0% found this document useful (0 votes)
59 views4 pages

إن الاتفاق مع التجربة يشكل بالنسبة للنظرية المعيار الوحيد للحقيقة 1

تناقش الوثيقة أهمية التجربة كمعيار للتحقق من صدق وعلمية النظريات العلمية، حيث تعتبر التجربة المعيار الوحيد الذي يميز بين النظريات العلمية وغير العلمية. كما تستعرض الوثيقة آراء فلاسفة وعلماء مختلفين حول معايير علمية النظريات، مثل بيير دوهيم وألبرت أينشتاين وكارل بوبر، مما يشير إلى وجود اختلافات في وجهات النظر حول هذا الموضوع. في النهاية، تؤكد الوثيقة على ضرورة التكيف مع التطورات العلمية الحديثة التي تتطلب معايير جديدة.

Uploaded by

salmanewera9
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as DOCX, PDF, TXT or read online on Scribd
0% found this document useful (0 votes)
59 views4 pages

إن الاتفاق مع التجربة يشكل بالنسبة للنظرية المعيار الوحيد للحقيقة 1

تناقش الوثيقة أهمية التجربة كمعيار للتحقق من صدق وعلمية النظريات العلمية، حيث تعتبر التجربة المعيار الوحيد الذي يميز بين النظريات العلمية وغير العلمية. كما تستعرض الوثيقة آراء فلاسفة وعلماء مختلفين حول معايير علمية النظريات، مثل بيير دوهيم وألبرت أينشتاين وكارل بوبر، مما يشير إلى وجود اختلافات في وجهات النظر حول هذا الموضوع. في النهاية، تؤكد الوثيقة على ضرورة التكيف مع التطورات العلمية الحديثة التي تتطلب معايير جديدة.

Uploaded by

salmanewera9
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as DOCX, PDF, TXT or read online on Scribd
You are on page 1/ 4

‫نموذج تطبيقي‪:‬‬

‫" إن االتفاق مع التجربة يشكل بالنسبة للنظرية المعيار الوحيد‬


‫للحقيقة "‬

‫حلل (ي) القولة وناقشها (يها‍)‬

‫يتسم الوجود البشري بكونه وجودا منتجا للمعرفة‪.‬ويقصد بهذه األخيرة‬


‫نشاط عقلي منهجي تقوم به الذات من أجل تكوين فكرة حقيقية عن‬
‫موضوع ما ‪ .‬و يؤدي هذا النشاط إلى إنتاج نظريات تفسر الواقع وتعطيه‬
‫معنى ومعقولية ‪ ،‬وذلك وفق أدوات ومناهج عقلية وتجريبية غايتها‬
‫األساسية بلوغ الحقيقة ‪.‬والقولة التي بين أيدينا تنتمي إلى هذا‬
‫السياق‪.‬وتتناول بالضبط مفهومي النظرية والتجربة‪.‬وتسلط الضوء على‬
‫قضية فلسفية شغلت تفكير العديد من الفالسفة‪ ،‬وهي‪:‬معايير علمية‬
‫النظريات العلمية‪ .‬وتثير إشكاال فلسفيا يمكن صياغته على الشكل‬
‫التالي‪:‬ما النظرية ؟ و ما التجربة ؟ و ما الحقيقة ؟و ما هو المعيار الذي‬
‫يجعلنا نحكم على نظرية ما بأنها علمية و صادقة ؟هل هو مطابقتها‬
‫للتحقق التجريبي أم تماسكها المنطقي أم أن هناك معايير أخرى؟‪.‬‬
‫جوابا على األسئلة الفلسفية السابقة ‪ ،‬تقدم القولة الماثلة بين أعيننا‬
‫أطروحة فلسفية مفادها أن التجربة هي المعيار الوحيد للتحقق من‬
‫صدق وعلمية وصالحية النظرية العلمية‪.‬و يمكن أن نستدل على‬
‫مصداقية األطروحة من خالل مجموعة من األفكار و الحجج ‪،‬نذكر من‬
‫بينها ‪ :‬أنه لكي يتأكد العالم من صدق وعلمية النظرية التي قام‬
‫ببنائها ‪،‬فإنه ينبغي عليه اختبارها بواسطة التجربة‪،‬ويرى ما إذا كانت‬
‫نظريته تطابق الواقع المحسوس أم ال‪.‬فإذا تطابقت نظريته مع الواقع‬
‫فهي نظرية صادقة وعلمية‪.‬وفي حالة عدم تطابقها مع الواقع ‪،‬فهذا يدل‬
‫على أنها نظرية خاطئة وغير علمية‪،‬و بالتالي ينبغي على العالم تعديلها‬
‫أو رفضها وتجاوزها‪.‬ألن كل ما تعجز التجربة عن تأكيده فهو يعتبر خارج‬
‫العلم‪.‬من هنا يمكن القول‪ ،‬أن التجربة هي المعيار الفاصل بين‬
‫النظريات العلمية والنظريات غير العلمية‪.‬بمعنى أخر‪،‬إن النظرية التي‬
‫تؤكد التجربة صحتها هي نظرية علمية وصحيحة ‪،‬والعكس صحيح ‪.‬‬
‫فمثال‪،‬النظرية العلمية التي توصل إليها العالم الفرنسي المشهور كلود‬
‫برنار من خالل دراسته لألرانب ومالحظته لتغير لون بولها ‪،‬والتي مفادها‬
‫أن كل الحيوانات العاشبة عندما تتعرض للتجويع مدة طويلة تتغذى على‬
‫أنسجتها الدموية ويصبح بولها مشابها لبول الحيوانات الالحمة‪.‬فصدق و‬
‫علمية هذه النظرية مشروط بمطابقتها للواقع الحسي التجريبي ‪.‬أي أنه‬
‫ينبغي على العالم الرجوع إلى الواقع ‪،‬ويالحظ بواسطة التجربة ما إذا‬
‫كانت كل الحيوانات العاشبة يحدث لها هذا األمر‪.‬فإن كان كذلك‪ ،‬فإن‬
‫هذه النظرية صادقة وعلمية‪.‬أما إذا وجد العالم حيوان عاشب ال يحدث‬
‫له هذا األمر ‪،‬في هذه الحالة ينبغي على العالم تعديل نظريته أو رفضها‪.‬‬
‫ويمكن أن نضيف مثاال أخر‪ ،‬وهو النظرية التي تقول بأن كل المعادن‬
‫تتمدد بالحرارة‪ ،‬فصدق وعلمية هذه النظرية مشروط كذلك بمطابقتها‬
‫للواقع الحسي التجريبي‪.‬بمعنى أنه ينبغي الرجوع إلى الواقع و نالحظ‬
‫بواسطة التجربة ما إذا كان هناك معدن واحد ال يتمدد بالحرارة‪.‬فإذا‬
‫وجدناه ‪،‬فإن هذه النظرية خاطئة وغير علمية‪.‬أما إذا لم نجده ‪ ،‬فإن هذه‬
‫النظرية صادقة وعلمية‪.‬و بناء على ما سبق‪ ،‬يمكن أن نستنتج أن‬
‫النظرية العلمية الصادقة حسب صاحب القولة هي النظرية المطابقة‬
‫للواقع ‪،‬وليست النظرية القائمة على التفسير العقلي فقط‪.‬فكل نظرية‬
‫تتضمن أفكار ال يقابلها أي شيء في الواقع فهي ليست بنظرية علمية‪،‬‬
‫وإنما هي مجرد قول ميتافيزيقي ال معنى له ‪.‬و لبناء تصوره الفلسفي ‪،‬‬
‫اعتمد صاحب القولة على مجموعة من المفاهيم الفلسفية ‪ ،‬و هي ‪:‬‬
‫مفهوم النظرية و الذي يعني به بناء عقلي مفاهيمي يعمل على تفسير‬
‫ظاهرة ما أو مجموعة من الظواهر من أجل الكشف عن القوانين‬
‫المتحكمة فيها‪.‬كما استخدم مفهوم التجربة باعتباره إعادة إنشاء‬
‫الظاهرة المدروسة في المختبر قصد التحقق من صحة ما تم‬
‫افتراضه‪.‬ثم وظف مفهوم الحقيقة و الذي يدل على تطابق الفكر مع‬
‫الواقع الحسي التجريبي‪.‬و أخيرا استعمل مفهوم المعيار والذي يشير‬
‫إلى مقياس للحكم على األشياء أو األداة التي نميز من خاللها بين‬
‫األشياء و نرتبها و نصنفها‪.‬و بعد تأملنا في دالالت المفاهيم المؤسسة‬
‫ألطروحة القولة ‪ ،‬نجد أن هناك عالقة ترابط‪،‬و ذلك ألن التجربة هي‬
‫مصدر النظرية و معيار صدقها و علميتها و صالحيتها‪.‬فالنظرية تستمد‬
‫مكوناتها و معطياتها من التجربة ‪،‬و التجربة هي األداة الوحيدة للتحقق‬
‫من مدى مطابقة قوانين النظرية للواقع ﻹثبات حقيقتها و علميتها‪.‬و لكن‬
‫إلى أي حد يمكن القبول بهذا التصور الفلسفي الذي تطرحه القولة ؟ و‬
‫ما هي قيمته و حدوده ؟ ‪.‬‬
‫تتمثل قيمة األطروحة التي جاءت بها القولة في بيانها أهمية التجربة في‬
‫المجال العلمي ودورها في الفصل بين النظريات العلمية والنظريات‬
‫الالعلمية وتخليص المعرفة البشرية من األوهام والخرافات‬
‫والميتافيزيقا ‪.‬ألن الفكرة التي تؤكد التجربة صحتها هي فكره علمية‬
‫وحقيقية ‪،‬والعكس صحيح ‪.‬وهذا ما نجد له امتداد عند أصحاب النزعة‬
‫االختبارية الذين يعطون أهميه كبرى للتجربة على حساب النظرية ‪.‬فإذا‬
‫لم تطابق النظرية التجربة‪ ،‬فإن الخلل يوجد في النظرية التي يجب‬
‫تعديلها أو رفضها‪.‬والبحث عن نظرية أخرى تتالءم مع الواقع‬
‫التجريبي ‪.‬أما حدودها ‪ ،‬فتتجلى في إغفالها لوجود معايير أخرى للتأكد‬
‫من علمية وصدق النظريات العلمية كمعيار التماسك المنطقي بين‬
‫مكونات النظرية ‪.‬باإلضافة إلى معيار القابلية للتكذيب ‪.‬فمثال ‪،‬النظريات‬
‫الفيزيائية و الرياضية المعاصرة لم تعد تكتسب صدقها و علميتها من‬
‫خالل مطابقتها للتجربة ‪ ،‬بل صارت تكتسب صدقها وعلميتها من خالل‬
‫انسجامها المنطقي بين مسلماتها ونتائجها ‪.‬وبالتالي‪ ،‬لم تعد التجربة هي‬
‫المعيار الوحيد للتأكد من صدق وعلمية النظريات العلمية‪.‬إن مثل هاته‬
‫االعتراضات تقودنا إلى تقديم مجموعة من األطروحات‬
‫الفلسفية ‪.‬فبالنسبة للعالم الفيزيائي الفرنسي بيير دوهيم نجده يتفق مع‬
‫صاحب القولة ‪.‬حيث يرى بدوره أن لكي تكون النظرية علمية و‬
‫صادقة ‪،‬فالبد أن تتوفر على معيارين أساسيين‪،‬وهما‪:‬التماسك المنطقي‬
‫الداخلي‪،‬و الذي معناه غياب التناقض بين مبادئ النظرية و نتائجها‪.‬و لكن‬
‫هذا المعيار وحده غير كاف للحكم على علمية و صدق النظرية‪ ،‬لذا البد‬
‫من االستعانة بمعيار أخر‪،‬و هو معيار التحقق التجريبي‪.‬و الذي يقصد به‬
‫اعتماد التجربة كوسيلة للتحقق ما إذا كانت النظرية متطابقة مع الواقع‬
‫أم ال‪.‬فإذا كانت النظرية متطابقة مع الواقع الحسي التجريبي فهي‬
‫نظرية علمية و صادقة‪.‬أما النظرية التي ال تتطابق مع فهي نظرية‬
‫زائفة ‪،‬و بالتالي ينبغي على العالم تعديلها أو رفضها‪.).‬و على العكس مما‬
‫سبق‪ ،‬يرفض العالم الفيزيائي األلماني ألبير أينشتاين اعتبار التجربة‬
‫معيار للتأكد من علمية و صدق النظريات العلمية ‪.‬ويرى بأن هذه‬
‫األخيرة يتم بنائها بناء عقليا رياضيا خالصا‪،‬وهي دائما تكون صحيحة‪،‬ألنها‬
‫منطقية ومبرهن عليها رياضيا‪.‬بعبارة أخرى‪،‬تكون النظرية علمية‬
‫وصادقة إذا كان هناك تماسك منطقي بين مسلماتها (مبادئها)ونتائجها أي‬
‫ترابط عقلي بين مكوناتها‪.‬ومن منظور مغاير‪،‬اقترح االبستيمولوجي‬
‫النمساوي كارل بوبر معيارا جديدا للتأكد من علمية النظريات‬
‫العلمية‪،‬وهو معيار القابلية للتكذيب أو التزييف‪.‬ومعناه ينبغي على العالم‬
‫أثناء اختبار نظريته البحث عن ما يكذبها ويجعلها مزيفة‪،‬ال عن ما يؤكدها‬
‫ويجعلها يقينية ‪،‬وذلك عن طريق الكشف عن األخطاء الكامنة‬
‫فيها‪.‬فالنظرية العلمية هي التي تحتمل التكذيب‪،‬ويمكن إرجاع ذلك إلى‬
‫أنه مهما بلغت قوة ثبات النظرية وتماسكها وصالبتها‪،‬فالبد أن يأتي يوم‬
‫و ينكشف خطئها وتصبح متجاوزة ومنسية‪.‬‬
‫نستنتج مما سبق‪ ،‬أن هناك اختالف بين الفالسفة والعلماء حول قضية‬
‫معايير علمية النظريات العلمية‪.‬فإذا كان صاحب القولة ومؤيده‬
‫بيردوهيم يتفقان على أن التجربة هي المعيار الوحيد للتأكد من صدق‬
‫وعلمية النظريات العلمية ‪.‬فإن اينشتاين يرفض اعتبار التجربة معيارا‬
‫للتأكد من صدق وعلمية النظرية الفيزيائية المعاصرة ‪.‬ويرى بأن ما‬
‫يجعل هذه األخيرة تتصف بالطابع العلمي هو التماسك المنطقي بين‬
‫مسلماتها ونتائجها ‪.‬ومن منظور إبستيمولوجي مغاير‪،‬يقترح كارل بوبر‬
‫معيارا جديدا للتأكد من علمية النظريات العلمية ‪،‬وهو قابليتها‬
‫للتكذيب ‪.‬أي قابليتها الحتوائها على عيوب وأخطاء ‪،‬تسمح للعالم‬
‫باختبارها ونقدها وتجاوزها ‪.‬أما بالنسبة لرأيي الشخصي ‪،‬فإنني أعتبر أن‬
‫التحوالت والتطورات التي عرفها العلم في النصف الثاني من القرن‬
‫‪،19‬وخصوصا انفتاحه على العالم الميكروفيزيائي والكون الشاسع ‪،‬هي‬
‫التي فرضت على العلماء إبداع معايير جديدة تتالءم مع تلك التحوالت‪.‬‬

You might also like