ملامح قرينة البراءة في السياسة الجنائية المعاصرة
ملامح قرينة البراءة في السياسة الجنائية المعاصرة
:ﻣﻠﺨﺺ
ﺗﺪﻭﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﻋﺪﺓ ﳏﺎﻭﺭ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺑﺈﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻗﻴﻢ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺈﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻏﺎﻳﺔ
ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﳓﻮ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻫﻨﺪﺳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﻭﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﲔ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﻘﻮﻕ، ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ
ﻭﻛﺮﺱ ﺍﻷﻭﱃ ﰲ ﺭﻛﻴﺰﺓ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﻘﺮﻳﻨﺔ، ﻭﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭﺑﲔ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﺠﺴﺪ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﰲ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺇﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﳑﺜﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ
. ﻓﻜﻔﻞ ﲢﻘﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻓﺘﺮﺍﺽ ﺑﺈﺗﺎﺣﺔ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﻟﻠﻤﺸﺘﺒﻪ ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻋﱪ ﳐﺘﻠﻒ ﳏﻄﺎﺕ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ، ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ
ﺪﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﺇﱃ ﺗﻌﻘﺐ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﰲ ﺩﻋﻢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﱪ ﺇﺫ
ﺃﻥ ﺍﳌﺨﻄﻂ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻲ، ﻭﻟﻌﻞ ﺃﻥ ﺍﺑﺮﺯ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﳌﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ، ﳐﺘﻠﻒ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻭﺃﻃﻮﺍﺭ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ
.ﻗﺪ ﺃﻓﺼﺢ ﻋﻦ ﺗﻮﺟﻬﻪ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ ﲞﺼﻮﺹ ﻣﺒﺪﺃ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻮﺟﻪ ﻭﻗﺎﺋﻲ ﻣﺘﺰﻥ
. ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺎﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ،. ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ. ﺍﳊﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ،. ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ. ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ:ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻣﻔﺘﺎﺣﻴﺔ
Abstract:
Contemporary criminal policy revolves around several axes, most notably individual
rights and freedoms as they are constitutional values and the public interest as a
common social goal. Therefore, the Algerian legislator has directed towards establishing
a criminal and procedural political engineering based on the observance of balance and
reconciliation between those rights and private freedoms and the sanctity of the public
right. In the public lawsuit, and the first was consecrated in a constitutional pillar known
as the presumption of innocence, he ensured the fulfillment of this presumption by
providing a set of guarantees for the suspect or accused through the various criminal
follow-up stations.
As this study aims mainly to trace the features of contemporary criminal policy in
support of the presumption of innocence through the various stages and phases of the
criminal case, and perhaps the most prominent results reached in this paper, that the
procedural criminal scheme has disclosed its contemporary orientation regarding the
principle of the presumption of innocence as a balanced preventive approach .
Keywords: Criminal policy ; presumption of innocence ; public right ; individual rights and
freedoms ; criminal prosecution.
2210
ﻣﻼﻣﺢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﲢﺘﺎﺝ ﻛﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﺎﺎ ﺇﱃ ﺗﻄﻬﲑ ﳎﺘﻤﻌﺎﺎ ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻹﺟﺮﺍﻡ ،ﻭﻟﻠﺘﺼﺪﻱ ﻟﺬﻟﻚ ﺣﺎﻭﻝ
ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻋﻘﺎﺑﻴﺔ ﻭﺩﻋﻤﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﰲ ﺷﻘﻪ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻲ ﺑﺂﻟﻴﺎﺕ ﺭﺩﻋﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻭﻣﻊ
ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺇﺗﻀﺢ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻨﺘﺸﻞ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺑﻌﺪ ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ ﻭﺟﺮﺣﻬﺎ ﻟﻠﻮﺟﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻟﺬﻟﻚ
ﺣﺎﻭﻝ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺑﺈﻧﺘﻬﺎﺟﻪ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻨﻌﻴﺔ ﻭﻭﻗﺎﺋﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺘﺜﺎﺙ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﻗﺒﻞ
ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ ﻓﻘﺎﻡ ﺑﺘﻮﻓﲑ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﻭﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﺫﻟﻚ ،ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺗﺄﺭﺟﺢ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻮﺿﻌﲔ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ
ﲢﻘﻴﻖ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻫﺎﺟﺴﺎ ﻳﺆﺭﻕ ﺍﳌﺨﻄﻂ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻭﻟﻌﻞ ﺃﻥ ﻣﺒﻌﺚ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﺍﻟﱵ
ﺗﻮﺭﺍﺛﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﲑ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭﺗﻐﻨﺖ ﺎ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻇﻬﺮﺕ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ
ﺇﱃ ﺩﻋﻢ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻋﱪ ﳐﺘﻠﻒ ﺃﻃﻮﺍﺭ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﲣﺼﻴﺺ ﻗﺴﻂ ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ
ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ،ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ.
ﻭﺗﺮﺗﻴﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﺸﺮﻉ ﰲ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻨﺎ ﻻ ﺑﺄﺱ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻬﻞ ﺑﻄﺮﺡ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
_ ﻣﺎ ﻣﺪﻯ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﺗﺪﻋﻴﻢ ﻣﻼﻣﺢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﺇﻃﺎﺭ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﻋﱪ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﻃﻮﺍﺭ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ
ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ؟
ﺃﳘﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ
ﺇﺫ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﺃﳘﻴﻪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﰲ ﺇﺳﺘﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﻪ ﻭﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻻﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﳌﺒﺪﺃ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻭﺇﺳﺘﻈﻬﺎﺭ ﻣﺪﻯ
ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻈﻲ ﺑﻪ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﻨﺎﻫﺎ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻛﻤﺎ ﺗﺘﺮﻛﺰ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻗﻲ
ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺒﺪﺃ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺧﻄﺎ ﺭﻓﻴﻌﺎ ﺑﲔ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻭﺑﲔ ﺇﺩﺍﻧﺘﻪ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﱵ ﳍﺎ ﺇﺗﺼﺎﻝ
ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎﺹ ﻫﻲ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﺟﺪﻳﺮﺓ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻤﺤﻴﺺ.
ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ
ﻳﻬﺪﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺇﱃ ﺑﻠﻮﻍ ﺍﳌﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
_ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﻪ ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﺟﻮﻫﺎ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺯﻱ ﻣﻊ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﻣﺒﺪﺃ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﺃﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻔﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﲔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻭﺍﳊﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ .
_ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻭﻛﺬﺍ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﶈﺎﻭﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻮﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﻭﺿﺒﻄﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺸﻖ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ.
_ ﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺇﺣﺘﺮﺍﻡ ﺇﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻋﱪ ﻛﺎﻓﻪ ﺃﻃﻮﺍﺭ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻒ
ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻣﺮﻭﺭ ﺇﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﳊﺒﺲ ﺍﳌﺆﻗﺖ ﻭﻣﺎ ﻳﺜﲑﻩ ﻣﻦ ﺇﺷﻜﺎﻻﺕ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﺘﻤﺎﺳﻪ ﲝﺮﻳﺔ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻭﻭﺻﻮﻻ ﺇﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ
ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ.
2211
ﻋﺮﰊ ﺭﺑﻴﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻔﻴﻆ
_ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪ ﺇﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺕ ﻣﺒﺪﺃ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﺼﺎﳊﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﻛﺤﻞ ﺑﺪﻳﻞ
ﻟﻠﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ.
ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﳌﺘﺒﻊ
ﺣﻴﺚ ﺳﻨﻌﺘﻤﺪ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﲤﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﺃﻛﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﺃﻳﻦ ﺳﻨﺤﺎﻭﻝ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﻪ
ﺫﺍﺕ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﲟﺒﺪﺃ ﻗﺮﻳﻨﻪ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﺑﺎﳌﻌﺎﳉﺔ ﻭﺍﳌﻨﺎﻗﺸﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺳﻨﻨﺘﻬﺞ
ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻻﻧﻄﻼﻕ ﻣﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺘﺠﺴﺪ ﰲ ﻓﻜﺮﺓ ﻗﺮﻳﻨﻪ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻛﻘﺎﻋﺪﻫﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﳏﺎﻭﻟﺔ ﺇﺳﻘﺎﻃﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﻜﻢ ﺃﻃﻮﺍﺭ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﻪ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ.
ﻭﻋﻠﻴﺔ ﺳﻨﺤﺎﻭﻝ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺑﺈﺗﺒﺎﻉ ﺍﳋﻄﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
_1ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻹﺻﻄﻼﺣﻲ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ .
_2ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﰲ ﺩﻋﻢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ .
.1ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ
ﻭﻓﻴﻪ ﺳﻨﺤﺎﻭﻝ ﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﺿﺒﻂ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ
ﲤﻬﻴﺪﺍ ﻟﻠﺨﻮﺽ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻭﺗﺄﺛﲑﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﺣﺪ ﻣﺮﺍﺣﻠﻬﺎ .
1.1ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ:
ﺣﺮﻱ ﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺃﻭﱃ ﺗﺒﻴﺎﻥ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻼﺩ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﻭﺍﺩ ﰲ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﳑﺎ ﺳﺎﻫﻢ ﺑﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﰲ
ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ .1
ﺣﻴﺚ ﺇﲡﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺇﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﱃ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﰲ ﻋﻤﻮﻣﻬﺎ ﺑﺄﺎ " ﺇﺳﺘﺼﻼﺡ ﺍﳋﻠﻖ ﺑﺈﺭﺷﺎﺩﻫﻢ ﺇﱃ
ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﳌﻨﺠﻲ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ "" ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﳋﺎﺻﺔ ﰲ ﻇﺎﻫﺮﻫﻢ ﻭﺑﺎﻃﻨﻬﻢ ،ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻼﻃﲔ ﻋﻠﻰ
2
ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻓﺤﺴﺐ ،ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺭﺛﺔ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﰲ ﺑﺎﻃﻨﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺍﳌﻔﺮﺩﺍﺕ ﻭﻏﲑﻫﺎ .
ﰲ ﺣﲔ ﻋﺮﻑ ﺇﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﺍﳉﻨﺎﻳﺔ ﺑﺄﺎ " ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﲟﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺼﺎﺻﺎ ﺃﻭ ﻣﺎﻻ "
1ﻣﺴﻠﻢ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﳉﻨﺎﺓ ،ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻷﻟﻮﻛﺔ ،ﺹ.06
2ﺃﲪﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﻨﺴﻲ ،ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻭﻕ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ ،1983 ،ﺹ26
2212
ﻣﻼﻣﺢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ
ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﲡﻪ ﺃﻫﻞ .ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﱃ ﲣﺼﻴﺺ ﻭﺗﻀﻴﻴﻖ ﻣﻌﲎ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ،ﻭﻭﺻﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،
ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺗﻌﺮﻳﻔﻬﻢ ﳍﺎ ﺃﺎ " ﺗﻐﻠﻴﻆ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﳍﺎ ﺣﻜﻢ ﺷﺮﻋﻲ ﺣﺴﻤﺎ ﳌﺴﺄﻟﺔ ﻓﺴﺎﺩ ،ﻭﻗﻮﻟﻪ ﳍﺎ ﺣﻜﻢ ﺷﺮﻋﻲ ﺃﺎ ﺩﺍﺧﻠﺔ
ﲢﺖ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ ،ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ " ،ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ " ﺃﺎ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ
ﲣﺮﺝ ﺍﳊﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﱂ، ،ﻭﺗﺪﻓﻊ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﻈﺎﱂ ﻭﺗﺮﺩﻉ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ،ﻭﺗﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﺍﳌﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ
ﺗﻮﺟﺐ ﺍﳌﺼﲑ ﻭﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﳊﻖ ".
ﻛﻤﺎ ﺩﺃﺏ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺰﻳﺮ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﻥ ﻣﺘﺮﺍﺩﻓﺎﻥ ﻓﻌﻄﻔﻮﺍ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﺒﻴﺎﻥ
ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻓﺎﻟﺘﻌﺰﻳﺮ ﺗﺄﺩﻳﺐ ﺩﻭﻥ ﺍﳊﺪ ،ﻭﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ ﺃﻭ ﻏﲑﻩ ﻭﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﳌﻌﺼﻴﺔ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻀﺮﺏ
1
ﺇﺑﻦ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﻓﻘﺪ ﻧﻔﻰ ﻋﻤﺮ ﺇﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻧﺼﺮ ﺇﺑﻦ ﺍﳊﺠﺎﺝ ﻹﻓﺘﺘﺎﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﻪ .
ﻓﻤﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻳﻒ ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺣﻜﻴﻤﺔ ﺭﺷﻴﺪﺓ ﺭﻏﻢ ﺗﻨﻮﻉ ﻭﺇﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ
ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﰲ ﺍﻹﺻﻄﻼﺡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﺒﺎﻗﺔ ﰲ ﻭﺿﻊ ﻧﻈﺎﻡ ﺟﻨﺎﺋﻲ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺪﺭﺝ ﰲ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﺘﺠﺮﳝﻲ
ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ،ﻭﻧﻈﺎﻡ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻭﺇﲡﺎﻩ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﺑﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﳌﺸﺮﻭﻋﺔ .
ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺭﻏﻢ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻛﻞ ﺣﺴﺐ ﻣﻨﻈﻮﺭﻫﺎ ﺿﺒﻂ ﺗﻌﺮﻳﻒ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ،ﻓﻼ ﺃﺣﺪ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﺳﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﺩﺭ ﺑﻪ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻻﳌﺎﱐ "ﻓﻮﻳﺮﺑﺎﺥ" ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ
ﻋﺸﺮ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻫﻲ" ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺇﲣﺎﺫﻫﺎ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻣﻌﲔ ﰲ ﺑﻠﺪ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ
ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﻡ ﻓﻴﻪ "
ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺍﺗﺮﺕ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﱂ ﺗﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻣﻪ "ﻓﻮﻳﺮﺑﺎﺥ" ،ﲝﻴﺚ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻘﻪ
ﺑﺄﺎ " ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﲢﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﻊ ﺍﳉﺮﳝﺔ " ،ﻛﻤﺎ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ "ﺩﻭﻥ ﺩﻳﺪﻳﻪ ﺩﻱ ﻓﺎﺑﺮ" ﺑﺄﺎ " ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
ﺍﻟﱵ ﲢﺪﺩ ﺭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﳉﺰﺍﺋﻲ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﰊ" ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻷﳌﺎﱐ "ﻣﻴﻨﺴﺠﺮ"
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻓﻬﺎ " ﺑﺄﺎ ﺭﺩ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺿﺪ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ " ﻭﻗﺪ ﻋﺎﺏ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻗﺼﻮﺭﻩ
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﺼﺮ ﺍﳍﺪﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﻭﺿﻊ ﺍﳉﺰﺍﺀ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﳌﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺇﺗﻜﺎﺏ ﺍﳉﺮﳝﺔ .
ﻟﺬﻟﻚ ﺣﺎﻭﻝ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺿﻊ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻣﻠﻢ ﻭﺷﺎﻣﻞ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﲝﻴﺚ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﺎ " ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ
ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﳌﻨﻊ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ" ﻛﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ "ﺟﺮﻳﺴﺒﻴﲏ" ﺑﺄﺎ ﻓﺮﻉ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺪﻑ ﺇﱃ ﻣﻨﻊ
ﻭﻗﻮﻉ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﻭﺍﳌﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺗﻜﺎﺎ " ،ﻭﻳﺘﻤﻴﺰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻋﻦ ﺳﺎﺑﻘﻪ ﰲ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺳﻊ ﻣﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﻻ
2
ﳛﺼﺮﻫﺎ ﰲ ﳎﺮﺩ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺑﻞ ﴰﻞ ﺎ ﺍﳌﻨﻊ .
ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻭﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻬﻮﺩ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﺿﺒﻂ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻹﺻﻄﻼﺣﻲ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ،ﺃﻋﺘﱪﺕ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺎ ﻗﺎﺻﺮﺓ،
ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻧﻘﺎﺽ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻡ ﺇﲡﺎﻩ ﻓﻘﻬﻲ ﺛﺎﻟﺚ ﻻﻗﻰ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﰲ ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑﺄﺎ " ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻮﺍﺿﻌﺔ
1
ﻟﻠﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﲎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﱘ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﳉﺮﳝﺔ ".
2.1ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ
ﻻ ﺗﻨﺤﺼﺮ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺸﻖ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻲ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﺽ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﺮﺩﺓ ﻟﻠﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﰲ
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻭﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺇﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﺑﻞ ﺇﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﲤﺘﺪ ﻟﻠﺸﻖ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺕ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺇﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠﻔﺼﻞ ﺇﺑﺘﺪﺍﺀ ﰲ ﻣﺪﻯ ﺗﻮﺍﺟﺪ ﺣﻖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ
2
ﺇﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺃﻭ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ.
ﻭﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﺑﺄﺎ "ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺃﻭ ﺇﺩﺍﻧﺘﻪ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ
ﺍﻹﺟﺮﺍﻣﻴﺔ " ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ ﺳﺮﻋﺔ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﳉﺰﺍﺀ ﺍﳌﻨﺼﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺎﱐ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺇﺣﺮﺍﺀﺍﺕ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﺄﻛﱪ ﻗﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺎﺕ ﺣﺖ ﻻ ﻳﻔﻠﺖ ﺍﺮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ،ﻓﺈﻥ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺗﻘﺘﻀﻲ
ﺇﺳﺘﻔﺎﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﳌﻘﻴﺪﺓ ﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﺇﲣﺎﺫ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺯﻱ ﻣﻊ ﺿﻤﺎﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ،
ﻭﺗﺮﻳﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻳﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﺪﻑ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﺑﲔ ﻣﻘﺼﺪﻳﻦ ﻣﺘﻌﺎﺭﺿﲔ ﳘﺎ ﻣﺼﻠﺤﺔ
ﺍﺘﻤﻊ ﰲ ﻋﺪﻡ ﲤﻠﺺ ﺍﳉﺎﱐ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﰲ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﻭﺷﺮﻓﻪ ﻭﺇﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺑﺎﻟﻨﻴﺠﺔ ﺇﱃ
3
ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺟﻮﻫﺮ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ .
ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﲢﺪﺩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ .ﺍﳍﺪﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻭﺭﺳﻢ
ﺍﳋﻄﻮﻁ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﻓﻴﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻲ ﺍﳌﺘﺒﻊ ﻓﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺇﺎﻣﻴﺎ ،ﺗﻨﻘﺒﻴﺎ ﺃﻭ ﳐﺘﻠﻄﺎ ،ﻭﲢﺪﻳﺪ ﻣﻈﺎﻫﺮﻩ
ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ،ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﳌﺘﺒﻊ ﺑﲔ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﳌﻨﻊ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺃﻱ
ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺮﺩﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ.
.2ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﰲ ﺩﻋﻢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ
ﱂ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺇﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻭﺿﻌﻪ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻖ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻲ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺿﻊ
ﺍﻟﺘﻜﻴﻴﻒ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻠﺠﺮﺍﺋﻢ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﳍﺎ ﻋﱪ ﲣﻄﻴﻂ ﺟﻨﺎﺋﻲ ﻋﻘﺎﰊ ،ﺃﻭ ﻣﻨﻌﻲ ﻭﻗﺎﺋﻲ ،ﺑﺈﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ
4
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﺮﺍﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ
3ﺣﺴﲔ ﻋﺒﺪ ﺍﳋﺎﻟﻖ ،ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ، 2009 ، 15ﺹ .14
4ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﺗﺮﻛﻲ ﻭ ﻧﺴﻴﻐﺔ ﻓﻴﺼﻞ ،ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻭﺍﳌﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﳉﺮﳝﺔ ،ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ،01ﰲ ،2018/06/01ﺹ .233
2214
ﻣﻼﻣﺢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ
ﺑﻞ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻭﻋﻨﺪ ﺭﲰﻪ ﳌﻌﺎﱂ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﺑﻮﺿﻊ ﺍﳋﻄﻮﻁ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ
،ﺃﺧﺬ ﻧﺼﺐ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﲔ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ "ﻣﺒﺪﺃ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ " ،ﻭﻗﺪﺳﻴﺔ " ﺍﳊﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ "
ﻟﺬﻟﻚ ﳒﺪ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ،ﺑﲎ ﺟﺰﺀﺍ ﻛﺒﲑﺍ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ،ﻓﺨﲑ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻡ
ﺑﺪﺳﺘﺮﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﰲ ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 56ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﻟﺴﻨﺔ 2016ﻭﺍﻟﱵ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ " ﻛﻞ ﻣﺘﻬﻢ ﺑﺮﻳﺊ ﺣﱴ ﺗﺜﺒﺖ
ﺟﻬﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻧﻈﺎﻣﻴﺔ ﺇﺩﺍﻧﺘﻪ ،ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﳏﺎﻛﻤﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﺗﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ " ، 1ﺑﻞ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﺪﺃ
ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻳﻘﻪ ﻛﺜﺎﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺑﺖ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺩﺳﺘﻮﺭﻱ ﻟﺴﻨﺔ 2 2020ﻭ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ
41ﻣﻨﻪ
ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﻳﻌﺪ ﻟﺒﻨﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ " ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻨﺺ
ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻲ " ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺯﻱ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ،ﺃﻱ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ،ﻭﺗﻔﺴﲑ ﺫﻟﻚ
ﺃﻥ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺒﺪﺃ ﻻﺟﺮﳝﺔ ﻭﻻ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺇﻻ ﺑﻨﺺ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﺣﺘﻤﺎ ﺇﻓﺘﺮﺍﺽ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺣﱴ ﻳﺜﺒﺖ ﺟﺮﻣﻪ ﻭﻓﻘﺎ
ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻭﻣﺎﻳﺪﻋﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﻫﻮ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻭﺭﺟﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﺸﻴﻜﻲ " " Karel Vasakﰲ ﺗﻌﻠﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻴﺔ
ﺍﻷﺭﻭﺑﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﺴﻨﺔ 1964ﻭ ﺍﳌﱪﻣﺔ ﰲ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﻭﺷﺮﻋﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ،ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺿﻤﺎﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻟﻜﻞ ﻣﺘﻬﻢ ، .ﺇﺫﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﰲ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻳﻠﺨﺺ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﻟﻘﺮﻳﻨﺔ
3
ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ .
ﻭﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﲡﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺃﻧﻪ ﺭﻏﻢ ﺇﻋﺘﺒﺎﺭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭﺍ ﻟﻠﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﲑ ﱂ
ﻳﻨﺺ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﺇﻻ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 4 02/15ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 23ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ 2015ﻭﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ
11ﻣﻨﻪ ﻭﺍﻟﱵ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ " .....ﺗﺮﺍﻋﻰ ﰲ ﻛﻞ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻭﺣﺮﻣﺔ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳋﺎﺻﺔ " ﻭﻛﺬﺍ ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 68ﻣﻨﻪ
ﻭﺍﻟﱵ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺸﺄﻥ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ " ﻣﻊ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻭﺇﺣﺘﺮﺍﻡ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻻ ﺗﺴﺮﻱ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ
5
ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﻥ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻏﲑ ﺟﺎﻫﺰﺓ ﺑﻌﺪ ﻟﻠﻨﻘﺎﺵ ﺍﻟﻮﺟﺎﻫﻲ "
1ﺍﳌﺎﺩﺓ 56ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ، 01/16ﺍﳌﻮﺭﺥ ﰲ 06ﻣﺎﺭﺱ 2016ﺍﳌﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ،ﺍﳉﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ،ﺝ،ﺝ ،ﺍﻟﻌﺪ 14ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ
07ﻣﺎﺭﺱ .2016
2ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻲ ﺭﻗﻢ 442/20ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 15ﲨﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﱃ ﻋﺎﻡ 1442ﻩ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ﻝ 30ﺩﻳﺴﻤﱪ ﺳﻨﺔ ، 2020ﺍﳌﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ
،ﺍﳉﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ، 82ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 15ﲨﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﱃ ﻋﺎﻡ 1442ﻩ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ﻝ 30ﺩﻳﺴﻤﱪ ﺳﻨﺔ .2020
3ﺃﲪﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﺳﺮﻭﺭ ،ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻭﻕ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻣﺼﺮ.2002 ،
4ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 02/15ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 23ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ ، 2015ﻭﺍﳌﺘﻀﻤﻦ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ،ﺝ،ﺭ،ﺝ،ﺝ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺭﻗﻢ .40
5ﻋﻠﻲ ﺃﲪﺪ ﺭﺷﻴﺪﺓ ،ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ،ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻭﺍﳊﺒﺲ ﺍﳌﺆﻗﺖ ،ﻛﻠﻴﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﻣﻌﻤﺮﻱ ﺗﻴﺰﻱ ﻭﺯﻭ،ﰲ
، 2016/02/13ﺹ .78
2215
ﻋﺮﰊ ﺭﺑﻴﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻔﻴﻆ
ﻭﻣﻊ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺗﺒﻘﻰ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﺭﺍﻓﺪﺍ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻓﺪ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻭﺭﻛﻴﺰﺓ ﻣﻦ ﺭﻛﺎﺋﺰ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻟﺬﻟﻚ ﺣﺎﻭﻝ
ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﺗﺒﻨﻴﻪ ﳋﻂ ﺟﻨﺎﺋﻲ ﻣﻌﺎﺻﺮ ﺃﻥ ﻻ ﳛﻴﺪ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﻭﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻲ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﻤﺎ ﻟﺒﺚ ﻳﻨﺘﻘﻞ
ﻣﻦ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ،ﺇﻻ ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻭﺗﻔﻌﻴﻞ ﻣﻼﳏﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ .
ﻓﺒﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﻭﻣﻼﻣﺢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺳﺘﻨﻄﻠﻖ ﺩﺭﺍﺳﺘﻨﺎ ﰲ ﻋﺮﺽ ﺃﺑﺮﺯ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻼﻣﺢ
ﺍﳌﺘﻮﺯﻋﺔ ﻋﱪ ﳐﺘﻠﻒ ﺃﻃﻮﺍﺭ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻵﺗﻴﺔ :
_ ﻣﻼﻣﺢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﻟﻠﻨﻈﺮ) ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻱ ( .
_ ﻣﻼﻣﺢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ،ﻭﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻹﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻟﻠﺤﺒﺲ ﺍﳌﺆﻗﺖ .
_ ﻣﻼﻣﺢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﻋﺐﺀ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ .
_ ﻣﻼﻣﺢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﺼﺎﳊﻴﺔ ) ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ( .
1.2ﻣﻼﻣﺢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﻟﻠﻨﻈﺮ:
ﻓﺎﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻫﻮ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺫﻭ ﻃﺎﺑﻊ ﺑﻮﻟﻴﺴﻲ ﻳﺄﻣﺮ ﲟﻘﺘﻀﺎﻩ ﺿﺎﺑﻂ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﻮﺿﻊ ﺷﺨﺺ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﺤﻔﻆ ﻋﻠﻴﻪ ،
ﻓﻴﻮﻗﻔﻪ ﰲ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺭﻙ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﳌﺪﺓ 48ﺳﺎﻋﺔ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ﳎﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ،1ﻭﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻭﺍﻟﻀﻮﺍﻳﻂ
ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﳊﻘﻬﺎ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺬﺍ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﺤﻔﻈﻲ ﰲ ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 51ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ، 2
ﻭﻛﺘﺪﻋﻴﻢ ﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﻣﺒﺪﺃ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳊﺴﺎﺳﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﻟﺴﻨﺔ
2020ﻟﻴﺸﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﻋﻼﻡ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻣﻮﻗﻮﻑ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺗﻮﻗﻴﻔﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺩﺓ 44ﻣﻦ ﺫﺍﺕ
ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ.
ﻭﺇﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﺗﺪﻋﻴﻤﻪ ﻟﻘﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻱ ﺭﺳﻢ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺇﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﺇﺣﺘﺮﺍﺯﻳﺔ
ﺑﻮﺿﻌﻪ ﳉﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﺍﳉﻮﻫﺮﻳﺔ ﻣﻘﻴﺪﺍ ﺎ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻭﺿﺎﺑﻂ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﺸﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻣﻜﺮﺳﺎ ﺑﺬﻟﻚ
ﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ،ﺍﻟﱵ ﲪﻠﺖ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻟﻠﻤﺸﺘﺒﻪ ﻓﻴﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
1.1.2ﺣﻖ ﺍﳌﺸﺘﺒﻪ ﻓﻴﻪ ﰲ ﺍﻹﺗﺼﺎﻝ ﺑﻌﺎﺋﻠﺘﻪ
ﻟﺬﻟﻚ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺿﺎﺑﻂ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﲢﺖ ﺗﺼﺮﻑ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻮﻗﻮﻑ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﲤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﺗﺼﺎﻝ ﻓﻮﺭﺍ
ﺑﻌﺎﺋﻠﺘﻪ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﺃﻭ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺰﻭﺝ ،ﻭﻫﻮﻣﺎ ﻭﺿﺤﺘﺔ ﺍﳌﺎﺩﺓ 02/60ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ
ﻭﻛﺬﺍ ﰲ ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 51ﻣﻜﺮﺭ 01ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﺗﺎﺡ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻟﻠﻤﻮﻗﻮﻑ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ
ﺍﻹﺗﺼﺎﻝ ﲟﺤﺎﻣﻴﻪ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 03ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺩﺓ 60ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ،ﻫﺬﺍ ﻭﲡﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺍﻹﺗﺼﺎﻝ ﱂ ﻳﺮﺩ
ﻛﺎﺑﻮﻳﺔ ﺭﺷﻴﺪﺓ ،ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﻣﺒﺪﺃﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ،ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺪﺩ،01 1
ﰲ ، 2017/06/01ﺹ ،10
2ﺍﻷﻣﺮ ﺭﻗﻢ ، 155/66ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 08ﻳﻮﻧﻴﻮ ،1966ﺍﳌﻌﺪﻝ ﻭﺍﳌﺘﻤﻢ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 10/19ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ ، 2019/12/11ﺝ،ﺭ،ﺝ،ﺝ،
ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺭﻗﻢ ، 78ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 08ﺩﻳﺴﻤﱪ . 2019
2216
ﻣﻼﻣﺢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ
ﺣﻜﺮﺍ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﲔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﲔ ،ﺑﻞ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻣﻜﻨﻪ ﻟﻠﻤﺸﺘﺒﻪ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺟﻨﱯ ﺣﻴﺚ ﺃﻟﺰﻡ ﺿﺎﺑﻂ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ
ﲢﺖ ﺗﺼﺮﻓﻪ ﻛﻞ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﲤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﺗﺼﺎﻝ ﲟﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﺃﻭ ﺑﺎﳌﻤﺜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻟﺪﻭﻟﺘﻪ ﺑﺎﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ
1
ﺍﳌﺎﺩﺓ 51ﻣﻜﺮﺭ 01ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ .
2.1.2ﺣﻖ ﺍﳌﺸﺘﺒﻪ ﻓﻴﻪ ﰲ ﺍﻟﻔﺤﺺ ﺍﻟﻄﱯ
ﻓﻤﻦ ﺣﻖ ﺍﳌﻮﻗﻮﻑ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺍﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻓﺤﺺ ﻃﱯ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﻭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﳏﺎﻣﻴﻪ ﺃﻭ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻃﺒﻴﺐ ﳜﺘﺎﺭﻩ ﻣﻦ
ﺑﲔ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﲔ ﰲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺇﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﶈﻜﻤﺔ ،ﻭﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺇﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﺿﺎﺑﻂ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻨﺪﺏ
ﻟﻪ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﻃﺒﻴﺒﺎ ﻟﻔﺤﺼﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﲟﺠﺮﺩ ﺍﻹﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ،ﺇﺫﻥ ﻓﺎﳌﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻊ ﺇﺧﺘﺘﺎﻡ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﻟﻠﻨﻈﺮ ،ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ
ﺑﻔﺤﺺ ﻃﱯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻮﻗﻮﻑ ﺇﻥ ﻃﻠﺐ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺇﻋﻼﻣﻪ ﺎﺗﻪ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ ﺍﳊﺎﻻﺕ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ
ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﺣﺪ ﺇﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺇﺟﺒﺎﺭﻳﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺼﺮ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 07ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺩﺓ 60ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ
2
.
ﻭﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺩﻋﻢ ﺎ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻮﺟﻬﻪ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻲ ﺍﻹﺣﺘﺮﺍﺯﻱ،
ﻗﻴﺪ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﳌﺪﺓ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ 48ﺳﺎﻋﺔ ﲝﺎﻻﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻭﺟﺰﺗﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ 65ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺇﻗﺘﻀﺖ ﳎﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻹﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﻣﻦ ﺿﺎﺑﻂ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺗﻮﻗﻴﻒ ﺷﺨﺺ ﺗﻘﻮﻡ
ﺿﺪﻩ ﺩﻻﺋﻞ ﺗﺪﻓﻊ ﻟﻺﺷﺘﺒﺎﻩ ﰲ ﺇﺭﺗﻜﺎﺑﻪ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﺃﻭ ﺟﻨﺤﺔ ﻳﻘﺮﺭ ﳍﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺳﺎﻟﺒﺔ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻘﺪﱘ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻗﺒﻞ ﺇﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺟﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ .
ﻭﱂ ﺗﻘﻒ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪ ،ﺑﻞ ﺫﻫﺐ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻲ ﺇﱃ ﺿﺒﻄﻪ ﲜﻤﻠﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻛﺘﺪﻭﻳﻦ ﻭ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﳌﺘﺨﺬﺓ ﺿﺪ ﺍﳌﻮﻗﻮﻑ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﰲ ﳏﺎﺿﺮ ﻣﻌﺪﺓ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻤﺤﻀﺮ
ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ،ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﺣﺘﻮﺍﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﶈﺎﺿﺮ ﻟﻠﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ،ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 18ﻣﻦ ﻕ.ﺇ.ﺝ .
3
ﻭﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﳑﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺧﺺ ﺎ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻲ ﺍﳌﺸﺘﺒﻪ ﻓﻴﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﻟﻠﻨﻈﺮ ،ﻭﻛﺬﺍ
ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻭﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﱂ ﺗﻮﺿﻊ ﺇﻋﺘﺒﺎﻃﺎ ،ﻭ ﺇﳕﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺿﻤﻦ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ
ﻭﺍﻟﱵ ﲢﻤﻞ ﰲ ﻃﻴﺎﺎ ﺗﻮﺟﻬﺎ ﺗﻮﻓﻴﻘﻴﺎ ﺑﲔ ﺿﻤﺎﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﳌﺴﺎﺱ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﻭﺑﲔ ﺻﻮﻥ ﻛﻴﺎﻥ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ .
1ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺧﻠﻔﻲ ،ﳏﺎﺿﺮﺍﺕ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ،ﺃﻟﻘﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻝ.ﻡ.ﺩ ،ﻛﻠﻴﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺣﺎﻣﻌﺔ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻣﲑﺓ ،ﲜﺎﻳﺔ ،ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،2017/2016ﺹ 75ﻭ . 76
2ﻣﻌﺮﺍﺡ ﺟﺪﻳﺪﻱ ،ﺍﻟﻮﺟﻴﺰ ﰲ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﺩﺍﺭ ﻫﻮﻣﻪ ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ، 2004 ،ﺹ.97
3ﻛﺎﺑﻮﻳﺔ ﺭﺷﻴﺪﺓ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ ،ﺹ . 12
2217
ﻋﺮﰊ ﺭﺑﻴﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻔﻴﻆ
1ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﻭﻫﺎﻳﺎﺑﻴﻪ ،ﺷﺮﺡ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ،ﺩﺍﺭ ﻫﻮﻣﻪ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،2012 ،ﺹ 405ﻭ . 406
ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ ،ﺹ . 407 2
ﺍﳉﻨﺢ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻞ ﻋﻘﻮﺑﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﺴﺎﻭﻱ 3ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺃﻭ ﻋﻘﻮﺑﺘﻬﺎ ﳎﺮﺩ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﻭﻛﺬﺍ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﻓﻼ ﳚﻮﺯ ﺍﳊﺒﺲ ﺍﳌﺆﻗﺖ ﺑﺸﺄﺎ
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻋﱪﺕ ﻋﻨﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ 124ﻣﻦ ﻕ.ﺇﺝ.ﺝ.ﺝ ،ﻭﱂ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻴﺪ ﺍﻟﻮﺭﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺒﺲ ﺍﳌﺆﻗﺖ ﰲ ﺍﳉﻨﺎﻳﺎﺕ ﻭﺍﳉﻨﺢ
ﺍﳌﺘﺎﺑﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﺟﺰﺍﺋﻴﺎ ،ﺑﻞ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﻬﻤﲔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ،ﻭ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻞ
ﻋﻤﺮﻩ ﻋﻦ 13ﺳﻨﺔ ﺭﻫﻦ ﺍﳊﺒﺲ ﺍﳌﺆﻗﺖ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺻﻒ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺃﻭﺩﺭﺟﺔ ﺧﻄﻮﺭﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﲡﺴﻴﺪﺍ ﳌﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ
1
2/72ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﲝﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺭﻗﻢ 12/15ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 15ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ .2015
ﺩ /ﲤﺪﻳﺪ ﺍﳊﺒﺲ ﺍﳌﺆﻗﺖ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﰲ ﺣﺎﻻﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺑﻌﺪ ﺇﺳﺘﻄﻼﻉ ﺭﺃﻱ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ 4
2
ﺃﺷﻬﺮ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻮﺍﺩ 125 ، 1_125 ، 125ﻣﻜﺮﺭ ﻣﻦ ﻕ.ﺇﺝ،ﺝ،ﺝ .
ﻩ /ﻭﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﳌﻌﺰﺯﺓ ﻟﻘﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻭﺍﳌﺆﻛﺪﺓ ﻟﻠﻄﺎﺑﻊ ﺍﻹﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻟﻠﺤﺒﺲ ﺍﳌﺆﻗﺖ ،ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﲝﻖ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﰲ
ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﳊﺒﺲ ﺍﳌﺆﻗﺖ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺇﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ،ﻭﺃﻓﻀﺖ ﺑﱪﺍﺀﺓ ﺍﳌﺘﻬﻢ ،ﺳﻮﺍﺀ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺑﺼﺪﻭﺭ
ﺃﻣﺮ ﺑﺈﻧﺘﻔﺎﺀ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺟﻬﺎﺕ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﺼﺪﻭﺭ ﺣﻜﻢ ﺃﻭ ﻗﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﱪﺍﺀﺓ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻋﱪﺕ ﻋﻨﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ 127
ﻣﻜﺮﺭ ﻣﻦ ﻕ.ﺇﺝ.ﺝ.ﺝ ﻭﺍﻟﱵ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ " ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﳝﻨﺢ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﳏﻞ ﺣﺒﺲ ﻣﺆﻗﺖ ﻏﲑ ﻣﱪﺭ ﺧﻼﻝ
3
ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺟﺰﺍﺋﻴﺔ ﺇﻧﺘﻬﺖ ﰲ ﺣﻘﻪ ﺑﺼﺪﻭﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﺑﺄﻻ ﻭﺟﻪ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﱪﺍﺀﺓ ،ﺇﺫﺍ ﺃﳊﻖ ﺬﺍ ﺍﳊﺒﺲ ﺿﺮﺭﺍ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﻭﻣﺘﻤﻴﺰﺍ " .
ﻭﺇﺳﺘﻜﻤﺎﻻ ﳌﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﺗﺎﺡ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻟﻠﻤﺘﻬﻢ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﲜﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﻛﺤﻘﻪ ﰲ
ﻋﺪﻡ ﺍﻹﺩﻻﺀ ﺑﺄﻱ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺑﻌﺪ ﺇﺣﺎﻃﺘﻪ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﳌﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 100ﻣﻦ ﻕ.ﺇﺝ.ﺝ ،ﻭﻛﺬﺍ ﺣﻘﻪ ﰲ ﺍﻹﺳﺘﻌﺎﻧﺔ
ﲟﺤﺎﻡ ﺩﺣﻀﺎ ﻟﻺﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﺍﳌﻮﺟﻬﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﱪ ﺗﻜﺮﻳﺴﺎ ﳊﻖ ﺩﺳﺘﻮﺭﻱ ﻭﻣﻈﻬﺮﺍ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﶈﻜﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ،ﺃﻻ
4
ﻭﻫﻮ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ .
ﻧﺴﺘﺨﻠﺺ ﳑﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺳﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻹﺣﺘﺮﺍﺯﻱ ﻭﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻘﻲ ﺑﲔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﺑﲔ
ﺍﳊﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺘﺪﻋﻴﻤﻪ ﳌﺆﺷﺮﺍ ﺕ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﳊﺒﺲ ﺍﳌﺆﻗﺖ ﺑﺘﻘﻴﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﲑ ﲜﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻴﻮﺩ
ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻭﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ،ﺣﱴ ﻻ ﻳﻨﺤﺮﻑ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﻗﻪ ﺍﻷﺻﻠﻰ ﻭﻳﺘﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﲢﻘﻴﻖ ﺇﱃ ﺿﺎﺭﺏ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﳊﺮﻳﺎﺕ .
3.2ﻣﻼﻣﺢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻭﺗﺘﻀﺢ ﻣﻌﺎﱂ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻘﻲ ﺍﳌﺪﻋﻢ ﻟﻘﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﳎﺎﻝ
ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺟﻠﻴﺎ ﰲ ﻣﺆﺷﺮﻳﻦ ﺇﺛﻨﲔ ،ﻭﳘﺎ :
_ ﺇﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻹﺛﺒﺎﺕ .
_ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﺸﻚ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺘﻬﻢ .
1.3.2ﺇﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻹﺛﺒﺎﺕ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺻﻞ ﰲ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ،ﻓﺈﻥ ﻋﺐﺀ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﻗﺒﻠﻪ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﺐﺀ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ،ﰲ ﺣﲔ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻤﺘﻬﻢ ﻣﻮﻗﻒ ﺇﳚﺎﰊ ﰲ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ،ﲝﻴﺚ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺩﻭﺭﻩ ﰲ
ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺃﺩﻟﺔ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺠﻤﻊ ﺣﻮﻟﻪ ،ﻟﻜﻲ ﻳﺪﺣﻀﻬﺎ ﻭﻳﺜﺒﺖ ﻋﻜﺴﻬﺎ ﻭﻳﺸﺘﺖ ﻣﻦ ﲤﺴﻜﻬﺎ ﳓﻮﻩ ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﳚﱪ ﻋﻠﻰ
ﺗﻘﻴﺪﻡ ﺃﺩﻟﺔ ﺗﻔﻴﺪ ﺑﺮﺍﺋﺘﻪ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﺫﺍ ﺇﻟﺘﺰﻡ ﺍﻟﺼﻤﺖ ،ﻓﻼ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺄﻭﻝ ﺫﻟﻚ ﺿﺪﻩ ،ﻭﰲ ﺳﻴﺎﻕ ﻣﺘﺼﻞ ﻧﺼﺖ ﺍﳌﺎﺩﺓ 2/14
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1966ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺇﺟﺒﺎﺭ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺸﻬﺪ ﺿﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﺍﻹﻋﺘﺮﺍﻑ
ﺑﺎﻟﺘﻬﻤﺔ ،ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﺘﱪ ﺗﻌﺪﻱ ﺻﺎﺭﺥ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ.
ﻭﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﺐﺀ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﳑﺜﻠﺔ ﻟﻺﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺑﻞ ﺇﻥ ﳏﻞ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﻳﺘﺴﻊ
ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﻭﺷﺮﻭﻁ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻧﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺇﻟﺘﺰﺍﻣﻬﺎ ﺑﺈﺛﺒﺎﺕ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭﻫﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ
1
ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﺩﻭﻥ ﲢﻤﻴﻞ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻋﺐﺀ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ .
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺇﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻹﺛﺒﺎﺕ ﻭﺍﻗﻌﺎ ﺇﺟﺮﺍﺋﻴﺎ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻟﻴﺲ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﻭ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﺑﻪ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ،ﺑﻞ ﺃﻥ
ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﻻﺕ ﺇﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺐﺀ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﺇﱃ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻓﻘﺪ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﲤﺎﺳﻚ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﳌﻮﺟﻬﺔ ﺿﺪﻩ ،ﻋﺐﺀ
ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ،ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺳﺒﺐ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﺘﻮﺍﻓﺮ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻧﻊ
2
ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻛﺎﳉﻨﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻪ ﺃﻥ ﳛﺘﺞ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻋﺬﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺬﺍﺭ ﺍﳌﻌﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ .
2.3.2ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﺸﻚ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺘﻬﻢ
ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﺒﺪﺃ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﲟﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﻣﺒﺪﺃ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﺸﻚ ﻟﺼﺎﱀ ﺍﳌﺘﻬﻢ ،ﻓﻮﻓﻘﺎ ﳍﺬﺍ ﺍﻷﺧﲑ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺼﺤﺔ ﺍﳊﻜﻢ
ﺑﺎﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﺿﻌﻒ ﻧﺴﺐ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﻜﻢ ﻣﺮﺑﻮﻁ ﺑﺈﺣﺎﻃﺔ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺑﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺃﺩﻟﺔ ﺍﻟﺜﺒﻮﺕ ﺍﻟﱵ
ﺗﺄﺳﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻹﺎﻡ ،ﻭ ﻭﺍﺯﻧﺖ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﲔ ﺃﺩﻟﺔ ﺍﻟﻨﻔﻲ ﻓﺮﺟﺤﺖ ﻛﻔﺔ ﺩﻓﺎﻉ ﺍﳌﺘﻬﻢ ،ﺃﻭ ﺇﺧﺘﻠﺠﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺒﺔ ﰲ ﺻﺤﺔ ﺃﺩﻟﺔ
ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﲡﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﻳﻌﺘﱪ ﺃﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﳌﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 212ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ
ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺑﺈﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﺎﻝ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﲟﺴﺄﻟﺔ ﺃﺩﻟﺔ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ .
ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﻄﺎﻕ ﻫﺬ ﺍﳌﺒﺪﺃ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ،ﻓﻼ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﺸﻚ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺘﻬﻢ
ﺍﶈﺒﻮﺱ ﺇﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺎ ،ﻭﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﻣﻊ ﺣﺒﺲ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ،ﻷﺎ ﻟﻦ ﺗﺼﻠﺢ ﺍﳋﻠﻞ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﲔ ﺍﳊﻘﻮﻕ
ﻭﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﳌﻘﺒﻮﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﳉﻮﺀ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺇﱃ ﺣﺒﺲ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺍﳌﻔﺮﺝ ﻋﻨﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﶈﻜﺔ ﺩﻭﻥ
3
ﺩﺍﻋﻲ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺪﺍﻭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻀﻮﺭ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ .
1ﺃﲪﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﺳﺮﻭﺭ ،ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺍﻟﺬﻛﺮ ،ﺹ 292ﻭ . 293
2ﺃﲪﺪ ﻟﻄﻔﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺮﻋﻲ ،ﲝﺚ ﳏﻜﻢ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺗﺪﻋﻴﻢ ﻣﺒﺪﺃ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ،ﺍﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ،ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ
،06ﲨﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﱃ 1434ﻫـ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ﻝ ﺳﻨﺔ 2013ﻡ ،ﺹ . 127
3ﺃﲪﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﺳﺮﻭﺭ ،ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺍﻟﺬﻛﺮ ،ﺹ 212ﻭ . 214
2220
ﻣﻼﻣﺢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ
ﻭﻧﺴﺘﻨﺞ ﳑﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻥ ﺭﻓﻊ ﻋﺐﺀ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻫﻞ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﻛﺬﺍ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﺮﺑﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺸﻚ ﻟﺼﺎﳊﻪ ،ﺧﻄﻮﺓ ﻛﺒﲑﺓ ﻟﺪﻋﻢ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﺧﻀﻢ ﺗﺒﲏ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﺗﻮﻓﻴﻘﻴﺔ ﳛﺎﻭﻝ
ﻓﻴﻬﺎ ﺿﺒﻂ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﲔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﺑﲔ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﺮﺟﻴﺢ ﻛﻔﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺮﻯ .
4.2ﻣﻼﻣﺢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﺼﺎﳊﻴﺔ ) ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ (
ﲤﺎﺷﻴﺎ ﻣﻊ ﺍﳋﻂ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ ،ﺇﺗﻀﺤﺖ ﻧﻮﺍﻳﺎ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﰲ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﳓﻮ ﺩﻋﻢ ﻗﺮﻳﻨﺔ
ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺰﺯ ﺫﻟﻚ ﺗﻮﺟﻬﻪ ﳓﻮ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﺗﺼﺎﳊﻴﺔ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺿﺒﻂ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﲔ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﺍﳊﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﲡﻠﻰ
ﺫﻟﻚ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺝ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﻛﻄﺮﻳﻖ ﺑﺪﻳﻞ ﻭﺗﻮﺍﻓﻘﻲ ﳊﻞ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻧﺺ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻋﻠﻰ
ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﻣﻦ 37ﻣﻜﺮﺭ ﺇﱃ 37ﻣﻜﺮﺭ 9ﻣﻦ ﻕ.ﺇﺝ.ﺝ.ﺝ ﻭﻫﻲ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﺤﺪﺛﺖ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻷﻣﺮ ﺭﻗﻢ
02/15ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 23ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ ، 2015ﲝﻴﺚ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ 37ﻣﻜﺮﺭ ﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻣﺎﻳﻠﻲ " ﳚﻮﺯ ﻟﻮﻛﻴﻞ
ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻱ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺟﺰﺍﺋﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺭ ﲟﺒﺎﺩﺭﺓ ﻣﻨﻪ ﺃﻭ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﺸﺘﻜﻰ ﻣﻨﻪ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻭﺳﺎﻃﺔ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﺎ ﻭﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻺﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺃﻭ ﺟﱪ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﳌﺘﺮﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
ﺗﺘﻢ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﲟﻮﺟﺐ ﺇﺗﻔﺎﻕ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﺑﲔ ﻣﺮﺗﻜﺐ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﺮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻀﺤﻴﺔ "
ﻭﺗﺮﺗﻴﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﱂ ﻳﻌﺮﻑ ﻟﻨﺎ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ .
ﻓﺘﻌﺮﻑ ﺍﻟﻮﺳـــــــﺎﻃـــﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ،ﺑﺄﺎ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻳﺘﻮﱃ ﲟﻘﺘﻀﺎﻩ ﺷﺨﺺ ﳏﺎﻳﺪ ﻳﺪﻋﻰ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﺑﲔ
ﻃﺮﰲ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑﻐﻴﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﳍﻤﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺣﻮﻝ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﳉﺮﳝﺔ ،ﺃﻣﻼ ﰲ ﺇﳚﺎﺩ ﺣﻞ ﻟﻠﻨﺰﺍﻉ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ، 1ﻫﺬﺍ
ﻭﲡﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 12/15ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 15ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ 2015ﻭ ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﲝﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﳚﻌﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺇﺗﻔﺎﻗﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﳉﺎﻧﺢ ﺃﻭ ﳑﺜﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻭﺫﻭﻱ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﺑﻐﻴﺔ ﻭﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺎﺕ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺯﻱ ﻣﻊ
ﺟﱪ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﳌﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﰲ ﻧﻄﺎﻕ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻻ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﻣﻐﺰﺍﻫﺎ ﰲ ﻭﺿﻊ ﺣﺪ ﻵﺛﺎﺭ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ،
2
ﺑﻞ ﺃﺎ ﺪﻑ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﱃ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﺩﻣﺎﺝ ﺍﻟﻄﻔﻞ ،ﻭﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮ ﻭﺬﻳﺒﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ.
ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ،ﻓﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺛﻼﺛﻴﺔ ﺍﻷﻃﺮﺍ ﻑ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺘﻢ ﲟﺒﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﻭﻛﻴﻞ
ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻟﺪﻳﻪ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﳌﻼﺋﻤﺔ ﰲ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﻓﻼ ﳝﻜﻦ ﻟﻼﻃﺮﺍﻑ ﺇﺟﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﻝ
ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ،ﻛﻤﺎ ﳚﻮﺯ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﳌﺘﻀﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﻭ ﻏﲑ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻃﻠﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﺎﱄ ﻭﻟﻮ ﺑﻌﺪ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﳝﻜﻦ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺘﺮﺍﺡ
ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺘﻜﻰ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﻨﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻹﺟﺮﺍﻣﻲ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﻍ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ
ﰲ ﺇﺗﻔﺎﻕ ﺑﲔ ﻣﺮﺗﻜﺐ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﺮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻀﺤﻴﺔ.
1ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺧﺪﻭﻣﺔ ،ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺁﻟﻴﺔ ﻟﺘﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﺼﺎﳊﻴﺔ ﺑﲔ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻭﻋﺰﻭﻑ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﺸﺘﻜﻰ ﻣﻨﻪ ،ﳎﻠﺔ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ
ﺭﻗﻢ ، 01ﺃﻓﺮﻳﻞ ، 2018ﺹ . 441
2ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺧﻠﻔﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ ،ﺹ 138ﻭ . 139
2221
ﻋﺮﰊ ﺭﺑﻴﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻔﻴﻆ
ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﻔﻌﻞ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﰲ ﻧﻄﺎﻕ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﳉﺎﻧﺢ ،ﺍﻭ ﳑﺜﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺃﻭ ﳏﺎﻣﻴﻪ ﺑﻐﻴﺔ ﺇﺑﺮﺍﻡ
1
ﺇﺗﻔﺎﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﳉﺎﻧﺢ ﻭﳑﺜﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﻭ ﺑﲔ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻭﺫﻭﻱ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ .
ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ،ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﳏﻼ ﳍﺬﺍ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 37ﻣﻜﺮﺭ ،2ﻕ.ﺇﺝ .ﺝ ﺑﻌﺾ
ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﺐ ﻭﺍﻟﻘﺬﻑ ﻭﺟﻨﺤﺔ ﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﻭﻛﺬﺍ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺼﺢ
ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﰲ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻟﻮﺷﺎﻳﺔ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﻭﺟﺮﳝﺔ ﺗﺮﻙ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺟﺮﳝﺔ ﺍﻹﻣﺘﺘﺎﻉ ﺍﻟﻌﻤﺪﻱ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻛﻤﺎ ﺃﻗﺮ ﺍﳌﺸﺮﻉ
ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﰲ ﺟﺮﳝﺔ ﻋﺪﻡ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻄﻔﻞ .
ﻭﳝﺘﺪ ﳏﻞ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﱃ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﻭﺍﳉﺮﻭﺡ ﻏﲑ ﺍﻟﻌﻤﺪﻳﺔ ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﻭ ﺍﳉﺮﺡ ﺩﻭﻥ ﺳﺒﻖ ﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﺮﺻﺪ .
ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﳏﻼ ﻟﻠﻮﺳﺎﻃﺔ ﺑﻌﺾ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻛﺠﻨﺤﺔ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺷﻴﻚ ﺑﺪﻭﻥ ﺭﺻﻴﺪ ﻭﻛﺬﺍ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻹﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺍﻝ
ﺍﻟﺘﺮﻛﺔ ﻗﺒﻞ ﻗﺴﻤﺘﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﺗﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﰲ ﺟﺮﳝﺔ ﺍﻹﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ،ﻭﻛﺬﺍ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺀ
ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻤﻞ ﳏﻞ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺟﻨﺤﺔ ﺍﻹﺗﻼﻑ ﻭﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ﺍﻟﻌﻤﺪﻱ ﻷﻣﻼﻙ ﺍﻟﻐﲑ ﻭﻛﺬﺍ ﺟﻨﺤﱵ ﺇﺗﻼﻑ
ﺍﶈﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻋﻲ ﰲ ﺃﻣﻼﻙ ﺍﻟﻐﲑ . .....
ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﳏﻞ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﰲ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ،ﻓﺈﺎ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻨﺢ ﻭﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﻭﺗﺴﺘﺜﲎ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳉﻨﺎﻳﺎﺕ ﻋﻤﻼ ﺑﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ
2
111ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺭﻗﻢ . 12/15
ﺃﻣــﺎ ﻋﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺁﺛــﺎﺭ ﺍﻟﻮﺳــﺎﻃــﺔ ،ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﳒﺎﺣﻬﺎ ﺗﻨﻬﻲ ﺑﺈﻟﺰﺍﻡ ﺍﳉﺎﱐ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻹﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﳌﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ
ﳏﻀﺮ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺑﺈﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺳﻨﺪﺍ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺎ ﻃﺒﻖ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 37ﻣﻜﺮﺭ 6ﻣﻦ ﻕ.ﺇﺝ.ﺝ ﻭﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﻵﺟﺎﻝ ﺍﳌﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺃﻣﺎ ﰲ
ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺸﻞ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻌﺪﻡ ﺇﺗﻔﺎﻕ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﳉﺎﱐ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺇﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ،ﻓﻴﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ
ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﳌﺒﺪﺃ ﺍﳌﻼﺋﻤﺔ ﻭﻋﻤﻼ ﺑﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 37ﻣﻜﺮﺭ ، 8ﻭﻫﻮ ﺍﳊﻜﻢ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﳌﻘﺮﺭ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ
3
12/15ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﲝﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ.
ﻭﰲ ﺍﻷﺧﲑ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ،ﺃﻥ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻹﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺿﻤﻦ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻹﺣﺘﺮﺍﺯﻳﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻘﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﻋﺐﺀ ﻭﺣﺠﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﳌﻄﺮﻭﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ ،ﻛﻤﺎ ﺑﺮﺭﺕ ﺫﻟﻚ ﻭﺯﺍﺭﺓ
ﺍﻟﻌﺪﻝ ﰲ ﺳﺆﺍﻝ ﻃﺮﺡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﺼﺎﳊﻴﺔ
ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺯﻱ ﻣﻊ ﺿﻤﺎﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﺍﳉﻨﺎﺓ ،ﻟﺬﻟﻚ ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻪ
4
ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻹﺟﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ .
2222
ﻣﻼﻣﺢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ
ﺧﺎﲤﺔ:
ﻭﺧﺘﺎﻣﺎ ﳒﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﲡﻤﻊ ﰲ ﺃﺫﻫﺎﻧﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻨﻘﻠﻨﺎ ﺑﲔ ﺃﺑﺮﺯ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ،ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺣﺎﻭﻝ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ
ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺃﻥ ﳚﻌﻞ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﺃﻳﻘـﻮﻧﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺎﺩﻓﻌﻪ ﺇﱃ ﺗﺒﲏ ﺧﻂ ﺟﻨﺎﺋﻲ
ﻣﻌﺎﺻﺮ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﲔ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻭﻛﻴﺎﻥ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﻨﺎﻏﻢ ﺑﲔ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﺑﲔ ﺃﻫﻢ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﻣﺒﺪﺃ ﻗﺮﻳﻦ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ،ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻟﺘﺪﻋﻴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ
ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﺆﺷﺮﺍﺗﻪ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺇﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻱ ﻣﺮﻭﺭﺍ ﺇﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﺃﺧﻄﺮ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺎ
ﺍﳌﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺍﳊﺒﺲ ﺍﳌﺆﻗﺖ ﻛﻤﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻹﻓﺼﺎﺡ ﻋﻦ ﻧﻴﺘﻪ ﰲ ﺩﻋﻢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺿﻊ ﻋﺐﺀ
ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﺗﻮﺟﻬﻪ ﳓﻮ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﺼﺎﳊﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ .ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺣﺎﻭﻝ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻌﺰﻳﺰﻩ ﳌﻼﻣﺢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻋﱪ ﺃﻫﻢ ﳏﻄﺎﺕ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ،ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻢ
ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﺇﺣﺘﺮﺍﺯﻳﺔ ﻭﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﻮﻓﻴﻘﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭﺍﳊﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭ
ﺍﻟﺘﺠﺮﱘ ﺃﻣﻼ ﰲ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﺍﳉﻨﺎﺓ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﺩﻣﺎﺟﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .
ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ :
_ﺃﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﲎ ﺑﺘﺸﺮﻳﺢ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻭﺗﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﺘﻤﻊ ﻟﻠﺘﺼﺪﻱ ﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻹﺟﺮﺍﻡ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ
ﻟﻴﺴﻬﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺇﺧﺘﻴﺎﺭ ﺗﻮﺟﻬﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﳍﺎ ،ﻓﺈﻣﺎ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻮﺟﻬﻪ ﺭﺩﻋﻴﺎ ﺃﻭ ﻭﻗﺎﺋﻴﺎ ﺃﻭ ﻣﺰﳚﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ.
_ ﺃﻥ ﺍﳌﺨﻄﻂ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻲ ﻗﺪ ﺃﻓﺼﺢ ﻋﻦ ﺗﻮﺟﻬﻪ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ ﲞﺼﻮﺹ ﻣﺒﺪﺃ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻮﺟﻪ ﻭﻗﺎﺋﻲ ﻣﺘﺰﻥ ،ﻓﻜﻤﺎ
ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻭﺋﺪ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﰲ ﻣﻬﺪﻫﺎ ﻓﻬﻮ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻌﺪﻡ ﺿﺮﺏ ﺇﻓﺘﺮﺍﺽ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﺍﳌﺸﺘﺒﻪ ﻓﻴﻪ ﺍﻭ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺣﻔﺎﻇﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺪ
ﺃﻫﻢ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ.
_ ﺇﻥ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﳛﻀﻰ ﺎ ﺍﳌﺸﺘﺒﻪ ﻓﻴﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺗﻌﺒﲑ ﺻﺮﻳﺢ ﻋﻦ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻲ
ﰲ ﳎﺎﻝ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﳉﺮﳝﺔ .
_ ﺇﻥ ﺍﳊﺒﺲ ﺍﳌﺆﻗﺖ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺮ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻷﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﺴﺎﺱ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﲝﺮﻳﺔ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻟﺬﻟﻚ ﺟﻌﻞ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻲ ﻣﻨﻪ
ﺇﺟﺮﺍﺀﺍ ﺇﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺎ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻻ ﰲ ﺃﺿﻴﻖ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﻭﺑﺘﻮﺍﻓﺮ ﲨﻠﺔ ﳑﻦ ﺍﳌﱪﺭﺍﺕ ،ﻟﺬﻟﻚ ﺟﺎﺀﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ
ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﻛﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﺑﻊ ﺍﻹﺳﺘﺜﺎﻧﺌﻴﺔ ﻭ ﻣﺆﺷﺮ ﺻﺮﻳﺢ ﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻲ ﺍﳌﺘﺰﻥ ﰲ ﺩﻋﻢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ.
_ ﺇﻥ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﺼﺎﳊﻴﺔ ﺩﻋﺎﻣﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﳌﺸﺮﻉ
ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻹﺭﺳﺎﺀ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﰲ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺿﻴﺎﻉ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
ﺍﻟﺘﻮﺻـﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻹﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ :ﺑﻌﺪ ﺇﲤﺎﻣﻨﺎ ﳌﻮﺿﻮﻋﻨﺎ ﻭﺗﺴﺠﻴﻠﻨﺎ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﻵﺗﻴﺔ ﺇﺭﺗﺄﻳﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﺪﻡ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ
ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
_ ﺇﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﺁﻟﻴﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺪﻓﻊ ﺑﻌﺪﻡ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺃﻱ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻓﻴﻪ ﻣﺴﺎﺱ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺃﻭ ﻏﲑ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺑﻘﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﺃﻱ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ
ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﳑﺎ ﻳﻮﻓﺮ ﺑﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﲪﺎﻳﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ .
2223
ﻋﺮﰊ ﺭﺑﻴﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻔﻴﻆ
_ ﺗﻀﻴﻴﻖ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﱃ ﺍﳊﺒﺲ ﺍﳌﺆﻗﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻔﻌﻴﻞ ﺍﳉﺪﻱ ﻟﺒﺪﺍﺋﻠﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ،ﻷﻥ
ﺍﳊﺒﺲ ﺍﳌﺆﻗﺖ ﻗﺪ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﲢﻘﻴﻖ ﺇﱃ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺩﺍﻧﺔ ﰲ ﺣﺎﻝ ﲤﺪﻳﺪﻩ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ .
_ ﺍﻟﺘﺒﺴﻴﻂ ﻣﻦ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﻟﻠﻨﻈﺮ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﻣﺪﺗﻪ ﻭﻣﺮﻭﻧﺔ ﺇﺟﺮﺍﺋﺎﺗﻪ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺃﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ
ﲤﺪﺩﺕ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻗﻒ ﻭﺎﻃﻠﺖ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﺘﺒﻪ ﻓﻴﻪ ،ﺳﻴﺤﺪﺙ ﺇﻧﻔﻌﺎﻝ ﻭﺇﺣﺘﻜﺎﻙ ﺑﲔ ﺿﺎﺑﻂ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﳌﺸﺘﺒﻪ
ﻓﻴﻪ ،ﳑﺎ ﻗﺪﳝﺲ ﲝﻘﻮﻗﻪ ﻭﺣﺮﻳﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﻀﻤﻨﻬﺎ ﻟﻪ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ.
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ:
.1ﺍﻟﻜﺘﺐ :
-ﺃﲪﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﻨﺴﻲ ،ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻭﻕ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ . 1983 ،
-ﺃﲪﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﺳﺮﻭﺭ ،ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ.
-ﺃﲪﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﺳﺮﻭﺭ ،ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻭﻕ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻣﺼﺮ.
-ﻣﺴﻠﻢ ﻳﻮﺳﻒ ،ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﳉﻨﺎﺓ ،ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻷﻟﻮﻛﺔ.
-ﻣﻌﺮﺍﺡ ﺟﺪﻳﺪﻱ ،ﺍﻟﻮﺟﻴﺰ ﰲ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﺩﺍﺭ ﻫﻮﻣﻪ ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ . 2004 ،
-ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﻭﻫﺎﻳﺎﺑﻴﻪ ،ﺷﺮﺡ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﺩﺍﺭ ﻫﻮﻣﻪ.2012 ،
-ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺧﻠﻔﻲ ،ﳏﺎﺿﺮﺍﺕ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ،ﺃﻟﻘﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻝ.ﻡ.ﺩ ،ﻛﻠﻴﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺣﺎﻣﻌﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻣﲑﺓ ،ﲜﺎﻳﺔ ،ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ . 2017/2016
.2ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺎﺕ :
_ ﻋﻠﻲ ﺃﲪﺪ ﺭﺷﻴﺪﺓ ،ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻭﺍﳊﺒﺲ ﺍﳌﺆﻗﺖ ،ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ،ﻛﻠﻴﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻮﻟﻮﺩ
ﻣﻌﻤﺮﻱ ﺗﻴﺰﻱ ﻭﺯﻭ،ﰲ . 2016/02/13
.3ﺍﳌﻘﺎﻝ ﺍﳌﻨﺸﻮﺭ:
_ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﺗﺮﻛﻲ ﻭ ﻧﺴﻴﻐﺔ ﻓﻴﺼﻞ ،ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻭﺍﳌﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﳉﺮﳝﺔ ،ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ،01ﰲ
.2018/06/01
-ﻛﺎﺑﻮﻳﺔ ﺭﺷﻴﺪﺓ ،ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﻣﺒﺪﺃﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ،ﳎﻠﺔ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﺘﻤﻊ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ،01ﰲ . 2017/06/01
_ ﺃﲪﺪ ﻟﻄﻔﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺮﻋﻲ ،ﲝﺚ ﳏﻜﻢ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺗﺪﻋﻴﻢ ﻣﺒﺪﺃ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ،ﺍﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ،
،ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻟﻠﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ،06ﲨﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﱃ 1434ﻫـ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ﻟﺴﻨﺔ . 2013
_ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺧﺪﻭﻣﺔ ،ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺁﻟﻴﺔ ﻟﺘﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﺼﺎﳊﻴﺔ ﺑﲔ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻭﻋﺰﻭﻑ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﺸﺘﻜﻰ ﻣﻨﻪ،
ﳎﻠﺔ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺭﻗﻢ ، 01ﺃﻓﺮﻳﻞ .2018
2224
ﻣﻼﻣﺢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ
.4ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ:
_ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻲ ﺭﻗﻢ 442/20ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 15ﲨﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﱃ ﻋﺎﻡ 1442ﻩ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ﻝ 30ﺩﻳﺴﻤﱪ ﺳﻨﺔ ، 2020
ﺍﳌﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ،ﺍﳉﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ، 82ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 15ﲨﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﱃ ﻋﺎﻡ
1442ﻩ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ﻝ 30ﺩﻳﺴﻤﱪ ﺳﻨﺔ .2020
-ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ، 01/16ﺍﳌﻮﺭﺥ ﰲ 06ﻣﺎﺭﺱ 2016ﺍﳌﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ،ﺍﳉﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ،ﺍﻟﻌﺪ 14
ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 07ﻣﺎﺭﺱ ..2016
-ﺍﻷﻣﺮ ﺭﻗﻢ ، 155/66ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 08ﻳﻮﻧﻴﻮ ،1966ﺍﳌﻌﺪﻝ ﻭﺍﳌﺘﻤﻢ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 10/19ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ
، 2019/12/11ﺍﳉﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺭﻗﻢ ، 78ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 08ﺩﻳﺴﻤﱪ . 2019
2225