تفسير آيات
ا م د عبد الرحمن
حامد
الدعوة على وفق
األستاذ المشارك المجتمع
بجامعة األزهر
ووسطية اإلسالم
والجامعة اإلسالمية
العاليمة بإندونيسيا
محاضرة علمية
عامة
مقدمة
الحم$د لل$ه رب الع$المين ،الحم$د لل$ه ال$ذى بنعمت$ه تتم الص$الحات ،وبقدرت$ه أب$دعت الكائن$ات ،
وبتوفيقه تتحقق الغايات ،وبفضله تتنزل الخيرات.
وأش$هد أن ال إل$ه إال الل$ه وح$ده ال ش$ريك ل$ه ،ل$ه الحم$د والثن$اء الحس$ن ،كم$ا ينبغى لجالل وجه$ه
وعظيم سلطانه ،وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله
هذا الموض$وع وه$و تفس$ير آي$ات ال$دعوة على وف$ق وس$طية اإلس$الم في عص$ر المجتم$ع من
الموض$وعات ذات األهمي$ة ؛ وذل$ك لم$ا لل$دعوة من أهمي$ة في حي$اة األف$راد وص$الح المجتم$ع ،إذ
بال$دعوة تص$لح أح$وال الن$اس االجتماعي$ة واألس$رية ،وبال$دعوة إلى الل$ه تع$الى تتحس$ن أخالق
الن$اس ،وتق$ل خالف$اتهم ،وت$زول أحق$ادهم وض$غائنهم ،وتفس$ير آي$ات ال$دعوة ي$بين الكث$ير مم$ا
اشتملت عليه اآليات من الفوائد والعبر والعظات.
المحور األول:تمهيد:
تعريف التفسير والدعوة ـ أهمية الدعوة إلى الله ـ حكم الدعوة إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ.
•التفسـير ه$و الكش$ف واإليض$اح والتب$يين ،وعلي$ه فالتفس$ير ه$و إيض$اح كالم الل$ه تع$الى
وبيان المراد منه ،وله قواعد وضوابط وضعها العلماء.
•والـدعوة في اللغـة :ج$اء في مخت$ار الص$حاح :دع$اه بمع$نى ن$اداه ،ودع$ا ال$دعوة للطع$ام
بمع$نى ق$دم ل$ه ن$داء أن ي$أتي للوليم$ة أو نح$و ذلك .وفى أس$اس البالغ$ة للزمخش$ري يق$ول
دعوت فالنًا بمعنى صحت به أي بمعنى ناديته بصوت مرتفع أو نحو ذلك.
•الـدعوة في االصـطالح فتع$نى م$ا ي$أتي :ن$داء الل$ه ـ تع$الى ـ للخل$ق لعبادت$ه وطاعت$ه ،بالغ
الرس$ل ،إظه$ار محاس$ن اإلس$الم ،األم$ر ب$المعروف والنهى عن المنك$ر ،إن$ذار وتبش$ير لم$ا يري$د
الل$ه ـ تع$الى ـ للن$اس ،النص$يحة والتص$حيح ،كلم$ة طيب$ة في ق$ول رش$يد ،ورأى س$ديد وتوجي$ه
صحيح ،وعلم نافع وكتاب مفيد ،وإذاعة طيبة.
أهمية الدعوة إلى الله
•مقام الدعوة إلى الله تعالى في اإلسالم عظيم ،بل هي أساس من أسس انتشارِه ،فلوال الدعوة إلى الله لما
قام دين ،وال انتشر إسالم
•وبالدعوة إلى الله تعالى يتعلم الناس أمور دينهم ،من توحيد ربهم ،وعبادته ،وأحكامه من حالل وحرام.
•وبالدعوة إلى الله ـ تعالى ـ تستقيم معامالت الناس ،من بيع وشراء ،وعقود ،ونكاح ،وتصلح أحوالهم االجتماعية
واألسرية ،وبها تتحسن أخالق الناس ،وتقل خالفاتهم ،وتزول أحقادهم وضغائنهم ،ويقل أذى بعضهم لبعض.
• فاألمر بالمعروف والنهى عن المنكر يساوى حياة المجتمع وسالمته ،وأى تهاون فيى ذلك يؤدى إلى اإلضرار
بالمجتمع ،فتركها يترتب عليه آثار عكسية في حياة األمة من االستخفاف بالدين وانحالل األخالق ،وشيوع
المنكرات مما يعرض جميع أفراد المجتمع للضرر.
• وقد جاء منهج الدعوة اإلسالمية وسطا ،ال إكراه فيه وال تشديد ،وال تهاون فيه وال تفريط ،وإنما منهج الدعوة
في اإلسالم مناسب لمعادن الناس وأحوالهم ،فعمدة الدعوة إلى اإلسالم الرفق واللين واإلقناع الهادئ
الحكيم باألدلة العقلية والعلمية التي يقبلها من توجه له الدعوة.
حكم الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى
الدعوة إلى الله تعالى واجبة على عموم األمة وجوبًا كفائًيا ـ وواجبة وجوبًا
عينًيا على كل فرد من المسلمين بحسب استطاعته وقدر علمه ،وذلك لقول
ُأ
الله ـ تعالى ـ آمًر ا هذه األمة بالدعوة إليه سبحانهَ ﴿ :وْلَتُكْن ِمْنُكْم َّمٌة َيْدُعوَن
ِإَلى اْلَخ ْيِر َوَيْأُمُر وَن ِباْلَمْعُر وِف َوَيْنَهْوَن َعِن اْلُمْنَكِر َوُأوَلِئَك ُهُم اْلُمْفِلُح وَن ﴾
اختلف أهل التفسير في (ِمْنُكْم ) هل هي للتبعيض أم لبيان الجنس ،ورَّج ح
الطبري والقرطبي وابن كثير أنها للتبعيض.
رغ طائفة من المسلمين للدعوة واألمر ويمكن الجمع بين القولين بأن تَفَ ْ
بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية على األمة ،وأن قيام كل فرد
بالدعوة واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب قدرته فرض عين قال
الله تعالىَ ﴿:وَما َكاَن اْلُمْؤِمُنوَن ِلَيْنِفُر وا َكاَّفًة َفَلْواَل َنَفَر ِمْن ُكِّل ِفْر َقٍة ِمْنُهْم
َذا َجُعوا َلْي َلَعَّل َيْح َذ وَن ﴾ ِلُيْنِذ وا َق َطاِئَفٌة ِلَيَتَفَّق وا ِفي الِّدي
المحور الثانى :دعوة األنبياء في القرآن
َأ
•دعوة النبى ـ ـ فمن آيات دعوة النبى ـ ـ ما جاء في وصف النبى ـ ـ وبيان مهمته في قوله ـ تعالى ـ ﴿َيا ُّيَها الَّنِبُّي
ِإَّنا َأْر َس ْلَناَك َش اِهًدا َوُمَبِّش ًر ا َوَنِذيًر ا َ .وَداِع ًيا ِإَلى الَّلِه ِبِإْذِنِه َوِس َر اًج ا ُمِنيًر ا ﴾
شاهدا لمن آمن منهم باإليمان ،ولمن كفر منهم بالكفر َوُمَبِّش رًا أى :ومبشرا المؤمنين منهم برضا الله -تعالى َ ،وَنِذيرًا أى:
ومنذرا للكافرين بسوء العاقبة.
وقدم -سبحانه -التبشير على اإلنذار إشعارا بأن األصل في رسالته ـ صلى الله عليه وسلم ـ التبشير ،فقد أرسله الله -تعالى-
رحمة للعالمين
َ :وداِع يًا ِإَلى الَّلِه ِبِإْذِنِه أى:داعيا للناس إلى عبادة الله -تعالى
والتقييد بقوله ِبِإْذِنِه لبيان أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يدع الناس إلى ما دعاهم إليه من وجوب إخالص العبادة له -سبحانه،-
من تلقاء نفسه ،وإنما دعاهم إلى ذلك بأمر الله -تعالى -وإذنه ومشيئته
وِس راجًا ُمِنيرًا السراج :المصباح الذي يستضاء به في الظلمات ،أى :لتكون كالسراج المنير الذي يهتدى به الضالون ،ويخرجون
بسببه من الظلمات إلى النور
َوَدْع َأذاُهْم أى :وال تبال بما ينزلونه بك من أذى ،بسبب دعوتك إياهم إلى ترك عبادة األصنام واألوثان ،واصبر على ما يصيبك
منهم حتى يحكم الله -تعالى -بحكمه العادل بينك وبينهم.
دعوة األنبياء في القرآن
• دعوة نوح ـ ـ:
بذل ن$وح م$ا في وس$عة لهداي$ة قوم$ه (﴿َق اَل َر ِّب ِإِّني َدَع ْوُت َق ْوِميَلْياًل َوَنَه اًر ا َفَلْم
َأ َأ
َي ِزْدُهْم ُدَع اِئي ِإاَّل ِف َر $اًر $ا ُ ......ثَّم ِإِّني َدَع ْوُتُهْم ِج َه $اًر ا ُ .$ثَّم ِإِّني ْعَلْنُت َلُهْم َو ْس َرْر ُت َلُهْم
ِإْس َر اًر ا ﴾
اآلي$ة الكريم$ة بي$ان للط$رق والمس$الك ال$تي س$لكها ن$وح م$ع قوم$ه ،وه$و ي$دعوهم إلى
وم$ه من $دعوت$ه لهم . إخالص ال$ع$با$دة$لل$ه$ -تع$الى $-بح$رص$ش$ديد$و$مواظب$ة ت$ام$ة$.$.وموق$ف ق $ $
والتعب$ير بقول$هَ :دَع ْوُت َق ْوِمي َلْياًل َوَنه$ارًا ،يش$عر بح$رص ن$وح الت$ام على دع$وتهم ،في ك$ل
وقت $يظن فيه$أن دعوته ل$هم قد تنفع.
المحور الثالث :آيات الدعوة في القرآن الكريم
الوسطية في الدعوة
اآليات القرآنية عن الدعوة إلى الله ـ تعالى ـ في كتاب الله ـ ـ كثيرة ،وقد أفاض المفسرون في شرحها وقد
ظهر من خالل تفسيرها أهمية الدعوة إلى الله ـ تعالى ـ وبيان فضل الداعى إلى الله ـ تعالى ـ ،وصفات
الداعية.
• يقول الله تعالىَو ْلَتُكْن ِمْنُكْم ُأَّم ٌة َيْدُعوَن ِإَلى اْلَخ ْيِر َو َيْأُم ُر وَن ِباْلَم ْع ُر وِف َو َيْنَه ْو َن َعِن اْلُم ْنَكِر
آل عمران
َأْمَر الَّله ـ سبحانه ـ في هذه اآلية األَّمَة بأْن يكوَن مْنها علماُء َيْفَعُلوَن هذه األفعاَل على وجوهها ،وأن يتسم
الداعى بالوسطية
وهذا قائم على التيسير في الفتوى ،الفقه الرخصة من ثقة أما التشدد فيحسنه كل أحد
والتبشير في الدعوة :يسرا وال تعسرا وبشرا وال تنفرا ،إن الله لم يبعثنى معنتا وال متعنتا ولكن بعثنى معلما
ميسرا.
والناُس في األمر بالمعروِف وتْغييِر الُمْنَكِر على مراِتَب .
صفات الداعية
َك ى ا وٌف َ ،أ ر أن يكون عالما ،بحيث يعلم َأ ا ْأ
ْن
ُه ُم ٌرْنَع ْن
َي
َو َم َهَّن ِه
َّن َم َي ُم ِب َم ُر
ْع
أن يكون عالما بحال من توجه إليهم الدعوة فى شئونهم واستعدادهم
وطباعهم وأخالقهم ،أي معرفة أحوالهم االجتماعية.
أن يكون عالما بلغة األمة التي يراد دعوتها ،وقد أمر النبي ـ ـ بعض
الصحابة بتعلم العبرية لحاجته إلى محاورة اليهود
معرفة الملل والنحل ومذاهب األمم ،وبذلك يتيسر له معرفة ما فيها من
باطل
ُيْش َتَر ُط ِفي َج َواِز اَأْلْمِر ِباْلَمْعُر وِف َأاَّل ُيَؤِّدَي ِإَلى َمْفَس َدٍة َأْعَظَم ِمْن َذِلَك
ا اْل ِل ي َعَلى ا ِتَكا َأ
ْي
َرَر ِن َّضال ِّف َخ ْر ِب اْلُمْنَكِر ِإِلْج َم ِع ُمْس ِم َن
الوسطية في األمر بالمعروف والنهى عن
المنكر
ُأ ُأ
• ومن اآليات كذلك قول الله تعالى ُكْنُتْم َخ ْيَر َّم ٍة ْخ ِر َج ْت ِللَّناِس
َتْأُم ُر وَن ِباْلَم ْع ُر وِف َو َتْنَه ْو َن َعِن اْلُم ْنَكِر ] 0آل عمران[ 110 :
قوله ـ تعالى ـ كنتم خطاب يحتمل أن يكون للصحابة الذين نزل عليهم القرآن ،ويحتمل
أن يكون الخطاب لعموم المسلمين ويدخل فيه الصحابة دخوال اوليا .فاألمر بالمعروف
والنهى عن المنكر من أسباب خيرية هذه األمة ،ولكن ال بد من النظر إلى المآالت واآلثار
التي تترتب على ذلك ،فإذا كانت المفاسد أكثر من المصالح لم يجز اإلنكار ،وإذا كانت
المصالح أرجح وجب أن يقوم به من تأهل له.
والدليل على اعتبار فقه الموازنات الكتاب والسنة (فال تسبوا الذين يدعون من دون
الله ، )..الحديث لوال أن قومك حديثو عهد بشرك ....
الدعوة وعلم النفس واالجتماع
• ومن آيــات الــدعوة إلى اللــه قولــه تعــالى :اْدُع ِإَلى َس ِبيِل َر ِّب َك ِباْلِح ْكَم ِة
َو اْلَم ْو ِع َظِة اْلَح َس َنِة َو جاِدْلُه ْم ِباَّلِتي ِه َي َأْح َس ُن النحل125 :
ادع ي$$ا محم$$د إلى َس ِبيِل َر ِّب َك أي إلى ش$$ريعة رب$$ك ،وهي اإلس$$الم ِباْلِح ْكَم ِة أي بالمقال$$ة
المحكمة ،وهو الدليل الموضح للحق المزيح للشبهة.
•(َواْلَمْوِع َظ ِة اْلَح َس َنِة) ب$العبر ال$تي ت$ؤّثر به$ا في قل$وبهم من مواع$ظ الق$رآن ورقائق$ه ،أو
الخطابات المقنعة والعبر النافعة.
•(َوجاِدْلُهْم ِباَّلِتي ِهَي َأْح َس ُن ) والجدال هو الرّد على المخالف
• ِباَّلِتي ِهَي َأْح َس ُن ،فال تعم$ل م$ا يعمل$ه الس$فهاء في ج$دالهم من رف$ع الص$وت ،وس$ب الخص$م ،
والمغالبة باليد والسباب
• وتـدل هذه اآليـة على أن القـائم بالـدعوة ينبغي أن يك$ون على حّ$ظ عظيم من علم
النفس وعلم االجتماع وطبائع األفراد واألمم
أن الن$اس متس$اوون في الق$درة واألفه$ام ،وكم$ا أن األم$راض مختلف$ة، • من الخط$أ أن يظ
آداب الجدال مع المخالف
- 1النهي عن المجادلة إذا كانت عن غير بصر من المجادل ،وبغير قاعدة مرضية.
- 2أن يجادل بحسن خلق ولطف ولين كالم ،ودعوة إلى الحق بتحسينه ،ورد الباطل وتهجينه
- 3أن ال يكون القصد من المناظرة مجرد المجادلة والمغالبة وحب العلو ،بل يكون القصد بيان
الحق وهداية الخلق.
4ـ ينبغي لمن أراد أن يجادل أن يكون مطلعًا على شبهات المخالفين التي يرددونها حتى يرد عليها
ويسهل الحوار معهم
5ـ أن يكون عالمًا ومطلعًا على األدلة التي يقتنع بها خصمه سواء كانت هذه األدلة عقلية أو نقلية.
6ـ أن يختار الزمان والمكان المناسب الذي يشعر فيه أن الخصم مهيأ لقبول الحق بالجدال معه
أو الحوار
مجادلة غير المسلمين ومناظرتهم حديثًا
أصبحت وسائل المناظرة والمجادلة في عصرنا الحديث
متعددة وميسرة ،فال نكتفي بالدعوة للمناظرة فردًا لفرد،
أو شخصًا لشخص ،ولكن ال بد أن نستفيد من وسائل
العصر في الحوار والدعوة ،وذلك عبر القنوات الفضائية
المرئية والمسموعة ،وكذلك عبر اإلذاعات المسموعة؛
كاألشرطة المسموعة ،وكأفالم الفيديو المرئية ،وكذلك
عبر الصحف والمجالت والدوريات المرئية المقروءة ،
ووسائل التواصل االجتماعى فيسبوك ،انستجرام وغيرها
فضل الداعية وأهمية االقتداء به
َأ
ومن آيات الدعوة إلى الله ـ تعالى ـَ:و َمْن ْح َس ُن َق ْو اًل ِم َّم ْن َدَعا ِإَلى الَّلِه
َو َعِم َل َص اِلًح ا َو َق اَل ِإَّنِني ِم َن اْلُم ْس ِلِم يَن فصلت]33 [ :
اآلية ابتداء توصية لنبّيه ـ ـ ،وهو لفظ َيُعُّم كَّل َمْن دعا قديمًا وحديثًا إلى
الَّله عز وجل من األنبياء والمؤمنين.
واالستفهام هنا ليس على حقيقته ؛ وإنما معناه النفى ،والمعنى :ال َأ
َحَد
َأْح َس ُن َقْوًال ِمَّمْن هذه حاله أي دعا إلى الله وعمل صالحا ،فيدخل في ذلك
الدعوة إلى أصل دين اإلسالم وتحسينه ،واألمر بالمعروف ،والنهي عن
المنكر ،ومن الدعوة إلى الله ،الترغيب في اقتباس العلم ،ومن الدعوة إلى
الله لحث على مكارم األخالق ،ومن الدعوة إلى الله الوعظ لعموم الناس،
في أوقات المواسم.
منهج الداعية
ومن آيات الدعوة قوله تعالىُ :ق ْل َهِذِه َس ِبيِلي َأْدُعو ِإَلى الَّلِه َعَلى َبِص يَر ٍة َأَنا َو َم ِن اَّتَبَعِني
َو ُس ْبَح اَن الَّلِه َو َم ا َأَنا ِم َن اْلُم ْش ِر ِكيَن
أمر الَّله تعالى نبيه بأن يبلغهم أمره فقالُ( :قْل َهِذِه َس ِبيِلي) اإلشارة هنا إلى ما يدعوهم إليه من
التوحيد في العبادة ،وأال يشركوا بالَّله شيئا ،وأن يؤمنوا بالبعث والنشور
وقوله تعالىَ( :عَلى َبِصيَر ٍة) ،أي على علم بالحق وحجته ودليله.
وهذا يدل على وجوب علم الداعي ،وأن يكون له بصيرة نافذة يدرك الحق ويعلم نفوس الناس
(َوُس ْبَح اَن الَّلِه) أنزهه عن الشريك ،وأسِّبح له خاضعا خاشعا
َ(:وَما َأَنا ِمَن اْلُمْش ِرِكيَن ) إن استمررتم على شرككم فأنا بريء منكم ،وإن هذه السبيل هي سبيل
النبيين أجمعين.
الخاتمة
اآليات القرآنية عن الدعوة إلى الله ـ تعالى ـ في كتاب
الله ـ ـ كثيرة ،وقد أفاض المفسرون في شرحها وقد
ظهر من خالل تفسيرها أهمية الدعوة إلى الله ـ تعالى ـ
وبيان فضل الداعى إلى الله ـ تعالى ـ ،وصفات الداعية