عرفت البشرية عبر التاريخ وجودها العديد من لكوارث ،و
المخاطر الناتجة عن الحروب ،أو عن طريق انتشار األمراض و
األوبئة التي أودت بحيات الماليين و لكن ما يميزها عن أخطار
فيروس كورونا ،إنها لم تستهدف البشرية كافة ،كما يحدث اآلن
من قبل كورونا فقد تبين انه ال يعرف الحدود الجغرافية و
القوميات األديان المذاهب الطوارئ المواالة أو المعارضة...الخ
على المستوى العالمي ،أو على مستوى الدولة الواحدة أظهرت
المرحلة األولى ،من انتشار فيروس كورونا أن معظم دول
.العالم غير مهيأة لمواجهة هذه الحرب الصحية
ال شك إن جائحة كورونا ،و اإلجراءات التي اتخذت لمعالجتها،
تركت و ما تزال أثار نفسية متنوعة على فئات كثيرة من
الناس ،و إن كان بدرجات متفاوتة جذور اآلثار النفسية تأتي من
.عاملين أساسيين و متداخلين مع بعضهما البعض
االنتشار السريع و الهائل لفيروس كورونا ،يؤدي إلى ضغوطات
نفسية أهمها القلق و االكتئاب ،يعيش الناس في حالة من التوتر
حيال األشياء من حولهم ،و يؤدي إلى حالة من عدم اليقين حول
المستقبل القلق من إمكانية اإلصابة بالمرض أو إصابة أفراد
األسرة و الحبة من حولهم ،يؤدي إلى حالة من التوتر الدائم و
القلق و قد يؤدي إلى ضغوطات نفسية كبيرة ،مرتبطة بالسلوك
الواجب إتباعه في هذه الحاالت تتفاقم اآلثار النفسية نتيجة
االنتشار السريع والكثيف للفيروس مع عدم وجود عالج محدد
له ،أو إيجاد لقاح سريع للمرض مما يؤدي حاالت من االكتئاب
.تتراوح حدتها من البسيط إلى المزمن
اإلجراءات المصاحبة التي تأخذها الدول ،مضطرة لمواجهة
المرض ألتقل أهمية ،عن الجانب الصحي المرتبط
بالمرض ،إجراءات كالحضر الطويل األمد و توقف األنشطة
االعتيادية ،و خاصة االقتصاد منها تفاقم من اآلثار النفسية ،ال بل
.يصبح مصدرا للقلق و التوتر و الخوف و االكتئاب
التهويل و المبالغة و التناقض و عدم الدقة ،في تصريحات بعض
المسؤولين و الخبراء تفاقم من اآلثار النفسية السلبية كالقلق و
عدم اليقين و الخوف من المستقبل التصريحات ،التي أطلقت
في األسابيع الماضية عن عدم جاهزية القطاع الصحي ،كوجود
نقص في األسرة أو األجهزة الطبية كانت لها أثار سلبية على
تصورات المواطنين ،حول قدرة هذا القطاع بالتصدي لهذه
.الجائحة
أثار الجائحة و اإلجراءات المتبعة لمواجهتها تترك أثارا كبيرة،
اقتصادية و اجتماعية و نفسية على الناس ،البعد النفسي لهذه
اآلثار يكاد أن يكون مهمال و ذلك لضعف الخدمات النفسية بشك
عام ،وفي هذه المرحلة البد من إعادة النضر بالخطاب الرسمي
الذي يتعامل مع الجائحة ،باتجاه بث روح الطمأنينة و تخفيف
.منسوب التشاؤم و اليأس و القنوط لدى المواطنين