0% found this document useful (0 votes)
23 views27 pages

Arabc Aaaaaaaaaaaa

تناقش الوثيقة مفهوم التربية وأهميتها وأهدافها ووظائفها، حيث تعتبر التربية عملية أساسية لتطوير الأفراد والمجتمعات. تتناول الوثيقة العوامل المؤثرة في التربية وأشكالها عبر العصور المختلفة، بدءًا من المجتمعات البدائية وصولاً إلى العصور الحديثة. كما تبرز أهمية التربية في بناء المواطن الصالح وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

Uploaded by

xabat28q
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as PDF, TXT or read online on Scribd
0% found this document useful (0 votes)
23 views27 pages

Arabc Aaaaaaaaaaaa

تناقش الوثيقة مفهوم التربية وأهميتها وأهدافها ووظائفها، حيث تعتبر التربية عملية أساسية لتطوير الأفراد والمجتمعات. تتناول الوثيقة العوامل المؤثرة في التربية وأشكالها عبر العصور المختلفة، بدءًا من المجتمعات البدائية وصولاً إلى العصور الحديثة. كما تبرز أهمية التربية في بناء المواطن الصالح وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

Uploaded by

xabat28q
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as PDF, TXT or read online on Scribd
You are on page 1/ 27

‫( وقل اعملوا فيسيري هللا عملكم ورسوله والمؤمون )‬

‫‪1‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫مقدمة‬

‫معنى التربية‬
‫اهمية التربية‬
‫أهداف التربية‬
‫وظائف التربية‬
‫العوامل التي توثرعلى عملية التربية‬
‫أشكال التربية‬
‫تطور مفهوم التربية عبر العصور‬
‫أوأل‪ :‬التربية في المجتمعا البدائية‪:‬‬
‫ثانيأ‪ :‬التربية في بعض الحضارات القديمة‬
‫أ ‪ .‬التربية في حضارة وادي الرافدين‬
‫ب‪ .‬التربية في حضارة وادي النيل‬
‫ج‪ .‬التربية الصينة‬
‫د‪ .‬التربية اليونانية‬
‫‪.1‬نضام التربية في إسبارطة‬
‫‪ .2‬نضام التربية أثنيا‬
‫ثالثأ‪ :‬التربية في العصور الوسطى‬
‫رابعاً‪ :‬التربية اإلسالمية‬
‫خامساً‪ :‬التربية عند الكورد‬
‫سادساً‪ :‬التربية في عصور النهضة األوروبية‬
‫سابعاً‪ :‬التربية في العصور الحديثة‬
‫األسس العامة للتربية‬

‫‪2‬‬
‫أوأل ‪ :‬األساس الفلسفي‬
‫ثانيأ ‪ :‬األساس الفلسفي‬
‫ثالثأ ‪ :‬األساس االجتماعي‬
‫رابعأ ‪ :‬األساس النفسي‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬
‫تلعب التربية دور مهم في حياة الفرد والمجتمعات والشعوب‪،‬فهي عماد التطور والبنيان‬
‫واألزدهـار ‪ ،‬وهي وسيلة أساسية من وسائل البقاء واالستمرار ‪،‬كما أنها ضرورة اجتماعية‬
‫تهدف لتلبية احتياجات المجتمع واالهـتمام بهـا ‪ ،‬فالتربية في المجال الفردي هي عامل لبناء‬
‫اإلنسان وأدواة لتوجهه و نضجه‪ ،‬إذ يمكن عن طريق التربية البلوغ باإلنسان إلى قمة الجمال‬
‫والكمال ‪ ،‬و بناء أناس مفكرين و مدبرين ومبتكرين ومنتجين ومغيرين على الصعيد الوطني‬
‫والدولي ‪.‬‬
‫والتربية في المجال الجماعي ‪ ،‬عامل من أجل التعايش والتفاهم االجتماعي المقرون بالسالم‬
‫والسعادة والحياة في ضل المحافظة على القوانين ومراعاتها‪.‬وهـي أمر من الضروري وجوده‬
‫الستمرار حياة جميع المجتمعات‪.‬‬
‫وثمة عالقة بين التربية واالقتصاد والتربية والحضارة ‪،‬والتربية والسياسة ‪ ،‬أي يمكن القول أن‬
‫قيمة المجتمع ال تتمثل في معادنه وثرواته التي فوق األرض وتحتهـا‪ ،‬إنما قيمة مرهـونة‬
‫بالعقول الناضجة واألفراد المهـذبين الذي يعيشون فيه ويعملون ويجهـدون‪.‬‬
‫في الختام نستطيع القول أن التربية صناعة فاألمكان اعتبار نضام و مؤسسة التربية كالمعمل‬
‫الذي يستلم مواد خام ‪ ،‬و بعد صناعتهـا يحولها إلي نتاج معين ‪.‬‬

‫معنى التربية‬
‫للتربية مفاهيم متعددة كونها من الكلمات ذات المعاني المتعددة ‪،‬وهذه المفاهيم وإن تعددت إال‬
‫أنها في النهاية كل متكامل يمكل إحداها األخرى‪ .‬وسوف نحال التطرق إلى معنى التربية من‬
‫الناحية اللغوية واالصطالحية ‪.‬‬

‫التربية لغة ‪:‬‬ ‫*‬


‫المتتبع لمعنى التربية في اللغة يجد للتربية ثالث أصول لغوية و هي ‪:‬‬
‫‪( - 1‬ربا ‪-‬يربو ) ‪ :‬بمعنى الزيادة و النمو ‪ .‬بقوله تعالى (وما أتيتم من رباليربوا في أموال‬
‫الناس فال يرد عندهللا ) ‪،‬وقوله تعالى (يمحق هللا الرباويرييالصدقات ) ‪.‬‬
‫‪( - 2‬ربا ‪-‬يربي) ‪ :‬بمعنى نشأ و ترعرع ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫يرب) ‪ :‬بمعنى اإلصالح و تولي األمر ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫(رب ‪-‬‬
‫ً‬ ‫‪-3‬‬
‫و بهذا فإن معاني التربية هي ‪ (:‬الزيادة ‪ ،‬والنمو ‪ ،‬و الشوء ‪ ،‬والترعرع ‪ ،‬واإلصالح ‪،‬‬
‫والتهذيب)‬

‫* التربية اصالحا ً ‪:‬‬


‫تأخذ التربية مدلوالت وتعريفات مختلفة منها‪ :‬التربية هي‬
‫‪ -١‬العملية التي تُهدف إلى مساعدة الفرد ليصبح مواطنا ً صالحا ً في مجتمعه ‪.‬‬
‫‪ -٢‬العلية المسؤولة عن نقل التراث الثقافي من جيل إلى جيل وتجنيد هذا التراث‪.‬‬
‫‪.٣‬العلمية التي تهدف إلى مساعدة الفرد على التكيف في الحياة ‪.‬‬
‫‪.٤‬العلمية التي يحافظ بها المجتمع على بقائه واستمراره‪.‬‬
‫‪.٥‬العملية المسؤولة عن مساعدة الفرد على تنمية شخصيته‪.‬‬
‫‪.٦‬العملية التي‪ .‬تهدف إلى إعداد الفرد لحياة الكبار‪.‬‬
‫وفي الختام يمكن القول أن التربية‪ :‬عملية تشكيل وإعداد أفراد إنسانيين في مجتمع معين آلن‬
‫التربية تعد الوسيلة األسائية التي بها ينتقل الفرد من مجرد كانن أو فرد ييولوجي إلى فرد‬
‫إنسائي يشعر باالنتماء والوالء صله قيم وعادات واتجاهات وآمال‪ ،‬فين خاللها تتم عملية‬
‫تورجيه طاقات الفرد ونموه بمختلف الوسائل المحددة والتي تتم في األسرة والمدرسة‬
‫والمؤسسات التربية األخرى ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫أهمية التربية‬
‫هناك اهمية كبيرة لدور التربية في المجتمعات على اختالفهان وتبرز أهميتها في جوانب‬
‫متعددة منها أنها ‪:‬‬
‫‪ -1‬أصبحت استراتيجية وطنيه لشيرب العالم‪ ،‬يتم وضع ميزانيات والخطط والكوادر البشرية‬
‫من السياسات والبلدان التحقيق األهداف المرجوم أن يسير عليها األقرناد عليها من خالل‬
‫التربية‬
‫‪ -٢‬عامل مهم من عوامل التنمية االقتصادية عن لري أفراد مؤهلين واستثمار القوى البشرية‬
‫عامل مهم وإعدادها وتأهليها للعمل في االقتصاد‬
‫‪ -٣‬عامل مهم من عوامل التلمية االجتماعية‪ ،‬حيث نربى مفرد دعلى تحمل مسؤولياته‬
‫االجتماعية‪ ،‬ومعزفة حقوقه وواجباته‬
‫‪ -٤‬عامل مهم في بناء الدولة العصرية الحديثة التي تتماشى مع التقد العلمى التكنولوجي ويعيش‬
‫الفرد فيها حياة كريمة برفاهية وعدالة اجتماعية بين جميع األفراد‬
‫‪ -٥‬عامل مهم من عوامل إرساء الديمتراطية الصحيحة حيث تدل األفرء علم حقوقهم المدنية‬
‫والسياسية‪ ،‬وتحرير األفكار من الجهل ليؤمن األفراد بالرأي والرأي اآلخره‬
‫‪ -٦‬عامل مهم في التماسك االجتماعي والوحدة الوطنية والقومية من خالل توحي القوى‬
‫االتجاها في المجتمع لخلق وحدة فكرية تؤدي إلى ترابط المجتمع وتماسك أفراده‬

‫اهداف التربية‬
‫هناك مجموعة من األهداف تكاد تكون مشتركة بين المربين قديما ً وحديثاً‪ ،‬ومن تلك األهداف ‪:‬‬
‫‪ -١‬تكوين المواطن الصالح‪ :‬أي تكوين الشخص الذي يمثلل لألوامر والنواهي والقوانين في المجتمع من‬
‫محض إرادته ‪.‬‬
‫‪ -٢‬النمو التكامل للفرد ‪ :‬فالتربية تعد الفرد إعدادا يرهلهُ كي متكامالً الجسدية والعقلية واالنفعالية والخلقية‬
‫والحركية ‪.‬‬
‫‪ -٣‬بيناء شخصية الفرد ‪ :‬حيث تعمل التربية على تكون السلوك وتوجيهه لبناء الفرد في المجتمع من جمع‬
‫النواحي ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -٤‬تحقيق الكفاية االنتاجية ‪ :‬أي الوصول للكفاية االنتاجية عن طريق الخطط الوضوعة الزيادة إنتاج‬
‫المصانع والثروة الصناحية والحيوانية والطبيعية من خالل إنشاء مدارس متخصصه بذلك ‪.‬‬

‫‪ -٥‬مسادة الفرد على التكيف ‪ :‬إي إكساب الفرد االتجاهات التي تفيده في التكيف مع بيئته‬
‫الطبيعية واالجتماعية ‪.‬‬

‫وضاف التربية‬
‫المجال التربوي تركية عامل تغييري في الفرد من أجل سيره نحو الكمال ونشوء ونمو جميع‬
‫القوى اإلنسانية واألبعاد الوجودية لإلنسان‪ ،‬وبالتالي جعله صاحب قوة يستطيع على ضوئها‬
‫التقدم وبناء نفسه من دون شعور بالغيا‪ ،‬وهي بشكل عام ثالثة أبعاد‪ ( :‬الجسم أو الجسد‪ ،‬الفكر‬
‫والذهن أو العقل‪ ،‬والبروح أوالنفس ) ‪.‬‬
‫‪:‬أوالً‪ :‬التربية الجسمية‬
‫يختاف األفراد بعضهم عن‬
‫البعض من حيث خصائصهم الجسمية‬
‫تبعا ً لعامل الوراثة‪ ،‬مثل اختالفهم في لون‬
‫الشعر واألعين‪ ،‬وفيصلة الدم‪ ،‬وسمات‬
‫وجوههم وشكل اجسامهم من حيث الطول‬
‫والقصر‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬وكذلك في درجة‬
‫نعوهم الجسمي وصحتهم وحيوتهم‬
‫وقدرتهم‪ ،‬تبعا ً لنوعية تغذيتهم المرتبطة‬
‫‪/‬بمستواهم االقتصادي‪ ،‬ومن الملحوظ أن‬
‫النمو الجسمي أسرع وأكمل لدى أبناء األسر (الدون) الغنية المتقدمة منه لدى أبناء الدول‬
‫(األسر)‪ .‬الفقيرة الذين ما التربيتعانون من سوء التغذية وسوء الرعاية المصحية فمن اهم‬
‫األسس التي ينبغي مراعاتها في شان التربية لسمية ‪])١‬جسمية وخصائصه‪( :‬التغذية الصحية‪،‬‬
‫والراحة الكافية والترويح الالزم‪ ،‬والنظافة الشخصية‪ ،‬الوقاية‪،‬‬
‫‪)-‬والعالج‬

‫‪7‬‬
‫ثانياً‪:‬التربية العقلية ‪:‬‬
‫يولد اإلنسان مزودا ً باستعدادات وقدرات تقاية منعددة يمكن أن تبلغ أقصى حد لها من الجودة‬
‫واالتقان والكمال إذا هيء لها الجو النفسي والتعليمي والتربوي واالجتماعي الصحيح‪ .‬فالتربية‬
‫العقلية تتأثر بعوامل عديدة من أهمها عاملي الوراثة والبيئة‪ ،‬بالتسبة لعامل الوراثة تتأثر‬
‫خصائص النمو العقلي من ذكاء وقدرات عقلية أخرى بعامل الوراثة تأثرا ً كبيرا ً من اللحظة‬
‫األولى التي تلقح فيها الخلية الذكرية الخلية األنثوية‪ ،‬وإذلك‪ :‬يرث الفرد من والديه وأجداده‬
‫وأسالفه من خصائصهم العقلية قوة وضعفا ً‪.‬‬
‫كذلك تأثر خصائص النمو العقلي بعامل البيئة‪ ،‬وذلك ألن الخصائص العقلية الموروثة تكون‬
‫عبارة عن قدرات كامنة ال تنمو لو تنشط إال يتفاعلها مع الظروف البيئية المناسبة فإذا كانت‬
‫الوراثة تحدد نسبة الذكاء فإن البينة هي التي تتيح لهذا النسبة فرص النمو والتحسن والعطاء‪،‬‬
‫ويكون هذا التأثير لحظة التلقيح فيتأثر الجنين‪ .‬بالمؤدرات البيئة التي تقع على أمه تشمل الحالة‬
‫الصحية والنفسية لألم‪ ،‬ونوع وكمية تغذيتها‪ ،‬ثم يزداد أثر هذه العوامل بعد والدة الجنين‬
‫ثالثاً‪:‬التربية الروحية ‪:‬‬
‫التربية الروحية من أهم جوانب التربية التي تؤثر في شخصية الفرد تأثيرا ً كبيرا ً فتجعله مياالً‬
‫للخير‪ ،‬متحليا ً بالصفات الحميدة‪ ،‬ملتزما ً في ستوكه وتصرفاته ذاتيا ً مستمرا ً بالخلق الكريم‪،‬‬
‫عامالً في مساعدة اآلخرين‪ ،‬محبا ً للتعاون‪ ،،‬ذا نفس متفائلة يقبل على الحياة بروح إيجابية‬
‫وهي ضرورة حياتية لكن إنسان فبدونها تختل موزاين شخصيته‪ ،‬وتضطرب قواه العقلية‬
‫والنفسية ‪ ،‬فيش قى في الحياة‪ ،‬وينظر إليها نظرة متشائمة‪ ،‬فالتربية الروحية السليمة تغرس في‬
‫نفوس الناشئين الفضلي والقيم والمثل األخالقية السامية ‪.‬‬
‫وللتربية وظائف كثيرة نذكر أهمها‪:‬‬
‫‪ -١‬التربية هي عملية إعداد العقل السليم‪ ،‬وظينتها تنمية العقل السليم وأن السلوك السليم إنما‬
‫يتاتى من خالل معرفته‪.‬‬
‫‪ -٢‬التربية تعمل على حفظ التراث ونقله عبر األجيال ‪.‬‬
‫‪ -٣‬تعمل التربية على استغالل ذكاء اإلنسان من خالل اكتشاف أداوت المعرفة ‪.‬‬
‫‪ -٤‬التربية عملية استثمار اقتصادي‪ :‬أي لها عائد ومردود مثلها مثل األموال التي تستثمر في‬
‫مشروع اقتصادي لها مرود وهو الربح ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -٥‬تعمل التربية على تكيف الفرد مع المجتمع وفق القيم والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع‬
‫الذي ينتمي إليه‪.‬‬

‫العوامل التي توثرعلى عملية التربية‬


‫تتاثر التربية بالعديد من العوام التي تحدد طبيعتها وأغراضها وأهم هذه العوامل‪:‬‬
‫أوأل‪ :‬العوامل البيولوجية‪ :‬يتميز جميع األفراد بالخصانص بيولوجيّة تؤدي إلى استمرار حياتهم‬
‫وقدرنهم على التعلم واالستمرار فيه‪ .‬وعلى الرغم من تشابه جميع األفراد في البنية‬
‫البيولوجية‪ ،‬إال أن ثمة فروقا ً فردية بينهم‪ ،‬من خالل هذه الخصائص البيولوجية الكانن اإلنساني‬
‫يمكن القول‪ :‬أن لديه القدرة على التعلم والتربية‪ ،‬فهو يولد وهيه القدرة على التعل‪.‬‬
‫ثانيا ً العوامل الطبيعية‪ :‬يعتبر توافر عناصر البيئة الطبيعية من متطلبات الحياة اإلنسانية‪،‬‬
‫فوجود هذه العناصر تساعد على ظهور أنماط سلوكية نتيجة لمعرفة اإلنسان وطرق استخدامه‬
‫واستثماره لهذه البيئة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬العوامل اجتبا والثقافية‪ :‬يعيش اإلنسان في جماعة‪ ،‬ويتصل بأفرادها‪ .‬بوسائل متعددة‪،‬‬
‫ويتعلم سلوكه من خالل تفاعله ميجتمعه الذي يعيش فيه‪ ،‬فالبيئة االجتماعية تمثل الوسط‬
‫االجتماعي الذي يعيش فيه‪ ،‬ومن هذه االنماط السلوكية‪ ،‬اللغة‪ ،‬والقيم والعادات والتقاليد‬
‫والمعتقدات‬

‫أشكال التربية‬
‫تصنف عملية التربية في أشكال متعددة على أساس طريقتها أو حسب المكان الذي تتم فيه‪ ،‬وأن‬
‫شخصية اإلنسان هي محصلة لهذا األشكال المختلفة للتربية‪ ،‬ومن التصنيفات األكثر شيوعا ‪:‬‬
‫‪ -1‬التربية النظامية‪ :‬وهي ذلك الشكل من التربية‬
‫ال يم من مخالل التعليم المدرسي الذى يحصل في المدرسة‪ ،‬أو المؤسسة التظيمية‪ ،‬وتتم وفق الياف‬
‫‪.‬دراسية محددة وطرق وأساليب تربوية‪ ،‬وكذلك اإلدارق التكوية ومواد تعليمية‬
‫مددة‪ ،‬ويتطلب تحقيق أهدافها وجود سناهج‬
‫‪-٢‬التربية الغير النظامية‪ :‬وهي تلك التربية التي تتم من خالل األمرة ودور العبادة والنوادي ومجتمع‬
‫الرفاق والحياة االجتماعية‪ ،‬وهي تربية ال تتم وفق أهداف واضحة محددة بصورة مسبقة ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -٣‬التربية غير المنظمة التلقائية العرضية‪ :‬يقصد بها تلك التربية التي نظم في العالم الواسع للفرد‪ ،‬دون‬
‫أن تكون هناك جهة معينة تهدف القيام بها‪ ،‬فهي تربية تتم دون ضبط أو تعجيه هن أحد‪ ،‬وهي تعد من‬
‫أخطر أشكال التربية على تنشئة الفرد وتربيته‬

‫تطور مفهوم التربية عبر العصور‬


‫يختلف مفهوم التربية وأغراضها‪ ،‬باختالف طبيعة نظرة المجتمعات المختلفة عبر تاريخ تطورها إلى‬
‫التربية وأهدافها ووظائفها‪ ،‬وباختالف نظرتها إلى طبيعة الحياة‪ ،‬وطبيعة اإلنسان‪ ،‬لذنك البد لكل من يعمل‬
‫في الحقل التربوي أن يكون لديه قدر من المعرفة بتطور مفهوم التربية غبر العصور التاريخية الطويلة‪،‬‬
‫ألن فهم معنى التربية ومتابعة مراحل التطور التي مرت به منذ أقدم العصور حتى الوقت الحاضر يساعد‬
‫على تكوين إطار نظري لدى المربين يستند إلى األسس التاريخية للنظريات التربوية المختلفة‪ ،‬وفيما يلي‪:‬‬
‫عرض مبسط‬
‫حول تطور مفهوم التربية عبر العصور المختلفة‪:‬‬

‫أوأل‪ :‬التربية في المجتمعا البدائية‪:‬‬


‫لقد نشأت التربية بنشأة اإلنسان ومن الطبيعي أن يدور الحديث عن التربية البدائية حول األقوام انية‪ ،‬ويرى‬
‫بعض المؤرخين أن األقوام البدائية هي تلك األقوام التي عاشت قبل خمسة آالف سنة‪ ،‬إال أننا ي بالتربية‬
‫البدائية تلك التربية التي ظهرت بظهور اإلنسان على هذا الكوكب‪ ،‬امتازت التربية في جتمعات البدائية‬
‫ببساطتها‪ ،‬حيث كالت‪ :‬تتم بصورة غير مقصودة (عفوية) وكانت وسائلها بدائية ومطالبها لة ال تعمر سوى‬
‫إشباع حاجات الجسم من طعام وشراب وكساء وماوى‪ ،‬وكانت التربية انذاك تعتمد على كوة والكوليد وكان‬
‫الناشئ يقلد عاذات مجتمعه وطراز حياته تقليدا ً عفويا ً خالصاً‪ ،‬ونظرا ً ألن المتطلبات الحياتية لم تكن معقدة‬
‫وكثرة فلم تكن هناك مؤسسة أو مدرسة تقوم بنقل التراث حيث كان يقوم بالعملية التربوية والتعليمية وعملية‬
‫تكيف األفراد مع البيئة الوالدان أو العائلة أو احد األقارب ‪ ،‬وفي أوخر المرحلة البدائية كان يقوم بها الكاهن‬
‫أو رئيس القبيلة ‪:‬‬
‫‪ -1‬إنها تربية تهدف إلى دمج الفرد بمجتمعه عن طريق اكتسابه لعادات وتقاليد ومعتقدات ذلك المجتمع‪.‬‬
‫‪ -2‬إنها تربية ال تتم عن طريق مؤسسة تربوية مدرسية خاصة‪ ،‬وإنما تتم عن طريق المجتمع البدائي‬
‫بأسره(الوالدان‪ ،‬األسرة‪ ،‬رئيس القبيلة)‪.‬‬
‫‪ -3‬يغلبها الطابع العملي فكان الصغار يتعلمون المهن تؤدي إلى تلبية حاجاتهم األساسية وحاجات أسرهم‬
‫التي تؤدي إلى تلبية حاجاتهم األساسية وحاجات‪.‬‬
‫‪ -4‬كانت تربية بسيطة في محتواها وكانت تجري ب بصور عفوية وغير مقصودة فقد كان األطفال يتعلمون‬
‫ما تعلم آبائهم وأهليهم أو أفراد القبيلة بالتلقين أو الساهدة أو التقليد‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ - 5‬لم تهمل الجانب الروحي والخلقي فاهتمت بتربية الصغار عن طريق إكساسم مجموعة من المعتقدات‬
‫الخاصة بالتطير والطقوس الغربية‪ ،‬واإليمان ؛بوجود األرواح والتميز ين جانب الخير والشر‪.‬‬

‫ثانيأ‪ :‬التربية في بعض الحضارات القديمة‬


‫نتيجة لتطور الحياة وتعقدها أصبح من الصعب على الوالدين أو العائلة القيام بعمية التربية ومن هنا نشاة‬
‫مهنة جديدةَ هي مهنة المربين كانت العطمية التربوية تتم في الساحات العامة أو أماكن العادة إلي أن تطورت‬
‫األمور ونشأة المدارس النظامية ‪ ،‬ومع هدا التحول والتطور ظهرت الكتابية و بدأت الحضارات تسجيل‬
‫نظمها وقوانينها وشرائعها ‪،‬وسوف نتطرق إلى بعض الحضارات القديمة ومنها ما يلي ‪:‬‬
‫التربية في حظارة وادي الرافدين‪:‬‬
‫كانت بالد ما بين النهرين مهد لحضارات قديمة‪ ،‬استطاع اإلنسان فيها ان يصنع لنفسه حياة ً قامت على أسس‬
‫حضارية متقدمة في مجاالت متعددة منذ أول عصور فجر التاريخ والتي تمتديما بين (‪ 6000‬و ‪3000‬ق‪.‬م)‬
‫وتعتير اللغة والكتابة والقايا األثرية شواهد تاريخية على دلك ‪،‬وقد شارك في صناعة هذه الحياة الشعوب‬
‫متعددة ‪ ،‬لكن البناة األساسيون الحضارة والتاريخ في أرض الرافدين نمثلت بشعبين ينتميان الي أصلين‬
‫مختلفين ‪ ،‬ونعني بهما السومريين واألكديين ‪ ،‬والتي عرفت ببالد سومر وأكد ‪.‬‬
‫وكان الهدف األساسي للمدرسة السومرية ‪ ،‬ما يصح تسميته بالتخصص والتدريب المهني ‪ ،‬لتوفير‬
‫التخصصات المختلفة لسد للمتطلبات و الحاجات األقتصادية وإلدارية الخاصة بالبالد ‪ ،‬خاصة ما يختص‬
‫بالمعيد والقصر ‪ ،‬ومن المتخرجين في المدارس السومرية من خصصوا حياتهم لمهنة التدريس وتحصيل‬
‫العلم‪ ،‬كان المعلمون يتقاضون رواتبهم من أجوار التدريس التي تجمع من الطالب ‪.‬‬
‫يتبغي اإلشارة إلي إن المدارس في نشأتها األولي عند السومريين كانت موزعةعلى ثالثة أصناف ‪:‬‬
‫‪- 1‬مدارس المعبابد ‪ :‬وكانت ملحقة بالمعابد وتدار من قبل الكهنة ورجال الدين المتعلمين‪.‬‬
‫‪ -2‬مدارس الدولية ‪ :‬وكانت تدار من قبل القصير‪،‬القتضرت موادها في البدأ على تعليم اللغة السومرية‬
‫‪،‬ومن ثم تدريب إعداد موظفين لإلدارة واألقتصاد يعلمون في دوئر الدولة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬مدارس خصوصية ‪ :‬وكان يشرف على هذه المدارس كتبة محترفون يجيدون الكتابة واللغة السومرية‬
‫ومن ثم اللغة االكدية والحساب ميدىء الحياة األولية ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫أما ما يخص نضام التعليم فلم يكن عاما ً وال إلزاميا ً‪ ،‬فكان معظم الطالب ينحدرون من األسر الغنية‬
‫والحاكمة والكهنة وغيرهم ‪،‬أما الفقراء فكان من السعب عليهم توفير المال والوقت ‪ ،‬الذين يتطلبهما التعليم ‪.‬‬
‫وقد اعتمدوا على مبدأ األنضباط في المدرسة فكان هناك ضمن القائمين بالعملية التربوية الرجل الموكل‬
‫بالسوط الذي كان مسئوالًعن األنضباط في المدرسة وكان يدعى‬
‫) ‪.(LU . AŠ . NA . GA‬‬

‫وكان منهج المدرسة السومرية القديمة مكونا ً من قسمين القسم األ يمكن وصفة بانة شبيه بالقسم العلمي ‪،‬‬
‫والثاني خاص باإلبداع واإلنتاج األدبي ‪،‬وكان لكل قسم واده الدراسية الخاصة ‪ ،‬وحملت المناهج الدراسية‬
‫في طياتها مواد دراسية عديدة شملت الرياضيات ‪،‬العلوم ‪ ،‬مواد دراسية مختصة بأسماء االقطار والمدن‬
‫والقرى ‪ ،‬واخرى باسماء االحجار والمعادن ‪،‬وكذلك الحشرات والطيور‪.‬‬

‫ثانيأ‪ :‬التربية في بعض الحضارات القديمة‬


‫اهتم المصريون القدماء اهتماما كبيرا بالتربية إذ كانوا يرون أن المعرفة وسيلة لبلوغ الثروة و المجد ‪.‬‬
‫ولهذا كان البد وجود نضاما ً مدرسيا ً وتعليميا ً راقيا ً ‪ ،‬حيث فتحت المدارس والعاهد العلمية التي طرق أبوابها‬
‫التالميذ ليكتسبوا الخبرات الثقافية لمجتمع متقدم حضاريا ً و خاصة في ميدان الصناعة والبناء ‪،‬وقد كان‬
‫النظام التربوي في مصر القديمة يقسم إلى ما يلي ‪:‬‬
‫‪. 1‬مرحلة تعليم أولية لألطفال في مدارس ملحقة بالمعابد ‪.‬‬
‫‪ - 2‬مرحلة متقدمة وهي عبارة عن مدارس نظامية يقوم بالتعليم فيها معلمون مختصون إال أنها‬
‫كانت تقتصر على أبناء الفراعنه والطبقة األولي والخاصة ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫أسس التربية‬
Basic of Education

2024 - 2025

13
‫أوالً‪ :‬التربية في المجتمعات البدائي‬
‫لقد نشأت التربية بنشأة اإلنسان ومن الطبيعي أن يدور الحديث عن التربية البدائية حول األقوام البدائية‪،‬‬
‫ويرى بعض المؤرخين أن األقوام البدائية هي تلك األقوام التي عاشت قبل خمسة آالف سنة ع إال أننا نعني‬
‫(بالتربية البدائية تلك التربية التي ظهرت بظهور اإلنسان على هذا الكوكب‪ ،‬امتازت التربية في المجتمعات‬
‫البدائية ببساطتها‪ ،‬حيث كادت تتم بصور غير مقصودة (عفوية) وكانت وسائلها بدائية ومطالبها قليلة ال تعر‬
‫ت الجسم من طعام وشراب وكساء وماوى‪ ،‬وكانت التربية انذاك تعتمد على المحركاة‬ ‫سوى إشباع حاجا ِ‬ ‫َ‬
‫والعقليد وكان الناشئ يقلد عادات مجتمعه وطراز حياته تقليدا ً عفويا ً خالصاً‪ ،‬ونظرا ً ألن المتطلبات الحياتي‬
‫لم رتكت معقدة وكثيرة فلم تكن هناك مؤسسة أو مدرسة تقوم بنقل التراث حيث كان يقوم بالعملي التربوية‬
‫والتعليمية و عملية تكيف األفراد مع البيئة الوالدان أو العائلة أو احد األقارب‪ ،‬وفي أواخر المرحلة البدائية‬
‫كان يقوم بها الكاهن أو رئيس القبيلة ‪.‬‬
‫أهم خصائص أو سمات التربية في المجتمعات البدائية‪:‬‬
‫‪ -1‬إنها تربية تهدف إلى دمج الفرد بمجتمعه عن طريق اكتسابه لعادات وتقاليد ومعتقدات ذلك المجتمع ‪.‬‬
‫‪ -2‬إنها تربية ال تتم عن طريق مؤسسة تربوية مدرسية خاصة‪ ،‬وإنما تتم عن طريق المجتمع البدائي بأسره‬
‫(الوالدان‪ ،‬األسرة‪ ،‬رئيس القبيلة) ‪.‬‬
‫‪ -3‬يغلبها الطابع العملي فكان الصغار يتعلمون المهن التي تؤدي إلى تلبية حاجاتهم األساسية وحاجات‬
‫أسرهم ‪.‬‬
‫‪ -4‬كانت تربية بسيطة في محتواها وكانت تجري بصورة عفوية وغير مقصودة فقد كان األطفال تعلمون ما‬
‫تعلم ابانهم واهليهم أو أفراد القبيلة بالتلقين أو المشاهدة أو التقليد ‪.‬‬
‫‪ -5‬لم تهمل الجانب الروحي والخلقي فاهتمت بتربية الصغار عن طريق اكسابهم مجموعة من المعتقدات‬
‫الخاصة بالتطير والطقوس الغربية‪ ،‬واإليمان بوجود األرواح والتميز بين جانب الخير والشر‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬التربية في بعض الحضارات القديمة ‪:‬‬


‫نتيجة لتطور الحياة وتعقدها أصبح من الصعب على الوالدين أو العائلة القيام بعملية التربية‪ ،‬ومن هنا نشاة‬
‫مهنة جديدة هي مهنة المربين‪ ،‬وكانت العلمية التربوية تتم في الساحات العامة أو أماكن العبادة إلى أن‬
‫تطورت األمور ونشأة المدارس النظامية‪ ،‬ومع هذا التحول والتطور ظهرت الكتابة وبدات الحضارات‬
‫تسجل نظمها وقوانينها وشرائعها‪ ،‬وسوف نتطرق إلى بعض الحضارات القديمة ومنها ما يلي‪:‬‬
‫أ‪:‬التربية في حضارة وادي الرافدين ‪:‬‬
‫كانت بالد ما بين النهرين مهد لحضارات قديمة‪ ،‬استطاع اإلنسان فيها ان يصنع لنفسه حياة ً قامت على أسس حضارية متقدمة‬
‫في مجاالت متعددة منذ أول عصور فجر التاريخ والتي تمتد ما بين (‪ 6000‬و ‪ 3000‬ق‪.‬م) وتعتبر اللغة والكتابة والبقايا‬
‫األثرية شواهد تاريخية على ذلك وقد شارك في صناعة هذه‬

‫‪14‬‬
‫الحياة شعوبٌ متعددة ‪ ،‬لكن البناة األساسيون للحضارة والتاريخ في أرض الرافدين تمثلت بشعبين ينتميان‬
‫الى أصلين مختلفين‪ ،‬ونعني بهما السومريين واألكديين‪ ،‬والتي عرفت ببالد سومر واكد ‪.‬‬
‫وكان الهدف األساسي للمدرسة السومرية ما يصح تسميته بالتخصص والتدريب المهني لتوفير التخصصات‬
‫المختلفة لسد المتطلبات والحاجات االقتصادية واإلدارية الخاصة بالبالد‪ ،‬خاصة ما يختص بالمعبد والقصر‪،‬‬
‫ومن المتخرجين في المدارس السومرية من خصصوا حياتهم لمهنة التدريس وتحصيل العلم‪ ،‬وكان‬
‫المعلمون يتقاضون رواتبهم من أجور التدريس التي تجمع من الطالب‪.‬‬
‫يتبغي اإلشارة إلى ان المدارس في نشأتها األولى عند السومريين كانت موزعة على ثالثة أصناف‪:‬‬
‫‪ -1‬مدارس المعابد‪ :‬وكانت ملحقة بالمعابد وتدار من قبل الكهنة ورجال الدين المتعلمين‪.‬‬
‫‪ -2‬مدارس المعابد ‪:‬وكانت تدار من قبل القصر‪ ،‬اقتصرت موادها في البدأ على تعليم اللغة‬
‫السومرية‪،‬ومن ثم تدريب عداد موظفين لإلدارة واألقتصاد يعملون في دوائر الدولة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدارس خصوصية ‪ :‬وكان يشرف على هذه المدارس كتبة محترفون يجيدون الكتابة واللغة‬
‫السومرية ومن ثم اللغة االكدية والحساب ميدىء الحياة األولية ‪.‬‬
‫أما ما يخص نضام التعليم فلم يكن عاما ً وال إلزامياً‪ ،‬فكان معظم الطالب ينحدرون من األسر الغنية‬
‫والحاكمة والكهنة وغيرهم ‪،‬أما الفقراء فكان من السعب عليهم توفير المال والوقت ‪ ،‬الذين يتطلبهما‬
‫التعليم ‪.‬‬
‫وقد اعتمدوا على مبدأ األنضباط في المدرسة فكان هناك ضمن القائمين بالعملية التربوية الرجل الموكل بالسوط الذي‬
‫كان مسئوالًعن األنضباط في المدرسة وكان يدعى ‪(LU . AŠ‬‬
‫) ‪.NA . GA‬‬

‫وكان منهج المدرسة السومرية القديمة مكونا ً من قسمين القسم األ يمكن وصفة بانة شبيه بالقسم العلمي ‪،‬‬
‫والثاني خاص باإلبداع واإلنتاج األدبي ‪،‬وكان لكل قسم واده الدراسية الخاصة ‪ ،‬وحملت المناهج‬
‫الدراسية في طياتها مواد دراسية عديدة شملت الرياضيات ‪،‬العلوم ‪ ،‬مواد دراسية مختصة بأسماء‬
‫االقطار والمدن والقرى ‪ ،‬واخرى باسماء االحجار والمعادن ‪،‬وكذلك الحشرات والطيور‪.‬‬
‫ب‪.‬التربية في حضارة وادي النيل (المصريبن القدماء )‪:‬‬
‫اهتم المصريون القدماء اهتماما كبيرا بالتربية إذ كانوا يرون أن المعرفة وسيلة لبلوغ الثروة و المجد ‪.‬‬
‫ولهذا كان البد وجود نضاما ً مدرسيا ً وتعليميا ً راقيا ً ‪ ،‬حيث فتحت المدارس والعاهد العلمية التي طرق أبوابها‬
‫التالميذ ليكتسبوا الخبرات الثقافية لمجتمع متقدم حضاريا ً و خاصة في ميدان الصناعة والبناء ‪،‬وقد كان‬
‫النظام التربوي في مصر القديمة يقسم إلى ما يلي ‪:‬‬
‫‪. 1‬مرحلة تعليم أولية لألطفال في مدارس ملحقة بالمعابد ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ - 2‬مرحلة متقدمة وهي عبارة عن مدارس نظامية يقوم بالتعليم فيها معلمون مختصون إال أنها‬
‫كانت تقتصر على أبناء الفراعنه والطبقة األولي والخاصة ‪.‬‬
‫‪-3‬مرحلة التعليم المهني ‪.‬‬
‫‪ -4‬مرحلة التعليم العالي تدرس فيها الرياضيات والفلك والطب والهندسة ‪.‬‬
‫كما يمكن تحديد اهتمامات التعليم المصري القديم بثالثة أبعاد وهي‪:‬‬
‫‪-1‬التدريب المهني ‪ :‬كان هدفه إكساب الفرد مهارات من فروع الحياة المختلفة‪.‬‬
‫‪-2‬تعليم الكتابة ‪ :‬وذلك لما للكتابة من أهمية والكاتب من قيمة في ذلك العصر‪.‬‬
‫‪ -3‬التوجه األخالقي ‪ :‬لما له من أهمية في تنمية الجانب القيمي واألخالقي لدى الفرد فقد كانت كتاباتهم مليئة‬
‫باألخالق والحكم‪.‬‬

‫فقد كان الهدف من التربية المصرية القديمة ‪:‬‬


‫‪-1‬تعليم أبناء المجتمع مبادىء االحترام الصحيح اآللهة ‪.‬‬
‫‪ -2‬تعليم أبناء المجتمع السلوكات االزمة لخدمة الحياة الدينية ‪.‬‬
‫‪-3‬تعليم أبناء الطبقات الراقية مختلف العلوم النافعة ‪.‬‬
‫‪-4‬نقل ثقافة المجتمع للناشئين ‪.‬‬
‫وبهذا نجد أن التربية المصرية القديمة كانت تربية صارمة ‪،‬متنوعة ‪ ،‬واقعية قاصرة على القلة القادرة‬
‫وخاضعة لسيطرة الدولة وطبقة الكهلة ‪.‬‬

‫ج‪ .‬التربية عند الصينيين ‪:‬‬


‫تمثل الحضارة الصينية نموذجا ً للحضارات الشرقية القديمة ‪،‬تميزت التربية الصينية القديمة‬
‫بمجموعة من السمات الخصائص المميزة من أبرزها ‪:‬‬
‫‪-1‬أنها تربية محافظة بمعنى أنها كانت تهدف إلى تنشئة الفرد على عادات وتقاليد و معتقدات محددة ينبغي‬
‫عدم تعديلها أو تغيير ها ‪ ،‬فالتلربية موجهة نحو المحافظة على العادات والتقاليد والمعتقدات السائدة في‬
‫الصين ‪.‬‬
‫‪-2‬التعليم فيها أهلي لقاء أجر معين ‪.‬‬
‫‪-3‬أساليب التربية وطرقها محددة يعتمد على التلقين و القوة والقسوة أساس لالنضباط ‪.‬‬
‫‪-4‬يخضع الطالب في التربية الصينية إلى امتحانات تحددها الدولة وتشرف عليها وتعد عملية اجتياز هذه‬
‫االمتحانات من العلميات الصينية‬

‫‪16‬‬
‫‪-5‬لم يكن للبنت نصيب في التعليم ‪،‬والتعليم كان يقتصر على أبناء األغنياء ‪ ،‬أما الفقراء لم تتح لهم فرصة‬
‫التعليم ‪.‬‬
‫‪-6‬تشكلت المناهج الصينية من اللغة واالدب والكتب المقدسة التى وضعها كونفوشيوس باإلضافة إلى دراسة‬
‫بعض الموضوعات االخرى ‪.‬‬
‫تعتبر الصين من الدول المتشددة في المحافظة على القيم والعادات والتقاليد ‪ ،‬وامتاز الشعب الصيني‬
‫بخضوعة التام للقاليد وتقديسها ‪،‬وظل األمر على ذلك إال أن جاء " كونفوشيوس" كمصلح عظيم عام‬
‫( ‪ 478 -551‬ق‪.‬م) و الذي عرف عنه أنه عقل راجح ‪ ،‬حيث أوجد مفهوما ً جديدا ً للتربية ‪ ،‬تهتم بدراسة‬
‫الفضيلة وخدمة األقارب وأدب اللباس وقد حددث تعاليمه السياسة و االجتماعية واألخالقية ويطلق عليها‬
‫(العالقات الخمس) وهي ‪:‬‬
‫‪-1‬عالقة الحاكم بالمحكوم ‪.‬‬
‫‪-2‬عالقة األب بأبنه ‪.‬‬
‫‪-3‬عالقة الزوج بزوجته ‪.‬‬
‫‪-4‬عالقة األخ بأخته ‪.‬‬
‫‪-5‬عالقة الصديق بصديقة ‪.‬‬
‫كما أكد على الفضائل الخمس في تربية الفرد وهي‪ (:‬اإلحسان ‪ ،‬العدالة ‪ ،‬النظام ‪ ،‬الحزم ‪ ،‬اإلخالص )ومن‬
‫آراءه أن اإلنسان خير بطبعه وليس بشرير وأن هدف التربية االحتفاظ بطبيعة اإلنسان ‪ ،‬كمت يعتقد أن‬
‫اإلنسان يميل إلى الفضيلة كما يميل إلى االنسياب إلى األسفل ‪.‬‬
‫وتقسم االمتحانات إلى ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫‪-1‬امتحانات الدرجة األولى ‪ :‬وتجري كل ثالثة أعوام وهي عبارة عن كتابة ثالث رسائل مختارة من كتاب‬
‫كونفوشيوس ويوضع الطالب أثناء االمتحان في غرفة لمدة (‪ )24‬ساعة ‪.‬‬
‫‪-2‬امتحانات الدرجة الثانية ‪ :‬وتجري بعد أربعة أشهر من االمتحانات األولى وهي تشبه االمتحانات األولى‬
‫إال أنها تستمر ثالثة أيام ‪.‬‬
‫‪ -3‬امتحانات الدرجة الثالثة ‪ :‬والتي تقام في العاصمة وتدوم ثالثة عشر يوما ً طبعا نسبة النجاح في هذه‬
‫االمتحانات قليلة ‪ ،‬إال أنها المعيار الذي يختار بناء عليه موظفو الحكومة والنجاح في كل هذه االمتحانات‬
‫يكون موضع ثقة الشعب واحترامه وكان الناجحون يرتدون لباسا ً خاصا ً ولهم أوسمة يحملونها ولهم الصدارة‬
‫في الحفالت واالجتماعات واألعياد الرسمية ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫د‪.‬التربية اليونانية‪:‬‬
‫من أهم العوامل التي ساعدت على تقدم المجتمع اليوناني ورقيه في المجاالت الحياتية كافة والمجال التربوي‬
‫بشكل خاص هو ما امتازت به بالد اليونان من جو لطيف قليل التغير يبعث النشاط في اإلنسان ويساعده‬
‫على التفكير واإلبداعِ‪ ،‬لقد تميز اليونايين عن سواهم من الشعوب الشرقية القديمة باحترامهم للعقل من جهة‬
‫وبنظمهم السياسية واالجتماعية واالقتصادية والتربوية والفلسفية من جهة أخرى‪ ،‬ولعل هذا يعود إلى ظهور‬
‫مجموعة من المفكرين والفالسفة من لقراط وأفالطون وأرسطو وقد كانت أثينا وإسبارطة نموذجين لتلك‬
‫النظم‪ ،‬كما تميزت كل منهما بنظام تربوي يختلف جوهريا ً عن اآلخر ‪.‬‬
‫‪-‬نضام التربية في إسبارطة‪:‬‬
‫تأثرت طبيعية التربية في إسبارطة مجموعة من العوامل الجغرافية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية التي‬
‫مرت بها إسبارطة‪ ،‬فقد أفرزت هذه العوامل نظاما ً تربويا ً يمكن تسميته بالتربية الجماعية تلك التربية تتم‬
‫على يدي الجماعة وألجلها‪ ،‬ومن العوامل التي كان لها تأثير في طبيعة النظام‬
‫التربوي في إسبارطة هي‪:‬‬
‫‪-1‬الموقع الجغرافي ‪ :‬تقع إسبارطة في منطقة جيلية وعرة‪ ،‬والمعيشة في مثل هذه البيئة تتطلب قوة الجسم‬
‫والقدرة على االحتمال ‪.‬‬
‫‪-2‬النضام االجتماعي‪ :‬كان المجتمع اإلسبارطي يتألف من ثالث طبقات هي (طبقة السادة‪ ،‬الطبقة الوسطى‬
‫‪،‬وطبقه العبيد) وقد حكم السادة اإلسبار طيون وسخروا األفراد الطبقتين الوسطى والعبيد في خدمتهم‪ ،‬مما‬
‫أدى إلى ستخطهم وإيجاد حالة من عدم االستقرار داخل البالد ‪.‬‬
‫‪-3‬العالقات السياسية الخارجية للمجتمع اإلسبارطي‪ :‬نتيجة لفرض إسبارطة لهيمنتها على العشائر القريبة‬
‫وفرض الضرائب عليها أدع إلى كثرة االضطرابات والثورات الداخلية والخارجية التي كان على السادة‬
‫إخمادها والسيطرة عليها‪.‬‬
‫كان هذا يتطلب إلى إعداد المواطن المحارب الشجاع المدافع عن وطنه والمتحلي بعادات الطاعة العمياء‬
‫للقانون وتحقيق المثل العليا للحياة الحري‪.‬‬
‫تبدأ التربية اإلسبارطية منذ الوالدة‪ ،‬والدولة هي المسيطرة على التعليم بمراحله المختلفة ‪ ،‬حيث كان المولود‬
‫يعرض على شيوخ الدولة الختبار صالحيته للحياة من خالل إجراء بعض التجارب والفحوص الختبار قوة‬
‫تحمله‪ ،‬فإن ثبت ضعفه كان يلقى على قمة جبل عاريا ً حتى يموت‪ ،‬أو ينقذه أحد العبيد ليربيه ويدربه على‬
‫إحدى الحرف ليكون عبدا ً مثلهم‪ ،‬ومن يثبت صالحيته يعاد إلى امه إلرضاعه وتربيته حتى يبلغ السابعة من‬
‫العمر وفق نظام محدد من قبل الدولة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫وعندما يبلغ السابعة كان اآلباه يقومون بإرسال أبنائهم إلى المعسكر العام‪ ،‬حيث يوضعون تحت إشراف‬
‫ورعاية مشرفين أكفاء‪ ،‬وكانوا يلحقون بالمدارس الداخلية الشبيهة بالثكنات العسكرية‪ ،‬حتى يعيشوا في ظل‬
‫نظام تأدبي واحد‪ ،‬وبعد سن الثانية عشر ينقل األوالد إلى نوع من التدريب العسكري العنيف الي يستمر لمدة‬
‫عامين تحث إشراف الجيش اإلسبارطي وكانت تختبر قوة تحملهم وكان االختبار ال يخلوا من القسوة‪ .‬وفي‬
‫سن العشرين يلحقون بالجيش ويؤدون يمين الوالء للدولة حتى يقضون عشر سنوات كجنود نظاميين‪.‬‬
‫اما تربية البنات فهي تشبه تربية األوالد إال أنهن ال يقمن في معسكرات أو ثكنات عسكرية بل كن يعيشن في‬
‫بيوتهن مع أماتهن ويتلقين تدريبا ً على األلعاب المختلفة ال سيما التي تتسم بالقوة والسرعة والسباحة وكان‬
‫الغرض من تقوية أجسام الفتيات هو أن الفتاة قوية الجسم تنجب أطفال أقوياء ليصبحوا جنودا ً أقوياء يدافعوا‬
‫عن إسبارطة ‪.‬‬
‫خصائص التربية اإلسبارطية‪:‬‬
‫‪-1‬إنها كانت تربية عسكرية حازمة تهدف إلى بناء الشخص الشجاع القوي القادر على الدفاع عن إسبارطة‪.‬‬
‫‪-2‬إنها كانت تربية جماعية‪.‬‬
‫‪-3‬أهتمت بتربية البنات وقد تمتعت المرأة بقسط من الحرية‪.‬‬
‫‪-4‬أما القراءة والكتابة فكان المتعلم يتزود منهما القدر الضروري الذي يفي بالغاية‪ ،‬وكذلك تعليم الفرد كيف‬
‫يتكلم بلباقة وكيف يفكر بعمق‪.‬‬
‫‪-5‬اهتموا بالتربية الفكرية (المجال المعرفي)‪ ،‬والجسمية (المهارية)‪ ،‬ولم تهمل التربية اإلسبارطية تعليم‬
‫الموسيقى والشعر( المجال الوجداني )‪.‬‬
‫‪ -‬نضام التربية في أثينا ‪:‬‬
‫تميزت التربية األثينية عن سواها من المدن اليونانية (بموقعها الجغرافي‪ ،‬فهي مدينة تقع على على سواحل‬
‫البحر األبيض المتوسط‪ ،‬مما منوجها فرصة االتصال واالنفتاح على المدن والحضارات األخرى‪ ،‬كما تميز‬
‫نظام الحكم فيها بأنه الظام ديموقراطي يتيح للفرد فرصة الحياة في إطار من الحرية‪ ،‬باإلضافة إلى ظهور‬
‫مجموعة من الفالسفاليونابين في هذه المدينة مثل سقراط(‪399-470‬ق‪.‬م)‪ ،‬وأشار بان التربية هي الوسيلة‬
‫التي تحقق الخير والسعادة والمجتمع األفضل وكذلك الفيلسوف األثيني أفالطون(‪427-347‬ق‪.‬م) من أهم‬
‫آثاره الفكرية كتاب (الجمهورية) حيث قسم أفراد المجتمع إلى ثالث طبقات هي طبقة الفالحين والصناع‬
‫وطبقة المحاربين وطبقة الحكام‪ ،‬ولقد وضع أفالطون نظاما ً تربويا ً يتم من خالله تدريب المتعلمين‪ ،‬ويتكون‬
‫من خمس مراحل هي‪:‬‬
‫‪ -1‬مرحلة الطفولة‪ :‬وتمتد حتى السنة السابعة عشرة ‪ ،‬ويتعلم األفراد فى منه المرحلة القراءة والكتابة‬
‫والموسيقى والتمرينات الرياضية ‪.‬‬
‫‪ -2‬وتمتد من السابعة عشرة حتى العشرين‪ :‬ويتعلم األفراد تدريبات عسكرية وجسمية ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -3‬والمرحلة الثالثة تمتد من العشرين وحتى الثالثين ويتعلم األفراد أثناءها العلوم مثل الفلك والهندسة‬
‫والحساب ‪.‬‬
‫‪ -4‬المحلة الرابعة تمتد من الثالثين وحتى الخامس والثالثين والتعليم في هذه المرحلة يأخذ طريقة الحوار‬
‫والمناقشة في دراسة العالم ‪.‬‬
‫‪ -5‬أما المرحلة الخامسة فيلتحق األفراد بالعمل في المناصب الحكومية ‪.‬‬
‫من أهم اآلراء التربوية ألفالطون‪:‬‬
‫‪-1‬أكد أفالطون على أهمية اللعب في التربية وبخاصة في مرحلة الطفولة‪.‬‬

‫‪-2‬أهمية األهتمام بالتربية االخالقية للفرد‪.‬‬


‫‪ -3‬مناداته بالزامية التعليم‪.‬‬
‫‪ -4‬ضرورة تعليم البنات‪.‬‬
‫‪ -5‬أهمية استغالل وقت الفراغ بالنشاطات الترفيهية مثل الرياضة والموسيقى‪.‬‬

‫سمات التربية األثينية فهي ‪:‬‬


‫‪ -1‬اهتمت بفردية اإلنسان وقدراته العقلية مع ضرورة تنميتها ‪.‬‬
‫‪-2‬ضرورة اهتمام الدولة بالفرد ‪.‬‬
‫‪-3‬ضرورة قيام التربية بتطوير المجتمع وتحسينه ‪.‬‬
‫‪ -4‬ضرورة إشراف الدولة على التربية ‪.‬‬
‫‪ -5‬إلزامية التعليم حق التعليم للجميع ضرورة تعليم البنات ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬التربية في العصور الوسطى ‪:‬‬
‫تميزت هذه الفترة بظهور الدين المسيحي الذي أحدث تغيرا ً واضحا ً في الحياة االجتماعية في أوربا وقد تبع‬
‫هذا التغيير تغيرا ً في النظرة التربوية وأهدافها‪ ،‬حيث تميزت نظام التربية المسيحية في البدء بنظام رهباني‬
‫صارم يشتمل على قدر من العلم والعمل اليدوي وكانت تتبع كل دير تقريبا ً مدرسة تقبل االطفال في مين‬
‫العاشرة وتستمر الدراسة فيها ثمان سنوات‪ ،‬يتعلم التالميذ أثناءها القراءة والكتابة وبعض المبادىء في النحو‬
‫والمخطق والبالغة والحساب والهندسة والفلك والموسيقى‪ ،‬وإن من أبرز مؤسساتها التربوية كانت الكنيسة‬
‫ومعظم المربين فيها هم من رجال الدين ‪.‬‬
‫و من أهم سمات التربية المسيحية‪:‬‬
‫‪ -1‬إعداد اإلنسان ليكون مسيحيا ً مؤمنا ً بتعاليم الدين المسيحي ومتقبالً لهذه التعليم والمبادىء كما تصفها‬
‫الكنيسة ‪.‬‬
‫‪ -2‬إنها تربية دينية تتم من خالل الكنيسة أو الدير ‪.‬‬
‫‪ -3‬إعداد اإلنسان للحياة اآلخرة حيث السعادة فيها ‪.‬‬
‫ظلت هذه السمات هي طابع التربية المسيحية حتى ظهرت حركة في القرن الثامن الميالدي أدت إلى‬
‫ضرورة االهتمام بالمعرفة الدينية والخلقية وذلك عن طريق إحياء العلوم األولى‪ ،‬تلك العلوم المتصلة بالثقافة‬
‫اليونانية والتي سبق للكنيسة أو قامت بمحاربتها وبشكل موجز يمكن القول أن التربية المسيحية تميزت‬
‫بطابعها الديني وإهمالها للحياة الدنيوية‪ ،‬إلجل اهتمامها بالحياة األخرى ‪.‬‬
‫التربية األسالمية ‪:‬‬
‫كانت التربية العربية قبل اإلسالم تهدف إلى تربية األفر المممن خرال مساعدتهم على اكتساب النماذج‬

‫السلوكية والعادات والقيم االجتماعية السائدة والمعلومات التي كان الحري يعتبرونها اكورا ً أساسيا وضرورية لحياتهم اليومية‪،‬‬
‫ّٰللا عليه وسلم)‪ ،‬ومع ظهور الدعوة اإلسالمية وانتشار الدين‬ ‫إال أنه مع نزول الوحي على الرسول الكريم محمد (صلى ه‬
‫اإلسالمي‪ ،‬فقد تأثر مفهوم التربية بشكل جوهوي‪ ،‬ومخاصة وأن الدعوة اإلسالمية تقوم على الحكمة والموعظة الحسنة‪ ،‬وهي‬
‫أسمى أهداف التربية وأساليبها‪ .‬وبلك ظهر مقهوم جديد للتربية لم تشهده البشرية من قبل‪ ،‬وهو مفهوم التربية اإلنسانية‬
‫الشاملة‪ ،‬تربية تقوم على احترام الشائية اإلنسان‪ ،‬وتحريره من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد ‪.‬‬

‫التربية اإلسالمية هي تربية متكاملة ومتوازنة فهي تربية عقلية وجسمية وخلقية وروحية وانفعالية واجتماعية‪ ،‬ومن أهم معالم‬
‫هذه التربية وخصائصها أنها‪:‬‬

‫‪-1‬تهدف إلى إعداد اإلنسان المؤمن باهلل وتعاليمه‪ ،‬باإلضافة إلى إنها تسعى إلى إعداد اإلنسان الصالح للحياة‪.‬‬

‫‪-2‬تهدف إلى إعداد اإلنسان المتعلم والمجتمع المتعلم ‪.‬‬


‫‪-3‬تعنى يجميع جوانب المعالفة ‪.‬‬

‫‪ -4‬تؤكد على مبدا ً إلزامية التعليم واستمراريته ‪.‬‬


‫‪ -5‬تدعوا إلى تحقيق التوازن بين حياة الفرد الدنيوية وحياته في اآلخرة‪ ،‬فهي تربية دينية و دنيوية في آن واحد ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫التربية عند الكورد (پهروەرردە لدەف مللهتێ کورد)‪:‬‬
‫پێشتر بهری دەركهتنا قوتابخانا وەكى جهێن فهرمى يێن پهروەرده وفێركرنێ‪ ،‬ئهڤ چهنده ئهرکێ کهسانێن‬
‫ئايينی بوو کۆ کهسايهتيا پتريا وان بههرەيا هوزان نڤيسينێ ژی بخوڤهدگريت زێدەباری ئهرکێن وان يێ‬
‫ئايينی ‪ ،‬و ئهگهر بزڤرينه ديرۆک و کهلتورێ شيعريێ کوردی ‪ ،‬دێ دياربيت کۆ تا رادەيهکی زارۆک‬
‫جهێ پويتهدانێ بۆ ژاليێ چهند هۆزانڤانێن کورد يێن دێرين ‪ ،‬ل پێشييا ههميان ئهحمهدێ خانی (‪ 1651‬ز)‬
‫ميرێ هۆزانڤانێن کورد ‪ ،‬يێ کو خزمهتهکا مهزن پێشکێشی زارۆکێ کورد کری يه برێکا نڤێسينا هوزانێ‬
‫که تێدا بهحسێ بنهمايێن گشتی يێن پهروەردێ و پهيداکرنا رەوشتهکێ جوان ژاليهکێ ‪ ،‬و گرنگی دان‬
‫بخواندنێ ‪،‬ههروەسا رۆلێ زانست و ئهدەبێ بلند نرخاندييه د پێشخستنا مرۆڤيدا‪.‬‬
‫وەکو ههمی فهيلهسووف و نڤيسکارێن مهزن ‪،‬خانی هزرا پهروەردەکرنا نفش ونهوەيێن نهتهوەيا خوەکريه‬
‫‪،‬ههوال دانانا خويندنگهههکا کوردی يا مهزن دايه ‪ ،‬لهو کومهلهيهکا شيرەتان بۆ مللهتێ گوتينه و‬
‫فهرههنگهکا کوردی و عهرەبی ب شعر دارشتی يه ولسهر چهند بهحرێن عهرووزێ‪ .‬خانی شهنگهستهيێن‬
‫پهروەردەيا زانستی و نهتهوەيی داناينه لهو دهێته ههژمارتن سهروەرێ ڤێ زانستيا دەروونی و ديسان‬
‫يهکهم زانايێ پويته ب سايکۆلۆژيهتا زارۆکان دای‪.‬‬
‫پويتهدانا ههر جڤاکێ ب زارۆکينيێل ههر جههکێ و د ههر دەمهکێ دا نيشانا پێگههشتنا هۆشياريا زانستيا‬
‫وی جڤاکی يه ‪ ...‬و پويتهدان ب زاروکينيێ ئانکو پويتهدان ب نوکه و ئايندەيه ‪ .،‬چونکی زارۆک تهخهکا‬
‫سهرەکيا ههر جڤاکهکی نه ‪،‬ههروەسا نهوەيێ داهاتييه ‪،‬و نڤێسين بۆ ڤێ تهخێ و پهيوەنديکرن ب وان ئانکو‬
‫دانانا بنهمايێن ساخلهم ژاليێ پهروەردەکرن و فێرکرن و رەوشنبيريی بمهرەما تێگههشتنا قوناغا‬
‫زارۆکينيێ‪.‬‬
‫‪-1‬راستگويی ودرەونهکرن ( الصدق وعدم الكذب )‬
‫ئێک ژوان بنهماييێن گرنگێن کو پهروەردگار و هوزانڤانێ كورد ئهحمهدێ خانى ئاماژە پێکری وزارۆك هانداين كو خوه‬
‫ژێ دويركهن ئهو ژى (درەوه)‪ ،‬يان نهگوتنا درەوى وخيالفێ يه دگوتنێن خوە دا‪ ،‬ئانكو نيشا زارۆكێ ددەت كو دفێت يێ‬
‫راستگو بيت دگهل دەروروبهرێن خوه‪ ،‬ودرەوێ نهكهت دا ببيته كهسهكى ب بها دناڤ جڤاكی دا‪ ،‬ههروەسا نيشا زاروكى‬
‫ددەت دێ چهوا بيته سهركردەكێ سهركهفتى لدەمێ دبێژيت‪:‬‬

‫کذب وخالفێ مهبێژ گهر ته بکن کهر ب کهر‬ ‫گهر تهدڤێ توببی مير وسهر ومهعتهبهر‬
‫وژاليێ سايکولوژيا پهروەردەيی ڤه دروە ئێک ژ وان رەفتارانه يێن کو دهێنه وەرگرتن ئانکو نه رفتارەکا بوماوەييه ‪ ،‬بهلکو‬
‫زارۆک ژ دەروبهرێن خوفێردبيت ‪،‬ژبهر ڤێ چهندێ دڤێت زارۆک بهێته پهروەردەکرن لسهر گوتنا راستی ودرەو دگهل‬
‫نههێته کرن داکۆ ئهو ژی فێرنهبيته درەوێ لسهر راستگويێ بهێته پهروەردەکرن ‪ ،‬چونکی درەو ئێک ژ نهخوشيێن ترسناکه‬
‫لسهر جڤاکی ئهگهر تاکێن وی فێربوونه ڤێ رفتارا کرێت ‪.‬‬

‫وەج قهداندن و گوهداريکرنا وەلی ئهمری ( إطاعة ولي األمر وقضاء حوائج الناس )‬

‫‪22‬‬
‫‪ -2‬وەج قهداندن و گوهداريکرنا وەلی ئهمری ( إطاعة ولي األمر وقضاء حوائج الناس )‬
‫ژ بنهمايێن دی يێن پهروەردەکرنا زارۆکی ئهوە کو بهێته پهروەردەکرن لسهر وێ چدندێ کو دخزمهتا خهلکێ خوە دا بيت و‬
‫وەجێن وان بقهدينيت ئهگهر کهسهکی خوە ههوجی وی کر ‪ ،‬ههروەسا ئيتاعا وەلی ئهمرێ خوە بکهتن چ دايک وباب بن يان‬
‫سهميانێ وی بيت ‪ ،‬يان ماموستايێ وی بيت ‪ ،‬لدەمێ هوزانڤانێ مهبهست دبێژيت ‪:‬‬

‫خهماته مهعبودەک ههبێ دائم دئهمرێ وی ب بهز‬ ‫گهردێ ته مهقصودەک ههبێ الزم دڤێ لێ بێ بهز‬

‫‪ -3‬بهێن فرەهی ونهرم و نيانی د رەفتارێ دا ( الصبر و التحمل و اللين في التعامل )‬


‫ژ بنهمايێن دی يێن ئاڤاکرنا کهسايهتيا پهروەردەيی يا زارۆکی گورەی هزرێن ئهحمهدێ خانی ‪ ،‬ئهوە کو ههر مرۆڤهکێ‬
‫هاتبيته ناسکرن ب قهنجيێ و رەوشت پاکيێ ئهوە يێ بهێن فرەهبيت و نهرم ونيانی لدەف ههبيت ‪ ،‬لدەمێ دبێژيت‪:‬‬

‫دێ حهليم وصابر ومهوقوفی بت‬ ‫عارفێ کو ب قهنجيێ مهعروفی بت‬


‫‪-4‬خوە دويرئێخستن ژ خهلهتی و گونههان (األبتعاد عن الخطايا و الذنوب)‬
‫پێخهمهت دروست ئاڤاکرنا کهسايهتيا زارۆکی و پاراستنا شکومهننديا وی دژيانێ دا ‪ ،‬و ههستکرن ب‬
‫فهخر و شانازيێ دناڤ جڤاکی دا ‪ ،‬هوزانڤانێ کورد ئهحمهدێ خانی زارۆک هانداينه کو خوە دويربێخن ژ‬
‫خهلهتی و گونههان‪ ،‬و ئهو کهسێ خوە دويربێخيت ژڤی چهندێ دێ ههست ب کارامهيێ و شکومهنديێ‬
‫کهت دژيانا خوە دا ‪ ،‬و ئهڤ چهندە دڤێ دێرا لخوارێ دا ديارکری يه ‪.‬‬
‫بێ شوبهه دنێڤ عامی ئهڤراشته گهردەن بو‬ ‫ههرچی کو ژدونيايێ بهردا شته دامهن‬

‫‪-5‬هاندانا داخوازکرنا زانست و زانينێ (السعي في طلب العلم )‬


‫ئهحمهدێ خانی زارۆکێ کورد هاندايه کو لدويف زانست وزانينێ بگهريت ‪ ،‬و مهرجێ ناڤداريا وی و‬
‫شارەزايا وی گرێدايه ب لێگهريانا لدويف زانست و زانينێ‪ ،‬و دپتر ژ دێرەکێ ئهڤ بابهته بهحسکرنی يه‬
‫لدەمێ دبێژيت‪:‬‬
‫نه مهشهور ونه مهعروف‬ ‫د دونيايێ تو نابێ‬
‫ههروەسا ل جههکێ دی دياردکهت کو مروڤ ب زانست و زانينێ دشێت بگههيته پلهيێن زانستيێن بلند‬
‫دناڤ جفاکی دا وەکی شێخ و صوفيتيێ‪ ،‬ههروەسا بدەستڤهئينانا شکومهنديێ وەک بههايهکێ جڤاکی ‪ ،‬لدەمێ‬
‫دبێژيت ‪:‬‬
‫خهلوەته حوجرە گهريقاته شهريعهت بێ خهلهل‬ ‫شێخ وصوفيتی کهرامهت علم و خوەندن و عهمهل‬
‫ههروەسا دبێژيت‪:‬‬
‫دەولهته گهر وی ب ئهصل زانيه‬ ‫ههرچی کهسێ علمهکی قهنج خوەنديه‬

‫‪23‬‬
‫و ل جههکێ دی بۆ ههمان بابهت گوتی يه‪:‬‬
‫ژئهو خوشتر عومر نابت ل من ئهو حال قهوی خوەشتێ‬ ‫دفهصال نهبههارێ دە دگهل دلبهر بچين گهشتێ‬

‫‪-6‬نههێالنا نهخوێندەوارێ (محاربة األمية)‬


‫هوزانڤانێ کورد ئهحمهدێ خانی باش تێگههشتبوو کو بهالڤبوونا نهخوێندەواری دناڤ ههر جڤاکێ دا دێ‬
‫ئهگهرێ بن دەستی وپاشکوفتنا وی ‪ ،‬لهورا زارۆکێ کورد هاندايه کو خوە ژ نهزانينێ قورتال کهن ‪ ،‬و‬
‫ژبهر گرنگيا خواندنێ و وەرگرتنا علمی ديارکری يه کو ههر کهسێ ب علمی نهخوێندەواری بگهوريت‬
‫ههر وەکی وی کهسی يه يێ صفرێ خوە ب زێری دادپوشيت ‪ ،‬لدەمێ دبێژيت‪:‬‬
‫صفرێ خوە وی کر ب زێر موکهلهل‬ ‫ههرچی ب علمی جوهل کر موبهددەل‬

‫‪-7‬ئيتاعهکرن و گوهداريکرنا ماموستايی(أطاعة المعلم و األنصياع له )‬


‫بۆ تمامکرنا ناما پرۆسێسا پهروەردەکرن و فێرکرنا زارۆکی ئهحمهدێ خانی بنهمايێن پهروەردەيی و‬
‫فێرکرنێ بڤێ دێرێ بدويماهيک ئينايه‪:‬‬
‫دڤێت کو شاگردی دل بهربتن‬ ‫موعهللم بال دل وەکی بهربن‬

‫‪24‬‬
‫التربية في العصور الحديثة ‪:‬‬
‫قصد بالتربية الحديثة تلك الحركات واالتجاهات التربوية التي ظهرت منذ القرن الثامن عشر واستمرت حتى‬
‫بداية القرن العشرين‪ ،‬ويمكن تحديد أبرز السمات االساسية للتربية في هذه القرون من ستقراء آثار أبرز‬
‫المربين والمفكرين‪ ،‬منهم‪:‬‬
‫‪ . 1‬جان جاك روسو(‪ 1778-1712‬م )‪:‬‬
‫ولد روسو في جنيف ولم يتلق تعليما ً منتظماً‪ ،‬لكنه كان يقرأ الروايات وحياة أبطال األغريق والرومان‪ ،‬د‪،‬ن‬
‫روسو معظم أفكاره في كتابه (إميل) فهو يرى أن الطفل خير بطبيعته‪ ،‬ذلك ألن كل شىء يخرج من بدرص‬
‫الجا والكن ما أن يتدخل اإلنسان فيه حتى يفسده‪ ،‬كما ويرى روسو أن الحرية من أهم القيم‪ ،‬وأن التخلي‬
‫عل الحرية هو كخل عن صفة إنسانية‪ ،‬وإزالتها من إرادة اإلنسان إزالة لألخالقية كلها من عمله تربية‬
‫اإلنسان في رايه تكون على يد ثالثة أساتذدة هم اإلنسان والطبيعة واألشياء‪ ،‬فنمو أعضائه ووظائفه من‬
‫الداخل تربية طبيعية‪ ،‬وما يتعلمه لإلفادة من هذا النمو هو تربية اإلنسان‪ ،‬أما ما يكتسب بخبرته عن البيئة‬
‫فهو تربية األشياء‪ ،‬ويؤكد على ضرورة مراعاة ميول المتعلم وحاجاته في عملية التربية‪.‬‬
‫اما بالنسبة لمناهج تربية المتعلم فيقترح روسو أن تخصص السنوات الخمس األولى من عمره باعتبارها من‬
‫أهم سنوات عمره‪ ،‬للتربية الجسمية والتمرينات المفيدة‪ ،‬ومن الخامسة وحتى الثانية عشرة نبغي إتاحة‬
‫الفرصة أمامه ليتعلم من الطبيعة‪ ،‬وملن الثانية عشرة وحتى الخامسة عشرة يستمر فى التعل من الطبيعة‬
‫وعلى المربي أن يقدم له اإلرشادات والتوحيهات الغير المباشرة‪ ،‬أما من الخامسة عشرة وحتى العشرين فيتم‬
‫فيها تعليم التربية األخالقية‪.‬‬
‫‪ .2‬بستالوتزي (‪ 1827-1746‬م )‪:‬‬
‫ولد بستالوتزي في زوريخ‪ ،‬وفقد أمه فهو في العام السادس من عمرم‪ ،‬وعاش حياة ً قاسية جداً‪ ،‬رغم ذلك فقد‬
‫اصبح أشهر المربين في أوربا في القرن التاسع عشر‪ ،‬وعرف ب(أبيهم الفقراء) ألتصاله الوثيق بالفقراء‬
‫واألشقياء وعطفه عليهم‪.‬‬
‫أما بالنسبة ألراء بستالوتزي التربوية فقد كان يؤمن بأن التربية هي الوسيلة‪ /‬التي تجعل من المجتمع مجتمعا ً‬
‫مستنيرا ً ومطهرا ً وسامياً‪ ،‬وكان يهتم بالطفل ويؤمن بأن لديه قدرات وأمكانات كثيرة‪ ،‬حيث يقول‪( :‬إن كل‬
‫شىء موجود في الطفل وما على المربي إال أن يعرف كيف يستخرجه بالمحبة والصبر‪ ،‬وبالمحبة تجد‬
‫الوسيلة دائماً)‪.‬‬
‫أما رأيه في المعلم إنه يجب أن يكون رجالً لطيفاً‪ ،‬مرحاً‪ ،‬محباً‪ ،‬منفتح القلب‪ ،‬يعامل تالميذه باعتبارهم‬
‫أوالده‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ .3‬فردريك فروبل (‪ 1852-1782‬م )‪:‬‬
‫عاش فردريك فروبل ظروف حياتية قاسية أثرت إلى درجة كبيرة على نوعية نموه الشخصي‪ ،‬فقد ماتت أمه‬
‫وهو في الشهر التاسع من عمره‪،‬فقضى السنوات العشر األولى من عمره في بيت أبيه‪ ،‬وامضى فترة طويلة‬
‫وهو يبحث عن مهنة يعمل بها حتى التقى بأحد اتباع بستالوتزي الذي أقنعه أن يعمل في التعليم‪ ،‬تميز بنزعة‬
‫دينية فنادى بضرورة تعليم الدين لتهذيب العواطف‪ ،‬وكان يهتم بأهمية اكتشاف األطفال لعالمهم الخارجي‪،‬‬
‫ويرى في اللعب أفضل وسيلة وأسلوب يقوم به األطفال ألكتشاف هذه العالم‪ ،‬وهذا ما دفعته إلى افتتاح أول‬
‫روضة في ألمانيا سنة (‪1837‬م)‪ ،‬وكان لعمل الرائد أثره فيما بعد على حركة انتشار رياض األطفال في‬
‫أوربا‪.‬‬
‫ومن إراءه التربوية في التربية إتاحة الفرصة أمام الطفل الستعمال طاقته والسماح له بالتحرك بحرية‬
‫ونشاط فالطفل السليم هو الطفل النشيط دائماً‪ ،‬ومن خالل نشاطات الطفل تظهر دوافعه وقدراته‪ ،‬وهو يصور‬
‫نفسه ويرسمها عن طريق النشاط‪.‬‬
‫اما رأيه في المعلم المثالي فهو المعلم الذي يكون نشيطا ً ومتراخياً‪ ،‬حازما ً ومتساهالً‪ ،‬صلبا ً ومرناً‪ ،‬يأخذ‬
‫ويعطي‪ ،‬يأمر ويتبع)‪.‬‬
‫‪ .4‬هربرت سبنسر (‪ 1903-1820‬م )‪:‬‬
‫ولد هربرت سبنسر في أنجلترراء واهتم منذ بداية حياته بدراسة العلوم الطبيعية والتاريخ‪،‬‬
‫وكان له الكير من اآلراء التربوية التي ضمها في كتابه (أي معرفة أكثر قيمة؟) فالتربية برأيه تهدف إلى‬
‫إعداد الفرد للحياة الكاملة والتي يتم تحقيقها لمن خالل االهتمام بتلبية الحاجات األساسية التالية والمرتبة‬
‫بحسب أهميتها‪:‬‬
‫أ‪ .‬المحافظة المباشرة على الحياة (التربية الصحية والجسدية)‪.‬‬
‫ب‪ .‬المحافظة الغير المباشرة على الحياة(التربية المهنية لكسب العيش)‪.‬‬
‫ت‪ .‬تربية النسل وتأديبه(التربية األسرية)‪.‬‬
‫ث‪ .‬المحافظة على العالقات االجتماعية والسياسية (المواطنة الصالحة)‬
‫ج‪ .‬إشباع األذواق والمشاعر (التربية الجمالية)‪.‬‬
‫أما بالنسبة لرأيه في في طريقة التعليم فهو يرى بأن يبدأ التعليم بوضع المتعلم في موقف تجريبي واقعي‬
‫يساعده على استنتاج المعرفة‪ ،‬وفي النهاية فإن التربية في رأيه يجب أن تؤدي إلى إعداد فرد قادر على حكم‬
‫نفسه ال فرد يحكمه اآلخرون‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ .5‬جون ديوي (‪ 1952-1859‬م )‪:‬‬
‫يصعب على الفرد قراءة تاريخ التربية في القرن العشرين دون الوقوف على أراء المربي األمريكي جون‬
‫ديوي الذي كان ألراءه التربوية أثرها الكبير على الحركة التربوية في هذا القرن‪ ،‬ومن أبرز أسهاماته‬
‫التربوية قيامه بإنشاء مدرسة ابتدائية في شيكاغو يقوم التعليم فيها على أسس تختلف عن األسس التقليدية‪.‬‬
‫أما أسهاماته االخرى فقد تمثلت بكتبه ومؤلفاته التربوية التي دون فيها معظم آرائه ونظرياته التربوية منها‪:‬‬
‫(عقيدتي التربوية‪ ،‬المدرسة والمجتمع‪ ،‬كيف تفكر؟‪ ،‬الديمقراطية والتربية‪ ،‬الخبرة والتربية )‪.‬‬
‫يرى ديوي في التربية إحدى الوسائل الهامة في عمليات اإلصالح والتقدم االجتماعي‪ ،‬والتربية بنظرة ليست‬
‫إعدادا ً للحياة وإنما هي الحياة نفسها‪ .‬وكذلك نادى بضرورة إتاحة الفرصة أمام التالميذ للتعلم عن طريق‬
‫العمل والخبرة المباشرة (التعلم بالعمل)‪.‬‬

‫األسس العامة للتربية ‪:‬‬


‫يتمثل األسس العامة للتربية ب‪ (:‬األساس الفلسفي ‪ ،‬واألساس المعرفي أو الثقافي ‪،‬‬
‫واألساس االجتماعي ‪ ،‬واألساس النفسي )‪.‬‬

‫‪27‬‬

You might also like