بسن اهلل الرمحن الرحين
ترمجت خمتصرة عن :اإلهام الىجيه ،عالهت الدنيا ،وهقدّم القادة ،ومنىذج الثقافت العاليت ،
وهظهر السعت العلويت ،وأحد أبطال اإلسالم والدين ،احلبيب :
( عبد الرمحن بن عبد اهلل بلفقيه ) رضي اهلل عنه ونفعنا به
املتىفً :ليلت األربعاء ،يف السادس والعشرين هن مجادي اآلخرة ،عام 6611هـ
نسبته الشرٌفة
هو اإلمام العالمة ،العارف باهلل ،القدوة العامل ،والفاضل الكامل ،ممن
خصه هللا بالعلم الظاهر والباطن ،عالمة الزمان وفهّامة األوان ،عند
القاصً وال ّدان ،المشهود له بالتفوّ ق على األقران :
عبد الرحمن بن عبد هللا بن أحمد بن عبد هللا بن أحمد بن عبد الرحمن بن
الفقٌه محمد بن عبد الرحمن (األسقع) ابن عبد هللا بن أحمد بن علً بن محمد
بن أحمد بن سٌدنا االستاذ األعظم الفقٌه المقدم محمد بن علً باعلوي ،إلى
آخر النسبة الشرٌفة .
1
والدته ونشأته
ولد -رضً هللا عنه -بترٌم ،عام 1٨٠١هـ ،وعبر الصبا منقضٌا فً حماٌة
أبٌه ،حتى إذا قطع الطفولة األولى وختم القرآن حافظا ،تحوّ ل اتجاهه إلى
بمواهب
َ الوسط العلمً بدافع التقالٌد العلوٌة ،مقبال على الموارد العلمٌة
مفتوحة على مصارٌعها .
وقد رزقه هللا ذكاء حادا ،وذهنا و ّقادا ،وذاكرة قوٌة ،حتى وعى القرآن
الكرٌم فً صغره وحفظه عن ظهر قلب ،ثم قرأه من أوله إلى سورة
األعراف بالقراءات العشر جمعا وإفرادا على الشٌخ عبد الرحمن بن أبً
الغٌث المدنً ،والشٌخ إبراهٌم بن محمد المصري .
كما حفظ ووعى كتاب (اإلرشاد) ،و (الملحة) و (األلفٌة فً النحو البن
مالك) ،وغٌرها من المتون فً شتى الفنون .
وكان له فً العلم الطلب الحثٌث ،من حٌن صغره وصباه ،لم ٌزل على هذا
الحال إلى آخر عمره .
ونتٌجة لذلك ؛ فقد تصدر للتدرٌس واإلفتاء وهو فً رٌعان الشباب ،قبل أن
ٌتم العشرٌن .
2
من شٌوخه
وأما اآلخذ عنهم ،فالجم الغفٌر ،ومن أجلهم :
)1والده الجامع ،لدوانً العلوم والشواسع ،الحبٌب عبد هللا بن أحمد بلفقٌه
-رضً هللا عنه ، -والزمه إلى أن توفً عام (111٨هـ) وهو ابن إحدى
وعشرٌن سنة .
)2ثم الزم جده ألمه اإلمام العالمة محمد بن عبد الرحمن العٌدروس -
رضً هللا عنه -حتى توفً عام (1112هـ) .
)3ثم الزم خاله السٌد الحافل المتفنن عبد الرحمن بن محمد العٌدروس -
رضً هللا عنه{ -صاحب الدشتة} ،حتى توفً عام (1113هـ) .
)4ثم الزم اإلمام الحبٌب أحمد بن عمر الهندوان -رضً هللا عنه -حتى
توفً عام (112٨هـ) .
)5ثم الزم القطب المجدد ،غوث العباد والبالد ،اإلمام الحبٌب عبد هللا بن
علوي الحداد -رضً هللا عنه -حتى توفً عام (1132هـ) ،ولبس منه
مفخما . ّ
معظما له ،محترما ّ الخرقة الشرٌفة ،وكان
وغٌرهم من الشٌوخ العارفٌن فً الحرمٌن وفً الٌمن وفً الشام ،أخذ عنهم
بأنواع األخذ :عرضا وتحدٌثا وسماعا وإسماعا وإجازة ووجادة ورواٌة .
3
من اآلخذٌن عنه
ومن أجل اآلخذٌن عنه :
)1الغوث الفرد الحبٌب حامد بن عمر علوي -رضً هللا عنه. -
)2والشٌخ الكامل ،سلطان األصفٌاء جعفر بن أحمد بن زٌن الحبشً -
رضً هللا عنه. -
)3وسٌدنا الشٌخ الحسن بن علً الصادق الجفري -رضً هللا عنه. -
سقاف بن محمد الصافً السقاف -
)4شٌخ األحقاف ،الغوث اإلمام :ال ّ
رضً هللا عنه. -
)5ومنهم ولد صاحب الترجمة ،الخلٌفة الصالح ،العالمة الفهامة عٌدروس
ابن سٌدنا عبد الرحمن بلفقٌه -رضً هللا عنه. -
وغٌرهم من األعٌان ،من بلدة الغناء ومن معظم البلدان .
تصدره للتدرٌس
وكان بترٌم -حرسها هللا -علَما به ٌُهتدى ،وإماما به ٌُقتدى ٌُ ،درّ س فً
سائر فنون العلم ،وكانت تأتٌه األسئلة من أكثر الجهات فً سائر العلوم ..
فٌجب عنها بأحسن جواب .
وقد جلس للتدرٌس فً حٌاة والده عام (11٨١هـ) ،واستمر فٌه وفً نفع
الناس ٌنشر العلم تدرٌسا وتألٌفا وتذكٌرا ،نظما ونثرا ،طوال مدة حٌاته .
4
من مؤلفاته ،والمساجد التً بناها
ٌمتاز المترجم له -رضً هللا عنه -فً أسالٌبه التألٌفٌة بالتركٌز ،وسوق
المعانً الكبٌرة بألفاظٍ وجٌزة ،فنرى بعض كتبه غاٌة فً اإلٌجاز ،ولكنها
ُ
تضٌق به الصفحات لشرح
ٍ ملٌئة جدا بالمعانً ،بحٌث تتسع هذه المعانً
الطوال .
_ فالذي نعرفه مما بقً من مؤلفاته نحوا من عشرٌن مؤلفا ،منها :
-1الدرر البهٌة فً المسلسالت النبوٌة -2 .دٌوان شعر .
-3رفع األستار -4 .فتح الخالق -5 .رشفات أهل الكمال ٌ ،قول
الحبٌب أحمد بن حسن العطاس أو الحبٌب علً بن محمد الحبشً ( :ما
ٌصلح لشرحها إال ابن عربً ) .اهـ تحفة األحباب صـ. 276
-6شرح دوائر الدٌن -7 .شرح العقٌدة -٠ .العقدة فً مسائل العهدة .
-١غنٌة أهل المدارس -1٨ .غاٌة المرام فٌما ٌتعلق بأنكحة األنام .
-11قاطع الجدال فً مسألة الهالل -12 .غاٌة اإلتقان فً فضل القرآن .
-13مجموع جوابات على أسئلة وردت علٌه ال تقل عن خمسمائة صفحة .
وغٌرها من التصانٌف النافعة والعلوم الجامعة .
وٌروى أنه ألّف كتابا ٌحوي ( 17علما) ،وعمره إذ ذاك دون العشرٌن .
وبلغ عدد المساجد التً بناها ( )17مسجدا أو أكثر .
5
سمو مقامه وعلو قدره
روي عنه أنه كان ٌقول ( :سبعة عشر) علما ،ما سُئلت عنها مد َة حٌاتً .
وفً رواٌة أنه كان ٌقول :ثالثٌن علما ما سُئلت عنها وال مسألة واحدة ،
وتموت بموتً ،وقالوا عنده مما ٌنٌف على مائة علم .
َ
ومكث أٌاما ٌذاكر علما َءها ،فً تفسٌر (بسم هللا وروي :أنه زار زبٌدا ،
الرحمن الرحٌم) ،فأقروا له بالفضل ،وعلموا أنه عالم زمانه .
ورُوي :أنه كان ٌدخل علٌه الداخل فال ٌراه من كثرة الكتب المحٌطة به .
وٌُحكى عن سٌدنا اإلمام العارف باهلل الحبٌب :سقاف بن محمد بن عمر
السقاف والحبٌب حسن بن علً -رضً هللا عنهم -مدة إقامتهم فً (ترٌم) :
المترجم له وهو مرٌض ،وٌقول ُ :كل
َ ٌخرجون بكرة كل ٌوم إلى حضرة
ٌوم اخرجوا إلى عندي ،خذوا منً هذه العلوم ،فإنً أخاف أن أموت وهً
معً ،وال ٌنتفع بها غٌري ،فالزماه ،وامتثال ما أمرهما به من الخروج
والتلقً عنه ،واجتهدوا فً ذلك غاٌة االجتهاد .
ومن كالم الحبٌب علوي ابن شهاب -رضً هللا عنه ، -قال ( :أربعة من
العلوٌٌن بلغوا الدرجة القصوى فً علم الظاهر والباطن ؛ وهم سٌدي الشٌخ
علً بن أبً بكر ،وسٌدي محمد بن عبد هللا العٌدروس {صاحب إٌضاح
أسرار علوم المقربٌن} ،والحبٌب عبد هللا الحداد ،والحبٌب عبد الرحمن بن
عبد هللا بلفقٌه ،وإذا باتعرف حقٌقة ذلك ..شف كتبهم) .اهـ تحفة األحباب صـ. 275
وبالجملة :فما من ٍ
عالم اجتمع به فً الحرمٌن والٌمن وقطره ،إال وهو
معترف له بسمو مقامه فً الفنون وعلّو قدره .
وأما أعماله الكبٌرة الدالة على كمال صفاء السرٌرة ..فأم ٌر كبٌر ،وال
ٌنبئك مثل خبٌر ،وقد شهد له غٌر واحد من اآلحاد .
6
وأما كراماته ..فبلغت فً ذلك عدد التواتر ،غٌر أنه أعرض عن إظهارها
غالبا آخر عمره الشرٌف ،واكتفى باالستقامة ،إذ ذرة منها -أي االستقامة-
خٌر من ألف كرامة .
رده على المعارضٌن لعلماء حضرموت
خرج ذات مرة إلى حضرموت علما ٌء معارضٌن لعلماء حضرموت ،
ٌرٌدون مناظرتهم فً علم التوحٌد ،ونصبوا خٌامهم تحت مدٌنة ترٌم ؛
استعدادا لدخولها فً الصباح .
فخرج إلٌهم الحبٌب عبد الرحمن بلفقٌه متن ّكرا فً زي حرّ اث مزارع ،
ودخل علٌهم كالمستفهم منهم عمّا جاء بهم ؟
فقالوا له :نرٌد أن نقابل سادتك ونجادلهم ،فقال لهم :ماذا ستقولون لهم؟
فقالوا :سنسألهم عن أشٌاء ال تعرفها أنت .
فقال لهم :إننً أحضر دائما مدارسهم فلعلًّ أعرفُ شٌئا أُجٌبكم به ،
فبدؤوا ٌسألونه عن أشٌاء فً مبادئ العلوم ،وهو ٌقول لهم :إذا سألتم سادتً
عن هذا فسٌجٌبونكم بقولهم كذا وكذا ،وهكذا حتى أتوا على أسئلتهم جمٌعها،
وهو ٌر ّد علٌهم بهذا األسلوب .
فلما فرغوا من أسئلتهم قال لهم :ولكن سادتً أٌضا إذا سألتموهم وأجابوا
فسٌسألونكم هم ،فهل تستطٌعون الرد علٌهم ؟
قالوا له :ماذا سٌقولون ؟
فبدأ ٌسألهم على لسان سادته أهل ترٌم ،فلم ٌستطٌعوا الرد ،فنظر بعضهم
إلى بعض ،وقالوا :إذا كان هذا خادم القوم فكٌف بعلمائهم ،وعادوا من
حٌث أتوا ،ولم ٌدخلوا ترٌم ببركة هذا اإلمام وعلمه .
7
فوائد منتقٌات من مجموع األعمال الكاملة للمترجم له
فائدة :حرّ م بعضهم قراءة (أم البراهٌن) عقٌدة السنوسً على بعض
قوم دون قوم ،والتوراة
العوام ،وهذا وجه تحرٌم كتب ابن عربً على ٍ
واإلنجٌل الذي هو شفاء بنص القرآن على من ٌضرّ ه .اهـ صـ 65ج. 1
فائدة ٌ :نبغً للمتف ّقه االحتراز من كثرة مخالطة المتف ّقهة الذٌن غلب علٌهم
التظاهر بالعلوم ،وشهوة القٌل والقال ،والمراء والجدال ،والتفرٌط فً
صالح األعمال ،بل ٌُقبل على ما هو همّه الواجب علٌه ،و ُب ّده الالزم له .
ولٌحذر كل الحذر من التعصب لفهمه ،أو كتابه ،أو مذهبه ،أو شٌخه ،
فإن العصبٌة من الحمٌّة الجاهلٌة ،وأصل أكثر المفاسد القالبٌة والقلبٌة ،
وأكبر حجاب عن اقتباس العلوم والفوائد الدٌنٌة ،وخصوصا علم الفروع ،
ُصغ لما ٌُلقى إلٌه ؛ فلربما ٌكون ما علمه غٌره
فإن أكثر مداركه ظنٌّة ،فلٌ ِ
اهـ صـ. 6٠ أصح ،وما فهمه أوضح .
فائدة (عن اإلمام المهدي) :
إذا خرج اإلمام المهدي ..وجب على كافة الخلق اتباعه ،وامتثال أمره ،
واجتناب نهٌه ،وال ٌجوز ألح ٍد مخالفته ؛ للنصوص الواردة الدالة على
ب فً حكمه وعلمه ، وجوب اتباعه ؛ ألنه على هُدى فً شأنه كلّه ،وصوا ٍ
بخالف غٌره من األئمة المجتهدٌن ،فإنه على هدى فً الجملة .
وال ٌجوز فً زمانه تقلٌد غٌره من المجتهدٌن ،بل لو كان فً زمان من
اتصف فً زمانه باالجتهاد ..لم ٌجز له األخذ بمقتضى اجتهاده ،بل ٌجب
علٌه اتباع اإلمام المهدي ،وإن خالف مقتضى اجتهاده ؛ ألنه إمام هدى ،
منصوص علٌه ،مأمو ٌر باتباعه بالنص ،وال عبرة باالجتهاد مع وجود
اهـ صـ. 73 النص .
٠
فائدة (ال ُحجة بالدلٌل ال بالفهم) :
قال رضً هللا عنه :فه ُم العلماء بعضهم بعضا ..ال ٌكون حُجة على
اهـ صـ. 1٨7 بعضهم ،إنما الحُ جة بالعلم والدلٌل .
فوائد (تتعلق بفاتحة الكتاب) :
-1جمٌع الدٌن فً الفاتحة ،وجمٌع القرآن بٌان لها ،وجمٌع األحادٌث بٌان
وشرح للقرآن ،وجمٌع كتب العلماء وكالمهم بٌان وشرح لألحادٌث ،فٌرجع
الكل إلى الفاتحة ،ولذلك ُتسمى األساس .
-2أوجب هللا قراءة الفاتحة فً كل ركعة ؛ ألنها جمعت األمر كله ،فإذا
قرأها العبد فً صالته ..فقد عب َد هللا بالدٌن كله ،والعلم كله .
-3ورد فً الحدٌث :أن الفاتحة أفضل السور ،وأنها شفاء من كل علة ،
وأنها شفاء من السم ،وإنها لما ُقرئت له ،من قرأها بقصد شًء ٌ ..حصل له.
اهـ صـ. 1٨٠
فائدة (فً ترك الوسوسة فً المعفوات) :
قال رضً هللا عنه :كل ما ُغلب تنجسُه طاهرٌ ،ما لم ٌتحقق بال ِحس ،فمن
حكم بنجاسة ذلك ..فقد افترى على هللا كذبا ،قال هللا تعالى ( :وال َت ُ
قف ما
والبصر والفؤا َد كل ُّ أولئك كان عنه مسؤالا ) .
َ السمع
َ لٌس لك به عل ٌم إنَّ
ومن الورع :ترك الورع فً بعض ذلك ؛ كثٌاب الصبٌان ،وضرع الشاة،
التً تربض فً النجاسات ،والبُرُّ الذي ٌُداس علٌه ،فمن تورع فً شً ٍء من
ذلك ..فقد خالف السنة .
فالحذر الحذر من الوسواس ؛ فإنه ٌغٌّر القلب ،وٌضر فً الدٌن ،وقد
اهـ صـ. 112 ٌؤدي إلى الجنون .
١
المترجم له
َ مقتبسات من كالم الحبٌب علوي ابن شهاب عن
قال رضً هللا عنه :
كانت األسئلة ترد إلى عند الحبٌب عبد هللا الحداد ،والحبٌب عبد هللا ٌحوّ ل
السائل على الحبٌب عبدالرحمن بن عبد هللا بلفقٌه .
فٌجًء السائل ٌحصّل الحبٌب عبد الرحمن بن عبد هللا ،فٌعطٌه السؤال ..
فٌقبض الحبٌب عبد الرحمن القلم وال ّدواة ،وٌجوّ ب علٌه فً الحال من غٌر
مراجعة كتاب .
فإذا رأى الجواب الحبٌب عبد هللا ٌ ..قول هذا ّ
عالمة الدنٌا .
وقال رضً هللا عنه :
كان الحبٌب س ّقاف إذا جاء من سٌئون ودخل الس ّدة ٌ ..نوح وٌقول :أٌن
الناس من عبد الرحمن بن عبد هللا بلفقٌه ،أحبهم ٌقفون تحت بٌته للسؤال ،
كما كانت تقف تحت بٌت اإلمام مالك ألف راحلة ،فما فً مالك فً
عبدالرحمن بن عبد هللا بلفقٌه.
وقال رضً هللا عنه :قال الحبٌب حامد بن عمر :ال نفضل بن حجر على
خالً عبد الرحمن بن عبد هللا بلفقٌه .
وقال رضً هللا عنه :قال الحبٌب عبد الرحمن المذكور :
أنا متعجب من اإلنسان إذا مرض ..قال لهم هاتوا لً بالطبٌب ،وقلبه
مرٌض ما دوّ ر له طبٌب .
قٌل لسٌدنا أبً بكر الصدٌق لما مرض :بغٌت نحن نجٌب لك طبٌب ؟ فقال
أو كما قال . لهم أمرضنً الطبٌب .
1٨
مما قاله عنه الحبٌب إبراهٌم بن عمر بن عقٌل -رحمه هللا -فً {مشرعه}
باب المدٌنة جل ّ عن إٌصا ِد
ُ وعــ ِن الــوجٌــه بلـفـقـٌـه كأنه
بـمعـارف لـم تـجـتمع بفؤا ِد بح ٌر عـــمــٌ ٌ
ــق واسـ ٌع مـتالط ٌم
ٌـعـرو بـفــهـم واســع و ّقا ِد عالمـــ ُة الدنــٌـــا َ
وح ّالل لــمــا ّ
بـحـٌـازة الممـدوح كل مفا ِد وثنا ُء غوث الوقت خٌر شهادة
وقال فً تعلٌقه على هذه األبٌات :هو اإلمام األوحد الحبٌب عبد الرحمن
بن عبد هللا بن أحمد بلفقٌه ،جمع الشرٌعة والحقٌقة والطرٌقة ،والفنون
الكثٌرة مع التحقٌق والتدقٌق ،انتشر صٌته وعم نفعه ،وكان من أكمل
الوارثٌن لج ّده أمٌر المؤمنٌن باب مدٌنة العلم .
حكاٌة حبسه
من كالم الحبٌب عٌدروس بن عمر الحبشً -رضً هللا عنه -قال :
إن سٌدنا عبد الرحمن بن عبد هللا بلفقٌه قد أوذي أذى كثٌرا من جهة الوالة
الظلمة المتقلّبٌن على بلد ترٌم ،وإنه ُحبس تحت زٌر ،وبعد أن فرّ ج هللا عنه
من الحبس ..حاسب نفسه من أٌن أخذ وما سبب هذه العقوبة ؟ حتى اطلع
على إن بعض من ٌخدمه فً البٌت من النساء ..كانت تهوّ ن فً الصالة
المفروضة ،فعلم أن سبب ذلك األذى :هو عدم التف ّقد لألخدام والغفل عن
اهـ مجموع كالمه . أمرهم وزجرهم .
11
وفاته رحمه هللا
وفً لٌلة األربعاء ألربع بقٌت من جمادى اآلخرة :وفاهُ ال ِحمام بترٌم الغناء
-حرسها هللا ، -عام 1162هـ .
وهكذا تكتمل الترجمة وتتضح معالمها ..بأنها صورة مص ّغرة من جده
األكبر اإلمام علً بن أبً طالب –رضً هللا عنه وكرّ م هللا وجهه -علما
وشجاعة وزهدا وقناعة ،وعمال وعبادة ،وذكاء وفراسة ،ورسوخا وثباتا،
وصبرا ومجاهدة ،و ِحنكة وخبرة ،وتواضعا ،وقوة ،وإٌمانا ومعرفة ،
وبٌانا وحكمة ،ومن ٌُشابه أَ َبه فما َظلَم .
وال نطوّ ل بذكر فضائله ،وعلومه ،وأعماله ،وأحواله ،إذ ال ُتعد وال
ُتحصى ،وال ُتحصر ،وال ُتستقصى ،فالشمس ظاهرة منٌرة ،وال تخفى إال
على أعمى البصٌرة .
رمحه اهلل رمحة األبرار ،ومجعـا وإقاه برمحمه يف دار اؾؼرار ،وؿنَّ
عؾقه باؾعطاء اؾواف ،وأدؽـه ػسقح جـمه ،وأعاد عؾقـا عؿقم برؽمه ،
وؼدّس أدراره ،وـػعـا به وبعؾوؿه يف اؾدارقن ،ورضي اهلل عـه وأرضاه،
وعـا به ،وؿـحـا مما أعطاه ،وـسأل اهلل أن قمغشاه باملغػرة واؾرضوان ،
وجيؿعـا به يف أعؾى ػرادقس اجلِـان ،ؿن غري دابؼة عذاب وال
اؿمحان ،بل مبحض اؾػضل واؾؽرم واالؿمـان .
وجزاه اهلل عن األؿّة واإلدالم خرياً ،وأعؼب اهلل ؿـه اؾعُؼلى اؾصاحلة ،
ؽؿا أعؼبَ علاده اؾصاحلني ،آؿني اؾؾفم آؿني ،ػاهلل قوػؼـا ؾألدب ،
12
وحسن اؾظن بفم ،واحمللة هلم ،وجيؿعـا بفم يف أحسن األحوال
بػضؾه ورَوؾه ،اؾؾفم اجعؾـا ؿن حميب أوؾقائك ،واؾؾفم إـك تعؾم أـا
حنلفم ؾك ،ػأؽرؿـا قا ؿوالـا مبا ؿـحمفم ،واحشرـا يف زؿرتفم ،قا
أرحم اؾرامحني ،اؾؾفم ؽؿا أجرقتَ ذؽرفم عؾى أؾسـمـا ػأجرِ عؾوؿفم
عؾى أػكدتـا ،اؾؾفم حبؼفم عؾقك ،ومبا هلم ؾدقك ،امجعـا بك عؾقك ،
واذغؾـا بك عن غريك ،وأمتم عؾقـا إػاضة جربك ،ػإـك غؿرت باؾـوال
،وأغـقت عن اؾسؤال ،يف خري وؾطف وعاػقة ،اؾؾفم ؽؿا تػضؾت
عؾقفم مبا تػضؾت ،ػمػضل عؾقـا بموػقؼك وتسدقدك ،إـك عؾى ؽل
ذيء ؼدقر ،وـسألُ اهللَ اؾؽرقم أن ميدـا مبددفم ،وأن قػقضَ عؾقـا
ؿن ػائضات ػفوؿفم ،إـه وؾي ذؾك واؾؼادر عؾقه ،وصؾى اهلل عؾى
دقدـا حمؿد وعؾى آؾه وصحله ودؾّم ،واحلؿد هلل رب اؾعاملني .
للمترجم له ،ونشر محاسن
َ مصادر الترجمة :مقدمة مجموع األعمال الكاملة
األوصاف ،وتراجم مختصرة .
تقدين رباط اهلدار للعلىم الشرعيت بـ(تعز)
13