0% found this document useful (0 votes)
0 views94 pages

الاستعانة بالله الصمد على التعليق على منظومة ابن سند (منظومة القواعد الفقهية) - حسن بن حامد

مع تحيات أبي يعلى البيضاوي غفر الله له ولوالديه آمين ---------------- عقيدتنا مذهب السلف الصالح أهل الحديث akidatuna.blogspot.com إسنادنا: خزانة الأثبات والفهارس والمشيخات isnaduna.blogspot.com خزانة التراث العربي khizana.co.nr خزانة المذهب المالكي malikiaa.blogspot.com عمل من طب لمن حب/ خزانة كتب إسلامية amalmantab.blogspot.com القول الحسن مكتب الكتب الصوتية المسموعة kawlhassan.blogspot.com
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as PDF, TXT or read online on Scribd
0% found this document useful (0 votes)
0 views94 pages

الاستعانة بالله الصمد على التعليق على منظومة ابن سند (منظومة القواعد الفقهية) - حسن بن حامد

مع تحيات أبي يعلى البيضاوي غفر الله له ولوالديه آمين ---------------- عقيدتنا مذهب السلف الصالح أهل الحديث akidatuna.blogspot.com إسنادنا: خزانة الأثبات والفهارس والمشيخات isnaduna.blogspot.com خزانة التراث العربي khizana.co.nr خزانة المذهب المالكي malikiaa.blogspot.com عمل من طب لمن حب/ خزانة كتب إسلامية amalmantab.blogspot.com القول الحسن مكتب الكتب الصوتية المسموعة kawlhassan.blogspot.com
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as PDF, TXT or read online on Scribd
You are on page 1/ 94

‫‪0‬‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ‬
‫‪1‬‬

‫ََ َ‬
‫َ‬ ‫عليقَ‬
‫َالتَ َ َ َ َ‬
‫عَـَلََََ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬

‫نظم الشيخ‪ :‬عثمان بن سند البصري املالكي‬


‫املتوفى سنة ‪- 1121‬رحمه الله‪-‬‬

‫شرحها الشيخ‪:‬‬
‫أبو محمد حسن بن حامد‬
1


‫‪3‬‬

‫‪‬‬
‫الشيخ أيب محمد حسن بن حامد‬

‫ميحرلا نمحرلا هللا مسب‬

‫الحمد هلل والصالة والسالم على رسول اهلل وعلى آله وصحبه ومن وااله‪.‬‬
‫أما بعد‪ ،‬فقد وفق اهلل ‪ ‬إلى شرح منظومة القواعد الفقهية للشيخ عثمان بن سند‬
‫البصري المالكي‪ ،‬وذلك ضمن دروسنا التي أقمناها يف مسجد اإلمام البخاري‬
‫بالالماب ناصر‪ ،‬الخرطوم ‪-‬خلصها اهلل من احتالل المرتزقة الدعامة لها وقطع‬
‫دابرهم‪ -‬وهو شرح مختصر استفدنا فيه ممن سبقنا إلى خدمة علم القواعد الفقهية‪.‬‬
‫ورأى أخونا الفاضل‪ :‬أيمن ناسيال سيد حسن أن يربزه إلى الوجود مكتوبًا‪،‬‬
‫فقام بتفريغ الشرح وضبطه والتعليق عليه ‪-‬فجزاه اهلل خيرا وبارك فيه‪ ،-‬وأراد نشره‬
‫فلم أر مانعًا من ذلك مع قلة باعي وقصر اطالعي‪ ،‬عسى أن يشملني محب بدعوة‬
‫صالحة وأسلك يف عداد الخادمين للشريعة الباهرة‪.‬‬

‫وكتبـــــــــه‪ :‬أبو حممد حسن بن حامد‬


‫نزيل قرية الشيخ عبد اإلله ريفي مسالوط‬
‫ليلة السبت ‪ 10‬ربيع الثاني ‪1221‬هـ‬
‫املوافـــق لـــــــــــه‪ 2 :‬نوفمرب ‪1013‬‬
‫‪2‬‬

‫‪‬‬
‫ميحرلا نمحرلا هللا مسب‬

‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه‪ ،‬ونعوذ بالله من شرور‬
‫أنفسنا وسيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده اهلل فال مضل له ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن‬
‫ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى اهلل عليه‬
‫وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما‪.‬‬
‫أما بعد؛ فهذه صفحات يف التعليق على منظومة القواعدد الفقهيدة البدن سدند‬
‫المالكي ‪-‬رحمه اهلل تعالى‪ -‬قمت بجمعها وترتيبها من خدالل جلوسدي يف مجلد‬
‫شرح الشيخ الفاضل أبدي محمدد حسدن بدن حامدد السدودا ‪-‬حفظده اهلل تعدالى‪-‬‬
‫للمنظومة‪.‬‬
‫ولما كان الشرح واضحًا موجزا‪ ،‬وأغلب الشروحات للمنظومة مطولة ال‬
‫تناسب المبتدئين‪ ،‬رأيت أن أنشره – بعد مراجعة الشيخ وموافقته على ذلك – لتعم‬
‫الفائدة‪ ،‬وقد رأى أن يسمى «االستعانة باهلل الصمد على التعليق على منظومة ابن‬
‫سند»‪.‬‬
‫أسأل اهلل أن يجعل عملي خالصًا لله‪ ،‬نافعًا لعباد اهلل‪ ،‬إنه قريب مجيب‪.‬‬

‫أميــن ناسيـــال سيـد حسـن‬


‫سوكابومي ‪ -‬جاوى الغربية‬
‫‪ 13‬ربـيـــع الثـانـي ‪ 1221‬هـ‬
‫املوافـق لــه ‪ 7‬نوفمرب ‪1013‬‬
‫‪1‬‬
‫مقدمات تعريفية بعلم القواعد الفقهية‬
‫قدمها فضيلة الشيخ‪ :‬حسن بن حامد السوداين ‪-‬حفظه الل تعالى‪-‬‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬تعريف القواعد الفقهية‪:‬‬


‫لما كانت (القواعد الفقهية) مركبًا وصفيا‪ ،‬فإننا نعرف بطرفيها قبل التعريف هبا‬

‫كلقب لهذا الفن المعين‪ ،‬فالقواعد جمع قاعدة‪ ،‬وهي لغة‪ :‬األساس‪ ،‬ومنه قوله ‪-‬تعالى‪:-‬‬
‫﴿وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل﴾ (البقرة‪.)٧٢١ :‬‬

‫وأما تعريف القاعدة اصطالحا‪ :‬فهي قضية كلية منطبقة على جميع جزئياهتا‪.‬‬

‫والفقه يف اللغة الفهم‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪﴿ :‬قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول﴾‬
‫(هود‪ ،)١٧ :‬واصطالحا‪ :‬هو معرفة األحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية‪.‬‬
‫وأما تعريف القواعد الفقهية لقبا لهذا الفن‪ ،‬فهناك اتجاهان يف تعريفها بالنظر إلى‬
‫ما يعرض لهذه القواعد من استثناءات‪ :‬فقيل إنها أغلبية أكثرية ال كلية‪ ،‬وقيل إن تخلف‬
‫بعض األفراد لوصف اختص به ال يمنع من جعلها كلية‪ ،‬وهو األقرب‪ ،‬وعليه فنعرف‬
‫القواعد الفقهية بأنها حكم كلي فقهي ينطبق على جزئيات كثيرة يف أبواب متعددة‪.‬‬
‫‪ ‬ثانيا‪ :‬أهمية القواعد الفقهية‪:‬‬
‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية‪« :‬ال بد أن يكون مع اإلنسان أصول كلية يرد إليها‬
‫الجزئيات ليتكلم بعلم وعدل‪ ،‬ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت‪ ،‬وإال يبقى يف كذب‬
‫وجهل يف الجزئيات‪ ،‬وجهل وظلم يف الكليات فيتولد فساد عظيم»(‪.)1‬‬
‫وقال القرايف(‪ )2‬يف مقدمة الفروق‪« :‬من ضبط الفقه بقواعده استغنى عن حفظ أكثر‬
‫الجزئيات الندراجها يف الكليات»(‪.)3‬‬

‫(‪ )٧‬ابن تيمية‪ ،‬تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم‪ ،‬منهاج السنة النبوية‪ ،‬تح‪ :‬د‪ .‬محمد رشاد سالم‪ ،‬مؤسسة‬
‫قرطبة‪ ،‬ط‪ ،٧‬ج‪ ،5‬ص‪.44‬‬
‫بن عبد الرحمن بن عبد اهلل بن يلين الصنهاجي البهفشيمي البهنسي‬ ‫هو شهاب الدين‪ :‬أبو العباس أحمد بن أبي العالء‪ :‬إدري‬ ‫(‪)٢‬‬
‫المصري‪ :‬أخذ كثيرا من علومه عن الشيخ عز الدين بن عبد السالم الشافعي وأخذ عن محمد بن عمران الشهير بالشريف‬
‫الكوكي وعن أبي بكر محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي‪ :‬سمع عليه مصنفه كتاب وصول ثواب القرآن‪.‬‬
‫(‪ )3‬القرايف‪ ،‬أبو العباس أحمد بن إدري ‪ ،‬أنوار الربوق يف أنواع الفروق‪ ،‬عالم الكتاب‪ ،‬ج‪ ،٧‬ص‪.3‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ ‬ثالثا‪ :‬مثرات دراسة علم القواعد الفقهية‪:‬‬
‫‪ .٧‬أنها من جملة العلم الشرعي الذي كثرت فضائله‪.‬‬
‫‪ .٢‬أنها علم تأصيلي تحفظ به الفروع وتنضبط وفق تقعيد فقهي بديع‪.‬‬
‫‪ .3‬أنها تجمع شتات الفروع الفقهية المتماثلة يف صياغة تقعيدية واحدة‪.‬‬
‫‪ .4‬أنها تعين على استخراج أحكام النوازل والمستجدات من خالل تخريجها على‬
‫هذه القواعد‪.‬‬
‫‪ .5‬بناء الملكة الفقهية لدارسها ومستعملها (سواء يف الفهم أو يف الحكم)‪.‬‬
‫‪ .6‬أنها تقرب العلم بالفقه وتسهله وتعين على إدراك مقاصده‪.‬‬
‫‪ .١‬أنها تحقق ضبط الفروع الجزئية يف قاعدة واحدة مما ييسر استذكار حكم تلك‬
‫المسائل بمجرد تذكر تلك القاعدة‪.‬‬

‫‪ ‬رابعا‪ :‬موضوع علم القواعد الفقهية وأقسامها‪:‬‬


‫موضوعها‪ :‬قد تبين مما سبق ونضيف فنقول‪ :‬جمع األحكام المتماثلة‪ ،‬والمسائل‬
‫المتناظرة‪ ،‬وبيان أوجه الشبه بينها‪ ،‬ثم ربطها يف عقد منظوم‪ ،‬يجمع شتاهتا‪ ،‬ويؤلف بين‬
‫أجزائها‪ ،‬وهي ثالثة أقسام‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬القواعد الكلية الكربى‪:‬‬
‫وهي القواعد الخمس الكبرى التي جمعت يف قول الناظم‪:‬‬

‫عي فكدددددن هبدددددن خبيدددددرا‬


‫للشددددداف ُ‬ ‫مقددددررة قواعددددد مددددذهب‬ ‫خمدددد‬
‫وكددددذا المشددددقة تجلددددب التيسدددديرا‬ ‫ضدددرر يدددزال وعدددادة قدددد ح ُكمدددت‬
‫والقصدددد أخلدددص إن أردت أجدددورا‬ ‫ر‬
‫دددددك ال ترفدددددع بددددده متيقندددددا‬‫والش‬

‫وقد تميزت هذه القواعد باتفاق العلماء عليها من حيث األصل‪ ،‬وأن تطبيقاهتا ال‬
‫تختص بالفقه بل تشمل أحكام الشريعة كلها‪ .‬وأما بالنسبة للتطبيق الفقهي فقل أن يخلو‬
‫باب فقهي أو كتاب منها‪ ،‬وتتفرع منها قواعد عدة‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الـقـواعــــد الكـلـيــة‪:‬‬
‫وهي قواعد كلية متفق عليها كثرت فروعها وانتظمت جميع األحكام الشرعية‪ ،‬إال‬
‫أنها أقل من سابقتها‪ ،‬كقاعدة «إعمال الكالم أولى من إهماله»‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬القـواعـد الصـغـــرى‪:‬‬
‫سميت بذلك ألهنا أقل شموال‪ ،‬وهي مختصة بالفقه فحسب‪ ،‬وليست محل اتفاق‬
‫بين العلماء‪ ،‬كقاعدة «تستعمل القرعة يف تمييز المستح ُق»‪.‬‬
‫‪ ‬خامسا‪ :‬استمدادها‪:‬‬
‫تستمد القواعد الفقهية من القرآن والسنة واإلجماع وأقوال الصحابة والتابعين‬
‫واألئمة المجتهدين‪ ،‬ومن اللغة العربية والنظر العقلي المنضبط‪.‬‬
‫‪ ‬سادسا‪ :‬بعض مميزاتها مع احلديث عن نشأتها‬
‫تتميز القواعد الفقهية من حيث الصياغة بأنها تصاغ بألفاظ وجيزة بليغة‪ .‬وهي‬
‫ترجع يف أصلها ونشأهتا إلى الكتاب والسنة‪ ،‬فإنهما مشتمالن على مبادئ عامة وقواعد‬
‫كلية تمثل منارا ألهل العلم يف ضبط تفاصيل الحياة على هديهما‪ ،‬وللصحابة تقعيدات‬
‫فقهية نفيسة‪ ،‬كقول عمر‪« :‬مقاطع الحقوق عند ر‬
‫الشروط»‪.‬‬
‫وقد ذكر أن أول من تصدى لجمع القواعد الفقهية هو أبو طاهر الدباس من فقهاء‬
‫الحنفية يف القرن الثالث أو الرابع الهجري‪ ،‬فقد جمع سبع عشرة قاعدة يف الفقه الحنفي‪،‬‬
‫ثم أخذها أبو الحسن الكرخي الحنفي (ت‪343‬ه) وزاد عليها‪ ،‬وقد اشتهر أنه أول من ألف‬
‫فيها تأليفا مستقال ثم كثرت التآليف وتنوعت‪ ،‬فمن أحسنها للمتقدمين‪ :‬القواعد النورانية‬
‫لشيخ اإلسالم ابن تيمية(‪ ،)1‬والقواعد البن رجب الحنبلي‪ ،‬والمجموع المذهب يف قواعد‬
‫المذهب للعالئي‪ ،‬واألشباه والنظائر للسيوطي‪ ،‬والمنثور يف القواعد الفقهية للزركشي‪.‬‬
‫وأما المتأخرون فقد تفننوا يف التأليف‪ ،‬ووضعوا موسوعات للقواعد الفقهية‪ ،‬كموسوعة‬
‫الشيخ محمد صدقي آل بورنو‪ ،‬ومن أحسنها أيضا‪ :‬القواعد واألصول الجامعة للسعدي‪،‬‬
‫ومنظومة أصول الفقه وقواعده البن عثيمين‪ ،‬والقواعد الفقهية وتطبيقاهتا للدكتور محمد‬
‫الزحيلي‪ ،‬والممتع يف القواعد الفقهية للدكتور مسلم الدوسري‪.‬‬

‫(‪ )٧‬وإن كان فيه بحث‪ ،‬هل هو من كتب القواعد‪.‬‬


‫‪8‬‬
‫‪ ‬سابعا‪ :‬الفرق بني القواعد األصولية والقواعد الفقهية‪:‬‬
‫عرف بعضهم القواعد األصولية بأنها قضايا كلية مضطردة تندرج تحتها أنواع من‬

‫األدلة األصلية والتبعية التي يستخدمها المجتهد الستنباط األحكام‪ ،‬وفيما يلي بعض‬

‫الفروق بينها وبين القواعد الفقهية‪:‬‬

‫‪ .٧‬أن القواعد األصولية متعلقة باألدلة اإلجمالية كقاعدة «األمر يقتضي الوجوب»‪،‬‬

‫بينما القواعد الفقهية متعلقة بأحكام أفعال المكلفين‪.‬‬

‫‪ .٢‬القواعد األصولية مستمدة من األدلة الشرعية‪ ،‬والعقيدة‪ ،‬واللغة‪ ،‬بينما القواعد‬

‫الفقهية من استقراء األحكام الشرعية والمسائل الفقهية‪.‬‬

‫‪ .3‬المستفيد من القواعد األصولية هو المجتهد‪ ،‬بينما المستفيد من القواعد الفقهية‬

‫هو المجتهد ومن دونه كالمتفقه والمتعلم‪.‬‬

‫‪ .4‬القواعد األصولية تسبق األحكام الفقهية‪ ،‬وأما القواعد الفقهية فهي الحقة وتابعة‬

‫لوجود الفقه وأحكامه‪.‬‬

‫الفرق بين القاعددة الفقهيدة والضدابل الفقهدي (مدع تدذكر أن مدن العلمداء مدن يجعلهمدا‬
‫مرتادفين)‬
‫القاعدة الفقهية تشمل جزئيات من أبواب فقهية متعددة بينما الضابط الفقهي‬
‫يشمل جزئيات منحصرة يف باب واحد من أبواب الفقه‪ ،‬كقولهم‪« :‬كل صوم فرض فشرطه‬
‫نية من الليل»‪.‬‬
‫‪ ‬ثامنا‪ :‬االستـثـنـاء مـن القـواعـد الفـقـهـيـة‪:‬‬
‫وهو إخراج مسألة فقهية يظن دخولها يف قاعدة فقهية من حكمها‪ ،‬فمثال «االجتهاد‬

‫ال ينقض باجتهاد» فقد استثني منها أن اإلمام إذا حمى أرضا لمصلحة المسلمين فلمن‬

‫جاء بعده نقضه لمصلحة أخرى‪.‬‬


‫‪9‬‬
‫‪ ‬تاسعا‪ :‬االستدالل بالقاعدة الفقهية‪:‬‬
‫اختلف العلماء فيه‪ ،‬ولكن هناك قواعد خارجة عن محل النزاع لوقوع االتفاق على‬

‫االستدالل هبا وهي القواعد التي قام الدليل عليها‪ ،‬وقد يعبر عنها بلفظ (النص)‬

‫و(القواعد المجمع عليها)‪ ،‬والقواعد التي دلت عليها العمومات المستفيضة‪ ،‬وأما ما‬

‫سوى ذلك فال تكون القاعدة الفقهية حجة وال دليل يحسم النزاع‪.‬‬

‫‪ ‬عاشرا‪ :‬حكم تعلم القواعد الفقهية‪:‬‬


‫حكم تعلمها فرض كفاية‪ ،‬وقد يكون تعلمها على المجتهد الناظر يف أصول‬
‫الشريعة وفروعها لمعرفة أحكام النوازل المستجدة فرض عين إذا تعينت طريقًا لذلك‪،‬‬
‫واهلل أعلم‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫(‪)1‬‬

‫هو أبو النور عثمان بن سند بن راشد بن عبد اهلل‪ ،‬الفيلكاوي النجدي البصري‬
‫المالكي‪ ،‬أصله من نجد‪ ،‬ولد سنة ‪٧٧13‬هد‪ ،‬قيل بجزيرة فيلكا الكويتية‪ ،‬وقيل بعنيزة‪ ،‬وقيل‬
‫بحريمالء‪ ،‬ثم انتقل إلى البصرة فسكنها‪ .‬أخذ العلم عن جمع من علماء الحجاز والعراق‪،‬‬
‫وعنه خلق‪ .‬تصدر للتدري ‪ ،‬وولي مشيخة البصرة‪ ،‬وكان فيها مرجعا‪.‬‬
‫وله مؤلفات كثيرة بين منثور ومنظوم‪ ،‬منها‪( :‬أوضح المسالك على مذهب اإلمام‬
‫مالك) عقد هبا مقدمة العمروسي يف الفقه‪( ،‬الدرة الثمينة والواضحة المبينة يف مذهب‬
‫عالم المدينة) تتبع فيها المسائل العشماوية يف الفقه‪( ،‬هداية الحيران) نظم فيها العوامل‬
‫للجرجا ‪( ،‬مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود)‪ ،‬نظم الورقات للجويني وشرحه‪،‬‬
‫نظم نخبة الفكر وشرحه‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫انتسب إلى اإلمام مالك يف الفروع‪ ،‬وسار على طريقة المتكلمين من األشاعرة يف األصول‪.‬‬
‫وتويف ‪ --‬عام ‪٧٢4٢‬هد‪ ،‬وقيل غير ذلك‪.‬‬
‫وهذا الشيخ عد من المناوئين للدعوة اإلصالحية التي قام هبا الشيخ محمد بن عبد‬
‫الوهاب‪ ،‬وإنها لسوءة كربى‪ ،‬وقد ظهرت عداوته يف كتابه‪( :‬مطالع السعود بأخبار الوالي‬
‫داود)‪ ،‬وقد جاء يف الدرر السنية عن عثمان بن منصور‪« :‬ثم إنه تردد إلى البصرة واجتمع بابن‬
‫السند وقرأ عليه واتخذه له شيخا‪ ،‬وهو من أشد الناس عداوة لهذا الدين يصرح بعداوته»‪.‬‬

‫جمعت هذه المنظومة على وجازهتا خمسًا وأربعين قاعدة فقهية‪ ،‬يف ثالثة‬
‫منها هي القواعد الكربى المشهورة‪ ،‬وأربعون قاعدة كلية يكثر‬ ‫وأربعين بيتا‪ ،‬خم‬
‫تداولها يف سائر ال مذاهب المتبوعة‪ ،‬وهي على بحر الرجز‪ ،‬أسلوهبا سهل سل ‪ ،‬يسبق‬
‫معناها إلى الفهم دون تكلف نظر‪ ،‬فالناظم وفق إلى حد بعيد يف نظم هذه القواعد بألفاظها‬
‫التي وردت هبا أو قريب منها مع سهولة فهمها‪.‬‬

‫(‪ )٧‬انظر‪ :‬الزركلي‪ ،‬محمد بن محمد‪ ،‬اإلعالم‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬ط‪٢33٢ ،٧5‬م‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.٢36‬‬
‫والبيطار‪ ،‬عبد الرزاق بن حسن‪ ،‬ترجمة حلية البشر يف تاريخ القرن الثالث عشر‪ ،‬دار صادر‪ :‬بيروت‪ ،‬ط‪،٢‬‬
‫ص‪ .431‬وبسام‪ ،‬عبد اهلل بن عبد الرحمن‪ ،‬علماء نجد خالل ثمانية قرون‪ ،‬دار العاصمة‪ ،‬ط‪٧4٧١ ،٢‬ه‪ ،‬ج‪،5‬‬
‫ص‪.٧44‬‬
‫‪11‬‬
‫عقد هبا ناظمها كتابين من كتاب‪( :‬األشباه والنظائر) للسيوطي (‪١٧٧‬هد)‪ ،‬األول يف‬
‫التي ترجع إليها مسائل الفقه‪ ،‬والثا يف قواعد كلية يتخرج عليها ما ال‬ ‫القواعد الخم‬
‫ينحصر من الصور الجزئية‪ ،‬واقتصر على نظم القاعدة دون مباحثها‪.‬‬

‫منظومة يف القواعد الفقهية‬


‫نظام عثمان بن سند البصري الوائلي النجدي املالكي (‪1122‬هـ)‬

‫[مقدمة]‬
‫الحمدددددددد هلل الدددددددذي تطدددددددوال [‪ ]1‬وشدددددرع الددددددُ ين لندددددا وأصدددددال‬
‫السددددبال‬
‫ثدددددم الصدددددالة والسدددددالم أرسدددددال [‪ ]1‬علددددى نبددددي قددددد أبددددان ر‬
‫محمدددددددددد وا ل واألصدددددددددحاب [‪ ]3‬مدددا اسدددتنبط األحكدددام مدددن كتددداب‬
‫وهدددددددددذه قواعدددددددددد سدددددددددنيه [‪ ]2‬تبنددددددى بهددددددا نددددددوازل شددددددرعيه‬
‫[القواعـد الكـليــة اخلـمس]‬
‫(‪ )1‬فددددال تددددزل بالشدددد ُك مددددا تي ُقنددددا [‪ )2( ]1‬مشددددقة تجلددددب تيسدددديرا لنددددا‬
‫(‪ )3‬وال تددددددزل لضددددددرر بضددددددرر [‪ )4( ]6‬وح ُكددددددم العددددددادة بددددددالتق ررر‬
‫(‪ )5‬إن األمدددددور هدددددن بالمقاصدددددد [‪ ]7‬وخدددددذ ألربعدددددين مدددددن قواعدددددد‬
‫لمددددددا أتددددددت عندددددددهم كليدددددده [‪ ]8‬بندددددوا عليهدددددا صدددددورا جزئيددددده‬
‫[القواعد الفرعية األربعون]‬
‫(‪ )1‬االجتهددداد باجتهددداد مدددا اندددتقض [‪ )2( ]9‬غ ُلددب حرامددا إن مددع الحد ُ‬
‫دل عددرض‬
‫(‪ )3‬ويكددره اإليثددار فددي فعددل القددرب [‪ ]10‬وإن يكدددن فدددي غيرهدددا فهدددو يحدددب‬
‫ددددرف اإلمددددام منددددا واقددددع‬
‫(‪ )4‬ومدددا تدددرى التابددددع فهدددو تابددددع [‪ )5( ]11‬تص ر‬
‫علددددى رعيددددة بمحددددض المصددددلحه [‪ )6( ]11‬وشددددددبهة لحدددددددُ نا مزحزحدددددده‬
‫ددر ال يددددخل ملكدددا فدددي يدددد [‪ )1( ]13‬وك ر‬
‫دددل مدددا كدددان حريمدددا اعددددد‬ ‫(‪ )١‬والحد ر‬
‫فدددي حكدددم مدددا كدددان لددده حريمدددا [‪ )١( ]12‬وكددددد رل أمدددددرين متدددددى أقيمدددددا‬
‫وفقدددددد [‪ ]11‬بينهمددددا اخددددتالف مقصددددود يددددرد‬ ‫بينهمدددددا ا ُتحددددداد جدددددن‬
‫وغيددددر هددددذا عددددده فددددي النددددادر‬ ‫[‪]16‬‬ ‫فدددددأدخلن واحددددددا فدددددي ا خدددددر‬
‫‪11‬‬
‫(‪ )٧3‬وعامدددددل الكدددددالم باإلعمدددددال [‪ ]17‬فإندددددده أولددددددى مددددددن اإلهمددددددال‬
‫(‪ )٧٧‬إن الخددددراج بالضددددمان يجددددب [‪ )٧٢( ]18‬ومدددن خدددالف الخدددروج ينددددب‬
‫(‪ )٧3‬والدددفع أولددى عندددهم مددن رفددع [‪ )٧4( ]19‬وبالمعاصددددي ال تددددنط بالشددددرع‬
‫الرضدددا بشددديء فعدددال‬ ‫رخصدددتهم‪ )٧5( ،‬ورخصدددة بالش ُ‬
‫دددك ال [‪ ]10‬تنددداط‪ )٧6( ،‬و ُ‬
‫لسدددؤال فدددي الجدددواب أعددددا‬
‫رضددددددا بمددددددا مندددددده إذا تولدددددددا [‪ )٧١( ]11‬ول ر‬
‫[‪ )٧١( ]11‬ومددا تددرى أكثددر فعددال قددد أتددى‬ ‫للسدداكت قددول ثبتددا ولددي‬ ‫(‪ )٧1‬ولددي‬
‫فإندددده أكثددددر فضددددال‪ )٢3( ،‬ونددددرى [‪ ]13‬تعديدددددة أفضدددددل ممدددددا قصدددددرا‬
‫للسددددددددداكت قدددددددددول ثبتدددددددددا‬
‫(‪ )٢٧‬والفرض فاجعلنه ذا فضل والفدرض [‪ ]12‬على الذي فعلته من نفل على الذي فعلته‬
‫(‪ )٢٢‬فضدددددديلة تعلقددددددت بددددددذات [‪ ]11‬عبددددددادة أفضددددددل ممددددددا تدددددداتي‬
‫مددددددددددددددددددن نفددددددددددددددددددل‬ ‫فاجعلندددددددددددددده ذا فضددددددددددددددل‬
‫دددل شددديء واجدددب اإلتيدددان‬‫(‪ )٢3‬وك ر‬ ‫]‬‫‪16‬‬ ‫[‬ ‫بحسدددددددب الزمدددددددان والمكدددددددان‬
‫أوجدددب مدددن أمدددرين أمدددرا عظمدددا‬ ‫[‪]17‬‬ ‫لدددم يتركدددوا إال لواجدددب‪ )٢4( ،‬ومدددا‬
‫بجهدددددة العمدددددوم موجدددددب لندددددا‬ ‫[‪]18‬‬ ‫بجهددددددة الخصددددددوص ال ألدونددددددا‬
‫علددى الددذي بالشددرط (‪ )٢6‬مددا قددد ح ُرمددا‬ ‫[‪]19‬‬ ‫(‪ )٢5‬وثابددددددت بالشددددددرع فليقدددددددما‬
‫مسدددددددتعمال فبا ُتخددددددداذ يحدددددددرم [‪ )٢١( ]30‬مدددا حدددرم األخدددذ لددده فحرمدددوا‬
‫يشددغل [‪ )٢١( ]31‬مكبددددر تكبيددددره قددددد حظلددددوا‬ ‫عطدداءه‪ )٢1( ،‬المشددغول لددي‬
‫(‪ )33‬مسدددددتعجل للشددددديء قبدددددل آن [‪ ]31‬معاقددددددب بددددددالفوت والحرمددددددان‬
‫(‪ )3٧‬النفدددل مدددن فدددرض ندددراه أوسدددعا [‪ )3٢( ]33‬واليدددة خصدددت متدددى مدددا تقعدددا‬
‫أولددددى مددددن الواليددددة التددددي تعددددم [‪ )33( ]32‬ال تعتبدددر بدددالظ ُن إن خطدددا يقدددم‬
‫(‪ )34‬االشددددتغال بسددددوى المقصددددود [‪ ]31‬يعددددددر إعراضدددددا عدددددن المقصدددددود‬
‫إنكددددار مجمددددع عليدددده قددددد ألددددف‬ ‫[‪]36‬‬ ‫(‪ )35‬ال ينكدددر الدددذي بددده قدددد اختلدددف‬
‫ال يدددددخل فهددددو حظددددال‬ ‫والعكدددد‬ ‫[‪]37‬‬ ‫(‪ )36‬قدددو ريهم علدددى ضدددعيف أدخدددال‬
‫فددددي مقاصددددد يغتفددددر‬ ‫مددددا لددددي‬ ‫[‪]38‬‬ ‫(‪ )3١‬وفي الوسائل الجميع اغتفروا وفدي‬
‫بالسدددددداقط بالمعسددددددور‬ ‫فلددددددي‬ ‫[‪]39‬‬ ‫(‪ )31‬ومددا تددرى مددن ك ُ‬
‫ددل مددا ميسددور‬
‫الوسددددددائل الجميددددددع اغتفددددددروا‬
‫فيددده اختيدددار الدددبعض كالكد ُ‬
‫ددل جعدددل‬ ‫[‪]20‬‬ ‫(‪ )3١‬وكد ر‬
‫ددل مدددا لدددي لتبعددديض قبدددل‬
‫(‪ )43‬وقدددددُ ما مباشددددرا متددددى يصددددر‬ ‫[‪]21‬‬ ‫إسدددددقاط بعضددددده كك ُلددددده اعتبدددددر‬
‫وذا ختدددددددام الدددددددنظم للكتددددددداب‬ ‫[‪]21‬‬ ‫مدددددع الغدددددرور ومدددددع األسدددددباب‬
‫مدددا بدددرد نظدددم مدددن كتددداب ختمدددا‬ ‫[‪]23‬‬ ‫محمددددددددال مصددددددد ُليا مسددددددد ُلما‬
‫‪13‬‬

‫ﱁ ﱂ ﱃﱄ‬

‫الحمدددددددد هلل الدددددددذي تطدددددددوال [‪ ]1‬وشدددددرع الددددددُ ين لندددددا وأصدددددال‬


‫السددددبال‬
‫ثدددددم الصدددددالة والسدددددالم أرسدددددال [‪ ]1‬علددددى نبددددي قددددد أبددددان ر‬
‫محمدددددددددد وا ل واألصدددددددددحاب [‪ ]3‬مدددا اسدددتنبط األحكدددام مدددن كتددداب‬
‫وهدددددددددذه قواعدددددددددد سدددددددددنيه [‪ ]2‬تبنددددددى بهددددددا نددددددوازل شددددددرعيه‬

‫‪ .٧‬حكم افتتاح الشعر بالبسملة‪ :‬اختلف العلماء يف حكم افتتاح الشعر العلمي بالبسملة‪،‬‬
‫الزهري والشعبي إلى المنع‪ ،‬وذهب سعيد بن جبير إلى جواز ذلك‪ ،‬وتابعه أكثر‬
‫فذهب ر‬
‫المتأخرون‪ ،‬وهو كذلك اختيار الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫أما يف غير الشعر العلمي والشعر الحسن فالعلماء متفقون على منعه‪.‬‬
‫‪ .٢‬الالم يف الحمد لالستغراق‪ ،‬فيشمل جميع أجناس الحمد‪ ،‬والالم يف لفظ الجاللة‬
‫لالستحقاق واالختصاص‪ ،‬فحمد الل‪ :‬وصفه بالكمال مع المحبة والتعظيم‪ ،‬فهو سبحانه‬
‫يحمد لكماله ويحمد إلنعامه‪ ،‬وهذا أحد الوجوه التي يفرتق هبا الحمد عن الشكر‪،‬‬
‫فالحمد أعم متعلقا وأخص آلة‪ ،‬أما الشكر فال يكون إال يف مقابل اإلنعام‪ ،‬والفرق الثا‬
‫أن الحمد أخص آلة فال يكون إال بالقلب واللسان‪.‬‬
‫‪ .3‬تطول‪ :‬تفضل علينا بالنعم‪.‬‬
‫رر ر‬
‫۞َشرعرر‬ ‫‪ .4‬شرع اهلل لنا الدين وهدانا له‪ ،‬وشرع الدين يختص بالله تعالى‪ ،‬قال تعالى‪ { :‬ر‬
‫رور رمر ر ر ر‬ ‫ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر رر ر‬ ‫ارور ر ر‬ ‫ر ر‬
‫وَسرر‬ ‫ريمر ر ر‬ ‫ارور رصر ريرنررار رب‬
‫رررهررۦر رإربرر رررهر ر ر‬ ‫رور رمررر ر‬
‫كر ر ر‬ ‫اروررٱَّلررير رأرورحريرنرار رإرررَلر‬
‫َّصر ربرررهرۦ رنر روحررر‬ ‫ٱلرررينر ر رمررر ر‬
‫ر‬
‫رنر رر ر‬ ‫كر رر ر‬
‫مرمر ر‬ ‫لر‬
‫ر رر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر رر ر ر ر ر‬ ‫ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ررر ر ر ر‬
‫ٱّللررَرترر ر ررر‬
‫ررردرعر روهرمررإرررَلرهررر ر‬ ‫ۡشركرريررمرارت‬ ‫ر‬ ‫م‬
‫ر‬ ‫ٱل‬
‫رر‬ ‫ر‬ ‫رلَع‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ُب‬
‫ر‬ ‫رك‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ه‬
‫ر‬ ‫ري‬
‫ر‬ ‫ف‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ررترفرررقروارر‬ ‫ورعر ر ر‬
‫ريسررأررنررأررقر رريمرواررررٱلرررينررورَلررت‬
‫رير رإرر ررَلرهر ر رمرنر ريرررنرر ر‬
‫ر ر رر ر ر رر ر‬
‫يبر ر‪( }١٣‬الشورى‪ ،)٧3 :‬أما الرسول فمبلغ عن اهلل‪،‬‬ ‫إر رَلرهر ررمرنر ريررشرار رءر رروريرهردر ر‬
‫‪12‬‬
‫ۡحرر‬ ‫رهر رور رإرررَلر ر ر‬
‫رور ر ر‬ ‫ر ر‬
‫ر‬ ‫ن‬
‫ر‬ ‫إ‬
‫ر‬‫‪٣‬‬‫ر‬ ‫ر‬
‫ى‬
‫ر‬ ‫رعرنر رٱلررررهر ر‬
‫و‬
‫ر‬
‫رر ر ر ر‬
‫هو الشارع كما قال البعض‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬ورمراري‬
‫ر‬ ‫رررنرطرقر ر ر‬ ‫ولي‬
‫يرر ر ر ر‬
‫وۡحرر‪( }٤‬النجم‪.)4 – 3 :‬‬
‫‪ .5‬قوله أصل‪ :‬فيه أن الدين له أصل (قواعد) وفرع‪ ،‬ولعل هذا من براعة االستهالل ‪.‬‬
‫‪ .6‬الصالة على النبي‪ :‬ثناء اهلل ومالئكته يف المل األعلى‪.‬‬
‫‪ .١‬السبل جمع سبيل‪ ،‬أي‪ :‬الطريق‪ ،‬وأبان السبال‪ :‬وضح الطرق‪.‬‬
‫‪ .1‬النبي لغة من النبأ‪ ،‬منبئ ومنبأ (مخبر ومخبر)‪ ،‬واصطالحا‪ :‬هو إنسان ذكر حر أوحي إليه‬
‫بشرع وأمر بتبليغه إلى قوم موافقين‪ ،‬أما الرسول فإلى قوم مخالفين‪ ،‬ولفظ محمد بدل‬
‫من نبي‪ ،‬واآلل عطف على محمد‪.‬‬
‫‪ .١‬اآلل‪ :‬األهل وآل النبي صلى اهلل عليه وسلم هم أتباعه على دينه (يف الصالة والسالم)‪،‬‬
‫وهم بنو هاشم وبنو عبد المطلب المؤمنون (يف الذين تحرم عليهم الصدقات)‪.‬‬
‫أصل االستنباط استخراج الماء من العين‪ ،‬فكما يستخرج الماء بآلة‪ ،‬يستخرج كذلك‬ ‫‪.٧3‬‬
‫للجميع أن يجتهدوا‪ ،‬وإنما‬ ‫الحكم بآلة‪ ،‬ولذا سميت عملية االجتهاد استنباطا‪ ،‬فلي‬
‫يجتهد من توفرت فيه شروط االجتهاد‪.‬‬
‫‪ .٧٧‬والحكم على الشيء يفتقر إلى معرفة الواقع ومعرفة الواجب يف الواقع‪ ،‬فالحكم على‬
‫الشيء فرع عن تصوره(‪.)1‬‬
‫‪ .٧٢‬سنية‪ :‬رفيعة عالية‪.‬‬
‫‪ .٧3‬نازلة‪ :‬ما استدعى حكما شرعيا من الوقائع المستجدة‪ ،‬ومن خاصية القاعدة هو التعرف‬
‫منها على أحكام النوازل‪.‬‬

‫(‪ )1‬قال ابن القيم‪ « :‬وال يتمكن المفتي وال الحاكم من الفتوى والحكم بالحق إال بنوعين من الفهم أحدهما‬
‫فهم الواقع والفقه فيه واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن واألمارات والعالمات حتى يحيط به علما‪،‬‬
‫والنوع الثا فهم الواجب يف الواقع وهو فهم حكم اهلل الذي حكم به يف كتابه أو على لسان رسوله يف هذا‬
‫الواقع ثم يطبق أحدهما على ا خر‪.‬‬
‫انظر‪ :‬ابن القيم‪ ،‬محمد بن أبي بكر‪ ،‬إعالم الموقعين عن رب العالمين‪ ،‬تح‪ :‬طه عبد الرؤوف سعد‪ ،‬دار‬
‫الجيل‪ :‬بيروت‪٧١١3 ،‬م‪ ،‬ص‪.11-1١‬‬
‫‪11‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اليقني ال يزول بالشك‬

‫‪.............................................‬‬ ‫ك مددددا تي ُقنددددا [‪]1‬‬


‫(‪ )1‬فددددال تددددزل بالشدددد ُ‬
‫‪ .٧‬اليقين‪ :‬هو العلم الذي ال تردد معه‪ ،‬فهو الثابت والمستقر‪ ،‬وهو الجزم على وقوع الشيء‬
‫أو عدم وقوعه‪.‬‬
‫‪ .٢‬الشك‪ :‬هو الرتدد يف حصول الشيء أو عدم حصوله‪ ،‬والفقهاء يجعلون الشك مطلق‬
‫الرتدد‪ ،‬سواء استوى الطرفان أم كان أحدهما راجحا‪ ،‬أما األصوليون فجعلوا لإلدراك‬
‫خمس مراتب‪ :‬العلم‪ ،‬والظن‪ ،‬واليقين‪ ،‬والشك‪ ،‬والوهم‪ ،‬والجهل‪ .‬فالشك عندهم هو‬
‫إدراك الشيء مع احتمال ضد مساو‪.‬‬
‫‪ .3‬معنى القاعدة‪ :‬األمر المجزوم بوقوعه ال يرتفع بمجرد الشك‪ ،‬فالضعيف المحتمل ال‬
‫يرفع القوي المتيقن‪.‬‬
‫‪ .4‬من أدلة القاعدة‪ :‬ما ثبت يف الصحيحين عن عبد اهلل بن زيد قال‪« :‬شكي إلى النبي‬
‫‪ ‬الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء يف الصالة‪ ،‬قال‪« :‬ال ينصرف حتى يسمع‬
‫صوتا أو يجد ريحا» (‪ .)2‬والصوت والريح من اليقين‪ ،‬فمتى وجد غيرها من اليقينيات‬
‫انصرف وإن لم يسمع صوتًا أو يجد زيحًا فتنبه‪.‬‬
‫‪ .5‬هذه القاعدة تدخل يف جميع أبواب الفقه‪ ،‬ومن تطبيقاتها‪ :‬أن من تيقن الطهارة وشك يف‬
‫الحدث فهو متطهر ومن تيقن الحدث وشك يف الطهارة فهو محدث‪ ،‬خالفا للمالكية يف‬
‫األولى‪ .‬ومن شغلت ذمته بدين يقينا ثم مات وشك يف أداءه فالدين باق‪ .‬وكذلك من ثبت‬
‫إسالمه بيقين فال يزول عنه بالشك‪ ،‬فتكفير المعين ال بد له من أمرين‪ :‬األمر األول‪ :‬داللة‬
‫القرآن والسنة على أن هذا الفعل أو القول كفر‪ ،‬فال يجتهد يف التكفير‪ ،‬واألمر الثاين‪:‬‬
‫هبد ُين وال‬ ‫انطباق هذا الفعل أو القول على الشخص المعين‪ ،‬وعلى كل‪ ،‬فاألمر لي‬
‫يخوض فيه إال العلماء والمجتهدون‪.‬‬

‫(‪ )1‬يعبر كذلك بد(اليقين ال ينقض إال بيقين مثله) و(اليقين ال يرفع بالشك)‪.‬‬
‫(‪ )٢‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الوضوء‪ ،‬باب من ال يتوضأ من الشك حتى يستيقن‪ ،‬رقم الحديث (‪ ،)٧3١‬وباب‬
‫من لم ير الوضوء إال من المخرجين‪ ،‬رقم الحديث (‪.)٧١١‬‬
‫صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الحيض‪ ،‬باب من تيقن الطهارة ثم شك يف الحدث‪ ،‬رقم الحديث (‪.)36٧‬‬
‫‪16‬‬
‫املشقة جتلب التيسري‬

‫‪ )2( ]1[ ..............................................‬مشددددقة تجلددددب تيسدددديرا لنددددا‬

‫المشقة مرفوعة بالنص‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬وما جعل عليكم في الدين من حرج﴾ (الحج‪،)١1 :‬‬

‫والحرج هو المشقة‪ ،‬ولكن اقتضاؤها (التيسير) مشروط بعدم مصادمتها نصا‪ ،‬وإال لم‬

‫تعترب‪ .‬وأن تكون مما تنفك عنه التكاليف الشرعية‪ ،‬أما ما ال ينفك بعض التكاليف‬

‫الشرعية عنه كمشقة الجهاد وألم الحدود ونحوها فال أثر لها يف جلب تيسير‪ .‬وأن تكون‬

‫زائدة عن الحدود العادية‪ ،‬أما المشقة العادية كمشقة العمل فال تجلب التيسير‪.‬‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ر ر رر ر ر ر ر ر ر ر ر ر‬
‫كر رمر رٱلرر رعر ر ر‬
‫سر}‬ ‫األصل يف هذه القاعدة قوله ‪-‬تعالى‪{:-‬يررررريدر رر ر‬
‫ٱّلل ربركرمر رٱلرريرسر رورَلر ريرررررريدر ربررر‬

‫(البقرة‪ ،)٧15 :‬وقوله ‪« :‬بعثت بالحنيفية السمحة»(‪.)1‬‬

‫أسباب التخفيف الذي يجلب التيسير سبعة أنواع‪ ،‬وهي‪ :‬السفر فيبيح الفطر يف هنار رمضان‬

‫وتسقط به الجمعة ويجب قصر الرباعية فيه‪ ،‬وغير ذلك‪ .‬والمرض فيبيح الفطر يف رمضان‪،‬‬

‫وينتقل بسببه إلى التيمم عند مشقة استعمال الماء‪ ،‬ويجوز معه القعود يف صالة الفرض إن‬

‫لم يستطع القيام وتؤخر إقامة الحد على المريض حتى يربأ‪ .‬واإلكراه بشرطه(‪ )2‬يجوز معه‬

‫إظهار الكفر‪﴿ :Ü ،‬إال من أكره وقلبه مطمئن باإليمان﴾ (النحل‪ ،)1٠١ :‬وال يقع معه‬

‫الطالق ونحوهما‪ .‬والنسيان‪ ،‬فمن أكل أو شرب أو جامع ناسيا يف هنار رمضان لم يفسد‬

‫(‪ )1‬مسند أحمد‪ ،‬تتمة مسند األنصار‪ ،‬حديث أبي أمامة الباهلي الصدي بن عجالن ويقال ابن وهب الباهلي‪،‬‬
‫رقم الحديث (‪.)٢٢٢٧٧‬‬
‫(‪ )2‬شروط اإلكراه أربعة‪ :‬األول‪ :‬أن يكون فاعله قادرا على إيقاع ما يهدد به‪ ،‬والمأمور عاجزا على الدفع ‪-‬ولو‬
‫بالفرار‪ .-‬الثاين‪ :‬أن يغلب على ظنه أنه إذا امتنع أوقع به ذلك‪ .‬الثالث‪ :‬أن يكون ما هدده به فوريا‪ ،‬فلو قال‪:‬‬
‫«إن لم تفعل كذا ضربتك غدا» ال يعد مكرهًا‪ ،‬ويستثنى ما إذا ذكر زمنًا قريبًا جدا أو جرت العادة بأنه ال‬
‫يخلف‪ .‬الرابع‪ :‬أن ال يظهر من المأمور أنه يدل على اختياره‪ ،‬و ال فرق بين اإلكراه على القول والفعل عند‬
‫بغير حق‪.‬‬ ‫الجمهور‪ ،‬ويستثنى من الفعل ما هو محرم على التأبيد كقتل النف‬
‫‪17‬‬
‫صومه‪ .‬والجهل‪ ،‬فإذا جهل الشفيع بالبيع فإنه يعذر يف تأخير طلب الشفعة‪ ،‬ومن أتى‬

‫بمفسد للصالة جاهال لم تفسد صالته‪ ،‬وكذا من أكل بعد طلوع الفجر جاهال طلوعه ال‬

‫يفسد صومه‪ .‬والعسر وعموم البلوى‪ ،‬منه إباحة نظر الطبيب والشاهد للمرأة األجنبية‪،‬‬

‫والعفو عن أثر نجاسة عسرت إزالتها‪ .‬والنقص‪ ،‬فالصغر والجنون والرق يجلبان‬

‫التخفيف‪ ،‬واألنوثة سبب للتخفيف‪ ،‬كعدم وجوب الجهاد والجزية عليهن‪ ،‬وكذلك ال‬

‫تجب عليهن الجمعة‪.‬‬


‫‪18‬‬
‫الضــرر يــــزال‬

‫‪.............................................‬‬ ‫(‪ )3‬وال تددددددزل لضددددددرر بضددددددرر [‪]6‬‬

‫‪ .٧‬الضرر‪ :‬هو إلحاق األذى والمفسدة بالغير‪ ،‬فيجب إزالة الضرر بعد وقوعه كما يجب‬
‫دفعه قبل وقوعه‪.‬‬
‫‪ .٢‬هذه القاعدة مستنبطة من قوله ‪« :‬ال ضرر وال ضرار»(‪.)1‬‬
‫‪ .3‬من تطبيقات هذه القاعدة أن من جعل ميزابًا (قناة أو أنبوب من معددن أو غيدره يسديل بده‬
‫الماء من السطح أو من البيت إلى األرض) لتصدريف ميداه األمطدار علدى الطريدق العدام‬
‫بحيث يضر المارين فإنه يزال ويضمن ما أتلفه‪ .‬ومنها أن من فتح نافذة تطدل علدى جداره‬
‫أمر بإزالتها‪ .‬ومنها إذا طالت أغصان شجرة ونزلت على دار جاره ك ُلف بإزالتها إن طلدب‬
‫جاره ذلك‪ .‬ومنها أن من وقع يف يده مرض وقرر الطبيب أنه إذا لدم تقطدع العضدو سدرى‬
‫المرض إلى بقية الجسد فإنه يجب قطعها‪.‬‬
‫على أن الذي ذكره الناظم هو قاعدة (الضدرر ال يدزال بمثلده) أو (الضدرر ال يدزال‬
‫بالضرر) وهي قيد لقاعدة (الضرر يدزال)‪ ،‬يعندي أن الضدرر يدزال إال إذا كاندت إزالتده ال‬
‫تتيسر إال بإدخال ضرر مثله على الغير‪ ،‬فحينئدذ ال يرفدع وال يدزال‪ ،‬فضدال عمدا إذا كدان‬
‫الضرر أعظم منه فمن باب أولى‪ .‬ومن تطبيقاهتا أنه ال يحفظ المدال بدإتالف مدال الغيدر‪،‬‬
‫وأنه ال يجوز أن تدفع إغراق أرضك بإغراق أرض الغير‪ ،‬وأنده ال يجدوز علدى مدن أكدره‬
‫على القتل أن يقتل شخصا معصوم الدم‪.‬‬

‫(‪ )٧‬سنن ابن ماجه‪ ،‬كتاب األحكام‪ ،‬باب من بنى يف حقه ما يضر بجاره‪ ،‬من حديث عبادة بن الصامت‪ ،‬حديث‬
‫رقم (‪.)٢343‬‬
‫مسند أحمد‪ ،‬مسند بني هاشم‪ ،‬مسند عبد اهلل بن عباس بن عبد المطلب‪ ،‬حديث رقم (‪.)٢165‬‬
‫‪19‬‬
‫العــادة مـحـكـمـة‬
‫‪ )4( ]6[ ..............................................‬وح ُكددددددم العددددددادة بددددددالتق ررر‬

‫‪ .٧‬العادة يف اللغة من المعاودة بمعنى التكرار‪ ،‬وهي يف االصطالح ما تكرر بحيث صار‬
‫معروفا مستقرا يف النفوس والعقول‪ ،‬متلقى بالقبول بحيث أصبح حقيقة عرفية‪.‬‬
‫‪ .٢‬قوله بالتقرر أي إذا كانت مستقرة ثابتة‪ ،‬ومعنى القاعدة أن العدادة سدواء كاندت عامدة أو‬
‫خاصة تفسر األلفاظ الواردة يف الكتاب والسنة إذا لدم تحدددها الشدريعة‪ ،‬ودليدل ذلدك‬
‫قوله تعالى‪﴿ :‬ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف﴾ (البقرة‪ ،)٢٢1 :‬وقوله تعالى‪﴿ :‬وعلى‬
‫المولددود لدده رزقهددن وكسددوتهن بددالمعروف﴾ (البقددرة‪ ،)٢33 :‬ومندده‪﴿ :‬وعاشددروهن‬
‫بالمعروف﴾ (النساء‪ ،)٧١ :‬وقوله‪﴿ :‬ومن كان فقيرا فليأكدل بدالمعروف﴾ (النسداء‪،)6 :‬‬
‫وقوله‪﴿ :‬خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ﴾ (األعدراف‪ ،)٧١١ :‬ومنده مدا‬
‫ثبت من حديث عائشة ‪ ‬أن هند بنت عتبة قالت‪« :‬يدا رسدول اهلل‪ ،‬إن أبدا سدفيان‬
‫يعطيني ما يكفيني وولدي‪ ،‬إال ما أخذت منه وهدو ال يعلدم‪ ،‬فقدال‬ ‫رجل شحيح‪ ،‬ولي‬
‫رسول اهلل ‪« :‬خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف» (‪ ،)1‬قال النووي‪ :‬ومنها‬
‫لها تحديد شرعي‪.‬‬ ‫اعتماد العرف يف األمور التي لي‬
‫لها ضابط يف الشرع وال يف‬ ‫‪ .3‬ضابط الرجوع إلى العادة والعرف هو يف األفعال التي لي‬
‫اللغة‪ ،‬كإحياء الموات‪ ،‬والحرز يف السرقة‪ ،‬واألكل من بيت الصديق‪ ،‬وكذا ما يع رد قبضا‬
‫يف البيع‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ .4‬هذه القاعدة مقيدة بقاعدة وهي (إنما تعتبر العادة إذا اضطردت أو غلبت)‪ ،‬وإنما تعترب‬
‫العادة إذا كانت سابقة (قبل وقوع الكالم)‪ ،‬فال عربة بالعادة الطارئة بعده‪.‬‬

‫‪ )1‬صحيح البخاري ‪ ،‬كتاب النفقات‪ ،‬باب إذا لم ينفق الرجل فللمرأة أن تأخذ بغير علمه ما يكفيها وولدها‬
‫بالمعروف‪ ،‬حديث رقم (‪.)5364‬‬
‫سنن النسائي‪ ،‬كتاب آداب القضاة قضاء الحاكم على الغالب إذا عرفه‪ ،‬حديث رقم (‪.)54٢3‬‬
‫سنن بن ماجه‪ ،‬كتاب التجارات‪ ،‬باب ما للمرأة من زوجها‪ ،‬حديث رقم (‪.)٢٢١3‬‬
‫مسند أحمد (‪.)٢4٧٧١‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ :‬فددالعرف العددام هددو مددا كددان فاشدديا يف جميددع الددبالد‬ ‫‪ .5‬العددرف نوعددان‪ ،‬عددام وخددا‬
‫كاالستصناع‪ ،‬ويدخل فيه أكثر أعمال االنشاءات‪ .‬والعرف الخاص هو ما كدان مختصدا‬
‫ببلد أو مكان أو بين فئة من الناس دون أخرى كالتجار‪ ،‬فثمة أعدراف ال توجدد إال عندد‬
‫التجار فتعترب بينهم فحسب‪.‬‬
‫‪ .6‬العرف إن صادم النص فهو مردود‪ ،‬ذكر العثيمين يف منظومته‪:‬‬
‫وكد ر‬
‫ددددل مدددددا أتدددددى ولدددددم يحددددددد •• بالشدددرع كدددالحرز فبالشدددرع احددددد‬
‫وقــــال غـــــريه‪:‬‬
‫ص قددددد يدددددار‬
‫والعدددرف فدددي الشدددرع لددده اعتبدددار •• لددددذا عليدددده الددددن ر‬
‫بمعنى أن النص يفسر بالعرف فيما لم يأت النص بتفسيره‪.‬‬
‫‪ .١‬من تطبيقات هذه القاعدة أنه يجوز التقاط الثمار التي يتسارع إليها الفساد من البساتين ما لم‬
‫توجد داللة على المنع‪ ،‬ألن العرف جرى على ذلك‪ .‬ومنها اعتبار عرف الحالف والناذر‬
‫إذا كان العرف مساويا للفظ أو أخص‪ ،‬كمن حلف أال يأكل رأسا وال يركب دابة‪ ،‬لم‬
‫يحنث بأكل رأس عصفور وال بركوب إنسان‪.‬‬
‫‪ .1‬من تفريعات القاعدة ما يتعلق باألحكام التي تتغير بتغير الزمان والمكان والتي ع ُبر عنها‬
‫بد(ال ينكر تغير األحكام بتغير الزمان والمكان)‪ ،‬والمراد هبا األحكام المبنية على عرف‬
‫الناس وعاداهتم‪ ،‬فإذا اختلفت العادات عن زمان قبله تغيرت كيفية العمل بالحكم‪،‬‬
‫وكذلك األحكام االجتهادية التي بنيت على القياس ومراعاة المصلحة‪ .‬أما األحكام‬
‫األساسية التي جاءت الشريعة لتأسيسها فهي ال تتغير وال تتبدل بتبدل الزمان والمكان‬
‫وتغيره‪ .‬ومن ذلك أن صبغ الثوب بالسواد كان عيبا يف زمن أبي حنيفة‪ ،‬فإذا صبغ الغاصب‬
‫به المغصوب كان قد عيبه‪ ،‬ثم تغير عرف الناس فصار يع رد زيادة‪ .‬ولما ندرت العدالة‬
‫وعزت يف هذا الزمان قبلنا يف الشهادة األقرب فاألقرب واألقل فجورا ألال تضيع الحقوق‪،‬‬
‫فاألصل يف الشهادة أن تكون من عدل‪ ،‬وقد ال يوجد من توفرت فيه شروط العدالة كما‬
‫قررها العلماء السابقون يف هذا الزمان‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫(‪)1‬‬
‫األمور مبقاصدها‬
‫‪.............................................‬‬ ‫(‪ )5‬إن األمدددددور هدددددن بالمقاصدددددد [‪]7‬‬

‫‪ .٧‬األمور جمع أمر‪ ،‬وهو الشأن‪ .‬واألمر لفظ يشمل األفعال واألقوال كلها‪ ،‬ويدخل فيه الرتك‪.‬‬
‫‪ .٢‬قولهم‪« :‬األمور بمقاصدها» يقدر فيه محذوف وهو (أحكام)‪ ،‬أي (أحكام األمور‬
‫بمقاصدها)‪ ،‬ومعنى القاعدة أن الشؤون مرتبطة بنياهتا وأن الحكم الذي يرتتب على فعل‬
‫المكلف وقوله ينظر فيه إلى مقصده‪ ،‬فعلى حسبه يرتتب الحكم تملكا أو عدمه‪ ،‬ثوابا أو‬
‫عدمه‪ ،‬عقابا أو عدمه‪ ،‬صحة أو عدمها‪.‬‬
‫‪ .3‬أصل هذه القاعدة حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ‪ ‬أن النبي ﷺ قال‪:‬‬
‫«إنما األعمال بالنيات»(‪ ،)2‬متفق عليه‪ .‬ويرجع إلى هذه القاعدة يف تمييز العبادات عن‬
‫العادات‪ ،‬ويف تمييز العبادات بعضها عن بعض‪ ،‬ومن أدلة هذه القاعدة كذلك‪ ،‬قوله‬
‫تعالى‪﴿ :‬فاعبد الل مخلصا له الدين﴾ (الزمر‪ ،)٢ :‬وقوله تعالى‪﴿ :‬وما أمروا إال ليعبدوا‬
‫الل مخلصين له الدين﴾ (البينة‪ ،)5 :‬وما ثبت من حديث سعد بن أبي وقاص أن النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم قال‪ “ :‬إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الل إال أجرت عليها حتى ما‬
‫تجعل في فم امرأتك“(‪ .)3‬والنية يف اللغة هي قصد الشيء وإرادته‪ ،‬وشرعا‪ :‬هي قصد‬
‫الطاعة والعمل تقربا إلى اهلل ‪ ،‬واإلخالص هو محبة اهلل وإرادة وجهه بالعمل‪ ،‬والنية‬
‫محلها القلب‪.‬‬
‫‪ .4‬شروط النية أربعة‪ ،‬وهي‪ :‬اإلسالم‪ ،‬والتمييز‪ ،‬والعلم بالمنوي‪ ،‬واستصحاب حكمها ‪-‬ال‬
‫ذكرها‪ -‬وعدم رفضها إلى هناية العمل‪.‬‬

‫‪ )٧‬ويعبرونه أيضا بد(األعمال بالنيات)‪ ،‬ومن فروع القاعدة (العربة بالقصد والمعنى‪ ،‬ال باللفظ والمبنى)‪ ،‬وقد‬
‫أخذوا على الناظم تأخيرها مع أن طريقة العلماء جرت بتقديمها والبداءة به‪.‬‬
‫‪ )٢‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب بدء الوحي‪ ،‬باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول اهلل ﷺ‪ ،‬رقم الحديث (‪.)٧‬‬
‫صحيح مسلم‪ ،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب معرفة الركعتين اللتين كان‪ ،‬رقم الحديث (‪.)٧١3١‬‬
‫‪ )3‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب اإليمان‪ ،‬باب ما جاء أن األعمال بالنية والحسبة ولكل امرئ ما نوى‪ ،‬رقم الحديث‬
‫(‪.)56‬‬
‫‪11‬‬
‫فالنية شرط صحة العبادات كلها‪ ،‬كالوضوء والغسل والصالة‪ ،‬ويتوقف الثواب‬
‫عليها فعال وتركا‪ ،‬فعبادة عريت عن النية مردودة‪ ،‬كمن امتنع عن الزكاة فأخذت منه قهرا‬
‫فإن وإن برئت ذمته إال أنها ال تجزيه يف الباطن‪ .‬أما العادات فالنية شرط للثواب عليها‬
‫كقضاء الديون وحفظ الودائع وردها‪ .‬ومما تدخل فيه النية من العقود عقود البيع والهبة‬
‫والوقف والطالق والخلع والرجعة‪ ،‬فالعربة فيها بالمقاصد والمعا ‪ ،‬خالفا للشافعية‬
‫الشيرازي(‪« :)1‬وال ينعقد البيع إال‬
‫الذين قالوا أن للبيع صيغة معينة‪ ،‬قال أبو إسحاق ُ‬
‫باإليجاب والقبول فأما المعاطاة فال ينعقد هبا البيع ألن اسم البيع ال يقع عليه واإليجاب‬
‫أن يقول بعتك أو ملكتك أو ما أشبههما والقبول أن يقول قبلت أو ابتعت أو ما‬
‫أشبههما»(‪ .)2‬وقال النووي يف الشرح‪« :‬المشهور من مذهبنا أنه ال يصح البيع إال باإليجاب‬
‫والقبول»(‪ .)3‬وقال ابن تيمية ‪« :‬وكذلك المشهور من مذهب الشافعي أنه ال بد يف‬
‫العقود من الصيغ فال يصح بيع المعاطاة لكن الجمهور يخالفون هذا‪ .‬فمذهب مالك أن‬
‫كل ما عده الناس بيعا فهو بيع فيجوز بيع المعاطاة يف القليل والكثير»(‪.)4‬‬

‫(‪ )٧‬هو أبو إسحاق إبراهيم بن على ابن يوسف بن عبد اهلل الشيرازي الفيروزأباذي‪ ،‬منسوب إلى فيروز أباذ‪،‬‬
‫(بفتح الفاء)‪ ،‬وأصله بالفارسية‪ :‬الكبير‪ ،‬وهي بليدة من بالد فارس‪ ،‬ولد سنة ثالث وتسعين وثالثمائة‪،‬‬
‫وتوىف هبا سنة أربعين وثالثمائة‪.‬‬
‫قال الحافظ أبو سعد السمعا ‪ :‬كان الشيخ أبو إسحاق إمام الشافعية‪ ،‬والمدرس ببغداد يف النظامية‪.‬‬
‫انظر‪ :‬النووي‪ ،‬أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف‪ ،‬تهذيب األسماء واللغات‪ ،‬تح‪ :‬مصطفى عبد القادر‬
‫عطا‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ :‬بيروت‪ ،‬ص‪.١4٧-١3١‬‬
‫الدين محمد بن أحمد‪ ،‬سير أعالم النبالء‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪٧435 ،3‬ه‪٧١15-‬م‪ ،‬ج‪،٧1‬‬ ‫وانظر‪ :‬الذهبي‪ ،‬شم‬
‫ص‪.464-45٢‬‬
‫(‪ )٢‬الشيرازي‪ ،‬أبو إسحاق إبراهيم بن علي‪ ،‬المهذب يف فقه اإلمام الشافعي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص‪٢56‬‬
‫(‪ )3‬النووي‪ ،‬أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف‪ ،‬المجموع شرح المهذب (مع تكملة السبكي والمطيعي)‪،‬‬
‫دار الفكر‪ ،‬ج‪ ،١‬ص‪.٧6٢‬‬
‫(‪ )4‬ابن تيمية‪ ،‬تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم‪ ،‬مجموع فتاوى شيخ اإلسالم أحمد بن تيمية‬
‫(مجموع الفتاوى) ‪ ،‬جمع وترتيب‪ :‬عبد الرحمن بن محمد بن قاسم رحمه اهلل‪ ،‬مجمع الملك فهد لطباعة‬
‫المصحف الشريف‪ :‬المدينة المنورة‪ ،‬ط‪٧4٢5 ،٧‬ه‪٢334-‬م‪ ،‬ج‪ ،٢١‬ص‪.٢٢6‬‬
‫‪13‬‬
‫(‪)...‬‬

‫‪ ]7[ ..............................................‬وخدددددذ ألربعدددددين مدددددن قواعدددددد‬


‫لمددددددا أتددددددت عندددددددهم كليدددددده [‪ ]8‬بندددددوا عليهدددددا صدددددورا جزئيددددده‬

‫‪ .٧‬قوله أربعين‪ :‬منها قواعد كلية‪ ،‬ومنها قواعد صغرى وقع فيها النزاع بين الفقهاء‪ ،‬ومنها‬
‫قواعد متفرعة عن القواعد الكلية‪ ،‬ومنها ما تعد مخصصة للقواعد الكلية‪.‬‬
‫‪ .٢‬الكلية هذا الوصف يف األصل وصف لجميع القواعد‪ ،‬فالقاعدة ال تكون قاعدة إال إذا‬
‫كانت كلية‪.‬‬
‫‪ .3‬قوله بنوا أي فرعوا بالبناء عليها‪.‬‬
‫‪ .4‬صورا جزئية أي فروعا فقهية‪ ،‬وهي األفراد الجزئية التي تنطبق عليها هذه القواعد‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫(‪)1‬‬
‫االجتهاد ال ينقض باالجتهاد‬

‫‪.............................................‬‬ ‫(‪ )1‬االجتهددداد باجتهددداد مدددا اندددتقض [‪]9‬‬

‫‪ .٧‬االجتهاد بذل الفقيه وسعه يف معرفة حكم شرعي‪.‬‬


‫واالجتهاد يمثل ظنا غالبا حصل للمجتهد بعد بذله غاية جهده إلدراك الحكم الشرعي‪.‬‬
‫‪ .٢‬معنى القاعدة أن اجتهاد المجتهد يف المسائل الظنديدة التي لم يرد فيها دليل قطعي‪ ،‬وهو‬
‫الذي يسمى باالجتهاد التطبيقي ال ينقض باجتهاد مثله إجماعا‪ ،‬وقولنا ينقض مشتق من‬
‫النقض‪ ،‬وهو الح رل وإفساد ما أبرم وعقد‪ ،‬فإذا حللت ما عقد قيل نقضته‪ ،‬ومنه قوله‬
‫تعالى‪﴿ :‬وال تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا﴾ (النحل‪ .)١٢ :‬إذن فالمراد‬
‫أنه ال يبطل‪ ،‬فيصح ما فعله باالجتهاد األول وتربأ به ذمته‪ ،‬ألننا لو نقضناه باجتهاد‪ ،‬جاز‬
‫أن ينقض هذا االجتهاد باجتهاد آخر‪ ،‬وهكذا دواليك‪ ،‬وهذا يؤدي إلى عدم استقرار‬
‫المعامالت واألحكام‪ ،‬ومن ذلك إذا أفتى مفت أو قضى قاض يف حادثة باجتهاد ثم تغير‬
‫اجتهاده‪ ،‬فال تنقض فتواه وال قضاؤه السابق‪ ،‬لكنه يغير الحكم يف المستقبل‪ ،‬قال عمر بن‬
‫الخطاب ‪« :‬تلك على ما قضينا يومئذ‪ ،‬وهذه على ما قضينا»(‪ .)2‬وكذلك ال‬
‫ينتقض اجتهاد مجتهد باجتهاد مجتهد آخر‪.‬‬
‫‪ .3‬احلجة يف القاعدة إجماع الصحابة كما نقله ابن الصباغ(‪.)3‬‬
‫‪ .4‬محل القاعدة يف المسائل التي ورد فيها النزاع ال يف توابعها‪ ،‬فلو قضى الشافعي بالبيع يف‬
‫عقار فللقاضي الحنفي أن يقضي فيه بالشفعة للجار وإن كان القاضي األول ال يراها‪.‬‬

‫(‪ )٧‬يعبرونه كذلك بلفظ االستفهام‪( ،‬الظن‪ ،‬هل ينقض بالظن؟)‪.‬‬


‫(‪ )٢‬أبو بكر عبد الرزاق بن همام‪ ،‬مصنف عبد الرزاق‪ ،‬تح‪ :‬حبيب الرحمن األعظمي المكتب اإلسالمي‪:‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪٧433 ،٢‬ه‪ ،‬ج‪ ،٧3‬ص‪ ،٢4١‬رقم (‪.)٧١335‬‬
‫والبيهقي‪ ،‬أحمد بن الحسين‪ ،‬السنن الكبرى‪ ،‬تح‪ :‬محمد عبد القادر عطا‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ :‬بيروت‪ ،‬ط‪،3‬‬
‫‪٧4٢4‬ه‪٢333-‬م‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ ،4٧1‬رقم (‪.)٧٢46١‬‬
‫(‪ )3‬انظر‪ :‬الزحيلي‪ ،‬محمد مصطفى‪ ،‬القواعد الفقهية وتطبيقاتها يف المذاهب األربعة‪ ،‬دار الفكر‪ :‬دمشق‪ ،‬ط‪،٧‬‬
‫‪٧4٢١‬ه‪٢336-‬م‪ ،‬ج‪ ،٧‬ص‪.3١3‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ .5‬من تطبيقات القاعدة أنه لو تغير اجتهاد المصلي يف القبلة وكان قد صلى لم يلزمه القضاء‬
‫ويعمل بالثا بعد ذلك‪ ،‬وكذلك إذا اجتهد المصلي يف اختيار أحد أثواب بعضها نج ‪،‬‬
‫فإنه إذا صلى وتغير اجتهاده لم يعد الصالة‪.‬‬
‫‪ .6‬بعض األصوليين نصوا على أن المجتهد إذا عرضت له حادثة فاجتهد يف تطلب حكمها ثم‬
‫الحادثة‪ ،‬هل يلزمه أن يجتهد مرة ثانية؟‬ ‫تبين حكمها‪ ،‬ثم بعد زمن عرضت له نف‬
‫قال القرطبي ‪ ‬يف تفسيره‪« :‬ويفيد هذا صحة ما قاله األصوليون‪ :‬إن المجتهد‬
‫يجب عليه أن يجدد نظرا عند وقوع النازلة‪ ،‬وال يعتمد على اجتهاده المتقدم إلمكان أن‬
‫يظهر له ثانيا خالف ما ظهر له أوال‪ ،‬اللهم إال أن يكون ذاكرا ألركان اجتهاده ‪ ،‬مائال إليه‪،‬‬
‫فال يحتاج إلى استئناف نظر يف أمارة أخرى»‪.‬‬
‫وأما إذا ظهر له أن اجتهاده خالف نصًا أو إجماعًا‪ ،‬أو قياسًا جليًا فإنه ينقضه؛‬
‫له دليل قاطع‪ ،‬أما ما فيه دليل قاطع فيقال فيه‪« :‬إذا جاء‬ ‫ألن البحث يف القاعدة فيما لي‬
‫هنر اهلل بطل هنر معقل(‪ ،)2(»)1‬أي إذا ورد األثر بطل النظر‪ ،‬فالذي عليه دليل ترد به جميع‬
‫األقاويل‪.‬‬

‫(‪ )٧‬ذكر الواقدي أن عمر أمر أبا موسى األشعري أن يحفر هنرا بالبصرة وأن يجريه على يد معقل بن يسار‬
‫المز ‪ ،‬فنسب إليه‪ ،‬وتويف معقل بالبصرة يف والية عبيد اهلل بن زياد البصرة لمعاوية‪ ،‬وقال المدائني‬
‫والقحذمي‪ :‬كلم المنذر بن الجارود العبدي معاوية بن أبي سفيان يف حفر هنر ثان لنهر األبلة‪ .‬فكتب إلى‬
‫زياد فحفر هنر معقل‪ ،‬فقال قوم‪ :‬أجرى فمه على يد معقل‪ ،‬فنسب إليه‪ .‬وقال قوم‪ :‬بل أجراه زياد على يد‬
‫عبد الرحمن بن أبي بكرة أو غيره‪ .‬فلما فرغ منه وأراد فتحه بعث زياد معقل بن يسار ليحضر فتحه تربكا به‬
‫ألنه رجل من الصحابة‪ .‬فقال الناس‪ :‬هنر معقل‪ .‬فذكر القحذمي أن زيادا أعطى رجال ألف درهم‪ ،‬وقال ابلغ‬
‫دجلة وسل عن صاحب النهر هذا من هو؟ فإن قال رجل إنه هنر زياد فأعطه األلف‪ ،‬فبلغ الرجل دجلة ثم‬
‫رجع فقال ما لقيت أحدا يقول إال هنر معقل‪ ،‬فقال زياد‪ :‬وذلك فضل اهلل يؤتيه من يشاء‪.‬‬
‫انظر‪ :‬الحموي‪ ،‬أبو عبد اهلل ياقوت بن عبد اهلل‪ ،‬معجم البلدان‪ ،‬دار الفكر‪ :‬بيروت‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ ،3٢4‬باب النون‬
‫والهاء‪.‬‬
‫(‪ )٢‬ذا جاء البحر أو السيل أو ورد الناس على البحر أو سيل أو هنر وافر الذي قد أجراه اهلل ابتداء‪ ،‬بطل أو قل‬
‫االنتفاع (بنهر معقل) الذي أجراه هو بنفسه‪ .‬وهو مثل يضرب لتحقير شيء إذا جاء شيء أعظم منه‪.‬‬
‫انظر‪ :‬النيسابوري‪ ،‬أبو الفضل أحمد بن محمد الميدا ‪ ،‬مجمع األمثال‪ ،‬دار المعرفة‪ :‬بيروت‪ ،‬ج‪ ،٧‬ص‪.1١‬‬
‫‪16‬‬
‫(‪)1‬‬
‫إذا اجتمع احلالل واحلرام غلب احلرام‬
‫‪ )2( ]9[ ..............................................‬غ ُلددب حرامددا إن مددع الحد ُ‬
‫دل عددرض‬

‫‪ .٧‬قوله غلب أي ق ُدم ور ُجح‪.‬‬


‫‪ .٢‬الحرام ما طلب الشارع الكف عنه حتما‪.‬‬
‫‪ .3‬ألن اعتناء الشارع بالمنهيات أشد من اعتنائه بالمأمورات‪ ،‬ولما ثبت من قوله ﷺ‪« :‬ما‬
‫نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم»(‪ ،)2‬وللحديث الذي رواه اإلمام‬
‫أحمد والرتمذي عن الحسن بن علي ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قال‪« :‬دع ما‬
‫يريبك إلى ما ال يريبك»(‪ ،)3‬ولما يف الصحيحين عن عدي بن حاتم ‪ ،‬قلت‪ :‬يا‬
‫أسم عليه‪ ،‬وال أدري‬
‫رسول اهلل‪ ،‬أرسل كلبي وأسمي فأجد معه على الصيد كلبا آخر لم ُ‬
‫أيهما أخذ‪ .‬قال‪« :‬ال تأكل‪ ،‬فإنما سميت على كلبك ولم تسم على اآلخر» (‪.)4‬‬
‫‪ .4‬يف تغليب الحرام درء مفسدة‪ ،‬ويف تغليب الحالل جلب مصلحة‪ ،‬ودرء المفاسد مقدم‬
‫على جلب المصالح‪ ،‬إال إذا كانت المصلحة يف الحالل أعظم‪ ،‬كما إذا اختلط موتى‬
‫المسلمين بالكفار وال يمكن التمييز بينهما غسل الجميع وصلي عليهم ويكون التمييز‬
‫بالنية‪.‬‬

‫(‪ )٧‬يعبر كذلك بد(إذا اجتمع حظر وإباحة غ ُلب جانب الحظر)‪ ،‬و(إذا تعارض دليل يقتضي التحريم وآخر‬
‫يقتضي اإلباحة ق ُدم الحظر يف األصح تغليبا للتحريم (إذا تساويا أو كان يف درجة واحدة‪ ،‬أو كان الحرام‬
‫أغلب ولم يمكن الجمع بينهما وال الرتجيح)‪ .‬وهذه قاعدة فقهية أصولية‪.‬‬
‫(‪ )٢‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الفضائل‪ ،‬باب توفيره صلى اهلل عليه وسلم وترك إكثار سؤاله عما ال ضرورة إليه أو‬
‫ال يتعلق به تكليف وما ال يقع ونحو ذلك‪ ،‬من حديث أبي هريرة‪ ،‬رقم الحديث (‪.)6٧٧3‬‬
‫(‪ )3‬سنن الترمذي‪ ،‬أبواب صفة القيامة‪ ،‬والرقائق والورع‪ ،‬حديث رقم (‪.)٢5٢1‬‬
‫وسنن النسائي‪ ،‬كتاب األشربة‪ ،‬الحث على ترك الشبهات‪ ،‬رقم الحديث (‪.)5١٧٧‬‬
‫ومسند أحمد‪ ،‬مسند أهل البيت ‪ ‬أجمعين‪ ،‬حديث الحسن بن علي بن أبي طالب ‪،‬‬
‫حديث رقم (‪.)٧١٢3‬‬
‫(‪ )4‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الذبائح والصيد‪ ،‬باب إذا وجد مع الصيد كلبا آخر‪ ،‬حديث رقم (‪.)5416‬‬
‫صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الصيد والذبائح وما يؤكل من الحيوان‪ ،‬باب الصيد بالكالب المعلمة‪ ،‬حديث رقم‬
‫(‪.)4١١4‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ .5‬من تطبيقات القاعدة أنه لو اشتبهت محرمة بأجنبيات محصورات لم يحل‪ .‬وإذا اشتبه‬
‫لحم مذكاة بلحم ميتة حرم أكل الجميع‪ .‬وكذلك مسألة م ُد عجوة ودرهم‪ ،‬وهو أن يبيع‬
‫مد عجوة ودرهم بدرهم‪ ،‬فاجتمع بيع الحالل والزيادة‪ ،‬فهي ربا حرام فيحرم‪.‬‬
‫بعضها من غير تمييز‪ ،‬ال يجب اجتناهبا‬ ‫‪ .6‬يستثنى من القاعدة األوا والثياب المتنج‬
‫متعلقًا بأمر مباح ‪ ،‬بل تعلق بواجب وهو سرت العورة‬ ‫ألن الطاهر (الحالل) هنا لي‬
‫فيتحرى‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫اإليثــار فـي القـرب مـكـروه‬
‫(‪ )3‬ويكددره اإليثددار فددي فعددل القددرب [‪ ]10‬وإن يكدددن فدددي غيرهدددا فهدددو يحدددب‬

‫المكروه لغة هو المبغض‪ ،‬واصطالحا‪ :‬هو ما طلب تركه من غير حتم‪.‬‬


‫اإليثار تقديم الغير وتفضيله على النف ‪ ،‬وهو من أرفع مقامات المؤمنين‪ ،‬وقد وصف‬
‫اهلل تعالى به األنصار‪ ،‬فقال ‪-‬تعالى‪﴿ :-‬ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة﴾‬
‫(الحشر‪.)١ :‬‬
‫القرب جمع قربة وهي الطاعة التي تقرب فاعلها من رضى اهلل وجنته‪.‬‬
‫معنى القاعدة أن تقديم الغير على النف يف األعمال الصالحة مكروه‪ ،‬إذ الغرض منها‬
‫تعظيم اهلل وإجالله‪ ،‬وقد أمرنا اهلل بالتناف فيها‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪ { :-‬رسرابرر رقر رورارررإرر ررَلر ر ر‬
‫رمر رغرفر رررة ر ر‬
‫رمررنررر‬ ‫ر‬ ‫ر ر‬
‫ر ر ر ر ر ر رر ر ر‬ ‫ر رر ر رر‬ ‫ر ر ر‬ ‫رر ر‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ۡرض رأرعرردرتر رلرررَّلرررينر ررءررامرنروارر ربررر رٱّللر رورررسرلرهررۦ}‬ ‫رور رجر رنرةر ررعر رررضر رهرار رركر رعر ررر رضر رررٱلسرمرارءر ررور ر‬
‫ٱلر ر ر‬ ‫كر رمر ر ر‬
‫رربرر‬
‫(الحديد‪ ،)٢٧ :‬ويف الحديث المتفق على صحته عن أبي هريرة أن رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬لو‬
‫يعلم الناس ما يف النداء والصف األول‪ ،‬ثم لم يجدوا إال أن يستهموا عليه الستهموا»(‪،)1‬‬
‫أما يف غير القرب فاإليثار فيها محبوب‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪ -‬وهو يصف األنصار الذين تبوؤوا‬
‫ر ر ر ر ر ر رر ر ر ر ر رر ر ر ر ر ر ر ر‬
‫اصرةرر}‬‫الدار واإليمان من قبل المهاجرين‪{ :‬وريرؤرثرررر رونر ررلَعر رأرررنفرسرهرمر ررورلرور ررَكرنر ربرررهرمر ررخرصرر‬
‫(الحشر‪.)١ :‬‬
‫ذكر يف اإليثار بالقرب ثالثة أقوال‪:‬‬
‫(‪ )1‬حرام‪ ،‬وهو قول بعض فقهاء الحنفية‪.‬‬
‫(‪ )2‬مكروه‪ ،‬وهو قول الناظم يف منظومته‪.‬‬
‫(‪ )3‬خالف األولى‪ ،‬وهو اختيار ابن القيم ‪-‬رحمه الل تعالى‪.-‬‬

‫(‪ )٧‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب األذان‪ ،‬باب االستهام يف األذان‪ ،‬حديث رقم (‪.)6٧5‬‬
‫صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل األول فاألول منها‪ ،‬واالزدحام على‬
‫الصف األول والمسابقة إليها‪ ،‬وتقديم أولي الفضل وتقريبهم من اإلمام‪ ،‬حديث رقم (‪.)١1٧‬‬
‫‪19‬‬
‫قال السيوطي ‪-‬محاوال أن يجمع بين األقوال الثالثة‪« :-‬اإليثار إن أدى إلى ترك‬
‫واجب كماء الطهارة وساتر العورة‪ ،‬ومكان الجماعة‪ ،‬الذي ال يمكن أن يصلي فيه أكثر‬
‫من واحد‪ ،‬وال تنتهي النوبة خرهم إال بعد خروج الوقت‪ ،‬وأشباه ذلك‪ ،‬فهو حرام‪ ،‬وإن‬
‫أدى إلى ترك السنة‪ ،‬أو ارتكاب مكروه‪ ،‬فهو مكروه‪ ،‬مثال ترك السنة‪ :‬اإليثار بسد فرجة‬
‫يف الصف األول‪ ،‬ومثله اإليثار بالصف األول بالقيام منه لغيره‪ ،‬كذا قالوه‪ ،‬وظاهر‬
‫إطالقهم أنه ال فرق بين األفضل وغيره‪ ،‬ومثال ارتكاب المكروه‪ :‬التطهر بالماء‬
‫فيه‬ ‫المشم ‪ ،‬ويؤثر غيره بغير المشم ‪ ،‬وإن أدى إلى ارتكاب خالف األولى‪ ،‬مما لي‬
‫هني مخصوص‪ ،‬فخالف األولى‪ ،‬قال‪ :‬وهبذا يرتفع الخالف»(‪ .)1‬ومثال اإليثار الذي‬
‫يؤدي إلى فعل القرب‪ ،‬ترك السالم ليبتدئ به غيره عند اللقاء‪.‬‬
‫من تطبيقات القاعدة أنه يكره إيثار الطالب غيره بنوبته يف القراءة على الشيخ يف مجال‬
‫العلم‪ ،‬ومن جر غيره ألنه لم يجد يف الصف فرجة فإنه ال يساعده ألن الراجح أنه غير‬
‫مشروع‪.‬‬

‫(‪ )٧‬الزحيلي‪ ،‬محمد مصطفى‪ ،‬القواعد الفقهية وتطبيقاتها يف المذاهب األربعة‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص‪١34‬‬
‫‪30‬‬
‫(‪)1‬‬
‫التابــع تـابــع‬
‫‪.............................................‬‬ ‫(‪ )4‬ومدددا تدددرى التابددددع فهدددو تابددددع [‪]11‬‬

‫‪ .٧‬معنى القاعدة‪ :‬أن ما ال يوجد مستقال بنفسه بل وجوده تابع لوجود غيره يكون حكمه‬
‫حكم أصله‪ ،‬سواء كان جزءا من متبوعه (كعضو الحيوان) أو ضمن متبوعه‪ ،‬أو من‬
‫ضرورات متبوعه ولوازمه‪ ،‬أو فرعا له كالصوف على الغنم والجنين يف بطن الحيوان‬
‫وعضو الحيوان‪.‬‬
‫‪ .٢‬من أدلة القاعدة‪ :‬ما رواه الرتمذي عن أبي سعيد الخدري أن النبي ‪ ‬قال‪:‬‬
‫«ذكاة الجنين ذكاة أمه»(‪ ،)2‬وقد ذكر أن العلماء أجمعوا على العمل هبذه القاعدة يف‬
‫الجملة‪ ،‬ومن القواعد التي لها صلة هبا قاعدة (يثبت تبعا ما ال يثبت استقالال)‪ ،‬ومنه‬
‫بيع الدابة مع حملها‪.‬‬
‫من تطبيقات القاعدة‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الجنين يف بطن أمه ال يباع وال يرهن منفردا عنها‪ ،‬ومثله اللبن يف الضرع إال بعد‬ ‫‪-‬‬
‫حلبها والصوف على ظهر الغنم‪ ،‬والجلد على الحيوان‪.‬‬
‫لو أحيى شيئا له حريم‪ ،‬ملك الحريم وال يصح له بيعه دون الملك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدود المتولد يف الفاكهة يجوز أكله تبعا ال منفردا‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪-‬‬
‫يدخل يف المبيع توابعه المتصلة به اتصال قرار كاألبواب والنوافذ يف البيوت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصفرة والكدرة قبل الحيض لها حكم الحيض‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قيام المأموم يف محل جلوسه يبطل الصالة لكنه يغتفر يف متابعته للمام إذا كان‬ ‫‪-‬‬
‫المأموم مسبوقا‪.‬‬
‫‪ .4‬يستثنى من القاعدة ما لو ضرب شخص بطن امرأة حامل فأسقطت جنينا ميتا ضمنه‬
‫الدية‪.‬‬
‫بغرة عبد وهي ما يعادل نصف عشر ُ‬

‫(‪ )٧‬يعبر أيضا بد(يغتفر يف التابع ما ال يغتفر يف المتبوع) و(التابع له حكم األصل) أي ال يفرد بحكم‪.‬‬
‫(‪ )٢‬سنن الترمذي‪ ،‬أبواب األطعمة‪ ،‬باب ما جاء يف ذكاة الجنين‪ ،‬حديث رقم (‪.)٧4١6‬‬
‫‪31‬‬
‫تصرف اإلمام على الرعية منوط باملصلحة‬
‫ددددرف اإلمددددام منددددا واقددددع‬
‫‪ )5( ]11[ ..............................................‬تص ر‬
‫علددددى رعيددددة بمحددددض المصددددلحه [‪............................................. ]11‬‬

‫تصرف اإلمام أي عمله وتدبيره‪ .‬ولفظ اإلمام هنا يعم ويشمل جميع من له والية‪.‬‬ ‫‪.٧‬‬
‫الرعية من تحت واليته أو من كلف برعايته‪.‬‬ ‫‪.٢‬‬
‫‪ .3‬منوط أي مشروط‪.‬‬
‫‪ .4‬منزلة اإلمام من الرعية منزلة الولي من مال اليتيم‪ ،‬يعني أن نفاذ تدبير الراعي على‬
‫الرعية معلق ومتوقف على ظهور المنفعة والمصلحة دينية أو دنيوية‪ ،‬فإن لم يتضمن‬
‫تصرفه منفعة وجب رده‪ .‬وكان السلف يقولون‪ :‬إني أنزلت نفسي من مال اهلل تعالى‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ررر ر ر ر‬
‫بمنزلة ولي اليتيم‪ ،‬واهلل ‪ ‬يقول‪{ :‬إرنر ررٱَّلرررينر ريرأركرلر رونر رأررمرولر ررٱَلرتمرر‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر ر ر ر ر رر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر‬
‫ررطرونرررهرمررنررراررارررورسريرصرلرورنرررسرعرريرار} (النساء‪.)٧3 :‬‬
‫رِفررب‬
‫رررأركرلر رونرر ر‬
‫ررررنرمراري‬
‫ظرلرمرارإ‬
‫الراعي هو من ولي أمرا من أمور المسلمين‪ ،‬فيدخل فيه السلطان األعظم ومن دونه‬ ‫‪.5‬‬
‫عامال لنفسه وإنما هو وكيل عن األمة يف القيام‬ ‫من العمال‪ ،‬ألن الراعي لي‬
‫بمصالحها إقامة للعدل ودفعا للظلم وصيانة للحقوق‪.‬‬
‫‪ .6‬من أدلة هذه القاعدة قوله ‪-‬تعالى‪﴿ :-‬وال تقربوا مال اليتيم إال بالتي هي أحسن﴾‬
‫(األنعام‪ ،)٧5٢ :‬ومنها ما ثبت عن معقل بن يسار أن النبي ‪ ‬قال‪« :‬ما من‬
‫عبد يسترعيه الل رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إال حرم الل عليه الجنة»(‪،)1‬‬
‫الجنة»(‪ ،)1‬ويف صحيح مسلم عنه عن النبي ‪ ‬قال‪« :‬ما من أمير يلي أمر‬
‫المسلمين ثم ال يجهد لهم وينصح لهم إال لم يدخل معهم الجنة»(‪.)2‬‬

‫(‪ )٧‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب فضيلة اإلمام العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية‪ ،‬والنهي‬
‫عن إدخال المشقة عليهم‪ ،‬حديث رقم (‪.)4١٢١‬‬
‫(‪ )٢‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب اإليمان‪ ،‬باب استحقاق الوالي الغاش لرعيته النار‪ ،‬حديث رقم (‪.)366‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ .١‬من تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫ال يعفو اإلمام عن قاتل من ال ولي له‪ ،‬بل إما القصاص أو الدية أو الصلح‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫على اإلمام أن يسوي يف العطاء وال يزيد إال لمن فيه زيادة نفع للدين والمسلمين ال‬ ‫‪-‬‬
‫بحسب الهوى‪.‬‬
‫لو أجر متول عقار الوقف بغبن فاحش لم يصح‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال يجوز لولي األمر أن ينصب إماما فاسقا للصلوات وإن قلنا بصحة الصالة خلفه‬ ‫‪-‬‬
‫مع الكراهة‪ ،‬إذ ال مصلحة يف حمل الناس على فعل المكروه‪.‬‬
‫إذا وهب ولي اليتيم بعض ماله ألحد فإنه ال ينفذ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تخيير اإلمام يف األسرى بين القتل واالسرتقاق والمن والفداء منوط بالمصلحة ال‬ ‫‪-‬‬
‫بالتشهي‪ ،‬فإن لم تظهر المصلحة حبسهم حتى تظهر‪.‬‬
‫يجب أن يراعي مصلحة المأمومين بما يعينهم‬ ‫اإلمام الراتب يف الصلوات الخم‬ ‫‪-‬‬
‫على إتمام الصالة وإكمالها وإحساهنا وال يدخل عليهم مشقة وحرجا عند طروء‬
‫سببها‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫(‪)1‬‬
‫احلدود تدرأ بالشبهات‬
‫‪ )6( ]11[ ..............................................‬وشددددددبهة لحدددددددُ نا مزحزحدددددده‬

‫‪ .٧‬الحدود‪ :‬جمع حد‪ ،‬وهو العقوبة المقدرة شرعا لحق اهلل‪.‬‬


‫‪ .٢‬تدرأ‪ :‬أي تدفع‪.‬‬
‫بثابت‪ ،‬وحديث «ادرؤوا الحدود‬ ‫‪ .3‬الشبهات جمع شبهة‪ ،‬وهي ما يشبه الثابت ولي‬
‫بالشبهات» ضعيف‪ ،‬قال األلبا ‪« :‬وقد صح مرفوعا عن ابن مسعود ‪ ‬بلفظ‪:‬‬
‫«ادرؤوا الجلد والقتل عن المسلمين ما استطعتم»‪ ،‬أخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي‪ ،‬وهو‬
‫حديث حسن»(‪.)2‬‬
‫‪ .4‬معنى القاعدة‪ :‬أنه إذا وجد مخرج إلسقاط العقوبة عن متهم تسقط عنه‪.‬‬
‫‪ .5‬قال ابن نجيم الحنفي(‪« :)3‬أجمع فقهاء األمصار على أن الحدود تدرأ بالشبهات»(‪،)4‬‬
‫ونقل اإلجماع على ذلك ‪-‬أيضا‪ -‬اإلمام ابن المنذر(‪.)5‬‬
‫‪ .6‬الشبهات ثالثة أنواع (وهي ال تسقل الحد إال إذا كانت قوية)‪:‬‬
‫‪ -‬شبهة الفاعل‪ ،‬كمن وطئ امرأة ظنها زوجته‪.‬‬

‫(‪ )٧‬يعبر كذلك بد(الحدود تسقط بالشبهات)‪.‬‬


‫(‪ )٢‬انظر‪ :‬األلبا ‪ ،‬محمد ناصر الدين‪ ،‬إرواء الغليل يف تخريج أحاديث منار السبيل‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪:‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪٧435 ،٢‬هد‪٧١15-‬م‪ ،‬ج‪ ،١‬ص‪.343‬‬
‫(‪ )3‬ابن نجيم (ت ‪٧335‬هد)‪ ،‬هو‪ :‬عمر بن إبراهيم بن محمد‪ ،‬سراج الدين ابن نجيم‪ :‬فقيه حنفي‪ ،‬من أهل مصر‪.‬‬
‫له (النهر الفائق يف شرح الكنز)‪ ،‬و(إجابة السائل باختصار أنفع الوسائل) كالهما يف الفقه‪ ،‬و(األشباه والنظائر)‬
‫يف أصول الفقه وقواعده‪ .‬انظر‪ :‬الزركلي‪ ،‬األعالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.3١‬‬
‫(‪ )4‬ابن نجيم‪ ،‬زين الدين بن إبراهيم بن محمد‪ ،‬األشباه والنظائر على مذهب أبي حنيفة النعمان‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ :‬بيروت‪ ،‬ط‪٧4٧١ ،٧‬هد‪٧١١١-‬م‪ ،‬ص‪.٧31‬‬
‫(‪ )5‬انظر‪ :‬ابن المنذر‪ ،‬أبوبكر محمد بن إبراهيم‪ ،‬اإلجماع‪ ،‬تح‪ :‬أبو عبد األعلى خالد بن محمد‪ ،‬دار ا ثار‬
‫للنشر وللتوزيع‪ :‬القاهرة‪ ،‬ط‪٧4٢5 ،٧‬هد‪٢334-‬م‪ ،‬ص‪.٧٢5‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ -‬شبهة المحل‪ ،‬بأن يكون للواطئ فيها ملك كاألمة المشرتكة‪.‬‬
‫‪ -‬شبهة الطريق‪ ،‬وهو الجهة التي أباح هبا مجتهد أمرا بأن يكون حالال عند قوم‪ ،‬حرامًا‬
‫عند آخرين‪ ،‬كالنكاح بال ولي وال شهود‪ ،‬وال بد أن يكون الخالف قويا‪.‬‬
‫‪ .١‬سقوط الحد ال يمنع التعزير‪.‬‬
‫من تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬ال قطع بسرقة مال األصل والفرع والسيد لشبهة استحقاق النفقة‪ ،‬وال قطع بسرقة ما‬
‫ظنه ملكه أو ملك أبيه أو ابنه‪ ،‬لكن ال يسقط التعزير‪.‬‬
‫‪ -‬من سرق طعاما عند المجاعة لم يقطع لشبهة االضطرار‪.‬‬
‫‪ -‬من شرب خمرا للتداوي ظانا جوازها لم يحد‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫احلـر ال يـدخـل تـحـت اليـد‬
‫‪.............................................‬‬ ‫[‪]13‬‬ ‫ددر ال يددددخل ملكدددا فدددي يدددد‬
‫(‪ )١‬والحد ر‬

‫‪ .٧‬تحت اليد أي تحت الملك‪ ،‬يعني أن الحر غير المملوك ال يدخل يف ملك آخر وال يقع‬
‫تحت سلطته وتصرفه‪ ،‬بخالف العبد‪.‬‬
‫‪ .٢‬القاعدة مختلف فيها‪ ،‬وقد ردها السبكي الشافعي‪.‬‬
‫‪ .3‬استدل بالقاعدة بما رواه البخاري عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬قال‬
‫الل ‪-‬تعالى‪ :-‬ثالثة أنا خصمهم يوم القيامة‪ ،‬رجل أعطى بي ثم غدر‪ ،‬ورجل باع حرا‬
‫فأكل ثمنه‪ ،‬ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره»(‪.)1‬‬
‫‪ .4‬من تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬من استأجر حرا لعمل ما‪ ،‬فهل له أن يؤجره إلى غيره؟ الراجح ال‪ ،‬ألن منافعه ال تملك‬
‫أي ال تدخل تحت اليد‪.‬‬
‫حرا فمات يف يده لم يضمنه إال إذا حبسه يف مكان يغلب فيه الهالك فإنه‬ ‫‪ -‬من حب‬
‫تلزمه الدية‪.‬‬
‫‪ -‬الحر ال يباع وال يشرتى‪ ،‬ومنه أعضاؤه ال تباع وال تشرتى‪.‬‬

‫(‪ )٧‬صحيح البخاري ‪ ،‬كتاب اإلجارة‪ ،‬باب إثم من منع أجر األجير‪ ،‬حديث رقم (‪ .)٢٢١3‬وبلفظ‪( :‬يوفه أجره)‬
‫يف سنن ابن ماجه‪ ،‬كتاب الرهن‪ ،‬باب أجر األجراء‪ ،‬حديث رقم (‪.)٢44٢‬‬
‫ومسند أحمد‪ ،‬مسند المكثرين من الصحابة‪ ،‬مسند أبي هريرة ‪ ،‬حديث رقم (‪.)16١٢‬‬
‫‪36‬‬
‫احلريم له حكم ما هو حريم له‬
‫دددل مدددا كدددان حريمدددا اعددددد‬ ‫‪ )1( ]13[ ..............................................‬وك ر‬
‫فدددي حكدددم مدددا كدددان لددده حريمدددا [‪............................................. ]12‬‬

‫‪ .٧‬الحريم من الحرمة أي المنع‪ ،‬والمراد به ما منع‪ ،‬فال ينتهك‪ ،‬فالحريم هو المحيط‬


‫بالحرام‪ ،‬وهو ما يتوقف انتفاع الشيء به‪ ،‬فحريم الدار ما أضيف إليها من حقوقها‬
‫ومرافقها‪.‬‬
‫‪ .٢‬معنى القاعدة‪ :‬أن الحريم ‪-‬وهو ما يحيط بالشيء ويتبعه ويتوقف انتفاع الشيء به عليه‪-‬‬
‫يأخذ حكم ما هو حريم له وتابع‪ ،‬فالفخذان حريم للعورة المغلظة الكربى (القبل‬
‫والدبر) فيأخذان حكمهما‪ ،‬فيحرم كشفهما ويجب سرتهما‪ ،‬استدل بوجوب سرت العورة‬
‫هبذه القاعدة إضافة إلى ورود حديث يخص هذا األمر وهو قوله ‪« :‬غل‬
‫فخذك فإن الفخذ عورة»(‪ .)1‬وحريم الواجب ما ال يتم إال به‪ ،‬ومنه أنه يجب غسل جزء‬
‫من العضد ليتحقق غسل المرفق‪.‬‬
‫‪ .3‬دليل القاعدة‪ :‬حديث النعمان بن بشير ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قال‪« :‬إن الحالل‬
‫بين‪ ،‬وإن الحرام بدين‪ ،‬وبينهما مشتبهات ال يعلمهن كثير من الناس‪ ،‬فمن اتقى الشبهات‪،‬‬
‫فقد استبرأ لدينه وعرضه‪ ،‬ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام‪ ،‬كالراعي يرعى حول‬
‫الحمى يوشك أن يرتع فيه‪ ،‬أال وإن لكل ملك حمى‪ ،‬أال وإن حمى الل محارمه‪ ،‬أال وإن‬
‫في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله‪ ،‬وإذا فسدت فسد الجسد كله‪ ،‬أال وهي‬
‫القلب»(‪ ،)2‬والحمى هو الحريم‪ ،‬فقد جعل النبي ‪ ‬ما حول الحمى تابع‬
‫للحمى يف الحرمة‪.‬‬

‫(‪ )٧‬مسند أحمد‪ ،‬مسند المكيين‪ ،‬من حديث جزهد األسلمي‪ ،‬رقم الحديث (‪.)٧5١3٢‬‬
‫(‪ )٢‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب المساقاة‪ ،‬باب أخذ الحالل وترك الشبهات‪ ،‬رقم الحديث (‪.)43١4‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ .4‬من تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬حريم المسجد حكمه حكم المسجد‪ ،‬فال يجوز البيع فيه ونحوه‪.‬‬
‫‪ -‬وجوب سرت جزء من السرة والركبة ليتحقق سرت العورة‪.‬‬
‫‪ -‬حريم المعمور (كحريم البيت) مملوك لصاحبه‪ ،‬فال يملك باإلحياء قطعًا‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫إذا اجتمع أمران من جنس واحد ومل خيتلف مقصودهما‬
‫(‪)1‬‬
‫دخل أحدهما يف اآلخر غالبا‬
‫‪ )١( ]12[ ..............................................‬وكددددد رل أمدددددرين متدددددى أقيمدددددا‬
‫بينهمدددددا ا ُتحددددداد جدددددن وفقدددددد [‪ ]11‬بينهمددددا اخددددتالف مقصددددود يددددرد‬
‫وغيددددر هددددذا عددددده فددددي النددددادر‬ ‫[‪]16‬‬ ‫فدددددأدخلن واحددددددا فدددددي ا خدددددر‬

‫أعم من النوع ‪،‬‬


‫الجنس يف االصطالح هو ما يدل على كثيرين مختلفين باألنواع‪ ،‬فهو ر‬ ‫‪.٧‬‬
‫فالحيوان جن ‪ ،‬واإلنسان نوع‬
‫واحد بفعل أحدها‪.‬‬ ‫والمراد بالتداخل هنا أن يكتفي يف عبادتين فأكثر من جن‬ ‫‪.٢‬‬
‫‪ .3‬قوله النادر يريد أن لهذه القاعدة مستثنيات تعد من قبيل النادر‪.‬‬
‫معنى القاعدة‪ :‬أنه إذا تعلق بذمة المكلف واجبان أو أكثر‪ ،‬أو اجتمع يف وقت واحد‬ ‫‪.4‬‬

‫واحد ومقصودها‬ ‫واجب ومندوب‪ ،‬أو لزمه حدان أو أكثر‪ ،‬وكانت من جن‬

‫واحدا‪ ،‬فإن أحدها يدخل يف ا خر‪ ،‬ويكتفى به غالبا بأن يدخل األدنى يف األعلى‬

‫فيغني عنه‪ ،‬وإن كانت متساوية أغنى فعل أحدها على ا خر‪.‬‬

‫تنبيهات حول إعمال القاعدة‪:‬‬ ‫‪.5‬‬

‫التداخل هنا يف حقوق اهلل ألنها مبنية على المسامحة‪ ،‬ال يف حقوق المخلوقين‪ ،‬ألهنا‬ ‫‪-‬‬

‫مبنية على المشاحة والمطالبة‪ ،‬وألن تداخلها يؤدي إلى الظلم‪ .‬فإذا كان لرجلين‬

‫دينان على شخص واحد فإنه يجب أداء الدينين‪.‬‬

‫التداخل على خالف األصل‪ ،‬فاألصل عدم التداخل‪ ،‬إال ما دل عليه الدليل‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫واحد يف وقت واحد ليست إحداهما مفعولة على جهة‬ ‫‪ )٧‬عبر ابن رجب بقوله‪ « :‬إذا اجتمع عبادتان من جن‬
‫القضاء وال على طريق التبعية لألخرى يف الوقت‪ ،‬تداخلت أفعالهما واكتفى فعلهما بفعل واحد»‪.‬‬
‫انظر‪ :‬ابن رجب‪ ،‬زين الدين عبد الرحمن بن أحمد‪ ،‬تقرير القواعد وتحرير الفوائد‪ ،‬دار ابن عفان للنشر‬
‫والتوزيع‪ :‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬ط‪٧4٧١ ،٧‬هد‪ ،‬ج‪ ،٧‬ص‪.٧4٢‬‬
‫‪39‬‬
‫شــروط التـداخـــل‪:‬‬ ‫‪.6‬‬

‫واحد‪ ،‬كصالة أو صوم‪ ،‬ال صالة وصوم‪.‬‬ ‫أن يكونا من جن‬ ‫‪-‬‬

‫إمكان تحصيل جميع المقصود من العبادتين المتداخلتين‪ ،‬كغسل الجنابة المقصود‬ ‫‪-‬‬

‫منه رفع الحدث وغسل الجمعة المقصود منه التعبد والنظافة‪.٧‬‬

‫أال تكون العبادتان مقصودتين لذاهتما وعينهما كصالة ظهر وعصر‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫اتحاد الوقت للعبادتين المختلفتين‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ .١‬دليل القاعدة االستقراء لكثير من أحكام الشريعة ونقل اإلجماع عليها‪ ،‬نقله القرايف‬

‫وابن قدامة‪.‬‬

‫من تطبيقات القاعدة‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫إذا أجنبت المرأة ثم حاضت قبل أن تغتسل غسل الجنابة اكتفت بغسل واحد عنهما‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫من اغتسل من جنابة أجزأه عن الوضوء‪ ،‬وقد دل عليه حديث يف سنن الرتمذي عن‬ ‫‪-‬‬

‫أمنا عائشة ‪« ‬أن النبي ‪ ‬كان ال يتوضأ بعد الغسل»(‪ ،)2‬ألن‬

‫الوضوء طهارة صغرى فتدخل الصغرى يف الكربى‪.‬‬

‫من دخل المسجد وصلى الفريضة أجزأته عن تحية المسجد‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫من سهى يف صالته أكثر من مرة فإنه يسجد سجديت السهو مرة واحدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المعتمر إذا طاف طواف العمرة أجزأه عن طواف القدوم‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫إذا حلف عدة أيمان على أمر واحد وحنث فيه أجزأته كفارة واحدة‪ ،‬أما إذا حلف‬ ‫‪-‬‬

‫على عدد من األمور فاختلف فيه العلماء‪ ،‬واألقرب أنه يلزمه كفارات وتتعدد بتعدد‬

‫المحلوف عليه‪ ،‬وقيل تجزؤه كفارة واحدة‪.‬‬

‫(‪ )٧‬انظر‪ :‬ابن رجب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ج‪ ،٧‬ص‪٧51-٧4٢‬‬


‫(‪ )٢‬سنن الترمذي‪ ،‬أبواب الطهارة‪ ،‬باب يف الوضوء بعد الغسل‪ ،‬رقم الحديث (‪.)٧3١‬‬
‫‪20‬‬
‫لو جامع الصائم يف اليوم مرتين ولم يك ُفر عن إحداهما لزمته كفارة واحدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫من اجتمع عليه حدثان (أصغر وأكرب) وكان عادما للماء كفاه تيمم واحد عنهما‬ ‫‪-‬‬
‫ينوي هبما رفع الحدثين‪.‬‬
‫إذا اجتمع غسل الجنابة والجمعة كفاه غسل واحد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو أدرك اإلمام راكعا‪ ،‬فكبر قائما تكبيرة واحدة نوى هبا اإلحرام والركوع أجزأه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صوم ست من شوال إذا صادف أيام البيض أو اإلثنين أو الخمي ‪ ،‬تداخلت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪21‬‬
‫إعمال الكالم أوىل من إهماله‬
‫(متى أمـكـن إعـمـال الكـالم)‬
‫(‪ )٧3‬وعامدددددل الكدددددالم باإلعمدددددال [‪ ]17‬فإندددددده أولددددددى مددددددن اإلهمددددددال‬

‫‪ .٧‬هي قاعدة كلية جليلة ال تختص بالفقه وأصوله‪ ،‬بل هي مرتبطة بالدالالت اللفظية يف‬
‫النصوص وكالم الناس‪ ،‬ومعنى القاعدة‪ :‬أن كل كالم األصل فيه وجوب إعماله‪ ،‬فاللفظ‬
‫الصادر يف مقام التشريع أو التصرف إذا كان حمله على أحد المعا الممكنة يرتب عليه‬
‫حكم‪ ،‬وحمله على معنى آخر يقتضيه ال يرتتب عليه حكم‪ ،‬فالواجب حمله على المعنى‬
‫المفيد للحكم‪ ،‬ألن خالفه إهمال وإلغاء‪ .‬ويعمل هبذه القاعدة يف النصوص الشرعية ويف‬
‫كالم الناس إذا كانوا بالغين عاقلين مختارين‪.‬‬
‫‪ .٢‬المهمل لغو‪ ،‬يصان كالم العقالء عنه‪.‬‬
‫‪ .3‬من أدلة القاعدة قوله ‪-‬تعالى‪﴿ :-‬والذين هم عن اللغو معرضون﴾ (المؤمنون‪.)3 :‬‬
‫‪ .4‬من تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬األصل يف الدليل أنه محكم يجب العمل به‪ ،‬وال يصح دعوى نسخه إال بدليل؛ ألن‬
‫النسخ يقتضي اإلهمال والرتك وعدم العمل به‪.‬‬
‫له إال أوالد أوالد‪ ،‬انصرف إليهم لئال يهمل كالمه‪.‬‬ ‫‪ -‬إذا وقف شخص داره على أوالده ولي‬
‫‪ -‬إذا حلف شخص ال يأكل من هذه النخلة فأكل من ثمرها حنث‪ ،‬إذ النخلة ال يمكن أكل عينها‪.‬‬
‫يصح إعمال الكالم إال‬
‫ر‬ ‫‪ -‬لو قال لزوجته وحمار‪« :‬أحدكما طالق»‪ ،‬طلقت زوجته ألنه ال‬
‫بتوجيه الطالق إليها‪.‬‬
‫‪ .5‬من القواعد المتعلقة هبذه القاعدة (التأسيس أولى من التأكيد)‪ ،‬فإذا دار اللفظ بين أن‬
‫يكون تأكيدا لمعنى سبق أو مؤسسا لمعنى جديد فاألخير هو األولى؛ ألن األصل يف‬
‫الكالم هو أن يفيد فائدة مستأنفة‪ ،‬فقوله ‪-‬تعالى‪﴿ :-‬ال فيها غول وال هم عنها ينزفون﴾‬
‫(الصافات‪ ،)4١ :‬فسر بعضهم‪﴿ :‬وال هم عنها ينزفون﴾؛ ال يسكرون‪ ،‬وقوله‪﴿ :‬ال فيها‬
‫غول﴾ أي‪ :‬تغتال (تذهب) عقولهم‪ ،‬فيكون الثا تأكيدا‪ .‬وفسر بعضهم ﴿وال هم عنها‬
‫ينزفون﴾؛ ال ينفد (ال ينتهي) شراهبم‪ ،‬وهذا أولى ألنه تأسي ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫الـخـراج يـجـب بـالضـمــان‬
‫‪.............................................‬‬ ‫[‪]18‬‬ ‫(‪ )٧٧‬إن الخددددراج بالضددددمان يجددددب‬

‫الخراج يأيت بمعنى الغلة والدخل والمنفعة واألجرة والعمالة‪ ،‬والمراد به هنا ما نتج‬ ‫‪.٧‬‬
‫عن الشيء من عين أو منفعة أو غلة (محصول)‪.‬‬
‫تحمل ما‬
‫الضمان هو الحفظ والرعاية للشيء‪ ،‬ويطلق على الكفالة‪ ،‬والمراد به هنا ر‬ ‫‪.٢‬‬
‫يقع على الملك الناشئ عن سبب مشروع من تلف أو نقص‪ ،‬والباء يف قوله‬
‫(بالضمان) هي باء السببديدة‪.‬‬
‫‪ .3‬أخرج اإلمام أحمد يف مسنده وأصحاب السنن عن عائشة ‪ ‬أن النبي ﷺ‬
‫قضى أن الخراج بالضمان‪ ،‬وهو حديث حسن(‪.)1‬‬
‫معنى القاعدة‪ :‬أن غلة الشيء ودخله ومنفعته تكون مستحقة لمن يكون هالك ذلك‬ ‫‪.4‬‬
‫الشيء على ضمانه وحسابه‪ ،‬ألن الغنم يف مقابل الغرم‪ ،‬فكما أن من عليه الضمان‬
‫يغنم فمن عليه الضمان يغرم‪.‬‬
‫قد وقع االتفاق على هذه القاعدة كما حكاه ابن رشد ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫شروط إعمال القاعدة‪:‬‬ ‫‪.6‬‬


‫أن تكون الغلة حاصلة عن عين مملوكة ملكا شرعيا‪ ،‬فخرج المغصوب والمسروق‬ ‫‪-‬‬
‫ونحوهما‪.‬‬
‫أن تكون الغلة حاصلة بعد وقوع سبب الملك‪ ،‬كعقد البيع‪ ،‬فما كان قبل ذلك فال‬ ‫‪-‬‬
‫يستحقها من عليه الضمان‪ ،‬كلبن المصراة‪.‬‬
‫أن تكون الغلة منفصلة عن األصل‪ ،‬وهذا الشرط مختلف فيه‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ )٧‬انظر‪ :‬األلبا ‪ ،‬محمد ناصر الدين‪ ،‬إرواء الغليل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.٧3‬‬
‫وقد ذكر اإلمام أبو جعفر الطحاوي أن العلماء تلقوا هذا الحديث بالقبول‪ ،‬فهو حديث قطعي‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫من تطبيقات القاعدة‪:‬‬ ‫‪.١‬‬
‫من اشرتى نخال فأكل من ثمرهتا ثم ردها للعيب لم يغرم ما أكل منها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫من اشرتى سيارة فأجرها ثم ردها لعيب ردها دون ما حصله من األجرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫من اشرتى شاة فحملت وولدت عنده ثم ردها لعيب فالولد له‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا اشرتى طعاما ومكنه البائع من قبضه فلم يقبضه المشرتى حتى هلك‪ ،‬فهو من‬ ‫‪-‬‬
‫ضمان المشرتى‪.‬‬
‫المردود بعيب إذا زاد زيادة متصلة كالسمن ثم رد‪ ،‬فالزيادة للبائع تبعا ألصلها يف‬ ‫‪-‬‬
‫المشهور‪ ،‬وال يستحق المشرتي شيئا‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫اخلروج من اخلالف مستحب‬
‫‪ )٧٢( ]18[ ..............................................‬ومدددن خدددالف الخدددروج ينددددب‬

‫‪ .٧‬الخالف لغة‪ :‬التنازع يف أي شيء كان‪ ،‬والمقصود من الخالف هنا الخالف الواقع بين‬
‫الفقهاء‪ .‬ويندب‪ :‬يستحب‪.‬‬
‫‪ .٢‬معنى القاعدة‪ :‬أن السعي إلى الخروج من الخالف برتك قولك لقول الفقيه ا خر ‪-‬على‬
‫التفصيل الذي سيأيت‪ -‬مطلوب‪ ،‬إذ فيه عون على االجتماع وعدم التفرق‪ ،‬وفيه احتياط‬
‫للدين وتورع عما قد يكون موقعا يف الشبهة‪ ،‬فإن من مقاصد الشريعة اجتماع األمة‬
‫واتفاقها ما أمكن‪ ،‬بشرط أن يكون االجتماع على حق وأال يفضي االجتماع إلى باطل‪،‬‬
‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية‪« :‬وأما الخروج من اختالف العلماء فإنما يفعل احتياطا إذا‬
‫لم تعرف السنة ولم يتبين الحق ألن من اتقى الشبهات استربأ عرضه ودينه فإذا زالت‬
‫الشبهة وتبينت السنة فال معنى لطلب الخروج من الخالف»(‪.)1‬‬
‫‪ .3‬من أدلة القاعدة‪ :‬قوله تعالى‪﴿ :‬واعتصموا بحبل الل جميعا وال تفرقوا﴾ (آل عمران‪،)٧33 :‬‬
‫ومنها ما رواه أحمد والرتمذي والنسائي من حديث الحسن بن علي ‪ ‬أن النبي‬
‫‪ ‬قال‪« :‬دع ما يريبك إلى ما ال يريبك»(‪ ،)2‬قال ابن رجب ‪« :‬يستدل‬
‫هبذا الحديث على أن الخروج من اختالف العلماء أفضل‪ ،‬ألنه أبعد عن الشبهة»(‪ .)3‬وقد‬
‫نقل اإلجماع على هذه القاعدة النووي وغيره‪.‬‬

‫(‪ )٧‬ابن تيمية‪ ،‬تقي الدين أحمد بن عبد الحليم‪ ،‬شرح العمدة‪-‬كتاب الطهارة‪ ،‬تح‪ :‬د‪ .‬سعود بن صالح‬
‫العطيشان‪ ،‬مكتبة العبيكان‪ :‬الرياض‪ ،‬ط‪٧4٧٢ ،٧‬ه‪ ،‬ص‪.4٧١‬‬
‫(‪ )٢‬سنن الترمذي‪ ،‬أبواب صفة القيامة‪ ،‬والرقائق والورع‪ ،‬حديث رقم (‪.)٢5٢1‬‬
‫وسنن النسائي‪ ،‬كتاب األشربة‪ ،‬الحث على ترك الشبهات‪ ،‬رقم الحديث (‪.)5١٧٧‬‬
‫ومسند أحمد‪ ،‬مسند أهل البيت ‪ ‬أجمعين‪ ،‬حديث الحسن بن علي بن أبي طالب ‪،‬‬
‫حديث رقم (‪.)٧١٢3‬‬
‫(‪ )3‬ابن رجب‪ ،‬زين الدين عبد الرحمن بن أحمد‪ ،‬جامع العلوم والحكم يف شرح خمسين حديثا من جوامع‬
‫الكلم‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ :‬بيروت‪ ،‬ط‪٧4٢٢ ،١‬هد‪٢33٧ ،‬م‪ ،‬ص‪.٢1٢‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ .4‬شروط إعمال القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬أال يؤدي الخروج من الخالف إلى محذور شرعي من ترك سنة ثابتة أو وقوع يف أمر مكروه‪.‬‬
‫‪ -‬أال يوقع الخروج من الخالف يف خالف آخر‪.‬‬
‫‪ -‬أن يقوى دليل القول الذي يستند إليه‪ ،‬فإن ضعف كان معدودا من الهفوات‪.‬‬
‫‪ .5‬مجال إعمال هذه القاعدة ‪-‬كما ذكره بعض العلماء‪ -‬إنما هو يف االختالف يف وجوب‬
‫الشيء أو عدمه‪ ،‬فاألخذ بالقول بالوجوب هو الخروج من الخالف‪ ،‬أو االختالف يف‬
‫حرمة الشيء أو عدمه‪ ،‬فاألخذ بالقول بالحرمة هو الخروج من الخالف‪.‬‬
‫‪ .6‬من تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬اختالف العلماء يف نقض الوضوء بأكل لحم جزور‪ ،‬فيتوضأ خروجا من الخالف‪.‬‬
‫‪ -‬اختالف العلماء يف وجوب التسمية عند الوضوء‪ ،‬فيسمي عنده خروجا من الخالف‪.‬‬
‫‪ -‬اختالف العلماء يف استيعاب مسح الرأس عند الوضوء‪ ،‬فيستوعب مسح رأسه‬
‫خروجا من الخالف‪.‬‬
‫‪ -‬ترك استقبال القبلة واستدبارها عند قضاء الحاجة مطلقا خروجا من خالف من حرم‬
‫ذلك مطلقا‪.‬‬
‫‪ -‬االمتناع من نكاح التحليل خروجا من خالف من حرمه‪.‬‬
‫‪ -‬ترك الصالة منفردا خلف الصف خروجا من خالف من أبطلها‪.‬‬
‫له‬ ‫بمعتبر فلي‬ ‫‪ .١‬البحث يف القاعدة إنما يكون يف الخالف المعترب‪ ،‬أما الخالف الذي لي‬
‫حظ من النظر‪.‬‬
‫ولددي ك ر‬
‫ددل خددالف جدداء معتبددرا •• إال خددالف لدده حددظ مددن النظددر‬
‫‪ .1‬ولهذا بعض األمثلة التي ذكرت يف تطبيقات القاعدة ليست صحيحة‪ ،‬ال من جهة إعمال‬
‫قاعدة (الخروج من الخالف)‪ ،‬بل من جهة التمثيل هبا‪ ،‬ألنها ليست مستوفية للشروط‪،‬‬
‫كمسألة نكاح التحليل‪ ،‬فالجمهور على أن نكاح التحليل نكاح فاسد باطل‪ ،‬ال يحصل به‬
‫المقصود من حل المرأة لزوجها الذي طلقها ثالثا‪ .‬والحنفية ذكروا أن التحليل يكون‬
‫باطال إن اشترط يف العقد‪ ،‬لكن إذا لم يذكر صح ولو تواطؤوا قبل دخولهم على‬
‫‪26‬‬
‫المأذون‪ .‬والحق أن هذا النوع من النكاح فاسد؛ ألن األحاديث الصحيحة مصرحة‬
‫المستعار‪ ،‬فدل ذلك‬ ‫بذلك‪ ،‬كحديث «لعن الل المحلل والمحلل له»(‪ ،)1‬وسمي بالتي‬
‫على بطالن العقد‪ ،‬فمجال إعمال القاعدة المسائل التي اشتد فيها النزاع والخالف‪،‬‬
‫وكانت األقوال بينها تقارب يف القوة‪ ،‬فحينئذ يندب الخروج من الخالف احتياطا للدين‪.‬‬
‫وال أصل لمقولة‪« :‬اختالف أمتي رحمة» ‪-‬مطلقا‪ ،-‬فهو حديث باطل ال أصل له‪،‬‬
‫وابن حزم عليه ‪ ‬يف كتاب اإلحكام بين أن القرآن يدل على بطالن هذا القول الذي‬
‫ر ر ر ر ر ر‬ ‫ر ر ر رر‬
‫رُمرتررلرف ر‬
‫ررر ربركر}‬
‫نرررحررمر ر‬
‫ير ر‪ ١١٨‬رإرَلر ررمر رر‬ ‫يزعم أنه حديث‪ ،‬فإن اهلل ‪-‬تعالى‪ -‬يقول‪ { :‬رورَلر ريررر رزرالرر رونر ر ر‬
‫(هود‪ ،)٧٧١ – ٧٧1 :‬فاستثنى من الخالف أهل الرحمة(‪ ،)2‬فكيف يكون الخالف رحمة؟! بل‬
‫األمر كما قال ابن مسعود‪« :‬الخالف شر»(‪.)3‬‬
‫لكن العلماء ذكروا أن الخالف أنواع‪ ،‬فابن تيمية قسم االختالف إلى اختالف‬
‫تضاد واختالف تنوع(‪ ،)4‬وبعضهم يقول إن االختالف ينقسم إلى اختالف تضاد و‬
‫اختالف تنوع واختالف أفهام‪.‬‬
‫واختالف التضاد هو األقوال التي يعارض بعضها بعضا وال يمكن الجمع بينها‪،‬‬
‫كاختالف أبي حنيفة مع الجمهور يف ركنية الفاتحة‪ ،‬فأبو حنيفة يرى أن الفاتحة ليست‬
‫ركنا‪ ،‬مما يعني أنها إن لم تقرأ صحت الصالة‪ ،‬والجمهور يروهنا ركنا‪ ،‬فمتى تركت بطلت‬
‫الصالة‪ .‬أما اختالف التنوع فكاختالف العلماء يف صيغ التشهد يف الصالة‪ ،‬وكلها ثابتة عن‬
‫النبي ‪ ‬وكلها مشروعة‪ .‬واختالف األفهام هو أن يكون اللفظ داال على معان‬
‫محتملة‪ ،‬ومنه حديث؛ «ال يصلين أحدكم العصر إال في بني قريظة»(‪ ،)5‬فهذا اللفظ قد‬
‫يكون المراد منه ظاهره‪ ،‬وقد يكون المراد الحث على اإلسراع‪ ،‬فهذا ال يعنف فيه‪.‬‬

‫(‪ )٧‬سنن أبي داود‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب يف التحليل‪ ،‬من حديث علي ‪ ،‬رقم الحديث (‪.)٢3١6‬‬
‫(‪ )٢‬ابن حزم‪ ،‬أبو محمد علي بن أحمد‪ ،‬اإلحكام يف أصول األحكام‪ ،‬تح‪ :‬الشيخ أحمد محمد شاكر‪ ،‬دار‬
‫ا فاق الجديدة‪ :‬بيروت‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.6١‬‬
‫(‪ )3‬سنن أبي داود‪ ،‬كتاب المناسك‪ ،‬باب الصالة بمنى‪ ،‬رقم الحديث (‪ .)٧١63‬صححه األلبا ‪.‬‬
‫(‪ )4‬انظر‪ :‬العثيمين‪ ،‬محمد بن صالح‪ ،‬شرح المقدمة يف التفسير‪ ،‬دار الوطن‪ :‬الرياض‪ ،‬ط‪٧4٧5 ،٧‬هد‪٧١١5-‬م‪ ،‬ص‪.٢١-٢1‬‬
‫(‪ )5‬صحيح البخاري‪ ،‬أبواب صالة الخوف‪ ،‬باب صالة الطالب والمطلوب راكبا وإيماء‪ ،‬رقم الحديث (‪.)١46‬‬
‫‪27‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الدفــع أقــوى مــن الـرفـــع‬
‫‪.............................................‬‬ ‫[‪]19‬‬ ‫(‪ )٧3‬والدددفع أولددى عندددهم مددن رفددع‬

‫‪ .٧‬الدفع منع وقوع الشيء أو حصوله‪ ،‬والرفع إزالة الشيء أو إلغاؤه أو إلغاء أثره بعد وقوعه‪.‬‬
‫‪ .٢‬معنى القاعدة‪ :‬أن أخذ أسباب الوقاية من وقوع الشيء أيسر من تركه يقع ثم دفعه بعد‬
‫ذلك‪ ،‬وقد اشتهر قولهم «الوقاية خير من العالج»‪.‬‬
‫‪ .3‬من أدلة القاعدة‪ :‬ما رواه اإلمام أحمد عن صفوان بن أمية قال‪ :‬كنت نائما يف المسجد‬
‫على خميصة لي فسرقت‪ ،‬فأخذنا السارق فرفعناه إلى النبي ‪ ‬فأمر بقطعه‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬أيف خميصة ثمنها ثالثون درهما؟ أنا أهبها له أو أبيعها له (زاد أبو‬
‫داود‪ :‬وأنسؤه ثمنها)‪ ،‬قال ‪« :‬فهال قبل أن تأتيني به؟»(‪.)2‬‬
‫‪ .4‬من تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬أنه إذا وجد شخص ماء بعد التيمم وقبل الصالة وجب الوضوء‪ ،‬بخالف ما إذا وجده‬
‫بعد الشروع يف الصالة فال يبطلها ألنه رفع‪ ،‬واألول دفع‪ .‬ريف المسألة خالف‬
‫لها أن تطلب طالق‬ ‫‪ -‬للزوجة أن تشرتط أال يتزوج عليها عند بعض الفقهاء‪ ،‬ولي‬
‫ضرهتا (والمسألة فيها نزاع)‪.‬‬
‫من العيوب التي يثبت هبا‬ ‫‪ -‬للولي أن يمتنع عن العقد لموليته لما يعلمه من عيب (لي‬
‫له أن يبطل العقد بعد إيقاعه وال السعي إلى التفريق بينهما‪.‬‬ ‫الفسخ) يف الخاطب ولي‬
‫‪ -‬الفسق يمنع اإلمامة ابتداء واختيارا‪ ،‬ولو عرض يف األثناء لم يمنعها ولم ينعزل بسببه‪.‬‬
‫‪ .5‬ومما يتعلق هبذه القاعدة قاعدة (االستدامة أقوى من االبتداء)‪ ،‬كالتطيب قبل اإلحرام‬
‫وبقاء رائحته إلى ما بعد اإلحرام‪ ،‬فال يزال انتهاء‪ ،‬ولكن ال يستعمل ابتداء‪.‬‬

‫(‪ )٧‬يعبر عنه أيضا بد(الدفع أسهل من الرفع)‪.‬‬


‫(‪ )٢‬مسند أحمد‪ ،‬مسند المكيين‪ ،‬مسند صفوان بن أمية الجمحي‪ ،‬رقم الحديث (‪)٧53٧3‬‬
‫‪28‬‬
‫الرخص ال تناط باملعاصي‬

‫‪ )٧4( ]19[ ..............................................‬وبالمعاصددددي ال تددددنط بالشددددرع‬


‫‪.............................................‬‬ ‫‪]10[ ..................................‬‬ ‫رخصتهم‪،‬‬

‫‪ .٧‬المعاصي جمع معصية‪ ،‬وهي لغة‪ :‬مخالفة األمر‪ ،‬واصطالحا‪ :‬مخالفة أمر اهلل ورسوله‪.‬‬
‫الرخص ال تستباح بالمعاصي‪.‬‬
‫‪ .٢‬قوله تنل أي تعلق‪ ،‬والمقصود ‪-‬كما سيأيت تفصيله‪ -‬أن ر‬
‫‪ .3‬الرخص جمع رخصة‪ ،‬وهي لغة تجيء بمعنى اللين والسهولة والنعومة‪ ،‬واصطالحا‪ :‬هي‬
‫الحكم الذي غ ُير من صعوبة إلى سهولة لعذر مع قيام سبب الحكم األصلي‪ .‬فالفطر يف‬

‫هنار رمضان للمسافر رخصة‪﴿ :Ü ،‬فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من‬

‫أيام أخر﴾ (البقرة‪ ،)٧14 :‬وهي حكم غير من صعوبة (تحتم الصيام ووجوبه) إلى سهولة‬

‫(التخيير يف الفطر) لعذر (السفر) مع قيام سبب الحكم األصلي (تكليف صيام رمضان)‪.‬‬
‫‪ .4‬هذه القاعدة تخصص قاعدة (المشقة تجلب التيسير)‪.‬‬
‫الرخص التي شرعها اهلل ال يكون سببها فعل أمر محرم ومعصية‪ ،‬كمن‬
‫‪ .5‬معنى القاعدة‪ :‬أن ر‬
‫سافر ليز أو ليقتل مسلما‪ ،‬فإنه ال يستبيح هبذا السفر الفطر يف رمضان وال القصر وال‬
‫الجمع ونحوها‪ .‬والقائلون هبذه القاعدة يفرقون بين ما إذا كانت المعصية هي سبب‬
‫الرخصة فحينئذ تتنزل هذه القاعدة‪ ،‬بخالف ما إذا وقعت المعصية من العبد يف زمن‬
‫ر‬
‫الرتخص لكنها ليست سببا‪ ،‬فهذا يرتخص‪ .‬فنفرق بين من سافر ليز ومن سافر ليتاجر‬
‫أو ليطلب العلم لكنه زنى يف سفره‪ ،‬فاألول يمنع من الرتخص‪ ،‬والثا ال يمنع منه‪.‬‬
‫وهذه القاعدة مختلف فيها بين العلماء‪ ،‬فقد اعتربها اإلمام مالك والشافعي وأحمد‪ ،‬ولم‬
‫يعتربها اإلمام أبو حنيفة‪ ،‬وهو الذي ذهب إليه بعض المالكية وهو وجه عند الشافعية‪،‬‬
‫فرأوا أن كل من تحقق فيه مناط الرتخص أبيحت له الرخصة ولو كان سببها محرما(‪.)1‬‬

‫(‪ )٧‬انظر‪ :‬الزحيلي‪ ،‬محمد مصطفى‪ ،‬القواعد الفقهية وتطبيقاتها يف المذاهب األربعة‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ج‪،٢‬‬
‫ص‪ .١٢٢‬والبورنو‪ ،‬محمد صدقي بن أحمد‪ ،‬موسوعة القواعد الفقهية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪43٧‬‬
‫‪29‬‬
‫‪ .6‬احتج من قال بهذه القاعدة بنحو قوله تعالى‪﴿ :‬فمن اضطر غير باغ وال عاد فال إثم‬

‫عليه﴾(البقرة‪ ،)٧١3 :‬فدلت ا ية على أن تناول المحرم عند الضرورة إنما هو لمن اضطر‬
‫بغير بغي وال عدوان‪.‬‬

‫الرخص كقوله تعالى‪﴿ :‬إذا ضربتم‬


‫واحتج من ذهب إىل عدم اعتبارها بأن نصوص ر‬
‫في األرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصالة﴾ (النساء‪ ،)٧3٧ :‬لم تقيد بصورة دون‬
‫أخرى‪ ،‬بل جاءت عامة‪ ،‬وهذا القول اختاره ابن حزم والشوكا وابن تيمية وابن القيم‬
‫والسعدي وابن باز عليهم ‪.‬‬
‫‪ .١‬من تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬إذا استنجى شخص بمطعوم أو محرتم ال يجزئه االستنجاء على قول؛ ألن االقتصار‬
‫على الحجر رخصة فال تناط بالمعصية‪.‬‬
‫اللب ‪.‬‬ ‫له المسح ألن المعصية يف نف‬ ‫المحرم الخف فلي‬ ‫‪ -‬لو لب‬
‫له المسح عليه‪.‬‬ ‫‪ -‬وكذا من غصب خفًا فلي‬
‫‪ -‬إذا سكر بمحرم وطال زوال عقله فعليه قضاء الصلوات جميعها باالتفاق(‪.)1‬‬
‫بعض األمثلة قد تكون غير صحيحة من حيث النظر العلمي والدليل ولكن كما قيل يف‬
‫مراقي السعود‪:‬‬
‫والشددددأن ال يعتددددرض المثددددال ••• إذ قددد كفددى الفددرض واالحتمددال‬
‫فالمراد تقريب الفهم بالمثال‪.‬‬

‫(‪ )٧‬البورنو‪ ،‬محمد صدقي بن أحمد‪ ،‬موسوعة القواعد الفقهية‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ :‬بيروت‪ ،‬ط‪٧4٢4 ،٧‬ه‪٢333-‬م‪،‬‬
‫ج‪ ،4‬ص‪.43٢‬‬
‫‪10‬‬
‫الـرخــص ال تـنـاط بـالشــك‬
‫‪ )٧5( ...................‬ورخصة بالش ُ‬
‫ك ال [‪ ]10‬تناط‪...................................... ،‬‬

‫‪ .٧‬هذه القاعدة تخصص ‪-‬أيضا‪ -‬قاعدة (المشقة تجلب التيسير)‪.‬‬

‫‪ .٢‬معنى القاعدة‪ :‬أنه ال تصح الرخصة إال بقيام الدليل المتيقن على وجود سبب الرخصة‬

‫ال مع الشك يف دليلها وال مح ُلها وال تطبيقها‪.‬‬

‫‪ .3‬دليل القاعدة‪ :‬عموم األدلة على وجوب العمل باليقين وطرح الشك مما مضى يف قاعدة‬

‫(اليقين ال يزول بالشك)‪.‬‬

‫بالرخص الشرعية إال بعد التيقن من انعقاد وحصول سببها‪ ،‬والتيقن‬


‫فال يجوز االستمتاع ر‬
‫من كوهنا رخصة بالدليل عليها‪ ،‬وبعد التيقن من مصادفة المحل وصحة التطبيق‪.‬‬

‫‪ .4‬من تطبيقات القاعدة‪:‬‬

‫‪ -‬إذا شكت الحائض يف حصول الحيض ونزوله‪ ،‬فاألصل أن تصوم وتصلي حتى‬

‫تحصل اليقين‪.‬‬

‫‪ -‬من شك يف جواز المسح وجب عليه غسل رجليه‪.‬‬

‫‪ -‬من شك يف تحقق خروجه من عمران البلد وجب عليه إتمام الصالة‪.‬‬

‫‪ -‬من شك أيهلك أم ال؟‪ ،‬لم يجز له اإلقدام على أكل الميتة‪.‬‬


‫‪11‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الرضا بالشيء رضا مبا تولد منه‬
‫الرضا بشيء فعال‬
‫‪ )٧6( .................. ]10[ ..............................................‬و ُ‬
‫‪.............................................‬‬ ‫[‪]11‬‬ ‫رضددددددا بمددددددا مندددددده إذا تولدددددددا‬

‫‪ .٧‬الرضا لغة الموافقة واإلذن‪ ،‬كما يف قصة الليث ُيين أن النبي ‪ ‬خطب الناس‬
‫فقال‪« :‬إن هؤالء الليثيين أتوني يريدون القود‪ ،‬فعرضت عليهم كذا وكذا فرضوا‪،‬‬
‫أرضيتم؟‪.)2(»...‬‬
‫‪ .٢‬التولد هو ما حصل أو نتج عن غيره‪.‬‬
‫‪ .3‬من أدلة القاعدة‪ :‬ما أخرجه البخاري عن عمران بن حصين أن رجال عض يد رجل‪،‬‬
‫فنزع يده عن فمه فوقعت ثنيتاه‪ ،‬فاختصموا إلى النبي ‪ ،‬فقال‪« :‬يعض‬
‫أحدكم أخاه كما يعض الفحل‪ ،‬ال دية لك» (‪ ،)3‬ويف البخاري أيضا عن أبي هريرة عن‬
‫النبي ‪ ‬قال‪« :‬لو أن امرأ اطلع عليك بغير إذن فخذفته بحصاة ففقأت عينه‬
‫ما كان عليك من جناح»(‪.)4‬‬
‫فما دامت الشريعة أقرت‪ ،‬فما نتج عنه مرضي عنه‪.‬‬
‫‪ .4‬والمراد باإلذن هنا إذن الشرع وما ترتب عليه من إذن الشخص إذا وافق الشرع‪ ،‬أما ما‬
‫خالف الشرع فيلزمه الضمان‪ ،‬كإذنه بالوشم‪.‬‬
‫‪ .5‬من تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬لو سبق ماء المضمضة واالستنشاق إلى الجوف بال مبالغة فال يفسد صومه‪.‬‬

‫(‪ )٧‬هي من القواعد الصغرى‪ ،‬ويعبر أيضا بد(المتولد من مأذون فيه ال أثر له) و(ما ترتب على المأذون فلي‬
‫بمضمون)‪.‬‬
‫(‪ )٢‬سنن أبو داود ‪ ،‬كتاب الديات‪ ،‬باب العامل يصاب على يديه خطأ‪ ،‬من حديث عائشة‪ ،‬رقم الحديث (‪.)4534‬‬
‫وسنن ابن ماجه‪ ،‬كتاب الديات‪ ،‬باب الجارح يفتدى بالقود‪ ،‬رقم الحديث (‪.)٢631‬‬
‫ومسند أحمد‪ ،‬رقم الحديث (‪.)٢5١51‬‬
‫(‪ )3‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الديات‪ ،‬باب إذا عض رجال فوقعت ثناياه‪ ،‬رقم الحديث (‪.)61١٢‬‬
‫(‪ )4‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الديات‪ ،‬باب من اطلع يف بيت قوم ففقئوا عينه فال دية له‪ ،‬رقم الحديث (‪.)6١3٢‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬إذا رضي أحد الزوجين بعيب يف ا خر فزاد بعد العقد‪ ،‬فال فسخ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا أذن الراهن للمرهتن يف استعمال الرهن فهلك بال تفريط وال تعد‪ ،‬فال ضمان عليه‪.‬‬
‫(والرهن جعل عين وثيقة بدين أو بحق)‬
‫‪ -‬إذا أقيم حد جلد أو قطع فمات من أقيم عليه الحد‪ ،‬فال ضمان‪.‬‬
‫عليه‬ ‫‪ -‬من رضي بإجراء عملية جراحية ثم نتج عنها ضرر بال تفريط من المعالج فلي‬
‫شيء‪.‬‬
‫‪ .6‬والقاعدة عند الشافعية والحنفية مقيدة بما تشرتط فيه سالمة العاقبة كالضرب للتأديب‪،‬‬
‫فالجلد للتأديب ال يزاد عن عشرة أشواط‪ ،‬وإن زاد على ذلك ثم حصل له جناية ضمن‪.‬‬
‫‪ ‬فائدة‪ :‬ح رث المربين أن ال يضربوا للتأديب يف حال الغضب؛ ألن الغاضب قد ال‬
‫يستطيع أن يسيطر على نفسه‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫الســؤال مـعـاد فـي الـجــواب‬
‫لسدددؤال فدددي الجدددواب أعددددا‬
‫‪ )٧١( ]11[ ..............................................‬ول ر‬

‫‪ .٧‬معنى القاعدة‪ :‬أنه إذا ورد سؤال مفصل فأجيب عنه بإحدى أدوات الجواب المجملة‬

‫كد(نعم) و(بلى) فيعترب الجواب مشتمال على ما يف السؤال من تفصيل‪.‬‬

‫والفرق بين (نعم) و (بلى)‪ ،‬أن الجواب بد(نعم) تصديق لما قبلها إثباتًا ونفيًا‪ ،‬بينما‬

‫الجواب بد(بلى) يف النفي للثبات؛ ألن نفي النفي إثبات‪ ،‬على أن المعترب يف أحكام الشرع‬

‫العرف ألن العامة ال تدرك دقائق اللغة‪.‬‬

‫فإذا قيل لك‪« :‬أتبيعني هذه السلعة بألف مؤجال؟»‪ ،‬فأجبت بد(نعم)‪ ،‬كان هذا‬

‫كقولك‪« :‬بعتك هذه السلعة بألف مؤجال»‪ .‬ومثل السؤال غيره من ألفاظ اإلنشاء‪ ،‬فإذا‬

‫قالت له امرأته‪« :‬أنا طالق»‪ ،‬فقال «نعم»‪ ،‬طلقت‪ .‬وإذا قال له آخر‪« :‬جصص لي داري‬

‫هذه»‪ ،‬فقال‪« :‬نعم»‪ ،‬كان إقرارا بالدار أنها له‪ .‬فتفصيل ما جاء يف جملة إنشائية معاد يف قول‬

‫من عرضت عليه‪.‬‬

‫‪ .٢‬هذه القاعدة متفرعة من قاعدة (إعمال الكالم أولى من إهماله)‪.‬‬

‫‪ .3‬دليل هذه القاعدة‪ :‬اللغة العربية وفهم الصحابة وتطبيقاهتم‪.‬‬

‫‪ .4‬من تطبيقات القاعدة ‪-‬مع ما مر‪ -‬لو قالت له امرأته‪« :‬طلقني بألف»‪ ،‬فقال‪« :‬طلقتك»‪،‬‬

‫وقع الطالق باأللف وإن لم يذكر المال يف األصح‪.‬‬


‫‪12‬‬
‫ال يـنـسـب لـسـاكـت قــول‬

‫‪.............................................‬‬ ‫[‪]11‬‬ ‫للسدداكت قددول ثبتددا ولددي‬ ‫(‪ )٧1‬ولددي‬

‫للسددددددددداكت قدددددددددول ثبتدددددددددا‬


‫‪ .٧‬ينسب؛ أي يضاف‪.‬‬

‫‪ .٢‬الساكت‪ :‬هو الصامت والممتنع عن الكالم مع قدرته على ذلك‪ ،‬فهو امتناع ذايت‪ ،‬فخرج‬

‫األخرس الذي ال يقدر على الكالم‪ ،‬وخرج كذلك المهدد إذا تكلم‪ .‬فال ينسب لساكت‬

‫قول ال بموافقة وال بمخالفة‪ ،‬إذ الموافقة قول والمخالفة قول‪.‬‬

‫‪ .3‬معنى القاعدة‪ :‬أنه من كان قادرا على الكالم ال يمنعه منه مانع إذا سكت فإنه ال يضاف‬

‫إليه قول يف المسألة‪ ،‬فسكوته ال يعد موافقة وال مخالفة‪.‬‬

‫‪ .4‬هذه القاعدة محكية عن لفظ اإلمام الشافعي‪ ،‬وليست من القواعد الكلية لعدم االتفاق‬

‫عليها‪ ،‬فهي قاعدة وقع فيها نزاع بين العلماء من حيث اعتبارها‪ ،‬ولذلك حرص يف الشرح‬

‫على ذكر مستثنيات حتى تسلم القاعدة‪ ،‬وهي ثالث صور‪:‬‬

‫‪ -‬سكوته ‪ ،‬فهو إقرار منه لما قيل أو فعل بين يديه‪.‬‬

‫‪ -‬ما قامت القرائن على إفادة السكوت قوال من موافقة أو مخالفة‪ ،‬ولهذا قيدوا هذه‬

‫القاعدة بقاعدة (السكوت يف معرض الحاجة إلى البيان بيان)‪ ،‬ومنه سكوت البكر‪،‬‬

‫فإنه يدل على رضاها‪ ،‬جاء يف الحديث‪« :‬ال تنكح البكر حتى تستأذن‪ ،‬وال الثيب حتى‬

‫تستأمر»‪ ،‬فقيل‪ :‬يا رسول الل كيف إذنها؟ قال‪« :‬إذا سكتت»(‪ .)1‬فجعل سكوت البكر‬

‫كأصل لموافقتها‪.‬‬

‫‪ )٧‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الحيل‪ ،‬باب يف النكاح‪ ،‬من حديث أبي هريرة‪ ،‬رقم الحديث (‪.)6١61‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬سكوت بعض المجتهدين عن قول صدر عن بعضهم واشتهر وذاع‪ ،‬إذ جعله بعض‬

‫األصوليين إقرارا‪ ،‬فعده إجماعا سكوتيا‪ .‬والمسألة فيها نزاع بين األصوليين؛ فذهب‬

‫بإجماع‪ ،‬وآخرون‬ ‫بعضهم إلى أنه إجماع وحجة‪ ،‬وذهب بعضهم إلى أنه حجة ولي‬

‫بحجة وال إجماع‪.‬‬ ‫ذهبوا إلى أنه لي‬

‫‪ .5‬من أدلة هذه القاعدة ما ثبت عن أبي هريرة ‪ ‬عن النبي ‪ ‬قال‪« :‬إن الل‬

‫تجاوز ألمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تتكلم»(‪ ،)1‬ففيه أن من‬

‫لم يتكلم ال يعلم قوله فال ينسب إليه شيء‪.‬‬

‫‪ .6‬من تطبيقات القاعدة‪:‬‬


‫‪ -‬إذا قرأ الطالب على شيخه وهو ساكت فال يقول يف الرواية «أخربنا» لرتدد سكوته بين‬
‫اإلخبار وعدمه‪ ،‬واألصل العدم‪.‬‬
‫‪ -‬سكوت زوجة العنُين ال يكون رضًا مسقطا لحقها يف التفريق القضائي بينها وبين‬
‫زوجها ألنها قد تكون جاهلة بثبوت حق لها يف التفريق وقد تكون مستحية وقد تكون‬
‫كارهة لهذا األمر راغبة يف الخالص منه لكنها خائفة من أهلها‪.‬‬
‫‪ -‬من سكن دارا ليست معدة للجار ال يكون سكوت صاحبها إجارا‪ ،‬فال حق له يف‬
‫المطالبة به‪.‬‬
‫‪ -‬من رأى غيره يتلف ماله ال يكون سكوته إذنا باإلتالف‪ ،‬فال يفوت عليه حق الضمان‬
‫والتعويض‪.‬‬

‫‪ )٧‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب األيمان والنذور‪ ،‬باب إذا حنث ناسيا يف األيمان‪ ،‬رقم الحديث (‪.)6664‬‬
‫‪16‬‬
‫ما كان أكثر فعلا كان أكثر فضلا‬
‫(أكــثــر ثـوابــا وأجـــرا)‬

‫‪ )٧١( ]11[ ..............................................‬ومددا تددرى أكثددر فعددال قددد أتددى‬


‫‪.............................................‬‬ ‫‪]13[ ............................‬‬ ‫فإنه أكثر فضال‪،‬‬

‫رر ر ر‬ ‫ر ر ر ر ر ر رر ر رر ر‬
‫رر رعر رمرلرر‬ ‫رخر رر‬
‫ريرار ريررر رررهررۥ ر‪ ٧‬رورمرنر ري‬ ‫ررعرمرلر رمررثرقررالر ررذرررةر ر‬
‫من أدلة القاعدة قوله ‪-‬تعالى‪{ :-‬فرمرنر ري‬
‫رر ر ر‬
‫رذر رررةرر ر ر‬
‫رررر رررهررۥر‪( }٨‬الزلزلة‪ ،)1 – ١ :‬وعليه فما كثر زاد أجره‪.‬‬
‫رَشراري‬ ‫مررثرقررالرر‬

‫راجعا إلى‬ ‫هذه القاعدة مختلف فيها‪ ،‬إذ قرر بعض العلماء أن التفاضل بين العبادات لي‬

‫الكثرة والمشقة‪ ،‬بل بما ينبني عليها من جلب المصالح ودرء المفاسد وبما يكون يف‬

‫القلوب من اإلخالص هلل ‪-‬تعالى‪ ،-‬على أن بعض العلماء اشترطوا يف هذه القاعدة‬

‫شروطا‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -‬أال تخالف السنة‪ ،‬فاقتصاد يف سنة خير من اجتهاد يف بدعة‪ ،‬وقد ذم الخوارج مع كثرة‬

‫عبادهتم‪.‬‬

‫‪ -‬أن يتساوى العمالن من كل وجه‪ ،‬فإذا تساويا من كل وجه كان األكثر عمال أكثر‬

‫ثوابا‪ .‬وحديث أمنا عائشة ‪ ‬الذي يف الصحيح من قوله ‪:‬‬

‫«ولكنها على قدر نفقتك أو نصبك»(‪( )1‬أي تعبك ومشقتك)‪ ،‬هذه المشقة التي يزداد‬

‫معها األجر هي التي يستلزمها العمل ال ما يتقصده العامل‪ ،‬إذ المشقة ليست مقصودة‬

‫يف الشرع أصال‪.‬‬

‫(‪ )٧‬صحيح البخاري‪ ،‬أبواب العمرة‪ ،‬باب العمرة على قدر النصب‪ ،‬رقم الحديث (‪.)٧١1١‬‬
‫‪17‬‬
‫بعض الناس إذا سمع هذه القاعدة يتقصد التعب‪ ،‬فيأبى أن يركب عند سفر الحج ويفضل‬

‫المشي ‪-‬مثال‪ -‬أو يصلي يف حجرة ويغلق على نفسه يف شدة حر الصيف ويوقف‬

‫المروحة لينال أجرا من هذه الشدة‪ .‬والحقيقة خالف ذلك‪ ،‬فالنبي ‪ ‬لما‬

‫رأى شيخا يهادى بين ابنيه‪ ،‬قال‪« :‬ما بال هذا؟»‪ ،‬قالوا‪ :‬نذر أن يمشي‪ ،‬قال‪« :‬إن الل عن‬

‫تعذيب هذا نفسه لغني»‪ .‬وأمره أن يركب(‪ .)1‬إذن (أجرك على قدر نصبك) المراد هو‬

‫النصب الذي ال ينفك عن العبادة‪ .‬لكنه يتفاوت‪ ،‬ولهذا بعض الفقهاء يرون أن الرتوح‬

‫بمروحة مما يكره أثناء الصالة إال إذا اقتضته الحاجة ألنه عبث ‪-‬يف األصل‪ ،-‬بل الفقهاء‬
‫(‪)2‬‬
‫قالوا بكراهية الصالة يف حر مفرط وبرد مفرط كما تكره يف حق الحاقن والحاقب‬

‫والتائق إلى الطعام‪ ،‬لحديث‪« :‬ال صالة بحضرة الطعام وال هو يدافعه األخبثان»(‪ ،)3‬ألن‬

‫هذه األشياء تمنع من الخشوع‪.‬‬

‫فائدة‪ :‬هل يشرع للمسلم أن يسخن الماء للوضوء عند شدة الربد؟ الجواب‪ :‬نعم يشرع‪،‬‬

‫لكن إذا توضأ بالماء البارد وأسبغ الوضوء له أجره‪ ،‬ويحرم ذلك إذا كان يؤذيه‪.‬‬

‫(‪ )٧‬صحيح البخاري‪ ،‬باب جزاء الصيد ونحوه وقول اهلل ‪-‬تعالى‪ :-‬ال تقتلوا الصيد وأنتم حرم‪ ،‬باب من نذر‬
‫المشي إلى الكعبة‪ ،‬رقم الحديث (‪.)٧165‬‬
‫(‪ )٢‬الحاقن يف البول والحاقب يف الغائط‪ ،‬والحاقن الذي له بول شديد‪ ،‬ويف الحديث «ال يصلين أحدكم وهو حاقن»‪.‬‬
‫حاقن»‪.‬‬
‫انظر‪ :‬ابن منظور‪ ،‬محمد بن مكرم‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ :‬بيروت‪ ،‬ط‪٧4٧4 ،3‬هد‪ ،‬مادة [ح ق ن]‪.‬‬
‫والزبيدي‪ ،‬محمد مرتضى الحسيني‪ ،‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬دار الهداية‪ ،‬مادة [ح ق ن]‪.‬‬
‫والحموي‪ ،‬أحمد بن محمد‪ ،‬المصباح المنير يف غريب الشرح الكبير‪ ،‬المكتبة العلمية‪ :‬بيروت‪ ،‬مادة [ح ق ن]‪.‬‬
‫والهروي‪ ،‬أبو منصور محمد بن أحمد‪ ،‬وتهذيب اللغة‪ ،‬دار إحياء الرتاث العربي‪ :‬بيروت‪ ،‬ط‪٢33٧ ،٧‬م‪ ،‬مادة‬
‫[ح ق ن]‪.‬‬
‫‪ )3‬صحيح مسلم‪ ،‬ك تاب المساجد ومواضع الصالة‪ ،‬باب كراهة الصالة بحضرة الطعام‪ ،‬من حديث عائشة‬
‫‪ ،‬رقم الحديث (‪.)563‬‬
‫‪18‬‬
‫من تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬فصل الوتر بأن يكون من تسليمتين أفضل من كونه من تسليمة واحدة‪ ،‬ألن فيه زيادة‬
‫نية وتشهد وسالم وتكبير‪.‬‬
‫‪ -‬من فضل التمتع على القران واإلفراد علل ذلك بأن فيه زيادة أعمال عليهما‪.‬‬
‫فاألنساك ثالثة‪ :‬تمتع وقران وإفراد‪ .‬والعلماء مختلفون يف المفاضلة بينها؛ ومذهب‬
‫اإلمام أحمد أن التمتع أفضل‪ ،‬وحقق ابن القيم أن التمتع واجب لمن لم يسق الهدي‬
‫وهو الذي نصره الشيخ األلبا ‪ ،‬وهو مذهب ابن عباس‪ ،‬وهو قول ابن حزم‪ .‬ومعلوم‬
‫يف هذا العصر أنه ال أحد يكون معه خروف يف الطائرة‪ ،‬فال يساق الهدي يف هذا‬
‫العصر يف الغالب‪ .‬فالعلماء الذين قالوا أن التمتع أفضل من ا خرين عللوا ذلك‬
‫بوجوه‪ ،‬منها أن فيه زيادة أعمال عليهما‪.‬‬
‫‪ -‬صالة النفل قاعدا على النصف من صالته قائما‪.‬‬
‫‪ -‬غسل أعضاء الوضوء ثالثا أفضل من غسلها مرة واحدة‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫النفع املتعدي أفضل من النفع القاصر‬

‫‪ )٢3( ..................................‬ونرى [‪ ]13‬تعديدددددة أفضدددددل ممدددددا قصدددددرا‬

‫‪ .٧‬هي كسابقتها من قاعدة التفاضل بين العبادات‪ ،‬والمتعدي هو ما تكون منفعته وثمرته‬

‫متعدية إلى غيره وليست قاصرة عليه‪ ،‬بينما القاصر هو الذي يكون نفعه وثمرته قاصرا‬

‫عليه‪.‬‬

‫‪ .٢‬معنى القاعدة أنه إذا تعارض عمالن ال يمكن فعلهما جميعا فإن األفضل واألكمل والذي‬

‫يقدم ما كان نفعه متعديا على ما كان نفعه قاصرا‪.‬‬

‫الشيطا عن أذهان بعض‬ ‫وقيد (ال يمكن فعلهما جميعا) مهم جدا ألنه يدفع التلبي‬

‫طالب العلم الذين يقفون على بعض األحاديث وا ثار يف أن نفل العلم أفضل من نفل‬

‫الصالة والصيام ‪-‬مثال‪ -‬فيسرتوح إلى هذا التقرير األثري ويرتك التطوع بالصالة والصوم‬

‫والذكر‪.‬‬

‫والمتعدي كالصدقات والهبات والدعوة إلى اهلل والتعليم واألمر بالمعروف والنهي عن‬
‫المنكر‪ ،‬والقاصر كالصالة والصوم وقراءة القرآن والذكر‪.‬‬
‫‪ .3‬مجال إعمال القاعدة يف المندوبات ال يف الفروض العينية‪ ،‬فالفرض العيني وإن كان قاصرا‬
‫مقدم على النفل وإن كان متعديا‪.‬‬
‫‪ ‬قال‪ :‬كنا مع النبي ‪‬‬ ‫‪ .4‬من أدلة القاعدة ما ثبت يف الصحيحين عن أن‬
‫أكثرنا ظال الذي يستظل بكسائه‪ ،‬وأما الذين صاموا فلم يعملوا شيئا‪ ،‬وأما الذين أفطروا‬
‫فبعثوا الركاب وامتهنوا وعالجوا فقال النبي ‪« :‬ذهب المفطرون اليوم‬
‫باألجر»(‪.)1‬‬

‫(‪ )٧‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب فضل الخدمة يف الغزو‪ ،‬رقم الحديث (‪.)٢1١3‬‬
‫وصحيح مسلم‪ ،‬كتاب الصيام‪ ،‬باب أجر المفطر يف السفر إذا تولى العمل‪ ،‬رقم الحديث (‪.)٧٧٧١‬‬
‫‪60‬‬
‫‪ .5‬من تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬من كان قائما بمصالح المسلمين ‪-‬كالطبيب والقاضي والداعية‪ -‬كان إتيانه به أفضل‬
‫من اعتكافه يف المسجد‪.‬‬
‫‪ -‬من حج عن نفسه حجة اإلسالم وكان ما معه من مال ال يكفي إال لحجه تطوعا‬
‫ونفقته على محتاج فالثا أفضل‪.‬‬
‫‪ -‬طلب العلم أفضل من نوافل العبادات عند التعارض‪.‬‬
‫‪ -‬قيل لإلمام أحمد‪ :‬الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم يف أهل‬
‫البدع؟ فقال‪ :‬إذا صام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه‪ ،‬وإذا تكلم يف أهل البدع فإنما‬
‫هو للمسلمين‪ ،‬هذا أفضل(‪.)1‬‬

‫(‪ )٧‬ابن تيمية‪ ،‬مجموع الفتاوى‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ج‪ ،٢1‬ص‪.٢3٧‬‬


‫‪61‬‬
‫الفــرض أفضـل من النفــل‬
‫(الواجب أفضل من املندوب)‬
‫(‪ )٢٧‬والفرض فاجعلنه ذا فضل والفدرض [‪ ]12‬على الذي فعلته من نفل على الذي فعلته‬

‫مددددددددددددددددددن نفددددددددددددددددددل‬ ‫فاجعلندددددددددددددده ذا فضددددددددددددددل‬


‫‪ .٧‬الفرض أعلى منزلة وأكثر ثوابا من المندوب‪ ،‬فإذا تعارض مع المندوب قدم الواجب وإن‬
‫كان قاصرا‪ .‬قال الحافظ ابن حجر‪« :‬قال بعض األكابر‪ :‬من شغله الفرض عن النفل فهو‬
‫معذور‪ ،‬ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور»(‪ ،)1‬فالذي يقوم الليل حتى يفوته الفجر‬
‫مغرور‪.‬‬
‫‪ .٢‬من أدلة القاعدة ما رواه البخاري عن أبي هريرة ‪ ‬عن النبي ‪ ‬فيما يرويه‬
‫عن ربه قال‪« :‬وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه»(‪.)2‬‬
‫‪ .3‬من تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬إذا تعارض قيام الليل أو الحج المندوب مع بر الوالدين قدم عليهما‪ .‬قال محمد بن‬
‫بت أغمز رجل أ ُمي وبات عمر يصلي وما يسر أن ليلتي بليلته»(‪.)3‬‬
‫المنكدر‪ « :‬ر‬
‫‪ -‬ال يتصدق الوالد بالمال الذي يحتاج إليه للنفقة على عياله‪.‬‬
‫‪ -‬إذا ضاق الوقت يف شعبان عن قضاء ما أفطره من رمضان لم يتنفل بصوم‪.‬‬
‫‪ -‬ال ينشغل بالدعوة والتعليم عن تربية أبنائه وإن كان األصل يف الدعوة إلى اهلل أنها‬
‫ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر رر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر‬
‫ودر رهرار ررٱنلررر ر‬
‫اسرر‬ ‫ررورار رأرررنفرسركرمر ررورأرهرلر رريكرمر رنررراررار رورقر ر‬
‫فرض‪{ :Ü ،‬يرأريرهرار ررٱَّلرررينر رءررامرنروارر رق‬
‫ونر ر ر‬‫ر ر ر ر ر ر ر رر ر ر رر ر ر ر ر رر ر ر ر‬ ‫ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر رر ر ر ر ر‬
‫رمراررر‬ ‫ٱّلل رمرار رأررمرررهرمر رروريرفرعرلر ر‬ ‫ررعرصر رونر رر ر‬ ‫لئركرةر رغررَلرظر رشرردررادر ررَلر ري‬ ‫رورٱۡلررجرراررةر رعرلريرهرار ررمر‬
‫ر ر‬
‫يررؤر رمر ررر رونر‪( }٦‬التحريم‪.)6 :‬‬
‫واألفضل التوفيق بين هذه األمور والجمع بينها ما أمكن‪.‬‬

‫(‪ )٧‬ابن حجر العسقال ‪ ،‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬المكتبة السلفية‪ :‬مصر‪ ،‬ط‪٧3١3 ،٧‬هد‪،‬ج‪ ،٧٧‬ص‪.343‬‬
‫(‪ )٢‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الرقائق‪ ،‬باب التواضع‪ ،‬رقم الحديث (‪.)653٢‬‬
‫(‪ )3‬أحمد بن حنبل (ت‪٢4٧‬ه)‪ ،‬الزهد (حاشية محمد عبد السالم شاهين)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ :‬بيروت‪ ،‬ط‪،٧‬‬
‫‪٧4٢3‬هد‪٧١١١ -‬م‪ ،‬ص‪.١٢‬‬
‫واألصبها ‪ ،‬أحمد بن عبد اهلل‪ ،‬حلية األولياء‪ ،‬السعادة‪ :‬مصر‪٧3١4 ،‬هد‪٧١١4-‬م‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .٧53‬ابن الجوزي‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫الفضيلة املتعلقة بذات العبادة أفضل وأوىل‬
‫مـن الفضيـلــة املتعلقة بزمانهـا ومكانهــا‬
‫(‪ )٢٢‬فضدددددديلة تعلقددددددت بددددددذات [‪ ]11‬عبددددددادة أفضددددددل ممددددددا تدددددداتي‬
‫‪.............................................‬‬ ‫[‪]16‬‬ ‫بحسدددددددب الزمدددددددان والمكدددددددان‬

‫معنى القاعدة‪ :‬أنه إذا تعارض يف العمل فضله من جهة ذاته ونفسه مع فضله من جهة‬ ‫‪.٧‬‬
‫زمانه ومكانه فالمقدم يف األفضلية وتعظيم األجر ما فضل به العمل لذاته‪.‬‬
‫من تطبيقات القاعدة‪:‬‬ ‫‪.٢‬‬
‫اعطاء الفقير لشدة حاجته أفضل من انتظار توزيع الصدقة يف رمضان‪ .‬ومعلوم أن‬ ‫‪-‬‬

‫النبي ‪ ‬والصحابة كان لهم مزيد من العناية يف الصدقة يف شهر رمضان‬


‫كما جاء يف األثر «كان أجود ما يكون في رمضان»(‪ ،)1‬ولكن مع ذلك فاألول أفضل‪.‬‬
‫صالة النافلة يف البيت أفضل من الصالة يف المسجد مع فضيلة المكان ولو يف مكة‬ ‫‪-‬‬

‫والمدينة؛ ألن النبي ‪ ‬واظب على النافلة يف البيت‪ ،‬لقوله «أفضل صالة‬
‫المرء في بيته إال الصالة المكتوبة»(‪ ،)2‬فكان لصالة النفل يف البيت فضل راجع إليها‪.‬‬
‫الصالة خارج الكعبة مع الجماعة أفضل وأوجب من الصالة داخلها منفردا‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الصالة يف الصف األول يف المسجد النبوي أفضل من الصالة يف الروضة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الرمل يف الطواف مع البعد عن الكعبة أفضل من تركه للزحام مع القرب منها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الدخول يف صالة الجماعة بعد شروع اإلمام فيها لمن قضى حاجته أولى من‬ ‫‪-‬‬

‫الدخول يف الصالة من أولها مع مدافعة األخبثين‪ ،‬فقد يمنعه الثا من الخشوع يف‬
‫الصالة‪.‬‬

‫(‪ )٧‬صحيح البخاري ‪ ،‬كتاب الصوم‪ ،‬باب أجود ما كان النبي يكون يف رمضان‪ ،‬من حديث ابن عباس‪ ،‬رقم‬
‫الحديث (‪.)٧١3٢‬‬
‫وسنن النسائي‪ ،‬كتاب الصيام‪ ،‬باب الفضل والجود يف رمضان‪ ،‬رقم الحديث (‪ ،)٢3١5‬ومسند أحمد (‪.)٢6٧6‬‬
‫(‪ )٢‬صحيح البخاري يف صحيحه‪ ،‬كتاب االعتصام بالكتاب والسنة‪ ،‬باب ما يكره من كثرة السؤال‪ ،‬من حديث‬
‫زيد بن ثابت‪ ،‬رقم الحديث (‪.)١٢١3‬‬
‫وسنن النسائي‪ ،‬باب قيام الليل وتطوع النهار‪ ،‬رقم الحديث (‪ ،)٧5١١‬ومسند أحمد (‪.)٢٧633‬‬
‫‪63‬‬
‫الـواجـب ال يـرتك إال لـواجــب‬
‫(‪ )٢3‬وك ر‬
‫دددل شددديء واجدددب اإلتيدددان‬ ‫[‪]16‬‬ ‫‪..............................................‬‬
‫‪.............................................‬‬ ‫[‪]17‬‬ ‫لم يتركوا إال لواجب‪..................... ،‬‬

‫‪ .1‬معنى القاعدة أن الواجب ال يرتك لمندوب‪ ،‬بل لمزاحمة واجب آخر دل الدليل على‬
‫اعتباره‪ .‬وعليه فال ترتك صالة العشاء يف جماعة إلدراك فضيلة تأخير العشاء الذي هو‬
‫مندوب‪ .‬وهذا الترك مقيد بحال المزاحمة‪ .‬فصالة العشاء يف جماعة كسائر الصلوات من‬
‫الواجبات؛ إذ الحق أن صالة الجماعة واجبة‪ ،‬فتصلى العشاء يف أول وقتها بعد غياب‬
‫الشفق األحمر جماعة؛ ألن وقت العشاء يبتدئ به‪ ،‬فإذا غاب الشفق األحمر دخل وقت‬
‫العشاء‪ .‬والشريعة دلت على استحباب تأخير صالة العشاء‪ ،‬ولهذا فالنبددي ‪‬‬
‫‪-‬كما يف الصحيح‪ -‬أعتم ليلة بالعشاء ثم خرج على أصحابه فقال‪« :‬لوال أن أشق على أمتى‬
‫ألمرتهم بالصالة هذه الساعة»(‪ ،)1‬فدل الحديث وغيره على استحباب تأخير صالة العشاء‪.‬‬
‫فهل يسوغ لمسلم أن يرتك صالة العشاء جماعة يف أول وقتها ألجل إدراك فضيلة‬
‫تأخيرها؟ الجواب ال‪ ،‬ألن الواجب ال يرتك إال لواجب‪.‬‬
‫وكذلك رجل له عذر فلم يصل راتبة الفجر إال مع إقامة صالة الفجر‪ ،‬فهل يصلي‬
‫راتبة الفجر يف ناحية المسجد ثم يدخل يف صالة الفجر؟ ال‪ ،‬لحديث‪« :‬إذا أقيمت الصالة‬
‫فال صالة إال المكتوبة»(‪ ،)2‬وألنه سينشغل بمندوب عن واجب‪ ،‬والواجب ال يرتك إال‬
‫لواجب‪.‬‬

‫(‪ )٧‬صحيح البخاري ‪ ،‬كتاب التمني‪ ،‬باب ما يجوز من اللو وقوله تعالى‪ :‬لو أن لي بكم قوة‪ ،‬من حديث عطاء‬
‫‪ ،‬رقم الحديث (‪.)١٢3١‬‬
‫(‪ )٢‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب المساجد ومواضع الصالة‪ ،‬باب كراهية الشروع يف نافلة بعد شروع المؤذن‪ ،‬من‬
‫حديث أبي هريرة‪ ،‬رقم الحديث (‪ ،)١٧3‬سنن أبي داود‪ ،)٧٢66( ،‬سنن الترمذي (‪ ،)4٢٧‬سنن النسائي (‪،)165‬‬
‫سنن ابن ماجه (‪ ،)٧٧5٧‬سنن الدارمي (‪ ،)٧411‬مسند أحمد (‪.)١1١3‬‬
‫‪62‬‬
‫‪ .٢‬من تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬سرت الرجل بعض عورته بيده يتخير بينه وبين وضع يده حال سجوده‪ .‬فسرت العورة‬
‫من الواجبات‪ ،‬بل هو عند كثير من الفقهاء من شروط صحة الصالة‪ ،‬ووضع الكف‬
‫على األرض يف السجود هو ‪-‬أيضا‪ -‬من واجبات الصالة؛ ألن النبي ‪‬‬
‫يقول‪« :‬أمرت أن أسجد على سبعة أعظم‪ ،‬على الجبهة‪ ،‬وأشار بيده على أنفه واليدين‬
‫والركبتين وأطراف القدمين‪ ،‬وال نكفت الثياب والشعر»(‪ ،)1‬فمن انكشف شيء من‬
‫عورته بحيث يمكنه أن يغطيه بيده خ ُير بين أن يغطيه ‪-‬ألنه واجب‪ -‬وبين أن يضع يده‬
‫على األرض ساجدا ‪-‬ألنه واجب أيضا‪ ،-‬فوافق قاعدة (الواجب ال يترك إال‬
‫لواجب)‪ ،‬فال حرج لمن ترك األول من أجل الثا ألنه تركه لواجب آخر‪.‬‬
‫‪ -‬قطع اليد يف السرقة بشرطه لو لم يجب لكان حراما؛ ألن حفظ األعضاء من‬
‫الواجبات‪.‬‬

‫‪ -‬وجوب أكل الميتة للمضطر‪﴿ :Ü ،‬حرمت عليكم الميتة﴾ (المائدة‪)3 :‬؛ ألن‬
‫أكل الميتة األصل أنه حرام فيجب تركه‪ ،‬فلما تركنا واجب عدم أكل الميتة دل على‬
‫أن أكل الميتة للمضطر واجب؛ ألن الواجب ال يرتك إال لواجب‪.‬‬
‫‪ -‬الختان لو لم يجب لم يجز؛ ألنه قطع عضو سليم وفيه كشف عورة‪.‬‬
‫‪ -‬ترك الرجوع من القيام للثالثة عند نسيان التشهد؛ ألن التشهد واجب والقيام ركن فال‬
‫يرتك ألجله ألن الركن أقوى من الواجب‪ .‬وحديث المغيرة بن شعبة عند ابن ماجه‬
‫فيه أن من نسي التشهد األول فاستتم قائما ال يرجع(‪ ،)2‬أما إذا لم يستتم قائما فإنه‬
‫يرجع‪.‬‬

‫(‪ )٧‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب األذان‪ ،‬باب السجود على األنف‪ ،‬رقم الحديث (‪.)1٧٢‬‬
‫(‪ )٢‬حدثنا محمد بن يحيى‪ ،‬حدثنا محمد بن يوسف‪ ،‬حدثنا سفيان عن جابر‪ ،‬عن المغيرة بن شبيل‪ ،‬عن قي‬
‫بن أبي حازم عن المغيرة بن شعبة قال‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا قام أحدكم من الركعتين فلم يستتم قائما‬
‫ويسجد سجدتي السهو»‪.‬‬ ‫فليجل ‪ .‬فإذا استتم قائما فال يجل‬
‫قال الشيخ األلباين‪ :‬صحيح‪ .‬سنن ابن ماجه ‪ ،‬كتاب إقامة الصالة والسنة فيها‪ ،‬باب من جاء فيمن قام من‬
‫اثنتين ساهيا‪ ،‬رقم الحديث (‪.)٧٢31‬‬
‫‪61‬‬
‫‪ .3‬من املستثنيات من هذه القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬النظر إلى المخطوبة ال يجب‪ ،‬ولو لم يشرع لم يجز‪ ،‬فيكون غض البصر عن األجنبية‬
‫واجبا ومع ذلك تركنا واجبا لمستحب لمصلحة راجحة‪.‬‬
‫‪ -‬قتل الحية والعقرب يف الصالة مع توالي الضرب واالنحناء ال تبطل به الصالة‬
‫واجبا‪ ،‬بل‬ ‫لمشروعيته فيها بالنص‪ ،‬ولو لم يشرع لكان مبطال للصالة مع أنه لي‬
‫سنة‪ .‬ثبت يف السنة أن النبي ‪ ‬أمر بقتلهما يف الصالة حيث قال‪« :‬اقتلوا‬
‫األسودين في الصالة‪ ،‬الحية والعقرب»(‪ ،)1‬وقتلهما ‪-‬كما سبق‪ -‬يقتضي توالى‬
‫الحركات مما تبطل هبا الصالة‪ ،‬ولكن فعلناه وتركنا وجوب خشوع الجوارح عند‬
‫الصالة لمصلحة راجحة‪.‬‬
‫على أنه ينظر فإن وجد من العلماء من قال بوجوب النظر إلى المخطوبة وقتل‬
‫الحية والعقرب يف الصالة لم يكونا من المستثنيات‪.‬‬

‫(‪ )٧‬سنن أبي داود‪ ،‬باب تفريع أبواب الركوع والسجود‪ ،‬باب العمل يف الصالة‪ ،‬من حديث أبي هريرة‪ ،‬رقم‬

‫الحديث (‪)١٢٧‬‬
‫‪66‬‬
‫ما أوجب أعظم األمرين خبصوصه‬
‫ال يـوجــب أهـونـهـمـا بعـمـومــه‬
‫أوجدددب مدددن أمدددرين أمدددرا عظمدددا‬ ‫[‪]17‬‬ ‫‪ )٢4( ....................................‬وما‬
‫بجهدددددة العمدددددوم موجدددددب لندددددا‬ ‫[‪]18‬‬ ‫بجهددددددة الخصددددددوص ال ألدونددددددا‬

‫‪ .٧‬معنى القاعدة أنه إذا اجتمع على المكلف واجبان؛ أكرب وأصغر‪ ،‬وكان موجبهما واحدا يف‬
‫الجن ‪ ،‬فاالعتبار يكون لألعظم‪ ،‬وأما األدنى األصغر فيسقط بما هو أكرب وأعظم منه‪.‬‬

‫‪ .٢‬هذه القاعدة لم يذكرها إال الشافعيدة وخالفهم علماء آخرون يف بعض فروعها‪.‬‬
‫‪ .3‬من تطبيقات القاعدة‪:‬‬

‫‪ -‬من وجب عليه الوضوء ثم أجنب سقط الوضوء ووجب الغسل‪ ،‬فقد دلت السنة أن‬
‫من اغتسل فقد تطهر وله أن يصلي من غير وضوء‪ ،‬لحديث أمنا عائشة ‪ ‬أن‬
‫النبي ‪ ‬كان يغتسل ويصلي الركعتين وال أراه يحدث بينهما وضوءا بعد‬
‫الغسل(‪.)1‬‬

‫‪ -‬الزا ال يجب عليه التعزير بما فعله دون الزنى لوجوب الحد عليه وهو الجلد حدا‬
‫أو الرجم‪ .‬فلو أن أحد الناس قبل أجنبية ورفع معرتفا بذلك يجب عليه التعزير بالذي‬
‫له حد عند‬ ‫يؤلمه ويردع غيره‪ ،‬ويجوز أن يجاوز التعزير عشرة أسواط‪ ،‬والتعزير لي‬
‫كثير من المحققين‪ ،‬فقد يصل إلى القتل‪ .‬فإذا رفع األمر إلى القاضي يعزره بما يردعه‬
‫ويكون سببا يف انزجار غيره‪ ،‬والتعزير اإليالم به يختلف من شخص خر‪ ،‬بعض‬
‫الناس قد تكون العقوبة الماديدة أشد عليه من العقوبة البدنيدة‪.‬‬
‫فمن زنى وكان قبل الزنى قد قبل وفعل ما فعل ال يجمع له بين التعزير‬
‫والحد ألن ما أوجب أعظم األمرين بخصوصه ال يوجب أهوهنما بعمومه‪ ،‬بل يكون‬
‫االعتبار لألكرب ويسقط األصغر‪ ،‬فيسقط التعزير ويبقى الحد‪.‬‬

‫(‪ )٧‬مسند أحمد‪ ،‬مسند الصديقة عائشة بنت الصديق ‪ ،‬رقم الحديث (‪.)٢41١1‬‬
‫‪67‬‬
‫‪ -‬الجناية على األطراف خطأ إذا أفسدهتا ثم مات المجنى عليه تجب على الجا دية‬
‫وال تجب دية األطراف‪ ،‬ألن الواجب األصغر يسقط باألكرب‪.‬‬ ‫النف‬

‫‪ -‬زنى المحصن يوجب الرجم وال يوجب الجلد عند الجمهور‪ ،‬وخالف أحمد يف‬
‫رواية‪ ،‬وهو قول إسحاق وأهل الظاهر‪ ،‬فأوجبوا الجلد والرجم‪ ،‬وهما عندهم حدان‪.‬‬
‫وأصل الخالف حديث عبادة بن الصامت أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪« :‬خذوا‬
‫عنى‪ ،‬خذوا عني‪ ،‬قد جعل الل لهن سبيال؛ البكر بالبكر جلد مائة‪ ،‬ونفي سنة‪ ،‬والثيب‬
‫بالثيب جلد مائة والرجم»(‪ ،)1‬فذكر الجلد‪ ،‬ولكن من حيث التطبيق العلمي لما رجم‬
‫ماعز والغامدية لم يثبت أنه جلد ثم رجم‪.‬‬
‫‪ .4‬من املستثنيات‪:‬‬
‫‪ -‬لو شهد أربعة على محصن بالزنى فرجم ثم رجعوا اقتص منهم ويحدون للقذف‬
‫أوال‪.‬‬
‫‪ -‬من قاتل من أهل الكمال ‪-‬وهو الذكر البالغ العاقل الحر‪ -‬أكثر من سائر الجيش‬
‫حتى أحدث نكاية يف العدو فإنه يرضخ(‪ )2‬له مع سهمه‪.‬‬

‫(‪ )٧‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الحدود‪ ،‬باب حد الزنى‪ ،‬الحديث رقم (‪ ،)٧6١3‬وسنن أبي داود (‪ ،)44٧5‬وسنن ابن‬
‫ماجه (‪ ،)٢553‬وسنن الدارمي (‪ ،)٢3١٢‬ومسند أحمد (‪.)٧5١٧3‬‬
‫بالكثير‪.‬‬ ‫(‪ )٢‬رضخ‪ :‬أعطى شيئا لي‬
‫انظر‪ :‬والحموي‪ ،‬أحمد بن محمد‪ ،‬المصباح المنير‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬مادة [ر ض خ]‪.‬‬
‫والزبيدي‪ ،‬محمد مرتضى الحسيني‪ ،‬تاج العروس‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬مادة [ر ض خ]‪.‬‬
‫الرازي‪ ،‬محمد بن أبي بكر‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬مكتبة لبنان ناشرون‪ :‬بيروت‪٧4٧5 ،‬هد‪٧١١5 -‬م‪ ،‬مادة [ر ض خ]‪.‬‬
‫ابن فارس‪ ،‬أبو الحسين‪ ،‬أحمد‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬دار الفكر‪٧3١١ ،‬هد‪٧١١١ -‬م‪ ،‬مادة [ر ض خ]‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫ما ثبت بالشرع مقدم على ما ثبت بالشرط‬
‫علددى الددذي بالشددرط (‪ )٢6‬مددا قددد ح ُرمددا‬ ‫[‪]19‬‬ ‫(‪ )٢5‬وثابددددددت بالشددددددرع فليقدددددددما‬

‫معنى القاعدة أن الشروط التي يضعها المتعاقدون يجب أال تعارض ما جاء يف الشرع‬ ‫‪.٧‬‬
‫إذ ما ثبت يف الشرع مقدم على هذه الشروط‪.‬‬
‫من األدلة على هذه القاعدة ما رواه الرتمذي عن كثير بن عبد اهلل بن عمرو بن عوف‬ ‫‪.٢‬‬
‫المز ‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪« :‬الصلح جائز بين‬
‫المسلمين‪ ،‬إال صلحا حرم حالال‪ ،‬أو أحل حراما‪ ،‬والمسلمون على شروطهم إال‬
‫شرطا حرم حالال أو أحل حراما»(‪ ،)1‬ومنها ما يف الصحيحين عن عائشة ‪ ‬أن‬
‫رسول اهلل ‪ ‬قال‪« :‬ما بال أقوام يشترطون شروطا ليس في كتاب الل‪ .‬من‬
‫اشترط شرطا ليس في كتاب الل فليس له وإن كان مائة شرط»(‪.)2‬‬
‫‪ .3‬مسألة‪ :‬هل يبطل العقد بالشرط المحرم؟ الجواب‪ :‬الشرط نوعان‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬ما يبطل ركنا من أركان العقد أو يعارض مقصودا أصليا من مقاصد‬ ‫‪-‬‬
‫العقد‪ ،‬فيبطل به العقد‪ ،‬كاشرتاط عدم حل الزوجة لزوجها يف عقد النكاح‪.‬‬
‫‪ -‬النوع الثاني‪ :‬إذا كان ال يعطل ركنا من أركان العقد وال مقصودا أصليا من مقاصده‪،‬‬
‫كمن يقيد بالشرط استعمال المشرتي للمبيع فإنه يصح العقد ويبطل الشرط‪ .‬ومن‬
‫ذلك ما جاء يف حديث بريرة(‪ )3‬من اشرتاط أن يكون الوالء ألهلها‪.‬‬

‫(‪ )٧‬سنن الترمذي‪ ،‬أبواب األحكام‪ ،‬باب ما ذكر عن رسول اهلل ﷺ يف الصلح بين الناس‪ ،‬رقم الحديث (‪.)٧35٢‬‬
‫(‪ )٢‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الشروط‪ ،‬باب المكاتب وما ال يحل من الشروط التي تخالف كتاب اهلل‪ ،‬رقم‬
‫الحديث (‪ .)٢١35‬وصحيح مسلم ‪ ،‬كتاب العتق‪ ،‬باب إنما الوالء لمن أعتق‪ ،‬رقم الحديث (‪ ،)3١١١‬بلفظ‬
‫«من اشترط شرطا ليس يف كتاب الل فهو باطل‪.»...‬‬
‫(‪ )3‬حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة ‪ ‬قالت‪ :‬جاءت بريرة فقالت‬
‫إ كاتبت أهلي على تسع أواق يف كل عام أوقية فأعينيني‪ ،‬فقالت عائشة‪ :‬إن أحب أهلك أن أعدها لهم عدة‬
‫واحدة وأعتقك فعلت ويكون والؤك لي‪ .‬فذهبت إلى أهلها فأبوا ذلك عليها فقالت إ قد عرضت ذلك‬
‫عليهم فأبوا إال أن يكون الوالء لهم فسمع بذلك رسول اهلل ﷺ فسألني فأخربته فقال‪« :‬خذيها فأعتقيها‬
‫واشترطي لهم الوالء فإنما الوالء لمن أعتق»‪ .‬قالت عائشة‪ :‬فقام رسول اهلل ﷺ يف الناس فحمد اهلل وأثنى‬
‫في كتاب‬ ‫عليه ثم قال‪« :‬أما بعد فما بال رجال منكم يشترطون شروطا ليست في كتاب اهلل فأ ريما شرط لي‬
‫اهلل فهو باطل وإن كان مائة شرط فقضاء اهلل أح رق وشرط اهلل أوثق ما بال رجال منكم يقول أحدهم أعتق يا‬
‫فالن ولي الوالء إنما الوالء لمن أعتق»‪ ،‬وصحيح البخاري (‪ ،)٢563‬وصحيح مسلم (‪.)٧534‬‬
‫‪69‬‬
‫‪ .4‬من تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬من قال المرأته‪« :‬طلقت بألف على أن لي الرجعة» وقع طالقا رجعيا وسقطت‬
‫األلف‪ .‬عندنا طالق وعندنا خلع‪ ،‬وبينهما فروق‪ ،‬منها أن الطالق تثبت معه الرجعة‬
‫بينما الخلع ال يثبت معه الرجعة‪ .‬فهذا الذي قال المرأته‪« :‬طلقت بألف على أن لي‬
‫الرجعة» اشرتط الرجعة واشرتط األلف وهما شرطان متنافيان‪ ،‬ألن المفارقة بعوض‬
‫معه رجعة‪ ،‬فالعلماء ‪-‬على حسب ما ذكر‪ -‬أسقطوا األلف ألنه‬ ‫تسمى خلعا ولي‬
‫شرط ينايف الشرع‪ ،‬وأثبتوا طالقا معه رجعة‪ ،‬ألن ما ثبت بالشرع مقدم على ما ثبت‬
‫بالشرط‪.‬‬
‫‪ -‬لو أحرم شخص بالحج عن غيره وهو لم يحج عن نفسه وقع عنه‪ ،‬ألن النيابة يف‬
‫الحج عن الغير لها شروط‪ ،‬منها أن يكون قد حج عن نفسه عند بعض الفقهاء ‪ ،‬فلما‬
‫اشرتط أن يكون حجه عن غيره ولم يحج عن نفسه ‪-‬والشرع اشرتط بما تقدم ذكره‪-‬‬
‫وقع الحج عن نفسه‪ ،‬ألن ما ثبت بالشرع مقدم على ما ثبت بالشرط‪.‬‬
‫‪ -‬ال يصح نذر الواجب ألنه ثابت بالشرع‪ .‬فلو أن أحد الناس قال‪« :‬علي أن أصلي‬
‫وهي‬ ‫الصلوات الخم » فقد نذر وأوجب واشرتط على نفسه الصلوات الخم‬
‫واجبة‪ ،‬اللهم إال إذا قال ذلك لتأكيد وجوهبا فيجتمع فيها الواجب من جهة الشرع‬
‫بالنذر‪.‬‬ ‫والواجب من جهة النف‬
‫‪ -‬من باع بيتا وشرط على المشرتي أال يسكنه‪ ،‬فشرطه باطل ال يعترب‪.‬‬
‫‪ -‬لو اشرتطت المرأة عند العقد أال يسافر معها زوجها إذا سافرت‪ ،‬فالشرط باطل‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫ما حرم استعماله حرم اختاذه ومتلكه وحيازته‬
‫إال لـغــــرض صـحـيـــــح‬
‫‪.............................................‬‬ ‫[‪]30‬‬ ‫مسدددددددتعمال فبا ُتخددددددداذ يحدددددددرم‬

‫‪ .٧‬ما حرم استعماله حرم اتخاذه وتملكه وحيازته إال لغرض صحيح سدا لذريعة تناوله‬
‫واستعماله إذ النفوس تميل وترغب يف استعمال ما حازته وتملكته‪ ،‬وألن ما ال يجوز‬
‫استعماله فتملكه إهدار وتضييع للمال‪.‬‬
‫‪ .٢‬من تطبيقات القاعدة أنه يحرم حيازة وتملك آالت اللهو والمعازف‪ ،‬وآنية الذهب والفضة‬
‫ألنه يحرم األكل هبا‪ ،‬وكلب الصيد لمن ال يصيد‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫ما حـرم أخــذه حـرم اعـطـــاؤه‬
‫‪ )٢١( ]30[ ..............................................‬مدددا حدددرم األخدددذ لددده فحرمدددوا‬
‫‪.............................................‬‬ ‫‪]31[ .....................................‬‬ ‫عطاءه‪،‬‬

‫‪ .٧‬معنى القاعدة‪ :‬ما حرم أخذه واتخاذه حرم اعطاؤه منحة أو معاوضة ألنه من الدعوة إلى‬
‫المحرم والتشجيع واإلعانة عليه وقد قال ‪-‬تعالى‪﴿ :-‬وال تعاونوا على اإلثم والعدوان﴾‬
‫(المائدة‪ ،)٢ :‬ولهذا لما استفتى جابر بن عبد اهلل النبي ‪ ‬يف خمر أليتام يف حجره‬
‫بين له النبي ‪ ‬أنها حرام‪ ،‬ويف حديث آخر قال النبي ‪« :‬إن الذي‬
‫حرم شربها حرم بيعها»(‪ .)1‬وقال أيضًا‪« :‬إن الل إذا حرم على قوم أكل شيء حرم عليهم‬
‫ثمنه»(‪ .)2‬فالمحرمات بكل وجه يجب إتالفها أو تغيير صورهتا إذا أمكن االنتفاع هبا بعد‬
‫التغيير‪.‬‬
‫من تطبيقات القاعدة‪:‬‬ ‫‪.٢‬‬
‫ال يجوز إعطاء الرشوة ألنه يحرم أخذها وكذلك الربا والخمر والمخدرات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ال يجوز إهداء المحرمات كالصور المحرمة وما يهدى يف األعياد المحرمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ .3‬من املستثنيات‪:‬‬
‫‪ -‬ما يعطى للشعراء الهجائين ونحوهم للتخلص عن شرهم‪ .‬فقد أخرج السهمي يف‬
‫تاريخ جرجان وهو يف الصحيح عن أبي هريرة ‪- ‬مرفوعا‪« -‬ذبوا بأموالكم‬
‫عن أعراضكم»‪ ،‬قالوا كيف نذب عن أعراضنا يا رسول اهلل؟ قال‪« :‬يعطى الشاعر‬
‫ومن تخافون من لسانه»(‪ ،)3‬وقيده بعض العلماء بعدم وجود السلطان الوازع الرادع‪.‬‬
‫‪ -‬دفع الرشوة لتخليص الحق والوصول إليه إن لم يجد سبيال إال هبا‪ .‬ويف المسألة‬
‫خالف‪.‬‬

‫(‪ )٧‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب المساقاة‪ ،‬باب تحريم بيع الخمر (‪)4344‬‬
‫(‪ )٢‬سنن أبي داود‪ ،‬أبواب اإلجارة‪ ،‬باب يف ثمن الخمر والميتة (‪)3411‬‬
‫(‪ )3‬الجرجا ‪ ،‬أبو القاسم حمزة بن يوسف‪ ،‬تاريخ جرجان‪ ،‬تح‪ :‬محمد عبد المعيد خان‪ ،‬عالم الكتب‪:‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪٧43١ ،4‬هد‪٧١1١ -‬م‪ ،‬ص‪.٢٢3‬‬
‫‪71‬‬
‫الـمشـغـــول ال يـشـغــــل‬
‫‪.............................................‬‬ ‫[‪]31‬‬ ‫يشغل‬ ‫‪ )٢1( ...............‬المشغول لي‬

‫‪ .٧‬معنى القاعدة‪ :‬أن من اشتغل بشيء مشروع من عبادة أو معاملة فإنه ال يجوز أن يشغل‬
‫بشيء آخر حتى يفرغ من األول‪ ،‬وهذا يف العبادات مخصوص بما إذا كان االنشغال‬
‫باألمر ا خر يفوت أداء ما هو مشغول به أصال أي ال يمكن الجمع بينهما‪ .‬ولهذا قيد‬
‫بعض العلماء القاعدة بقولهم (المشغول بشيء يف محل واحد ال يشغل بغيره إذا كان‬
‫يضيق عن األول)‪ ،‬كمن يصلي ويراد منه أن يفتي أو أن يبيع‪ ،‬ففي الحديث‪« :‬إن في‬
‫الصالة لشغال»(‪ ،)1‬أما إذا كان ال يفوت ما هو منشغل به كمن يصوم فيقرأ القرآن أو يبيع‬
‫داخال يف القاعدة‪.‬‬ ‫ويشرتي فلي‬
‫‪ .٢‬من أدلة القاعدة‪ :‬حديث معاوية بن الحكم السلمي عند مسلم وفيه قول النبي ﷺ‪« :‬إن‬
‫هذه الصالة ال يصلح فيها شيء من كالم الناس‪ ،‬إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة‬
‫القرآن»(‪ ،)2‬وعن ابن عمر ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قال‪« :‬ال يبع بعضكم على بيع‬
‫بعض وال يخطب بعضكم على خطبة بعض»(‪.)3‬‬
‫من تطبيقات القاعدة‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫المعتكف ال يجوز له الخروج إلى عبادة أو شغل آخر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدار المرهونة بما يساوي قيمة الدين ال يجوز رهنها وبيعها وال هبتها إال أن يأذن‬ ‫‪-‬‬
‫الراهن أو ينفك الرهن‪.‬‬
‫الموظف إذا كان عمله محدودا بساعات معينة ال يجوز له أن ينصرف عنه إلى غيره‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬من أبيح له الفطر يف رمضان لسفر ‪-‬مثال‪ -‬فإنه ال يصوم نفال وال قضاء‪.‬‬

‫(‪ )٧‬صحيح البخاري‪ ،‬أبواب العمل يف الصالة‪ ،‬باب ال يرد السالم يف الصالة‪ ،‬رقم الحديث (‪.)٧٢٧6‬‬
‫(‪ )٢‬صحيح مسلم ‪ ،‬كتاب المساجد ومواضع الصالة‪ ،‬باب تحريم الكالم يف الصالة ونسخ ما كان من إباحة‪،‬‬
‫رقم الحديث (‪.)٧٧١١‬‬
‫(‪ )3‬صحيح مسلم ‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب تحريم الخطبة على خطبة أخيه حتى يأذن أو يرتك‪ ،‬رقم الحديث‬
‫(‪.)3454‬‬
‫‪73‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الـمـكــبــر ال يـكــبـــر‬
‫‪ )٢١( ]31[ ..............................................‬مكبددددر تكبيددددره قددددد حظلددددوا‬

‫‪ .٧‬حظلوا‪ :‬منعوا‪.‬‬
‫‪ .٢‬معنى القاعدة‪ :‬أن ما كبر الشارع وزاد فيه تغليظا ال يزاد عليه‪.‬‬
‫وقد ذكر بعض العلماء أن يف عدها قاعدة تكلفا ألن ما حده الشارع ال يجوز الزيادة عليه‬
‫تعبدا من غير نظر إلى كوهنا مكبرا أو غير مكبر‪.‬‬
‫‪ .3‬من تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬يغسل من سؤر الكلب سبعا وال يزاد عليها‪ ،‬فال يغسل ثالث غسالت كل غسلة سبع‬
‫مرات‪.‬‬
‫‪ -‬يمسح على الخف ثالثة أيام وال يزاد عليها‪.‬‬

‫(‪ )٧‬هناك قاعدة تقابلها وهي (المصغر ال يصغر)‪ ،‬ومن أمثلتها أن من سهى يف سجود السهو ال يسجد للسهو‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫(‪)1‬‬
‫من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب حبرمانه‬
‫(‪ )33‬مسدددددتعجل للشددددديء قبدددددل آن [‪ ]31‬معاقددددددب بددددددالفوت والحرمددددددان‬

‫‪ .٧‬األوان‪ :‬الحين والوقت‪.‬‬

‫‪ .٢‬الحرمان‪ :‬المنع‪.‬‬

‫‪ .3‬معنى القاعدة‪ :‬أن من استعجل حصول الشيء قبل تحقق موجب الشرع لحله فإنه‬
‫يعامل بنقيض قصده فيمنع منه‪ .‬فالشريعة رتبت أشياء على أشياء على وجه معين‪ ،‬فمن‬
‫أراد حصول هذه األشياء قبل الوقت الذي جعلته له الشريعة حرم منه أو ابتلي بحرمانه‬
‫معاملة له بنقيض قصده‪.‬‬
‫‪ .4‬دليل القاعدة‪ :‬عموم أدلة سد الذرائع وأدلة منع الحيل‪.‬‬

‫الحريدر يف‬ ‫‪ .5‬هذه القاعدة كما تجري يف أحكام الدنيا تجري يف أحكام ا خدرة‪ ،‬فمدن لدب‬

‫بدن مالدك أنده قدال‪ :‬قدال رسدول اهلل‬ ‫الدنيا لدم يلبسده يف ا خدرة كمدا يف حدديث أند‬

‫‪« :‬من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في اآلخرة»(‪.)2‬‬

‫(‪ )٧‬هي متفرعة عن قاعدة "األمور بمقاصدها"‪ ،‬وهذه القاعدة ليست متفقا عليها‪ ،‬فبعض الفقهاء ال يرون‬
‫تطبيقها إال فيمن طلق امرأته يف مرضه المخوف بقصد حرماهنا من الميراث‪.‬‬
‫(‪ )٢‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب اللباس والزينة‪ ،‬باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال والنساء‬
‫وخاتم الذهب والحرير على الرجل وإباحته للنساء‪ ،‬رقم الحديث (‪.)54٢5‬‬
‫الحرير‪ ،‬رقم الحديث (‪.)3511‬‬ ‫سنن ابن ماجه‪ ،‬كتاب اللباس‪ ،‬باب كراهية لب‬
‫قال السندي‪ :‬وقوله (لم يلبسه يف ا خرة) أي‪ :‬وإن دخل الجنة‪ ،‬وال ينافيه قوله ‪-‬تعالى‪﴿ :-‬ولكم فيها ما‬
‫تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون﴾ (فصلت‪ ،)3٧ :‬إلمكان أن اهلل ‪-‬تعالى‪ -‬ينزع اشتهاء الحرير منه‪ .‬وأما‬
‫لهم لباس غيره‪ ،‬إذ يمكن أن يكون‬ ‫قوله ‪-‬تعالى‪﴿ :-‬ولباسهم فيها حرير﴾ (الحج‪ )٢3 :‬فال يلزم منه أنه لي‬
‫االقتصار عليه لكونه الغالب‪.‬‬
‫انظر‪ :‬حاشية السندي على سنن ابن ماجه‪ ،‬باب كراهية الحرير‪ ،‬ص‪.3١4‬‬
‫‪71‬‬
‫‪ .6‬من تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬القاتل لمو ُرثه ال يرث‪ ،‬وكذا القاتل للموصي والمدبر إذا قتل سيده‪.‬‬
‫‪ -‬من قصد تنقيص نصاب الزكاة أو إخراجه من ملكه لم تسقط عنه بل هي واجبة عليه‪.‬‬
‫‪ -‬من غل من غنيمة قبل قسمتها حرم منها على قول‪ ،‬والغلول من كبائر الذنوب وهو‬
‫األخذ من الغنيمة قبل قسمتها خلسة‪.‬‬
‫‪ -‬من شرب الخمر لئال يؤاخذ على أعمال أو أقوال ‪-‬كأن يشرب ليقتل أو يسرق‪ -‬فإنه‬
‫يؤاخذ عليها معاملة له بنقيض قصده‪.‬‬
‫‪ -‬من خبب امرأة على زوجها حتى طلقها ليتزوجها منع من زواجها‪ ،‬ففي الحديث‪:‬‬
‫«ليس منا من خبب امرأة على زوجها‪ ،‬أو عبدا على سيده»(‪.)1‬‬
‫‪ -‬من استعجل القصاص قبل برء جرحه ثم سرى بطل حقه يف المطالبة بالقصاص مرة‬
‫ثانية‪.‬‬

‫(‪ )٧‬سنن أبي داود‪ ،‬كتاب الطالق‪ ،‬باب فيمن خبب امرأة على زوجها‪ ،‬رقم الحديث (‪.)٢٧١5‬‬
‫‪76‬‬
‫النـفــل أوســع مـن الـفـرض‬
‫‪.............................................‬‬ ‫[‪]33‬‬ ‫(‪ )3٧‬النفدددل مدددن فدددرض ندددراه أوسدددعا‬

‫‪ .٧‬قولنا أوسع أي يف الفعل ال الثواب إذ ثواب الفرض أكثر من ثواب النفل‪ ،‬ففي الحديث‬
‫القدسي‪« :‬وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه»(‪ ،)1‬فالتقرب‬
‫بالفرض أحب إلى اهلل من التقرب بسواه‪ ،‬ومنه النوافل‪.‬‬
‫‪ .٢‬معنى القاعدة‪ :‬أن أحكام النوافل أسهل وأيسر من الواجبات‪ ،‬وذلك أن الواجبات الزمة‬
‫ومتعينة فالبد من اإلتيان هبا على الوجه المأمور به خشية اإلثم حال التقصير‪ ،‬بخالف‬
‫النوافل فإن حقيقتها أن العبد مخير فيها ‪-‬أي يف فعلها وتركها‪ -‬مع الرتغيب والحث‬
‫وذكر الفضل واألجر فال إثم على الرتك‪ ،‬وكان التساهل فيها يف حدود ما جاء يف الشرع‬
‫وثبت عن الصحابة هو المناسب تشجيعا على اإلكثار منها‪ .‬ثم هي أوسع من جهة أخرى‬
‫وهي أن الشريعة سهلت يف النوافل بمعنى أنها لم تأمر ببعض ما أمرت به بالنسبة‬
‫للواجب‪ ،‬فالقيام فرض يف صالت الفرض وليست فرضا يف صالة النفل‪ ،‬فقولنا (القيام‬
‫ركن من أركان الصالة) المقصود به الصلوات الخم ‪ ،‬فمن لم يكن معذورا ثم صلى‬
‫فصالته باطلة‪ ،‬لكنه لو تنفل جالسا فإنه ال غبار عليه‬ ‫جالسا يف إحدى الصلوات الخم‬
‫وصالته صحيحة إال أن األفضل أن يصلي قائما ألن العمل كلما كثر كلما ازداد ثوابه‪.‬‬
‫‪ .3‬من أسماء النفل‪ :‬المستحب والمندوب‪ ،‬والمرغب فيه‪ .‬ومن أسماء الفرض‪ :‬الواجب‬
‫والحتم والالزم‪.‬‬
‫‪ .4‬من تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬أن الفريضة تلزم بالشروع فيها ويحرم قطعها بخالف النافلة كالصوم‪ ،‬فصوم رمضان‬
‫يحرم إفساده إال لعذر‪ ،‬بل يجب إتمامه‪ ،‬بينما المتطوع بصوم يجوز له أن يفطر‬
‫لحديث‪« :‬الصائم المتطوع أمير نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر»(‪.)2‬‬

‫(‪ )٧‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الرقائق‪ ،‬من حديث أبي هريرة‪ ،‬رقم الحديث (‪)653٢‬‬
‫(‪ )٢‬مسند أحمد‪ ،‬مسند النساء‪ ،‬حديث أم هانئ بنت أبي طالب ‪ ‬واسما فاختة‪ ،‬رقم الحديث (‪)٢61١3‬‬
‫‪77‬‬
‫‪ -‬يجب استقبال القبلة يف الفرض والنفل حضرا‪ ،‬ويجوز ترك االستقبال يف النفل سفرا‪،‬‬
‫وتصح صالة النفل على الدابة بخالف صالة الفريضة فال تصح إال لعذر‪.‬‬
‫‪ -‬يجب القيام يف صالة الفرض إال لعذر بينما تجوز الصالة قاعدا يف النفل‪.‬‬
‫‪ -‬يجب تبييت النية يف صوم الفرض ال النفل فإنه يصح بنية من النهار لمن لم يأت بما‬
‫ينافيه‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫الواليـة اخلـاصـة أولـى (أقـوى) مـن الـواليـة العـامـة‬
‫‪ )3٢( ]33[ ..............................................‬واليدددة خصدددت متدددى مدددا تقعدددا‬
‫‪.............................................‬‬ ‫[‪]32‬‬ ‫أولددددى مددددن الواليددددة التددددي تعددددم‬

‫‪ .٧‬الوالية‪ :‬نفوذ التصرف على الغير شاء أم أبى‪ ،‬فالوالية العامة هي التي تتعلق بمرافق‬

‫الحياة وشؤوهنا المتعلقة بالجميع من أجل تحصيل مصالح األمة ومنها تجهيز الجيوش‪،‬‬

‫وسد الثغور‪ ،‬وجباية األموال من حلها(‪ ،)1‬وصرفها يف محلها‪ ،‬وتعيين القضاة والوالة‪،‬‬

‫وتزويج من ال ولي لها‪ ،‬ونحوها‪ .‬وأما الوالية الخاصة فتكون يف جزئي ال يف كلي كولي‬

‫اليتيم وناظر الوقف ونحوهما‪.‬‬

‫‪ .٢‬معنى القاعدة‪ :‬أن الوالية الخاصة إذا اجتمعت مع الوالية العامة قدمت عليها كالوالية‬

‫على الوقف‪ ،‬والنكاح‪ ،‬وعلى اليتيم‪.‬‬

‫‪ .3‬من أدلة القاعدة‪ :‬حديث عائشة ‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :‬أيما امرأة‬

‫نكحت بغير إذن مواليها فنكاحها باطل (ثالث مرات)‪ ،‬فإن دخل بها فالمهر لها بما‬

‫أصاب منها‪ ،‬فإن تشاجروا فالسلطان ولي من ال ولي له»(‪ .)2‬يستفاد من الحديث أن ولي‬

‫المرأة مقدم يف تزويجها على القاضي واألمير‪.‬‬

‫‪ .4‬من تطبيقات القاعدة‪:‬‬

‫‪ -‬ال يتصرف الولي العام فيما عليه والية خاصة إال أن يقوم الدليل على فساده‬

‫وإفساده‪ ،‬فحين ذاك تنزع عنه الوالية بسلطة الوالية العامة أو بأن ينيب عنه من يليها‬

‫والية خاصة‪.‬‬

‫(‪ )٧‬فاألصل حرمة دماء المسلمين كما جاء يف خطبة النبي ‪ ‬يوم النحر «إن دماءكم وأموالكم‬
‫وأعراضكم عليكم حرام‪ »...‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬باب الخطبة أيام منى‪ ،‬رقم الحديث (‪.)٧١3١‬‬
‫(‪ )٢‬سنن أبي داود‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب يف الولي‪ ،‬رقم الحديث (‪.)٢313‬‬
‫‪79‬‬
‫‪ -‬تزويج النساء حق للولي الخاص إال أن يعضلهن ويضر هبن ومنه أن ال يختار لهن‬

‫األكفاء‪.‬‬

‫‪ -‬ولي اليتيم المعين مقدم يف التصرف يف ماله دون القاضي‪.‬‬

‫‪ -‬الوالية الخاصة على الوقف مقدمة على الوالية العامة‪ ،‬فال يملك القاضي عزل قيم‬

‫الوقف المعين إال عند ظهور الخيانة‪.‬‬

‫للمام العفو‬ ‫‪ -‬يحق للولي الخاص استيفاء القصاص والعفو مجانا وقبول الدية‪ ،‬ولي‬

‫مجانا‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫ال عــربة بـالظــن الغـالـب خـطــؤه‬

‫‪ )33( ]32[ ..............................................‬ال تعتبدددر بدددالظ ُن إن خطدددا يقدددم‬

‫‪ .٧‬معنى القاعدة‪ :‬أنه ال إعمال وال اعتبار بالظن الواضح خطؤه أي عدم موافقته للصواب‪،‬‬

‫وذلك أن الشريعة تعترب بالظن الغالب وتبني عليه بعض األحكام ما لم يتبين خطؤه‬

‫فيكون غير معترب‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪﴿ :-‬فإن علمتموهن مؤمنات فال ترجعوهن إلى الكفار﴾‬

‫ألحد‬ ‫(الممتحنة‪ ،)٧3 :‬تأمل كيف أن اهلل سمى الظن يف هذا الموطن علما‪ ،‬ومعلوم أنه لي‬

‫القدرة على أن يعلم ما يف قلب غيره من الناس‪ ،‬ولكن قد يظن ظنا غالبا فجعل اهلل هذا‬

‫الظن علما‪.‬‬

‫أما النصوص الواردة يف ذم الظن كقوله تعالى‪﴿ :‬إن هم إال يظنون﴾ (الجاثية‪،)٢4 :‬‬

‫وقوله تعالى‪﴿ :‬إن الظن ال يغني من الحق شيئا﴾ (يون ‪ ،)36 :‬ونحوهما فهو الظن‬

‫المخالف للصواب مخالفة جلية وصريحة‪ ،‬وهو الظن القائم على التوهم‪.‬‬

‫‪ .2‬من أدلة هذه القاعدة‪ :‬حديث أبي هريرة «أن النبي ‪ ‬انصرف من اثنتين‪ ،‬فقال‬

‫له ذو اليدين‪ :‬أقصرت الصالة أم نسيت يا رسول الل؟ فقال النبي ‪( :‬أصدق‬

‫ذو اليدين؟) فقال الناس‪ :‬نعم‪ ،‬فقام رسول الل ‪ ،‬فصلى اثنتين أخريين‪ ،‬ثم‬

‫سلم‪ ،‬ثم كبر‪ ،‬فسجد مثل سجوده أو أطول‪ ،‬ثم كبر‪ ،‬فرفع‪ ،‬ثم سجد مثل سجوده أو‬

‫أطول»(‪.)1‬‬

‫(‪ )٧‬سنن الترمذي‪ ،‬أبواب الصالة‪ ،‬باب ما جاء يف الرجل يسلم يف الركعتين من الظهر والعصر‪ ،‬حديث رقم‬
‫(‪.)3١١‬‬
‫‪81‬‬
‫‪ .3‬من تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬المجتهد إذا بان له خطؤه يف اجتهاده وجب عليه الرجوع عنه‪.‬‬
‫‪ -‬من تكلمت زوجته بما ظنه كفرا وقال‪« :‬حرمت علي» ثم تبين خطؤه يف ظنه فإنها ال‬
‫تحرم عليه‪.‬‬
‫‪ -‬من أفتاه مفت بوقوع الطالق اجتهادا فأقر به ثم تبين خطأ المفتي لم يقع الطالق‬
‫ديانة‪.‬‬
‫‪ -‬لو ظن شخص أن عليه دينا فقضاه ثم تبين خطؤه رجع بما دفع‪.‬‬
‫‪ -‬لو أنفق على مطلقته البائن ظانا حملها فبانت حائال اسرتد‪.‬‬
‫‪ -‬لو أتلف مال غيره يظنه ماله ضمن‪.‬‬
‫‪ -‬لو صلى باالجتهاد يف الوقت أو الماء أو القبلة ثم تبين خطؤه لم تصح صالته‪.‬‬
‫‪ -‬لو طلق امرأة يظنها أجنبية فبانت امرأته لم تطلق يف رواية عند الحنابلة‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫االشتـغـال بـغـري املقـصـود إعـراض عـن املـقـصـود‬
‫(‪ )34‬االشددددتغال بسددددوى المقصددددود [‪ ]31‬يعددددددر إعراضدددددا عدددددن المقصدددددود‬

‫معنى القاعدة‪ :‬أن من لزمه عمل أو حكم أو قول فاشتغل بغيره فإن اشتغاله هذا‬ ‫‪.٧‬‬
‫مذموم وهو ملزم بتحمل ما ينتج عن إعراضه عن المقصود‪.‬‬
‫هذه القاعدة لها اتصال بقاعدتين سبقتا‪ ،‬بمعنى أن هذه القاعدة يمكن أن تفهم أكثر‬ ‫‪.٢‬‬
‫وضوحا بذكرهما‪:‬‬
‫القاعدة األوىل‪ :‬المشغول ال يشغل‪ .‬وعليه فمن أمر أو ندب إلى قول أو فعل فإن‬ ‫‪-‬‬
‫الواجب عليه أن ينهض باإلتيان به وأن ال ينشغل بغيره ألن االشتغال بغير المقصود‬
‫إعراض عن المقصود وألن الواجب عليه أن يأيت بما أمر به وبما ندب إليه‪.‬‬
‫القاعدة الثانية‪ :‬من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه‪ .‬المأمور بفعل أو ترك‬ ‫‪-‬‬
‫عليه أن يلزم ذلك وأال ينشغل بغير ذلك ولو ظن أن هذا الغير أفضل مما هو مأمور‬
‫ررر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر‬
‫رينر رقر رريلر رلرر رهر رمر رركرفر رورارر‬ ‫به ومنهي عنه يف وقت الحاضر‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪{ :-‬أرلرمر رترررر رإرررَلر ررٱَّلرر‬
‫ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر رر ر ر‬
‫رمررنر رهر رمر ررَيرشر رورنرر‬ ‫رررررر ريقر ر‬
‫أريردرريركرمر ررورأرقر رريمروارر رررٱلصرلرورةر رورءراترروارر رررٱلزركرورةر رفرلرمررراركرتربر ررعرلريرهرمر رٱلررقرتررالر رإرذرارف‬
‫ر ر ر ر ر ر ر رر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر‬
‫رعرلر ريرنررار رٱلررقرترررالر} (النساء‪،)١١ :‬‬ ‫رٱنلرراسر ركرخرشريرةر ررٱّللر رأرور رأررشردر ررخرشريرةر رررورقرالرروارر رررربرنرار رلرررمر رركرتربرتر ر‬
‫فكانت وظيفة الوقت وكان المقصود يف ذلك الوقت أن يكفوا عن قتال المشركين‬
‫الذي ال يستطيعونه وينشغلوا بإقام الصالة وإيتاء الزكاة‪ .‬ومتى ما تلهف اإلنسان‬
‫مقصودا يف الوقت فإنه يخشى إذا جاء وقته تنحل عزيمته وتضعف‬ ‫على أمر لي‬
‫إرادته ويبتلى بحرمانه‪.‬‬
‫‪ .3‬من تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬من كان يف دار ثم حلف أن ال يسكن فيها وال يقيم‪ ،‬فإن انتقل وانشغل بحمل متاعه‬
‫فهو مقصود صحيح‪ ،‬وإن تردد وتثاقل وأقام حنث يف يمينه‪.‬‬
‫‪ -‬لو قال مستحق الشفعة للمشرتي عند لقائه‪« :‬اشرتيت رخيصا» سقط حقه‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز ابتداء النافلة إذا أقيمت الصالة ألنه انشغال بغير المقصود‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز االشتغال بالبيع والشراء بعد طواف الوداع إذ المقصود الخروج من مكة‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ال ينكر املختلف فيه وإنما ينكر اجملمع عليه‬
‫إنكددددار مجمددددع عليدددده قددددد ألددددف‬ ‫[‪]36‬‬ ‫(‪ )35‬ال ينكدددر الدددذي بددده قدددد اختلدددف‬

‫‪ .٧‬مراتب إنكار المنكر ثالث‪ ،‬كما جاء يف الحديث‪« :‬من رأى منكم منكرا فليغيره بيده‪ ،‬فإن‬
‫لم يستطع فبلسانه‪ ،‬فإن لم يستطع فبقلبه‪ ،‬وذلك أضعف اإليمان»(‪.)2‬‬
‫‪ .٢‬معنى القاعدة‪ :‬أنه ينكر المجمع عليه من األحكام الشرعية لمخالفته األدلة القطعية‬
‫بخالف المختلف فيه فإنه ال ينكر‪ ،‬وهذا غير مسلم عند المحققين ألن المختلف فيه‬
‫على مرتبة واحدة‪ ،‬فإن كان أمرا اجتهاديا ال نص فيه فإنه ال ينكر على المخالف إال‬ ‫لي‬
‫على سبيل المباحثة العلمية ببيان الحجة على ضعف قوله‪ ،‬بخالف ما قام الدليل عليه‬
‫فإنه ينكر على المخالف ولو كان آخذا بقول معظم يف األمة‪.‬‬
‫ولو سلمنا هبذه القاعدة فإنه يلزم منها أال ينكر على من قال بجواز نكاح التحليل‪،‬‬
‫وال على من قال بجواز سماع المعازف والعزف هبا‪ ،‬وال على من قال بإباحة ما سمي‬
‫بفوائد البنوك وهو الربا المحرم‪ ،‬وال على من قال بأن الداخل يوم الجمعة ال يصلي تحية‬
‫المسجد‪ ،‬وغيرها‪ .‬فالصواب أن يقال ال إنكار يف مسائل االجتهاد‪.‬‬
‫‪ .3‬والقاعدة تصح بشرطني‪:‬‬
‫‪ -‬الشرط األول‪ :‬أن تكون مسألة اجتهادية ال تخالف نصا وال إجماعا‪.‬‬
‫‪ -‬والشرط الثاني‪ :‬أن يكون القول صادرا عن مجتهد ال عامي‪ ،‬فالناس يف أمورهم‬
‫الدنيوية لهم أناس معينون يرجعون إليهم‪ ،‬وكذا يف أمور الدين‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪:-‬‬
‫ر رر ر ر ر ر‬ ‫ر ر رر ر ررر ر ر‬
‫رر رعرلر رمر رونر ر‪( }٤٣‬النحل‪ .)43 :‬قال شيخ اإلسالم ابن‬
‫ررمر ررَلر رت‬ ‫سرلر رورار رأررهرلر ررٱَّلرركرررر رإر رر‬
‫نركرنت‬ ‫{فر‬
‫بصحيح‪ ،‬فإن اإلنكار إما‬ ‫تيمية ‪« :‬وقولهم مسائل الخالف ال إنكار فيها لي‬

‫(‪ )٧‬يعبر كذلك بد(ال إنكار يف مسائل الخالف)‪.‬‬


‫(‪ )٢‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب اإليمان‪ ،‬باب بيان كون النهي عن المنكر من اإليمان وأن اإليمان يزيد وينقص وأن‬
‫األمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان‪ ،‬حديث رقم (‪.)٧١١‬‬
‫‪82‬‬
‫أن يتوجه إلى القول بالحكم أو بالعمل‪ ،‬أما األول فإذا كان القول يخالف سنة أو‬
‫إجماعا قديما وجب إنكاره وفاقا‪ ،‬وإن لم يكن كذلك فإنه ينكر بمعنى بيان ضعفه‬
‫عند من يقول المصيب واحد وهم عامة السلف والفقهاء‪ ،‬وأما العمل فإن كان على‬
‫خالف سنة أو إجماع وجب إنكاره أيضا بحسب درجات اإلنكار‪ ،‬أما إذا لم يكن يف‬
‫المسألة سنة وال إجماع ولالجتهاد فيها مساغ لم ينكر على من عمل هبا مجتهدا أو‬
‫من جهة أن القائل يعتقد أن مسائل الخالف هي مسائل‬ ‫مقلدا‪ ،‬وإنما دخل هذا اللب‬
‫االجتهاد كما اعتقد ذلك طوائف من الناس‪ ،‬والصواب الذي عليه األئمة أن مسائل‬
‫االجتهاد التي لم يكن فيها دليل يجب العمل هبا وجوبا ظاهرا‪ ،‬مثل حديث صحيح‬
‫ال معارض من جنسه فيسوغ له ‪-‬إذا عدم ذلك فيها‪ -‬االجتهاد لتعارض األدلة‬
‫المتقاربة أو لخفاء األدلة فيها»(‪.)1‬‬

‫‪ )٧‬ابن تيمية‪ ،‬تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم‪ ،‬بيان الدليل على بطالن التحليل‪ ،‬تح‪ :‬حمدي عبد‬
‫المجيد‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬ط‪٧4٧1 ،٧‬ه‪٧١١1-‬م‪ ،‬ص‪٢٧٧-٢٧3‬‬
‫‪81‬‬
‫يدخـل الـقـوي عـلـى الضـعيـف ال الـعـكـس‬
‫ال يدددددخل فهددددو حظددددال‬ ‫والعكدددد‬ ‫[‪]37‬‬ ‫(‪ )36‬قدددو ريهم علدددى ضدددعيف أدخدددال‬

‫‪ .٧‬القوي هو الفرض والضعيف هو المندوب والمباح‪.‬‬


‫‪ .٢‬معنى القاعدة‪ :‬أن القوي يدخل على الضعيف فيكون له الحكم‪.‬‬
‫‪ .3‬مـن تطـبـيقـات القـاعـدة‪:‬‬
‫‪ -‬من وجب عليه غسل الجنابة يوم الجمعة فاغتسل لها أجزأته عن غسل الجمعة‪.‬‬
‫‪ -‬يجوز إدخال الحج على العمرة قبل طوافها لمن نواها (قيل باإلجماع)‪.‬‬
‫‪ -‬يجوز أن يقلب صالة الفريضة نافلة ال العك ‪.‬‬
‫‪ -‬من نذر الصالة يف بيت المقدس أجزأته الصالة يف المسجد الحرام والمسجد النبوي‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫يغـتـفـر فـي الوسائـل مـا ال يغتـفـر يف املقـاصـد‬
‫فددددي مقاصددددد يغتفددددر‬ ‫مددددا لددددي‬ ‫[‪]38‬‬ ‫(‪ )3١‬وفي الوسائل الجميع اغتفروا وفدي‬

‫الوسددددددائل الجميددددددع اغتفددددددروا‬


‫‪ .٧‬قوله يغتفر أي يتسامح‪ ،‬والوسائل هي التي تفضي وتوصل إلى المقاصد‪ ،‬والمقاصد‬
‫هي األمور التي يطلب الوصول إليها مما يتضمن مصلحة يف نفسه أو مفسدة‪ ،‬وهي‬
‫مقصودة لذاهتا‪ ،‬وقد حكى القرايف اإلجماع على هذه القاعدة‪.‬‬
‫فالقاعدة تنص على أنه يتسامح يف الوسائل ما ال يتسامح يف المقاصد فال بأس من‬
‫أن نتغاضى عن الوسيلة يف سبيل تحقيق المقصد بشرط أن ال تكون الوسيلة محرمة ألن‬
‫الغاية ال تربر الوسيلة‪.‬‬
‫‪ .٢‬مـن تطـبـيقـات القـاعـدة‪:‬‬
‫‪ -‬اتفق العلماء على أن النية شرط يف العبادات التي هي من قبيل المقاصد كالصالة‪،‬‬
‫واختلفوا فيما هو من قبيل الوسائل كالوضوء‪.‬‬
‫‪ -‬إذا عجز عن معرفة القبلة صلى إلى أي جهة ألن الصالة مقصد واستقبال الكعبة‬
‫وسيلة‪.‬‬
‫‪ -‬لم يبح ربا النسيئة قط ألن تحريمه تحريم مقاصد بينما أبيحت بعض صور ربا‬
‫الفضل للحاجة كالعرايا ألن تحريمه تحريم وسائل‪.‬‬
‫‪ -‬عدم حرمة السفر ليلة الجمعة ألنه وسيلة لرتك الجمعة فاغتدفر‪.‬‬
‫‪ -‬تباح الوسيلة للحاجة كالنظر إلى المخطوبة‪ ،‬وال يباح المقصد للحاجة كالزنا‪ .‬وهذا‬
‫يتعلق بما قعده بعض العلماء بقولهم‪ :‬ما حرم سدا للذريعة أبيح للمصلحة الراجحة‪،‬‬
‫كما أبيحت العرايا من ربا الفضل‪ ،‬وكما أبيحت ذوات األسباب من الصالة بعد‬
‫الفجر والعصر‪ ،‬وكما أبيح النظر للخاطب والشاهد والطبيب وهو مشروط عند‬
‫بعض العلماء بما دل عليه الدليل أو كان مساويا له أو أولى منه‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫امليـســور ال يـسـقـط بـاملعـســور‬
‫بالسدددددداقط بالمعسددددددور‬ ‫فلددددددي‬ ‫[‪]39‬‬ ‫(‪ )31‬ومددا تددرى مددن ك ُ‬
‫ددل مددا ميسددور‬

‫‪ .٧‬الميسور هو الذي يستطيع المسلم أن يفعله دون مشقة‪ ،‬والمعسور هو الذي يشق فعله‬
‫واإلتيان به‪.‬‬
‫‪ .2‬معنى القاعدة‪ :‬أن المشروع إذا لم يكن مقدورا عليه كله فإنه يسقط ما عجز عنه‬
‫(المعسور)‪ ،‬أما المقدور عليه (الميسور) فال يسقط‪ ،‬وهذا فيما يمكن تجزؤه‪ ،‬فخرج‬

‫نحو الصيام‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪﴿ :-‬فاتقوا الل ما استطعتم﴾ (التغابن‪ ،)٧6 :‬وقال‪﴿ :‬ال يكلف‬

‫الل نفسا إال وسعها﴾ (البقرة‪ ،)٢16 :‬وقال رسول اهلل ‪« :‬وإذا أمرتكم بأمر‬

‫فأتوا منه ما استطعتم»(‪ ،)1‬وقال يف الصالة‪« :‬صل قائما‪ ،‬فإن لم تستطع فقاعدا‪ ،‬فإن لم‬
‫تستطع فعلى جنب»(‪.)2‬‬
‫‪ .3‬مـن تطـبـيقـات القـاعـدة‪:‬‬
‫‪ -‬من عجز عن الطهارة لم تسقط عنه الصالة‪.‬‬
‫‪ -‬من عجز عن سرت عورته أو استقبال القبلة صلى على حسب حاله‪.‬‬
‫‪ -‬الحائض لها أن تطوف بالبيت طواف الزيارة إذا اضطرت لذلك خشية فوات الرفقة‪.‬‬
‫‪ -‬من عجز عن وفاء دينه كله أدى بعضه وأنظر يف بقيته‪.‬‬
‫‪ -‬من قدر أن يقف لتكبيرة اإلحرام وجب عليه وإن عجز عن البقاء واقفا إلى الركوع‪.‬‬
‫‪ -‬من عجز عن النفقة بكمالها لزمه ما يقدر عليه منها‪.‬‬

‫(‪ )٧‬صحيح البخاري ‪ ،‬كتاب االعتصام بالكتاب والسنة‪ ،‬باب االقتداء بسنن رسول اهلل ‪ ،‬رقم‬
‫الحديث (‪.)١٢11‬‬
‫وصحيح مسلم‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬باب فرض الحج مرة يف العمر‪ ،‬رقم الحديث (‪.)٧33١‬‬
‫(‪ )٢‬صحيح البخاري‪ ،‬أبواب تقصير الصالة‪ ،‬باب إذا لم يطق قاعدا صلى على جنب‪ ،‬من حديث عمران بن‬
‫حصين‪ ،‬رقم الحديث (‪.)٧٧٧١‬‬
‫‪88‬‬
‫ما ال يقبل التبعيض فاختيار بعضه كاختيار كله‬
‫وإسـقـــاط بـعـضـــه كـإسـقــاط كـلــه‬
‫فيددده اختيدددار الدددبعض كالكد ُ‬
‫ددل جعدددل‬ ‫[‪]20‬‬ ‫لتبعددديض قبدددل‬ ‫(‪ )3١‬وكد ر‬
‫ددل مدددا لدددي‬
‫‪.............................................‬‬ ‫[‪]21‬‬ ‫إسدددددقاط بعضددددده كك ُلددددده اعتبدددددر‬

‫‪ .٧‬معنى القاعدة‪ :‬أن بعض األحكام ال تتبعض‪ ،‬فإما أن تثبت كلها وإما أن تسقط كلها لعدم‬
‫إمكان التجزؤ‪.‬‬
‫‪ .1‬من تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬إذا قال لزوجته‪« :‬أنت طالق نصف طلقة» أو «يدك طالق» طلقت‪.‬‬
‫‪ -‬إذا عفى مستحق القصاص عن بعض القصاص أو عفى بعض المستحقين سقط‪.‬‬
‫‪ -‬إذا عفى الشفيع عن بعض حقه فاألصح سقوطه ُ‬
‫كله‪.‬‬
‫‪ -‬عتق بعض الرقبة عتق لها كلها‪.‬‬
‫‪ -‬من قال‪« :‬لله علي أن أصوم نصف يوم» وجب عليه صوم يوم كامل‪ ،‬أو قال‪« :‬لله‬
‫علي أن أطوف بالبيت ثالثة أشواط» وجبت عليه السبعة‪.‬‬
‫إن كفل ربع الشخص كان كفيال به كله‪ ،‬بخالف الكفالة بالمال‪.‬‬ ‫‪ -‬يف الكفالة بالنف‬
‫‪ -‬تغطية بعض الرأس يف اإلحرام كتغطيته كله‪ ،‬فهي من المحظورات‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫إذا اجتمع السبب أو الغرور واملباشرة قدمت املباشرة‬
‫(‪ )43‬وقدددددُ ما مباشددددرا متددددى يصددددر‬ ‫[‪]21‬‬ ‫‪..............................................‬‬
‫‪.............................................‬‬ ‫[‪]21‬‬ ‫مدددددع الغدددددرور ومدددددع األسدددددباب‬

‫‪ .٧‬السبب هو ما يكون طريقا للوصول إلى الحكم غير موثر فيه‪ ،‬والمراد به هنا ما هو يف‬
‫مقابل المباشرة‪ ،‬فمتى وقع منه الضرر بسبب ال يفعله سمي متسببا‪ ،‬فدالمباشر هو الذي‬
‫حصل التلف ‪-‬مثال‪ -‬بفعله بال واسطة والمسبب من كان فعله سببا مفضيا إلى التلف‪،‬‬
‫والغرور هو إبداء ما ظاهره السالمة ثم ال تكون حقيقته كذلك‪.‬‬
‫‪ .٢‬معنى القاعدة‪ :‬أنه إذا اجتمع على إتالف شيء شخصان‪ :‬أحدهما كان متلفا بفعله‬
‫المباشر وا خر متسببا‪ ،‬فالضمان على المباشر‪.‬‬
‫‪ .3‬من شروط إعمال القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬أن يجتمع المباشر والمتسبب يف إلحاق الضرر بالغير‪ ،‬فإذا انفرد أحدهما فالضمان‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ -‬أال يكون للسبب تأثير قوي بحيث لو انفرد أو غلب أدى إلى اإلتالف‪.‬‬
‫‪ .4‬مـن تطبـيـقـات القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬إذا أمسك شخصا وقتله آخر فالقصاص على القاتل تقديما للمباشرة على السبب‪.‬‬
‫‪ -‬إذا أمسك محرم صيدا فقتله آخر فالجزاء كله على القاتل‪.‬‬
‫‪ -‬إذا نفر صيدا حرميا فقتله محرم فعليه الجزاء‪ ،‬فإن قتله حالل فالضمان على المنفر‬
‫فإنه المتسبب وإحالته عليه أولى من إهداره‪.‬‬
‫‪ -‬إذا دل آخر على مال للغير فسرقه فالقطع على المباشر‪.‬‬
‫‪ -‬لو رمى معصوما من شاهق فتلقاه آخر بسيفه فقده به فالقصاص على الثا ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا حفر رجل بئرا يف الطريق العام بال إذن ولي األمر فألقى أحد شخصا يف البئر ضمن‬
‫الذي ألقى ألنه المباشر‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫‪ .5‬من مستثنيات القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان السبب يعمل يف اإلتالف إذا انفرد عن المباشر كالسوق مع الركوب إذا تلفت‬
‫الدابة شيئا ضمناه‪.‬‬
‫‪ -‬إذا غصب شاة وأمر قصابا بذبحها وهو جاهل بالحال ضمن الغاصب قطعا‪.‬‬
‫‪ -‬إذا شهد الشهود عمدا عند الحاكم فقتل ثم رجع الشهود‪ ،‬فالضمان عليهم ال على‬
‫الحاكم‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫اخلــاتـمـــــة‬
‫وذا ختدددددددام الدددددددنظم للكتددددددداب‬ ‫[‪]21‬‬ ‫‪..............................................‬‬
‫مدددا بدددرد نظدددم مدددن كتددداب ختمدددا‬ ‫[‪]23‬‬ ‫محمددددددددال مصددددددد ُليا مسددددددد ُلما‬

‫وأربعين قاعدة‪،‬‬ ‫أشار إلى انتهائه وفراغه من منظومته التي اشتملت على خم‬

‫الكربى‪ ،‬واألربعين قاعدة التي صدر هبا السيوطي ‪ ‬كتابه‬ ‫نظم فيها القواعد الخم‬

‫األشباه والنظائر‪ ،‬وقوله محمدال مصليدا مسلما أي حال كونه حامدا هلل ‪ ‬ومصليا‬

‫ومسلما على رسوله ‪ ،‬فكما افتتح ‪ ‬منظومته بحمد اهلل والصالة‬

‫والسالم على رسوله اختتم هبما أيضا‪ .‬وقوله ما برد نظم من كتاب ختما أي أن الحمد لله‬

‫والصالة والسالم على رسوله باقيان طوال الزمان ما دام الناس منشغلين بالعلم ومنه‬

‫النظم‪ :‬وضعا أو حفظا أو تدارسا‪.‬‬


‫‪91‬‬
‫فـهـرس املوضـوعــات‬
‫الصفـحــة‬ ‫املـوضـــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪3‬‬ ‫مقدمة الشيخ أبي حممد حسن بن حامد‬ ‫‪1‬‬
‫‪4‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪2‬‬
‫‪5‬‬ ‫مقدمات تعريفية بعلم القواعد الفقهية‬ ‫‪3‬‬
‫‪10‬‬ ‫الناظم واملنظومة‬ ‫‪4‬‬
‫‪13‬‬ ‫مقدمة املنظومة‬ ‫‪5‬‬
‫‪15‬‬ ‫اليقني ال يزول بالشك‬ ‫‪6‬‬
‫‪16‬‬ ‫املشقة جتلب التيسري‬ ‫‪7‬‬
‫‪18‬‬ ‫الضرر يزال‬ ‫‪8‬‬
‫‪19‬‬ ‫العادة حمكمة‬ ‫‪9‬‬
‫‪21‬‬ ‫األمور مبقاصدها‬ ‫‪10‬‬
‫‪24‬‬ ‫االجتهاد ال ينقض باالجتهاد‬ ‫‪11‬‬
‫‪26‬‬ ‫إذا اجتمع احلالل واحلرام غلب احلرام‬ ‫‪12‬‬
‫‪28‬‬ ‫اإليثار يف القرب مكروه‬ ‫‪13‬‬
‫‪30‬‬ ‫التابع تابع‬ ‫‪15‬‬
‫‪31‬‬ ‫تصرف اإلمام على الرعية منوط باملصلحة‬ ‫‪16‬‬
‫‪33‬‬ ‫احلدود تدرأ بالشبهات‬ ‫‪17‬‬
‫‪35‬‬ ‫احلر ال يدخل حتت اليد‬ ‫‪18‬‬
‫‪36‬‬ ‫احلريم له حكم ما هو حريم له‬ ‫‪19‬‬
‫‪38‬‬ ‫إذا اجتمع أمران من جنس واحد ومل خيتلف مقصودهما دخل أحدهما يف اآلخر غالبا‬ ‫‪20‬‬
‫‪41‬‬ ‫إعمال الكالم أوىل من إهماله‬ ‫‪21‬‬
‫‪42‬‬ ‫اخلراج جيب بالضمان‬ ‫‪22‬‬
‫‪44‬‬ ‫اخلروج من اخلالف مستحب‬ ‫‪23‬‬
‫‪47‬‬ ‫الدفع أقوى من الرفع‬ ‫‪24‬‬
‫‪48‬‬ ‫الرخص ال تناط باملعاصي‬ ‫‪25‬‬
‫‪50‬‬ ‫الرخص ال تناط بالشك‬ ‫‪26‬‬
‫‪51‬‬ ‫الرضا بالشيء رضا مبا تولد منه‬ ‫‪26‬‬
‫‪93‬‬
‫‪53‬‬ ‫السؤال معاد يف اجلواب‬ ‫‪27‬‬
‫‪54‬‬ ‫ال ينسب لساكت قول‬ ‫‪28‬‬
‫‪56‬‬ ‫ما كان أكثر فعلا كان أكثر فضلا‬ ‫‪29‬‬
‫‪59‬‬ ‫النفع املتعدي أفضل من النفع القاصر‬ ‫‪30‬‬
‫‪61‬‬ ‫الفرض أفضل من النفل‬ ‫‪31‬‬
‫‪62‬‬ ‫الفضيلة املتعلقة بذات العبادة أفضل وأوىل من الفضيلة املتعلقة بزمانها ومكانها‬ ‫‪32‬‬
‫‪63‬‬ ‫الواجب ال يرتك إلا لواجب‬ ‫‪33‬‬
‫‪66‬‬ ‫ما أوجب أعظم األمرين خبصوصه ال يوجب أهونهما بعمومه‬ ‫‪34‬‬
‫‪68‬‬ ‫ما ثبت بالشرع مقدم على ما ثبت بالشرط‬ ‫‪35‬‬
‫‪70‬‬ ‫ما حرم استعماله حرم اختاذه ومتلكه وحيازته إلا لغرض صحيح‬ ‫‪36‬‬
‫‪71‬‬ ‫ما حرم أخذه حرم اعطاؤه‬ ‫‪37‬‬
‫‪72‬‬ ‫املشغول ال يشغل‬ ‫‪38‬‬
‫‪73‬‬ ‫املكبر ال يكبر‬ ‫‪39‬‬
‫‪74‬‬ ‫من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب حبرمانه‬ ‫‪40‬‬
‫‪76‬‬ ‫النفل أوسع من الفرض‬ ‫‪41‬‬
‫‪78‬‬ ‫الوالية اخلاصة أوىل (أقوى) من الوالية العامة‬ ‫‪42‬‬
‫‪80‬‬ ‫ال عربة بالظن الغالب خطؤه‬ ‫‪43‬‬
‫‪82‬‬ ‫االشتغال بغري املقصود إعراض عن املقصود‬ ‫‪44‬‬
‫‪83‬‬ ‫ال ينكر املختلف فيه وإنما ينكر اجملمع عليه‬ ‫‪45‬‬
‫‪85‬‬ ‫يدخل القوي على الضعيف ال العكس‬ ‫‪46‬‬
‫‪86‬‬ ‫يغتفر يف الوسائل ما ال يغتفر يف املقاصد‬ ‫‪47‬‬
‫‪87‬‬ ‫امليسور ال يسقط باملعسور‬ ‫‪48‬‬
‫‪88‬‬ ‫ما ال يقبل التبعيض فاختيار بعضه كاختيار كله وإسقاط بعضه كإسقاط كله‬ ‫‪49‬‬
‫‪89‬‬ ‫إذا اجتمع السبب أو الغرور واملباشرة قدمت املباشرة‬ ‫‪50‬‬
‫‪91‬‬ ‫اخلامتة‬ ‫‪51‬‬
‫‪92‬‬ ‫فهرس املوضوعات‬ ‫‪52‬‬

You might also like