الحشوي ‪(Amygdala and limbic‬‬
‫)‪ ، system‬و التي تعد بشكل عام مراكزنا االنفعالية‪ ،‬و تسمح هذه الحالة االنفعالية المستثارة بالسمع‬
‫الموسيقي بطريقة غير مباشرة ان يرسم الفرد صورة بصرية يمكنك اختراعها بمخيلتك الخاصة ؛ و هذا‬
‫ما يؤكده اذ استنتج من خالل سؤال طرحه هو و ابنه على مواقع التواصل االجتماعي حول اثر الموسيقى‬
‫الحزينة المختارة‪ ،‬انها أي الموسيقى الحزينة ال تحزنهم بقدر ما تؤنسهم و بالتالي فالشخص يستكين في‬
‫صدى انفعاله و يشعر باالحتواء و باستيعاب مشاعره ‪(.‬ترجمة‪ .‬السباعي س‪ ،2018،.‬ص‪)184.‬‬
‫المحاضرة‪17 :‬‬
‫العنوان‪ :‬العالج بتقنية ‪ EMDR:‬نموذج للعالجات اإلدماجة‬
‫محاضرة مشتركة‪ :‬طالبة الماستر بن يحيا أسماء؛ د‪ .‬بوعالقة فاطمة الزهراء‪.‬‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫بما ان العالج النفسي هو شكل من اشكال العالج الذي يرتكز على التفاعل بين شخصين او اكثر يتحدث‬
‫الحالة فيها مع المعالج في اطار واضح ومحدد فان محتوى العالقة العالجية هذه مرتكزة على النموذج‬
‫النظري او التوجه الذي يمارسه المعالج النفسي للتخفيف من معاناة االخر وتختلف بطبيعة الحالة وفيما‬
‫يخص محاضرتنا اليوم جدير بالذكر أن العلوم العصبية قد ذكرت لدى فرويد بدراسته للحبسة الكالمية‬
‫حيث كتب كتابا بعنوان "‪ Esquisse d’une psychologie scientifique‬حاول فيه ادخال علم النفس‬
‫ضمن العلوم الطبيعي سنوات بعدها مارك سولم مختص نفس عصبي ومحلل نفسي كان من االوائل الذين‬
‫استعملوا طرق التحليل النفسي في فحص االشخاص المصابين بإصابات دماغية ومع تطور العلوم العصبية‬
‫التي سمحت بالتحقق من فعالية العالجات النفسية بفضل التصوير العصبي ‪neuro imagerie‬الذي سمح‬
‫بمال حظة الدماغ خصوصا عند قيام الشخص بعمل معرفي وبوضع مقارنات وابحاث في بعض‬
‫االضطرابات النفسية قبل العالج النفسي وبعد العالج ومدى التأثير على مستوى الدماغ ظهرت عالجات‬
‫نفسية معاصرة دمجت بين مختلف نظريات علم النفس والعلوم العصبية مثل ‪TCC ,EMDR‬‬
‫‪,NLP,NEUROFEEDBACK, EEG ,REGULATION de SCHORE:‬وغيرها من العالجات‬
‫انتقينا منها وبإيجاز ما يلي‪:‬‬

‫‪: Neurofeedback EEG‬‬

‫بدأت هذه التقنية العالجية في التطور في السنوات ما بين ‪ 1980/1970‬خصوصا بأعمال ‪MICHAEL‬‬
‫‪MERZENICH‬امريكي مختص في علم النفس العصبي حول المرونة العصبية ‪PLASTICITE CEREBRALE‬‬
‫تستعمل هذه التقنية العالجية مجموعة من سيرورات التعلم لتدريب الدماغ على التغيير و استدخال نوع‬
‫من التعديل الذاتي والتحكم العقلي مع االخذ بعين االعتبار نشاط الدماغ والجانب السلوكي والمعرفي للفرد‬
‫يتم استعماله مع عدة حاالت مرضية وغير مرضية لتحسين المستوى الشخصي وتطوير القدرات في‬
‫الحاالت العادية؛ اما االضطرابات التي ينصح فيها ‪:‬حاالت التوحد‪ ،‬فرط النشاط الحركي االضطرابات‬
‫القطبية‪ ،‬الحصر النفسي‪ ،‬اضطرابات النوم‪ ،‬صعوبات التعلم‪ ،‬الصرع‪ ،‬اآلالم المزمنة وبعض حاالت‬
‫الجلطات الدماغية إلعادة تأهيله‪.‬‬
‫يقوم بممارسته المختص النفسي العيادي وأيضا المختص النفسي عصبي؛ و لتطبيقه نحتاج لألجهزة‬
‫التالية‪ :‬كومبيوتر‪ ،‬مخطط كهرباء الرأس‪ ،‬لوجي سيال ولواحقه‪ ،‬اول حصة تستغرق ساعة الى ساعة و‬
‫نصف‪.‬‬

‫تقنية إزالة الحساسية والمعالجة بحركة العين ‪:EMDR‬‬

‫[مختصر للكلمات االنجليزية التالية‪EYE MOUVEMENT DESENSITIZATION AND REPROCESSING‬‬

‫وبالفرنسية‪] DESENSIBILISATION ET RETRAITEMENT PAR LES MOUVEMENT OCULAIRE‬‬

‫بمعنى إزالة الحساسية والمعالجة بحركة العين وهي عالج قصير المدى ظهرت بداياته في أواخر سنة‬
‫‪ 1980‬من طرف االمريكية ‪ FRANCINE SHAPIRO‬بعدما تحصلت على شهادة ادب انجليزي درست شابيرو‬
‫علم النفس وكانت تلميذة لدى‪ JOSEPH WOLPE‬أب إزالة الحساسية في الفوبيا واسم كبير في العالجات‬
‫السلوكية‪.‬‬
‫تعتبر تقنية ‪ EMDR‬مقاربة عالجية نفسية عصبية انفعالية إلزالة الحساسية ومعالجة المعلومات مما يدعو‬
‫للتحفيز الحسي عن طريق حركات العين من أجل تسهيل الخلل السريع لألعراض المرتبطة بأحداث صادمة‬
‫سابقا وال تزال األبحاث قائمة لتعميم هذا العالج على اضطرابات أخرى كالفوبيا والوسواس القهري والذهان‬
‫المزمن لالكتئاب الشقيقة وغيرها‪.‬‬
‫حسب شابيرو الصدمات النفسية قد تتسبب في استثارة كبيرة في الجهاز العصبي وحركات العين تعمل‬
‫على تثبيط او مرخية لهذه االستثارة حيث تعود فكر‪ EMDR‬حسب شابيرو التي كانت تعاني من سرطان‬
‫و في ظهيرة مشمسة من ربيع سنة ‪ 1987‬اين كانت تتنزه في بحيرة اثناء مشيها حدث شيء غريب‬
‫حسبها هو أنه كل ما تظهر فكرة مزعجة في وعييها تتحرك عينها بطريقة عشوائية ذهابا وايابا من اسفل‬
‫الى اليسار الى اعلى اليمين في نفس الوقت الحظت اختفاء الفكرة المزعجة وعند معاودة استحضارها ال‬
‫تصبح مزعجة كما كانت ‪ ،‬هذا االمر الذي جعلها تجربها على اصدقائها وطلبتها وبعد تجريبها على ‪70‬‬
‫متطوع الحظت انهم فقدو جزءا كبير من مشاعر الحزن و وجدو مشاعر إيجابية اكثر‪.‬كما بدأ استعمالها‬
‫في فرنسا من طرف ‪ Bonnel F.‬سنة ‪ 1995‬باسم ‪Oculaires rapides désensibilisation et‬‬
‫‪restructuration par les mouvements‬‬
‫فهذه الطريقة تعتمد على حد كبير من الجلسات العالجية القصيرة‪ ،‬ويكتفي بجلسة الى‬
‫جلستان قصيرتان لمعالجة الحاالت الخفيفة من ‪PTSD‬حسب تقدير الخبير النفسي مارتن ساك‬
‫من قسـم العالج النفسي في نيويورك‪ ،‬أما المعانون من اضطراب مزمن عقب حاالت‬
‫االساءة الى االغتصاب الجنسي في الطفولة فيحتاجون إلى نحو ‪ 20‬جلسة ‪(.‬حمزاوي‪)2014 ،‬‬

‫‪ EMDR‬تقنية ال تمحو او تغير الماضي بل تسمح بجعله أقل ايالما كما يسمح بإعادة بناء الثقة بالذات‪.‬‬

‫‪ -2‬أهداف و مبادئ تقنية ‪:EMDR‬‬


‫أهدافها‪:‬‬
‫تفكيك الذكرى عن االنفعال عن طريق عف حركات العينين بإتباع حركات أصابع المعالج‪.‬‬
‫وضع شعور ايجابي بدال من السلبي‪.‬‬
‫تعديل المعتقدات‪.‬‬
‫يساعد في تخفيف االعراض السريرية بنجاح بمعالجة مكونات الذكريات المخزنة أو‬
‫الصدمية المساهمة سواء كانت صغيرة أم كبيرة‪.‬‬
‫مبادئها‪:‬‬
‫تستند ‪EMDR‬على مالحظة أن مجرد ذكرى الصدمة ليست كافية بل على الشخص المصدوم أن‬
‫يتذكر قلب المشهد‪.‬‬
‫بروتوكول ‪ EMDR‬مطمئن‪ ،‬ولذلك يمكن أن يرافق الشخص المصدوم إلى نواة الصدمة‪.‬‬
‫تذكير الشخص المصدوم أال يركز فقط على اللفظ فقط بل التصورات واالدراكات والعواطف‬
‫واالحاسيس الجسدية‪ ،‬باإلضافة إلى الحواس (حركة العينين)‪.‬‬
‫تنتظم تقنية ‪ EMDR‬وفق نظام تكيفي فطري يسمى ‪ AIP‬وهو ميول الذهن للراحة والصحة والنفسية مثله‬
‫مثل الجسم وهذا ما أطلقت عليه شابيرو بــ "التعافي الذاتي النفسي "؛ وتعتبر الشبكات الذكروية العنصر‬
‫الحيوي في نظام ‪ AIP‬وهي أساس األفكار والمشاعر واالنفعاالت والسلوكيات الحالية للفرد‪ ،‬وتنتظم‬
‫الذكرات حول أقدم حدث ولذلك ترتبط الخبرات والسلوكيات الحالية ترتبط بالسلوكيات والخبرات الماضية؛‬
‫وبالتالي تسمح التقنية بالوصول السلس للذكريات الصدمية وتسهيل معالجتها أي إيجاد حل تكيفي لتلك‬
‫الذكريات‪( .‬ناجي ي‪ ،2015،.‬ص‪)48-47.‬‬

‫سيرورة العالج‪:‬‬
‫ينظم المعالج في جلسات من جلسة الى ‪ 6‬جلسات مع اتباع بروتوكول صارم و تدوم الجلسة من ‪-60‬‬
‫‪90‬دقيقة‪.‬‬
‫تلخص مراحل اجرائه في ‪ 8‬نقاط التالية‪:‬‬

‫‪/1‬تاريخ الحالة‪ :‬مرحلة بناء عالقة عالجية جيدة مع الحالة يؤخذ فيها تاريخ شامل للحالة مع تحديد المشكلة‬
‫يطلق عليها بمرحلة «استهداف المشكل" ”‪" plan de ciblage‬‬

‫‪/2‬مرحلة التحضير‪ :‬تتضمن‪:‬‬


‫وضعية الكرسي يجلس المعالج والحالة في كرسيين على وضع يشبه تقاطع السفن‬
‫‪ ،croisement de bateaux‬بمعنى يكون بإزاحة طفيفة تسمح لحركة اليد بالتحرك أمام الحالة‬
‫بطريقة مريحة وغير مزعجة‪.‬‬

‫اعالم الحالة وشرح فوائد ‪ EMDR‬بكلمات بسيطة مثال القطار "يشبه جلوسك في قطار وحركة‬
‫يدي تصورها وكأنها موكب أشجار ونحن نتوقف عند محطات مختلفة الى غاية الوجهة النهائية‬
‫ونحن نودع جزءا من معاناتك في كل توقف نقوم به بهذا الوصول القصير راحة لحظة وصولنا‬
‫للمحطة"‬

‫كما يختلف الشرح حسب عمر واصل وفهم الحالة على العموم الشرح يكون بالمفهوم التالي‬
‫"عند حدوث صدمة نجدها مؤمنة او مغلقة في الجهاز العصبي مع الذكريات ذات الصلة‬
‫بالصوت واألفكار والمشاعر الماضية وهذا الجهاز يقوم بخلطها مع أفعال وصور وتخيالت‬
‫تحل محل الحدث الحقيقي المعاش ‪ EMDR‬يحاول تحرير الجهاز العصبي ويسمح بإخراج‬
‫التجارب الصادمة‪ .‬هذه العملية تشبه عملية الحلم في مرحلة النوم المتناقض‪ ،‬اين حركات العين‬
‫السريعة تعالج جهاز الالوعي‪.‬‬

‫في هذه المرحلة أيضا تعاد التعليمة التالية‪« :‬دع كل ما يأتي بنفسه سنقوم بحركات بالعين للحظة بعدها‬
‫تكلم على ما اتى" وضع مؤشر او االتفاق على إشارة التوقف في حالة عدم احتمال الحالة للتحفيز‬

‫و يتم فيها ما يلي‪:‬‬ ‫‪/3‬مرحلة التقييم‪:‬‬


‫اولــا‪ :‬تحديد ‪ 3‬عناصر [العنصر المعرفي‪ ،‬العنصر االنفعالي‪ ،‬العنصر الجسدي] كالتالي‪:‬‬
‫اختيار التصور ماهي التصور الصعب بالنسبة لك؟‬
‫تحديد المعتقدات السلبية‪ :‬مثال أنا سيء‪ ،‬أنا ال أستطيع‪... ،‬‬

‫تحديد االفكار السلبية‪ :‬أعتقد انه يكرهني‪ ،‬دائما أفكر انني غير محتمل‪....‬‬

‫تحديد المشاعر واالنفعاالت السلبية واإليجابية‪ :‬استبدال معتقد أنا اشعر بالخوف الى أنا أحس‬
‫باألمان والطمأنينة‪.‬‬

‫منطقة االحاسيس الجسدية المرتبطة بالصدمة ال‪ :‬الضيق في الصدر‪ ،‬الشعور باالختناق‬
‫وصعوبة التنفس‪ ،‬ثقل المعدة‪.‬‬
‫ثانيـــــــا‪ :‬أدوات التقييم‪:‬‬
‫سلم مصداقية التغيير )‪ (VOC‬لتقييم مدى صحة المعتقد درجاته من [‪.]7-1‬‬
‫سلم االرتباك الذاتي )‪ (SUD‬لتقييم درجة االنزعاج أي العنصر االنفعالي بدرجة من [‪]10-0‬‬
‫االحاسيس الجسدية ‪ Body scan‬يتم التعرف عليها ويحدد مكانها‪.‬‬

‫‪/4‬مرحلة إزالة الحساسية‪ :‬تركز على إزالة الحساسية على العواطف واالحاسيس التي يقرنها المريض‬
‫بالذاكرة المؤلمة متبعا بحركة عينيه دون تحريك الراس أصابع يد المعالج التي تتحرك بإيقاعية ذهابا و‬
‫إيابا و بسرعة ‪.‬و يكرر العملية و هو يقيس التنبؤات لرغبة التغير عبر سلم ‪ VOC‬و انخفاض الحساسية‬
‫المزعجة عبر سلم ‪.SUD‬‬

‫‪/5‬مرحلة التثبيت‪ :‬يتم فيها تثبيت االعتقادات اإليجابية لتحل محل األفكار السلبية وفق مصداقية تغيير‬
‫مرتفعة‪.‬‬

‫‪/6‬مرحلة مسح الجسم ‪ :‬التخلص من أي استجابة جسدية مقترنة أثناء الجلسة من توتر وصداع‪ ،‬رائحة‪،‬‬
‫صوت يرتبط و الذكرى الصدمية عبر التنبيه الثنائي لحركة العين دائما‪.‬‬

‫‪/7‬مرحلة التهدئة الذاتية‪ :‬هذه المرحلة ختام كل جلسة عالجية‪ ،‬ويحرص المعالج خاللها على أن تغادر‬
‫الحالة عيادته بحالة نفسية أفضل‪.‬‬
‫‪/8‬مرحلة إعادة التقييم‪ :‬تست َه ّل كل جلسة عالجية جديدة بإعادة تقييم‪ ،‬فيسرد الحالة لمعالجه كل ما‬
‫اختبره بين الجلسة األخيرة والجلسة الحالية‪ ،‬ويقوم المعالج بالتحقق من الذكرى المستهدفة األصلية ليرى‬
‫هل نجح الحالة بإعادة معالجتها بالكامل‪ ،‬أم أنّه بحاجة إلى مزيد من العمل على الموضوع‪ .‬هذه المرحلة‬
‫مهمة جدا إذ أنها تشكل مؤشرا على مدى تقدم المخطط العالجي‪ ،‬وعلى درجة نجاح المعالج نفسه ‪.‬‬
‫)‪(Buuren E. & Mevissen L., 2019, pp.11-14‬‬

‫خالصة‪:‬‬
‫استعملت شابيرو في العالج ب ‪ EMDR‬عدة مقاربات من السيكو دينامية الى العالج المعرفي السلوكي‬
‫بحكم توجهها‪ ،‬كذلك االسترخاء والعلوم العصبية والعالج الجشطلتي‪ ،‬وأصبحت بهذا عالج ادماجي‪.‬‬
‫والدمج بيم عدة مداخل عالجية سبق اليه "جون نوركوس" مستندا في ذلك الى العوامل المشتركة التي‬
‫تسهل نتائج العالج‪ .‬وتأخذ تقنية ‪ EMDR‬حيزا مهما في العالجات الموجهة للصدمات النفسية ومعالجة‬
‫الذكريات المثبطة ضمن تعليمات بسيطة وعالقة امنة بين المعالج والمتعالج‪.‬‬

You might also like