عقد الجعالة في الفقه الإسلامي Royality contact in Islamic jurisprudence and its contemporary application
عقد الجعالة في الفقه الإسلامي Royality contact in Islamic jurisprudence and its contemporary application
2
أ.ﻓﺎطﻣﺔ اﻟزھراء ﺑﻠﻌﻣري ،أ.د .ﺳﻠﯾﻣﺎن وﻟد ﺧﺳﺎل
1ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر 1ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ[email protected] ،
2ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر 1ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ[email protected] ،
ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻧﺷر2022/ 03/ 31: ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻘﺑول2020/ 09 / 27 : ﺗﺎرﯾﺦ اﻹرﺳﺎل2020/ 02 / 06 :
ﻣﻠﺧص:
اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻗدﯾﻣﺔ ﺟدﯾدة ﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ اﻟﻔﻘﮭﺎء اﻟﻘداﻣﻰ وﻣﺛﻠوا ﻟﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب
ﺑﺟﻌل اﻵﺑق واﻟﺿﺎﻟّﺔ .وﻣن اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻣن أﻟﺣﻘﮭﺎ ﺑﺑﺎب اﻹﺟﺎرة .ﻓﯾﻣﺎ أﻟﺣﻘﮭﺎ اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﺑﺑﺎب
اﻟﻠﻘطﺔ .إﻻ أن ﺻﺎﺣﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﻣوﻋود ﺑﺎﻟﺟﻌل أو اﻟﻣﻛﺎﻓﺄة ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ﻣن اﻟﺟﺎﻋل،
وﻟﯾس ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻠﻘطﺔ إﻻ اﻷﺟر واﻟﺛواب ﻋﻠﻰ ردّھﺎ إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺑﮭﺎ .وذھب اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺣرﯾﻣﮭﺎ
إﻻ ﻓﻲ ﺻورﺗﻲ اﻵﺑق واﻟﺿﺎﻟﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ أﺟﺎزھﺎ اﻟﺟﻣﮭور اﻟذي ﺧﺎﻟﻔﮫ اﺑن ﺣزم ﻓﻲ ﺗﺻوره
ﻟﻠﺟﻌﺎﻟﺔ ﻓﮭﻲ ﻋﻧده ﻟﯾﺳت ﻋﻘدا ،وإﻧﻣﺎ ھﻲ وﻋد ﯾﺳﺗﺣب اﻟوﻓﺎء ﺑﮫ ﻟﯾس أﻛﺛر.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﻣﺻطﻠﺢ ﻗدﯾم ﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻌرف اﻟﯾوم ﺑﺎﺳم اﻟوﻋد ﺑﺎﻟﻣﻛﺎﻓﺄة أو
اﻟوﻋد ﺑﺎﻟﺟﺎﺋزة ،وھﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺧﺻص ﻣن اﻟﻣﻛﺎﻓﺂت ﻷواﺋل اﻟﻧﺎﺟﺣﯾن واﻟﻣﺗﺳﺎﺑﻘﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺣل
ﻓﯾﮫ اﻟﺳﺑﺎق .أو ﻣﺎ ﯾﻌد ﺑﮫ اﻟﻘﺎﺋد ﻣن ﻣﺑﻠﻎ ﻣﻌﯾن أو ﺳﮭﻣﺎ ﻣن اﻟﻐﻧﯾﻣﺔ ﻟﻣن ﯾﻘﺗﺣم ﺣﺻﻧﺎ ﻟﻠﻌدو
ﻣﺛﻼ ،أو اﻻﻟﺗزام ﺑﻣﺑﻠﻎ ﻣﻌﯾن ﻟطﺑﯾب ﯾﺷﻔﻲ ﻣرﯾﺿﺎ ،أو ﯾﺟد ﺷﯾﺋﺎ ﺿﺎﺋﻌﺎ .وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻧوازل
ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺻﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،وأﺗﻌﺎب اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن وأﺻﺣﺎب اﻟوﻛﺎﻻت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ.
ﻣﻣﺎ ﺗﻌﺎرف اﻟﻧﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﮫ ﻟﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘرھﺎ ﻗواﻋد اﻟﺷرﯾﻌﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﺎﻟﺗﯾﺳﯾر ورﻓﻊ اﻟﺣرج.
اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻔﺗﺎﺣﯾﺔ :ﺟﻌﺎﻟﺔ ،آﺑق ،إﺟﺎرة ،اﻟوﻋد ﺑﺎﻟﺟﺎﺋزة.
Abstract :
: ﻣﻘدﻣﺔ
.3أدﻟﺗﮭم .
.4ﻧﻣﺎذج ﻟﺑﻌض اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻓﻲ اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ.
وﻗد اﺗﺑﻌت ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻲ ھذا اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻻﺳﺗﻘراﺋﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﻓﺎﺳﺗﻘرأت أﻗوال
اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ وأدﻟﺗﮭم ﻣﻊ اﻟﺗﺣﻠﯾل واﻟﺷرح.وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺻوﯾر اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ
وﺗﺣرﯾر ﻣﺣل اﻟﻧزاع ﺑذﻛر ﻣوطن اﻻﺗﻔﺎق ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﻣﺣل اﻟﺧﻼف ،ﺛم أذﻛر
آراء اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﯾﮭﺎ وأدﻟﺔ ﻛل ﻓرﯾق.
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﺿﻣﻧت اﻟﺑﺣث ﺑﻌض اﻟﻧﻣﺎذج ﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻣﻌﺎﺻرة ﻓﻲ اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ
ﺑﻐﯾﺔ ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻷﻧﮭﺎ ﻣن اﻟﻧوازل اﻟﻣﻌﺎﺻرة اﻟﺟدﯾرة ﺑﺎﻟﺑﺣث.اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن
ﺗﻛﯾﯾﻔﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻣن ﻋﻘود اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ.
.1ﺗﻌرﯾف اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﻟﻐﺔ واﺻطﻼﺣﺎ:
واﻟﺟﻌﺎﻟﺔ واﻟ ِﺟﻌﺎﻟﺔ
َ -1.1ﺗﻌرﯾﻔﮭﺎ ﻟﻐﺔ :اﻟﺟُ ﻌل واﻟ ِﺟﻌﺎل واﻟﺟﻌﯾﻠﺔ واﻟﺟُ ﻌﺎﻟﺔ
ﺑﺎﻟﻛﺳر واﻟﺿم ﻣﺎ ﺟﻌﻠﮫ ﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻣﮫ .وھو أﻋم ﻣن اﻷﺟرة واﻟﺛواب واﻟﺟﻣﻊ
).(1
ﺟُ ُﻌ ٌل وﺟﻌﺎﺋل
-1.2ﺗﻌرﯾﻔﮭﺎ اﺻطﻼﺣﺎ:
ﻋرﻓﮭﺎ اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" -ھﻲ اﻟﺗزام ﻋوض ﻣﻌﻠوم ﻋﻠﻰ ﻋﻣل ﻣﻌﯾن أو ﻣﺟﮭول ﻋﺳر ﻛﻘوﻟﮫ :ﻣن
ﺧﺎط ﺛوﺑﻲ ھذا ﻗﻣﯾﺻﺎ ﻓﻠﮫ ﻛذا او ر ﱠد آﺑﻘﻲ أو آﺑق زﯾد ﻓﻠﮫ ﻛذا"). (2
-ﻋرﻓﮭﺎ اﻟﺷﯾﺦ اﻟدردﯾر ﻣن اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﺑﻘوﻟﮫ" :ھﻲ اﻟﺗزام أھل اﻹﺟﺎرة
ﻋوﺿﺎ ُﻋﻠِ َم ﻟﺗﺣﺻﯾل أﻣر ﯾﺳﺗﺣﻘﮫ اﻟﺳّﺎﻣﻊ ﺑﺎﻟﺗﻣﺎم إﻻ أن ﯾﺗﻣﮫ ﻏﯾره ﻓﺑﻧﺳﺑﺔ
اﻟﺛﺎﻧﻲ").(3
أﻣﺎ اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﻓﻠم ﯾوردوا ﻟﻠﺟﻌﺎﻟﺔ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻷﻧﮭﺎ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ﻋﻧدھم ﻛﻣﺎ
ﺳﯾﺗﺿﺢ ﻻﺣﻘﺎ ﻋﻧد اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻣﺷروﻋﯾﺗﮭﺎ .
وﻟﻛن اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ وإن ﻟم ﯾوردوا ﻟﮭﺎ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﺟﺎﻣﻌﺎ ،إﻻ أن اﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﺗﻲ
ﺿرﺑوھﺎ ﻟﮭﺎ ﺗدل ﻋﻠﻰ أﻧﮭم ﻣﺗﻔﻘون ﻣﻊ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟﻔظ
اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟواﻋد اﻟذي ﯾﻌد اﻟﻣﻌﯾن أو اﻟﻣﺟﮭول ﺑﺈﻋطﺎﺋﮫ ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﺑﻌد اﻟﻌﺛور
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻔﻘود أو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ﺧﺎص). (4
وﻗد ﺿرب اﺑن رﺷد ﻟﻠﺟﻌﺎﻟﺔ أﻣﺛﻠﺔ ﻓﻘﺎل" :واﻟﺟﻌل ھو إﺟﺎرة ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻔﻌﺔ
ﻣظﻧون ﺣﺻوﻟﮭﺎ ،ﻣﺛل ﻣﺷﺎرطﺔ اﻟطﺑﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﺑرء واﻟﻣﻌﻠم ﻋﻠﻰ اﻟﺣذاق واﻟﻧﺎﺷد
ﻋﻠﻰ وﺟود اﻵﺑق") (5وھو ﻣﺎ ﻣﺛل ﻟﮫ ﻛذﻟك ﻣن اﻟﻔﻘﮭﺎء اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن اﻟدﻛﺗور وھﺑﺔ
اﻟزﺣﯾﻠﻲ" :وﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﺧﺻص ﻣن اﻟﻣﻛﺎﻓﺂت ﻷواﺋل اﻟﻧﺎﺟﺣﯾن أو اﻟﻣﺗﺳﺎﺑﻘﯾن ﻓﯾﻣﺎ
ﯾﺣل اﻟﺳﺑﺎق ،أو ﻣﺎ ﯾﻠﺗزﻣﮫ اﻟﻘﺎﺋد ﻣن ﻣﺑﻠﻎ ﻣﻌﯾن أو ﺳﮭم ﻣن اﻟﻐﻧﯾﻣﺔ ﻟﻣن ﯾﻘﺗﺣم
ﺣﺻﻧﺎ ﻟﻠﻌدو ،أو ﯾﺳﻘط ﻋددا ﻣن اﻟطﺎﺋرات ،وﻣﻧﮭﺎ اﻻﻟﺗزام ﺑﻣﺑﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠطﺑﯾب
ﯾﺷﻔﻲ ﻣرﯾﺿﺎ ﻣن ﻣرض ﻣﻌﯾن أو ﻟﻣﻌﻠم ﯾﺣﻔظ اﺑﻧﮫ اﻟﻘرآن وﯾﻣﺛل ﻟﮫ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋﺎدة
)(6
ﺑﺣﺎﻟﺔ اﻟداﺑﺔ اﻟﺿﺎﻟﺔ واﻟﻌﺑد اﻵﺑق )اﻟﮭﺎرب("
.2آراء اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ وأدﻟﺗﮭم.
2.1ﺗﺣرﯾر ﻣﺣل اﻟﻧزاع :
-اﺗﻔق ﻓﻘﮭﺎء اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺟواز ﺟﻌل اﻵﺑق
ﺑل واﻋﺗﺑره اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﺟﺑﺎ).(7
-اﺗﻔق اﻟﻔﻘﮭﺎء أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ أن ﺣدﯾث أﺑﻲ ﺳﻌﯾد اﻟﺧدري رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ
اﻟذي أﺧرﺟﮫ اﻟﺷﯾﺧﺎن ﻓﯾﮫ دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺟواز اﻟرﻗﯾﺔ وأﺧذ اﻷﺟرة ﻋﻠﯾﮭﺎ). (8
2.2آراء اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ:
اﻧﻘﺳم اﻟﻔﻘﮭﺎء ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ آراﺋﮭم ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻓرﯾﻘﯾن اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن
وﺗﺻورھﺎ .
ﱡ اﺧﺗﻼﻓﮭم ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ
اﻟﻔرﯾق اﻷول :وھم ﺟﻣﮭور اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ اﻟذﯾن ﯾرون ﻋدم ﺟواز اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﻟﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ
ﻣن اﻟﻐرر أي ﺟﮭﺎﻟﺔ اﻟﻣدة واﻟﻌﻣل ﻗﯾﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋر اﻹﺟﺎزات اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﮭﺎ
ﻣﻌﻠوﻣﯾﺔ اﻷﺟر واﻟﻌﻣل واﻟﻣﺄﺟور واﻟﻣدة .
وﻗد ﻋ ّدھﺎ ﺑﻌﺿﮭم إﺟﺎرة ﻓﺎﺳدة وذﻟك ﻻﺧﺗﻼل رﻛن أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد وھو
اﻟﺻﯾﻐﺔ .ﻗﺎل اﻟﺳرﺧﺳﻲ" :إن اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺟﮭول ﻻ ﯾﻧﻌﻘد وﺑدون اﻟﻘﺑول ﻛذﻟك
"وﻛذﻟك ﻗﺎل اﻟﻣوﺻﻠﻲ" :إذا ﻗﺎل ﻣن وﺟدھﺎ ﻓﻠﮫ ﻛذا ﻓﻠﮫ أﺟر اﻟﻣﺛل ﻷﻧﮭﺎ إﺟﺎرة
ﻓﺎﺳدة") (9واﻋﺗﺑرھﺎ ﺑﻌض ﻣﺗﺄﺧري اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﻣن اﻹﺟﺎرات اﻟﺑﺎطﻠﺔ ﻟوﺟود اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ
ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻣل وﺣﺻول اﻟﻐرر ﻓﻲ اﻟﺟﻌل .ﻗﺎل اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن" :ﻣن ﺿﺎع ﻟﮫ ﺷﻲء ﻓﻘﺎل
ﻣن دﻟّﻧﻲ ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻠﮫ ﻛذا ﻓﺎﻹﺟﺎرة ﺑﺎطﻠﺔ ﻷن اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﻟﮫ ﻏﯾر ﻣﻌﻠوم واﻟدﻻﻟﺔ ﻟﯾﺳت
ﺑﻌﻣل ﯾﺳﺗﺣق ﺑﮫ اﻷﺟر ﻓﻌﻼ وإن ﻗﺎل ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺧﺻوص ﺑﺄن ﻗﺎل ﻟرﺟل ﺑﻌﯾﻧﮫ:
إن دﻟﻠﺗﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻛذا ﻓﻠك ﻛذا إن ﻣﺷﻰ ﻟﮫ ﻓدﻟّﮫ ﻓﻠﮫ أﺟر اﻟﻣﺛل ،وإن دﻟّﮫ ﺑﻐﯾر ﻣﺷﻲ
ﻓﮭو واﻷول ﺳواء").(10
وﺧﺎﻟف اﻟﺟﺻّﺎص ﻓﻲ ذﻟك وﻋ ّدھﺎ ﻣن اﻹﺟﺎرات اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﺣﯾث ﻗﺎل ﻓﻲ
)(11
ِﯾر َوأَ َﻧ ۠ﺎ ِﺑ ِﮫۦ َزﻋِ ٞﯾم﴾ ٧٢
ﻣﻌرض ﺗﻔﺳﯾره ﻟﻘوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﴿ َوﻟِ َﻣن َﺟﺎٓ َء ِﺑ ِﮫۦ ﺣ ِۡﻣ ُل َﺑﻌ ٖ
وھذا أﺻل ﻓﻲ ﺟواز ﻗول اﻟﻘﺎﺋل ﻣن ﺣﻣل ھذا اﻟﻣﺗﺎع إﻟﻰ ﻣوﺿﻊ ﻛذا ﻓﻠﮫ ﻛذا
درھم وأن ھذه إﺟﺎرة ﺟﺎﺋزة وإن ﻟم ﯾﻛن ﯾﺷﺎرط ﻋﻠﻰ ذﻟك رﺟﻼ ﺑﻌﯾﻧﮫ").(12
إﻻ أن اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﻟم ﯾﻣﻧﻌوا اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﻣطﻠﻘﺎ وإﻧﻣﺎ أﺟﺎزوا واﺣدة وھﻲ ﺻورة
ر ّد اﻵﺑق اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ ،وإن ﻟم ﯾوﺟﺑوھﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﯾواﻧﺎت اﻟﺿﺎﻟّﺔ وھو ﻣﺎ ذھب إﻟﯾﮫ
). (13
اﻟﻛﺎﺳﺎﻧﻲ
ﯾﺗﺿﺢ ﺑﻌد اﺳﺗﻌراض أﻗوال ﻓﻘﮭﺎء اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ أﻧﮭم إذ ﯾﻣﻧﻌون اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﻓﺈﻧﮭم
ﯾﻌ ّدوﻧﮭﺎ ﻧوﻋﺎ ﻣن أﻧواع اﻹﺟﺎرة ،ﺣﺗﻰ إذا اﺧﺗ ّل ﺷرط ﻣن ﺷروطﮭﺎ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﺻﯾﻐﺔ واﻟﻐرر ﻓﻲ اﻟﺟﻌل ﺑطﻠت أو ﻓﺳدت .وﺗﺑﻘﻰ اﻟﺻورة اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ أوﺟﺑﮭﺎ
اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ھﻲ ﺻورة ر ّد اﻵﺑق .ﻛﻣﺎ ذﻛر ذﻟك اﻟﻛﺎﺳﺎﻧﻲ" :أﻣﺎ أﺻل اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق
)اﻟﺟﻌل ﻓﻲ ر ّد اﻵﺑق ( ﻓﺛﺎﺑت ﻋﻧدﻧﺎ اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ واﻟﻘﯾﺎس أﻧﮫ ﻻ ﯾﺛﺑت أﺻﻼ ﻛﻣﺎ ﻻ
)(14
ﯾﺛﺑت ﺑر ّد اﻟﺿّﺎﻟﺔ "...
اﻟﻔرﯾق اﻟﺛﺎﻧﻲ :ھم ﺟﻣﮭور اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻣن اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ اﻟذﯾن
ﯾﻘوﻟون ﺑﺟواز اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أﻧﮭﺎ ﻋﻘد ﻋﻠﻰ ﻋﻣل ﻣﻌﯾن ﻣﺣﺗﻣل اﻹﻧﺟﺎز وﻻ
ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﮫ ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﮫ وﯾﺳﺗﺣق اﻟﻣﺟﮭول اﻟذي ﯾُﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﮫ اﻟﻌوض ﺑﻌد
اﻧﺗﮭﺎﺋﮫ ﻣن اﻟﻌﻣل اﻟذي ﻋﯾّﻧﮫ اﻟﻣوﺟب وھو اﻟواﻋد ،ﻛﻣﺎ أﻧﮭم ﯾﺷﺑﮭون اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ
ﺑﺎﻹﺟﺎرة وإن ﻟم ﯾﻌ ّدوھﺎ ﻛذﻟك).(15
ﻗﺎل ﺳﺣﻧون" :ﻗﻠت ھل ﯾﺟوز أﺟر اﻟﺳﻣﺳﺎر ﻓﻲ ﻗول ﻣﺎﻟك ﻗﺎل ﻧﻌم ﺳﺄﻟت
ﺑزا) (16وﯾﺟﻌل ﻟﮫ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺎﺋﺔ اﻟﺑزاز ﯾدﻓﻊ إﻟﯾﮫ اﻟرﺟل اﻟﻣﺎل ﻟﯾﺷﺗري ﺑﮫ ّ ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻋن ّ
ﺑزا ﺛﻼﺛﺔ دﻧﺎﻧﯾر ﻗﺎل ﻻ ﺑﺄس ﺑذﻟك ﻗﻠت أﻣن اﻟﺟﻌل ھذا أم ﻣن ﯾﺷﺗري ﻟﮫ ﺑﮭﺎ ّ
).(17
اﻹﺟﺎرة ﻗﺎل ھذا ﻣن اﻟﺟﻌل"
ھذا ﻋن ﺟﻌل اﻟﺳﻣﺳﺎر أﻣﺎ ﻋن اﻟﺟﻌل ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ﻓﯾذھب اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟك إﻟﻰ
ﺟوازه أﯾﺿﺎ وﯾﻣﺛل ﻟﮫ ﺑﻣﺎ إذا ﻗﺎل رﺟل ﻵﺧر ﺑﻊ ﻟﻲ ھذا اﻟﺛوب وﻟك درھم .وھو
ﻣﺎ ذھب إﻟﯾﮫ اﺑن ﺟزي ﻛذﻟك).(18
وﻗد ﻧصّ ﻏﯾر واﺣد ﻣن ﻓﻘﮭﺎء اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺟواز ﻋﻘد اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﻗﺎل
اﻟﻧووي" :ﯾﺟوز ﻋﻘد اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ وھو أن ﯾﺑذل اﻟﺟﻌل ﻟﻣن ﯾﻌﻣل ﻟﮫ ﻋﻣﻼ ﻣن ر ّد
ﺿﺎﻟّﺔ أو ر ّد آﺑق وﺑﻧﺎء ﺣﺎﺋط وﺧﯾﺎطﺔ ﺛوب وﻛل ﻣﺎ ﯾُﺳﺗﺄﺟر ﻋﻠﯾﮫ ﻣن
)(19
اﻷﻋﻣﺎل"
)(20
وھو ﻣﺎ ذھب إﻟﮫ اﻟرﻣﻠﻲ واﻷﻧﺻﺎري واﻟﺷرﺑﯾﻧﻲ وﻏﯾرھم .
وﻟم ﯾﺧﺎﻟف اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ أﺳﻼﻓﮭم اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﺟواز اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ .ﻗﺎل اﺑن
ﻗداﻣﺔ" :وﺟﻣﻠﺔ ذﻟك أن اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ر ّد اﻟﺿﺎﻟّﺔ واﻵﺑق ﺟﺎﺋزة").(21
ﯾظﮭر ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﻣﺗﻔﻘون ﻋﻠﻰ ﺟواز اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ
وأﻧﮭم ﯾﺷﺑﮭوﻧﮭﺎ ﺑﺎﻹﺟﺎرة ﻓﻲ ﺑﻌض ﻧواﺣﯾﮭﺎ ،إﻻ أﻧﮫ ﯾﻘوﻟون إن ﻛل ﻣﺎ ﺟﺎز ﻓﯾﮫ
اﻟﺟﻌل ﺟﺎزت ﻓﯾﮫ اﻹﺟﺎرة وﻟﯾس ﻛل ﻣﺎ ﺟﺎزت ﻓﻲ اﻹﺟﺎرة ﺟﺎز ﻓﻲ اﻟﺟﻌل .
رأي اﻹﻣﺎم اﺑن ﺣزم اﻟظﺎھري:
ﯾرى اﻹﻣﺎم اﺑن ﺣزم اﻟظﺎھري أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺟﻌل ﻋﻠﻰ أﺣد ،ﻓﻼ
ﯾﻠزﻣون اﻟﻣوﺟب ﺳواء اﺗﻔق ﻣﻊ ﻣﻌﯾن أو ﻣﻊ ﻏﯾر ﻣﻌﯾن ﻷن اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﻋﻧد اﺑن
ﺣزم ﻟﯾﺳت ﺑﻌﻘد ،ﺑل ھﻲ وﻋد ﯾﻠﺗزم ﺑﮫ اﻟﻣوﺟب ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻻﺳﺗﺣﺑﺎب دون
اﻟوﺟوب .ﻗﺎل اﺑن ﺣزم" :ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺟﻌل ﻋﻠﻰ أﺣد ﻓﻣن ﻗﺎل ﻵﺧر إن
ﺟﺋﺗﻧﻲ ﺑﻌﺑدي ﻓﻠك ﻋﻠﻲ دﯾﻧﺎر أو ﻗﺎل إن ﻓﻌﻠت ﻛذا وﻛذا ﻓﻠك ﻋﻠﻲ درھم أو ﻣﺎ
أﺷﺑﮫ ذﻟك ﻓﺟﺎءه ﺑذﻟك أو ھﺗف و أﺷﮭد ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ ﻣن ﺟﺎءﻧﻲ ﺑﻛذا ﻓﺟﺎءه ﺑﮫ ﻟم
).(22
ﯾُﻘض ﻋﻠﯾﮫ وﯾﺳﺗﺣب ﻟو و ّﻓﻲ ﺑوﻋده
.3أدﻟﺔ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﻟﺔ:
أدﻟﺔ اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺟواز اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ:
ا -ﻋﻣدة ﻣﺎ اﺳﺗدل ﺑﮫ اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺟواز اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ھو اﻟﻘﯾﺎس ﻋﻠﻰ
ﺳﺎﺋر اﻹﺟﺎرات ﻟﺟﺎﻣﻊ اﺷﺗراط ﻣﻌﻠوﻣﯾﺔ اﻟﻌﻣل واﻟﻣﺄﺟور واﻷﺟرة واﻟﻣدة .وﻗد
ﺗﺣﻘﻘت اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻓﻼ ﺗﺻﺢ). (23
ب -ﻓﻲ اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﻧوع ﻣن ﻗﻣﺎر ﻟﺗﺣﻘق اﻟﺧطورة ﻓﻲ اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﻣﺎل .ﻗﺎل
اﻟﺳرﺧﺳﻲ" :ﻣن ﻗﺎل ﻣن رده ﻓﻠﮫ ﻛذا وﻟم ﯾﺧﺎطب ﺑﮫ أﻗواﻣﺎ ﺑﺄﻋﯾﺎﻧﮭم ﻓر ّده أﺣدھم
ﻻ ﯾﺳﺗﺣق ﺷﯾﺋﺎ ﺛم ھذا ﺗﻌﻠﯾق اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﻣﺎل ﺑﺎﻟﺧطر وھو ﻗﻣﺎر ،واﻟﻘﻣﺎر ﺣرام
ﻓﻲ ﺷرﯾﻌﺗﻧﺎ").(24
ج -اﺧﺗﻼل رﻛن ﻣن أرﻛﺎن اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ وھو اﻟﺻﯾﻐﺔ ،ﻷﻧﮫ ﻋﻘد ﺗم ﺑﯾن ﻣوﺟب
ﻣﻌﻠوم وﻗﺎﺑل ﻣﺟﮭول ،أي أن اﻹﯾﺟﺎب ﻗد ﺻدر ﻣن اﻟﺟﺎﻋل ﻟﻛن اﻟﻘﺑول ﻟم ﯾﺻدر
ﻣن اﻟﻌﺎﻣل ﻷﻧﮫ ﻣﺟﮭول .وﯾُﺷﺗرط ﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ واﻹﺟﺎرة أﯾﺿﺎ أن ﯾﻛون
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدان ﻣﻌﯾﻧﯾن ﻓﺈذا ﺟُ ِﮭل أﺣدھم ﺑطﻠت).(25
)(26
ﻗﺎل اﻟﺳرﺧﺳﻲ" :إن اﻟﻌﻘد ﻣﻊ اﻟﻣﺟﮭول ﻻ ﯾﻧﻌﻘد وﺑدون اﻟﻘﺑول ﻛذﻟك"
أﻣﺎ دﻟﯾﻠﮭم ﻋﻠﻰ ﺟوزا ﺟﻌل اﻵﺑق ﻓﮭو اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن .ﻷن اﻟﻘﯾﺎس ﺧﻼف ذﻟك
ﻗﺎل اﻟﺳرﺧﺳﻲ" :وھو اﺳﺗﺣﺳﺎن أﺧذ ﺑﮫ ﻋﻠﻣﺎؤﻧﺎ رﺣﻣﮭم ﷲ") .(27ﺛم ﯾﻘول إن
اﻟﻘﯾﺎس ﺧﻼف ذﻟك .
ﻛﻣﺎ اﺳﺗدل اﻟﺳرﺧﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺟواز دﻓﻊ اﻟﺟﻌل ﻟﻣن ﯾرد اﻟﻌﺑد اﻵﺑق ﻣن
اﻟﻣﻌﻘول ﺑﻘوﻟﮫ" :وﻟﯾس ﻓﻲ ھذا اﻟﺑﺎب ﺷﻲء ﻣن اﻟﻣﻌﻧﻰ ﺳوى ﻣﺎ ذﻛره ﻋن إﺑراھﯾم
.ﻗﺎل ﻛﻲ ﯾر ّد اﻟﻧﺎس ﺑﻌﺿﮭم ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ﻣﻌﻧﺎه أن اﻟرّ اد ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ وﻣؤﻧﮫ
وﻗﻠّﻣﺎ ﯾرﻏب ﻓﻲ اﻟﺗزام ذﻟك ﺧﺷﯾﺔ ،ﻓﻔﻲ إﯾﺟﺎب اﻟﺟﻌل ﻟﻠرّ اد ﺗرﻏﯾب ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟر ّد
وإظﮭﺎر اﻟﺷﻛر ﻓﻲ اﻟﻣردود ﻋﻠﯾﮫ ﻹﺣﺳﺎﻧﮫ إﻟﯾﮫ .(28)"...
أدﻟﺔ اﻟﺟﻣﮭور )اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ(:
ى إِﻟَ ۡﯾ ِﮫ أَ َﺧﺎ ۖهُ َﻗﺎ َل
ُف َء َاو ٰ ٓ -ﻣن اﻟﻛﺗﺎب ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰَ ﴿ :وﻟَﻣﱠﺎ دَ َﺧﻠُو ْا َﻋﻠَ ٰﻰ ﯾُوﺳ َ
ﺎز ِھمۡ َﺟ َﻌ َل ٱﻟ ﱢﺳ َﻘﺎ َﯾ َﺔ ونَ ٦٩ﻓﻠَﻣﱠﺎ َﺟﮭ َﱠزھُم ِﺑ َﺟ َﮭ ِ ِس ِﺑ َﻣﺎ َﻛﺎ ُﻧو ْا َﯾ ۡﻌ َﻣﻠ ُ َ إِ ﱢﻧ ٓﻲ أَ َﻧ ۠ﺎ أَ ُﺧ َ
وك َﻓ َﻼ َﺗ ۡﺑ َﺗﺋ ۡ
ونَ ٧٠ﻗﺎﻟُو ْا َوأَ ۡﻗ َﺑﻠُو ْا َﻋﻠَ ۡﯾ ِﮭم ﻣ َ
ﱠﺎذا ﻓِﻲ َر ۡﺣ ِل أَﺧِﯾ ِﮫ ُﺛ ﱠم أَ ﱠذ َن ﻣ َُؤ ﱢذنٌ أَ ﱠﯾ ُﺗ َﮭﺎ ٱ ۡﻟﻌِﯾ ُر إِ ﱠﻧ ُﻛمۡ ﻟَ ٰ َﺳ ِرﻗُ َ
ِﯾر َوأَ َﻧ ۠ﺎ ِﺑ ِﮫۦ َزﻋِ ٞﯾم٧٢ ونَ ٧١ﻗﺎﻟُو ْا َﻧ ۡﻔ ِﻘ ُد ﺻ َُو َ ۡ َﺗ ۡﻔ ِﻘ ُد َ
اع ٱﻟ َﻣﻠِكِ َوﻟِ َﻣن َﺟﺎٓ َء ِﺑ ِﮫۦ ﺣ ِۡﻣ ُل َﺑﻌ ٖ
)(29
ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺑﺗﻐﺎه .وﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺛل ھذا اﻟﻣﺑﺗﻐﻰ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻹﺟﺎرة ﻷن اﻟﻌﻣل ﻓﻲ
اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﻣﺟﮭول ،واﻹﺟﺎرة ﻻ ﺗﺟوز ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺟﮭول).(37
.4ﻧﻣﺎذج ﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻣﻌﺎﺻرة ﻓﻲ اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ.
ﯾذﻛر اﻟﻔﻘﮭﺎء اﻟﻣﻌﺎﺻرون ﻣﻌﺎﻣﻼت ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﯾﻛﯾﻔوﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ
أﻧﮭﺎ ﻣن ﻋﻘود اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ وﻣﻧﮭﺎ:
4.1ﻋﻣل اﻟﻣﻛﺎﺗب أو اﻟوﻛﺎﻻت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ أو ﻣ ﺎ ﯾﻌ رف ﺑﺎﻟﺳﻣﺳ رة :وھ ﻲ
اﻟﻣﻛﺎﺗ ب أو اﻟوﻛ ﺎﻻت اﻟﻌﻘﺎرﯾ ﺔ اﻟﺗ ﻲ ﺗﻘ وم ﺑ ﺎﻟﺑﯾﻊ واﻟﺷ راء إﺟ ﺎرة ،أﯾ ن ﯾﻛ ون
ﺻﺎﺣب اﻟﻣﻛﺗب وﺳﯾطﺎ ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري أو ﺑﯾن اﻟﻣﺎﻟك واﻟﻣﺳﺗﺎﺟر ،وﺑ ﺎﻟﻧظر
إﻟﻰ واﻗﻊ اﻟﻣﻛﺎﺗب اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﯾوم ﻧﺟد أن ﺻﺎﺣب اﻟﻣﻛﺗب ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗوﺳط ﻓﻲ اﻟﺑﯾ ﻊ
أواﻹﺟﺎرة
ﺑﯾن ﻣ ﺎ ﯾ رد إﻟﯾ ﮫ ﻣ ن طﻠﺑ ﺎت وﻋ روض ﻟﻠﺑﯾ ﻊ أو اﻹﺟ ﺎرة ﻧظﯾ ر ﺣﺻ وﻟﮭم
ﻋﻠ ﻰ ﻣﻘﺎﺑ ل ﻣ ﺎدي إذا ﺗﻣ ت اﻟﺻ ﻔﻘﺔ.أﻣ ﺎ إذا ﻟ م ﺗ ﺗم اﻟﺻ ﻔﻘﺔ ﻓ ﺈن ﺻ ﺎﺣب اﻟﻣﻛﺗ ب
ﻻﯾﺳﺗﺣق ﺷﯾﺋﺎ ﻣن اﻟﺛﻣن رﻏم ﻣﺎ ﺑذﻟﮫ ﻣن ﻣﺟﮭود .
وﯾﻛﯾف ھ ذا اﻟﻌﻣ ل ﻋ ل أﻧ ﮫ ﻣ ن ﻋﻘ ود اﻟﺟﻌﺎﻟ ﺔ ﻷن اﻟﺟﺎﻋ ل وھ و ﺻ ﺎﺣب
اﻟﻌﻘﺎر أواﻟطﺎﻟب ﻟﮫ ﯾﻌد ﺻﺎﺣب اﻟﻣﻛﺗب ﺑﻣﺑﻠﻎ ﻣﻌﯾن ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﻣت اﻟﺻﻔﻘﺔ أﻣ ﺎ إذا
)(38
ﻟم ﺗﺗم ﻓﻼ ﯾﺣق ﻟﮫ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺄﺟرة اﻟﻌﻣل اﻟذي ﻗﺎم ﺑﮫ
4.2أﻋﻣ ﺎل اﻟوﺳ ﺎطﺔ ﻓ ﻲ اﻻﺳ ﮭم :ﺣﯾ ث ﺗﻘ وم اﻟﺑﻧ وك ﺑﻣﮭﻣ ﺔ اﻟﺗوﺳ ط
واﻟوﻛﯾل ﻋن اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري وذﻟك ﺑﻌد أن ﯾﻘوم اﻟراﻏب ﺑ ﺎﻟﺑﯾﻊ أواﻟﺷ راء ﺑﺗﻌﺑﺋ ﺔ
اﻟﻧﻣوذج اﻟرﺳﻣﻲ اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻓﻲ ذﻟك ﻓﯾﻘوم اﻟﻌﻣﯾل ﺑﺗﻔوﯾض اﻟﺑﻧك ﺗﻔوﯾﺿﺎ ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ ﻏﯾر
ﻣﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﺷرط ﺑﺑﯾﻊ أو ﺷ راء أﺳ ﮭﻣﮫ ،ﻓﯾﻛ ون اﻟﺑﻧ ك وﺳ ﯾطﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺑﯾ ﻊ واﻟﺷ راء
ﻣﻘﺎﺑل ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺑﯾﻊ.ﻓﺈن أﺗم اﻟﺑﻧك ﻋﻣﻠﮫ اﺳﺗﺣق ﻣ ﺎ ﺟﻌ ل ﻟ ﮫ وإن ﻟ م
)(39
ﯾﺗم اﻟﻌﻣل ﻓﻼ ﯾﺳﺗﺣق ﺷﯾﺋﺎ .وھذه اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻛذﻟك ﺗﻛﯾف ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻋﻘد ﺟﻌﺎﻟﺔ.
4.3أﻋﻣ ﺎل اﻟوﺳ ﺎطﺔ ﻓ ﻲ ﺳ وق اﻟﺧﺿ ﺎر :وﺗﺗﻣﺛ ل اﻟﻣﻌﺎﻣﻠ ﺔ ﻓ ﻲ دﻓ ﻊ
اﻟﻣزارع أواﻟﺗﺎﺟر ﺳﻠﻌﺗﮫ ﻓﻲ ﺳوق اﻟﺧﺿﺎر إﻟﻰ ﻣن ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﻣﻧﺎداة ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻌﮭﺎ ﺑﻌ د
أن ﯾﺗﻔ ق ﻣ ﻊ اﻟﻣ زارع أو اﻟﺗ ﺎﺟر ﻋﻠ ﻰ ﺟﻌ ل ﯾﺟﻌﻠ ﮫ ﻟ ﮫ ﻣﻘﺎﺑ ل ﻣﻧ ﺎداﺗﮭن ﻓﯾﻌﻣ ل
اﻟﻣﻧﺎدي ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻊ ﺗﻠك اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ ﻓﺈذا أﻧﮭﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋﻣﻠﮫ وﺑﺎع اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ اﺳﺗﺣق ﺟﻌﻠﮫ
وإﻻ ﻓﻼ ﺟﻌل ﻟﮫ وذﻟك وﻓق ﺷروط ﺟﻌﻠﯾﺔ ﺗطﺑق ﻓﻲ ﺳوق اﻟﺧﺿﺎر ﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﮭﺎ
)(40
اﻟﺗﺟﺎر
4.4ﻋﻣل ﺑﻌض اﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ ﺷراء اﻟﺳﯾﺎرات وﺑﯾﻌﮭﺎ.ﺑﺗﻔوﯾض ﻣن اﻟﺑﺎﺋﻊ
أو اﻟﻣﺷﺗري ﻋﻠﻰ ﺟﻌل ﯾﻘدﻣﮫ اﻟﺟﺎﻋل ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺟﮭ ود اﻟ ذي ﯾﺑذﻟ ﮫ ﺻ ﺎﺣب اﻟﻌﻣ ل
إذا ﺗﻣ ت اﻟﺻ ﻔﻘﺔ ،وإﻻ ﻓ ﻼ ﺟﻌ ل ﻟ ﮫ.وھ ذا ﻣﻌﻣ ول ﺑ ﮫ وﻣﻘﺑ ول ﻓ ﻲ ﻋ رف اﻟﻧ ﺎس
اﻟﯾوم.
4.5ﻋﻘود اﻟﺻﯾﺎﻧﺔ :وﻣن ﺻورھﺎ أن ﺗﻌﻠن إﺣدى اﻟﺷرﻛﺎت أن اﻟذي ﯾﻘوم
ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ ﺻﯾﺎﻧﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻣﺻﻧﻊ اﻟﻣﻣﻠوك ﻟﮭ ﺎ واﻟﻛ ﺎﺋن ﻓ ﻲ ﻣﻛ ﺎن ﻛ ذا ،ﻓﺈﻧﮭ ﺎ ﺗﻘ دم ﻟ ﮫ
ﻣﻛﺎﻓﺄة إﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻗدرھﺎ ﻛذا.
وﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻟذﯾن ﻛﯾﻔوا ﻋﻘد اﻟﺻﯾﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻋﻘد ﺟﻌﺎﻟﺔ اﻟدﻛﺗورﯾوﺳف
ﻗﺎﺳم ،واﻟدﻛﺗور أﺣﻣد اﻟﺣﺟﻲ اﻟﻛردي ،ﺣﯾث ﯾﻘول" :اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ أﻗ رب اﻟﻌﻘ ود ﻗﺎطﺑ ﺔ
إﻟﻰ ﻋﻘود اﻟﺻﯾﺎﻧﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣﻌﮫ إدﺧﺎﻟﮭﺎ ﻓﯾﮭﺎ وﺗرﺗب ﺷروطﮭﺎ و أﺣﻛﺎﻣﮭﺎ ﻋﻠ ﻰ
وﻓﻘﮭﺎ").(41
وﻣﻣ ن ﻛﯾﻔﮭ ﺎ ﻋﻠ ﻰ أﻧﮭ ﺎ ﻣ ن ﻋﻘ ود اﻟﺟﻌﺎﻟ ﺔ ﻛ ذﻟك اﻷﺳ ﺗﺎذ ﻋ ز اﻟ دﯾن ﺗ وﻧﻲ
ﺣﯾث ﻗﺎل" :اﻟﻧظر ﻓﻲ ﺗﺧرﯾﺞ ﺑﻌض ﻋﻘود اﻟﺻﯾﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘ د اﻟﺟﻌﺎﻟ ﺔ أن اﻟﺟﻌﺎﻟ ﺔ
ﻋﻘد ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻣل اﻹﻧﺳﺎن ﻧظﯾ ر ﻋ وض ،واﻟﺻ ﯾﺎﻧﺔ ﻛ ذﻟك ﻋﻘ د ﯾﻘ ﻊ ﻋﻠ ﻰ ﻋﻣ ل
اﻹﻧﺳ ﺎن دون ﻋ وض ،وإن أھ م ﻣ ﺎ ﯾﻣﯾ ز ﻋﻘ د اﻟﺟﻌﺎﻟ ﺔ أﻧ ﮫ ﻋﻘ د ﺟ ﺎﺋز ،ﻓﻠﻛ ل ﻣ ن
اﻟطرﻓﯾن ﻓﺳﺧﮫ .وأن اﻟﻌوض ﻓﯾﮭﺎ ﻻ ﯾﺳﺗﺣق إﻻ ﺑﺗﻣﺎم اﻟﻌﻣل ﻓﯾﮭﺎ اﻟ ذي ﯾﺟ وز أن
)(42
ﯾﻛون ﻣﺟﮭوﻻ".
4.6اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳ ﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾ ﺔ :وﺻ ورﺗﮭﺎ أن ﯾﺗوﺳ ط
اﻟﺑﻧ ك ﻓ ﻲ اﻟﻣﺿ ﺎرﺑﺔ ﺑ ﯾن اﻟﻣ ودع ،ﺑوﺻ ﻔﮫ ﺻ ﺎﺣب اﻟﻣ ﺎل وھ و اﻟﻣﺿ ﺎرب،
واﻟﻣﺳﺗﺛﻣر وھو اﻟﻌﺎﻣل أو اﻟﻣﺿﺎرب أﯾﺿﺎ ،ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻣل ﻧﯾﺎﺑﺔ أو وﻛﺎﻟﺔ
ﻋن اﻟﻣودع وھو ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺎل.
وﺑﻣﺎ أن اﻟﺑﻧك وﺳﯾط وﻋﺿو أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺳﺗﺣق ﺟﻌﺎﻟﺔ ﯾﺗﻣﺛل
ﻓﻲ أﻣرﯾن:
اﻷول :أﺟر ﺛﺎﺑت ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل.
)(43
اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﺣﺻﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟرﺑﺢ .
4.7اﻟﺗﺄﻣﯾن اﻟﺻﺣﻲ :وﻣن ﺻوره:
اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت و اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت ﻟﻠﺗﻌﮭ د ﺑﻣﻌﺎﻟﺟ ﺔ اﻟﻌ ﺎﻣﻠﯾن ﻟ دﯾﮭﺎ طﯾﻠ ﺔ
ﻓﺗ رة ﻣﻌﯾﻧ ﺔ ﻟﻘ ﺎء ﻣﺑﻠ ﻎ ﻣﻌﯾن،ﻋﻠ ﻰ ﺗﻔﺻ ﯾل ﻓ ﻲ اﺷ ﺗراط ﺗﻘ دﯾم اﻟ دواء واﻟﻌﻣﻠﯾ ﺎت
اﻟﺟراﺣﯾﺔ ﺿﻣن اﻟﻌﻣل أوﻻ.
وﺗﻛﯾﯾﻔﮭ ﺎ ھﻧ ﺎ ﻋﻠ ﻰ أﻧﮭ ﺎ ﻣ ن ﻋﻘ ود اﻟﺟﻌﺎﻟ ﺔ،ﯾﺗﻣﺛل ﻓ ﻲ ﻛ ون اﻟﻣؤﺳﺳ ﺔ ھ ﻲ
اﻟوﺳﯾط ﺑﯾن اﻟﻌ ﺎﻣﻠﯾن ﻟ دﯾﮭﺎ وﺑ ﯾن اﻟﻣﺳﺗﺷ ﻔﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ دة ﻣﻌﮭ ﺎ ،واﻟﺗ ﻲ ﺟﻌﻠ ت ﻟﮭ ﺎ
ﺟﻌﻼ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺗﻛﻔل ﺑﻌﻼج ﻋﻣﺎﻟﮭﺎ).(44
-ھذا وﯾذﻛر ﺑﻌ ض اﻟﻔﻘﮭ ﺎء ﻛﺄﻣﺛﻠﻠ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺟﻌﺎﻟ ﺔ اﻷﺗﻌ ﺎب اﻟﺗ ﻲ ﯾﺗﻘﺎﺿ ﺎھﺎ
اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻣﻘﺎﺑل دﻓﺎﻋﮫ ﻋن اﻟﻣﺗﮭم وﻛﺳﺑﮫ ﻟﻠﻘﺿ ﯾﺔ .وﻋﻣ ل اﻟﻣﯾﻛ ﺎﻧﯾﻛﻲ ﻓ ﻲ إﺻ ﻼح
اﻟﺳﯾﺎرة ،وﻏﯾرھﺎ ﻣ ن اﻷﻋﻣ ﺎل اﻟﺗ ﻲ ﯾﺟﻌ ل ﻟﮭ ﺎ ﺛﻣ ن أوﻣﻘﺎﺑ ل ﻣ ﺎدي ﻛ ﺎﻟﻣﻧﺢ اﻟﺗ ﻲ
ﺗرﺻدھﺎ اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت واﻟﺷرﻛﺎت ﻟﻣن ﯾﻘوم ﺑﻌﻣل ﻣ ﺎ أو ﯾﺣﺻ ل ﻋﻠ ﻰ ﻣرﺗﺑ ﺔ ﻋﻠﻣﯾ ﺔ
ﻣﻌﯾﻧﺔ).(45
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ:
ﺑﻌد أن ﺗﻧﺎوﻟت ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻲ ھذا ﻣوﺿوع اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ وﺣﻛﻣﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ
ﻣﻊ ﻧﻣﺎذج ﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻣﻌﺎﺻرة ﻓﻲ اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ،ﯾﻣﻛن اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
.1اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﮭﻣﺔ ﻗدﯾﻣﺔ ﺟدﯾدة ﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ اﻟﻔﻘﮭﺎء اﻟﻘداﻣﻰ
وﻣﺛﻠوا ﻟﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﯾﺟﻌل اﻵﺑق واﻟﺿﺎﻟّﺔ .
ﺑﺷرط إﺗﻣﺎم اﻟﻌﻣل واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣطﻠوب.وھﻲ ﺟدﯾرة ﺑﺎﻟﺑﺣث ﺿﻣن ﻋﻘد
اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ.
اﻟﺗﮭﻣﯾش و اﻹﺣﺎﻻت :
) (1اﻧظر اﺑن ﻣﻧظور 1988/1408 ،ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ﺑﯾروت :دار اﻟﺟﯾل ،دار ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب،
ﻣﺎدة ﺟﻌل ،اﻟزﺑﯾدي ﻣرﺗﺿﻰ 1994/1414 ،ﺗﺎج اﻟﻌروس ﻣن ﺟواھر اﻟﻘﺎﻣوس ،دراﺳﺔ
وﺗﺣﻘﯾق :ﻋﻠﻲ ﺷﯾري ،ﺑﯾروت :دار اﻟﻔﻛر ،ﻣﺎدة ﺟﻌل .
) (2اﻟﺷرﺑﯾﻧﻲ ﻟﺧطﯾب 1995/1415 ،ﻣﻐﻧﻲ اﻟﻣﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ أﻟﻔﺎظ اﻟﻣﻧﮭﺎج ،ج ،3ط،1
دراﺳﺔ وﺗﺣﻘﯾق وﺗﻌﻠﯾق :اﻟﺷﯾﺦ ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد ﻣﻌوض واﻟﺷﯾﺦ ﻋﺎدل أﺣﻣد ﻋﺑداﻟﻣوﺟود ،ﺑﯾروت:
دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ص.617.
) (3اﻟﺻﺎوي أﺣﻣد 1995/1415 ،ﺑﻠﻐﺔ اﻟﺳﺎﻟك ﻷﻗرب اﻟﻣﺳﺎﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺷرح اﻟﺻﻐﯾر ﻟﻠﻘطب
ﺳﯾدي أﺣﻣد اﻟدردﯾر ،ج ،3ط ،1ﺿﺑطﮫ وﺻﺣﺣﮫ ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﺷﺎھﯾن ،ﺑﯾروت :دار
اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ص.517/516 .
) (4اﺑن ﻗداﻣﺔ ﻣوﻓق اﻟدﯾن ،1996/1416،اﻟﻣﻐﻧﻲ وﯾﻠﯾﮫ اﻟﺷرح اﻟﻛﺑﯾر ،ج ،8ط ،1ﺗﺣﻘﯾق
ﻣﺣﻣد ﺷرف اﻟدﯾن ّ
ﺧطﺎب وﺳﯾد ﻣﺣﻣد اﻟﺳﯾد )اﻟﻘﺎھرة :دار اﻟﺣدﯾث( ص.47
) (5اﺑن رﺷد اﻟﺣﻔﯾد ،1989/1409 ،ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﮭد وﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗﺻد ،ج ،2ط ،4ﺑﯾروت :دار
اﻟﺟﯾل ،اﻟﻘﺎھرة :ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻛﻠﯾﺎت اﻷزھرﯾﺔ ،ص.383.
) (6اﻟزﺣﯾﻠﻲ وھﺑﺔ ،اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ وأدﻟﺗﮫ ،ج ،5ط ) 4دﻣﺷق :دار اﻟﻔﻛر،(1997/1418 ،
ص.3865 .
) (7اﻟﻛﺎﺳﺎﻧﻲ ﻋﻼء اﻟدﯾن ،1994/1415 ،ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﺎﻧﻊ ﻓﻲ ﺗرﺗﯾب اﻟﺷراﺋﻊ ،ج ،5ط،2
ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺣﻣد ﻋدﻧﺎن ﺑن ﯾﺎﺳﯾن دروﯾش )ﺑﯾروت :دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ
اﻟﻌرﺑﻲ ،ص ،302/301.ﻣﺎﻟك ﺑن أﻧس اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻛﺑرى ،ج ،9ط) ،1ﺑﯾروت :دار ﺻﺎدر،
،(1323ص ،456.اﻟﻧووي ﯾﺣﻲ ﺑن ﺷرف ،1995/1415 ،اﻟﻣﺟﻣوع ﺷرح اﻟﻣذھب
اﻟﻧووي ،ج ،16ﺗﺣﻘﯾق :ﻣﺣﻣد ﻧﺟﯾب اﻟﻣطﯾﻌﻲ )اﻟرﯾﺎض :دار اﻟﻧﻔﺎﺋس ،ص ،3اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﻓﻘﮫ
اﻹﻣﺎم أﺣﻣد ﺑن ﺣﻧﺑل ،1994/1414 ،ج ،2ﺗﺣﻘﯾق :ﺳﻌﯾد اﻟﻠﺣﺎم) ،ﺑﯾروت :دار اﻟﻔﻛر (،
ص. 236 .
) (8اﻟﻣراﺟﻊ ﻧﻔﺳﮭﺎ.
) (9اﻟﺳرﺧﺳﻲ ﻣﺣﻣد ،1993/1414 ،اﻟﻣﺑﺳوط ،ج ،6ط) 1ﺑﯾروت :دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ(،
ص.17 .