‫تم تصدير هذا الكتاب آليا بواسطة‬
              ‫المكتبة الشاملة‬
                 ‫(اضغط هنا لالنتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على اإلنترنت)‬



                                                           ‫الكتاب : كتاب سيبويه‬
                                ‫المؤلف : أبو البشر عمرو بن عثمان بن قنبر سيبويه‬
                                                  ‫سنة ال الدة / سنة الوفاة 180 هـ‬
                                                                         ‫و‬
                                                   ‫تحقيق عبد السالم محمد هارون‬
                                                   ‫دار النشر : دار الجيل ـ بيروت‬
                                                                   ‫عدد األج اء 4‬
                                                                      ‫ز‬
                                                   ‫ع]‬‫[ ترقيم الشاملة موافق للمطبو‬

                                                                        ‫بسم اهلل الرحمن حيم‬
                                                                           ‫الر‬
                                                                        ‫الكتاب : كتاب سيبويه‬
                                            ‫المؤلف : أبو البشر عمرو بن عثمان بن قنبر سيبويه‬
                                                               ‫سنة ال الدة / سنة الوفاة 180 هـ‬
                                                                                      ‫و‬
                                                                ‫تحقيق عبد السالم محمد هارون‬
                                                                ‫دار النشر : دار الجيل ـ بيروت‬
                                                                                ‫عدد األج اء 4‬
                                                                                   ‫ز‬
                                                               ‫ع]‬‫[ ترقيم الشاملة موافق للمطبو‬

‫(/)‬




                                                                        ‫بسم اهلل الرحمن حيم‬
                                                                           ‫الر‬
      ‫وبه نستعين وصلى اهلل على محمد وعلى آله وسلم | قال أبو عبد اهلل محمد بن يحي : ق أت على‬
           ‫ر‬
‫ابن و َّد ، وهو ينظر‬
                                                                                ‫َال‬
                                                             ‫____________________‬

‫(0/3)‬




                  ‫َّح‬                 ‫ٍ‬
      ‫في كتاب أبيه . وسمعته ُقر على أبي جعفر أحمد بن محمد ، المعروف بابن الن َّاس وأخذه |‬
                                              ‫َ‬                   ‫ي أ‬
 ‫وأخذه أبو القاسم بن الد عن أبيه عن المبرد وأخذه أبو جعفر عن الزجاج عن المبرد | ورواه المبرد‬
                             ‫ّ‬                     ‫ّ‬                   ‫و‬                ‫َ‬
                                                          ‫عن المازني عن األخفش عن سيبويه‬
                                                             ‫____________________‬

‫(0/4)‬




   ‫| الحمد هلل الذي افتتح بالحمد كتابه ، وجعله آخر دعاء أهل الجنة فقال جل ثناؤه : ! 2 < وآخر‬
                      ‫ّ‬
 ‫دعواهم أن الحمد هلل رب العالمين > 2 ! | وصلى اهلل على محمد خاتم النبيين وعلى آله َّيبين |‬
       ‫الط‬
 ‫قال لنا أبو جعفر أحمد بن محمد لم يزل أهل العربية يفضلون كتاب أبي بشر عمرو بن عثمان بن‬
                            ‫َ‬       ‫َ‬      ‫ّ‬
   ‫قنبر المعروف بسيبوية حتّى لقد قال محمد بن يزيد لم يعمل كتاب في علم من العلوم مثل كتاب‬
         ‫ُ‬                    ‫ٌ‬     ‫َُْ‬
  ‫سيبويه وذلك أن الكتب المصنفة في العلوم مض َّ ة إلى ها وكتاب سيبويه ال يحتاج من فهمه‬
                                  ‫غير‬     ‫ُ ْ طر‬             ‫َّ‬
 ‫ي قال سمعت الجرمى يقول‬
      ‫ُ َ ْ َّ‬           ‫إلى غي ه | وقال سمعت أبا بكر بن شقَير يقول حدثني أبو جعفر الطبر‬
                                                       ‫ُ‬                        ‫ر‬
                                                                                   ‫أنا مذ‬
                                                                                   ‫ُْ‬
                                                             ‫____________________‬

‫(0/5)‬




        ‫ثالثون أ ِى الناس في الفقه من كتاب سيبويه | قال فحدثت به محمد يزيد على وجه التعج‬
      ‫ُّب‬               ‫َ‬              ‫َّ‬                                        ‫ُفت‬
                  ‫ُ‬   ‫ّ‬                                       ‫َّ‬                       ‫ِ‬
  ‫واإلنكار فقال أنا سمعت الجرمى يقول هذا - وأومأ بيديه إلى أذنيه وذلك أن أبا عمر الجرمى كان‬
     ‫صاحب حديث ، فلما علم كتاب سيبويه تف ّه في الحديث إذ كان كتاب سيبويه َّم منه النظر‬
                ‫يتعل‬                                ‫ق‬               ‫ِ‬
                                                                                     ‫َ‬
      ‫والتَّفتيش انتهى | قال أبو جعفر وقد حكى بعض النحويين أن الكسائى قر على األخفش كتاب‬
                        ‫أ‬          ‫َّ‬            ‫ُ‬
‫سيبويه ودفع له مائتي دينار | وحكى أحمد بن جعفر أن كتاب سيبويه وجد بعضه تحت وسادة َّاء‬
 ‫الفر‬
‫التي كان يجلس عليها | وأصل ما جاء به سيبويه عن الخليل | قال أبو جعفر وسمعت أبا إسحاق‬
                                                                    ‫يقول إذا قال سيبويه بعد قول‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/6)‬



                                                      ‫َّ‬
  ‫الخليل وقال غي ه فإنما يعنى نفسه ألنه أجل الخليل عن أن يذكر نفسه معه واذا قال وسألته فإنما‬
                                                                           ‫ر ّ‬
  ‫يعنى الخليل | وقال أبو إسحاق إذا تأملت األمثلةَ من كتاب سيبويه تبينت أنه أعلم الناس باللغة |‬
                 ‫ُ‬        ‫َ‬                              ‫ّ َ‬
‫قال أبو جعفر وحدثني علي بن سليمان قال حدثنى محمد بن يزيد أن المفتَّشين من أهل العربية ومن‬
 ‫َ‬
    ‫له المعرفُة ُّغة تتبعوا على سيبويه األمثلةَ فلم يجدوه ترك من كالم العرب َّ ثالثة أَمثلة منها‬
                      ‫إال‬                        ‫َ‬                                ‫بالل‬
                                           ‫َ ْ ِ‬                        ‫ُّ ِ‬
‫الهُندلع وهي بقلة والدرداقس وهو عظم في القفا وشمنصير وهو اسم أرض | وقال أبو إسحاق حدثني‬  ‫َْ ِ‬
                               ‫ُ‬              ‫َ‬            ‫ٌ‬               ‫ْ‬      ‫َ‬
                                                         ‫القاضي إسماعيل بن إسحاق قال حدثني‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/7)‬




                                               ‫ي ُّ‬
  ‫نصر بن علي قال سمعت األخفش يقول ُعد من أصحاب الخليل في النحو أربعة سيبويه والنضر‬
  ‫بن شميل وعلى بن نصر - وهو أبو نصر بن على َّج َّدوسى | قال وسمعت نصر يحكي‬
        ‫ا‬
        ‫ً‬                        ‫ومؤر الس‬
   ‫عن أبيه قال قال لي سيبويه حين أ اد أن يضع كتابه تعال حتى نتعاون على إحياء علم الخليل |‬
                            ‫َ‬                           ‫ر‬
                         ‫ِّ‬
    ‫قال أبو جعفر وقد أيت أبا جعفر بن رستم يروي كتاب سيبويه عن المازنى غير أن الذي اعتمد‬
                                                                       ‫ر‬
                        ‫ى لمعرفته به وضبطه إياه‬
                                              ‫عليه أبو جعفر في كتاب سيبويه إب اهيم بن السر ّ‬
                                                           ‫ر‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/8)‬




                   ‫َ َ‬    ‫ا‬     ‫يقر‬                     ‫َّ‬
    ‫| وذكر أن علي بن سليمان حكى أن أبا العباس كان ال يكاد ئ أحدً كتاب سيبويه حتى يق أه‬
     ‫ر‬
  ‫على أبي إسحاق لصحة نسخته ولذكر أسماء الشع اء فيها | قال الجرمى نظرت في كتاب سيبويه‬
                    ‫ُ‬    ‫َ ّ‬             ‫ر‬
                            ‫ُّ‬
‫فإذا فيه ألف وخمسون بيتا - فأما ألف فعرفت أسماء قائليها فأثبت أسماءهم وأما خمسون فلم أعرف‬
                                                   ‫ّ ّ َ ََ‬
‫ِ ْ‬
    ‫قائليها | قال أبو جعفر وسمعت محمد بن الوليد يقول نظرت في نسخة كتاب سيبويه التي أُمليت‬
 ‫ا‬
 ‫بمصر فإذا فيها مائتا حرف خطأ قال و أيت أبا إسحاق قد أنكر اإلسناد الذي في أولها إنكار شديدً‬
         ‫ا‬
         ‫ً‬                                             ‫ر‬
  ‫وقال لم يقر أبو العباس محمد بن يزيد كتاب سيبويه َّه على الجرمى ولكن قال أبو ٍإ سحاق ق أته‬
    ‫ر‬                          ‫ّ‬           ‫كل‬        ‫َ‬                            ‫أ‬
      ‫أَنا على أبي العباس محمد بن يزيد وقال لنا أبو العباس ق أت نحو ثلثه على أبي عمر الجرمى‬
       ‫ّ‬        ‫َُ‬                     ‫ر‬
‫فتوفَي أبو عمر فابتدأت ق اءته على أبي عثمان المازني وقال أبو عثمان ق أته عل أبي الحسن سعيد‬
    ‫َ‬               ‫ر‬                          ‫َ‬                ‫ر‬
  ‫َّب عّى الشيء‬
  ‫ُ‬      ‫ل‬    ‫بن مسعدة األخفش وقال األخفش كنت أسأل سيبويه عما أشكل علي منه فإن تصع‬
                            ‫َ َّ‬       ‫ّ‬                                               ‫َ‬
                                                                             ‫منه ق أته عليه‬
                                                                                    ‫ر‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/9)‬




                                ‫َّ‬
    ‫| وأما أبو القاسم بن و ّد فإنه حدثنا عن أبيه أبي الحسين قال حدثني أبو العباس المبرد قال قر‬
    ‫أ‬                                    ‫َُ‬                  ‫ّ‬        ‫ال‬
 ‫المازني كتاب سيبويه على الجرمى وساءل األخفش عنه وق أه الجرمى على األخفش | قال وحدثني‬
                            ‫ّ‬      ‫ر‬        ‫َ‬       ‫َ‬          ‫َ‬                      ‫ّ‬
‫المبرد قال ق أت بعض هذا الكتاب على الجرمى وبعضه على المازني ومنه ما ق أته عليهما جميعاً |‬
                  ‫ر‬             ‫ّ‬                                              ‫ر‬
   ‫قال وسمعت المبرد يقول وقد أدرك أبو عمر من أخذ عنه سيبويه واختلف لي حْلقة يونس | وحدثنا‬
                     ‫َ‬                              ‫َُ‬
 ‫أبو ا لقاسم بن الد عن أبيه قال حدثنا أبو العباس قال فاحدثني الزيادى أبو إسحاق قال عمدت إلى‬
         ‫ََ‬                  ‫ُّ‬                                            ‫و‬
                                     ‫أ‬   ‫َّ‬
 ‫أبي عمر الجرمى أقر عليه كتاب سيبويه ووافيت المازنى يقر عليه في أثناء هذا باب ما يرتفع بين‬
                                                                         ‫َّ أ‬         ‫َُ‬
                                                                      ‫ِ‬         ‫َّ َ‬
 ‫الج أين فكنا نعجب من حذقه وجودة ذهنه وكان قد بلغ من أول الكتاب إلى هذا الموضع | قال أبو‬ ‫ز‬
                                    ‫ّ‬
  ‫الحسين بن و ّد يعنى أن المازنى كان قد بلغ على األخفش إلى هذا الموضع | وسمعت أبا القاسم‬
                                                               ‫ّ‬               ‫ال‬          ‫ُ‬
                                                                    ‫ِ‬
                                            ‫بن و ّد يقول كان أبي قد قدم على أبي العباس المبرد‬
                                                                                       ‫ال‬
                                              ‫َ‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/10)‬




       ‫لَ‬         ‫ِ َّ‬  ‫ّ‬                   ‫ا‬     ‫َّ‬
  ‫ليأخذ منه كتاب سيبويه فكان المبرد ال يمكن أحدً من أصله وكان يضن به ضنة شديد فكّم ابنه‬
                                                          ‫ّ‬
              ‫َ‬           ‫ّ‬     ‫َ ََْ‬        ‫َّ‬    ‫ُ ً‬      ‫ٍ‬
 ‫على أن يجعل له في كل كتاب منها جعال قد سماه فأكمل نسخه ثم إن أبا العباس ظهَر على ذلك‬
                                                                          ‫َْ َ‬      ‫ََ‬
  ‫بعد فكان قد سعى بأبي الحسين إلى بعض خدمة السلطان ليحبسه له ويعاقبه في ذلك فامتنع أبو‬
                                   ‫َ‬                ‫ََ‬              ‫َُ‬                    ‫ُ‬
  ‫الحسين منه بصاحب اخ اج بغداد يومئذ وكان أبو الحسين بؤدب ولده فأجا ه منه ثم إن صاحب‬
                        ‫ر‬                                              ‫ر‬
‫الخ اج َّ بأبي العباس يطلب إليه أن يقر عليه الكتاب حتّى فعل | قال أبو عبد اهلل فق أته أنا على‬
          ‫ر‬                                ‫َ‬           ‫أ‬                            ‫ر ألظ‬
‫أبي القاسم وهو ينظر في ذلك الكتاب بعينه وقال لي ق أته على أبي مرر‬
                         ‫ا ًا‬          ‫ر‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/00)‬




     ‫( هذا باب عْلم ما الكِلم من العربية ) | فالكِلم اسم وفعل وحرف جاء لمعنى ليس باسم ال فعل |‬
             ‫و‬              ‫ّ‬       ‫ٌ ِْ ٌ َْ ٌ‬   ‫َ‬                   ‫َُ‬             ‫ُ‬
 ‫فاالسم رجل وفرس وحائط | وأما الفعل فأمثلة أُخذت من لفظ أحداث األسماء ُنيت لما مضى ولما‬
                  ‫وب ْ‬                       ‫ْ‬                                ‫ٌ‬     ‫ُ ٌ‬
                ‫َُِ‬      ‫َ َ َ َِ ِ ِ ُ‬
‫يكون ولم يقع وما هو كائن لم ينقطع | فأما بناء ما مضى فذهب وسمع ومكث وحمد وأما بناء ما لم‬
                                                              ‫َ‬
           ‫ً َ ْ ُ َ َ ُ َ ِ ُ ُ ْ َ ُ وي َ ُ‬ ‫ا‬      ‫ِ ْ‬      ‫ْ‬      ‫ًِ َ‬
   ‫يقطع فإنه قولك آمر اذهب واقتُل واضرب ، ومخبر يقتُل و يذهب ويضرب ويقتل ُضرب وكذلك‬
                                                                          ‫ا‬            ‫ّ‬
‫بناء ما لم ينقطع وهو كائن إذا أخبرت | فهذه األمثلة التي أُخذت من لفظ أحداث األسماء ولها أبنية‬
                                                          ‫َ‬                        ‫َ‬
 ‫و‬               ‫ّ‬                              ‫الض ِ‬
‫كثي ة َّن إن شاء اهلل | واألحداث نحو َّرب والحمد والقتل | وأما ما جاء لمعنى وليس باسم ال‬
                                                                                     ‫ر ستبي‬
                                                  ‫ْ‬
                                          ‫فعل فنحو ثُم وسوف و واو القسم الم اإلضافة ونحوها‬
                                                            ‫و‬                              ‫ٍ‬
                                                                            ‫َّ َ ْ‬
                                                              ‫____________________‬

‫(0/20)‬




   ‫َّ‬              ‫ٍ‬
   ‫ى أواخر الكلم من العربية ) | وهي ي على ثماني مجار على النصب والجر‬
                                   ‫تجر‬                              ‫( هذا باب مجار‬
‫ى الثمانيةُ يجمعهن في اللفظ أربعةُ أضرب‬
                      ‫ّ‬     ‫َ‬           ‫والرفع والجزم والفتح والضم والكسر والوقف | وهذه المجار‬
                                                                    ‫ّ‬
   ‫فالنصب والفتح في اللفظ ضرب واحد والجر والكسر فيه ضرب واحد وكذلك الرفع والضم والجزم‬
          ‫ّ‬                                           ‫ّ‬        ‫ٌ‬                      ‫ُ‬
      ‫يِ ُ‬
  ‫والوقف | وانما ذكرت لك ثمانية مجار ألفُرق بين ما يدخله ضرب من هذه األربعة لما ُحدث فيه‬
                               ‫ٌ‬                    ‫َ‬                    ‫ُ‬        ‫ّ‬
 ‫العامل - وليس ٌ منها إال وهو يزول عنه - وبين ما يبنى عليه الحرف بناء ال يزول عنه لغير‬
                   ‫ُ ً‬                ‫َُْ‬                                 ‫شئ‬            ‫ُ‬
    ‫شئ أحدث ذلك فيه من العوامل التي لكل عامل منها ضرب من اللفظ في الحرف وذلك الحرف‬
    ‫ُ‬                             ‫ٌ‬               ‫ّ‬                          ‫َ‬
  ‫ّ‬                      ‫ُ‬      ‫ر‬      ‫ِ‬
‫حرف اإلع اب | فالرفع والجر والنصب والجزم لحروف اإلع اب وحروف اإلع اب لألسماء المتمكنة‬
                  ‫ر‬                                                        ‫ر‬
 ‫ِعة ألسماء الفاعلين التي في أوائلها الزوائد األربع الهم ة والتاء والياء والنون وذلك‬
                           ‫ز‬             ‫ُ‬                                         ‫ولألفعال المضار‬
                                             ‫قولك أفعل أنا وتَفعل أنت أو هي ويفعل هو ونفعل نحن‬
                                                        ‫َ‬        ‫َ‬          ‫َ‬           ‫َْ ُ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/30)‬
‫| والنصب في األسماء أيت زيدا والجر مررت بزيد والرفع هذا زيد وليس في األسماء جزم لتمكنها‬
                             ‫ٌ‬                        ‫ّ‬     ‫ً‬      ‫ر‬
       ‫وللحاق التنوين فإذا ذهب التنوين لم يجمعوا على االسم ذهابه وذهاب الحركة | والنصب في‬
                                   ‫َ‬                    ‫َ‬
   ‫عة جر كما‬
        ‫ٌّ‬    ‫ع من األفعال لن يفعل والرفع سيفعل والجزم لم يفعل وليس في األفعال المضار‬
                                          ‫ْ‬                  ‫َ‬        ‫َ َ‬               ‫المضار‬
 ‫أنه ليس في األسماء جزم ألن المجرور داخل في المضاف إليه معاقب للتنوين وليس ذلك في هذه‬
                              ‫ٌ‬                        ‫ٌ‬              ‫ّ‬                       ‫ّ‬
      ‫ّ‬                    ‫َ ُ ُِ‬
    ‫عت أسماء الفاعلين أنك تقول إن عبد اهلل لَيفعل فيوافق قولَك لفاعل حتَّى كأنك‬
                                                            ‫َ َّ‬             ‫األفعال وانما ضار ْ‬
      ‫قلت إن زيدا لفاعل فيما تُريد من المعنى وتلحقه هذه الالم كما لحقت االسم ال تلحق فعل الالم‬
      ‫ُ‬      ‫ََ‬        ‫َو‬                                                       ‫ٌ‬    ‫ً‬
                            ‫َ‬                              ‫ِ‬
  ‫وتقول سيفعل ذلك وسوف يفعل ذلك فُتلحقهُا هذين الحرفين لمعنى كما تلحق األلف والالم األسماء‬
                                                                          ‫َ‬        ‫ُ‬
  ‫َ‬
      ‫تر ّ‬           ‫ْ‬              ‫َ‬                       ‫ٍ ّ‬              ‫َّ‬
‫للمعرفة | وي ُّن لك أنها ليست بأسماء أنك لو وضعتَها مواضع األسماء لم يجز ذلك أالَ ى أنك لو‬
                                                                                  ‫ُبي‬
    ‫عت الفاعل الجتماعهما في المعنى‬                                             ‫َّ َ ْ ِ َ‬
                                  ‫قلت إن يضرب يأتينا وأشباه هذا لم يكن كالما إ ّ أنها ضار‬
                                        ‫ً ال ّ‬
                                                               ‫وستر ذلك أيضً في موضعه‬
                                                                             ‫ا‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/40)‬




    ‫| ولدخوله الالم قال اهلل جل ثناؤه ! 2 < وان ربك ليحكم بينهم > 2 ! أي لحاكم | وِلما لحقها من‬
               ‫َ‬     ‫ٌ‬                                                ‫ّ‬
    ‫السين وسوف كما لحقت االسم األلف والالم للمعرفة | وأما الفتح والكسر والضم والوقف فلألسماء‬
                                         ‫ْ‬                   ‫ُ‬     ‫َ‬              ‫َ‬
   ‫َْ َ َْ‬          ‫ُ‬         ‫ً‬                  ‫ٍ و‬
  ‫عة عندهم ما ليس باس م ال فعل مما جاء لمعنى ليس غير نحو سوف وقد‬                    ‫َّ‬
                                                                          ‫غير المتمكنة المضار‬
        ‫ْ ال‬                 ‫ٍو‬
 ‫ِعة وللحروف التي ليست بأسماء ال أفعال ولم تجئ إ ّ لمعنى‬     ‫ولألفعال التي لم تَجر ى المضار‬
                                                                      ‫مجر‬
                     ‫ِ‬     ‫و ِ َ ِ‬
 ‫| فالفتح في األسماء قولهم حيث وأين وكيف والكسر فيها نحو أ الء وحذار وبداد والصم نحو حيث‬
  ‫ُ‬          ‫ّ‬                                        ‫َ‬      ‫َ َ‬
                                                         ‫وقبل وبعد والوقف نحو من وكم وقط واذ‬
                                                         ‫َْ ْ ْ ْ‬                  ‫ُ ُ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/50)‬



                      ‫ُّ‬
    ‫عة قولهم ضرب وكذلك كل بناء من الفعل كان‬         ‫ْ ِ مجر‬
                                            ‫| والفتح في األفعال التي لم تَجر ى المضار‬
‫عة تقول هذا رجل ضربنا فتَصف بها‬                                 ‫ِ‬     ‫ي َّ‬
           ‫ٌ َ ََ‬              ‫معناه فعل ولم ُسكنوا آخر فَعل ألن فيها بعض ما في المضارَ‬
                                                      ‫ََ ّ‬                    ‫َ َ‬
                   ‫ُ‬     ‫َ‬                  ‫ٌ‬               ‫ٍ‬
‫النك ة وتكون في موضع ضارب إذا قلت هذا رجل ضارب وتقول إن فَعل فعلت فيكون في معنى إن‬  ‫ر‬

                ‫َ‬          ‫ْ‬             ‫ْ‬         ‫يفعل أفعل فهي فعل كما أن المضار ِ ْ ٌ‬
     ‫ع فعل وقد وقعت موقعها في إن ووقعت موقع األسماء في‬          ‫َّ‬     ‫ٌْ‬        ‫ْ‬   ‫َْ َ ْ‬
  ‫َّ‬
 ‫ع المتمكن‬                    ‫ِّ‬              ‫ِّ‬
         ‫عة في الوصف فلم يسكنوها كما لم يسكيوا من األسماء ما ضار‬   ‫الوصف كما تقع المضارَ‬
‫ّ‬       ‫ال ما ُر من المتمكن في موضع بمنزلة غير المتمكن فالمضار ِ ْ َ ُ َّ‬
 ‫ع من عل حركوه ألنهم قد يقولون‬           ‫ّ‬                 ‫ٍ‬         ‫َّ‬          ‫صي ِّ‬   ‫و‬
      ‫ُ‬          ‫َْ‬                 ‫َّ‬                                  ‫َّ‬            ‫ٍَ‬
 ‫من عل فُيجرونه وأما المتمكن الذي جعل بمنزلة غير المتمكن في موضع فقولك ابدْأ بهذا أول و يا‬
                                                         ‫ُ‬                    ‫ْ ُ‬
                                                                                 ‫حكم‬
                                                                                  ‫َ ُ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/60)‬




‫ِعة فبعدت من‬
   ‫ُ ْ‬     ‫| الوقف قولهم اضرب في األمر لم يحركوها ألنها ال يوصف بها ال تقع موقع المضار‬
                             ‫و‬                        ‫ِّ‬                           ‫ُ‬
 ‫عة ُعد كم واذ من المتمكنة وكذلك كل بناء من الفعل كان معناه افعل | والفتح في الحروف‬
                    ‫َْ ْ‬                                                     ‫المضار ب ْ َ‬
       ‫التي ليست إال لمعنى وليست بأسماء ال أفعال قولهم سوف وثم | والكسر فيها قولهم في باء‬
                                                          ‫و‬
                           ‫ِ‬                  ‫َ ِّ‬    ‫ُُْ‬                    ‫ٍ‬
 ‫اإلضافة المها بزيد ولزيد | والضم فيها منذ فيمن جر بِها ألنها بمنزلة من في األيام | والوقف فيها‬
                                                                                      ‫و‬
                         ‫ْ‬
       ‫ع وعلى هذين‬                                                                 ‫ِْ َْ‬
                     ‫قولهم من وهل وبل وقد | و ال ضم في الفعل ألنه لم يجئ ثالث سوى المضار‬
                                   ‫ْ ٌ‬                         ‫َ َّ‬
 ‫ع | واعلم أنك إذا َّيت الواحد لحقتْه زيادتان األولى منهما حرف‬
                                  ‫َ‬        ‫ثن‬                ‫المعنيين بناء كل فعل بعد المضار‬
                                                                               ‫ُ‬
‫المد واللين وهو حرف اإلع اب غير متحرك و ال منون يكون في الرفع ألفً ولم يكن واوً ليفصل بين‬
          ‫ا‬            ‫ا‬                     ‫َّ‬        ‫ِّ‬        ‫ر‬
    ‫التثنية والجمع الذي على حد التثنية ويكون في الجر ياء مفتوحا ما قبلها ولم يكسر ُفصل بين‬
           ‫َ ْ لي ْ َ‬                          ‫ّ‬                      ‫ّ‬
‫التثنية والجمع الذي على حد التثنية ويكون في النصب كذلك ولم يجعلوا النصب ألفا ليكون مثله في‬
                ‫ً‬                                                     ‫ّ‬
                      ‫ِز‬             ‫َّ َّ‬
‫الجمع وكان مع ذا أن يكون تابعً لما الجر منه أولى ألن الجر لالسم ال يجاو ه والرفُع قد ينتقل إلى‬
                                                       ‫َ ُّ‬     ‫ا‬          ‫ْ‬
                                            ‫الفعل فكان هذا أغلب وأقوى وتكون الزيادة الثانية نوناً‬
                                                                              ‫َ‬
                                                                    ‫____________________‬

‫(0/70)‬




  ‫ِ ر‬
‫كأنها عوض لما منع من الحركة والتنوين وهي النون وحركتها الكسر وذلك قولك هما الرجالن و أيت‬
                                                                                  ‫ٌ‬
                                                   ‫َّ‬                ‫ِْ‬              ‫ِ‬
     ‫الرجلَين ومررت بالرجلَين | واذا جمعت على حد التثنية لحقتْها ائدتان األولى منهما حرف المد‬
     ‫ّ‬                          ‫ز‬                        ‫َ‬
                      ‫ر‬            ‫ّ‬             ‫ِ‬
     ‫واللين والثانية نون وحال األولى في السكون وترك التنوين وأنها حرف اإلع اب حال األولى في‬
‫التثنية إ ّ أنها واو مضموم ما قبلها في الرفع وفي الجر والنصب ياء مكسور ما قبلها ونونها مفتوحة‬
                        ‫ٌ‬      ‫ٌ‬                                       ‫ٌ‬                ‫ال‬
                    ‫ِ ٌ‬                                         ‫َّ‬
  ‫فرقوا بينها وبين نون االثنين كما أن حرف اللين الذي هو حرف اإلع اب مختلف فيهما وذلك قولك‬
                             ‫ر‬
   ‫ر‬                 ‫َّ‬                                                    ‫ِ‬
   ‫المسلمون و أيت المسلمين ومررت بالمسلمين ومن ثَم جعلوا تاء الجمع في الجر والنصب مكسو ة‬
                                                                                   ‫َُ ر‬
                               ‫ْ‬           ‫ّ َ‬                           ‫َ‬
‫ر‬                         ‫ُّ‬
‫ألنهم جعلوا التاء التي هي حرف اإلع اب كالواو والياء والتنوين بمنزلة النون ألنها في التأنيث نظي ة‬
                                    ‫َ‬                       ‫ر‬
‫الواو والياء في التذكير فأجروها مج اها‬
                                                              ‫ر‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/80)‬




    ‫عة عالمة للفاعلين لحقتها ألف ونون ولم تكن األلف‬
                                            ‫ً‬          ‫| واعلم أن التثنية إذا لحقت األفعال المضار‬
                                                                                       ‫ّ‬
                           ‫ََ‬           ‫َّ‬    ‫َ‬          ‫ِّ َ ْ َ ُ‬
    ‫حرف اإلع اب ألنك لم ترد أن تثنى يفعل هذا البناء فتَضم إليه يفعل آخر ولكنك إنما ألحقته هذا‬
                                                                                     ‫ر‬      ‫َ‬
    ‫َ‬                     ‫ُ‬      ‫ُ‬      ‫ّ ُِ ُ‬
    ‫عالمة للفاعلين ولم تكن منون ال َيلزمها الحركةُ ألنه يدركها الجزم والسكون فتكون األولى حرف‬
                                                                ‫َّ ً و‬
   ‫اإلع اب والثانية كالتنوين فكما كانت حالها في الواحد غير حال االسم وفي التثنية لم تكن بمنزلته‬
                                                                                         ‫ر‬
     ‫فجعلوا إع ابه في الرفع ثبات النون لتكون له في التثنية عالم ً للرفع كما كان في الواحد إذ منع‬
       ‫ْ ُ‬                      ‫ة َّ‬                                 ‫َ‬      ‫َّ‬       ‫ر‬
       ‫حرف اإلع اب | وجعلوا النون مكسو ةً كحالها في االسم ولم يجعلوها حرف اإلع اب إذ كانت‬
             ‫ر ْ‬                                           ‫ر‬                        ‫ر‬       ‫َ‬
 ‫متحركة ال تثُبت في الجزم ولم يكونوا ليحذفوا األلف ألنها عالمةُ اإلضمار والتثنية في قول من قال‬
                                         ‫َ ّ‬                                   ‫ُ‬          ‫َّ‬
‫أكلوني الب اغيث وبمنزلة التاء في قلت وقالت فأثبتوها في الرفع وحذفوها في الجزم كما حذفوا الحركة‬
                                                    ‫ْ‬     ‫ُ‬                    ‫ر ُ‬
     ‫في الواحد ووافق النصب الجزم في الحذف كما وافَق النصب الجر في األسماء ألن الجزم في‬
                               ‫ُ َّ‬                          ‫َ‬     ‫ُ‬       ‫َ‬
   ‫األفعال نظير الجر في األسماء واألسماء ليس لها في الجزم نصيب كما أنه ليس للفعل في الجر‬
                             ‫ٌ‬
                     ‫َ‬                       ‫َ َ َ‬     ‫َ َ َ‬     ‫َ َ ِ‬
‫نصيب وذلك قولك هما يفعالَن ولم يفعال ولن يفعال | وكذلك إذا لحقت األفعال عالمةُ للجمع لحقتها‬
     ‫ائدتان إال أن األولى واو مضموم ما قبلها لئال يكون الجمع كالتثنية ُها مفتوحة بمنزلتها في‬
                          ‫ونون‬                                                    ‫ّ‬        ‫ز‬
 ‫األسماء كما فعلت ذلك في التثنية ألنهما وقعتا في التثنية والجمع ههنا كما أنهما في األسماء كذلك‬
                    ‫ّ‬                                       ‫ّ‬                   ‫َ‬
                                                       ‫وهو قولك هم يفعلُون ولم يفعلوا ولن يفعلوا‬
                                                                       ‫َ‬     ‫َْ َ َ‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/90)‬




‫| وكذلك إذا ألحقت التأنيث في المخاطبة إ ّ أن األولى ياء وتَفتَح النون ألن الزيادة التي قبلها بمنزلة‬
                          ‫َ ّ‬       ‫ُ‬                  ‫ال ّ‬                ‫َ‬      ‫َ‬
    ‫ِ‬
  ‫الزيادة التي في الجمع وهي تكون في األسماء في الجر والنصب وذلك قولك أنت تَفعلين ولم تفعلى‬
                ‫َْ‬                              ‫ّ‬
          ‫َ‬               ‫َّ‬
‫ع ألحقت للعالمة نونا وكانت عالمة اإلضمار‬
                                       ‫َ‬                           ‫َّ‬
                                                ‫ولن تفعلى | واذا أردت جمع المؤنث في الفعل المضار‬
                                                                         ‫َ‬    ‫َ‬             ‫َ‬
     ‫والجمع فيمن قال أكلوني الب اغيث وأسكنت ما كان في الواحد حرف األع اب كما فعلت ذلك في‬
                        ‫ر‬       ‫َ‬                     ‫َ‬           ‫ر‬
       ‫ََ ّ ِ ٌ‬
   ‫فعل حين قلت فعْلت وفَعْلن فأُسكن هذا ههنا وبنى على هذه العالمة كما أُسكن فَعل ألنه فعل كما‬
                                                             ‫َ‬       ‫َ َ‬        ‫ََ‬          ‫ََ َ‬
   ‫ِ َ َُ‬
‫إنه فعل وهو متحرك كما أنه متحرك فليس هذا بأبعد فيها إذ كانت هي وفعل شيئا واحداً من يفعل إذ‬
                  ‫ََ ً‬                 ‫ْ‬     ‫َ‬                      ‫ّ‬        ‫َّ‬        ‫َْ ٌ‬
‫عت األسماء وليست باسم وذلك قولك هن يفعْلن ولن يفعْلن وتفتحها‬
         ‫َ َ‬        ‫َْ َ َ‬                                  ‫جاز لهم فيها اإلع اب حين ضار‬
                                                                       ‫ر‬
    ‫ألنها نون جمع ال تُحذف ألنها عالمةُ إضمار وجمع في قول من قال أكلوني الب اغيث | فالنون‬
                  ‫ر‬                                                 ‫و َ‬               ‫ّ‬
‫ههنا في يفعْلن بمنزلتها في فَعْلن وفُعل بالم يفعل ما فُعل بالم فَعل لما ذكرت لك ألنها قد تُبنى مع‬
      ‫َ‬       ‫وّ‬     ‫ُ‬         ‫ََ‬                 ‫َْ َ ُ‬        ‫َ َ‬                ‫َ َ َ‬
 ‫ذلك على الفتحة في قولك هل تَفعلن وألزموا الم فقل السكون وبنوها عل العالمة وحذفوا الحركة لما‬
  ‫َّ‬                                          ‫ََ َ‬          ‫ْ ّ‬
   ‫ُ‬                   ‫َّ‬
   ‫ادوا ألنهَّها في الواحد ليست في ها حرف إع اب لما ذكرت لك | وأعلم أن بعض الكالم أثقل‬
                                                ‫َ ر‬         ‫آخر‬                            ‫ز‬
                     ‫ُّ ّ ِ‬
     ‫من بعض فاألفعال أثقل من األسماء ألن األسماء هي األُولَى وهي أشد تمكنا فمن ثم لم َيلحقها‬
                                                                        ‫ُ ُ‬
                                                         ‫ّ‬
                                                                           ‫تنوين ولحقها الجزم‬
                                                                             ‫ْ‬          ‫ٌ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/12)‬




     ‫ُ‬                    ‫ال‬              ‫ّ‬           ‫ر ّ‬                                ‫َّ‬
  ‫والسكون وانما هي من األسماء | أال تَ ى أن الفعل ال بد له من االسم وا ّ لم يكن كالمً واالسم قد‬
            ‫ا‬
  ‫ِع من األسماء‬‫ع الفعل المضار َ‬
                        ‫َ‬      ‫يستغنى عن الفعل تقول اهللُ إلهُنا وعبد اهلل أخونا | واعلم أن ما ضار‬
                                                            ‫ُ‬                                      ‫َ‬
                                            ‫في الكالم ووافقه في البناء أ ى لف ُه م ى ما ي ِ‬
 ‫َستثقلون ومنعوه ما يكون لَما يستخفُّون وذلك نحو‬      ‫ُجر ظ ُ جر‬
            ‫َ‬       ‫َ‬                                               ‫َ‬
     ‫أَبيض وَسود وَحمر وَصفر فهذا بناء أذهب وأَعلَم فيكون في موضع الجر مفتوحا استثقلوه حين‬
                          ‫َّ‬                      ‫َْ ُ ْ‬                  ‫َْ َ أ ْ َ َ أ ْ َ َ أ َ‬
 ‫عه في الصفة فإنك لو قلت أتاني اليوم قوي وأَال باردا‬
 ‫َ ٌّ َ ً‬                                           ‫قارب في الكالم ووافق في البناء | وأما مضار‬
                                                          ‫ّ‬
                                                     ‫ُ ِ‬
   ‫ومررت بجميل كان ضعيفاً ولم يكن في حسن أتاني رجل قوي وأ ّ ماء باردً ومررت برجل جميل‬
                         ‫ٌ ّ ال َ ا‬
  ‫ع ال ُ َّم به إ ّ ومعه ألن االسم قبل الصفة كما‬
                          ‫ّ‬        ‫ال‬       ‫أفال ى أن هذا يقبح ههنا كما أن الفعل المضار يتكل‬
                                                                                    ‫تر ّ‬
     ‫ٌ ا ْ ِ‬
  ‫أنه قبل الفعل ومع هذا ّك ى الصفة تَ ى في معنى يفعل يعني هذا رجل ضارب زيدً وتَنصب‬
                        ‫َ ٌ‬            ‫َْ َ ُ‬         ‫جر‬          ‫أن تر‬                     ‫ّ‬
  ‫ٍَْ ْ ٍ‬                       ‫َّ‬
 ‫ى ذلك إن شاء اهلل | فإن كان اسمً كان أخف عليهم وذلك نحو أفكل وأَكلب‬
                                           ‫ا‬                                           ‫ِ‬
                                                                        ‫كما ينصب الفعل وستر‬
                                                                               ‫ُ‬
              ‫عةُ أفعل الذي يكون صفة لالسم أنه يكون وهو اسم صفة‬
                  ‫ٌ‬             ‫ّ‬        ‫ً‬             ‫َ‬                         ‫ِ‬
                                                               ‫ينصرفان في النك ة | ومضار‬
                                                                       ‫ر‬              ‫َ‬
                                                          ‫____________________‬

‫(0/02)‬




‫كما يكون الفعل صفة وأما يشكر فإنه ال يكون صفة وهو اسم وانما يكون صفة وهو فعل | وأعلم أن‬
                                                            ‫ّ‬          ‫َّ‬
               ‫َ َّ‬         ‫ر ّ َْ ُ‬           ‫ّ‬     ‫ُّ ُّ‬                        ‫ُّ‬
  ‫النك ة أخف عليهم من المعرفة وهي أشد تمكنا ألن النك ة أول ثم يدخل عليها ما تُعرف به فمن ثَم‬
                                                                                       ‫ر‬
  ‫ّ‬
             ‫ّ‬          ‫ّ‬                   ‫ُّ‬
‫أكثر الكالم ينصرف في النك ة | وأعلم أن الواحد أشد تمكنا من الجميع ألن الواحد األول ومن ثم لم‬
                                                                 ‫ر‬                      ‫ُ‬
               ‫َ َِ َ َ‬                                                             ‫َ ِْ‬
    ‫يصرفوا ما جاء من الجميع ما جاء عل مثال ليس يكون للواحد نحو مساجد ومفاتيح | واعلم أن‬
‫ُ‬                       ‫ُّ‬                 ‫ّ‬     ‫ّ‬             ‫ّ‬     ‫َّ‬
 ‫المذكر أخف عليهم من المؤنث ألن المذكر أول وهو أشد تمكنا وانما ج التأنيث من التذكير أال‬
                         ‫ّ يخر‬                     ‫ّ‬
                                           ‫يْ‬                      ‫َّ‬
 ‫ى أن الشيء يقع على كل ما أخبر عنه من قبل أن ُعلَم أذكر هو أو أُنثى والشيء ذكر فالتنوين‬
                                                                                   ‫تر ّ‬
                                 ‫ٌ‬
                      ‫ي َي‬                  ‫ة‬       ‫ُ‬          ‫َّ‬
    ‫عالمة لألمكن عندهم واألخف عليهم وتركه عالم ٌ لما يستثقلون وسوف ُبَّن ما ينصرف وما ال‬
    ‫ينصرف إن شاء اهلل | وجميع ما ال ينصرف إذا أدخلت عليه األلف والالم أو أضيف انجر ألنها‬
      ‫َّ ّ‬                    ‫َ‬          ‫َ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/22)‬




    ‫أسماء أدخل عليها ما يدخل على المنصرف وأُدخل فيها الحر كما يدخل في المنصرف ال يكون‬
            ‫و‬               ‫َ ُ‬        ‫ّ‬
                   ‫ِ‬      ‫ّ‬            ‫َع‬           ‫َُ‬                       ‫ِ‬
   ‫ذلك في األفعال وأمنوا التنوين فجميع ما يتْرك صرفهُ مضارٌ به الفعل ألنه إنما فُعل ذلك به ألنه‬
                                                                    ‫َ‬
                                ‫ِ‬                                      ‫َّ‬      ‫ُّ ُ ر‬
    ‫ليس له تمكن غي ه كما أن الفعل ليس له تمكن االسم | وأعلم أن اآلخر إذا كان يسكن في الرفع‬
                              ‫َ‬                    ‫ُّ‬
          ‫ِ‬
‫حذف في الجزم لئال يكون الجزم بمنزلة الرفع فحذفوا كما حذفوا الحركة ونون االثنين والجميع | وذلك‬
                                                                                   ‫ْ‬
            ‫َ‬                                                                                ‫ُ‬
              ‫َْ ِ َ ُْ َ ْ َ‬
 ‫قولك لم يرِم ولم يغز ولم يخش وهو في الرفع ساكن اآلخر لتقول هو يرمي ويغزو ويخشى هذا باب‬
                                          ‫ِ‬                        ‫َْ َ‬      ‫َ ُْ‬     ‫َْ‬
   ‫المسند والمسند إليه | وهما ما ال يغنى واحد منهما عن اآلخر ال يجد المتكّم منه بدً | فمن ذلك‬
                ‫ا‬      ‫لُ‬        ‫و َ‬                  ‫ٌ‬      ‫َ َْ‬
‫َّ‬
‫االسم المبتدأُ والمبنى عليه | وهو قولك عبد اهلل أخوك وهذا أخوك | ومثل ذلك يذهب عبد اهلل فال بد‬
                                                       ‫ُ‬                    ‫ُّ‬           ‫ُ‬
                                             ‫ِ‬        ‫َّ ِ ٌ‬
‫للفعل من االسم كما لم يكن لالسم األول بد من اآلخر في االبتداء | ومما يكون بمنزلة االبتداء قولك‬
   ‫كان عبد اهلل منطلقا ولَيت زيدا منطلق ألن هذا يحتاج إلى ما بعده كاحتياج المبتدأ إلى ما بعده |‬
                                                 ‫َ‬         ‫ٌ‬            ‫َْ‬              ‫َ ُ‬
                                    ‫واعلم أن االسم أول أحواله االبتداء وانما يدخل الناصب وال افع‬
                                       ‫ُ ر‬             ‫َ‬                      ‫ُ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/32)‬




 ‫سوى االبتداء والجار على المبتدأ | أال ى أن ما كان مبتدأ قد تَدخل عليه هذه األشياء حتى يكون‬
                                                      ‫تر‬                    ‫ُّ‬
 ‫غير مبتدأ ال تصل إلى االبتداء ما دام مع ما ذكرت لك إال أن تَدعه | وذلك أنك إذا قلت عبد اهلل‬
      ‫ُ‬            ‫ّ‬          ‫َ‬                                                  ‫و‬
‫منطلق إن شئت أدخلت أيت عليه فقلت أيت عبد اهلل منطلقا أو قلت كان عبد اهلل منطلقا أو مررت‬
‫ُ‬                   ‫ُ‬                            ‫ر ُ َ‬                ‫ر ُ‬                 ‫ٌ‬
    ‫بعبد اهلل منطلقا فالمبتدأ أول ء كما كان الواحد أول العدد والنك ةُ قبل المعرفة ( هذا باب اللفظ‬
                                 ‫ر‬                 ‫ُ‬              ‫جز‬
‫ٌ‬            ‫ِ‬        ‫َ‬        ‫ِ‬                   ‫ِ‬                 ‫ِ‬
‫للمعاني ) | اعلم أن من كالمهم اختالف اللفظين الختالف المعنيين واختالف اللفظين والمعنى واحد‬
                                                                             ‫ّ‬
    ‫ى ذلك إن شاء اهلل تعالى | فاختالف اللفظين الختالف‬
                      ‫ُ‬                                   ‫واتفاق اللفظين واختالف المعنيين | وستر‬
‫المعنيين هو نحو جلس وذهب | واختالف اللفظين والمعنى واحد نحو ذهب وانطلق | واتفاق اللفظين‬
                 ‫َ‬      ‫َ‬       ‫ٌ‬                              ‫َ‬    ‫َ‬
‫والمعنى مختلف قولك وجدت عليه من الموجدة ووجدت إذا أردت وجدان الض َّة | وأشباه هذا كثير (‬
   ‫ٌ‬                 ‫ّ ال‬      ‫ِ‬              ‫َ‬      ‫ِ‬
                                                       ‫َْ‬         ‫َ ُ‬          ‫ِ‬
 ‫هذا باب ما يكون في اللفظ من األع اض ) | اعلم أنهم مما يحذفون الكلم وان كان أصلُه في الكالم‬
                        ‫ْ‬           ‫َ‬       ‫ّ‬             ‫ر‬
                                                                                      ‫غير ذلك‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/42)‬




 ‫ويحذفون ويعوضون ويستغنون بالشيء عن الشيء الذي أصله في كالمهم أن يستعمل حتَّى يصير‬
                                                                       ‫َ‬      ‫ِّ‬
          ‫َْ َ ُ و ْ ِ‬
  ‫ى ذلك إن شاء اهلل | فمما حذف وأصله في الكالم غير ذلك | لم يك ال أَدر وأشباهُ‬
                                                    ‫َّ ُ‬                      ‫ساقطا | وستر‬
    ‫ذلك | وأما استغناؤهم بالشيء عن الشيء ّهم يقولون يد ُ ال يقولون ودع استغنوا عنها بتَرك |‬
      ‫ََ‬                  ‫ََ‬         ‫َ َع و‬          ‫فإن‬
‫وأشباهُ ذلك كثير | والعوض قولهم زنادق ٌ وزناديق وف ازن ٌ وفرزين حذفوا الياء وعوضوا الهاء وقولهم‬
       ‫َ‬          ‫َّ‬            ‫َ ة َ ُ َر ٌ ة َ ا ُ‬                  ‫ُ‬
   ‫أسطاع ُس ُ وانما هي أطاع يطيع ادوا السين عوضا من ذهاب حركة العين من أَفعل وقولهم‬
          ‫َْ َ‬                                 ‫َ‬       ‫ز‬      ‫ُ‬            ‫ي ْ طيع ّ‬        ‫ْ‬
   ‫اّلهُم حذفوا يا وألحقوا الميم عوضاً ( هذا باب االستقامة من الكالم واإلحالة | فمنه مستقيم حسن‬
    ‫ٌ‬                                                             ‫َ‬                           ‫ل‬
   ‫ْ ِ‬
   ‫ومحال ومستقيم كذب ومستقيم قبيح وما هو محال كذب | فأما المستقيم الحسن فقولك أتيتُك أمس‬
                                     ‫َ‬     ‫ِر‬
              ‫وسآتيك غدً | وأما محال فأن تَنقض أول كالمك بآخ ه فتقول أتيتك غدً وسآتيك أمس‬
                          ‫ا‬                          ‫َّ َ‬                ‫ا َّ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/52)‬




‫| وأما المستقيم الكذب فقولك حملت الجبل وشربت ماء البحر ونحوه | وأما المستقيم القبيح فأن تضع‬
      ‫ْ‬                                               ‫َ‬     ‫ََ ُ‬
 ‫اللفظ في غير موضعه نحو قولك قد زيدا أيت وكي زيد يأتيك وأشباه هذا | وأما المحال الكذب فأن‬
                                          ‫ٌَ‬        ‫ًر‬
                                                           ‫ٍ‬
 ‫تقول سوف أشرب ماء البحر أمس ( هذا باب ما يحتمل الشعر ) | اعلم أنه يجوز في الشعر ما ال‬
   ‫يجوز في الكالم من صرف ما ال ينصرف يشبهونه بما ينصرف من األسماء ألنها أسماء كما أنها‬
                    ‫ّ‬
‫ة‬       ‫َ ِ‬                                                                 ‫ِ‬
‫أسماء وحذف ما ال يحذف يشبهونه بما قد حذف واستعمل محذوفا كما قال َّاج % ( قواطناً مك َ‬
                    ‫العج‬                           ‫ُ‬
                                                                           ‫ِ ِ‬
                                                                  ‫من ورق الحمى % ) %‬
                                                                              ‫َ‬  ‫ُْ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/62)‬
‫يريد الحمام | وقال خفاف بن ُدبة السلَمى % ( كنواح ريش حمامة نجدية % ومسحت َّلثَتَين‬
      ‫َ ْ ِ بال ْ ِ‬       ‫ٍ َ ْ ٍِّ‬
                                     ‫َ ِ ِ ِ َ‬        ‫ُّ ّ‬     ‫نْ‬        ‫َُ‬
   ‫عصف اإلثم % وكما قال % ( دار لسعدى إذه من هواكا % ) % | وقال % ( فَطرت بمنصِلى‬
      ‫ُ ُْ ُ‬
                  ‫ِ‬                        ‫َ‬    ‫َ ِْ‬
                                                       ‫ٌ ُْ‬                           ‫َ ْ َ‬
         ‫في يعمالت % دوامى األَِد يخ ِطن السريحاَ ) % | وكما قال النجاشي % ( فلست بآتِيه ال‬
           ‫و‬        ‫ُ‬           ‫َّ ّ‬                    ‫ي َ ْ ب ْ َ َّ‬       ‫َ ِ‬  ‫ٍ‬
                                                                                     ‫ََْ‬
                                                ‫ِْ‬        ‫ِ‬               ‫و ِ ِ‬         ‫ِ‬
                                            ‫أَستطيعه % الك أسقني ِإن كان ماؤك ذا فَضل ) %‬
                                                            ‫ُ‬              ‫ْ‬         ‫ُ‬
                                                              ‫____________________‬

‫(0/72)‬




 ‫| وكما قال مالك بن خريٍم الهمداني % ( فإن يك غثَا أو سمينا فإننى % سأَجعل عينيه لنفسه مقنعا‬
 ‫َ ْ ََ‬         ‫ْ َ ُ َْ‬          ‫َ ً ّ‬          ‫ْ َُ َ‬      ‫ْ ّ‬       ‫َُْ‬
               ‫َْ ِ ِ‬
                                          ‫َ ِْ َْ‬        ‫َ ِ‬
‫) % | وقال األعشى % ( وأخو الغوان متَى يشأ يصر منه % ويعدن َعداء بعيد وداد ) % | ورَّما‬
   ‫ب‬                  ‫َ ُْ َ أ ً ُ َ‬
                   ‫ِ‬                                                                      ‫َ ُّ‬
     ‫مدوا مثل مساجد ومنابر فيقولون مساجيد ومنابير شبهوه بما جمع على غير واحده في الكالم كما‬
                                               ‫ّ‬
                                      ‫ُ‬                       ‫َ‬              ‫َ‬    ‫َ‬
                  ‫ُ الص ِ‬       ‫َ ْ َّ ِ‬         ‫ٍ‬    ‫َّ‬                   ‫ِ‬
           ‫قال الفرزدق % ( تَنفي يداها الحصى في كل هاجر % نفى الدناَنير تَنقاد َّياريف ) %‬
                                        ‫َ‬                   ‫َ َ‬       ‫ْ َ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/82)‬




  ‫| وقد يبلغون بالمعتل األصل فيقولون ادد في اد وضن ِوا في ضنوا ومررتم بجوارَقبل قال َعنب‬
  ‫ق َْ ُ‬   ‫َ َِ ُ‬               ‫ّ‬        ‫ّن‬    ‫رّ‬   ‫رِ ّ‬       ‫َ‬         ‫ّ‬       ‫َ‬
  ‫بن أم صاحب % ( مهالً أَعاذل قد جربت من خلُقى % أنى أَجود ألَقوام وان ضنِنوا ) % | ومن‬
                 ‫َ‬      ‫ٍ‬      ‫ّ ُ ُ‬        ‫ُِ‬      ‫ِ‬
                                                        ‫َّ‬  ‫َِ‬        ‫َْ‬           ‫ّ‬
                                                    ‫و ِّ‬                        ‫َّ‬
    ‫العرب من يثقل الكلمةَ إذا وقف عليها ال يثقلها في الوصل فإذا كان في الشعر فهم ُجرونه في‬
              ‫ي‬
 ‫الوصل على حاله في الوقف نحو سبسَّا وكْلك ّ ألنهم قد يثقلونه في الوقف فأثبتوه في الوصل كما‬
                                                ‫َ ْ َ ب َ ال‬
        ‫َ ْ ٌ ُ ِ ُّ ُ َ‬
        ‫أثبتوا الحذف في قوله لنفسه مقنعا وانما حذفُه في الوقف قال رؤبة % ( ضخم يحب الخلُق‬
                ‫األَضخما % ) % | ُروى بكسر الهم ة وفتحها وقال بعضهم َّخما بكسر الضاد‬
                            ‫الض َ َّ‬                      ‫ز‬              ‫ي‬          ‫ْ َ َّ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/92)‬




                        ‫َ‬         ‫ُ ٍ‬
  ‫كأنهُ صوت حاد % إذا طلب الوسيقَة أو زمير )‬       ‫| وقال أيضً في مثله وهو الشماخ % ( له زجل‬
                                                   ‫ٌََ‬               ‫َّ‬             ‫ا‬
    ‫َ ُ‬           ‫َ‬
                 ‫ِ ّ ِ‬
‫إن تلتبِس به % يكن لفَسيل النخل بعدهُ آ ِر ) % |‬
       ‫َ بُ‬                   ‫ْ‬        ‫ْ َ ْ‬       ‫% | وقال حنظلة بن فاتك % ( وأَيقَن أن الخيل‬
                                                   ‫َ‬     ‫ْ َ ّ‬                      ‫َ‬
‫و ْ َا‬
      ‫َ‬                     ‫ّ َب‬        ‫ل ِ‬
‫وقال رجل من باهلة % ( أو معبر ال ّهر ين ِي عن وِيته % ما حج رَّهُ في الدنيا ال أعتَمر ) % |‬
                                                   ‫ُ ْ َ ُ ظ ْ ِ ُ ْب‬              ‫ٌ‬
                                            ‫َ‬
  ‫َّبا ) %‬     ‫َ ِ و‬          ‫ٌّ‬                   ‫ٍ َ ٍ‬
       ‫وقال األعشى % ( َّبا ما لَهُ من مجد تليد وما لَهُ % من الريح حظ ال الجنوب َال الصب َ‬
                                 ‫َ‬                                      ‫الص َ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/13)‬




   ‫| وقال % ( بيناهُ في دار صدق قد أقام بها % حينا ُعَّلُناَ وما ُ َّلهُ ) % | ويحتملون قُبح الكالم‬
           ‫َ‬
                   ‫ِ‬             ‫نعل‬           ‫ً ي َل‬                  ‫ٍِْ‬
      ‫ِ‬         ‫ِْ‬
     ‫حتَّى يضعوه في غير موضعه ألنه مستقيم ليس فيه نقص فمن ذلك قوله % ( صددت فأطولت‬
                    ‫َ‬                        ‫ٌ‬
                        ‫َّ َ‬                                         ‫ِ‬       ‫ِ ٌ‬
  ‫ُّدود وقلّما % وصال عل ُول ُّدود يدوم ) % | وانما الكالم وقل ما يدوم وصال | وجعلوا‬
             ‫ٌ‬                                          ‫ط الص َ ُ‬                            ‫الص َ‬
  ‫ما ال ي ى في الكالم َّ ظرفا بمنزلة غي ه من األسماء وذلك قول الم ار بن سالَمة العجلى % (‬
         ‫ّ‬
              ‫ِ‬
                      ‫َ‬     ‫َّ ر‬                           ‫ر‬            ‫ً‬  ‫إال‬             ‫َجر‬
                                                 ‫ِ‬      ‫ِ‬
                               ‫ال ينطق الفحشاء من كان منهم % إذا جلسوا مَّا ال من سوائنا ) %‬‫و َْ ِ ُ‬
                                         ‫ن و ْ َ‬                        ‫ْ‬    ‫َ َْ ْ‬
                                                                       ‫____________________‬

‫(0/03)‬



                 ‫ِ‬          ‫ِ‬
        ‫| وقال األعشى % ( وما قصدت من أَهلهَا لسوائكا % ) % | وقال خطام المجاشعى % (‬
                                                              ‫ْ‬    ‫َ‬
              ‫ّ‬     ‫ٌ ُ‬                           ‫َ‬
   ‫ٍ‬                      ‫ٍ‬                    ‫َّ‬                                 ‫ٍ‬
 ‫وصاليات ككماَ يؤثْفَين % ) % | فعلوا ذلك ألَن معنى سواء معنى غير ومعنى الكاف معنى مثل |‬
                                      ‫َ‬                                 ‫َ َُ ْ ْ‬
        ‫ر‬                                                ‫ْ ِ‬
‫وليس شئ يضطرون إليه إال وهم يحاولون به وجها وما يجوز في الشعر أكثر من أن أذك ه لك ههنا‬
                                                                             ‫ُ َّ‬
                                                  ‫َ بُ‬            ‫ّ‬      ‫ُ ٍ‬
                                    ‫ألن هذا موضع جمل وسنبين ذلك فيما نستق ِل إن شاء اهلل‬
                                                                                      ‫ّ‬
                                                                           ‫َ‬
                                                              ‫____________________‬

‫(0/23)‬




       ‫َّ‬        ‫ٍ‬    ‫ِْ ُ‬     ‫َ َّ‬         ‫ِ‬         ‫ٍ‬               ‫َّ‬
‫باب الفاعل | الذي لم يتعده فعلُه إلى مفعول والمفعول الذي لم يتعد إليه فعل فاعل و ال يتعدى فعلُه‬
                   ‫َّ‬
   ‫إلى مفعول آخر وما يعمل من أسماء الفاعلين والمفعولين عمل الفعل الذي يتعدى إلى مفعول وما‬
                                    ‫َ ََ َ‬          ‫َ‬                   ‫َْ ُ‬      ‫َ‬
     ‫يعمل من المصادر ذلك العمل وما ي ي من الصفات التي لم تَبلغ أن تكون في القوة كأسماء‬
              ‫ّ‬                                       ‫َجر‬    ‫َ‬
          ‫ُجر ُ جر‬        ‫ٍ َ ر‬               ‫ِّ‬
   ‫ى الفعل المعتدى إلى مفعول مج اها وما أ ى م ى الفعل‬   ‫الفاعلين والمفعولين التي تَ ي مجر‬
                                                               ‫جر‬
    ‫وليس بفعل ولم يقو قُوتَه وما ى من األسماء التي ليست بأسماء الفاعلين التي ذكرت لك ال‬
     ‫و‬     ‫ُ‬                                               ‫جر‬       ‫َ ْ َ َّ‬
‫الص َّات التي هي من لفظ أحداث األسماء وتكون ألَحداثها أمثل ٌ لما مضى ولما لم يمض وهي التي‬
                                   ‫ة‬                                                     ‫ف ِ‬
             ‫َْ‬
          ‫ِّ‬
     ‫لم تبلغ أن تكون في القوة كأسماء الفاعلين والمفعولين التي تريد بها ما تريد بالفعل المتعدي إلى‬
                                                                          ‫َّ‬
  ‫مفعول مج اها وليست لها قوة أسماء الفاعلين التي ذكرت لك ال هذه الصفات كما أنه ال يقوى قوة‬
   ‫ّ‬                               ‫و‬      ‫ُ‬                        ‫ّ‬               ‫َ ر‬
‫الفعل ما ى مج اه وليس بفعل هذا باب الفاعل الذي لم يتعده فعلُه إلى مفعول | والمفعول الذي لم‬
                                    ‫ّ‬                                       ‫ر‬     ‫جر‬
               ‫َ َ‬                                                  ‫َّ‬       ‫ٍ‬
   ‫يتعد إليه فعل فاعل ولم يتعده فعلُه إلى مفعول آخر والفاعل والمفعول في هذا سواء يرتفع المفعول‬
                                                                                 ‫ُ‬        ‫ّ‬
                ‫َّ‬                               ‫ر فر‬            ‫ٍَْ‬
‫كما يرتفع الفاعل ألنك لم تَشغل الفعل بغي ه وّ غته له كما فعلت ذلك بالفاعل | فأما الفاعل الذي ال‬
                                                                           ‫ّ‬
                                                        ‫يتعداه فعله فقولُك ذهب زيد وجلَس عمرو‬
                                                        ‫ٌ‬      ‫ََ َ ٌ َ َ‬                   ‫َ ّ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/33)‬



                                      ‫ٍ‬            ‫َّ‬             ‫َّ‬
 ‫والمفعول الذي لم يتعده فعله ولم يتعد إليه فعل فاعل فقولُك ضرب زيد ُضرب عمرو | فاألسماء‬
                  ‫ُ َ ٌ وي ْ ُ‬              ‫ُ‬                                   ‫ُ‬
    ‫َّ‬       ‫ِ‬             ‫َّ‬                                                     ‫َّ ُ‬
 ‫المحدث عنها واألمثلةُ دليلةُ على ما مضى وما لم يمض من المحدث به عن األسماء وهو الذهاب‬
                             ‫ُ‬                      ‫ِ و‬
‫والجلوس والضرب وليست األمثلة باألحداث الما يكون منه األحداث وهي األسماء هذا باب الفاعل‬
                                                                             ‫ّْ‬
  ‫الذي يتعداه فعلُه إلى مفعول | وذلك قولك ضرب عبد اهلل زيدً فعبد اهلل ارتفع ههنا كما ارتفع في‬
                               ‫ا ُ‬            ‫ََ َ ُ‬                                   ‫َ‬
  ‫ذهب وشغْلت ضرب به كما شغلت به ذهب وانتصب زيد ألنه مفعول تعدى إليه فعل الفاعل فإن‬
               ‫ُ‬          ‫ّ‬           ‫ٌ‬               ‫َ‬          ‫َ‬        ‫َ‬       ‫َ َ َ‬
  ‫ّ‬        ‫ََ َ ا ُ‬                 ‫ّ‬         ‫جر‬       ‫ظ‬          ‫جر‬    ‫َ َّ َ‬
 ‫قدمت المفعول وأخرت الفاعل ى اللف ُ كما ى في األول وذلك قولك ضرب زيدً عبد اهلل ألنك‬    ‫َ‬
             ‫ً‬          ‫ْ‬      ‫َّ َ‬      ‫َ‬                  ‫َّ ً‬           ‫ُ ّا‬          ‫َّ‬
  ‫إنما أردت به مؤخر ما أردت به مقدما ولم تُرد أن تَشغل الفعل بأول منه وان كان مؤخر في اللفظ‬
             ‫ا‬
  ‫ُّ‬                  ‫ّ‬     ‫كأن َّ‬                       ‫َّ‬
  ‫فمن ثم كان حد اللفظ أن يكون فيه مقدما وهو عربي َّد كثير ّهم إنما يقدمون الذي بيانه أهم‬
                                        ‫ٌّ جي‬                                 ‫ّ‬     ‫َّ‬     ‫َ‬
      ‫لهم وهم ببيانه أَعنى وان كانا جميعً يهم ِهم ويع ِيانهم | وأعلم أن الفعل الذي ال يتعدى الفاعل‬
              ‫َ ّ‬                ‫َّ‬              ‫ا ُ ِ ّ ان َ ْ ن‬                ‫َْ‬        ‫ُْ‬
   ‫ََ َ‬         ‫تر َّ‬
   ‫يتعدى إلى اسم الحدثان الذي أُخذ منه ألنه إنما يذكر لَيدل على الحدث أال ى أن قولك قد ذهب‬
                                        ‫ّ‬     ‫ُْ َ‬                            ‫ََ‬
 ‫و َ ُّ‬           ‫ٌ‬           ‫ِ َّ‬
 ‫بمنزلة قولك قد كان منه ذهاب واذا قلت ضرب عبد اهلل لم يستَبن أن المفعول زيد أو عمرو ال يدل‬
                                              ‫َ ُ‬                   ‫ََ ٌ‬
                                                       ‫ِ‬                      ‫ٍ‬
                                                                   ‫ُّ َ َ‬
                                                 ‫على صنف كما أن ذهب قد دل على صنف وهو‬
                                                             ‫ّ‬
                                                            ‫____________________‬

‫(0/43)‬




            ‫َ َ َ َ ِ ّ َِ َ‬             ‫َ ِ َ ََ‬
  ‫الذهاب وذلك قولك ذهب عبد اهلل الذهاب الشديد وقعد قعدة سوء وقعد قعدتين لما عمل في الحدث‬
                                                                ‫ُ‬     ‫َ‬              ‫ّ‬
                       ‫َ‬         ‫َ ََ‬                             ‫ّ ِ‬
   ‫عمل في ّة منه والمرتين وما يكون ضرباً منه فمن ذلك قعد القُرفُصاء واشتَمل َّماء ورجع‬
   ‫الص َّ َ َ َ َ‬                                                            ‫المر‬
‫القهق ى ألنه ضرب من فعِله الذي أُخذ منه | ويتعدى إلى الزمان نحو قولك ذهب ألنه ُنى لما‬
      ‫ب َ‬          ‫ََ َ‬           ‫َّ‬       ‫َ ّ‬                      ‫ِِ‬    ‫ٌ‬         ‫َر‬
                        ‫َ‬             ‫َّ‬
   ‫مضى منه وما لم يمض فإذا قال ذهب فهو دليل على أن الحدث فيما مضى من الزمان واذا قال‬
                                                       ‫ََ َ‬
          ‫ِ‬           ‫َ‬      ‫ُ‬          ‫َّ‬
 ‫سيذهب فإنه دليل على أنه يكون فيما يستقبل من الزمان ففيه بيان ما مضى وما لم يمض منه كما‬
                                                ‫ُ َ‬                               ‫َ َْ ُ‬
        ‫ُ ْ ِ‬
       ‫أن فيه استدالال على ع الحدث وذلك قولك قعد شهرين وسيقعد شهرين وتقول ذهبت أَمس‬
                                             ‫َ‬                   ‫وقو‬      ‫ً‬            ‫ّ‬
‫وسأَذهب غدً فإن شئت لم تجعلهما ظرفا فهو يجوز في كل شئ من أسماء الزمان كما جاز في كل‬
                                      ‫ّ‬                                       ‫ا‬     ‫َ‬
‫شئ من أسماء الحدث | ويتعدى إلى ما اشتُق من لفظه اسما للمكان والى المكان ألنه إذا قال ذهب‬
                                    ‫ً‬            ‫ّ‬             ‫ّ‬
  ‫َ‬        ‫َ ُ‬            ‫ٌ‬                     ‫ُ‬                             ‫ُ َّ‬
 ‫أو قعد فقد علم أن للحدث مكانا وان لم يذك ه كما علم أنه قد كان ذهاب وذلك قولك ذهبت المذهب‬
                                                     ‫َ ر‬
 ‫البعيد وجلست مجلساً حسنا وقَعدت مقعدً كريما وقعدت المكان الذي أيت وذهبت وجهاً من الوجوه‬
                  ‫ُ‬        ‫ر‬       ‫َ‬        ‫ْ ُ‬          ‫ا‬      ‫ْ ُ‬                ‫َ َ ُ‬
   ‫َّ ّ‬
 ‫و قد قال بعضهم ذهبت الشام يشبهه بالمبهَم إذ كان مكاناً يقع عليه المكان والمذهب وهذا شاذ ألنه‬
               ‫ُ‬        ‫ُ‬            ‫َ‬                           ‫َ ّ‬      ‫ُ‬      ‫ُ‬
      ‫َ‬     ‫ُ‬                ‫ُ‬    ‫ِ‬          ‫ِ‬
    ‫ليس في ذهب دليل على الشام وفيه دليل على المذهب والمكان ومثل ذهبت الشام دخلت البيت |‬
                                                          ‫ٌ‬                  ‫َ ً‬
                 ‫َ‬
                                                               ‫ُ َ َّ َ‬
                                                               ‫ومثل ذلك قول ساعدةَ بن جؤية‬
                                                              ‫____________________‬

‫(0/53)‬




                  ‫َ ّ‬         ‫ُ‬      ‫َ‬                      ‫َ ْ ٌ َّ َ َّ َ ْ ِ َ ُ‬
 ‫% ( لدن بهَز الكف يعسل متْنهُ % فيه كما عسل الطريق الثعلب ) % | ويتعدى إلى ما كان وقتا‬
                                            ‫َََ‬
  ‫في األمكنة كما يتعدى إلى ما كان وقتا في األزمنة ألنه وقت يقع في المكان ال يختص به مكان‬
   ‫ٌ‬        ‫و ُ ُّ‬                ‫ٌ‬     ‫ّ‬                             ‫ّ‬
 ‫واحد كما أن ذاك وقت في األزمان ال ُختص به زمن بعينه فلما صار بمنزلة الوقت في الزمن كان‬
                                                  ‫ي ُّ‬                 ‫َ ٌ‬        ‫ّ‬      ‫ٌ‬
    ‫مثلَه َّك قد تَفعل باألماكن ما تفعل باألزمنة وان كان األزمنة أقوى في ذلك | وكذلك ينبغي أن‬
                                                                            ‫َْ‬       ‫ألن‬
             ‫ِ‬
   ‫يكون إذ صار فيما هو أبعد نحو ذهبت الشام وهو قولك ذهبت فرسخين وسرت الميلين كما تقول‬
                    ‫ُ‬            ‫ْ‬               ‫َ‬    ‫ُ‬          ‫ُ‬               ‫ْ‬
                                                        ‫ِ‬
                          ‫َ ُ‬      ‫َّ‬                     ‫ِ َّ ُ‬
     ‫ذهبت شهرين وسرت اليومين وانما جعل في الزمان أقوى ألن الفعل بنى لما مضى منه وما لم‬
                                                                       ‫ُ‬           ‫ُ‬
   ‫يمض ففيه بيان متى وقع كما أن فيه بيان أنه قد وقع المصدر وهو الحدث | واألماكن لم يبن لها‬
       ‫ُ ُ َ‬             ‫ََ ُ‬      ‫ُ‬                 ‫َ‬        ‫ّ‬              ‫ُ‬
     ‫تر ّ‬      ‫ُ‬              ‫َّ‬                             ‫َِ‬
  ‫فعل وليست األماكن بمصادر أُخذ منها األمثلة واألماكن إلى األناسى ونحوههم أقرب أالَ ى أنهم‬
                                                           ‫يخ ُّنونها بأسماء كزيد وعمرو وفي‬
                                                                                      ‫ُص‬
                                                             ‫____________________‬

‫(0/63)‬
‫َّ‬          ‫َِ ٌ‬                             ‫َّ‬
     ‫قولهم مكةُ وعمان ونحوهما وتكون منها خلق ال يكون لكل مكان ال فيه كالجبل والوادي والبحر‬
                                 ‫و‬                                       ‫ُ‬
                                     ‫ِ ُّ ِ‬
‫والدهر ليس كذلك | واألماكن لها جثَّ ٌ واَّما الدهر مضى الليل والنهار فهو إلى الفعل أقرب هذا باب‬
          ‫ُ‬                  ‫ِ‬                 ‫ُ ُ‬       ‫ُة ن‬        ‫ُ‬                   ‫َّ ُ‬
 ‫الفاعل | الذي ي َّداهُ فعلُه إلى مفعولين فإن شئت اقتصرت على المفعول األول إن شئت تعدى إلى‬
        ‫ّ‬               ‫ّ‬               ‫َ‬                                       ‫َتع‬
   ‫الثاني كما تعدى إلى األول | وذلك قولك أعطى عبد اهلل زيدا هماً وكسوت بشر الثَّياب الجياد |‬
     ‫َ‬      ‫َ‬        ‫ُ ا‬
                     ‫ً‬             ‫ً در‬       ‫ُ‬    ‫َ‬
 ‫ومن ذلك اخترت الرجاَل عبد اهلل ومثل ذلك قوله عز وجل ! 2 < واختار موسى قومه سبعين رجال‬
                                       ‫ّ‬    ‫ّ‬                     ‫َ‬            ‫ُ‬
  ‫> 2 ! وسميته زيدا َّيت زيدا أبا عبد اهلل ودعوته زيدا إذا أردت دعوته التي ي ى سميته‬
            ‫تجر مجر‬                      ‫ً‬                      ‫ً‬      ‫ً وكن‬
   ‫ُ‬        ‫َْ‬      ‫ِ‬
   ‫وان عنيت الدعاء إلى أمر لم يجاوز مفع ال واحدً | ومنه قول الشاعر % ( أستغفر اهلل ذنباً لست‬
                                               ‫ا‬      ‫و‬
                   ‫ْ ُ‬
                  ‫ُّ ّ‬     ‫ٍ َِ‬                                          ‫َّ ِ ِ‬         ‫ْ ِ‬
     ‫محصيةَ % رب العباد إليه الوجهُ والعمل ) % | وقال عمرو بن معد يكرب الزبيدى % ( أَمرتْك‬
     ‫َ ُ‬                                                ‫َ ُ‬     ‫ْ‬                           ‫ُ‬
                                         ‫ََِ‬      ‫ٍ‬                       ‫ِ َ‬
                                   ‫الخير فافعل ما أُمرت به % فقد تركتُك ذا مال وذا نشب ) %‬
                                                          ‫َ‬                       ‫َ َ َْ ْ‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/73)‬




  ‫| وانما فُصل هذا َّها أفعال تُوصل بحروف اإلضافة فتقول اخترت فالنً من َّرجال وسميته بفالن‬
            ‫ّ‬
               ‫ال ِ‬         ‫ا‬    ‫ُ‬      ‫ُ‬               ‫ِ‬     ‫َُ‬   ‫ٌ‬      ‫أن‬     ‫ِ َ‬
‫ُ‬      ‫َِ َ‬        ‫َ‬                            ‫ُ‬
                                                  ‫ِ‬
‫كما تقول عرفتُه بهذه العالمة وأوضحتهُ بها وأستغفر اهلل من ذلك فلما حذفوا حرف الجر عمل الفعل‬
                              ‫َّ‬                                                ‫ّ‬
                                                        ‫ِ‬
     ‫َ الس ُ‬           ‫ُّ ُ‬           ‫ُ‬      ‫َ َ َّ َا ِ َّ ْ َ‬
  ‫ومثل ذلك قول المتلمس % ( آْليت حب العرق الدهر أَطعمهُ % والحب يأُكلُهُ في القرية ُّوس )‬
                                                                       ‫َّ‬
                                                                      ‫َ َّ ر‬
      ‫% يريد عل حب الع اق | وكما تقول َُّئت زيدً يقول ذاك أي عن زيد وليست عن وعلى ههنا‬
                                                    ‫نب ُ ا‬
  ‫و‬          ‫َُ‬                  ‫َّ‬
 ‫بمنزلة الباء في قوله ! 2 < كفى باهلل شهيدا > 2 ! وليس بزيد ألن عن وعلى ال يفعل بها ذاك ال‬
                                                                    ‫ِ‬
    ‫بمن في الواجب | وليست أستغفر اهلل ذنباً وأمرتك الخير أكثر في كالمهم جميعً واَّما يتكّم بها‬
         ‫ا ن َ ل‬                      ‫َ‬    ‫َ‬                      ‫ُ‬                        ‫ْ‬
‫بعضهم فأما سميت وكنيت فإنما دخلتْها الباء على حد ما دخلت في عرفت تقول عرفتُه زيدً ثم تقول‬
         ‫ا‬       ‫ّ‬       ‫ّ ُ‬     ‫ْ‬       ‫ّ‬      ‫ُ‬                     ‫َّ َّ ُ ّ‬
‫عرفته بزيد فهو سوى ذلك المعنى فإنما تَدخل في سميت َّيت على حد ما دخلت في عرفُته بزيد |‬
           ‫ّ‬       ‫ْ‬      ‫ّ‬        ‫َّ وكن‬                                               ‫ّ‬
                                                                                      ‫فهذه‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/83)‬




  ‫الحروف كان أصلُها في االستعمال أن توصل بحرف اإلضافة | وليس كل الفعل يفعل به هذا كما‬
               ‫ُ َْ‬                                                               ‫ُ‬
    ‫أنه ليس كل فعل يتعدى الفاعل ال يتعدى إلى مفعولين ومنه قول الفرزدق % ( منا الذي اختِير‬
     ‫َ‬           ‫َّ‬                                   ‫َ و َ َ َّ‬      ‫َّ‬       ‫ُّ‬
    ‫َ ِ‬                                        ‫ُ الز ِع‬       ‫َ َّ‬
    ‫الرجال سماح ً % وجودً إذا هب الرياح ّعاز ُ ) % | وقال الفرزدق أيضً % ( نبئت عبد اهلل‬
                       ‫ا‬                                            ‫ُ ا‬      ‫َّ َ َ ة‬
             ‫ُ‬
‫ِالجو أَصبحت % ك اما مواليها لَئِيمً صميمهُا ) % هذا باب الفاعل الذي يتَعداه فعلُه إلى مفعولين‬
                     ‫ّ‬                                     ‫ا‬          ‫ِر ً ِ‬
                                                                        ‫ََ‬         ‫ب َّ َْ َ ْ‬
  ‫ا ً َّ‬             ‫َِ َ ُ‬                                                     ‫ِ‬
  ‫| وليس لك أن تقتصر على أحد المفعولين دون اآلخر | وذلك قولك حسب عبد اهلل زيدً بكر وظن‬
       ‫ا‬                                                                      ‫َ َ‬
 ‫ا‬
 ‫عمرو خالدا أباك وخال عبد اهلل زيدً أخاك ومثل ذلك أي عبد اهلل زيدً صاحبنا ووجد عبد اهلل زيدً‬
           ‫َ ُ‬       ‫َ‬     ‫ا‬         ‫ُ‬    ‫ر‬               ‫ا‬         ‫َ ُ‬                 ‫ُ‬
                                                                                        ‫ِ‬
                                                                                     ‫ذا الحفاظ‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/93)‬




                         ‫ّ‬       ‫َّ ّ َ ْ َ‬
 ‫| وانما منعك أن تقتصر على أحد المفعولين ههنا أنك إنما أردت أن تبين ما استَّر عندك من حال‬
              ‫ق‬                                                           ‫َ‬          ‫َ‬
                  ‫ق‬                         ‫المفعول األول يقيناً كان أو شكا وذكرت األول لتُ ِ‬
  ‫َ ّ َ علم الذي تُضيف إليه ما استَ ّر له عندك من هو‬           ‫ّ‬
       ‫ََ َ‬                     ‫ُ‬                                                ‫ّ‬
 ‫َّ‬
‫فإنما ذكرت ظننت ونحوه لتجعل خبر المفعول األول يقينا أو شكا ولم ترد أن تَجعل األول فيه الشك‬
                                 ‫ّ‬                             ‫َ‬           ‫ُ‬    ‫َ‬      ‫ّ‬
          ‫ّ‬                                   ‫ّ‬                       ‫َ‬
 ‫أو تقيم عليه في اليقين | ومثل ذلك علمت زيدً الظريف عم عبد اهلل زيدا أخاك | وان قلت أيت‬
  ‫ر ُ‬                          ‫ُ‬    ‫َ وزَ‬         ‫ُ ا‬
                       ‫ُ ّ‬                           ‫ُ ْ َ ِ َ‬
     ‫فأردت رؤيةَ العين أو وجدت فأردت وجدان الضالة فهو بمنزلة ضربت ولكنك إنما تريد بوجدت‬
                                                                                      ‫ْ َ‬
  ‫عِلمت وب أيت ذلك أيضاً أال ى أنه يجوز لألَعمى أن يقول أيت زيدً الصالح | وقد يكون علمت‬
  ‫ُ‬                ‫َ‬       ‫ر ُ ا‬                           ‫تر َّ‬                   ‫َ ْ ُ ر‬
  ‫بمنزلة عرفت ال تريد َّ عْلم األول فمن ذلك قوله تعالى ! 2 < ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في‬
                                                                    ‫ِ‬
                                                              ‫إال َ ّ‬            ‫ُ‬
    ‫السبت > 2 ! وقال سبحانه ! 2 < وآخرين من دونهم ال تعلمونهم اهلل يعلمهم > 2 ! فهي ههنا‬
                    ‫ُ‬                     ‫ُ‬      ‫َّ‬   ‫ِ‬
  ‫بمنزلة عرفت كما كانت أيت على وجهين | وأما ظننت ذاك فإنما جاز السكوت عليه ألنك قد تقول‬
                                                                 ‫ر‬           ‫ُ‬
‫ّ ُّ‬                                                                           ‫ِ‬
‫ظننت فتقتصر كما تقول ذهبت ثم تعمله في الظن كما تعمل ذهبت في الذهاب فذاك ههنا هو الظن‬
                                                                           ‫ُ‬
     ‫كأنك قلت ظننت ذاك الظن وكذلك خلت وحسبت | ويدلُّك على أنه الظن أنك لو قلت خلت زيدا‬
          ‫ُ‬    ‫َ‬       ‫ُّ ّ‬    ‫َّ‬         ‫َ‬         ‫ِ ُ ِ‬
                                                                           ‫وأ َى زيدا لم يجز‬
                                                                                        ‫ُر‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/14)‬




              ‫ُز‬      ‫ِ‬             ‫ُ‬        ‫ُ‬             ‫َ َّ‬
  ‫| وتقول ظننت به جعلتَه موضع ظنك كما قلت نزلت به ونزلت عليه ولو كانت الباء ائدة بمنزلتها‬
                                                                             ‫ُ‬
         ‫ِ‬        ‫ُ‬     ‫َ‬     ‫ّ‬                                           ‫َّ‬
 ‫في قوله عز وجل ! 2 < كفى باهلل > 2 ! لم يجز السكت عليها فكأَنك قلت ظننت في الدار ومثله‬
                                          ‫ْ‬                                    ‫ّ‬
                             ‫َ و‬                        ‫َ َّ‬
 ‫شككت فيه هذا باب الفاعل | الذي يتعداه فعلُه إلى ثالثة مفعولين ال يجوز أن تقَتصر على مفعول‬
                                                                                       ‫ُ‬
                                                                                   ‫ٍ‬
    ‫منهم واحد دون الثالثة ألن المفعول ههنا كالفاعل في الباب األول الذي قبله في المعنى | وذلك‬
                                 ‫َّ‬                                 ‫ّ‬
    ‫َّ‬             ‫ً ً‬               ‫َْ‬               ‫َ َّ ُ ا ً‬
‫قولك أ َى اهللُ بشر زيدً أباك ونبأُت زيدً عمر أبا فالن وأَعلَم اهلل زيدً عمر خير منك | واعلم أن هذه‬
                   ‫ْا ا ا‬                             ‫ا‬                    ‫ا ا‬  ‫ً‬          ‫َر‬
‫َّ ْ‬     ‫َّ‬
    ‫األفعال إذا انتهت إلى ما ذكرت لك من المفعولين فلم يكن بعد ذلك متعدى تَعدت إلى جميع ما‬
                                                 ‫َ‬                              ‫ْ‬
‫ُ‬              ‫ً‬       ‫َ‬      ‫ً‬     ‫ُ‬      ‫ْ َ‬                    ‫َّ‬
‫يتعدى إليه الفعل الذي ال يتعدى الفاعل وذلك قولك أعطى عبد اهلل زيدا المال إعطاء جميال وسرقت‬
                                                                                 ‫ُ‬             ‫ّ‬
      ‫ا‬                  ‫َ‬     ‫ا‬        ‫َِ‬
    ‫عبد اهلل الثوب الليلة ال تَجعله ظرفا ولكن كما تقول يا سارق الليلة زيدً الثوب لم تجعْلها ظرفً |‬
                                                              ‫ً‬              ‫َ‬                  ‫َ‬
     ‫وتقول أعلمت هذا زيدا قائماً العلم اليقين إعالماً وأدخل اهللُ عمر المدخل الكريم إدخاال ألنها لما‬
           ‫ّ‬          ‫َ‬      ‫ا ُْ َ َ‬
                                    ‫ً‬                              ‫َ‬                     ‫َ ُ‬
   ‫ِ‬
 ‫انتهت صارت بمنزلة ماال يتَعدى هذا باب المفعول الذي تعداه فعله إلى مفعول | وذلك قولُك كسي‬
                      ‫ٌ‬
 ‫ُ َ‬                                                                  ‫َ ّ‬
   ‫َ ُِ َ‬
   ‫عبد اهلل الثوب وأُعطى عبد اهلل المال رفعت عبد اهلل ههنا كما رفعتَه في ضرب حين قلت ضرب‬
                 ‫ُ‬                         ‫َ َ‬      ‫َ‬          ‫ُ‬    ‫ْ َ‬              ‫ُ‬
                                                                         ‫عبد اهلل وشغلت‬
                                                                         ‫َ َ‬         ‫ُ‬
                                                       ‫____________________‬

‫(0/04)‬




                                                            ‫ُِ‬              ‫ِ‬      ‫ِ‬
       ‫به كسي وأُعطى كما شغلت به ضرب وانتصب الثوب والمال ألنهما مفع الن تَعدى إليهما فعل‬
                          ‫و‬
       ‫ُ‬            ‫ّ‬                  ‫ُ‬      ‫ُ‬      ‫َ‬                     ‫ُ َ ْ َ‬
                      ‫ِ‬                                                            ‫ٍ‬
‫مفعول هو بمنزلة الفاعل | وان شئت قدمت وأخرت فقلت كسى الثوب زيد وأُعطى المال عبد اهلل كما‬
         ‫َ ُ‬       ‫َ ٌ ْ َ‬            ‫َ ُ َ‬     ‫َ ّ َ ّ َ‬
    ‫قلت ضرب زيدً عبد اهلل فأم ه في هذا كأمر الفاعل | واعلم أن المفعول الذي ال يتعداهُ فعله إلى‬
                             ‫َ‬        ‫ّ‬                             ‫ر‬          ‫ا ُ‬
‫ِ َ‬
‫مفعول يتعدى إلى كل شئ تَعدى إليه فعل الفاعل الذي الَ يتعداه فعلُه إلى مفعول وذلك قولك ضرب‬
                                     ‫ّ‬                  ‫ُ‬         ‫ّ‬          ‫ّ‬         ‫َ ّ‬
  ‫َ‬                                           ‫ِ ل ِ َُْ‬               ‫ُِ َ ُ‬
 ‫زيد الضرب الشديد وضرب عبد اهلل اليومين اّلذين تَعلم ال تَجعلُه ظرفا ولكن كما تقول يا مضروب‬  ‫َ‬         ‫ٌ‬
    ‫َ َّ‬          ‫ِ‬                 ‫َّ‬
 ‫ُ ما تَعدى إليه فعل الفاعل الذي ال يتعداه‬
                         ‫ُ‬                                             ‫َ ِْ َ ُ‬                    ‫ِ‬
                                            ‫الليلة الضرب الشديد وأُقعد عبد اهلل المقعد الكريم | فجميع‬
                                                     ‫َ‬      ‫ُْ ََ‬                         ‫َ‬
       ‫َتع‬           ‫َ‬       ‫َّ‬                ‫َ َّ‬                   ‫ِْ ُ‬        ‫ٍ َ َّ‬
 ‫فعلُه إلى مفعول يتعدى إليه فعل المفعول الذي ال يتعداه فعلُه | وأعلم أن المفعول الذي لم ي َّد إليه‬
                  ‫ِّ‬            ‫َّ‬                   ‫َّ‬                             ‫ِّ‬
       ‫فعل فاعل في التعدى واالقتصار بمنزلته إذا تَعدى إليه فعل الفاعل ألن معناه متعديا إليه فعل‬
       ‫ُ‬                                  ‫َ‬                                                          ‫ُ‬
     ‫ُ‬      ‫َ‬           ‫ُِ‬         ‫ُ ا‬                  ‫تر ّ‬        ‫َ ٌ‬                ‫َّ‬
    ‫الفاعل وغير متعد إليه فعلُه سواء | أال ى أنك تقول ضربت زيدً فال تُجاوز هذا المفعول وتقول‬     ‫ِ‬
                                                                                            ‫َ‬
                                                                                     ‫َ َّ‬      ‫ُ ِ ٌ‬
                                                          ‫ضرب زيد فال يتعداه فعلُه ألن المعنى واحد‬
                                                          ‫ٌ‬
                                                                     ‫____________________‬

‫(0/24)‬




    ‫َ َّ ّ‬          ‫ُِ‬        ‫ِ َ ٌ ً‬              ‫ٍ َ‬             ‫ِ‬
 ‫| وتقول كسوت زيدا ثوباً فتجاوز إلى مفعول آخر وتقول كسى زيد ثوبا فال تجاوز الثوب ألن األول‬
                                                                             ‫َ َْ ُ ً‬
          ‫َ َّ‬
  ‫بمنزلة المنصوب ألن المعنى واحد وان كان لف ُه لفظ الفاعل هذا باب المفعول | الذي يتعداه فعلُه‬
                                             ‫َ‬    ‫ظ‬            ‫ٌ‬           ‫ّ‬
‫إلى مفعولين وليس لك أن تَقتصر على أحدهما دون اآلخر | وذلك قولك ُبئت زيدا أبا فالن لما كان‬
      ‫َّ‬         ‫نّ ُ ً‬                  ‫َ َ‬
     ‫َ‬           ‫ّ‬              ‫َ‬    ‫ُر‬                             ‫ٍ َّ‬            ‫ُ َ َّ‬
 ‫الفاعل يتعدى إلى ثالثة تَعدى المفعول إلى اثنين | وتقول أ َى عبد اهلل أبا فالن ألنك لو أدخلت في‬
                                                            ‫ُ‬
‫ْ‬                    ‫َّ‬                  ‫ِ‬                 ‫َّ‬
  ‫هذا الفعل الفاعل وبنينه له لتَعداه فعلُه إلى ثالثة مفعولين | | وأعلم أن األفعال إذا انتهت ههنا فلم‬
                                                                                 ‫َ ََ ْ َ‬           ‫ِ‬
                                              ‫َ‬
                                              ‫َ َّ‬                        ‫َّ‬
   ‫تجاوز تَعدت إلى جميع ما تَعدى إليه الفعل الذي ال يتعدى المفعول . وذلك قولك أعطى عبد اهلل‬
         ‫ُ‬                          ‫َ‬                      ‫ُ‬                                ‫ِ ْ َ َّ ْ‬
‫الثوب إعطاء جميال ونِّئت زيدا أبا فالن نبيئً حسنً وسرق عبد اهلل الثوب الليلَةَ ال تَجعلُه ظرفً ولكن‬
       ‫ا‬                       ‫َ‬         ‫ُ‬      ‫ا ُ‬    ‫ا‬                ‫ُب ْ ُ ً‬          ‫ً‬           ‫َ‬
                                           ‫ِ‬             ‫ُ‬    ‫َ ُي‬           ‫ِ‬
‫على قولك يا مسروق الليلة الثوب صَّر فعل المفعول والفاعل حيث انتَهى فعلهما بمنزلة الفعل الذي‬
                                                                                    ‫َ‬
                            ‫َ َّ‬
                         ‫ال يتعدى فاعلَه ال مفعوله ولم يكونا ليكونا بأضعف من الفعل الذي ال يتعدى‬
                                                   ‫َ‬                           ‫َ‬       ‫و‬           ‫َ َّ‬
                                                                     ‫____________________‬

‫(0/34)‬




    ‫هذا باب ما يعمل فيه الفعل فينتصب وهو حال وقع فيه الفعل وليس بمفعول | كالثَّوب في قولك‬
                       ‫ٍ‬           ‫ُ‬              ‫ٌ‬      ‫ُ‬     ‫ُ َ‬        ‫ََْ ُ‬
     ‫ٌ‬      ‫ُ ّ‬                                  ‫َ َّ‬
     ‫كسوت الثوب وفي قولك كسوت زيدا الثوب ألن الثوب ليس بحال وقع فيها الفعل ولكنه مفعول‬
                                                         ‫ُ ً‬                  ‫َ‬    ‫ُ‬
      ‫كاألول أالَ ى أنه يكون معرف ً ويكون معناه ثانيً كمعناه ّال إذا قلت كسوت الثوب وكمعناه إذا‬
                   ‫َ‬      ‫ُ‬              ‫أو ً‬    ‫ا‬                 ‫ة‬              ‫تر ّ‬        ‫ّ‬
                                                                     ‫ِ‬            ‫ِ‬
‫كان بمنزلة الفاعل إذا قلت كسى الثوب | وذلك قولك ضربت عبد اهلل قائمً وذهب زيد اكبً فلو كان‬
            ‫َ ٌر ا‬           ‫ا‬       ‫ُ َ‬                      ‫ُ‬   ‫َ ُ َ‬
                       ‫ُ‬               ‫ٌ‬                  ‫ِ‬
    ‫بمنزلة المفعول الذي يتعدى إليه فعل الفاعل نحو عبد اهلل وزيد ما جاز في ذهبت ولجاز أن تقول‬
                                                                ‫ُ‬          ‫َ ّ‬
                                                   ‫َ ُْ‬
‫ضربت زيدً أباك وضربت زيدً القائم ال تريد باألب ال بالقائم الصفة ال البدل فاالسم األول المفعول‬
                         ‫َ و ََ َ‬              ‫و‬                ‫َ‬   ‫ُ ا‬               ‫ُ ا‬
                ‫ِ‬
‫في ضربت قد حال بينه وبين الفعل أن يكون فيه بمنزلته كما حال الفاعل بينه وبين الفعل في ذهب‬
                               ‫ُ‬                                                ‫َ‬       ‫ُ‬
 ‫َ‬
       ‫َ ُ ال‬                                           ‫ر‬                ‫ِ‬
‫أن يكون فاعال وكما حالت األسماء المجرو ةُ بين ما بعدها وبين الجار في قَولك لي مثلُه رج ً ولي‬
                                 ‫ّ‬                                                              ‫ْ‬
                                                            ‫ِ‬
        ‫ملؤهُ عسالً وكذلك ويحهُ فارساً وكما منعت ُّون في عشرين أن يكون ما بعدها جر إذا قلت له‬
                   ‫َّا‬                                                                            ‫ِ‬
            ‫َ‬                      ‫َ‬                ‫الن ُ‬                                 ‫ُ ََ‬
    ‫ال َ ِ ر‬                ‫تر‬                       ‫ال‬                  ‫ِ‬
   ‫عشرون هما فعمل الفعل هنا فيما يكون حا ً كعمل مثلُه فيما بعده أال ى أنه ال يكون إ ّ نك ةً‬
                                                                               ‫َ ُ‬     ‫در‬
                                                                                           ‫َّ‬
                                                                               ‫كما أن هذا ال يكون‬
                                                                     ‫____________________‬

‫(0/44)‬



   ‫ٍ‬           ‫ّ‬          ‫ُ ر ً‬             ‫ُ‬         ‫ٍ‬
  ‫إ ّ نك ةً ولو كان هذا بمنزلة الثوب وزيد في كسوت لما جاز ذهبت اكبا ألنه ال يتعدى إلى مفعول‬
                                                                                   ‫ال ر‬
                 ‫ِ‬     ‫ٍ ِ‬                                                      ‫ٍ‬
  ‫كزيد وعمر و وانما جاز هذا ألنه حال وليس معناه كمعنى الثوب وزيد فّعمل كعمل غير الفعل ولم‬
                                                        ‫ٌ‬
    ‫يكن أضعف منه إذ كان يتعدى إلى ما ذكرت من األزمنة والمصادر ونحوه هذا باب الفعل الذي‬
                                                 ‫ُ‬             ‫َ ّ‬              ‫ْ َْ َ‬
      ‫َِ‬         ‫ِ‬          ‫ٍ‬             ‫ِ‬
‫يتعدى اسم الفاعل إلى المفعول واسم الفاعل والمفعول فيه لشيء واحد | فمن ثَم ذكر على حدته ولم‬
                ‫َّ ُ َ‬                                   ‫ُ‬                       ‫َ‬    ‫َ ّ‬
 ‫يذكر مع األول ال يجوز فيه االقتصار على الفاعل كما لم يجز في ظَننت االقتصار على المفعول‬
               ‫ُ‬        ‫ُ‬                              ‫ُ‬                  ‫و‬           ‫ُْ َْ‬
‫َّن لك إن شاء‬‫األول ألن حالك في االحتياج إلى اآلخر ههنا كحالك في االحتياج إليه ثَمة | وسنبي‬
                      ‫َّ َ‬                                                             ‫َّ‬
                           ‫ِ‬     ‫َّ‬
  ‫اهلل | وذلك قولُك كان ويكون وصار ومادام وليس وما كان نحوهن من الفعل مما ال يستغني عن‬
            ‫َ‬                                      ‫َ‬                     ‫َ‬
‫الخبر تقول كان عبد اهلل أخاك َّما أردت أن تُخ ِر عن األُخوة وأدخلت كان لتَجعل ذلك فيما مضى‬
              ‫َ‬      ‫َ َ‬            ‫ّ‬         ‫ْ بَ‬    ‫ْ َ‬    ‫فإن‬          ‫ُ‬
‫وذكرت األول كما ذكرت المفعول األول من ظننت وان شئت قلت كان أخاك عبد اهلل فقدمت وأخرت‬
‫ّ َ ّ َ‬          ‫ُ‬            ‫َ َ‬                                     ‫َ‬
                         ‫ِ‬                                 ‫ِْ ٌ‬
   ‫كما فعلت ذلك في ضرب ألنه فعل مثلُه وحال التقديم والتأخير فيه كحاله في ضرب إ ّ أن اسم‬
   ‫َ َ ال ّ َ‬                                   ‫ُ‬                    ‫َ َ‬          ‫َ‬
                                                                   ‫ٍ‬
                                                              ‫الفاعل والمفعول فيه لشيء واحد‬
                                                                       ‫____________________‬

‫(0/54)‬




‫| وتقول كناهم كما تقول ضربناهم | وتقول إذا لم نكنهم فمن ذا ُهم كما تقول إذا لم نضرُهم فمن‬
        ‫َ َ ب‬                      ‫يكون‬         ‫ْ َ‬                                         ‫ُ َّ‬
 ‫يضربهم | قال أبو األسود الدؤلى % ( فإن ال يكنها أو تَكنه فإنه % أخوها غذتْهُ أمه ِلبانه ) % |‬
              ‫َ َ ُّ ب‬          ‫ُ‬              ‫ُْ‬      ‫ْ َ ُْ‬           ‫َ ّ‬
                                                                            ‫ُّ‬
   ‫ٌ آخر يقتصر على الفاعل‬
                 ‫فهو كائن ومكون كما تقول ضارب ومضروب | وقد يكون لكاَن موضع َ ُ ُ َ ُ‬
                                         ‫َ‬                 ‫ٌ‬          ‫ٌ‬                 ‫َ ٌ‬
 ‫فيه تقول قد كان عبد اهلل أي قد خِلق عبد اهلل | وقد كان األمر أي وقع األمر | وقد دام فالن أيثَبت‬
 ‫َ‬       ‫ٌ‬              ‫ُ‬        ‫َ‬         ‫ُ‬                  ‫ُ‬       ‫َ ُ‬            ‫ُ‬
     ‫كما تقول أيت زيدً تريد رؤية العين وكما تقول أنا وجدتْهُ تريد وجدان الض َّة وكما يكون أصبح‬
     ‫َ‬                    ‫َّ ال‬        ‫ِ‬            ‫ََ‬                         ‫ْ‬       ‫ر ُ ا‬
   ‫وَمسى ّةً بمنزلة كان ّةً بمنزلة قولك أستَيقَ ُوا وناموا | فأما ليس فإَّنه ال يكون فيها ذلك ألنها‬
                                           ‫ْ‬      ‫ُ‬      ‫ْْظ‬                   ‫ومر‬          ‫أ َ مر‬
          ‫ق ٌ‬           ‫ََ َ‬                 ‫َّ‬      ‫ِ َ‬
        ‫وضعت موضعاً واحدً ومن ثَم لم تصرف الفعل اآلخر | فمما جاء على وقع قوله وهو م َّاس‬
                                                               ‫َ ُّ َ‬     ‫ّ‬        ‫ا‬             ‫َ ْ‬
                                                                                                 ‫ِذى‬
                                                                                                 ‫العائِ ُّ‬
                                                                       ‫____________________‬

‫(0/64)‬



                                 ‫ِ‬                                     ‫ِّ ْ ُ ْ ِ‬
  ‫% ( فدى لبنى ذهل بن شيبان ناقتى % إذا كان يوم ذو كواكب أَشهَب ) % | أي إذا وقع وقال‬
                         ‫َ ْ ُ‬           ‫َ َْ ٌ‬               ‫َْ َ‬
          ‫َْ‬         ‫َْ ا َ‬                             ‫أ ٍ‬
 ‫اآلخر عمرو بن شأْس % ( بنى َسد هل تَعلَمون بالءنا % إذا كان يومً ذا كواكب أشنعا ) % %‬
                                                                         ‫ُ َ‬
                                        ‫ْ ُ َ َ‬          ‫َ‬
  ‫( إذا كانت الحو الطوال كأَنما % كساها السالح األرجوان المضلَّعا ) % | أَضمر لعلم المخاطب‬
  ‫َِ‬
                ‫ْ ََ‬                 ‫َ‬        ‫ُ‬                     ‫ُ‬       ‫ُ ُّ‬
‫َ‬            ‫َ‬             ‫َ َّ‬
‫بما يعنى وهو اليوم وسمعت بعض العرب يقول أشنعا ويرفَ ُ ما قبلهُ كأَنه قال إذا وقع يوم ذو كواكب‬
                                        ‫ع‬                            ‫ُ‬       ‫ُ‬            ‫َْ‬
         ‫َّ ُّ‬                     ‫َْ ُ‬          ‫ة‬      ‫ِ ة‬
  ‫أشنعا | واعلم أنه إذا وقع في هذا الباب نكرٌ ومعرف ٌ فالذي تَشغل به كان المعرفةُ ألنه حد الكالم‬
                                                                                            ‫َ‬
                   ‫ِ‬
      ‫ألنهما ٌ واحد وليسب منزلة قولك ضرب رجل زيدا َّهما شيئان أن مختلفان وهما في كان‬
                                        ‫َ َ َ ٌ ً ألن‬                          ‫َّ شئ ٌ‬
  ‫بمنزلتهما في االبتداء إذا قلت عبد اهلل منطلق تبتدئ باألع َاف ثم تَذكر الخبر وذلك قولك كان زيد‬
  ‫ٌ‬                  ‫َ‬              ‫ْر‬             ‫ٌ‬          ‫ُ‬
‫َ ً‬                 ‫ُ‬                   ‫َّ َ‬
   ‫حليماً وكان حليما زيد ال عليك أقدمت أم أخرت إال أنه على ما وصفت لك في قولك ضرب زيدا‬
                                                                 ‫ً ٌ‬
                                   ‫عبد اهلل | فإذا قلت كان زيد فقد ابتدأت بما هو معروف‬
                                   ‫ٌ‬               ‫َ‬        ‫ٌ‬                      ‫ُ‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/74)‬




             ‫َ‬        ‫َ‬       ‫َ‬                                            ‫َّ‬
  ‫عنده مثلَه عندك فإنما ينتظر الخبر فإذا قلت حليما فقد أعلمتَه مثل ما علمت فإذا قلت كان حليماً‬
  ‫فإنما ينتِ ُر أن تعرفه صاحب الصفة فهو مبدوء في الفعل وان كان مؤخر في اللفظ فإن قلت كان‬
        ‫َ‬               ‫َّ ا‬
                        ‫ً‬         ‫ْ‬              ‫ٌ‬                ‫َ‬           ‫َّ‬    ‫ظ‬       ‫َّ‬
      ‫َْ ِ ُ‬                                        ‫َِ‬              ‫ٍو‬
   ‫حليم أو رجل فقد بدأْت بنك ة ال يستقيم أن تُخبر المخاطَب عن المنكور وليس هذا بالذي ينزل به‬
                                       ‫َ‬                              ‫َ ر‬            ‫ٌ‬
          ‫ا‬      ‫ٌ‬       ‫ٌ‬                  ‫َ ْ ِ‬
     ‫المخاطَب منزلتَك في المعرفة هوا أن يقربوا باب لبس | وقد تقول كان زيد الطويل منطلقً إذا‬
                                                        ‫َ َْ‬    ‫فكر‬                      ‫ُ‬
                                         ‫َر ُ‬           ‫َ ٌ‬                  ‫َْ ِ‬
 ‫خفت التباس الزيدين وتقول أسفيها كان زيد أم حليما وأ َ جال كان زيد أم ًّا تجعلها لزيد ألنه إنما‬
                        ‫ٌ صبي‬                                                          ‫َ‬
          ‫ٌ‬                          ‫َّ‬           ‫ٌ‬            ‫ِ َ‬
    ‫ينبغي لك أن تَسأَلَه عن خبر من هو معروف عنده كما حدثته عن خبر من هو معروف عندك‬
                                                                             ‫ْ‬
 ‫ٌ‬                 ‫ر تر َّ‬
 ‫فالمعروف هو المبدوء به | ال يبدأ بما يكون فيه اللبس وهو النك ة أَال ى أنك لو قلت كان إنسان‬
                                        ‫ُ‬                        ‫و‬      ‫ُ‬          ‫ُ‬
                     ‫ٌ‬             ‫َ‬       ‫ُ َُ‬       ‫َ ُ َّ‬
    ‫حليما أو كان رجل منطقاً كنت تُْلبس ألنه ال يستنكر أن يكون في الدنيا إنسان هكذا هوا أن‬
         ‫فكر‬
    ‫يبدءوا بما فيه َّلبس ويجعلوا المعرفة خبر لما يكون فيه هذا اللبس | وقد يجوز في الشعر وفي‬
                               ‫ُ‬                    ‫ا‬
                                                    ‫ً‬                  ‫َ‬      ‫ال‬           ‫َْ َ‬
              ‫َ ا‬          ‫ي َ‬      ‫ََ َ ّ‬        ‫ِْ ٌ‬
 ‫ضعف من الكالم حملهم على ذلك أنه فعل بمنزلة ضرب وأنه قد ُعلم إذا ذكرت زيدً وجعلته خبر‬
 ‫ا‬                                                                       ‫َ ََ‬          ‫ٍ‬
                                                                                         ‫ْ‬
‫َ ٍ‬                                     ‫ِ‬                     ‫ٍ‬
‫أنه صاحب َّفة على ضعف من الكالم وذلك قول خداش بن ُهير % ( فإنك ال تُبالي بعد حول‬
                  ‫َّ‬          ‫ز‬                                               ‫ُ الص‬
  ‫ْ‬
                                                                     ‫ِ‬
                                                           ‫% أَظبى كان أُمك أم حمار ) %‬
                                                                 ‫ُ‬                  ‫َْ ٌ‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/84)‬



                                ‫ِ‬           ‫َْ ِ ر ِ‬
‫| وقال حسان بن ثابت % ( ك َن س ِيئة من بيت َأْس % يكون م اجها عسل وماء ) % | وقال أبو‬
                ‫َ ُ زَ َ َ ٌ َ ُ‬                          ‫أ َب َ ً‬
    ‫ي % ( أَ ّ من مْبِ ٌ ح َّان عني % أَسحر كان طَّك أَم جنون ) % |‬
           ‫ٌْ َ ب ْ ُ ُ‬
                       ‫ِ‬          ‫ِ‬       ‫ال َ ْ ُ لغ َ س َ ّ‬          ‫قيس بن األَسلت األنصار ّ‬
              ‫ِ‬          ‫ِ‬    ‫ِ‬        ‫ِ‬        ‫َ ْر ُ َ َ َر ِ ِ َ‬
 ‫وقال الفرزدق % ( أَسك َان كان ابن الم َاغة ِإذ هجا % تَميماً بجوف الشام أَم متَساكر ) % | فهذا‬
             ‫ْ ُ ُ‬              ‫َْ‬
                            ‫ٍ‬                 ‫ِ‬                      ‫ِ‬
 ‫إنشاد بعضهم | و ُهم ينصب السك ان ويرفع اآلخر على قطع وابتداء % ( واذا كانا معرفة فأنت‬
       ‫ً‬                            ‫ٍ‬                ‫ر َ َْ‬        ‫أكثر َ ْ ُ‬              ‫ُ‬
                                                    ‫بالخيار ُّهما ما جعلتَه فاعال رفعتَه ونصبت‬
                                                    ‫َ‬                               ‫أي‬
                                                             ‫____________________‬
‫(0/94)‬




‫اآلخر كما فعلت ذلك في ضرب وذلك قولك كان أخوك زيدا وكان زيد صاحبك وكان هذا زيدا وكان‬
                    ‫َ‬    ‫ٌ‬                                ‫َ‬          ‫َ‬           ‫َ‬
                                                                               ‫ِ‬
     ‫المتكلم أخاك | وتقول من كان أَخاك ومن كان أخوك كما تقول من ضرب أباك إذا جعلت من‬
      ‫َ َْ‬             ‫َ‬      ‫َ‬                                              ‫ُ‬
 ‫الفاعل ومن ضرب ُوك إذا جعلت األب الفاعل | وكذلك أُّهم كان أخاك و َّهم كان أخوك | وتقول‬
                     ‫أي‬             ‫َي‬            ‫َ‬       ‫َ‬             ‫َ أب‬            ‫َ‬
      ‫ما كان أخاك َّ زيد كقولك ما ضرب أخاك َّ زيد | ومثل ذلك قوله عز وجل ! 2 < ما كان‬
                                             ‫إال ٌ‬          ‫َ‬            ‫إال ٌ‬
‫حجتهم إال أن قالوا > 2 ! ! 2 < وما كان جواب قومه إال أن قالوا > 2 ! | وقال الشاعر % ( وقد‬
 ‫عِلم األَقوام ما كان دائهَا % بثَهالن إ ّ الخ ْ ى ممن يقودها ) % | وان شئت رفعت األول كما تقول‬
            ‫َ ّ‬                          ‫َ ال ِ ز ُ ِ َّ ْ َ ُ‬         ‫َ ََ‬       ‫ََ ْ ُ‬
    ‫ما ضرب أخوك إال زيدا | وقد قر بعض ّاء ما ذكرنا بالرفع | ومثل قولهم من كان أخاك قول‬
    ‫ُ‬                       ‫ُ‬                        ‫القر‬      ‫أ‬     ‫ً‬
      ‫العرب ما جاءت حاجتَك كأنه قال ما صارت حاجتَك ولكنه أدخل التأنيث على ما حيث كانت‬
                                    ‫ّ‬                        ‫ّ‬          ‫ْ‬
                                                         ‫____________________‬

‫(0/15)‬




                           ‫َّ‬
  ‫الحاجة كما قال بعض العرب من كانت أُمك حيث أَوقع من على مؤنث | وانما صَّر جاء بمنزلة‬
             ‫ُ يَ‬                  ‫َْ‬       ‫َّ َ ْ ُ‬                              ‫َ‬
     ‫كان في هذا الحرف وحده َّه بمنزلة المثَل كما جعلوا عسى بمنزلة كان في قولهم % ( عسى‬
                                    ‫ََ‬                        ‫َ ألن‬
 ‫الغوير أَبؤساً % ) % ال يقال عسيت أخانا | وكما جعلوا لَدن مع غدوةَ منون ً في قولهم لَدن غدوةً‬
   ‫ُ ْ َُْ‬           ‫َُْ ّ ة‬         ‫ُْ‬                      ‫َ َْ َ‬     ‫و‬          ‫َُ ُْ ْ ُ‬
 ‫ى مثل ذلك إن شاء‬                                                    ‫َّ‬
                    ‫ومن كالمهم أن يجعلوا الشئ في موضع على غير حاله في سائر الكالم وستر‬
                                                           ‫ٍ‬                 ‫َ‬
    ‫اهلل | ومن يقول من العرب ما جاءت حاجتُك كثير كما يقول من كانت أمك | ولم يقولوا ما جاء‬
                         ‫ْ ُّ‬                       ‫ٌ‬          ‫ْ‬
    ‫حاجتَك كما قالوا من كان أمك ألنََه بمنزلة المثَل فألزموه التاء كما اتّفقوا على لعمر اهلل في‬
             ‫َ ُ‬                 ‫َ‬                ‫َ‬           ‫َّّ‬    ‫َّ‬     ‫َْ‬
 ‫اليمين | عم يونس أنه سمع رؤبة يقول ما جاءت حاجتُك فيرفع | ومثل قولهم ما جاءت حاجتَك إذ‬
              ‫ْ‬              ‫ُ‬        ‫َ‬            ‫ْ‬              ‫ُ‬          ‫ُ‬       ‫وز‬
  ‫َ ِ ْ‬
‫صارت تقع على َّث ق اءةُ بعض ّاء ! 2 < ثم لم تكن فتنتهم إال أن قالوا > 2 ! و ^ ( تْلتَقطهُ‬
                                                           ‫القر‬       ‫مؤن ر‬           ‫ْ َ‬
         ‫َ ّ‬                   ‫ب‬            ‫ْ‬                          ‫ب‬         ‫َّي ِ ِ‬
      ‫بعض السَّارَة ) ^ | ورَّما قالوا في بعض الكالم ذهبت بعض أصا ِعه واَّما أنت البعض ألنه‬
                     ‫ن ّ‬                ‫ُ‬                                           ‫َ‬      ‫َْ ُ‬
                                                     ‫ُ َّ‬                      ‫أضافه إلى مؤن ٍ‬
             ‫ّث هو منه ولو لم يكن منه لم يؤنثْه ألنه لو قال ذهبت عبد أمك لم يحسن‬
                        ‫ْ ُ َّ‬
              ‫َْ ُْ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/05)‬
‫َِ ْ‬
‫| ومما جاء مثلُه في الشعر قول الشاعر األعشى % ( وتَشرق بالقول اّذي قد أذعتَهُ % كما شرقَت‬
                 ‫َْ‬      ‫ل‬            ‫َْ‬
                                            ‫ٍ‬                               ‫ِ ِ َ َّ‬
  ‫صدر القَناة من الدِم ) % | ألن صدر القناة من مؤنث | ومثله قول جرير % ( إذا بعض َّنين‬
   ‫ُ الس َ‬                                                  ‫َ‬                                ‫َ ُْ‬
                                   ‫ِ‬
 ‫تَعرقَتْنا % كفَى األَيتام فَقد أبِى اليتيم ) % | ألن بعض ههنا سنون | ومثله قول جرير أيضاً % (‬
               ‫ٍ‬                                ‫َّ‬                     ‫َ َْ‬                    ‫َ َّ‬
                              ‫َ‬             ‫َ‬                    ‫َ‬
                                     ‫ُ ُ َّ ع‬       ‫ِ‬                        ‫َ َ ُ ُّ َ ْ ِ‬
    ‫لما أتَى خبر الزبير تَواضعت % سور المدينة والجبال الخش ُ ) % | ومثله قول ذي الرمة % (‬
          ‫ُّ ّ‬                                               ‫ُ ُ‬     ‫ََ ْ‬                         ‫َ َّ‬
                                     ‫ِ ّ ِ‬         ‫ِ َ َ ُّ‬
                              ‫مشين كما اهتزت رماح تسفَّهَت % أعاليها مر الرياح النواسم ) %‬
                                                                   ‫ْ‬      ‫ٌ‬     ‫َّ ْ‬        ‫َ َْ َ‬
                                                                     ‫____________________‬

‫(0/25)‬



                                                    ‫َْ ِ‬
   ‫| وقال العجاج % ( ُول الليالي أس عت في نقضى % ) % | وسمعنا من العرب من يقول ممن‬
                                                              ‫ْر ْ‬         ‫ط ُ‬              ‫ّ‬
    ‫ّ ِْ َ‬                                 ‫ِ‬                         ‫ِ َّ‬
   ‫يوثق به اجتَمعت أهل اليمامة ألنه يقول في كالمه اجتمعت اليمامةُ يعني أهل اليمامة فأنث الفعل‬
                                                                               ‫ْ ُ‬
‫في اللفظ إذ جعله في اللفظ لليمامة فترك اللفظَ يكون على ما يكون عليه في سعة الكالم | ومثلُه في‬
                      ‫َ‬                           ‫ُ‬                                         ‫ْ‬
‫َِ ٍ أ ب ْ‬
‫هذا يا طْلحةَ أَق ِل ألن أكثَر ما يدعو طلحةَ بالترخيم فَتَرك الحاَء على حالها | ويا تَيم تيم عدىّ َق ِل‬
                ‫َْ‬                           ‫َ‬                     ‫َ ُ‬         ‫َ َ ْب ْ َّ‬
  ‫ى‬                     ‫ٍٍ‬              ‫ِ‬                    ‫ْ ْ َِ ٍ‬
    ‫| وقال الشاعر جرير % ( يا تَيم تَيم عدىّ ال أباَلَكم % ال يْلقيَّكم في سوءةَ عمر ) % | وسنر‬
                   ‫ُ َُ‬     ‫َْ‬    ‫ُ َن ُ ُ‬       ‫ُُ‬               ‫َ َ‬
    ‫ى ما إثبات‬
     ‫ُ‬                       ‫هذا َّنا في مواضعه إن شاء إنشاء اهلل | وترك التاء في جميع هذا ُّ‬
              ‫الحد والوجهُ وستر‬                       ‫ُ‬                                         ‫مبي‬
       ‫َّن في بابه | فإن قلت من‬
       ‫َْ‬                    ‫التاء فيه حسن إن شاء اهلل من هذا النحو لكثرته في كالمهم | وسيبي‬
                                                                                ‫ٌ‬
                                                    ‫ضربت عبد أُمك أو هذه عبد زينب لم يجز‬
                                                      ‫ُ‬      ‫ُ َ َْ َ‬          ‫َ ََ ْ ُ ّ‬
                                                                     ‫____________________‬

‫(0/35)‬



                                                             ‫َِ‬
‫| ألنه ليس منها ال بها ال يجوز أن تْلفظ بها و أنت تريد العبد ( هذا باب تُح ِر فيه الن ِة بنك ة ) |‬
    ‫ّكر ر‬             ‫ْ بُ‬            ‫َ‬                                    ‫و‬     ‫و‬
        ‫ّ َ َُ‬                 ‫ِ‬
       ‫وذلك قولك ما كان أحد مثلك وما كان أحد خير منك وما كان أحد مجترئا عليك | وانما حسن‬
                                   ‫ٌ‬                 ‫ٌ ا‬
                                                     ‫ً‬                   ‫ٌ َ‬
               ‫َ َّ‬                                       ‫ِ‬
   ‫اإلخبار ههنا عن النك ة حيث أردت أن تَنفى أن يكون في مثل حاله شىء أو فوقهُ ألن المخا َب‬
    ‫طَ‬                      ‫ٌ‬                    ‫َ‬    ‫َ ْ‬                     ‫ر‬            ‫ُ‬
   ‫قديحتاج إلى أن تُعِلمهَ مثل هذا | واذا قلت كان رجل ذاهباً فليس في هذا شيء تُعلمهُ كان جهَه |‬
      ‫َ ِل‬          ‫ِ‬
                        ‫ٌ‬
                                             ‫ٌ ِ‬                          ‫َ‬      ‫ْ‬              ‫َ‬
   ‫ولو قلت كان رجل من آل فالن فارسا حسن ألنه قد يجتاج إلى أن ت عِمه أن ذلك في آل فالن‬
    ‫ٍ‬                  ‫ٌ ْلَ ّ‬             ‫َ ُ‬       ‫ً َ َُ ّ‬         ‫ٍ‬           ‫ٌ‬
                  ‫َ‬           ‫ي َ‬       ‫َ ْ ّ‬              ‫ٍ‬
 ‫وقد يجهلَه | ولو قلت كان رجل في قوم عاقال لم يحسن ألنه ال ُستنكر أن يكون في الدنيا عاقل‬
                                                                   ‫ٌ‬         ‫َ‬          ‫َْ َُ‬
 ‫ٍ‬                     ‫ٍ‬          ‫ِ َ ْ ُ ُ َْ ُ ُ ُ و‬              ‫ٍ‬
 ‫وأن يكون من قوم | فعلى هذا النحو يحسن ويقبَح | ال يجوز ألحد أن تَضعه في موضع واجب‬
      ‫ِ‬                                                                   ‫َ‬
‫لو قلت كان أحد من‬
                                                                             ‫ٌ‬       ‫َ‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/45)‬




‫آل فالن لم يجز ألنه إنما وقع في كالمهم نفيا عاما | يقول الرجل أتاني رجل يريد واحدا في العدد ال‬
            ‫ً‬          ‫ٌ‬         ‫ُ‬            ‫ًْ ً‬                          ‫ّ‬
 ‫اثنين فيقال ما أتاك رجل أي أتاك أكثر من ذلك أو يقول أتاني رجل ال أمر ٌ فيقال ما أتاك رجل أي‬
                         ‫أة‬    ‫ٌ‬                           ‫ُ‬           ‫ٌ‬
 ‫ام أة أتتْك | ويقول أتاني اليوم رجل أي في قوته ونفاذه فتقُول ما أتاك رجل أي أتاك ُّعفاء | فإذا‬
        ‫الض ُ‬            ‫ٌ‬                          ‫ّ‬          ‫َ ٌ‬                          ‫ر‬
‫قال ما أتاك أحد صار نفيً عاما لهذا َّه فإنما مج اه في الكالم هذا | ولو قال ما كان مثلُك أحدً أو‬
   ‫ا‬                                          ‫ر‬           ‫كل‬       ‫ا ّ‬          ‫ٌ‬
  ‫ما كان زيد أحدً كان ناقضا ألنه قد علم أنه ال يكون زيد ال مثلُه إ ّ من الناس | ولو قلت ما كان‬
           ‫َ‬                  ‫ال‬             ‫ٌو‬           ‫َُ‬          ‫ً‬         ‫ٌ ا‬
   ‫مثلك اليوم أحد فإنه يكون أن ال يكون في اليوم إنسان على حاله َّ أن تقول ما كان زيد أحدا أي‬
      ‫ٌ ً‬                      ‫إال‬               ‫ٌ‬                            ‫َ ٌ ِّ‬        ‫َ‬
 ‫َ َ‬      ‫ََ َ ٌ ا‬                    ‫َّ‬
 ‫من األحدين | وما كان مثلُك أحدً على وجه تصغي ه فتصير كأنك قلت ما ضرب زيد أحدً وما قتل‬
                                                ‫ر َ‬            ‫ا‬                       ‫ِ‬
                                                                          ‫َ‬        ‫َ َ‬
   ‫مثلُك أحدً | والتقديم والتأخير في هذا بمنزلته في المعرفة وما ذكرت لك من الفعل | وحسن ِ ّكر‬
  ‫ُت الن ةُ‬                     ‫ُ‬                                     ‫ُ‬     ‫ُ‬        ‫ا‬
              ‫ِ‬         ‫ِ‬                  ‫ِ‬                    ‫ِ‬
‫ههنا في هذا الباب ألنك لم تجعل األعرف في موضع األنكر | وهما متكافئان كما تكافأت المعرفتان‬
                                                        ‫َ‬                ‫ّ‬
                            ‫ُ‬
                                   ‫ِ‬                                ‫ِ‬
 ‫ألن المخاطب قد يحتاج إلى علم ما ذكرت لك وقد عرف من تَعنى بذلك كمعرفتك | وتقول ما كان‬
                                     ‫ْ‬        ‫ََ َ‬    ‫ُ‬                     ‫ََ َ‬           ‫و ّ‬
     ‫فيها أحد خير منك وما كان أحد مثلُك فيها وليس أحد فيها خير منك إذا جعلت فيها مستقر ولم‬
         ‫َ َّا‬       ‫َ‬                   ‫ٌ‬       ‫ٌ‬                ‫ٌ‬               ‫ٌ ٌ‬
          ‫تَجعْله على قولك فيها زيد قائم َجريت الصفة على االسم | فإن جعلتَه على قولك فيها زيد‬
          ‫ٌ‬                                              ‫أ َ‬        ‫ٌ‬
                                                            ‫____________________‬

‫(0/55)‬




  ‫قائم نصبت تقول ما كان فيها أحد خير منك وما كان أحد خير منك فيها إ ّ أنك إذا أردت اإللغاء‬
                       ‫ال‬            ‫ٌ ا‬
                                     ‫ً‬                  ‫ا‬
                                                        ‫ٌ ً‬                       ‫َ‬   ‫ٌ‬
                                   ‫ا‬
                                   ‫ً‬                                  ‫ِ‬
  ‫فكّما أَخرت الذي تلغيه كان أحسن | واذا أردت أن يكون مستقر تكتفي به فكلما قدمته كان أحسن‬
                                                                                 ‫ل ّ َ‬
                                                            ‫َ‬
               ‫َّ ر‬
     ‫ألنه إذا كان عامالً قي شيء قدمته كما تقدم أظن وأحسب واذا أَلغيت أَخرتَه كما تؤخ هما ألنهما‬
                             ‫َ ّ‬
        ‫ِ‬                    ‫ً‬              ‫ا‬                                     ‫ا‬    ‫ِ‬
  ‫ليسا يعمالن شيئً | والتقديم ههنا والتأخير فيما يكون ظرفً أو يكون اسما في العناية واالهتمام مثلُه‬
                                                                                            ‫َ‬
                                                                       ‫ُ‬
          ‫ُ ما ذكرت لك من التقديم والتأخير واإللغاء‬
                                                  ‫فيما ذكرت لك في باب الفاعل والمفعول | وجميع‬
                                                                                         ‫ُ‬
                                          ‫ّ‬    ‫ّ‬                        ‫ّ‬      ‫ٌّ‬
   ‫واالستق ار عرب ى جيد كثير فمن ذلك قوله عز وجل ! 2 < ولم يكن له كفوا أحد > 2 ! | وأهل‬
                                                                                     ‫ر‬
 ‫الجفاء من العرب يقولون ولم يكن كفُوً أَحد كأنهم أخروها حيث كانت غير مستق َّة | وقال الشاعر |‬
                 ‫َر‬        ‫َ‬                ‫ّ‬       ‫ْ ُ ا ٌ‬                             ‫َ َ‬
‫% ( لتَقَرِن قَربا جْلذ َّ % ما دام فيهن فَصيل َّ ) % % ( فقد دجا َّيل فهََّا هَّا % ) %‬
         ‫ْ َ الل ُ َ ِ َ ي ِ ي‬           ‫ٌ حيا‬    ‫َ ّ‬           ‫َ ْ ْ ُ ب َّ َ ً ُ ِ يا‬
                                                          ‫____________________‬

‫(0/65)‬




‫( هذا باب ما أُج َى مج ى ليس في بعض المواضع بلغة أهل الحجاز ثم يصير إلى أصله ) | وذلك‬
                  ‫َ ُ‬                                         ‫ْ ر َ ْ ر َْ َ‬
  ‫الحرف ما | تقول ما عبد اهلل أخاك وما زيد منطلقاً | وأما بنو تميم فيجرونها ى أما وهل أي ال‬
                 ‫مجر‬                  ‫ّ‬            ‫ٌ‬                 ‫ُ‬                ‫ُ‬
     ‫يعملونها في شئ وهو القياس ألنه بفعل وليس ما كليس ال يكون فيها إضمار وأما أهل الحجاز‬
             ‫ُ‬                          ‫و‬
        ‫ِ‬
     ‫فيشبهونها بلَيس إذ كان معناها كمعناها كما شبهوا بها الت في بعض المواضع وذلك مع الحين‬
                                      ‫َ‬          ‫ّ‬                            ‫َْ‬        ‫َ‬
                                    ‫ِ‬                  ‫ِ‬
   ‫َّ ْ‬
   ‫خاص ً ال تكون الت ّال مع الحين تُضمر فيها مرفوعا وتَنصب الحين ألنه مفعول به | ولم تَمكن‬
                         ‫ّ‬         ‫ْ ُ‬                ‫ْ ُ‬              ‫َ إ‬           ‫ّة‬
 ‫َ‬           ‫ٍ‬             ‫ِ‬
 ‫تمكنها ولم تستعمل إال مضمر فيها َّها ليست كليس في المخاطبة واإلخبار عن غائب تقول لست‬
                                ‫َ‬                 ‫ْ‬      ‫ألن‬   ‫َ ا‬
                                                               ‫ً‬                        ‫ُّ َ‬
‫ولست وليسوا وعبد اهلل ليس ذاهبا فتَب ِى على المبتدإ وتُضمر فيه ال يكون هذا في الت ال تقول عبد‬
‫ُ‬                             ‫و‬        ‫ِ‬
                                      ‫ْ ُ‬                 ‫ْن‬                 ‫ُ‬            ‫ِ‬
    ‫اهلل الت منطلقا ال قومك التُوا منطلقين | ونطيرَ الت في أنه ال يكون ِإ َّ مضمر فيه ليس و َ‬
    ‫ال‬          ‫َا‬    ‫ال‬            ‫ّ‬      ‫ِ َ َ ُ ُ َ‬                  ‫ًو ُ‬            ‫َ‬
                                         ‫ُ ًِْ‬
                                         ‫يكون في االستثناء إذا قلت أتَوني ليس زيدً ال يكون بشر‬
                                         ‫ا‬         ‫او‬            ‫ْ‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/75)‬




                                                 ‫َ َ ِ ُ َ‬
  ‫| عموا أن بعضهم قر ^ ( و الَت حين مناص ) ^ وهي قليلة كما قال بعضهم في قول سعد بن‬
                                                                       ‫أ‬    ‫َ‬   ‫ّ‬     ‫وز‬
     ‫مالك القيسى % ( من فَر عن ِي انِها % فأنا ابن قَيس ال ب اح ) % | جعلها بمنزلة ليس فهي‬
                        ‫َ‬        ‫ْ ُ ْ ٍ َر ُ‬               ‫نر‬      ‫َ ْ َّ‬
       ‫َ و َّ ُ‬
   ‫بمنزلة الت في هذا الموضع في الرفع | ال يجاوز بها هذا الحين رفعت أو نصبت ال تَمكن في‬
                          ‫َ‬                  ‫َُ‬      ‫و‬                             ‫َ‬
                                                                         ‫َّ‬     ‫ُّ‬
                            ‫الكالم كتمكن ليس وانما هي مع الحين كما أن لَدن إنما ُنصب بها‬
                                ‫ُ ْ ّ يْ َ ُ‬
                                                              ‫____________________‬

‫(0/85)‬




        ‫ُ‬       ‫ِ ْ َ َّ‬
   ‫مع غدوةً وكما أن التاء ال تَجر في القسم ال في غي ه إ ّ في اهلل إذا قلت تاهلل ألَفعلَن | ومثل ذلك‬
                                             ‫ر ال‬         ‫و‬          ‫ُّ‬            ‫ّ‬         ‫َُْ‬
    ‫قوله عز وجل ! 2 < ما هذا بشر > 2 ! في لغة أهل الحجاز | وبنو تميم يرفعونها َّ من د ى‬
     ‫َر‬     ‫إال‬        ‫َْ‬                                         ‫ا‬                    ‫ّ‬     ‫ّ‬
‫ِ‬                                   ‫ِ‬
 ‫كيف هي في المصحف | فإذا قلت ما منطلق عبد اهلل أو ما مس ٌ من أعتَب رفعت | ال يجوز أن‬
             ‫َ و‬      ‫ُ ئ َْ ْ َ‬              ‫ٌ ُ‬                        ‫ُ َ‬
     ‫َّ َ ِ‬                                ‫َّ‬                  ‫َّ‬     ‫َّ ا‬
     ‫يكون مقدما مثلَه مؤخر كما أنه ال يجوز أن تقول إن أخوك عبد اهلل على حد قولك إن عبد اهلل‬
                      ‫ّ‬           ‫َ‬                                                ‫َ ّ‬
  ‫ُّ‬
 ‫أخوك َّها ليست بفعل واَّما جعلت بمنزلته فكما لم تتصرف إنََ كالفعل كذلك لم يجز فيها كل‬
            ‫َ ُْ‬                       ‫َّ‬                ‫ن ُ ْ‬                     ‫ألن‬
                              ‫َّّ‬
 ‫ما يجوز فيه ولم تَقو قوتَه فكذلك ما | وتقول ما زيد إ ّ منطلق تَستَوي فيه اللغتان | ومثله قوله عز‬
 ‫ّ‬                                     ‫ٌ‬   ‫ٌ ال‬                           ‫َْ ّ‬
‫وجل ! 2 < ما أنتم إال بشر مثلنا > 2 ! لم تَقو ما حيث نقضت معنى ليس كما لم تَقو حين قدمت‬
‫ّ َ‬         ‫َْ‬                      ‫ْ َ‬  ‫ُ‬           ‫َْ‬                                       ‫ّ‬
                                     ‫ٍ‬
  ‫الخبر | فمعنى ليس النفى كما أن معنى كان الواجب وكل واحد منهما يعني كان وليس إذا جردته‬
      ‫ّ‬                                       ‫ُ‬                   ‫ّ‬    ‫ُ‬                     ‫َ‬
     ‫فهذا معناه | فإن قلت ما كان أَدخلت عليها ما ُنفى به | فإن قلت ليس زيد إ ّ ذاهبا أَدخلت ما‬
        ‫َ‬            ‫ٌ ال‬         ‫َ‬              ‫يْ َ‬        ‫َ‬               ‫َ‬
                                               ‫ِ َ ِ‬                     ‫ِْ‬
                             ‫َْ‬                                ‫َْ‬           ‫َ َ‬             ‫ِ ُ‬
           ‫يوجب كما أدخلت ما ينفي | فلم تَقو ما في باب قْلب المعنى كما لم تَقو في تقديم الخبر‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/95)‬




  ‫| عموا أن بعضهم قال وهو الفرزدق % ( فأصبحوا قد أعاد اهللُ ِعمتَهُم % إذ هم قريش و إذ ما‬
           ‫ُ ْ َْ ْ ٌ‬       ‫نَْ ْ‬     ‫َ‬         ‫ُْ‬                               ‫َ‬    ‫ّ‬        ‫وز‬
                     ‫ُ َّ ٍ‬         ‫ّ َ ُ َ ٍ‬
  ‫مثلَهُم بشر ) % | وهذا ال يكاد ُعرف كما أن الت حين مناص كذلك | ورب شئ هكذا وهو كقول‬             ‫ِ‬
                                                             ‫َ ي َْ‬                      ‫ْ َ َُ‬
‫بعضهم هذه مْلحفَ ٌ جديد في القَّة | وتقول ما عبد اهلل خارجً ال معن ذاهب تَرفعه على أن ال تُشرك‬
‫َ َ‬                      ‫ٌ‬     ‫ا و ٌَْ‬           ‫ُ‬             ‫ِل ِ‬       ‫ِ َة ٌ‬
                      ‫ٌ‬                      ‫ُ‬                      ‫ْ ُِ‬              ‫َ‬
                                                                                        ‫ِ‬
   ‫االسم اآلخر في ما ولكن تَبتَدئهُ كما تقول ما كان عبد اهلل منطلقا ال زيد ذاهب إذا لم تجعله على‬
                            ‫و ٌ‬                                                               ‫َ‬
 ‫كان وجعلتَه غير ذاهب اآلن | وكذلك ليس | وان شئت جعلتها ال التي يكون فيها االشت اك فتنصب‬
          ‫ر‬                                                                                     ‫َ‬
 ‫كما تقول في كان ما كان زيد ذاهبا ال عمرو منطلقا | وذلك قولُك ليس زيد ذاهبا ال أخوك منطلقا‬
                 ‫و‬       ‫ٌ‬                                ‫و‬          ‫ٌ‬
   ‫وكذلك ما زيد ذاهبا ال معن خارجا | وليس قولُهم ال يكون في ما إ ّ الر ُ بشيء َّهم يحتجون‬
       ‫ألن َ ّ‬        ‫ال فع‬                                     ‫ٌ‬    ‫و‬        ‫ٌ‬
   ‫ٌ‬     ‫و‬          ‫َ ِْ‬
   ‫ُ أن تقول ال ليس ال ما فأنت تقول ليس زيد ال أخوه ذاهبين وما عمرو ال خالد‬
                                 ‫ٌو‬                       ‫و‬     ‫و‬          ‫ّك ال تستطيع‬‫بأن‬
                                                                            ‫َْ ِ ْ ِ ُ‬
                                                   ‫منطلقين فُتشركه مع األول في ليس وفي ما‬
                                                                   ‫ّ‬
                                                            ‫____________________‬

‫(0/16)‬




   ‫فما يجوز فيها الوجهان كما يجوز في كان َّ أنك إن حملتَه على األول أو ابتدأت فالمعنى أنك‬
     ‫ّ‬            ‫ِ‬
                          ‫ّ‬                   ‫إال ّ‬                 ‫ِ‬
   ‫تَنفى شيئً غير كائن في حال حديِثك | وكان االبتداء في كان َوضح ألن المعنى يكون على ما‬‫ِْ‬
           ‫ُ‬            ‫َ أْ َ َ ّ‬         ‫ُ‬       ‫َ‬                        ‫ا َ‬
               ‫ُ‬              ‫َ‬                  ‫ير‬     ‫ِ‬
  ‫مضى وعلى ما هو اآلن | وليس يمتَنع أن اد به األول كما أردت في كان | ومثل ذلك قولك إن‬
                                         ‫ّ‬
                 ‫ِ ٌ‬        ‫ِ‬
  ‫زيدا ظريف وعمر و وعمر فالمعنى في الحديث واحد وما ي اد من اإلعمال مختلف في كان وليس‬
                                   ‫ر‬       ‫ٌ‬                     ‫ا‬
                                                                 ‫ً‬       ‫ٌ‬      ‫ٌ‬
‫َ‬                     ‫ِ ٍ‬
  ‫وما | وتقول ما زيد كريما ال عاقال أبوه تَجعلُه كأنه لألول بمنزلة كريم ألنه ملتبس به إذا قلت أبوه‬
                                                ‫ّ‬                       ‫و‬       ‫ٌ‬
                  ‫ٌ‬                       ‫ّ‬
 ‫تُجريه عليه كما أجريت عليه الكريم ألنك لو قلت ما زيد عاقال أبوه نصبت وكان كالما | وتقول ما‬
             ‫ً‬           ‫َ‬                ‫ٌ‬                   ‫َ ّ‬            ‫َ‬
      ‫زيد ذاهبا ال عاقل عمر و ألنك لو قلت ما زيد عاقال عمرو لم يكن كالما ألنه ليس من سب ِه‬
       ‫ب‬             ‫ً ّ‬                    ‫ً‬      ‫ٌ‬        ‫َ‬         ‫ّ‬     ‫ٌ ٌ‬        ‫و‬        ‫ٌ‬
                                        ‫ِ‬            ‫ِّ ّ‬
 ‫فتَرفعه على االبتداء والقطع من األول كأنك قلت وما عاقل عمر و | ولو جعلتَه من سببِه لكان فيه‬
     ‫َ‬                            ‫ٌ ٌ‬                                                 ‫ُ‬
              ‫َّ َّ َ‬    ‫َ‬         ‫ّ‬               ‫َ ُْ‬      ‫ِ‬    ‫ِ‬
   ‫له إضمار كالهاء في األب ونحوها ولم يجز نصبهُ على ما ألنك لو ذكرت ما ثُم قدمت الخبر لم‬
                                                                                  ‫ٌ‬
       ‫َ‬
   ‫يكن إ ّ رفعا | وان شئت قلت ما زيد ذاهبا ال كريم أخوه إن ابتدأتَه ولم تجعله على ما كما فعلت‬
                                              ‫ٌ‬     ‫ًو‬      ‫ٌ‬                    ‫ْ ال ً‬
    ‫ا‬
    ‫ذلك حين بدأت باالسم | ولكن ليس وكان يجوز فيهما النصب وان قدمت الخبر ولم يكن ملتبسً‬
                    ‫َ‬      ‫ّ‬        ‫ُ‬                              ‫ّ‬           ‫َ‬
   ‫ٌ‬           ‫و‬       ‫ٌ‬                    ‫َّ ا‬         ‫َّ‬
   ‫ألنك لو ذكرتهما كان الخبر فيهما مقدما مثلَه مؤخر وذلك قولك ما كان زيد ذاهبا ال قائمً عمرو‬
        ‫ا‬                                                          ‫ُ‬                     ‫ّ‬
                                                              ‫____________________‬

‫(0/06)‬




 ‫ٌ‬         ‫ٌ‬       ‫َ‬         ‫ّ َ َّ‬                  ‫و ُ ْ ِ ٌ ٌ فع ْ َ ُ‬
‫| وتقول ما زيد ذاهبا ال محسن زيد الر ُ أَجود وان كنت تريد األول ألنك لو قلت ما زيد منطلقا زيد‬
                                                                               ‫ٌ‬
            ‫َ‬            ‫ّ‬              ‫ٌ‬                                          ‫َّ‬
‫لم يكن حد الكالم وكان ههنا ضعيفا ولم يكن كقولك ما زيد منطلقا هو ألنك قد استغنيت عن إظها ه‬
‫ر‬
                               ‫ٍ‬                             ‫ْ ِ ر َ تر ّ‬                   ‫َّ‬
‫وانما ينبغي لك أن تُضم َه | أال ى أنك لو قلت ما زيد منطلقً أبو زيد لم يكن كقولك ما زيد منطلقا‬
         ‫ٌ‬                           ‫ٌ ُْ ا‬        ‫َ‬
   ‫أبوه ألنك قد استغنيت عن اإلظهار فّما كان هذا كذلك أ ى م ى األجنبى واستُؤِف على حاله‬
              ‫ْن َ‬    ‫ْ َ َّ‬     ‫ُجر ُ جر‬                     ‫ل‬            ‫َ‬           ‫ّ‬
    ‫حيث كان هذا ضعيفً فيه | وقد يجوز أن تَنصب | قال الشاعر وهو سواد بن عدى % ( ال َى‬
      ‫أر‬         ‫ّ‬        ‫َ ُ‬                     ‫َ‬                       ‫ا‬              ‫ُ‬
                                         ‫َِ ا‬    ‫َِ‬
                                    ‫الموت يس ِق الموت ٌ % نغص الموت ذا الغنى والفقير ) %‬
                                                           ‫ُ‬    ‫َ ْ َ َ ْ ب ُ َ ْ َ شئ َ َّ َ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/26)‬




       ‫َ ِ ِ ْ َ ٍّ‬         ‫ظ ِ‬
  ‫| فأعاد اإلظهار | وقال الجعدى % ( إذا الوحش ضم الوحش في ُلُالتَها % سواقطُ من حر وقد‬
                                       ‫َ ْ ُ َ َّ َ ْ َ‬          ‫ّ‬               ‫َ‬
           ‫كان أظهر ) % | والرفع الوجه | وقال الفرزدق % ( لَعمرك ما معن بتارك ح َّه % ال من ِ‬
 ‫و ُ ْس ٌ معن‬
 ‫ئ ٌَْ‬               ‫ٌ ِ ِ قِ‬                                                        ‫َ ْ َ اَ‬
                         ‫َ‬        ‫َُْ َ َ ْ‬                        ‫ُ‬    ‫ُ‬
         ‫َّ ْ‬      ‫ّ‬                  ‫ٍ‬             ‫ٍ‬
‫ال متَيسر ) % | واذا قلت ما زيد منطلقا أبو عمر و وأبو عمر و أبوه لم يجز ألنك لم تُعرفه به ولم‬
                                                                ‫ٌ‬                     ‫و ُ َ َّ ُ‬
  ‫تَذكر له إضمار ال إظهار فيه فهذا ال يجوز َّك لم تَجعل له فيه سببا | وتقول ما أَبو زينب ذاهبا‬
  ‫ً‬     ‫َ َْ َ‬               ‫ً‬                        ‫ألن‬              ‫ا‬
                                                                       ‫ً‬      ‫او‬‫ً‬             ‫ْ ُْ‬
 ‫َِ ْ‬
‫ال مقيم ٌ أمها ترفع ألنك لو قلت ما أبو زينب مقَيمة أمها لم يجز ألنها ليست من سببه وانما عملت‬
                                    ‫ْ‬         ‫ُّ‬      ‫َ َْ َ ُ‬    ‫َ‬       ‫ّ‬        ‫ة ُّ‬           ‫و‬
                                        ‫ْ َ ُ َّ َّ‬
                                      ‫ما فيه ال في زينب | ومن ذلك قول الشاعر وهو األعور الشنى‬
                                                                              ‫َ‬
                                      ‫ّ‬
                                                                  ‫____________________‬
‫(0/36)‬




    ‫ٌ‬
         ‫ِ‬     ‫و‬         ‫ِ َ ْ ِ‬
                            ‫َ‬        ‫َ‬                ‫َ َّ ِ ِ َ ُر‬             ‫َ ِّ‬
    ‫% ( هون عليك فإن األُمور % بكف االله مقادي ها ) % % ( فليس بآتيك منهيهُّا % ال قاصر‬ ‫َ َّ ْ‬
                    ‫َّ‬
‫عنك مأْمو ها ) % | ألنه جعل المأمور من سبب األُمور ولم يجعله من سبب المذكر وهو المنهى |‬
                                                                                     ‫ُ رُ‬
   ‫َ ّ‬                                                          ‫َ‬
    ‫وقد ج َّه قوم فجعلوا المأمور للمنهى والمنِهى هو األُمور ألنه من األُمور وهو بعضها فأج اه وَنثه‬
         ‫ر أّ‬          ‫ُ‬                   ‫ُ ّ‬             ‫ُّ‬      ‫ّ‬        ‫َ‬         ‫َر ٌ‬
   ‫كما قال جرير % ( إذا بعض َّنين تَعرقتْنا % كفى األَيتام فَقد أَبى الي ِيم ) % | ومثل ذلك قول‬
                                ‫َت ِ‬   ‫َ َ‬           ‫ََ‬        ‫َ ْ ُ الس َ ّ‬
                                       ‫ِ‬                  ‫ٍ‬
  ‫الشاعر النابغة الجعدى % ( فلَيس بِمعروف لنا أن نردها % صحاحا ال مستَنكر َن تع َّر ) % |‬
            ‫ً و ُ ْ ْ َ ٌ أ ْ ُق َا‬            ‫ْ َ ُ َّ‬         ‫َْ َْ‬         ‫ّ‬
     ‫َ ُ َّ‬                   ‫ّ‬       ‫َْ‬    ‫ْ َ ٌ َ قر‬       ‫و‬         ‫َ ُّ‬
    ‫كأنه قال ليس بمعروف لنا ردها صحاحا ال مستَنكر ع ُها والعقر ليس للرد | وقد يجوز أن يجر‬      ‫ّ‬
                                         ‫ويحمله على الرد َّث ألنه من الخيل كما قال ذو الرمة‬
                                          ‫ُّ ّ‬                      ‫ّ ويؤن َ َّ‬       ‫َ َ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/46)‬



                                       ‫الن ِ‬              ‫ِ‬
   ‫| مشين كما أهتَزت رماح تَسفهَت % أَعاليها مر الرياح ُّواسِم ) % | كأنه قال تسفَّهَتْها الرياح‬
                                                                  ‫ْ َّ ْ ِ ٌ َ ْ‬
    ‫ّ ُ‬                    ‫ّ‬                     ‫َ َ ُّ َ‬                                 ‫َ َْ َ‬
 ‫وكأنه قال ليس ِيتَك منهُّها وليس بمعروفة ردها حين كان من الخيل والخيل مؤنث فأَنث | ومثل‬
          ‫ّ‬         ‫ُ َّ‬                             ‫ٍ ُّ‬               ‫بآت َ َ َ ْ ِ ي‬
   ‫هذا قوله تعالى جده ! 2 < بلى من أسلم وجهه هلل وهو محسن فله أج ه عند ربه ال خوف عليهم‬
                  ‫و‬           ‫ر‬                                                  ‫ّ‬
 ‫ال هم يحزنون > 2 ! َج َى األول على لفظ الواحد واآلخر على المعنى | هذا مثلُه في أنه تُكَّم به‬
    ‫ُل َ‬                                  ‫َ‬
                                            ‫ِ‬                    ‫َّ‬    ‫أ ْر‬                       ‫و‬
  ‫مذكر ثم أَّث كما جمع ههنا وهو في قوله ليس بآتِيتِك منهُّها كأنه قال ليس بآتيتك األُمور | وفي‬
            ‫ُ‬                       ‫ّ‬    ‫َ َ َ ْ ِي‬                         ‫ََ َ‬       ‫ّ ا ُن َ‬
                                                                                             ‫ً‬
                                             ‫ِ ا‬         ‫ِ‬                         ‫ٍ ُّ‬
  ‫ليس بمعروفة ردها كأنه قال ليس بمعروفة خيلُنا صحاحً | وان شئت نصبت فقلت ال مستنكر أن‬
      ‫ا‬
      ‫ًَ‬        ‫َ َ َْ َ ْ َ و‬
     ‫ها على قولك ليس زيد ذاهبا ال عمرو منطلقا أو ال منطلقا عمرو |‬
                        ‫و‬                   ‫و‬                         ‫تُع َّر ال قاصر عنك مأمور‬
                                                                                     ‫ا‬
                                                                                     ‫ً‬      ‫َق ا و‬
                                        ‫َ‬                ‫ة‬     ‫َ‬       ‫ُّ َ ْ َ ر و‬
                                        ‫وتقول ما كل سوادء تم ةً ال بيضاء شحم ٌ وان شئت نصبت‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/56)‬



     ‫ُ ٍ‬                           ‫َ و ُّ‬    ‫َّ‬
‫شحمة | وبيضاء في موضع جر كأنك أظهرت كل فقلت ال كل بيضاء | قال الشاعر أبو دواد % (‬
                                                                 ‫ٍّ‬                       ‫ً‬
                            ‫َ‬                                                   ‫ُ‬
 ‫أكل أم ِئ تَحس ِين امر % ونار تَوَّد َّْيل نار ) % | فاستغنيت عن تثنية كل لذكرك ِإَّاه في أول‬
  ‫ّ‬       ‫ي‬                      ‫َ‬              ‫ٍ َ ق ُ بالل ِ َا‬       ‫ُ َّ ْ ر ٍ ْ َ ب َ ْ َأ‬
                                                                        ‫َ‬
  ‫و ِ ِ‬                  ‫ِْ ُ ِ‬                                ‫ِ‬              ‫ِ‬
  ‫الكالم ولقّة التباسه على المخاطَب | وجاز كما جاز في قولك ما مثل عبد اهلل يقول ذاك ال أخيه‬
                                                                                     ‫ل‬
                                                                     ‫ُ‬
‫وان شئت قلت ال مثل أخيه | فكما جاز في جمع الخبر كذلك يجوز في تفريقه | وتفريقُه أن تقول ما‬
                                                                         ‫و ُ‬           ‫َ‬
      ‫ّ‬           ‫و ِ‬
 ‫مثل عبد اهلل يقول ذاك ال أخيه يك َهُ ذاك | ومثل ذلك ما مثل أخيك ال أبيك يق الن ذاك | فلما جاز‬
                              ‫و‬      ‫ُ‬                     ‫َ ْر‬        ‫و‬                   ‫ُ‬
   ‫في هذا جاز في ذلك ( هذا باب ما يج ى على الموضع ال على االسم الذي قبله ) | وذلك قولك‬
                                                    ‫ُ َر‬
                                            ‫َ‬     ‫و‬                   ‫ٌ ٍَ و َ‬
                                         ‫ليس زيد بجبان ال بخيال وما زيد بأخيك ال صاحبك |‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/66)‬




                                                 ‫َْ ِ‬         ‫ِْ َ‬          ‫ُّ َّ‬
      ‫والوجهُ فيه الجر ألنك تريد أن تُشرك بين الخبرين وليس ينقض إج َاؤهُ عليك المعنى | وأن يكون‬
      ‫َ‬                           ‫ْ رُ‬
     ‫َ َل‬                                        ‫ً‬                                 ‫ّ‬       ‫ِر‬
 ‫آخ هُ على أوله أولى ليكون حالُهما في الباء سواء كحالهما في غير الباء مع قُربه منه | وقد حمَهم‬
                 ‫َّ‬          ‫ِ ُّ‬          ‫َ‬
                                                   ‫ٍّ َ ِ ٍ‬
        ‫قُرب الجوار على أن جروا هذا جحر ضب خرب ونحوه فكيف ما يصح معناه | ومما جاء من‬
                                                              ‫ُ ُْ‬      ‫ْ ُّ‬         ‫ُ ِ ِ‬
   ‫ِ‬                ‫ُ ِ َ ّ َ ٌَ ْ ِ ْ‬                                        ‫ِ رِ‬
‫الشعر في اإلج اء على الموضع قول عقَيبةَ األَسدى % ( معاوى إنما بشر فأَسجح % فلسنا بالجبال‬
                                                         ‫ُ َْ‬
            ‫ُْ ْ‬               ‫ُ ِ َّ‬
‫ال الحديدً ) % | ألن الباء دخلت على شئ لو لم تَدخل عليه لم يخل بالمعنى ولم يحتَج إليها وكان‬
                                                                ‫ْ‬                     ‫ا‬       ‫و‬
                               ‫نصبا | أال ى أنهم يقولون ُك هذا وبحسبِك هذا فلم تغير الباء‬
                                       ‫َّ‬                      ‫حسب‬        ‫تر َّ‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/76)‬




                ‫ُ‬        ‫ٍ‬
‫معنى | ى هذا مج اهُ قبل أن تَدخل الباء ألن بحس ِك في موضع ابتداء | ومثل ذلك قول لبيد %‬
                             ‫ِ‬            ‫ب‬                       ‫َ ْر ْ َ‬     ‫َ ّ وجر‬
                                                  ‫َُْ ُ ّ‬
                                ‫َ َ ٍ َ زْ َ َ َ ِ ُ‬        ‫ِ َْ َ ِ ا‬       ‫ِْ ِ‬
‫( فإن لَم تَجد من دون عدنان والدً % ودون معد فْلتََعك العواذل ) % | والجر الوجهُ | ولو قلت ما‬
                    ‫َ ُّ‬                                                            ‫ْ ْ‬
‫ألنه ال يجوز حملُه على على | أال ى أنك لو قلت‬
            ‫تر‬                  ‫َْ‬             ‫ّ‬   ‫ُ‬        ‫ُ‬             ‫ِ و َ‬
                                                 ‫زيد على قومنا ال عندنا كان النصب ليس غير‬   ‫ٌ‬
                                                 ‫ال علَى عندنا لم يكن ألن عندنا ال تُستَعمل َّ‬
                                                                                   ‫ِ‬
                        ‫ْ َِ‬
 ‫ظرفا واَّما أردت أن تُخبر أنه ليس عندكم | وتقول‬
                                 ‫َ‬     ‫ن‬         ‫ْ َ ُ إال‬        ‫ّ ّ‬                         ‫و‬
                           ‫ُ َ َ َ ٍّ‬           ‫َ ِِ‬
     ‫أخذتَنا بالجود وفوقه ألنه ليس من كالمهم وبفوقه | ومثل ودون معد قول الشاعر وهو كعب بن‬
                                                                        ‫َ ْ َ ْ َْ َ ّ‬
        ‫ُ‬                                          ‫ْ‬
                  ‫ََ‬     ‫ِ‬            ‫َ‬               ‫ٍ‬     ‫َ َّ َ ْ َ ِ ُ َ ْ ِ ِ‬
             ‫جعْيل % ( أَالَ حى ندمانى عمير بن عامر % إذا ما تالَقينا من اليوم أو غدا ) %‬ ‫ُ ٍ‬
                                                                                           ‫َ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/86)‬
‫ٌ‬                    ‫ِ َا‬      ‫ِ‬      ‫ِ‬       ‫ِ‬   ‫َ ْ ّ َ َ ِ ْ َ َ ُ ْ َا‬
 ‫| وقال العجاج % ( كشحا طوى من َبلد مختار % من يأْسة اليائس أو حذار ) % | وتقول ما زيد‬
                                           ‫ْ َ‬                                     ‫ّ‬
   ‫كعمر و ال شبيهً به وما عمر و كخالد ال مفِلحً النصب في هذا جيد ألنك إنما تريد ما هو مثل‬
   ‫َ‬                     ‫ّ ٌ َّ‬          ‫ُ‬       ‫ٍ و ُْ ا‬          ‫ٌ‬         ‫ٍ و َ ا‬
   ‫فالن ال مفِلحً | هذا وجه الكالم | فإن أردت أن تقول ال بمنزلة من يشبهه جررت وذلك قولك ما‬
                                            ‫و‬                                    ‫ٍ و ُْ ا‬
 ‫أنت كزيد ال شبيه به فإنما أردت ال كشبيه به | واذا قلت ما أنت بزيد ال قريبا منه فإنه ليس ههنا‬
                           ‫و‬                                   ‫و‬                   ‫و‬
‫ا‬
‫معنى بالباء لم يكن قبل أن تَجئ بها وأنت إذا ذكرت الكاف تُمثَل | وتكون قريبا ههنا إن شئت ظرفً‬
     ‫َ‬           ‫ً‬                 ‫َ َ ُ‬            ‫َ‬
‫| فإن لم تجعل قريبا ظرفا جاز فيه الجر على الباء والنصب على الموضع ( هذا باب اإلضمار في‬
                                          ‫ُ‬                      ‫ُّ‬                ‫ً‬            ‫ِ‬
                    ‫ليس وكان كاإلضمار في إن ) | إذا قلت إنه من يأْتِنا نأ ِه وانه أَمةُ اهلل ذاهب ٌ‬
                    ‫ة‬             ‫ْت ّ َ‬               ‫ّ َْ َ‬               ‫ّ‬         ‫َ ِ‬       ‫َ‬
                                                                        ‫____________________‬

‫(0/96)‬




  ‫| فمن ذلك قول بعض العرب ليس خلَق اهللُ مثلَه | فل ال أن فيه إضمار لم يجز أن تَذكر الفعل ولم‬
      ‫َ‬      ‫ْ َُ‬            ‫ا‬
                             ‫ً‬             ‫و ّ‬                ‫َ َ‬                ‫ُ‬
           ‫ِ‬                ‫نبي ُ َ‬            ‫َّ‬                                  ‫ٍ‬
   ‫تُعمله في اسم ولكن فيه من اإلضمار مثل ما في إنهُ | وسوف َّن حال هذا في اإلضمار وكيف‬
                                                          ‫ُ‬                                ‫ِ‬
                                                                                              ‫ْ‬
 ‫َّ‬               ‫ِ‬ ‫هو إن شاء اهلل | قال الشاعر وهو حميد األرق ُ % ( فأصبحوا والنوى عالي معرِ‬
 ‫ُ َ َّ سهم % وليس كل‬
      ‫َ‬         ‫ْ‬              ‫َّ َ‬     ‫َْ ُ‬      ‫ُ َ ْ ٌ ْ َط‬
        ‫َّ‬                                                                            ‫ِ‬
‫النوى تُْلقى المساكين ) % | فلو كان كل على ليس ال إضمار فيه لم يكن إال الر ُ في كل ولكن ه‬
    ‫ٌ‬             ‫فع‬                  ‫َ‬      ‫و‬              ‫ّ‬                ‫َ ُ‬           ‫َّ َ‬
‫ُ‬         ‫َْ ُ‬        ‫َ‬       ‫َّ‬
‫انتصب على تُْلقى | ال يجوز أن تَحمل المساكين على ليس وقد قدمت فجعلت الذي يعمل فيه الفعل‬
                                                         ‫َ‬             ‫و‬                  ‫َ‬
     ‫اآلخر َيِلى األول وهذا ال يحسن | لو قلت كانت زيدً الحمى تَأْخذ أو تَأخذ الحمى لم يجز وكان‬
                    ‫ُ َّ‬         ‫ْ ا ُ َّ ُ ُ‬          ‫َ‬         ‫َْ ُ‬        ‫َّ‬          ‫ُ‬
                                                                                            ‫ِ‬
                                                                                              ‫قبيحا‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/17)‬



        ‫ِ‬
  ‫ُّ َ‬
 ‫| ومثل ذلك في اإلضمار قول بعض الشع اء العجير سمعناه ممن يوثَق بعربيته % ( إذا مت كان‬
                   ‫ُ ّ‬         ‫ّ‬           ‫َْ‬    ‫ر‬          ‫ُ‬                  ‫ُ‬
 ‫َ َ‬                        ‫َ‬           ‫ُ ْ َع‬        ‫َُ ُ ِ ل‬     ‫ُ ِ ِ ِ ٌ‬
 ‫الناس صنفان شامت % وآخر مثْن باّذى كنت أصن ُ ) % | أضمر فيها | وقال بعضهم كان أنت‬

   ‫ُ‬                     ‫َ ِ يغ ُ ُ ُ ِ ٍ ْ ْ‬
 ‫حير منه كأنه قال إنه أنت خير منه | ومثله ^ ( كاد تَز ُ قلوب فَريق منهُم ) ^ وجاز هذا التفسير‬
                                                                 ‫ٌ‬           ‫ّ َ ّ‬          ‫ٌ‬
                ‫ِ‬
         ‫ألن معناه كادت قلوب فريق منهم تزيغ كما قلت ما كان ال ّيب إ ّ المسك على إعمال ما كان‬
                          ‫ُ‬      ‫ط ُ ال‬                                    ‫ُ‬     ‫ْ‬          ‫َّ‬
 ‫األمر الطيب إ ّ المسك فجاز هذا إذ كان معناه ما الطيب َّ المسك | وقال هشام أخو ذى الرمَة‬
   ‫ُّ َّ ِ‬
                   ‫ٌ‬           ‫ُ‬     ‫ُ إال‬                               ‫ُ‬      ‫ُ ال‬      ‫ُ‬
    ‫% ( هي الشفاء ِلدائى لو ظفرت بها % وليس منها شفاء الداء مبذول ) % | ال يجوز ذا في ما‬
                     ‫و‬        ‫ِ ُ ِ َْ ُ‬                        ‫َِ ْ ُ‬     ‫َّ ُ َ ِ‬
 ‫ا‬           ‫ا‬         ‫ا ُ‬                      ‫ٌ و‬                     ‫َّ‬
 ‫في لغة أهل الحجاز ألنه ال يكون فيه إضمار | ال يجوز أن تقول ما زيدً عبد اهلل ضاربً وما زيدً‬
‫َ‬    ‫َ‬     ‫ُِ ِ‬           ‫ََْ ُ‬     ‫َّ‬                      ‫َ‬                ‫َ‬    ‫ً َّ‬
 ‫أنا قاتال ألنه ال يستقيم كما لم يستقيم في كان وليس أن تقدم ما يعمل فيه اآلخر | فإن رفعت الخبر‬
                                    ‫حسن حملُه على اللغة التَّميمية كما قلت أما زيدً فأنا ضارب‬
                                    ‫ٌ‬         ‫ا‬     ‫ّ‬                                     ‫َ َُ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/07)‬




   ‫ّك لم تذكر أما ّك لم تذكر ما وكأنك قلت زيدً أنا ضارب | وقال م احم العقْيِلى % ( وقاَوا‬
      ‫ل‬              ‫ُز ٌ ُ َ‬         ‫ٌ‬       ‫ا‬         ‫ّ‬                 ‫ّ وكأن‬           ‫كأن‬
                                                     ‫ِ‬                       ‫ِ‬
 ‫ُّ َ ْ‬                                 ‫ِ ُ‬                ‫َّ َ ْ‬
 ‫تعرفهَا المنازل من منى % وما كل من وافى منى أنا عارف ) % | وقال بعضهم % ( وما كل من‬
                                                  ‫ً‬                      ‫ً‬           ‫ََ ْ َ َ‬
               ‫ِ ٌ‬                                ‫ِي‬           ‫َِ‬              ‫ِ ُ‬      ‫َ ِّ‬
    ‫وافى منى أنا عارف % ) % | لزم اللغة الحجازَّة فرفع كأنه قال ليس عبد اهلل أنا عارف فأضمر‬
     ‫َ‬                     ‫ُ‬            ‫َ ّ‬              ‫َ‬
                                   ‫ٍّ‬                                              ‫ٍ‬
        ‫الهاء في عارف | وكان الوجهُ عارفهُ حيث لم يعمل عارف في كل وكان هذا أحسن من التقديم‬
                                          ‫ٌ‬     ‫َُْ ْ‬
                   ‫َ‬
   ‫و‬                            ‫ا‬
                                ‫ً‬     ‫ِ‬                                     ‫ََ ُ‬       ‫َّ‬
  ‫والتأخير ألنهم قد يدعون هذه الهاء في كالمهم وفي الشعر كثير وذلك ليس في شئ من كالمهم ال‬
        ‫َ ْ ِ َ جر‬                                                             ‫ٍ‬
‫يكاد يكون في شعر | وستَ ى ذلك إن شاء اهلل ( هذا باب ما يعمل عمل الفعل ولم يجر م ى الفعل‬
                        ‫ََْ ُ ََ َ‬                                    ‫ر‬
‫َ ِ‬
         ‫َ‬                       ‫ٌ‬       ‫ز‬       ‫ْ ََ َ‬                           ‫ُّ َ‬
‫ولم يتمكن تمكنه ) | وذلك قولك ما أحسن عبد اهلل | عم الخليل أنه بمنزلة قولك ٌ أحسن عبد اهلل‬
               ‫شئ‬                                                                         ‫َ َّ‬
                                                 ‫ُّب | وهذا ثمثيل ولم يتَ َّم به‬
                                                     ‫ُ كل‬       ‫ٌ‬               ‫ودخله معنى التعج‬
                                                                                             ‫َ ََ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/27)‬




   ‫ا‬      ‫ُِْ ُ و‬                                                      ‫َّ َ‬   ‫َّ َ َ‬
   ‫| ال يجوز أن تُقَدم عبد اهلل وتؤخر ما ال تزيل شيئاً عن موضعه ال تقول فيه ما يحسن ال شيئً‬
                                  ‫و‬                       ‫َ‬      ‫و‬                               ‫و‬
                             ‫َ َ َ ِ َ ُ َ َْ َ‬
      ‫مما يكون في األفعال سوى هذا | وبناؤه أبدا من فَعل وفَعل وفَعل وأَفعل هذا ألنهم لم يريدوا أن‬
   ‫يتَصرف فجعلوا له مثاال واحدا ي ى عليه فشَّه هذا بما ليس من الفعل نحو الت وما | وان كان‬
                    ‫َ‬                                   ‫ُب َ‬          ‫َجر‬    ‫ً‬              ‫َّ‬
         ‫َ ْ ْجر ْ ر ْ ٍ‬
       ‫من حسن وكرم وأَعطى كما قالوا أَجدل فجعلوه اسمً وان كان من الجدل وأ ى مج َى أَفكل |‬
                                                 ‫ا‬                 ‫ٌَْ‬         ‫َ ُ َ ََُ ْ َ‬
                   ‫ُ‬
      ‫ونظير ِهم ما وحدها اسماً قول العرب إنى مما أن أصنع أي من األمر أن أَصنع فجعل ما‬
             ‫َ ُ‬                           ‫َ‬    ‫َّ ّ ْ‬                 ‫ُ‬               ‫جعل‬
  ‫وحدها اسماً | ومثل ذلك غسْلتُه غس ً نِعما أى ِعم الغسل | وتقول ما كان أحسن زيدً فتَذكر كان‬
           ‫َ ا ْ‬                             ‫ُ‬     ‫ن َْ‬      ‫َ َ َ ْ ال ِ َّ‬     ‫ُ‬          ‫َ‬
                      ‫َْ َ ُ‬            ‫ُّ‬           ‫ْ‬            ‫ِْ‬
  ‫لتدل أَنه فيما مضى ( هذا باب الفاعلَين والمفعولَين اللذين كل واحد منهما يفعل بفاعله مثل الذى‬ ‫ّ‬
 ‫يفعل به وما كان نحو ذلك ) | وهو قولك ضربت وضربنى زيد وضربنى وضربت زيدا تَحمل االسم‬
 ‫َ‬           ‫ُ ً‬          ‫َ‬      ‫ٌ‬    ‫ُ َ ََ‬                                              ‫َْ َ ُ‬
                                      ‫ِ ّ‬
                           ‫على الفعل الذى َيليه | فالعامل في اللفظ أحد الفعلين وأما في المعنى‬
                                                  ‫ُ‬            ‫ُ‬
                                                                 ‫____________________‬
‫(0/37)‬



                                        ‫ٍ‬     ‫ٍ‬
     ‫َْ‬                                              ‫يَْ ُ‬    ‫ال ّ‬         ‫ي ْ َّ ّ‬
   ‫فقد ُعلم أن األول قد وقع إ ّ أنه ال ُعمل في اسم واحد نصب ور ٌ | وانما كان الذى يليه أولى‬
                         ‫ٌ فع ّ‬
    ‫َ َّ ْ ُ‬       ‫َ ٍْ‬         ‫َ َ َ َّ ّ َ‬                                    ‫ِ ِ ر‬
    ‫لقُرب جوا ه وأنه ال ينقُض معنى وأن المخاطب قد عرف أن األول قد وقع بزيد كما كان خشنت‬
                                                ‫ََ‬         ‫ً ّ‬     ‫ُ‬
                                   ‫ِ‬                            ‫ِ‬         ‫ِ ٍ‬
‫ِه وصدر زيد وجه الكالم حيث كان الجر في األول وكانت الباء أقرب إلى االسم من الفعل ال‬
 ‫و‬                                              ‫ُّ‬                                   ‫بصدر‬
                        ‫ُ َ‬                                          ‫َ‬
                  ‫َ ِ‬     ‫َّ‬                      ‫َِْ‬
      ‫تَنقض معنى | سووا بينهما في الجر كما يستَويان في النصب | ومما يقوى ترك نحو هذا لعلم‬
                                                           ‫ّ‬           ‫َ َّ ْ ْ‬     ‫ّ‬
‫المخاطَب قولُه عز وجل ! 2 < والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين اهلل كثير والذاك ات > 2 !‬
         ‫ر‬         ‫ا‬                                                 ‫ّ‬     ‫ّ‬
                     ‫َْع َُ ُ‬             ‫ُ‬               ‫ُّ‬                      ‫ِ‬   ‫ِ‬
   ‫فلم يعمل اآلخر فيما عمل فيه األول استغناء عنه ومثل ذلك ^ ( ونخلَ ُ ونتْرك من يفجرك ) ^ |‬
             ‫َْ ُ‬                                  ‫ً‬                            ‫َ‬       ‫ُْ‬
                                       ‫ِ‬                     ‫ُّ‬
                             ‫وجاء في الشعر من االستغناء أشد من هذا وذلك قول قيس بن الخطيم‬
                                ‫َ‬
                                                              ‫____________________‬

‫(0/47)‬




   ‫% ( نحن بِما عندنا وأنت بِما % عندك اض و َّأْى مختِف ) % | وقال ضاب ٌ الب ْ جمى % (‬
         ‫ِئ ُر ُ ِ ُّ‬              ‫ِ ْ َ َ ر ٍ الر ُ ُ ْ َل ُ‬         ‫َ‬     ‫ِْ‬     ‫َُْ‬
    ‫أٍْ‬         ‫َ‬     ‫َ‬                    ‫َِ ُ‬      ‫ً‬       ‫ِّ‬
   ‫فمن يك أمسى بالمدين رحلُهُ % فإنى وقَيار بها لَغريب ) % | وقال ابن أَحمر % ( رمانى ب َمر‬
                                                     ‫ّ ا‬             ‫َْ‬         ‫َُ َْ‬
                                                 ‫ِ َّ ِ‬       ‫ِْ‬      ‫َِ ً‬      ‫ِِ‬
                                          ‫كنت منه ووالدى % بريئا ومن أَجل الطوى رمانى ) %‬
                                                                                        ‫ُ‬
                                                   ‫َ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/57)‬




  ‫| فوضع في موضع الخبر لفظ الواحد ألنه قد عِلم أن المخاطب سيستدل به على أن اآلخرين في‬
         ‫َِ‬              ‫ََ َ ّ‬           ‫َ َّ‬       ‫ّ‬         ‫َ‬                      ‫َ‬
           ‫هذه الصفة | واألول أجود ألنه لم يضع واحدً في موضع جمع ال جمعً في موضع و ٍ‬
  ‫احد | ومثله‬            ‫ا‬     ‫ٍ و‬               ‫ا‬               ‫ُ ّ‬     ‫ُ‬
                                                       ‫َ َْ‬
 ‫قول الفرزدق % ( إنى ضمنت لمن أ ِى ما جنى % وأَبى فكان وكنت غير غدور ) % | ترك أن‬
    ‫َ‬            ‫ُ َ َُ ِ‬       ‫َ‬      ‫َ‬      ‫ََ‬       ‫َّ َ ِ ْ ُ ْ َتان‬              ‫ُ‬
      ‫ِْ‬                          ‫َّ ّ َ‬              ‫ِ ِ‬
    ‫يكون لألول خبر حين استغنى باآلخر لعلم المخاطَب أن األول قد دخل في ذلك | ولو لم تَحمل‬
                                                                            ‫ٌ‬
               ‫ُ‬      ‫َ‬    ‫ُ‬         ‫ُ‬      ‫َ ن‬               ‫ُ‬      ‫َ‬     ‫ِِ‬
  ‫الكالم على اآلخر لقلت ضربت وضربوني قومك واّما كالمهم ضربت وضربنى قومك | واذا قلت‬  ‫َ‬
  ‫ضربنى لم يكن سبيل لألول ألنك ال تقول ضربنى وأنت تَجعل المضمر جميعا ولو أعملت األول‬
  ‫َ َّ‬            ‫ً‬        ‫ُْ ُ َْ‬              ‫َ‬                ‫ٌ َّ ّ‬           ‫َ‬    ‫َ ِ‬
           ‫َْ ْ ً‬                ‫َ‬                                ‫ٍ َّ‬
    ‫لقلت مررت ومر بي بزيد | وانما قُبح هذا أَّهم قد جعلوا األقرب أولى إذا لم ينقُض معنى | قال‬
                                                   ‫َن‬                           ‫ُ َّ‬      ‫َ‬
‫الشاعر وهو الفرزدق‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/67)‬




‫% ( ولكن نِصفاً لو سببَت وسبنى % ب ُو عبد شمس من مناف وهاشم ) % | وقال ُفيل الغنوى‬
‫ّ‬        ‫ط ٌ‬                   ‫ٍ‬
                                   ‫َ‬      ‫َن َ ْ ِ َ ْ ِ‬        ‫َ َ ْ ُ َ َّ‬            ‫ّ‬
                                                                                          ‫ِ‬
    ‫ة‬                         ‫ْ َْ ْ َ َِْ‬
‫% ( وكمتً مدماةً كأن متونها % ج َى فوقَها واستَشعرت لَون مذهب ) % | وقال رجل من باهل َ %‬
                                                               ‫َر‬
                                  ‫َ ْ ُ‬                                ‫ّ ُ َ‬      ‫ْ ا َُّ‬
  ‫( ولَقَد أ َى تَغنى به سيفانة % تُص ِى الحِليم ومثلُها أ صباهُ ) % | فالفعل األول في كل هذا معمل‬
  ‫ُ َْ ٌ‬           ‫ُ ّ‬                  ‫َ َْ‬            ‫َ َ‬     ‫ْب‬       ‫َْ َ‬       ‫ْ َر ْ َ‬
                                                     ‫ُِ ُ َْ ٌ‬               ‫ْ ِ‬
                                 ‫في المعنى وغير معمل في اللفظ واآلخر معمل في اللفظ والمعنى‬
                                                                              ‫ُ ُ َ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/77)‬




      ‫| فإن قلت ضربت وضربوني قومك نصبت إال في قول من قال أَكلُونى الب اغيث أو تَحملُه على‬
                      ‫ر ُ‬          ‫َ‬                     ‫َ‬                         ‫ُ‬        ‫َ‬     ‫ِ‬
                                                                 ‫َ‬
           ‫َّ‬
    ‫البدل فتجعله بد ً من المضمر كأنك قلت ضربت وضربنى ناس بنو فالن | وعلى هذا الحد تقول‬
                                       ‫ٌ‬           ‫ُ‬           ‫ّ‬       ‫َ‬            ‫ال‬            ‫ََ‬
                                             ‫َ‬           ‫َْ‬          ‫ِ‬
            ‫ضربت وضربنى عبد اهلل تُضمر فى ضربنى كما أضمرت فى ضربونى | فإن قلت ضربنى‬
                                                                              ‫َ‬
              ‫َ‬                                                     ‫ْ ُ‬                       ‫ُ‬
                               ‫َْ‬          ‫ّ‬     ‫َ‬           ‫َ ِ‬          ‫َ َّ‬
     ‫وضربتُهم قومك رفعت ألنك شغلت اآلخر فأضمرت فيه كأنك قلت ضربنى قومك وضربتهم على‬
                       ‫ُ‬                                                                ‫ُ‬       ‫َ‬
              ‫ٌّ‬
          ‫التقديم والتأخير إ ّ أن تَجعل ههنا البدل كما جعلته فى الرفع | فإن فعلت ذلك لم يكن بد من‬
                                           ‫َ‬                                      ‫ال‬
          ‫ْ ب ِ اٍَ‬                                                             ‫ِ‬
      ‫ضربونى ألنك تضمر فيه الجمع | قال عمر بن أبى ربيعةَ % ( إذا هى لم تَستَك ِعود أركة %‬ ‫ّ‬
                    ‫ُ‬   ‫ْ‬                             ‫ُ َُ ُ‬      ‫َ‬           ‫ْ ُ‬
   ‫ف َ َّ‬        ‫ِ ُّ‬     ‫ًّ ر‬                      ‫َ‬
                                                                       ‫ُ ُ ِِْ‬         ‫ُ َّ َ ْ ْ‬
   ‫تُنخل فاستَاكت به عود إسحل ) % | ألنه أضمر فى آخر الكالم | وقال الم ار األسدى % ( َرد‬
   ‫عل الفُؤاد هوى عميدا % وسوئل لو ُبين لنا سؤاال ) % % ( وقد نغنى بها ى عصور % بها‬
         ‫ونر ُ ا‬
         ‫ً‬           ‫َ َْ‬            ‫َ‬         ‫ُ َ ي ُ‬         ‫ًَ َ ً‬
                                                                     ‫ْ ْ ََ ُ َ ِ‬
                                                            ‫يقتَدننا الخرد الخداالَ ) %‬
                                                                          ‫ُ‬           ‫َ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/87)‬




   ‫ُْ‬         ‫َ‬     ‫َ‬      ‫َ‬                             ‫| حدثنا به أبو الخ َّاب عن شاعر‬
   ‫ِه | واذا قلت ضربونى وضربتُهم قومك جعلت القوم بدال من هم‬           ‫َط‬             ‫ّ‬
                                                               ‫ٍ‬                       ‫َّ‬
   ‫ألن الفعل ال بد له من فاعل والفاعل ههنا جماع ٌ وضمير الجماعة الواو | وكذلك تقول ضربوني‬
                                            ‫ة‬          ‫ُ‬
                        ‫ُ‬            ‫ُ‬
‫وضربت قومك إذا َعمْلت اآلخر فال بد فى األّول من ضمير الفاعل َّ يخلُو من فاعل | وانما‬
        ‫َّ‬      ‫ٍ‬
                       ‫لئال َ ْ َ‬
                                   ‫ِ‬
                                                  ‫ّ‬      ‫َّ‬       ‫أْ َ ِ‬
                                                                            ‫َ‬          ‫ُ َ‬
    ‫قلت ضربت وضربنى قومك فلم تَجعل في األول الهاء والميم ألن الفعل قد يكون بغير مفعول ال‬
      ‫و‬                                ‫َ ّ‬  ‫َ‬       ‫ّ‬                  ‫ُ‬           ‫َ‬    ‫ُ‬
‫يكون الفعل بغير فاعل | وقال امرؤ القيس % ( فلو أن ما أسعى ألدنى معيشة % ِى ولم أطلُب‬
‫ْ ْ‬             ‫كفان‬                                                                     ‫ُ‬
                                        ‫ً ن‬                  ‫َ َّ‬       ‫فإن‬          ‫ِ‬     ‫ِ‬
 ‫قليل من المال ) % | َّما رفع ألنه لم يجعل القليل مطلوبا واَّما كان المطلوب عندهَ المْلك وجعل‬
            ‫ُ َ‬      ‫ُ‬           ‫َ‬            ‫َ‬        ‫َ‬                                ‫ٌ َ َ‬
           ‫َ‬      ‫َّ‬       ‫َ‬         ‫ُ‬                   ‫َ ََ‬                 ‫ُِ ْ‬
   ‫القليل كافيً ولو لم يرد ذلك ونصب فَسد المعنى | وقد يجوز ضربت وضربنى زيدا ألن بعضهم قد‬ ‫ا‬
   ‫ِق | ومثل ذلك فى الجواز‬
   ‫ِ‬              ‫ُ‬     ‫يقول متى أيت أو قلت زيدا منطلقا والوجهُ متى أيت أو قلت زيد منطل ٌ‬
                                ‫َ ٌ‬       ‫ر َ‬             ‫ً‬      ‫َ ً‬         ‫ر َ‬
                ‫ِ‬
     ‫ضربنى وضربت قومك والوجهُ أن تقول ضربونى وضربت قومك فتحملَه على اآلخر | فإن قلت‬
                                                      ‫َ‬
                                  ‫ُ َ‬                                  ‫ُ ُ‬           ‫َ‬
                                                                         ‫ضربنى وضربت قومك‬
                                                                          ‫ُ َ‬         ‫َ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/97)‬




 ‫فجائز وهو قبيح أَن تَجعل اللفظ كالواحد كما تقول هو أَحسن الفتيان وأجملُه وأَكرم بنِيه وأَنبلُه | ال‬
   ‫َ و‬             ‫َُ‬               ‫ُ ِ ِ‬                                           ‫ٌ ْ‬
  ‫َ‬                         ‫ّ‬                ‫ٍ فوٍ‬           ‫ٍَ‬
‫بد من هذا ألنه ال يخلو الفعل من مضمر أو مظهَر مر ع من األسماء كأنك قلت إذا مثّلتَه ضربنى‬
                                                                       ‫ُ‬          ‫َ‬     ‫ّ‬
        ‫من ثَم وضربت قومك | وترك ذلك أجود وأحسن للتبيان الذى يجئ بعده فأُضمر من لذلك | قال‬
                    ‫َْ‬                                    ‫ُ‬             ‫ُ‬       ‫ُ َ‬          ‫َ َّ‬
‫ُك جلس تضمر شيئا يكون فى اللفظ واحد |‬
   ‫ً‬                        ‫ً‬            ‫األخفش فهذا ٌ في القياس يدخل فيه أن تقول أَصحاب َ َ َ‬
                                                             ‫ْ‬        ‫َ‬           ‫ردئ‬

     ‫ُ‬                                           ‫تر أن‬           ‫ي‬         ‫َْ ُ ِ ِ‬
     ‫فقولهم هو أَظرف الفتيان وأجملُه ال ُقاس عليه أال ى َّك لو قلت وأنت ثريد الجماعةَ هذا غالم‬

                    ‫َّ َ‬         ‫َّ‬
  ‫القوم وصاحبهُ لم يحسن ( هذا باب ما يكون فيه االسم مبنيا على الفعل قُدم أو أُخر وما يكون فيه‬
                                               ‫ً‬                                 ‫َ‬             ‫ِ‬
                               ‫َ‬                    ‫ُ‬
        ‫ْ َِ‬              ‫ُّ ّ‬
       ‫الفعل مبنيا على االسم ) | فإذا بنيت االسم عليه قلت ضربت زيدا وهو الحد ألنك تريد أن تُعمله‬
                                             ‫ُ‬        ‫َ‬      ‫َ‬    ‫َ‬                       ‫ُ ّ‬
                             ‫َ‬      ‫ٌ َّ‬                ‫ا‬
                                                        ‫ً‬   ‫ُّ َ َ ٌ‬
     ‫وتَحمل عليه االسم كما كان الحد ضرب زيد عمر حيث كان زيد أول ما تشغل به الفعل | وكذلك‬
                                                                                  ‫َ‬         ‫َ‬
  ‫هذا إذا كان يعمل فيه | وان قدمت االسم فهو عربى جيد كما كان ذلك عر ّا جيدا وذلك قولك زيدا‬
  ‫ً‬                      ‫بي ّ‬                      ‫ٌّ ّ‬        ‫َ‬    ‫َ‬               ‫ََْ ُ‬
                                                                             ‫ضربت واالهتمام‬
                                                                             ‫ُ‬         ‫ُ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/18)‬




 ‫والعناية هنا فى التقديم والتأخير سواء مثلُه فى ضرب زيد عمر وضرب عمر زيد | فإذا بنيت الفعل‬
 ‫َ‬     ‫َ‬            ‫ً ٌ‬‫ا‬   ‫ٌ ا ََ َ‬        ‫ََ‬            ‫َ ٌ‬
                   ‫ّ‬            ‫ٌّ‬
      ‫على االسم قلت زيد ضربتُه فلزمتُه الهاء | وانما تريد بقولك مبن ى عليه الفعل أنه فى موضع‬
                                                                           ‫َ ٌ‬
 ‫ُ‬         ‫ّ‬                          ‫ُ‬                                 ‫َ ُ‬         ‫ٍ‬
 ‫منطلق إذا قلت عبد اهلل منطلق فهو فى موضع هذا الذى بنى على األول وارتَفع به فإنما قلت عبد‬
                                                             ‫ٌ‬
‫اهلل فنسبته له ثم بنيت عليه الفعل ورفعته باالبتداء | ومثل ذلك قولُه جل ثناؤه ! 2 < وأما ثمود‬
                           ‫ّ‬            ‫ُ‬                ‫َ‬        ‫َ‬        ‫ّ َ‬
          ‫ُ ْ َِ َ َ‬
  ‫فهديناهم > 2 ! | وانما حسن أن يبنى الفعل على االسم حيث كان معم ً فى المضمر وشغْلتَه به‬
                         ‫ُ ْ َ ال‬                    ‫ُ‬        ‫َُْ‬   ‫َ َُ‬
 ‫ٍ‬                         ‫َّ‬
 ‫ول ال ذلك لم يحسن ألنك لم تَشغْله بشئ | وان شئت قلت زيدا ضربتُه وانما نصبهُ على إضمار فعل‬
                                      ‫ً‬                          ‫َ‬       ‫ُْ ّ‬              ‫و‬
      ‫ر‬       ‫ِ‬
    ‫هذا يفَّس ه كأنك قلت ضربت زيدً ضربتُه إ ّ أنهم ال ُظهرون هذا الفعل هنا لالستغناء بتفسي ه |‬
                              ‫َ‬          ‫ي ِ‬       ‫ال ّ‬         ‫ُ أ‬        ‫َ‬    ‫ر ّ‬
                     ‫ُ‬                           ‫ُ‬        ‫َِ‬                 ‫ٌّ‬
        ‫فاالسم ها هنا مبن ى على هذا المضمر | ومثل ترك إظهار الفعل ها هنا ترك اإلظهار فى‬
                                                                                      ‫ُ‬
                                                                               ‫َّ‬
                                             ‫الموضع الذى تَقدم فيه اإلضمار | وست اه إن شاء اهلل‬
                                                          ‫ر‬        ‫ُ‬          ‫َ َ‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/08)‬




                 ‫ِ‬
    ‫وقد قر بعضهم ! 2 < وأما ثمود فهديناهم > 2 ! | وأنشدوا هذا البيت على وجهين على النصب‬
                             ‫َ‬                                                   ‫ُ‬    ‫أ‬
  ‫والرفع قال بشر بن أبى خازٍم % ( فأما تميم تميم بن مر % فأَلفاهم القوم روبى ِياما ) % | ومنه‬
               ‫ُ َ َْ ن َ‬      ‫ُ‬          ‫ٌ ُ ُ ُ ٍّ‬      ‫ّ‬         ‫َِ‬      ‫ِ ُْ ُ‬
         ‫قول ذى الرمة % ( إذا ابن أبي موسى ِالل َبلَغ ِه % فقام بفأس بين وصلَيك جازر ) % |‬
                ‫ُِ‬
                     ‫ِ ِْ‬
                        ‫َ َ ٍ َ ْ‬
                                                 ‫ب ٌ ْت ِ‬
                                                            ‫ُ َ‬      ‫ُْ‬          ‫ّ‬
                                   ‫ُ‬         ‫ر ِ‬           ‫ُ ّ‬         ‫ْ‬     ‫ٌ‬      ‫ٌّ‬
                                   ‫فالنصب عرب ى كثير والرفعُ أَجود ألنه إذا أ اد اإلعمال فأقرب‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/28)‬




  ‫ََ‬              ‫َ و َ َ‬             ‫َ‬      ‫ُ و ي ِ‬
  ‫إلى ذلك أن يقول ضربت زيدا وزيدا ضربت ال ُعمل الفعل في مضمر ال يتناول به هذا المتناول‬
                                                            ‫ً‬        ‫ُ‬      ‫َ َ‬
     ‫ُ‬                                     ‫ُ‬                                    ‫ُّ‬
     ‫البعيد | وكل هذا من كالمهم | ومثل هذا زيدا أُعطيت وأُعطيت زيدا وزيد أُعطيتُه ألن أُعطيت‬
                           ‫ٌ‬                                                          ‫َ‬
  ‫بمنزلة ضربت | وقد بين المفعول الذى هو بمنزلة الفاعل فى أول الكتاب | فإن قلت زيد مررت به‬
     ‫ُ‬    ‫ٌ‬                                                   ‫ُ‬      ‫ُّ‬       ‫ُ ُ‬
 ‫َْ‬                   ‫ُ‬     ‫َ‬               ‫َ رَ‬     ‫َ‬     ‫َّ‬
 ‫فهو من النصب أَبعد من ذلك ألن المضمر قد خ َج من الفعل وأُضيف الفعل إليه بالباء ولم يوصل‬
                                                                        ‫ْ َُ‬
  ‫إليه الفعل فى اللفظ فصار كقولك زيد لقيت أخاه | وان شئت قلت زيدا مررت به تريد أن تُف َّر به‬
      ‫َس َ‬              ‫ُ‬     ‫َ ً‬                    ‫ٌ ُ‬                          ‫ُ‬
      ‫َّ‬                   ‫َّ‬
  ‫مضمر كأنك قلت إذا مثّلت ذلك جعلت زيدا على طريقى مررت به ولكنك ال تُظهر هذا األول لما‬
                                   ‫ُ‬                    ‫ُ‬           ‫َ‬            ‫َا ّ‬
                ‫ٍ‬
     ‫ذكرت لك | واذا قلت زيد لقيت أخاه فهو كذلك وان شئت نصبت ألنه إذا وقع على شئ من سببه‬
                                 ‫َ ّ‬          ‫َ‬                      ‫ٌ ُ‬                    ‫ُ‬
  ‫فكأنه قد وقع به | والدليل على ذلك أن الرجل يقول أهنت زيدا بِإهانتك أخاه وأكرمتَه بإك امك أخاه |‬
              ‫ِ ر‬                       ‫َْ َ ً‬                ‫ّ‬             ‫ُ‬                 ‫ّ‬
    ‫وهذا النحو فى الكالم كثير يقول الرجل إنما أعطيت زيدً وانما يريد لمكان زيد أَعطيت فالنا | واذا‬
                  ‫ُ‬                          ‫ُ ا‬          ‫ُ ْ‬             ‫ٌ‬            ‫ُ‬
‫نصبت زيدا لقيت أخاه فكأنه قال البست زيدا لقيت أخاه | وهذا تمثيل ال ُ َّم به ى هذا على ما‬
                 ‫فجر‬    ‫ٌ و يتكل‬                   ‫َِ ُ‬     ‫َْ ُ‬        ‫ّ‬        ‫َ ً ُ‬
‫ر‬              ‫َّ‬
                                             ‫ى عليه قولك أَكرمت زيدا وِانما وصلت األُث ةُ إلى غي ه‬
                                             ‫ر‬                                  ‫ُ‬                 ‫جر‬
                                                                     ‫____________________‬

‫(0/38)‬




  ‫| والرفع فى هذا أحسن وأجود ألن أقرب إلى ذلك أن تقول مررت بزيد ولقيت أخا عمرو | ومثل هذا‬
       ‫ُ‬                    ‫ُ‬          ‫ُ‬                            ‫َ‬   ‫ّ‬          ‫ُ‬
‫فى البناء على الفعل وبناء الفعل عليه أُّهم وذلك قولهم أَّهم تَر يأتِك وأُّهم تََهُ يأْتك | والنصب على‬
         ‫ُ‬
                        ‫َي ر ِ‬                ‫َي‬                  ‫َي‬
‫ما ذكرت لك ألنه كأنه قال َّهم تَر تََهُ ِك فهو مثل زيد فى هذا الباب | وقد يفارقهُ فى أشياء كثي ة‬
‫ٍ‬
‫َ ر‬                    ‫ِ‬                       ‫ُ ٍ‬              ‫أي َ ر يأت‬                     ‫ُ‬
       ‫َى ) | وذلك قولك يوم الجمعة‬
                ‫ُ ُ‬                   ‫ستُبين إن شاء اهلل ( هذا باب ما يج ِى مما يكون ظرفاً هذا المجر‬
                                                               ‫َ ْر ّ‬                            ‫َّ ُ‬
                                      ‫َ طيئ ٍ‬                      ‫ُّ ٍ‬                ‫ُّ ٍ‬
 ‫أَلقاك فيه وأقل يوم ال أَلقاك فيه وأَقل يوم ال أصوم فيه وخ ُة يوم ال أَصيد فيه ومكانكم قمت فيه |‬
           ‫ُ‬         ‫ُ‬       ‫ُ‬                         ‫ُ‬
  ‫فصارت هذه األَحرف تَرتفع باالبتداء كارتفاع ع ِد اهلل وصار ما بعدها َّا عليها كبناء الفعل على‬
                               ‫مبني‬                      ‫ب‬                           ‫ُ‬
             ‫َّ‬
‫ُكم حسن وصار الفعل فى موضع هذا | وانما صار‬
                                    ‫ُ‬           ‫ٌ‬        ‫االسم األول فكأنك قلت يوم الجمعةُ مبارك ومكان‬
                                                                ‫ٌَ‬             ‫َ ُ‬      ‫ّ‬    ‫ّ‬
                                          ‫ِ‬                                 ‫ِِ‬
    ‫هذا كهذا حين صار فى اآلخر إضمار اليوم والمكان ج من أن يكون ظرفا كما يخ ج ِإذا قلت‬
     ‫َ‬            ‫ُ رُ‬            ‫َ‬   ‫ِ فخر ْ ْ‬                       ‫ُ‬
                                  ‫ٍ‬                                                  ‫ِ ٌَ ِ‬
     ‫يوم الجمعة مبارك فإذا قلت يوم الجمعة صمتْهُ فصمتهُ فى موضع مبارك حيث كان المضمر هو‬
                          ‫ُ‬
             ‫ُ ْ َُ‬                                  ‫ُ‬        ‫ُ‬           ‫ُ‬                          ‫ُ‬
                                                                        ‫األول كما كان المبارك هو األول‬
                                                                         ‫َّ‬       ‫َُ‬              ‫َّ َ‬
                                                                       ‫____________________‬

‫(0/48)‬



                             ‫ِ‬
‫| ويدخل النصب فيه كما دخل فى االسم األول ويجوز فى ذلك يوم الجمعة آتيك فيه وأَصوم فيه كما‬              ‫َ‬
          ‫ُ‬                            ‫َ‬                   ‫ّ‬                            ‫ُ‬
    ‫أ َ‬             ‫ٌ فس‬            ‫َ ّ‬        ‫ِ‬
   ‫جاز فى قولك عبد اهلل مررت به كأنه قال َلقاك يوم الجمعة فنصبه ألنه ظرف ثم َّر فقال َلقاك‬
                                                             ‫أ‬              ‫ُ‬         ‫َ‬
                                                      ‫َ‬
            ‫ُّ‬                   ‫َ َّ‬                                ‫ِ‬
       ‫فيه | وان شاء نصبه على الفعل نفسه كما أَعمل فيه الفعل الذى ال يتعدى إلى مفعول كل ذلك‬
                                                 ‫َ‬
                                   ‫ِ‬               ‫ٌ ٍ ْ َر ّ‬
     ‫عرب ى جيد | أو نصبه ألنه ظرف لفعل أَضم َه وكأنه قال يوم الجمعة أَلقاك | والنصب فى يوم‬
                                                                             ‫ّ ْ َ َ ّ‬                ‫ٌّ‬
     ‫َ‬         ‫ُ‬                          ‫َ‬
     ‫ٌ‬       ‫َ ّ‬                                    ‫َ‬                     ‫ِ‬
     ‫الجمعة صمته ويوم الجمعة سرتُه مثلُه فى قوِلك عبد اهلل ضربتُه ِإ ّ أنه ِإن شاء نصبهَ بأنه ظرف‬
                                     ‫ال ّ‬                               ‫ْ‬           ‫َ‬          ‫ُْ‬
              ‫ُُ‬       ‫ٍ و‬
 ‫وِان شاء أَعمل فيه الفعل كما أَعملَهُ فى عبد اهلل ألنه يكون ظرفً وغير ظرف | ال يحسن فى الكالم‬
                                     ‫ا َ‬         ‫ُ‬   ‫ّ‬                         ‫َ‬            ‫ََ‬
                 ‫ِ ِ‬
      ‫أن يجعل الفعل َّا على االسم ال يذكر عالمة ِضمار األول حتى ي ج من لفظ اإلعمال فى‬
                               ‫َخر‬          ‫ِ ّ‬         ‫َإ‬     ‫و َ ْ َُ‬           ‫َ مبني‬           ‫َََْ‬
     ‫األول ومن حال بناء االسم عليه ويشغلَه بغير األول حتى يمتنِع من أن يكون يعمل فيه ولكنه قد‬
          ‫ّ‬          ‫َ ََْ ُ‬              ‫َ‬             ‫ّ‬          ‫َ َْ‬                   ‫ِ‬
                                                                                                         ‫ّ‬
   ‫َ ْ ُّ‬                       ‫ِ‬
   ‫يجوز فى الشعر وهو ضعيف فى الكالم | قال الشاعر وهو أبو النجم العجلى % ( قد أَصبحت أم‬
                                                                           ‫ٌ‬
                           ‫ْ ّ‬
       ‫الخيار تَدعى % عّى ذنباً كلُّه لم أَصنع ) % | فهذا ضعيف وهو بمنزلته فى غير الشعر ألن‬
        ‫ّ‬        ‫َّ‬                          ‫ٌ‬                  ‫َِْ‬            ‫ل َْ‬               ‫ِ ِ َّ‬
‫ع | وقال امرؤ‬
    ‫ُُ‬           ‫النصب ال يكسر البيت ال ُخل به ترك ِإظهار الهاء | وكأنه قال ُّه غير مصنو‬
                      ‫ُ‬    ‫كل‬                          ‫ُ‬      ‫َ و ي ِ ُّ‬    ‫ِ‬
                                                                           ‫َْ ُ‬
                                                                                    ‫القيس‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/58)‬



           ‫ٍ‬         ‫ِ‬                                           ‫ُّ ْ َ ْ ِ‬
 ‫َْ ٌ‬        ‫ْ‬      ‫َّ ُ‬
 ‫% ( فأَقَبلت َ حفً علَى الركبتَين % فثَوب لبست وثَوب أَجر ) % | وقال النمر بن تَولَب % ( فيوم‬
                                     ‫ْ ٌ ُ ّْ‬        ‫ْ ٌ‬                    ‫ْ ُ زْ ا‬
 ‫علينا ويوم لنا % ويوم نساء ويوم نسر ) % | سمعناه من العرب ينشدونه | يريدون نساء فيه ُسر‬
  ‫ون َ ّْ‬ ‫ُ ُ‬                                            ‫ٌ ُ َ ُ ٌ ُ َ ّْ‬                    ‫َ‬
    ‫فيه | عموا أن بعض العرب يقول شهر ثَ ى وشهر تَ ى وشهر ْعى ُريد تَ ى فيه وقال % (‬
                  ‫ٌ مرَ ي ر‬            ‫ٌ ر‬        ‫َ ٌْ ر‬                     ‫ّ‬      ‫وز‬
      ‫ثَالث كّهُن قَتلت عمدا % فاَخ َى اهلل رِعَ تَعود ) % | فهذا ضعيف والوجهُ األكثر األعرف‬
      ‫ُ‬      ‫ُ‬              ‫ٌ‬               ‫اب َ ً ُ ُ‬       ‫ْز‬         ‫ُ َْ‬     ‫ُ ل ّ‬
                                                                   ‫النصب واَّما شبهوه بقولهم‬
                                                                             ‫ُ ن ّ‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/68)‬




 ‫ٍ‬         ‫ِ َ ِ ُّ‬
‫الذى أيت فالن حيث لم يذكروا الهاء | وهو فى هذا أحسن ألن أيت تمام االسمبه ينم وليس بخبر‬
                       ‫ر ُ ُ‬                                    ‫َ‬         ‫ر ُ ٌ‬
              ‫ِْ‬       ‫َ ِْ ٍ‬               ‫ٍ‬    ‫ٍ‬                          ‫ٍ َر‬
‫ال صفة فك هوا طولَه حيث كان بمنزلة اسم واحد كما ِهوا طول اشهيباب فقالوا اشهباب | وهو فى‬
                                     ‫كر‬                                               ‫و‬
 ‫الوصف أمثل منه فى الخبر وهو على ذلك ضعيف ليس كحسنه بالهاء ألنه فى موضع ما هو من‬
                       ‫ّ‬           ‫ُ ْ‬        ‫ٌ‬                                ‫ُ‬
        ‫ِ‬                ‫االسم وما يج ِى عليه وليس بمنقطع منه خبر ًّا عليه ال مبتدً فضار َ‬
 ‫َع ما يكون من تَمام االسم‬      ‫أ‬      ‫و‬        ‫ا مبني‬    ‫ٍ‬                  ‫َ ْر‬
          ‫ِ ٌ‬
   ‫وان لم يكن تماماً له ال منه فى البناء | وذلك قولُك هذا جل ضربتهُ والناس رجالن رجل أكرمته‬
                       ‫ُ‬             ‫ر ٌ‬                             ‫و‬
        ‫َ‬            ‫ِ ٌ ُ ْ َ ٌ ور ٌ ْ‬
 ‫ورجل أهنتهُ كأنه قال هذا جل مضروب والناس رجالن رجل مكرم جل مهان | فإن حذفت الهاء‬
                                            ‫ُ‬     ‫ٌ‬         ‫ر ٌ‬        ‫ّ‬          ‫ٌ‬
 ‫جاز وكان أَقوى مما يكون خبر | ومما جاء فى الشعر من ذلك قول جرير % ( أَبحت حمى ِهام َ‬
 ‫َ ْ َ َ ت َة‬              ‫ُ‬                          ‫ّ‬   ‫ا‬
                                                          ‫ً‬          ‫َْ ّ‬
                                                                               ‫َ َ ٍْ‬
                                              ‫بعد نجد % وما ٌ حميَت بمستَباح ) %‬
                                                    ‫ِ‬   ‫شئ َ َ ْ ْ َ ُ‬                ‫َْ‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/78)‬
‫ُ َ ِْ ْ ٌ‬            ‫ْ ر َ َّرُ َ ٍ‬
    ‫يريد الهاء | وقال الشاعر الحارث بن كلدةَ % ( فما أَد ِى أَغي َهم تَناء % وطُول العهد أَم مال‬
                                ‫ْ‬                         ‫ََ َ‬
  ‫ُ‬                  ‫ٌ‬    ‫َّ‬
  ‫َصابوا ) % | يريد أصابوه ال سبيل إلى النصب وان تركت الهاء ألنه وصف كما لم يكن النصب‬
                                      ‫َ َ‬                      ‫َ‬    ‫و‬                      ‫أ َُ‬
‫فيما أَتممت به االسم يعنى الصلةَ | فمن ثم كان أقوى مما يكون فى موضع المبنى على المبتدإ ألنه‬
                  ‫ّ‬                                ‫َّ‬                           ‫َ‬
                          ‫ً أ َّ‬                           ‫ِ‬
 ‫ال ينصب به | وانما منعهم أن ينصبوا بالفعل االسم إذا كان صفة له َن الصف تمام االسم أال ى‬
   ‫تر‬           ‫ُ‬                          ‫َ‬             ‫َْ ُ‬        ‫ّ ََ َ‬       ‫ُْ َ ُ‬
      ‫ُ‬      ‫َ‬                ‫َ‬                       ‫ُ‬            ‫ِ‬     ‫ُ ٍ‬
‫أن قولَك مررت بزيد األَحمر كقولك مررت بزيد وذلك أنك لو احتجت إلى أن تَنعت فقلت مررت بزيد‬
                                      ‫ّ‬                                                  ‫ّ‬
‫وأنت تريد األحمر وهو ال ُعرف حتّى تقول األَحمر لم يكن تَم االسم فهو ي ِى منعوتا مج ى مررت‬
        ‫َ ْر‬         ‫َجر‬      ‫ُ‬  ‫َّ‬                           ‫ي َْ ُ‬        ‫َ‬
  ‫بزيد إذا كان يعرف وحده فصار األَحمر كأنه من صلته ( هذا باب ما يختار فيه إعمال الفعل مما‬
            ‫ُ‬              ‫ُ‬                       ‫ّ‬                  ‫َ‬        ‫ُ َْ‬
‫يكون فى المبتدإ مبنياً عليه الفعل ) | وذلك قولك أيت زيدا وعمر َّمتهُ و أيت عبد اهلل وزيدً مررت‬
‫ُ‬      ‫ا‬            ‫ر ُ‬       ‫ا كل‬
                                 ‫ً‬         ‫ر ُ‬               ‫ُ‬
  ‫به ولقيت قيسا وبكر أخذت أباه ولقيت خالدا وزيدا اشتريت له ثوبا | واَّما اختير النصب ههنا ألن‬
  ‫ّ‬         ‫ُ‬        ‫َ‬        ‫ن‬           ‫ُ‬                 ‫ُ‬         ‫ا ْ ُ‬‫ً‬          ‫ُ‬
                                    ‫َ‬               ‫ُ ِِ‬
    ‫االسم األول مبنى على الفعل فكان بناء اآلخر على الفعل أحسن عندهم إذ كان ُبنى على الفعل‬
                ‫يْ َ‬                                                          ‫ٌّ‬   ‫َّ‬
                                                      ‫ِ‬
            ‫وليس قبله اسم مبنى على الفعل ل ى اآلخر على ما ج َى عليه الذى َيليه قبله إذ كان‬
                                         ‫َر‬         ‫ُ‬     ‫َيجر َ‬           ‫ٌّ‬    ‫ٌ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/88)‬




                      ‫َُ َ ِ ر‬
 ‫ال ينقص المعنى لو بنيته على الفعل | وهذا أولى أن ُحمل عليه ما قرب جوا هُ منه إذ كانوا يقولون‬
                                        ‫ي ََ‬                            ‫َ‬                  ‫َ‬
         ‫ع ِ‬
 ‫ضربونى وضربت قومك ألنه يليه فكان أن يكون الكالم على وجه واحد إذا كان ال يمتَنِ ُ اآلخر من‬
                              ‫ٍ ٍ‬                                    ‫ّ‬
     ‫ُ‬                                     ‫ُ‬      ‫َ‬                         ‫ُ َ‬
                  ‫َّ‬     ‫َّ‬
   ‫أن يكون مبنيا على ما بنى عليه األول أقرب فى المأْخذ | ومثل ذلك قوله عز وجل ! 2 < يدخل‬
                                     ‫ُ‬       ‫َ‬       ‫َ‬    ‫ُ‬               ‫ُ‬      ‫ً‬    ‫َ‬
      ‫ََ ا َ ُ ا‬         ‫َّ‬   ‫َّ‬
      ‫من يشاء في حمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما > 2 ! | وقوله عز وجل ^ ( وعادً و ثَمودً‬
                                                                                         ‫ر‬
  ‫وأَصحاب الرس وقُرونً بين ذِلك ك ِير وكالَّ ضربنا لهُ ْاألَمثَال ) ^ | ومثلُه ! 2 < فريقا هدى وفريقا‬
                                      ‫َ‬               ‫َ ْ َ َ َّ َّ َ ُ ا َ ْ َ َ َ َ ث ً ُ َ َ ْ َ‬
                                                                  ‫ا‬
   ‫حق عليهم الضاللة > 2 ! | وهذا فى الق آن كثير | ومثل ذلك كنت أخاك وزيدا كنت له أخا ألن‬
    ‫ً ّ‬         ‫ُ‬            ‫ُ‬                    ‫ر‬
     ‫كنت أخاك بمنزلة ضربت أخاك | وتقول لست أخاك وزيدا أعنتُك عليه ألنها فعل وتَصرف فى‬
         ‫َ َّ ُ‬   ‫ّ‬                             ‫ُ‬                      ‫ُ‬              ‫ُ‬
 ‫َْ ْ ُ َ ْ ِ ُ ّ َ و‬
‫معناها كتصرف كان | وقال الشاعر وهو الر ُ بن ض ُع الفزِى % ( أَصبحت ال أَحمل السالح ال‬
                               ‫َ ب ٍ َ ار ُّ‬  ‫بيع‬                        ‫َ‬    ‫ُّ‬
                                                                          ‫رَ َ ِ‬
                                                           ‫% أَملك َأْس البعير إن نفر ) %‬
                                                                 ‫َ َ َا‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/98)‬
‫ْ َ ِّ َ َ َ َا‬           ‫ِْ‬
‫% ( والذئب أَخشاه إن مررت به % وحدى وأَخشى الرياح والمطر ) % | وقد يبتَدأُ ف ُحمل على مثل‬
              ‫ُ ْ َ َي ْ َ ُ‬                                                            ‫ُ‬             ‫ّْ َ ْ‬
                                                                            ‫َ‬
 ‫ما يحمل عليه وليس قبله منصوب وهو عربى جيد | وذلك قولك لَقيت زيدا وعمرو َّمته كأنك قلت‬
           ‫َّ‬        ‫ٌ كل‬                 ‫ُ‬                  ‫َّ‬                 ‫َّ‬                           ‫َُُْ‬
     ‫لقيت زيدا وعمرو أفضل منه | فهذا ال يكون فيه َّ الر ُ ألنك لم تَذكر فعال | فإذا جاز أن يكون‬
                                  ‫ُْ ِ‬
                                        ‫ْ‬           ‫إال فع َّ‬                                 ‫ُ‬     ‫ٌ‬            ‫ُ‬
     ‫فى المبتدإ بهذه المنزلة جاز أن يكون بين الكالمين | وأقرب منه إلى الرفع عبد اهلل لقيت وعمر و‬
         ‫ٌ‬       ‫ُ‬           ‫َ‬                         ‫ُ‬
           ‫لقيت أخاه وخالدا أيت وزيد َّمت أباه | هو ها هنا إلى الرفع أقرب كما كان فى االبتداء من‬
                                            ‫ُ‬                                         ‫ٌ كل‬      ‫ر‬                ‫ُ‬
       ‫ِ‬                                                                           ‫َّ‬
   ‫النصب أَبعد | وأما قوله عز وجل ! 2 < يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم > 2 ! فإنما‬‫َّ‬           ‫َ‬
 ‫ة‬                                 ‫ِ َ َّ‬                                 ‫ِ‬
 ‫وجهوه على أنه يغشى طائف ً منكم وطاَئف ٌ قد أَهمتْهُم أَنفُسهُم ) ^ فإنما وجهوه على أنه يغشى طائف ً‬                ‫َ َّ‬
                                                      ‫َة َ ْ َ َّ ْ ْ ُ ْ‬                 ‫ة‬

 ‫َ‬                   ‫ُِ ْ‬
‫منكم وطائف ٌ فى هذه الحال كأنه قال إذ طائف ٌ فى هذه الحال َّما جعلَه وقتً ولم يرد أن يجعلها واو‬
                                ‫ا‬        ‫فإن َ َ‬                   ‫ة‬                                    ‫ة‬
   ‫عطف وانما هى واو االبتداء | ومما يختار فيه النصب لنصب األول قوله ما لقيت زيدا ولكن عمر‬
   ‫ا‬              ‫ُ ً‬                                                                                          ‫ٍ‬
                                             ‫ّ‬                                ‫ُ‬                 ‫ُ‬
       ‫ِ‬                       ‫ا‬       ‫ً‬                         ‫ِ‬
     ‫مررت به وما أيت زيدا بل خالدا لقيت اباه تُجريه على قولك لقيت زيدا وعمر لم أَْلقهُ يكون اآلخر‬ ‫ر ُ‬
     ‫ُ‬             ‫َ َ‬                                                      ‫ُ‬                                  ‫ُ‬
                                                                                                          ‫ِْ‬
                                                                         ‫فى أنه يدخلُه فى الفعل بمنزلة هذا حيث‬
                                                                                                             ‫ُ‬
                                                                                ‫____________________‬

‫(0/19)‬




      ‫َجر‬        ‫َّ‬             ‫ّ ّ‬             ‫ِ ِ‬        ‫ً‬    ‫ِ‬                        ‫ِ‬
   ‫لم يدخله ألن بل ولكن ال تَعمالن شيئا وتشركان اآلخر مع األول ألنهما كالواو وثُم والفاء فأ هما‬
                                              ‫َ‬                                             ‫ُ‬
 ‫مج اهن فيما كان النصب فيه الوجه وفيما جاز فيه الر ُ ( هذا باب يحمل فيه االسم على اسم ب ِى‬
 ‫ُن َ‬
       ‫ٍ‬
               ‫ُ‬           ‫َُُْ‬            ‫فع‬                 ‫َ‬         ‫ُ‬               ‫ُ ر ّ‬
             ‫ِ‬        ‫َ‬          ‫َّ‬                    ‫ٍ‬
‫عليه الفعل م َّةً ويحمل م َّةً أُخ َى على اسم مبني على الفعل ) | أى ذلك فعلت جاز فإن حملتَه على‬
                                                                  ‫ُ َر ُ ْ َ ُ َر ْ ر‬
         ‫َ‬                                         ‫ّ‬
  ‫االسم الذى بنى عليه الفعل كان بمنزلته إذا بنيت عليه الفعل مبتدأ يجوز فيه ما يجوز إذا قلت زيد‬
  ‫َ ٌ‬                               ‫َ‬   ‫َ‬          ‫َ‬                  ‫ُ‬            ‫ُ‬
‫لقيتهُ وان حملته على الذى بنى على الفعل اختير فيه النصب كما اختير فيما قبله وجاز فيه ما جاز‬
                                    ‫ُ‬          ‫َ‬               ‫َُ‬              ‫َ‬
   ‫فى الذى قبله وذلك قولك عمرو لقيته وزيد كلمته إن حملت الكالم على األول | وان حملته على‬
 ‫اآلخر قلت عمرو لقيته وزيدً كلمته | ومثل ذلك قولك زيد لقيت أباه وعمر مررت به إن حملته على‬
                        ‫ا‬                                      ‫ا‬
    ‫ٌ‬         ‫َّ‬
    ‫األب وان حملته على األول رفعت | والدليل على أن الرفع والنصب جائز كالهما أنك تقول زيد‬
                                          ‫ّ‬      ‫ُ‬
   ‫لقيت أباه وعمر إن أردت َّك لقيت عمر واألب | وان عمت أنك لقيت أبا عمرو ولم تْلقهُ رفعت |‬
      ‫َ‬       ‫ََ‬              ‫َ‬       ‫ز َ ّ‬        ‫َ‬    ‫ا‬
                                                        ‫ً‬    ‫َ‬    ‫أن‬          ‫ا‬
                                                                              ‫ً‬         ‫ُ‬
    ‫ومثل ذلك زيد لقيتهُ وعمرو إن شئت رفعت وان شئت قلت زيد لقيتهُ وعمر | وتقول أيضً زيد ألقاه‬
          ‫ا ٌ‬              ‫ا‬
                           ‫ً‬           ‫ٌ‬       ‫َ‬    ‫َ ْ‬         ‫ٌ ْ‬             ‫ٌ‬
                                                         ‫ِْ‬
                                                         ‫وعمر وعمر و | فهذا ُقوى أنك بالخيار فى الوجهَين‬
                                                                             ‫ّ‬    ‫ي َ َّ‬       ‫ٌ‬    ‫ا‬
                                                                                                    ‫ً‬
                                                                            ‫____________________‬

‫(0/09)‬
‫| وتقول زيد ضربنى وعمر و مررت به إن حملتَه على زيد فهو مرفو ٌ ألنه مبتدأ والفعل مبنى عليه‬
        ‫ٌّ‬   ‫ُ‬           ‫ع ّ‬                                  ‫ُ‬     ‫ٌ‬      ‫َ‬     ‫ٌ‬
     ‫وان حملتَه على المنصوب قلت زيد ضربنى وعمر مررت به ألن هذا اإلضمار بمنزلة الهاء فى‬
                                               ‫ا‬
                                               ‫ً‬        ‫َ‬      ‫ٌ‬
‫ضربته | فإن قلت ضربنى زيد وعمر مررت به فالوجهُ النصب ألن زيدا ليس َّ عليه الفعل مبتدأ‬
       ‫ُ‬           ‫مبنيا‬         ‫ُ ّ‬                        ‫ا‬
                                                            ‫ً‬    ‫ٌ‬               ‫ِ‬
                                             ‫َ‬       ‫َ‬                                  ‫َّ‬
  ‫وانما هو ههنا بمنزل التاء فى ضربتُه وذكرت المفعول الذى يجوز فيه النصب فى االبتداء فحملتَه‬
    ‫على مثل ما حملت عليه ما قبله وكان الوجه إذ كان ذلك يكون فيه فى االبتداء | واذا قلت مررت‬
    ‫ُ‬         ‫َ‬                                        ‫َ‬                    ‫َ‬
   ‫بزيد وعمر مررت به نصبت وكان الوجه ألنك بدأت بالفعل ولم تَبتدئ اسما تَبنيه عليه ولكنك قلت‬
            ‫ّ‬                                            ‫َ ّ‬         ‫َ‬        ‫ُ‬      ‫ا‬
                                                                                     ‫ً‬
‫فعلت ثم بنيت عليه المفعول وان كان الفعل ال يصل إليه َّ بحرف اإلضافة فكأَنك قلت مررت زيدا‬
      ‫ُ‬             ‫ّ‬         ‫ِ‬         ‫إال‬     ‫ُ َ ِ ُ‬                            ‫َ‬      ‫ُ‬
 ‫| ول ال أنه كذلك ما كان وجهُ الكالم زيدا مررت به وقمت وعمر مررت به | ونحو ذلك قولك خشنت‬
 ‫َ ّْ ُ‬              ‫ُ‬          ‫ُ‬    ‫ا‬
                                     ‫ً‬      ‫ُ‬        ‫َ‬                                 ‫و ّ‬
                           ‫ْ ََ ِ‬
 ‫بصد ه فالصدر فى موضع نصب وقد عملت الباء | ومثله ^ ( قل كفى باهلل شهيدا بينِى وبينكم ) ^‬
                                                          ‫َ َِ‬   ‫ٍ‬
      ‫ََْ ُ ْ‬   ‫َ ِ ً َْ‬                          ‫ُ‬                              ‫ُ‬       ‫ر‬
  ‫ُ نصب وفى معنى النصب | وهذا‬                        ‫َ َِ ْ‬            ‫َّ ّ‬
                                   ‫إنما هى كفى اهللُ ولكنك لما أَدخلت الباء عملَت والموضع موضع‬
                                              ‫ُ‬                ‫َ‬                            ‫ّ‬
                                                                       ‫قول الخليل رحمه اهلل‬
                                                                                        ‫ُ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/29)‬



              ‫ُ ِ‬
     ‫| واذا قلت عبد اهلل مررت به َجريت االسم بعده مج اه بعد زيد لقيتهُ ألن مررت بعبد اهلل ي ى‬
      ‫ُجر‬                          ‫َ ُ ر َ َْ ٌ‬             ‫ُ أ َ‬              ‫ُ‬
                        ‫ّ‬
       ‫ِ‬
‫مج َى لقيت عبد اهلل | وتقول هذا ضارب عبد اهلل وزيدً يمر به إن حملتَه على المنصوب فإن حملته‬
                                      ‫ا َ ُ ُّ‬     ‫ٌ َ‬                       ‫ُ َ‬        ‫ُ ْر‬
                                           ‫ُ‬         ‫َ‬    ‫َ‬        ‫َ ِ‬
  ‫على المبتدإ وهو هذا رفعت | فإن أَلقيت النون وأنت تُريد معناها فهو بتلك المنزلة وذلك قولك هذا‬
                                     ‫ا‬       ‫َ‬            ‫و ّ‬         ‫ً َ ِْ‬
                                                                           ‫ا‬    ‫ُ ٍ ا‬
‫ضارب زيد غدً وعمر سيضربهُ ول ال أنه كذلك لما قلت أَزيدً أنت ضارُه وما زيدا أنا ضاربهُ | فهذا‬
                            ‫ب‬
‫نحو مررت بزيد ألنَ معناه منوناً وغير منون سواء كما َّك إذا قلت مررت بزيد فكأَنك قلت مررت‬
‫ُ‬           ‫ّ‬         ‫ُ‬              ‫أن‬     ‫ٌ‬     ‫َ َّ‬        ‫َّ‬       ‫ًّ َ‬     ‫ُ‬      ‫ُ‬
  ‫زيدا | وتقول ضربت زيدا وعمر أنا ضاربه يختار هذا كما يختار فى االستفهام | ومما يختار فيه‬
          ‫ّ ُ‬                   ‫ُ ُ‬           ‫َ ُ ُ ُ‬         ‫ا‬
                                                              ‫ً‬          ‫ُ‬
                 ‫ا‬    ‫ل ُ‬               ‫ر ِْ‬
 ‫النصب قول الرجل من أَيت وأَّهم أيت فتقول زيدا أيتُه تُنزله منزلة قولك كّمت عمر وزيدً لقيتُه |‬
          ‫ا‬                                                 ‫َ ْ ر َ َي ر َ‬             ‫ُ ُ‬
 ‫أال ى أن الرجل يقول منَ أيت فتقول زيدا على كالمه فيصير هذا بمنزلة قولك أيت زيدا وعمر‬
 ‫ا‬             ‫ر ُ‬                  ‫َ ُ‬                ‫ُ ً‬       ‫َْ ْ ر َ‬       ‫َّ ُ َ‬     ‫تر‬
              ‫ُ‬                                                   ‫ِ‬
    ‫ى على الفعل كما ى اآلخر على األول بالواو | ومثل ذلك قولك أ أيت زيدا فتقول ال ولكن‬
                        ‫ر َ‬                                              ‫يجر‬                 ‫يجر‬
     ‫ْ‬                                                  ‫ّ‬
     ‫ر أي ر‬                 ‫ر َ ِ‬
 ‫عمر مررت به | أالَ ى أنه لو قال ال ولكن عمر لَج ى على أ أيت | فإن قال من أيتَه و ُّهم أيتَه‬
                                             ‫ً َر‬ ‫ا‬                     ‫تر ّ‬            ‫ُ‬   ‫ا‬
                                                                                            ‫ً‬
‫فأجبَتَه قلت زيد أيتُه إ ّ فى قول من قال زيدا أيتُه فى االبتداء ألن هذا كقولك ُّهم منطلق ومن‬
‫ٌ َْ‬            ‫أي‬        ‫ّ‬                  ‫ر‬                    ‫َ ٌ ر ال‬             ‫َ ْْ‬
                             ‫ا‬        ‫ْ ا‬               ‫َ ِ‬
    ‫رسول ؟ فيقول فالن | وان قال أعبد اهلل مررت به أم زيدً قلت زيدً مررت به كما فعلت ذلك فى‬
                                                                                        ‫ٌ‬
              ‫َ‬        ‫ُ‬                          ‫َ‬                        ‫ٌ‬
            ‫ُ‬      ‫ّ‬                   ‫ً‬             ‫ً‬     ‫ً ْ ِ ْ‬                  ‫ِ‬
 ‫األول | فإن قلت ال بل زيدا فانصب أيضا كما تقول زيدا إذا قال من أيت ؟ ألن مررت به تفسي هُ‬
  ‫ر‬                      ‫ر‬                                                                ‫ّ‬
                                                                                 ‫لقيتُه ونحوها‬
                                                                                   ‫ُ‬
                                                                ‫____________________‬
‫(0/39)‬




  ‫ٍ‬       ‫ُ‬                        ‫َْ‬        ‫أي‬           ‫ُ ّ‬        ‫َُِْ‬          ‫َ‬
                                                                                          ‫ِّ ْ ِ‬
 ‫فإنما تَحمل االسم على ما يحمل السائل كأنهم قالوا َّهم أَتَيت ؟ فقلت زيدً | ولو قلت مررت بعمرو‬
                          ‫َ ا‬

    ‫ُ‬        ‫ُ‬         ‫ٍ‬        ‫ٍ‬
                                                      ‫ُ‬         ‫ّ ٌِ‬
  ‫وزيدا لكان عربيا فكيف هذا ؟ ألنه فعل والمجرور فى موضع مفعول منصوب ومعناه أتيت ونحوها‬   ‫َ‬
                 ‫ٍ‬
    ‫تحمل االسم إذا كان العامل األول فعال وكان المجرور فى موضع المنصوب على فعل ال ينقض‬
                                                                   ‫ُ ُّ‬
                                            ‫ُ‬                                          ‫ُ‬
 ‫المعنى | كما قال جرير % ( جئ ِى بِمثل بنى بدر لقومهِم % أو مثل أُس ة منظور بن سَّار ) % |‬
            ‫َي ِ‬     ‫َ ْ ِ َْ ٍ‬
                          ‫ر‬              ‫ٍَْ ِ ِ‬              ‫ِ‬    ‫ِ ْن‬
        ‫ا ّ‬        ‫ا‬       ‫َ‬                    ‫اَ‬      ‫َ ٍْ َْ ً‬
‫ومثله قول العجاج % ( يذهبن فى نجد وغور غائر % ) % كأنه قال ويسلكن غور غائر ألن معنى‬
                                                        ‫ا‬               ‫َ ْ َْ َ‬     ‫ّ‬
                           ‫ّ ّ‬         ‫ْ ِ َ ال َ ُ ال‬
     ‫يذهبن فيه يسلكن | ال يجوز أن تُضمر فع ً ال يصل إ ّ بحرف جر ألن حرف الجر ال ُضمر‬
      ‫ّ ي ْ َُ‬                                                                   ‫ُ و‬         ‫َ ْ َْ َ‬
                                                   ‫ُ َّ‬     ‫ٍ‬
                                          ‫ى بيان ذلك | ولو جاز ذلك لقلت زيد تريد مر بزيد‬     ‫وستر‬
                                                                    ‫____________________‬

‫(0/49)‬




   ‫| ومثل هذا ^ ( وحور عيناً ) ^ فى ق اء أُبى بن كعب | فإن قلت لقيت زيدا وأَماَّ عمرو فقد مررت‬
    ‫ُ‬            ‫ٌ‬             ‫ُ‬     ‫ِ ِْ َ‬               ‫ر َ َّ‬             ‫ً ِ‬ ‫َُ ا‬             ‫ُ‬
   ‫َّ‬
   ‫به ولقيت زيدا واذا عبد اهلل يضربهُ عمرو فالر ُ إ ّ فى قول من قال زيدً أيتهُ وزيدا مررت به ألن‬
            ‫ُ‬            ‫ار‬                        ‫ٌ فع ال‬             ‫َ‬       ‫ُ‬                ‫ُ‬
          ‫ال َ ْ ُ َ‬               ‫َ‬        ‫ِ‬
‫أَما واذا ُقطعُ بهما الكالم وهما من حروف االبتداء يصرفان الكالم إلى االبتداء إ ّ أن يدخل عليهما‬
                                                 ‫َ‬                         ‫ُ‬                 ‫ي َ‬    ‫َّ‬
                         ‫ِ تر‬                                      ‫ِ‬     ‫ٍ‬          ‫َْ ِ و ُ ْ َ ُ‬
‫ما ينصب ال يحمل بواحد منهما آخر على أول كما ُحمل بثُم والفاء أال ى أنهّم ءوا ! 2 < وأما‬
                   ‫قرُ‬                  ‫ي ْ َ َّ‬       ‫َّ‬        ‫ٌ‬
      ‫ٌ‬       ‫ِ ال ُ َ َ‬                  ‫َ‬     ‫ِ ُ‬
      ‫ثمود فهديناهم > 2 ! وقبله نصب وذلك ألنها تَصرف الكالم إلى االبتداء إ ّ أن يوقع بعدها فعل‬
                                                                     ‫ٌ‬
 ‫نحو أما زيدً فضربت | ولو قلت إن زيدً فيها أو إن فيها زيدا وعمرو أَدخلتُه أو دخلت به رفعته َّ‬
 ‫َ إال‬                                                         ‫َّ ا‬                         ‫ا‬
                   ‫ُ‬             ‫ٌ‬                 ‫ّ‬                              ‫ُ‬               ‫ّ‬
        ‫فى قول من قال زيدً أدخلتُه وزيدً دخلتُه ألن إن ليس بفعل وانما هو مشب ٌ به | أال ى أنه ال‬
            ‫تر ّ‬          ‫َّه‬          ‫ّ‬              ‫ّ ّ‬            ‫ا‬            ‫ا‬
                    ‫در‬                               ‫ُ ّ‬           ‫ٌ و ّ َّ ُ‬
     ‫يضمر فيه فاعل ال يؤخر فيه االسم وانما هو بمنزلة الفعل كما أن عشرين هما وثالثين رجال‬
                                                                                    ‫ُ ْ َُ‬
                                                                          ‫ِ َ َ‬
                                                 ‫بمنزلة ضاربين عبد اهلل وليس بفعل ال فاعل‬
                                                        ‫و‬
                                                                    ‫____________________‬

‫(0/59)‬




                                       ‫َُ َ‬       ‫ِ‬
   ‫| وكذلك ما أحسن عبد اهلل وزيد قد أيناه فإنما أجريته يعنى أحسن فى الموضع م َى الفعل في‬
              ‫ُ جر‬                                     ‫ٌ ر‬           ‫َ َ‬
      ‫ُّ ِ ّ‬      ‫رو‬       ‫ِو‬
 ‫ِه ال تقديمه ال تأخي ه ال تصرفه وانما هو‬                                            ‫ِ‬
                                     ‫عمله وليس كالفعل ولم يجئ على أمثلته ال على إضمار و‬
                                                  ‫و‬            ‫َ ْ‬
‫ُ‬              ‫ي‬         ‫ٍ‬      ‫و‬                     ‫َِ ََ َ‬
    ‫بمنزلة لدن غدوةً وكم َ جال فقد عمالَ عمل الفعل وليسا بفعل ال فاعل | ومما ُختَار فيه النصب‬
                                                                        ‫َ ُ ْ ُ ْ َ ْ رُ ً‬
   ‫لنصب األول ويكون الحرف الذى بين األول واآلخر بمنزل الواو والفاء وثُم قولك لقيت القوم َّهم‬
       ‫َ كل‬   ‫ُ‬         ‫ِ َّ‬                     ‫ِ‬
                                                          ‫ّ‬           ‫ُ‬              ‫ّ‬
                                                                                           ‫ِ‬
    ‫حتَّى عبد اهلل لقيتُه وضربت القوم حتّى زيدً ضربت أباه وأتيت القوم أجمعين حتى زيدا مررت به‬
                                                        ‫ا‬              ‫ُ‬               ‫َ‬
‫ومررت بالقوم حتى زيدا مررت به | فحتّى تَج ِى مج ى الواو وثُم وليست بمنزلة أما ألنها َّما تكون‬
       ‫ّ ّ إن‬                    ‫ّ‬           ‫ْر َ ْر‬               ‫ُ‬      ‫ً‬
    ‫ر‬       ‫ّ‬           ‫ُ ِّ‬
  ‫على الكالم الذى قبلها ال تُبتَدأُ | وتقول أيت القوم حتّى عبد اهلل وتسكت فإنما معناه أنك قد أيت‬
                                      ‫َ‬          ‫َ‬   ‫ر ُ‬            ‫و َْ‬
‫عبد اهلل مع القوم كما كان أيت القوم وعبد اهلل على ذلك | وكذلك ضربت القوم حتّى زيدا أنا ضاربه‬
 ‫ُ‬          ‫ً‬         ‫َ‬     ‫ُ‬                           ‫َ‬   ‫َ‬     ‫ر ُ‬                       ‫َ‬
         ‫ّ‬                                    ‫َ‬            ‫َ‬            ‫ُ ِ‬
 ‫| وتقول هذا ضارب القوم حتّى زيدا يضربه إذا أردت معنى التنوين فهى كالواو إ ّ أنك تَجر بها إذا‬
                 ‫ال ّ‬
  ‫ٌ‬                     ‫ّ‬        ‫ُ ٍ ا‬                        ‫َّ‬
 ‫كانت غاي ً والمجرور مفعول كما أنك إذا قلت هذا ضارب زيد غدً تجر بكف التنوين | وهو مفعول‬
                                                                     ‫ٌ‬      ‫ُ‬        ‫ة‬
‫بمنزلته منصوبا منونا ما قبله | ولو قلت هلك القوم حتّى زيدا أَهلكتهُ أختِير النصب ُبنى على الفعل‬
              ‫ُ لي َ‬          ‫ْ‬        ‫ً‬        ‫ُ‬      ‫ََ‬                     ‫ً ّ‬
                                                   ‫ِ‬
           ‫كما ُنى ما قبله مرفوعا كان أو منصوبا كما فُعل ذلك بعد ما بنى على الفعل وهو مجرور‬
                                                                                         ‫ب‬
            ‫ٌ‬                       ‫ُ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/69)‬




                             ‫َّ‬      ‫ِ ْ‬
    ‫| فإن قلت إنما هو لنصب اللفظ فال تنصب بعد مررت بزيد وانصب بعد إن فيها زيدا | وان كان‬
                                                     ‫ْ‬         ‫ْ‬
    ‫األول ألنه فى معنى الحديث مفعول فال ترفع بعد ع ِد اهلل إذا قلت عبد اهلل ضربتُه إذا كان بعده‬
                                  ‫ُ‬                    ‫ب‬     ‫َْ‬  ‫ٌ‬                     ‫ّ ّ‬
    ‫وزيدً مررت به | وقد يحسن الجر فى هذا َّه وهو عربى | وذلك قولُك لقيت القوم حتَّى ع ِد اهلل‬
          ‫ب‬         ‫َ‬      ‫ُ‬                      ‫ّ‬          ‫كل‬      ‫ُ ُ ُّ‬                  ‫ا‬
                                ‫ِ‬   ‫ُ ٍ‬                                                 ‫ِن‬
       ‫لقيتهُ فإَّما جاء بلقيتهُ توكيدا بعد أن جعله غاية كما تقول مررت بزيد وعبد اهلل مررت به | قال‬
                  ‫ُ‬                                        ‫ً‬            ‫ً‬
                                                                   ‫ْ‬
   ‫الشاعر وهو ابن مروان النحوى % ( أُْلقى َّحيفة كى ُخ َّف رحلهُ % و َّاد حتّى نعِه أَلقاها )‬
       ‫َ ْل ِ َ َ‬       ‫الز َ‬        ‫َ الص ِ َ َ ْ ي َ ف َ َ ْ َ‬
  ‫% | والر ُ جائز كما جاز فى الواو وثّم وذلك قولُك لقيت القوم حتّى عبد اهلل لقيتُه جعلت عبد اهلل‬
        ‫َ َ‬                 ‫ُ‬          ‫َ‬      ‫ُ‬                                      ‫فع ٌ‬
    ‫ٌ َ ِ ٌّ َ ر ُ‬
   ‫مبتدأ وجعلت لقيتُه مبنياً عليه كما جاز فى االبتداء كأنك قلت لقيت القوم حتّى زيد مْلقى وس ّ حت‬
                             ‫َ‬     ‫ُ‬            ‫ّ‬                                       ‫َ‬
         ‫ٌ‬                     ‫ً ِ‬
  ‫القوم حتّى زيد َّح وهذا ال يكون فيه إ ّ الر ُ ألنك لم تَذكر فعال فإذا كان فى االبتداء زيد لقيتُه‬
                                         ‫ْ ُْ‬     ‫ال فع ّ‬                        ‫ٌ مسرٌ‬        ‫َ‬
                                                                    ‫بمنزلة زيد منطلق جاز ههنا الرفع‬
                                                                                   ‫ٌ‬      ‫ٌ‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/79)‬




 ‫( هذا باب ما يختار فيه النصب وليس قبله منصوب ُنى على الفعل وهو باب االستفهام ) | وذلك‬
                     ‫ُ‬                  ‫ٌ ب َ‬        ‫َ‬         ‫ُ‬           ‫ُ ُ‬    ‫ُ‬
        ‫ر ُ ْ ً ُ ًَ‬
                   ‫ا‬                          ‫ُ و‬      ‫ال‬                      ‫ِ‬
 ‫أن من الحروف حروفً ال يذكر بعدها إ ّ الفعل ال يكون الذى َيليها غي هُ مظهَر أو مضمر | فمما‬
        ‫ا‬
  ‫ّ‬                                                              ‫ُ ا ُْ َُ‬       ‫ُ‬      ‫ّ‬
‫َ‬       ‫َ‬              ‫ٌ َّ‬      ‫طّ‬         ‫َّ ِ‬
       ‫ال يليه الفعل إ ّ مظهر قد وسوف ولما ونحوهن | فإن اض ُر شاعر فقدم االسم وقد أوقع الفعل‬
                                                                 ‫ا َ ْ َ ْ َ َ َّ‬
                                                                                ‫ً‬      ‫ُ ال‬
                      ‫َ‬                                    ‫ُ‬
‫على شئ من سببه لم يكن حد اإلع اب َّ النصب وذلك نحو لم زيدا أَضربهُ إذا اض ُر شاعر فقدم‬
  ‫ٌ َّ‬          ‫طّ‬        ‫ِْ‬        ‫ُ َ‬               ‫ُّ ِ ر إال َّ َ‬
                                      ‫ِ‬                                     ‫ٍ‬
              ‫ّ‬                ‫َ‬     ‫ٍ ّ ي ُ‬
        ‫لم يكن إ ّ النصب فى زيد ليس غير لو كان فى شعر ألنه ُضمر الفعل إذا كان ليس مما يليه‬
                                                                     ‫ُ‬               ‫ُ‬       ‫ال‬
 ‫االسم كما فعلوا ذلك فى مواضع ست اها إن شاء اهلل | وأما ما يجوز فيه الفعل مضمر ومظهر مقدما‬
    ‫ا ّ‬           ‫ا‬     ‫ُ‬                     ‫ّ‬                    ‫ر‬                              ‫ُ‬
    ‫ا‬      ‫َ و‬        ‫ا‬    ‫ومؤخر ال يستقيم أن يبتَدأ بعده األسماء فه َّ ال ولَوما وأَ ّ | لو قلت ه َّ‬
    ‫َال زيدً ضربت ول ال زيدً‬             ‫َال ولو ْ َ ال‬                       ‫ُْ َ‬            ‫َّ ا و‬
                                                        ‫ْ‬
    ‫ضربت وأ ّ زيدا قتلت جاز | ولو قلت أ ّ زيدا وهال زيدا على إضمار الفعل ال تذك ه جاز | وانما‬
       ‫ّ‬          ‫و ُر‬                                       ‫َ ال‬                  ‫َ ال ً َ‬
                                                  ‫ِ‬                          ‫َّ‬
   ‫جاز ذلك ألن فيه معنى التحضيض واألمر فجاز فيه مما يجوز فى ذلك | ولو قلت سوف زيدا‬
        ‫َ َْ َ‬
                                  ‫ُ َِ ْ‬
‫أضرب لم يحسن أو قد زيدا لقيت لم يحسن ألنها إنما وضعت لألفعال إ ّ أنه جاز فى تلك األحرف‬
                   ‫ال ّ‬                       ‫ُْ ّ‬        ‫ُ‬               ‫ُْ‬      ‫ُ‬
‫التأْخير واإلضمار لما ذكرت لك من التحضيض واألمر | وحروف االستفهام كذلك ال يليها إال الفعل‬
                                  ‫ُ‬                                       ‫ُ‬        ‫ُ‬
                                                                   ‫إ ّ أنهم قد توسعوا فيها‬
                                                                            ‫ّ‬        ‫ال ّ‬
                                                                      ‫____________________‬

‫(0/89)‬




   ‫فابتدءوا بعدها األسماء واألصل غير ذلك أال ى أنهم يقولون هل زيد منطلق وهل زيد فى الدار‬
            ‫ٌ‬        ‫ٌ‬      ‫َْ ٌ‬            ‫تر ّ‬         ‫ُ ُ‬
         ‫ّ ّ‬                         ‫بَ‬       ‫ٌ‬       ‫ًر َ‬             ‫ٌ ٌِ ِ‬
 ‫وكيف زيد آخذ | فإن قلت هل زيدا أيت وهل زيد ذهب قَُح ولم يجز إ ّ فى الشعر ألنه لما اجتمع‬
                         ‫ُ ْ ال‬
         ‫َْ‬      ‫َ ال‬           ‫َ‬                 ‫ٌ ّ‬          ‫ط َّ‬    ‫ِ‬
         ‫االسم والفعل حملوه على األصل فإن اض ُر شاعر فقدم االسم نصب كما كنت فاع ً ذلك بقد‬     ‫ُ‬     ‫ٌ‬
                                         ‫َ‬
                                           ‫ُ َّ‬
  ‫ونحوها | وهو فى هذه أحسن ألنهُ يبتدأُ بعدها األسماء | وانما فعلوا ذلك باالستفهام ألنه كاألمر فى‬
                                                                         ‫ُ ّ‬                         ‫ِ‬
‫ٍ‬                  ‫تر َّ‬                     ‫ط ِ ً َ ْ ْ ِ َّ‬
‫أَنه غير واجب وأنه يريد به من المخا ّب أمر لم يسَتقر عند السائل | أال ى أن جوابه جزم فلهذ‬
                                                             ‫ا‬                             ‫ٍ‬
        ‫ٌَْ‬                                                                                       ‫ّ ّْ‬
  ‫ا اخ ِير النصب وك ِهوا تقديم االسم ألنها حروف َعت بما بعدها ما بعد حروف الج اء وجو ُها‬
     ‫اب‬       ‫ز‬                              ‫ٌ ضارَ ْ‬                ‫ّ‬       ‫َ‬      ‫ُ َ رُ‬          ‫ْت‬
                                                   ‫ٍ‬
‫كجوابه وقد يصير معنى حديثها إليه | وهى غير واجبه كالج اء فقبح تقديم االسم لهذا | أال ى أنك‬
   ‫تر ّ‬                    ‫ُ‬      ‫ز َُ َ‬                  ‫ُ‬                                  ‫َ‬
    ‫ٌ‬                                  ‫ُ‬                ‫ُ ِ‬            ‫ّ َ‬      ‫ِ‬
   ‫إذا قلت أَين عبد اهلل آته فكأَنك قلت حيثُما يكن آته | وأما األلف فتقديم االسم فيها قبل الفعل جائز‬
                                                                                         ‫َْ ُ‬
                              ‫ُ‬                 ‫ّ‬           ‫َ ُ‬
  ‫كما جاز ذلك فى ه ّ وذلك ألنها حرف االستفهام الذى ال يزول عنه إلى غي ه وليس لالستفهام فى‬
                         ‫ر‬                                          ‫ُ‬      ‫ّ‬       ‫َال‬

                       ‫َ‬       ‫ُ ُِ‬            ‫ِ‬
       ‫األصل غي ه | وانما تركوا األلف فى من ومتَى وهل ونحوهن حيث أَمنوا االلتباس | أال ى أنك‬
        ‫تر ّ‬                                           ‫َْ‬           ‫َْ‬    ‫ُ‬             ‫ُر ّ‬
    ‫َ ْ ُ ِ الن ِ َ ْ ٌ َّ ْ َات ِ ا‬
    ‫تُدخلُها على من إذا تمت بصلتها كقول اهلل عز وجل ^ ( أَفَمن يْلقَى فى َّار خير أَمن ي ِى آمنً‬
                                                     ‫ّ‬      ‫ّ‬                  ‫َّ ْ‬       ‫َْ‬
                                                                                                       ‫ِْ‬
                                                                                                ‫ِ ِ‬
                                                                                ‫يوم اْلقيامة ) ^ | وتقول‬
                                                                                                  ‫َْ َ َ‬
                                                                         ‫____________________‬

‫(0/99)‬
‫ُ‬                       ‫َ‬             ‫ّ‬                   ‫ْ َ ْ ِّ‬
  ‫أَم هل فإنما هى بمنزلة قد ولكنهم تركوا األلف استغناء إذ كان هذا الكالم ال يقَ ُ إ ّ فى االستفهام |‬
                     ‫ع ال‬
             ‫ِ‬
       ‫وسوف ت اه إن شاء اهلل متبينا أيضً | فهى ههنا بمنزلة إن فى باب الج اء فجاز تقديم االسم فيها‬
                                ‫ز‬                                 ‫ا‬       ‫ّ‬               ‫ر‬
                   ‫ُ‬
‫َ‬          ‫ِ‬        ‫ُ ّ‬                    ‫وي‬               ‫ٍ‬          ‫ْ ََ‬     ‫ِ‬
‫كما جاز فى قولك إن اهللُ أَمكننى من فالن فعلت كذا وكذا | ُختار فيها النصب ألنك تُضمر الفعل‬
          ‫ْ ُ‬                                         ‫ُ‬
‫ى‬              ‫ِِْ‬
   ‫فيها ألن الفعل أولى إذا اجتمع هو واالسم | وكذلك كنت فاعال فى إن ألنها ّما هى للفعل | وستر‬
                           ‫ّ إن‬             ‫ً‬                                       ‫ّ َ َ‬
                                                             ‫ُ‬
                ‫َ‬                  ‫و ال ال َّ‬
       ‫بيان ذلك إن شاء اهلل | فاأللف إذا كان معها فعل بمنزلة ل ال وه ّ إ ّ أنك إن شئت رفعت فيها |‬
                                                     ‫ٌ‬                  ‫ُ‬
    ‫َّ‬                           ‫ِ‬                             ‫ِ‬                        ‫ِ‬
  ‫وهو فى األلف أمثل منه فى متَى ونحوها ألنه قد صار فيها مع أنك تَبتدئُ بعدها األسماء أنك تُقدم‬
                                                                                  ‫ُ‬
  ‫ّ َ ُ‬                                  ‫ّ‬               ‫ّ‬             ‫َ‬
  ‫االسم قبل الفعل والرفُع فيها على الجواز | ال يجوز ذلك فى ه ّ ول ال ألنه ال ُبتدأُ بعدهما األسماء‬
  ‫ُ‬                     ‫ي‬     ‫َ ال و ّ‬                    ‫و‬                                    ‫َ‬
  ‫| وليس جواز الرفع فى األلف مثل جواز الرفع فى ضربت زيدا وعمر كلمتهُ ألنه ليس ها هنا حرف‬
                         ‫ّ‬            ‫ا‬
                                      ‫ً‬       ‫ُ‬                     ‫َ‬                  ‫ُ‬
                                   ‫هو بالفعل أولى وانما اختير هذا على الجواز وليكون معنى واحدا‬
                                   ‫ً‬     ‫ً‬    ‫َ‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/110)‬




    ‫فهذا أقوى | والذى ُشبِههُ من حروف االستفهام األلف | واعلم أن حروف االستفهام كلَّها يقبح أن‬
                                             ‫ُ‬                            ‫يْ‬
    ‫يصير بعدها االسم إذا كان الفعل بعد االسم لو قلت هل زيد قام وأين زيد ضربتَه لم يجز َّ فى‬
        ‫إال‬                  ‫َ ٌ‬      ‫ٌ‬                                      ‫ُ‬           ‫ّ‬
‫الشعر فإذا جاء فى الشعر نصبتَه َّ األلف فإنه يجوز فيها الرفع والنصب ألن األلف قد ُبتدأ بعدها‬
          ‫ي‬                                        ‫َ ِ‬      ‫إال‬
                        ‫ِ‬        ‫ِ‬
                  ‫ٍْ ُ‬
  ‫االسم | فإن جئت فى سائر حروف االستفهام باسم وبعد ذلك االسم اسم من فعل نحو ضارب جاز‬
                               ‫ٌ‬                                                     ‫ِ‬
                                                                                         ‫ُ‬
  ‫فى الكالم ال يجوز فيه النصب إ ّ فى الشعر لو قلت هل زيد أنا ضاربه لكان َّدا فى الكالم ألن‬
                    ‫جي‬        ‫ُ‬     ‫ٌ‬                         ‫ال‬                  ‫و‬
 ‫ضاربً اسم وان كان فى معنى الفعل | ويجوز النصب فى الشعر ( هذا باب ما ينصب فى األلف )‬
                                                                                  ‫ا ٌ‬
   ‫تقول أَعبد اهلل ضربتَه وأزيدا مررت به وأعمر قتلت أخاه وأعمر اشتريت له ثوبا | ففى كل هذا قد‬
          ‫ّ‬                ‫َ‬      ‫ا‬
                                  ‫ً‬          ‫ا َ‬           ‫َ‬    ‫ً‬                  ‫َ‬
   ‫ُه كما فعلت ذلك فيما نصبتَه فى هذه األحرف فى غير‬
                                        ‫َ‬        ‫أضمرت بين األلف واالسم فعال هذا تفسير‬
                                                                                 ‫َ‬
                                                                     ‫االستفهام | قال جرير‬
                                                                      ‫ٌ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/010)‬



                                ‫ِ‬             ‫ِ‬
  ‫% ( أَثَعلَبةَ الفَوارس أم رياحاً % عدْلت ِهم طُهَيةَ والخشابا ) % | فإذا أوقعت عليه الفعل أو على‬
                                                    ‫َ َ ب ِ ْ َّ‬
            ‫َ‬          ‫َ‬                  ‫ََ‬                              ‫َِ‬    ‫َِ‬        ‫ْ‬
                   ‫ِ ِ‬
 ‫ُه ههنا هو التفسير الذى فُ َّر فى االبتداء أنك تُضمر فعالً هذا تفسي هُ |‬
    ‫ر‬                                                                                            ‫ٍ‬
                            ‫ّ‬               ‫سَ‬         ‫ُ‬               ‫شئ من سببه نصبته وتفسير‬
                                                                              ‫َ‬
     ‫َّ أن النصب هو الذى يختار ههنا وهو حد الكالم | وأما االنتصاب ثَم وها هنا فمن وجه واحد |‬
       ‫ٍ ٍ‬                  ‫ُ َّ‬           ‫ّ‬             ‫ُّ‬               ‫ُ‬                    ‫إال ّ‬
‫ٌ‬                ‫ٌ‬       ‫َ ِ َ َّ َ ٌ ِ ُ‬
  ‫ومثل ذلك أَعبد اهلل كنت مثله ألن كنت فعل والمثل مضاف إليه وهو منصوب | ومثلُه أزيدا لست‬
  ‫ً َ‬                                                                             ‫َ‬         ‫ُ‬
     ‫مثلَه ألنه فعل فصار بمنزلة قولك أزيدً لقيت أخاه | وهو قول الخليل | ومثل ذلك ما أَد ِى أَزيدً‬
     ‫ا‬       ‫ْر‬           ‫ُ‬                            ‫ا َ‬                          ‫ٌ‬   ‫ّ‬
       ‫ُ‬                          ‫ُ‬         ‫ا‬
                                            ‫ً‬           ‫ُ‬         ‫َ‬      ‫ِ‬
 ‫مررت به أم عمر وما أُبالى أعبد اهلل لقيت أخاه أم عمر ألنه حرف االستفهام وهى تلك األلف التى‬
                                                                                ‫ا‬
                                                                                ‫ً‬         ‫ُ‬
             ‫ال فع َّ‬
‫فى قولك أزيدا لقيتَه أم عمر | وتقول أعبد اهلل ضرب أخوه زيدا ال يكون إ ّ الر ُ ألن الذى من سبب‬
                                  ‫ً‬          ‫ََ َ‬     ‫ُ‬              ‫ا‬          ‫ً‬
                                                                           ‫ع ِ‬
  ‫ع ِد اهلل مرفو ٌ فاعل والذى ليس من سببه مفعول فيرتفع إذا ارتَفع الذى من سببه كما ينتَصب إذا‬
                                                                                           ‫ب‬
                                            ‫ٌ َ‬
                                                          ‫انتصب ويكون المضمر ما يرف ُ كما‬
                                                              ‫َ ْ َع‬   ‫ُ‬                 ‫َ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/210)‬




    ‫َِ‬            ‫َ‬          ‫ِ‬             ‫َ‬                ‫َْ ِ ِ ُ ِ َ‬
‫أضمرت فى األول ما ينصب فإنما جعل هذا المظهَر بيان ما هو مثلُه | فإن جعلت زيدا الفاعل قلت‬
                                                                                 ‫ّ‬        ‫َ‬
‫أعبد اهلل ضرب أخاه زيد | وتقول َعبد اهلل ضرب أخوه غالمه إذا جعلت الغالم فى موضع زيد حين‬
                        ‫َ‬                ‫َ‬                    ‫أ ُ‬        ‫ٌ‬         ‫َ‬        ‫َ‬
         ‫َ‬          ‫ِ‬
‫قلت أعبد اهلل ضرب أخوه زيدا فيصير هذا تفسير لشئ رفَع عبد اهلل ألنه يكون موقعا الفعل بما يكون‬
                                 ‫ّ‬    ‫َ َ َ‬         ‫ا‬           ‫ُ‬                       ‫ُ‬
                      ‫ُ‬
     ‫من سببه كما يوقعه بما ليس من سببه كأنه قال فى التمثيل وان كان ال ي َّم به أَعبد اهلل أَهان‬
      ‫َ‬         ‫ُ‬         ‫ُتكل ُ‬                          ‫ّ‬                    ‫ُِ‬
‫غالمه أو عاقب غالمه أو صار فى هذه الحال عند السائل وان لم يكن ثُم َّر | وان جعلت الغالم‬
‫َ‬      ‫َ‬           ‫فس‬                                                ‫َ‬     ‫َ‬          ‫َ‬
   ‫ا ٍ‬   ‫ً‬                                    ‫َ‬         ‫َ‬     ‫َ ً‬            ‫ٍ‬
   ‫فى موضع زيد حين رفعت زيدا نصبت فقلت أعبد اهلل ضرب أخاه غالمه كأنه جعله تفسير لفعل‬
                          ‫ُ‬         ‫ََ َ‬
                            ‫ُِ‬
   ‫غالمهُ أوقعهُ عليه ألنه قد يوقع الفعل عليه ما هو من سببه كما يوقعه هو على ما هو من سببه‬
                                                          ‫َ‬     ‫ُ‬    ‫ّ‬         ‫َ‬      ‫ُ‬
    ‫ى أعبد اهلل هو ضرب زيدا وأعبد‬
    ‫َ‬          ‫ََ َ‬          ‫ُ‬       ‫وذلك قولك أعبد اهلل ضرب أباه وأعبد اهلل ضربهُ أبوه ى مجر‬
                                              ‫فجر‬        ‫َ ََ‬ ‫َ‬           ‫َ‬        ‫ُ‬
  ‫اهلل ضربه زيد كأنه فى التمثيل تفسير لقوله أعبد اهلل أهان أباهُ غالمه وأعبد اهلل ضرب أخاه غالمه‬
    ‫ُ‬          ‫َ‬         ‫َ‬       ‫ُ‬            ‫َ‬        ‫َ‬        ‫ٌ‬                    ‫ٌ‬    ‫ََ‬
                 ‫ٍ و‬                              ‫ْ َّ‬                  ‫ّ َ َ ْ َّ‬
   ‫ال عليك أقدمت األخ أم أخرتَه أم قدمت الغالم أم أخرته أيهما ما جعلتَه كزيد مفع ال فاألول ر ٌ |‬
      ‫ّ فع‬                                                      ‫ْ ّ‬                            ‫و‬
                                                                               ‫ِ‬
                   ‫ْ‬               ‫ٌ‬        ‫آلس ْ َ ُ ِ َ‬
  ‫وان جعلتَه كزيد فاعال فاألول نصب | وتقول َّوط ضرب به زيد وهو كقولك آلسوط ضربت به |‬
        ‫ّ َ ُ َ‬                                                   ‫ٌ‬    ‫ُّ‬
                                         ‫ُ َّ‬        ‫ً ُّ َ‬                 ‫ُ‬    ‫ِ َ َِ‬
                                     ‫وكذلك آلخوان أُكل اللحم عليه وكذلك أزيدا سميت به أو سمى به‬
                                                                    ‫____________________‬

‫(0/310)‬



      ‫ِ‬
 ‫عمرو ألن هذا فى موضع نصب وانما تعتَب ه أنك لو قلت آّسوطَ ضربت فكان هذا كالمً أو آلخوان‬
            ‫ا‬
 ‫َ‬                          ‫ُ َْ‬    ‫ل ّْ‬            ‫ر‬       ‫ّ‬                    ‫ٌ ّ‬
‫أُكْلت لم يكن َّ نصبا كما أنك لو قلت أزيدا مررت فكان كالما لم يكن َّ نصبا | فمن ثُّم جعل هذا‬
       ‫َّ ِ‬
        ‫ُ‬                ‫إال‬      ‫ً‬           ‫َ‬     ‫ً‬                       ‫إال‬        ‫ِ َ‬
                                                      ‫ْ ِ‬
   ‫الفعل الذى ال يظهر تفسي ه تفسير ما ينصب | فاعتَِر ما أشكل عليك من هذا بذا | فإن قلت أزيد‬
              ‫ِ‬
   ‫ٌ‬                              ‫ََْ‬      ‫بْ‬             ‫َ‬    ‫َ‬   ‫ُر‬         ‫َ‬       ‫ُ‬
‫َِ‬
 ‫ذهب به أو أزيد انطلق به لم يكن إ ّ رفعا ألنك لو لم تقل به فكان كالماً لم يكن إال رفعا كما قلت‬
                                                          ‫ال ً‬
   ‫أزيد ذهب أخوه ألنك لو قلت أزيد ذهب لم يكن إال رفعا | وتقول أزيدً ضربت أخاه ألنك لو ألقيت‬
               ‫َ‬          ‫ا َ َ‬
                                             ‫ْ َّ ٍ‬
     ‫األخ قلت أزيدً ضربت | فاعت ِر هذا بهذا ثم اجعل كل واحد جئت به تفسير ما هو مثلُه | واليوم‬
     ‫ُ‬                      ‫َ‬          ‫َ‬             ‫َ‬              ‫بْ‬       ‫َ‬      ‫ا‬           ‫َ‬
‫والظروف بمنزلة زيد وعبد اهلل إذا لم يكن ظروفا | وذلك قولك أَيوم الجمعة ي ِق فيه عبد اهلل كقولك‬
             ‫ُ‬        ‫َ ْ َ ُ ُ َ ِ َنطل ُ‬                  ‫َّ‬             ‫ٍ ِ‬            ‫ُ‬
 ‫أعمر َّم فيه عبد اهلل وأيوم الجمعة ينطلَق فيه كقولك أزيد ُذهب به | وتقول أَأَنت عبد اهلل ضربتَه‬
               ‫ُ‬                       ‫ٌ يْ َ ُ‬          ‫ُْ َ ُ‬        ‫ُ‬        ‫ُ‬       ‫ً تكل َ‬
                                                                                              ‫ا‬
     ‫تُجريه ها هنا م ى أنا زيد ضربتُه ألن الذى َيِلى حرف االستفهام أَنت ثم ابتدأت هذا وليس قبله‬
                      ‫َ‬       ‫َْ ّ‬              ‫َ‬              ‫ّ‬         ‫ٌ‬      ‫ُ جر‬             ‫ِْ‬
           ‫ا‬                                      ‫ال‬         ‫ِ‬                    ‫ٍ و‬
  ‫حرف استفهام الشيء هو بالفعل وتقديمه أَولى | إ ّ أنك إن شئت نصبتَه كما ننصب زيدً ضربتُه‬      ‫ُ‬
                                                       ‫ْ‬                     ‫ٌ‬
                     ‫ُِ‬              ‫َ ُ َّ‬     ‫ِ‬
       ‫فهو عربى جيد وأم هُ ها هنا على قولك زيد ضربتهُ | فإن قلت أكل يوم زيدا تَضربه فهو نصب‬
        ‫ٌ‬                                                ‫ٌ‬                     ‫ٌّ َ ّ ٌ ر‬
                                                                           ‫ْ ُِ‬
                                                                          ‫كقولك أزيدا تَضربه‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/410)‬




          ‫َُ‬       ‫ٌ‬       ‫ً‬         ‫ّ‬         ‫َ ٌ‬                   ‫َ ِ‬               ‫َّ‬
 ‫كل يوم ألن الظرف ال يفصل فى قولك ما اليوم زيد ذاهباً وان اليوم عمر منطلق فال يحجز ها هنا‬
                           ‫ا‬                                                                   ‫َّ‬
                               ‫َ‬
     ‫كما ال يحجز ثَمةََ | وتقول أعبد اهلل أخوه تَضربه كما تقول أَأَنت زيد ضربتَه ألن االسم ها هنا‬
                             ‫ٌ‬                                    ‫ُ‬            ‫َ ُ ُ َّ َ‬
‫بمنزلة مبتدٍإ ليس قبله شئ | وان نصبته على قولك زيدا تضربه قلت أزيدا أخاه تضرُه ألنك نصبت‬
           ‫ب‬          ‫ً‬
‫ا َّ‬            ‫ِ‬
‫الذى من سببه بفعل هذا تفسي ه | ومن قال زيدا ضربته قال أزيدً أخاه تضربه فإنما نصب زيدً ألن‬
                              ‫ا‬                              ‫ر‬
 ‫ألف االستفهام وقعت عليه والذى من سببه منصوب | وقد يجوز الرفع فى أعبد اهلل مررت به على‬
            ‫َ‬         ‫ُ‬                         ‫ٌ‬
 ‫ما ذكرت لك وأعبد اهلل ضربت أخاه | وأما قولك أزيدا مررت به فبمنزلة قولك أزيدا ضربتَهُ | والرفع‬
                                        ‫َ‬                           ‫َ‬         ‫ُ‬
  ‫فى هذا أقوى منه فى أعبد اهلل ضربتَه وهو أيضً قد يجوز إذا جاز هذا كما كان ذلك فيما قبله من‬
                                                ‫ا‬                   ‫ُ‬
          ‫االبتداء وما جاء بعد ما ُنى على الفعل | وذلك أنه ابتدأَ عبد اهلل وجعل الفعل فى موضع‬
                     ‫َ‬              ‫َ‬                                ‫َ ب‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/510)‬




 ‫المبنى عليه فكأَنه قال أعبد اهلل أخوك | فمن عم أنه إذا قال أزيدا مررت به إنما ينصبه بهذا الفعل‬
                                 ‫ً‬             ‫ز ّ‬                  ‫ُ‬                    ‫ّ‬
   ‫ً َخر‬    ‫ا‬      ‫ُ ا‬         ‫ِ‬                                      ‫َ َّ ر ّ‬
  ‫فهو ينبغى له أن يج ه ألنه ال يصل إال بحرف إضافة | واذا أعملت العرب شيئً مضمر لم ي ج‬
                                                                 ‫َ‬
                                 ‫َّ ٍ‬         ‫ٍ‬
  ‫عن عمله مظهر فى الجر والنصب والرفع تقول وبلد تريد ورب بلد | وتقول زيدا تريد عليك زيدا |‬
                                                                               ‫ا‬
                                                                               ‫ً‬
                                      ‫ُ‬
‫وتقول الهالل تريد هذا الهالل ُّه يعمل عملَه مظهر | ومما يقبح بعده ابتداء األسماء ويكون االسم‬
                     ‫ُ‬                      ‫ا‬                ‫فكل َ‬                 ‫ُ‬
‫بعده إذا أوقعت الفعل على شئ من سببه نصباً فى القياس إذا وحيث | تقول إذا عبد اهلل تلقاه فأكرمه‬
         ‫َْ‬       ‫َ‬              ‫َ َْ ُ‬                                  ‫َ‬     ‫َ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/610)‬




                                  ‫ز‬                    ‫ِ‬
  ‫وحيث زيدا تجدهُ فأَكرمه ألنهما يكونان فى معنى حروف المجا اة | ويقبح إن ابتدأت االسم بعدهما‬
                                                                 ‫ْ ّ‬
‫إذا كان بعده الفعل | لو قلت اجلس حيث زيد جلس واذا زيد يجلس كان أقبح من قولك إذا جلس زيد‬
‫ٌ‬                     ‫َ‬         ‫ُ‬     ‫ٌ‬       ‫ٌ ََ َ‬       ‫ْ‬
    ‫واذا يجلس وحيث يجلس وحيث جلس | والرفع بعدهما جائز ألنك قد تَبتدئ بعدهما فتقول اجلس‬
      ‫ْ‬                                                             ‫ُ‬            ‫ُ‬
  ‫ٌ آخر يحسن ابتداء االسم بعدها فيه |‬
                    ‫ُ‬                       ‫َ َ َ وِ‬
                                    ‫حيث عبد اهلل جالس واجلس إذا عبد اهلل جلس | إلذا موضع‬
                                                          ‫ُ‬      ‫ْ‬     ‫ٌ‬
   ‫تقول نظرت فإذا زيد يضربه عمر و ألنك لو قلت نظرت فإذا زيد يذهب لَحسن | وأَما ِإذ فيحسن‬
       ‫َّ ْ َ‬        ‫ُ ُ َ‬        ‫ٌ‬     ‫ُ ِ‬                       ‫ٌ‬       ‫ٌَ‬     ‫ُ ِ‬
 ‫ابتداء االسم بعدها | تقول جئت إذ عبد اهلل قائم وجئت إذ عبد اهلل يقوم إ ّ أنها فى فَعل قبيحة نحو‬
           ‫ََ‬           ‫ال‬            ‫ُ‬           ‫ٌ‬         ‫ُ‬       ‫ُ‬
  ‫قولك جئت إذ عبد اهلل قام | ولكن إذ إنما يقع فى الكالم الواجب فاجتمع فيها هذا وأنك تبتدئ االسم‬
  ‫َ‬                                                             ‫ّ ْ‬               ‫ُ‬
‫ا‬            ‫ا‬
             ‫ً‬    ‫َ‬                            ‫ِر ب‬
‫بعدها فحسن الر ُ | ومما ينتصب أولُه ألن آخ ه ملت ِس باألول قوله أزيدا ضربت عمر وأخاه وازيدً‬
                                                              ‫ّ‬                  ‫فع‬
                       ‫ِ‬
‫ضربت رج ً يحبه وأزيدا ضربت جاريتين يحبهما فإنما نصبت األول ألن اآلخر ملتبِس به إذ كانت‬
                                                       ‫ِ ّ‬          ‫َ‬                 ‫ال‬
                     ‫َ‬        ‫ّ‬    ‫ّ‬
    ‫صفتُه ملتبسة به | واذا أردت أن تَعلم التباسه به فأَدخْله فى الباب الذى تقدم فيه الصفَة فما حسن‬
    ‫ُ‬                       ‫َ‬                                   ‫َْ‬
                         ‫َّ‬
     ‫تقديم صفته فهو ملتبس باألول وما ال يحسن فليس ملتبسا به | أال ى ، أنك تقول مررت برجل‬
                                ‫تر‬                                                             ‫ُ‬
                                                   ‫ٍ ٌ‬                                      ‫ٍ‬
                                     ‫َّ ّ‬
                              ‫منطلقة جاريتان ّهما ومررت برجل منطلق زيد وأخوه ألنك لما أشركت‬
                                                                                ‫يحب‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/710)‬




 ‫بينهما فى الفعل صار زيد ملتبسا باألخ فالتَبس برجل ولو قلت أزيدا ضربت عمر وضربت أخاه لم‬
                 ‫ا‬     ‫َ‬                                         ‫ٌ‬
                     ‫تر ّ‬                ‫و‬                            ‫ا‬      ‫َّ‬
‫يكن كالما ألن عمر ليس فيه من سبب األول شئ ال ملتبسا به | أال ى أنك لو قلت مررت برجل‬
                                                         ‫َّ‬              ‫ٍ‬            ‫ٍ‬
 ‫قائم عمر و وقائم أخوه لم يجز ألن أحدهما ملتبس باألول واآلخر ليس ملتبسا ( هذا باب ما ج َى‬
   ‫َر‬                          ‫َ‬                                                 ‫ٌ‬
                ‫ر َ جر‬       ‫َجر‬            ‫َ َ جر‬                 ‫ِ‬
‫فى االستفهام من أَسماء الفاعلين والمفعولين م َى الفعل كما ي ى فى غي ه م ى الفعل ) | وذلك‬
                                                            ‫َ‬
     ‫ّ‬             ‫ٌ‬                 ‫ُ ٌِ‬
   ‫قولك أزيدا أنت ضاربه وأزيدا أنت ضارب له وأعمر أنت مكرم أخاه وأزيدا أنت نازل عليه | كأَنك‬
                                              ‫ا‬
                                              ‫َ‬        ‫ٌ‬                ‫ُ‬          ‫ً‬
            ‫ّ َجر َ ر َ ْ َ ُ‬                                    ‫ُ ٌِْ‬
‫قلت أنت ضارب وأنت مكرم وأنت نازل كما كان ذلك فى الفعل ألنه ي ى مج اه ويعمل فى المعرفة‬
                                                                            ‫ٌ‬
                                                      ‫َّها والنك ة مقدما ومؤخر ومظهَر ومضمر‬
                                                      ‫ْ ا‬   ‫َّ ا ْ ا‬          ‫ِ َّ‬
                                                                                 ‫ر‬       ‫كل‬
                                                             ‫____________________‬
‫(0/810)‬




   ‫| وكذلك آلدار أنت نازل فيها | وتقول أعمر أنت واجد عليه وأخالدا أنت عالم به وأزيدا أنت اغب‬
    ‫ر ٌ‬                         ‫ً‬            ‫ٌ‬        ‫ا‬
                                                      ‫ً‬                  ‫ٌ‬          ‫َّ‬
      ‫َ‬        ‫ّ‬                                ‫َِ‬
‫فيه ألنك لو ألقيت عليه وبه وفيه مما هاهنا لتعتبر لم يكن ليكون إ ّ مما ينتصب كأَنه قال أعبد اهلل‬
                              ‫ال‬                             ‫َّ‬
  ‫أنت غب فيه وأعبد اهلل أنت تعلَم به وأعبد اهلل أنت تجد عليه فإنما استفهمتَه عن علمه به غب ِه‬
    ‫ورْ َت‬                        ‫ِ‬       ‫ُِ‬          ‫َ‬          ‫ُ‬           ‫َ‬         ‫ترَ ُ‬
             ‫ُ‬        ‫ّ‬                            ‫ٌ‬           ‫َّ ُ‬
  ‫فيه فى حال مسألتك | ولو قال آلدار أنت نازل فيها فجعل نا ال اسما رفَع كأنه قال آلدار أنت رجل‬
                              ‫َ َ زً ً‬
    ‫فيها | ولو قال ازيد أنت ضاربةُ فجعله بمنزلة قولك أَزيد أنت أخوه جاز | ومثل ذلك فى النصب‬
                                              ‫ٌ‬                               ‫ٌ‬
‫أزيدا أنت محبوس عليه وأزيدً أنت مكابر عليه وان لم يرد به الفعل وأ اد به وجه االسم رفَع | وكذلك‬
            ‫َ‬      ‫َ‬        ‫َ ر‬                           ‫ُ ٌَ‬     ‫ا‬            ‫ٌ‬
 ‫َ ُِ‬                     ‫ٍ‬
‫ى فاعل من أسماء الفاعلين فواعل‬                       ‫ٌ ُ ُ َُ ُِ ُ َ َُ‬
                                 ‫ُ هذا فمفعول مثل يفعل وفاعل مثل يفعل | ومما ي ى مجر‬
                                       ‫ّ ُجر َ‬                                            ‫جميع‬
                ‫ِ ٍ‬                                                           ‫جر ِ ٍ‬
    ‫أَجروه م ى فاعلَة حيث كانوا جمعوه َّروه عليه كما فعلوا ذلك بفاعلين وفاعالت | فمن ذلك‬
                                                        ‫وكس‬
                        ‫َ‬                                                               ‫ْ َ ُ‬
  ‫قولهم هن حواج بيت اهلل | وقال أبو كبير ُّى % ( ممن حملن به وهن عواقد % حبك َّطاق‬
  ‫ُ ُ َ الن ِ‬      ‫ّ َ ٌِ‬        ‫َّ ْ َ َ َ‬
                                            ‫ِ‬       ‫ٍ الهذل‬                  ‫ّ َ ٌّ َ‬
                                                                                 ‫بِ‬
                                                                           ‫فعاش غير مهََّل ) %‬
                                                                                    ‫َ ََ ُ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/910)‬




    ‫َ َِ‬                                              ‫ِ ِ‬            ‫ِ‬        ‫ِ‬
    ‫| وقال العجاج % ( أَوالفً مكةَ من ورق الحمى % ) % | وقد جعل بعضهم فُعا ً بمنزلة فوعل‬
                      ‫ّ ال‬        ‫ُ‬                     ‫َ‬     ‫َ ا َ ّ ْ ُْ‬             ‫ّ‬
           ‫ِ‬                                    ‫َِ‬
 ‫فقالوا قُطان مكة وسكان البلد الح ام ألنه ٌ كفواعل | وأجروا اسم الفاعل إذا أ ادوا أن يبالغوا فى‬
                      ‫ر‬                              ‫جمع‬
                                    ‫َ‬                             ‫ّ ٌ ّ َ ُ ّ ٌ َ رَ‬
                   ‫ال ّ‬                       ‫ر‬             ‫ٍ ّ‬
    ‫األمر مج اه إذا كان على بناء فاعل ألنه يريد به ما أ اد بفاعل من إيقاع الفعل إ ّ أنه يريد أن‬
                                                                                        ‫ُ ر‬
           ‫ٌِ‬
 ‫يحدث عن المبالغة | فما هو األصل الذى عليه أكثُر هذا المعنى فعول وفعال ومفعال وفَعل | وقد‬
                               ‫َ ٌ ّ‬                            ‫ُ‬             ‫َ‬             ‫ُ َّ َ‬
                                 ‫ٍِ‬         ‫ّ‬               ‫َ‬               ‫َ‬   ‫ٌ َ ٍ َ‬
    ‫جاء فَعيل كرحيم وعليم وقدير وسميع وبصير يجوز فيهن ما جاز فى فاعل من التقديم والتأخير‬
                                                                    ‫َ‬
     ‫َ ِ‬                            ‫َ ِ‬            ‫َ ُ ر ِ‬
  ‫واإلضمار واإلظهار | لو قلت هذا ضروب ءوس الرجال وسوق اإلبل على وضروب سوق اإلبل‬
                    ‫ٌ‬                                                                ‫ِ‬         ‫ِ‬
             ‫َّ ا‬        ‫َّ‬                               ‫ِ‬             ‫ٍ‬
                                          ‫ا‬     ‫ٌ‬              ‫ا‬            ‫ِ ُ‬
‫جاز كما تقول هذا ضارب زيد وعمر تُضمر وضارب عمر | ومما جاز فيه مقدما ومؤخر على نحو‬
    ‫َّ ْ ِ‬                                                                        ‫ٍِ‬
    ‫ما جاء فى فاعل قول ذى الرمة % ( هجوم عليها نفسه غير أَنه % متى يرم فى عينيه بالشبح‬
                  ‫َ‬         ‫ُْ َ‬      ‫َ ّ‬     ‫َ َ‬      ‫َُ ٌ‬            ‫ُّ ّ‬
                                                                                  ‫َْ ِ‬
                                                                              ‫ينهَض ) %‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/100)‬
‫ِ‬                                          ‫َ َِ‬
      ‫َّ ِ ْ َ َ ز َ يو ُ‬              ‫َ َّ ْ ِ إن‬                           ‫ُ ٍْ‬
‫| وقال أبو ذؤيب الهذلى % ( قلَى دينه وأهتاج للشوق ّها % علَى الشوق إخوان الع اء ه ج ) %‬
                               ‫َ‬                                       ‫ُّ‬
                  ‫و ِ َ ِ َْ َ‬                   ‫ِ َ‬      ‫َ ْ ِ َّ ً‬
‫| وقال القالُخ % ( أَخا الحرب لباسا إليها جاللها % وليس ب الّج الخوالف أَعقال ) % | وسمعنا من‬
                                                                               ‫ُ‬
                                       ‫ٍ‬
       ‫ٌ رُ َ َّ ار َ‬
      ‫يقول أما العسل فأنا ش ّاب | وقال % ( بكيت أخا الألواء ُحمد يومه % كريم ءوس الد ِعين‬
                             ‫ي ْ َُ ُ‬              ‫ُ‬                 ‫َر ٌ‬     ‫ّ َََ‬
          ‫َ ِ ِ‬    ‫ِ‬     ‫ِ‬
  ‫ضروب ) % | وقال أبو طالب بن عبد المطلب % ( ضروب بنصل َّيف سوق سمانها % إذا‬
                 ‫َ ٌ َ ْ الس ْ ُ‬        ‫ّ‬                               ‫َ ُ‬
                                                              ‫ِ‬             ‫ِ‬
                                                       ‫عدموا ادً فإنك عاقر ) %‬
                                                             ‫َ ُ زا َّ ُ‬
                                                              ‫____________________‬

‫(0/000)‬




      ‫| وقد جاء فى فَعل وليس فى كثَ ة ذلك قال وهو عمرو بن أحمر % ( أو مسحل ش ِج عضادةَ‬
            ‫ِ‬
           ‫ْ َ ٌ َن ٌ َ‬
                        ‫ِ‬                               ‫ر‬                ‫ِ‬
         ‫َ ِ ٌ ُّ‬            ‫ّ َِ ٌ َ َ‬
   ‫سمحج % بس َاته ندب لها وكلوم ) % | وقال % ( إنه لمنحار بوائكها % ) % | وفعل أقل من‬
                                                                   ‫َر َ َ ٌ‬       ‫َْ َ ٍ‬
                                                         ‫ُ ُ‬
    ‫ٍ‬                     ‫َ َ َِ‬
‫فعيل بكثير | وأجروه حين بنوه للجمع كما أ ى فى الواحد ليكون كفواعل حين أ ى مثل فاعل من‬
                 ‫ُجر َ‬                       ‫ُجر َ‬
                                                                                     ‫َ ٍ‬
                                                                           ‫ذلك قول طرفة‬
                                                              ‫____________________‬

‫(0/200)‬



  ‫ِ‬            ‫ِ‬                                                ‫ِ‬
 ‫% ( ثم ادوا أنهم في قومهم % غفُر ذنبهُم غير فجر ) % | ومما جاء على فَعل قوله % ( حذر‬
 ‫َ ٌ‬                                      ‫ُ ٌ َ ُ ُ ُْ‬        ‫ْ‬      ‫ز ّ ْ‬
     ‫ر‬            ‫ُ‬                          ‫ِ‬        ‫ِْ‬
                                                         ‫ُ‬         ‫ُ ٌِ‬
  ‫أُمور ال تُخاف وآمن % ما ليس منجيهُ من األقدار ) % | ومن هذا الباب قول رؤبة % ( ب أس‬
                                                                                  ‫ا‬
                                      ‫ُ َ َّ‬                          ‫َ ّ ٍ ر َ ِ َّ‬
                                    ‫دماغ ءوس العز % ) % | ومنه قول ساعدة بن جؤيةَ‬
                                                           ‫____________________‬

‫(0/300)‬
‫ُ ًّ‬      ‫ُ‬                ‫َ ََ‬        ‫َ‬    ‫ْ ِر ً‬       ‫َ َ ٌ َْ ِ ٌ َ ِ ٌ‬
‫% ( حتّى شآها كليل موهن ا عمل % باتت ط ابا وبات الليل لم ينِم ) % | وقال الكميت % ( شم‬
                                                  ‫ِ ِ ِّ ِ‬
                            ‫مهاوِن أبدان الجزور مخا % ميص العشيات ال خور ال قَزِم ) %‬
                                   ‫ُ ٍ و َ‬            ‫َ‬             ‫َ ي َ َْ َ َُ ِ َ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/400)‬



                                                                                      ‫ِ‬
 ‫| ومنه قَدير وعليم ورحيم ألنه يريد المبالغة فى الفعل | وليس هذا بمنزلة قولك حسن وجه األخ ألن‬
           ‫ٌ َ‬                                                              ‫َ‬     ‫ٌ َ‬
    ‫ِ ْ ال‬
    ‫هذا ال يقلَب ال يضمر وانما حده أن ُتكلم به األلف والالم أو نك ةً ال تع ِى به أنك أوقعت فع ً‬
                        ‫ر و ْن‬                            ‫ي َّ‬         ‫َ ّ‬       ‫ُ ُ و‬
                                                                              ‫ٍ‬
     ‫سلف منك إلى أحد | ال يحسن أن تَفصل بينهما فَتقول هو كريم فيها حسب األب | ومما أ ى‬
      ‫ُجر‬             ‫ََ َ‬        ‫ٌ‬         ‫َ‬                      ‫و َْ ُُ‬                 ‫َ‬
                             ‫ِ‬     ‫َّ ْ ِ‬                                             ‫جر ِ‬
  ‫ِ َ‬
  ‫م ى الفعل من المصادر قول الشاعر % ( يمررون بالدهنا خفافاً عيابهم % ويخرجن من دارين‬
               ‫َ ُْ‬    ‫ُ ْ‬                       ‫َ ُّ‬              ‫ُ‬                            ‫ُ‬
                                                                              ‫ُجر الحقائِب ) %‬
                                                                                   ‫َ ِ‬
                                                                                             ‫ب َْ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/500)‬




    ‫ْ‬         ‫ّ‬         ‫ِِ‬        ‫َ َ َ‬     ‫َْ ً ُ َ ُ‬                            ‫َ‬
                                                                                    ‫ِ‬
  ‫% ( على حين أَْلهَى الناس جل أ ِهم % فندال زريق المال ندل الثَّعالب ) % | كأنه قال أندل |‬
                                                            ‫َ ُ ُّ ُمورْ‬
‫وقال ّار األسدى % ( َعالق ً أُم الولََّد بعد ما % أفنان أْسك كالثَّغام المخِلس ) % | وقال % (‬
                   ‫ِ ُْ ِ‬          ‫َْ ُ ر ِ َ‬           ‫أ ة َّ يِ‬
                                                                       ‫َ‬        ‫ّ‬     ‫المر‬
                                             ‫ّ َِ ِ ِ‬                             ‫ِ‬
                                        ‫بضرب ُّوف ءوس قوٍم % أزلنا هامهن عن المقيل ) %‬   ‫ٍ‬
                                                ‫َ‬         ‫َ‬       ‫َ‬       ‫َ ْ بالس رُ َ َ ْ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/600)‬



              ‫َ ٍ‬                        ‫ِ‬
    ‫| وتقول أَعبد اهلل أنت رسول له ورسولُه ألنك ال تريد بفَعول ههنا ما تريد به فى ضروب ألنك ال‬
                                                        ‫ّ‬             ‫ٌ‬            ‫ُ‬
     ‫َ‬       ‫ُ‬                ‫ِ َ ٌ‬        ‫ُ‬                              ‫ِ ً‬      ‫َ‬
                                                                                      ‫ِ‬
‫تريد أن تُوقع منه فعال عليه فإنما هو بمنزلة قولك أَعبد اهلل أنت عجوز له | وتقول أعبد اهلل أنت له‬
        ‫ٍِ‬       ‫ُ‬
                        ‫ِ‬
                       ‫ُ ٌ‬            ‫ٍِْ‬
 ‫عديل وأعبد اهلل أنت لَه جليس ألنك ال تريد به مبالغة فى فعل ولم تقل مجالس فيكون كفاعل فإنما‬
                                             ‫ً‬                      ‫ٌ‬                ‫ُ‬       ‫ٌ‬
        ‫ّ‬      ‫ٌ‬          ‫َ ر َ‬                  ‫ُ ٌ‬       ‫َ ِ ٌ‬
       ‫هذا اسم بمنزلة قولك أزيد أنت وصيف له أو غالم له | وكذلك آلبص ةُ أنت عليها أمير | فأما‬
                                                                        ‫ٌ‬                ‫ٌ‬
                 ‫ُ ْ‬                ‫ِ ٌ َّ‬
‫األصل األكثُر الذى ى ى الفعل من األسماء ففاعل | وِانما جاز فى التى بنيت للمبالغة َّها‬
  ‫ألن‬                                                            ‫جر مجر‬                    ‫ُ‬
    ‫بنِيت للفاعل من لفظه والمعنى واحد وليست باألبن ِة التى هى فى األصل أن تَج ِى ى الفعل‬
            ‫ْ ر َ مجر‬                           ‫ي‬     ‫ْ‬      ‫ٌ‬              ‫ِ‬        ‫ِِ‬       ‫َُ ْ‬
‫ٍ َّ‬       ‫ٍ‬                ‫ِّ‬    ‫ِ‬                                    ‫َّ‬
     ‫يدّك على ذلك أنها قليلة | فإذا لم يكن فيها مبالغةُ الفعل فإنما هى بمنزلة غالم وعبد ألن االسم‬‫َل‬
                                                   ‫ِ َ يْ َ ُ ْ ٌ ِ‬            ‫ََ َ َْ َ ُ ِ ٌ‬
     ‫على فعل يفعل فاعل وعلى فُعل ُفعل مفعول فإذا لم يكن واحد منهما ال الذى لمبالغة الفاعل لم‬
                             ‫و‬       ‫ٌ‬                     ‫َ‬
  ‫َ‬             ‫خر ُّ‬         ‫ٍ‬           ‫َّ‬                    ‫ُّ ٍ‬
  ‫يكن فيه إ ّ الر ُ | وتقول أكل يوم أنت فيه أمير ترفعه ألنه ليس بفاعل وقد ج كل من أن يكون‬
                                                                                   ‫ال فع‬
                                                   ‫ٌ‬
                                  ‫ُّ ٍ ُ َ ُ‬                            ‫ُ ِ‬
 ‫ظرفا فصار بمنزلة عبد اهلل | أال ى أنك إذا قلت أكل يوم ينطلق فيه صار كقولك أزيد يذهب به |‬
                                                           ‫تر ّ‬                                ‫ً‬
       ‫ٌُ َ ُ‬
    ‫َّ ٍ‬                         ‫َ ِ‬                                       ‫َ َّ‬
  ‫ولو جاز أن تَنصب كل يوم وأنت تريد باألمير االسم لقلت أعبد اهلل عليه ثوب ألَنك تقول أكل يوم‬
                        ‫ٌ‬            ‫َ ُ َ َْ‬
                                                                                                 ‫لك‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/700)‬



  ‫ً ِ‬                                                         ‫َّ‬         ‫ً ِ‬
‫ثوب فيكون نصبا | فإن قلت أكل يوم لك فيه ثوب فنصبت وقد جعلته خارجاً من أن يكون ظرفا فإنه‬
                                                                                 ‫ُ‬
       ‫ينبغى أن تنصب أعبد اهلل عليه ثوب | وهذا ال يكون ألن الظرف هنا لم ينصبه فعل إنما عليه‬
 ‫ُ‬       ‫َ ُ َِ ُ ِ ُ‬
 ‫ظرف للثوب وكذلك فيه هذا باب األفعال التى تُستعمل وتُلغى ) | فهى ظَنتْت وحسبت وخلت وأُريت‬
                                      ‫َُ َ‬
                                                        ‫و أَيت عمت وما يتصرف من أفعالهن‬
                                                        ‫ّ‬          ‫ّ‬           ‫ر ُ وز ُ‬
                                                              ‫____________________‬

‫(0/800)‬




          ‫َّ‬       ‫ِ‬          ‫ِ‬
     ‫| فإذا جاءت مستعمل ً فهى بمنزلة أيت وضربت وأََعطيت فى اإلعمال والبناء على األول فى‬
                                     ‫ُ‬                    ‫ر‬           ‫َة‬       ‫ْ‬       ‫ِ‬
                                            ‫ُ َ‬
         ‫ُّ‬                                    ‫ظ ُّ‬                ‫ٍّ‬
    ‫الخبر واالستفهام وفي كل شئ | وذلك قولك أ ُن زيدا منطلقا وأظن عمر ذاهباً وزيدا أظن أخاك‬
                          ‫ا‬
                          ‫ً‬   ‫ّ‬
    ‫وعمر عمت أباك | وتقول زيد أظنه ذاهبا | ومن قال عبد اهلل ضربتُه نصب فقال عبد اهلل أظنه‬
     ‫ّ‬        ‫َ‬        ‫َ َ‬              ‫َ‬                   ‫ٌ ّ‬                  ‫از ُ‬
     ‫َ‬               ‫ا‬
                     ‫ً‬         ‫ُ‬      ‫َ‬              ‫ا ّ‬              ‫ا‬
                                                                      ‫ً‬     ‫ُّ‬
    ‫ذاهبا | وتقول أظن عمر منطلقا وبكر أظنه خارجا كما قلت ضربت زيدا وعمر كلّمتهُ وان شئت‬
                        ‫ُ‬         ‫ٌ‬    ‫ُّ‬       ‫ُ‬       ‫َ‬      ‫ِ‬
 ‫رفعت على الرفع فى هذا | فإن ألغيت قلت عبد اهلل أظن ذاهب وهذا إخال أخوك وفيها أ َى أبوك |‬
         ‫ُر‬                                                                          ‫َ‬
                   ‫َّما أردت اإللغاء فالتأخير أقوى | وكل عربى جيد | وقال َّعين يهجو َّاج‬
                     ‫العج‬          ‫الل‬     ‫ٌّ ّ‬      ‫ٌّ‬
                                                                 ‫ُ‬           ‫َ ِ‬       ‫وكل‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/900)‬
‫% ( أَ ِاأل اجيز يا ابن ُّؤِم توعدَني % وفى األ اجيز خْلت ُّؤم والخور ) % | أنشدناه يونس‬
     ‫ُ‬      ‫ََ‬           ‫ُ الل ْ ُ َ َ ُ‬
                                           ‫ِ‬   ‫ر‬         ‫ُُِ‬      ‫َ الل ْ‬     ‫ب ر ِ‬
                            ‫ِ‬
‫مرفوعا عنهم | وانما كان التأخير أقوى ألنه إنما يجئ بالشك بعدما يمضى كالمه على اليقين أو بعد‬
                                         ‫ّ‬
                   ‫ُ‬          ‫َْ‬                             ‫ُ‬
                       ‫َ‬         ‫ُ‬           ‫ُ‬        ‫ُّ‬     ‫َ يِْ ُ‬
 ‫ما يبتدء وهو يريد اليقين ثم ُدركه الشك كما تقول عبد اهلل صاحب ذاك بلغنى وكما قال ممن يقول‬
                                                                                    ‫َ ُ‬
                                                          ‫ِ‬
   ‫ذاك تَ ِى فأَخر ما لم يعمل فى أول كالمه | واَّما جعل ذلك فيما بلغه بعد ما مضى كالمه على‬
                                             ‫ن َ‬
         ‫ُ‬           ‫َ‬                                      ‫ّ‬      ‫َ َْ‬       ‫در ّ َ‬
            ‫َ ّ ْ َّ‬
   ‫اليقين وفيما ي ى | فإذا ابتدأ كالمه على ما فى نيته من الشك أَعمل الفعل قدم أو أخر كما قال‬
                             ‫َ ْ َ‬            ‫ّ‬             ‫َ‬                ‫َدر‬
    ‫زيدا أيت و أَيت زيدا | وكلَّما طال الكالم ضعف التأخير إذا أعملت وذلك قولك زيدا أخاك أظن‬
    ‫ُّ‬        ‫ً‬                ‫َ‬        ‫ُ‬       ‫ُ ُ َ‬                        ‫ًر ُ ر ُ‬
                ‫َِ َ‬         ‫ُ‬     ‫َ‬       ‫ُ ّ َّ‬
               ‫فهذا ضعيف كما يضعف زيدً قائماً ضربت ألن الحد أن يكون الفعل مبتدً إذا عمل‬
                       ‫أ‬                                        ‫ُ ُ ا‬            ‫ً‬
                                                              ‫____________________‬

‫(0/120)‬




          ‫ُ ْ ُ ُ‬          ‫ِ زُ‬
     ‫| ومما جاء فى الشعر معمال فى عمت قول أبى ذؤيب % ( فإن تَْعمينى كنت أَجهَل فيكم %‬
                                                     ‫ز ُ‬       ‫ّ‬                   ‫ّ‬
                                                            ‫ِ َ ِ‬          ‫ْ ُ ِ‬
  ‫َْ‬               ‫ا‬
           ‫َ َ َْ ً َ َ‬              ‫ّ‬                                            ‫ِ َّ َ‬
  ‫فإنى شريت الحلَم بعدك بالجهل ) % | وقال النابغة الجعدى % ( عددت قُشير إذ عددت فلم أُسأ‬
   ‫% بذاك ولم أ ْعمك عن ذاك مع ِالَ ) % | وتقول أين تَُى عبد اهلل قائما وهل تَُى زيدً ذاهبا ألن‬
   ‫َّ‬        ‫ا‬     ‫ر‬                  ‫َ‬    ‫ر‬                      ‫َ ْز‬         ‫َز ْ َ‬
 ‫ِ‬                 ‫ظ ُّ‬        ‫ا‬       ‫ر‬             ‫ٌ‬                 ‫ّ‬    ‫هل وأين كأَّك لم تذكر‬
‫هما ألن ما بعدهما ابتداء كأَنك قلت أَتَُى زيدً ذاهبا وأتَ ُن عمر منطلقا | فإن‬
             ‫ا‬                                                                        ‫َن‬
  ‫قلت أين وأنت تريد أن تجعلها بمنزلة فيها إذا استغنى بها االبتداء قلت أين ى زيد وأين تَُى زيدا‬
        ‫ر‬        ‫تر ٌ‬          ‫ُ‬             ‫َ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/020)‬



                         ‫ِْ‬
‫| واعلم أن قلت إنما وقعت فى الكالم العرب على أن يحكى بها وانما تَحكى بعد القول ما كان كالما‬
‫ً‬                                        ‫ُْ‬                         ‫ْ‬     ‫ّ ُ ّ‬
      ‫ال قول نحو قلت زيد منطلق ألنه يحسن أن تقول زيد منطلق ال تدخل قلت | وما لم يكن هكذا‬
                                    ‫ٌو‬      ‫ٌ‬              ‫َ‬      ‫ٌ‬     ‫ُ ٌ‬
   ‫أسقط القول عنه | وتقول قال زيد إن عمر خير الناس | وتصديق ذلك قوله جل ثناؤه ! 2 < واذ‬
                                                 ‫ا ُ‬‫ً‬    ‫ٌ ّ‬
 ‫قالت المالئكة يا مريم إن اهلل اصطفاك > 2 ! ول ال ذلك لقال أَن اهلل | وكذلك جميع ما تصرف من‬
     ‫َّ َ‬                       ‫ّ‬           ‫و‬
    ‫َ ُ‬       ‫ّ‬               ‫ّ‬                     ‫ظ ُّ‬
    ‫فعله إ ّ تَقول فى االستفهام شبهوها بتَ ُن ولم يجعلوها كيظن وأظن في االستفهام ألنه ال يكاد‬
                                                                ‫ّ‬              ‫ال ُ‬
   ‫َ َ‬      ‫ّ‬       ‫ّ‬     ‫َّ ِ ُ ْ‬                    ‫َّ ر و ُ َ‬
‫يستفهَم المخاطب عن ظن غي ه ال يستفهم هو إ ّ عن ظنه فإنما جعلت كتَظن كما أن ما كليس فى‬
                                            ‫ال‬                              ‫َُ‬        ‫ُ‬     ‫ُ‬
‫لغة أهل الحجاز ما دامت فى معناها واذا تَغيرت عن ذلك أو قُدم الخبر رجعت إلى القياس وصارت‬
                  ‫ْ‬      ‫ُ‬     ‫ّ‬                 ‫ّ‬
‫ُّغات فيها كلغة تميم | ولم تُجعل قلت كظننت ألنها إنما أصلُها عندهم أن يكون ما بعدها محكي ا‬
  ‫ٌّ‬                                   ‫ُ َّ ّ‬         ‫َْْ ُ‬           ‫ٍ‬              ‫الل ُ‬
‫فلم تُدخل فى باب ظننت بأكثر من هذا كما أن ما لم تَقو قوةَ‬
                                       ‫َْ ّ‬          ‫ّ‬              ‫َ‬    ‫ُ‬           ‫َْْ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/220)‬




‫َّر لك إن شاء اهلل‬ ‫ليس ولم تقع فى كل مواضعها ألن أصلها عندهم أن يكون ما بعدها مبتدأ | وسأفس‬
                                                                 ‫ّ‬               ‫ّ‬
     ‫ما يكون بمنزلة الحرف فى شيء ثم ال يكون معه على أكثر أحواله وقد بين بعضه فيما مضى |‬
                    ‫ُ‬       ‫ُّ‬
                              ‫ً‬             ‫َّ‬
   ‫وذلك قولك متى تقول زيدا منطلقا وأتقول عمر ذاهبا وأكل يوم تقول عمر منطلقا ال يفصل بها كما‬
                              ‫ا‬                           ‫ا‬
                                                          ‫ً‬                ‫ً‬
               ‫ُ َ‬
           ‫ِ َ‬        ‫َ‬      ‫ٌ‬      ‫ٌ‬            ‫َ‬
                                                            ‫ِ‬                 ‫َّ‬
      ‫لم يفصل بها فى أكل يوم زيدا تضربه | فإن قلت أََأَنت تقول زيد منطلق رفعت ألنه فُصل بينه‬
                                                                                         ‫ُْ َ ْ‬
                           ‫ِ‬
  ‫وبين حرف االستفهام كما فصل فى قولك أَأَنت زيد مررت به فصارت بمنزلة أخواتها وصارت على‬
                                            ‫َ‬      ‫ٌ‬
                         ‫َ ُ ِ َ‬
                   ‫األصل | قال الكميت % ( أَجهّاال تَقول بنى لُؤي % لعمر أَبيك أم متَجاهلينا ) %‬
                                           ‫ََ ُْ‬     ‫َ ٍّ‬        ‫ُ ً‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/320)‬



                                      ‫ِ ٍَ‬
  ‫| وقال عمر بن أبى ربيعة % ( أما الرحيل فدون بعد غد % فمتى تقول الدار تَجمعنا ) % | وان‬
                                                   ‫ّ َّ ُ‬
               ‫ُ َ َُْ‬             ‫َ‬       ‫َ َْ‬                                ‫ُ َُ‬
 ‫شئت رفعت بما نصبت فجعلته حكاية | عم أبو الخ ّاب وسألتُه عنه غير ّة أن ناسا من العرب‬
                 ‫مر ّ‬                   ‫ط‬          ‫وز‬                ‫َ‬         ‫َ‬      ‫َ‬
  ‫يوثَق بعربيتهم وهم بنو سلَيٍم يجعلون باب قلت أجمع مثل ظننت | واعلم أن المصدر قد يْلغى كما‬
          ‫َُ‬           ‫َّ‬         ‫ُ‬    ‫َ ُ ََْ َ‬                  ‫ُْ‬            ‫ّ‬         ‫ُ‬
                ‫ِ‬    ‫ٌ ِ ٌ َّ‬           ‫َّ ٌ َّ‬          ‫ٌ ُّ‬
  ‫يْلغى الفعل وذلك قولُك متى زيد ظَنك ذاهب وزيد ظنى أخوك وزيد ذاهب ظنى | فإن ابتدأت فقلت‬
        ‫َ‬                                                                       ‫ُ‬       ‫َُ‬
                            ‫ٌ‬    ‫َ ُ َ ُّ ٌ‬
  ‫ظنى زيد ذاهب | كان قبيحا ال يجوز البتّة كما ضعف أَظُن زيد ذاهب | وهو فى متى وأين َحسن‬
  ‫أ ُ‬                                                           ‫ً‬           ‫ٌ‬      ‫ٌ‬
                   ‫َّ‬                 ‫ٌ َّ‬           ‫ُّ‬                 ‫َُّ‬
      ‫إذا قلت متى ظنك زيد ذاهب ومتى تَظن عمرو منطلق ألن قبله كالماً | وانما ضعف هذا فى‬
                                                              ‫ٌ‬    ‫ٌ‬
                                    ‫االبتداء كما يضعف غير شك زيد ذاهب َّ عمرو منطلق‬
                                    ‫ٌ‬      ‫ٌ‬    ‫ٌ وحقا‬    ‫َ ْ ُ ُ َ ٍّ ٌ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/420)‬




    ‫ُّ‬       ‫ُ‬                      ‫ً‬      ‫ُ‬               ‫ا ً‬      ‫ُّ‬
   ‫| وان شئت قلت متى ظنك زيدً أمير كقولك متى ضربك عمر | وقد يجوز أن تقول عبد اهلل أظنه‬
                                    ‫ا‬                      ‫ا‬                 ‫َ َ‬
       ‫ّ‬                              ‫ٌ ُّ‬     ‫ٌ‬        ‫َّ‬
   ‫منطلق تجعل هذه الهاء على ذاك كأَنك قلت زيد منطلق أظن ذاك ال تجعل الهاء لعبد اهلل ولكنك‬
                                                                               ‫ُ‬    ‫ٌ‬
‫َ َّ‬               ‫ِّ َ ُ‬        ‫ُّ ّ‬      ‫َّ‬        ‫ُّ‬
    ‫تجعلُها ذاك المصدر كأَنه قال أظن ذاك الظن أو أظن ظنى | فإنما يضعف هذا إذا ألغيت ألن‬
                                                                      ‫َ‬
   ‫الظن يْلغى فى مواضع أَظن حتى يكون بد ً من اللفظ به ِهَ إظهار المصدر ههنا كما قبح أن‬
      ‫َُ َ‬          ‫ِ‬     ‫ُ‬      ‫فكر‬              ‫َ ال‬        ‫ِ ُّ‬            ‫َّ ُ َ‬
‫ى ذلك إن شاء اهلل َّنا | ولفظك بذاك أحسن من لفظك بظنى |‬
   ‫ّ‬                                ‫مبي‬                ‫يظهر ما انتصب عليه سقياً | وستر‬
                                                                 ‫َْ‬
                                  ‫ٌ ُّ‬                                   ‫ُّ‬
      ‫فإذا قلت زيد أظن ذاك عاقل كان أحسن من قولك زيد أظن ظنى عاقل ذاك أحسن ألنه ليس‬
                             ‫َّ‬                     ‫َ‬         ‫ٌ‬                      ‫ِ‬

           ‫ُ‬     ‫ٌ‬                        ‫تر َّ‬
‫بمصدر وهو اسم مبهَم يقع على كل شئ | أال ى أنك لو قلت زيد ظنى منطلق لم يحسن ولم يجز‬
                         ‫ٌ َّ‬                                        ‫ٌ ُْ ٌ‬
 ‫َّ‬                                ‫ًْ‬          ‫ُّ‬
 ‫أن تضع ذاك موضع ظنى | وتَرك ذاك فى أظن إذا كان لَغوا أقوى منه إذا وقع على المصدر ألن‬
                                                          ‫ْ ُ‬      ‫ّ‬
‫ُك‬              ‫ِ َُ َ‬                               ‫َّ‬
   ‫ذاك إذا كان مصدر فإنك ال تجئ به ألن المصدر يقبح أن تجئ به ههنا فإذا قبح المصدر فمجيئ‬
         ‫ُ‬                                                             ‫ا‬
                                                                       ‫ً‬
   ‫ّ‬       ‫ّ‬                            ‫ُّ‬
  ‫بذاك أقبح ألنه مصدر | واذا ألغيت فقلت عبد اهلل أظن منطلق فهذا أجمل من قولك أظنه | وأظن‬
                                                                               ‫ُ ّ‬
  ‫ْ‬      ‫ٌ‬      ‫ّ‬                                                                 ‫ٍ‬
‫بغير هاء أحسن لئال يلتبس باالسم وليكون أبين فى أنه ليس يعمل | فأما ظننت أنه منطلق فاستُغنى‬
                               ‫ََْ ُ‬
                         ‫ّ‬                     ‫ْ َ‬
                                                                            ‫ُ ُّ أّ‬     ‫َّ‬
                                                                  ‫بخبر أن تقول أظن ّنه فاعل كذا‬
                                                                      ‫ٌ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/520)‬




     ‫وكذا فتستغنى | وانما ُقتصر على هذا إذا عِلم أنه مستغ ن بخبر أن | وقد يجوز أن تقول ظننت‬
     ‫ُ‬                            ‫ّ َِ ّ‬     ‫ٍ‬       ‫َُ‬                ‫ّ يْ َ ُ‬
 ‫زيدا إذا قال من تظن أى من تَتهم ؟ فتقول ظننت زيدا كأَنه قال أتَّهَمت زيدا | وعلى هذا قيل ظنين‬
  ‫َ ٌ‬              ‫ََ‬           ‫ْ ُ‬            ‫ُ ً‬                ‫ُ‬          ‫ُّ‬               ‫ً‬
                           ‫ِْ‬                            ‫ِ ُ ِ‬
    ‫أى متَّهَم | ولم يجعلوا ذاك فى حسبت وخْلت وأ َى ألن من كالمهم أن يدخلوا المعنى فى الشئ ال‬
                              ‫ُ‬                ‫ُ ُر ّ‬               ‫َ‬           ‫ََْ‬      ‫ُ ٌ‬
‫يدخل فى مثله | وسألتُه عن ُّهم ِلم لم يقولوا أَّهم مررت به ؟ فقال ألن أَّهم هو حرف االستفهام ال‬
                           ‫َي‬                ‫َ‬     ‫َي‬       ‫أي َ َ ْ‬                              ‫َْ‬
               ‫تر ّ َ ّ‬                                         ‫ُ‬     ‫َِ ِ‬
     ‫تَدخل عليه األلف وِانما تُركت األلف استغناء فصارت بمنزلة االبتداء | أال ى أن حد الكالم أن‬
                                                                                 ‫ُ‬
                                                      ‫ً‬
  ‫ا‬                                      ‫ُ‬                  ‫َْ ُ‬       ‫َ َي ر َ‬       ‫َ‬      ‫َّ َ‬
  ‫تؤخر الفعل فتقول أَّهم أيت كما تَفعل ذلك باأللف فهى نفسها بمنزلة االبتداء | وان قلت أُّهم زيدً‬
          ‫َي‬
 ‫ضرب قبح كما يقبح فى متى ونحوها وصار أَن َيِليهَا الفعل هو األصل ألنها من حروف االستفهام‬
                          ‫ُ ّ‬              ‫َ‬     ‫َ‬                                      ‫َ َ َ َُ‬
                                                                             ‫ال ُحتاج إلى األلف‬
                                                                                        ‫و ي ُ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/620)‬




        ‫َ ََ‬       ‫َْ َ‬               ‫و ي ِ‬             ‫َّ َ‬
  ‫فصارت كأََين | وكذلك من وما ألنهما يجريان معها ال ُفارقانها | تقول من أَمةَ اهلل ضربها وما‬
                                                                     ‫َْ‬         ‫َ َ‬
 ‫أَمة اهلل أَتاها نصب فى كل ذا ألنه أَن َيِلى هذه الحروف الفعل أولى كما أنه لو اض ُر شاعر فى‬
     ‫ٌ‬       ‫ط َّ‬                   ‫ُ‬      ‫َ‬           ‫ّ ْ َ‬
                                                                      ‫َّ‬    ‫َ ْ ٌ‬         ‫ََ‬
 ‫متى وأخواتها نصب فقال متى زيدً أيته ( هذا باب من االستفهام يكون االسم فيه رفعاً ألنك تبتدئه‬
         ‫ّ‬        ‫َ‬    ‫ُ‬                    ‫َ‬               ‫ار‬              ‫َ‬
‫المخاطب ثم تَستفهم بعد ذلك ) | وذلك قولك زيد كم م ّةً أيتَه وعبد اهلل هل لقيتَه وعمرو هالّ‬
       ‫ٌ‬                    ‫ُ‬        ‫ٌ َ ْ َر ر‬                       ‫َ‬              ‫ََ‬        ‫لتُ َّه‬
                                                                                               ‫نب َ‬
  ‫وكذلك سائر حروف االستفهام فالعامل فيه االبتداء كما أنك لو قلت أَ أيت زيدً هل لقيتَه كان‬
                ‫ر َ ا‬                 ‫ّ‬       ‫ُ‬          ‫ُ‬                         ‫ُ‬           ‫ِلقيتَه‬
‫أ أيت هو العامل وكذلك إذا قلت قد علمت زيدا كم لقيتَه كان علمت هو العامل فكذلك هذا | فما بعد‬
                              ‫ُ‬                        ‫ُ‬                    ‫ُ‬         ‫ر َ‬
  ‫َ‬     ‫َِْ‬      ‫ٌ ال‬           ‫ًّ ر َ‬     ‫َ ٌ‬        ‫ر ِ‬
  ‫المبتدإ من هذا الكالم فى موضع خب ه | فإن قلت زيد كم مر أيت فهو ضعيف إ ّ أن تُدخل الهاء‬
  ‫كما ضعَف فى قوله ُّه لم أَصنع | ال يجوز أن تقول زيدا هل أيت َّ أن تريد معنى الهاء مع‬
                        ‫ر َ إال‬                          ‫ِْ و‬        ‫كل‬         ‫َُ َ‬
‫ضعفه فترفَ ُ ألنك قد فَصلت بين المبتدإ وبين الفعل فصار االسم مبتدأَ والفعل بعد حرف االستفهام |‬
                    ‫ُ‬             ‫ُ‬                                    ‫َ‬      ‫َ ع ّ‬
                                            ‫ولو حسن هذا أو جاز لقلت قد علمت زيد كم ضرب‬
                                               ‫ُ‬       ‫ُ ٌ‬           ‫َ‬                 ‫َ َُ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/720)‬




                                 ‫ِ ُ ُ ّا‬             ‫ِ‬
‫ولقلت أ أيت زيد كم م ةً ضرب على الفعل اآلخر | فكما ال تَجد بدً من إعمال الفعل األول كذلك ال‬
           ‫ّ‬                                                         ‫ّر ُ َ‬         ‫ر َ ٌ‬
  ‫َ‬          ‫ر‬                     ‫ْ ُغ‬                              ‫ِ َّ‬                   ‫ًّ‬
 ‫تجد بدا من إعمال االبتداء ألنك إنما تجئ باالستفهام بعد ما تَفر ُ من االبتداء | ولو أ ادوا اإلعمال‬
            ‫ا ََْ َ‬‫ً‬         ‫ِ ٌ و‬
  ‫لما ابتدءوا باالسم أال تَ ى َّك تقول زيد هذا أعمرو ضربه أم بشر ال تقول عمر أَضربت | فكما ال‬
                                        ‫ٌ َ ََ‬         ‫ٌ‬        ‫ر أن‬                       ‫َ‬
                      ‫ِ‬
‫يجوز هذا ال يجوز ذلك | فحرف االستفهام ال يفصل به بين العامل والمعمول ثم يكون على حاله إذا‬
                                             ‫ُْ َ ُ‬           ‫ُ‬
                    ‫ّ‬
    ‫ل ِ ر ُ ّ‬
    ‫جاءت األلف ّال وانما يدخل على الخبر | ومما ال يكون إ ّ رفعا قولُك أَأخواك الّذان أيت ألن‬
                      ‫َ‬          ‫ال ً‬              ‫ّ‬      ‫ََ‬          ‫ُ أو ً ّ َ‬
    ‫َْ ِ ُ ً‬
 ‫أيت صلَ ٌ لّذين وبه يتُّم اسمً فكأَنك قلت أَأخواك صاحبانا | ولو كان ٌ من هذا ينصب شيئا فى‬
                        ‫شئ‬                ‫َ‬          ‫َ‬         ‫ا ّ‬              ‫ر ُ ة لَ ِ‬
  ‫االستفهام لقلت فى الخبر زيداً الذى أيت فنصبت كما تقول زيدا أيت | واذا كان الفعل فى موضع‬
  ‫ِ‬          ‫ُ‬              ‫ر ُ‬                 ‫َ‬     ‫ر ُ‬             ‫ََ‬
                     ‫ِ‬                   ‫َّ‬
    ‫ُ‬                      ‫ٍ ٌ ََُ‬
  ‫الصفة فهو كذلك وذلك قولك أزيد أنت رجل تضربه وأكل يوم ثوب تْلبسه | فإذا كان وصفاً فأحسنه‬
                                                    ‫ٌ‬       ‫ٌ‬                         ‫َّ‬
               ‫ّ‬   ‫َ ْ‬                           ‫ٍ ّ‬
  ‫أَن يكون فيه الهاء ألنه ليس بموضع إعمال ولكنه يجوز فيه كما جاز فى الوصل ألنه فى موضع‬
                                                         ‫ِ‬              ‫ُ ّ‬                ‫ْ‬
‫ما يكون من االسم ولم تكن لتقول أزيدا أن ت رجل تضربه وأنت إذا جعلتَه وصفا للمفعول لم تنصبه‬
                                              ‫ٌ‬             ‫َ‬
                                                            ‫ألنه ليس بمبنى على الفعل ولكن‬
                                                             ‫ّ‬              ‫ّ‬            ‫ّ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/820)‬



        ‫ُ َّ ٍ‬
   ‫الفعل فى موضع الوصف كما كان فى موضع الخبر | فمن ذلك قول الشاعر % ( أكل عام نعم‬
   ‫َ ٌَ‬
     ‫تَحوونه % يْلقحه قوم وتَن ِجونه ) % | وقال زيد الخير % ( أفي كل عام مأْتَم تَبعثونه % على‬
                    ‫َ ٌ‬
                           ‫َّ ٍ‬            ‫َْ‬                  ‫ْ ُ َ ْ ُ ِ ُ َ ْ ٌ ْت َ ْ‬
‫ِ‬
                                                                                      ‫ْ َ ٍ َّ ْ ُ‬
                                                                        ‫محمر ثَوبتُموه وما رضا ) %‬
                                                                             ‫ُ َ‬
                                                                      ‫____________________‬

‫(0/920)‬




‫| وقال جرير فيما ليس فيه الهاء % ( أَبحت حمى ِهامة بعد نجد % وما ٌ حميت بمستَباح ) %‬
       ‫ِ‬    ‫شئ َ َ ْ َ ُ‬
                                ‫ٍْ‬       ‫َ َ َِ ت ََ‬            ‫ُ‬                    ‫ٌ‬
                                          ‫| وقال آخر % ( فما أَد ِى أَغي هم تَناء % و ُول العهِ‬
‫ط ُ َ ْد أم مال أَصابوا ) % | ومما ال يكون فيه إال‬
                                   ‫ٌ‬                    ‫ٍ‬      ‫ْ ر َ َّرْ‬
                 ‫ّ‬           ‫ُ‬
   ‫الر ُ قوله أَعبد اهلل أنت الضاربه ألنك إنما تريد معنى الذى ضربه | وهذا ال ى ى يفعل |‬
      ‫يجر مجر َ ْ َ ُ‬          ‫َ ََ‬        ‫َ‬              ‫ُ ّ‬               ‫ُ‬        ‫فع‬
  ‫ُ ا‬            ‫ُ‬    ‫ُ ّ‬           ‫ُ و ا‬              ‫ً‬       ‫َ‬         ‫ِ‬       ‫تر َّ‬
  ‫أال ى أنه ال يجوز أنت تقول ما زيدا أنا الضارب ال زيدً أنت الضارب وانما تقول الضارب زيدً‬
 ‫على مثل قولك الحسن وجها | أال ى أنك ال تقول أنت المائةَ الواهب كما تقول أنت زيدً ضارب |‬
   ‫ٌ‬      ‫ا‬                ‫ُ‬                          ‫تر ّ‬            ‫ُ‬
                               ‫َ‬        ‫ِْ ُ‬
     ‫ُ على معنى هذا يضرب وهو يعمل فى حال حديثك وتقول هذا‬   ‫وتقول هذا ضارب كما ى فيجئ‬
                                                                   ‫تر‬    ‫ٌ‬
  ‫َ‬                  ‫َّ‬    ‫ُ ِّ‬
‫ُ على معنى هذا سيضرب | واذا قلت هذا الضارب فإنما تعرفُه على معنى الذى ضرب‬
                                                     ‫َ ْ ُ‬                   ‫ضارب فيجئ‬
                                                                                   ‫ٌ‬
            ‫فال يكون َّ رفعا كما أنك لو قلت أزيد أنت ضاربهُ إذا لم تُرد بضاربه الفعل وصار‬
                 ‫َ‬       ‫ُ‬      ‫ِْ‬                   ‫ٌ‬                        ‫إال‬
                                                                      ‫____________________‬

‫(0/130)‬




   ‫معرف ٌ رفعت فكذلك هذا الذى ال ُ َّ على هذا المعنى فإنما يكون بمنزلة الفعل نك ةً | وأصل‬
   ‫ُ‬        ‫ر‬                       ‫ِّ‬                  ‫يجئ إال‬                    ‫َ‬     ‫ة‬
              ‫َّ‬
     ‫ع الفعل صف ً للنك ة كما ال يكون االسم كالفعل إال نك ةً | أال ى انك لو قلت أكل يوم زيدا‬
                          ‫تر ّ‬          ‫ر‬                               ‫ة ر‬                ‫وقو‬
                                                      ‫ُ‬
           ‫ّ‬     ‫َّ ُ‬                                      ‫ِ‬                 ‫ا َّ‬
     ‫تَضرُه لم يكن إ ّ نصبً ألنه ليس بوصف | فإذا كان وصفً فليس بمبنى عليه األول كما أنه ال‬
                                              ‫ا‬                                         ‫ال‬              ‫ب‬
                              ‫ّ‬
‫يكون االسم مبنيا عليه فى الخبر فال يكون ضارب بمنزلة يفعل وتفعل إ ّ َةً | وتقول أَذكر َن تِلد‬
‫َ ٌَ أ ْ َ َ‬           ‫ال نكر‬               ‫َْ َ‬         ‫ٌ‬                               ‫ً‬     ‫ُ‬
           ‫ُ َ ُّ‬ ‫ناقتُك أحب إليك أم أُنثَى كأنه قال أَذكر نتِاجها أحب إليك أم أُنثَى | فأَن تِلد اسم وتِ‬
   ‫َ َ ٌ َلد به يتم االسم‬                ‫ْ‬           ‫َ َ ٌ ُ َ ُّ‬           ‫ّ‬      ‫ْ‬            ‫َ ُّ‬
   ‫ُ‬
                                  ‫ٌََ‬            ‫ِ‬
       ‫كما يتم الذى بالفعل فال عمل له هنا كما ليس يكون لصلة الذى عمل | وتقول أزيد أَن يضربه‬
                                                                           ‫ََ َ‬                      ‫ُّ‬
          ‫ٌ ْ َ َ‬
‫عمرو َمثَل أم بِشر كأنه قال أزيد ضرب عمر و إياه أمثل أم بشر فالمصدر مبتدأ وأمثل مبنى عليه‬
       ‫ٌّ‬      ‫ُ‬                      ‫ٌ‬          ‫ُ‬     ‫ّ‬     ‫ُ ٍ‬       ‫ٌ‬               ‫ٌْ‬      ‫أ ُ‬
    ‫ولم ينزل منزلة يفعل فكأَنه قال أزيد ضاربه خير أم بشر | وذلك ألنك ابتدأْته وبنيت عليه فجعلته‬
                                                  ‫ُ ٌ‬                 ‫َْ ُ ّ‬           ‫ُْ َ ْ‬
‫اسما ولم َيلتبس زيد بالفعل إذ كان صلة له كما لم يلتبس به الضاربه حين قلت زيد أنت الضاربه إ ّ‬
‫ُ ال‬            ‫ٌ‬               ‫ُ‬                        ‫ً‬                   ‫ٌ‬               ‫ً‬
 ‫أن الضاربه فى معنى الذى ضربه والفعل تمام هذه األسماء فالفعل ال يلتبس باألول إذا كان هكذا |‬
                                                     ‫َُ‬           ‫ََ‬               ‫ُ‬       ‫ّ‬
             ‫ْ‬                                    ‫َّ‬    ‫ْ‬            ‫ا ُّ‬
   ‫وتقول أََن تلد ناقُتك ذكر أحب إليك أم أُنثَى ألنك حملته على الفعل الذى هو صلةُ أَن فصار فى‬
                                                                        ‫ً‬            ‫أ‬
‫صلته فصار كقولك الذى أيت أخاه‬
                                                                   ‫ر ُ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/030)‬




                                      ‫ر ُ‬     ‫ِْ َ‬
   ‫زيد | ال يجوز أن تبتدئَ باألخ قبل الذى وتُعمل فيه أيت أخاه زيد | فكذلك ال يجوز النصب فى‬
                                                                                      ‫ٌ و‬
   ‫قولك أذكر َن تِلد ناقتُك أحب إليك أم أنثى | وذلك أنك لو قلت أخاه الذى أيت زيد لم يجز وأنت‬
               ‫ر ُ ٌ‬                                                       ‫َ ٌَ أ ْ َ َ‬
‫تريد الذى ريت أخاه زيد | ومما ال يكون فى االستفهام إ ّ رفعً قولك أَعبد اهلل أنت أكرم عليه أم زيد‬
‫ٌ‬            ‫ُ‬            ‫ُ‬          ‫ال ا‬                           ‫َّ‬    ‫ٌ‬        ‫أ ُ‬
  ‫ٍ و ٍ‬
 ‫وأعبد اهلل أنت له أصدق أم بِشر كأنك قلت أعبد اهلل أنت أخوه أم بشر ألن أَفعل ليس بفعل ال اسم‬
                   ‫ّ َْ َ‬                           ‫ُ‬         ‫ٌ ّ‬         ‫ُ‬                ‫ُ‬
   ‫ٌ‬       ‫ٌ‬      ‫َ‬         ‫ُ‬                 ‫ِ‬            ‫ٍَ‬
 ‫ي ى ى الفعل وانما هو بمنزلة حسن وشديد ونحو ذلك | ومثلُه أَعبد اهلل أنت له خير أم بشر |‬
                                                                            ‫ّ‬          ‫َجر مجر‬
                                     ‫ُ الض ِ‬          ‫ِ َّ‬
      ‫ْ ََ‬                             ‫ْ‬                           ‫ُّ َ ْ‬
‫وتقول أزيد أنت له أشد ضرباً أم عمرو فإنما انتصاب َّرب كانتصاب زيد فى قولك ما أحسن زيداً‬
                                                                                ‫ٌ‬
              ‫ٌ‬                     ‫ر‬                      ‫َ ٌَ َ ِ‬          ‫ٍ‬    ‫ِ‬
       ‫وانتصاب وجه فى قولك حسن وجه األخ | فالمصدر هنا كغي ه من األسماء كقولك أزيد أنت له‬
                                              ‫ُ‬
                     ‫َّ‬             ‫وجه‬                 ‫ِ‬
        ‫أطلَق وجهً أم فالن | وليس له سبيل إلى اإلعمال وليس له ٌ فى ذلك | ومما ال يكون فى‬
                                                               ‫ٌ‬               ‫ٌ‬       ‫ا‬     ‫ْ ُ‬
 ‫االستفهام إ ّ رفعاً قولك أعبد اهلل إن تََهُ تضربه وكذلك إن حت الهاء مع قُبحه فقلت أعبد اهلل إن‬
 ‫ْ‬       ‫ُ‬           ‫ْ‬      ‫َ‬     ‫ْ طر َ‬           ‫ْ‬       ‫ْ ر‬        ‫ُ‬              ‫ال‬
                                                     ‫َّ‬                      ‫ِ‬
   ‫تَر تضرب فليس لآلخر سبيل على االسم ألنه مجزوم وهو جواب الفعل األول وليس للفعل األول‬   ‫ْ‬
      ‫ّ‬                 ‫ّ‬         ‫ُ‬                                                              ‫َ‬
                                     ‫سبيل ألنه مع إن بمنزلة قولك أعبد اهلل حينيأْتينى أَضرب فليس‬
                                          ‫ُ‬             ‫ََ‬       ‫َ‬               ‫ْ‬         ‫ٌ ّ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/230)‬




 ‫لعبد اهلل فى يأتينى ح ٌّ ألنه بمنزلة قولك أعبد اهلل يوم الجمعة أضرب | ومثل ذلك زيد حين َضرب‬
 ‫أ ْ ُ‬          ‫ٌ‬              ‫ِ ُ‬            ‫َ‬        ‫َ‬                ‫َظ ّ‬
                                                                   ‫ٍ ِ‬       ‫َّ َ ِ َ‬
          ‫ِ ُ‬
‫يأْتينى ألن المعتمد على زيد آخر الكالم وهو يأْتينى | وكذلك إذا قلت زيدا إذا أتانى أضرب وانما هو‬
                                                     ‫َ‬          ‫ُ‬                             ‫َ‬
       ‫َِْ‬         ‫ْ ُ‬     ‫ُ‬       ‫ً ْ ر َ‬               ‫َ‬       ‫َ‬
                                                                    ‫ِ‬            ‫َ ِ‬
  ‫بمنزلة حين | فإن لم تَجزِم اآلخر نصبت وذلك قولك أزيدا إن أيت تضرب | وأحسنه أن تُدخل فى‬
                                                                          ‫ِْ‬
     ‫ِ‬       ‫ٌ مر رْ‬                            ‫ُ ز‬                   ‫ْ ْ ٍ‬
   ‫أيت الهاء ألنه غير مستَعمل فصارت حروف الج اء فى هذا بمنزلة قولك زيد كم ّةً أيتَه | فإذا‬
                                                                                  ‫َ ّ‬    ‫ر َ‬
                                                                       ‫ُ ُ َ‬
‫قلت إن تَر زيدا تضرب فليس إ ّ هذا صار بمنزلة قولك حين ى زيدا يأْتيك ألنه صار فى موضع‬
                  ‫ّ‬             ‫تر‬                            ‫ال‬      ‫ْ‬          ‫َ ْ َ‬
                      ‫ً‬                                     ‫ْ ُِ‬
 ‫المضمر حين قلت زيد حين تَضربه يكون كذا وكذا | ولو جاز أن تجعل زيدا مبتدأَ على هذا الفعل‬
                                                                       ‫ٌ‬           ‫ُ ْ َْ‬
                                              ‫ا‬                                  ‫َ ِ ُ ا‬
                                              ‫لقلت القتال زيدً حين تأتى تريد القتال حين تأتى زيدً‬
                                                            ‫ُ‬
                                                                 ‫____________________‬
‫(0/330)‬




  ‫| وتقول فى الخبر وغي ه إن زيدا تََه تضرب تَنصب زيدا ألن الفعل أن َيِلى إن أولى كما كان ذلك‬
                      ‫ْ َ ْ‬                    ‫ُ‬       ‫ْ‬       ‫ر‬       ‫ر ْ‬
   ‫فى حروف االستفهام وهى أبعد من الرفع ألنه ال يبنى فيها االسم على مبتدإ | واّما أجازوا تقديم‬
   ‫َ‬              ‫ن‬                           ‫َُْ‬                  ‫ُ‬
 ‫االسم فى إن ألنها أم الج اء ال تزول عنه فصار ذلك فيها كما صار فى ألف االستفهام ما لم يجز‬
                                                                   ‫ْ ّ ُّ ز و‬
‫ِ‬         ‫ُ‬                ‫ْ‬      ‫ِْ‬        ‫ْ زِ‬        ‫الن ِ ُ َ ٍ‬          ‫َِ‬
‫فى الحروف األُخر | وقال َّمر بن تَولب % ( ال تَج َعى إن منفساً أَهلكتُهُ % واذا هلكت فعند ذلك‬
                                     ‫ْ ُ‬                   ‫ْ‬     ‫ُ‬
‫َ‬        ‫َ ِْ ْ‬
‫ى إذا ى إن َى بها قال أَزيد إذا تَر تَضرب إن جعل‬
                      ‫ٌَ‬               ‫مجر ْ فجاز‬        ‫َّر شاعر فأجر‬
                                                               ‫ٌ‬                       ‫ْز ِ‬
                                                                      ‫فاج َعى ) % | وان اضط‬
 ‫تضرب جوابً | وان رفعها نصب ألنه لم يجعلها جواباً | وتَر ُ الجواب حين يذهب الجزم من األول‬
   ‫ّ‬       ‫ُ‬        ‫َ‬    ‫َ‬      ‫َ فع‬                       ‫َ ّ‬       ‫ْ َ‬        ‫ْ ََ ا‬
‫فى اللفظ | واالسم ههنا مبتدٌ إذا جزمت نحو قولهم ُّهم يأ ِك تضرب إذا جزمت ألنك جئت بتضرب‬
              ‫َ َّ‬         ‫أي ْت َ ْ ْ‬                  ‫َ‬       ‫أ‬           ‫ُ‬
‫َ مل االبتداء فى ُّهم ال سبيل له عليه | وكذلك هذا حيث جئت به مجزوما بعد أن‬
                 ‫َ‬                                     ‫ُ أي و‬           ‫َ‬ ‫مجزوما بعد أن ع ِ‬

                                                             ‫ّ‬        ‫ُ ّ‬               ‫َِ َ‬
                                 ‫عمل فيه االبتداء | وأما الفعل األول فصار مع ما قبله بمنزلة‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/430)‬




          ‫ُ‬       ‫ً‬         ‫و‬               ‫ْ ُ‬                      ‫َ‬                ‫ِ‬
     ‫حين وسائر الظروف | وان قلت زيد إذا يأْتينى أَضرب تريد معنى الهاء ال تريد زيدا أضرب إذا‬   ‫َ‬
      ‫يأتينى ولكنك تضع أَضرب ههنا مثل أضرب إذا جزمت وان لم يكن مجزوما ألن المعنى معنى‬
                     ‫ً ّ‬                             ‫ْ‬        ‫َ‬        ‫ُ‬            ‫ّ‬
   ‫المجا اة فى قولك أزيد ِإن يأْتِك أضرب ال تريد به أضرب زيدا فيكون على أول الكالم كما لم تُرد‬
   ‫ِْ‬                   ‫ّ‬     ‫َ‬     ‫ُ ً‬                ‫ْ و‬               ‫ٌ ْ‬               ‫ز‬
   ‫بهذا أول الكالم رفعت | وكذلك حين إذا قلت أزيد حين يأتيك تضرب | وانما رفعت األول فى هذا‬
              ‫َ ّ‬              ‫ُ‬                ‫ٌ‬               ‫َ‬             ‫َ‬            ‫ّ‬
‫َّه ألنك جعلت تضرب وأَضرب جوابً فصار كأنه من صلته إذ كان من تمامه ولم ي جع إلى األول‬
 ‫ّ‬             ‫َر‬                                         ‫ا‬        ‫ُ‬        ‫ُ‬             ‫كل َّ‬
 ‫| وانما تَرده إلى األول فيمن قال إن تَأ ِنى آتيك وهو قبيح وانما يجوز فى الشعر | واذا قلت أَزيد إن‬
     ‫ٌ‬                                 ‫ٌ ّ‬                ‫ْت‬                    ‫ّ‬      ‫ّ ُّ‬
 ‫يأْتِك تضربه فليس تكون الهاء إ ّ لزيد ويكون الفعل اآلخر جوابا لألول | ويدّك على أنها ال تكون‬
              ‫ّ‬         ‫ل‬     ‫ً ّ‬        ‫ُ‬
                                           ‫ُ ِ‬
                                                    ‫ُ‬             ‫ُ ال‬                ‫ْ‬
         ‫ٍ و‬         ‫ً و َّ‬
‫إ ّ لزيد أنك لو قلت أزيد إن تَأْتك أَمةُ اهلل تضربها لم يجز ألنك ابتدأْت زيدا البد من خبر ال يكون‬
                                     ‫ّ‬            ‫ْ‬             ‫َ َ‬       ‫ٌ‬                     ‫ال‬
 ‫ما بعده خبر له حتّى يكون فيه ضمي هُ | واذا قلت زيدٌ لم أضرب أو زيدً لن أضرب لم يكن فيه إ ّ‬
 ‫ال‬             ‫َ‬       ‫ا‬       ‫ْ‬      ‫ا َْ‬              ‫ر‬                       ‫ا‬
                                                                                 ‫ً‬
                                                                          ‫ِ‬
                                        ‫َّ َ‬
 ‫النصب ألنك لم توقع بعد لَم ولَن شيئً يجوز لك أن تقدمه قبلهما فيكون على غير حاله بعدهما كما‬
                                                         ‫ا‬    ‫ْ ْ‬                     ‫ُ‬
                                                                 ‫ِ‬
                                                      ‫كان ذلك فى الج اء | ولن أَضرب نفى لقوله‬
                                                                             ‫ز‬
                                                            ‫ْ َ ٌ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/530)‬
‫سأَضرب كما أن ال تَضرب نفى لقوِله اضرب ولم أَضرب نفى ِضربت | وتقول كل جل يأْتيك‬
            ‫َّ ر ٍ‬        ‫ُ‬     ‫ٌل‬            ‫ِْ ْ‬            ‫ِْ ْ‬      ‫ّ‬     ‫َ ِْ ُ‬
              ‫أي‬   ‫ْ ِْ‬       ‫ٍ‬        ‫َّ‬       ‫ّ‬    ‫ة‬               ‫ٌ َّ‬
     ‫فاضرب نصب ألن يأتيك ههنا صف ٌ فكأَنك قلت كل رجل صالح اضرب | فإن قلت ُّهم جاءك‬
                                                                               ‫ْ‬
                        ‫ْ‬          ‫ّ‬                               ‫َ‬           ‫ِ ْ‬
  ‫فاضرب رفعتَه ألنه جعل جاءك فى موضع الخبر وذلك ألن قوله فاضرب فى موضع الجواب وأى‬
  ‫ٌّ‬
         ‫ِ ْ ال‬        ‫ٌ ْْ‬             ‫ز‬                  ‫ْ‬      ‫ُّ ر‬
‫من حروف المجا اة وكل جل ليست من حروف المجا اة | ومثله زيد إنَ أتاك فاضرب إ ّ أن تريد‬
                                                                         ‫ز‬
  ‫أول الكالم فتنصب ويكون على حد قولك زيدا إن أتاك تَضرب و َّهم يأتِك تضرب إذا كانت بمنزلة‬
                  ‫ْ‬        ‫ْ ِ ْ أي َ‬                        ‫ّ‬     ‫ُ‬     ‫ُ‬            ‫َّ‬
     ‫ْ‬     ‫َ‬    ‫ْ‬             ‫ٌ‬                      ‫ِ‬
 ‫الذى | وتقول زيدً إذا أتاك فاضرب | فإن وضعتَه فى موضع زيد إن يأتك تضرب رفعت فارفع إذا‬
                                                                        ‫ا‬
‫كانت تضرب جواباً ليأتك وكذلك حين | والنصب فى زيد أحسن إذا كانت الهاء يضعف تركها ويقبح‬
‫ُ َ ُْ ُ ُ َ ُُ‬                   ‫ُ‬          ‫ُ‬         ‫َ‬                     ‫ْ‬
         ‫احدة‬                                    ‫ألن‬                               ‫ِ‬
   ‫| فأعمْله فى األول وليس هذا فى القياس َّها تكون بمنزلة حين واذا وحين ال يكون و ٌ منهما‬
                     ‫َ‬          ‫َ‬                                         ‫ّ‬
   ‫َ‬   ‫َ ُّ‬              ‫ً‬            ‫َّ َ‬           ‫ٌ َ‬              ‫ال تر َّ‬
   ‫خبر لزيد | أ ّ ى أنك ال تقول زيد حين يأتينى ألن حين ال تكون ظرفا لزيد | وتقول الحر حين‬
                                                                                      ‫ا‬
                                                                                      ‫ً‬
         ‫ِ‬                      ‫َّ‬
        ‫ُ ظروف الزمان ال تكون ظروفً للجثَث‬
            ‫ا ُ‬                           ‫تأتينى فيكون ظرفً لما فيه من معنى الفعل | وجميع‬
                                                                         ‫ا‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/630)‬




                                    ‫ُ َّ‬
      ‫| فإن قلت زيدً يوم الجمعة أَضرب لم يكن فيه إ ّ النصب ألنه ليس ههنا معنى اء ال يجوز‬
            ‫جز و‬                                 ‫ال‬          ‫ُ‬           ‫ا َ‬
                                                                  ‫ُّ‬
  ‫الرفع إ ّ على قوله % ( كله لم أصنع % ) % | أال تَ ى أنك لو قلت زيد يوم الجمعة فأنا أضربهُ‬
    ‫ُ‬                ‫ٌ َ‬                 ‫ر‬               ‫َِْ‬                      ‫ال‬
‫ا‬
‫لم يكن ولو قلت زيد إذا جاءنى فأنا أضربه كان َّدً | فهذا يدّك على أنه يكون على غير قوله زيدً‬
                         ‫ّ‬        ‫ل‬         ‫جي ا‬      ‫ُ‬                    ‫ٌ‬
   ‫أضرب حين يأتيك ( هذا باب األمر والنهى ) | واألمر والنهى ُختار فيهما النصب فى االسم الذى‬
                 ‫ُ‬               ‫ُ ي‬      ‫ُ‬
    ‫يبنى عليه الفعل ويبنى على الفعل كما اختير ذلك فى باب االستفهام ألن األمر والنهى إنما هما‬
                                                                            ‫ُ َُْ‬           ‫َُْ‬
     ‫للفعل كما أن حروف االستفهام بالفعل أولى وكان األصل فيها أن يبتدأ بالفعل قبل االسم فهكذا‬
                                                                                   ‫ّ‬
   ‫األمر والنهى ألنهما ال يقعان َّ بالفعل مظهر أو مضمر | وهما أقوى فى هذا من االستفهام ألن‬
   ‫ّ‬                                      ‫ا‬       ‫ا‬
                                                  ‫ً‬            ‫إال‬                    ‫ُ َّ‬
                                                                 ‫حروف االستفهام قد ُستفهم بها‬
                                                                          ‫ي‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/730)‬
‫وليس بعدها إال األسماء نحو قولك أزيد أخوك ومتى زيد منطلق وهل عمرو ظريف | واألمر والنهى‬
‫ُ‬        ‫ُ‬       ‫ٌ‬       ‫ٌ‬                     ‫ٌ‬                  ‫ٌ‬            ‫ُ‬
            ‫ا ِ‬                       ‫ا‬                ‫ا‬             ‫ا‬                  ‫ال ٍ‬
  ‫ال يكونان إ ّ بفعل وذلك قولك زيدً اضربه وعمر أمرر به وخالدً اضرب أباه وزيدً اشتر له ثوبا |‬
                            ‫ْ‬                    ‫ً ُْ‬          ‫ْ‬
   ‫ومثل ذلك أَما زيدً فاقتُْله وأَما عمر فاشتر له ثوبً وأَما خالدً فال تَش ِم أباه وأَما بكر فال تمرر به |‬
                 ‫ا‬
                 ‫ّ ً‬            ‫ْتْ‬        ‫ا‬      ‫ا ّ‬           ‫ِ‬    ‫ا‬
                                                                     ‫ً‬    ‫َّ‬            ‫ا‬     ‫َّ‬      ‫ُ‬
‫ومنه زيدا ِليضربهُ عمرو وبشر ِليقتل أباه بك ر ألنه أَمر للغائب بمنزلة افعل للمخاطب | وقد يكون‬
               ‫َ‬        ‫َْ‬                     ‫ّ ٌْ‬         ‫ٌ‬       ‫ا ْ‬         ‫ٌ‬                 ‫ً‬
     ‫فى األمر والنهى أن ُبنى الفعل على االسم وذلك قولك عبد اهلل اضربه ابتدأْت عبد اهلل فرفعته‬
                 ‫َ َ‬          ‫ْ‬         ‫ُ‬                              ‫يْ َ‬
   ‫باالبتداء َّهت المخاطب له لتُعرفه باسمه ثم بنيت الفعل عليه كما فعلت ذلك فى الخبر | ومثل‬
                                          ‫َ‬    ‫َ‬              ‫َّ َ‬    ‫ََ‬       ‫ونب َ‬
           ‫تر أن‬                           ‫ْ‬       ‫َ‬     ‫ْ‬     ‫ٌ‬         ‫ِ‬
   ‫ذلك أما زيد فاقتله | فإذا قلت زيد فاضربه لم يستقم أَن تَحملَه على االبتداء | أالَ ى ّك لو قلت‬
                                                                                ‫ْ‬         ‫ّ‬
                        ‫َ‬    ‫ِْ‬
  ‫زيد فمنطلق لم يستقم فهو دليل على أنه ال يجوز أن يكون مبتدأ | فإن شئت نصبته على شئ هذا‬
                                                           ‫ّ‬      ‫ٌ‬                  ‫ٌ‬        ‫ٌ‬
   ‫ُه كما كان ذلك فى االستفهام وان شئت على عليك كأَنك قلت عليك زيدا فاقتْله | وقد يحسن‬
    ‫َْ ُُ‬                  ‫َ‬                                                                ‫تفسير‬

                 ‫ّ‬     ‫ُ ْ ٍَ‬    ‫ُ ْ ٍ‬
    ‫ويستقيم أن تقول عبد اهلل فاضربه إذا كان َّا على مبتدإ مظهَر أو مضمر | فأما فى المظهر‬
                                                 ‫مبني‬          ‫ْ‬        ‫َ ُ‬      ‫ُ ْ‬
   ‫ُ ِ‬
                                              ‫َ‬       ‫ْ ِْ‬
   ‫فقولُك هذا زيد فاضربه وان شئت لم تُظهر هذا ويعمل كعمله إذا أظهرته وذلك قولك الهالل واهلل‬
                                                                       ‫ْ‬      ‫ٌ‬
   ‫فانظر إليه كأنك قلت هذا الهالل ثم جئت باألمر | ومما يدُّك على حسن الفاء ههنا ّك لو قلت‬
             ‫أن‬           ‫ُ ِ‬         ‫ّ َ ُل‬          ‫َ‬       ‫ُ‬              ‫ّ‬        ‫ْ‬
                                                                              ‫هذا زيد فحسن جميل‬
                                                                              ‫ٌ‬    ‫ٌ َ ٌَ‬
                                                                       ‫____________________‬

‫(0/830)‬



     ‫ِ‬                               ‫ٍ َو ُ ْ ِ ْ‬
  ‫َ َ يْ ِ ٌ‬
  ‫كان كالما جيدا | ومن ذلك قول الشاعر % ( وقائلة خ ْالن فانكح فتاتَهم % وأُكرومةُ الحَّين خْلو‬
                               ‫ْ‬                                                   ‫ً ًّ‬
           ‫ا‬                     ‫ْ‬       ‫َ‬                ‫ُِْ‬             ‫ِ‬
‫كما هيا ) % | هكذا سمع من العرب تُنشده | وتقول هذا الرجل فاضربه إذا جعلته وصفً ولم تجعله‬
                                                                         ‫ُ َ‬              ‫َ‬
                                                                                            ‫ِ‬
 ‫ِك فاضربهما‬
     ‫ْ‬         ‫خبر | وكذلك هذا زيدً فاضربه إذا كان معطوفا على هذا أو بدال | وتقول َِّلذين يأتيان‬
                      ‫ال ِ‬               ‫َ‬                            ‫ْ‬      ‫ا‬                ‫ا‬
    ‫تنصبه كما تنصب زيدا وان شئت رفعتَه على أَن يكون ًّا على مظهَر أو مضمر | وا ن شئت‬
                  ‫َ‬                    ‫مبني‬         ‫ْ‬                                        ‫ُ‬
 ‫كان مبتدأَ ألنه يستقيم أن تجعل خب هَ من غير األَفعال بالفاء | أالَ ى أنك لو قلت الذى يأْتينى فله‬
                          ‫تر ّ‬                                ‫َ ر‬                  ‫ّ‬
  ‫هم والذى يأتينى فمكرم محمود كان حسنا | ولو قلت زيد فله هم لم يجز | واَّما جاز ذلك ألن‬
  ‫ّ‬             ‫ن‬             ‫در ٌ‬   ‫ٌ‬             ‫ً‬        ‫ٌ‬      ‫ُ ٌَْ‬             ‫در ٌ‬
                                                              ‫قوله الذى يأَتينى فله هم فى‬
                                                                 ‫در ٌ‬
                                                                       ‫____________________‬

‫(0/930)‬
‫ِ‬                                  ‫زِ‬
  ‫معنى الج اء فدخلت الفاء فى خب ه كما تدخل فى خبر الج اء | ومن ذلك قوله عز وجل ^ ( الذين‬
                ‫ّ‬    ‫ّ‬                                               ‫ر‬                       ‫زِ‬
   ‫َ‬                                                                        ‫ُ‬
 ‫ينفقُون أَموالَهُم ِ َّْيل والنهَار سر وعالَ ِي ً فلَهُم أَج ُهم عند ربهم َال خوف علَيهم َالَ هم يحزنون ) 8‬
                                                 ‫ِ‬                       ‫ِ‬
       ‫ُ ْ َ ْ َ ْ بالل ِ َّ ِ ًّا َ َ ن َة َ ْ ْ رُ ْ ْ َ َ َّ ِ ْ و َ ْ ٌ َ ِ ْ و ُ ْ َ ْ َ ُ َ‬
                                                                                                          ‫ِ‬

                           ‫در ِ ّ‬                      ‫ٌ ُّ‬                       ‫ُّ‬
 ‫| ومن ذلك قولهم كل رجل يأْتيك فهو صالح وكل رجل جاء فله همان ألن معنى الحديث الج اء |‬
   ‫زُ‬                                      ‫َ‬
                         ‫َّ َ ِ‬                                                           ‫َ ِ َّ‬
                       ‫ُ‬            ‫َ ظْ‬                ‫َ ٌ ُ َ َّ ع ُ ُ‬
                 ‫وأما قول عدى بن زيد % ( أَرواح مود ٌ أم بكور % أنت فان ُر ألى ذاك تَصير ) %‬             ‫َّ‬
                                                                        ‫____________________‬

‫(0/140)‬




       ‫| فإنه على أن يكون فى الذى يرف ُ على حالة المنصوب فى النصب | يعنى أن الذى من سببه‬
                                                           ‫َ ْ َع‬                             ‫ّ‬
                                                 ‫ُ‬                ‫َّ ر‬         ‫ٍ‬
        ‫مر ع فترفعه بفعل هذا يفس ه كما كان المنصوب ما هو من سببه ينتصب فيكون ما سقط على‬      ‫فو‬
 ‫ُه فى الذى ينصب على أنه شئ هذا تفسي ه | يقول ترفع أنت أنت على فعل مضمر ألن‬
                                            ‫ر‬                                               ‫سببي ِ‬
                                                                                    ‫َّه تفسير‬
  ‫الذى من سببه مر ع وهو االسم المضمر الذى فى انظر | وقد يجوز أن يكون أنت على قوله أنت‬
                                          ‫ْ‬                                  ‫فو‬
      ‫ِ‬                                                                   ‫ِ‬
   ‫الهالك كما يقال إذا ذكر إنسان لشئ قال الناس زيد | وقال الناس أنت | ال يكون على أن تضمر‬
                         ‫و‬                                                                  ‫ُِ‬
    ‫َ‬                                         ‫ُ ٌ‬                        ‫ُ َ‬
        ‫تر َّ‬      ‫ر‬                                   ‫و‬               ‫َ‬         ‫ُ‬       ‫َّ‬
 ‫هذا ألنك ال تُشير للمخاطب إلى نفسه ال تحتاج إلى ذلك وانما تُشير له إلى غي ه | أال ى أنك لو‬
                   ‫ِ‬
‫أشرت له إلى شخصه فقلت هذا أنت لم يستقم | ويجوز هذا أيضاً على قولك شاهداك أى ما ثبت لك‬
  ‫شاهداك قال اهلل تعالى جده ! 2 < طاعة وقول معروف > 2 ! | فهو مثله | فإما أَن يكون أَضمر‬
   ‫َ ْ ََ‬            ‫ّ‬                                                 ‫ّ‬                ‫ِ َ‬
‫االسم وجعل هذا َه كأنه قال أَم ِى ٌ ة وقول معروف أو يكون أَضمر الخبر فقال طاع ٌ وقول‬
 ‫ة ٌ‬                ‫َ‬      ‫ْ‬                   ‫ٌ‬     ‫ْ ر طاع‬            ‫خبر ّ‬          ‫َ َ‬
                                                                                   ‫معروف أمثل‬
                                                                                   ‫ُ‬
                                                                        ‫____________________‬

‫(0/040)‬



                                      ‫ِ‬
      ‫| واعلم أَن الدعاء بمنزلة األمر والنهى وانما قيل دعاء ألنه استُعظم أَن يقال أمر أو نهى | وذلك‬
               ‫ٌَْ‬        ‫ٌ‬      ‫ْ َ ْ‬             ‫ٌ‬                                   ‫َ‬     ‫ّ‬
   ‫قولُك اللهم زيدً فاغفر ذنبه وزيدا فأَصلح شأنه وعمر ِليج ِه اهللُ خير | وتقول زيدً قطع اهللُ يده وزيدً‬
   ‫ا‬        ‫َ‬       ‫اَ َ‬            ‫ا‬
                                    ‫ً‬          ‫ْ َ َ ْ ً َ ْز‬
                                                      ‫ا‬                       ‫ْ َ‬        ‫َّ ا‬
  ‫َمر اهللُ عليه العيش ألن معناه معنى زيدً ِليقطع اهللُ يده | وقال أبو األسود الدؤِلى % ( أَمي ان كانا‬
    ‫رِ َ َ‬             ‫ُّ َ ُّ‬                           ‫ا َ ِ‬                       ‫َ‬               ‫أ َ َّ‬
         ‫آخي ِى كالهما % َّ ج اه اهللُ عنى بما فَعل ) % | ويجوز فيه من الرفع ما جاز فى األمر‬
                                                           ‫َْ‬       ‫َ ِّ‬    ‫فكال ز‬             ‫َ ان ِ‬
                                                                                                    ‫َ‬
     ‫والنهى ويقبح فيه ما يقبح فى األمر والنهى | وتقول أَما زيدً فَجدعً له وأَما عمر فسقيً له ألنك لو‬
           ‫ّ‬       ‫ا َْ ا‬ ‫ً‬    ‫ّ‬     ‫ّ ا ْ ا‬                                                  ‫َ‬
‫ُه بمنزلة إظها ه كما تقول َما زيدا‬
‫ً‬       ‫أّ‬             ‫ر‬                  ‫ا ِ‬
                                   ‫أظهرت الذى انتَصب عليه سقيا وجدعا لنصبت زيدا وعمر فإضمار‬
                                             ‫ً‬        ‫َ ً‬             ‫َ ً َ‬        ‫َ َ‬          ‫َ‬
          ‫ّ‬               ‫َ‬           ‫َّ‬
    ‫فضرباً | وتقول أما زيد فسالم عليه وأَما الكافر فلعنةُ اهلل عليه ألن هذا ارتَفَع باالبتداء | وأما قوله‬
                                                           ‫ُ‬       ‫ّ‬         ‫ٌ‬     ‫ّ ٌ‬
‫عز وجل ! 2 < ال انية وال اني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة > 2 ! | وقوله تعالى ! 2 <‬
                                                                 ‫ز‬        ‫ز‬          ‫ّ‬   ‫ّ‬
                                                   ‫ِ‬
                                                  ‫والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما > 2 ! فإن‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/240)‬




  ‫هذا لم يبن على الفعل ولكنه جاء على مثل قوله تعالى ^ ( مثَل الجنة َِّلتى وعد المتَّقُون ) ^ | ثم‬
  ‫َّ‬       ‫َ ُ َ َّ ا ُ ِ َ ُ َ‬                                                        ‫ُْ َ‬
                          ‫ِ ُ ِ َ َ ُ‬
     ‫قال بعد ! 2 < فيها أنهار من ماء > 2 ! فيها كذا وكذا | فإنما وضع المثَل للحديث الذى بعده‬
                                                                                           ‫َ ُْ‬
        ‫فذكر أخبار وأحاديث فكأَنه قال ومن القَصص مثَل الجنة أو مما يقَص عليكم مثَل الجنة فهو‬
               ‫َ ُ ّ‬                ‫ُ ُّ‬          ‫َ ُ ّ‬  ‫َ‬                   ‫َ‬       ‫ا‬
                                                                                     ‫ً‬
                                                                   ‫ِ‬    ‫ِ‬    ‫ِ‬
 ‫محمول على هذا اإلضمار ونحوه | واهلل تعالى أعلم | وكذلك ! 2 < ال انية وال اني > 2 ! كأنه لما‬
  ‫ّ‬                    ‫ز‬         ‫ز‬
        ‫ز‬        ‫الزِ الزِ‬
    ‫قال جل ثناؤه ! 2 < سو ة أنزلناها وفرضناها > 2 ! | قال فى الفرئض َّانيةُ و َّانى أو ال انيةُ‬
                                         ‫ِا‬                             ‫ر‬
                          ‫َ‬                                                         ‫ّ ُ‬
 ‫والزِى فى الف ائض | ثم قال فاجِلدوا فجاء بالفعل بعد أن مضى فيهما الر ُ كما قال % ( وقائل ة‬
    ‫ٍ‬                       ‫فع‬              ‫َ َ‬          ‫َ‬      ‫ْ ُ‬              ‫ر‬         ‫ان‬

                                      ‫َُ‬             ‫ْ َ‬                            ‫َو ُ ْ ِ ْ‬
      ‫خ ْالن فانكح فتاتَهم % ) % | فجاء بالفعل بعد أن عمل فيه المضمر | وكذلك ! 2 < والسارق‬
    ‫والسارقة > 2 ! كأنه قال و فيما فرض اهللُ عليكم السارق والسارقةُ أو َّارق والسارقة فيما فرض‬
                                ‫الس‬             ‫ُ‬            ‫َ‬
             ‫ِ‬                ‫ٍ‬
 ‫عليكم | فإنما دخلت هذه األسماء بعد قصص وأحاديث | ويحمل على نحو من هذا ومثل ذلك ! 2‬
                                                   ‫َ‬                                  ‫ِ َّ‬
                                                          ‫َ‬       ‫ُ‬
                                                             ‫< واللذان يأتيانها منكم فآذوهما > 2 !‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/340)‬




‫ٌ‬      ‫ٌ‬                  ‫ِ‬                        ‫َ‬        ‫ّ‬                    ‫ٍ‬
‫وقد يج ِى هذا فى زيد وعمرو على هذا الحد إذا كنت تُخبِر بأشياء أو تُوصى | ثم تقول زيد أى زيد‬ ‫َ ْر‬
                                            ‫ُ‬
      ‫فيمن أُوصى به فأَحسن إليه وَكرمه | وقد قر أَناس و َّارق و َّارقةَ و ال انية والزِى وهو فى‬
               ‫ان َ‬    ‫زَ‬            ‫أ ٌ الس َ الس‬         ‫َ‬          ‫أ ْْ‬
                                                                                  ‫ِ‬
                                                                                ‫ْ ْ‬          ‫ِ‬
                                       ‫َّ ال ر‬           ‫ِ‬
‫العربية على ما ذكرت لك من القوة | ولكن أَبت العامةُ إ ّ الق اءةَ بالرفع | واَّما كان الوجهُ في األمر‬
                      ‫ن‬                                               ‫َّ‬                       ‫ّ‬
                                                           ‫َ‬
                                                                      ‫َ ّ َّ‬
     ‫والنهى النصب ألن حد الكالم تقديم الفعل وهو فيه أوجب إذ كان ذلك يكون فى ألف االستفهام‬
                                      ‫ُ‬                                                  ‫َّ‬
                                                         ‫ُ‬
   ‫ألنهما ال يكونان إال بفعل | وقَبح تقديم االسم فى سائر الحروف ألنها حروف تَحدث قبل الفعل |‬
               ‫ٌ ُْ ُ‬       ‫ّ‬                        ‫ُ‬      ‫َُ‬                            ‫ّ‬
‫وقد يصير معنى حديثهن إلى الج اء ولج اء ال يكون إ ّ خبر وقد يكون فيهن الج اء فى الخبر وهى‬
             ‫ّ زُ‬                  ‫ال ا‬
                                   ‫ً‬              ‫زُ‬      ‫ز‬         ‫ّ‬
    ‫غير واجبة كحروف الج اء فأُجريت مج اها | واألمر ليس يحدث له حرف سوى الفعل في ِع‬
     ‫ُضار‬              ‫ٌ‬        ‫َُْ ُ‬                ‫ز ْ َِ ْ ُ ر‬                    ‫ُ‬
 ‫حروفَ الج اء فيقبح حذف الفعل منه كما يقبح حذف الفعل بعد حروف الج اء | وانما يقبح حذف‬
 ‫ُ‬           ‫ّ‬      ‫ز‬                    ‫ُ‬       ‫َ‬              ‫ُ‬    ‫ََ ز ُ‬
   ‫عتها حروف الج اء | وانما قلت زيدا اضربه واضربه‬
    ‫ْ‬      ‫ْ‬      ‫ً‬               ‫َ ز‬            ‫ُه بعد حروف االستفهام لمضار‬
                                                                          ‫الفعل واضمار‬
‫ْ‬                                                             ‫َ‬    ‫َّ‬
      ‫مشغول ٌ بالهاء ألن األمر والنهى ال يكونان إ ّ بالفعل فال يستغنى عن اإلضمار إن لم يظهَر‬
                                               ‫ال‬                                    ‫ة‬
                                                             ‫____________________‬

‫(0/440)‬




     ‫َّ‬                                ‫ِ‬                                    ‫ٍ‬
   ‫( هذا باب حروف أُجريت م ى حروف االستفهام وحروف األمر والنهى ) | وهى حروف النفى‬
                                                               ‫ْ ُ جر‬
   ‫شبهوها بحروف االستفهام حيث قُدم االسم قبل الفعل َّهن غير واجبات كما أن األلف وحروف‬
                  ‫ّ‬               ‫ألن َّ ُ‬            ‫ُ‬      ‫ّ‬                           ‫ّ‬
 ‫ٍ‬                                          ‫َْ ِ‬                    ‫َّ‬
 ‫الج اء غير واجبة وكما أن األمر والنهى غير واجبين | وسهُل تقديم األسماء فيها ألنها نفى لواجب‬
             ‫ّ‬                         ‫َ‬                                               ‫ز‬
        ‫ٌ‬
 ‫ِع ٌ وانما تجئ لخالف قوله قد كان | وذلك قولك‬
                                      ‫وليست كحروف االستفهام والج اء وانما هى مضار ة َّ‬
                                                        ‫ز ّ‬
‫ما زيدً ضربتُه ال زيدً قتلتُه وما عمر لقيت أباه ال عمر مررت به ال ِشر اشتريت له ثوبا | وكذلك‬
                ‫ُ‬      ‫ُ و ب ا‬         ‫ا‬
                                       ‫ً‬     ‫و‬         ‫ا‬
                                                  ‫َْ ً ُ‬              ‫ا‬     ‫و‬        ‫ا‬
   ‫إذا قلت ما زيدا أنا ضاربه إذا لم تجعله اسما معروفا | قال هدبةُ بن الخشرم العذ ى % ( فال ذا‬
                 ‫َ ْ َ ْ ُ ْر ّ‬    ‫ُْ‬               ‫ً‬                ‫ُ‬        ‫ً‬
    ‫َّ َ َّر ِ‬                  ‫ز‬            ‫َ ٍ َّ َ ْ َ َ ْ ِ‬            ‫ِِ‬       ‫َ ٍ ِ َْ‬
  ‫جالَل هبنه لجالله % ال ذا ضياع هن يتركن للفقر ) % | وقال ُهير % ( ال الدار غي َها بعدى‬
                                                                      ‫و‬
     ‫َْ‬        ‫َ‬
                                            ‫األَنيس ال % بالدار لو كلَّمت ذا حاجة صمم ) %‬
                                                   ‫َ َُ‬
                                                         ‫ٍ‬      ‫ََ ْ‬     ‫ِّ‬         ‫ُ و‬
                                                              ‫____________________‬

‫(0/540)‬




   ‫| وقال جرير % ( فال حسبا فخرت به لتَيٍم % ال جدا إذا ازدحم الجدود ) % | وان شئت رفعت‬
    ‫َ‬                   ‫َ ََ ُ ُ‬        ‫و َ ًّ‬     ‫ْ‬      ‫َ َ َ ً َ َْ َ‬
               ‫ّ وي َ‬        ‫ٍ ُ‬
  ‫والر ُ فيه أقوى إذ كان يكون فى ألف االستفهام َّهن نفى واجب يبتدأ بعدهن ُبنى على المبتدإ‬
                                    ‫ُ‬
                                         ‫ألن َّ‬                          ‫ْ‬         ‫َّ فع‬
                                              ‫َ‬   ‫ِْ‬    ‫ُب ْ َ‬      ‫َّ‬
  ‫بعدهن ولم يبلغن َن يكن مثل ما شَّهن به فإن جعلت ما بمنزلة ليس فى لغة أهل الحجاز لم يكن‬
                                                                          ‫َ َ أ‬       ‫ّ‬
‫َّ الرفع ألنك ُ بعد أن يعمل فيه ما هو بمنزلة فعل يرفع كأنك قلت ليس زيد ضربتُه | وقد َنشد‬
    ‫أ‬             ‫ٌ‬                 ‫َّ‬    ‫ٍ َ‬
                                                ‫ِ‬
                                                                  ‫َ‬       ‫ّ تجئ‬           ‫إال‬
           ‫ُّ‬             ‫ِ‬     ‫َّ ْ َ ِ َ‬
‫بعضهم هذا البيت رفعً قول م احم العقيلى % ( وقالوا تَعرفها المنازل من منى % وما كل من وا َى‬
  ‫َف‬                                                           ‫ُز‬      ‫َ َ ا‬
                                                      ‫ُْ ّ‬
     ‫منى أنا عارف ) % | فإن شئت حملتَه على ليس وان شئت حملته على كُّهُ لم أَصنع فهذا أبعد‬
      ‫ُ‬         ‫ِ‬         ‫ُل‬                                        ‫ِ‬         ‫ِ ُ‬       ‫ً‬
                                                                                            ‫ِ‬
                                                                             ‫الوجهين‬
                                                                             ‫َ‬
                                                              ‫____________________‬

‫(0/640)‬
‫| وقد عم بعضهم أن ليس تجعل كما وذلك قليل ال يكاد ُعرف فهذا يجوز أن يكون منه ليس خلق‬
 ‫ََ َ‬                                  ‫َ ُ ي َْ ُ‬                         ‫ّ‬           ‫ز‬
   ‫اهللُ أَشعر منه وليس قالَها زيد ( قال حميد | وقال هشام أخو ذى الرمة % ( هى الشفاء ِلدائى لو‬
             ‫َّ ُ‬             ‫ُّ َّ‬            ‫ٌ‬         ‫ُ ٌَْ‬                       ‫ْ ََ‬
      ‫ظفرت بها % وليس منها شفاُء الداء مبذول ) % | هذا ُّه سمع من العرب | والوجه والحد أن‬
         ‫ّ‬                           ‫ِ‬
                                    ‫كل ُ َ‬            ‫ِ َْ ُ‬         ‫ِ‬                  ‫َِ ْ ُ‬
‫تَحملَه على أَن فى ليس إضمار وهذا مبتدٌ كقوله إنه أمةُ اهلل ذاهب ٌ | َّ أنهم عموا أن بعضهم قال‬
              ‫َّ‬     ‫ة إال َّ ز‬                   ‫َّ‬   ‫أ‬          ‫ا‬
                                                                  ‫ً‬            ‫ّ‬
                                                                                          ‫ِْ‬
              ‫َ ال‬          ‫ٌ‬                   ‫ُ ِ‬         ‫ُ‬      ‫َ‬     ‫ُ ال ِ ُ‬
‫ليس الطَيب إ ّ المسك وما كان الطيب إال المسك | فإن قلت ما أنا زيد لقيتُه رفعت إ ّ فى قول من‬
                    ‫ْ‬                ‫ٌ‬                             ‫َ َ‬      ‫َّ‬
‫نصب زيدا لقيتُه ألنك قد فصلت كما فصلت فى قولك أنت زيد لقيتَه | وان كانت ما التى هى بمنزلة‬
                                                                                    ‫َ َ َ ً‬
     ‫ليس فكذلك كأنك قلت لست زيد لقيتُه ألنك شغلت الفعل بأنا وهذا مبتدٌ بعد اسم وهذا الكالم فى‬
                            ‫أ‬                           ‫ّ‬          ‫ُ ٌ‬          ‫ّ‬
                                ‫ُ‬                         ‫ٌ‬     ‫َّ‬
  ‫موضع خب ه وهو فيه أقوى ألنه عامل فى االسم الذى بعده | وألف االستفهام وما فى لغة بنى تميم‬
                                                                                 ‫ر‬
                                         ‫َ‬            ‫ِ ُ‬               ‫َْ َ ِ‬
                               ‫يفصلن فال يعملن | فإذا اجتمع أَنك تَفصل وتعمل الحرف فهو أقوى‬
                                                                               ‫َ‬      ‫َ‬
                                                                        ‫____________________‬

‫(0/740)‬




       ‫وكذلك إنى زيد لقيتُه وأنا عمرو ضربتُه وليتَِى عبد اهلل مررت به ألنه إنما هو اسم مبتدأُ ثم ابتُدئ‬
         ‫ِ‬
       ‫ْ َ‬                  ‫ٌ‬        ‫ّ‬         ‫ُ‬        ‫ُ‬    ‫َْ ن‬                           ‫ٌ‬     ‫َّ‬
    ‫َّ‬        ‫ّ‬       ‫ّ‬                                                    ‫ٌ‬        ‫َِ َ‬
 ‫بعده أو اسم قد عمل فيه عامل ثم ابتُدئ بعده والكالم فى موضع خب ه | فأما قوله عز وجل ^ ( إنا‬
                                   ‫ر‬                                                           ‫ٌ‬
   ‫كل شئ خِلقناهُ ِقدر ) ^ فإنما هو على قوله زيدا ضربتُه وهو عربى كثير | وقد قر بعضهم ! 2 <‬
                          ‫أَ‬          ‫ٌّ‬                  ‫ً‬                    ‫ِّ‬    ‫ُ َّ َ ٍ َ ْ َ ب َ َ ٍ‬
‫وأما ثمود فهديناهم > 2 ! َّ أن الق اءة ال تُخالَف ألن الق اءة ُّنةُ | وتقول كنت عبد اهلل لقيتُه ألنه‬
 ‫َّ‬                 ‫ُ ُ‬                  ‫ُ ّ ر السَّ‬               ‫إال ّ ر‬
                       ‫ُّ‬     ‫ِ ز و‬
        ‫ليس من الحروف التى ينصب ما بعدها كحروف االستفهام وحروف الج اء ال ما شبه بها وليس‬
                                                                             ‫ُْ َ ُ‬
                    ‫ُ َْ ُ‬                          ‫ي َ َّ‬               ‫ِ‬
        ‫بفعل ذكرتَه ليعمل فى شئ فينصبه أو يرفعه ثم ُضم إلى الكالم األول االسم بما يشرك به كقولك‬
                                                                                        ‫ََْ َ‬         ‫ٍ‬
                               ‫ُ‬     ‫ّ‬                        ‫َ َ‬       ‫َْ َ‬
           ‫ا‬       ‫ر‬                       ‫َ‬                ‫شئ َ ِ َ‬
‫زيدا ضربت وعمر مررت به ولكنه ٌ عمل فى االسم ثم وضعت هذا فى موضع خب ه مانعً له أن‬  ‫ُ‬    ‫ا‬        ‫ُ‬
             ‫َ َّ‬
   ‫ينصب كقولك كان عبد اهلل أبوه منطلق | ولو قلت كنت أخاك وزيدا مررت به نصبت ألنه قد أُنفذ‬
                         ‫ُ‬               ‫ُ‬             ‫ٌ‬               ‫ُ‬             ‫َ‬
                                               ‫إلى مفعول ُصب ثم ضممت إليه اسما وفعال‬
                                                               ‫َ‬           ‫ون َ‬
                                                                        ‫____________________‬

‫(0/840)‬




        ‫| واذا قلت كنت زيد مررت به فقد صار هذا فى موضع أخاك ومنع الفعل أن يعمل | وكذلك‬
                ‫ََْ َ‬    ‫ََ َ َ‬                                 ‫ُ‬    ‫ُ ٌ‬
             ‫ُ ّ َ‬          ‫فو‬           ‫َ‬        ‫ََ‬        ‫ّ‬      ‫ُ‬         ‫ُ‬       ‫َ ِْ‬
     ‫حسبتُنى عبد اهلل مررت به ألن هذا المضمر المنصوب بمنزلة المر ع فى كنت ألنه يحتاج إلى‬
‫ِ‬                   ‫ر‬                  ‫ِ َّ‬
‫الخبر كاحتياج االسم فى كنت وكاحتياج المبتدإ فإنما هذا فى موضع خب ه كما كان فى موضع خبر‬
                                                   ‫ِ‬        ‫ُ‬
‫ِ‬                           ‫ِ َّ ر‬
   ‫كان فإنما أ اد أن يقول كنت هذه حالى وحسبتُنى هذه حالى كما قال لقيت عبد اهلل وزيد ( يضربه‬
                     ‫ُ َ‬                                          ‫َ ُ‬
                                                      ‫َ‬
                                          ‫ِ‬
‫عمرو فإنما قال لقيت عبد اهلل وزيد ) هذه حالُه ولم يعطفه على الحديث األول ليكون في مثل معناه‬
                       ‫َّ‬                   ‫َْ‬
          ‫ُ‬        ‫َ‬      ‫ِِْ‬   ‫تر ّ‬                  ‫ُِ ْ‬        ‫ُ ََ‬                ‫يِ ْ‬
      ‫ولم ُرد أن يقول فعلت وفَعل وكذلك لم يرده فى األول | أال ى أنه لم ينفذ الفعل فى كنت إلى‬
                              ‫ُ‬                ‫ّ‬
‫المفعول الذى به يستَغنى الكالم كاستغناء كنت بمفعوله | فإنما هذه فى موضع اإلخبار وبها يستَ ِى‬
 ‫َ ْ غن‬      ‫ِ ِ‬                     ‫ِ َّ‬        ‫ُ‬             ‫ُ‬      ‫َْ ِ‬
   ‫الكالم | واذا قلت زيدا ضربت وعمر مررت به فليس الثانى فى موضع خبر ال تريد أن يستغنى به‬
             ‫َ‬        ‫و‬                                 ‫ُ‬     ‫ا‬
                                                              ‫ً‬     ‫ُ‬            ‫َ‬           ‫ُ‬
    ‫ِ‬                                                                        ‫ِّ‬
‫ٌ ال يتم إ ّ به فإنما حالُه كحال األول فى أنه مفعول وهذا الثانى ال يمنعُ األول مفعوله أَن ينصبهُ‬
  ‫ْ َْ َ‬           ‫َّ‬     ‫َ َْ‬               ‫ٌ‬                                      ‫ُّ ال‬      ‫شئ‬
     ‫ألنه ليس فى موضع خب ه فكيف ُختار فيه النصب وقد حال بينه وبين مفعوله وكان فى موضعه‬
                                                ‫ّ ُ‬             ‫ي‬       ‫ر‬                        ‫ّ‬
   ‫إ ّ أن تَنصبه على قولك زيداً ضربتُه | ومثل ذلك قد علمت لَعبد اهلل تضربه فدخول الالم ُّك أنه‬
      ‫يدل َّ‬     ‫ُ‬                  ‫ُ َْ ُ‬                                                       ‫ال‬
                                                                                               ‫إنما‬‫َّ‬
                                                                    ‫____________________‬

‫(0/940)‬




      ‫ُ إلى الشئ كحروف االشت اك‬
       ‫ر‬                            ‫أ اد به ما أ اد إذا لم يكن قبله ٌ َّها ليست مما ُضم به الشئ‬
                                            ‫ّ ي َ ُّ‬        ‫شئ ألن‬               ‫ر‬          ‫ر‬
      ‫فكذلك ترك الواو فى األول هو كدخول الالم هنا | وان شاء نصب كما قال الشاعر وهو الم َّار‬
       ‫َر‬                           ‫َ‬     ‫َ‬                                         ‫ُ‬
   ‫ٌ‬                       ‫ً‬                    ‫ََ ْ َ‬     ‫َ َض َ ِ ْ‬
   ‫األسدى % ( فلو أنها إياك ع َّتْك مثلُها % جرَرت على ما شئت نحر وكْلكالَ ) % ( هذا باب‬
                       ‫َ َْ ا َ َ‬                                        ‫ّ‬
        ‫ّ‬         ‫َِ َ‬
  ‫من الفعل يستعمل فى االسم ثم يبدل مكان ذلك االسم اسم آخر فيعمل فيه كما عمل فى األول ) |‬
                              ‫ٌ ََ َ َْ ُ‬                                   ‫َُ‬
         ‫وذلك قولك أيت قومك َهم و أيت بنى زيد ثُلُثَيهم و أيت بنى عمك ناسا منهم و أيت عبد اهلل‬
              ‫ر ُ َ‬             ‫ً‬      ‫ّ‬      ‫ْ ر ُ‬                ‫ر ُ َ أكثر ر ُ‬
‫شخصهَ وصرفت وجوهها أوِلها | فهذا ُ على وجهين | على أنه أ اد أيت أكثر قومك و أيت ثُلُثَى‬
             ‫ر‬          ‫َّ ر ر ُ َ‬               ‫ِ‬           ‫يجئ‬             ‫َ َّ‬         ‫َ ُْ‬
       ‫قومك وصرفت وجوهَ أوِلها ولكنه ثَنى االسم توكيدً كما قال جل ثناؤه ^ ( فَسجد المالئِكةُ كَلُّهُم‬
        ‫َ ََ َ َ ُ ُ ْ‬                     ‫ّ‬          ‫ا‬      ‫َ‬      ‫َّ َّ‬         ‫ّ‬        ‫ُ‬
                                                                       ‫____________________‬

‫(0/150)‬



          ‫َ َ ِ َّ ِ رِ ِ ٍ ِ ِ‬
   ‫أجمعون ) ^ وأشباه ذلك | فمن ذلك قوله عز وجل ^ ( يسأَلُونك عن الشهر الح َام قتَال فيه ) ^ |‬
                                                   ‫ّ‬    ‫ّ‬
                       ‫ْ َ‬                  ‫َ‬                                            ‫َُْ َ‬
    ‫ها ) % | ويكون على الوجه‬     ‫وقال الشاعر % ( وذكرت تَقتُد برد مائها % وعتَك البول على أنسائِ‬
                                            ‫َ ُ َ ِ‬             ‫َ ََ ْ ْ َ َْ َ‬
                                              ‫ْ‬
 ‫اآلخر الذى أذك ه لك وهو أن يتكّم فيقول أيت قومك ثم يبدو له أن َّن ما الذى أى منهم فيقول‬
 ‫َ‬              ‫ر‬            ‫يبي َ‬        ‫َْ َ‬   ‫َ ر ُ َ‬        ‫َ لَ‬             ‫ر‬          ‫َ‬
     ‫رو‬        ‫َّ‬
‫ثُلُثَيهم َو ناسا منهم | و ال يجوز أن تقول أيت زيدا أباه واألب غير زيد ألنك ال تبينه بغي ه ال بشئ‬
                         ‫ّ‬          ‫ُ ُ‬               ‫ر ُ‬                           ‫ً‬     ‫ْ أ‬
           ‫َّ ُ ُ ن‬        ‫ِن َّ‬
  ‫ليس منه | وكذلك ال تثنى االسم توكيدً وليس باألول ال شئ منه فإَّما تثنيه وتُؤكدهُ مثًَّى بما هو‬
                                               ‫َّ و‬         ‫ا‬             ‫َّ‬
‫منه أو هو هو | وانما يجوز أيت زيدا أباه‬
                                                             ‫ر ُ ً‬           ‫ّ‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/050)‬




 ‫و أيت زيدا عمر أَن يكون أ اد أن يقول أيت عمر أو أيت ابا زيد فغِط أو نسى ثم استَدرك كالمه‬
    ‫َ‬
                     ‫ِ‬
                   ‫َ َل َ َ َ‬           ‫ا ر ُ‬      ‫ر ُ‬             ‫ر‬        ‫ا‬
                                                                            ‫ً‬        ‫ر ُ‬
 ‫بعد واما أن يكون َضرب عن ذلك فن َّاه وجعل عمر مكانه | فأَما األول فجيد عربى مثلُه قوله عز‬
  ‫ّ‬                   ‫ٌّ‬    ‫ّ ّ‬         ‫ً َ‬  ‫ا‬          ‫َح‬           ‫أ َْ َ‬        ‫ُ ّ‬
 ‫وجل ! 2 < وهلل على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيال > 2 ! ألنهم من الناس | ومثلُه َّ‬
 ‫إال‬                                                                                  ‫ّ‬
‫أنهم أعادوا حرف الجر ! 2 < قال المأل الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم >‬
                                                                           ‫َ ّ‬                  ‫َّ‬
      ‫2 ! | ومن هذا الباب قولك بِعت متاعك أَسفلَه قبله قبل أَعاله واشتريت متاعك أسفله أس ع من‬
           ‫َ َرَ‬         ‫َ‬     ‫ُ‬                      ‫َ َْ‬      ‫ُ‬
        ‫ِ غار ْ َ َ ِ ْ َ ْي‬
      ‫اشت ائى أَعاله واشتريت متاعك بعضه أعجل من بعض وسقيت َِبلك ص َها أَحسن من سق ِى‬
                                     ‫ٍ َ َْ ُ إ‬       ‫َ‬     ‫َ‬        ‫َ‬    ‫ُ‬                ‫ر‬
‫ك َها وضربت الناس بعضهم قائما وبعضهم قاعدً فهذا ال يكون فيه َّ النصب ألن ما ذكرت بعده‬
      ‫َ‬          ‫ُ َّ‬        ‫إال‬                  ‫ا‬       ‫َ‬             ‫َ‬     ‫َ‬            ‫ِ بار‬
                                                    ‫ِ‬             ‫َّ‬
‫ليس ّا عليه فيكون مبتدأ وانما هو من نعت الفعل عمت أن بيعه أسفلَه كان قبل بيعه أعاله وأن‬
 ‫ّ‬                               ‫ز َ ّ َْ َ‬                                 ‫َ‬        ‫مبني‬

                            ‫َ‬      ‫َ‬            ‫َ‬     ‫َ َْ‬             ‫َ‬      ‫ٍ‬
   ‫الش اء كان فى بعض أعجل من بعض وسقيه الصغار كان أحسن من سقيه الكبار ولم تَجعله خبر‬
   ‫ا‬
   ‫ً‬                                                                                     ‫َّ ر َ‬
                                         ‫ِ‬          ‫ِ‬
                       ‫لما قبله | ومن ذلك قولك مررت بمتاعك بعضه مرفوعً وبعضه مطروحا فهذا‬
                                              ‫ا‬                  ‫ُ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/250)‬




‫ال يكون مرفوعا ألنك حملت النعت على المرور فجعلته حا ً للمرور ولم تجعْله ًّ على المبتدإ |‬
                ‫مبنيا‬               ‫ال‬                    ‫َ‬                ‫ً‬
‫وان لم تجعله حاال للممرور جاز الرفع | ومن هذا الباب أَلزمت الناس بعضهم بعضاً وخوفت الناس‬
        ‫َّ ُ‬            ‫َ‬    ‫َ‬    ‫ُ‬                                     ‫ً‬                 ‫ْ‬
      ‫َِ‬                                                                      ‫ِي‬
‫ضعيفَهم قَوَّهم فهذا معناه في الحديث المعنى الذي في قولك خاف الناس ضعيفهم قويهم ولَزم الناس‬
‫ُ‬
   ‫بعضهم بعضا فلما قلت ألزمت وخوفت صار مفع ال وأجريت الثانى على ما ى عليه األول وهو‬
        ‫ُّ‬          ‫جر‬          ‫َ‬      ‫َ‬     ‫و‬           ‫ُ ّ ُ‬              ‫ً َّ‬     ‫ُ‬
                     ‫ٍ‬                                     ‫ِ‬                     ‫ِ‬
      ‫فاعل فصار فعال تعدى إلى مفعولين | وعلى ذلك دفعت الناس بعضهم ببعض على قولك دفع‬  ‫ٌ‬
      ‫ََ َ‬                    ‫َ‬      ‫َ‬   ‫َ ُ‬                            ‫ّ‬      ‫ْ‬
 ‫الناس بعضهم بعضً | ودخول الباء ههنا بمنزلة قولك ألزمت َّك قلت فى التمثيل أَدفَعت كما أنك‬
 ‫َ‬         ‫ْ ْ ُ‬                  ‫ُ كأن‬                          ‫ُ‬        ‫ا‬        ‫ُ‬ ‫ُ‬
 ‫تقول ذهبت به من عندنا وأَذهبتَه من عندنا و جتَه معك جت به معك | وكذلك مَّزت متاعك‬
  ‫َ‬     ‫َي ُ‬                ‫وخر َ‬             ‫أخر‬                         ‫َ‬
             ‫َ َ‬                            ‫ٍ‬        ‫َ‬   ‫َ‬     ‫ُ‬       ‫ٍ‬
   ‫بعضه من بعض وأَوصلت القوم بعضهم إلى بعض فجعلتَه مفع ال على حد ما جعلت الذى قبله‬
                     ‫ّ‬       ‫و‬                                                 ‫َ‬
    ‫َ‬     ‫َ‬    ‫فض ُ‬             ‫ٍ‬         ‫ٍ‬
  ‫وصار قوله إلى بعض ومن بعض فى موضع مفعول منصوب | ومن ذلك َّلت متاعك أسفله‬
   ‫ََ‬                                  ‫ُ‬    ‫ُ‬                  ‫و‬            ‫َّ‬
   ‫على أعاله فإنما جعله مفع ال من قوله خ َج متاعك أسفله على أعاله كأنه قال فى التمثيل فضل‬
                                                 ‫َ رَ‬
‫َ َ ُ َ َ ِْ ََ‬
       ‫متاعك أسفلُه على أعاله فعلى أعاله فى موضع نصب | ومثل ذلك صككت الحجرين أَحدهما‬
                                                                                 ‫ُ‬
    ‫َ ل ْال‬                                  ‫رِ ُ‬        ‫ْ َّ‬            ‫َّ‬
    ‫باآلخر على أنه مفعول من أصطَك الحج ان أحدهما باآلخر ومثل ذلك قوله عز وجل ^ ( وَو َ‬
               ‫ّ‬     ‫ّ‬              ‫َ‬                                            ‫َ‬
                                                                                 ‫ِ اع‬
                                                                                 ‫دفَ ُ‬
                                                             ‫____________________‬

‫(0/350)‬




   ‫ُ‬                               ‫ا‬           ‫َجر‬             ‫ِ َّ َ َ ْ َ ْ َ ْ ٍ‬
   ‫اهلل الناس بعضهُم بِبعض ) ^ | وهذا ما ي ى منه مجرور كما ى منصوبا وذلك قولك عجبت‬
                          ‫يجر‬
       ‫ِ‬        ‫َ ِْ ُ‬                                              ‫ِ‬
 ‫من دفع الناس بعضهم ببعض إذا جعلت الناس مفعوِين كان بمنزلة قولك عجبت من إذهاب الناس‬
 ‫ِ‬                                                          ‫ٍ‬           ‫ِ‬
                                     ‫ل َ‬     ‫َ‬                                ‫َِْ‬
                   ‫َ‬    ‫ُ‬                     ‫َ‬       ‫ُ‬               ‫ا َّ‬       ‫ِ‬
‫بعضهم بعضً ألنك إذا قلت أَفعلت استغنيت عن الباء واذا قلت فَعلت احتجت إليها ى فى الجر‬
         ‫وجر‬
‫ّ‬
     ‫ِ‬                       ‫ِ‬                    ‫ٍ‬
    ‫على قولك دفعت الناس بعضهم ببعض | وان جعلت الناس فاعلين قلت عجبت من دفع الناس‬
          ‫ِ‬      ‫ُ‬                                                      ‫ُ‬
                          ‫َ‬      ‫َ‬                          ‫َ‬     ‫َ‬
     ‫َّ‬     ‫ر‬        ‫َّ‬      ‫جر‬               ‫َّ ر‬
‫بعضهم بعضً ى فى الجر على حد مج اه فى الرفع كما ى فى األول على مج اه فى النصب‬
                                                             ‫َّ‬       ‫ا جر‬       ‫ِ‬
  ‫ُ ما ذكرنا إذا أَعملت فيه المصدر ى مج اه‬
   ‫ر‬     ‫َ فجر‬           ‫َ‬               ‫وهو قولك دفع الناس بعضهم بعضاً | وكذلك جميع‬
                                                               ‫ُ‬  ‫َ ُ‬
                        ‫ِ َحمر جر‬        ‫ِ‬    ‫فى الفعل | ومن ذلك قولك عجبت من مو ِ‬
  ‫افقة الناس أسودهم أ َهم ى على قولك وافق الناس‬
        ‫ََ‬                                              ‫َ ِْ ُ‬
    ‫ُ‬
                                     ‫َ‬      ‫ِ‬
‫َسودهم أ َهم | وتقول سمعت وقع أَنيا ِه بعضها فوق بعض ى على قولك وقعت أَنيابه بعضها‬
                             ‫ٍ جر‬                ‫ُ َ َ ْ ب‬              ‫أ ُ َحمر‬
  ‫ُ‬     ‫ْ ْ ُ‬
 ‫فوق بعض | وتقول عجبت من إيقاع أنيابه بعضها فوق بعض على حد قولك أوقعت أنيابه بعضها‬
                               ‫ِ‬                    ‫ِ‬            ‫ِ‬
           ‫فوق بعض | هذا وجهُ اتّفاق الرفع والنصب فى هذا الباب واختيار النصب واختيار الرفع‬
                                                           ‫ِ‬
                                                            ‫____________________‬

‫(0/450)‬




‫المبتدإ وجعلت‬
‫َ‬                                                       ‫ٍ‬
               ‫| تقول أيت متاعك بعضه فوق بعض إذا جعلت فوقً فى موضع االسم المبنى على‬
                                            ‫َ ا‬                ‫َ‬     ‫ُ‬   ‫َ‬  ‫ر ُ‬
                     ‫ّ‬
  ‫| وان جعلتَه‬ ‫األول مبتدأَ كأنك قلت أيت متاعك بعضه أَحسن من بعض ففوق فى موضع أحسن‬
               ‫َُ‬                               ‫ُ‬     ‫ُ‬      ‫َ‬     ‫ر ُ‬               ‫ّ‬
    ‫ا‬          ‫ِْ‬                         ‫ِ‬              ‫حا ً بمنزلة قولك مررت بمتاعك ِ‬
    ‫بعضه مطروحا وبعضه مرفوعا نصبتَه ألنك لم تَبن عليه شيئً‬
                         ‫ّ‬                                             ‫ُ‬           ‫ال‬
       ‫َ‬                             ‫ٍ‬
      ‫فتَبتدئه | وان شئت قلت أيت متاعك بعضه أَحسن من بعض فيكون بمنزلة قولك أيت بعض‬
             ‫ر ُ‬                              ‫َ‬     ‫َ‬      ‫َ‬     ‫ر ُ‬              ‫َِ‬
      ‫فع‬               ‫َ‬     ‫ر ُ‬       ‫َ ّ‬              ‫َّ‬                  ‫ِ الجي‬
  ‫متاعك َّد فوصلتَه إلى مفعولين ألنك أَبدلت فصرت كأنك قلت أيت بعض متاعك | والر ُ فى‬
  ‫هذا أَعرف ألنهم َّهوه بقولك أيت زيدً أبوه أَفضل منه ألنه اسم هو لألول ومن سببه كما أن هذا‬
                       ‫ّ‬       ‫ّ ٌ‬          ‫ُ‬          ‫ر ُ ا‬             ‫ْ َ ُ ّ شب‬
                                             ‫ِ‬                             ‫ِ‬
‫له ومن سببه واآلخر هو المبتدأ األول كما أن اآلخر ههنا هو المبتدأُ األول | وان نصبت فهو عربى‬
           ‫َ‬
‫ّ‬                       ‫ّ‬                                                ‫ُ‬
 ‫جيد | ومما جاء فى الرفع قوله تعالى ! 2 < ويوم القيامة ى الذين كذبوا على اهلل وجوههم مسودة‬
                                    ‫تر‬                                                 ‫ّ‬
‫َْ َ‬    ‫َّ ا َ َ َ ْ‬
   ‫> 2 ! | ومما جاء فى النصب أنا سمعنا من يوثَق بعربيته يقول خلق اهللُ الزرفَة يديها أَطول من‬
                                ‫ََ َ‬        ‫ّ‬        ‫ُ‬            ‫ّ‬                 ‫َّ‬
                               ‫رجلَيها | وحدثنا يونس أن العرب تُنشد هذا البيت وهو لعبدةَ بن َّبيب‬
                                   ‫الط‬     ‫َْ‬                ‫ُِْ‬         ‫ُ َّ‬       ‫ّ‬       ‫ِْ ْ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/550)‬



                                                             ‫ُ ُ ُ َ ٍِ‬
‫% ( فما كان قيس هْلكهُ هْلك واحد % ولكنه بنيان قوم تَهَدما ) % | وقال رجل من بجيلَة أو خثْعٍم‬
  ‫َ َ‬          ‫َ‬                    ‫ّ ُ ُ ٍ َّ َ‬                               ‫َ ٌ‬
  ‫% ( ذرينى إن أَمرك لن ُطاعا % وما َلفَي ِ ِى حلَمى مضاعا ) % | وقال آخر فى البدل % (‬
                                 ‫ُ َ‬          ‫ْ‬
                                                ‫ِ‬    ‫أ ْ تن‬      ‫ّ َْ َ ْ ي َ‬
                                                                             ‫ِ‬         ‫َِ‬

                          ‫ٌّ َ‬                 ‫َ‬     ‫ِ‬
   ‫إن على اهلل تُبايِعا % تؤخذ ك ْهً أو تَجئ طائعا ) % | فهذا عربى حسن واألول أَعرف وأَكثر |‬
                                                           ‫ْ َ َ َر ا‬                 ‫ّ َّ‬
                   ‫ّ‬                               ‫َ‬
                     ‫َ‬                  ‫ٍ‬
     ‫وتقول جعلت متاعك بعضه فوق بعض فله ثالثةُ أَوجه فى النصب | إن شئت جعلت فَوق فى‬
          ‫َ ْ َ‬                                            ‫َ‬                    ‫ُ‬
                                          ‫ُ‬                       ‫َ‬     ‫َ‬
‫موضع الحال كأنه قال علمت متاعك وهو بعضه على بعض أى فى هذه الحال كما جعلت ذلك فى‬
                                             ‫ُ‬          ‫َ‬
                                                                            ‫أيت فى رؤية‬
                                                                                    ‫ر ُ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/650)‬




    ‫العين | وان شئت نصبتَه على ما نصبت عليه أيت زيدا وجهَه أَحسن من وجه فالن تريد رؤية‬
                            ‫ََ‬             ‫ر ُ‬       ‫َ‬
    ‫القلب | وان شئت نصبتَه على أنك إذا قلت جعلت متاعك يدخله معنى أَلقيت فيصير ك َنك قلت‬
          ‫ُ أّ‬       ‫ُ‬                  ‫َ‬    ‫ََ ُ‬         ‫ّ‬
              ‫ٍ‬
  ‫أَلقيت متاعك بعضه فوق بعض ألن أَلقيت كقولك أَسقطت متاعك بعضه على بعض وهو مفعول‬
  ‫ٌ‬                       ‫َ‬      ‫َ‬    ‫ُ‬            ‫ُ‬    ‫ّ‬        ‫َ‬     ‫َ‬    ‫َ‬     ‫ُ‬
           ‫َ‬       ‫جر َ َ ْ ُ َ َ َ ِ َ‬     ‫ٍ فجر‬
‫من قولك سقَط متاعك بعضه على بعض ى كما ى صككت الحجرين أحدهما باآلخر | فقولك‬
                                                              ‫ُ‬     ‫ُ‬     ‫َ‬
      ‫َ َّ َ َ ر ِ‬            ‫ِ‬                               ‫ٍ‬
      ‫باآلخر ليس فى موضع اسم هو األول ولكنه فى موضع االسم اآلخر فى قولك صك الحج َان‬
                                      ‫ِ‬        ‫ُّ ّ‬
   ‫ٍ‬         ‫ٍ‬                     ‫ُ ٍ‬                            ‫َ َ َّ أ‬
‫أحدهما اآلخر ولكنك َوصلت الفعل بالباء كما أن مررت بزيد االسم منه في موضع اسم منصوب |‬
                                                      ‫َ‬     ‫َ‬                    ‫ُ‬
                             ‫ُ‬            ‫ّ‬
                     ‫ُ ُجر ُ ر‬                  ‫ٍ‬
 ‫ومثل هذا حت المتاع بعضه على بعض ألن معناه أَسقطت فأ ى مج اه وان لم يكن من لفظه‬
                                                         ‫َ َ‬        ‫طر ُ‬
   ‫فاعل | وتصديق ذلك قولُه عز وجل ! 2 < ويجعل الخبيث بعضه على بعض > 2 ! | والوجه‬
                                                     ‫ّ‬   ‫ّ‬           ‫ُ‬      ‫ٌ‬
 ‫الثالث أن تجعله مثل ظننت متاعك بعضه أحسن من بعض | والر ُ فيه أيضاً عربى كثير | تقول‬
             ‫ّ‬               ‫فع‬              ‫َ‬      ‫َ‬        ‫َ‬   ‫ُ‬
       ‫جعلت متاعك بعضه على بعض فوجهُ الرفع فيه على ما كان فى أيت | وتقول أَبكيت قومك‬
        ‫ُ َ‬                ‫ر ُ‬                                          ‫ُ‬  ‫َ‬    ‫ُ‬
     ‫َ‬                             ‫َ‬                   ‫َ‬       ‫َ َّ ُ َ‬
  ‫بعضهم على بعض وحزنت قومك بعضهم على بعض فأَجريت هذا على حد الفاعل إذا قلت بكى‬
                      ‫ّ‬                                                           ‫َ‬
                ‫َّ‬                             ‫ُ‬    ‫ُ‬    ‫َِ‬
               ‫قومك بعضهم على بعض وحزن قومك بعضهم على بعض فالوجه هنا النصب ألنك‬
                                                                       ‫ُ‬    ‫ُ‬
                                                       ‫____________________‬
‫(0/750)‬




‫إذا قلت أَحزنت قومك بعضهم على بعض وأَبكيت قومك بعضهم على بعض لم ترد أن تقول بعضهم‬
  ‫ُ‬                                      ‫ُ َ‬                   ‫َ‬       ‫ُ َ‬
                 ‫َ فع َ ْ َ َّ‬                                 ‫َ ٍ و ّ‬
    ‫على بعض فى عون ال أَن أَجسادهم بعضها على بعض فيكون الر ُ الوجه ولكنك أَجريته على‬
                                                  ‫ُ‬     ‫َ‬
                       ‫ُ‬      ‫ّ‬                    ‫َ‬     ‫َ‬        ‫ا ِ َّ‬
  ‫قولك بكى قومك بعضهم بعضً فإنما أَوصلت الفعل إلى االسم بحرف جر والكالم فى موضع اسم‬
                                                                                ‫ُ‬   ‫ُ‬       ‫َ‬
         ‫ُ‬           ‫ُ‬      ‫َّ ُ َ‬           ‫ً ِْ‬
   ‫منصوب كما تقول مررت على زيد ومعناه مررت زيدا | فإن قيل حزنت قومك بعضهم أَفضل من‬
                                                                              ‫ُ‬
                                 ‫َّ ِ‬                      ‫ٍ‬
   ‫بعض وأَبكيت قومك بعضهم أكرم من بعض كان الر ُ الوجه ألن اآلخر هو األول ولم تجعله فى‬
                                                ‫فع‬                                            ‫ٍ‬
                        ‫ّ‬                ‫َ‬                            ‫ُ‬      ‫ُ‬    ‫ُ َ‬
       ‫موضع مفعول هو غير األول | وان شئت نصبتَه على قولك حزنت قومك وبعضهم قاعدً على‬
               ‫ا‬                                                                     ‫ٍ‬
                         ‫َ‬      ‫ّ ُ َ‬                                      ‫ُ ّ‬
         ‫َ‬                 ‫َ ِ‬
 ‫الحال ألنك قد تقول أيت قومك هم وحزنت قومك بعضهم قائماً بعضهم فإذا جاز هذا أَتْبعتَهُ ما‬
                                                                ‫أكثر‬            ‫ر‬
                                          ‫َّ‬            ‫ِ‬               ‫َ َّ‬
    ‫يكون حاال | وان كان مما يتعدى إلى مفعولين أَنفذتَه إليه ألنه كأَنه لم تذكر قبله شيئً كأنه أيت‬
     ‫ر ُ‬           ‫ا‬                                                                    ‫ً‬
                                                ‫ِ‬          ‫ال أ َّ أ َ أكثر‬
      ‫قومك وحزنت قومك | إ ّ َن َعربه و َه إذا كان اآلخر هو األول أن ُبتَدأَ | وان أَجريتَه على‬
                           ‫ّ َ يْ َ‬                                                   ‫ّ‬
                   ‫ْ‬                          ‫ُ‬                                            ‫َ‬
     ‫اآلخر من األول ُج َى على االسم كما‬
                       ‫ّ وي ْ ر‬             ‫النصب فهو عربى جيد ( هذا باب من الفعل يبدل فيه ِ‬
                                                   ‫ُْ َ ُ‬                   ‫ٌّ ّ‬             ‫َّ‬
                                          ‫ُ‬
    ‫ِ َ ُ ظهر‬
    ‫يج َى أَجمعون على االسم وُنصب بالفعل ألنه مفعول ٌ) | فالبدل أن تقول ضرب عبد اهلل ُه‬
                                   ‫ََ ُ‬             ‫ّ‬          ‫َ يْ َ ُ‬         ‫ُ ْر ْ ُ َ‬
    ‫وبطنهُ وضرب زيد َّهر والبطن وقِلب عمرو ظه هُ وبطنهُ ومطرنا سهلُنا وجَبلُنا ومطرنا َّهل‬
     ‫ُ ِ الس ْ ُ‬      ‫َ‬
                                    ‫ِ‬
                             ‫ُ َْ َ ْ‬          ‫ٌ ر‬         ‫ُ ُ َ‬        ‫ُ ِ َ ٌ الظ ُ‬
                                         ‫ا‬
                                         ‫والجبل | وان شئت كان على االسم بمنزلة أَجمعين توكيدً‬
                                                                              ‫َ‬        ‫ُ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/850)‬




  ‫| وان شئت نصبت تقول ضرب زيد َّهر والبطن ومطرنا َّهل والجبل وقِلب زيد َه وبطنه |‬
     ‫َ‬     ‫َ ُ َ ٌ ظهر‬           ‫َ ُ ِ ْ الس َ‬      ‫ُ ِ َ َ ٌ الظ َ‬                ‫ْ‬
   ‫فالمعنى َّهم مطروا فى َّهل والجبل وقِب على َّهر والبطن | ولكنهم أجازوا هذا كما أجازوا‬
                           ‫ّ‬      ‫ِ‬      ‫الظ ِ‬    ‫ُل َ‬            ‫الس‬    ‫ِ‬
                                                                        ‫أن ُ ُ‬
               ‫ُ‬                                            ‫ُ‬          ‫َ َّ‬
   ‫قولَهم دخلت البيت وانما معناه دخلت فى البيت | والعامل فيه الفعل وليس المنتصب ههنا بمنزلة‬
                              ‫ُ‬                                                 ‫ََ ُ‬
     ‫الظرف ألنك لو قلت قِلب هو ُه وبطنه وأنت تعنى على ظه ه لم يجز | ولم ُجيزوه فى غير‬
                  ‫ي‬              ‫ر‬                      ‫ُ‬      ‫ظهر‬  ‫ُ َ‬          ‫ّ‬
 ‫َّهل والجبل و َّهر والبطن كما لم يجز دخلت عبد اهلل فجاز هذا فى ذا وحده كما لم يجز حذف‬
                    ‫َ‬                      ‫ُ َ‬            ‫َ‬               ‫الظ‬           ‫الس‬
   ‫ْ‬     ‫ٌ‬         ‫َُْ‬    ‫َّ ُ ْ‬
‫الجر إ ّ فى األماكن فى مثل دخلت البيت | واختُ َّت بهذا كما أن لَدن مع غدوةً لها حال ليست فى‬
                                            ‫ص‬         ‫َ‬       ‫ُ‬                    ‫ّ ال‬
 ‫ها من األسماء وكما أن عسى لها فى قولهم عسى الغوير أَبؤساً حال ال تكون فى سائر األشياء‬
                           ‫ٌ‬           ‫َُ ُ‬     ‫ََ‬              ‫َ ََ‬                    ‫غير‬
  ‫| ونظير هذا أيضً فى َّهم حذفوا حرف الجر ليس إ ّ قولُهم َُّئت زيدً قال ذاك إنما يريد عن زيد‬
                 ‫َّ‬          ‫نب ْ ُ ا‬        ‫ال‬      ‫ّ‬                ‫ا أن‬
        ‫َّ أن معنى األول معنى األَماكن | عم الخليل حمه اهلل أنهم يقولون مطرنا الزْع والض ع‬
        ‫َّر َ‬  ‫ُ ِ ْ َّ ر َ‬           ‫ّ‬          ‫ر‬        ‫وز‬                 ‫ّ‬         ‫إال ّ‬
                                                               ‫____________________‬
‫(0/950)‬




    ‫ُ ِ َ َ ٌ َُ‬                                   ‫َّر‬
    ‫| وان شئت رفعت على البدل وعلى أن تصي ه بمنزلة أجمعين تأكيدً | فإن قلت ضرب زيد اليد‬
                               ‫ا‬                                             ‫َ‬
        ‫ّ ِْ َ‬          ‫َ ُ َّ‬
‫والرجل جاز على أن يكون بدال وَن يكون توكيدا | وان نصبته لم يحسن ألنا لفعل إنما أُنفذ فى هذه‬
                                          ‫ْ‬                  ‫أ‬                       ‫ِّ ْ ُ‬
      ‫األسماء خاص إلى المنصوب إذا حذفت منهُ حرف الجر إ ّ أن تَسمع العرب تقول فى غي ه وقد‬
           ‫ر‬                 ‫َ‬        ‫َ‬              ‫ّ ال‬                    ‫َ‬                     ‫ّ‬
                          ‫َّ‬
     ‫سمعناهم يقولون مطرتهُم ظهر وبطنا | وتقول مطر قومك َّيل والنهار على الظرف وعلى الوجه‬
                                                   ‫ُ ِ َ ُ الل َ‬                      ‫ا‬
                                                                                      ‫ً‬
                                       ‫َ‬                                                  ‫َ ََ ْ‬                ‫َ‬
   ‫الليل والنهار وهو ُه صائم وليلُه‬
                  ‫نهار‬                      ‫ُ‬   ‫اآلخر | وان شئت رفعته على سعة الكالم كما قال صيد عليه َّ‬
                                                         ‫َ‬   ‫ِ‬                 ‫ِ‬                             ‫َ‬
           ‫ٌ‬                     ‫ُ‬                                                ‫ََ‬
    ‫قائم وكما قال جرير % ( لقد لُمتِنا يا أُم غيالن فى الس َى % ونمت وما لْيل اْلمطى بنائم ) % |‬
             ‫َ ُ ِ َّ ِ‬
                          ‫َ‬
                                          ‫ِ‬
                                              ‫ْ‬          ‫ُّر‬          ‫َّ َ ْ َ‬      ‫ْ‬                         ‫ٌ‬
                ‫َ ٍ ِ ِ ٍَ‬                                                 ‫ِ‬
    ‫فكأنه فى كل هذا جعل الليل بعض االسم | وقال آخر % ( أَما َّهار ففى قيد وسْلسلة % والليل‬           ‫َّ‬      ‫َّ‬
    ‫ُ‬                                   ‫َّ الن ُ‬                                 ‫َ‬      ‫َ‬     ‫َ‬
                    ‫ٍ‬                                ‫ٍ‬
‫فى قعر منحوت من َّاج ) % | فكأَنه جعل َّهار فى قيد والليل فى بطن منحوت أو جعله االسم‬              ‫َ ِ ْ ٍ‬
‫َ‬        ‫َ‬                                  ‫َ‬                    ‫َ الن َ‬                  ‫الس‬         ‫ْ َ ُ‬
                                                               ‫ِ‬
                   ‫ر ُ‬  ‫أ‬                              ‫ُ ِ َ ُ ظهر ُ َ ُ‬
   ‫أو بعضه | وان شئت قلت ضرب عبد اهلل ُه ومطر قومك سهلهم على قولك َيت القوم أَكثَ هم‬
      ‫َ ر‬                                                                                                 ‫َ‬
                      ‫ِ‬                                    ‫ّ ِ ُ َّ رِ ّ‬
‫و أَيت عمر شخصه كما قال % ( فكأَنه لَهق الس اةكأنه % ما حاج ِيه معَّن بسواد ) % | يريد كأن‬
‫َّ‬                         ‫بَ ْ ُ َ ي ٌ َ‬                                                       ‫َ‬       ‫ا‬
                                                                                                        ‫ً‬   ‫ر ُ‬
      ‫حاجبيَه فأَبدل حاجبيه من الهاء التى فى كأنه وما ائدة | وقال الجعدى % ( ملَك الخورنق‬
      ‫َ َ َ ََْ َ‬      ‫َْ ّ‬             ‫ز‬      ‫ّ‬                                    ‫ِْ‬
                                              ‫و َّدير ودانه % ما بين حمير أَهِلها وأُوال ) %‬
                                                    ‫ِ‬
                                                      ‫َ‬      ‫ِ ََ ْ‬             ‫السِ َ َ‬
                                                                           ‫____________________‬

‫(0/160)‬




                                               ‫فع‬       ‫ِ‬
  ‫| والنصب فيه جيد ٌ على التفسير األول والر ُ على قوله وان وقع صبر أو إن كان فينا صبر‬
                                                                        ‫ّ ٌ بالغ‬
   ‫ٌ‬                    ‫َ ٌْ‬                              ‫ّ‬                          ‫ُ‬
 ‫ُ‬             ‫ْ َق ْ َِ ا‬                          ‫ِ ِْ‬
‫فإنا نصبر | وأما قول الشاعر لنعمان بن المنذر % ( قد قيل ذلك إن ح َّا وان كذبً % فما اعتذارك‬
                                                      ‫ُ‬         ‫ُ َ‬              ‫ّ‬   ‫ّ َ ُ‬
   ‫ٌّ‬           ‫ْ‬                    ‫ّ ِ فع‬
   ‫من شئ إذا قيال ) % | فالنصب فيه على التفسير األول والر ُ يجوز على قوله إن كان فيه حق‬
                                                                    ‫ُ‬            ‫َ‬
   ‫ٌّ‬       ‫ْ‬            ‫ا‬                ‫ٌ‬                                   ‫ٌِ‬
   ‫وان كان فيه باطل كما جاز ذلك فى إن كان أَعمالهم خير | ويجوز أيضً على قوله إن وقع حق‬
                  ‫ْ ٍ‬
                   ‫َ ََ‬      ‫َ ْ َ َ ُ ُ ْ ٍ ََ ِ ة‬
   ‫وان وقع كذب | ومن ذلك قوله عز وجل ^ ( وان كان ذو عس َة فنظرٌ إلَى ميسرَ ة ) ^ | ومثل‬
                                    ‫ر‬                       ‫ّ‬     ‫ّ‬                ‫ٌ‬
                                                  ‫ِي‬          ‫ْ‬
                                                                      ‫ٍ ِ‬
                                                ‫ذلك قول العرب فى مثَل من أمثالها إن ال حظَّة‬
                                                                          ‫َ‬            ‫ُ‬
                                                                           ‫____________________‬

‫(0/060)‬
‫يريد ما بين أهل حمير فأَبدل األهل من حمير | ومثل ذلك قولهم صرفت وجوهها أَولها | ومثله مالى‬
                ‫َ َّ‬       ‫َ ُ‬                                    ‫َ‬
      ‫َ َ ْ َ َ ِ ال‬                     ‫ُِ ْ ّ‬                                 ‫ِ ٌ أمر‬
      ‫بهم علم ِهم | وأما قول جرير % ( مشق الهَواجر لَحمهَن مع الس َى % حتَّى ذهبن كالك ً‬
                             ‫ُّر‬                     ‫َََ‬            ‫ّ ُ‬
 ‫ُ‬           ‫َّ ٍ الن ّ‬                     ‫َ َ َ ُ ََ َ ُا‬
                                            ‫ً‬                               ‫ِّ‬
‫وصدور ) | فإنما هو على قوله ذ هب قُدماً وذهب أُخر | وقال عمرو بن عمار َّهدى % ( طويل‬‫ُ َا‬
                                          ‫ِ‬   ‫ِ‬    ‫ِ‬                 ‫ِ ً‬                ‫ِ َّ‬
                                 ‫متل العنق أشرف كاهال % أَشق رحيب الجوف معتَدل الجرِم ) %‬
                                        ‫َ ُ َ َ َْ ُْ ُ ْ‬                    ‫َ ُْ ِ ْ َ‬
                                                              ‫____________________‬

‫(0/260)‬




                                                             ‫َ َ ُ ُ ً ِ َّ خب ّ‬
 ‫كأنه قال ذهب صعدا فإنما َّر أن الذهاب كان على هذه الحال | ومثله قول رجل من عمان % (‬
        ‫ُ َ‬
               ‫الض َ‬           ‫ِن َّ‬
‫إذا أَكلت سمكً وفرضا % ذهبت طو ً وذهبت عرضاَ ) % | فإَّما شبه هذا َّرب من المصادر |‬
                                                 ‫َ َ ْ ُ ال َ ُ َ ْ‬     ‫ُ َ ا َْ َ‬
 ‫وليس هذا مثل قول عامر بن ُّفيل % ( فَأل غينكم قناً وعوارضا % ألُق ِلن الخْيل البة ض ْغد )‬
    ‫ِ ً و بَ َّ َ َ َ رَ ِ‬
        ‫َ َ‬                          ‫ْ َ َّ ُ َ ُ‬             ‫الط َ‬           ‫َ‬
 ‫% | ألن قنا وعوارض مكانان وانما يريد بقناً وعوارض ولكن الشاعر شبهه بدخلت البيت وقِب زيد‬
 ‫َ ُل َ ٌ‬        ‫ُ‬           ‫ّ‬               ‫ُ َ‬                ‫َّ‬      ‫َّ ً ُ َ‬
                                                                              ‫الظهر والبطن‬
                                                                                ‫َ‬     ‫َ‬
                                                             ‫____________________‬

‫(0/360)‬




 ‫ع فى المفعول فى المعنى فإذا أردت فيه‬           ‫ر جر ِ‬
                                      ‫( هذا باب من اسم الفاعل الذى ج َى م ى الفعل المضارِ‬
                                                        ‫َ َ‬
                   ‫ِ ٌ ا ً‬
   ‫من المعنى ما أردت فى يفعل كان نك ةً منونا ) | وذلك قولك هذا ضارب زيدً غدا | فمعناه وعملُه‬
                                                     ‫ر ّ‬           ‫َ َُ‬
                         ‫ٍ‬     ‫ِ‬    ‫ِ‬    ‫ِ‬       ‫ِ ٍ‬          ‫َ ِْ ُ ا ا ِ ّ‬
‫مثل هذا يضرب زيدً غدً | فإذا حدثت عن فعل فى حين وقوعه غير منقطع كان كذلك | وتقول هذا‬      ‫ُ‬
    ‫ِن‬
  ‫ضارب عبد اهلل الساعة فمعناه وعملُه مثل هذا يضرب زيداً الساعة | وكان زيد ضاربا أباك فإَّما‬
              ‫ً‬     ‫ٌ‬          ‫َ‬                 ‫َ‬    ‫ُ‬                ‫َ‬           ‫ٌ َ‬
        ‫َ‬                        ‫َُ ا ً‬                           ‫ٍ‬
 ‫تُحدث أيضاً عن اتَّصال فعل فى حال وقوعه | وكان موافقً زيدا فمعناه وعملُه كقولك كان يضرب‬ ‫َّ‬
‫ع فى العمل والمعنى منونا | ومما جاء فى الشعر‬
                        ‫َّ‬                              ‫أباك ويوافق زيدا | فهذا ى مجر ِ‬
                                              ‫ى الفعل المضارِ‬       ‫جر‬             ‫ُِ‬
    ‫منونا من هذا الباب قوله % ( إنى بحْبِلك واصل حبلى % وِريش نْبِلك َائش نبلى ) % | وقال‬
                ‫بِ ِ َ َ ر ٌ َ ِ‬         ‫َ ٌِ ِ‬
                                           ‫َ‬           ‫ّ َ‬                            ‫َّ‬
                                                                       ‫عمر بن أبى ربيعةَ‬
                                                                                     ‫ُ َُ‬
                                                             ‫____________________‬

‫(0/460)‬
‫ُّ َ‬  ‫ِ ِ ُ‬
‫َة البيض كالدمى ) % | وقال ُهير % (‬
         ‫ز‬                                                ‫ِ‬           ‫ٍِ ْ‬
                                    ‫( ومن مالئ عينيه من شئ غي ه % إذا اح نحو الجمر‬
                                           ‫رَ َ‬           ‫ر‬                         ‫ِ‬         ‫%‬
  ‫ِلى أَنى لست مدرك ما مضى % ال سابِقً شيئً إذا كان جائيا ) % | وقال األَخوص الر ُّى‬
   ‫َ ْ َ ُ َّ ياح‬                           ‫ا ا‬         ‫و‬    ‫َ‬      ‫ُ ُِْ َ‬      ‫َّ‬
                                                                                      ‫َ‬       ‫بدا‬
                                                                                               ‫ََ‬
              ‫َّ‬                    ‫( مشائيم ليسوا مصِلحين عش ًة % ال ناعبً إ ّ ببَ ٍ‬
        ‫ا ال َ ْ ين غ ابها ) % | واعلم أن العرب‬
                               ‫ُ رُ‬
                                                ‫ِ ير و ِ‬         ‫ِ‬
                                                             ‫ُ ْ َ َ‬         ‫َ ُ‬              ‫%‬
                                            ‫يستخفّون فيحذفون التنوين والنون ال ي ُّر من المعنى‬
                                                       ‫و َتغي‬         ‫َ‬                      ‫َ‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/560)‬




 ‫ٌ وينجر المفعول ِكف التنوين ممن االسم فصار عملُه فيه الجر ودخل فى االسم معاقبا للتنوين‬
         ‫ُ ً‬                  ‫َّ‬                                  ‫ِ‬    ‫ُ ل َ َّ‬      ‫شئ َ َ ُّ‬
 ‫ى مج ى غالم عبد اهلل فى َّفظ ألنه اسم وان كان ليس مثله فى المعنى والعمل | وليس َّر‬
   ‫يغي‬          ‫ِ‬                ‫َ‬                 ‫َّ ٌ‬         ‫الل‬             ‫ر ُ ِ‬       ‫فجر‬
          ‫ّ‬     ‫ّ‬                ‫ً‬                             ‫ًِ ً‬
  ‫كف التنوين إذا حذفته مستخفا شيئا من المعنى ال يجعلُه معرفة | فمن ذلك قوله عز وجل ! 2 <‬
                                            ‫و َ‬                               ‫َ‬              ‫َ ُّ‬
   ‫ِ‬        ‫ِ‬            ‫ر ِ‬                ‫َّ َ ِ‬
‫ُ ْ ِ ُ َ َ ُ رُ ْ‬                                      ‫َّ ُ ْ‬
‫كل نفس ذائقة الموت > 2 ! و ^ ( إنا مرسلُوا الناقة ) ^ و ^ ( لَو تََى إذ المجرمون ناكسو ُءسهم‬
                              ‫ْ‬
   ‫) ^ و ! 2 < غير محلي الصيد > 2 ! | فالمعنى معنى ! 2 < ال آمين البيت الح ام > 2 ! |‬
            ‫ر‬                 ‫و‬
                                                            ‫َ ُّ‬
 ‫ويزيد هذا عندك بيانً قولُه تعالى جده ! 2 < هديا بالغ الكعبة > 2 ! و ! 2 < عارض ممطرنا >‬
                                                                          ‫ا‬              ‫َ ْ‬
                 ‫َّ‬   ‫ر‬        ‫ّ ر‬       ‫َ ْ‬              ‫َّ ر‬
 ‫2 ! | فلو لم يكن هذا فى معنى النك ة والتنوين لم توصف به النك ةُ | وست اه مفصالً أيضً فى بابه‬
         ‫ا‬
                              ‫ِ‬
   ‫مع غير هذا من الحجج إن شاء اهلل | وقال الخليل هو كائن أَخيك على االستخفاف والمعنى هو‬
                                  ‫ُ‬
                                                ‫َ َّ ٍ‬        ‫َّ‬
                                    ‫كائن َخاك | ومما جاء فى الشعر غير منون قول الفرزدق‬
                                                                                  ‫ٌ أ‬
                                                                         ‫ّ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/660)‬



                                ‫ِ ٍ ِ‬
  ‫% ( أتانى على القَعساء عادل وط ِه % برجلَى ِلئيم واست عبد تُعادلُه ) % | يريد عاد ً وطبه |‬
              ‫ِ‬                               ‫ٍ‬          ‫ِ‬    ‫ْ ِ ِ َ َ ْب‬
     ‫ال َ ْ َ‬             ‫ْ‬             ‫ْ‬           ‫ْ ْ‬
            ‫َ ُِ‬                        ‫ُ ْ ْ ِ َ َ ِ ِ َّ َ ْ ِ ز‬               ‫ِّ ْ ِ ُ‬
   ‫وقال الزبرقان بن بدر % ( مستَحقبى حلق الماذى يحف ُه % باْلمشرفي وغاب فوقَه حصد ) % |‬
                       ‫ٌ‬    ‫َ ْ َ ِّ‬
                  ‫ِ اُ‬    ‫ٍَِِ‬           ‫ِ ُْا‬          ‫ا ِْ َ ِ‬
             ‫وقال السلَيك بن السلَكة % ( ترها من يبيس الماء شهبً % مخالط د َّة منها غرر ) %‬
                          ‫ر‬          ‫ُ‬                                   ‫ُّ َ‬     ‫ُّ ُ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/760)‬
‫ْ ُْ‬                          ‫َّ‬
     ‫| يريد عرق الخيل | ومما يزيد هذا الباب إيضاحا أَنه على معنى المنون قول النابغة % ( احكم‬
                                                  ‫ّ‬          ‫َ‬      ‫َّ َ ُ‬         ‫ََ َ‬
                                              ‫ِ‬     ‫َ ٍ ِ ر ٍ ِِ‬           ‫ُ ْ َ ِ َ َّ ْ‬
     ‫كحكم فتاة الحى إذ نظرت % إلى حمام ش اع وارد الثَّمد ) % | فوصف به النك ةَ | وقال الم ار‬
       ‫ّر‬           ‫ر‬                                                   ‫ْ‬
                                   ‫َ‬            ‫َ‬              ‫َ‬
   ‫األَسدى % ( سل الهُموم بكل معطي معطى أْسه % ناج ِط صهبة متَ َّس ) % | فهو على‬
                      ‫ٍ مخال ِ ُ ْ َ ٍ ُ عي ِ‬       ‫ِ رِ ِ‬
                                                            ‫ُْ‬       ‫َ ّ‬    ‫َّ‬
                                                                               ‫َ‬        ‫َ ّ‬
 ‫المعنى ال على األصل واألصل التنوين ألن هذا الموضع ال يقع فيه معرفة | ولو كان األصل ههنا‬
       ‫ُ‬                                                 ‫ّ‬        ‫ُ‬
   ‫ع فيما ذكرت لك‬  ‫تَرك التنوين لَما دخلَه التنوين ال كان ذلك نك ةً وذلك أَنه ال ي ى ى المضار‬
                               ‫َجر مجر‬          ‫ّ‬      ‫ر‬          ‫ُ و‬            ‫َ‬         ‫َْ‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/860)‬




 ‫| عم عيسى َن بعض العرب ينشد هذا البيت ألَبى األَسود الدؤّى % ( فأَلفَيتُه غير مستَع ِب %‬
     ‫ْ ْت ٍ‬
            ‫َ ُ‬      ‫ْ‬          ‫َل‬                               ‫ُ‬            ‫أ‬           ‫وز‬
                ‫َ ََ‬         ‫َ‬
                                      ‫ِ‬
                                   ‫ً لي َ‬            ‫َ‬           ‫َ‬        ‫و ِ ِ ِ ال َ ً‬
       ‫ال ذاكر اهلل إ ّ قِليال ) % | لم يحذف التنوين استخفافا ُعاقب المجرور ولكنه حذفه اللتقاء‬
                           ‫ُ‬                           ‫رٌ‬            ‫ُ‬     ‫ََ‬          ‫ِ‬
 ‫الساكنين كما قال رمى القوم | وهذا اضط ار وهو مشب ٌ بذلك الذى ذكرت لك | وتقول فى هذا باب‬
                                           ‫َّه‬
                                                ‫ِ‬                            ‫ٍ‬
 ‫هذا ضارب زيد وعمرو إذا أَشركت بين اآلخر واألول فى الجار ألنه ليس فى العربية ٌ يعمل فى‬
    ‫ّ شئ َ ْ َ ُ‬                                           ‫َ‬
                                 ‫ّ‬        ‫ّ‬                                    ‫ُ‬
              ‫حرف فيمتنع أن يشرك بينه وبين مثله | وان شئت نصبت على المعنى وتُضمر له ِ‬
‫ُ ناصبً فتقول هذا‬
    ‫ُ‬       ‫ا‬       ‫ِ‬                                  ‫ِ‬             ‫ُ َْ َ‬      ‫َ‬
     ‫َ ٍ‬                                ‫ِ ٌ‬                                    ‫ٍ‬
                         ‫َ‬    ‫ّ‬     ‫ا‬
                                    ‫ً‬             ‫ا‬
                                                  ‫ً‬      ‫َ ِ ُ‬
    ‫ضارب زيد وعمر كأنه قال ويضرب عمر أو وضارب عمر | ومما جاء على المعنى قول جرير‬
                                                                      ‫ً ّ‬  ‫ا‬       ‫ُ‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/960)‬




   ‫% ( جئ ِى ِمثْل ب ِى بدر لقومهِم % أو مثْل أُس َة منظور بن سَّار ) % | وقال كعب بن جعيل‬
   ‫ُْ ٍ‬      ‫ُ‬                  ‫ِ َ ْ ِ َ ْ ِ ِ َي ِ‬
                                                   ‫ر‬                  ‫ِ ْ ن ب ِ ِ َن َ ْ ٍ ِ ِ‬
‫َ‬     ‫َ َْ َ َ‬            ‫ََ‬      ‫ُ َج ِ‬      ‫َ ر َ َْ ِ‬              ‫ِ َّ َ ّ ِ ِ ِ‬
‫التَّ ُّى % ( أَعنى بخوار العنان تَخالُهُ % إذا اح يردى بالمد َّج أَحردا ) % % ( وأبيض مصقول‬   ‫غلب‬
‫َّطام مهَندً % وذا حلَق من نسج داود مسردا ) % | فَحملَه على المعنى كأنه قال وأَعط ِى َبيض‬
 ‫ْ ن أ َ‬
         ‫ِ‬
                                         ‫ََ‬           ‫َ ْ ِ ُ َ ُ َْ َ‬      ‫َ ٍ‬       ‫الس ِ ُ َّ ا‬
     ‫ُ َّ َ‬             ‫ّ‬          ‫َّ ُ‬                           ‫ِ َ ُسر‬
     ‫مصقول َّطام وقال هات مثل أ ِة منظور بن َّار | والنصب فى األول أقوى وأحسن ألنك‬
                                               ‫ِ ِ سي ٍ‬                                 ‫َ الس‬
    ‫ٍ و‬              ‫ِْ‬
   ‫أَدخلت الجر على الحرف الناصب ولم تجئ ههنا إ ّ بما أصله الجر ولم تُدخْله على ناصب ال‬
                             ‫ُّ‬                 ‫ال‬                                      ‫َّ‬
                                                          ‫ْ‬
                      ‫افع | وهو على ذلك عربى جيد | و ُّر أجود | وقال جل من قيس عيالن‬
                                            ‫ر‬          ‫ُ‬        ‫الج‬       ‫ٌ‬                      ‫رٍ‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/170)‬
‫% ( بينا نحن نطلُبه أَتانا % معَّق وفضة وزناد اع ) % | عم عيسى أنهم ُنشدون هذا البيت %‬
                  ‫َّ ي ِ‬          ‫وز‬       ‫ُ َل َ َ ْ ٍ ِ َ ر ِ‬                   ‫َ‬
           ‫ِ أ ْ ََ ّ‬          ‫َْ ِ ِ ِ ا ِ‬      ‫َ َ َّ‬               ‫ِ‬     ‫ٍ‬
  ‫( هل أنت باعث دينار لحاجتنا % أو عبد رب أَخاعون بن مخرق ) % | فإذا َخبر أَن الفعل قد‬
                                                                                  ‫ُ‬    ‫َ‬
       ‫ِع له كما أَشبهه الفعل‬
       ‫ُ‬                             ‫ْ ر جر ِ‬
                            ‫وقع وانقطع فهو بغير تنوين ألبتَّةَ ألنه إنما أُج ِى م ى الفعل المضار‬
                                                          ‫َّ‬
                ‫َ‬                            ‫َ ُ‬                   ‫َ‬
                             ‫َر ِ‬                                       ‫ُّ‬
 ‫المضار ُ فى اإلع اب فكل واحد منهما داخل على صاحبه فلما أ اد سوى ذلك المعنى ى ى‬
   ‫جر مجر‬                                                                      ‫ِ ر‬       ‫ع‬
    ‫عه من الفعل كما شبه به فى اإلع اب |‬
       ‫ر‬                                                  ‫َّ‬
                                       ‫األسماء التى من غير ذلك الفعل ألنه إنما شِّه بما ضار‬
                                                 ‫ُب َ‬
                              ‫ُّ َّ‬     ‫ُّ‬                          ‫ِ‬
  ‫وذلك قولك هذا ضارب عبد اهلل وأخيه | وجهُ الكالم وحده الجر ألنه ليس موضعا للتنوين | وكذلك‬
                  ‫ً‬                                                     ‫ُ‬
                 ‫ِ‬                   ‫ِ‬     ‫ِ‬   ‫ٍ‬                          ‫ٍ‬
        ‫َ ْ‬           ‫ُ‬                                 ‫ُ‬                   ‫ِ ُ‬
 ‫قولك هذا ضارب زيد فيها وأخيه وهذا قاتل عمرو أَمس وعبد اهلل وهذا ضارب عبد اهلل ضربا شديدا‬
                                 ‫ِ ِ‬                         ‫ِ‬                       ‫ٍ‬
                             ‫وعمرو | ولو قلت هذا ضارب عبد اهلل وزيدً جاز على إضمار فعل‬
                                                      ‫ا‬           ‫ُ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/070)‬



           ‫ٍ‬                                           ‫ِ‬
 ‫أى وضرب زيدً | وانما جاز هذا اإلضمار ألن معنى الحديث فى قولك هذا ضارب زيد هذا ضرب‬
                                                                       ‫ََ َ ا‬
 ‫ََ َ‬         ‫ُ‬                              ‫ُ ّ‬
                                                         ‫َ ْ ُ َ ُِ َ‬
  ‫زيدا وان كان ال يعمل عمله فحمل على المعنى كما قال جل ثناؤه ! 2 < ولحم طير مما يشتهون‬
                                  ‫ّ‬
  ‫وحور عين > 2 ! لما كان المعنى فى الحديث على قوله لهم فيها حملَه على شئ ال ينقُض األول‬
  ‫َْ ُ ّ َ‬                  ‫ََ‬                                        ‫ّ‬
    ‫فى المعنى | وقد ق أه الحسن | ومثله قول الشاعر % ( يهدى الخميس ِجادا فى مطالعها % إما‬
     ‫َّ‬      ‫ِ‬
                 ‫َ‬   ‫َِ ن ً‬           ‫ِ‬
                                        ‫ْ‬                               ‫ر‬
             ‫المصاع واما ضرب ٌ ُغب ) % | حمله على شئ لو كان عليه األول لم ينقُض المعنى‬‫ِ‬
                        ‫ُّ َ‬                                      ‫َ َ ّ َ ْ َة رُ ُ‬
                                                           ‫____________________‬

‫(0/270)‬




‫| ومثله قول كعب بن ُهير % ( فلم يجدا إ ّ مناخ م َِّية % تَجاف بها زور نبِيل وكْلكل ) % %‬
      ‫َ َ َ ٌ َ ٌ َ ُ‬                 ‫َ ال َ ط ٍ‬
                                         ‫َ َ‬       ‫ُ‬       ‫َ‬          ‫زَ‬   ‫َ ِ‬
    ‫( ومفحصهَا عنها الحصى بِجرِها % ومثْنى نواج لم يخنهُن مفصل ) % % ( وسمر ظماء‬
    ‫ٌ‬
       ‫ِ‬
           ‫ُ ٌْ‬             ‫َ َ َ ٍ َ ُ ْ َّ َ ْ ِ ُ‬          ‫َ َ ِ ان‬              ‫ُْ َ‬
                 ‫ِ‬                            ‫ِ َُّ ُ‬   ‫ِِ‬
 ‫واتَرتْهُن بعدها % مضت هجع ٌ من آخر الليل ذبل ) % | كأنه قال وثَم سمر ظماء | وقال % (‬
                                  ‫ّ‬                            ‫ْ َ ْ َة‬         ‫َ ّ َ َ‬
             ‫ٌ‬      ‫ّ ُ ٌْ‬
                                                         ‫ِ‬
                                      ‫بادت وغَّر آيهن مع البلى % إ ّ رواكد جم ُهن هباء ) %‬
                                            ‫ال َ َ َ ْ ر ّ َ ُ‬        ‫َ‬     ‫ْ َ يَ َ ّ‬
                                                             ‫____________________‬

‫(0/370)‬
‫َ ِ‬
   ‫% ( ومش َّج أَما سواء قذاله % فبدا َّر َهُ المع اء ) % | ألن قوله إ ّ رواكد هى فى معنى‬
                  ‫ّ َ ال َ َ‬             ‫َ وغي َ سار َ ْ ز ُ‬               ‫ُ َج ٌ ّ َ ُ‬
‫الحديث بها رواكد فحمله على شئ لو كان عليه األول لم ينقض الحديث | والجر فى هذا أَقوى يعنى‬
                   ‫ُّ‬      ‫َ‬          ‫َ‬    ‫َّ ُ‬                                 ‫َ ُ‬
                 ‫جر مجر‬                                             ‫ا‬
                                                                    ‫ً‬       ‫ٍ‬
  ‫هذا ضارب زيد وعمرو وعمر بالنصب | وقد فَعل ألنه اسم وان كان قد ى ى الفعل بعينه |‬ ‫ٍ‬
                                        ‫ّ ٌ‬                                         ‫ُ‬
 ‫والنصب فى الفصل أَقوى إذا قلت هذا ضارب زيد فيها وعمر َّما طال الكالم كان أَقوى وذلك َنك‬
 ‫أّ َ‬                 ‫ُ‬          ‫ا كل‬
                                    ‫ً‬           ‫ٍ‬
                                                   ‫ُ‬                                   ‫ُ‬
‫َ ُِ‬
‫ال تَفصل بين الجار وبين ما يعمل فيه فكذلك صار هذا أَقوى | فمن ذلك قوله جل ثناؤه ^ ( وجاعل‬
                 ‫ّ‬                                            ‫َْ ُ‬            ‫ّ‬
                                                          ‫َّْيل سكنا والشمس واْلقمر حسبانا ) ^‬
                                                              ‫الل ِ َ َ ً ّ َ َ َ َ ُ ْ َ ً‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/470)‬




           ‫ٍ در‬      ‫ِ‬
                       ‫ُْ‬               ‫ِْ‬                  ‫َّ‬
       ‫| وكذلك إن جئت باسم الفاعل الذى تَعدى فعلُه إلى مفعولَين وذلك قولك هذا معطى زيد هما‬
                                                                                    ‫ْ‬
         ‫ٍ‬     ‫ِ‬                                                    ‫َّ ر‬
 ‫وعمرو إذا لم تُ ِه على الد هم والنصب على ما نصبت عليه ما قبله | وتقول هذا معطى زيد وعبد‬
 ‫َ‬                                           ‫َ‬                                ‫جر‬         ‫ٍ‬
                 ‫ُْ‬
   ‫اهلل | والنصب إذا ذكرت هم أقوى ألنك قد فصلت بينهما | وان لم ترد باالسم الذى يتعدى فعلُه‬
            ‫َ ّ‬                                                   ‫َ الدر َ‬       ‫ُ‬
   ‫إلى مفعولين أَن يكون الفعل قد وقع أَجريتَه م ى الفعل الذى يتعدى إلى مفعول في التنوين وتَرِ‬
   ‫ْك‬                  ‫ٍ‬           ‫َ ّ‬       ‫ِ‬      ‫ُ جر‬             ‫ُ‬             ‫ِ‬
        ‫ُ ْ ٍ ا در‬             ‫ِ ّ َ‬
‫التنوين وأنت تريد معناه وفى النصب والجر وجميع أَحواله | فإذا نونت فقلت هذا معط زيدً هماً ال‬
                                                  ‫ِ‬       ‫ّ‬
                   ‫ٍ‬      ‫ُ ْ ِ در‬                             ‫ّ َ َّ َ َ ُ َ َ َ‬
‫تبال َّهما قدمت ألنه يعمل عمل الفعل | وان لم تنون لم يجز هذا معطى هماً زيد ألنك ال تَفصل‬
                                               ‫َّ‬                                       ‫أي‬
      ‫ال‬                                   ‫ِ ّ َ َ َ‬
‫بين الجار والمجرور ألنه داخل فى االسم فإذا نونت انفصل كانفصاله فى الفعل | فال يجوز إ ّ فى‬
                                                                 ‫ٌ‬                    ‫ّ‬
                                                       ‫ُّ‬                ‫ُ ْ ِ در ٍ ً‬
   ‫قوله هذا معطى هم زيدا كما قال تعالى جده ! 2 < فال تحسبن اهلل مخلف وعده رسله > 2 ! (‬
                                     ‫َْ ِ‬
 ‫هذا باب ى ى الفاعل الذى يتعداه فعلُه إلى مفعولين فى اللفظ ال في المعنى ) | وذلك قولك‬
                                                                           ‫ٌ جر مجر‬
                                                                           ‫ِ‬   ‫َِ‬
                                                        ‫% ( يا سارق الليلة أهل الدار % ) %‬
                                                                  ‫َ ْ‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/570)‬




‫ِ َ‬                  ‫ِ‬
‫و تقول على هذا الحد سرقت الليلةَ أهل الدار فتج ِى الليلةَ على الفعل فى سعة الكالم كما قال صيد‬
                       ‫ََ‬                     ‫ْر‬           ‫َ‬         ‫ّ ََ ْ ُ‬
         ‫ّ‬          ‫ٍ درَ ً‬    ‫ِ‬
‫عليه يومان ووِلد له ستّون عاما | فاللف ُ ي ى على قوله هذا معطى زيد هما والمعنى إنما هو فى‬
                                 ‫ُْ‬                 ‫ظ َجر‬         ‫ً‬             ‫َُ‬
                                    ‫َ‬        ‫َ‬               ‫َ ّ‬                   ‫ِ َ‬
  ‫الليلة وصيد عليه فى اليومين غير أنهم أَوقعوا الفعل عليه لسعة الكالم | وكذلك لو قلت هذا مخ ج‬
  ‫ُ ْ رُ‬
           ‫ِ‬                                                               ‫ُ ِ‬
 ‫اليوم هم وصائد اليوم الوحش | ومثل ما أُج ِى م ى هذا فى سعة الكالم واالستخفاف قوله عز‬
                                         ‫ْ ر َ ُ جر‬                                        ‫ِ‬
  ‫ّ‬                          ‫َ‬                            ‫ُ‬       ‫َ‬                 ‫الدر َ‬
  ‫ِْ ّ َ‬           ‫َ‬      ‫ّ‬  ‫َ ُر ِ‬
 ‫وجل ! 2 < بل مكر الليل والنهار > 2 ! | فالليل والنهار ال يمك ان ولكن المكر فيهما | فإن نونت‬
                                               ‫ُ‬                                           ‫ّ‬
‫َ‬         ‫ٍ‬              ‫َ ُ‬                ‫ُّ‬
 ‫فقلت يا سارقا الليلة أهل الدار كان حد الكالم أن يكون أهل الدار على سارق منصوبا ويكون الليلةُ‬
                                                                     ‫َ َ‬        ‫ً‬
  ‫َ‬               ‫و‬                                              ‫ٍ‬
  ‫ظرفا ألن هذا موضعُ انفصال | وان شئت أجريته على الفعل على سعة الكالم | ال يجوز يا سارق‬
                                                                                     ‫ً ّ‬
                             ‫َ‬
                                                              ‫ٍ ر‬                    ‫ِ‬
                                                ‫الليلةَ أهل الدار إ ّ فى شعر ك اهيةَ أن يفصلوا‬
                                                     ‫َ‬                   ‫ال‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/670)‬



                                 ‫ِ‬                                  ‫ِ‬
  ‫بين الجار والمجرور | فإذا كان منونا فهو بمنزلة الفعل الناصب تكون األسماء فيه منفصلة | قال‬
                     ‫ُ‬                                    ‫َّ‬                      ‫ّ‬
           ‫الشاعر وهو الشماخ % ( رب ابن عم لسليمى مشمعل % طَّاخ ساعات الك ى اد الك ِ‬
 ‫َ ر ز َ َ سل ) % |‬
         ‫ْ‬                ‫ِ‬     ‫َب ِ‬      ‫ْ ِ‬
                                        ‫ُ َّ ِ َ َّ ُ َ َ ُ َ ّْ‬            ‫َّ َّ‬
                       ‫َ‬
                             ‫َ رِ َ ِ‬                             ‫ِ َ‬
   ‫هذا على يا سارق الليلة أهل الدار | وقال األخطل % ( وك ّار خلف المجحرين جوادهُ % إذا لم‬
                                                                           ‫َ‬
                 ‫ُ ْ َ َ ََ‬
    ‫ى‬          ‫ِ‬                                   ‫كرٍ‬       ‫ِْ‬
     ‫يحام دون أُنثَى حليلها ) % | فإن قلت ّار وطباخ صار بمنزلة طبخت وكررت تُجريها مجر‬
                           ‫ُ‬                ‫ّ ٍ‬                             ‫َ‬          ‫ُ ِ‬
                                                                                   ‫َ‬
                                                          ‫َّارق حين نونت على سعة الكالم‬
                                                                           ‫ّ َ‬          ‫الس‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/770)‬




‫وقال رجل من بنى عامر % ( ويوم شهدناه سلَيما وعامر % قليل سوى َّعن النهال نوافلُه ) % |‬
         ‫ٍ ِ َ الط ْ ِ َّ ِ َ ِ ْ‬        ‫ٍ َِْ ُ ْ ً َ ِ ا‬
                                         ‫ً‬
                           ‫ِ َ‬                            ‫ِ‬
  ‫وكما قال ثَ ِى حجج حججتُهن بيت اهلل | ومما جاء فى الشعر قد فُصل بينه وبين المجرور قول‬
                                                                             ‫ِ‬
                                                                  ‫مان َ َ ٍ َ َ ْ ّ‬
   ‫عمرو بن قَميئةَ % ( لما أت ساتِيدما استَعبرت % هلل در اليوم من الَمهَا ) % | وقال أبو حي َ‬
   ‫َ َّة‬                    ‫َ َْ َ‬      ‫ُّ‬          ‫ّ ر َ َ َ ْ ْ ََ‬            ‫َِ‬
                                                                                        ‫ُّ َ ْر ُّ‬
                                                                                        ‫النمي ى‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/870)‬




       ‫َّ‬    ‫ال‬                           ‫ُ ُ‬      ‫ُ َّ ً َهودى ِ‬
‫% ( كما خط الكتاب بكف يوما % ي َّيقارب أو يزيل ) % | وهذا ال يكون فيه إ ّ هذا ألنه ليس‬
                                                                               ‫ُ‬
 ‫ُ‬                      ‫و‬                         ‫جر َ جر‬        ‫ِ‬      ‫ِ ٍ و ِ‬
 ‫فى معنى فعل ال اسم الفاعل الذى ى م ى الفعل | ومما جاء مفص ال بينه وبين المجرور قول‬
                                     ‫ّ‬
    ‫َ قارٍ َ ِ‬                                      ‫و ُر ِ‬   ‫و ُ ِ ُ ب ِ ِ َّ‬
    ‫األعشى % ( ال نقاتل ِالعصى % ال ن امى بالحجا ه ) % % ( إ ّ عاللَة أو بداهةَ ح نهد‬
     ‫ْ‬           ‫ال ُ َ ُ‬                  ‫رْ‬
   ‫ُ َا ي‬         ‫ِِ َ ِ‬              ‫ّ‬
                                        ‫ِ‬      ‫ِ‬
‫الجزَه ) % | وقال ذو الرمة % ( كأَن أَصوات من إيغالهن بنا % أَواخر الميس أَصوات الفررِج )‬
                                              ‫َ ْ‬        ‫َّ‬        ‫ّ‬               ‫ُ ارْ‬
‫%‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/970)‬




       ‫َ ََ َ‬      ‫ُْ َ‬       ‫ِ َ َّ‬           ‫ِ‬
    ‫فهذا قبيح | ويجوز فى الشعر على هذا مررت بخير وأَفضل من ثَم | وقالت درنا بنت عبعبة من‬
                                                    ‫ُ‬                               ‫ٌ‬
              ‫َ ا َْ َ‬                           ‫َْ ِ َ ْ‬
  ‫بني قيس بن ثعلبة % ( هما أَخوا فى الحرب من ال أَخاَ له % إذا خاف يومً نبوةً فدعاهما ) % |‬
                                                                 ‫ََ‬
                          ‫ِ‬     ‫َِْ‬        ‫ِ‬                   ‫َْ ر َ ِ‬
‫وقال الفرزدق % ( يا من أَى عارضاً أُسربه % بين ذ اعى وجبهة األَسد ) % | وأما قوله عز وجل‬
‫ّ‬    ‫ّ‬                      ‫َ‬        ‫َْ َ ر َ ْ‬        ‫َ ُّ‬
                                                            ‫ِن‬
                                          ‫! 2 < فبما نقضهم ميثاقهم > 2 ! فإَّما جاء ألنه ليس‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/180)‬




                           ‫ِْ‬    ‫ْ‬           ‫َّ‬     ‫ُ‬     ‫َ ال‬                     ‫ِ‬
 ‫ل ما معنى سوى ما كان قبل أن تجئ إ ّ التوكيد فمن ثم جاز ذلك إذ لم تُرد به أكثر من هذا وكانا‬
                  ‫َ‬                                                                  ‫ً‬     ‫َ‬
            ‫َِْ‬         ‫ّ‬      ‫ْ‬     ‫ً‬                              ‫ٌ‬     ‫َ‬          ‫ِ ُ‬
      ‫حرفين أحدهما فى اآلخر عامل | ولو كان اسمً أو ظرفا أو فعال لم يجز | وأما قوله أُدخل فُوهُ‬
                                                      ‫ا‬
‫الحجر فهذا ى على سعة الكالم و ِّد أُدخل فاه الحجر كما قال أَدخلت فى أسى القلنسوةَ والجيد‬
 ‫ّ‬       ‫ََ ْ ُ َ‬  ‫ر‬      ‫ُ‬            ‫ُ‬                 ‫الجي‬         ‫َ‬       ‫جر‬        ‫َ ََ‬
       ‫ُ ٌِ‬                ‫ِ‬              ‫َّ‬
   ‫أَدخلت فى القلنسوة أسى | وليس مثل اليوم والليلة ألنهما ظرفان فهو فخالف له فى هذا موافق له‬
                                                            ‫َ‬            ‫ر‬      ‫َ‬      ‫ُ‬
                      ‫فى السعة | قال الشاعر % ( تَ ى الثَّور فيها مدخل الظل أْسه % وسائر ٍ‬
  ‫ُه باد إلى الشمس َجم ُ )‬
    ‫أ ْ َع‬                                   ‫ُ َِ‬
                                   ‫رَُ‬                    ‫َ‬    ‫ر‬
     ‫ُ‬                       ‫َّ ُّ‬
    ‫% | فوجه الكالم فيه هذا ك اهيةَ االنفصال | واذا لم يكن فى الجر فحد الكالم أن يكون الناصب‬
                                                                  ‫ر‬
                       ‫ََْ ُ‬             ‫ََ‬                   ‫ُِ‬
    ‫مبدوءً به ( هذا باب صار الفاعل فيه بمنزلة اّذى فَعل فى المعنى وما يعمل فيه ) | وذلك قولك‬
                                                 ‫ل‬                        ‫ٌ‬            ‫ا‬
                                             ‫هذا الضارب زيدا فصار فى معنى هذا اّذى ضرب‬
                                             ‫َ َ‬       ‫ل‬                     ‫ُ ً‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/080)‬



                                                    ‫ََ ِ‬                             ‫ِ‬
       ‫زيدً وعمل عمله ألن األلف والالم منعتا اإلضافة وصارتا بمنزلة التنوين | وكذلك هذا الضارب‬
       ‫ُ‬                                                    ‫َ‬        ‫َ‬     ‫ّ‬     ‫ا َ َ ََ‬
  ‫َ َِ‬     ‫ِ ّ‬
 ‫الرجل وهو وجهُ الكالم | وقد قال قوم من العرب تُرضى عر َّتُهم هذا الضارب الرجل شبهوه بالحسن‬
                     ‫ُ‬               ‫َ بي‬                  ‫ٌ‬                            ‫ّ َ‬
            ‫ِ‬                                                                           ‫ِ‬
‫الوجه وان كان ليس مثله فى المعنى ال فى أَحواله إ ّ أنه اسم وقد يجر كما يجر وينصب أيضاً كما‬
          ‫َ َْ ُ‬           ‫َ ُ ُّ‬   ‫ال ّ ٌ‬               ‫و‬              ‫َ‬
‫َّن ذلك فى بابه إن شاء اهلل | وقد ي َّبهون الشئ بالشئ وليس مثله فى جميع أحواله‬
                     ‫َ‬                         ‫ُشب‬                                      ‫ِ‬
                                                                                ‫ينصب وسيبي‬
                                       ‫َ‬                                              ‫َْ ُ‬
‫ى ذلك فى كالمهم كثير | وقال الم ّار األسدى % ( أَنا ابن التارك البك ِى بشر % عليه َّير‬
‫الط ْ ُ‬          ‫ُ ِ ِ َ ْ ر َّ ْ ٍ‬           ‫ّ‬       ‫َر‬          ‫ا‬
                                                                  ‫ً‬                    ‫وستر‬
       ‫ى المجرور َّه جعله‬
             ‫ألن‬             ‫تَرقُبه وقُوعا ) % | سمعناه ممن يرويه عن العرب وأ ى بشر على مجر‬
                                     ‫ا‬    ‫َجر‬         ‫َ‬       ‫ّ َ‬                  ‫َ‬    ‫ْ ُ‬
                                             ‫ِ ر‬                             ‫ي َ ُّ‬
 ‫بمنزلة ما ُكف منه التنوين | ومثل ذلك فى اإلج اء على ما قبله هو الضارب زيدا والرجل ال يكون‬
         ‫ُ ً َّ ُ َ‬                                              ‫ُ‬
                        ‫ٍ‬                      ‫َّ و‬                ‫ُ َّ َ ِ َ‬
 ‫فيه إ ّ النصب ألنه عمل فيهما عمل المنون ال يكون هو الضارب عمرو كما ال يكون هو الحسن‬
 ‫ُ‬                             ‫ُ‬                                                    ‫ال‬
                                 ‫ِ‬   ‫ُ الر ِ‬             ‫ِ‬
                           ‫وجه | ومن قال هذا الضارب الرجل قال هو الضارب جل وعبد اهلل‬   ‫ٍ‬
                                                               ‫ُ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/280)‬




   ‫| ومن ذلك ِإنشاد بعض العرب قول األعشى % ( الواهب المائه الهجان وعبدها % عوذا تزجى‬
                                                                          ‫ُ‬
  ‫بينها أطفالها ) % | واذا ثنيت أو جمعت فأثبت النون قلت هذان الضاربان زيدً وه الء الضاربون‬
             ‫ا ؤ‬
   ‫الرجل ال يكون فيه غير هذا ألن النون ثابتة | ومثل ذلك قوله عز وجل ! 2 < والمقيمين الصالة‬
      ‫ِ َِ ِ‬
     ‫والمؤتون الزكاة > 2 ! | وقال ابن مقيل بعض العرب قول األعشى % ( الواهب المائة الهجان‬
                   ‫َ ُ‬               ‫َ‬
‫ِ‬         ‫ِ‬     ‫َ َ‬       ‫َّ‬   ‫َ‬        ‫ّ َ‬                   ‫ْ‬          ‫ُ ا َج‬         ‫ِْ‬
‫وعبدها % عوذً تُزَّى بينها أَطفالَها ) % | و إذا ثنيت أو جمعت فأَثبت النون قلت هذان الضاربان‬
                                                                                           ‫َ‬
 ‫زيدا وه الء الضاربون الرجل ال يكون فيه غير هذا ألن النون ثابت ٌ | ومثل ذلك قوله عز وجل ! 2‬
     ‫ّ‬   ‫ّ‬                  ‫ة‬            ‫ّ‬        ‫ُ‬               ‫َ‬      ‫َ‬          ‫ً ؤ‬
                                    ‫ٍْ‬
                                   ‫< والمقيمين الصالة والمؤتون الزكاة > 2 ! | وقال ابن مقبِل‬
                                       ‫ُ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/380)‬




‫% ( يا عين بكى حنيفً رس حيهِم % الكاسرين القَنا فى عوَة الدبر ) % | فإن كففت النون جررت‬
‫َ‬          ‫َ‬      ‫ِْ‬          ‫َ ْ ِ ُّ ُ ِ‬
                                      ‫ر‬     ‫َ َ‬             ‫َ ْ ِ َ َّ ُ َ ْا أَ َ ِّ ِ‬

                        ‫َ‬           ‫ِ‬
   ‫وصار االسم داخالً فى الجار و بدال من ُّون ألن النون ال تعاقب األلف والالم ولم تَدخل على‬
                                             ‫َّ‬    ‫الن‬   ‫ً‬
                 ‫َ‬             ‫ُ‬                                 ‫ّ‬
               ‫ُ َ‬           ‫ّ‬                           ‫َّ ْ‬
  ‫االسم بعد أن ثبتت فيه األلف والالم ألنه ال يكون واحدً معروفا ثم يثنى فالتنوين قبل األلف والالم‬
                                           ‫ا‬                         ‫ُ‬         ‫ْ‬
 ‫ألن المعرفة بعد النك ة فالنون مكفوف ٌ والمعنى معنى ثبات النون كما كان ذلك فى االسم الذى ى‬
  ‫جر‬                                                          ‫ة‬      ‫ر ّ ُ‬                   ‫َّ‬
                                ‫ٍ‬               ‫ٍ‬
                ‫ع وذلك قولك هما الضاربا زيد والضاربِو عمرو | وقال الفرزدق‬    ‫ى الفعل المضار‬ ‫مجر‬
                                       ‫ُ‬             ‫َ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/480)‬
‫ِ‬        ‫ق ِ ََ ِ‬         ‫ِ‬   ‫ُ َي َ ٍ َ ً‬
      ‫% ( أُسَّد ذو خرَّطة نهار % من المتَلَ َّطى قرد القُمام ) % | وقال رجل من بنى ضبةَ % (‬
            ‫ّ‬         ‫ٌ‬                                            ‫ا‬              ‫َي ُ‬
                                       ‫َ‬                  ‫َ ُ‬
                               ‫الفارجى باب األمير المبهَِم % ) % | وقال رجل من األنصار‬
                                                                     ‫ِ ُْ‬       ‫ِ‬       ‫ِِ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/580)‬




       ‫% ( الحافظُو عوَةَ العشي ة ال % ي ِيهم من و ائنا نطَف ) % | لم يحذف النون لإلضافة ال‬
        ‫و‬         ‫ِ‬             ‫َ‬                 ‫َر َ ُ‬      ‫ِ‬
                                                             ‫َأت ُ‬
                                                                        ‫ِ‬
                                                                        ‫ر‬      ‫َ ْر‬     ‫ِ‬
                                                                                             ‫ِ‬
   ‫ُ ّ‬              ‫ُ‬                    ‫لَ ِ ل َ‬
 ‫ليعاقب االسم النون ولكن حذفوها كما حذفوها من اّلذين واّذين حيث طال الكالم وكان االسم األول‬
                                 ‫ُ‬                                              ‫ُ ّ َ‬      ‫ُ َ‬
‫منتهاه االسم اآلخر | وقال األَخطل % ( أَب ِى كلَيب إن عمى َّلذا % سلبا الملوك وفَككا األَغالال )‬
  ‫ْ ََ‬       ‫َ َ َ ُ َ َّ َ‬          ‫َن ُ ْ ٍ ّ َ َّ َّ ال َ‬                     ‫ُ‬
                                                                                   ‫ِ‬
                                                                                      ‫ُ‬         ‫ُ‬
  ‫َ‬      ‫ّ‬                         ‫% | ألن معناه معنى الذين فعلوا وهو مع المفعول بمنزلة اسم مفرٍ‬
  ‫ُ ْ َ د لم يعمل فى شئ كما أن الذين‬
                          ‫ََْ ْ‬                                         ‫َ‬
                                                ‫فعلوا مع صلته بمنزلة اسم | وقال أَشهَب بن رميلةَ‬
                                                    ‫َُ‬    ‫ُ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/680)‬



                                      ‫َّ ِ ِ‬     ‫ُّ ِ‬                  ‫ْ َ ٍ ِ‬
  ‫% ( وان الذى حانت بفلج دماؤهم % هم القوم كل القوم يا أُم خالد ) % | واذا قلت هم الضاربوك‬
                                                       ‫ُُ ُ‬       ‫ُْ‬
                    ‫ِ‬            ‫ِ‬                              ‫ّ َّ‬
‫وهما الضارباك فالوجه فيه الجر ألنك إذا كففت النون من هذه األسماء فى المظهَر كان الوجهُ الجر‬
 ‫َّ‬                                                    ‫َ‬
                                                     ‫َ‬
    ‫َّ فى قول من قال الحافظو عو ةَ العشي ة | ال يكون فى قولهم هو ضاربوك أن تكون الكاف فى‬
          ‫ُ‬                                              ‫ر و‬      ‫ر‬                           ‫إال‬
‫موضع النصب ألنك لو كففت النون فى اإلظهار لم يكن َّ جر | ال يجوز فى اإلظهار هم ضاربو‬
                  ‫ِ‬                  ‫إال ًّا و‬             ‫ِ‬         ‫َ‬         ‫َّ‬
‫زيدً َّها ليست فى معنى الذى ألنها ليست فيها األلف والالم كما كانت فى الذى | واعلم أن حذف‬
 ‫َ‬        ‫َّ‬                                       ‫ُ‬                                    ‫ا ألن‬
         ‫ِ‬                                                ‫َ ِ‬
                         ‫َ ً‬           ‫ُ ل‬     ‫ّ‬                               ‫ِ ٌ‬
       ‫النون والتنوين الزم مع عالمة المضمر غير المنفصل ألنه ال يتكّم به مفردا حتّى يكون متّصال‬
      ‫بفعل قبله أو باسم فيه ضمير فصار كأنه النون والتنوين فى االسم ألنهما ال يكونان َّ زوائد ال‬
       ‫إال َ َ و‬                  ‫َّ‬             ‫ُ‬     ‫ُ‬     ‫ّ‬                              ‫ٍ‬
   ‫َِ‬                     ‫َ ِ َّ‬                   ‫ِ‬                                 ‫ِ ال‬
                                          ‫ُ ُّ َ‬
 ‫يكونان إ ّ فى أَواخر الحروف | والمظهَر وان كان يعاقب النون والتنوين فإنه ليس كعالمة المضمر‬
                                                             ‫ُ‬            ‫ُ‬
                                                                ‫ٌ َ ِ ُْ َ‬            ‫ِ‬
                    ‫المتَّصل ألنه اسم ينفصل ويبتَدأُ وليس كعالمة اإلضمار ألنها فى اللفظ كالنون‬
                                              ‫ِ‬
                                                             ‫____________________‬

‫(0/780)‬
‫ّ‬     ‫َّ وز‬
   ‫والتنوين فهى أَقرب إليها من المظهر اجتَمع فيها هذا والمعاقبةُ | وقد جاء فى الشعر عموا أنه‬
                                                             ‫َ‬            ‫َ‬
                         ‫ع % ( هم القائلون الخير واآلمرونه % إذا ما خشوا من م ِ‬
                                                           ‫ِ‬
              ‫ِْ ُ ْ ََ‬
‫ُ حدث األمر معظما ) % | وقال %‬        ‫َُ‬                        ‫َ‬    ‫َ‬      ‫ُُ‬        ‫مصنو‬
                                        ‫ِ‬       ‫ِْ‬                ‫ُْ ِ ُ‬
                        ‫( ولم يرِفق والناس محتَضرونه % جميعاً وأَيدى اْلمعتَفين رواهقُه ) %‬
                                                                                 ‫َْت ْ‬
                                   ‫ْ َ َ‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/880)‬



    ‫ِ ُ ِ‬
  ‫ِع فى عمله ومعناه ) | وذلك قولك عجبت من‬‫( هذا باب من المصادر ج َى م ى الفعل المضار‬
                                                       ‫َ ر َ جر‬            ‫ٌ‬
          ‫َ‬
            ‫َْ ٍ ٌ‬                      ‫ُ ِ‬
       ‫ا‬
       ‫ً‬                     ‫َْ ٍ ً ٌ‬                           ‫ّ َ‬             ‫َ ٍ‬
  ‫ضرب زيدا فمعناه أَنه يضرب زيدا | وتقول عجبت من ضرب زيدا بكر ومن ضرب زيد عمر إذا‬ ‫ْ‬
                 ‫ا ٌ َّ‬
     ‫كان هو الفاعل كأنه قال عجبت من أنه يضرب زيد عمر ويضرب عمر زيد | وانما خالَف هذا‬
                           ‫ً‬      ‫ً َ‬‫ا‬   ‫ٌ‬       ‫ّ َ‬      ‫ُ‬         ‫ّ‬
        ‫ِ ٌ‬                              ‫ِ‬        ‫َّ‬
    ‫ع فى أَن فيه فاعالً ومفع ال ألنك إذا قلت هذا ضارب فقد‬
                           ‫و ّ‬                          ‫االسم الذى ى م ى الفعل المضارِ‬
                                                                       ‫جر َ جر‬    ‫َ‬
                 ‫ُ‬       ‫َ‬                 ‫ٍ ِ َّ‬
 ‫جئت بالفاعل وذكرتَه واذا قلت عجبت من ضرب فإنك لم تذكر الفاعل فالمصدر ليس بالفاعل وان‬
                                                          ‫ُ‬
‫كان فيه دليل على الفاعل فلذلك احتجت فيه إلى فاعل ومفعول ولم تحتج حين قلت هذا ضارب زيدا‬
     ‫ٌ‬                                               ‫َ‬                    ‫ٌ‬
           ‫ّ‬   ‫ّ‬                                                    ‫َّ‬
  ‫إلى فاعل ظاهر ألن المضمر فى ضارب هو الفاعل | فمما جاء من هذا قولُه عز وجل ! 2 < أو‬
      ‫إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة > 2 ! | وقال % ( فل ال رجاء النصر منك هبة %‬
            ‫ور‬                  ‫و‬
 ‫عقابك قد صاروا لنا كالموار د ) % % ( َخذت بسجِلهم فنفحت فيه % محافَظة لهن إخا الذمام )‬
   ‫ِّ ِ‬       ‫ً َّ‬      ‫ُ‬       ‫َ ُ‬       ‫أ ُ َْ‬
                                                                                     ‫%‬
                                                             ‫____________________‬

‫(0/980)‬



                                ‫ّ َِ ِ ِ‬                            ‫ٍ بالس ِ‬
         ‫| وقال % ( يضرب ُّيوف ءوس قوٍم % أَزْلنا هامهن عن المقيل ) % | وان شئت حذفت‬
         ‫َ‬            ‫ْ‬              ‫َ‬        ‫َ‬      ‫َ‬   ‫رُ َ َ ْ‬            ‫َْ‬
‫التنوين كما حذفت فى الفاعل وكان المعنى على حاله َّ أنك تَجر الذى يلى المصدر فاعال كان أو‬
                ‫َ‬                 ‫ُّ‬      ‫إال‬                                         ‫َ‬
                                        ‫ٍ‬ ‫مفعو ً ألنه اسم قد كففت عنه التنوين كما فعلت ذلك ِ‬
‫ا‬
‫بفاعل ويصير المجرور بدالً من التنوين معاقبً‬
                         ‫ُ‬                                             ‫َ‬        ‫ال َّ ٌ‬
     ‫له | وذلك قولك عجبِت من ضرِه زيدً إن كان فاعال ومن ضرِه زيد إن كان المضمر مفع ال |‬
         ‫و‬     ‫ُ َ َْ‬          ‫َ ْب ٌ‬                     ‫ا‬    ‫َ ْب‬      ‫َ ُ‬
      ‫َّ‬                                      ‫ِ ِ ٍ‬                  ‫ِ ٍ ٍ‬
    ‫وتقول عجبت من كسوة زيد أبوه وعجبت من كسوة زيد أباه إذا حذفت التنوين | ومما جاء ال ينون‬
                   ‫َّ‬                              ‫ُ‬                      ‫َْ‬
‫ِ‬                                       ‫ِ‬
                    ‫قول لبيد % ( عهدى بها الحى الجميع وفيهم % قبل التفرق ميسر وِدام ) %‬
                                                  ‫ِ‬
                        ‫َ ُّ ِ َ ْ ٌ ن ُ‬        ‫ُ‬     ‫َ‬      ‫َ َّ‬        ‫َْ‬         ‫ُ‬
                                                           ‫____________________‬

‫(0/190)‬




 ‫| ومنه قولهم سم ُ أُذ ِى زيدا يقول ذاك | قال رؤبة % ( َأْى عينى الفَتَى أَخاكا % ُعطى الجزيل‬
 ‫َِ َ‬     ‫ي ِ‬
           ‫ْ‬                   ‫ور َ ْ َ َّ‬                  ‫ً ُ‬       ‫َ ْ ع ُن‬
                                  ‫َ‬          ‫ٍ‬   ‫ِ ٍ‬
‫فعليك ذاكا ) % | وتقول عجبت من ضرب زيد وعمرو إذا أشركت بينهما كما فعلت ذلك فى الفاعل‬
                                                               ‫ُ‬                        ‫َ‬
                                       ‫ِ ٍ‬                         ‫ٍ‬
   ‫ا‬
   ‫َ ً‬        ‫ً َّ ْ َ َ َ‬
‫| ومن قال هنا ضارب زيد وعمر قال عجبت له من ضرب زيد وعمر كأنه أَضمر ويضرب عمر أو‬
                             ‫ا‬             ‫َْ‬      ‫ُ‬         ‫ا‬
                                                             ‫ً‬        ‫ُ‬                 ‫َْ‬
                   ‫وضرب عمر | قال رؤبة % ( قد كنت داينت بها َّانا % مخافة اإلفالس و َّ‬
          ‫َ ِ ِ اللَّانا ) %‬
                ‫يَ‬                          ‫حس َ‬  ‫ُ َْ ُ‬                         ‫ا‬
                                                                                 ‫ً‬    ‫ََ َ‬
                                                              ‫____________________‬

‫(0/090)‬




        ‫ُ‬        ‫َ‬      ‫الض ْ ِ ا‬   ‫ُ‬                      ‫ِ ِ َ‬
     ‫% % ( يحسن بيع األصل والقيانا ) % | وتقول عجبت من َّرب زيدً كما قلت عجبت من‬
                                                                          ‫ُ َْ َ‬
                                                                                  ‫ِ‬
               ‫ِ‬                                                                      ‫ِِ‬
        ‫ُ َّ َ ْ َ َ‬
     ‫الضارب زيدا يكون األلف والالم بمنزلة التنوين | وقال الشاعر % ( ضعيف النكاية أَعداءه %‬
                                                                    ‫ُ‬           ‫َ‬
                                                 ‫المر‬                ‫ْ‬        ‫ُ ِر ر ِ‬
                                       ‫يخال الف ار ي اخى األَجل ) % | وقال ّار األسدى‬
                                        ‫ّ‬                                         ‫َ ُ‬    ‫َ‬
                                                            ‫____________________‬

‫(0/290)‬




  ‫% ( لقد عِلمت أُولَى المغ َة أننى % لحقت فلم أَنكَل عن الضرب مسمعا ) % | ومن قال هذا‬
                            ‫ِ‬
                        ‫ْ ِ ََْ‬          ‫ْ ُِ ْ‬                  ‫ُِ ِ ّ‬
                                                                    ‫ير‬      ‫َ َ ْ‬
      ‫ِ‬     ‫ِ َّه َ َ ِ‬          ‫ِ ّ الض َ‬         ‫الض ِ‬                     ‫ُ َّ ُ ِ‬
 ‫الضارب الرجل لم يقل عجبت له من َّرب الرجل ألن َّارب الرجل مشب ٌ بالحسن الوجه ألنه‬
                                                                  ‫ُ‬
                                       ‫ِ‬     ‫َّ‬
  ‫وصف لالسم كما أن الحسن وصف وليس هو بحد الكالم مع ذلك | وقد ينبغى فى قياس من قال‬
                                                           ‫َ ََ َ ْ ٌ‬                 ‫ٌ‬
           ‫ُ ِ ِ‬                                ‫ِ‬                            ‫الض ُ َّ ِ‬
   ‫َّارب الرجل أن يقول الضارب أََخى الرجل كما يقول الحسن األخ والحسن وجه األخ | وكان‬
                              ‫َ َُ ِ‬                      ‫ُ َ‬           ‫َ‬
                         ‫ِ‬                          ‫ِ‬
      ‫الخليل ي اه | وان شئت قلت هذا ضرب عبد اهلل كما تقول هذا ضارب عبد اهلل فيما انقطع من‬
              ‫َ‬                                                                    ‫َر‬
                                                        ‫َْ ُ‬
                          ‫ِ‬    ‫َِ‬                  ‫ِ ا‬       ‫َ ِ‬
      ‫األفعال | وتقول عجبت من ضرب اليوم زيدً كما قال % ( يا سارق الليلة أهل الدار % ) %‬
                ‫َ ْ‬                                            ‫ْ‬          ‫ُ‬
                                                              ‫____________________‬
‫(0/390)‬




‫| وليس مثل % ( هلل در اليوم من المها % ) % | َّهم لم يجعلوه فعال أو فَعل شيئً فى اليوم إنما‬
               ‫ََ ا‬                         ‫ألن‬            ‫َ ُّ َ ْ َ َ ْ َ‬       ‫َ‬
     ‫َْ َ ْ‬      ‫ً ََ‬                            ‫َ ِ‬
     ‫هو بمنزلة هلل ِالدك | ويجوز عجبت له من ضرب أخيه يكون المصدر مضافا فَعل أو لم يفعل‬
                                                            ‫ُ‬                 ‫ب ُ‬
                             ‫ُ‬                     ‫ْ‬
    ‫َْ‬              ‫َِ ْ‬
‫َّهة بالفاعل فيما عملت فيه ) | ولم تَقو أن‬                     ‫ٍ‬
                                         ‫ويكون منونا وليس بمنزلة ضارب ( هذا باب الصفة المشب‬
                                                                                    ‫ُ َّ‬
            ‫َ ْ‬                                      ‫ِ‬
                               ‫تَعمل عمل الفاعل ألنها ليست فى معنى الفعل المضار ِ َّ ُ ب ْ‬
 ‫ِع فإنما شَّهَت بالفاعل فيما عملت فيه | وما‬                                ‫ّ‬       ‫ََ َ‬
      ‫َّ‬       ‫ِ‬                                                               ‫ٌ َّ‬
 ‫تَعمل فيه معلوم إنما تَعمل فيما كان من سببها معرفا باأللف والالم أو نك ةً ال تُجاوز هذا ألنه ليس‬
                         ‫ر‬                       ‫ُ َ َّ‬                                     ‫َْ ُ‬
         ‫و‬       ‫جر مجر‬                 ‫َّ‬
  ‫بفعل ال اسم هو فى معناه | واإلضافةُ فيه أحسن وأكثر ألنه ليس كما ى ى الفعل ال فى‬
                                                     ‫ُ‬                                    ‫ٍ و‬

       ‫ّ‬                          ‫َّ‬
  ‫معناه فكان هذا أحسن عندهم أن يتباعد منه فى اللفظ كما أنه ليس مثله فى المعنى وفى قوته فى‬
                         ‫َ‬                              ‫َ َ‬             ‫َ‬
                                                 ‫األشياء | والتنوين عربى جيد | ومع هذا أَنهم‬
                                                    ‫ّ‬            ‫ٌّ ّ ٌ‬   ‫ُ‬
                                                                      ‫____________________‬

‫(0/490)‬




‫لو تركوا التنوين أو النون لم يكن أَبدً إ ّ نك ةً على حاله منونا | فلما كان ترك التنوين فيه والنون ال‬
                           ‫ُ‬              ‫َّ‬                 ‫ا ال ر‬                 ‫َ‬       ‫َ‬
                  ‫ُ‬             ‫َّ أ َّ ِ‬                 ‫َّ‬
   ‫يجاوز به معنى النون والتنوين كان تركهما أخف عليهم فهذا يقوى َن اإلضافة أَحسن مع التفسير‬
                                                                   ‫ُ‬                                 ‫ُ َُ‬
      ‫َّفةُ تَقَ ُ على االسم األول ثم‬
              ‫َّ‬                             ‫ِ‬                   ‫ِ‬
                               ‫األول | فالمضاف قولك هذا حسن الوجه وهذه حسنةُ الوجه | فالص ع‬
                                                      ‫َ ََ‬                                ‫ُ‬          ‫َّ ِ‬
                                                                       ‫َ َُ‬
              ‫ِ‬
     ‫توصلُها إلى الوجه والى كل شئ من سببه على ما ذكرت لك كما تقول هذا ضارب الرجل وهذه‬
                                               ‫ُ‬                                  ‫ّ‬                   ‫ِ‬
                     ‫ُ‬
‫ضاربةُ الرجل َّ أن الحسن فى المعنى للوجه و َّرب ههنا لألول | ومن ذلك قولهم هو أَحمر بين‬
‫ْ َ ُ َْ ِ‬                             ‫َّ‬        ‫الض ُ‬                              ‫ِ إال َّ ُ‬
    ‫العينين وهو َّد وجه الدار | ومما جاء منونا قول ُهير % ( أَهوى لها أَسفَ ُ الخدين م َّرق %‬
          ‫ْ ع َ َّ ْ ِ ُ ط ِ ٌ‬        ‫َْ‬          ‫زَ ْ‬        ‫َّ‬        ‫ّ‬
                                                                                       ‫جي ُ ِ‬      ‫ِ‬
                                                                           ‫َّ َ ُ‬     ‫َ ْ‬      ‫ِ َ َ ِ‬
                                                                     ‫ريش القوادِم لم تُنصب له الشبك ) %‬
                                                                                                 ‫َ‬
                                                                          ‫____________________‬

‫(0/590)‬




                                                 ‫َ الر ِ‬             ‫ِ‬
    ‫| وقال العجاج % ( محتَبك ضخم شئون َّأْس % ) % | وقال أيضا النابغة % ( ونأْخذ بعده‬
     ‫َ ُْ َ‬                 ‫ً‬                             ‫ُ ْ ٌ َ ٌْ ُ‬          ‫ّ‬
   ‫ِذناب عيش % َجب َّهر ليس له سنام ) % | وهو فى الشعر كثير | واعلم أن كينونة األلف‬
                 ‫ّ‬                                    ‫َ ُ‬        ‫أ َ َّ الظ ْ َ‬ ‫بِ ِ َ ْ ٍ‬
                                                                           ‫ِ‬
                    ‫َّ َّ‬                                          ‫ِ ُ‬
  ‫والالم فى االسم اآلخر أكثر وأحسن من أن ال تكون فيه األلف والالم ألن األول فى األلف والالم‬
                                   ‫ُ‬                        ‫ُ‬
‫ٍ‬     ‫ٍ‬
‫وفى ِهما ههنا على حالة واحدة وليس كالفاعل فكان إدخالُهما أَحسن وأَكثر كما كان ترك التنوين‬
        ‫ُ‬                                                                           ‫غير‬
                     ‫َ‬     ‫َ‬
                                                   ‫َ ٌَ‬        ‫َّ‬
                             ‫أكثر وكان األلف والالم أَولى ألن معناه حسن وجهُه | فكما ال يكون‬
                                                                     ‫َ‬       ‫ُ‬           ‫َ‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/690)‬




   ‫هذا إ ّ معرف ً اختاروا فى ذلك المعرفةَ | واأل ى عربي ٌ كما أن التنوين والنون عربى َّرد | فمن‬
          ‫ٌّ مط ِ ٌ‬                   ‫َّ‬   ‫ّة‬       ‫ُخر‬                            ‫ة‬     ‫ال‬
         ‫الس َ ِ ة‬              ‫أِ ْ ْ‬     ‫ٍ‬                    ‫ُ َ ٍْ َ َ ِ‬
      ‫ذلك قوله هو حديث عهد بالوجع | وقال عمرو بن شأس % ( َلكنى إلى قومى َّالم رسال ً %‬
                                                         ‫َ‬
 ‫ٍ ا ُ َ ي َ ُ ْال‬                    ‫َّ‬      ‫و َ ب ِ ز ًّ‬           ‫و ُز‬        ‫ِ‬          ‫ِ‬
 ‫بآية ما كانوا ضعافاً ال ع ْالَ ) % % ( ال سَّئى ِى إذا ما تلَبسوا % إلى حاجة يومً مخَّيسةً بز َ‬
                                                                                              ‫َ‬
                                              ‫ِ ُ َ ِْ ب ً َ ِ‬
                                      ‫) % | وقال حميد األرقطُ % ( الحق بطن ِقَر سمين % ) %‬
                                                     ‫ا‬                         ‫ُ ٌ‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/790)‬




 ‫| ومما جاء منونً قول أبى زبيد يصف األسد % ( كأَن أَثواب ن ّاد قُدرن له % يعلُو بِخملتِها كهباء‬
 ‫َ َْ َ‬     ‫َْ َ ْ‬          ‫َْ‬
                               ‫َق ٍ ِ‬
                                        ‫َ‬         ‫ّ‬            ‫َ‬       ‫ُ ٍَْ َ ِ ُ‬   ‫ا‬
                ‫ة ُِ ْ َْ ُ ْ‬
    ‫هدابا ) % | وقال أيضا % ( هيفاء مق ِلة عج اء مد ِ ةً % محطوط ٌ جدلت شنباء أَنياباَ ) % |‬
                                       ‫َْ‬         ‫َ ْ ُ ُ ْب ً َ ْ ز ُ ُ ْ بر‬      ‫ً‬         ‫ُ َّ َ‬
                         ‫وقال عدى بن زيد % ( من حبيب أو أَخى ِق % أو عدو شاحط دار ) %‬
                             ‫ٍ َا‬          ‫َ ُ ًّ‬           ‫ثٍ‬            ‫ِ َ ٍ‬          ‫ّ‬
                                                                           ‫____________________‬

‫(0/890)‬



                                          ‫ِ‬      ‫ِ‬        ‫َ ْ ِ َّ‬
       ‫| وقد جاء فى الشعر حسنةُ وجهها شبهوه بحسنة الوجه وذلك ٌ ألنه بالهاء معرفة كما كان‬
                             ‫ردئ ّ‬
  ‫ِ ْ ِ َْ ْ ِ‬
 ‫باأللف والالم وهو من سبب األول كما أنه من سببه باأللف والالم | قال الشماخ % ( أَمن دمنتَين‬
                       ‫ّ‬                                      ‫ّ‬
                                                                   ‫َ ِ‬
 ‫عرس الركب فيهما % يحقل الرخامى قد عفا طلالَهما ) % % ( أَقامت على ربعيهما جارتَا صفاً‬
      ‫َ َ‬         ‫َْ َ‬     ‫ْ‬                      ‫َ َ‬       ‫ُّ َ‬               ‫َّ َ َّ ْ ُ‬
    ‫ُ‬               ‫ٌ َ‬                                          ‫ِ ََْ ُ َ‬
   ‫% كميتَا األَعالى جونتَا مصطالهما ) % | واعلم أنه ليس فى العربية مضاف يدخل عليه األلف‬
                                                                                     ‫ُ َْ‬
                                                                        ‫والالم غير المضاف‬
                                                                                 ‫ُ‬
                                                                  ‫____________________‬
‫(0/990)‬



      ‫ِ‬        ‫ِ‬                         ‫ِ‬
 ‫إلى المعرفة فى هذا الباب وذلك قولك هذا الحسن الوجه أدخلوا األلف والالم على حسن الوجه ألنه‬
                               ‫َ‬                ‫َ َُ‬
   ‫مضاف إلى معرفة ال يكون بها معرفة أبدا فاحتاج إلى ذلك حيث منع ما يكون فى مثله البتَّة ال‬
    ‫َو‬                        ‫ُ َ‬             ‫َ‬      ‫ً ً‬                              ‫ٌ‬
     ‫يجاوز به معنى التنوين | فأَما النك ة فال يكون فيها إ ّ الحسن وجهً تكون األلف والالم بد ً من‬
        ‫ال‬          ‫ُ‬           ‫ا‬    ‫ال َ َ ُ‬                 ‫ر‬     ‫َّ‬                      ‫ُ َُ‬
 ‫التنوين ألنك لو قلت حديث عهد أو كريم أب لم تُخِلل باألول فى شئ فتُحتَمل له األلف والالم ألنه‬
  ‫َّ‬         ‫ُ‬         ‫َ‬                ‫ْ ْ ّ‬
                                                      ‫ٍ‬
                                                         ‫ُ‬             ‫ُ‬               ‫َّ‬
                   ‫على ما ينبغى أن يكون عليه | قال رؤبة % ( الحزن بابً والعقور كْلبا % ) %‬
                          ‫ُ ََ‬         ‫َْ ُ ا‬
                                                             ‫____________________‬

‫(0/112)‬



   ‫ِ‬
  ‫| عم أبو الخ ّاب أنه سمع قوما من العرب ُنشدون هذا البيت للحارث ابن ظالم % ( فما قَومى‬
                                                 ‫ي‬                             ‫َط‬        ‫وز‬
                                                         ‫و ار ُّ ْ ر ِ‬          ‫ِ ٍ‬
   ‫بثَعلَبةَ بن سعد % ال بفَز ةَ الشع َى رقابا ) % | َّما أُدخلت األلف والالم فى الحسن ثم أعملته‬
                             ‫ُ‬              ‫فإن‬                                   ‫َْ‬     ‫َْ‬
‫كما قال الضارب زيدا | وعلى هذا الوجه تقول هو الحسن الوجه وهى عربية جيدة | قال الشاعر %‬
                 ‫ّ ّ‬           ‫َ‬    ‫ُ‬                                      ‫ُ‬
                                           ‫و ار ُّ ْ ِ َّ‬         ‫ٍ‬
‫( فما قومى بثعلبةَ بن سعد % ال بفَز ةَ الشعر الرقابا ) % | وقد يجوز فى هذا أن تقول هو الحسن‬
‫َ َُ‬
                                                            ‫الض ُ َّ ِ‬
   ‫الوجه على قوله هو َّارب الرجل فالجر فى هذا الباب من وجهين من الباب الذى هو له وهو‬
                                                    ‫ُّ‬                                ‫ِ‬

‫ُ‬       ‫ال‬           ‫َّ‬             ‫ِ َّ َ‬               ‫ُ َ ُّ‬
‫اإلضافة ومن إعمال الفعل ثم يستخف فيضاف | فإذا ثنيت أو جمعت فأَثبت النون فليس إ ّ النصب‬     ‫ِ‬

  ‫ُ ْ ْ ُ َ َّئ ُ ْ‬                          ‫ِ ُ‬
  ‫وذلك قولهم هم ال ّيبون األَخبار وهما الحسنان الوجوهَ | ومن ذلك قوله تعالى ^ ( قل هل ننب ُكم‬
                                                               ‫َ‬           ‫ط‬
                                                                          ‫ْ َ ِ َ َ ال‬
                                                                      ‫باألَخسرين أَعما ً ) %‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/012)‬




                  ‫َ ُّ ُ ِ َ ُ ْ ِ‬        ‫ُُ‬
                                                    ‫َْ َ َ ْ َ ِ‬
                                                     ‫ْ‬                              ‫ْ ِْ ُ‬
     ‫| وقالت خرنِق من بنى قيس % ( ال يبعدن قومى الذين هم % سم العداة وآفةُ الجزر ) % % (‬
 ‫ر‬          ‫ُ‬           ‫َ‬       ‫َ‬   ‫َ‬        ‫ِْ‬        ‫ط َ َ َِ ْ ِ‬           ‫ٍ‬
                                                                                ‫ّ ُْ َ‬     ‫ِّ‬
‫النازلون بكل معتَرك % وال ّيبون معاقد األَزر ) % | فإن كففت النون جررت كان المعمول فيه نك ةً‬
       ‫َ‬       ‫َ‬          ‫َّّ َ ٍ‬                        ‫ٍ‬
                                                               ‫ُِ‬
      ‫أو فيه ألف الم كما قلت ه الء الضاربو زيد وذلك قولهم هم الطيبو أََخبار | وان شئت نصبت‬
                                                                     ‫ؤ‬               ‫ٌ و‬
    ‫على قوله % ( الحاف ُو عوَةَ العشي ة % ) % | وتقول فيما ال يقع َّ منونا عامال فى نك ة وانما‬
          ‫ٍ‬
          ‫ر‬               ‫إال َّ‬                                 ‫ر‬  ‫ِظ َ ْ ر‬
                 ‫ا‬
                 ‫َ‬          ‫ا‬
                            ‫ً‬     ‫ً‬      ‫ُ ٌ‬                                 ‫َّ ّ ِ َ‬
     ‫وقع منونا ألنه فُصل فيه بين العامل والمعمول فالفصل الزم له أبدا مظهَر أو مضمر وذلك قولك‬
‫هو خير منك أبا وهو أحسن منك وجهاً | ال يكون المعمول فيه إال من‬
                                                      ‫و‬             ‫ُ‬        ‫ً‬       ‫ٌ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/212)‬




                       ‫َ‬     ‫ّ‬                   ‫ِْ‬
    ‫سببه | وان شئت قلت هو خير عمال وأنت تَنوى منك | وان شئت أَخرت الفصل فى اللفظ وأصلُه‬
                                                            ‫ٌ ََ‬
‫التقديم ألنه ال يمنعه تأخي هُ عمله مقدما كما قال ضرب زيدً عمرو فعمرو مؤخر فى َّفظ مبدوء به‬
    ‫ٌ‬       ‫الل‬      ‫ٌ َّ‬      ‫ٌ‬       ‫ََ َ َ ا‬          ‫َّ‬     ‫ر ََ‬          ‫َ‬
‫فى المعنى وهذا مبدوء به فى أنه يثبِت التنوين ثم يعمل | ال يعمل َّ فى نك ة كما أنه ال يكون َّ‬
‫إال‬           ‫َّ‬     ‫ر‬     ‫َ ُ ْ ِ ُ و َ ْ َ ُ إال‬          ‫ُ‬           ‫ٌ‬
  ‫َّهة ف َلزم فيه وفيما يعمل فيه وجهاً واحدا | ويعمل فى الجمع كقولهم‬
                                             ‫ََْ ُ‬             ‫نك ة ال يقوى قوة الصفة المشب أ‬
                                                                                   ‫ر و َ َ َّ‬
       ‫ٍ‬                                     ‫ُ رُ ٍ‬                     ‫ال ِ‬
  ‫هو خير منك أعما ً | فإن أضفت فقلت هذا أول َ جل اجتَمع فيه لزوم النك ة وَن يلفَظ بواحد وهو‬
                ‫ُ ر أْ ُ‬                            ‫ّ‬           ‫َ‬                          ‫ٌ‬
         ‫ُّ ٍ‬            ‫ا‬          ‫ً‬                 ‫ُ َّ ِ‬
‫يريد الجمع وذلك ألنه أ اد أن يقول أول الرجال فحذف استخفافا واختصار كما قالوا كل رجل يريدون‬
                                                                        ‫ر‬
                                                             ‫ّ‬
                             ‫ِ‬                                                                 ‫َّ‬
‫كل الرجال | فكما استَخ ُّوا بحذف األلف والالم استخ ّوا بترك بناء الجميع واستَغنوا عن األلف والالم‬
                                              ‫ف‬                          ‫ف‬
                  ‫ِ‬
     ‫وعن قولهم األلف خير الرجال وأول الرجال | ومثل ذلك فى ترك األلف والالم وبناء الجميع قولهم‬
                                                ‫ُ‬              ‫َّ ُ‬        ‫ُ‬
  ‫َّ‬                                                    ‫َّ ر‬          ‫عشرون همً إنما أ ادوا ِ‬
‫ر عشرين من الد اهم فاختَصروا واستَخ ّوا | ولم يكن دخول األلف والالم يغير‬
                    ‫َ ُ ُ‬             ‫ف‬                                             ‫ِ ْ ُ َ در ا‬
                                                                    ‫َ‬
  ‫ال‬
  ‫َّهة | أ َ‬
          ‫العشرين عن نكرته فاستَخ ّوا بترك ما لم ُحتَج إليه | ولم تَقو هذه األحرف قوةَ الصفة المشب‬
                        ‫ُ َّ‬           ‫َْ‬             ‫ي ْ‬                ‫ف‬
‫ٍ‬                           ‫ِ‬    ‫بر ٍ َ َ ِ‬                                    ‫َّ ر‬
‫ى أنك تؤنثها وتذك ها وتَجمعها كالفاعل تقول مررت جل حسن الوجه أبوه كما تقول مررت برجل‬    ‫َّ‬      ‫تر‬
                                                      ‫ٍ‬       ‫ٍ‬
                                                      ‫حسن أبوه وهو مثل قولك مررت برجل ضارب‬    ‫ٍ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/312)‬




                                                                            ‫ٍ‬            ‫ِ‬
 ‫أبوه | فإن جئت بخير منك أو عشرين رفعت ألنها مْلحقَ ٌ باألسماء ال تَعمل عمل الفعل فلم تَقو قوةَ‬
                       ‫َ‬                   ‫َ ّ ُ َة‬
   ‫َْ ّ‬                                                        ‫َ‬
      ‫ْر ٍ‬          ‫َّ‬    ‫ٍُ‬
 ‫َّهةُ قوةَ ما ى ى الفعل | وتقول هو خير رجل فى الناس وأَف َهُ عبد فى‬
                                                          ‫جر مجر‬     ‫َّه كما لم تَقو المشب َّ‬
                                                                                           ‫المشب‬
                             ‫ُ َ‬                                               ‫َْ‬
                             ‫ا‬      ‫ُّ‬         ‫ر‬        ‫ا‬
                                                        ‫ً‬       ‫ِ ْر و‬
  ‫الناس ألن ِهَ هو العبد ولم تُْلق أَف َهَ ال خير على غي ه ثم تَختص شيئً فالمعنى مختلف | وليس‬
                                                                                     ‫الفار‬
    ‫هنا فصل ولم َيلزم َّ ترك التنوين كما أن عشرين وخير منك لم َيلزم فيه إ ّ التنوين | ولم يدخلوا‬
       ‫ِْ‬
          ‫ُ‬      ‫ُ‬       ‫ال‬                     ‫ا‬
                                                ‫ً‬            ‫َّ‬            ‫إال ُ‬           ‫ٌ‬      ‫ُ‬
  ‫ِ‬                ‫ه تفسير األول | وانما أ ادوا أَف ه الع ِ‬
‫ُ ّ ُ َّ ر ْرَ َ بيد | وخير األعمال |‬                                        ‫األلف والالم كما لم ي ِ‬
                                                          ‫ُدخلوه فى األول وتفسير‬               ‫َ‬
            ‫َ‬              ‫َ‬                               ‫ُ‬        ‫ّ‬
                        ‫ة‬                  ‫َ‬     ‫َّ‬       ‫ُ‬                       ‫َ‬            ‫َّ‬
   ‫وانما أَثبتوا األلف والالم فى قولهم أفضل الناس ألن األول قد يصير به معرف ً فأثبتوا األلف والالم‬

                                                                         ‫َّ ْ َ‬
   ‫وبناء الجميع ولم ينون وفرقوا بترك النون والتنوين بين معنيين | وقد جاء من الفعل ما قد أُنفذ إلى‬
           ‫ُ ً ق ُ َْ و‬                             ‫ٍ‬           ‫ّ‬          ‫ََْ ّ ر‬          ‫ٍ‬
    ‫مفعول ولم يقو قوةَ غي ه مما قد تَعدى إلى مفعول وذلك قولك امتَألَت ماء وتف َّأْت شحماً ال تقول‬
‫امتألتُه‬
                                                                    ‫____________________‬

‫(0/412)‬




       ‫ال تفقَّأتُه ال يعمل فى غي ه من المعارف ال يقدم المفعول فيه فتقول ماء امتَألْت كما ال يقدم‬
         ‫َّ‬
        ‫َُ ُ‬        ‫ُ‬       ‫َ ً‬           ‫ُ‬        ‫و َّ‬       ‫َ‬      ‫ر‬            ‫و َ‬           ‫و‬
  ‫ّ‬         ‫ٌ‬   ‫َّ‬                                              ‫المفعول فيه فى الصف ّ المشب ِ و‬
‫َّهة ال فى هذه األسماء ألنها ليست كالفاعل | وذلك ألنه فعل ال يتَعدى‬       ‫ة‬             ‫ُ‬
                                                        ‫َّ‬
 ‫إلى مفعول واَّما هو بمنزلة االنفعال ال يتعدى إلى مفعول نحو كسرته فانكسر ودفعته فاندفع | فهذا‬
                                                                                  ‫ن‬
       ‫النحو إنما يكون فى نفسه ال يقع على شئ فصار امتألت من هذا الضرب كأَنك قلت مألنى‬
                                                            ‫و‬
           ‫ُ‬     ‫َّ‬
    ‫فامتألت | ومثله دحرجته فت ج | وانما أصلُه امتَألت من الماء وتف َّأت من الشحم فحذف هذا‬
                             ‫ق ُ‬                               ‫دحر‬
                        ‫َ َّ‬
‫استخفافا وكان الفعل أَجدر أن يتعدى إن كان هذا ينفُذ وهو فى أنهم ضعفوه مثله | وتقول هو أشجعُ‬
                                 ‫ّ‬                    ‫َ ّ ْ‬        ‫َ‬    ‫ُ‬          ‫ً‬
          ‫ِ‬         ‫ُ‬                                ‫ُ ُ‬            ‫ِ‬
     ‫الناس ج ً وهما خير الناس إثنين | فالمجرور هنا بمنزلة التنوين وانتَصب الرجل واالثنان كما‬
                                                                             ‫ٌ‬        ‫ر ال‬
  ‫انتَصب الوجهُ فى قولك هو أحسن منه وجهاً | ال يكون َّ نك ةً كما لم يكن ثَمةَ إ ّ نك ةً | والرجل‬
  ‫ُ‬         ‫َّ ال ر‬                    ‫إال ر‬          ‫و‬             ‫ُ‬
                                              ‫ٍُ‬
                ‫هو االسم المبتدأُ واالثنان كذلك | َّما معناه هو خير رجل فى الناس وهما خير اثنين‬
                                                                  ‫إن‬
                        ‫ُ‬                         ‫ُ‬
                                                                      ‫____________________‬

‫(0/512)‬




‫فى الناس | وان شئت لم تَجعله األول | فتقول هو أكثر الناس ما ً | ومما أُج ِى هذا الم ى أسماء‬
          ‫ُ جر‬       ‫ّ ْرَ‬       ‫ال‬          ‫ُ‬               ‫َّ‬
      ‫ِْ‬                                                      ‫ِّ ِ‬
   ‫العدد تقول فيما كان ألَدنى العدة باإلضافة إلى ما يبنى لجمع َدنى العدد إلى أدنى العقود وتُدخل‬
                                    ‫أ‬          ‫َُْ‬
               ‫ُ‬
                                         ‫ً‬           ‫ُّ‬         ‫َّ‬
     ‫فى المضاف إليه األلف و الالم ألنه يكون األول به معرفة وذلك قولك ثالثة أبواب وأربعة أنفس‬
   ‫ِ‬               ‫ِ‬
‫وأربعة أثواب | فيما بينك وبين العش َة واذا أَدخلت األلف والالم قلت خمسةُ األثواب وستّةُ األَجمال |‬
                                ‫َ‬          ‫َ‬         ‫َ‬       ‫َ َر‬
         ‫َر ا‬              ‫َ‬    ‫ِ‬
     ‫فال يكون هذا أبدا إال غير منون َيلزمه أمر واحد لما ذكرت لك | فإذا زدت على العش َة شيئً من‬
                                         ‫ُ‬            ‫ٌ‬ ‫ٌ‬            ‫َ َّ‬        ‫ً‬
            ‫ٍ َّ ٍ‬                ‫ُ‬    ‫ا‬           ‫ا‬         ‫ّ‬          ‫ِّ ُ َ‬
   ‫أَسماء أدنى العدد فإنه يجعل مع األول اسماً واحدً استحفافً ويكون فى موضع اسم منون | وذلك‬
       ‫قولك أَحد عشر همً واثناَ عشر هماً واحدى عش ةَ جاري ً | فعلى هذا ُ َى من الواحد إلى‬
                       ‫يجر‬            ‫ة‬        ‫ْ َ َ ْر‬      ‫َ َ َ در‬       ‫َ َ َ َ َ در ا‬
  ‫ُ ُ جر‬             ‫و َّ َ ُ وي ْ ر‬
 ‫التسعة | فإذا ضاعفت أَدنى العقود كان له اسم من لفظه ال يثنى العقد | ُج َى ذلك االسم م ى‬
                                                   ‫ٌ‬               ‫ُ‬           ‫َ‬          ‫ِ‬
                        ‫ُ ِ ر‬                                                                  ‫ِ‬
‫الواحد الذى لحقتْه الزَّادةُ للجمع كما لحقتْه الزيادةُ للتثنية ويكون حرف اإلع اب الواو والياء وبعدهما‬
                                                                             ‫ي‬
               ‫َ‬
‫النون وذلك قولك عشرون هما | فإن أردت أن تثلَّث أدنى العقود كان له اسم من لفظ الثالثة ي ى‬
 ‫َجر‬                  ‫ٌ‬           ‫ُ‬        ‫َ‬      ‫َ ْ‬          ‫ِ ْ ُ َ در ً ِ‬                    ‫ُ‬
‫ى االسم الذى كان للتثنية‬‫مجر‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/612)‬




  ‫وذلك قولك ثَالثون عبدا | وكذلك إلى أن َّعه وتكون النون الزمة له كما كان ترك التنوين الزما‬
  ‫ً‬             ‫ُ‬              ‫ً‬     ‫ُ‬     ‫ُ‬      ‫تتس َ‬                 ‫ً‬      ‫َ‬
 ‫َّفة التى فى‬            ‫ألن‬                    ‫ِ‬
           ‫للثالثة إلى العش ة | وانما فعلوا هذا بهذه األسماء وأَلزموها وجهاً واحدا َّها ليست كالص‬
                                                                          ‫ر َّ‬
‫معنى الفعل ال التى شَّهَت بها فلم تَقو تلك القوةَ ولم يجز حين جاوزت أدنى العقود فيما تُبَّن به من‬
       ‫َي ُ‬          ‫ُ‬        ‫َ‬           ‫َُ‬      ‫ّ‬          ‫َْ‬         ‫ُب ْ‬         ‫و‬
                                                       ‫و‬          ‫ظ‬                     ‫َّ ِ ْ ٍ‬
 ‫أى صنف العدد إ ّ أن يكون لف ُه واحدا ال تكون فيه األلف والالم لما ذكرت لك | وكذلك هو إلى‬
                        ‫ُ‬             ‫ُ‬                                      ‫ُ ال ْ‬
              ‫َ‬               ‫َ ََ‬      ‫ُ ِ‬         ‫ِ ٍ‬
    ‫التسعين فيما يعمل فيه َّن به من أى صنف العدد | فإذا بلغت العقد الذى يليه تركت التنوين‬
                                                                        ‫ويبي‬    ‫َ ُْ‬
     ‫َ‬                                                     ‫َ‬
 ‫والنون وأَضفت وجعلت الذى يعمل فيه َّين به العدد من أى صنف هو واحدً كما فعلت ذلك فيما‬
                     ‫ا‬                ‫ّ‬        ‫ُ‬          ‫ويب‬  ‫ََْ ُ‬              ‫َ‬        ‫َ‬
      ‫ة‬          ‫ُ َّ ُ‬       ‫ةو‬                   ‫َّ‬                    ‫ال َّ ْ ِ ُ‬
    ‫نونت فيه إ ّ أنك تُدخل فيه األلف والالم ألن األول يكون به معرف ً ال يكون المنون به معرف ً |‬
                                                                                             ‫َّ‬
                ‫ِ‬            ‫َ ِ َ در ٍ‬                        ‫ِ َ در ٍ ِ َ الدر ِ‬
‫وذلك قولك مائةُ هم ومائةُ هم | وذلك إن ضاعفتَه قلت مائتا هم ومائتا الدينار | وكذلك العقد‬
‫َُْ‬                                                     ‫ْ‬
                                     ‫در ٍ‬        ‫ُ در ٍ‬              ‫َّ‬
                                    ‫الذى بعده واحدً كان أو مثنى وذلك قولك أْلف هم وأَْلفاَ هم‬
                                                                                ‫ا‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/712)‬




    ‫ِ َ ِْ‬          ‫َ‬                            ‫ُّ بيع‬     ‫َّ‬      ‫ُ‬      ‫َّ‬
    ‫| وقد جاء فى الشعر بعض هذا منونا | قال الر ُ بن ضبع الفز ى % ( إذا عاش الفَتَى مائتَين‬
                                   ‫َ ُ ٍ َ ار ّ‬
    ‫َّ ِ ٍ‬                      ‫ِ‬
                      ‫َ ِ َ ْ َ رْ‬       ‫َ ُ ِ ً‬
    ‫عاما % فقد أَودى المس َّةُ والفَتاء ) % | وقال % ( أَنعت عير من حمير خنزَه % فى كل عير‬
                                         ‫ا‬                     ‫ُ‬      ‫َ َر‬    ‫َْ‬         ‫ً‬
                                                                                 ‫ِ ِ َ َ رْ‬
                                                                            ‫مائتان كم َة ) %‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/812)‬




                  ‫ِ ٍ ولكن‬        ‫ِ‬                                  ‫ِ ٍ‬      ‫ٍ‬
  ‫| وأما ثلثُمائة إلى تسعمائة فكان ينبغى أن تكون فى القياس مئتين أو مئات َّهم شبهوه بعشرين‬
  ‫َ‬         ‫ّ‬                 ‫َ‬
            ‫ٍ‬                       ‫ٍ‬
                 ‫َ ٌ‬                   ‫ا َّ ٌ‬
     ‫وأَحد عشر حيث جعلوا ما َّن به العدد واحدً ألنه اسم لعدد كما َن عشرين اسم لعدد | وليس‬
                           ‫أّ‬                         ‫ُ‬        ‫يبي ُ‬             ‫َ َ َ ََ‬
‫ٌ حتَّى قال بعضهم فى الشعر من ذلك ما ال‬
                        ‫ُ‬                          ‫ً‬     ‫ظ‬           ‫ْ‬            ‫ٍَ‬
                                      ‫بمستنكر فى كالمهم أن يكون اللف ُ واحدا والمعنى جميع‬
‫ر َّ ِ‬
                    ‫ُ‬            ‫َِ ُ َ ْ‬
     ‫يستَعمل فى الكالم | وقال علقمةُ بن عبدةَ % ( بها جيف الحس َى فأما عظامها % فبيِض وَما‬
       ‫َ ٌ أ‬                                         ‫ََ‬        ‫ََ‬                  ‫ُ ْ َْ ُ‬
     ‫جْلدها فصِليب ) % | وقال % ( ال تُنكروا القتل وقد سبينا % فى حلقكم عظم وقد شجينا ) %‬
          ‫َِ َ‬             ‫ِ‬
                   ‫َ ُ ْ َ ٌْ‬          ‫ُ‬     ‫ِ ُ َْ َ‬                        ‫َ ُ‬       ‫ِ ُ‬
                                                             ‫____________________‬

‫(0/912)‬




 ‫| فاختُص التثليث بهذا الباب إلى تسعمائة | كما أَن لَدن لها فى غدوةً حال ليست فى ها تُنصب‬
 ‫غير ْ َ ُ‬              ‫ٌ‬      ‫َُْ‬        ‫ّ ُْ‬                                        ‫ّ‬
 ‫ٌ كأنه‬
      ‫بها كأَنه أَلحق التنوين فى لغة من قال لد | وذلك قولك من لَدن غدوٌ | وقال بعضهم لَداً غدوة‬
                              ‫ُ ْ ُ ْ َة‬               ‫َُ‬               ‫َ‬       ‫َ‬       ‫ّ‬
       ‫ُْ ٍ‬      ‫ُّ‬                          ‫َّ‬           ‫َِ ْ ا‬
 ‫أَسكن الدال ثم فتحها كما قال اضربن زيدً ففتح الباء لما جاء بالنون الخفيفة | والجر فى غدوة هو‬
                                                                                ‫َ‬      ‫َ‬
        ‫َ‬
                         ‫ُّ‬            ‫ِ‬
 ‫ُ من كالمهم عن‬                  ‫ِ ْ َْ‬
                    ‫الوجهُ والقياس | وتكون النون من نفس الحرف بمنزلة نون من وعن فقد يشذ الشئ‬
                                                                            ‫ُ‬
 ‫ِ ْر ْ َ‬
 ‫ُ فى موضع و ال يستخ ّونه فى غي ه | وذلك قولُهم ما شعرت به شع َةً ولَيت‬
                   ‫ََ ُ‬                 ‫ر‬            ‫َ ف‬         ‫ٍ‬          ‫ِه ويستخفّون الشئ‬
                                                                                            ‫نظائر‬
        ‫شع ِى | ويقولون العمر والعمر ال يقولون فى اليمين إ ّ بالفتح يقولون كلُّهم لَعمرك | وستر أ‬
  ‫ى َشباهَ‬           ‫َُْ‬     ‫ُ‬                ‫ال‬                     ‫َ ُْ ُُْ‬                ‫ِ ْر‬
     ‫ُ‬                                           ‫َّ‬
 ‫هذا أيضً فى كالمهم إن شاء اهلل | ومما جاء فى الشعر على لفظ الواحد ي اد به الجميعُ % ( كلُوا‬
                            ‫ر‬                                                ‫ْ‬             ‫ا‬
 ‫فى بعض ب ِكم تَع ُّوا % فإن زمانكم زمن خميص ) % | ومثل ذلك فى الكالم قوله تبارك وتعالى‬
                                                           ‫ِ‬
                                                     ‫ِ ّ َ ُْ َ َ ٌ َ ُ‬        ‫َ ْ ِ َطن ُ ُ ِ ف‬
                                                      ‫ِ َْ‬      ‫ِ ْ ِ ْ َ ُْ َ َ ْ ِ ْ َْ ا‬
             ‫^ ( فَإن طبن لَكم عن شَئ منهُ نفسً ) ^ وقَررنا به عيناً وان شئت قلت أَعيناً وأَنفُساً‬
                          ‫ُْ‬                  ‫َْ‬
                                                                       ‫____________________‬

‫(0/102)‬




                               ‫يْ‬               ‫َ‬        ‫ِْ‬      ‫ِ ٍ‬          ‫ِ ِ‬         ‫ٍ‬
     ‫كما قلت ثلثمائة وثالث مئين ومئات ولم يدخلوا األلف والالم كما لم ُدخلوا فى امتَألَت ماء ( هذا‬
           ‫ُ ً‬                                              ‫ُ‬           ‫َ‬
 ‫باب استعمال الفعل فى َّفظ ال فى المعنى التَّساعهم فى الكالم واإليجاز واالختصار ) | فمن ذلك‬
                                                   ‫ِ‬                        ‫الل‬
            ‫ِ‬                              ‫َ ٍ‬                    ‫َْ ِ َ‬
        ‫أَن تقول على قول السائل كم صيد عليه ؟ وكم غير ظرف لما ذكرت لك من االتّساع واإليجاز‬
                                              ‫َْ ُ ْ‬                                              ‫َ‬   ‫ْ‬
                             ‫ِ ّ‬             ‫ُ‬           ‫ِ َ‬
    ‫فتقول صيد عليه يومان | وانما المعنى صيد عليه الوحش فى يومين ولكنه اتَّسع واختَصر | ولذلك‬
                                                                       ‫َّ‬         ‫ِ‬           ‫ِ َ‬
‫َُ‬                                      ‫َُ‬                         ‫ٍ‬
‫أيضاً وضع السائل كم غير ظرف | ومن ذلك أن تقول كم وِلد له ؟ فيقول ستّون عاما | فالمعنى وِلد‬
                                                                                    ‫ُ َ‬
                                                                           ‫َ‬                  ‫َ ََ‬
                       ‫ِ‬                                                       ‫ُ ِ‬
    ‫له األ الد ووِلد له الولَد ستّين عامً ولكنه اتَّسع وأَوجز | ومن ذلك أن تقول كم سير عليه وكم غير‬
                                                              ‫ا َّ‬                          ‫وُ َُ‬
     ‫َُ‬              ‫َْ َ‬                         ‫ْ ََ‬                   ‫َ‬           ‫َ‬
  ‫َي ِ‬       ‫َّ‬                      ‫ِ َ‬                                        ‫ِ‬
 ‫ظرف فيقول يوم الجمعة ويومان | فكم هاهنا بمنزلة قوله ما صيد عليه وما ولد له من الدهر واألَّام‬
                         ‫َُ‬                                                         ‫ُ ُُ‬
                                                                                                    ‫ٍ‬
                                                              ‫؟ فليس كم ظرفً كما أن ما ليس بظرف‬
                                                                                ‫ّ‬       ‫ا‬
                                                                     ‫____________________‬
‫(0/002)‬




                               ‫ُِ َ‬                                 ‫ِ َ‬
  ‫| ومن ذلك أن يقول كم ضرب به ؟ فتقول ضرب به ضربتان وضرب به ضرب كثير | ومما جاء‬
               ‫َْ ٌ ٌ‬                              ‫ُ َ‬
                                                                     ‫ِ‬
 ‫على اتّساع الكالم واالختصار قوله تعالى جده ! 2 < واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا‬
                                                      ‫ّ‬
  ‫فيها > 2 ! إنما يريد أهل القرِة فاختصر وعمل الفعل فى القرية كما كان عامالً فى األَهل لو كان‬
           ‫ْ‬                                     ‫ُ‬     ‫ََ َ َ‬            ‫َ ي‬            ‫ّ‬
 ‫ها هنا | ومثله ! 2 < بل مكر الليل والنهار > 2 ! وانما المعنى بل مكركم فى الليل والنهار | وقال‬
                            ‫َ ُْ ُ‬             ‫ّ‬
     ‫ِ‬
‫عز وجل ! 2 < ولكن البر من آمن باهلل > 2 ! وانما هو ولكن ال ِر بر من آمن باهلل واليوم اآلخر |‬
                                ‫ّ ب َّ ُّ‬          ‫ّ‬                                         ‫ّ‬    ‫ّ‬
‫ومثله فى االتّساع قولُه عز وجل ^ ( ومثَل َّذين كفَروا كمثَل َّذى ينعق بِما اليسم ُ ِإ َّ دعاء وِداء‬
                                  ‫ِ‬      ‫ِ ِ‬
‫َ َ ُ ال َ َ ُ َ َ ال َ ْ ُ َ َ َ ع ال ُ َ ً ن َ ً‬
                                                         ‫ِ‬             ‫ّ‬    ‫ّ‬
                          ‫َ ُ‬          ‫َ‬                             ‫َ ْ ِ ُ َّ ُ ّ‬
       ‫) ^ فلم َّهوا بما ينعق وانما شبهوا بالمنعوق به | واَّما المعنى مثَلُكم ومثَل الذين كفروا كمثل‬
                                                ‫ن‬                                         ‫يشب‬
                                    ‫ِ‬                                                ‫ِ‬
   ‫الناعق والمنعوق به الذى الُ يسمع | ولكنه جاء على سعة الكالم واإليجاز لعلم المخاطَب بالمعنى‬   ‫ِ‬
                                                                          ‫َ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/202)‬




  ‫ِ َْ ََ ْ ِ ّ‬                   ‫ُ‬      ‫َ َُ‬      ‫ُ‬       ‫ٍ َ َُ‬
‫| ومثل ذلك من كالمهم بنو فالن يطؤهم الطريق يريد يطؤهم أهل الطريق | وقالوا صدنا قَنوين وانما‬
‫يريد صدنا بقَنوين أو صدنا وحش قنوين وانما قنوان اسم أرض | ومثُله فى السعة أنت أَكرم َّى من‬
      ‫َ ُ عل‬                         ‫ٍ‬     ‫ِ َّ َ َ ِ ُ‬           ‫َ‬
                                                                        ‫ِ‬     ‫ََ ْ ِ‬
  ‫أَن َضربك وأنت أَنكد من َن تَتْركه | إنما تريد أنت أَكرم َّى من صاحب َّرب وأنت أَنكد من‬
        ‫ُ‬         ‫الض ِ‬                ‫ُ عل‬              ‫ّ‬     ‫أ َُ‬       ‫ُ‬          ‫أ َ‬
      ‫َ‬         ‫َ‬     ‫ٌ‬       ‫الض ْ ُ ْ ُ ّ‬                ‫َ أ‬       ‫أْ‬      ‫ْ ِ َّ‬
 ‫صاحب تَركه ألن قولك َن أَضربك وَنت تركه هو َّرب والتَّرك ألن أَن اسم وتتركه وأَضربك من‬
     ‫صلته كما تقول يسوءنى َن أَضربك أى يسوءنى ضرُك وليس يريد أنت أَكرم َّى من الضرب‬
                    ‫ُ عل‬                      ‫َ ُ ٍ َ ْب‬            ‫َ ُ أْ‬
                                               ‫ّ‬             ‫ِ‬
                                               ‫ولكن أَكرم على من صاحب الضرب | وقال الجعدى‬
                                                                           ‫َ ُ َّ‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/302)‬




    ‫% ( كأن عذ هم بجنوب سلَّى % نعام قاق فى َبلَد قفار ) % العذير الصوت | ومن ذلك قول‬
    ‫ُ‬                         ‫َ‬         ‫ٍ ِ ِ‬       ‫َ ٌ َ‬           ‫ِ ِ‬            ‫ِ‬
                                                                            ‫ّ َ يرَ ُ‬
 ‫عامر بن ُّفيل % ( فألَبغينكم قَنا وعوارضا % َألُق ِلن الخيل البة ض ْغد ) % | إنما أريد عذير‬
      ‫َ‬               ‫رِ‬
                          ‫َ ََ َ‬       ‫َ َ ِ َ ّ ُ ُ ً ُ ِ ً و ْب َّ‬              ‫الط‬   ‫ِ‬
‫نعام | وقَنً وعوارض يريد بقَناً وعوارض ولكنه حذف وأَوصل الفعل | ومن ذلك قول ساعدةَ % ( َدن‬
‫لْ ٌ‬                           ‫َ‬     ‫ََ‬     ‫ّ ََ َ‬          ‫ُ‬                ‫ا ُ‬
                                          ‫ُ‬      ‫َ‬      ‫َََ‬             ‫ز َ َّ َ ْ ِ ُ َ ُ‬
     ‫بهََّالكف يعسل متنه % فيه كما عسل الطريق الثعلب ) % | يريد فى الطريق | ومن ذلك قولهم‬
‫َ‬                ‫ر‬                       ‫ُ‬              ‫ِ‬
   ‫أكلت أرض كذا وكذا وأكلت بلدةَ كذا وكذا إنما أ اد أصاب من ها وأكل من ذلك وشرب | وهذا‬
                            ‫خير‬                                                     ‫ُ‬
                                                                          ‫الكالم كثير منه‬
                                                                        ‫____________________‬

‫(0/402)‬



   ‫ِ‬
   ‫ما مضى وهو أكثر من أحصيه | ومنه ما ست اه أيضً فيما يستقبل إن شاء اهلل | ومنه قولُهم هذه‬
                                              ‫ا‬      ‫ر‬
                                    ‫َ‬                                 ‫َ‬
     ‫ُّهر أو العصر أو المغرب إنما يريد صالةَ هذا الوقت | و اجتَمع القَي ُ يريد اجتَمع الناس فى‬
           ‫ُ‬               ‫ْظ‬                                       ‫ّ‬            ‫َ ُ‬       ‫الظ ْ ُ‬
            ‫ِ‬                     ‫ِ َ‬           ‫ِ‬
‫القيظ | وقال الحطَيئة % ( وشر المنايا مَّت بين أَهله % كهُْلك الفتَى قد أَسلَم الحى حاض ُه ) % |‬
        ‫رْ‬       ‫ْ َ َ َّ‬                                ‫ُّ َ َ َ ي ٌ‬             ‫ُ‬
     ‫رَ ِ‬            ‫َ َِ‬    ‫ِ ُ َ ْ َْ َ ْ‬                                         ‫ّ يٍ‬
  ‫يريد منيةُ مَّت | وقال النابغةُ الجعدى % ( وكيف تُواصل من أَصبحت % خاللتُه كأَبِى م ْ حب )‬
           ‫َ‬                                                   ‫ّ‬                      ‫َ َ‬
                                                                                               ‫%‬
                                                                        ‫____________________‬

‫(0/502)‬




                                                      ‫ظ‬         ‫ُ قو‬             ‫ٍَ‬
‫| يريد كخالل أبى مرحب ( هذا باب و ع األسماء ُروفا وتصحيح اللفظ على المعنى ) | فمن ذلك‬ ‫َ‬
      ‫غد أو يوم الجمعة | وتقول‬   ‫قولك متى يسار عليه ؟ وهو يجعله ظرفا | فيقول اليوم أو غدً أو بعد ٍ‬
                                             ‫ا‬                  ‫ً‬
                         ‫َ‬                           ‫ُ َ‬                                     ‫ُ ُ‬
                                                           ‫ِ‬          ‫ْ ِ ْ َّ‬
       ‫متى سير عليه ؟ فيقول أَمس أَو أَول من أَمس فيكون ظرفا على أنه كان َّير فى ساع ة دون‬              ‫ِ‬
         ‫َ‬      ‫ٍ‬          ‫الس ُ‬                 ‫ً‬    ‫ُ‬                                             ‫َ‬
‫سائر ساعات اليوم أو حين دون سائر أحيان اليوم | ويكون أيضاً على أنه يكون َّير فى اليوم َّه‬
 ‫كل‬               ‫الس ُ‬                          ‫ُ‬           ‫ِ‬
   ‫ألنك قد تقول سير عليه فى اليوم ويسار عليه فى يوم الجمعة و َّير كان فيه َّه | وقد تقول سير‬
    ‫َ‬
       ‫ِ‬                ‫كل‬            ‫الس ُ‬                       ‫ُ ُ‬                    ‫َ‬
                                                                                            ‫ِ‬             ‫َّ‬
              ‫ُ‬         ‫ُ ن‬                                          ‫ِ‬
           ‫عليه اليوم فترفعُ وأنت تعنى فى بعضه كما تقول فى سعة الكالم الليلةُ الهالل واَّما الهالل فى‬
                                                                                                  ‫ُ‬
       ‫سير‬  ‫بعض الليلة وانما أ اد الليلةُ ليلةُ الهالل ولكنه اتَّسع وأَوجز | وكذلك أيضً هذا ُّه كأنه قال ِ‬
                   ‫كل ّ‬          ‫ا‬                                 ‫ِ‬                  ‫َّ ر‬
         ‫َ‬
      ‫عليه سير اليوم | والر ُ فى جميع هذا عربى كثير فى جميع لغات العرب على ما ذكرت لك من‬
                ‫ُ‬                                            ‫ّ‬                    ‫فع‬                ‫َُْ‬
  ‫َ‬             ‫ُّ‬       ‫ّ‬           ‫َ‬                     ‫َْ َ‬          ‫ُ‬          ‫ِ‬
 ‫سعة الكالم واإليجاز يكون على كم غير ظرف وعلى متَى غير ظرف | كأَنه قال أى األَحيان سير‬
                                            ‫َ‬
   ‫عليه أو يسار عليه | ومما ال يكون العمل فيه من الظروف َّ متّصال فى الظرف كلَّه قولك سير‬
                     ‫ّ‬          ‫إال ِ‬                    ‫ُ‬                ‫َّ‬             ‫ُ ُ‬
                                           ‫عليه الليل والنهار والدهر واألَبد | وهذا جواب لقوله كم ِ‬
 ‫َ ْ سير عليه ؟ إذا جعله ظرفا ألنه يريد فى كم‬
 ‫َْ‬                        ‫َ‬            ‫َ‬             ‫ٌ‬             ‫َ‬        ‫َ َّ َ‬        ‫َ‬
     ‫سير عليه | فتقول مجيبا له الليل والنهار والدهر واألَبد على معنى فى الليل والنهار وفى األبد |‬
                                              ‫َ‬                   ‫َ‬          ‫ً‬                     ‫ِ‬
                                                    ‫َ‬      ‫َ‬                                     ‫َ‬
                                          ‫ُّك على أنه ال يكون أن ُجعل فيه فى يوم دون األيام‬
                                             ‫ٍ َ ّ‬                 ‫يَْ‬                ‫َّ‬        ‫ويدل‬
                                                                  ‫____________________‬
‫(0/602)‬




   ‫وفى ساعة دون الساعات َّك ال تقول لقيتُه الدهر واألبد وأنت تريد يومً منه ال لقيتُه الليل وأنت‬
            ‫َ‬           ‫و‬     ‫ا‬              ‫َ‬     ‫َ‬                      ‫أن‬
‫تريد ِقاءه فى ساعة دون الساعات وكذلك َّهار إ ّ أن تريد سير عليه الدهر أَجمع والليل َّه على‬
         ‫َ كل‬     ‫َ‬       ‫َ‬                     ‫الن ُ ال‬                        ‫ٍ‬
                                                                                         ‫ل َ‬
  ‫ِ َ ْ َّ َ َ‬                        ‫َّ‬
‫التكثير | وان لم تَجعله ظرفً فهو عربى كثير فى كالمهم | وانما جاء هذا على جواب كم ألنه جعله‬
                                                       ‫ٌّ ٌ‬              ‫ا‬           ‫ْ‬
       ‫على عدة َّام و َّيالى ى على جواب ما هو للعدد كأنه قال سير عليه عدةُ األيام أو عدةُ‬
         ‫ّ‬       ‫ّ ّ‬             ‫َ‬
                                   ‫ِ‬                                    ‫فجر‬     ‫ّ األي الل‬
     ‫تر َّ‬                ‫ٍ َّ‬           ‫َْ ِ‬          ‫ِ‬            ‫ِ‬
‫الليالى | ومن ذلك مما يكون متّصال قولك سير عليه يومين أو ثالثةَ أيام ألنه عدد | أال ى أنه ال‬
                    ‫ٌ‬                                ‫َ‬
               ‫ِ‬              ‫ِ‬
 ‫يجوز أن تجعله ظرفا وتجعل اللقاء فى أحدهما دون اآلخر | ولو قلت سير عليه يومين وأنت تعنى‬
                                            ‫َ‬                           ‫َ‬     ‫ً‬
                                                                  ‫َ‬
            ‫ِ َّ‬
 ‫أن السير كان فى أحدهما لم يجز | هذا على أن تَجعل كم ظرفا وغير ظرف | وأما متى فإنما تريد‬
                    ‫ّ‬                      ‫َْ‬                                             ‫َ‬   ‫ّ‬
  ‫بها أن يوقِّت لك وقتا ال تريد بها عددً فإنما الجواب فيه اليوم أو يوم كذا أو شهر كذا أو سنة كذا‬
          ‫َ‬           ‫َ‬          ‫َ‬      ‫َ‬         ‫ُ‬        ‫ا ِ‬            ‫و‬           ‫ُ َ‬
‫أو اآلن أو حينئذ وأَشباهُ هذا | ومما أ ِى ى األبد والدهر و َّيل والنهار المحرم وصفر وجمادى‬
   ‫َّ ُ َ ٌَ ُ َ‬                    ‫الل‬    ‫َّ‬        ‫ُجر مجر‬                     ‫ٍَ‬
                                                                                            ‫َ‬
                  ‫َ‬     ‫ّ‬    ‫ِّ ّ‬         ‫ة‬     ‫ّ‬        ‫ِ ج ألن‬              ‫ُّ‬
      ‫وسائر أََسماء الشهور إلى ذى الح َّة َّهم جعلوهن جمل ً واحد لعدة أيام كأنهم قالوا سير عليه‬
                                                                                        ‫ُ َ‬
    ‫ِ‬            ‫ِ‬
    ‫الثالثون يومً | ولو قلت شهر رمضان أو شهر ذى الحج لكان بمنزلة يوم الجمعة والبارحة والليلة‬
                                                                                    ‫ا‬
                                                               ‫َ‬     ‫ُ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/702)‬




    ‫ُ ما ذكرت لك مما يكون على متى يكون ًى على كم ظرفا وغير‬
     ‫َ‬          ‫َْ‬       ‫مجر‬           ‫َ‬                              ‫ولصار جواب متَى | وجميع‬
                                                                                 ‫َ َ‬
                                         ‫ظرف | وبعض ما يكون فى كم ال يكون فى متَى نحو َّ‬
‫ُّ ُ َ‬           ‫َ َّ َ َّ َ َّ َ ْ‬
‫ُ الليل والنهار والدهر ألن كم هو األول فجعل‬        ‫َ‬               ‫َْ‬              ‫ُ‬
‫األخر تَبعً له | ال يكون الدهر و َّيل والنهار إال على العدة جوابا لكم | وتقول سير عليه الليل تعنى‬
      ‫ُ‬          ‫َ‬          ‫َْ‬          ‫ِّ‬                    ‫َّ ُ الل‬         ‫و‬      ‫ُِ َ ا‬
  ‫َّ‬        ‫َ‬              ‫َّ ُ‬
‫ليل ليلتك وتَ ى على األصل | كما تقول فى الدهر سير عليه الدهر وانما تعنى بعض الدهر ولكنه‬
                                       ‫َ‬                                 ‫جر‬          ‫َ‬
‫يكثَّر كما يقول الرجل جاءنى أهل الدنيا وعسى أن ال يكون جاءه إال خمس فاستَ هم | وكذلك شهر‬
‫َ ْ َا‬        ‫كثر‬                    ‫َ‬                     ‫ُ‬         ‫ُ‬
 ‫ربيع حين ثنيت جاء على العدد عندهم ال يجوز أن تقول يضرب شه َى ربيع وأنت تريد فى أحدهما‬
                          ‫ٍ‬    ‫َ ْر‬        ‫َ‬                                       ‫ّ َ‬       ‫ٍ‬
                                   ‫ِ‬                           ‫ِ‬
                     ‫ال ْ ْ ِ َ‬                                        ‫ِ‬
   ‫كما ال يجوز لك فى اليومين وأَشباههما | فليس لك فى هذه األشياء إ ّ أَن تُجريهَا على ما أَجروها‬
                                                       ‫ال يجوز لك أن تريد بالحرف غير ما أ ادوا‬
                                                          ‫ر‬       ‫َ‬                          ‫و‬
                                                                    ‫____________________‬

‫(0/802)‬
‫| وتقول ذهبت الشتاء ويضرب الشتاء | وسمعنا العرب الفصحاء يقولون انطلقت َّيف أَجروه على‬
            ‫ُ الص َ‬               ‫َ‬       ‫َ‬                        ‫ُ‬     ‫َ‬        ‫ُ‬
                                              ‫ُِ‬    ‫ِ‬                       ‫َّ ر‬
       ‫جواب متَى ألنه أَ اد أن يقول فى ذلك الوقت ولم يرد العدد وجواب كم | وقال ابن الرقاع % (‬
                ‫ِّ‬            ‫َ َ‬     ‫َ‬                                                 ‫َ‬
                                                            ‫َّ‬                               ‫ِ‬
                                                          ‫فقُصرن الشتَّاء بعد عليه % وهو للذوِ‬
 ‫َ َ ْ د أَن يقَ َّمن جار ) % | فهذا يكون على متَى ويكون على كم‬
 ‫َْ‬                   ‫َ‬                    ‫ْ ُ سْ َ ُ‬                        ‫َ ُ‬          ‫َْ‬
‫ظرفين وغير ظرفين | واعلم أن ُّروف من األَماكن مثل الظروف من َّيالى واألَّام فى االختصار‬
                 ‫َي‬       ‫الل‬               ‫ِ‬                ‫ّ الظ‬         ‫ِ‬        ‫َ‬      ‫ِ‬
     ‫َ ِ‬            ‫ِ‬   ‫ِ‬
    ‫وسعة الكالم | فمن ذلك أن يقول كم سير عليه من األرض ؟ فنقول فرسخان أو ميالن أو بريدان‬
                                                       ‫َْ َ‬
    ‫ى | وان شئت‬
    ‫َ‬                                                  ‫َْ ِ َ‬                   ‫ِ‬
                 ‫كما قلت يومان | وكذلك لو قال كم صيد عليه من األرض ؟ ى على هذا المجر‬
                                ‫يجر‬
    ‫َْ ّ‬                      ‫َ‬                 ‫ِ‬
   ‫نصبت وجعلت كم ظرفا كما فعلت ذلك فى اليومين فال يكون ظرفا وغير ظرف إ ّ على كم ألنه‬
                 ‫ال‬                                                           ‫َْ‬             ‫َ‬
       ‫عدد كما كان ذلك فى اليومين | ونظير متَى من األَماكن أَين | ال يكون َين َّ لألَماكن كما‬
                    ‫أ ْ َ إال‬    ‫َْ و‬                    ‫ُ َ‬       ‫ِ‬                      ‫ٌ‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/902)‬



                                   ‫ِ‬                             ‫ِ‬
    ‫ال يكون متَى إ ّ لألَيام والليالى | فإن قلت أَين سير عليه ؟ قال سير عليه مكان كذا وكذا وسير‬
                                                                                    ‫َ ال‬
     ‫َ‬              ‫ُ‬                             ‫َْ َ‬
                   ‫ْ ِ َْ‬
       ‫عليه المكان الذى تَعلم فهو بمنزلة قوله يوم كذا وكذا واليوم الذى تَعلم | فأَجر كم فى األَماكن‬
                                         ‫ُ‬               ‫ُ‬
     ‫مج اها فى األيام والليالى وأَجر أَين فى األَماكن ى متَى فى األيام | ويقال أين سير عليه ؟‬
                              ‫ّ‬          ‫مجر َ‬             ‫ْ َْ‬                ‫ّ‬         ‫ُ ر‬

 ‫أّ َْ ُ‬                                                   ‫ِْ‬
 ‫فتقول خْلف دارك وفوق دارك | فإن لم تَجعله ظرفا وجعلتَه على سعة الكالم رفعته على َن كم غير‬
                                                                      ‫َ‬             ‫َ َ‬
   ‫ظرف وعلى أن أين غير ظرف كما فعلت ذلك فى متَى | وتقول سير عليه ليل طويل وسير عليه‬
              ‫ٌ‬      ‫ٌ‬                     ‫َ‬                        ‫ُ‬         ‫ّ‬
                       ‫تبي‬     ‫َ َ ال َّ‬
      ‫نهار طويل | وان لم تَذكر الصفةَ وأردت هذا المعنى رفعت إ ّ أن الصفة َّن بها معنى الرفع‬
                                                      ‫َ‬                                ‫ٌ‬
              ‫ٌ‬                     ‫َ‬               ‫ِ ل‬
  ‫وتُو َّحه وان شئت نصبت على نصب الّيل والنهار ورمضان | وتقول سير عليه يوم فترفُعه على‬
                                                                                    ‫َض ُ‬
                   ‫ّ‬               ‫ً‬            ‫ِ‬                            ‫ِ‬
   ‫حد قولك يومان وتَنصبهُ عليه | وان شئت قلت سير عليه يوما أتانا فيه فالن كأنه قال متى سير‬
                                                                                        ‫ّ‬
                                              ‫َ‬
       ‫َّ‬
  ‫عليه ؟ فيقول يوما كنت فيه عندنا | فهذا يحسن فيه على متَى ويصير بمنزلة يوم كذا وكذا ألنك قد‬
                    ‫َ‬                   ‫َ‬                               ‫ً َ‬
       ‫وَّتّه وعرفتَه بشئ | | وتقول سير عليه غدوةُ يا فتى ُك ةُ فترفع على مثل ما رفعت ما ذكرنا |‬
                  ‫َ‬                       ‫ُ ْ َ َ وب ْ ر‬                              ‫ّ‬      ‫ق‬
            ‫َْ ِ ُ ُْ‬      ‫ِ‬       ‫َّ ُ ْ ر ِ‬
‫والنصب فيه على ذلك ألنك قد تُجريه وان لم يتَصرف مج َى يوم الجمعة تقول موعدك غدوةُ أو ُك ةُ‬
 ‫ب ْر‬                                                                                   ‫ُ‬
   ‫فترفع على مثل ما رفعت ما ذكرنا وانصب فيه على ذلك | وتقول ما لقيتُه مذ غدوةُ أو ُة وكذلك‬
            ‫بكر‬        ‫ْ‬                                              ‫َ‬
                                                                                     ‫ْ ِ‬
                                                                             ‫غداُة أَمس وصباح‬
                                                                             ‫َ ُ‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/122)‬
‫يوم الجمعة والعشيةُ وعشية يوم الجمعة ومساء ليلة الجمعة | وتقول سير عليه حين ِذ ويوم ِذ‬
       ‫ئٍ‬       ‫ِ ٍ‬
          ‫َئ َ ْ َ‬                                 ‫َ ُ‬              ‫ّ‬       ‫ّ‬
‫والنصب على ما ذكرت لك | وكذلك نِصف النهار ألنك قد تقول فى هذا بعد نصف النهار وموعدك‬
 ‫ُ‬               ‫ِ‬                                ‫ُ َّ‬
                                     ‫ِ‬   ‫ُ‬                 ‫ّ‬   ‫َ ُ َّ‬
       ‫نصف النهار | وكذلك سواء النهار ألنك تقول هذا سواء النهار إذا أردت وسطه كما تقول هذا‬
                                                                                        ‫ُ‬
‫ِْ‬
‫نصف النهار | وأما س اةُ اليوم فبمنزلة أول اليوم | وتقول سير عليه ضحوٌ من َّحوات إذا لم تَعن‬
               ‫الض َ‬     ‫َ ْ َة‬                        ‫ّ‬               ‫َر‬               ‫ُ‬
                   ‫َ َ‬                              ‫ل‬                         ‫ِ ألن‬
   ‫ضحوةَ يومك َّها بمنزلة قولك ساعة من اّساعات | وكذلك قولك سير عليه عتَمة من الليل ألنك‬  ‫َْ‬
                                           ‫ِ‬
 ‫تقول أتانا بعد ما ذهبت عتَم ٌ من الليل | وتقول قد مضى لذلك ضحوةٌ وضحوةً والنصب فيه وجهُه‬
                                                                 ‫ْ َ َة‬
                                ‫َ َْ‬    ‫ُ َ‬
                             ‫ُ َّ ِ‬    ‫ُ َ ِ‬                ‫ِ‬
‫على ما مضى | وتقول فى األماكن سير عليه ذات اليمين وذات الشمال ألنك تقول دا هُ ذات اليمين‬
        ‫ر ُ‬                                              ‫َ‬                        ‫َ َ‬
      ‫وذات الشمال | والنصب على ما ذكرت لك | وتقول سير عليه أَيمن وأَشمل وسير عليه اليمين‬
       ‫َ ُ‬              ‫ٌُ‬     ‫ٌُْ‬                                                      ‫ُ‬
                                            ‫ُ‬                                  ‫َ‬      ‫َّ ُ‬
    ‫والشمال ألنه يتَمكن | تقول على اليمين وعلى الشمال ( ودارك اليمين ودارك الشمال ) | وال أبو‬
                                                          ‫ْ ٍ ْ ِ‬
                                                  ‫النجم % ( يأْتى لها من أَيمن وأَشمل % ) %‬
                                                                                 ‫َ‬
                                                            ‫ُ‬     ‫ُ‬
                                                              ‫____________________‬

‫(0/022)‬




                       ‫َ َ ُ َ ْر َ‬                         ‫ُ ٍ‬
     ‫وان شئت جعلته ظرفا كما قال عمرو بن كْلثُوم % ( وكان الكأْس مج اها اليميناَ % ) % | ومثل‬
                                                                                     ‫ً‬
  ‫َب ْ‬                                               ‫َ ْ ُّ ِ‬            ‫َ ْ ُّ‬      ‫َ َّ‬
 ‫ذات اليمين وذات الشمال شرقى الدار وغربى الدار تجعلُه ظرفا وغير ظرف | قال جرير % ( هَّت‬             ‫َ‬
                                ‫َ‬
   ‫ِ‬                                                                        ‫ِ‬
‫جنوبا فذ َى ما ذكرتُكم % عند الص َّاة التى شرقى حوَانا ) % | وقال بعضهم دا هُ شرقى المسجد |‬
           ‫ر َ ُّ‬                          ‫َ ْ ِ َّ َ ْ ر َ‬     ‫ف‬                             ‫َ ْ ً ِ كر‬
                       ‫ُ‬                                                           ‫ُُ‬
                 ‫ِ‬                                            ‫الب ُ َ ِ‬
 ‫ومثل مج اها اليمينا | قوله ُقول يمينها وشمالَها ( هذا باب ما يكون فيه المصدر حيناً لسعة الكالم‬
                                                                                       ‫ُ ر َ َ‬
                   ‫ُ‬
                       ‫ِ‬                                               ‫ِ‬
       ‫َ ٍ َ‬                  ‫َّ ُ َ‬
   ‫واالختصار ) | وذلك قولك متَى سير عليه ؟ فيقول مقدم الحاج وخفوق النجم وخالفة فالن وصالةَ‬
                                             ‫َ ََْ‬                ‫َ‬          ‫َ‬
                                        ‫َّ‬             ‫َ ُ ِ‬        ‫َّ‬        ‫ِْ‬
           ‫العصر | فإنما هو زمن مقدم الحاج وحين خفوق النجم ولكنه على سعة الكالم واالختصار‬  ‫ِ َّ‬
                                                                                 ‫َََ َ‬             ‫َ ْ‬
                                                                      ‫____________________‬

‫(0/222)‬




    ‫| وان قال كم سير عليه فكذلك | وان رفعته أَجمع كان عربياًّ كثير | وينتصب على أن تَجعل كم‬
    ‫َْ‬                           ‫ا‬
                                 ‫ً‬             ‫َ‬                            ‫َْ َ‬
       ‫ً‬                              ‫ِ َ‬
     ‫ظرفا | وليس هذا فى سعة الكالم واالختصار بأَبعد من صيد عليه يومان ووِلد له ستّون عاما |‬
                     ‫ِ َُ‬                    ‫َ‬                                            ‫َْ‬
‫َْ ِ‬                            ‫َِْ‬                   ‫ِ َ ْ ِ َّ‬
‫وتقول سير عليه فرسخان يومين ألنك شغلت الفعل بالفرسخين فصار كقولك سير عليه بعيرك يومين‬
       ‫َ ُ‬                                ‫َ‬
‫ِ أي‬    ‫َِْ‬
  ‫| وان شئت قلت سير عليه فرسخين يومان ُّهما رفعتَه صار اآلخر ظرفا | وان شئت نصبته على‬
                               ‫َُ‬
    ‫الفعل فى سعة الكالم ال على َّرف كما جاز يا ضارب اليوم زيدا أو يا سائر اليوم فرسخين |‬
      ‫َ ِ‬         ‫ِ‬   ‫َ‬    ‫ْ‬             ‫ِ َ‬               ‫الظ‬

             ‫الس ْ ُ‬    ‫ا ّ كأن‬              ‫َ‬                ‫َ ُُ ِ ُ‬         ‫ِ َ‬
    ‫وتقول صيد عليه يوم الجمعة غدوةُ يا فتى وان شئت جعلته ظرفً ألنك َّك قلت َّير فى يوم‬

      ‫ُ‬             ‫َ‬            ‫ُ ُ ُ َِ ُ‬
      ‫الجمعة فى هذه الساعة | وان شئت قلت سير عليه يوم الجمعة غدوةَ كما تقول سير عليه يوم‬
                                                   ‫َ‬                                ‫ُُ‬
                                     ‫َّ‬
   ‫الجمعة صباحاً أى سير عليه يوم الجمعة فى هذه الساعة | وانما المعنى كان ابتداء َّير فى هذه‬
            ‫ُ الس‬                                              ‫ُ‬          ‫َ‬          ‫َ‬    ‫ُُ‬
                ‫َّ‬       ‫ن‬                          ‫َ‬         ‫ِ ُْ ِ‬
      ‫الساعة | ومثل ذلك ما لقيتُه مذ يوم الجمعة صباحاً أى فى هذه الساعة واّما معناه أنه فى هذه‬
                                                                                 ‫ُ‬
‫الساعة وقَع َّلقاء كما كان ذلك فى سير عليه يوم الجمعة غدوةَ | وتقول سير عليه يوم الجمعة غدوةُ‬
              ‫ُ‬        ‫َ‬                        ‫ُ‬        ‫َ‬
                                                            ‫ِ‬
                                                                              ‫َ ال ُ‬
                                            ‫ُ‬     ‫ُ‬    ‫ُِ َ‬
                                          ‫تجعل غدوةُ بدال من اليوم كما تقول ضرب القوم بعضهم‬
                                                                                 ‫ََ‬
                                                                     ‫____________________‬

‫(0/322)‬




 ‫| وتقول إذا كان غد فأُتِنى واذا كان يوم الجمعة فاْلقَنى فالفعل لغد واليوم كقولك إذا جاء غد فاتِنى |‬
              ‫ٌ‬                ‫ِ‬       ‫ٍ‬
                                                                         ‫ُ‬        ‫ٌَ ْ‬
‫وان شئت قلت إذا كان غدً فأ ِنى وهى لغة بنى تميم والمعنى أَنه لقى رجال فقال له إذا كان ما نحن‬
                                         ‫ّ‬                                   ‫ا ْت‬                     ‫ْ‬
 ‫عليه من َّالمة أو كان ما نحن عليه من البالء فى غد فأ ِنى َّهم أَضمروا استخفافً لكث ة كان‬
  ‫ا ِ َ‬  ‫ر‬                       ‫ٍ ْت ولكن‬                    ‫َ‬                               ‫الس‬
  ‫فى كالمهم ألنه األصل لما مضى وما سيق ُ | وحذفوا كما قالوا حين ِذ اآلن وانما يريد حينئذ واسمع‬
  ‫َْ ْ‬
              ‫ٍ‬          ‫ِ َئ ٍ َ ّ‬                             ‫َ َ َع‬        ‫َ‬    ‫ُ‬       ‫َّ‬

   ‫ُ‬             ‫َّ‬   ‫َ َُ‬     ‫ٍ ر‬
‫إلى اآلن فحذف واسمع كما قال تَاهلل ما ريت كاليوم َ ج ً أى كرجل أَ اه اليوم رجالً | وانما أضمروا‬
                                               ‫ر ُ ال‬           ‫أ ُ‬                 ‫ْ‬    ‫َّ َ َ َ َ‬
‫ما كان يقع مظهَر استخفافا ألن المخاطب يعلم ما يعنى ى بمنزلة المثل كما تقول ال عليك وقد‬
       ‫َ‬                                   ‫فجر‬                         ‫َ‬      ‫ًو‬      ‫َ ُ ا‬
                           ‫ر‬       ‫َّ ِ‬
   ‫عرف المخاطب ما تعنى أَنه ال بأْس عليك ال ضر عليك ولكنه حذف لكث ة هذا فى كالمهم | ال‬
     ‫و‬                                                  ‫و َ َّ‬                  ‫ّ‬                   ‫ََ َ‬
                                     ‫ُ‬                                     ‫َ‬             ‫ُ‬
    ‫يكون هذا فى غير ال عليك | وقد تقول إذا كان غدً فأ ِنى كأنه ذكر أمر إما خصومة واما صلحً‬
    ‫ً َّ ُ ً ّ ُ ا‬           ‫ا‬             ‫ّ‬      ‫َ ا ْت‬
     ‫فقال إذا كان غدا فأْتِنى | فهذا جائز فى كل فعل ألنك إنما أَضمرت بعد ما ذكرت مظهَر واألول‬
     ‫ا َّ ُ‬     ‫ً‬    ‫َ‬             ‫َ‬                  ‫ّ ِ ْ ٍ َّ‬           ‫ٌ‬           ‫ً‬
   ‫محذوف منه لف ُ المظهَر وأضمروا استخفافاً | فإن قلت إذا كان الليل ِنى لم يجز ذلك ألن الليل‬
           ‫َّ‬       ‫َ ُْ‬     ‫َ فأت‬                          ‫ِ‬                          ‫ظ‬          ‫ٌ‬
                                                                                               ‫ال يكون‬
                                                                     ‫____________________‬

‫(0/422)‬




   ‫ظرفا َّ أَن تَع ِى َّليل َّه على ما ذكرت لك من التكثير فإن َّهتَه على إضمار شئ قد ذكرت‬
    ‫َ‬                       ‫ِ وج‬                                  ‫ً إال ْ ْ ن َ ال َ كل‬
  ‫على ذلك الحد جاز وكذلك أَخوات الليل | ومما ال يحسن فيه إ ّ النصب قولهم سير عليه سحر ال‬
      ‫َ ََ‬              ‫ُ‬     ‫ال‬         ‫َّ َ‬              ‫ُ‬                   ‫ّ‬
‫ّ‬                                       ‫ً َّ‬
   ‫يكون فيه إ ّ أن يكون ظرفا ألنهم إنما يتكلّمون به فى الرفع والنصب والجر باأللف والالم يقولون‬
                                                                                  ‫ال‬
             ‫َ‬                   ‫ال‬           ‫ّ‬         ‫الس ِ ّ الس َ َ ٌ‬
  ‫هذا َّحر وبأَعلى َّحر وان َّحر خير لك من أول الليل | إ ّ أن تَجعله نك ةً فتقول سير عليه‬
                  ‫ر‬                                                                  ‫الس َ ُ‬
     ‫ُه إذا عنيت سحر ليلتِك تقول سير عليه‬
           ‫َ‬        ‫َ‬      ‫َ ََ‬
                                                         ‫ِ‬
                                           ‫سحر من األسحار ألنه يتمكن فى الموضع | وكذا تحقير‬
                                                                    ‫َ َ ّ‬                   ‫َ ٌَ‬
                           ‫َ ّ‬       ‫َّ‬      ‫ِ‬
‫سحير | ومثله سير عليه ضحى إذا عنيت ضحى يومك ألنهما ال يتمكنان من الجر فى هذا المعنى‬
                                                 ‫َ َُ‬                              ‫ُ َْ ا‬
                                                                                   ‫ً‬
               ‫ّ‬                                            ‫ُ ً‬
   ‫ال تقول موعدك ضحى ال عند ضحى ال موعدك سحير َّ أن تنصب | ومثل ذلك صيد عليه‬
         ‫ِ َ‬              ‫َ‬         ‫ُ ُ َ ْ ٌ إال‬     ‫ُ ً و‬      ‫ُ ُ ً و‬
                                                     ‫ِ‬
                     ‫َ‬       ‫ألن‬      ‫ِ َ َ‬                   ‫ًّ ِ ً‬
      ‫صباحا ومساء وعشية وعشاء إذا أردت عشاء يومك ومساء ليلتك َّهم لم يستعملوه على هذا‬
                                                                            ‫َ ً‬        ‫َ‬
 ‫شاء لم يحسن | ومثل ذلك سير عليه ذات‬‫المعنى َّ ظرفا | ولو قلت موعدك مساء أو أتانا عند ع ٍ‬
                                        ‫ِ‬                                      ‫إال‬
 ‫َ‬                           ‫ُ‬                       ‫ُ َ ٌ‬
  ‫ُ‬        ‫ُ َّ‬     ‫َ و‬            ‫َّ َ ٍ‬
  ‫م ةٍّ نصب ال يجوز إ ّ هذا | أالَ ى َّك ال تقول إن ذات ّة كان موعدهم ال تقول إنما لك ذات‬
                                   ‫مر‬                   ‫تر أن‬           ‫ال‬          ‫رَ ْ ٌ‬
                ‫ِ ٍ‬
                ‫مر‬             ‫ب َ ْ ِ َ ْ ٍ َّ‬    ‫إن ُ ُ‬            ‫ٌ‬        ‫َّ‬          ‫ٍ‬
                ‫ّة كما تقول إنما لك يوم | وكذلك َّما يسار عليه ُعيدات بين ألنه بمنزلة ذات ّة‬
                                                                                          ‫مر‬
                                                              ‫____________________‬

‫(0/522)‬




     ‫| ومثل ذلك سير عليه بكر | أال تَ ى أنه ال يجوز موعدك بكر ال مذ بكر | فالبكر ال يتمكن فى‬
             ‫َ َُ َ ّ‬         ‫ُ َ ٌَ و ُ ْ َ ٌَ‬                      ‫ر ّ‬            ‫ا‬
                                                                                    ‫ََ ً‬
     ‫ى‬          ‫يجر‬                            ‫َ َْ‬                ‫َ مر وب َ ِ َ ٍ‬
       ‫يومك كما لم يتمكن ذات ّة ُعيدات بين | وكذلك ضحوةٌ فى يومك الذى أنت فيه ى مجر‬           ‫َ ّ‬
                                ‫َ ِ‬
  ‫عشية يومك الذى أنت فيه | وكذلك سير عليه عتَمة إذا أردت عتمة ليلتك كما تقول صباحا ومساء‬
                                           ‫َ‬         ‫َ ً‬                                             ‫ِّ ِ‬
  ‫ً‬             ‫َ‬
       ‫ال‬                        ‫َ ٍ‬               ‫َ ٍ‬                   ‫َ ٍ ِ‬
       ‫وبكر | وكذلك سير عليه ذات يوم وسير عليه ذات ليل بمنزلة ذات ّة | وكذلك سير عليه لي ً‬
                                 ‫مر‬                                                                        ‫ا‬
                                                                                                           ‫ََ ً‬
                                                                     ‫َ‬
                  ‫ََ ا‬
                  ‫ً‬                                 ‫ُ ْر‬        ‫َّ‬        ‫َ ِ‬
    ‫ونهار إذا أردت ليل ليلتك ونهار نهارك ألنه إنما يج َى على قولك سير عليه بَصر وسير عليه‬‫َ ِ‬             ‫ا‬
             ‫َّ‬
‫ظالما إ ّ أن تريد معنى سير عليه ليل طويل ونهار طويل فهو على ذلك الحد غير متمكن وفى هذا‬
                    ‫ّ ُ‬                       ‫ٌ‬       ‫ٌ‬       ‫ٌ‬        ‫ٌ‬                      ‫َ‬       ‫ال‬       ‫َ‬
                    ‫ُ َِْ‬                                                          ‫َّ الس َ َ‬
     ‫الحال متمكن كما أن َّحر باأللف والالم متصرف فى المواضع التى ذكرت وبغير األلف والالم‬
                                                      ‫َّ ٌ‬                                        ‫ٌَ‬
                                                             ‫َ ٍ‬
    ‫غير متمكن فيها | وذو صباح بمنزلة ذات ّة | تقول سير عليه ذا صباح َخبرنا بذلك يونس عن‬              ‫َّ‬
           ‫ُ‬           ‫َ ٍ أ َ‬                               ‫مر‬                 ‫َ ٍ‬                          ‫ُ‬
                                         ‫العرب إال أنه قد جاء فى لغة لخثْعم مفارقا لذات ة وذات ٍ‬
        ‫ليلة | وأَما الجيدةُ العربية فأن تكون‬  ‫ِ‬     ‫ٍّ‬
                                                     ‫مر‬    ‫ِ‬                     ‫ٍ‬
                    ‫ّ‬       ‫ّ‬       ‫ّ‬                                      ‫َ َ‬                    ‫ّ‬
                                                                               ‫بمنزلتها | وقال رجل من خثعٍم‬
                                                                                 ‫َ َ‬
                                                                             ‫____________________‬

‫(0/622)‬




                                    ‫ّ َّ ُ َ ْ َ ُ ُ‬           ‫ٍ‬         ‫ِ‬
‫% ( عزمت على إقامة ذى صباح % لشئ ما يسود من يسود ) % | فهو على هذه اللغة يجوز فيه‬   ‫ََ ْ ُ‬
 ‫الر ُ | وجميع ما ذكرنا من غير المتمكن إذا ابتدأت اسماً لم يجز أن تبنيه عليه وترفع َّ أَن تجعَه‬
  ‫ل‬        ‫َ إال‬          ‫َ‬                     ‫َ‬          ‫َّ‬                              ‫فع‬
‫ظرفا وذلك قولك موعدك سحير وموعدك صباحا | ومثل ذلك إنه ل ُسار عليه صباح مساء إنما معناه‬
           ‫َ َ َ‬             ‫ّ َي ُ‬                      ‫ُ‬    ‫ُ َُ ا‬
                                                              ‫ً‬
   ‫صباحا ومساء وليس يريد بقوله صباحا ومساء صباحا واحدً ومساء واحدً ولكنه يريد صباح أَيامه‬
      ‫َ ّ‬                 ‫ا‬      ‫ً‬    ‫ا‬            ‫ً‬                          ‫ََ ً َ ً‬
          ‫ُ ِ َ ْ ِ وغير‬
    ‫ومساءها | فليس يجوز هذه األسماء التى لم تتمكن من المصادر التى وضعت للحين ِها من‬
                                                ‫ّْ‬         ‫ُ‬                         ‫َ‬
  ‫ً ُُ‬                         ‫ي‬          ‫ِ‬          ‫ُ ِ‬
  ‫األسماء أن تُج َى م ى يوم الجمعة وخفوق النجم ونحوهما | ومما ُختار فيه أن يكون ظرفا ويقبح‬
                                                                      ‫ْ ر ُ جر‬
‫أن يكون غير ظرف صفةُ األحيان تقول سير عليه طوي ً وسير عليه حديثا وسير عليه كثير و سير‬
                                          ‫ال‬                                            ‫َ‬
     ‫ف‬      ‫فع َّ‬                                               ‫ِ‬
 ‫عليه قليال وسير عليه قديما | وانما ُصب صفةُ األَحيان على الظرف ولم يجز الر ُ ألن الص َّة ال‬
                                                             ‫ّ ن َ‬
         ‫ٌ‬                         ‫ً‬                              ‫ال‬           ‫َّ‬            ‫ِ‬
    ‫تقع مواقع االسم كما أنه ال يكون إ ّ حاال قولُه أَالَ ماء ولو باردا ألنه لو قال ولو أتانى بارد كان‬
                                             ‫َ‬                                              ‫َ َ‬
                                      ‫َ ِ َ ٍّ‬                             ‫ٍّ‬
           ‫قبيحا | ولو قلت آتيك بجيد كان قبيحا حتَّى تقول بدرَهٍم جيد وتقول آتيك به جيدً | فكما‬
                  ‫ّا‬           ‫َ‬             ‫ْ ْ‬
                                                                    ‫____________________‬

‫(0/722)‬




 ‫ال تَقوى َّفةُ فى هذا َّ حا ً أو تَج ِى على االسم كذلك هذه الصفة ال تجوز َّ ظرفا أو تَ ِى‬
  ‫جر َ‬            ‫إال‬                                     ‫ْرَ‬      ‫إال ال‬            ‫الص‬
   ‫َ ٌ‬                       ‫َْ ُُ‬      ‫ٌ َ َُ‬                           ‫ٌ‬        ‫ِْ‬
  ‫على اسم | فإن قلت دهر طويل أو ٌ كثير أو قليل حسن | وقد يحسن أن تقول سير عليه قريب‬
                                                       ‫شئ ٌ‬
 ‫ألَنك تقول لقيتُه مذ قَريب | والنصب عربى جيد كثير | ورَّما جرت الصفةُ فى كالمهم ى االسم‬
          ‫مجر‬                           ‫ب‬            ‫ّ ّ‬                 ‫ٌ‬    ‫ُْ‬
     ‫فإذا كان كذلك حسن | فمن ذلك األَبرق واألبطح وأَشباههما ومن ذلك مِلى من النهار و َّيل تقول‬
             ‫الل‬           ‫َ ٌّ‬              ‫ُ‬     ‫ُ‬       ‫ُ‬                 ‫َ َُ‬           ‫ِ‬
  ‫سير عليه مِلى والنصب فيه كالنصب فى قريب | ومما َّن لك أن الصفة ال يقوى فيها إ ّ هذا أن‬
  ‫َّ‬      ‫ال‬          ‫َ َْ‬         ‫َّ‬    ‫يبي‬         ‫ٍ‬                     ‫ُ‬      ‫َ ٌّ‬
 ‫سائال لو سأَلك فقال هل سير عليه ؟ لقلت نعم سير عليه شديدا وسير عليه حسنا فالنصب فى هذا‬
           ‫ُ‬        ‫ً‬                                ‫َ َْ‬                            ‫َ‬
                       ‫فع َّ‬               ‫ُ الس ْ ِ و‬    ‫َّ‬                        ‫َّ‬
   ‫على أنه حال | وهو وجهُ الكالم ألنه وصف َّير | ال يكون فيه الر ُ ألنه ال يقع موقع ما كان‬
          ‫َ‬
    ‫اسمً | ولم يكن ظرفاً ألنه ليس بحين يقع فيه األمر | َّ أن تقول سير عليه سير حسن أو سير‬
    ‫َ‬       ‫ٌ‬     ‫َ ٌْ‬       ‫َ‬
                               ‫ِ‬         ‫ُ إال‬          ‫ٍ‬                              ‫ا‬
      ‫َ‬                     ‫ّْ‬     ‫ٌ‬        ‫َّ‬               ‫َ‬       ‫ٌ ِ‬
  ‫عليه سير شديد | فإن قلت سير عليه طويل من الدهر وشديد من السير فأَطْلت لكالم ووصفت كان‬
                   ‫َ َ‬                            ‫ٌ‬                            ‫َ ٌْ‬
‫أَحسن وأَقوى وجاز ال يبلغ فى الحسن األسماء | واَّما جاز حين وصفت وأَطلت ألنه َع األسماء‬
‫َ‬       ‫َ َّ ضار َ‬        ‫َ‬                ‫َ ن‬          ‫ُْ‬        ‫و َ‬               ‫َ‬
                                 ‫َ‬                         ‫ُ‬                   ‫َ‬        ‫َّ‬
     ‫ألن الموصوفة فى األصل هى األسماء ( هذا باب ما يكون من المصادر مفع ال ) | فيرتَفعُ كما‬
                       ‫و‬
                                        ‫ينتصب إذا شغلت الفعل به وينتصب إذا شغلت الفعل بغي ه‬
                                        ‫ر‬           ‫َ‬             ‫َ‬                        ‫َ‬
                                                                    ‫____________________‬

‫(0/822)‬
‫ِ‬                                            ‫تبي َ َّ ٍ‬
‫| وانما ُ ذلك على أَن َّن أَى فعل فعلت أو توكيدا | فمن ذلك قولك على قول السائل أََى سير‬
                                                                               ‫يجئ‬
  ‫َ َّ َ‬                                          ‫َ‬
  ‫ِ‬                                                                      ‫ِ‬
         ‫ُ‬       ‫و‬                 ‫ٌ‬    ‫َ ٌ‬    ‫ٌ ُِ َ‬
‫سير عليه ؟ فتقول سير عليه سير شديد وضرب به ضرب ضعيف | فأَجريتَه مفع ال والفعل له | فإن‬
                                                            ‫َ ٌْ‬       ‫َ‬             ‫َ‬
              ‫ا‬      ‫ا‬
                     ‫ً‬                      ‫َ ر‬         ‫َ‬                ‫َْ ا‬   ‫ُِ َ‬
  ‫قلت ضرب به ضربً ضعيفاً فقد شغلت الفعل بغي ه عنه | ومثله سير عليه سير شديدً | وكذلك إن‬
    ‫أردت هذا المعنى ولم تَذكر الص َّة تقول سير عليه سير وضرب به ضرب كأَنك قلت سير عليه‬
                      ‫َ ْ ٌ َّ‬      ‫َ ٌْ ُ ِ َ‬                ‫ف‬       ‫ْ‬              ‫َ‬
    ‫ضرب من السير أو سير عليه ٌ من السير | وكذلك جميع المصادر تَرتفعُ على أفعالها إذا لم‬
                                                             ‫شئ‬      ‫َ‬              ‫َْ ٌ‬
                                          ‫َي َ ٍ َ ْ ا‬
 ‫تشغل الفعل ها | وتقول سير عليه أُّما سير سير شديدا كأَنك قلت سير عليه بعيرك سير شديدا‬
       ‫َ ُ َ ا‬                            ‫ً‬                   ‫َ‬           ‫َ بغير‬   ‫َ‬
  ‫ٍ فجر مجر ُ ِ َ ٌ‬                                        ‫َ َ ِ أي َ ٍ‬
 ‫| وتقول سير عليه سيرتان َّما سير كأنك قلت سير عليه بعيرك َّما سير ى ى ضرب زيد‬
                            ‫ُ أي‬                                               ‫َ‬
                ‫َْ َ ة ُِ َ‬                                       ‫أي َ ْ ٍ ُ ِ َ ٌ‬
   ‫َّما ضرب وضرب عمر و ضربا شديدا | وتقول على قول السائل كم ضرب ً ضرب به وليس فى‬
                                                           ‫َْ‬
                ‫َْ ِ‬             ‫ِ‬         ‫ُِ َ‬
   ‫هذا إضمار شئ سوى كم والمفعول كم فتقول ضرب به ضربتان وسير عليه سيرتان ألنه أ اد أن‬
       ‫ر‬                                             ‫ُ َْ‬        ‫َْ‬
                             ‫ِ‬
                             ‫َّن له العدةَ ى على سعة الكالم واالختصار وان كانت الضربتان‬
                                           ‫ْ‬                             ‫ّ فجر‬       ‫يبي‬
                                                             ‫____________________‬

‫(0/922)‬



                                ‫ٍ‬
                                             ‫الض َ‬              ‫َْ ُِ َ‬
   ‫ال تُضربان وانما المعنى كم ضرب الذى وقع به َّرب من ضربة فأَجابه على هذا المعنى ولكنه‬ ‫ْ َ‬
                            ‫ي ُ‬                     ‫َِ ْ‬
      ‫اتَّسع واختَصر | وكذلك هذه المصادر التى عملت فيها أَفعالُها إنما ُسأل عن هذا المعنى ولكنه‬
                                                              ‫ُ‬
                  ‫ي َ ُ‬               ‫ُ َّ‬               ‫ا‬‫ً‬        ‫ُ‬               ‫َ ِع َ ِْ ُ‬
 ‫يتّس ُ ويخزل الذى يقع به الفعل اختصار واتّساعا | وقد علم أن الضرب ال ُضرب | ومن ذلك سير‬
 ‫عليه خرجتان وصيد عليه مرتان | وليس ذلك بأَبعد من قولك وِلد له ستّون عاما | وسمعت من َثِق‬
  ‫أ ُ‬      ‫ُ‬         ‫ً‬             ‫َُ‬             ‫َ‬               ‫ّ ِ‬       ‫َْ ِ ِ َ‬
   ‫ط رِ‬                                          ‫ُِ َ‬       ‫ّ ِ ن‬       ‫ُِ َ‬
  ‫به من العرب يقول بسط عليه مرتان واَّما يريد بسط عليه العذاب مرتّين | وتقول سير عليه َو ان‬
                                   ‫ُ‬
 ‫طور كذا وطَور كذا والنصب ضعيف جدا إذا ّيت كقولك طَور كذا وطور كذا | وقد يكون في هذا‬
                         ‫َْ ٌ‬        ‫ٌْ‬           ‫ً ثن َ‬             ‫ُ‬          ‫ٌْ‬          ‫َْ ٌ‬
                           ‫ْ‬     ‫َّ‬            ‫ّ ِ‬
   ‫النصب إذا أَضمرت | وقد تقول سير عليه مرتين تجعله على الدهر أى ظرفا | وتقول سير عليه‬
                                                                       ‫َ‬         ‫ُ‬
     ‫ِْ‬      ‫ْ‬                               ‫ِ‬       ‫ََْ‬   ‫ِْ‬         ‫ُِ َ‬         ‫َْ َ ْ ِ‬
   ‫طورين وتقول ضرب به ضربتَين أى قدر ضربتين من الساعات كما تقول سير عليه تَرويحتَين |‬
‫ّ‬     ‫َ ََْ‬                            ‫َ ْ َ َ ُ َ ْ ِ َّ‬
‫فهذا على األحيان | ومثل ذلك انتُظر به نحر جزورين إنما جعله على الساعات كما قال مقدم الحاج‬
      ‫َ ّ ِ‬
  ‫وخفُوق النجم فكذلك جعله ظرفا | وقد يجوز فيه الرفع إذا شغلت به الفعل | وان جعلت المرتين وما‬
                                  ‫َ‬                                    ‫َ ََ‬           ‫َ‬
                                                   ‫أشبههما مثل السير رفعت ونصبت إذا أضمرت‬
                                                                     ‫َ‬      ‫َّ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/132)‬
‫| ومما يجئ توكيدا ُنصب قوله سير عليه سير وان ُِق به انطالقا وضرب به ضربا فينصب على‬
      ‫َ ْ ُْ َ ُ‬      ‫ُِ َ‬                ‫َ ْ ا طل َ‬‫ً‬       ‫َ‬   ‫ً وي ْ َ ُ‬
 ‫وجهين | أحدهما على أنه حال على حد قولك ذهب به مشيً وقُِل به صبر | وان وصفتَه على هذا‬
                      ‫َْ ا‬
                      ‫ً‬          ‫َ ْ ا تَ‬         ‫ِ‬
                                                ‫ُ َ‬       ‫ّ‬          ‫ّ‬         ‫ُ‬     ‫ِ‬
                           ‫ًَْ َ ا‬            ‫ِ‬
    ‫الحد كان نصبً تقول سير به سير عنيفً كما تقول ذهب به مشيا عنيفً | وان شئت نصبتَه على‬
                                                          ‫ا َ ا‬              ‫ا‬
                                           ‫ُ َ‬                     ‫َ‬                   ‫ّ‬
                                            ‫ِ‬                                      ‫ٍ‬
   ‫إضمار فعل آخر ويكون بدال من اللفظ بالفعل فتقول سير عليه سير وضرب به ضربا كأنك قلت‬
         ‫ّ‬     ‫َ‬         ‫ا ُ‬ ‫ً‬                                             ‫َ‬
            ‫َّ‬                                                                   ‫ِ‬
     ‫بعد ما قلت سير عليه وضرب به يسيرون سير ويضربون ضربا وينطلقون انطالقا ولكنه صار‬
                               ‫َ‬    ‫َ‬            ‫َ َْ ا َ‬     ‫َ‬  ‫ُ‬
   ‫المصدر بدال من اللفظ بالفعل نحو يضربون وينطلقون ى على قوله َّما أنت سير سير وعلى‬
          ‫َ ْ اً َ ْ ا‬
          ‫ً‬                  ‫إن‬             ‫وجر‬         ‫َ‬       ‫َ‬                    ‫ً‬
                                                  ‫ِ‬
  ‫قوله الحذر الحذر | وان أنت قلت على هذا المعنى سير عليه َّير وضرب به َّرب جاز على‬
               ‫الض َ‬          ‫الس ْ َ ُ‬                                    ‫ْ‬    ‫ََ‬     ‫َ ََ‬
‫ّ‬                                           ‫ُ ِر‬
‫قوله الحذر الحذر وعلى ما جاء فيه األلف والالم نحو الع َاك وكان بد ً من اللفظ بالفعل وهو عربى‬
                                ‫ال‬                        ‫ُ‬                     ‫َ ََ َ ََ‬
  ‫يغي‬           ‫ُ‬       ‫يغ ْ ر‬                      ‫َ‬         ‫َ َِ‬            ‫ِ‬
‫جيد حسن | ومثله سير عليه سير البريد وان وصفت على هذه الحال لم ٌ ي ه الوصف كما لم َّر‬         ‫َّ‬
                                        ‫الس‬           ‫َ‬   ‫َِْ‬
      ‫الوصف ما كان حا ً | ال يجوز أن تُدخل األلف والالم فى َّير إذا كان حا ً كما لم يجز أن‬
                       ‫ال‬                                                ‫ال و‬              ‫ُ‬
                                     ‫الر‬        ‫ً‬                                         ‫ِ‬
                                   ‫تقول ذهب به المشى العنيف وأنت تريد أن تجعله حاال | قال َّاعى‬
                                                                       ‫ََْ َ َ‬         ‫ُ َ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/032)‬




‫% ( ن َّا ةً حين تَعلُو الشمس اكبها % طرحا بعينى ِلياح فيه تَحديد ) % | فأَكد بقوله طرحا وشدد‬
  ‫َْ ً َ ّ‬       ‫ّ‬          ‫ْ ُ‬        ‫َ ً َ َْ ْ َ ٍ‬       ‫َّ ُ ر َ‬
                                                                               ‫ِ‬
                                                                         ‫َظ ر َ ْ‬
‫ألنه يعلم المخاطَب حين قال ن َّا ةً أنها تط ح | وان شئت قلت سير عليه َّير كما قلت سير عليه‬
      ‫َ‬           ‫الس ُ‬      ‫َ‬                       ‫َر‬    ‫َظ ر‬           ‫ُ‬              ‫َّ َ‬
 ‫سير شديد | وان وصفتَه كان أقوى وأَبين كما كان ذلك فى قوله سير عليه ليل طويل ونهار طويل |‬
    ‫ٌ‬     ‫ٌ‬       ‫ٌ‬     ‫ٌ‬        ‫َ‬                       ‫ََ‬                      ‫ْ‬     ‫ٌ‬        ‫ٌَ‬
          ‫وجميع ما يكون بد ً من اللفظ بالفعل ال يكون إ ّ على فعل قد عمل فى االسم ألنك ال تْلِ‬
 ‫َ فظُ بالفعل‬                      ‫ِ‬    ‫ٍ‬ ‫ِ‬     ‫ال‬                          ‫ال‬
                                     ‫َ‬                                                      ‫ُ‬
   ‫ِغً فمن ثم لم يكن فيه الر ُ فى كالمهم ألنه إنما يعمل فيه ما هو بمنزلة اللفظ به َّ أنه صار‬
          ‫إال َّ‬                          ‫َ َُ‬      ‫َّ‬             ‫فع‬               ‫َّ‬        ‫فار ا‬
                                                              ‫َِ َ‬              ‫ِ َ‬      ‫ِْ ٌ‬
  ‫كأَنه فعل قد لُفظ به فأَولَى ما عمل فيه ما هو بمنزلة اللفظ به | ومما يسبِق فيه الر ُ من المصادر‬
                 ‫َّ فع‬    ‫َْ ُ‬                                           ‫ْ‬
   ‫إن‬                         ‫َْ ٌ‬     ‫ِ َ‬
‫ألنه ي اد به أن يكون فى موضع غير المصدر قوله قد خيف منه خوف وقد قيل فى ذلك قول | َّما‬      ‫َّ ر‬
                                                                                           ‫يريد قد‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/232)‬




 ‫خيف منه أمر أو ٌ وقد قيل فى ذلك خير أو شر | ومثل هذا فى المعنى كان منه كون أى كان‬
         ‫َْ ٌ‬                              ‫َ ٌّ‬   ‫َ ٌْ‬               ‫ٌ شئ‬           ‫ِ َ‬
  ‫من ذلك أمر | وان حملتَه على ما حملت عليه َّير والضرب فى التوكيد حا ً وقع فيه الفعل أو‬
     ‫ُ‬             ‫ال‬              ‫َ‬      ‫الس َ‬                        ‫ْ‬     ‫ٌ‬
‫ِ‬
   ‫بدال من اللفظ بالفعل نصبت | وان كان المفعل مصدر أ ى مج ى ما ذكرنا من َّرب والسير‬
             ‫الض‬            ‫ا ُجر ُ َ ر‬‫ً‬    ‫ََْ ُ‬          ‫َ‬                     ‫ً‬
‫ُِ َ‬        ‫ً ِ‬                      ‫ِ ٍ‬
                                 ‫در َ َ‬           ‫ّ‬                        ‫ِ َ‬
‫وسائر المصادر التى ذكرنا وذلك قولك إن فى ألف هم لمضربا أى إن فيها لضربا فإذا قلت ضرب‬
‫ُ َ رُ‬                 ‫ُرَ ُ َ َّ ا‬               ‫َ‬  ‫َ‬           ‫َ ْ‬   ‫ُِ َ‬
‫به ضربً قلت ضرب به مضربا وان رفعت رفعت | ومثل ذلك س َّح به مسرحً أى تسريحا | فالمس َّح‬
                                                                                   ‫َ ا‬
    ‫ِي ّ و‬                   ‫َ ْ ْ َ ُ َ َّ ِ َ َ‬
  ‫والتسريح بمنزلة َّرب والمضرب | قال جرير % ( أَلم تَعلم مسرحى القوافى % فال عًّا بهن ال‬
                                                              ‫َ َ‬      ‫الض‬
                ‫ِ‬              ‫ِ مجر ِ‬
                   ‫ِ َ‬
       ‫اجتالبا ) % | أى تسريحى القوافى | وكذلك تَ ى المعصيةُ ى العصيان والموجدة بمنزلة‬
                                            ‫جر َ ْ َ‬                                 ‫َ‬
                                                                            ‫المصدر لو كان‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/332)‬




 ‫ُ‬                    ‫ٍ‬    ‫ن َِْ ِ‬
 ‫َجَد ُتكلم به | قال الشاعر وهو أبن أَحمر % ( تَداركن ًّا من ُمير بن عامر % أ َى تُسام‬
        ‫ُسار‬                            ‫ْ َ حي‬            ‫َ‬                              ‫الو ْ ْ ُ ي‬
   ‫الذل قَتْال ومحربا ) % | فإن قلت ذهب به مذهب أو سِك به مسلَك رفعت ألن المفعل ههنا ليس‬
              ‫َ َّ َ ْ َ َ‬         ‫ُل َ َ ْ ٌ‬       ‫َ ٌَ‬    ‫ُ َ‬
                                                               ‫ِ‬
                                                                     ‫ِْ‬         ‫َّ ً َ ْ َ َ‬
                                                                                                 ‫ُّ‬
                                                                           ‫َّ ِ الس ِ‬
    ‫بمنزلة الذهاب و ُّلوك وانما هو الوجه الذى يسلك فيه والمكان الذى يذهب إليه واَّما هو بمنزلة‬
                    ‫ن‬       ‫ُْ َ ُ‬      ‫ُ‬          ‫ُ َْ ُ‬
    ‫قولك ذهب به ُّوق وسِلك به الطريق | وكذلك المفعل إذا كان حينً نحو قولهم أَتت الناقةُ على‬
                  ‫ِ‬
                              ‫ا ُ‬              ‫َ َ‬           ‫ُ‬         ‫ُ ِ َ الس ُ ُ َ‬
   ‫مضربِها أى على زمان ضربها | وكذلك مبعث الجيوش تقول سير عليه مبعث الجيوش ومضرب‬
   ‫َ ِْ ُ‬               ‫َ َ ُ‬        ‫َ‬            ‫َ َ ُ ُ‬          ‫ِا ِ‬                      ‫َ ِْ‬
                                                                        ‫ٍْ‬                ‫َّ ِ‬
                                                                       ‫الشول | قال حميد بن ثَور‬
                                                                               ‫ُ َُْ‬       ‫ْ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/432)‬



                                              ‫ِ َ ٍ‬              ‫زٍ ِ ٍ‬
 ‫% ( وما هى إ ّ فى إ ار وعْلقَة % مغار ابن همام على حى خثْعما ) % | فصَّر مغار وقتا وهو‬
 ‫َ يَ ُ ً ً َ‬
          ‫ا‬                    ‫َ َّ َ َ ً‬       ‫ّ‬       ‫ُ َ‬                    ‫ال‬
 ‫ظرف ( هذا باب ماال يعمل فيه ما قبله من الفعل الذى يتَعدى إلى المفعول ال غ ِه ُ) | ألنه كالم‬
 ‫ٌ‬              ‫و َ ير‬                                               ‫ََْ ُ‬                ‫ٌ‬
        ‫ُ‬                   ‫َّ‬       ‫شئ‬          ‫َ‬        ‫ال‬                           ‫َِ َ‬
   ‫قد عمل بعضه فى بعض فال يكون إ ّ مبتدأَ ال يعمل فيه ٌ قبله ألن ألف االستفهام تَمنعه من‬
                                                                                            ‫ذلك‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/532)‬
‫| وهو قولك قد علمت أَعبد اهلل ثَم أم زيد وقد عرفت أَبو من زيد وقد عرفت ُّهم أبوه وأَما ى َى‬
   ‫َ تر أ ُّ‬               ‫أي‬          ‫َْ ٌ‬      ‫ُ‬         ‫ٌ‬      ‫َّ‬     ‫ُ ُْ‬
        ‫برق هاهنا | فهذا فى موضع مفعول كما َّك إذا قلت عبد اهلل هل أيتَه فهذا الكالم فى موضع‬
                    ‫ُ‬            ‫ر‬          ‫ُ‬           ‫أن‬                                    ‫َْ ٍ‬
     ‫َ ِ عر‬     ‫ٌ‬             ‫ُ‬       ‫َْ َ ِ ْر‬
  ‫المبنى على المبتدإ الذى يعمل فيه فيرفعه | ومثل ذلك ليت شع ِى أَعبد اهلل ثَم أم زيد وليت ش ى‬
                          ‫َّ‬                               ‫َ ُ‬        ‫َ َُ‬                  ‫ّ‬
                      ‫َ ٌ َّ‬            ‫َ‬           ‫َ‬      ‫َ َ ِ َ ِن‬
    ‫هل أيتَه فهذا فى موضع خبر ليت | فإَّما أَدخلت هذه األشياء على قولك أزيد ثَم أم عمرو و ُّهم‬
        ‫أي‬                                                                                  ‫ر‬
  ‫أبوك لما احتَجت إليه من المعانى | وسنذكر ذلك فى باب التسوية | ومثل ذلك قوله عز وجل ! 2‬
          ‫ّ‬   ‫ّ‬                                            ‫َ‬                    ‫َ‬          ‫ِ‬
                                                                                         ‫َ‬
 ‫< لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا > 2 ! وقوله تعالى ! 2 < فلينظر أيها أزكى طعاما > 2‬
       ‫ِ ألن‬
   ‫! | ومن ذلك قد علمت لَعبد اهلل خير منك | فهذه الالم تمن ُ العمل كما ُ ألف االستفهام َّها‬
                       ‫تمنع ُ‬      ‫َ‬      ‫ُ َع‬                  ‫ٌ‬       ‫ُ ُ‬
                  ‫َ‬                  ‫ا‬          ‫ُ َّ َ‬
‫إنما هى الم االبتداء وانما أَدخلت عليه علمت لتُؤكد وتجعلَه يقينً قد علمتَه ال تُحيل على علم غيرك‬
                            ‫و‬                                       ‫َ‬                ‫ُ‬          ‫َّ‬
        ‫َ‬     ‫َّ‬                    ‫َِ ّ‬       ‫َ‬     ‫ٌ‬      ‫ُ ٌ َّ‬                    ‫َّ‬
     ‫| كما أنك إذا قلت قد علمت أَزيد ثَم أم عمرو أردت أن تُخبر أنك قد علمت أُّهما ثَم وأردت أن‬
                     ‫َي‬
                                                                                      ‫ِ‬
                         ‫تسوى عْلم المخاطب فيهما كما استَوى علمك فى المسألة حين قلت أزيد ثَم‬
                          ‫َ ٌ َّ‬                       ‫ُ‬                     ‫َ‬       ‫َّ َ َ‬
                                                                     ‫____________________‬

‫(0/632)‬




   ‫أم عمر و | ومثل ذلك قوله عز وجل ^ ( ولَقَد عِلموا لَمن اشتَ اهُ مالَهُ فى اآلخ َة من خالَق ) ^ |‬
         ‫ِ ِ ِْ َ ٍ‬
                  ‫ر‬        ‫ِ‬          ‫َ ْ َ ُ َِ ْ ر‬                ‫ّ‬   ‫ّ‬                    ‫ٌ‬
  ‫ُ‬                    ‫ُ ر ُ‬              ‫ِ‬         ‫ُ‬        ‫َ‬                 ‫ِْْ‬
  ‫ولو لم تَستفهم ولم تُدخل الم االبتداء ألَعملت علمت كما تُعمل عرفت و أيت وذلك قولك قد علمت‬
                                            ‫ْ‬
                                                                  ‫ُّ‬
 ‫زيدً خير منك كما قال تعالى جده ! 2 < ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت > 2 ! وكما قال‬
                                                                                         ‫ا ا‬
                         ‫َ ِ‬           ‫ِ‬                                                        ‫َّ‬
‫جل ثناؤه ! 2 < ال تعلمونهم اهلل يعلمهم > 2 ! كقولك ال تَعرفونهم اهللُ يعرفُهم | وقال سبحانه ! 2 <‬
  ‫واهلل يعلم المفسد من المصلح > 2 ! | وتقول قد عرفت زيدً أبو من هو وعلمت عمر أَأَبوك هو أم‬
                ‫ا‬
                ‫ً‬   ‫ُ‬            ‫ُ ا ُ َْ‬
            ‫ّ‬               ‫ُ‬            ‫ْ َِ‬           ‫ّ َّ‬
 ‫أبو غيرك فأَعملت الفعل فى االسم األول ألنه ليس بالمدخل عليه حرف االستفهام كما أنك إذا قلت‬
                                                                           ‫َ‬     ‫َ‬         ‫ِ‬
                                              ‫ُ‬
              ‫َ‬         ‫ُ‬                  ‫ُ‬           ‫َْ‬    ‫ٌ‬         ‫ِ‬
‫عبد اهلل أَأَبوك هو أم أبو غيرك أو زيد أبو من هو فالعامل فى هذا االبتداء ثم استفهمت بعده | ومما‬‫ُ‬
             ‫ََْ ُ َ‬                    ‫ُّ ٍ‬
‫يقوى النصب قولك قد علمتُه أبو من هو وقد عرفتُك أى رجل أنت | وتقول قد دريت عبد اهلل أبو من‬
                                                     ‫َ‬         ‫َْ‬          ‫َ‬          ‫َ‬          ‫ُ َ َّ‬
 ‫هو كما قلت ذلك فى علمت | ولم يؤخذ ذلك إ ّ من العرب | ومن ذلك قد ظننت زيدا أبو من هو |‬
             ‫ُ ً‬                              ‫ال‬      ‫َْ‬         ‫ُ‬
 ‫َْ ْ‬             ‫ٍ‬
 ‫وان شئت قلت قد علمت زيد أبو من هو كما تقول ذاك فيما ال يتعدى إلى مفعول وذلك قولك اذهب‬
                             ‫َ ّ‬                                ‫ُ ٌ‬
                                                                            ‫فانظر زيد أبو من هو‬
                                                                                      ‫ْ ٌ‬
                                                                     ‫____________________‬

‫(0/732)‬
‫ْ‬             ‫ٍ‬
  ‫ال تقول نظرت زيدا | واذهب فسل زيد أبو من هو واَّما المعنى اذهب فسل عن زيد ولو قلت اسأَل‬
                        ‫ْ َْ‬             ‫ن‬              ‫َْ ْ َْ ٌ‬              ‫ُ‬           ‫و‬
     ‫َ‬     ‫ُ‬              ‫َّ أكثر‬        ‫ِ‬
‫زيدا على هذا الحد لم يجز | ومثل ذلك دريت فى أكثر كالمهم ألن هم يقول ما دريت به مثل ما‬
                                                  ‫ََْ ُ‬                    ‫ّ‬
                ‫و ُ ّ ْ ُ َ َّ‬                      ‫َ ِ ْر ٌ َ‬
‫شعرت به | ومثل ذلك ليت شع ِى زيد أَعندك هو أم عند عمرو | ال بد من هو ألن حرف االستفهام‬ ‫ُ‬
                      ‫ِ‬
‫ال يستغنى بما قبله إنما يستغنى بما بعده فإَّما جئت بالفعل قبل مبتدِإ قد وضع االستفهام فى موضع‬
                                                   ‫ِن‬
            ‫ُ‬        ‫ُ َ‬                                            ‫َ‬                    ‫َ‬
            ‫َّ‬
   ‫المبنى عليه الذى يرفعه فأدخلتَه عليه كما أدخلتَه على قولك قد عرفت لزيد خير منك | وانما جاز‬
                     ‫ُ ََ ْ ٌ ٌ‬                                              ‫َ ُ‬         ‫َّ‬
                   ‫َّ ً‬                                                 ‫َّ‬
    ‫هذا فيه مع االستفهام ألنه فى المعنى مستفهَم عنه كما جاز لك أن تقول إن زيدا فيها وعمر و |‬
          ‫ٌ‬
                                                                 ‫ِ‬         ‫ِ‬
       ‫ّ ا‬                          ‫َّ‬                   ‫َ ِئ َ ُ ْ ِ َ َ َ ُ‬      ‫َّ‬
       ‫ومثله ^ ( أن اهلل بر ٌ من المشركين ورسولُهُ ) ^ | فابتدأ ألن معنى الحديث حين قال إن زيدً‬
                   ‫َ‬
             ‫فع ُ يون َ ِ‬                             ‫َّ َ‬     ‫ٌ ّ َّ َ ِ ّ‬
     ‫منطلق زيد منطق ولكنه أَكد بإن كما أَكد فأَظهر زيدً وأَضم ه | والر ُ قول ُس | فإن قلت قد‬
                                  ‫ر‬       ‫َ ا‬                                       ‫ٌ ٌ‬
                                             ‫عرفت أبو من زيد لم يجز إالَّ الر ُ ألنك بدأت بما‬
                                                 ‫َ‬          ‫فع‬                ‫ٌ‬          ‫ُ‬
                                                                      ‫____________________‬

‫(0/832)‬



 ‫ِ‬
‫ال يكون إ ّ استفهاما وابتدأتَه ثم بنيت عليه فهو بمنزلة قولك قد علمت أَأَبوك زيد أم أبو عمرو | فإن‬
                  ‫ٌ‬           ‫ُ‬                            ‫َ‬                          ‫ال‬
   ‫قلت قد عرفت أَبا من زيد مكنِى انتَصب على مك ِي كأَنك قلت أَبا من زيد مكنى ثم أدخلت عرفت‬
   ‫َ َ ُ‬           ‫َ َ ْ ٌ َ ٌّ‬           ‫َّ‬
                                              ‫َ ْن ّ‬            ‫ٌ َ ْ ٌّ‬      ‫ُ َ َ‬
     ‫عليها | ومثله قولك قد علمت أَأَبا زيد تُكنى أم أبا عمرو كأَنك قلت أَأَبا زيد تُكنى أم أبا عمرو ثم‬
     ‫ّ‬                    ‫ْ‬       ‫َ‬           ‫ّ‬               ‫ْ ّ‬        ‫ُ َ‬
‫أدخلت عليه علمت كما أدخلتَه عليه حين لم يكن ما بعده َّ مبتدْأ فال ينتصب إ ّ بهذا الفعل اآلخر‬
  ‫ِ‬                  ‫ال‬         ‫َ‬           ‫إال‬                                       ‫ُ‬            ‫َ‬
 ‫كما لم يكن فى األول إ ّ مبتدأ | واذا قلت قد عرفت زيدا أبو من هو قلت قد عرفت زيدا أبا من هو‬
                ‫ُ ً‬                               ‫ُ ً‬                           ‫ّ ال‬
                                                  ‫ِ‬
     ‫مكنى | ومن رفع زيد ثَمة رفع زيدً ها هنا | ونصب اآلخر كما نصبه حين قال قد عرفت أَبا من‬
                                                                       ‫َّ َ َ َ َ ا‬
     ‫َْ‬       ‫ُ‬                       ‫َ‬         ‫َ‬    ‫َ َ َ‬                                     ‫َ ٌّ َ‬
 ‫أنت مكنى وكأَنه قال زيد أبا من هو مكن ى | ثم أَدخل الفعل عليه وكأنه قال زيد أَأَباَ بِشر ُكنى أم‬
       ‫ٍْ ي َْ‬        ‫ٌ‬         ‫ّ‬                                ‫ٌّ‬             ‫ٌ‬               ‫َ ٌّ‬
                                                           ‫ُ ِ‬       ‫َِ َ‬
    ‫أبا عمرو ثم أَدخل الفعل عليه وعمل الفعل اآلخر حين كان بعد ألف االستفهام | وتقول قد عرفت‬
                                                         ‫ُ‬
‫زيدا أَبو أَّهم ُكنى به وعلمت ِشر أَيهم ُكنى به تَرفعه كما تَرفع أُّهم ضربتَه | وتقول أ َأَيتَك زيدً أبو‬
    ‫َر َ ا‬                              ‫َي‬                   ‫ُ ب ً ُّ ي ْ َ‬
                                                                       ‫ا‬                ‫ُ َي ي ْ َ‬
‫من هو وأ َأَيتَك عمر أَعندك هو أم عند فالن ال يحسن فيه َّ النصب فى زيد | أال ى أنك لو قلت‬
            ‫َ تر َّ‬                 ‫ُ‬      ‫إال‬          ‫َ‬                           ‫ا‬
                                                                                    ‫ً‬       ‫َرْ َ‬    ‫َْ‬
  ‫أ أيت أبو من أنت أو أ أيت أزيد ثَم أم فالن لم يحسن ألن فيه معنى أَخ ِرنى عن زيد وهو الفعل ال‬
                         ‫ْ بْ‬           ‫ّ‬        ‫ٌ َ‬        ‫ٌ َّ‬       ‫ر‬                  ‫ر َ‬
                                                      ‫ُ‬                        ‫ُ‬         ‫ِْ‬
                                    ‫يستَغنى السكوت على مفعوله األول فدخول هذا المعنى فيه لم‬
                                                               ‫ّ‬                            ‫َْ‬
                                                                      ‫____________________‬

‫(0/932)‬
‫يجعله بمنزلة أَخبرنى فى االستغناء فعلى هذا أُج ِى وصار االستفهام فى موضع المفعول الثانى |‬
                              ‫ُ‬               ‫ْرَ‬                                  ‫ْ‬            ‫َ‬
 ‫َ‬                      ‫ْ‬   ‫ُ‬            ‫ٌ‬        ‫َّ‬               ‫ُ َّ ٍ ُ َ َ‬
 ‫وتقول قد عرفت أَى يوم الجمعةُ فتنصب على أنه ظرف ال على عرفت | وان لم تَجعله ظرفا رفعت‬
    ‫| وبعض العرب يقول لقد علمت أى حين عقبتى وبعضهم يقول لقد علمت أى حين عقبتِى | وأما‬
     ‫ّ‬        ‫ُ َْ‬    ‫ُ ُّ‬                           ‫ُ َّ ٍ ُ ْ َ‬                          ‫ُ‬
                                ‫َ ُ‬
                                      ‫ٍ‬
                                           ‫ُ َي َ‬            ‫ْ ال َ ُّ ر‬
                           ‫قوله % ( حتّى كأَن لم يكن إ ّ تَذك ُهُ % والدهر أَّتَما حال دهارير ) %‬
                                                                               ‫ْ‬
                                                                    ‫____________________‬

‫(0/142)‬




                                           ‫ُ َ ُ َّ ٍ َّ مر‬
‫| فإنما هو بمنزلة قولك والدهر دهارير كل حال وكل ّة أى فى كل حال وفى كل َّة فانتَصب ألنه‬
               ‫ّ مر‬            ‫ّ‬                                                          ‫ِ َّ‬
       ‫ٍ‬                      ‫ِ ِ‬                     ‫ِ َّ‬   ‫ُ َّ مر َّ‬
    ‫ظرف كما تقول القتال كل ّة وكل أحوال الدهر ( هذا باب من الفعل سمى الفعل فيه بأَسماء لم‬
                   ‫ُ‬      ‫ُّ‬
                   ‫َ ّ‬            ‫ُ َّ‬
    ‫تؤخذ من أَمثلة الفعل الحادث ) | وموضعها من الكالم األَمر والنهى فمنها ما يتعدى المأمور إلى‬
                                                         ‫ُ‬                                ‫َْ‬
         ‫َ‬                     ‫ُْ‬
         ‫َ َّ‬                                      ‫َ َّ‬
       ‫مأمور به ومنها ماال يتعدى المأمور ومنها ما يتعدى المنهى إلى منهي عنه ومنها ماال يتعدى‬
                                            ‫َ َّ‬                     ‫َ‬        ‫َ ّ‬                ‫ٍ‬
                               ‫َ ّ‬
                    ‫َ َّ‬                ‫ِْْ‬               ‫ِن‬
     ‫المنهى | أَما ما يتَعدى فقولك رويد زيدا فإَّما هو اسم قولك أَرود زيدا | ومنها هلُم زيدا إنما تريد‬
            ‫َّ‬                                                         ‫ُ ْ َْ‬     ‫ّ‬        ‫َ َّ ّ‬
‫هات زيدا | ومنها قول العرب حَّهَل الثَّريد | عم أبو الخ ّاب أن بعض العرب يقول حَّهَل الصالة‬
 ‫َ ي َ َّ َ‬                          ‫َّ‬      ‫َط‬       ‫َ وز‬           ‫َي َ‬                          ‫ِ‬
               ‫ٍ رِ‬           ‫رِ‬                                                         ‫ِ‬
  ‫فهذا اسم ائت الصالةَ أى ائتوا الثريد وأْتوا َّالةَ | ومنه قوله % ( تَ اكها من إبل تَ اكها % ) %‬
                                                       ‫الص‬         ‫َ‬                          ‫ُ‬
                                                                    ‫____________________‬

‫(0/042)‬



                                     ‫ِ‬    ‫ٍ‬        ‫ِ‬
 ‫| فهذا اسم لقوله لهُ اتُركها | وقال % ( مناعها من إبل مناعها % ) % | وهذا اسم لقوله لهُ امنعها‬
                                                                     ‫ْ‬
   ‫َْ‬                                   ‫َ‬             ‫َ‬
     ‫َْ‬       ‫َْ َ‬       ‫ُ‬       ‫ٍ‬         ‫ٍ و‬
‫| وأَما ماال يتعدى المأمور ال المنهى إلى مأمور به ال إلى منهى عنه فنحو قولك مه مه وصه صه‬
                                                             ‫َ و َ َّ‬              ‫َ ّ‬         ‫ّ‬
                                                                ‫َّ‬
‫وآه وايه وما أَشبه ذلك | واعلم أن هذه الحروف التى هى أَسماء للفعل ال تَظهر فيها عالمةُ المضمر‬‫ٍ ٍ‬
                     ‫ُ‬              ‫ٌ‬
            ‫ُ‬                                  ‫َِ ْ‬
 ‫وذلك أنها أََسماء وليست على األَمثلة التى أُخذت من الفعل الحادث فيما مضى وفيما يستقبل وفى‬
                                                                               ‫ّ َ ٌ‬
   ‫أْ ل‬                           ‫ُ‬          ‫ن‬              ‫رِ‬
  ‫يومك ولكن المأمور والمنهى مضم ان فى النية | واَّما كان أصل هذا فى األمر والنهى وكانا َوَى‬
                                                     ‫َّ‬                                ‫َّ‬        ‫ِ‬
                                                                     ‫ّ‬
  ‫به ألنهما ال يكونان إ ّ ِفعل فكان الموضعُ الذى ال يكون َّ فع ً أَغلب عليه | وهى أَسماء الفعل‬
        ‫ُ‬                  ‫َ‬    ‫إال ِ ال‬                               ‫ِ ال ب‬
                       ‫َ‬            ‫َّ َ ال ِ َ ظ‬
‫وأُجريت م ى ما فيه األلف والالم نحو النجاء لئ ّ يخالف لف ُ ما بعدها لفظ ما بعد األمر والنهى |‬
                                                                     ‫ُ‬               ‫ُ جر‬
                                                                             ‫ولم تَصرف تَصرف‬
                                                                              ‫َ ُّ َ‬      ‫َ َّ‬
                                                                    ‫____________________‬
‫(0/242)‬




              ‫ِْ‬                  ‫ِ ْ‬                        ‫َ َّ ُ ّ‬
    ‫المصادر ألنها ليست بمصادر وانما سمى بها األمر والنهى فَعملَت عملَهما ولم تجاوز فهى تقوم‬
                                                  ‫ُ‬                                         ‫َّ‬
                           ‫ِْْ‬           ‫َّ‬
    ‫مقام فعلهما ( هذا باب متصرف رويد َ) | تقول رويد زيدا وانما تريد أَرود زيدا | قال الهُذلى % (‬
                                                                 ‫َّ ُ َ ْ‬                           ‫ِ ِ‬
         ‫َ ّ‬                                     ‫َُ َ‬                                                  ‫ْ‬
 ‫ِ‬
 ‫رويد عِلَّا جد ما ثَدى أُمهم % إلينا ولكن بغضهُم متَما ِن ) % | وسمعنا من العرب من يقول واهلل‬
                                                                               ‫ِ‬          ‫ُ ْ َ َ ي ُ َّ‬
                                             ‫ْ ُْ ُ ْ ُ يُ‬                    ‫ْ ُ َّ ْ‬                   ‫َ‬
                                                ‫ْ ِِ‬
‫لو أردت الد اهم ألعطيتُك رويد ما الشعر | يريد أَرود الشعر كقول القائل لو أردت الد اهم ألَعطيتُك‬‫َّ‬
          ‫َ ر َ‬                                             ‫ّ َْ‬        ‫ُ ََْ‬           ‫َ ر َ‬
                                                  ‫ِِْ‬
   ‫فدع الشعر | فقد تَبَّن لك أن رويد فى موضع الفعل | ويكون رويد أيضاً صفة كقولك ساروا سير‬
   ‫ا‬
   ‫ُ َْ ً‬             ‫ً‬            ‫ُ ُ ََْ‬                           ‫ّ ُ ََْ‬       ‫َي َ‬           ‫َّ َ‬    ‫َ‬
                                                                                  ‫رويدً | ويقولون‬
                                                                                            ‫َُْ ا‬
                                                                       ‫____________________‬

‫(0/342)‬




  ‫أيضاً ساروا رويدً فَيحذفون َّير ويجعلونه حا ً به وصف كالمه واجتز بما فى صدر حديثه من‬
                           ‫أ‬    ‫َ‬   ‫ال َ َ َ‬               ‫الس َ‬           ‫َُ ا‬
   ‫قول ساروا عن ذكر َّير | ومن ذلك قول العرب ضعهُ رويدا أى وضعً رويدً | ومن ذلك قولك‬
                   ‫َ ا ُ َْ ا‬     ‫َ ْ َُ ً‬                            ‫الس‬
 ‫للرجل ت اه ُعالج شيئا رويدا إنما تريد عالجا رويدً | فهذا على وجه الحال َّ أَن يظهَر الموصوف‬
 ‫ُ‬          ‫إال ْ َ ْ َ‬                      ‫ِ ً َُْ ا‬        ‫ر ي ِ ً ُ َ ْ ً َّ‬
   ‫فيكون على الحال وعلى غير الحال | واعلم أن رويدا تلحقها الكاف وهى فى موضع افعل وذلك‬
         ‫َْ‬                   ‫ُ‬         ‫َُْ ً َ‬                                        ‫َ‬
        ‫قولك رويدك زيدً ورويدكم زيدا | وهذه الكاف التى لحقت رويدا إنما لحقت لتُ َّن المخاطَب‬
        ‫َ‬        ‫بي َ‬           ‫ً ّ‬                                  ‫ُ ََْ َ ا ُ ََْ ُْ‬
                                      ‫ِ َّ‬        ‫َّ‬
 ‫المخصوص ألن رويد تقع للواحد والجميع والذكر واألُنثى فإنما أَدخل الكاف حين خاف اْلتباس من‬
                        ‫َ‬                                                ‫َ ّ ُ ََْ‬
 ‫َ َْ‬
                          ‫َ‬   ‫َ ّ‬                       ‫َّ‬               ‫َّ‬
 ‫يعنى بمن ال يعنى وانما حذفَها فى األول استغناء بعلم المخاطب أنه ال يعنى َه | فلحاق الكاف‬
       ‫غير َ ُ‬                                                                             ‫َ‬
  ‫كقولك يا فالن للرجل حتَّى ُق ِل عليك | وتركها كقولك للرجل أنت تَفعل إذا كان مقبِال عليك بوجهه‬
                   ‫ُْ‬         ‫ُ‬                      ‫ُ‬              ‫ي ْب َ‬      ‫ُ َّ ُ‬
        ‫ُ ََْ َ‬                      ‫ِ ِ‬          ‫َُ‬                            ‫َ‬         ‫ُْ ِ ً‬
 ‫منصتا لك | فتركت يا فالن حين قلت أنت تَفعل استغناء بإقباله عليك | وقد تقول أيضاً رويدك لمن‬
                                            ‫ً‬                              ‫ُ‬
  ‫ا‬                   ‫ُ‬     ‫َ‬         ‫ْ ِ‬         ‫بِ‬              ‫ا‬          ‫ِ‬
‫ال يخاف أن َيلتبس بسواه توكيدً كما تقول للمق ِل عليك المنصت لك أنت تَفعل ذاك يا فالن توكيدً |‬
           ‫ُ‬                              ‫ُ‬                                       ‫َ‬          ‫ُ‬
 ‫وذا بمنزلة قول العرب هاء وهاءك وهأَْ وهأْك وبمنزلة قولك حَّهَل وحَّهَلك وكقولهم َّجاءك | فهذه‬
             ‫الن َ‬        ‫َي َ َي َ َ‬                      ‫ْ‬      ‫َ َ‬
     ‫الكاف لم تجئ علماً للمأمورين والمنهيين المضمرين ولو كانت علمً للمضمرين لكانت خطأُ ألن‬
      ‫ّ‬               ‫َ َ‬       ‫ََ ا‬           ‫َ َ‬        ‫َ ّ َ‬       ‫َ‬           ‫َ‬
                                                                              ‫ِ‬
                                                     ‫المضمرين ها هنا فاعلون وعالمة المضمرين‬
                                                     ‫َ‬                                 ‫َ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/442)‬
‫ا‬      ‫ُ‬                    ‫َّ‬
         ‫الفاعلين الواو كقولك افعلُوا | وانما جاءت هذه الكاف توكيدً وتخصيصا ولو كانت اسمً لكان‬
              ‫ا‬                                                          ‫َْ‬         ‫َ ُ‬
                 ‫ز َّ ّ‬                                                         ‫َّ‬    ‫َّ َ ُ‬
‫النجاءك محاال ألنه ال ُضاف االسم الذى فيه األلف والالم | وينبغى لمن عم أنهن أسماء َن عم‬
‫ٌ أ ْ يزُ َ‬                                                 ‫ُ‬            ‫ي‬
                             ‫ر‬       ‫ْ يزُ َ ّ‬       ‫ٌّ‬                       ‫ٌ ِ‬
         ‫أن كاف ذاك اسم فإذا قال ذلك لم يكن له بد من أن عم أنها مجرو ة أو منصوبة فإن كانت‬ ‫َ‬   ‫ّ‬
 ‫منصوبة انبغى له أن يقول ذاك نفسك زيد إذا أ اد الكاف وينبغى له أن يقول إن كانت مجرو ة ذاك‬
        ‫ر‬                                        ‫ر‬      ‫ٌ‬     ‫َ‬                          ‫ً‬
                ‫ّ ل‬                  ‫َ‬         ‫ّ َ َ ٌ ن‬                               ‫ٌ‬    ‫ِ‬
    ‫نفسك زيد وينبغى له أن يقول إن تاء أنت اسم واَّما تاء أنت بمنزلة الكاف | ومما يدّك على أنه‬
     ‫َّ‬
      ‫ِ‬           ‫فو‬       ‫َ‬                                    ‫ا‬    ‫َرْ َ‬         ‫ٍ ُ‬
    ‫ليس باسم قول العرب أ َأَيتَك فالنً ما حالُه فالتاء عالمة المضمر المخاطب المر ع ولو لم تُلحق‬
                                                  ‫ُ‬
          ‫ُ َ ُ‬                       ‫ُ ِال‬
    ‫الكاف كنت مستغنياً كاستغنائك حين كان المخاطَب مقب ً عليك عن قولك يا زيد ولحاق الكاف‬
                                                                                    ‫َ َ‬
            ‫ر َ َّ ُ‬                       ‫َ ِ َّ‬
     ‫كقولك يا زيد لمن لو لم تَُل له يا زيد استغنيت | فإنما جاءت الكاف فى أَ أيت والنداء فى هذا‬
                                                         ‫ُ‬         ‫قْ‬         ‫ُ َْ‬
   ‫ِ‬
  ‫الموضع توكيدا | وما يجئ فى الكالم توكيدا لو ُ ِح كان مستَغنى عنه كثير | وحدثنا من ال نتَهم‬
                 ‫ّ‬                           ‫ً طرَ‬                             ‫ً‬
  ‫َ ُ‬                                ‫ُْ‬
                                           ‫ا‬
                                           ‫ً‬              ‫َْ ِ‬
‫أنه سمع من العرب من يقول رويد نفسه جعله مصدر كقوله ! 2 < فضرب الرقاب > 2 ! | وكقوله‬
                                                    ‫َ‬           ‫َُ‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/542)‬




 ‫% ( عذير الحى % ) % | ونظير الكاف فى رويد فى المعنى ال فى اللفظ لك التى تجئ بعد هلُم‬
 ‫َ َّ‬                                       ‫ُ ََْ‬                          ‫َّ‬        ‫ِ‬
                                                           ‫ُ‬                       ‫َ َ‬
    ‫فى قولك هلُم لك فالكاف ههنا اسم مجرور بالالم والمعنى فى التوكيد واالختصاص بمنزلة الكاف‬
                                                      ‫ٌ‬     ‫ٌ‬                 ‫َ َّ‬
  ‫التى فى رويد وأشباهها كأَنه قال هلُم ثم قال إ ادتى بهذا لك فهو بمنزلة سقيً لك | وان شئت قلت‬
            ‫ْ‬       ‫َ ا‬                       ‫ر‬          ‫َ َّ‬                    ‫ُ ََْ‬
            ‫ا‬                                ‫ِْ‬                   ‫َ َّ‬      ‫ِ‬
  ‫هلُم لى بمنزلة هات لى وهلُم ذاك لك بمنزلة أَدن ذاك منك | وتقول فيما يكون معطوفً على االسم‬
                                                                                          ‫َ َّ‬
‫ُ ََْ ُْ‬               ‫ّ‬       ‫َ‬                                           ‫ّ‬         ‫َِ‬
‫المضمر فى النية وما يكون صفة له فى ّية كما تقول فى المظهر | أَما المعطوف فكقولك رويدكم‬
                                                  ‫الن‬
                     ‫ّ فو‬                    ‫َّ‬
         ‫أنتم وعبد اهلل | كأَنك قلت افعلوا أنتم وعبد اهلل ألن المضمر فى النية مر ع فهو ي ى ى‬
          ‫َجر مجر‬                                    ‫ُ‬                 ‫ّ‬           ‫ُ‬
                                                                       ‫المضمر الذى يبين‬
                                                                        ‫ّ‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/642)‬




     ‫ُ‬       ‫ْ‬             ‫ْ ٌ ألن‬     ‫ً فع‬            ‫ُ‬        ‫ُ ََْ‬    ‫ِ‬
‫عالمتُه فى الفعل | فإن قلت رويدكم وعبد اهلل فهو أيضا ر ٌ وفيه قُبح َّك لو قلت اذهب وعبد اهلل‬
                               ‫ر‬                  ‫َُ‬       ‫ُ‬          ‫ْ‬        ‫ٌ ِ‬
       ‫كان فيه قُبح فإذا قلت اذهب أنت وعبد اهلل حسن | ومثل ذلك فى الق آن ^ ( فاَذهب أَنت ورُّك‬
       ‫ْ َ ْ ْ َ َ َب َ‬
‫فقَ ِالَ ) ^ و ! 2 < اسكن أنت وزوجك الجنة > 2 ! | وتقول رويدكم أنتم أَنفُسكم فيحسن الكالم‬
            ‫ُ‬      ‫ْ ُ‬         ‫ُ ََْ ُْ‬                                                   ‫َ ٌ َ ات‬
          ‫ُ‬                ‫ٌ َّ‬          ‫َ‬         ‫ُ‬             ‫ِ‬
‫كأَنك قلت افعلوا أنتم أَنفسكم | فإن قلت رويدكم أنفسكم رفعت وفيها قبح ألن قولك افعلوا أنفسكم فيها‬
                                                         ‫ََ‬            ‫ُ‬
  ‫َ ٌّ َ َ ٌ َّ‬
‫قبح فإذا قلت أنتم أنفسكم حسن الكالم | وتقول رويدكم أجمعون ورويدكم أنتم أَجمعون كل حسن ألنه‬
                               ‫ُ ََْ ُْ‬         ‫ُ ََْ ُْ‬           ‫ُ َ َُ‬                     ‫ٌ‬
‫يحسن فى المضمر الذى له عالم ٌ فى الفعل | أال ى أنك تقول قُوموا أَجمعون وقوموا أنتم أجمعون‬
‫َ‬                    ‫َ‬            ‫ُ‬             ‫تر‬             ‫ة‬                                 ‫َ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/742)‬




‫ى | وكذلك الحروف التى أسماء للفعل جميعا‬
‫ً‬            ‫ٌ‬         ‫ُ‬                                             ‫ِ ْ‬
                                         ‫| وكذلك رويد إذا لم تُْلحق فيها الكاف تَ ى هذا المجر‬
                                                     ‫َ جر‬                         ‫ُ ََْ‬
           ‫َ‬           ‫ِْ‬              ‫ال َّ َ َّ‬
   ‫ى لحقتها الكاف أو لم تلحقها إ ّ أن هلُم إذا لحقتْها لك فإن شئت حملت أجمعين‬
                                                       ‫َ‬        ‫ُ‬            ‫تَ ى هذا المجر‬
                                                                                         ‫جر‬
         ‫ِْ َ‬                 ‫ِ‬
    ‫ونفسك على الكاف المجرو ة فتقول هلُم لكم أجمعين وهلُم لكم أنفسكم | ال يجوز أن تَعطف على‬
                         ‫و‬            ‫َ َّ‬               ‫َ َّ‬     ‫ر‬                      ‫َ‬
                                                              ‫ِ‬      ‫َ َّ‬
   ‫الكاف المجرو ة االسم ألنك ال تَعطف المظهَر على المضمر المجرور | أال ى أنه يجوز لك أن‬
               ‫تر ّ‬                                                             ‫ر‬
                                                  ‫ْ ُ ُ ْ َ‬
                                                                              ‫ِ‬
    ‫تقول هذا لك نفسك ولكم أجمعين ال يجوز أن تقول هذا لك وأَخيك | وان شئت حملت المعطوف‬
                                                              ‫و‬
   ‫والصفة على المضمر المر ع فى النية فتقول هلُم لك أنت وأَخوك وهلُم لكم أجمعون | كأَّك قلت‬
          ‫َ َن‬                  ‫َ َّ‬     ‫َ‬         ‫ُ َ َّ‬      ‫ّ‬    ‫فو‬
                         ‫مجر ُ َ ْ َ‬           ‫ِ ْ‬        ‫ِ‬
  ‫تَعالَوا أنتم أجمعون وتَعال أنت وأخوك | فإن لم تُْلحق لك جرت ى رويد ( وهذا باب من الفعل‬
                                                                        ‫َ‬                 ‫ْ‬
      ‫َِ‬                         ‫َّ‬  ‫ِ‬       ‫ِ‬                    ‫ٍ‬       ‫ٍ‬
‫سمى الفعل فيه بأَسماء مضافة ) | ليست من أمثلة الفعل الحادث ولكنها بمنزلة األسماء المفرد التى‬
                                                            ‫ْ‬                      ‫ُ‬     ‫ُ َّ َ‬
         ‫َّهن من الكالم األمر والنهى إذا كانت‬
                   ‫ُ‬         ‫ُ‬             ‫كانت للفعل نحو رويد وحَّهَل ومج اهن واحد وموضع ّ‬
                                                              ‫ر ّ‬   ‫ُ َ َْ َي َ‬          ‫ْ‬
‫للمخاطب المأمور والمنهى وانما استوت هي ورويد وما أشبه رويد كماى استوى المفرد والمضاف إذا‬
                                                                     ‫ّ‬
    ‫كانا اسمين نحو عبد اهلل وزيد مج اهما في العربية سواء | ومنها ما يتعدى المأمور إلى مأمور به‬
                                                             ‫ر‬
                    ‫ومنها ما يتعدى المنهى إلى المنهى عنه ومنها ماال يتعدى المأمور ال المنهى |‬
                              ‫و‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/842)‬




           ‫َ ْ َ ً ُ َ َ ا ِ ْ َ َ ا ُر‬                           ‫ٍ‬
    ‫| فأما ما يتعدى المأمور إلى مأمورَ به فهو قولُك علَيك زيدا ودونك زيدً وعندك زيدً تَأْم ُه به |‬
                                                                                       ‫َ ّ‬
                                                                    ‫َ‬              ‫َ‬
      ‫ً َ َِ ً‬
      ‫حدثنا بذلك أبو الخ ّاب | وأما ما تَعدى المنهى إلى منهى عنه فقولك حذرك زيدا وحذارك زيدا‬
                               ‫َ ََ‬          ‫ّ‬         ‫َّ‬       ‫ّ‬          ‫ّ‬         ‫ط‬         ‫ّ‬
      ‫َّ ْ‬
 ‫سمعناهما من العرب | وأما ماال يتعدى المأمور ال المنهى فقولك مكانك و بعدك إذا قلت تأَخر أو‬
                           ‫َ َ‬      ‫َ‬       ‫َّ‬     ‫َ و‬            ‫َ ّ‬           ‫َّ‬
 ‫ََ َ‬               ‫ر َ َّ‬            ‫ً‬   ‫ْ‬           ‫َ َ َّ ر‬          ‫ِ َْ َ‬
‫حذرتَه شيئا خلفَه | وكذلك عندك إذا كنت تُحذ ُه من بين يديه شيئا أو تأم ه أن يتَقدم | وكذلك فرطك‬
                                                                                       ‫ً َ‬     ‫َّ‬
  ‫َّ ر ا‬              ‫َّ ر‬                          ‫ر َ ّ‬             ‫ا‬        ‫ْ‬       ‫َّ ر‬
‫إذا كنت تحذ ُه من بين يديه شيئً أو تأم ه أن يتقدم | ومثلها أَمامك إذا كنت تحذ ه أو تُبص هُ شيئً |‬
‫َْ‬                                ‫ّ‬         ‫َ‬                    ‫َ َّ َ ر َ‬
  ‫واليك إذا قلت تَنح | وو اءك إذا قلت اف ُن لما خْلفَك | حدثنا أبو الخطاب أنه سمع من العرب من‬
                                                    ‫طْ‬
                                                                                 ‫يقال له إلَيك‬
                                                                                 ‫َْ‬
                                                            ‫____________________‬

‫(0/942)‬




      ‫فيقول ِإلى | كأَنه قيل له تَنح | فقال أَتَن َّى | ال يقال إذا قيل ألحدهم دونك دونى ال على | هذا‬
             ‫َّ‬   ‫و‬                                 ‫َح و‬               ‫َ َّ‬                ‫َّ‬
           ‫َ‬            ‫َّ‬
‫النحو ّما سمعناه فى هذا الحرف وحده وليس لها قوةُ الفعل فتقاس | واعلم أن هذه األسماء المضافة‬
                                   ‫َ‬            ‫ّ‬          ‫َ‬                                  ‫إن‬
                               ‫َ ُ َ َّ‬                ‫ِ‬
       ‫بمنزلة األسماء المفردة فى العطف والصفات وفيما قبح فيها وحسن ألن الفاعل المأمور والفاعل‬
                                             ‫َُ َ‬                               ‫َ‬
  ‫َ‬               ‫ا‬
                  ‫ً‬        ‫ا َُ‬    ‫ُ ََْ‬              ‫ّ و‬            ‫رِ‬
 ‫المنهى فى هذا الباب مضم ان فى النية | ال يجوز أن تقول رويدهُ زيدً ودونهُ عمر وأنت تريد غير‬      ‫ّ‬
  ‫ً َْ ِ‬                                         ‫َّ‬             ‫ٍ و َ َّ‬
‫المخاطب ألنه ليس بفعل ال يتصرف تصرفه | وحدثنى من سمعه أن بعضهم قال عليه رجال ليسنى‬
                                                      ‫ُّ َ‬                              ‫َّ‬     ‫َ‬
    ‫َ‬                        ‫َ‬   ‫ّ‬
                                         ‫ْ ِ‬
         ‫| وهذا قليل شبهوه بالفعل | وقد يجوز أن تقول عليكم أَنفُسكم وأجمعين فتحملَه على المضمر‬
                                                                                      ‫ٌ ّ‬
                                 ‫َ‬
    ‫المجرور الذى ذكرتَه للمخاطب كما حملتَه على لك حين ذكرتَها بعد هلُم ولم تَحمل على المضمر‬
                            ‫َ َّ‬
‫الفاعل فى النية فجاز ذلك | ويدّك على َّك إذا قلت عليك فقد أَضمرت فاعال فى النية وِانما الكاف‬
‫ُ‬       ‫ّ َّ‬          ‫ً‬                   ‫ََْ‬              ‫أن‬        ‫ل‬                ‫ّ‬      ‫ِ‬
‫للمخاطبة قولُك علَى زيدا وانما أدخلت الياء على مثْل قولك للمأمور أَوِ ِى زيدً | فلو قلت أنت نفسك‬
  ‫ُ‬                   ‫ا‬     ‫ْ لن‬                   ‫ِ‬
                                                          ‫َ‬    ‫َ‬         ‫َّ‬      ‫َ َّ‬
      ‫ِ‬                               ‫َّ‬
‫لم يكن إ ّ رفعا ولو قال أنا نفسى لم يكن إ ّ جر | أال تالى أن الياء والكاف إنما جاءتا لتَفصال بين‬
                                                ‫ال ّا َ‬                                  ‫ال‬
                                 ‫َ‬
                                   ‫ِْ‬         ‫ا َّ‬                 ‫ِ‬
                                  ‫المأمور واألمر فى المخاطبة | واذا قال عليك زيدً فكأَنه قال له ائت‬
                                                                    ‫____________________‬

‫(0/152)‬




           ‫ّ‬              ‫َ‬       ‫ا َ‬                 ‫ا‬    ‫ِ‬             ‫تر َّ‬
  ‫زيدا | أال ى أن للمأمور اسمين اسمً للمخاطبة مجرور واسمه الفاعل المضمر فى النية كما كان‬

                       ‫ٌ‬                         ‫َّ ِ‬
 ‫له اسم مضمر فى النية حين قلت على | فإذا قلت عليك فله اسمان مجرور ومرفو ٌ | ال يحسن أن‬
         ‫ع و َ‬                                                     ‫ّ‬             ‫ٌ‬
                                                                             ‫َ‬
‫تقول عليك وأَخيك كما ال يحسن أن تقول هلُم لك وأخيك | وكذلك حذرك يدّك على أن حذرك بمنزلة‬
       ‫ّ َ ََ َ‬       ‫َ ََ َ ل‬                   ‫َ َّ‬         ‫ْ‬
                                ‫ر‬                        ‫َّ‬
   ‫ى زيدً إذا أردت حذرنى زيدا | فالمصدر وغي ه فى هذا الباب سواء | ومن جعل‬
                                                                       ‫ا‬       ‫عليك قولك تحذير‬
                ‫ٌ‬                    ‫ُ‬                  ‫َ َ ْ‬
 ‫َََ‬          ‫ِ‬                                                      ‫َْ َ ِ‬
 ‫رويدا مصدر قال رويدك نفسك إذا أ اد أن يحمل نفسك على الكاف كما قال عليك نفسك حين حمل‬
                                                         ‫ر‬                         ‫ا‬
                                                                                   ‫ً‬       ‫َُْ ً‬
                                          ‫َ‬         ‫َ‬                       ‫َُ‬
   ‫الكالم على الكاف | وهى مثل حذرك سواء إذا جعلتَه مصدر ألن الحذر مصدر وهو مضاف إلى‬
        ‫ٌ‬         ‫ٌ‬       ‫ً ّ َ ََ‬ ‫ا‬                  ‫ٌ‬     ‫ُ َ ََ َ‬                      ‫َ‬
    ‫الكاف | فإن حملت نفسك على الكاف جررت وِان حملتَه على المضمر فى النية رفعت | وكذلك‬
              ‫َ‬   ‫ّ‬                              ‫َ‬                      ‫َ َ‬          ‫ِ‬
 ‫رويدكم ِإذا أردت الكاف تقول رويدكم أَجمعين | وأَما قول العرب رويدك نفسك فإَّهم يجعلون النفس‬
 ‫َ‬          ‫ُ َ ْ َ َ َ ِن َ‬          ‫ّ ُ‬         ‫َ‬        ‫ُ ََْ ُ‬                    ‫ُ ََْ ُْ‬
‫ّ َ َّ ََ َ‬        ‫ِْْ َ‬                                    ‫َّ‬
  ‫بمنزلة عبد اهلل إذا أمرت به كأَنك قلت رويدك عبد اهلل إذا أردت أَرود عبد اهلل | وأَما حيللك وهاءك‬
  ‫ََ‬                                               ‫ُ ََْ َ َ‬
                                                           ‫وأخواتُها فليس فيها إ ّ ما ذكرنا َّهن لم‬
                                                                ‫ألن‬         ‫ال‬                  ‫َ‬
                                                                             ‫____________________‬

‫(0/052)‬




                    ‫َِ ْ‬                        ‫َ‬            ‫َ‬                      ‫ْ َّ‬
 ‫يجعْلن مصادر | واعلم أن ناسا من العرب يجعلون هلُم بمنزلة األمثلة التى أُخذت من الفعل يقولون‬       ‫َ‬      ‫َُْ َ َ‬
                      ‫ُّ‬       ‫َ َّ َّ‬                                 ‫َّ‬
   ‫هلم وهلُمى وهلُما وهلُموا | واعلم أنك ال تقول دونى كما قلت علَى ألنه ليس كل فعل يجئ بمنزلة‬
                                                          ‫ُ‬                               ‫َّ َ َّ َ َّ َ ُّ‬
  ‫أَوِلنى قد تَعدى إلى مفعولين فإنما على بمنزلة أَوِلنى ودونك بمنزلة خذ | ال تقول آخذ ِى همً ال‬
   ‫ِ ْ ن در ا و‬               ‫ُْ‬          ‫ُ ََ‬         ‫ْ‬          ‫ََ ّ‬
                                                                           ‫ِ ِ َّ‬                     ‫ّ‬           ‫ْ‬
‫يه زيدا تريد به األمر كما أردت ذلك فى الفعل حين‬   ‫خذ ِى هما | واعلم أنه ال يجوز لك أن تقول علَ ِ‬
                                                                                         ‫ْ َّ‬          ‫ُ ْ ن در ً‬
                               ‫َ‬
   ‫قلت ِليضرب زيدا ألن عليه ليس من الفعل وكذلك حذ َهُ زيدا قبيح ٌ ألنها ليست من أمثلة الفعل |‬
                            ‫ة َّ‬        ‫َ َر ً‬                                  ‫َِ‬
                                                                                            ‫ْ ً ّ‬           ‫َ‬
  ‫فإنما جاء تَ ى زيدً ألن المصدر يتَصرف مع الفعل فيصير حذرك فى موضع احذر وتَ ى‬
    ‫ْ َ ْ حذير‬                   ‫ُ َ ََ‬                        ‫ّ‬                  ‫ا َّ‬         ‫حذير‬            ‫ِ َّ‬
  ‫فى موضع حذرنى فالمصدر أبدً فى موضع فعِله | ودونك لم يؤخذ من فعل ال عندك فإنما ُنتَهَى‬
        ‫ٍ و ِ َْ ِ ّ ي‬              ‫َْ‬      ‫ُ َ‬            ‫ِ‬
                                                         ‫ِ ْ‬              ‫ُ ا‬                     ‫َّ‬
                                                                                                     ‫َ‬
                                                                                               ‫ِ‬
     ‫َُ َ‬                        ‫َ ََ َ ّ‬                           ‫َّ َ‬
 ‫فيها حيث انتهت العرب | واعلم أنه يقبح زيدً عليك وزيداً حذرك ألنه ليس من أمثلة الفعل فقبح أن‬
                                                  ‫ا َ َْ َ‬                             ‫ُ‬
                                                   ‫ي ى ما ليس من األمثلة مج اها إ ّ أن تقول زيداً‬
                                                                 ‫ر ال ْ‬                                       ‫َجر‬
                                                                             ‫____________________‬

‫(0/252)‬




       ‫فتنصب بإضمارك الفعل ثم تَذكر عليك بعد ذلك فليس يقوى هذا قوةَ الفعل ألنه ليس بِفعل ال‬
        ‫و‬              ‫َّ‬         ‫ّ‬          ‫ََْ‬                         ‫ُ‬      ‫َ‬                   ‫َ ِ‬
   ‫يتَصرف تصرف الفاعل الذى فى معنى يفعل ( هذا باب ما ى من األمر والنهى على إضمار‬
                                        ‫جر‬               ‫َْ َ ُ‬                           ‫ّ َ‬
   ‫ُه إذا عِلمت أن الرجل مستَغن عن لَفظك بالفعل ) | وذلك قولك زيدً وعمر‬
   ‫ا‬
   ‫ً‬       ‫ا‬                       ‫ِْ َ ِ‬           ‫ُْ ْ‬           ‫َ ْ ّ‬                   ‫ِ‬
                                                                                   ‫الفعل المستعمل إظهار‬
                                                                                             ‫َ‬
                                                                                                             ‫ِ‬
   ‫و أسه | وذلك َّك أيت جال يضرب أو يش ِم أو يقتل فاكتفيت بما هو فيه من عمله أن تلفظ له‬
       ‫َ َ‬                               ‫َ‬         ‫أن ر ر َ ْ ِ ُ َ ْ ت ُ َ‬                                ‫رَ‬
                                ‫ْ ِ ُ َّ‬                            ‫ٍ‬
              ‫َ ا‬         ‫ِ‬                      ‫ً‬     ‫ر َ‬                     ‫ِْ ْ‬
  ‫بعمله فقلت زيدً أى أَوقع عملَك بزيد | أو أيت رجال يقول أَضرب شر الناس فقلت زيدً | أو أيت‬
  ‫ر َ‬                                                                                    ‫ا‬
                                           ‫ٍ‬     ‫َِ ٌ‬
  ‫رجال يحدث حديثا فقَطعهُ فقلت حديثَك | أو قَدم رجل من سفر فقلت حديثَك | استغنيت عن الفعل‬
               ‫َ‬                                                           ‫َ‬    ‫ََ‬                ‫َّ ُ‬
                            ‫ُ‬       ‫َّ َّ ْ ِ َّ‬
     ‫بعلمه أنه مستخبر فعلى هذا يجوز هذا وما أَشبهه | وأَما النهى فإنه التحذير كقولك األَسد األَسد‬
     ‫ََ ََ‬                                                                             ‫ٌَ‬              ‫ّ‬
      ‫والجدار الجدار والصبى الصبى وانما نهيتَه أن يقرب الجدار المخوف المائِل أو يقرب األَسد أو‬
         ‫َ‬       ‫َ َ َ‬          ‫ََ َ ِ َ َ َ‬                          ‫َّ ّ‬       ‫َّ‬          ‫َ‬
                                                                                                  ‫ِ‬
                                                                                                         ‫َ‬
                                                                                                           ‫ِ‬
                                                                ‫يوطئ الصبى | وان شاء أَظهَر فى هذه‬
                                                                           ‫ْ َ‬                 ‫َّ‬
                                                                        ‫____________________‬
‫(0/352)‬




                      ‫َ‬     ‫َّ‬            ‫او ِ‬
‫األشياء ما أَضمر من الفعل فقال اضرب زيدا واشتم عمر ال توطئ الصبى واحذر الجدار ال تَقرب‬
          ‫و‬                                                         ‫ْ‬                           ‫ْ‬
                                                      ‫ْ‬
                               ‫َ َّ‬             ‫َ َّ‬
‫طريق الطريق إن شاء قال خل الطريق أو تَنح عن الطريق | قال جرير %‬
                                           ‫َ‬                                       ‫األسد | ومنه أيضا قوله َّ‬
                                                                                              ‫ً‬
                                                                  ‫َ ْ‬          ‫َ‬                       ‫َ‬
 ‫( خل الطريق لمن يب ِى المنار به % وابرز ِبرَةَ حيث اضطرك القدر ) % | ال يجوز أن تُضمر‬
    ‫ِ‬
  ‫ْ َ‬                  ‫و‬         ‫َ َّ َ َ َ ُ‬           ‫ُ ْ بَ ْ ز‬              ‫َ ْن َ َ‬          ‫َ‬    ‫َ َّ‬
                 ‫ٍِ‬                                         ‫َّ‬
‫تَنح عن الطريق ألن الجار ال ُضمر وذلك أن المجرور داخل فى الجار غير منفَصل فصار كأََنه‬                       ‫َ َّ‬
   ‫َ‬                    ‫ّ ُ ُ‬                 ‫ٌ‬ ‫َ‬                        ‫ّ ي ْ َُ‬           ‫ّ‬
            ‫ّ َ ِ ُ‬                                                   ‫َّ‬
      ‫ٌ من االسم ألنه معاقب للتنوين ولكنك إن أضمرت أضمرت ما هو فى معناه مما يصل بغير‬
                                             ‫َ‬      ‫َ‬                                ‫ُْ ِ ٌ‬               ‫شئ‬
    ‫حرف إضافة كما فعلت فيما مضى | واعلم أنه ال يجوز أن تقول زيد وأنت تريد أن تقول ِليضرب‬
     ‫ُ َْ ْ‬              ‫ُ‬         ‫ٌ‬                          ‫ّ‬                          ‫َ‬          ‫ٍ‬   ‫ِ‬
     ‫زيد أو ِليضرب زيد إذا كان فاعال ال زيدا وأنت تريد ليضرب عمرو زيدا | ال يجوز زيد عمر إذا‬
         ‫ا‬     ‫ٌ‬           ‫ً و‬                    ‫َ‬               ‫ً‬       ‫و‬                   ‫َ ِْ ْ ٌ‬       ‫ٌ‬
‫كنت ال تُخاطب زيدً إذا أردت ِليضرب زيد عمر وأنت تخاطبنى فإنما تريد أَن أُبِغه أنا عنك أنك قد‬
       ‫ّ‬            ‫ْ ْل َ‬            ‫ِ ُ ِ َّ‬          ‫ا‬
                                                        ‫ً‬       ‫ٌ‬        ‫َ َ ِْ‬            ‫ِ ُ ا‬          ‫َ‬
                  ‫ِ‬      ‫ْ َِ ِ ْ َ‬            ‫ِ‬                      ‫َ ِْ ْ ٌ‬
  ‫أمرتَه أن يضرب زيد عمر وزيد وعمرو غائبان فال يكون أن تُضمر فعل الغائب | وكذلك ال يجوز‬
                                                      ‫ٌ‬     ‫ا ٌ‬  ‫ً‬
                  ‫زيدا وأنت تريد أن أُبِلغه أنا عنك أن يضرب زيدً ألنك إذا أضمرت فعل الغائب‬
                               ‫َ‬             ‫َ ِْ َ ا‬               ‫ْ َ‬
                                                                           ‫____________________‬

‫(0/452)‬




 ‫ُ الشاهد إذا قلت زيدً أنك تأْم ُه هو بزيد هوا االلتباس هنا كك اهيتهم فيما لم يؤخذ من‬
      ‫ْ‬                     ‫ر‬                     ‫فكر‬                ‫ُر‬       ‫ا‬            ‫ُ‬        ‫ظن السامع‬‫َّ‬
‫الفعل نحو قولك عليك أن يقولوا عليه زيدا َّ َّه ما لم يؤخذ من أمثلة الفعل بالفعل | هوا هذا‬
        ‫وكر‬                             ‫َْ‬           ‫ً لئال يشب َ‬                      ‫َ َ‬           ‫ُ‬
                                        ‫ُر َ ُ َ‬                        ‫ِ‬
     ‫فى االلتباس وضعف حيث لم يخاطب المأمور كما ك ِهَ وضعف أن َّه عليك و رويد بالفعل |‬
                ‫يشب َ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ‬                                          ‫ُ‬        ‫َُ َ‬
                                                                ‫َ‬
                                              ‫ِ‬
 ‫وهذه حجج سمعت من العرب وممن يوثق به ي ْعم أنه سمعها من العرب | من ذلك قول العرب فى‬          ‫ُ َ ٌ ُِ َ ْ‬
              ‫ُ‬                              ‫َ َ‬         ‫َ زُ ُ‬             ‫ّ‬
   ‫مثَل من أمثالهم َّهُم ض ُعاً وذئباً إذا كان يدعو بذلك على غنم رجل | واذا سألتَهم ما يع ُون قالوا‬
            ‫َ ْن‬                      ‫ِ ُ‬                         ‫َْ‬             ‫الل َّ َ ب ِ‬                ‫ٍ‬
                                                                                                                ‫َ‬
         ‫َّ‬
         ‫ُه عندهم ألن‬           ‫َّ َ َ‬        ‫َِْ‬
                        ‫وكلهم َّر ما ينوى | وانما سهُل تفسير‬       ‫اللهم اجمع أو اجعل فيها ضبعً وذئبا | ُّ‬
                                                       ‫يفس ُ‬                  ‫َُ ا‬       ‫ْ‬          ‫ُ َّ ْ َ ْ‬
                        ‫ّ َّ‬            ‫ّ‬      ‫ِ ٍ‬
     ‫المضمر قد استُعمل فى هذا الموضع عندهم بإظهار | حدثنا أبو الخطاب أنه سمع بعض العرب‬
                                                               ‫ِ‬                             ‫َ‬
    ‫َّ‬            ‫وقيل له ِلم أَفسدتم مكانكم هذا ؟ فقال الصببيان بأَبى | كأَنه حذر أن ُالم فقال لُِ‬
 ‫م الصبيان | وحدثنا‬                  ‫َّ ِ‬
           ‫َ‬               ‫ي َ‬      ‫َ َ‬                  ‫ّ‬                 ‫َ‬            ‫َ‬
                                                     ‫ِ‬
                                           ‫من يوثَق به أن بعض العرب قيل له أَما بمكان كذا وكذا‬
                                                           ‫َ‬
                                                                           ‫____________________‬

‫(0/552)‬
‫ِْ ُ‬        ‫َِ ً‬                   ‫وجذ ؟ وهو موضع ي ِ ُ‬
   ‫ٌ ُمسك الماء | فقال َبلَى وجاذا | أى فأَعرف بها وجاذا | ومن ذلك قول الشاعر‬
                                                                   ‫َ‬                           ‫َ ٌْ‬
                      ‫َِْ ِ‬
   ‫وهو المسكين % ( َخال أَخاك إن من ال أخا له % كساع إلى الهَيجا بغير سالح ) % كأَنه يريد‬
                                          ‫َ ٍ‬                             ‫أ َ‬
           ‫ّ‬                  ‫َْ‬                      ‫َ‬      ‫َ ّ َْ‬
     ‫الزم أخاك | ومن ذلك قولُك زيدً وعمر كأَنك تريد اضرب زيدً وعمر كما قلت زيدً وعمر أيت |‬
         ‫ار ُ‬     ‫َ ا‬          ‫ا‬       ‫ّ ا‬                ‫ا ّ‬    ‫ا‬                               ‫َْ‬
                               ‫ََ‬             ‫َّ‬
     ‫ومنه قول العرب أَمر مبك ِك ال أمر مضحكاتك و الظباء على اْلبقر | يقول عليك أَمر مبكياتك‬
       ‫ِ‬                                                ‫ِ‬            ‫َ ُ ْ ِ يات‬
              ‫َْ‬                          ‫َ َ‬                  ‫َ‬
                                                                              ‫وخل َّباء على البقر‬
                                                                              ‫َ َِ‬            ‫َّ‬
                                                                                        ‫َ الظ َ‬
                                                                              ‫____________________‬

‫(0/652)‬




      ‫ُه فى غير األمر والنهى ) | وذلك قولك إذا أيت‬
       ‫ر َ‬                                                                           ‫ِْ ُ‬
                                                                ‫( هذا باب ما ُضمر فيه الفعل المستعمل إظهار‬
                                                                         ‫َُ‬                   ‫ي ْ َُ‬
                  ‫َ ِ َ َّ‬                    ‫َ ّ َ َ َّ‬
 ‫رجال َّها وجهَة الحاج قاصدا فى هيئ الحاج فقلت مكة ورب الكعبة | حيث زكنت أنه يريد مكة‬
 ‫َّ‬                                                              ‫ّ‬                        ‫ّ‬    ‫ً متوج ِ ْ َ‬
                           ‫ِ ّ‬                               ‫َّ ِ‬                           ‫َّ ِ‬
        ‫َّك قلت يريد مكة واهلل | ويجوز أن تقول مكة واهلل على قولك أَ اد مكةَ واهلل كأَنك أخبرت بهذه‬
                ‫َ‬                     ‫رَ ّ‬                                                                       ‫كان‬
              ‫ّ‬      ‫ّ‬                               ‫ر َّ‬          ‫ِ‬
  ‫الص ِّة عنه أنه كان فيها أمس فقلت مكة واهلل أى أ اد مكة إذذاك | ومن ذلك قوله عز وجل ! 2 <‬
                                                                                       ‫ِ‬             ‫ّ‬         ‫ف‬
                                                                                ‫َ‬
        ‫ُ ُ‬            ‫ِ‬
     ‫بل ملة إب اهيم حنيفا > 2 ! أى بل نتَّبعُ مّة إب اهيم حنيفا كأَنه قيل لهم اتَِّعوا حين قيل لهم كونوا‬
                                ‫ب‬                                ‫لَ ر‬         ‫َ‬                          ‫ر‬
          ‫ِ‬                  ‫ِ‬           ‫َ ِ‬                 ‫اِ َ ِ‬
  ‫َ‬              ‫ي ُ‬                ‫َ‬                ‫ِ‬                  ‫ر َ ال َّ ُ َ ْ‬
 ‫هودا أَو نص َى | أو أيت رج ً يسدد سهمً قَبل القرطاس فقلت القرطاس واهلل أى ُصيب القرطاس‬             ‫ُ ً ْ َ َ ار‬
                      ‫ر‬                                    ‫ِ‬
           ‫واذا سمعت وقع َّهم فى القرطاس قلت القرطاس واهلل أى أَصاب القرطاس | ولو أيت ناساً‬   ‫َ َ ْ َ الس‬
                               ‫َ‬                               ‫َ‬
‫ر َ َْ ا‬                                        ‫ِ‬      ‫َ َّ‬
‫ينظرون الهالل وأنت منهم بعيد َّروا لقلت الهالل ورب الكعبة أى أَبصروا الهالل | أو أيت ضربً‬
                         ‫َ‬                                            ‫َ‬         ‫َ ٌ فكب‬             ‫ِ َ‬
                                       ‫َ‬                                                                           ‫َ‬
                                                         ‫ِ‬           ‫ِ‬                   ‫ُِ َ‬
‫فقلت على وجه التَّفَاؤل عبد اهلل أى يقَعُ بعبد اهلل أو بعبد اهلل يكون | ومثل ذلك َن ى رج ً يريد أن‬
             ‫ال‬      ‫أ ْ تر‬       ‫ُ‬                                                                ‫ِ‬
                                            ‫ُ‬                                 ‫َ‬
                                          ‫ٍ‬                                         ‫ِ ٍ‬                      ‫ِ‬
‫يوقع فعال أو أيتَه فى حال رجل قد أَوقع فعال أو أُخبرت عنه بفعل فتقول زيدا | تريد اضرب زيدا أو‬
    ‫ْ ً‬                      ‫ً‬                          ‫َ‬                 ‫ََْ‬                      ‫ر‬        ‫َِ ْ‬
                                                                                                       ‫ُ ا‬
                                                                                                       ‫أَتَضرب زيدً‬
                                                                                   ‫____________________‬

‫(0/752)‬



      ‫ْ ُ َّ‬                   ‫أ َّ‬
 ‫| ومنه أن ى الرجل أو تُخبر عنه أنه قد أَتى أمر قد فَعله فتقول َكل هذا ُخ ً أى أَتَفعل كل هذا‬
                    ‫ب ال‬                       ‫ا‬
                                               ‫ً‬            ‫ّ‬               ‫َ‬      ‫تر‬
           ‫َ‬                            ‫َ‬                           ‫ََ‬
‫بخالً | وان شئت رفعتَه فلم تحمله على الفعل ولكنك تجعله مبتدأ | وانما أضمرت الفعل ها هنا وأنت‬
             ‫َ‬     ‫َ‬                ‫ً‬            ‫ّ‬                                    ‫ْ‬    ‫ُْ‬
                          ‫ُ ْ َِ‬
   ‫تخاطب ألن المخاطَب المخبر لست تجعل له فعال آخر يعمل فى المخبر عنه | وأنت فى األمر‬
                                           ‫ََ‬           ‫ُ‬      ‫َ‬    ‫ُ ََ‬            ‫ِ ُ َّ‬
‫للغائب قد جعلت له فعال آخر يعمل كأَنك قلت قل له ِليضرب زيدا أو قل له اضرب زيدا أو م ْهُ أن‬
    ‫ْ ً ُر‬                      ‫ْ ً‬     ‫َ‬     ‫ُْ‬      ‫ّ‬          ‫ََ‬          ‫َ‬
  ‫يضرب زيدً فضعف عندهم مع ما يدخل من َّبس فى أمر واحد َن ُضمر فيه فعالن لشيئين (‬
       ‫ِ‬       ‫ِْ ِ‬    ‫أ ْ ي ْ ََ‬
                                  ‫ٍ‬   ‫ٍ‬          ‫الل‬       ‫َ‬             ‫َ ِْ َ ا َ ُ َ‬
                                            ‫ٍ‬
‫ُه بعد حرف | وذلك قولك الناس مجزُّون بأَعمالهم إن‬
 ‫ْ‬           ‫ُ َ ي َ‬                                 ‫هذا باب ما ُضمر فيه الفعل المستعمل إظهار‬
                                                              ‫َ‬         ‫ُ‬        ‫ي ْ َُ‬
   ‫َ‬          ‫ٌ‬      ‫ً‬         ‫ٌ‬      ‫ْ ِْ َ ا‬
   ‫خير فخير وان شر فشر و ء مقتول بما قتل به إن خنجر فخنجر وان سيفا فسيف | وان شئت‬
                                      ‫ً‬             ‫ََ َ‬   ‫ٌ‬        ‫ا ٌ ْ ًّا ٌّ المرُ‬        ‫ً‬
     ‫ْ ِ ا‬                             ‫ّا ٌّ‬             ‫ٌ‬         ‫ِ َا‬
     ‫أَظهرت الفعل فقلت إن كان خنجر فخنجر وان كان شر فشر | ومن العرب من يقول إن خنجر‬   ‫َ‬   ‫َ‬
‫فخنجر وان خير فخير وان شر فشر كأَنه قال إن كان الذى عمل خير ج ى خير وان كان شر ى‬
‫ّا جز َ‬            ‫َ ا ُز َ ا‬       ‫َ‬                            ‫ّا ّا‬      ‫ا‬
                                                                            ‫ً‬      ‫ا‬       ‫ِ ً‬
                                                                                        ‫َْ ا ْ‬
      ‫ِ َّ‬
‫شر وان كان الذى قتل به خنجر كان الذى ُقتل به خنجر | والر ُ أكثر وأحسن فى اآلخر ألنك إذا‬
                           ‫فع ُ‬           ‫ا‬        ‫يْ ُ‬         ‫ا َ‬         ‫ََ َ‬          ‫ًّا ْ‬
                     ‫أدخلت الفاء فى جواب الج اء استأنفت ما بعدها وحسن أن تقع بعدها األسماء‬
                     ‫ُ‬                        ‫َ ََ‬           ‫َ‬           ‫ز‬                  ‫َ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/852)‬




  ‫ٌ‬         ‫َ‬     ‫ُ ْ َ ُ و َّ‬
  ‫| وانما أجازوا النصب حيث كان النصب فيما هو جوابه ألنه يجزم كما يجزم ألنه ال يستقيم واحد‬
                               ‫ُ َُْ‬      ‫ُ‬            ‫ُ‬              ‫َ‬               ‫ّ‬
                       ‫ّ ٍ‬
    ‫منهما إ ّ باآلخر فشبهوا الجواب بحبر االبتداء وان لم يكن مثله فى كل حالة كما َّهون الشئ‬
              ‫يشب‬                   ‫َ‬                                 ‫ّ‬    ‫َ‬     ‫ال‬
                                                             ‫َ‬
   ‫بالشئ وان لم يكن مثله ال قريباً منه | وقد ذكرنا ذلك فيما مضى وسنذك ه أيضً إن شاء اهلل | واذا‬
                        ‫ا‬  ‫ر‬                                            ‫َ و‬
                     ‫ً ا‬
                     ‫ً‬          ‫َ‬        ‫َ ر‬                                    ‫ِ‬
   ‫أضمرت فأن تُضمر الناصب أحسن ألنك إذا أضمرت ال افع أضمرت لهُ أيضا خبر أو شيئً يكون‬
           ‫ا‬                                                   ‫َ َُ‬            ‫ْ َ‬           ‫َ‬
‫فى موضع خب ه | َّما كثُر اإلضمار كان أضعف | وان أضمرت ال افع كما أضمرت الناصب فهو‬
        ‫َ‬        ‫َ‬            ‫َ ر‬          ‫ْ‬      ‫َ‬          ‫ُ‬   ‫ر فكل َ َ ِ‬
                                                ‫ِ‬        ‫ِ‬
     ‫عربى حسن وذلك قولك إن خير فخير وان خنجر فخنجر كأَنه قال إن كان معه خنجر حيث قتل‬
      ‫ََ َ‬                                                                                      ‫ٌّ‬
                               ‫ْ‬             ‫َ‬       ‫ٌ ْ ْ ٌ‬      ‫ٌ‬
                                                           ‫ِ‬                       ‫ِ‬
    ‫فالذى يقتل به خنجر وان كان فى أعمالهم خير فالذى ُجزون به خير | ويجوز أن تجعل إن كان‬
           ‫ْ‬                    ‫ٌ‬    ‫ي َْ ْ َ‬          ‫ٌ‬                      ‫ٌ‬          ‫ُ َْ ُ‬
   ‫ُِْ‬             ‫ُ َّ‬
  ‫خير على إن وقَع خير كأَنه قال إن كان خير فالذى ُجزون به خير | عم يونس أن العرب تُنشد‬
                          ‫ٌ وزَ‬        ‫ي َْ ْ َ‬          ‫ٌ‬                  ‫ْ َ َ ٌ‬                ‫ٌ‬
 ‫ِ ر ً ْ َ ْ ٌ َ ْ ب ُ َّ ْ ِ‬             ‫َ ِ‬       ‫ِ‬
‫هذا البيت لهُدبة بن خشرٍم % ( فإن تَك فى أموالنا ال نضق بها % ذ اعا وان صبر فنص ِر للصبر‬
                                                           ‫ِْ ُ‬          ‫َ َْ‬       ‫َ َْ َ‬
                                                                                                 ‫)%‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/952)‬



                                                                                      ‫أِ‬
 ‫فال َلية كأنها قالت في المعنى إن كنت ممن ال يخظى عنده فإني غير إلي ََّ أى إن ال تكن له فى‬
                     ‫هٌ‬
           ‫ّ‬    ‫َ‬               ‫ْ ال‬                   ‫ْ‬         ‫ِي ٍ‬        ‫َ ّة ِ‬
   ‫الناس حظي ٌ فإنى غير أَلَّة | ولو عنت بالحظية نفسها لم يكن إ ّ نصبا إذا جعلت الحظيةَ على‬
                                            ‫ّ َ‬                        ‫ُ‬
   ‫ِأي ْ َ ُ ْ ا ْ‬                ‫ْ َ ا‬              ‫ٍ‬
   ‫التفسير األول | ومثل ذلك قد مررت برجل إن طويالً وان قصير وامرر ب ُّهم أَفضل إن زيدً وان‬
                                                          ‫ُ‬              ‫ُ‬       ‫ّ‬
‫َ‬                 ‫ُ َّ‬
    ‫عمر وقد مررت برجل قبل إن زيدا وان عمر ال يكون فى هذا إ ّ النصب ألنه ال يجوز أن تحمل‬
                                    ‫ال‬                  ‫ا‬
                                                        ‫ً‬       ‫ً ْ‬         ‫ُ‬           ‫ُ‬        ‫ا‬
                                                                                                 ‫ً‬
 ‫ل‬                      ‫ً ّ ْ ٌّ ْ َ ِ ٌ‬
‫الطويل والقصير على غير األول ال زيدً ال عمر | وأما إن حق وان كذب فقد تستطيع أن ال تَحمَه‬
                                                ‫ا‬         ‫او‬        ‫ّ و‬                 ‫َ‬      ‫َ‬
                  ‫ٌ و‬           ‫ْ َ ٌّ‬
                                       ‫َ‬       ‫َِ ٌ‬                  ‫ٌّ‬
 ‫على األول فتقول إن كان فيه حق أو كان فيه كذب أو إن وقَع حق أو باطل | ال يستقيم فى ذا أن‬
                                                                                    ‫َ ْ‬      ‫ّ‬
 ‫ُ أن تقول إن كان فيه طويل أو كان فيه زيد ال يجوز على إن‬
  ‫ْ‬             ‫ٌو‬                  ‫ٌ‬             ‫َ ْ‬             ‫تريد غير األول إذا ذكرتَه ال تستطيع‬
                                                                          ‫و‬               ‫َ ّ‬
                                         ‫وقَع | وقالت ليلى األَخيِيةُ % ( ال تَقربن الدهر آل مطر ٍ‬
      ‫ُ َ َّ ف % إن ظالما أَبدً وان مظلوما ) %‬
            ‫َ‬      ‫ً َا ْ‬         ‫ْ‬                 ‫َ َ َ َّ َّ ْ َ‬           ‫ْ َلّ‬                ‫َ َ‬
                                                                          ‫____________________‬

‫(0/062)‬




                          ‫ِا‬
                          ‫ً‬         ‫ُ‬            ‫ُ ُ ْر‬             ‫ّ الس ّ‬
                                                                            ‫ٍ‬
     ‫| وقال ابن همام َّلولى % ( وأحضرت عذ ِى عليه الشهُّود % إن عاذر لى وان تاركا ) % |‬
               ‫ِ‬
‫فنصبه ألنه عنى األمير المخاطب ولو قال ِإن عاذر لى وان تارك يريد ِإن كان لى فى الناس عاذر‬
 ‫ٌ‬                        ‫ْ‬     ‫ٌ‬     ‫ْ‬     ‫ٌ‬    ‫ْ‬          ‫ََ‬       ‫َ‬           ‫َ َ َ َّ‬
‫أو غير عاذر جاز | وقال النابغة الذبيانى % ( حدبت على بطون ضنةَ ُّها % ِإن ظالمً فيهم وِان‬
‫ا ْ ْ‬            ‫ْ‬      ‫َ ِ َ ْ ّ ُ ُ ِ َّ كل‬            ‫ُّ‬                   ‫ٍ‬     ‫ُ‬
    ‫مظلوما ) % | ومن ذلك أيضً قولك مررت برجل صالح وان ال صالحاً فطالح | ومن العرب من‬
                     ‫ٌ‬                  ‫ٍ‬            ‫ُ‬         ‫ا‬                     ‫َ‬
 ‫يقول ِإن ال صالحً فطالحً كأَنه يقول إن ال يكن صالحً فقد مررت به أو لقيتُه طالحاُ | عم يونس‬
 ‫ُ‬      ‫وز‬                     ‫ُ‬         ‫ا‬    ‫ْ‬                    ‫ا‬      ‫ا‬
       ‫أن من العرب من يقول إن ال صالح فطالح على إن ال أكن مررت بصالح فبطالح وهذا قبيح‬
                 ‫ٍ‬      ‫ٍ‬      ‫ُ‬    ‫ْ‬             ‫ٍ‬      ‫ٍ‬                                ‫ّ‬
                             ‫ِ‬                                            ‫ِ‬
   ‫ضعيف ألنك تُضمر بعد إن ال فعال آخر فيه حذف غير الذى تضمر بعد إن ال فى قولك إن ال‬
                                        ‫َ‬            ‫ََ‬                         ‫ّ‬
                                                                                        ‫يكن‬
                                                                                        ‫ْ‬
                                                                          ‫____________________‬

‫(0/262)‬




                        ‫شب‬           ‫ِ‬
  ‫صالحاً فطالح | ال يجوز أن يضمر الجار ولكنهم لما ذكروه فى أول كالمهم ّهوه بغي ه من الفعل‬
             ‫ر‬                                                          ‫ُّ‬                         ‫ٌ و‬
                                         ‫ّ‬                 ‫ّ ّ‬                    ‫َ‬
                                  ‫ٍَ‬
     ‫| وكان هذا عندهم أَقوى ِإذا أُضمرت رب ونحوها فى قولهم % ( وبْلدة ليس بها َنيس % ) % |‬
                                                                           ‫ْ ُ َّ‬
                   ‫أ ُ‬                 ‫َ‬                           ‫ُ‬                           ‫َْ‬
                                                    ‫ٍ‬            ‫ٍ‬
‫ومن ثَم قال يونس امرر على أُّهم أفضل إن زيد وان عمرو | يعنى ِإن مررت بزيد أو مررت بعمرو‬
                                                                                      ‫َي‬                    ‫َّ‬
           ‫َ‬               ‫َ‬     ‫ْ‬                          ‫ْ‬         ‫ُ ْ‬                     ‫ُ ُْ‬
   ‫| واعلم أنه ال ينتصب ٌ بعد إن ال يرتَف ُ َّ بفعل ألن إن من الحروف التى يبنى عليها الفعل‬
    ‫ُ‬               ‫َُْ‬                           ‫ْ‬         ‫ْ و َ ِع إال ٍ‬                  ‫ِ ْ شئ‬
       ‫ُ ِّ ر‬
      ‫وهى إن المجا اة وليست من الحروف التى يبتَدأُ بعدها األسماء ُبنى عليها األسماء | فإنما أ اد‬
                                        ‫لي ْ َ‬                     ‫ُْ َ‬                              ‫زِ‬

‫ُ‬       ‫َّ‬      ‫ََ‬
                      ‫ٍ‬
‫بقوله ِإن زيد وان عمر و إن مررت بزيد أو مررت بعمر و فج َى الكالم على فعل آخر وانجر االسم‬
                               ‫ُ‬               ‫َر‬        ‫ٍ‬     ‫َ‬                  ‫َ‬       ‫ْ‬     ‫َ ٍْ ْ ٍ‬
    ‫بالباء ألنه ال يصل إليه الفعل َّ بالباء كما أنه حين نصبه كان محم ال على كان ى ال على‬
               ‫َ أخر‬             ‫َ ْ ُو‬               ‫َ ََ‬
                                                              ‫ّ ِ‬            ‫ِ‬      ‫ُ إال‬         ‫َ ِ ُ‬  ‫َّ‬
‫ٍ‬
                                           ‫الفعل األول | ومن َأَى الجر فى هذا قال مررت برجل‬
                                                ‫ُ‬               ‫َّ‬    ‫َْ ر‬       ‫ّ‬
                                                             ‫____________________‬

‫(0/362)‬




      ‫َ َ أي ْ َ ُ‬                        ‫ُ‬       ‫ُ‬     ‫ُ ٍ‬        ‫ْ ُ‬            ‫ْ ٍ ْ ٍ‬
‫إن زيد وان عمر و يريد إن كنت مررت بزيد أو كنت مررت بعمرو | ولو قلت عندنا ُّهم أَفضل أو‬
‫عندنا رجل ثم قلت إن زيدً وان عمر كان نصبهُ على كان وان رفعتَه رفعتَه على كان كأَنك قلت إن‬
 ‫ْ‬          ‫ّ‬                                                ‫ا‬
                                                             ‫ً‬         ‫َ ْ ا‬                 ‫َ‬
      ‫ٍ و‬                    ‫ِ‬
                        ‫ِ ّ‬
     ‫كان عندنا زيد أو كان عندنا عمر و | ال يكون رفعه على عندنا من قَبل أن عندنا ليس بفعل ال‬
                                      ‫َ‬             ‫ُ ُ‬   ‫و‬      ‫ٌ‬                   ‫ٌ‬
‫يجوز بعد ِإن أن تبنى عندنا على األسماء ال األسماء تُبنى على عنده كما لم يجز لك أن تَبنى بعد‬
‫ْ َ َْ‬             ‫ُ‬                         ‫ُ َْ‬       ‫و‬               ‫َ‬    ‫َ‬         ‫ْ‬
        ‫ْ َ‬                           ‫ََْ‬                      ‫ّ‬          ‫ِ‬
   ‫إن األسماء على األسماء | واعلم أنه ال يجوز لك أن تقول عبد اهلل المقتول وأنت تريد كن عبد اهلل‬
                          ‫َ‬                                                              ‫َ‬
          ‫ُ‬             ‫ٍ‬
‫المقتول ألنه ليس فعالً يصل من شئ إلى شئ ألنك لست تشير له إلى أحد | ومن ذلك قول العرب‬
                                            ‫َ‬        ‫وّ‬                                    ‫َ‬
                                                                              ‫ِ ْ ُ َ ال ِ‬
                                                            ‫% ( من لَد شو ً فإلى إتْالئها % ) %‬
                                                                                   ‫ْ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/462)‬



     ‫ِ‬     ‫ِْ ُ‬                           ‫َّ‬   ‫َّ و‬            ‫َّ ْ ُ‬         ‫َ َ َ َّ ر‬
     ‫| نصب ألنه أ اد زمانا | والشول ال يكون زمانا ال مكانا فيجوز فيها الجر كقولك من لَد صالة‬
                            ‫ُّ‬
             ‫َ َ َ َ َّ ْ َ‬      ‫َّ ر‬        ‫ِ‬      ‫ِ‬                         ‫ِ‬
  ‫العصر إلى وقت كذا وكقولك من لد الحائط إلى مكان كذا فلما أ اد الزمان حمل الشول على شئ‬
                                                            ‫َُ‬
   ‫يحسن أن يكون زماناً إذا عمل فى الشول ولم يحسن َّ ذا كما لم يحسن ابتداء األسماء بعد ِإن‬
   ‫ْ‬
           ‫ِ‬
                     ‫ُ‬         ‫َ‬         ‫َ ْ إال‬       ‫ْ‬
                                                         ‫َّ‬      ‫َِ َ‬                   ‫َ ُ‬
‫حتّى أضمرت ما يحسن أن يكون بعدها عامال فى األسماء | فكذلك هذا كأَنك قلت من لَد أَن كانت‬
  ‫ْ‬     ‫ُ ْ‬                                                                ‫َ َ‬               ‫َ‬
                                                       ‫َ‬      ‫جر ٌ‬                    ‫َو ً ِ‬
     ‫ش ْال فإلى إتالئها | وقد َّه قوم على سعة الكالم وجعلوه بمنزلة المصدر حين جعلوه على الحين‬
‫ُّ‬         ‫َّ‬
‫وانما يريد حين كذا وكذا وان لم يكن فى قوة المصادر ألنه ال يتصرف تصرفَها | واعلم أنه ليس كل‬
                             ‫ّ ُ‬                                               ‫َ‬          ‫َّ‬
                       ‫ّ‬                             ‫ّ‬
                                          ‫ِ‬
    ‫حرف يظهَر بعده الفعل ُحذف فيه الفعل ولكنك تُضمر بعد ما أَضمرت فيه | العرب من الحروف‬
                                                               ‫ُ يْ ُ‬
                ‫ُ‬          ‫ْ‬                      ‫ُ ّ‬                            ‫َ ْ ُ‬
                                                                            ‫ُِ‬     ‫َ ِِ‬
                                                                 ‫والمواضع وتُظهر ما أَظهروا‬
                                                             ‫____________________‬

‫(0/562)‬
‫وتُج ِى هذه األشياء التى هى على ما يستخفون بمنزلة ما يحذفون من نفس الكالم ومما هو الكالم‬
             ‫ّ‬                          ‫َ‬                ‫َ‬             ‫َ‬            ‫ْر‬
         ‫ِ َ‬        ‫َْ‬       ‫ُ َ ُ َُ ْ‬      ‫شئ ُ َ ُ‬      ‫ٍ َْ ُ‬
   ‫على ما أَجروا فليس كل حرف يحذف منه ٌ ويثْبت فيه نحو يك ويكن ولم أُبل وأُبال لم يحملهم‬
                                                                             ‫َْ‬
   ‫ذاك على أن يفعلوه بِمثله ال يحملهم إذا كانوا يثِْتون فيقولون فى مر أُمر أن يقولوا فى خذ أُوخذ‬
   ‫ُْ ُْ‬                  ‫ُْ ُْ‬                ‫ُب‬                     ‫و‬             ‫َ‬
                         ‫َّ‬
‫وفى كل أُكل | فقف على هذه األشياء حيث وقفوا ثم َّر | وأما قول الشاعر % ( لقد كذبتك نفسك‬
 ‫َ َ ََ َ ُ‬                       ‫ّ‬     ‫فس ْ‬      ‫َ‬                                   ‫ُْ ُْ‬
                     ‫ِ زِ‬
  ‫فاكذبنها % فإن ج َعا وان ِإجمال صبر ) % | فهذا على إما وليس إن الج اء كقولك إن ح ّا وان‬
                                                           ‫ِ ْ َز ً ْ ْ َ َ ِْ‬
  ‫ْ ق ْ‬                             ‫ّ‬                                                       ‫َْ‬
                                                                                                  ‫ِ‬
                                                                                               ‫كذبا‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/662)‬



                        ‫ِ زِ‬                           ‫ِ‬
           ‫َ‬                          ‫ْ‬        ‫تر َّ ْ ُ َ‬
    ‫| فهذا على إما محمول | أال ى أنك تُدخل الفاء ولو كانت على إن الج اء وقد استَقبلت الكالم‬
                                                                       ‫ٌ‬      ‫ّ‬
                           ‫ّ‬                         ‫ِ ْ جز ا‬
  ‫الحتجت إلى الجواب | فليس قولُه فإن عً كقوله إن حقّا وان كذبا ولكنه على قوله تعالى ! 2 <‬
                                                                                   ‫َ‬
 ‫فإما منا بعد واما فداء > 2 ! | ولو قلت فإن جزٌ وان ِإجمال صبر كان جائز ك َنك قلت فإما أَم ِى‬
  ‫ِ ّ ْر‬           ‫ا أ‬          ‫ُ َ ِ‬          ‫ِْ ع‬
‫جزٌ واما ِإجمال صبر َّك لو صححتَها فقلت إما جاز ذلك فيها | ال يجوز ط ْح ما من إما َّ فى‬
   ‫َرُ ِ ْ ّ إال‬              ‫و‬                ‫َ ّ‬        ‫ّ‬          ‫ُ َ ْ ٍ ألن‬       ‫َ َع ّ‬
              ‫ْ ِْ َ ٍ َ ْ َ َ‬          ‫ي ٍ‬    ‫ِ ِ‬                 ‫ٍ‬           ‫ِ‬
     ‫الشعر | قال َّمر بن تَولَب % ( سقَتْه الرواعد من صَّف % وان من خريف فلن يعدما ) % |‬
                                            ‫َّ ُ ْ َ‬      ‫َ‬            ‫ْ‬      ‫الن ُ‬
                                                                      ‫ٍ‬                   ‫َّ‬
                                  ‫وانما يريد واما من خريف | ومن أجاز ذلك فى الكالم دخل عليه‬
                                       ‫َََ‬                                          ‫َّ‬
                                                              ‫َْ‬
                                                             ‫____________________‬

‫(0/762)‬




‫ُ‬                       ‫ٌ‬     ‫ر ِ زِ‬
‫أن يقول مررت جل إن صالح وان طالح يريد إما | وان أ اد ِإن الج اء فهو جائز ألنه يضمر الفعل‬
                                                   ‫َّ‬       ‫ٍ‬       ‫ٍ‬          ‫ُ بر‬
          ‫ُ َُ‬
  ‫ّ َ ا ّ‬                             ‫تر َّ‬
‫واما ى ما بعدها ههنا االبتداء وعلى الكالم األول أال ى أنك تقول قد كان ذلك إما صالحً واما‬
                                                 ‫ّ‬                                     ‫ّ يجر‬
        ‫فسادا كأنك قلت قد كان ذلك صالحا أو فسادا ولو قلت قد كان ذلك إن صالحا وان فسادا كان‬
                     ‫ْ‬        ‫ْ‬                                                            ‫َ ً‬
      ‫ِ‬            ‫ِ‬
    ‫النصب على كان أُخ َى ويجوز الر ُ على ما ذكرنا | ومما ينتصب على إضمار الفعل المستْعمل‬
                                        ‫َ‬                      ‫فع‬          ‫َ َ ْر‬
        ‫َ‬                                                                                ‫ُ‬
  ‫ُه ، قولك : هالَّ خير من ذلك ، وأَال خير من ذلك ، أو غير ذلك . كأَنك قلت : أَال تَفعل خير‬
  ‫ا‬
  ‫ُ ً‬                               ‫َ‬                   ‫ا‬
                                                        ‫ً‬                ‫ا‬
                                                                         ‫ً‬     ‫َ‬          ‫إظهار‬
           ‫من ذلك ، أو أَال تَفعل غير ذلك ، وهالَّ غير ذلك ، وربما عرضت هذا على نفسك فكنت فيه‬
                ‫َ‬                 ‫ِّ َ َ َ‬                ‫َ‬   ‫َ‬         ‫ُ َ‬
      ‫كالمخاط ! ب ، كقولك : هالَّ ًفعل ، وأ َّ َفعل . | وان شئت رفعتَه ، فقد سمعنا رفع بعضه من‬
              ‫ِ‬
                  ‫َْ َ‬                    ‫َ‬           ‫َ أ ْ َ ُ َال أ ُ‬             ‫ِ‬
                       ‫ِ‬                                                       ‫ِ‬
    ‫العرب ، وممن سمعه من العرب . فجز إضمار ما يرفَ ُ كما جاز إضمار ما ينصب . | ومن ذلك‬
                                            ‫َْ ع‬
                   ‫َْ ُ‬     ‫ُ‬                         ‫ُ‬                      ‫َّ َ َ‬
‫َ ْ َ ََ‬          ‫ُ ٍّ‬
                                                        ‫قولك : أو فرقاَ خير من حب ، أى أو أَفرقُك فرقاً‬
                                                                                    ‫َ ََ َ ْ ا‬
                                                                                    ‫ً‬
                                                                          ‫____________________‬

‫(0/862)‬



                                                    ‫ِ‬                    ‫ِ‬
  ‫خير من حب . وانما حمله على الفعل ألنه سئل عن فعله فأجابه على الفعل الذي هو عليه . ولو‬        ‫ُ ٍّ‬       ‫ا‬
                                                                                                          ‫ً‬
                                                              ‫ّ ُ‬                   ‫ََ‬
‫رفع ، كأنه قال : أو ًم ِى فرق خير من حب . | وانما انتَصب هذا النحو على أنه يكون الرجل في‬
      ‫ُ‬              ‫َّ‬         ‫ُ‬                              ‫ُ ّ‬       ‫َ أ ْ ر ََ ٌ ٌ‬                    ‫ََ َ‬
                                                                ‫ِ ِ‬              ‫ِ‬
‫فعل فيريد أن يفعله أو ينتقل [ هو ] إلى فعل آخر . فمن ثَم نصب أو فَرقً ، ألنه أجاب على أ َرقك‬
‫فَ َ‬                         ‫ّ َ َ َ َ َا‬                                                                   ‫ٍِْ‬
              ‫َ‬                                           ‫ْ ََ‬
   ‫ُه قولك أَالَ طَعام ولو تَمر ك َنك‬
        ‫ًْ أ‬
          ‫ا‬                                     ‫ِ‬            ‫ِ‬
                                        ‫وتَرك الحب . | ومما ينتصب على إضمار الفعل المستعمل إظهار‬   ‫َ َ ُ َّ‬
                    ‫َ‬                             ‫َ‬                                   ‫َ‬
   ‫قلت ولو كان تَمر وأ ِنى بدابة ولو حمار | وان شئت قلت أَالَ طعام ولو تمر كأَنك قلت ولو يكون‬
                        ‫ٌ ّ‬              ‫َ َ‬                         ‫ِ ً‬
                                                                     ‫ا‬        ‫ّ‬         ‫ْ ً ْت‬
                                                                                             ‫ا‬
      ‫ِ ٍ‬                             ‫ِ‬
     ‫عندنا تمر ولو سقط إلينا تمر | وأحسن ما ُضمر منه أحسنه فى اإلظهار | ولو قلت ولو حمار‬
                                              ‫ُ‬           ‫ُ ي ْ َُ‬            ‫ٌ‬                        ‫ٌ‬
  ‫َال دينار | وهو بمنزلة إن‬   ‫فجررت كان بمنزلته فى إن | ومثلُه قول بعضهم إذا قلت جئتُك هم فه َّ‬
                                    ‫بدر ٍ‬                                                             ‫َ َ‬
   ‫ْ‬                                                 ‫َ‬                          ‫ْ‬
 ‫فى هذا الموضع يبنى عليها األَفعال | والرفع قبيح فى فَهالَّ دينار وفى ولو حمار ألنك لو لم تحمله‬
                  ‫ِ ٌ َّ‬                   ‫ٌ‬                            ‫ُ‬                 ‫َُْ‬
                ‫َ‬            ‫ٌ‬                         ‫فع‬                            ‫ِ ُ‬
   ‫على إضمار يكون ففعل المخاطب أولى به | والر ُ فى هذا وفى ولو حمار بعيد كأََنه يقول ولو‬         ‫ِ‬

            ‫ٌ‬                     ‫ُ ِ‬
    ‫يكون مما يأتينى به حمار | ولو بمنزلة إن ال يكون بعدها إ ّ األَفعال فإن سقط بعدها اسم ففيه |‬
                                             ‫ال‬                    ‫ْ‬               ‫ٌ‬
                         ‫فعل مضمر فى هذا الموضع تُبنى عليه األَسماء | فلو قلت أَال ماء ولو بارداً‬
                                        ‫َ َ‬                ‫ُ‬               ‫َْ‬                     ‫ٌَ‬       ‫ِ ٌ‬
                                                                           ‫____________________‬

‫(0/962)‬




     ‫لم يحسن َّ النصب ألن باردا صف ٌ | ولو قلت ائتِنى ببارد كان قبيحا ولو قلت ائتِنى بتمر كان‬
         ‫ٍ‬                              ‫ٍ‬                     ‫ً ة‬        ‫ُ ّ‬       ‫إال‬
‫َْ ا‬
‫حسنا أال ى كيف قَبح أن يضع َّفةَ موضع االسم | ومن ذلك قول العرب ادفَع الشر ولو إصبعً‬
           ‫َّ‬      ‫ْ‬        ‫ُ‬                       ‫َ‬       ‫ُ َ َ َ َ الص‬           ‫تر‬
  ‫كأَنه قال ولو دفعتَه إصبعا ولو كان إصبعا | ال يحسن أن تحمله على ما يرف ُ ألنك إن لم تَحمله‬
                 ‫َ ْ َع ّ‬              ‫َ‬                     ‫و‬             ‫ً‬
 ‫على إضمار يكون ففعل المخاطب المذكور أولى وأقرب فالر ُ فى هذا وفى ائتنى بدابة ولو حمار‬
   ‫ٌ‬           ‫ّ‬                         ‫فع‬                                   ‫ُ‬               ‫ِ‬
 ‫ٌ | ومما ينتصب على‬
              ‫َ‬          ‫بعيد | كأَنه يقول ولو يكون مما تأتينى به حمار ولو يكون مما تَدفع به إصبع‬
                                                             ‫ٌ‬                                    ‫ٌ‬
     ‫ُ‬      ‫َ‬          ‫َ َ َْ َ ْ َ‬                   ‫ِ‬
    ‫ُه أن ى الرجل قد قدم من سفر فتقول خير مقدٍم | أو يقول الرجل‬
                                          ‫ٍ‬                        ‫إضمار الفعل المستعمل إظهار تر‬
                                                     ‫َ َ َ‬                        ‫َ‬
 ‫أيت فيما ى النائم كذا وكذا فتقول خير وما سر وخير لنا وشر لعدونا | وان شئت قلت خير مقدٍ‬
 ‫ُ َ ْ َم‬                         ‫ًّا ّ‬          ‫ا‬
                                                 ‫ً‬      ‫َ َّ‬   ‫ا‬
                                                               ‫َ ً‬                  ‫ُ‬       ‫ير‬   ‫ر ُ‬
  ‫ُ ََ ْ‬          ‫ِ ْ َ َ َ َْ‬            ‫َِ ْ ُ‬
  ‫وخير لنا وشر لعدونا | أما النصب فكأَنه بناه على قوله قدمت فقال قَدمت خير مقدٍم وان لم يسمع‬
                                                                 ‫ّ َّ ُ َّ‬            ‫ّ‬    ‫ٌّ‬    ‫ٌ‬
     ‫َدم فالن وكذلك إذا قال‬
                     ‫ٌ‬       ‫منه هذا اللف ُ فإن قدومه ورؤيتَه إياه بمنزلة قوله قدمت | وكذلك إن قيل قِ‬
                                                   ‫ُ‬                 ‫ّ‬                  ‫ظ َّ‬
                                                                                ‫َ‬
‫ِ‬
‫أيت فيما ى النائم كذا وكذا فتقول خير لنا وشر لعدونا | فإذا نصب فعلى الفعل | وأما الرفع فعلى‬
            ‫ّ‬                ‫َ‬            ‫ّا ّ‬         ‫ا‬
                                                       ‫ً‬                          ‫ير‬     ‫ر ُ‬
                                                 ‫أنه مبتدأ أو مبنى على مبتدأ ولم يرد أن يحمله‬
                                                                             ‫ٌّ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/172)‬




   ‫وهذا خير لنا وشر لعدونا وهذا خير وما سر | ومن ثَم قالُوا‬
          ‫ّ‬         ‫َ َّ‬     ‫ٌ‬        ‫ّ‬    ‫ٌّ‬      ‫ٌ‬          ‫على الفعل ولكنهُ قال هذا خير مقدٍم‬
                                                                ‫ُ َ َْ‬            ‫َّ‬

       ‫َ‬            ‫َ‬      ‫ِ‬
‫قال أنت مصاحب وأنت مبرور | فإذا رفعت هذه األشياء فالذى‬
                                           ‫َ ٌ‬                ‫مصاحب معان ومبرور مأجور كأنه‬
                                                                     ‫ٌ‬     ‫ٌ‬         ‫َ ٌ ُ ٌ‬
 ‫فى نفسك ما أظهرت واذا نصبت فالذى فى نفسك غير ما أظهرت وهو الفعل والذى أظهرت االسم‬
 ‫ُ‬                            ‫َ‬         ‫ُ‬                         ‫َ‬
    ‫َ ٌ‬              ‫َ‬      ‫َ‬         ‫ّ‬     ‫َْ ْ ر‬           ‫ا ِ‬
   ‫وأما قولهم اشدً مهديّ فإنهم أضمروا اذهب اشدا مهديا | وان شئت رفعت كما رفعت مصاحب‬
                                                                     ‫ر ا‬
‫أ ََ‬                       ‫ً‬                    ‫ّ‬      ‫َّ ر‬
‫معان ولكنه كثُر النصب فى كالمهم ألن اشدا مهديا بمنزلة ما صار بدال من اللفظ بالفعل ك َنه لَفظ‬
                                                                       ‫ُ‬        ‫ََ‬      ‫ُ ٌ‬
‫ى بيان إن شاء اهلل | ومثلُه هنِيً مريئً | وان شئت نصبت فقلت مبرور مأجور‬
‫ا‬        ‫ا‬
         ‫ً‬                             ‫ْا َ ِ ا‬                                  ‫َِ َ ُ ي َ‬
                                                                         ‫برشدت وهد ِت | وستر‬
       ‫ْ‬     ‫ا‬
             ‫ً‬         ‫َ‬       ‫َّ‬
      ‫ومصاحبا معانا | حدثنا بذلك عن العرب عيسى ويونس ُهما كأَنه قال رجعت مبرور واذهب‬
                                       ‫وغير‬                                   ‫ّ‬       ‫َ ُ‬
          ‫ٌ‬       ‫َ َّ‬
     ‫ُه قول العرب حدث فالن بكذا‬ ‫مصاحبا | ومما ينتصب أيضا على إضمار الفعل المستعمل إظهار‬
                                          ‫َ‬                       ‫ً‬               ‫َ‬        ‫َ‬
  ‫أَّ‬                   ‫َّ‬                                 ‫ِ ا‬
 ‫وكذا فتقول صادقً واهلل | أو أَنشدك شعر فتقول صادقا واهلل أى قالَه صادقا | ألنك إذا أَنشدك فك َنه‬
                                                                                 ‫ا‬     ‫ُ‬
                                                                                      ‫قد قال كذا‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/072)‬




   ‫| ومن ذلك أيضا أن ى جال قد أوقع أمر أو تعرض ِله فتقول متعرضاً لعنن لم يعنه أى دنا من‬
               ‫ِ‬
                 ‫ََ ِ َ ْ‬      ‫َّ‬                  ‫َّ‬      ‫ََْ ا‬
                                                           ‫ً‬        ‫ً تر ر ً‬
 ‫هذا األمر متعرضً لعنن لم ي ِه | وتَرك ذكر الفعل لما ي ى من الحال | ومثله بيع الملَطى ال عهد‬
 ‫َ‬         ‫َْ َ َ َ‬                     ‫َر‬                ‫ََ َ‬      ‫َعن‬    ‫َّ ا َ َ‬
                                                        ‫ِ‬     ‫ٍ‬
   ‫ال عقد وذلك إن كنت فى حال مساومة وحال بيع فتَد ُ أُبا ِعك استغناء لما فيه من الحال | ومثله‬
                            ‫ً‬        ‫ٍ َع ي ُ‬                                ‫ْ َ‬       ‫و ََ‬
                       ‫ٍ‬                                           ‫َ ِِ‬        ‫َ ُ ٍ‬
       ‫% ( مواعيد عرقوب أخاه بيثْرب % ) % | كأَنه قال واعدتَنى مواعيد عرقوب أخاه ولكنه ترك‬
                              ‫َ َ‬        ‫َْ‬                                       ‫ْ‬    ‫َ‬
                                                          ‫ُ ِ‬
         ‫واعدتَنى استغناء بما هو فيه من ذكر الخْلف واكتفاء بعلم من يعنى بما كان بينهما قبل ذلك‬
                                                 ‫ً‬                               ‫ً‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/272)‬
‫ِ‬                                    ‫ٌّ‬  ‫ٌ ِ‬
      ‫| ومن العرب من يقول متَعرض ومنهم من يقول صادق واهلل | وكل عربى | ومثله غضب الخيل‬
              ‫َ َ َ‬                ‫ٌّ‬                                             ‫ُ َ َّ ٌ‬
  ‫على ُّجم كأَنه قال غضبت أو آه غضبان فقال غضب الخيل فك َنه بمنزلة قوله غضبت غضب‬
   ‫َ‬         ‫َ ِ َ‬                       ‫ِ أَّ‬      ‫َ َ َ‬         ‫َ‬     ‫ِ َ ر َ‬                             ‫الل ُ‬
       ‫الخيل على َّجم | ومن العرب من يرفع فيقول غضب الخيل على ُّجم فرفعه كما رفع بعضهم‬
         ‫ُ‬                   ‫َ‬         ‫الل‬            ‫َ َ ُ‬              ‫َ‬                          ‫الل‬           ‫ِ‬
 ‫َّباء على البقَر | ومثله َن تسمع الرجل ذكر فتقول أَهل ذاك وأهله أى ذكرت أهله ألنك فى ذك ه‬
 ‫ر‬                  ‫َ َ‬                 ‫َ‬         ‫َ‬                 ‫َ‬       ‫َ‬          ‫أ‬         ‫َِ‬             ‫الظ ُ‬
         ‫ُه تفسير خير مقدٍم ( هذا باب ما‬
                             ‫ُ َ َْ َ ْ َ‬      ‫تحمله على المعنى | وان شاء رفَع على هو | ونصبه وتفسير‬
                                                        ‫ُ‬                     ‫َ َ‬
       ‫ُه استغناء عنه | وسأمثَّله لك مظهَر لتَعلم ما أ ادوا إن‬
             ‫ر‬              ‫ا‬                           ‫ً‬         ‫ينتصب على إضمار الفعل المتروك إظهار‬                   ‫َْ‬
       ‫َ َّ ُ ّ َ‬
   ‫شاء اهلل تعالى ( هذا باب ما ى منه على األمر والتحذير ) | وذلك قولك إذا كنت تحذر ِإياك |‬
                                                                                ‫جر‬
     ‫ِ‬         ‫ُ‬           ‫َ‬                                          ‫ِ‬        ‫ِْ ّ‬        ‫ّ َ َّ ّ‬
    ‫كإنك قلت إياك نح واياك باعد واياك اتّق وما أشبه ذا | ومن ذلك أن تقول نفسك يا فالن أى اتّق‬                       ‫ِ َّ‬
  ‫ُه | ومن‬  ‫نفسك َّ أن هذا ال يجوز فيه إظهار ما أضمرت ولكن ذكرتُه ألُمثَّل لك ماال يظهَر إضمار‬
                           ‫ُ‬                               ‫َ‬              ‫ُ‬                             ‫َ إال ّ‬
                                                               ‫َ ّ َ َّ ّ‬
                                                          ‫ذلك أيضً قولك إياك واألسد واياى والشر كأَنه قال‬
                                                                                              ‫ّ‬           ‫ا‬
                                                                                 ‫____________________‬

‫(0/372)‬



                                                           ‫ّ َ ِ َ َّ َّ‬                       ‫ِ َ َّ‬
‫إياك فأتّقين واألسد وكأَنه قال إياى ألَتّقين والشر | فإَّاك متَّقى واألسد والشر متَّقَيان فكالهما مفعول‬
                       ‫ُ ُ ِ‬                        ‫ِ‬
 ‫ٌ‬                                 ‫ُ‬       ‫ي ُ ً‬                                      ‫َ‬                      ‫ّ‬
       ‫ومفعول معه | ومثله إياى وأَن يحذف أحدكم األرنب | ومثله إياك إياه واياى واياه كأَنه قال إياك‬
         ‫ّ‬               ‫ّ َ ّ‬                        ‫ََ‬      ‫ُ‬         ‫َ‬     ‫ّ َ‬             ‫َ‬
                         ‫َْ‬   ‫ّ‬              ‫ُ ّ َ‬         ‫ّ‬               ‫َ َّ وز َّ‬
   ‫باعد واياه أو نح | عم أن بعضهم يقال له إياك فيقول إياى كأَنه قال إياى أَحفظُ وأَحذر | وحذفوا‬
                ‫ْ َُ‬                                                                                 ‫ِْ ّ‬
              ‫ٍ‬
       ‫الفعل من إياك لكث ة استعمالهم إياه فى الكالم فصار بدال من الفعل وحذفوا كحذفهم حينئذ اآلن‬
                                                ‫ً‬                     ‫ّ‬             ‫ر‬       ‫ّ‬          ‫َ‬
     ‫َ‬                            ‫ََ‬                ‫َّ ٌ‬              ‫ّ‬           ‫َ‬     ‫ِ‬
     ‫فكأَنه قال احذر األسد ولكن ال بد من الواو ألنه اسم مضموم إلى آخر | ومن ذلك أسه والحائط‬
                  ‫رَ‬                                                                                     ‫ّ‬
‫َّ‬
‫كأَنه قال خل أو دع أسه والحائط فال أس مفعول معه فانتصبا جمعا | ومن ذلك قولهم شأْنك والحج‬  ‫َ َّ‬
            ‫َ‬                        ‫ً‬      ‫ََ‬           ‫ٌ‬      ‫َ رُ‬           ‫َ ْ رَ‬                      ‫ّ‬
                     ‫ِ‬
       ‫كأَنه عليك شأنك مع الحج | ومن ذلك امر ونفسه كأَنه قال دع امر مع نفسه فصارت الواو فى‬
                                       ‫أ‬
                                       ‫َ َ ًَ‬      ‫ْ َأَ َ ّ‬                 ‫ّ‬          ‫َ‬                  ‫ّ‬
            ‫ُ‬
                              ‫معنى معكما صارت فى معنى مع فى قولهم ما صنعت وأخاك | وان شئت‬
                                  ‫ْ‬           ‫َ‬                ‫ََ‬         ‫ْ‬       ‫َ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/472)‬




    ‫َِ أ‬                 ‫َ‬                ‫ٍأ َ‬
    ‫لم يكن فيه ذلك المعنى فهو عربى جيد كأَنه قال عليك رَسك وعليك الحائط وكأنه قال دع امر‬
                                                              ‫ٌّ ّ‬
   ‫ودع نفسه فليس ينقُض هذا ما أردت فى معنى مع من الحديث | ومثل ذلك أَهلك والليل كأَنه قال‬
         ‫َ ّ‬        ‫َْ َ‬                          ‫ََ‬           ‫َ‬              ‫َْ ُ‬         ‫َ‬
                              ‫بادر أهلَك قبل الليل واَّما المعنى أن يحذ ه أن يدركه الليل | والليل َّ‬
       ‫ُ محذر منه كما كان األسد‬
       ‫ُ‬                                  ‫ُ‬       ‫ر ُِ‬     ‫َّ‬              ‫ن‬                       ‫ِ‬
                            ‫ٌ‬                                                                    ‫ْ‬
‫ِ‬        ‫َّ ر ّ‬                                          ‫ِ رَ‬
 ‫محتفَظا منه | ومن ذلك قولهم ماز أسك والسيف كما تقول أسك والحائط وهو يحذ ه كأَنه قال اتق‬
                         ‫َ‬        ‫رَ‬             ‫َ‬
                                               ‫ِ‬
  ‫ََ ْ َ‬   ‫ً‬                          ‫َّ ْ‬
 ‫أسك والحائط | واّما حذفوا الفعل فى هذه األشياء حين ثَنوا لكثرتها فى كالمهم واستغناء بما يرون‬
                                                              ‫َ‬             ‫َ ن‬            ‫رَ‬
  ‫من الحال وبما ى من الذكر وصار المفعول األول بد ً من اللفظ بالفعل حين صار عندهم مثل‬
  ‫َ‬                                     ‫ُ ّ ُ ال‬                                ‫جر‬

‫ُ‬                ‫ُب ْ ِ ّ‬
‫إياك ولم يكن مثل َّاك لو أَفردتَه ألنه لم يكثْر فى كالمهم كثَْةَ إياك فشَّهت بإياك حيث طال الكالم‬
                              ‫َر ّ‬                    ‫َ‬                       ‫َ إي‬             ‫ّ‬
  ‫ِ‬             ‫ً‬                          ‫ِ‬
  ‫وكان كثير فى الكالم | فلو قلت نفسك أو أسك أو الجدار كان إظهار الفعل جائز نحو قولك اتّق‬
                ‫ا‬                                 ‫رَ‬      ‫َ‬                        ‫ا‬
                            ‫ُ‬           ‫َ‬
                         ‫ٌ‬     ‫ّ‬     ‫ّ‬             ‫ّ ّ َ‬        ‫َ‬     ‫ِ‬
‫أسك واحفظ نفسك واتّق الجدار | فلما ثنيت صار بمنزلة إياك واياك بدل من اللفظ بالفعل كما كانت‬
                                                                                 ‫ْ‬      ‫رَ‬
    ‫َ َ َ َ َ َ َّ َ‬
    ‫المصادر كذلك نحو الحذر الحذر | ومما جعل بد ً من اللفظ بالفعل قولهم الحذر الحذر والنجاء‬
                                                ‫ال‬     ‫ُ‬       ‫َ َ ََ َ ََ‬             ‫ُ‬
                             ‫َ‬              ‫َ َ ََ‬                      ‫َّ َ َ ْ َ ْ ا ِن‬
                             ‫النجاء وضرباً ضربً فإَّما انتَصب هذا على اْلزِم الحذر وعليك النجاء‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/572)‬




             ‫ّ‬          ‫َْ ُ ٌ‬                  ‫ُ‬         ‫َْ‬             ‫َّ‬
   ‫| ّهم حذفوا ألنه صار بمنزلة افعل | ودخول الزم وعليك على افعل محال | ومن ثم قالوا وهو‬
                                                                                    ‫ولكن‬
                   ‫رِ‬                  ‫ِ‬          ‫ِ ُ َِ َ ُ ُ َ‬
      ‫لعمرو بن معد يِكرب % ( أُريد حباءه ويريد قتلى % عذيرك من خل ِلك من م اد ) % | وقال‬
                      ‫ُ‬      ‫َي‬      ‫َ َ‬                               ‫َ ْ َِ َ‬
                         ‫ِ‬        ‫ِ ر ا َّ‬           ‫ٍ و ِْ‬               ‫َ ٍ‬
                  ‫الكميت % ( نعاء جذاماً غير موت ال قَتل % ولكن ف اقً للدعائم واألصل ) %‬
                                                                ‫َ‬      ‫ُ‬              ‫َُ‬
                                                             ‫____________________‬

‫(0/672)‬




                      ‫ِ‬
       ‫وقال ذو اإلصبع العدوانى % ( عذير الحى من عدوان % كانوا حيةَ األرض ) % | فلم يجز‬
                                           ‫َ َْ َ‬    ‫َّ‬                               ‫ِ‬
                                ‫ّ‬                             ‫َ َ‬      ‫َ َْ ّ‬
      ‫إظهار الفعل وقبح كما كان ذلك محاال ( هذا باب ما يكون معطوفا فى هذا الباب على الفاعل‬
                                    ‫َ‬                           ‫ُ‬            ‫َُ َ‬           ‫ُ‬
                   ‫َِ‬
   ‫ّة ويكون معطوفا على المفعول وما يكون صفةَ المر ع المضمر فى النية ويكون‬
            ‫ّ‬               ‫فوِ‬                                               ‫المضمر فى الني ِ‬
                                                                                        ‫َِ‬
   ‫ُ‬                                                                     ‫ُ‬
     ‫َِ‬           ‫َ ِ‬
    ‫على المفعول ) | وذلك قولك إياك أنت نفسك أَن تَفعل واياك نفسك أَن تفعل | فإن عنيت الفاعل‬
                             ‫َ ْ‬        ‫َ ُ ْ َْ َ ّ‬              ‫ّ‬
 ‫المضمر فى النية قلت ِإياك أنت نفسك كأَنك قلت إياك نح أنت نفسك وحملتَه على االسم المضمر‬
  ‫َِ‬                            ‫ُ‬      ‫ّ َ َّ‬           ‫ّ‬     ‫ُ‬         ‫ّ‬       ‫ّ‬        ‫ََ‬
‫فى نح | فإن قلت إياك نفسك تريد االسم المضمر الفاعل فهو قبيح وهو على قُبحه رف ٌ و ُّك على‬
        ‫ْ ِ َ ْع يدل‬                              ‫ََ‬        ‫َ‬        ‫ُ‬     ‫َ َّ ِ ْ َ ّ‬
                         ‫قبحه أّك لو قلت اذهب نفسك كان قبيحا حتَّى تقول أنت نفسك | فمن ثَم‬
                          ‫ّ‬         ‫َ َ ُ‬                 ‫ً‬         ‫ْ ُ‬                  ‫َن‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/772)‬
‫المنصوب بغير أنت جاز تقول أيتُك نفسك ال تقول‬
          ‫َ و‬          ‫ر‬          ‫َ‬                          ‫َ ِ‬             ‫ا َّ‬
                                                  ‫كان نصبً ألنك إذا وصفت بنفسك المضمر‬
                                         ‫َ‬           ‫َ‬
             ‫ّ‬     ‫ْ َ‬     ‫رَ ِْ ْ‬
 ‫واألَسد وكذلك أسك ورجلَيك والضرب | وانما أمرتَه أن‬
                                            ‫ََ‬    ‫انطلقت نفسك | واذا عطفت قلت إياك وزيدا‬
                                                  ‫ً‬       ‫ّ‬      ‫َ‬             ‫َ ُ‬
             ‫ٌ ألن‬                ‫فو‬                                                    ‫ِ‬
    ‫يتَّقيهما جميعاً و َّرب | وان حملت الثانى على االسم المر ع المضمر فهو قبيح َّك لو قلت‬
                                                    ‫َ‬                ‫الض َ‬            ‫َ‬
 ‫اذهب وزيد كان قبيحا حتَّى تقول اذهب أنت وزيد | فإن قلت إياك أنت وزيد فأنت بالخيار إن شئت‬
                     ‫ٌ‬           ‫َ ّ‬     ‫ٌ ِ‬           ‫ْ‬                        ‫َ ْ ٌ‬
 ‫حملته على المنصوب وان شئت على المر ع المضمر َّك لو قلت أيتُك قلت ذاك أنت وزيد جاز‬
     ‫ٌ‬             ‫َ‬      ‫ر‬          ‫ألن‬         ‫فو‬
                                ‫يْ ُ‬            ‫ُ َّ‬
‫فإن قلت أيتُك قلت وزيدً فالنصب أحسن ألن المنصوب ُعطَف على المنصوب المضمر ال يعطف‬
‫َ و ُْ َ ُ‬                                                ‫ُ‬       ‫ا‬      ‫َ‬        ‫ر‬         ‫ِ‬
  ‫على المر ع المضمر َّ فى الشعر وذلك قبيح | أنشدنا يونس لجرير % ( إياك أنت وعبد المسيح‬
  ‫ِ‬      ‫َ‬          ‫ّ‬                                             ‫َ إال‬          ‫فو‬
                                                                    ‫ِِ‬         ‫ْ ِ‬
                                                              ‫% أَن تَقربا قْبلَةَ المسجد ) %‬
                                                                       ‫َْ‬         ‫ْ ََ‬
                                                                            ‫____________________‬

‫(0/872)‬




                                                 ‫َّ‬                   ‫ِ‬
      ‫| أَنشدناه منصوبا عم أن العرب كذا تُنشده | واعلم أنه ال يجوز أن تقول إياك زيدً كما أنه ال‬
                    ‫ا‬
            ‫ّ‬                ‫ّ‬                                                        ‫وز ّ‬                    ‫َ‬
      ‫َ ّ‬               ‫ْ َْ َ‬                                          ‫َ‬              ‫ِ‬
    ‫يجوز أن تقول أسك الجدار حتّى تقول | من الجدار أو والجدار | وكذلك أن تَفعل إذا أردت إياك‬  ‫رَ‬
                                         ‫َ‬                                          ‫َ‬
                               ‫ِْ‬                                  ‫ِ‬
   ‫والفعل | فإذا قلت إياك أن تفعل تريد ِياك أَع ُ مخافةَ أَن تفعل أو من أَجل أَن تفعل جاز ألنك ال‬
        ‫َّ‬                                                                                                ‫َ ِ‬
                    ‫َ‬                     ‫َ‬    ‫ْ‬            ‫ظ َ‬          ‫إ‬    ‫َ‬            ‫ّ‬
              ‫َ‬           ‫ّ‬                              ‫ّ َ َّ‬            ‫َّ‬
  ‫تريد أن تَضمه إلى االسم األول كأَنك قلت إياك نح لمكان كذا وكذا | ولو قلت إياك األسد تريد من‬
                                                                                ‫ّ‬                    ‫ُ َّ‬
 ‫األسد لم يجز كما جاز فى أََن َّ أَنهم عموا أن ابن أبى إسحاق أجاز هذا البيت فى الشعر % (‬
                                     ‫َ‬              ‫ّ َ‬              ‫َ ْ إال ّ ز‬
                                                       ‫ِ‬                                    ‫ِ ر َ ِّ‬
     ‫إياك ّاك الم َاء فإنه % إلى الشر د َّاء وللشر جالب ) % | كأَنه قال ّاك ثم أَضمر بعد إياك‬
                                ‫إي‬
        ‫ّ‬         ‫ْ ََ‬                 ‫ّ‬             ‫ُ‬          ‫َ ّ َع ٌ ّ ّ‬                                ‫ّ إي‬
                                   ‫ِ‬                                                    ‫ِ ِِ‬
      ‫فعال آخر فقال اتّق المَ َاء | وقال الخليل لو أن رجال قال إياك نفسك لم أُعَّفه ألن هذه الكاف‬
                      ‫َ ن ْ َّ‬              ‫ّ‬       ‫ً‬         ‫ّ‬                      ‫رَ‬                    ‫ً َ‬
        ‫ُ الس َ ِي ّ‬                                                              ‫ِ‬               ‫َّ‬
       ‫مجرو ة | وحدثنى من ال أَتهم عن الخليل أنه سمع أَع ابيً يقول إذا بلغ الرجل َّتّين فإّاه وِايا‬
                                              ‫ر ا‬                               ‫ُ‬                           ‫ر‬
                                                                                                            ‫َّ َّ‬
                                                                                                            ‫الشواب‬
                                                                            ‫____________________‬

‫(0/972)‬




      ‫( هذا باب يحذف منه الفعل لكثرته فى كالمهم حتى صار بمنزلة المثَل | وذلك قولك هذا ال‬
       ‫و‬                     ‫َ‬                                               ‫ٌ َُْ ُ‬
   ‫َع ِك | أى ال أَتَوهم َعماتِك | ومن ذلك قول الشاعر وهو ذو الرمة وذكر الديار والمنازل % (‬
        ‫ُّ ّ َ َ َ َّ َ َ َ‬                                        ‫و َ َّ ُ زَ‬         ‫زَ مات‬
‫ّ‬       ‫ْ ُُ َ َّ‬                    ‫ُ ْ ٌ و ََ ُ‬         ‫ِ َ َ َّ َ َ ٌّ ُ ِ ة و َر‬
‫ديار مية إذ مى مساعف ٌ % ال ي ى مثلَها عجم ال عرب ) % | كأَنه قال أذكر ديار مية | ولكنه ال‬
        ‫َ‬                ‫َّ‬
‫يذكر أذكر لكثر ذلك فى كالمهم واستعمالهم إياه ولَما كان فيه من ذكر الديار قبل ذلك ولم يذكر ال‬
 ‫و‬                                                ‫ّ‬                                    ‫ُ‬         ‫َ‬
 ‫أتوهم عماتِك لكث ة استعمالهم َّاه الستدالله مما ي َى من حاله أنه ينهاه عن َعمه | ومن ذلك قول‬
                    ‫زْ‬       ‫َّ َ ْ‬          ‫َر‬             ‫إي و‬              ‫ر‬           ‫َّ ُ ز‬

                                                             ‫َ ٌ ََ‬           ‫ْا‬
                                                                              ‫ً‬        ‫َِْ‬
                                                            ‫العرب كليهما وتَمر فهذا مثَل قد كثُر‬
                                                                        ‫____________________‬

‫(0/182)‬




‫فى كالمهم واستعمل وتُرك ذكر الفعل ِما كان قبل ذلك من الكالم كأَنه قال أََعطنى كلَيهما وتَمر |‬
  ‫ْا‬
  ‫ً‬                ‫َِْ ِْ‬              ‫ّ‬                                 ‫ل‬        ‫ُ‬
      ‫ة ُ ٍّ‬           ‫ِ ْ‬      ‫و‬       ‫ِ َّ‬
                                                     ‫ُّ‬          ‫و َ‬       ‫َّ‬
     ‫ومن ذلك قولهم كل شئ ال هذا و كل شئ ال شتيمةَ حر أى ائت كل شئ ال تَرتكب شتيم َ حر‬ ‫و‬   ‫َّ‬
                 ‫ا‬
                 ‫ً‬            ‫ِ‬                                ‫ّ ُجر جر و ز ِ‬
 ‫فحذف لكث ة استعمالهم إياه فأ ى م ى ال َعماتك | ومن العرب من يقول كالهما وتمر كأَنه قال‬        ‫ر‬
                                                                  ‫َ‬           ‫ُ‬
          ‫ُ ٍّ‬                       ‫ُّ‬          ‫أ‬      ‫ُ ٍّ‬           ‫و‬        ‫ر ّ‬     ‫ِ ِْ‬
‫كالهما لى ثابتان وزدنى تم او كل ُ! شئ ال شتيمةَ حر | ك َنه قال كل شئ أَمم ال شتيمةَ حر وتَرك‬
                           ‫ٌَ و‬
                                             ‫َّ َ‬          ‫ُّ‬
  ‫ذكر الفعل بعد ال لما ذكرت لك ألنه يستدل بقوله كل شئ أنه ينهاه | ومن العرب من يرفع الديار‬
                                                                      ‫و َ ٌ‬         ‫ُ‬
    ‫َ‬                                                                                                  ‫َ‬
          ‫َ َ َ من سْلمى عوائده % وهاج أَهواءك‬
                                  ‫ْ َ َ َ ُ‬       ‫كأَنه يقول تلك ديار فالنة | وقال الشاعر % ( اعتاد قْلبك ِ‬
                                                                                                        ‫َّ‬
               ‫َ‬                                                                           ‫ُ‬
          ‫المكنونةَ َّلَل ) % % ( ر ٌ قَواء أَذاع المعص ات به % وكل حي ان سار ماؤه خضل ) %‬
                    ‫ُّ َ ر َ ٍ ُ َ ِ ُ‬                        ‫َ بع ٌ َ ُ ْ ِ ر ُ‬             ‫الط ُ‬
                                                                        ‫____________________‬

‫(0/082)‬




     ‫| كأَنه قال وذاك رب ٌ أو هو ر ٌ رفَعه على ذا وما أشبهَه سمعناه ممن يرويه عن العرب | ومثلُه‬
                           ‫ّ َ‬                             ‫َ بع َ َ‬         ‫َ ْع‬
  ‫لعمر بن أيى ربيعة % ( هل تَعرف اليوم رسم الدار و َّلال % كما عرفت بجفن َّيقل الخلال )‬
    ‫َ َ ْ ِ الص َ ِ ِ َ َ‬              ‫َ َ ْ َ ّ ِ الطَ َ‬   ‫ِْ ُ‬              ‫َ‬
    ‫ِس ِة ن عى َّهو والغ َالَ ) % | فإذا رفعت فالذى فى‬
               ‫َ‬       ‫ِ‬       ‫% % ( دار لَمروةَ إذ أهِلى وأهلُهُم % بالكان ّ ي َرَ الل ْ َ َ ز‬
                                                              ‫ُ‬         ‫ْ ْ‬       ‫ٌ َ‬
  ‫نفسك ما أظهرت واذا نصبت فالذى فى نفسك غير ما أظهرت | ومما ينتصب فى هذا الباب على‬
                         ‫َ‬      ‫َ‬        ‫ُ‬                             ‫َ‬
   ‫ُه ! 2 < انتهوا خير لكم > 2 ! و ^ ( و اءك َوسع لك ) ^ وحسبك‬
    ‫َ ُْ‬         ‫َر َ أْ َ َ‬               ‫ا‬                ‫إضمار الفعل المتروك إظهار‬
                                   ‫خير لك إذا كنت تأمر | ومن ذلك قول الشاعر وهو ابن أبى ربيعةَ‬
                                                                                ‫َ‬          ‫ا‬
                                                                                           ‫ً‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/282)‬
‫ٍِ‬          ‫َ ِِ‬
    ‫َّ‬       ‫ََ‬          ‫َ ا‬
                         ‫ً‬          ‫َّ‬         ‫َ‬            ‫أ ِ ُّ َ‬
  ‫% ( فواعديه س ْ حتَى مالك % َو الربا بينهما أَسهَال ) % | وانما نصبت خير لك وأَوسع لك ألنك‬
                                                                             ‫َ رَ ْ‬
                                                 ‫ِ‬     ‫ٍْ‬
                      ‫َّ‬                                         ‫ِْ َ‬
  ‫حين قلت انتَه فأنت تريد أن تخرجه من أَمر وتُدخلَه فى آخر | وقال الخليل كأَنك تحملُه على ذلك‬
                                       ‫َ‬                                            ‫ْ‬
       ‫ْ ِ أن‬               ‫َ ّ‬          ‫ألن‬            ‫ٌ‬             ‫ْ ِ َّ ْ‬
      ‫المعنى كأَنك قلت انتَه وادخل فيما هو خير لك فنصبتَه َّك قد عرفت أنك إذا قلت له انتَه َّك‬
                                                                                      ‫ّ‬
 ‫َ أّ‬                            ‫ِ إي‬        ‫ر‬            ‫َ‬                   ‫ٍ ََ‬
‫تحمله على أمر آخر فلذلك انتَصب وحذفوا الفعل لكث ة استعمالهم َّاه فى الكالم ولعلم المخاطب َنه‬
                                                                 ‫ِ‬               ‫ٍ‬
                                                 ‫محمول على أمر حين قال له انتَه فصار بد ً من‬
                                                    ‫ال‬                                   ‫ٌ‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/382)‬




   ‫ُ ًْ ِ ً‬
 ‫يا فالن أَمر قاصدا |‬
            ‫ا‬           ‫ِْ‬
                        ‫قوله ائت خير لك وادخل فيما هو خير لك | ونظير ذلك فى الكالم قوله انتَه‬
                                                              ‫ٌ‬          ‫ُْْ‬     ‫ا‬
                                                                                 ‫ً‬
‫ذكرت لك ذا المثَّل لك‬
   ‫َ‬             ‫ُ‬      ‫فإنما قلت انتْه وأَْت أمر قاصدا َّ أن هذا يجوز لك فيه إظهار الفعل فإَّما‬
                           ‫ِن‬         ‫ُ‬                     ‫إال َّ‬      ‫َِ ِْ ا‬
                                                                        ‫ً‬                    ‫ِّ‬
                          ‫ِ‬      ‫ِ‬
       ‫ِ َُ‬                 ‫َ ِ َُ َ َ‬                                         ‫َّ‬
   ‫األول به ألنه قد كثُر فى كالمهم حتّى صار بمنزلة المثل فحذف كحذفهم ما أيت كاليوم رجال |‬
                 ‫ر ُ‬                                                    ‫ََ‬           ‫َّ‬
                                ‫َِِ‬                 ‫َ َّ ْ ْ ِ‬        ‫ِ‬
                  ‫َ ْ رِ الس َ‬
            ‫ومثل ذلك قول القُطامى % ( فكرت تَبتَغيه فوافقتْه % على دمه ومص َعه َّباعا ) %‬
                                                                    ‫ّ‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/482)‬



          ‫ِ‬
        ‫َ ِ الر ِ َ‬
  ‫| ومثله وقوله وهو ابن الر َّات % ( لن تَ اها والو تأملت إ ّ % ولها فى مفارق َّأس طيبا ) %‬
                                     ‫َّ َ ال‬         ‫ر‬              ‫ُّ قي‬
  ‫% | وانما نصب هذا ألنه حين قال وافقتْه و قال لن ت اها فقد عِلم أن َّيب و َّباع قد دخال فى‬
                  ‫ُ ّ الط َ الس‬          ‫ر‬                                     ‫َّ َ َ َ‬
                                                   ‫َ‬                         ‫ِ أن‬
      ‫الرؤِة والموافَقَة و َّهما قد اشتَمال على ما بعدهما فى المعنى | ومثل ذلك قول ابن قَميئةَ % (‬
                                                                                             ‫ُّ ْ ي‬
                                       ‫تذكرتَ أَرضا بها أهلُها % أَخوالها فيها وأََعمامها ) %‬
                                              ‫َْ َ‬            ‫ََْ‬                ‫َّ ْ ْ ْ ً‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/582)‬




     ‫َ ُ‬      ‫َ َّ‬                 ‫ز‬                ‫ُّ ِ‬
     ‫| ألن األخوال واألَعمام قد دخلوا فى التذكر | ومثل ذلك فيما عم الخليل % ( إذا تَغنى الحمام‬
                                                                         ‫َ‬                    ‫ّ‬
  ‫ّ‬      ‫ُ‬         ‫َّ‬     ‫ّ‬      ‫ر‬                  ‫َّ َ ّ ِ‬
 ‫الورق هَّجنى % ولو تغربت عنها أُم عمار ) % | قال الخليل حمه اهلل لما قال هيجنى عرف أنه‬
                                                                    ‫َّ ُ‬                ‫ُ ُ َي َ‬
    ‫هي‬               ‫ّ ٍّ‬                                    ‫ْي‬            ‫ر‬       ‫ُّ‬
‫قد كان ثَم تَذكر لتَذك ة الحمام وتَهيِ ِجه فأَْلقى ذلك الذى قد عرف منه على أم عمار كأَنه قال َّجنى‬
                                                                           ‫ِ‬
                                     ‫ُ‬              ‫َ‬                             ‫َّ َ ٌ‬
‫َّ‬
     ‫ً‬     ‫ٍ َ َ رُ َ ّ‬
     ‫فذكرنى أم عمار | ومثل ذلك أيضا قول الخليل حمه اهلل وهو قول أبى عمر و أال َ جل إما زيدا‬
                                                     ‫ر‬             ‫ً‬                   ‫َّ ّ‬
   ‫ا‬
   ‫ً‬         ‫ا‬          ‫َّ‬                         ‫َ‬       ‫ُ َ ٍّ‬
‫واما عمر ألنه حين قال أَالَ رجل فهو متَمن شيئاً يسألُه ويريده فكأَنه قال اللهم اجعْله زيدً أو عمر أو‬
                                                                     ‫َ‬                  ‫ا ّ‬       ‫ّ‬
   ‫وَّق لى زيدا أو عمر | وان شاء أَظهَ َه فيه وفى جميع هذا الذى مثّل به وان شاء اكتَفى فلم يذكر‬
                                 ‫ُ‬                       ‫ْ ر‬                ‫ا‬               ‫فْ‬
                                                 ‫ُ‬     ‫ٌ ً‬           ‫ُ ٍَ‬      ‫ُِ‬
     ‫الفعل ألنه قد عرف أنه متَمن سائل شيئا وطالبه | ومثل ذلك قول الشاعر وهو عبد بنى عبس‬   ‫َ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/682)‬




     ‫َ َ َْ ِ َ ُ ا‬                        ‫ْ ُ َ ُّ َ َّ‬
     ‫% ( قد سالَم الحيات منه القدما % األُفعوان والشجاع الشجعما ) % % ( وذات قرنين ضموز‬
     ‫ً‬                                ‫ْ ََ‬                          ‫ََ َ‬      ‫َ ّ ُ‬
                ‫ِ ة‬                ‫ُ َّ‬        ‫ُ َ ُّ َ ّ‬                 ‫ِ َّ‬             ‫ِِْ‬
       ‫ضررماَ % ) % | فإنما نصب األُفعوان والشجاع ألنه قد علم أن القدم ههنا مسالم ٌ كما أنها‬
‫ُِ‬            ‫ََ‬
                               ‫ُ ِ‬                    ‫ُ‬       ‫ِ‬
‫مسالَمة فحمل الكالم على أنها مسالمة | ومثل هذا البيت إنشاد بعضهم ألَوس بن حجر % ( تُواهق‬
                                                                        ‫ّ‬      ‫َ‬      ‫َ َ َ‬
                                                 ‫رِ ُ‬                                        ‫ِْ‬
                                             ‫رجالها يدها َأْسهُ % لها قتَب خلف الحقيبة ادف ) %‬
                                                             ‫َ ٌ َ َ‬             ‫ور ُ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/782)‬




‫| وانشاد بعضهم للحارث بن نهيك % ( ِلبيك يزيد ضارٌ لخصوم % ومخت ِط مما تُطيح الطوائح )‬
  ‫ُ‬           ‫ُ‬     ‫ُ ب ّ‬            ‫ع ُ ٍ‬        ‫ُ َ َِ ُ‬        ‫َ ٍ‬                     ‫ُ‬
     ‫% | لما قال ِبيك يزيد كان فيه معنى ليبك يزيد كما كان فى القدِم أنها مسالمة كأَنه قال ِليبكه‬
      ‫ِِْ‬
           ‫َ‬
                        ‫ِ‬      ‫َ َ َّ‬               ‫َْ ِ َ‬                  ‫ُ‬    ‫لُْ‬       ‫ّ‬
                ‫ضارٌ | ومن ذلك قول عبد العزيز الكالبى % ( وجدنا َّالحين لهم ج اء % وجن ٍ‬
       ‫َ ّات وعيناً‬
            ‫َ‬             ‫زٌ‬        ‫َ َ ْ الص َ‬          ‫ّ‬                                   ‫ع‬
                              ‫َ ِ‬                              ‫ٌِ‬
‫سْلس ِيالَ ) % | ألن الوجدان مشتمل فى المعنى على الج اء فَحمل اآلخر على المعنى | ولو نصب‬
    ‫َ‬                       ‫َ‬        ‫ز ََ‬                             ‫ّ ِْ َ‬                  ‫َ َب‬
                                                            ‫الج اءَ كما نصب َّباع لجاز | وقال‬
                                                                        ‫الس َ‬       ‫َ‬      ‫زَ َ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/882)‬




 ‫% ( أَسقى اإللهُ عدوات الوادى % وجوفة كل مِث غادى ) % % ( كل أَجش حالك السواد % )‬
      ‫ُّ َّ ِ ِ َّ ِ‬
                    ‫َ‬
                                       ‫َ َّ ل ٍّ ِ‬
                                             ‫ُ‬     ‫َْ‬
                                                               ‫ُ ِ‬
                                                                   ‫َْ ِ ُ‬
 ‫ُّ‬                ‫َ ِ َ َّ‬                              ‫ُّ َّ‬
 ‫% | كأَنه قال سقاها كل أجش كما حمل ضارٌ لخصومة على ليبك يزيد ألن فيه معنى سقاها كل‬
                                              ‫ع‬       ‫ُ‬
‫أجش | ال يجوز أن تقول ينتهى خير له ال أأَنتهى خير لى ألنك ِإذا نهيت فأنت تزَّيه إلى أمر واذا‬
               ‫ج‬         ‫َ‬                 ‫ا‬
                                           ‫ً‬    ‫ا و َ ِ‬      ‫ً‬    ‫َ ِ‬                ‫َّ و‬
‫ِ ُ ُ ْب ا‬
                ‫ً‬                ‫ُِ ا‬
    ‫أَخبرت أو استفهمت فأنت لست تريد شيئا من ذلك إنما تُعلم خير أو تَسترشد مخ ِر وليس بمنزلة‬
                                 ‫ً‬                     ‫ً‬                             ‫َ‬
        ‫ِ الس َ‬                                                   ‫ِ َ صرِ الس‬
   ‫وافقته على دمه وم عه َّباعا ألن َّباع داخل فى معنى وافقته كأَنه قال وافقت َّباع على‬
                                                    ‫ّ الس َ‬
         ‫َ ُ ً‬                           ‫ِ‬
    ‫عه والخير والشر ال يكون محمو ً على ينتهى وشبهه ال تستطيع أن تقول انتهيت خير كما‬
         ‫ا‬                                          ‫َ‬     ‫ال‬             ‫ُّ‬  ‫ُ‬       ‫مصرِ‬
  ‫َّ‬
 ‫تقول قد أصبت خير | وقد يجوز أن تقول أَال رجل إما زيد واما عمرو كأَنه قيل له من هذا المتمنى‬
                                   ‫َََُ ّ ٌ ّ‬                              ‫ُ ا‬
                                                                           ‫؟ فقال زيد أو عمرو‬
                                                                            ‫ٌ‬      ‫ٌ‬
                                                                        ‫____________________‬

‫(0/982)‬




                       ‫و‬                                          ‫ِ‬
‫| ومثل ُبك يزيد ق اءة بعضهم ! 2 < وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أ الدهم شركاؤهم > 2 !‬
                                                                             ‫ُ لي ْ َ ُ ر‬
                                                       ‫ِع‬                           ‫َ َ ُّ َ‬
       ‫رفع الشركاء على مثل ما رفع عليه ضارٌ ( هذا باب ما ينتصب على إضمار الفعل المتروك‬
                                      ‫َ‬                              ‫ُ‬
                                ‫ِ ا‬
      ‫ُه فى غير األمر و َّهى ) | وذلك قولك أخذته هم فصاعدً وأخذتُه هم ف ائدا | حذفوا‬
                 ‫بدر ز‬                   ‫بدر‬                            ‫الن‬               ‫إظهار‬
                                  ‫َ‬                         ‫ّ ألن ِ‬
    ‫الفعل لكث ة استعمالهم إياه و َّهم أمنوا أن يكون على الباء لو قلت أخذتُه بصاعد كان قبيحا ألنه‬
                                                                                     ‫ر‬
                                                 ‫َ‬                                          ‫َ‬
            ‫ِ‬
   ‫صفة ال تكون في موضع االسم كأنه قال اخذته هم ف اد الثمن صاعدً أو فذهب صاعدً | ال‬
    ‫ا و‬                  ‫ا‬             ‫بدر ز‬                                             ‫و‬
                  ‫َ َ‬              ‫ُ‬
  ‫ٍ‬        ‫بدر ٍ‬            ‫ٍ ٌ‬                                        ‫ٍ ألن‬
  ‫يجوز أن تقول وصاعد َّك ال تريد أن تُخ ِر أن هم مع صاعد ثمن لشئ كقولك هم وزيادة‬
                                           ‫ْ ب َ ّ الدر‬
                                                                       ‫َّك أخبرت بأَدنى الثمن فجعلته‬
                                                                                                  ‫ولكن‬
                                                                        ‫____________________‬

‫(0/192)‬




    ‫ّال ثم قروت شيئا بعد شئ ألَثمان شتَّى | فالواو لم تُرد فيها هذا المعنى ولم تُْلزِم الشيئين أَن يكون‬
            ‫ْ‬            ‫ِ‬                           ‫ِْ‬   ‫ُ‬              ‫ٍ‬                 ‫ً‬   ‫َْ َ‬     ‫أو‬
 ‫ٍ‬                 ‫ٌ أن‬                        ‫ٍ‬
‫أحدهما بعد اآلخر | أال ى أنك إذا قلت مررت بزيد وعمر و لم يكن فى هذا دليل َّك مررت بعمر‬
                                                         ‫ُ‬                    ‫تر َّ‬          ‫َ‬       ‫ُ‬
                          ‫ً ال َّ‬                   ‫ِ‬                               ‫ٌِ ٌ‬
          ‫و بعد زيد | وصاعد بدل من اد ويزيد | ثُم بمنزلة الفاء تقول ثُم صاعدا إ ّ أَن الفاء أكثر فى‬
                                         ‫َّ‬                      ‫ز َ ُ َّ‬
               ‫َ ُ‬
     ‫َّ ُ‬
     ‫ُه قولك يا عبد اهلل والنداء‬
                               ‫كالمهم | ومما ينتصب فى غير األمر والنهى على الفعل المتروك إظهار‬
                                                                                             ‫َ‬
   ‫ُّه | وَما يا زيد فله عَّ ٌ ست اها فى باب النداء إن شاء اهلل تعالى حذفوا الفعل لكث ة استعمالهم هذا‬
                     ‫َ ر‬                                      ‫َّ‬                ‫ِ لة ر‬       ‫ُ‬    ‫أّ‬    ‫كل‬
 ‫فى الكالم وصار يا بدال من َّفظ بالفعل كأَنه قال يا أُريد عبد اهلل فحذف أُريد وصارت يا بدال منها‬
        ‫ً‬                  ‫ُ‬      ‫َ‬         ‫َ ُ َ‬                            ‫الل‬         ‫َ‬
    ‫ألنك إذا قلت يا فالن عِلم أنك تريده | ومما بذلك على أنه ينتصب على الفعل وأن يا صارت بدال‬
                       ‫ّ‬                      ‫ّ َ‬           ‫ّ‬          ‫ُ‬         ‫ُ َُ ّ‬                ‫ّ‬
     ‫أَ أ ْ‬              ‫َ‬              ‫َّ‬
    ‫من اللفظ بالفعل قول العرب يا إياك إنما قلت يا إياك أَعنى ولكنهم حذفوا الفعل وصار يا وَيا وَى‬
                                                  ‫ْ‬     ‫َ ّ‬                ‫ّ‬           ‫ُ‬
                                             ‫َ‬      ‫َ‬    ‫ّ‬                         ‫ِ وز‬
‫بد ً من اللفظ بالفعل | عم الخليل رحمه اهلل أنه سمع بعض العرب يقول يا أنت | عم أنهم جعلوه‬
                 ‫فزَ‬                                                                                 ‫َ َ ال‬
‫موضع المفرد | وان شئت قلت يا فكان بمنزلة يا زيد ثم تقول إياك | أى َّاك أعنى | هذا قول‬
                     ‫إي َ‬                                                               ‫َ‬
                                                                   ‫الخليل رحمه اهلل فى الوجهين‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/092)‬




   ‫| ومن ذلك قول العرب من أنت زيدً عم يونس أنه على قوله من أنت تَذكر زيدا ولكنه كثر فى‬
                   ‫ً‬        ‫ُ‬         ‫َْ‬           ‫ُ ّ‬     ‫َ ْ َ ا فز‬
   ‫ِه فإنه قد علم أن زيدا ليس خبر ال مبتدأ ال ًّ على مبتدإ‬
              ‫و مبنيا‬           ‫ًو‬‫ا‬         ‫ُ َّ ً‬       ‫كالمهم واستُعمل واستغنوا عن إظهار ِ ّ‬
‫فال بد من أن يكون على الفعل كأَنه قال من أنت معرفً ذا االسم ولم يحمل زيدً على من ال أنت |‬
        ‫َْ و‬           ‫ا‬                     ‫َ ْ َ َّ ا‬                       ‫َ‬    ‫ْ‬        ‫َّ‬
                                       ‫َ‬
 ‫ال يكون من أنت زيدً َّ جوابا كأَنه لما قال أنا زيد قال فَمن أنت ذاكر زيدً | وبعضهم يرفع وذلك‬
           ‫ُ َ‬             ‫َْ َ ًِ ا‬
                              ‫ا‬                  ‫ٌ‬          ‫َّ ّ‬       ‫َ ْ َ ا إال‬               ‫و‬
                ‫ُ‬        ‫َ‬      ‫َ‬          ‫ٌ ن َ َّ فع‬
  ‫قليل كأَنه قال من أنت كالمك أو ذكرك زيد واَّما قل الر ُ ألن إعمالهم الفعل أحسن من أن يكون‬
                                                             ‫ُ‬       ‫ُ‬          ‫َْ‬
 ‫ى حتّى إنهم لَيسألون الرجل‬
 ‫َ‬          ‫ْ‬                                                                         ‫ٍ‬
                              ‫خبر لمصدر ليس له ولكنه يجوز على سعة الكالم وصار كالمثل الجار‬     ‫ا‬
                                                                                               ‫ً‬
                                                      ‫ِ‬
‫عن غي ه فيقولون للمسئول من أنت زيدا كأَنه يكّم الذى قال أنا زيد أى أنت عندى بمنزلة الذى قال‬
                                    ‫ٌ‬               ‫ّ لُ‬         ‫َْ َ‬                   ‫ر‬
                     ‫َ‬                        ‫ِر ّ ِ‬
‫أنا زيد فقيل له من أنت زيدا كما تقول للرجل أَط َّى إنك ناعل ٌ واجمعى | أى أنت عندى بمنزلة التى‬
                                         ‫ة‬                           ‫ً‬                     ‫ٌ‬
                                                                                     ‫يقال لها هذا‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/292)‬




                     ‫َ َْ َ‬              ‫ٍ َ ْ‬
‫| سمعنا رجال منهم يذكر جال فقال لرجل ساكت لم يذكر ذلك الرجل من أنت فالنً | ومن ذلك قول‬
                ‫ا‬                                                 ‫ر‬        ‫َ‬       ‫ُ‬
‫العرب أَما أنت منطلقاً انطلقت معك معك | وأَما زيد ذاهبا ذهبت معه | وقال الشاعر وهو عباس بن‬
                                 ‫ُ‬     ‫ً‬      ‫ّ ٌ‬                               ‫ّ َ‬
   ‫أ ْ ُ َّ‬       ‫ِن‬        ‫ْ ُ ُ َّ ُ‬         ‫ِّ ِ‬    ‫ُ ا َ أ َّ َ َ ِ‬               ‫ِ ٍ‬
 ‫مرداس % ( أَبا خرشةَ َما أنت ذا نفَر % فإن قومى لم تَأكْلهُم الضبعُ ) % | فإَّما هى َن ضمت‬
                                            ‫َ‬
                     ‫َ ِ‬                         ‫ْ ر َ ي ِ‬
      ‫إليها ما وهى ما التوك ِد ولزمت ك اهية أن ُجحفوا بها لتكون عوضاً من ذهاب الفعل كما كانت‬
                                                                         ‫ي‬
                                                                         ‫الهاء واأللف عوضا‬
                                                                              ‫ُ‬      ‫ُ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/392)‬
‫فى الزنادقة والي ِى من الياء | ومثل أَن فى لزوم ما قولُهم إما ال فألزموها ما عوضا | وهذا َح َى‬
  ‫أ ْر‬          ‫ً‬                ‫َّ َ‬                        ‫ْ‬                         ‫َمان‬         ‫َّ‬
  ‫أن يلزموا فيه إذ كانوا يقولون ِر ما فيلزمون ما ّهوها بما َيلزم من النونات فى ألفعلن والالم فى‬
      ‫ِ‬      ‫َّ‬            ‫ُّ‬                    ‫شب‬         ‫ُ ُِ‬        ‫ا‬
                                                                        ‫آث ً‬               ‫ْ‬           ‫ُ‬
          ‫ّ‬           ‫ّ‬                   ‫ُّ‬   ‫ِ‬                   ‫َّ‬
 ‫إن كان لَيفعل وان كان ليس مثلَه وانما هو شاذ كنحو ما شبه بما ليس مثلَه فلما كان قبيحا عندهم‬
                                                      ‫ٌ‬                                      ‫َ ُ‬
                ‫ِ‬
  ‫أن يذكروا االسم بعد أَن ويبتدئوه بعدها كقُبح كى عبد اهلل يقول ذاك حملوه على الفعل حتَّى صار‬
                                       ‫َ‬       ‫ِْ َ ْ ُ‬                       ‫ْ َ‬          ‫َ‬
    ‫َنطلق معك َّها فى معنى إذ فى هذا الموضع واذ فى معناها‬
                                     ‫ْ‬               ‫ألن‬       ‫ُ‬  ‫كأَنهم قالوا إذ صرت منطلقا فأنا أ ِ‬
                                                                                     ‫َ‬                   ‫ّ‬
      ‫َ ُ َّ‬
 ‫أيضاً فى الموضع إ ّ أن إذ ال يحذف معها الفعل | و أَما ال ُذَكر بعدها الفعل المضمر ألنه من‬
                    ‫ُ‬          ‫ّ يْ ْ َُ‬           ‫ُ‬             ‫ُ َ ُ‬          ‫ال ّ‬
         ‫ا‬                                   ‫ِ‬
   ‫ُه حتَّى صار ساقطاً بمنزلة تركهم ذلك فى النداء وفى من أنت زيدً | فإن‬                  ‫ِ‬       ‫َِ‬
                                                                               ‫المضمر المتروك إظهار‬
                    ‫َْ‬
‫أظهرت الفعل قلت إما كنت منطلقً انطلقت إنما تريد إن كنت منطلقا انطلقت فحذف الفعل ال يجوز‬
                  ‫ُ‬     ‫ُ‬                ‫ْ َ‬            ‫ُ ّ‬           ‫ا‬      ‫َ‬    ‫َّ‬         ‫َ‬    ‫َ‬
   ‫ُه ألن أما كثرت فى كالمهم واستُعلت حتَّى صارت كالمثل المستعمل |‬
      ‫َ‬                            ‫ْ ْ‬                  ‫ْ‬    ‫ههنا كما لم يجز ثَم إظهار َّ ّ‬
                                                                           ‫َّ‬
                                ‫َُ‬     ‫َْ‬                 ‫ُّ‬      ‫َّ‬          ‫ٍ‬    ‫ُّ‬
        ‫وليس كل حرف هكذا كما أنه ليس كل حرف بمنزلة لم أُبل ولم يك ولكنهم حذفوا هذا لكثرته‬
     ‫ْ َ‬        ‫َْ ْ‬       ‫ّ َ َّ‬
  ‫ولالستخفاف فكذلك حذفوا الفعل من أَما | ومثل ذلك قولهم إما ال فكأَنه يقول افعل هذا إن كنت ال‬
                                                          ‫ّ‬
                                                                                         ‫تَفعل‬
                                                                                         ‫َْ ْ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/492)‬




 ‫َه ولكنهم حذفوا ذا لكث ة استعمالهم إياه وتصرُّهم حتى استغنوا عنه بهذا | ومن ذلك قولهم م ْ حبً‬
 ‫َ رَ ا‬                               ‫َ‬          ‫ف‬          ‫ّ‬         ‫ر‬                      ‫غير‬
 ‫وأَهال وان ِنى فأَهل َّيل والنهار | عم الخليل رحمه اهلل حين مثّله إنه بمنزلة رجل أيتَه قد سدد‬
  ‫َّ‬         ‫َ ٍُ ر‬         ‫ّ‬                              ‫ِ وز‬         ‫ْ َ الل‬     ‫تأت‬    ‫ً‬
            ‫َ َ‬               ‫سي ِ يب‬                    ‫َ‬       ‫َ َ‬          ‫َ‬
                                                                                   ‫َ ِ‬
      ‫سهمه فقلت القرطاس أى أَصبت القرطاس أى أنت عندى ممن ُص ُه | وان أَثْبت سهمه قلت‬
     ‫ّا َ‬              ‫ٍ‬                ‫فإن ر َ ر ال‬                ‫َ‬     ‫َّ‬
     ‫القرطاس أى قد استَحق وقوعه بالقرطاس | َّما أَيت ج ً قاصدا إلى مكان أو طالبا أمر فقلت‬‫َ‬
 ‫م ْ حبا وأَهالً أى أدركت ذلك وأُصبت فحذفوا الفعل لكث ة استعمالهم إياه وكأَنه صار بدال من َ حبت‬
 ‫رُ َ ْ‬     ‫ً‬             ‫ّ‬    ‫ّ‬             ‫َ ر‬              ‫َ‬            ‫َ‬          ‫َ رَ ً ْ‬
                 ‫ْ‬       ‫ر ُّ َ ْ ال َ ْال‬               ‫ْ َْ‬     ‫َ ََ ََ‬          ‫ِ ْ‬
   ‫بالدك وأَهلَت كما كان الحذر بدال من احذر | ويقول ال اد وبك وأَه ً وسه ً وبك أَهالً | فإذا قال‬
                                                                                            ‫ُ‬
  ‫وبك وأهال فكأَنه قد لَفَظ حبا بك وأهال | واذا قال وبك أهال فهو يقول ولك األَهل إذا كان عندك‬
                ‫ُْ‬                                              ‫َ بمر ً‬            ‫ً ّ‬
    ‫الرحب والسعةُ | فإذا رددت فإنما تقول أنت عندى ممن يقال له هذا لو جئتنى | واَّما جئت بِ ِك‬
     ‫َ بَ‬        ‫ن‬        ‫َ‬                    ‫ّ‬                 ‫َ ِ َّ‬      ‫ِ‬             ‫ُّ ْ ُ‬
         ‫ي ِر‬
 ‫َّن من تَعنى بعد ما قلت مرحبا كما قلت لك بعد سقيً | ومنهم من يرفع فيجعل ما ُضم ُهُ هو ما‬
                       ‫َ‬     ‫َ‬             ‫َْ ا‬      ‫َ‬        ‫ّ‬       ‫َ‬                  ‫لتبي َ‬
                                                                      ‫أَظهَر | وقال ُفَْيل الغنوى‬
                                                                      ‫ّ‬      ‫ط ٌ‬            ‫ْ َ‬
                                                                       ‫____________________‬

‫(0/592)‬
‫ِ‬          ‫ُ ِ ِ‬            ‫% ( وبالس ْ ِ َ ْ ُ َّ ب‬
‫َّهب ميمون النقي ِة قولُه % لملتمس المعروف أَهل ومرحب ) % | أى هذا أهل ومرحب |‬
            ‫ٌ‬
   ‫ٌ‬                           ‫ْ ٌ َْ َ ُ‬
 ‫ْ‬               ‫َ ِ ِ‬
 ‫وقال أبو األسود % ( إذا جئت بوابً له قال م ْ حبً % أَال م ْ حب واديك غير مضيق ) % | فاعرف‬
                             ‫َ‬      ‫َ رَ ٌ‬         ‫َ رَ ا‬        ‫ُ َّ ا‬
                                      ‫ِ‬                     ‫ِ‬           ‫ّ ِ ْ َ َجر‬
     ‫فيما ذكرت لك أن الفعل ي ى فى األسماء على ثالثة مجار فعل مظهَر ال يحسن إضمار ِ ْ ٌ‬
     ‫ُه وفعل‬           ‫َ ٍ ٌْ ُ ْ ٌ َ‬                                                   ‫ُ‬
     ‫ُه فإنه َن‬
     ‫ُه | فأَما الفعل الذى ال يحسن إضمار ّ أ ْ‬
                           ‫َ‬               ‫ّ‬              ‫ٌ‬    ‫مضمر مستعمل إظهار ِ ْ ٌ ُ َ ٌ‬
                                                ‫ُه وفعل مضمر متروك إظهار‬            ‫ٌَ‬       ‫ُ ْ ٌَ‬
                        ‫َّ‬                                    ‫ِ ِْ َ ٍ‬                          ‫ِ‬
                                                 ‫َ طِ ْ‬
      ‫تَنتَهى إلى رجل لم يكن فى ذكر ضرب ولم يخ ُرَ بباله فتقول زيدا | فال بد له من أن تقول له‬
                                                                ‫ْ‬                             ‫ْ َ‬
                                                                    ‫____________________‬

‫(0/692)‬




 ‫اضرب زيدا وتقول له قد ضربت زيدا | أو يكون موضعا يقبح أَن َّى ممن الفعل نحو أَن وقد وما‬
       ‫ْ َْ‬                    ‫ْ يعر‬     ‫َ‬       ‫َ َ‬               ‫َ‬           ‫َ‬         ‫ْ‬
   ‫ِ ِْ َ ٍ‬          ‫ً ٍ‬
   ‫أَشبه ذلك | وأما الموضعُ الذى ُضمر فيه وا ُه مستعمل فنحو قولك زيدا لرجل فى ذكر ضرب‬
                                                 ‫ظهار‬
      ‫ْ‬                             ‫ُ‬   ‫ٌَ‬                   ‫ي ْ َُ‬                ‫ّ‬
            ‫تريد اضرب زيدا | وأَما الموضع ال يستعمل فيه الفعل المتروك إظها ه فمن الباب الذى ذ ِ‬
     ‫ُ كر فيه‬               ‫ر ِ‬       ‫ُ‬       ‫ُ‬                                       ‫ْ‬
          ‫َ‬                                               ‫َ‬       ‫ُ‬       ‫ّ‬
    ‫ى ذلك فيما يستقبل إن شاء اهلل ( هذا باب ما‬
                      ‫َ‬             ‫ُ‬                   ‫ِ ر ُ مر ا ال‬
                                                ‫إياك إلى الباب الذى آخ ُه ذكر حبً وأه ً | وستر‬‫ّ‬
             ‫َْ َ‬    ‫َ‬        ‫ٌ‬             ‫ٌ‬       ‫َّ‬
   ‫يظهَر فيه الفعل وينتصب فيه االسم ) | ألنه مفعول معه ومفعول به كما انتصب نفسه فى قولك‬
                                                             ‫ُ‬           ‫ُ َ‬          ‫َ ْ ُ‬
 ‫َ‬         ‫َ‬      ‫َ َ ِ َ إن‬    ‫ِ‬
 ‫امر ونفسه | وذلك قولك ما صنعت وأَباك ولو تُركت الناقةُ وفَصيلَها لرضعها َّما أردت ما صنعت‬
                                        ‫َّ‬                     ‫ََ ْ َ‬             ‫أَ َ‬
                              ‫ُ‬          ‫ٌ‬     ‫ُ‬            ‫ِ‬
    ‫مع أَبيك ولو تُركت الناقةُ مع فصيلها | فالفصيل مفعول معه واألَب كذلك والواو لم َّر المعنى‬
            ‫ُ تغي‬
                                                              ‫َّها تُعمل فى االسم ما قبلها‬
                                                                                 ‫ولكن ْ ُ‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/792)‬




‫ُ ِ ُ َّ َ‬
‫| ومثل ذلك مازْلت وزيدً حتى فَعل أى ما زلت بزيد حتَّى فَعل فهو مفعول به | ومازلت أَسير والنيل‬
                         ‫ٌ‬          ‫ََ‬              ‫ُ‬           ‫َ‬     ‫ا‬      ‫ِ ُ‬        ‫ُ‬
‫أى مع النيل واستَوى الماء والخشبة أى بالخشبة | وجاء البرد و َّيالسة أى مع َّيالسة | وقال %‬
            ‫الط ِ‬          ‫َ ْ ُ الط ِ َ َ‬         ‫ََ ِ‬
                                                    ‫َ‬          ‫َ ََ َ‬        ‫َ‬
                                                                                   ‫ِّ‬
 ‫( فكَونوا أنتُم وبنى أَبيكم % مكان الكْليتَين من َّحال ) % | وقال % ( وكان واياها ك ّان لم‬
      ‫ّ َ حر َ‬                             ‫ُ َ ْ ِ ِ َ الط ِ‬
                                                                                 ‫ُ‬    ‫ُُ ُ‬
  ‫َ أن‬                                 ‫َّ‬                    ‫َّ َ‬          ‫ِ ْ‬
‫ُفق % عن الماء اذ القاهُ حتّى تقددا ) % | ويدلك على أن االسم ليس على الفعل فى صنعت ّك‬
                                                 ‫ّ‬                                         ‫يِ ْ‬
   ‫لو قلت اقعد وأخوك كان قبيحا حتَّى تقول أنت ألنه قبيح أَن تَعطف على المر ع المضمر | فإذا‬
     ‫ْ ِ ِ‬
           ‫فو ُ َ‬                 ‫ٌ ْ‬           ‫َ‬              ‫ً‬               ‫َ ْ ُْ‬
            ‫َ‬            ‫َ ِ‬
‫قلت ما صنعت أنت ولو تُركت هى فأنت بالخيار إن شئت حملت اآلخر على ما حملت عليه األول‬
‫َّ‬                                                             ‫ْ‬         ‫َ َ‬
                                                          ‫ِ‬
                                                         ‫وان شئت حملتَه على المعنى األول‬
                                                             ‫ّ‬
                                                              ‫____________________‬
‫(0/892)‬




     ‫ُ‬                  ‫َ‬      ‫ال ّ ْ ِ ُ‬          ‫ِ‬
‫( هذا باب معنى الواو فيه كمعناها فى الباب األول ) | إ ّ أنها تَعطف االسم هنا على ماال يكون ما‬
                                                     ‫ّ‬                                ‫ٌ‬
  ‫بعده َّ رّعا على كل حال | وذلك قولك أنت ُك وكل رجل وضيعتُه وما أنت وعبد اهلل وكيف‬
               ‫ُ‬                 ‫َْ‬       ‫ُّ‬      ‫وشأن‬                   ‫ّ‬           ‫إال ف‬
                 ‫َ ٍ‬                                                       ‫ٍ‬
   ‫َ‬                          ‫ِْ ُ‬
  ‫أنت وقَصع ٌ من ثَريد وما ُك وشأن زيد | وقال المخَّل % ( يازبرقان أَخا بنى خلَف % ما أنت‬
                                             ‫ُ َب‬         ‫ُ‬       ‫شأن‬               ‫ْ ة‬
       ‫َّ ْ ُّ‬       ‫ٍ‬              ‫َ ٍْ‬
       ‫ويب أبيك والفخر ) % | وقال جميل % ( وأنت امرؤ من أهل نجد وأهلُنا % تَهام فما النجدى‬
                                               ‫ٌ‬               ‫َ‬               ‫َ ُْ‬        ‫َْ َ‬
                                                                             ‫والمتغور ) %‬
                                                                                  ‫َّ ُ‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/992)‬




                      ‫َّ‬            ‫ِ‬                      ‫َ َ ِ‬
     ‫| وقال % ( وكنت هناك أنت كريم قيس % فما القَيسى بعدك والفخار ) % | وانما فُرق بين هذا‬
                                          ‫ْ ُّ َ‬                                 ‫َ‬
                                ‫ُ‬
                         ‫َ‬            ‫ّ‬            ‫ّ‬         ‫ّ َّ ٌ ّ ُ ٌ‬
      ‫وبين الباب األول ألنه اسم واألول فعل فأُعمل كأَنك قلت فى األول ما صنعت أخاك وهذا محال‬
      ‫ُ ٌ‬
      ‫ِ‬
 ‫ولكن أردت أن أمثَّل لك | ولو قلت ما صنعت مع أخيك وما زلت بعبد اهلل لكان مع أخيك وبعبد اهلل‬
                                      ‫ُ‬               ‫َ‬          ‫َ‬             ‫َ‬         ‫ُ‬      ‫ْ‬
             ‫ِ ُّ امر ٍ‬
  ‫فى موضع نصب | ولو قلت أنت وشأنك كنت كأَنك قلت أنت وشأنك مقرونان وكل ئ وضيعته‬
                                                  ‫َ ّ‬                              ‫ٍ‬
     ‫َْ‬                       ‫ُ َ‬       ‫َ‬                   ‫ُ‬      ‫َ‬
                                        ‫َِ َ‬                                           ‫ِ َّ‬
‫مقرونان ألن الواو فى معنى مع هنا يعمل فيما بعدها ما عمل فيما قبلها من االبتداء والمبتدإ | ومثله‬
                                                              ‫َ‬      ‫ََ‬
                                                        ‫ِ‬                      ‫َ ِن‬
    ‫أنت أَعلَم ومالُك فإَّما أردت أنت َعلم مع مالك | وأنت أعلم وعبد اهلل أى أنت أَعلم مع عبد اهلل |‬
                    ‫ُ‬               ‫ُ‬     ‫َ ُ‬                 ‫أ ُ‬       ‫َ‬                  ‫َ ُ‬
 ‫وان شئت كان على الوجه اآلخر كأنك قلت أنت وعبد اهلل أعلم من غيركما فإن قلت أنت أعلم وعبد‬
                                                                      ‫َ‬
  ‫َ‬                ‫َ‬              ‫َ‬                             ‫ا ِ‬       ‫َ ِ َّ‬
 ‫اهلل فى الوجه اآلخر فإنها أيضً تُعمل فيما بعدها االبتداء كما أعلمت فى ما صنعت وأخاك صنعت‬
                                                                          ‫َّ َ ْ ِ وج‬
                                                      ‫| فعلى أَى الوجهين َّهتَه صار على المبتدإ‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/113)‬




                                                ‫َ‬                  ‫َ‬         ‫ِ‬
‫ألن الواو فى المعنيين جميعاً يعمل فيما بعدها ما عمل فى االسم الذى تَعطفه عليه | وكذلك ما أنت‬
 ‫َ‬                                                                                            ‫ّ‬
‫وعبد اهلل وكيف أنت وعبد اهلل كأَنك قلت ما أنت وما عبد اهلل وأنت تريد أن تح َّر َه أو ترفع أم ه |‬
   ‫ر‬           ‫ق أمر‬                       ‫ُ‬                             ‫ُ‬     ‫َ‬            ‫ُ‬
                                ‫َّ‬
  ‫وكذلك كيف أنت وعبد اهلل وأنت تريد أن تَسأل عن شأنهما ألنك إنما تَعطف بالواو إذا أردت معنى‬
                                                                          ‫ُ‬
   ‫ْ‬     ‫ُ َّ‬         ‫َِ َ‬
  ‫مع على كيف وكيف بمنزلة االبتداء كأَنك قلت وكيف عبد اهلل فعملتْكما عمل االبتداء ألنها ليست‬
                                   ‫َ‬     ‫ُ‬                                       ‫َْ َ‬    ‫ََ‬
‫َّ‬                   ‫َّ‬     ‫ِ‬
 ‫بفعل و ألن ما بعدها ال يكون إال رفعا | يدلك على ذلك قول الشاعر وهو زياد األَعجم ويقال غي هُ‬
  ‫ر‬          ‫ُ‬       ‫ٌ‬                             ‫ّ‬
                                 ‫% ( َّفُِى سويق الكرِم جرم % وما جرم وما ذاك َّويق ) %‬
                                      ‫الس ُ‬          ‫ٌَْ‬         ‫تكل ن َ ِ َ َ ْ َ ٌ‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/013)‬




        ‫ّ‬       ‫َّ َ َ ْ ا‬
 ‫| أالَ ى أنه يريد معنى مع واالسم يعمل فيه ما | ومثل ذلك قول العرب إنك ما وخير تريد إنك مع‬
                                            ‫ُ‬                ‫ُ َ‬       ‫ََ‬             ‫تر‬
 ‫خير | وقال وهو ألبى عنت ة العبسى % ( فَمن يك ِالً عنى فإنى % و جروةَ ال تَرود ال تُعار )‬
    ‫ُ‬     ‫ُو‬             ‫َْ‬
                            ‫ِ‬     ‫ْ َ ُ سائ ّ ِ ّ‬             ‫ّ‬        ‫ر‬                 ‫َ ٍْ‬
      ‫% | فهذا ُّه ينتصب انتصاب إنى وزيدً منطلقان ومعناهن مع ألن إنى هاهنا بمنزلة االبتداء‬
      ‫ِ‬                       ‫ّ ََ ّ ّ‬                 ‫ا‬         ‫َ ّ‬           ‫كل َ‬
          ‫ِ‬                                                          ‫ِ‬      ‫ٍ و ٍ‬
   ‫ليست بِفعل ال اسم بمنزلة الفعل | وكيف أنت وزيد وأنت وشأنك مثالُهما واحد ألن االبتداء وكيف‬
                      ‫ٌ َّ‬            ‫ُ‬          ‫ٌ‬
        ‫ِ‬
 ‫وما أنت يعمْلن فيما كان معناه مع بالرفع فيحسن ويحمل على المبتدإ كما ُحمل على االبتداء | أال‬
                        ‫يَُْ‬                ‫َُُْ‬        ‫َ‬       ‫ََ‬              ‫ََْ َ‬
                 ‫ِ‬
    ‫ى أنك تقول ما أنت وما زيد فيحسن ولو قلت ما صنعت وما زيد لم يحسن ولم يستقم إذا أردت‬ ‫تر ّ‬
    ‫َ‬          ‫ْ‬              ‫ٌ َ‬         ‫َ‬                 ‫ٌ َ ُ‬
             ‫معنى ما صنعت وزيدا ولم يكن ِلتَعمل ما أنت وكيف أنت عمل صنعت وليستا بفعل ولم‬
                    ‫ٍ‬         ‫َ‬      ‫ََ َ‬                  ‫َ‬              ‫ً‬  ‫َ‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/213)‬




        ‫ر‬         ‫َ‬    ‫َ ً َ‬                  ‫َ ّ‬          ‫ِ‬
‫ن َهم أعملوا شيئا من هذا كذا | فإذا نصبت فكأَنك قلت ما صنعت زيدا مثل ضربت زيداً و أيت | ولم‬
                                                                            ‫ً‬            ‫َر‬
     ‫نر شيئاً من هذا ليس بِفعل فُعل به هذا فتُجريهُ م ى الفعل | عموا أن ناسا يقولون كيف أنت‬
                          ‫َّ‬    ‫وز‬        ‫َ ُ جر‬                                          ‫ََ‬
  ‫وزيدً وما أنت وزيدا | وهو قليل فى كالم العرب ولم يحملوا الكالم على ما ال كيف ولكنهم حملوه‬
                     ‫و‬                                                                  ‫ا‬
                                  ‫ر‬                                        ‫ٍ‬        ‫ِ‬
‫على الفعل على شئ لو ظهَر حتَّى َيلفظوا به لم ينقُض ما أ ادوا من المعنى حين حملوا الكالم على‬
                                         ‫َ ْ‬                        ‫َ َ‬
              ‫ُ‬     ‫ا َّ َ‬
‫ما وكيف كأَنه قال كيف تكون أنت وقصع ً من ثريد وما كنت وزيدً ألن كنت وتكون يقعان ها هنا‬
                                  ‫َ‬                 ‫ة‬
                            ‫ّ‬            ‫ُ‬      ‫َ‬                             ‫ِ‬
   ‫كثير ال ينقضان ما تريد من معنى الحديث | فمضى صدر الكالم وكأَنه قد تَكلم بها وان كان لم‬
                                                                                   ‫او َ‬
  ‫َر ُ ّ َ ِ‬      ‫ٍ‬
  ‫َيلفظ بها لوقوعها ههنا كثير | ومن ثَم أنشد بعضهم % ( فما أنا و َّير فى متلَف % يب َّح بالذكر‬
                      ‫َ‬      ‫الس َ‬                       ‫َّ‬        ‫ا‬
                                                                                      ‫ّ بِ‬
                                                                                ‫الضا ِط ) %‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/313)‬
‫| ألنهم يقولون ما كنت هنا كثير ال ينقُض هذا المعنى | وفى كيف معنى يكون ى ما أنت‬
      ‫َ‬       ‫فجر‬                                 ‫ا و َْ ُ‬       ‫َ‬
            ‫َ‬     ‫ُ ِ َجر‬
‫ى ما كنت كما أن كيف على معنى يكون | واذا قال أنت وشأنك فإنما أ ى كالمه على ما هو‬
                                ‫َ‬                                 ‫ّ‬     ‫َ‬       ‫مجر‬
    ‫أ‬       ‫َ ِ َّ‬
    ‫فيه اآلن ال يريد كان ال يكون | وان كان حملَه على هذا ودعاه إليه ٌ قد كان بلغه فإنما ابتدَ‬
                            ‫شئ‬                       ‫ََ‬           ‫ُ‬    ‫و‬
      ‫ِ‬               ‫ِ‬
   ‫وحمله على ما هو فيه اآلن ى على ما يبنى على المبتدإ | ولذلك لم يستعملوا ههنا الفعل من‬
                                                               ‫وجر‬
    ‫َ ْ‬                                            ‫َُْ‬
     ‫كان ويكون ِلما أ ادوا من اإلج اء على ما ذكرت لك | عم أبو الخطّب أنه سمع بعض العرب‬
                ‫َ‬         ‫َ ا َّ‬         ‫وز‬      ‫ُ‬             ‫ِ رِ‬        ‫ر‬       ‫ُ‬
      ‫ٍ ي َ َِ َ‬                 ‫َ َ ٍ‬       ‫ُِ َ ِ‬                         ‫يْ ِ ُ‬   ‫ِ‬
  ‫الموثوق بهم ُنشد هذا البيت نصبا % ( أَتوعدنى بقومك يا ابن حجل % أُشابات ُخالُون العبادا )‬
                                              ‫ْ‬
                             ‫ِ َ‬       ‫ٌ‬   ‫َ ٌَ‬            ‫َ َ ٍ َ ٍْ‬
                      ‫% % ( بما جمعت من حضن وعمر و % وما حضن وعمر و والجيادا ) %‬
                                                                          ‫َّ َ‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/413)‬




  ‫َ َ َ َّ ة‬                      ‫ْ َ ِ‬                          ‫ُْ ِ ُ‬           ‫َّ‬
  ‫| عموا أن ال اعى كان ينشد هذا البيت نصباً % ( أَزمان قومى والجماعةَ كالذى % منع الرحال َ‬
                                                                          ‫ر َ‬           ‫وز‬
                                                                                  ‫َ ِ‬
      ‫أَن تَميل مميالَ ) % | كأَنه قال أَزمان كان قومى والجماعةَ فحملوه على كان | ّها ُ فى هذا‬
              ‫أن تقع‬                                     ‫ْ َ‬          ‫ّ‬              ‫َ‬     ‫ْ‬
 ‫الموضع كثير ال تَنقض ما أ ادوا من المعنى حين يحملون الكالم على ما يرفع فكأَنه إذا قال أزمان‬
 ‫َ‬              ‫ّ‬        ‫َ‬                    ‫َ‬                  ‫ر‬             ‫ًو‬‫ا‬
   ‫قومى كان معناه أزمان كانوا قومى والجماعة كالذى وما كان حضن وعمرو والجيادا | ولو لم يقل‬
                                 ‫َ‬                                       ‫َ‬
   ‫أزمان كان قومى لكان معناه إذا قال أزمان قومى أزمان كان قومى ألنه أمر قد مضى | وأَما أنت‬
         ‫ّ‬            ‫ٌ‬
    ‫وشأ ُك وكل ئ وضيعتُه وأنت أَعلم ورُّك وأَشباهُ ذلك ُّه ر ٌ ال يكون فيه النصب ألنك إنما‬
      ‫ُ َّ ّ‬                    ‫فكل َ فع‬              ‫ُ ب‬                ‫َ‬    ‫ُّ امر ٍ‬ ‫َن‬
                                                        ‫َّ ُ‬                  ‫ْ َِ‬
‫تريد أن تُخبر بالحال التى فيها المحدث عنه فى حال حديثك فقلت أنت اآلن كذلك ولم ترد أن تَجعل‬
                      ‫َ‬        ‫َ‬
                                 ‫ذلك فيما مضى ال فيما يستقبل وليس موضعاً ُستعمل فيه الفعل‬
                                 ‫ُ‬              ‫ي‬                  ‫ُ‬       ‫و‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/513)‬




               ‫ً‬                       ‫َ‬            ‫َ‬           ‫َّ‬             ‫ُ َّ‬
    ‫| وأَما االستفهام فإنهم أجازوا فيه النصب ألنهم يستعملون الفعل فى ذلك الموضع كثير يقولون ما‬
               ‫ا‬                                                                             ‫ّ‬
             ‫َ‬        ‫َّ‬
   ‫كنت وكيف تكون إذا أ ادوا معنى مع | ومن ثَم قالوا َزمان قومى والجماعةَ ألنه موضع يدخل فيه‬
                                            ‫أْ َ‬       ‫َّ‬      ‫ََ‬        ‫ر‬                    ‫َ‬
         ‫َّ‬
‫ى % ( بدا لى أَنى لست‬                    ‫الفعل كثير يقولون أَزمان كان وحين كان | وهذا مشبه بقول ِ‬
 ‫ُ‬          ‫ََ َ‬         ‫صرمة األَنصار ّ‬
                                    ‫َْ‬           ‫ّ‬               ‫َ‬       ‫ْ َ‬           ‫ا‬
                                                                                       ‫ً‬    ‫ُ‬
        ‫ا‬                                             ‫َ َ‬          ‫ٍ ا‬
      ‫مدرك ما مضى % ال سابق شيئً إذا كان جائيا ) % | فجعلوا الكالم على شئ يقع هنا كثير |‬
                                                                            ‫و‬               ‫ُِْ َ‬
‫ومثله قول األَخوص % ( مشائيم ليسوا مصِلحين عشي ةً % ال ناعب إ ّ ببين غرُها ) % | فحملوه‬
                 ‫ُ ْ َ َ ر و ِ ٍ ال َ ٍ ُ اب‬                        ‫َ ُ‬            ‫ْ‬
‫ٍَُْ‬    ‫ِ‬              ‫ٍ‬            ‫ِ‬
                                ‫على ليسوا بمصلحين ولست بمدرك | ومثلُه لعامر بن جوين الطائى‬
                                                                    ‫ُ‬
                                ‫ّ‬                                             ‫ُ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/613)‬




    ‫ْ ّ‬                           ‫َ ِ ُ َْ ْ‬             ‫َ َْ ُ‬      ‫َِ ُ َ ٍ‬
    ‫% ( فلم أَر مثلها خباسة واحد % ونهُنهت نفسى بعد ما كدت أَفعلَه ) % | فحملوه على أَن ألن‬
                                                                              ‫َ‬          ‫َ‬
   ‫الفعل لقبح الكالم إذا‬           ‫ِ‬                  ‫ا‬        ‫َّ‬
                      ‫الشع اء قد يستعملون أَن ههنا مضطرين كثير ( هذا باب منه يضمرون فيه ِ‬
                   ‫َْ‬                   ‫ُ‬    ‫ٌ‬                             ‫ْ‬           ‫رَ َ‬
      ‫شأن‬                ‫ُّ‬   ‫ً ِ َّ‬
   ‫حمل آخ ُه على أوله ) | وذلك قولك مالك وزيدا وما شأ ُك وعمر | فإنما حد الكالم ههنا ما ُك‬
                                      ‫ا‬       ‫ُن‬                                  ‫ّ‬        ‫ِر‬     ‫ُ‬
             ‫ِ‬                                  ‫َِ‬
    ‫وشأن عمر و | فإن حملت الكالم على الكاف المضمر فهو قبيح وان حملتَه على الشأن لم يجز‬
     ‫ْ‬                                                                   ‫َ‬      ‫ْ‬         ‫ُ ٍ‬
                        ‫ِ ّ‬                                             ‫ِ‬
‫ألن الشأن ليس َيلتبس بعبد اهلل إنما َيلتبس به الرجل المضمر فى الشأْن | فال كان ذلك قبيحً حملوه‬
        ‫ا‬                                                         ‫ّ‬
                                          ‫َُ‬       ‫ُ‬                                       ‫َ‬    ‫ّ‬
                   ‫على الفعل فقالوا ما شأْنك وزيدا أى ما شأ ُك وتناولُك زيدا | قال المسكين الدارمى‬
                   ‫ُّ‬       ‫ْ ُ‬                         ‫ْن‬                 ‫ُ‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/713)‬




   ‫% ( فما لك والتلدد حول نجد % وقد غ َّت تِهامةُ بالرجال ) % | وقال % ( وما لكم والفَرط ال‬
      ‫ْ َ‬      ‫ُ‬                     ‫َّ ِ‬            ‫َص ْ‬          ‫ُّ َ َ َ ْ ٍ‬
                                                                          ‫َْ‬      ‫َ‬
        ‫ِ ّ‬                                                  ‫ٍّ ِ ِ‬             ‫ِ‬
  ‫تَقرُونهُ % وقد خْلتُه أَدنى مرد لعاقل ) % | ويدّك أيضاً على قبحه إذا ح مل على الشأن أنك إذا‬
                                                 ‫ل‬                                     ‫َب َ‬
                         ‫ٌ‬                                          ‫َْ ََ‬
   ‫أن الشأن هو الذى‬
           ‫َ‬      ‫ّ‬      ‫ِ‬        ‫الس ِ ً‬        ‫ٌَْ‬     ‫ُ ِْ‬
                       ‫قلت ما شأنك وما عبد اهلل لم يكن كحسن ما جرم وما ذاك َّويق ألنك تُوهم‬
                                                                        ‫ُ‬           ‫ُ‬
                       ‫ُ‬
       ‫َ‬       ‫ِ‬
‫لكالم الناس يسبق إلى‬   ‫ُ ٌِ ِ ٌ‬
                       ‫َيلتبس بزيد وانما َيلتبس شأن الرجل بشأن زيد | ومن أ اد ذلك فهو مْلغز تارك‬
                                           ‫ر‬                        ‫ُ‬            ‫ّ‬
                                                                                         ‫أف ِ ِهم‬
                                                                                           ‫ْئدت‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/813)‬




 ‫| فإذا أَظهر االسم فقال ما شأن عبد اهلل وأخيه يش ِمه فليس إ ّ الجر ألنه قد حسن أن تَحمل الكالم‬
         ‫َِْ‬                    ‫ال ُّ‬        ‫َ ْت ُ‬
                                                             ‫ِ‬
                                                                   ‫ُ‬         ‫َ‬
                                                                                           ‫ِ‬
   ‫ِ‬
  ‫على عبد اهلل ألن المظهَر المجرور ُحمل عليه المجرور | وسمعنا بعض العرب يقول ما شأن عبد‬
                                                       ‫َ ي ُ‬
       ‫ُ‬                                  ‫ُ‬                                    ‫ّ‬
         ‫ُ َّ ْ ِ‬                                                                   ‫ِ‬
‫اهلل والعرب يشتمها | وسمعنا أيضاً من العرب الموثوق بهم من يقول ما ش َن قيس والبر تَسرقُه | لما‬
                         ‫أُ‬          ‫َْ‬
  ‫ّ‬
           ‫ُ‬       ‫َ‬                  ‫َِ ِ‬
         ‫أظهروا االسم حسن عندهم أن يحملوا عليه الكالم اآلخر | فإذا أضمرت فكأَنك قلت ما شأنك‬
                        ‫َ ّ‬                                      ‫َ‬           ‫َ ُ‬
                                                 ‫َ‬
‫َ‬      ‫ٍِْ‬
‫ومالبس ٌ زيدا أو ومالبستُك زيدا فكان أن يكون زيد على فعل وتكون المالبسةُ على الشأن ألن الشأن‬
                                                   ‫ٌ‬                                ‫ة ً‬
‫ّ َِ َ ََ َ‬         ‫َ‬     ‫َ‬                ‫َِ‬
‫معه مالبس ٌ له أحسن من أن يجروا المظهَر على المضمر | فإن أظهرت االسم فى الجر عمل عمل‬
                                                        ‫َ‬         ‫ُ ُْ‬       ‫َ‬       ‫ة‬
       ‫ِ‬                                      ‫ِ‬
  ‫كيف فى الرفع | ومن قال ما أنت وزيدً قال ما شأن عبد اهلل وزيدا | كأَنه قال ما كان شأن عبد اهلل‬
                                                            ‫ا‬                               ‫َْ َ‬
           ‫ُ‬                                     ‫ُ‬                            ‫َْ‬
 ‫وزيدا وحمله على كان ألن كان تقع ههنا | | والر ُ أجود وأكثر فى ما أنت وزيد والجر فى قولك ما‬
                  ‫ٌ‬                    ‫ُ‬    ‫فع‬                      ‫َ ّ‬
                             ‫ٍ‬            ‫ِ‬                                 ‫ٍ‬       ‫ِ‬
                        ‫شأن عبد اهلل وزيد أحسن وأجود كأَنه قال ما شأن عبد اهلل وشأن زيد ومن‬
                                                                ‫ُ‬
                          ‫َ‬      ‫ُ‬             ‫ُ‬                      ‫ُ‬                 ‫ُ‬
                                                              ‫____________________‬

‫(0/913)‬



  ‫ٍ‬                               ‫ٍ‬                      ‫ٍ‬
 ‫نصب فى ما أنت وزيدً أيضاً قال ما لزيد وأخاه كأَنه قال ما لزيد وأخاه كأنه قال ما كان شأن زيد‬
                          ‫ّ‬                                              ‫ا‬
     ‫َ ُ‬
 ‫وأخاه ألنه يقع فى هذا المعنى ههنا فكأَنه قد كان َّم به | ومن ثَم قالوا حسبك وزيدا لما كان فيه‬
           ‫ً ّ‬       ‫ُ‬        ‫َّ‬            ‫تكل‬            ‫ّ‬                        ‫َ‬
                        ‫ِ‬
‫معنى كفاك وقبح أن يحملوه على المضمر نووا الفعل كأَنه قال حسبك ُحسب أخاك هم | وكذلك‬
        ‫در ٌ‬        ‫ُ وي ْ ُ‬            ‫ّ‬          ‫َ ََ ُ‬                  ‫َ‬           ‫َ‬
         ‫َ‬             ‫ِ‬
‫كفيك وقَدك وقَطك | وأما ويالً له وأخاه وويلَه وأباه فانتَصب على معنى الفعل الذى نصبه كأنك قلت‬
                                                       ‫ْ‬             ‫ّ َْ‬      ‫َ َْ‬        ‫َ ُْ‬
 ‫ألزمه اهلل ويله وأباه فانتصب على معنى الفعل الذي نصبه فلما كان كذلك وان كان ال يظهَر حمله‬
   ‫َ ْ ُ َ ََ‬                      ‫ّ‬
      ‫ِ‬
‫على المعنى | وان قلت ويل له وأَباه نصبت ألن فيه ذلك المعنى كما أن حسبك يرتفع باالبتداء وفيه‬
                                                                   ‫َ ٌ‬
                      ‫ُ‬   ‫ّ‬                     ‫َ ّ‬
            ‫ُ‬               ‫َ‬     ‫َ‬      ‫َّ‬
‫معنى كفاك | وهو نحو مررت به وأباه وان كان أَقوى ألنك ذكرت الفعل كأَنك قلت ولقيت أباه | وأما‬
                                             ‫َْ‬             ‫َ‬      ‫ُ‬
‫هذا لك وأباك فقبيح أن تنصب األب ألنه لم يذكر فعال ال حرفا فيه معنى فعل حتى يصير كأنه قد‬
                                        ‫و‬
                                                                                           ‫تكلم بالفعل‬
                                                                     ‫____________________‬

‫(0/103)‬




   ‫ُه ) | وذلك قولك سقياً‬                     ‫ِ‬     ‫ِ ِ‬
                         ‫( هذا باب ما ُنصب من المصادر على إضمار الفعل غير المستعمل إظهار‬
       ‫َ‬                           ‫َ‬                                              ‫يْ َ ُ‬
 ‫وْعيً ونحو قولك خيب ً ودفر وجدعً وعقر وبؤسً وأُ َّ ً وتَُّةً ُعدً وسحقا | ومن ذلك قولك تَعساً وتَبا‬
  ‫ًّ‬      ‫ْ‬                   ‫َ ْ ة َ ً َ ْ ا َ ْ ً ُ ا فة ف وب ْ ا ُ ْ ً‬
                                                                ‫ا‬           ‫ا‬                  ‫َر ا‬
              ‫ٍ ا‬
         ‫ِ ًَْ ْ‬
                                 ‫ِ‬
‫وجوعً وجوسً | ونحو قول ابن ميادةَ % ( تَفاقَد قومى إذ يبيعون مهجتى % بجاريةََ بهر لهم بعدها‬
                                      ‫ُ‬        ‫َ‬          ‫َ‬            ‫َّ‬        ‫ُ‬       ‫ُ ا ُ ا‬
                ‫رِ‬       ‫َ َ‬       ‫َ َ َ َّ ْ‬    ‫ُ َْا‬
                                                 ‫ً‬           ‫ِب‬
          ‫بهر ) % | أى ًّا | وقال % ( ثم قالوا تُحُّها قلت بهر % عدد النجِم والحصى والتُّ اب ) %‬
                                                                      ‫َّ‬             ‫تب‬          ‫َ ْ َا‬
                                                                         ‫____________________‬

‫(0/003)‬
‫| كأَنه قال جهدً أى جهدى ذلك | وانما ينتصب هذا وما أشبهه إذا ذكر مذكور فدعوت له أو عليه‬
            ‫َ‬       ‫ٌ‬          ‫ُ‬                         ‫َ‬              ‫َْ‬      ‫َْا‬
              ‫ُّ‬
      ‫على إضمار الفعل كأَنك قلت سقاك الّه سقيا َعاك اهلل َعيا وخَّبك اهللُ خيبة | فكل هذا وما‬
                    ‫َ َْ ً‬       ‫رْ ً َ ي َ‬        ‫ل َ ً ور‬              ‫ّ‬
                                                                  ‫َ‬
       ‫ُ‬                        ‫ال‬           ‫َّ‬       ‫ُ‬              ‫َّ‬
   ‫أشباهه على هذا ينتصب | وانما اختُزل الفعل ها هنا ألنهم جعلوه بد ً من اللفظ بالفعل كما جعل‬
                                                                                ‫َ‬
                     ‫ِ َ يَ‬             ‫ور‬        ‫َ‬     ‫َّ ٌ‬
 ‫الحذر بدال من احذر | وكذلك هذا كأَنه بدل من سقاك اهللُ َعاك اهللُ ومن خَّبك اهلل | وما جاء منه‬
                                                                              ‫ْ‬            ‫َ ََ‬
‫ال يظهر له فعل فهو على هذا المثال نصب كأَنك جعلت بهر بدال بهَرك اهللُ فهذا تمثيل ال ي َّم به‬
    ‫ٌ و ُتكل‬                   ‫َ َ‬      ‫ا‬
                                        ‫َ ًَْ‬       ‫ٌ ّ‬                           ‫ِ ٌ‬        ‫َ‬
             ‫َ‬                        ‫ا‬             ‫ّ‬     ‫ِ ن‬           ‫َّ‬
‫| ومما يدّك أيضاً على أنه على الفعل ُصب أنك لم تَذكر شيئً من هذه المصادر لتَبنى عليه كالما‬
                                                                                      ‫َّ ل‬
‫كما يبنى على عبد اهلل إذا ابتدأتَه وأَنك لم تجعله َّا على اسم مضمر فى نيتك ولكنه على د ِك‬
 ‫ُ عائ‬               ‫ِّ‬       ‫َ‬
                                    ‫ٍ‬         ‫مبني‬             ‫ّ‬
                                ‫ِ‬
    ‫َّى بالدعاء | ورَّما تركوه استغناء إذا‬
                        ‫ب‬               ‫له أو عليه | وأما ُهم لك بعد سقياً فإنما هو َّنوا المعن‬
                                                 ‫ليبي‬    ‫َْ ّ‬              ‫ّ ذكر‬
        ‫ً‬
                                                         ‫ب‬          ‫ُ َْ َ‬      ‫ََ َ ّ ِ ّ‬
                                           ‫عرف الداعى أنه قد علم من يعنى | ورَّما جاء به على‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/203)‬



‫ِ‬
‫العلم توكيدا فهذا بمنزلة قولك ِك بعد قولك مرحباً يجريان مج ًى واحدا فيما وصفت لك | وقد رفعت‬
                ‫ُ‬             ‫ً‬       ‫َْ َ َ ِ َ ْر‬                ‫بَ‬                       ‫ً‬
    ‫َ‬
 ‫َ ٍ‬                       ‫ُ ٍْ‬
‫الشع اء بعض هذا فجعلوه مبتدأ وجعلوا ما بعده مبنيا عليه | قال أبو زبيد % ( أَقام وأَقوى ذات يوم‬
             ‫َ ْ‬             ‫َ‬                   ‫ّ‬                                        ‫َ‬   ‫رُ‬
                                      ‫ٍ‬
  ‫وخيب ٌ % ألَوِلمن َيْلقَى وشر م َّر ) % | وهذا ٌ رفعه ببيت سمعناه ممن يوثق بعربيته يرويه‬
                                                ‫شبيه‬
        ‫َ‬               ‫َّ‬                                       ‫َ ٌّ ُ يس ُ‬          ‫ّ َْ‬     ‫َ ْ َة‬
 ‫لقومه قال % ( عذيرك من موًى إذا ِمت لم ينم % يقول الخنا أو تَعتَريك زنا ِ ُه ) % | فلم يحمل‬
      ‫َ‬           ‫ْ ِ َ َ بر‬          ‫ُ ََ‬          ‫ن ْ َ ََ ْ‬      ‫َْل‬        ‫َِ ُ َ‬
                                   ‫ُر‬        ‫ل‬          ‫َّ ُ ُ ّ‬             ‫ّ‬          ‫ِ‬
                                   ‫الكالم على اعذرنى ولكنه قال إنما عذرك أياى من موّى هذا أم ه‬
                                                                                      ‫ْ‬        ‫َ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/303)‬




        ‫| ومثله قول الشاعر % ( أَهاجيتُم حسان عند ذ ِه % فَغى ألَ الد الحماس طويل ) % | وفيه‬
                       ‫َ ٌّ و ِ ِ ِ َ ُ‬             ‫َ كائ‬     ‫َْ ُ َ ّ َ‬
           ‫رِ‬         ‫ّ ِ ّ‬                  ‫ِ‬
 ‫المعنى الذى يكون فى المنصوب كما أن قولك حمةُ اهلل عليه فيه معنى الدعاء كأنه قال َ حمهُ اهللُ‬
                                                      ‫ّ َ ر‬                       ‫ُ‬
            ‫ْ ا َ ْ َ ال‬                   ‫ُْ َ‬        ‫ِ مجر َ ِ ِ‬
      ‫( هذا باب ما ى من األسماء ى المصادر التى يدعى بها ) | وذلك قولك تُربً وجند ً وما‬
                                                                                  ‫جر‬
‫ها فى الباب األول كأَنه قال َْلزمك‬
     ‫أَ‬                 ‫ّ‬          ‫ها ههنا كتفسير‬  ‫ِأشبه هذا | فإن أدخلت لك فقلت تُرباً لك فإن تفسير‬
                                                           ‫ِّ‬       ‫َ ْ‬     ‫َ ََ‬      ‫ِ‬
‫اهللُ وأَطعمك اهللُ تُربا وجندال وما ِأشبه هذا من الفعل واختزل‬
                                                                      ‫ً‬      ‫ً‬             ‫َ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/403)‬




                             ‫َََ‬      ‫ُ ِْ َ‬           ‫َِ ْ‬
 ‫الفعل ها هنا َّهم جعلوه بدال من قولك تَربت يداك وجندلت | وقد رفعه بعض العرب فجعله مبتدَ‬
 ‫أ‬                                                                    ‫ً‬           ‫ألن‬        ‫ُ‬
     ‫ِ ُ ِ ََْ ُ‬         ‫ْ ٌ‬      ‫ِ‬
‫ًّا عليه ما بعده قال الشاعر % ( لقد أَلَب الواشون أَْلبً لبينهم % فتُرب ألَفواه الوشاة وجندل ) %‬
                                 ‫ا َْ ْ‬                 ‫َ‬                                      ‫مبني‬
   ‫| وفيه ذلك المعنى الذى فى المنصوب كما كان ذلك فى األول | ومن ذلك قول العرب فاها لفيك‬
   ‫َ‬     ‫َ َ‬                        ‫ّ‬
   ‫ْ‬                                                             ‫ْ‬            ‫َّ ِ‬
 ‫وانما تريد فا الداهية كأَنه قال تُرباً لفيك فصار بدال من اللفظ بالفعل وأََضمر له كما أَضمر للتُرب‬
                        ‫َ‬
                                     ‫ِ‬                                                     ‫ِ‬
  ‫والجندل فصار بدال من اللفظ بقوله دهاك اهللُ | وقال أبو سد ةَ الهُجمى % ( تَ َّب هواس وَقَبل‬
  ‫حس َ َ َّ ٌ أ ْ َ‬          ‫ْر َ‬
                                                               ‫ِ‬       ‫ٍ‬        ‫ٍْ‬
                                                       ‫أَننى % بها مفتَد من واحد ال أُغام ُه ) %‬
                                                            ‫رْ‬                     ‫ُ‬             ‫ّ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/503)‬




    ‫| فقلت له فاها لفيك فإنها % قلوص ام ِئ قاريك ما أنت حاذ ُه ) % | ُّك على أنه يريد به‬
                          ‫ويدل‬        ‫ِر‬              ‫َ ُ ْرٍ ِ َ‬                ‫َ ّ‬           ‫ُ‬
                                 ‫َ ِ‬       ‫َ ِ‬      ‫ٍ‬
‫الداهيةَ قولُه وهو عامر بن األحوص % ( وداهية من دواهى المنون % تَْه ُها الناس ال فَالَها ) %‬
                       ‫رَ ب‬
                   ‫ُ‬                                                                             ‫َ‬
 ‫| فجعل للداهية فَما حدثنا بذلك من يوثق به ( هذا باب ما أ ى م ى المصادر المدعو بها من‬
            ‫َ ْ ُ َّ‬       ‫ُجر ُ جر َ‬                           ‫ُ‬                 ‫ً ّ‬
                               ‫الصفات | وذلك قولك هنِيئاً مريً كأَنك قلت ثَبت لك هنيئاً مريئً وهنأَه‬
                                   ‫َ َ ا َ‬             ‫ََ‬        ‫َ َِ ا ّ‬
                                                                    ‫____________________‬

‫(0/603)‬




              ‫ََ َ‬         ‫ا ّ‬        ‫ا‬      ‫ٌ َ‬        ‫ًأ‬
                                                         ‫ا‬           ‫ّ َ‬             ‫َ ا َّ‬
       ‫ذلك هنيئً | وانما نصبتَه ألنه ذكر لك خير ًصابه رجل فقلت هنيئً مريئً كأَنك قلت ثَبت ذلك له‬
  ‫هنيئا مريئاً أو هنأه ذلك هنيئاً فاختُزل الفعل ألنه صار بدال من اللفظ بقولك هنأَك | ُّك على أنه‬
    ‫َّ‬          ‫ويدل‬    ‫ََ‬                    ‫ً‬          ‫ُ‬     ‫َِ‬                            ‫ً‬
                     ‫ٍ ِ َ ِ‬
‫على إضمار هنأَك ذلك هنيئاً قول الشاعر وهو األخطل % ( إلى إمام تُغادينا فواضلُه % أَظف َهَ اهللُ‬
       ‫ْ َر‬                                                        ‫ُ‬
         ‫فْليه ِئ له َّفَر ) % | كأَنه إذا قال هنيئاً له َّفر فقد قال ليه ِئ له الظفر واذا قال ِئ له‬
            ‫ليهن ْ‬          ‫ُ‬         ‫َ ْن ْ‬     ‫الظ ُ‬                  ‫ّ‬           ‫َ َ ْن ْ الظ ُ‬
 ‫َّفر فقد قال هنيئا له َّفر فكل واحد منهما بدل من صاحبه فلذلك اختَزلوا الفعل هنا كما اختزلوه‬
                      ‫َ‬     ‫ََ‬                    ‫ٌ‬               ‫ُّ‬
                                                                       ‫ً الظ ُ‬               ‫الظ ُ‬
‫فى قولهم الحذر | فالظفر والهَنء عمل فيهما الفعل و َّفر بمنزلة االسم فى قوله هنأهُ ذلك حين مثّل‬
   ‫ُ‬             ‫َ‬                      ‫ُ الظ ُ‬            ‫ْ ُ َِ َ‬    ‫ُ‬         ‫َ ََ‬
                                                                            ‫وكذلك قول الشاعر‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/703)‬



                                                 ‫ِ‬               ‫ِ ُ ِ ب‬
           ‫جر‬                   ‫ْ ِ َ َّ ُ‬
      ‫% ( هنيئً ألَرباب البيوت ُيوتهم % وللعزب المسكين ما يتلمس ) % ( هذا باب ما ى من‬
                                                       ‫ََ‬                     ‫َ ا‬
                                 ‫َّ‬          ‫ُ َ َ ِ َ ْ ُ َّ‬        ‫ِ َ جر‬
      ‫المصادر المضافة م ى المصادر المفردة المدعو بها ) | وانما أُضيفت ليكون المضاف فيها‬
           ‫ُ‬      ‫َ‬                                                                 ‫َ‬
  ‫بمنزلته فى الالم إذا قلت سقياً لك َّن من تَعنى | وذلك وْيلك وويحك وويسك وويبك | ال يجوز‬
         ‫َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َْ َ و‬                   ‫لتبي‬   ‫َْ‬
                      ‫ن و‬            ‫ِ‬
 ‫سقيك إنما تُ ِى ذا كما أَجرت العرب | ومثل ذلك عددتُك وكْلتُك ووزُتك ال تقول وهبتُك َّهم لم‬
      ‫َ ْ ألن‬                                     ‫ُ‬                          ‫جر‬         ‫َ َْ َ‬
                                            ‫َ‬             ‫ُ‬
    ‫يعدوه | ولكن وهبت لك | وهذا حرف ال ي َّم به مفردا إ ّ أن يكون على وْيلك وهو قولك وْيلك‬
      ‫ََ‬             ‫ََ‬                 ‫َ ال‬        ‫ٌ ُتكل‬                ‫ُ‬    ‫ْ‬          ‫ُ َّ‬
‫ُه من المصادر فى‬        ‫ِ‬          ‫ِ‬
                ‫وعولَك ال يجوز عولَك ( هذا باب ما ينتصب على إضمار الفعل المتروك إظهار‬
                                                                                   ‫َْ و‬
         ‫َ‬                                              ‫َ‬                ‫َْ‬
                                  ‫َ ْ ا ُ ْ ً ُْ ً َ َ ْ َ ُ‬
                                              ‫ا‬       ‫ا‬                              ‫ُّ‬
                     ‫غير الدعاء ) | من ذلك قولك حمدً وشكر ال كفر وعجبا وأَفعل ذلك وك امةً‬
                         ‫َر‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/803)‬




  ‫ً ّ‬          ‫ورْ ً‬    ‫و َ ْ ً و َ ًّ و َ ّ‬         ‫َ َ ر ون ْ َ َ َ ْ ٍ ُ ّ َ َ َ ْ ٍ و ْ َ ُ‬
‫ومس َّةً ُعمة عين وحباً ونعام عين ال أَفعل ذاك ال كيدا ال هما ألََفعلن ذاك َغما وهوانا | فإنما‬
  ‫َْ ُ ََ‬            ‫ُ ْ ا َّ‬
‫ينتصب هذا على إضمار الفعل كأَنك قلت أَحمد اهلل حمدا وأَشكر اهلل شكر وكأَنك قلت أَعجب عجبا‬
                                                ‫ْ َُ‬                                            ‫َ‬
    ‫َّ‬             ‫َِ‬                ‫ْ ِ ُ َ ر ة ُ ُّ َ َ ر و أ ُ َ ْ و ُ ُّ َ ّ ا ُرِ ُ رْ‬
  ‫وأُكرمك ك ام ً وأَسرك مس ّةً ال َكاد كيدا ال أَهم همً وأ ْغمك َغماً | واّما اختُزل الفعل ههنا ألنهم‬
             ‫ُ‬              ‫ن‬
  ‫ْ َُ‬             ‫َْ ً‬                  ‫ُّ‬
  ‫جعلوا هذا بدال من اللفظ بالفعل كما فعلوا ذلك فى باب الدعاء | ك َن قولك حمدا فى موضع أَحمد‬
                                ‫أّ‬                                                    ‫ً‬
    ‫اهلل وقولك عجبً منه فى موضع أَعجب منه وقولَه ال كيدً فى موضع ال أَكاد ال أَهم | وقد جاء‬
                ‫ُ و ُ ُّ‬     ‫و‬             ‫و َْ ا‬          ‫َْ ُ‬              ‫ََا‬
      ‫َ ً‬             ‫يْ ِ ُ‬
 ‫بعض هذا رفعا يبتدأُ ثم ُبنى عليه | عم يونس أن رؤبة بن العجاج كان ُنشد هذا البيت رفعا وهو‬
                                 ‫َ َ ّ ِ‬         ‫ُ ّ‬      ‫وز‬        ‫ّ يَ‬    ‫ًُ‬         ‫ُ‬
‫لبعض مذحج وهو هن ُّ بن أَحمر الكنانى % ( عجب ِلتْلك قضي ً واقامتى % فيكم على تلك القضية‬
 ‫ِّ‬                 ‫ْ‬              ‫َ َ ٌ َ َ ِ ّة‬            ‫ِ‬
                                                                ‫َ‬      ‫ُ َئ‬    ‫َ ٍِ‬
            ‫ُ ُ ِ‬
 ‫َعجب ) % | وسمعنا بعض العرب الموثوق به يقال له كيف أَصبحت ؟ فيقول حمد اهلل وثناء عليه‬
      ‫ٌ‬                        ‫َ‬                     ‫َ‬            ‫َ‬                   ‫أَْ ُ‬
                                       ‫َمر‬      ‫ُ ّ‬               ‫ّ‬     ‫ٍَ‬           ‫َّ َ‬
                                      ‫كأَنه يحمله على مضمر فى نيته هو المظهَر كأَنه يقول أ ى‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/903)‬
‫وشأنى حمد اهلل وثناء عليه | ولو نصب لكان الذى فى نفسه الفعل ولم يكن مبتدأ ليبنى عليه ال‬
    ‫و‬         ‫ً َُْ‬             ‫َ‬                         ‫َ َ َ‬          ‫ٌ‬       ‫ُ‬
                                              ‫ُ ٍ‬                        ‫ٍ‬
 ‫ليكون ًّا على شئ هو ما أَظهَر | وهذا مثل بيت سمعناه من بعض العرب الموثوق به يرويه %‬
                                                                                   ‫َ مبني‬
        ‫َ‬                                                       ‫ْ َ‬
               ‫ِ ْ ِ َّ‬           ‫ِّ ِ ُ‬     ‫َ ٍََ ْ َ‬
  ‫( فقالت حنان ما أَتى بك ههنا % أَذو نسب أَم أنت بالحى عارف ) % | لم تُرد حن ولكنها قالت‬
                                                                                ‫َ ٌ‬
                    ‫َّ‬
   ‫أمرنا حنان أو ما يصيبنا حنان وفى هذا المعنى كّه معنى النصب | ومثلُه فى أنه على االبتداء‬
                                              ‫ل‬                     ‫ٌ‬              ‫ُ َ ٌ‬
  ‫ا‬
  ‫ً‬                     ‫ُ‬                       ‫ر‬                   ‫َّ‬ ‫ّ‬      ‫ٍ‬      ‫ِ‬
  ‫وليس على فعل قولُه عز وجل ! 2 < قالوا معذ ة إلى ربكم > 2 ! | لم يريدوا أن يعتذروا اعتذار‬
                  ‫َ‬
   ‫مستأنفً من أمر ِليموا عليه ولكنهم قيل لهم ِلم تَعظُون قوماً ؟ قالوا موعظتُنا معذرٌ إلَى ربكم | ولو‬
          ‫َ َّ ُ‬   ‫َ ْ ِ َة‬   ‫ِ‬
                                ‫َْ‬           ‫َ َْ‬
                                                    ‫ِ‬
                                                        ‫َ‬             ‫َّ‬          ‫ٍ ُ‬          ‫َا‬
                                ‫ً ََ َ َ‬                                        ‫ر‬       ‫ٍ‬
                                ‫قال رجل لرجل معذ ةً إلى اهلل واليك من كذا وكذا يريد اعتذار لنصب‬
                                       ‫ا‬                                                     ‫ٌ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/123)‬




 ‫| ومثل ذلك قول الشاعر % ( يشكو إلى جمِلى ُول الس َى % صبر جميل فكالنا مبتَلَى ) % |‬
            ‫ُْ‬     ‫ِ‬
                         ‫ٌَ َ‬        ‫َّ َ َ ط َ ُّر‬        ‫َْ‬                ‫ُ‬
 ‫والنصب أكثر وأجود ألنه يأم ه | ومثَل الرفع ! 2 < فصبر جميل واهلل المستعان > 2 ! كأنه يقول‬
                                                      ‫ر َ ُ‬                         ‫ُ‬
   ‫ُه وترك إظها ه‬
   ‫ر‬       ‫ُ‬    ‫األمر صبر جميل | والذى يرفَ ُ عليه حنان وصبر وما أشبه ذلك ال يستعمل إظهار‬
                           ‫ُ‬                 ‫ٌ‬    ‫َ ٌ‬       ‫ُْ ع‬           ‫ٌ‬      ‫ٌ‬ ‫ُ‬
                                                                                ‫ِ‬
  ‫كترك إظهار ما ينصب فيه | ومثلُه قول بعض العرب من أنت زيد أى من أنت كالمك زيد فتركوا‬
         ‫ٌ‬                     ‫َْ َ ٌ‬                                                ‫ِ‬
              ‫ُ‬                                                       ‫ُْ َ ُ‬
‫ى مثله إن‬                                           ‫و َّ‬
    ‫إظهار ال افع كترك إظهار الناصب ألن فيه ذلك المعنى وكان بدال من اللفظ بالفعل وسنر َ‬
                                                                            ‫َ ر‬
                                                                                ‫شاء اهلل‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/023)‬




  ‫ُ ُ َ ْ‬            ‫َّ‬
 ‫ُه ) | ولكنها مصادر وضعت‬    ‫( هذا باب أيضً من المصادر ينتصب بإضمار الفعل المتروك إظهار‬
                                                                ‫َ‬                ‫ا‬     ‫ٌ‬
 ‫موضعا واحدا ال تَتصرف فى الكالم تصرف ما ذكرنا من المصادر | وتصرفُها أنها تَقَعُ فى موضع‬
                   ‫ّ‬      ‫ُّ‬                         ‫ُّ َ‬               ‫َّ ُ‬             ‫ً‬
        ‫ال‬                     ‫َ ِ‬       ‫ِ‬
 ‫الجر والرفع وتدخلُها األلف والالم | وذلك قولك سبحان اهلل ومعاذ اهلل وريحانه وعمرك اهلل إ ّ فعلت‬
                                                                      ‫ُ‬                      ‫َّ‬
  ‫َ‬              ‫َْ َ َ َْ‬           ‫َ‬       ‫ُْ َ‬
    ‫وقعدك اهلل َّ فعلت كأَنه حيث قال سبحان اهلل قال تسبيحً وحيث قال وريحانه قال و ِر اقً ألن‬
    ‫است ْ ز ا َّ‬        ‫َ‬               ‫ا‬          ‫ِ‬
                                                      ‫ُْ َ‬               ‫َ ّ‬       ‫إال‬      ‫ِ َ‬
 ‫َ‬                  ‫ز‬           ‫ِ ُُ‬                   ‫َب ُ‬           ‫َ َ‬     ‫َّ ْ ِ َّ ْ ُ‬
‫معنى الريحان الرزق | فَنصب هذا على أُسَّح اهلل تسبيحا وأَستْرزقَ اهلل استر اقا فهذا بمنزلة سبحان‬
‫َ ِ‬                ‫ّ‬               ‫أ‬      ‫ُسب‬                  ‫َّ ٌ‬        ‫ُ‬     ‫ِ ْ َ ُِ َ‬
‫اهلل وريحانه وخزل الفعل ههنا ألنه بدل من اللفظ بقوله أ َّحك وَسترزقُك | وكأَنه حيث قال معاذ اهلل‬
‫ُ ِ‬                           ‫ِ ً ِ‬
      ‫ُ‬                    ‫ي ْ ُِ‬
‫قال عياذا باهلل | وعياذا انتَصب على أَعوذ باهلل عياذا ولكنهم لم ُظهروا الفعل ههنا كما لم يظهر فى‬
                                                                         ‫ً‬
                     ‫َ‬                 ‫َّ‬             ‫ِْ‬
     ‫الذى قبله | وكأَنه حيث قال عمرك اهلل وقعدك اهلل | قال عمرتُك اهلل بمنزلة نشدتُك اهلل فصارت‬
                                                                  ‫َ َْ‬         ‫ّ‬
       ‫َّ‬            ‫َ ْ ا َّ َ‬
     ‫عمرك اهلل منصوب ً بعمرتُك اهلل كأَنك قلت عمرتُك عمر ونشدتك نشدً ولكنهم خزلوا الفعل ألنهم‬
                                          ‫َ ا‬     ‫َ ّ‬                   ‫ة َّ‬               ‫َ َْ‬
                                                                        ‫جعلوه بدال من اللفظ به‬
                                                                                    ‫ً‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/223)‬




        ‫ِ َْ‬            ‫َ‬     ‫َّ‬
                                          ‫ِ‬              ‫ال َ ْ ِ‬         ‫َّ ِ‬
 ‫| قال الشاعر % ( عمرتك اهلل إ ّ ما ذكرت لنا % هل كنت جارتَنا أَيام ذى سلَِم ) % | فقعدك اهلل‬
                   ‫َ َْ‬           ‫ِ َْ‬                           ‫ِ‬
    ‫ى وان لم يكن له فعل | وكأَن قوله عمرك اهلل وقعدك اهلل بمنزلة نشدك اهلل وان لم‬  ‫ي ى هذا المجر‬‫َجر‬
                                              ‫َ َْ‬     ‫ّ‬       ‫ْ‬
    ‫ي َّم بنشدك اهلل ولكن عم الخليل حمه اهلل أن هذا تمثيل يمثَّل به | قال الشاعر ابن أحمر % (‬
            ‫َ‬                               ‫ٌ‬        ‫ّ‬         ‫ر‬           ‫ز‬             ‫ُتكل َ ْ َ‬
                                               ‫بَ ِ‬                 ‫ِ‬          ‫َ َ ِن‬
          ‫عمرتُك اهلل الجليل فإّنى % أَْلوى عليك لَو أن لَُّك يهتَدى ) % | والمصدر النشدان و َّشدةُ‬
             ‫ُ َّ ُ الن َ‬                                                                     ‫َ َّ َ‬
                                                 ‫َْ‬    ‫َ َ ّ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/323)‬




 ‫| وهذا ذكر معنى سبحان واَّما ذكر َّن لك وجهُ نص ِه وما ِأشبهه | عم أبو الخ ّاب أن سبحان‬
 ‫ّ ُْ َ‬         ‫َط‬         ‫ز‬               ‫ب‬              ‫ُ َ ن ُ ليبي‬                     ‫ُ‬
                   ‫وز َّ َ‬                                        ‫الس ِ َّ‬        ‫ِ‬
‫اهلل كقولك ب َاءةَ اهلل من ُّوء كأَنه يقول َّئُ ب اءةَ اهلل من ُّوء | عم أن مثله قول الشاعر وهو‬
                                     ‫الس‬          ‫أبر ر‬                                        ‫ِ‬
              ‫ُ‬                                                                       ‫َر َ‬
  ‫ّ ُ‬                ‫ر‬              ‫ِِ‬             ‫ِ‬
  ‫األعشى % ( أَقول لم جاءنى فخ ُه % سبحان من عْلقَمةَ الفاخر ) % | أى ب اءةً منه | وأما ترك‬
                                           ‫ُْ َ َ ْ َ َ‬          ‫ُ َّ َ َ ْ ر‬
            ‫َ‬                  ‫ُ‬       ‫ً‬                                        ‫ُْ َ ِ‬
 ‫التنوين فى سبحان فإنما تُرك صرفُهُ ألنه صار عندهم معرفة وانتصابه كانتصاب الحمد هلل | عم‬
   ‫وز‬
‫أبو الخ ّاب َن مثَله قولُك للرجل سالماً تريد ُّماً منك كما قلت ب اءةً منك تريد ال أَْلتَبس بشئ من‬
    ‫ٍ‬     ‫ُ‬                   ‫رَ‬                  ‫تسل‬          ‫َ‬                 ‫َط أ ّ َ‬
                                                                      ‫أمرك | عم أن أبا ربيعةَ كان‬
                                                                                     ‫وز ّ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/423)‬




‫يقول إذا لقيت فالنا فُقل له سالماً | عم أنه سأَله ففَس َه له بمعنى ب اءةً منك | عم أن هذه اآلية !‬
            ‫وز ّ‬              ‫ر‬            ‫َّر‬              ‫فز‬      ‫َ‬      ‫ْ‬        ‫َ‬
        ‫َِ‬
       ‫2 < واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سالما > 2 ! بمنزلة ذلك ألن االية فيما َعم مكي ٌ ولم يؤمر‬
                ‫ز ّ ّة‬         ‫ّ ََ‬
‫المسلمون يومئذ أن يسلَّموا على المشركين ولكنه على قولك ب اءة منكم وتسلُّما ال خير بيننا وبينكم‬
                 ‫َ‬                     ‫ر‬             ‫ّ‬
       ‫َِ‬     ‫ّ َ ٍ‬
‫ال شر | عم أن قول الشاعر وهو أُميةُ بن أبى الصْلت % ( سالمك رَّنا فى كل فجر % بريئاً ما‬
                             ‫َ َ ب‬              ‫َّ‬          ‫ّ‬                ‫و َّ وز ّ َ‬
    ‫ا‬                                   ‫ُّ‬         ‫ّ‬      ‫ب‬     ‫ر‬                        ‫َ َّ َ ُّ‬
‫تَغنثُك الذموم ) % | على قوله ب اءتَك رَّنا من كل سوء | فكل هذا ينتصب انتصاب حمدً وشكر إ ّ‬
‫َ ا ُ ْ ً ال‬                      ‫َ‬                                                   ‫ُ‬
      ‫أن هذا يتصرف وذاك ال يتصرف | ونظير سبحان اهلل فى البناء من المصادر و ى ال فى‬
             ‫المجر‬                             ‫ُْ َ‬              ‫َ ّ‬          ‫َ ّ‬       ‫َّ‬
           ‫المعنى غف ان ألن بعض العرب يقول غف انك ال كف انك يريد استغفار ال كفر | ومثل هذا‬
                      ‫ا‬
                      ‫ا ُْ ً‬ ‫ً‬             ‫ُ ْرَ‬     ‫ُ ْرَ‬                ‫ُ ْر َ ّ‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/523)‬




‫قوله جل ثناؤه ! 2 < ويقولون حجر محجور > 2 ! أى ح امً محرما يريد به الب اءةَ من األمر َّد‬
‫ويبع ُ‬               ‫ر‬             ‫َ ر ا َّ‬                  ‫ا‬       ‫ا‬                         ‫ّ‬
   ‫عن نفسه أمر فكانه قال أُحرم ذلك ح اما محرما | ومثل ذلك أن يقول الرجل للرجل أتَفعل كذا وكذا‬
                           ‫ُ‬                               ‫َ ر ً َّ‬       ‫َ َّ ُ‬         ‫ا‬
                                                                                         ‫ً‬
                ‫ُِ ْ َ‬                                                         ‫ِ ا ر‬     ‫ُ ِ ً‬
     ‫؟ فيقول حجر أى ستْر وب اءةً من هذا | فهذا ينتصب على إضمار الفعل ولم يرد أن يجعله مبتدأ‬
                                                          ‫َ‬                              ‫ا‬
     ‫رِ‬                                                ‫َّ‬            ‫ٍَ‬
     ‫خب ه بعده ال ًّا على اسم مضمر | واعلم أن من العرب من يرفع سالما إذا أ اد معنى المبا أة‬
                    ‫ر‬                                                                ‫و مبني‬      ‫ر‬
                                     ‫َ‬
   ‫كما رفعوا حنان | سمعنا بعض العرب يقول لرجل ال تكونن منى فى شئ َّ سالم بسالم أى ى‬
     ‫أمر‬      ‫ٍ‬
                 ‫ٍ إال ٌ َ‬              ‫َّ َّ‬       ‫ٍ‬                     ‫َ‬             ‫َ ٌ‬
 ‫و َّ‬                   ‫َّ‬
‫وأمرك المبا أةُ والمتاركةُ | وتركوا لفظ ما يرفعُ كما تركوا فيه لفظ ما ينصب ألن فيه ذلك المعنى ألنه‬
                                  ‫َ َ‬                            ‫َ‬                         ‫ر‬     ‫ُ‬
  ‫بمنزلة لفظك بالفعل | وقد جاء سبحان منونا مفردا فى الشعر قال الشاعر وهو أُميةُ بن أبى الصلت‬
                    ‫ّ‬                              ‫َ ً‬         ‫ُ ْ َ َّ‬                      ‫ِ‬
                              ‫ُ‬
                                       ‫َ ب َ ُ ِ ُّ ُ ُ ُ‬
                                  ‫% ( سبحانه ثم سبحانً يعود له % وقْبلَنا سَّح الجودى والجمد ) %‬
                                                                   ‫َ‬        ‫ُْ ا َ ُ‬        ‫ُ َ‬
                                                                        ‫____________________‬

‫(0/623)‬



         ‫ِ‬                          ‫ِ ُّ و ِ‬     ‫َ َّ‬     ‫ُّ‬                        ‫ِ ا‬
     ‫شبهه بقولهم حجر وسالما | وأما سبوحاً قُدوساً رب المالئكة والر ح فليس بمنزلة سبحان اهلل ألن‬
     ‫ّ‬        ‫ُ َ‬                                              ‫ّ ُّ ُ‬           ‫ًْ َ‬           ‫ّ‬
                           ‫َّ َ َ َ‬                                        ‫السّو َ ّ َ ٌ َّ‬
  ‫ُّب ح والقُدوس اسم ولكنه على قوله أَذكر سُّوحا قُدوسا | وذاك أنه خطر على باله أو ذك ه ذاكر‬
   ‫َر ٌ‬                                      ‫ْ ُ ُب ً ّ ً‬
                 ‫ٍ‬
  ‫فقال سُّحوحً أى ذكرت سبوحً كما تقول أهل ذاك إذا سمعت الرجل ذكر الرجل بثناء أو بذم كأَنه‬
                                                                      ‫َ ُّ ا‬            ‫ُب ا‬
    ‫ّ ّ‬              ‫َ‬       ‫َ َ ََ‬        ‫َ‬            ‫ُ َ‬
              ‫ُُ‬                                             ‫ُ‬               ‫َّ‬
   ‫قال ذكرت أهل ذاك ألنه حيث ى ذكر الرجل فى منطقة صار عنده بمنزلة قوله أَذكر فالنا أو‬
                                                                  ‫جر‬                  ‫َ َ‬
  ‫ِ ً َ‬                                    ‫ِ ُ‬        ‫ِ ً‬                        ‫َّ‬
  ‫ذكرت فالنا | كما أنه حيث أَنشد ثم قال صادقا صار اإلنشاد عنده بمنزلة قال ثم قال صادقا وأهل‬
                       ‫ََ‬                                           ‫ُ ْ ََ‬                   ‫َ‬
                               ‫َّ‬                       ‫ِ‬              ‫ِ‬
  ‫ذاك فحملَه على الفعل متابعاً للقائل والذاكر | فكذلك سُّوحً قُدوسا كأَن نفسه صارت بمنزلة الرجل‬
                          ‫َ‬           ‫ُب ا ّ‬
                        ‫َ ُب‬            ‫ّ‬     ‫سب‬                                  ‫ِِ‬
   ‫الذاكر والمنشد حيث خطر على باله الذكر ثم قال ُّوحا قُدوسا أى ذكرت سُّوحا متا ِعاً لها فيما‬
               ‫ب‬                                         ‫ُ‬
                  ‫سب‬                              ‫َ َّ‬
‫ذكرت وخطر على بالها | وخزلوا الفعل ألن هذا الكالم صار عندهم بدال من َّحت كما كان م ْ حبا‬
   ‫َر‬                                                           ‫ََ‬              ‫َ‬     ‫َ‬
‫ُّ و‬             ‫ُ ُ ُّوٌ ُّ ٌ َ َّ‬      ‫َ‬                  ‫ِ ْ‬
   ‫بدال من رحبت بالدك وأَهلَت | ومن العرب من يرفع فيقول سب ح قُدوس رب المالئكة والر ح كما‬
                                                                            ‫ُ‬   ‫َ َُ‬
           ‫ُ‬      ‫ا‬                ‫َ تكل‬                              ‫ٌ ِ‬
 ‫قال أهل ذاك وصادق واهلل | وكل هذا على ما سمعنا العرب تَ َّم به رفعا ونصبً | ومثل ذلك خير‬
                                                            ‫ُّ‬                       ‫ُ‬
 ‫َ ُْ‬
                ‫ٍ‬             ‫ٍ‬           ‫ٍ ُجر ُ جر‬  ‫ٍ‬        ‫ُ َّ‬         ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
                ‫ما رد فى أهل ومال وخير ما رد فى أهل ومال أ ى م ى خير مقدم وخير مقدم‬    ‫ُ َّ‬
                       ‫ُ‬           ‫َ‬                                   ‫َ َْ‬
                                                                       ‫____________________‬

‫(0/723)‬




‫ََ ا‬
‫ُّب قولُك كرمً‬  ‫ه ولكنه فى معنى التعج ِ‬             ‫ِ‬
                                 ‫| ومما ينتصب فيه المصدر على إضمار الفعل المتروك إظهار َّ‬          ‫َ‬
                                        ‫ُ‬                                 ‫ُ‬
                             ‫َ‬       ‫ََ‬         ‫ََ ا ِ ْ َ ََ‬          ‫َ‬          ‫ََ‬          ‫َ َ َّ‬
       ‫وصلفاً كأَنه قال أَْلزمك اهللُ وأَدام لك كرمً وأُْلزمت صلفاً ولكنهم خزلُوا الفعل ههنا كما خزلوه فى‬
 ‫األول ألنه صار بدال من قولك أَكرم به وأَصِلف به كما انتَصب مرحبً | وقلت لَك كما قلت بِك بعد‬
       ‫َ‬               ‫َ َ‬      ‫َْ َ ا‬              ‫ْ ْ‬          ‫ِْ‬                              ‫ّ َّ‬
         ‫رِ ٍ‬
 ‫م ْ حبا لتبين من تَعنى فصار بدال فى اللفظ من َ حبت بالدك | وسمعت أَع ابيا وهو أبو م ْهب يقول‬
                           ‫ُ ر‬            ‫رُ َ ْ ُ‬                  ‫ً‬                          ‫َ رَ ً ّ‬
              ‫ُ‬
                                                            ‫ْ ِ‬                          ‫ط َ ٍ‬
    ‫كرماً و ُول أَنف أى أَكرم بك وأَطول بأنفك ( هذا باب يختار فيه أن تكون المصادر مبتدأة َّا‬
     ‫مبني‬           ‫ُ‬                       ‫ٌ ُ‬                              ‫ْ‬                          ‫ََ‬
        ‫عليها ما بعدها وما ِأبه المصادر من األ سماء والصفات ) | وذلك قولك الحمد هلل والعجب لك‬
             ‫ََ ُ‬        ‫ُ‬                                   ‫ٍ‬
                                                                      ‫َ‬
   ‫والويل لك والتُّ اب لك والخيبةُ لك | وانما استحبوا الرفع فيه ألنه صار معرفة وهو خبر فقوى فى‬
       ‫َ ٌَ َ َ‬       ‫ً‬            ‫َّ‬     ‫َ‬       ‫ّ‬         ‫ّ‬        ‫َْ‬        ‫رُ‬        ‫َ ُ‬
‫ٌ‬                       ‫ْ‬     ‫َ ٌَ‬     ‫َ َّ‬         ‫َّ‬
‫االبتداء بمنزلة عبد اهلل و جل والذى تَعلم ألن االبتداء إنما هو خبر وأَحسنه إذا اجتَمع نكرٌ ومعرف‬
      ‫ة‬                                                              ‫الر‬
                                                                           ‫ْر ِ‬
                                                          ‫ة أن يبتدئ باألَع َاف وهو أصل الكالم‬
                                                                                    ‫َ‬      ‫َ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/823)‬




      ‫| ولو قلت رجل ذاهب لم يحسن حتَّى تعرفه بشئ فتقول اكب من بنى فالن سائر | وتَ ُ الدار‬
       ‫بيع َ‬          ‫ٌ‬                ‫َ ر ٌ‬             ‫َّ‬            ‫ٌ َ‬             ‫ٌ‬
   ‫ا‬
   ‫ً‬                           ‫َ‬          ‫ِ‬                 ‫ُ‬                ‫ٌّ‬              ‫ُ ٌّ‬
   ‫فتقول حد منها كذا وحد منها كذا فأصل االبتداء للمعرفة | فلما أدخلت فيه األلف والالم وكان خبر‬
‫حسن االبتداء وضعف االبتداء بالنك ة َّ أن يكون فيه معنى المنصوب | وليس كل حرف ُصن ُ به‬
     ‫ي ْ َع‬       ‫ُّ‬                                      ‫ر إال‬    ‫ُ‬            ‫ُ َُ َ‬           ‫َ َُ‬
                                                                       ‫ٍ‬          ‫ُّ‬
‫ذاك كما أنه ليس كل حرف يدخل فيه األلف والالم من هذا الباب | لو قلت السقى لك و َّعى لك لم‬
         ‫الرْ ُ‬      ‫َّ ْ ُ‬                           ‫ُ‬              ‫َ‬                    ‫ّ‬
 ‫ّ‬          ‫َُ‬                                                                  ‫ُ‬      ‫َّ‬
‫يجز | واعلم أن الحمد هلل وان ابتدأتَه ففيه معنى المنصوب وهو بدل من اللفظ بقولك أَحمد اهلل | وأما‬
                               ‫ِِ‬
     ‫ال شئ‬                         ‫ٍَ ّ‬                            ‫ِ َ ُ‬
  ‫قولُه ٌ ما جاء بك فإنه يحسن وان لم يكن على فعل مضمر ألن فيه معنى ما جاء بك إ ّ ٌ |‬ ‫َ‬        ‫شئ‬
     ‫ومثلُه مثَل للعرب شر أهر ذا ناب | وقد ابتُدئ فى الكالم على غير ذا المعنى وعلى غير ما فيه‬
                                                   ‫َ‬                     ‫ٌّ َ َّ‬            ‫َ ٌ‬
                                                ‫َ ٍ ْ ٌ‬
       ‫معنى المنصوب وليس باألصل قالوا فى مثَل أَمت فى الحجر ال فيك | ومن العرب من ينصب‬
              ‫َ‬                  ‫َ‬                                                     ‫ِ‬
‫باأللف والالم من ذلك قولك الحمد هلل فينصبها عامةُ بنى تميم وناس من العرب كثير‬
                ‫ٌ‬             ‫ٌ‬               ‫َّ‬              ‫َ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/923)‬



                          ‫ِ‬                                                          ‫ِ‬
 ‫| وسمعنا العرب الموثوق بهم يقولون التُّ اب لك والعجب لك | فتفسير نصب هذا كتفسي ه حيث كان‬
            ‫ر‬                     ‫ُ‬           ‫ََ‬       ‫رَ‬              ‫َ‬
    ‫نك ةً كأَنك قلت حمدً وعجبً ثم جئت بلَك َّن من تَعنى ولم تَجعله ًّا عليه فتبتدئهُ ( هذا باب‬
     ‫ٌ‬          ‫َ َ‬          ‫مبني‬                ‫َ لتبي َ ْ‬         ‫ا‬     ‫ا‬         ‫ر ّ‬
‫من النك ة ي ى ى ما فيه األلف والالم من المصادر واألسماء ) | وذلك قولك سالم عليك وََّيك‬
 ‫لب ْ‬       ‫ٌ‬                                                ‫ُ‬           ‫ر َجر مجر‬
   ‫وخير بين يديك ووْيل لك وويح لك وويس لك وويل ٌ لك وعول ٌ لك وخير له وشر له و ! 2 < لعنة‬
                     ‫ٌّ‬        ‫ٌْ‬         ‫َْ ة‬    ‫َ ة‬        ‫َْ ٌ‬    ‫َْ ٌ‬    ‫َ ٌ‬            ‫ٌ‬
         ‫َّ ّ‬
       ‫اهلل على الظالمين > 2 ! | فهذه الحروف كّها مبتدأ ٌ مبنى عليها ما بعدها والمعنى فيهن أنك‬
                                            ‫َة ٌّ‬       ‫ُ ل‬
   ‫ابتدأت شيئا قد ثَبت عندك ولَست فى حال حديِثك تَعمل فى ِها وتَْ جيتِها فيها ذلك المعنى كما‬
                             ‫زِ‬       ‫إثبات‬    ‫ُ‬                  ‫ْ َ‬          ‫ً ََ‬       ‫َ‬
                                    ‫ِ‬
     ‫أن حسبك فيها معنى النهى وكما أن حمةُ اهلل عليه فيه معنى رحمه اهللُ | فهذا المعنى فيها ولم‬
                                                              ‫ّ ر‬
                                   ‫َ َ‬                                                  ‫ُ‬     ‫ّ‬
‫تُجعل بمنزلة الحروف التى إذا ذكرتَها كنت فى حال ذكرك إياها تَعمل فى إثباتها وتزجيتها كما َّهم‬
  ‫أن‬                         ‫ُ‬        ‫ّ‬               ‫َ‬                                     ‫َْ‬
‫لم يجعلوا سقيا عيا بمنزلة هذه الحروف فإنما تجريها كما أجرت العرب وتضعها في المواضع التى‬
                                                                                  ‫َ ْ ً ور‬
                                   ‫تر َّ‬                  ‫ِ‬                ‫و ْ ِ َ َّ‬
      ‫وضعن فيها ال تُدخلن فيها ما لم يدخلوا من الحروف أالَ ى أنك لو قلت طَعامً لك وش ابً لك‬
          ‫َر ا‬     ‫ا‬                                         ‫ُ‬                                 ‫ُ‬
                       ‫َّ‬        ‫ِ‬
       ‫وماال لك تريد معنى سقياً أو معنى المر ع الذى فيه معنى الدعاء لم يجز ألنه لم يستعمل هذا‬
                                                      ‫فوِ‬               ‫َْ‬                  ‫ً‬
             ‫ُ َ‬
    ‫ِ‬                                          ‫الكالم كما استُعمل ما قبله | فهذا ُّك ويبص ّ‬
  ‫َّر كأنه ينبغى لك أن تُج ِى هذه الحروف كما أجرت‬
               ‫َ‬           ‫ْرَ‬                             ‫يدل‬                             ‫ُ‬
                                                                         ‫____________________‬

‫(0/133)‬




‫العرب وأَن تَع ِى ما عنوا بها | فكما لم يجز أن يكون كل حرف بمنزلة المنصوب الذى أنت فى حال‬
                                                 ‫ُّ‬
                                                                                   ‫ََْ‬    ‫ُ ْ ْن َ‬
    ‫ذكرك أياه تَعمل فى إثباته ال بمنزلة المر ع المبتدإ الذى فيه معنى الفعل كذلك لم يجز أن تَجعل‬
                                                             ‫فو‬              ‫و‬             ‫ُ‬       ‫ّ‬
         ‫المر ع الذى فيه معنى الفعل بمنزلة المنصوب الذى أنت فى حال ذكرك إياه تَعمل فى إثباته‬
                   ‫ُ‬         ‫ّ‬                                                                       ‫فو َ‬
         ‫َ‬         ‫ِ‬          ‫ب‬           ‫فو ال َّ‬
  ‫جيته ولم يجز لك أن تَجعل المنصوب بمنزلة المر ع | إ ّ أن العرب رَّما أجرت الحروف على‬                     ‫وتز‬
                                                                ‫َ‬
‫الوجهين | ومثَل الرفع ^ ( طُوبى لهُم وحسن مآب ) ^ يدلُّك على رفعها ر ُ حسن مآوب | وأما قوله‬
      ‫َّ‬       ‫ٍ‬     ‫فع ُ ْ ُ‬                          ‫ُ ُ ٍ‬
                                                                  ‫َ َ ْ َ‬                  ‫َ ُ‬      ‫ِ‬
 ‫تعالى جده ! 2 < ويل يومئذ للمكذبين > 2 ! و ^ ( وْيل ِلْلمطفَّففين ) ^ فإنه ال ينبغى أن تقول إنه‬
  ‫ّ‬                         ‫ِّ‬          ‫ِ‬
                                      ‫َ ٌ ُ َ َ‬                                                 ‫ُّ‬
    ‫دعاء ههنا ألن الكالم بذلك قبيح واللفظ به قبيح ولكن العباد إنما كلَّموا بكالمهم وجاء الق آن على‬
            ‫رُ‬                         ‫َ َّ ُ‬       ‫ّ‬    ‫ٌ‬                                   ‫ّ‬          ‫ٌ‬
    ‫لغتهم وعلى ما يعنون فكأَنه واهللُ أعلم قيل لهم ويل ِلْلمطَ َّفين ووْيل يومئذ ِللمكذ ِين أى ه الء ممن‬
           ‫ؤ ِ‬           ‫َّ‬
                      ‫َُ ب َ‬
                                ‫ُ ٍِ‬           ‫ِ‬
                                  ‫َ ٌ ُ ف َ َ َْ َ‬                  ‫ُ‬          ‫َّ‬        ‫َ‬
‫ؤ‬        ‫َ ِ‬       ‫ّ‬                  ‫َ ّ‬           ‫َّ‬
‫وجب هذا القول لهم ألن هذا الكالم إنما يقال لصاحب الشر والهلكة فقيل ه الء ممن دخل فى الشر‬
                                                                                ‫ُ‬
 ‫ّ‬
                               ‫و‬       ‫و‬                              ‫ِ‬
‫والهلكة ووجب لهم هذا | ومثل ذلك قوله تعالى ! 2 < فق ال له ق ال لينا لعله يتذكر أو يخشى > 2 !‬
                                                                                  ‫َ َ‬
                  ‫ِ‬        ‫ِ‬
       ‫| فالعلم قد أتى من و اء ما يكون ولكن اذهبا أنتما فى َ جائكما وطَمعكما ومبلغكما من اعلم‬
                                         ‫ر‬                                 ‫ر‬
                             ‫َ‬                      ‫ََ‬                                  ‫ُ‬
                                                               ‫وليسلهما أكثر من ذا ما لم يعلما‬
                                                                 ‫َ َْ‬              ‫ُ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/033)‬




      ‫َ ٌ‬         ‫رُ‬                                   ‫ِ ُجر‬
  ‫| ومثله ! 2 < قاتلهم اهلل > 2 ! فإنما أ ى هذا على كالم العباد وبه أُنزل الق آن | وتقول ويل له‬
      ‫َ ٌ‬                                          ‫ّ‬            ‫ال‬                ‫ٌ ِْ‬
 ‫وْيل طويل فإن شئت جعلته بد ً من المبتدإ األول وان شئت جعلته صف ً له وان شئت قلت ويل لك‬
                           ‫ة‬                                                                ‫َ ٌ‬
    ‫ُ‬        ‫ََ‬      ‫ً‬              ‫ولكن‬             ‫و‬             ‫َ ِ‬
    ‫ويالً طويال تجعل الويل االخر غير مبدول ال موصوف به َّك تَجعله دائما أى ثَبت لك الويل‬
                                                                               ‫ُ‬             ‫َْ‬
                                                              ‫َ َ‬
  ‫دائما ( ومن هذا الباب فداء لك أبى وأمى وحمى لك أبى ووقاء لك أمى ) | ال تقول عول ٌ لك َّ‬
                                                     ‫ِ‬                 ‫ِ‬
  ‫َ ة إال‬             ‫و‬       ‫ّ‬      ‫ِ ُ‬                 ‫ّ‬          ‫ٌ‬
                                                      ‫َّ‬
    ‫أن يكون قبلها وْيل ٌ لك ال تقول عول لك حتى تقول وْيل لك ألن ذا يتبع ذا كما أن ي ُوءك يتْب ُ‬
    ‫ّ َن ُ َ َ ع‬                    ‫ّ‬      ‫َ ٌ‬              ‫َْ ٌ‬      ‫َ ة و‬
                                                                  ‫يسوءك ال يكون ينوءك مبتدأ‬
                                                                         ‫ُ‬             ‫َُ ُ و‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/233)‬




     ‫| واعلم أن بعض العرب يقول وي ً له وويل ً له وعول ً لك ويجريها ى خيب ً | من ذلك قول‬
                    ‫مجر َ ْ َة‬           ‫ة‬         ‫ة‬        ‫َ ْال‬
‫الشاعر وهو جرير % ( كسا ُّؤم تَيمً خض َةً فى جلودها % فَوي ً لتيم من سرِيلها الخضر ) % |‬
      ‫ُ ِْ‬      ‫َاب‬        ‫ال ٍ‬
                                ‫ْ‬     ‫ُ َِ‬      ‫َ َ الل ْ ُ ْ ا ُ ْ ر‬
 ‫ويقول الرجل يا ويالهُ فيقول اآلخر ويال كيال كأَنه لك ما دعوت به ويال كيال يدلك على ذلك قولهم‬
                      ‫َ َ ْ ً َْ ً‬              ‫ُ َ َ ْ ً َْ ً ّ‬            ‫َْ‬
    ‫إذا قال يا وياله نعم ويال كيالً أي كذلك أمرك أو لك الويل ويال كيال | وهذا َّة بقوله وينل له‬
         ‫َْ‬        ‫مشب‬
                          ‫ويالً كيالً | ورَّما قالوا يا ويالً كيال وان شاء جعله على قوله جدعا وعقر‬
                          ‫َ ْ ً َْ ا‬
                          ‫ً‬                               ‫ً‬                     ‫ب‬         ‫َ ْ َْ‬
                                                            ‫____________________‬

‫(0/333)‬
‫( هذا باب منه استَ هه النحويون وهو قبيح فوضعوا الكالم فيه على غير ما وضعت العرب ) |‬
                                             ‫َ‬                            ‫ّ‬        ‫كر‬             ‫ٌ‬
‫وذلك قولك ويح له وتَب ًّا لك وويحً | فجعلوا التَّب بمنزلة الويح وجعلوا ويح بمنزلة التَّب فوضعوا‬
           ‫َّ‬          ‫ٌ‬              ‫َْ ِ‬           ‫َّ‬            ‫َْ ا‬     ‫ٌّ وتب‬           ‫َ ٌ‬
                                 ‫ُ و ُ َّ َ ْ ٍ‬
 ‫كل واحد منهما على غير الموضع الذي وضعتْه العرب | ال بد لويح مع قبحها من أن تُحمل على‬
        ‫ََْ‬                                                                                                ‫َّ‬
                                                             ‫َ ََ‬
  ‫تَب ألنها إذا ابتدئت لم يجز حتى يبنى عليها كالم واذا حملتَها على النصب كنت تَبنيها على شئ‬
                    ‫َ‬                                   ‫ٌ‬             ‫َُْ‬    ‫ْ‬         ‫َُ ْ‬          ‫ٍّ َّ‬
                                                                                                     ‫ِْ‬
                           ‫تب‬      ‫ُ‬            ‫َ‬         ‫َّ ِ ّ‬                ‫َ َ ٌ‬          ‫ِ‬
         ‫مع قُبحها | فإذا قلت ويح له ثم ألحقتَها التب فإن النصب فيه أحسن ألن ًّا إذا نصبتَها فهى‬
      ‫ُ‬                                     ‫َ وتب‬                   ‫ِ‬               ‫ِ َّ‬
   ‫مستَغني ٌ عن لَك فإنما قَطعتَها من أول الكالم كأَنك قلت ًّا لك فأجريتَها على ما أجرتْها العرب |‬  ‫ة‬
                                                                       ‫ّ‬
   ‫ِ‬
‫فأما َّحويون فيجعلونها بمنزلة ويح | ال تُشبههُا ألن ًّا تَستغنى عن لَك ال تَستغنى ويح عنها فإذا‬
              ‫َْ ٌ‬         ‫َ و‬                    ‫َّ تب‬           ‫َْ ٍ و‬                         ‫ْ الن ّ‬
   ‫ّ‬      ‫َ ٌ‬            ‫ّ‬     ‫ِ‬
  ‫قلت ًّا له وويح له فالر ُ ليس فيه كالم ال يختلف النحويون فى نصب التب إذا قلت ويح له وتبا‬
                                              ‫ّ‬              ‫ٌو َ‬              ‫فع‬           ‫َْ ٌ‬      ‫َ تب‬
                  ‫َّ‬      ‫َ ْْ‬       ‫ُ ّ‬                 ‫ّ‬     ‫َ‬     ‫َّ‬
                  ‫له | فهذا يدّك على أن النصب فى تب فيما ذكرنا أحسن ألن له لم يعمل فى التب‬
                                                                             ‫ل‬
                                                              ‫____________________‬

‫(0/433)‬



‫ِ‬             ‫ِ‬    ‫ِ‬
‫( هذا باب ما ينتصب فيه المصدر كان فيه األلف والالم أو لم يكن فيه على إضمار الفعل المتروك‬
                                                          ‫ُ‬                 ‫ُ‬                     ‫ُ‬
                                                                  ‫ِ‬              ‫ِ ِ‬
   ‫ُه ألنه يصير فى اإلخبار واالستفهام بدال من اللفظ بالفعل كما كان الحذر بدال من احذر فى‬            ‫إظهار‬
         ‫ْ َْ‬              ‫َ ََ‬                                                           ‫َ ُ‬
 ‫األمر ) | وذلك قولك ما أنت إ ّ سير وا َّ سير سير وما أنت إ ّ َّرب الضرب وما أنت إ ّ قتْال‬
     ‫ال َ‬               ‫َ‬          ‫ال الض َ‬            ‫ال َ ا ال َ ا َ ْ ا‬
                                                       ‫ً ً‬             ‫ً‬
     ‫قَتْال وما أنت أ ّ سير البريد سير البرِد فكأَنه قال فى هذا َّه ما أنت إ ّ تَفعل فع ً وما أنت إ ّ‬
     ‫ال‬             ‫ال ْ َ ُ ال‬                 ‫كل‬                     ‫ي‬       ‫ال َ َ َ ِ َ‬
          ‫ِ‬                     ‫َ َِ‬                                                         ‫َ َّ‬
         ‫تَفعل الفعل ولكنهم حذفوا الفعل لما ذكرت لك | وصار فى االستفهام والخبر بمنزلته فى األمر‬
                                                                  ‫ُ‬                                  ‫َُ‬
    ‫ٍ‬
   ‫والنهى ألن الفعل يقع ههنا كما يقع فيهما وان كان األمر والنهى أقوى َّهما ال يكونان بغير فعل‬
                                  ‫ألن‬                                                      ‫َ‬    ‫َّ‬
                                            ‫ُ‬      ‫ُ‬
                ‫ِ‬                                                   ‫َّ‬
  ‫فلم يمتنع المصدر ههنا أن ينتصب ألن العمل يقع ههنا مع المصدر فى االستفهام والخبر كما يقع‬
                                                                                   ‫َ‬      ‫ُ‬          ‫َ‬
    ‫فى األمر والنهى واآلخر غير األول كما كان ذلك فى األمر والنهى إذا قلت ضربا فالضرب غير‬
                      ‫َْ ً‬                                                              ‫ِ‬
      ‫ُ ُ‬                                                                    ‫ُ ُ ّ‬
                                      ‫َّ‬
    ‫المأمور | وتقول زيد سير سير وان زيد سير سير وكذلك فى لَيت ولَعل ولكن وكأَن وما أشبه ذلك‬
                                                            ‫ٌ ً ً ّ ٌ ا ا‬       ‫ا ا‬
                       ‫ّ‬      ‫ّ‬          ‫ْ َ َ‬
            ‫ُ ُ ِ َ ا َْ ا‬                ‫َّ َ َ ْ ا ا‬                   ‫َّ َ َ ْ ا َ ْ ا‬
           ‫وكذلك إن قلت أنت الدهر سير سير وكان عبد اهلل الدهر سير سير وأنت مذ اليوم سير سير‬
                                              ‫ً‬              ‫ُ‬
                                                                         ‫____________________‬

‫(0/533)‬




  ‫َّ‬     ‫ٍ‬      ‫ُ‬     ‫ٍِ‬
  ‫| واعلم أن السير إذا كنت تخبر عنه فى هذا الباب َّما تُخ ِر بسير متّصل بعضه ببعض فى أى‬
                            ‫فإن ْ ب ُ َ ْ ٍ‬                        ‫َ‬              ‫َّ‬
                                                                             ‫َ‬
 ‫َّن لك وجهَه‬         ‫ِ ِ‬                           ‫ٌ ِ‬
           ‫األحوال كان | وأما قولك إنما أنت سير فإنما جعلتَه خبر ألنت ولم تضمر فعال | وسنبي‬
                                  ‫ا َ‬   ‫ً‬                                 ‫َّ‬
                     ‫ُ ْ‬
‫ً‬                          ‫َ‬       ‫ال‬           ‫ال ُ ْ َ ِ‬
  ‫إن شاء اهلل | ومن ذلك قولك ما أنت إ ّ شرب اإلبل وما أنت إ ّ ضرب الناس وما أنت إ ّ ضربا‬
          ‫ال‬
              ‫ٍ َ‬          ‫َ‬      ‫َّ‬    ‫ِ‬           ‫تشب‬        ‫َّ ُ‬    ‫َ ِ ِ‬
 ‫الناس | وأما شرب اإلبل فال ينون ألنك لم ّهه بشرب اإلبل وأن الشرب ليس بفعل يقع منك على‬
                                                                                  ‫ّ‬     ‫َ‬
       ‫ّ‬                                                     ‫ّ‬      ‫ُ‬           ‫ُ‬         ‫ِ‬
     ‫اإلبل | ونظير ما انتَصب قول اهلل عز وجل فى كتابه ! 2 < فإما منا بعد واما فداء > 2 ! إنما‬
                                                      ‫ّ‬
‫انتصب على فإما تَمنون منا واما تُفادون فداء َّهم حذفوا الفعل لما ذكرت لك | ومثله قول الشاعر‬
                           ‫ُ‬         ‫َ‬            ‫ً ولكن‬              ‫ًّ ّ‬      ‫ّ ّ‬
         ‫ِ‬                                ‫ِي ّ و‬                ‫َّ ِ َ ِ‬
‫وهو جرير % ( أَلَم تَعلَم مسرحى القوافى % فال عًّا بهن ال اجتالبا ) % | كانه نفى قوله ف ًّا بهن‬
‫َ عي ّ‬            ‫ّ ََ‬                                               ‫ْ ْ َُ َ‬
                                                                  ‫ِب‬     ‫َْ ّ ِي‬
  ‫واجتالبا أى فأَنا أَعيا بهن عًّا وأَجتل ُهن اجتالبا ولكنه نفى هذا حين قال فال | ومثُله قولك أَلم تَعلم‬
                                             ‫ََ‬        ‫ً‬
                             ‫ََ ِ‬                    ‫ِن َ َ َ ُ َّ َ‬        ‫ُ َ ِ ير ِ ا َ‬
    ‫يا فالن مس ى فإتعابً وطرداً | فإَّما ذكر مسرحه وذكر مسي ه وهما عمالن فجعل المسير إتعابا‬
             ‫َ‬                          ‫َ ر‬
  ‫وجعل المس ح ال عى فيه وجعله فعل متَّصال إذا سار واذا س َّح | وِان شئت رفعت هذا َّه فجعلت‬
  ‫َ‬      ‫كل‬          ‫َ‬   ‫ْ‬      ‫َ رَ‬
                                                     ‫ً ِ‬                 ‫َّرَ ِ َّ‬
                                ‫اآلخر هو األول فجاز على سعة الكالم | من ذلك قول الخنساء‬
                                     ‫ُ ََ‬                                     ‫َّ‬        ‫ِ‬
                                                                                      ‫َ‬
                                                                      ‫____________________‬

‫(0/633)‬




‫% ( تَرتَ ُ ما رتَعت حتَّى إذا ادكرت % فإَّما هى إقبال وادبار ) % | فجعلها اإلقبال واإلدبار فجاز‬
      ‫ِ َ ِ َ‬                      ‫ُ‬      ‫ٌ‬          ‫ِن‬         ‫َّ ْ‬        ‫ْع َ َ ْ‬
 ‫على سعة الكالم كقولك نهارك صائم وليلك قائم | ومثل ذلك قول الشاعر وهو متمم بن ن ْة % (‬
       ‫ُوير‬       ‫َّ‬                             ‫ٌ‬            ‫ٌ‬       ‫ُ‬
                                                        ‫و َ زٍ‬       ‫ِ ٍِ‬
  ‫لعم ى وما ده ِى بتَأْبين هالك % ال ج َع مما أصاب فأَوجعا ) % | جعل َه الج َع | والنصب‬
             ‫َ َ َ دهر َ ز َ‬                                                    ‫َ ْر‬         ‫َ َ ْر‬
  ‫ُ‬                                  ‫َ ََْ‬
                      ‫ُ جزٍ َّ‬
    ‫جائز على قوله فال ًّا بهن ال اجتالبا | وانما أ اد وما ى دهر َع ولكنه جاز على سعة‬
                                     ‫دهر‬       ‫ّ ر‬          ‫َ‬      ‫عي ّ و‬                     ‫ٌ‬
                                             ‫الكالم واستَخ ّوا واختَصروا كما فُعل ذلك فيما مضى‬
                                                                                  ‫ف‬
                                                                      ‫____________________‬

‫(0/733)‬



                                                   ‫ِ‬
   ‫| وأما ما ينتصب فى االستفهام من هذا الباب فقولُك أَقياماً يا فالن والناس قعود وأََجلوسا والناس‬
           ‫ٌ َُ ً‬
    ‫ُ‬                       ‫ُ‬            ‫ُ‬                                                  ‫َ‬     ‫ّ‬
                    ‫ُ ِ َّ‬                                      ‫و َّ‬             ‫ُ ِ‬
   ‫يعدون ال يريد أن يخبر أنه يجلس ال أنه قد جلس وانقضى جلوسه ولكنه يخبر أنه فى تلك الحال‬
                                           ‫ُ‬                               ‫َ‬                        ‫ُ‬
        ‫ن ر‬                   ‫َ ِ َّ ْ ر ُّ‬    ‫َ ََ‬           ‫ّ‬          ‫ر‬          ‫ٍ‬
       ‫فى جلوس وفى قيام | وقال ال اجز وهو العجاج % ( أطرباً وأنت قنس ِى % ) % | واّما أ اد‬    ‫ُ ٍ‬

                        ‫ي َ‬                  ‫و‬          ‫ُ ب‬               ‫َ ٍ‬
      ‫أَتَطرب أى أنت فى حال طرب ؟ ولم يرد أن يخ ِر عما مضى ال عما ُستقبل | ومن ذلك قول‬
                                                                ‫ُِ‬                              ‫َْ ُ‬
                                                                            ‫َ‬
   ‫أ ُ‬              ‫ر أ َ ُّ ُ ّ ُ ّ‬                 ‫يٍ‬     ‫ِ‬
   ‫بعض العرب َغدةً كغدة البعير وموتاً فى بيت سلُوِلَّة كأَنه إنما أ اد أََغد غدةً كغدة البعير وَموت‬
                                                                                ‫أ ُ ّ ُّ‬
                                                         ‫َ‬           ‫َْ‬
                                                ‫ِه‬                                 ‫ٍّ‬     ‫ِ‬
                                                ‫موتا فى بيت سلولية | وهو بمنزلة أَطربا وتفسي ه كتفسير‬
                                                          ‫ر‬     ‫ََ ً‬                    ‫َ‬
                                                                      ‫____________________‬
‫(0/833)‬




                                                            ‫ُ ََ َ ِ ا‬  ‫َ ْ ا َ َّ‬
   ‫| وقال جرير % ( أَعبدً حل فى شعبى غريبً % أَلُؤما ال أََبالك واغت ابا ) % | يقول أَتَلؤم لُؤما‬
                              ‫ر‬
    ‫ُ ًْ‬                                 ‫َ‬       ‫ّْ‬                                   ‫ٌ‬
 ‫وأَتَغترب اغت ابا وحذف الفعلين فى هذا الباب َّهم جعلوه بدال من اللفظ بالفعل وهو كثير فى كالم‬
             ‫ٌ‬                         ‫ً‬                ‫ألن‬                    ‫ر ََ َ‬
      ‫ا‬                                               ‫ِ‬
   ‫العرب | وأما عبدً فيكون على ضربين إن شئت على النداء وان شت على قوله أَتَفتخر عبدً ثم‬
                                                                      ‫ا‬
   ‫َّ ر‬
 ‫حذف الفعل | وكذلك إن أخبرت ولم تَستفهم تقول سير سير عنيت نفسك أو غيرك وذلك أنك أيت‬
                    ‫َ‬       ‫َ َ‬     ‫َْ ا ا‬
                                    ‫ً ً‬                    ‫َ‬
           ‫ِ ٍ َر‬                   ‫ٍ‬                  ‫ِ ٍ‬                 ‫ٍ‬
     ‫رج ً فى حال سير أو كنت فى حال سير أو ذكر رجل بسير أو ذكرت أنت بسير وج ى كالم‬
     ‫ٌ‬                    ‫ُ َ‬                     ‫ُ‬                                    ‫ال‬
‫يحسن بناء هذا عليه كما حسن فى االستفهام | َّك إنما تقول أَطربا وأَسير إذا أيت ذلك من الحال‬
             ‫ََ ً َ ْ ً ر َ‬
                     ‫ا‬                        ‫ألن‬                                ‫ُ‬        ‫َ‬
     ‫ٍ‬
‫أو ظننتَه فيه | وعلى هذا ى هذا الباب إذا كان خبر أو استفهاما إذا أيت جال فى حال سير أو‬
                    ‫ر َ ر‬                 ‫ا‬
                                          ‫ً‬             ‫ُ‬        ‫يجر‬
 ‫َّ ِ ْ ٌ‬                    ‫ا‬
                             ‫ً‬        ‫َ‬     ‫إ‬                                 ‫َّ‬
 ‫ظننتَه فيه فأَثبت ذلك له | وكذلك أنت فى االستفهام ّذا قلت أَأَنت سير | ومعنى هذا الباب أنه فعل‬
                                 ‫ِ‬                                    ‫ِ ّ‬               ‫ٌِ‬
   ‫متّصل فى حال ذكرك إياه استفهمت أو أَخبرت وأَنك فى حال ذكرك شيئاً من هذا الباب تَعمل فى‬
       ‫َْ ُ‬                                    ‫َ ّ‬          ‫َ‬
                                                                           ‫تثبيِته لك أو لغيرك‬
                                                                     ‫____________________‬

‫(0/933)‬




            ‫َ َ ِ ُ َ ِ َّ‬                 ‫ِ‬
        ‫| ومثل ما تَنصبه فى هذا الباب وأنت تَعنى نفسك قول الشاعر % ( سماع اهلل والعلماء أَنى %‬
                                                   ‫ُ‬       ‫َ‬
                          ‫ِ َ ْ ي ْ ِع‬                                       ‫َ َ ِْ‬
‫أَعوذ بحقو خالك يا ابن عمرو ) % | وذلك أنه جعل نفسه فى حال من ُسم ُ فصار بمنزلة من آه‬
 ‫ر‬                                             ‫َ‬                                        ‫َ ِْ ِ َ‬
       ‫فى حال سير فقال إسماعا اهلل بمنزلة قولك ما أنت َّ ضربا الناس وا ّ ضرب الناس إذا حذفت‬
        ‫َ‬         ‫ِ‬       ‫َ ال َ َ‬           ‫ً‬     ‫إال‬                                ‫َ‬    ‫ٍْ‬
                               ‫ِ‬                             ‫ٍ‬
‫التنوين تخفيفا ( هذا باب ما ينتصب من األ سماء التى أُخذت من األفعال انتصاب الفعل استفهمت‬
 ‫َ‬                  ‫َ‬                                                      ‫َ‬                     ‫َ‬
          ‫َ‬                                    ‫ِ ً‬
     ‫أو لم تَستفهم ) | وذلك قولك أَقائما وقد قَعد الناس وأَقاعدا وقد سار الركب | وكذلك إن أردت هذا‬
                                ‫َّ ْ ُ‬                   ‫ُ‬     ‫ََ‬     ‫ً‬
 ‫المعنى ولم تَستفهم تقول قاعدً عِلم اهللُ وقد سار الركب وقائماً قد عِلم اهللُ وقد قَعد الناس | وذلك أنه‬
   ‫ّ‬            ‫ُ‬      ‫ََ‬              ‫ََ‬          ‫ُ‬                  ‫ا ََ‬
                                                                              ‫ِ‬
     ‫َّ‬                                    ‫ّ ََ َ‬       ‫ينب‬       ‫ٍ ر‬               ‫ٍ‬
   ‫أى رجال فى حال قيام أو حال قُعود فأ اد أن َّهه فكأَنه لفظ بقوله أتقوم قائما وأَتَقُعد قاعدا ولكنه‬
                                                                                               ‫ً‬     ‫ر‬
                                ‫ُ‬
                                                             ‫حذف استغناء بما ى من الحال وصار‬
                                                                            ‫ير‬   ‫ً‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/143)‬
‫االسم بدال من اللفظ بالفعل ى ى المصدر فى هذا الموضع | ومثل ذلك عائذً باهلل من ّها‬
 ‫شر‬          ‫ا‬                                        ‫فجر مجر‬                     ‫ُ ً‬
    ‫ٍ‬             ‫ر‬                      ‫ٍ‬
    ‫كأَنه أى شيئ ً يتَّقى فصار عند نفسه فى حال استعاذة حتَّى صار بمنزلة الذى آه فى حال قيام‬
                                                                       ‫اَُ‬          ‫َّ ر‬
            ‫َّ‬                             ‫ّ‬          ‫ا‬                        ‫َ‬    ‫َر‬       ‫ٍ‬
     ‫وقُعود ألنه ي َى نفسه فى تلك الحال فقال عائذً باهلل كأَنه قال أعوذ باهلل عائذً باهلل ولكنه حذف‬
                      ‫ا‬
‫ٌ‬                          ‫الفعل ألنه بدل من قوله أَعوذ باهلل فصار هذا ي ى ها هنا مجر ِ ً‬
‫ى عياذا باهلل | ومنهم من يقول عائذ‬                ‫َجر‬                  ‫ُ‬           ‫َّ ٌ‬
                    ‫ِ‬              ‫ٌِ‬
    ‫باهلل من شر فالن | واذا ذكرت شيئً من هذا الباب فالفعل متّصل فى حال ذكرك وأنت تَعمل فى‬
                                                                 ‫َ ا‬                   ‫ّ‬
           ‫َ‬                ‫ً َ ً‬             ‫َ‬         ‫ِ ّ‬
‫تثبيته لك أو لغيرك فى حال ذكرك إياه كما كنت فى باب حمدا وسقيا وما أشبهه إذا ذكرت شيئا منه‬
    ‫ً‬
                                         ‫ِ‬    ‫ِ‬                      ‫ٍ‬      ‫ٍ‬
‫فى حال تزجية واثبات وأَجريت عائذا باهلل فى اإلضمار والبدل ى المصدر كما كان هنيئاً بمنزلة‬
             ‫َ‬                ‫مجر‬                             ‫َ‬
    ‫المصدر فيما ذكرت لك | وقال الشاعر وهو عبد اهلل بن الحارث َّهمى من أصحاب رسول &‬
                    ‫الس ُّ‬                                        ‫ُ‬
                                                     ‫____________________‬

‫(0/043)‬




     ‫ا‬                         ‫ْ َْ ُ ْ ن‬                            ‫ل‬               ‫ِ‬
‫% ( أَْلحق عذابك بالقوم اّذين طغوا % وعائذا بك أَن يعلُوا فيطغوِى ) % | فكأَنه قال وعياذً بك |‬
                                                    ‫َ‬        ‫َ َْ‬              ‫ْ َ َ‬
                         ‫ُ‬   ‫َّ َ ح ً َ‬
                                   ‫ا‬                   ‫ً ِْ ا‬
 ‫ومثله قوله % ( أ اك جمعت مسألة وحرصً % وعند الحق زَّار أُنانا ) % | كأَنه قال تَزحر زحير‬
 ‫ََ َ ا‬                                                            ‫َ‬         ‫ر‬
                                                                                        ‫ُّ‬
                                           ‫و تَئن أَنينا ثم وضعه مكان هذا أى أنت عند الحق هكذا‬
                                                ‫ّ‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/243)‬



                                  ‫ِ‬     ‫ِ مجر ٍ‬
 ‫( هذا باب ما ى من األسماء التى لم تؤخذ من الفعل ى األ سماء التى أُخذت من الفعل ) |‬
                                                          ‫َْ‬                       ‫جر‬
     ‫ّ‬          ‫َ‬    ‫ََ ُّ ٍ ُّ ٍ‬             ‫َّ ر َ‬         ‫ن‬     ‫َ يمي مر َ ْ ِ ي ْ ر‬
    ‫وذلك قولك أَتم ًّا ّة وقيسًّا أُخ َى | واَّما هذا أنك أيت رجال فى حال تلون وتنقل فقلت أَتميميا‬
    ‫ِ‬
   ‫ًّا أُخ َى كأنك قلت أتحول تميميً م ة وقيسياً ى | فأنت فى هذه الحال تَعمل فى تثبيت‬
                                              ‫أخر‬         ‫ا ر‬                         ‫ّةً وقيسي ْ ر‬
                                                                                                 ‫مر‬
                          ‫ٍ‬         ‫ِ ً‬               ‫ََ ُّ ٍ ُّ ٍ‬
‫هذا له وهو عندك فى تلك الحال فى تلون وتنقل وليس يسأله مسترشدا عن أمر هو جاهل به ليفهَّمه‬
 ‫َ‬              ‫ٌ‬                              ‫َ‬
          ‫َ َ ة‬             ‫ٍ‬                                                             ‫ّ ُ ِر‬
          ‫إياه ويخب َه عنه ولكنه َّخه بذلك | وحدثنا بعض العرب أن رج ً من بنى أَسد قال يوم جَبلَ َ‬
                                         ‫ّ ال‬                  ‫ّ‬              ‫وب‬
                              ‫َ‬                       ‫ُ‬
                                           ‫ٍ‬                                              ‫ِ‬
    ‫واستَقبله بعير أَعور فتَطَّر منه فقال يا بنى أسد أَعور وذا ناب فْلم يرد أن يسترشدهم ُخ ِروه عن‬
               ‫لي ب‬             ‫َ‬                 ‫ََْ‬                       ‫َ ٌ ْ َ ُ َي َ‬
  ‫عوِه وصحته ولكنه نَّهَهم كأَنه قال أَتَستقبلون أَعور وذا ناب فاالستقبال فى حال تنبيهه إياهم كان‬
          ‫ّ‬               ‫ُ‬                   ‫ََْ‬                            ‫َب‬          ‫ّ‬   ‫َ َر‬
            ‫َ َ‬                    ‫ّ ر‬                  ‫ِ‬              ‫َّ ُ‬
     ‫واقعا كما كان التلون والتنقل عندك ثابتين فى الحال األول وأ اد أن َّت لهم األعور ليحذروه |‬
                            ‫يثب‬                                                 ‫ُّ ُ‬         ‫ً‬
                                                                            ‫ومثل ذلك قول الشاعر‬
                                                                  ‫____________________‬
‫(0/343)‬



                            ‫ِِ‬       ‫ِ ِ‬
 ‫% ( أَفى السْلِم أَعيار جفَاء وغْلظة % وفى الحرب أَشباهَ اإلماء العوارك ) % | أى تَنقلُون َلونون‬
 ‫َّ وت َّ ُ َ‬                   ‫َ‬                ‫َ ِ‬
                                                   ‫ْ‬               ‫َّ ْ َ ا َ ً ِ َ ً‬
                                                                               ‫ً‬
‫م ةً كذا ّةً كذا | وقال % ( أَفى َال ِِم أَ الدا لواحدة % وفى العيادة أ الدا لعالَّت ) % | وأما قول‬
                  ‫ِ‬
                     ‫َو ً َ‬
                              ‫ِ ِ‬             ‫الو ئ و ً ِ ٍ‬                             ‫ومر‬     ‫ّر‬
                                                                            ‫ْ ا َ َّ‬
                                                  ‫الشاعر % ( أَعبدً حل فى شعبى غريبً % ) %‬
                                                            ‫ُ ََ َ ا‬
                                                                      ‫____________________‬

‫(0/443)‬



                              ‫رٍ‬                       ‫َّ ر‬                ‫ِ‬
  ‫| فيكون على وجهين على النداء وعلى أنه آه في حال افتخار واجت اء فقال أَعبدً أى أَتَفخر عبدا‬
                  ‫ا‬
       ‫ْ َُ‬
  ‫كما قال أ ًّا ّةً | وان أَخبرت فى هذا الباب على هذا الحد نصبت أيضا كما نصبت فى حال‬
            ‫َ‬            ‫ً‬     ‫َ‬      ‫ّ‬                         ‫َ‬       ‫َ‬    ‫َتميمي مر‬
 ‫الخبر االسم الذى أُخذ من الفعل وذلك قولك تم ًّا قد عِلم اهللُ مر وقيسيا أ ى | فلم ترد أن تخبر‬
                      ‫ً ُخر‬        ‫ًّ‬     ‫ََ‬     ‫َ يمي‬                             ‫َ‬
‫القوم بأمر قد جهلوه ولكنك أردت أن تشتمه بذلك فصاربدالً من اللفظ بقولك َتَتَمم ّةً وتَتَقََّس ى‬
 ‫أ َّ ُ مر ي ُ أخر‬
            ‫ْ ً َ ْ َ ال ال‬                            ‫ََ َّ ن‬   ‫َ َّ‬
  ‫وأَتَمضون وقد استَقبلكم هذا وتَنقلُون وتلوُون فصار هذا كهذا كما كان تُربا وجند ً بد ً من اللفظ‬
‫بتَربت وجندْلت لو تُكَّم ِهما | ولو مثَّلت ما نصبت عليه األعيار واألعور فى البدل من اللفظ لقلت‬
                          ‫َ‬       ‫َ‬            ‫َ‬                       ‫ُل َ ب‬      ‫ِ َ ََْ َ‬
                    ‫ِْ ٌ‬
‫ى ما له فعل من لفظه وقد ى‬
 ‫يجر‬                            ‫أََتَعَّرون ّةً وأَتَعوورون إذا أوضحت معناه َّك إنما تُجريه مجر‬
                                                 ‫ألن‬           ‫َ‬        ‫مر َ َّ َ‬        ‫َ َي‬
              ‫يغي‬                 ‫ي ل‬        ‫توض‬     ‫َ‬              ‫َّ‬
‫ى الفعل ويعمل عملَه ولكنه كان أحسن أن َّحه بما ُتكّم به إذا كان ال َّر معنى الحديث‬
                                                                                 ‫َ‬        ‫مجر‬
                ‫| وكذلك هذا النحو ولكنه يتْرك استغناء بما يحسن من الفعل الذى ال ينقض المعنى‬
                          ‫َ‬                   ‫َ ُ‬     ‫ً‬       ‫َُ ُ‬        ‫ُ‬
                                                            ‫____________________‬

‫(0/543)‬




        ‫َ َ ُ‬         ‫ّ‬                                                      ‫َ َّ ّ‬
    ‫| وأما قوله جل وعز ! 2 < بلى قادرين > 2 ! فهو على الفعل الذى أُظهر كأَنه قال َبلى نجمعها‬
      ‫قادرين | حدثنا بذلك يونس | وأما قوله وهو الفرزدق % ( على حْلفة ال أَش ِم الدهر مسِمً % ال‬
       ‫ْ ت ُ َّ ْ َ ُ ْ ل ا و‬     ‫ٍ‬
                                     ‫َ‬                                  ‫ُ‬           ‫ّ‬    ‫َ‬
  ‫ر‬         ‫و َخر ُ ا‬              ‫ُ ّ‬           ‫ِن ر و َخر‬               ‫ا ِ ْ ِ َّ ُ َ ِ‬
 ‫خارجً من فى زور كالم ) % | فإَّما أ اد ال ي ج فيما أَستقبل كأَنه قال ال ي ج خروجً | أال ت اه‬
                                                                               ‫ُ‬
    ‫ِ‬
‫ذكر عاهدت فى البيت الذى قبله فقال % ( أَلم تَرِى عاهدت ربى واننى % لبين رتاج قائما ومقام )‬
                ‫َْ َ ِ ٍ‬        ‫ُ َّ َّ‬         ‫ْ َن‬
        ‫ً َ‬                                                                         ‫ُ‬
  ‫َ‬                           ‫ُ‬              ‫َ‬                          ‫َّ َ‬
 ‫% | ولو حمله على أنه نفَى شيئً هو فيه ولم يرد أن يحمله على عاهدت جاز والى هذا الوجه كان‬
                                                                 ‫ا‬
         ‫ٌ‬                     ‫َ‬     ‫ُ ِ‬                ‫َ‬         ‫ُر َّ‬
    ‫يذهب عيسى فيما ن َى ألنه لم يكن يحمله على عاهدت | فإذا قلت ما أنت إ ّ قائم وقاعد وأنت‬
               ‫ال ٌ‬                                                                  ‫َْ َ ُ‬
‫تَميمى ّةً وقيسى ى وانى عائذ باهلل ارتَفع | ولو قال هو أَعور وذو ناب لرفع | هذا ُّه ليس فيه‬
         ‫كل‬       ‫ََ َ َ‬
                         ‫ٍ‬
                                ‫َُْ‬                                  ‫ٌّ أخر ّ‬     ‫ٌّ مر‬
                              ‫َّ الر ُ ألنه مبنى على االسم األول واآلخر هو األول ى عليه‬
                                     ‫ّ فجر‬         ‫ُ‬
                                                      ‫ِ‬
                                                               ‫ّ‬           ‫ّ‬    ‫إال فع ّ‬
                                                                      ‫____________________‬

‫(0/643)‬




‫| عم يونس أن من العرب من يقول عائذ باهلل يريد أنا عائذ باهلل كأَنه أمر قد وقع بمنزلة الحمد هلل‬
     ‫ُ‬                     ‫ٌ‬                                                      ‫ّ‬          ‫وز‬
‫وما ِأشبهه | عم الخليل حمه اهلل أن رج ً لو قال أَتميمى يريد أنت ويضم ها ألَصاب | وانما كان‬
                       ‫َ ُ ِر‬              ‫ٌّ‬              ‫َّ ال‬         ‫ر‬         ‫وز‬
                                       ‫ِا ِ‬
    ‫ٌ يكون االسم فيه معاقبً للّفظ بالفعل فاختير فيه كما يختار فيما‬         ‫َ َّ‬
                                                                    ‫النصب ها هنا الوجه ألنه موضع‬
                                                        ‫ُ‬                                  ‫ُ‬
                               ‫َّ ُ‬      ‫ّ ٌ َّ‬              ‫ِ‬
      ‫مضى من المصادر التى فى غير األسماء | والرفُع جيد ألنه المحدث عنه والمستفهَم | ولو قال‬
                ‫ُ‬
                            ‫ِ‬                                                   ‫ٍ‬
  ‫َعور وذو ناب كان مصيبا | عم يونس أنهم يقولون عائذ باهلل | فإن أَظهر هذا المضمر لم يكن‬
                                                                 ‫وز‬
          ‫َ‬                           ‫ٌ‬              ‫ّ‬                                   ‫أ َُ‬
                            ‫َ‬                                  ‫ِ‬
 ‫إ ّ الر ُ إذ جاز الر ُ وأنت تُضمر وجاز لك أن تحمل عليه المصدر وهو ُه فى قوله أنت سير‬
                 ‫غير‬                                                      ‫فع‬         ‫ال فع‬
 ‫ٌَ‬                                                           ‫ْ ُ‬
 ‫سير فلم يجز حيث أَظهَر االسم عندهم إال الرفع كما أنه لو أَظهَر الفعل الذى هو بدل منه لم يكن‬
            ‫ٌ‬           ‫َ‬      ‫ْ َ‬        ‫ّ‬                            ‫ْ َ‬                ‫َ ٌْ‬
                                                                                                ‫إ ّ نصبا‬
                                                                                                     ‫ال‬
                                                                      ‫____________________‬

‫(0/743)‬



                                 ‫ِ‬                             ‫ِ‬                 ‫ِ‬
    ‫| فكما لم يجز فى اإلضمار أن تُضمر ناصبً كذلك أم تضمر بعد اإلظهار وصار المبتدأُ والفعل‬
    ‫ُ‬                                                    ‫ا‬                             ‫ْ‬
                                                              ‫ْ َ‬
                                                                     ‫ِ ٍ‬
  ‫يعمل كل واحد منهما على حدة فى هذا الباب ال يدخل واحد على صاحبه ( هذا باب ما يجئ من‬
                                         ‫ٌ‬                                                   ‫ُّ‬
                                                   ‫َ‬                                                    ‫َ‬
   ‫ُّ ً‬
  ‫ُه ) | وذلك قولك حنانيك كأَنه قال تحننا‬
                     ‫َ َْ َ‬                      ‫ِ‬                ‫ِ‬              ‫ِ‬      ‫ُ ًّ‬
                                           ‫المصادر مثَنى منتصبا على إضمار الفعل المتروك إظهار‬
    ‫ًّ ال‬                                     ‫َّ‬               ‫َّ‬                 ‫ّ ِ ّ َستر‬
‫بعد تحنن كأَنه ي حمه لي حمه ولكنهم حذفوا الفعل ألنه صار بد ً منه | ال يكون هذا مثنى إ ّ فى‬
                    ‫ُ‬       ‫و‬      ‫ال‬                                    ‫َر‬
         ‫حال إضافة كما لم يكن سبحان اهلل ومعاذ اهلل َّ مضافا | فحنانيك ال يتَصرف كما لم يتصرف‬
         ‫َ ّ ْ‬           ‫َ َّ ُ‬       ‫ً َ َ‬          ‫ُ ْ َ ِ َ َ ِ إال‬            ‫َ‬
                                                                                           ‫ٍ‬        ‫ِ‬
‫سبحان اهلل وما ِأشبه ذلك | قال الشاعر وهو طرفة بن العبد % ( أَبا منذر أَفنيت فأستْبق بعضنا %‬
         ‫ُ ْ ٍ َْْ َ ْ َ ِ َ ْ َ‬                      ‫ََ‬                                        ‫ُ َ‬
       ‫ّ ر ُّ‬                    ‫ّ‬                                ‫َْ ِ‬
   ‫حنانيك بعض الشر أَهون من بعض ) % | عم الخليل رحمه اهلل أن معنى التثنية أنه أ اد تحننا‬
                                                       ‫وز‬                   ‫َّ ْ َ ُ‬     ‫ُ‬      ‫َ َ َْ َ‬
                                                                                    ‫ٍّ ّ‬
                                                                               ‫بعد تحنن كأَنه قال‬
                                                                      ‫____________________‬

‫(0/843)‬
‫ِ‬           ‫ٍ‬ ‫ر ٍ‬
          ‫بْ‬     ‫ُ‬           ‫ر‬     ‫َ‬         ‫و‬     ‫َ ْ َ َّ َ َ ُ ْ‬
      ‫كّما كنت فى حمة وخير منك فال ينقَطعن وليكن موص ال بآخر من حمتك | ومثل ذلك لََّيك‬ ‫ُ‬        ‫ل‬
                       ‫ِ‬               ‫َ ِ َ َْ ِ ّ‬
   ‫وسعديك وسمعنا من العرب من يقول سبحان اهلل وحنانيه كأَنه قال سبحان اهلل واسترحاماً كما قال‬
                           ‫َ‬                                                             ‫َ ْ َْ‬
 ‫ِ‬                                                                                  ‫ِ‬
 ‫سبحان اهلل وريحانه يريد واسترزقَه | وأما قولك لََّيك وسعديك فانتَصب هذا كما انتَصب سبحان اهلل‬
      ‫َ‬                                    ‫َ ْ َْ‬  ‫بْ‬           ‫ّ‬      ‫ا‬      ‫َْ َ‬       ‫َ‬
        ‫وهو أيضا بمنزلة قولك إذا أخبرت سمعاً وطاعة | َّ أن لَّيك ال يتصرف كما أن سبحان اهلل‬
         ‫ِ‬
             ‫َ‬      ‫َّ‬       ‫ّ‬           ‫ً إال ّ َب ْ‬             ‫َ َْ‬               ‫ً‬
       ‫ة‬       ‫ْر َ ْع‬       ‫ة‬       ‫َ ْع‬                                ‫ّ‬     ‫ِ َْ‬
      ‫وعمرك اهلل وقعدك اهلل ال يتصرف | ومن العرب من يقول سم ٌ وطاع ٌ أى أَم ى سم ٌ وطاع ٌ‬  ‫َ َْ‬
    ‫بمنزلة % ( فقالت حنان ما أتى بك ها هنا % ) % | وكما قال سالم | والذى يرتفع عليه حنان‬
    ‫َ ٌ‬            ‫َ‬        ‫َ ٌ‬                     ‫َ‬               ‫َ ٌ‬
   ‫َْ ا‬                         ‫وسمع غير مستعمل كما أن الذى ينتصب عليه لَّيك وسبحان ِ‬
   ‫َ اهلل غير مستعمل | واذا قال سمعً‬
                     ‫َ‬                       ‫َب ْ‬        ‫َ‬       ‫ّ‬       ‫َ‬     ‫ٌْ ُ‬
  ‫َ َْ َ‬                              ‫ً‬                ‫ِ‬
  ‫وطاعة فهو فى ج ِة َّمع والطاعة كما قال حمدً وشكر على هذا التفسير | ومثل ذلك حذاريك‬
                                      ‫َ ْ ا ُْ ا‬                ‫تز ي الس ِ‬       ‫ً‬
                                                      ‫كأَنه قال ِليكن منك حذر بعد حذر كما‬
                                                           ‫َ ٍَ‬     ‫َ ٌَ‬    ‫ْ‬        ‫َّ‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/943)‬




    ‫أنه أ اد بقوله لَّيك وسعديك ِإجاب ً بعد إجابة كأنه قال كلَّما أَجبتُك فى أمر فأنا فى األمر اآلخر‬
      ‫َ‬                  ‫ٍ‬                           ‫ٍ ّ‬           ‫ة‬       ‫َ ْ َْ‬  ‫َب ْ‬      ‫َّ ر‬
                 ‫ُ‬              ‫ً‬                  ‫ال َّ‬                ‫ُّ‬
 ‫مجيب وك َن هذه التثنيةَ أشد توكيدا | ومثُله إ ّ أنه قد يكون حاال وقع عليه الفعل قول الشاعر وهو‬
                                                                                        ‫ٌ أّ‬
                                  ‫َ َْ َ‬        ‫ُ َّ ُ ْ ٌ ُ َّ ْ ِ ِ ْ‬
  ‫عبد بنى الحسحاس % ( إذا شق برد شق بالُبرد مثلُه % دواليك جتّى ليس للبرد البِس ) % | أى‬
            ‫ُْ ِ ُ‬                                                                ‫َ ْ ِ‬          ‫ُ‬
‫مداولَتك ومداول ً لك | وان شاء كان حاالً | ومثله أيضً % ( ضربا هذا ذيك وطَعناً وخضا % ) %‬
         ‫ْ َْ َ‬       ‫َ ْ ً َ َْ َ‬           ‫ا‬                                     ‫َة‬           ‫َ‬
                                                                    ‫____________________‬

‫(0/153)‬




                   ‫َّ ٍ َّ ِ ْ ٌ‬                  ‫ِ ّ‬          ‫َ ْ َ َّ ِ ْ ٌ‬
   ‫| ومعنى تثنية دوالَيك أَنه فعل من اثنين ألنى إذا داولت فمن كل واحد منا فعل | وكذلك هذا ذيك‬
   ‫َ َْ َ‬                               ‫ُ‬
                        ‫ًّ‬                                 ‫َّ ٍ‬         ‫ٍّ‬       ‫ًّ‬
   ‫كأَنه يقول هذا بعد هذ من كل وجه | وان شاء حمله على أن الفعل وقَع هذا بعد هذ فَنصبه على‬
         ‫ّ َ ََ‬            ‫َ َ َ‬    ‫ّ‬       ‫َ ََ‬                                          ‫ّ‬
   ‫َ ْ َ وز‬           ‫ِ‬                         ‫ٌ ٌ َّ‬
 ‫الحال | عم يونس أن لَّيك اسم واحد ولكنه جاء على هذا اللفظ فى اإلضافة كقولك علَيك | عم‬
                                                                ‫ّ َب ْ‬          ‫وز‬
  ‫ُ جر‬    ‫َّ في‬            ‫ُ‬         ‫َ ٌ‬                 ‫َ ْ َ َّ‬        ‫ة‬        ‫َّ‬
 ‫الخليل أنها تثني ٌ بمنزلة حوالَيك ألنا سمعناهم يقولون حنان | وبعض العرب يقول لَب ُجريه م ى‬
    ‫َمس وغاق ولكن موضعه نصب | وحواليك بمنزلة حناَنيك | ولست تحتاج فى هذا الباب إلى أن‬
                                ‫َ‬       ‫َ َْ َ‬           ‫َ َْ َ‬   ‫ٌ‬        ‫َ‬      ‫ّ‬      ‫ِ‬     ‫أْ ِ‬
    ‫ٍ‬     ‫ب ٍ َ َْ‬                                                                         ‫ْ ِ َ َّ‬
  ‫تُفرد ألنك إذا أَظهرت االسم تَبَّن أنه ليس بمنزلة علَيك وِالَيك ألنك ال تقول لََّى زيد وسعدى زيد |‬
                                     ‫ََْ َْ‬                         ‫َ َي‬
‫َّ‬
  ‫وقد قالوا حوالَك فأَفردوا كما قالوا حنان | قال ال اجز % ( أَهدموا بيتَك ال أَبالكاَ % وحسبوا أنك ال‬
                     ‫ََ‬               ‫ََ ُ‬        ‫ر‬            ‫َ ٌ‬                   ‫َ َ‬
                                                                   ‫َّ‬    ‫ِ‬
                                               ‫َخالَكاَ ) % % ( وأَنا أَمشى الداأََلى حوالَكا % ) %‬  ‫أ‬
                                                             ‫َ‬
                                                                         ‫____________________‬

‫(0/053)‬




     ‫| وقال % ( دعوت ِلما نابنى مسور % فلََّى ف َّى يدى مسور ) % | فلو كان بمنزلة علَى لقال‬
               ‫َ‬                     ‫َ ْ ِ ْ َ ً َ ب َلب َ َ ْ ِ ْ َ ِ‬
                                                   ‫ْ‬        ‫ا‬                 ‫َ َْ ُ‬
                                                            ‫ٍ‬
    ‫فلََّى يدى مسور ألنك تقول علَى زيد إذا أَظهرت االسم ( هذا باب ذكر معنى لََّيك وسعديك وما‬
         ‫بْ َ َ ْ َ ْ َ‬                       ‫َ‬      ‫َ‬            ‫َ‬         ‫ّ‬        ‫َ ب ََ ْ‬
                                   ‫ُْ َ‬         ‫ُ‬      ‫ِ‬
                              ‫اشتُّا منه ) | وانما ذكر َّن لك وجهُ نصبه كما ذكر معنى سبحان اهلل‬
                                                                    ‫ُ ليبي‬                ‫ق‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/253)‬




          ‫َّ ٌ‬                  ‫ِ و ِ‬
‫| حدثنا أبو الخ ّاب أنه يقال للرجل المداوِم على الشئ ال يفارقه ال يقلعُ عنه قد أَلَب فالن على كذا‬
                                               ‫ِ‬          ‫ِ‬                  ‫َط ّ‬              ‫ّ‬
                                 ‫ُ‬
       ‫َّ‬                 ‫َ ُ ن ٌّ‬        ‫ََ ِ ُ‬
   ‫وكذا | ويقال قد أَسعد فالن فالنً على أم ه وساعده فاإللباب والمساعدةُ د ُو ومتابع ٌ إذا أَلَب على‬
                 ‫َ ة‬                                      ‫ر‬        ‫ا‬     ‫ْ ََ ٌ‬
      ‫َ ْ َْ‬      ‫َب‬        ‫ُ‬                ‫ُ‬                     ‫ّ‬       ‫ََ‬                   ‫ِ‬
  ‫الشئ فهو ال يفارقُه واذا أَسعده فقد تابعه | فكأَنه إذا قال الرجل للرجل يا فالن فقال لَّيك وسعديك‬
   ‫فقد قال له قُرباً منك ومتابع ً لك | فهذا تمثي ل وان كان ال يستعمل فى الكالم كما كان ب اءةَ اهلل‬
             ‫َر‬                                ‫ُ‬                     ‫ٌ‬            ‫َ ة‬               ‫ْ‬
  ‫تمثيال لسبحان اهلل ولم يستعمل | وكذلك إذا قال لَّيك وسعديك يعنى بذلك اهلل عز وجل فكأَنه قال‬ ‫ِ‬
           ‫ّ ّ‬          ‫ّ‬                          ‫َ َْْ‬      ‫َب ْ‬                     ‫ُ‬          ‫َ‬        ‫ً‬
   ‫َ ْ َْ‬            ‫َّ‬       ‫َ‬          ‫َ َّ‬                    ‫ِ َ‬          ‫ٍ ُ‬
 ‫أَى رب ال أَنأَى عنك فى شئ تأمرنى به | فإذا فعل ذلك فقد تقرب إلى اهلل بهواه وأما قوله وسعديك‬        ‫ْ‬   ‫ْ َّ‬
      ‫ع وأطاع | وانما‬
         ‫ّ‬                                                  ‫ِ ٍ ِ‬
                          ‫ٌ أمرك وأولياءك غير مخالف | فإذا فعل ذلك فقد تابع وطاو‬       ‫فكأَنه يقول أنا متابع َ‬
                                                                                                             ‫ّ‬
                                 ‫ََ‬                                    ‫ُ ُ‬    ‫ْ َ‬
  ‫حملنا على تفسير لَّيك وسعديك لنوضح به وجه نص ِهما ألنهما ليسا بمنزلة سقيا وحمدا وما ِأشبه‬
                ‫َ ً َْ ً‬                        ‫َّ‬         ‫ب‬             ‫َ‬
                                                                            ‫ِ‬   ‫َ ْ َْ‬   ‫َب ْ‬                ‫َ‬
       ‫َْ ا‬        ‫ُ‬        ‫َ ًْ‬       ‫َ‬               ‫َ ً َ ْ ا َّ‬
       ‫هذا | أال ى أنك تقول للسائل عن تفسير سقيا وحمدً إنما هو سقاك اهللُ سقيا وأَحمد اهلل حمدً‬       ‫تر‬
           ‫ِ‬              ‫ِ‬
  ‫وتقول حمدا بدل من َحمد اهلل وسقيا بدل من سقاك اهللُ | ال تقدر أن تقول أُلُّك لًّا وأُسعدك سعدا‬
  ‫َْ ً‬       ‫َ ب َب ْ‬                    ‫و‬                ‫َ‬   ‫ًَ ٌ‬        ‫أ ُ‬     ‫َْ ً ٌ‬
              ‫شئ‬                      ‫ّ َُ ْ‬            ‫ِ ُّ‬   ‫ِ و ب ٌ‬
    ‫ال تقول سعدً بدل من أُسعد ال لًَّا بدل من أُلب | فلما لم يكن ذاك فيه التُمس له ٌ من غير‬
                                                                                ‫ُ َْ ا ٌ‬       ‫و‬
                                          ‫ِ‬                                   ‫ِ‬
   ‫لفظه معناه كب اءةَ اهلل حين ذكرناها َّن معنى سبحان اهلل | فالتَمست ذلك لَ َّيك وسعديك واللفظ‬
            ‫َ َْْ‬      ‫لب ْ‬     ‫ُ‬              ‫ُْ َ‬            ‫لنبي‬               ‫ر‬
                  ‫ُّ َ‬       ‫و َ َّ‬       ‫ِ‬         ‫َ ْ ِ َّ ْ‬
              ‫الذى أشتُّا منه إذ لم يكونا فيه بمنزلة الحمد والسقى فى فعلهما ال يتصرفان تصرفهما‬
                                                                                        ‫ق‬
                                                                    ‫____________________‬

‫(0/353)‬
‫فمعناهما القرب والمتابعة فمثّلت بهما النصب فى َّيك وسعديك كما مثَّلت بب اءةَ النصب فى سبحان‬
‫ُْ َ‬             ‫َ‬          ‫ُ ر‬               ‫َ َْ‬      ‫لب‬      ‫َ‬               ‫ُ‬            ‫َ‬       ‫ُ‬
                            ‫َّ‬
 ‫ُ ئلت عنهما بقولك أنتنا ألن معناهما وحدهما واحد مثل تمثيلك‬
             ‫َ‬                                                         ‫اهلل | ومثل ذلك تمثيلُك أُ َّة وتَُّة إذا س ِ‬
                                                                                ‫فً فً‬
                                          ‫ً ّ‬                      ‫َ‬
           ‫ِ‬
‫بهر بتًَّا ودفر بنتْنً | وأما قولهم سَّح ولََّى وأَ َّف فإَّما اد أن ُخبرك أنه قد لَفظَ بسبحان اهلل وب َّيك‬
                                   ‫ي ِ َّ‬          ‫َ ب َ ب ف َ ِن أر‬
  ‫َ لب ْ‬         ‫ُْ َ‬                                                                       ‫َ ْ ً ب َْ ا َ ا ّ‬
                                                                                                       ‫ً‬         ‫ا‬
 ‫وبأُف فصار هذا بمنزلة قوله قد دعدع وقد بأْبأَ ّذا سمعتَه َيلفظ بدع وبقوله بأَ ِى | ويدلّك على ذلك‬
                             ‫ب‬        ‫َ ْ‬                    ‫ََ إ‬       ‫َ َْ َ‬                                ‫َّ‬
     ‫قولهم هَّل إذا قال ال إله إ ّ اهللُ | واَّما ذكرت هَّل وما ِأشبهها لتقول قد لُفظ بهذا | ولو كان هذا‬
                               ‫ِ َ‬                        ‫ُ َل َ‬          ‫ن‬          ‫َ ال‬                ‫َل َ‬
          ‫َّ‬                         ‫َة‬         ‫َ‬       ‫ُ َ ِ َّ َ ْ َ‬
        ‫بمنزلة كلّمتُه من الكالم لكان سبحان اهلل ولَب وسعد مصادر مستعمل ً متصرف ً فى الجر والرفع‬
                            ‫َّ ة‬
                 ‫ال‬       ‫َ ْو‬          ‫َ َّ ُ َ ْ َ ْ ُ‬          ‫َ ب ْ ُ َ لب ْ ُ‬           ‫ِ‬
           ‫والنصب واأللف والالم ولكن سَّحت و َّيت بمنزلة هلْلت ودعدعت إذا قال دع ال إله إ ّ اهللُ‬
                                                                               ‫____________________‬

‫(0/453)‬




   ‫ُه ) | وذلك قولك‬
                  ‫َّهُ به على إضمار الفعل المتروك إظهار‬
                                                      ‫( هذا باب ما ينتصب فيه المصدر المشب‬
                                                               ‫ُ‬                 ‫َ‬
                         ‫ُر ٌ ُر َ ْ‬         ‫ِ‬                   ‫َ ِ‬
 ‫مررت به فإذا له صوت صوت حمار ومررت به فإذا له ص اخ ص اخ الثَّكلَى | و قال الشاعر وهو‬
                                                                                    ‫ِ‬
                                                   ‫ُ‬                  ‫َْ ٌ َْ‬             ‫ُ‬
             ‫ِ‬                                  ‫َ ْ ٍ َ ِ الن ْ ِ ِ‬                ‫ُّ ْ ّ‬
‫النابغة الذبيانى % ( مقذوفة بدخيس َّحض بازلُها % له صريف صريف القَعو بالمسد ) % | وقال‬
               ‫ََ‬    ‫َ ٌ َ َ ْ‬
‫% ( لها بعد إسناد الكليم وهد ِه % ورنة من يبكى إذا كان باكيا ) % % ( هدير هدير الثَّور ينفض‬
     ‫ِ َ‬      ‫َ ٌ َ َ‬              ‫َ‬
                                     ‫ِ‬          ‫َ َّ ِ َ ْ َ‬       ‫َ ْ َ ْ ِ َ ِ َ ْئ‬
                                                                         ‫َ ِ‬
                                                             ‫َ َّ َ‬           ‫َ ُ ُّ َ ْ‬
                                                     ‫أسه % يذب بروقيه الكالب الضواريا ) %‬   ‫رَ‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/553)‬



                            ‫ِ‬                  ‫ٍ‬                              ‫َّ‬
  ‫| فإنما انتَصب هذا ألنك مررت به فى حال تصويت ولم ترد أن تَجعل اآلخر صفةً لألول ال بدال‬
  ‫ً‬       ‫ّ و‬                                                       ‫َ‬                              ‫َّ‬
                          ‫َ‬
        ‫ِ‬               ‫ٌ‬                 ‫َّ َ َ ٌ‬              ‫ٌ ُ‬              ‫َّ َّ َ‬
‫منه | ولكنك لما قلت له صوت علم أنه قد كان ثَم عمل فصار قولُك له صوت بمنزلة قولك فإذا هو‬
  ‫يصوت فحملت الثانى على المعنى | وهذا ٌ فى النصب ال فى المعنى بقوله تبارك وتعالى ^ (‬
                                                    ‫شبيه‬                          ‫َ َ‬          ‫َّ ُ‬
   ‫وجاعل َّْيل سكنا والشمس واْلقمر حسباناً ) ^ ألنه حين قال جاعل الليل فقد عِلم ئُ أنه على‬
            ‫َ َ القار ّ‬       ‫ُ ِ‬                 ‫ّ‬       ‫َّ ْ َ َ َ َ َ ُ ْ َ‬     ‫َ َ ِ ُ الل ِ َ َ ً‬
    ‫معنى جعل فصار كأَنه قال وجعل الّيل سكنا وحمل الثانى على المعنى | فكذلك له صوت فك َنه‬
     ‫ٌ أّ‬                             ‫َ‬        ‫َ َ َ َ ل َ َ ًَ َ َ َ‬                     ‫َََ‬
          ‫َ‬     ‫ٌ ي َّ ُ‬                ‫َ َ َ ّ َّ‬
‫قال فإذا هو يصوت فَحمله على المعنى فنصبهُ كأَنه توهم بعد قوله له صوت ُصوت صوت الحمار‬
                                                                         ‫َّ ُ َ َ َ‬             ‫ِ‬

   ‫ُ‬             ‫ِ‬                                            ‫ّ‬          ‫َ‬         ‫ُ ِْ ُ‬
   ‫أو يبديه أو يخرجه صوت حمار ولكنه حذف هذا ألنه صار له صوت بد ً منه | فإذا قلت مررت‬
                            ‫ٌ ال‬                                                                  ‫ُْ‬
‫َ‬      ‫َ‬     ‫ٍ‬    ‫َ‬        ‫ِ‬
     ‫به فإذا هو يصوت صوت الحمار فعلى الفعل غير حال | فإن قلت صوت حمار فألقيت األلف‬
                                                                  ‫َ‬     ‫َّ ُ‬       ‫ِ‬
       ‫َ ِ ٍ ال‬
  ‫والالم فعلى إضمارك فعالً بعد الفعل المظهَر سوى الفعل المظهر وتَجعل صوت حمار مثا ً عليه‬
                                                                                  ‫َ‬
                       ‫َ‬         ‫ٌ‬        ‫َ ِ‬
                       ‫ي ج الصوت أو حا ً كما أردت ذلك حين قلت فإذا له صوت | وان شئت‬
                                                         ‫َ‬        ‫ال‬      ‫ُ‬      ‫ُخر‬
                                                         ‫____________________‬

‫(0/653)‬



               ‫ِ‬
‫أوصلت إليه يصوت فجعلته العامل فيه كقولك يذهب ذهابا | ومثل ذلك مررت به فإذا له دف ٌ دفعك‬
 ‫َ ْع َ َ‬            ‫ُ‬                   ‫َ‬     ‫َ‬                                    ‫َ‬
                                                             ‫َ‬            ‫ّ‬
        ‫ّ‬          ‫ّ‬    ‫ِ َّ ُ ُ ِ‬    ‫الضعيف | ومثل ذلك أيضاً مررت به فإذا له دق د َّك ِ‬
  ‫َ ٌ َ ق بالمنحاز حب الفْلفل | ويدلك على أنك إذا‬           ‫ُ‬                     ‫َ‬
                  ‫ٍ‬   ‫َ‬        ‫ٌ‬           ‫ال‬               ‫َ َ ٍ‬
 ‫قلت فإذا له صوت صوت حمار فقد أَضمرت فع ً بعد له صوت وصوت حمار انتَصب على أنه‬
                                                                        ‫ٌ‬          ‫ِ‬
 ‫مثال أو حال ي ج عليه الفعل أنك إذا أَظهرت الفعل الذى ال يكون المصدر بدال منه احتجت إلى‬
     ‫َ‬              ‫ُ‬                    ‫َ‬     ‫َ‬          ‫ُ ّ‬            ‫ٌ َخر‬        ‫ٌ‬
                       ‫ْ َ ارَ‬     ‫َ‬    ‫ر‬                                 ‫ِر‬
   ‫فعل آخر تُضم ه | فمن ذلك قول الشاعر % ( إذا أَتْنى سقطت أَبص ُها % دأْب بِكار شايحت‬
    ‫َ َ ٍ َ ْ‬                                                                    ‫ََ‬
                                                                                        ‫ٍ‬
                                                                               ‫ِ ُها ) %‬
                                                                                     ‫بكارَ‬
                                                              ‫____________________‬

‫(0/753)‬




                  ‫ا وً‬     ‫ُ‬     ‫ْ ُ‬         ‫ٍ ّ‬
     ‫| ويكون على غير الحال وان شئت بفعل مضمر كأَنك قلت تَدأَب فيكون أيضً مفع ال وحاال كما‬
 ‫ِ‬
 ‫يكون غير حال | فمما ال يكون حاال ويكون على الفعل قول الشاعر وهو رؤبة % ( لَوحها من بعد‬
   ‫َْ‬        ‫َّ َ‬                       ‫ُ‬
                ‫َضمر‬                      ‫َ ي ْ َ للس َ ْ‬      ‫َ‬          ‫ب ْ ٍ ََ ْ‬
   ‫ُدن وسنق % تَضميرك السابق ُطوى َّبق ) % | وان شئت كان على أ ها وان شئت كان‬
                                                        ‫على لوحها ألن تلويحه تضمير‬
                                                                     ‫ّ‬      ‫َ َّ َ‬
                                                              ‫____________________‬

‫(0/853)‬




    ‫| ومثله قوله وهو العجاج % ( ناج طواهُ األَين مما وجفاطَى َّيالى زلفً فزلفا ) % % ( سماوةَ‬
          ‫َ‬         ‫َُ ا ََُ‬      ‫ْ ُ ّ َ َ َ َّ الل‬        ‫ٍ َ‬         ‫ّ‬
   ‫الهالل حتى احقَوقَفَا % ) % | وقد يجوز أن تُضمر فع ً آخر كما أَضمرت بعد له صوت ُّك‬
      ‫ٌ يدل‬          ‫َ‬               ‫ِ ِ ال َ‬                                ‫ْ‬
                                                                                       ‫ِ ِ‬

     ‫ٌ‬                             ‫ُ‬                      ‫ً‬    ‫َ‬          ‫َّ‬
‫على ذلك أنك لو أَظهرت فعال ال يجوز أن يكون المصدر مفع ال عليه صار بمنزلة له صوت وذلك‬
                            ‫وً‬
‫َ ُ ّ ِ َ َّ ِ ْ ِ‬         ‫َ ال َ ْ ِ ٌ‬                        ‫َ ٍ‬
‫قولُه وهو أبو كبير الهذلى % ( ما إن يمس األرض إ ّ منكب % منه وحرف الساق طى المحمل )‬
                                            ‫ْ َ َ ُّ‬
   ‫َ‬                ‫ْ‬
                                                                                ‫%‬
                                                                           ‫____________________‬

‫(0/953)‬




 ‫َ‬                    ‫َ‬       ‫ّ ُ‬             ‫ُ‬    ‫َ‬       ‫َ ٌّ َّ‬
‫| وصار ما إن يمس األرض بمنزلة له طى ألنه إذا ذكر ذا عرف أنه طَيان | وقد يدخل فى صوت‬‫َ‬      ‫ْ َ َ ُّ‬
                      ‫و‬          ‫ة‬                            ‫إن‬                     ‫ُ َ ِبِ‬
 ‫حمار إنما أنت شرب اإل ِل إذا مثّل بقوله َّما أنت شرباً | فما كان معرف ً كان مفع ال ولم يكن حاال‬          ‫َّ‬
                                                   ‫ُْ‬                         ‫ُ‬              ‫ْ‬
       ‫ٌ لألول ُّك على ذلك أنك لو‬
             ‫َّ‬               ‫وشركته النك ة | وان شئت جعلتَه حا ً عليه وقع األمر وهو تشبيه ّ يدل‬
                                                    ‫ُ‬                    ‫ال‬            ‫َ‬            ‫ر‬
         ‫ِ‬         ‫ِ ٍ‬                          ‫ً ِ َخر َ ِ َ‬
     ‫أَدخلت مثْل ههنا كان حسنا وكان نصبا فإذا أ جت مثْل قام المصدر النك ةُ مقام مثْل ألنه مثْله‬       ‫َ ِ َ‬
                          ‫ر َ‬       ‫ُ‬
                               ‫َ ِ‬                                                         ‫ُ ِ ْ ٍ َ ُّ‬
                         ‫ٍ ِْ‬                          ‫َ ِ‬       ‫ِ‬
     ‫نكرٌ فدخول مثل يدلك على أنه تشبيه | فإذا قلت فإذا هو يصوت صوت حمار فإن شئت نصبت‬
     ‫َ‬                              ‫ُ َْ‬                                                                        ‫ة‬
   ‫ٌ‬            ‫َّ‬
  ‫على أنه مثال وقع عليه الصوت وان شئت نصبت على ما فسرنا وكان غير حال وكأَن هذا جواب‬
                                             ‫َّ‬          ‫َ‬                     ‫ُ‬                    ‫ٌ‬        ‫َّ‬
                                                                      ‫َّ‬         ‫َ ِ‬
 ‫لقوله على أَى حال وكيف ومثلُه | وكأَنه قيل له كيف وقع األمر أو جعل المخاطَب بمنزلة من قال‬
                        ‫َ‬                                                                    ‫ّ ٍ‬
           ‫َ‬                               ‫ُ‬
                    ‫َ‬                                     ‫ّ ٍ‬
‫ذلك فأ اد أن َّن كيف وقع األمر وعلى أى مثال فانتصب وهو موقُو ٌ فيه وعليه وعمل فيه ما قبله‬
                                   ‫َْ ع‬                                                         ‫يبي‬       ‫ر‬
                                                 ‫َ‬                          ‫ُ‬
                            ‫َ‬           ‫ٍ ْ‬      ‫ٍ‬
       ‫وهو الفعل | واذا كان معرفة لم يكن حا ً وكان على فعل مظهَر إن جاز أن يعمل فيه أو على‬
                                                                   ‫ال‬             ‫ً‬                     ‫ُ‬
                                      ‫ِ َ ُّ‬          ‫َ َّ ِ ْ ِ‬
                                    ‫مضمر إن لم يجز المظهَر كما ينتصب طى المحمل على غير يِمس‬
                                                                             ‫َ‬                          ‫ٍَ ْ‬
                                                       ‫َ‬                             ‫ُ‬
                                                                              ‫____________________‬

‫(0/163)‬




              ‫ة‬                    ‫ٌ ُ ُ ٍْ‬           ‫ُ ِ ٍ‬
   ‫| وان شئت قلت له صوت صوت حمار وله صوت خوار ثَور وذلك إذا جعلته صف ً للصوت ولم‬
                                                                   ‫َْ ٌ‬              ‫ْ‬
   ‫ى هذا‬‫َه | وان كان معرف ً لم يج أن يكون صفة لنك ة كما ال يكون حاال | وستر‬
                                ‫ر‬               ‫ز‬       ‫ة‬                ‫ترد فع ً ال إضمار‬
                                                                                ‫ال و‬
        ‫ّ‬                    ‫ُ‬     ‫ٌ‬               ‫َّ‬
 ‫َّا فى بابه إن شاء اهلل | عم الخليل أنه يجوز له صوت صوت الحمار على الصفة ألنه تشبيه‬
                                                            ‫وز‬                     ‫مبني‬
  ‫فمن ثم جاز أن توصف النك ة به | عم الخليل حمه اهلل أنه يجوز أن يقول الرجل هذا رجل أخو‬
       ‫ٌَُ‬     ‫ُ‬                             ‫ر‬         ‫وز‬    ‫ر‬
 ‫زيد إذا أردت أن َّهه بأخى زيد | وهذا قبيح ضعيف ال يجوز إ ّ فى موضع االضط ار ولو جاز‬
            ‫ر‬                 ‫ال‬                                     ‫تشب‬    ‫َ‬        ‫ٍ‬
                                                    ‫ِ‬
 ‫هذا لقلت هذا قصير الطويل تريد مثل الطويل | فلم يجز هذا كما قبح أن تكون المعرفة حاال للنك ة‬
 ‫ً ر‬                                                         ‫ُ‬       ‫ُ‬                 ‫َ‬
                                                                             ‫ٌ‬
                            ‫ِ‬
 ‫إ ّ فى الشعر | وهو فى َّفة أقبح ألنك تَنقض ما تَكلّمت به فلم يجامعه فى الحال كما فارَه فى‬
       ‫َق‬                               ‫َ‬                           ‫الص‬                      ‫ال‬
                                 ‫ُ‬                             ‫ُ‬
     ‫ِ‬
  ‫الصفة | َّين لك فى بابه إن شاء اهلل تعالى ( هذا باب يختار فيه الرفع ُ) | وذلك قولك له عْلم‬
                                          ‫ٌ‬                                       ‫وسيب‬
  ‫ٌ‬
           ‫ِ ٌ ذكر‬                                         ‫َ ِ ن‬                     ‫َ ِ‬      ‫ِ‬
       ‫عْلم الفُقهاء وله َأَى أى األُصالء | واَّما كان الر ُ فى هذا الوجه ألن هذه خصال تَ ها فى‬
                              ‫َ َّ‬             ‫فع‬                         ‫رٌ رُ‬            ‫ُ‬
‫الرجل كالحلم والعقل والفضل ولم ترد أن تُخ ِر بأنك مررت برجل فى حال ٍُّم ال تفهٍُّم ولكنك‬
      ‫ّ‬             ‫تعل و‬                         ‫ب‬                                ‫ِ‬
                                                               ‫____________________‬

‫(0/063)‬




 ‫َ‬           ‫ٌََ ََ ُ‬                                            ‫ْ‬      ‫ٍ‬
 ‫أردت تَذكر الرجل بفضل فيه وأَن تَجعل ذلك خصلة قد استَكملها كقولك له حسب حسب الصالحين‬
                                                ‫َ ً‬
     ‫ُ‬             ‫ِ‬                ‫ٍ‬
   ‫ألَن هذه األشياء وما ُشبِهها صارت تَحلي ً عند الناس وعالمات | وعلى هذا الوجه رفع الصوت |‬
                                                          ‫ة‬              ‫يْ‬              ‫َّ‬
                ‫ُ‬                                                               ‫َ‬
‫وان شئت نصبت فقلت له عْلم علم الفقهاء كأَنك مررت به فى حال ٍُّم وتف ُّه وكأَنه لم يستكمل أن‬
           ‫َ‬      ‫قِ ّ‬        ‫تعل‬                     ‫ِ َّ‬     ‫ٌ َ‬
                                                                     ‫ِ‬         ‫َ‬
                         ‫يقال له عالم | وانما فُرق بين هذا وبين َّوت ألن الصوت عالج وأن ِ‬
   ‫ٌ ّ العْلم صار عندهم بمنزلة‬      ‫ِ‬                    ‫الص‬                        ‫ِ‬
                                                 ‫ّ‬                                ‫ٌ‬
‫اليد والرجل | ُّك على ذلك قولهم له شرف وله د ِن وله فَهَم | ولو أ ادوا أنه يدخل نفسه فى الدين‬
‫َّ ِ‬               ‫ِ‬
           ‫ر ّ ُْ ُ َ‬                 ‫ٌ‬       ‫يٌ‬        ‫ََ ٌ‬                  ‫َ ِ َّ ِ ويدل‬

    ‫َ ٌ‬           ‫ََ ٌ َ ُ‬           ‫َ َّ ُ‬                        ‫ِ ٌ‬
 ‫ولم يستكمل أن يقال له دين لقالوا ي َّن وليس بذلك ويتشرف وليس له شرف ويتفهَّم وليس له فهَم |‬
                                                       ‫َتدي ُ‬                            ‫َ‬
  ‫ِ‬              ‫ِ‬
‫فلما كان هذا اللفظُ لّذين لم يستكملوا ما كان غير عالج بعد النصب فى قولهم له عْلم علم الفقهاء |‬
                                     ‫ٍ َ َُ‬                              ‫ل‬
          ‫ٌ ُ‬                  ‫ُ‬               ‫َ‬                 ‫َ‬                         ‫ّ‬
 ‫ٌ‬                  ‫ٍ‬      ‫َ‬      ‫َّ‬             ‫َّ ّ‬            ‫ٍ ِ َّ‬
 ‫واذا قال له صوت صوت حمار فإنما أَخبر أنه مر به وهو يصوت صوت حمار | واذا قال له علم‬
                                                                            ‫َ‬     ‫ٌ‬
     ‫علم الفقهاء فهو يخ ِر عما قد استقر فيه قبل رؤيته وقبل سمعه منه أو َآه ي َّم فاستدل بحسن‬
       ‫َّ ُ ْ‬         ‫ر َتعل‬         ‫ِ‬
                                       ‫َْ‬                        ‫ّ‬        ‫ُ ب َّ‬        ‫ِ‬
                                                                                              ‫ُ‬
 ‫َّ‬          ‫تعلُّمه على ما عنده من العلم ولم يرد أن يخ ِر أَنه إنما بدأَ فى عالج العلم فى حال لق ِ‬
 ‫ُ ََّه إياه ألن‬
       ‫ي ّ‬                        ‫ِ‬               ‫ْ ُ ب َّ‬                                  ‫ِ‬
  ‫هذا ليس مما يثْنى به وانما الثناء فى هذا الموضع أن يخبِر بما استَقر فيه ال ُخبر أن أَمثَل شئ‬
  ‫و ي ِ ّ ْ َ ٍ‬            ‫ّ‬              ‫ُ‬                  ‫َ‬         ‫َّ‬     ‫َُ‬
                                                                  ‫كان منه ُّم فى حال ِه‬
                                                                   ‫لقائ‬           ‫التعل ُ‬
                                                             ‫____________________‬

‫(0/263)‬



         ‫ِ‬
  ‫( هذا باب ما يختار فيه الر ُ إذا ذكرت المصدر الذى يكون عالجا ) | وذلك إذا كان اآلخر هو‬
                                                   ‫َ‬        ‫فع‬
       ‫ُ‬                                     ‫َ‬
‫األول | وذلك نحو قولك له صوت صوت حسن ألنك إنما أردت الوصف كأَنك قلت له صوت حسن‬
     ‫ٌ‬              ‫ّ‬                     ‫ٌ َ ٌَ ّ‬      ‫ٌ‬                            ‫ّ‬
 ‫وانما ذكرت َّوت توكيدً ولم تُرد أن تَحمله على الفعل لما كان صف ً وكان اآلخر هو األول كما‬
       ‫َّ‬       ‫ُ‬            ‫ة‬          ‫ّ‬                      ‫ْ ْ‬   ‫ا‬           ‫َ الص‬     ‫َّ‬
 ‫قلت ما أنت َّ قائم وقاعد حملت اآلخر على أنت لما كان اآلخر هو األول | ومثل ذلك له صوت‬
 ‫ٌ‬                      ‫َّ‬       ‫ُ‬
                                   ‫ِ‬
                                              ‫َ ّ‬           ‫َ‬
                                                              ‫َ ِ‬     ‫ٌ‬       ‫َ إال ٌ‬    ‫َ‬
          ‫ٍ‬                                  ‫أَيما صوت وله صوت مثل صوت الحمار ألن ًّا و ِ‬
   ‫ِ ّ أي المثل صفة أبدا | واذا قلت ُّما صوت فكأَنك‬                ‫ِ‬      ‫ٌ ِ‬          ‫ٍ‬
     ‫ّ‬            ‫ُ َ أي‬             ‫ً‬    ‫َ‬                          ‫ُ‬                     ‫ُّ َ‬
     ‫ُ‬                     ‫ُ‬           ‫ٌّ ِ ٌ‬
     ‫قلت له صوت حسن جدا وهذا صوت ٌ بذلك | فأَى ومثْل هما األول | فالر ُ فى هذا أحسن‬
                  ‫فع‬                                     ‫َ ٌ شبيه‬         ‫ٌ َ ٌَ ّ‬
                    ‫ٌ ِ‬
‫ألنك ذكرت اسما يحسن أن يكون هذا الكالم منه يحمل عليه كقولك هذا رجل مثْلُك وهذا رجل حسن‬     ‫َّ‬
‫ٌ َ ٌَ‬                                                 ‫ُ‬                       ‫ًَ‬
                      ‫ٍ‬     ‫َ‬      ‫َ ّ‬            ‫ٍ‬
 ‫وهذا رجل أُّما رجل | وأما له صوت صوت حمار فقد علمت أن صوت حمار ليس َّوت األول‬
            ‫الص‬                                          ‫ُ‬       ‫ٌ‬             ‫ٍ‬    ‫ٌ َي‬
   ‫ّ‬                                                                    ‫ّ‬
‫ال َ ْ ٌ‬                                   ‫َ‬                   ‫َّ‬
                           ‫وانما جاز لك رفعه على سعة الكالم كما جاز لك أن تقول ما أنت إ ّ سير‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/363)‬




     ‫| فكأَن اّذين يقولون صوت حمار اختاروا هذا كما اختاروا ما أنت َّ سير إذ لم يكن اآلخر هو‬
           ‫ُ‬
             ‫ِ‬            ‫إال ا ْ‬
                              ‫ً‬                                        ‫ٍ‬        ‫َ‬                   ‫َّ ل‬
                                ‫كر‬                                   ‫َ‬          ‫ِ ِ ر‬
    ‫األول فحملوه على فعله ك اهةَ أن يجعلوه من االسم الذى ليس به كما هوا أن يقولوا ما أنت إ ّ‬
    ‫ال‬                                                                                                   ‫ّ‬
                                                                                        ‫ِ‬
                 ‫ٍ َ‬
    ‫سير إذا لم يكن اآلخر هو األول | فحملوه على فعله فصار له صوت صوت حمار ينتصب على‬
                           ‫َ‬       ‫ٌ‬                                     ‫َّ‬           ‫ُ‬                  ‫َ ٌْ‬
         ‫ٍ‬
    ‫فعل مضمر كانتصاب تَضميرك َّابق على الفعل المضمر | وان قلت له صوت أَّما صوت أو‬
                   ‫ٌ َي‬                                         ‫َ الس َ‬                         ‫ٍَ‬       ‫ٍ‬
                                      ‫ْ‬      ‫َ‬
     ‫مثْل صوت الحمار أو له صوت صوتاً حسنا جاز | عم ذلك الخليل حمه اهلل | ويقوى ذلك أن‬
                 ‫َّ‬              ‫ُ ر‬            ‫ز‬          ‫َ ًَ‬          ‫ٌ‬                       ‫ِ‬       ‫ِ َ‬
      ‫ّ‬
        ‫ْ ِ ٌ َي ِ ِ‬                                       ‫ي ِ‬               ‫َّ‬
‫يونس وعيسى جميعاً عما أن رؤبة كان ُنشد هذا البيت نصبا % ( فيها ازدهاف أَّما ازدهاف % )‬
                                          ‫ً‬                          ‫َ‬              ‫ز‬
                       ‫َ َ َ َ‬          ‫َ‬        ‫َّ‬
 ‫% | يحمله على الفعل الذى ينصب صوت حمار ألن ذلك الفعل لو ظَهَر نصب ما كان صف ً وما‬
      ‫ة‬                                                     ‫َ‬              ‫َ‬
   ‫ِ َ ِ‬             ‫ِ‬       ‫ِ َ‬          ‫تر َّ‬                   ‫ٍ َُْ‬
  ‫كان غير صفة ألنه ليس باسم تُحمل عليه الصفات أالَ ى أنه لو قال مثل تضميرك أو مثْل دأْب‬
                                                    ‫ُ‬                                     ‫َّ‬         ‫َ‬
       ‫ِكار نصب | فلما أَضمروه فيما يكون غير األول أَضمروه أيضاً فيما يكون هو األول كأَنه قال‬
               ‫ّ‬     ‫ّ‬                                  ‫َ َّ‬                                 ‫َّ‬ ‫ب ٍ َ َ َ‬
                                          ‫ال‬          ‫ٌ‬           ‫َّ‬              ‫ٍ َّ‬
                                ‫تَزدهف أَّما ازدهاف ولكنه حذفه ألن له ازدهاف قد صار بد ً من الفعل‬  ‫َي‬       ‫ْ‬
                                                                       ‫____________________‬

‫(0/463)‬



            ‫ِ‬                ‫ٍ َّ‬
    ‫( هذا باب ما الر ُ فيه الوجه ُ) | وذلك قولك هذا صوت صوت حمار ألنك لم تَذكر فاعال ألن‬
     ‫و ّ‬                              ‫ُ‬     ‫َْ ٌ‬                               ‫فع‬      ‫ُ‬
          ‫ُ‬          ‫ٍ ّ‬
   ‫اآلخر هو األول حيث قلت هذا | فالصوت هو هذا ثم قلت هو صوت حمار ألنك سمعت نهاقاً |‬
                                ‫ُ‬                          ‫ُ‬             ‫َ‬        ‫ُّ‬           ‫ِ‬
                                                ‫ّ‬                                            ‫َ‬
                          ‫َّ‬          ‫ِ‬                                           ‫ِ‬      ‫َ َّ‬
     ‫فال شك فى رفعه | وان َّهت أيضاً فهو ر ٌ ألنك لم تَذكر فاعال يفعله وانما ابتدأتَه كما تبتدئ‬
                                                    ‫فع ّ‬              ‫شب َ‬
                                  ‫َ‬
           ‫َ‬          ‫ٌُ ٌُ َ ٍ‬
        ‫األسماء فقلت هذا ثم بنيت عليه شيئا هو هو فصار كقوله هذا رجل رجل حرب | واذا قلت له‬
                                                           ‫ً‬         ‫َ‬           ‫َ‬
                         ‫ْ‬     ‫َ َ‬
      ‫ِ‬          ‫ِ‬                                      ‫ِ‬     ‫ُِ‬
‫صوت فالذى فى الالم هو الفاعل وليس اآلخر به فلما بنيت أول الكالم كبناء األسماء كان آخ ُه َن‬
‫ر أْ‬                                ‫َ َّ‬     ‫ّ‬       ‫ُ‬                                 ‫ٌ‬
    ‫َ‬           ‫َ ٍ‬
                   ‫ْ‬                 ‫رُ ر ِ ٍ‬                    ‫َ‬       ‫َ‬
                                                                               ‫ِ‬
    ‫يجعل كاألسماء أحسن وأجود فصار كقولك هذا َأْس أس حمار وهذا رجل أَخو حرب إذا أردت‬
                           ‫ٌَُ‬                                                          ‫ََُْ‬
                                                          ‫َ و ٌ َو ُ َ ِ‬                ‫َّ َ‬
  ‫الشبه | ومن ذلك عليه ن ْح ن ْح الحمام على غير صفة ألن الهاء التى فى عْل ِه ليست بفاعل كما‬
                       ‫ي‬                  ‫ّ‬
                                  ‫َ‬
             ‫ِ‬                              ‫َ َّ ُ ِ‬                                         ‫َّ‬
‫أنك إذا قلت فيها رجل فالهاء ليست بفاعل فَعل بالرجل شيئً فلما جاء على مثال األسماء كان الر ُ‬
‫فع‬                                   ‫ا َّ‬              ‫َ‬          ‫ُ‬      ‫ٌَُ‬
                                                                                        ‫الوجه‬
                                                                                        ‫َ‬
                                                                         ‫____________________‬
‫(0/563)‬




                    ‫ّ‬                  ‫ل‬                                     ‫ُ‬      ‫َّ َوٌ َو َ َ ِ‬
    ‫| وان قلت لهن ن ْح ن ْح الحمام فالنصب ألن الهاء هى الفاعلُة | يدّك على ذلك أن الرفَع فى هذا‬
            ‫َ‬                                                   ‫َ‬
    ‫ِ ً‬
    ‫وفى عليه أحسن َّك إذا قلت هذا أو عليه فأنت ال تريد أن تقول مررت بهذه األسماء تَفعل فعال‬
                               ‫ُ‬                                   ‫َ‬                          ‫ُ ألن‬
                 ‫َّ‬                                     ‫ِ‬                         ‫َّو‬
  ‫ولكنك جعلت عليه موضعا للن ْح وهذا مبن ى عليه نفسه | ولو نصبت كان وجهاً ألنه إذا قال هذا‬
                              ‫َ َ‬                                         ‫ٌ‬
                                     ‫ِ‬          ‫ِ‬              ‫َّو‬
  ‫صوت أو هذا ن ْح أو عليه ح فقد علم أن مع الن ح والصوت فاعْلين فحمله على المعنى كما قال‬
                                                                                   ‫نوٌ‬           ‫َو ٌ‬           ‫ٌ‬
                                                                          ‫ُ ّ‬
                                                  ‫َّ‬          ‫ِ‬                   ‫ٍ‬
                                              ‫ُ‬           ‫ُ‬          ‫ُ ْ ِط ّ‬
‫% ( ليبك يزيد ضارٌ لخصومة % ومختَب ٌ مما تُطيح الطوائح ) % هذا باب ال يكون فيه إ ّ الر ُ‬
‫ال فع‬                                                                                    ‫ع ُ‬          ‫ُْ َ َ ُ‬
  ‫ا‬         ‫َّ ُ ِ ّ َ‬           ‫ٌ و ُ َّ ُ‬                 ‫ِ َّ‬                        ‫ٌَ ُ ِ‬
  ‫| وذلك قولك له يد يد الثور وله أْس أس الحمار ألن هذا اسم ال يوهم على الرجل أنه يصنع يدً‬
                                                                            ‫رٌ رُ‬
        ‫ال رجال وليس ِفعل هذا باب ال يكون فيه إ ّ الر ُ | وذلك قولك صوتُه صوت حمار وتلويحه‬
         ‫ُ‬       ‫ٍ‬      ‫ُ‬            ‫َْ‬                        ‫ال فع‬                  ‫ٌ‬            ‫ب‬        ‫و ِْ ً‬
      ‫ِ‬               ‫ِ‬
   ‫تضميرك السابق ووجدى بها وجد الثَّكلَى ألن هذا ابتداء فالذى ُبنى على االبتداء بمنزلة االبتداء |‬
                                         ‫يْ َ‬                          ‫َّ‬      ‫َ ُْ ْ‬        ‫َ ََ ْ‬
                                                        ‫ٌ‬                                                      ‫ُ‬
‫أال ى َّك تقول زيد أخوك فارتفاعه كارتفاع زيد أبدا فلما ابتدأَه وكان محتاجا إلى ما بعده لم ُجعل‬
 ‫يَْْ‬                    ‫ً‬                           ‫َّ‬                         ‫ُ‬           ‫ٌ‬             ‫تر أن‬
                                           ‫ِ‬
                             ‫بدال من اللفظ ُصوت وصار كاألسماء | قال الشاعر وهو م احم العقيلى‬
                             ‫ز ٌ ُ ّ‬                                                       ‫بي َ َّ ُ‬              ‫ً‬
                                                                             ‫____________________‬

‫(0/663)‬




                               ‫َ ِ ُ‬          ‫ِْ ْ‬           ‫ِ َّ َعير‬
‫% ( وجدى بها وجد المضل ب َه % بنخلَةَ لم تَعطف عليه العواطف ) % | وكذلك لو قلت مررت‬
 ‫ُ‬                                                   ‫َْ‬                   ‫َ ُْ‬       ‫ِْ‬
                                                                                        ‫َ‬
   ‫ِ‬                                                     ‫ِ‬          ‫ٍ ِ‬
‫به فصوتُه صوت حمار | فإن قال فإذا صوتُه يريد الوجه الذى يسكت عليه دخله نصب ألنه ُضمر‬
 ‫ٌ ّ ي ْ ُ‬                     ‫ُ َ ُ‬        ‫َ‬                                 ‫ُ‬
      ‫َ َّ‬                   ‫َّ ُ ْ ٌ لوقو‬
     ‫بعد ما يستغنى عنه ( هذا باب ما ينتصب من المصادر ألنه عذر ع األمر ) | فانتَصب ألنه‬
                                                           ‫َ‬                          ‫ُ َ‬
     ‫ع له ألنه تفسير لما قبلَه ِلم كان ؟ وليس بصفة لما قبله ال منه فانتَصب كما انتَصب هم‬
       ‫الدر‬                            ‫و‬    ‫َ‬
                                                 ‫ٍ‬
                                                               ‫َ‬
                                                                  ‫ِ‬
                                                                          ‫ٌ‬     ‫و َّ‬      ‫موقو‬
                                                   ‫ِ‬                    ‫ِ ْ َ ِ رَ‬
    ‫ٍ‬      ‫َ ٍ َّ َ‬
‫فى قولك عشرون د ْهماً | وذلك قولك فعلت ذاك حذار الشر وفعلت ذلك مخافة فالن وادخار فالن |‬
                                 ‫ُ‬        ‫ّ‬    ‫َ‬
                                                     ‫قال الشاعر وهو ِم بن عبد اهلل الطائى‬
                                                      ‫ّ‬                  ‫حات‬
                                                              ‫____________________‬

‫(0/763)‬




  ‫% ( وأَغفر عو اء الكريم اد َه % وأُعرض عن شتِْم َّ ِيم تَكرما ) % | وقال اآلخر وهو النابغة‬
               ‫َ‬                       ‫ِ‬
                                ‫َ اللئ َ ُّ َ‬         ‫ُ‬        ‫ِ َّخار‬              ‫ِ‬
                                                                            ‫ْ ُ َ ْر َ‬
  ‫الذبيانى % ( وحَّت بيوِى فى يفاع ممنع % يخال به اعى الحموِلة ِر ) % % ( حذار على‬
        ‫ِ ً‬
        ‫ا‬               ‫طائ َا‬   ‫َ‬
                                         ‫ُ رِ‬
                                                    ‫ُ‬   ‫َ ٍ ٍّ‬       ‫َل ْ ُ ت‬          ‫ْ ّ‬
                                                                                           ‫ُّ‬
‫أَن ال تُنال مقاد ِى % ال ِسوتى حتّى يمتْن ح ائر ) %‬
                                                 ‫َ ُ َ َ ر َا‬        ‫و نْ‬     ‫َ َ َت‬          ‫ْ‬
                                                                  ‫____________________‬

‫(0/863)‬



‫ِِْ‬        ‫ًَ ِ ِ‬
‫| وقال آخر وهو الحارث بن هشام % ( فصفحت عنهُم واألَحبةُ فيهِم % طَمعا لهُم بعقاب يوٍم مفسد‬
                                 ‫َّ ِ‬               ‫ََ ْ ُ‬        ‫ٍ‬
    ‫َْ ُ‬          ‫ْ‬    ‫َ‬                     ‫ْ‬
            ‫َ ة وزَ َ َ ْ ِ‬             ‫َ ْ َ ُ ُ َّ ِ ٍ ُ ْ ِ‬
‫) % | وقال ال اجز وهو العجاج % ( يركب كل عاقر جمهُور % مخاف ً َعل المحبور ) % % (‬
                                                                       ‫َّ‬          ‫ر‬
     ‫والهَول من تَهَول القبور % ) % | وفعلت ذاك أَجل كذا وكذا | فهذا ُّه ينتصب ألنه مفعول له‬
               ‫َّ‬          ‫كل َ‬                   ‫َْ‬       ‫ُ‬                 ‫ِ‬     ‫َ ِ ْ ُّ ِ‬
                                                                                                ‫ْ‬
                         ‫َ‬ ‫كأَنه قيل له ِلم فَعلت كذا وكذا ؟ فقال لكذا وكذا | ولكنه لما ط ح الالم ع ِ‬
  ‫َّ ّ َرَ َ َ مل فيه ما قبله كما عمل‬                                          ‫َ َ َ‬
                                      ‫َ‬
                                                                     ‫فى دأب بِكار ما قبله حين طَ ح‬
                                                                      ‫ر‬               ‫َ ٍ‬
                                                                     ‫____________________‬

‫(0/963)‬




   ‫ٍ ال و يشب‬                    ‫َ‬                 ‫َّ‬
  ‫مثل وكان حاالً | وحسن فيه األلف والالم ألنه ليس بحال فيكون فى موضع فاعل حا ً | ال َّه‬
                                                             ‫ُ‬           ‫ُ‬
      ‫ِ ً يَْ‬                             ‫َّ‬     ‫ِ‬
     ‫بما مضى من المصادر فى األمر والنهى ونحوهما ألنه ليس فى موضع ابتداء ال موضعا ُبنى‬
                  ‫و‬
  ‫على مبتدأ فيبنى معه على المبتدأ | فمن ثَم خالَف باب رحمةُ اهلل عليه وسقيً لك وحمدً لك ( هذا‬
             ‫َْ ا‬    ‫َْ ا‬                 ‫َ َ‬         ‫ّ‬
 ‫باب ما ينتصب من المصادر ألنه حال وقع فيه األمر فانتَصب ألنه موقو ٌ فيه األمر ) % | وذلك‬
                 ‫ُ‬         ‫ع‬                   ‫ُ‬                                               ‫َ‬
                                ‫ِ ً‬      ‫ٌ‬   ‫ة‬             ‫ِ‬
      ‫قولك قتلتُه صبر ولقيتُه فُجاءةً ومفاجأَةً وكفاحا ومكافَح ً ولقيت ه عيانا و كّمتُه مشافهةً وأتيتُه‬
                 ‫ل ُ َ‬                                               ‫ُ‬                  ‫ا‬
                                                                                    ‫َ َ َْ ً َ‬
    ‫َ‬                       ‫ٍ ْ‬       ‫ُّ‬
 ‫ركضً وعدوً ومشيً وأخذت ذلك عنه سمعً وسماعً | وليس كل مصدر وان كان فى القياس مثل ما‬
                                                  ‫َْ ا َ ا‬                  ‫ُ‬        ‫َ ْ ا َْ ا َ ْ ا‬
                         ‫ٍِ‬
          ‫مضى من هذا الباب يوض ُ هذا الموضع ألن المصدر ههنا فى موضع فاعل إذا كان حاالً‬
                                                       ‫َ ّ‬                ‫ُ َع‬
                                                                     ‫____________________‬

‫(0/173)‬




‫ِ َ ًْ َ ْ ا‬            ‫ُ‬      ‫ُّ‬
‫أال ى أنه ال يحسن أَتانا س ْعة ال أَتانا رجلة كما أنه ليس كل مصدر يستعمل فى باب سقيا وحمدً‬
                                       ‫ّ‬      ‫ُ رَ ً و ْ ُ ْ ً‬              ‫َ‬         ‫تر‬
 ‫| و َّرد فى هذا الباب الذى قبله ألن المصدر هناك ليس فى موضع فاعل | ومثل ذلك قول الشاعر‬
                       ‫ٍِ‬                               ‫َّ‬              ‫ُ‬             ‫اط‬
        ‫ِ‬    ‫َ ِ ْ ٍ ِ ٍ‬             ‫َ َ ٍ َ ََ َ َ‬
‫وهو ُهير بن أبى سْلمى % ( فألْياً بألْى ما حمْلنا وليدنا % على ظهر محبوك ظماء مفاصلُه ) %‬
                                                                                     ‫ز‬
           ‫َ‬           ‫ْ َ‬                                              ‫َُ‬
‫| كأنه يقول حمْلنا وليدنا أليا بألى كأَنه يقول حملناه جهدا بعد جهد | هذا ال ي َّم به ولكنه تمثي ل‬
  ‫ٌ‬              ‫ُتكل‬           ‫ٍ‬
                                  ‫َْ‬     ‫ًَْ‬              ‫ّ‬          ‫َ ً‬           ‫ََ‬       ‫ّ‬
                                                   ‫َ‬             ‫ٍ‬
                               ‫| ومثلُه قول ال اجز % ( ومنهَل وردتُه التقاطا % ) % | أى فُجاءةً‬
                                                                                   ‫ر‬
                                                               ‫َْ َ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/073)‬




                                  ‫ٌ‬       ‫َّ‬
 ‫واعلم أن هذا الباب أتاه النصب كما أتَى الباب األول ولكن هذا جواب لقوله كيف لقيتَه ؟ كما كان‬
                                               ‫َ َّ‬                   ‫ُ‬         ‫َ‬             ‫ْ َّ‬
    ‫ُ‬         ‫ِر َ‬       ‫َْ‬                                                  ‫ِْ‬
‫األول جوابا لقوله لَمه ؟ ( وهذا ما جاء منه األلف والالم ) | وذلك قولك أَرسلَها الع اك | قال لبيد بن‬
                                                                                                 ‫ُّ‬
      ‫را‬           ‫ّ‬              ‫َ َ ِ َّ ِ‬       ‫ُ ِْ ْ‬         ‫َُْ‬    ‫ْ ََ ِر َ‬
   ‫ربيعة % ( فأَرسلها الع اك ولم يذدها % ولم يشفق على نغص الدخال ) % | كأَنه قال اعت اكً |‬       ‫َ َ‬
       ‫َ‬                       ‫ُّ‬
   ‫وليس كل المصادر فى هذا الباب يدخله األلف والالم كما أنه ليس كل مصدر فى باب الحمد هلل‬
                                        ‫ّ‬              ‫ُ‬        ‫َ‬                          ‫ُّ‬

            ‫ّ‬            ‫َ‬      ‫ا‬
                                ‫ً‬                  ‫َّ ُ ّ‬
           ‫والعجب لك تَدخله األلف والالم وانما شبه بهذا حيث كان مصدر وكان غير االسم األول‬
                                                                   ‫ُ‬               ‫ََ َ‬
                                                           ‫____________________‬

‫(0/273)‬




       ‫( وهذا ما جاء منه مضافا معرفة ) | وذلك قولك طلبتَه جهدك ك َنه قال اجتهادا | وكذلك طلبته‬
         ‫َ‬                        ‫َ ْ َ أّ‬                          ‫ً‬
 ‫َّ‬                         ‫ُ‬                    ‫ُّ‬         ‫َّ‬            ‫ٍ‬     ‫ُّ‬
‫طاقَتَك | وليس كل مصدر يضاف كما أنه ليس كل مصدر تَدخله األلف والالم فى هذا الباب | وأما‬
    ‫َ ْ َ ُن‬    ‫َ ر ِْ‬                   ‫َُْ ر‬         ‫َ ِ‬
 ‫فعلتُه طاقتى فال تُجعل نك ة كما َن معاذ اهلل ال تُجعل نك ةً | ومثل ذلك فعلَه َأْى عينى وسمع أُذ ِى‬
                  ‫َ َ‬     ‫َ‬                                    ‫أّ َ‬     ‫َُْ ر‬

                       ‫َ‬                    ‫َّ‬
    ‫قال ذاك | وان قلت سمعً جاز إذا لم تَختَص نفسك ولكنه كقولك أخذتُه عنه سماعاً ( هذا باب ما‬
                                                    ‫ْ َّ َ‬                ‫َْ ا‬
‫جعل من األسماء مصدر كالمضاف فى الباب الذى َيليه ) | وذلك قولك مررت به وحده ومررت بهم‬
    ‫ُ‬      ‫ُ َ َْ‬                                                    ‫ا‬
                                                                     ‫ً‬                 ‫ُ‬
‫وحدهم ومررت برجل وحده | ومثل ذلك فى لغة أهل الحجاز مررت بهم ثالثَتهم وأربعتَهم وكذلك إلى‬
                                 ‫ُ‬                                  ‫َ َْ‬     ‫ُ‬       ‫َ َْ‬
                                                                                             ‫العش َة‬
                                                                                             ‫َ َر‬
                                                                   ‫____________________‬

‫(0/373)‬



        ‫ِْ ؤ ِ‬              ‫ُ ؤ ِ‬                ‫َّ‬
  ‫| عم الخليل حمه اهلل أنه إذا نصب ثالثَتهم فكأنه يقول مررت به الء فقط لم أُجاوز ه الء | كما‬
                                                                                   ‫ر‬         ‫وز‬
                                                              ‫َ َ َ‬
   ‫ّ ْ‬                      ‫ْ‬            ‫ّ‬      ‫ِز‬                ‫ُ‬           ‫َ ْ َ ِ َّ‬
   ‫أنه إذا قال وحده فإنما يريد مررت به فقط لم أُجاوْهُ | وأما بنو تميم فُيجرونه على االسم األول إن‬
                                                                                                ‫ّ‬
‫كان جر فجر وان كان نصبا فنصبا وان كان رفعا فرفعا | عم الخليل أن اّذين ُجرونه فكأَنهم‬
       ‫ّ‬          ‫ّ ل ي‬               ‫وز‬                    ‫ً‬                    ‫ًّا ًّا‬
  ‫يريدون أن يعموا كقولك مررت بهم كلَّهم أى لم أَدع منهم أحدً | عم الخليل حمه اهلل حيث مثّل‬
  ‫َ‬                 ‫ر‬           ‫ا وز‬          ‫َ ْ‬                ‫ُ‬            ‫َ ُ ُّ‬
  ‫نصب وحده وخمستَهم أنه كقولك أَفردتهم إف ادا | فهذا تمثي ل ولكنه لم ُستعمل فى الكالم | ومثل‬
                            ‫ي‬              ‫ٌ‬        ‫رً‬                      ‫ّ‬          ‫َ ْ َ َ‬
                   ‫ِ ِ‬                           ‫ِ‬                                ‫َّ‬
   ‫خمستَهم قول الشماخ % ( أَتَنى سليم قَ َّها بقَضيضها % تُم َّح حوِلى بالبقيع سالَبها ) % كأَنه‬
    ‫ّ‬                   ‫َ‬       ‫َس ْ َ ْ‬                 ‫ْ ُ َْ ٌ ض‬             ‫ّ‬
                                       ‫قال انقضاضهم أى انقضاضاً | ومررت بهم قَ َّهم بقضيضهم‬
                                                 ‫ض‬         ‫ُ‬                         ‫َ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/473)‬




     ‫كأَنه يقول مررت بهم انقضاضً | فهذا تمثيل وان لم ي َّم به كما كان إف ادً تمثيال | وانما ذكرنا‬
         ‫ّ َ‬              ‫را‬                 ‫ُتكل‬                     ‫ا‬           ‫ُ‬          ‫ّ‬
 ‫ّ‬                              ‫ٌّ‬          ‫قض‬            ‫َّ‬
‫اإلف اد فى وحده واالنقضاض فى ق َّهم ألنه إذا قال َّهم فهو مشتق من معنى االنقضاض | ألنه‬
                                                                ‫َض‬      ‫َ‬           ‫َ َْ‬  ‫ِ رَ‬
       ‫كأَنه يقول انقض هم على أوِلهم | وكذلك وحده إنما هو من معنى التفرد فكذلك أيضاً يكون‬
       ‫ُ‬                     ‫ُّ ِ‬              ‫َ ْ َ َّ‬           ‫ّ‬       ‫َ َّ آخر‬
                         ‫َ‬        ‫ا‬     ‫َ ْ‬      ‫َ أن‬    ‫ر ِْ‬
    ‫خمستَهم نصبا إذا أردت معنى االنف اد فإن أردت َّك لم تَدع منهم أحدً جررت كما كان ذلك فى‬
                                                                        ‫َ‬        ‫ً‬
    ‫ٍ‬
    ‫قضهم | وبعض العرب يجعل ق َّهم بمنزلة َّهم ُجريه على الوجوه ( هذا باب ما يجعل من األ‬
            ‫َُُْ‬                                  ‫كل ي‬         ‫َض‬                            ‫َ َّ‬
                                                                      ‫َ‬         ‫ُ‬
   ‫َ َّ َ َ َ‬          ‫ُ‬                    ‫ِر‬
 ‫سماء مصدر كالمصدر الذى فيه األلف والالم نحو الع اك ) | وهو قولك مررت بهم الجماء الغفير‬
                                                       ‫ُ‬   ‫ُ‬                       ‫ا‬
                                                                                   ‫ً‬       ‫ِ‬

              ‫ّ‬                       ‫ِ ر وز‬
     ‫والناس فيها الجماء الغفير | فهذا ينتصب كانتصاب الع اك | عم الخليل حمه اهلل أنهم أدخلوا‬
                           ‫ر‬                                  ‫َ‬        ‫َ َّ َ َ‬           ‫ُ‬
  ‫ُ‬                                 ‫ُ‬               ‫ني ِ‬
 ‫األلف والالم فى هذا الحرف وتَكّموا به على َّة ماال تدخله األلف والالم وهذا جعل كقولك مررت‬
                                                                ‫ل‬                         ‫َ‬
                     ‫ُ‬
                                                                                     ‫ِة‬
                                                                                     ‫بهم قاطب ّ‬
                                                                 ‫____________________‬

‫(0/573)‬




         ‫ِ‬        ‫ُّ‬      ‫َّ‬             ‫ُ‬         ‫ة َ‬            ‫ً ال َّ‬
 ‫ومررت بهم ُر أى جميعا إ ّ أن هذا نكرٌ ال يدخله األلف والالم كما أنه ليس كل المصادر بمنزلة‬
                                                                                   ‫طا‬
                                                                                   ‫ً‬      ‫ُ‬
  ‫الع اك كأَنه قال مررت بهم جميعً | فهذا تمثيل وان لم يتكلّم به | فصار ُر وقاطبة بمنزلة سبحان‬
  ‫ُْ َ‬                 ‫ا‬
                       ‫طً‬                   ‫ُ‬       ‫ٌ‬            ‫ا‬             ‫ُ‬        ‫ّ‬     ‫ِر‬
                                                      ‫طً ِ‬                           ‫َّ‬
   ‫اهلل فى بابه ألنه ال يتصرف كما أن ُر وقاطب ً ال يتصرفان وهما فى موضع المصدر ال يكونان‬
            ‫و‬                                                                                  ‫ِ‬
                                           ‫ة َ ّ‬           ‫ّ ا‬             ‫َ ّ‬
       ‫معرفة ولو كانا صفة لجريا على االسم أو بنِيا على االبتداء فلم يوجد ذا فى الصفة | وقد أينا‬
          ‫ر‬                   ‫َْ‬       ‫ِ‬
                                                       ‫َُ‬                 ‫ً َ َ ََ‬          ‫ً‬
       ‫المصادر قد صنع ذا بها ألنها ال تصرف َّه هذا بها ( هذا باب ما ينتصب أنه حال يقع فيه‬
               ‫ٌ‬            ‫َ‬                      ‫َّ ُ فشب‬                  ‫ُ‬     ‫َ‬
   ‫ِ ً ن‬
 ‫األمر وهو اسم ) | وذلك قولك مررت بهم جمعيا وعامة وجماعة كأَنك قلت مررت بهم قياما | واَّما‬
                    ‫ُ‬          ‫ً ّ‬        ‫ً ًّ‬              ‫ُ‬                  ‫ٌ‬     ‫ُ‬
  ‫فرقنا بين هذا الباب والباب األول ألن الجميع وعامة اسمان متصرفان تقول كيف عامتُكم ؟ وهؤ ِ‬
  ‫الء‬                            ‫َّ‬          ‫َ ًّ‬
                 ‫ّ‬                                          ‫ّ‬  ‫ّ‬
‫قوم جميع‬
                                                                                             ‫ٌ‬    ‫ٌ‬
                                                                               ‫____________________‬

‫(0/673)‬




‫| فإذا كان االسم حاال يكون فيه األمر لم تَدخله األلف والالم ولم يضف | لو قلت ضربتُه القائم تريد‬
                         ‫َ‬          ‫ُ َ‬                   ‫ُ‬                   ‫ُ‬                                    ‫ِ‬
       ‫َ‬                                                                                             ‫ُ‬
  ‫قائماً كان قبيحا ولو قلت ضربتُهم قائميهم تريد قائمين كان قبيحا | فلما كان كذلك جعلوا ما أضيف‬
                                                            ‫َ‬
     ‫ِ‬                 ‫ِر‬
  ‫ُصب نحو خمستَهم بمنزلة طاقتَه وجهده ووحده وجعلوا الجماء الغفير بمنزلة الع اك وجعلوا قاطبة‬
                                                                   ‫َ َْ َ ْ َ‬                                        ‫ون‬
                                   ‫َّ َ َ َ‬                                                           ‫َ َْ‬
                                                        ‫ِ‬                                     ‫ِ‬
             ‫و ُر إذا لم يكونا اسمين بمنزلة الجميع وعامة كقولك كفاحاً ومكافحةً وفجاءةً | فجعلت هذه‬
                                         ‫َ‬                                                                      ‫ط ًّا‬
                              ‫َ‬                                         ‫ّ‬
            ‫ِ‬
   ‫كالمصادر المعروفة البينة كما جعلوا علَيك ورويدك كالفعل المتمكن وكما جعلوا سبحان اهلل َّيك‬
      ‫ولب ْ‬       ‫ُْ َ‬                ‫َّ‬                       ‫َ ْ َ َُْ َ‬                    ‫ِ ّ‬
                ‫ِ‬
      ‫بمنزلة حمدا وسقياً | فهذا تفسير الخليل رحمه اهلل وقولُه | عم يونس أن وحده بمنزلة عنده وأن‬
                                                 ‫وز‬                                                  ‫ِ َ ْ ً َْ‬
        ‫َْ ّ‬                ‫ّ َ َ‬                                                       ‫ُ‬
            ‫ُة بمنزلة وحده وجعل‬
               ‫َ َ‬                ‫خمستَهم والجماء الغفير وقَ َّهم كقولك جميعاً وعامة وكذلك ُر وقاطب‬
                                           ‫ط ًّا‬              ‫َّ‬                          ‫َ ض‬        ‫ّ َ‬            ‫َْ‬
                                                      ‫ِ‬                            ‫ِ َّ‬
 ‫المضاف بمنزلة كّمتُه فاَهُ إلى فى | وليس مثلَه ألن اآلخر هو األول عند يونس فى المسألة األولى‬     ‫ل‬
                                       ‫ّ‬            ‫َ‬         ‫ّ‬
      ‫ِ‬                                                                      ‫ُ ّ ِ ّ ط ّا‬
     ‫وفاه إلى فى ههنا غير األول وأما ُر وقاطبة فأَشبهُ بذلك ألنه َّد أن يكون حا ً غير المصدر‬
                   ‫ال ُ‬               ‫جي ٌ‬                     ‫ً َ َْ‬                                      ‫ِ ًّ‬
‫نك ةً | والذى نأْخذ به األول | وأما ُّهم وجميعهم وأَجمعون وعامتُهم وأنفسهم فال يكن أبدا إ ّ صف ً |‬
  ‫ال ة‬              ‫َّ‬          ‫ُ‬           ‫َّ‬                       ‫ُ‬          ‫َّ كل‬      ‫َُ‬       ‫ُُ‬            ‫ر‬
                        ‫ِْ‬                              ‫ِ‬
                       ‫وتقول هو نسيج وحده ألنه اسم مضاف إليه بمنزلة نفسه إذا قلت هذا جحيش وحده‬
                                                                           ‫ٌ‬                    ‫ِْ‬       ‫ِ‬
                           ‫ُ َْ َ‬                                                       ‫ّ ٌ‬         ‫َ ُ َ‬
                                                                                     ‫____________________‬

‫(0/773)‬




   ‫ُ‬                                  ‫ِ ِ‬
  ‫| وجعل يونس نصب وحده كأَنك قلت مررت برجل على حياله فطرحت على فمن ثَم قال هو مثل‬
                       ‫َ َ‬                             ‫ُ‬            ‫ُ َ ْ َ َ َْ ّ‬
               ‫ّ‬
  ‫عنده | وهو عند الخليل كقولك مررت به خصوصً | ومررت بهم خمستَهم مثلُه ومثل قولك مررت‬
   ‫ُ‬          ‫ُ‬                        ‫ُ‬          ‫ا‬      ‫ُ‬     ‫ُ‬                              ‫َ‬
  ‫ُ‬                                       ‫َ َْ‬             ‫ُ‬      ‫ًِ‬
  ‫بهم عما | ال يكون مثل جميعا لما ذكرت لك وصار وحده بمنزلة خمستَهم ألنه مكان قولك مررت‬
                                                                         ‫َ‬          ‫َ ًّ و‬
              ‫َ‬
                                               ‫َّ‬                ‫َِ ِ‬                    ‫َِ‬
‫به واحده فقام وحده مقام واحده | فإذا قلت وحده فكأَنك قلت هذا ( هذا باب ما ينتصب من المصادر‬
                   ‫َ‬                                ‫َ َْ‬                      ‫َ َْ‬
                                                                         ‫َ‬
  ‫توكيدً لما قبله ) | وذلك قولك هذا عبد اهلل ح ًّا وهذا زيد الحق ال الباطل وهذا زيد غبر ما تقول |‬
            ‫ٌ َ‬          ‫َ‬         ‫َّ‬      ‫ٌ‬        ‫َق‬       ‫ُ‬                             ‫ا‬
      ‫َ‬      ‫َّ‬             ‫ِ‬               ‫َ‬       ‫ُ‬             ‫َّ‬
‫عم الخليل حمه اهلل أن قوله هذا القول ال قولك إنما نصبهُ كنصب غير ما تقول ألن ال قولك فى‬
                                                                             ‫ر‬         ‫وز‬
                        ‫َ‬
           ‫َ‬    ‫ٍ ِ‬
  ‫ذلك المعنى | أال ى َّك تقول هذا القول ال ما تقول فهذا فى موضع نصب | فإذا قلت ال قوَك‬
    ‫ل‬                     ‫ِ‬                       ‫ُ‬                  ‫تر أن‬
                                                                                       ‫فهو فى موضع ال ما تقول‬
                                                                               ‫____________________‬
‫(0/873)‬




 ‫| ومثل ذلك فى االستفهام أجدك ال تَفعل كذا وكذا ؟ كأَنه قال َح ًّا ال تَفعل كذا وكذا ؟ وأصلهُ من‬
                                  ‫أ َق‬      ‫ّ‬                ‫ُ‬       ‫َ ِ َّ‬
          ‫َ ِ‬                                     ‫ِ‬                              ‫ِ ًّ‬    ‫ِّ ّ‬
   ‫الجد كأَنه قال أَجدا ولكنه ال يتصرف ال يفارقه اإلضافةُ كما كان ذلك في لَّيك ومعاذ اهلل | وأما‬
    ‫ّ‬             ‫َب ْ َ‬                                       ‫َ َّ و‬
       ‫ّ‬             ‫ٍ‬
  ‫غير ما تقول فال تَع َى من أن تكون فى هذا الموضع مضافة إلى اسم معروف نحو قولَك ألنه لو‬
                                                                              ‫ْر‬             ‫َ‬
    ‫َّ‬                                   ‫ُّ‬             ‫ٌ‬                   ‫وً‬        ‫ٍ‬
   ‫قال غير قول أو ال ق ال لم يكن فى هذا بيان ألنه ليس كل قول باطال واَّما يريد أن يحقَّق األول‬
                           ‫ن‬                                                              ‫َ‬
                       ‫َّ ّ َ‬       ‫َّ‬              ‫ٍ‬    ‫ِ ٍ‬
 ‫بأمر معروف | ولو قال هذا األمر غير قيل باطل كان حسنا ألنه قد وكد أول كالمه بأمر معروف‬
 ‫ْ‬                                                              ‫ُ َ‬
    ‫َّه فصار بمنزلة قولك ال قولَك حين جعله مضافا ألنك قد اختصصتَه من جميع القول‬         ‫وقد اختص‬
‫ُ األقوال باطال | ومن ذلك قولك قد‬                                              ‫َّ يسو‬
                                   ‫بإضافتك وأنه غ أن يكون قولُه باطال ال غ أن يكون جميع‬
                                                  ‫و يسو‬
       ‫قعد البتّةَ ال يستعمل إ ّ معرف ً باأللف والالم كما أن جهدك وأَجهدك ال يستعمالن َّ معرف ً‬
       ‫ة‬      ‫إال‬        ‫ُ‬      ‫ِ ْ َّ‬   ‫َّ َ ْ َ‬                  ‫ة‬     ‫ال‬         ‫و ُ‬
                                    ‫ر‬                 ‫ً‬                     ‫ُّ‬    ‫ّ‬         ‫ِ‬
                       ‫باإلضافة | وأما الحق والباطل فيكونان معرفة باأللف والالم ونك ةً ألنهما لم‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/973)‬




   ‫ُ َال منزلة ما لم يتمكن من المصادر كسبحان وسعديك َّهم أَنزلوهما منزلة الظن وكذلك اليقين‬
      ‫َ‬          ‫َ َّ‬                  ‫ُ ْ َ َ ْ َ ْ ولكن‬                 ‫َ ّ‬         ‫َ‬      ‫ينز‬
  ‫ألنك تحقَّق به كما تَفعل ذلك بالحق | فأَنزل ما ذكرنا غير هذا بمنزلة عمرك اهلل وقعدك اهلل ( هذا‬
              ‫ِ َْ‬        ‫َ َْ‬            ‫َ‬       ‫ْ‬  ‫ّ ِْ ْ‬                          ‫ُ‬       ‫َّ‬
  ‫باب ما يكون المصدر فيه توكيدا لنفسه نصباً ) | وذلك قولك له َّى أَْلف هم عرفا | ومثل ذلك‬
      ‫ُ‬       ‫ُ در ٍ ُ ْ ً‬      ‫عل‬                              ‫ً‬         ‫ُ‬
        ‫َّ‬          ‫الص ِ ْ ُ‬
‫قول األَحوص % ( إنى ألمنحك ُّدود واننى % قسمً إليك مع ُّدود ألَمَيل ) % | وانما صار‬
                                         ‫ََ ا‬       ‫ْ َ ُ َ الص َ ّ‬      ‫ّ‬           ‫ُ َْ‬
 ‫توكيدً لنفسه ألنه حين قال له على فقد أقر واعتَرف وحين قال ألَمَيل علم أنه بعد حِلف ولكنه قال‬
           ‫ٍ‬
                ‫َ‬         ‫ْ ُ ُ َّ‬                    ‫َّ‬      ‫ّ‬                         ‫ا‬
                     ‫َْ ا‬
                     ‫ً‬                    ‫ُ َّ‬              ‫ِ‬
             ‫عرفا وقسما توكيدا كما أنه إذا قال سير عليه فقد علم أنه كان سير ثم قال سير توكيدا‬
                                                                            ‫ً‬      ‫ُْ ً َ َ ً‬
                                 ‫َ ٌْ‬                    ‫َ‬
                                                                ‫____________________‬

‫(0/183)‬




           ‫ال‬               ‫َّ‬
  ‫| واعلم أنه قد تَدخل األلف والالم فى التوكيد فى هذه المصادر المتمكنة التى تكون بد ً من اللفظ‬
                                                                    ‫ُ‬
   ‫بالفعل كدخولها فى األمر والنهى والخبر واالستفهام فأَج ها فى هذا الباب مج اها هناك | وكذلك‬
                   ‫ُ ر‬                 ‫ْر‬
                  ‫وتر‬                                   ‫ّ‬                              ‫ِ‬
   ‫اإلضافةُ بمنزلة األلف والالم | فأما المضاف فقول اهلل تبارك وتعالى ! 2 < ى الجبال تحسبها‬
‫جامدة وهي تمر مر السحاب صنع اهلل > 2 ! وقال اهلل تبارك وتعالى ! 2 < ويومئذ ح المؤمنون‬
           ‫يفر‬
‫بنصر اهلل ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم وعد اهلل ال يخلف اهلل وعده > 2 ! | وقال جل وعز ^‬
  ‫ّ ّ‬
     ‫( َّذى َحسن كل شئ خْلقَه ) ^ | وقال جل ثناؤه ! 2 < والمحصنات من النساء إال ما ملكت‬
                                                                     ‫الِ أ ْ َ َ ُ َ ٍ َ‬
             ‫ّ ّ‬            ‫َ َّ َّ ّ‬
 ‫أيمانكم كتاب اهلل عليكم > 2 ! | ومن ذلك اهللُ أَكبر دعوةَ الحق | ألنه لما قال جل وعز ! 2 < مر‬
                                           ‫ُ َْ‬
   ‫السحاب > 2 ! وقال ^ ( َحسن كل شئ ) ^ علم أنه خْلق وص ٌ ولكنه وكد وثَّبت للعباد | ولما‬
                         ‫نع َّ َّ‬
                                    ‫ُ َّ َ ٌ ُ‬
                                                            ‫َّ‬
                                                        ‫أْ ََ ُ َ ْ‬
 ‫قال ! 2 < حرمت عليكم أمهاتكم > 2 ! حتّى انقَضى الكالم علم المخاطبون أن هذا مكتوب عليهم‬
        ‫ٌ‬           ‫ّ‬      ‫َ‬         ‫ُ َ‬
                             ‫َ ْ َ ِ َّ‬       ‫ْ ِ‬                     ‫ِ‬        ‫ِ‬
      ‫مثَّبت عليهم وقال كتَاب اهلل توكيدً كما قال صنع اهلل وكذلك وعد اهلل ألن الكالم الذى قبله وعد‬
      ‫َ ٌْ‬                                         ‫ُ َ‬         ‫ا‬           ‫َ‬
                                                                       ‫____________________‬

‫(0/083)‬




               ‫ُ َّ‬       ‫َ َّ َّ‬                   ‫ِ‬
  ‫وص ٌ فكأَنه قال جل وعز وعدا وصنعا وخْلقا وكتابا | وكذلك دعوةَ الحق ألنه قد علم أن قولك اهللُ‬
                                     ‫َْ‬                   ‫َ‬     ‫ّ ّ َْ ً ُ‬                ‫ُ نع ّ‬
    ‫أكبر دعاء الحق ولكنه توكيد كأَنه قال دعاء ح ًّا | قال رؤبةُ % ( إن ِزر أَصبحت ِ ار % دعوةَ‬
        ‫َْ‬     ‫ْ نزَا‬        ‫ا‬
                             ‫ّ ناً‬                    ‫ً ق‬           ‫ٌ َّ‬       ‫َّ َّ‬       ‫ُ ُ ُ‬
‫ّ‬         ‫ُ‬              ‫َ ٍ ٍ‬                   ‫ا‬
                                                 ‫ْ اً‬                 ‫ّ‬             ‫ْ رٍ َ َ ْ ْ رَا‬
‫أَب ار دعوا أَب ار ) % % ( ألن قولك أصبحت نزر بمنزلة هم على دعوة ّة | وقد عم بعضهم أن‬
                  ‫ز‬      ‫بار‬
                                                                                            ‫ِ‬
         ‫كتَاب اهلل نصب على قوله عليكم كتاب اهلل | وقال قوم ! 2 < صبغة اهلل > 2 ! منصوب ٌ على‬
              ‫ة‬                                                                                    ‫ِ‬
                                               ‫ٌ‬              ‫َ‬                                  ‫َ‬
         ‫األمر | وقال بعضهم ال بل توكيدا | و َّبغةُ الدين | وقد
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه
كتاب سيبويه

More Related Content

PDF
Al Kitab - de Sibawayh I
DOC
حصن المسلم
DOC
Tafsir munir jilid 7 juz 30
PDF
كتاب صحيح السيرة النبوية بقلم الشيخ الألباني
DOC
شرح الزبيدى على الدرة المضية لإبن الجزرى
PDF
الإسراء والمعراج
DOC
كتاب حصـن المسـلم مـن اذكـار الكتـاب والسُّـنَّة
PDF
مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب / Mughnī al-labīb by ibn hishām
Al Kitab - de Sibawayh I
حصن المسلم
Tafsir munir jilid 7 juz 30
كتاب صحيح السيرة النبوية بقلم الشيخ الألباني
شرح الزبيدى على الدرة المضية لإبن الجزرى
الإسراء والمعراج
كتاب حصـن المسـلم مـن اذكـار الكتـاب والسُّـنَّة
مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب / Mughnī al-labīb by ibn hishām

What's hot (19)

PDF
Al mufassal by al-zamakhsharī
DOC
على فخذي خديجة
PDF
مع العبد الصالح ـ الجزء الثاني ـ كتاب للامام احمد الحسن عليه السلام
DOC
إتحاف البررة
PPT
خشية الله
PDF
Shrh sahih al bukhari 6 كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري
PDF
(7) إبراهيم عليه السلام
PPT
قرآن سے فائدہ کیسے اٹھائیں ؟
PPS
Copy (2) of أحاديث مشهورة ولا تصح
PPS
أحاديث مشهورة ولا تصح
PPS
Copy of أحاديث مشهورة ولا تصح
DOCX
العمرية فكرا ومنهجا وبناء دولة
PDF
هداية الحيران في المتشابه من القرءان
PDF
ذوق الصلاة عند ابن القيم رحمه الله
PPT
نبي الله داود
RTF
نتيجة الفكر في الجهر بالذكر
PDF
فتح السميع المجيب من قراءة حمزة بن حبيب الجزء الثاني
DOC
الدرس الرمضاني
PDF
برنامج فعلي في التوبة الى الله
Al mufassal by al-zamakhsharī
على فخذي خديجة
مع العبد الصالح ـ الجزء الثاني ـ كتاب للامام احمد الحسن عليه السلام
إتحاف البررة
خشية الله
Shrh sahih al bukhari 6 كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري
(7) إبراهيم عليه السلام
قرآن سے فائدہ کیسے اٹھائیں ؟
Copy (2) of أحاديث مشهورة ولا تصح
أحاديث مشهورة ولا تصح
Copy of أحاديث مشهورة ولا تصح
العمرية فكرا ومنهجا وبناء دولة
هداية الحيران في المتشابه من القرءان
ذوق الصلاة عند ابن القيم رحمه الله
نبي الله داود
نتيجة الفكر في الجهر بالذكر
فتح السميع المجيب من قراءة حمزة بن حبيب الجزء الثاني
الدرس الرمضاني
برنامج فعلي في التوبة الى الله
Ad

Viewers also liked (20)

PDF
حروف الجر
PDF
La graphie du mot "ibn"
PDF
La graphie de la hamza
PDF
Messagerie
PDF
Lexique de l'histoire européenne à traduire
PDF
La stylistique
PDF
أثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآن
PDF
Écriture idéographiques
PDF
L'élatif et le superlatif en arabe
PDF
Les 10 formes du verbe
PDF
18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهف
PDF
Langage du forum.
PDF
Complément d'Objet / منصوب
PDF
Al hâl - Ibn Malik
PDF
Les particules d'exception en arabe
PDF
L'accusatif / النصب
PDF
نظم المعلومات المجتمعية في البيئة الإلكترونية / إعداد محمد عبدالحميد معوض
PDF
Les perles du vocabulaire de la prière
PDF
19 Onze Stations De Purification Des Croyants
حروف الجر
La graphie du mot "ibn"
La graphie de la hamza
Messagerie
Lexique de l'histoire européenne à traduire
La stylistique
أثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآن
Écriture idéographiques
L'élatif et le superlatif en arabe
Les 10 formes du verbe
18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهف
Langage du forum.
Complément d'Objet / منصوب
Al hâl - Ibn Malik
Les particules d'exception en arabe
L'accusatif / النصب
نظم المعلومات المجتمعية في البيئة الإلكترونية / إعداد محمد عبدالحميد معوض
Les perles du vocabulaire de la prière
19 Onze Stations De Purification Des Croyants
Ad

Similar to كتاب سيبويه (20)

PDF
PDF
PDF
PDF
PDF
كاشف الخفاء
PDF
كاشف الخفاء
XLS
معاني القرأن كلمة كلمة
PDF
لولا دعاؤكم
PDF
PDF
PDF
المضارع الجديد
PDF
الوفاة (وفاة النبي صلى الله عليه وسلم)
PDF
PPT
الدرس العاشر صفة العمرة
DOCX
الحافظ المحدث: عبدالله التليدي العلامة المربي والمحدث الأثري
كاشف الخفاء
كاشف الخفاء
معاني القرأن كلمة كلمة
لولا دعاؤكم
المضارع الجديد
الوفاة (وفاة النبي صلى الله عليه وسلم)
الدرس العاشر صفة العمرة
الحافظ المحدث: عبدالله التليدي العلامة المربي والمحدث الأثري

More from Mansour1 (16)

PDF
Tableau : classification des verbes arabes
PDF
ملخص قواعد اللغة العربية
PDF
غزوات ابن حبيش ق 30.
PDF
Grammaire du Qur'an / نـحو القـــرآن
PDF
La stylistique 2ème partie
PDF
Analyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues française
PDF
La maison / المنزل
PDF
Sens de l'écriture de la lettre arabe
PDF
Les nombres ordinaux / الأَعْدَاد التَّرْتِيبِيَّة
PDF
Leçon 100 + audio
PPT
Alphabet arabe
PDF
متن الآجرومية
PDF
Clavier franco-arabe
PDF
Exercice : genre du nom
PDF
Exercice : nom et accords
PDF
Il y a un début à tout
Tableau : classification des verbes arabes
ملخص قواعد اللغة العربية
غزوات ابن حبيش ق 30.
Grammaire du Qur'an / نـحو القـــرآن
La stylistique 2ème partie
Analyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues française
La maison / المنزل
Sens de l'écriture de la lettre arabe
Les nombres ordinaux / الأَعْدَاد التَّرْتِيبِيَّة
Leçon 100 + audio
Alphabet arabe
متن الآجرومية
Clavier franco-arabe
Exercice : genre du nom
Exercice : nom et accords
Il y a un début à tout

كتاب سيبويه

  • 1. ‫تم تصدير هذا الكتاب آليا بواسطة‬ ‫المكتبة الشاملة‬ ‫(اضغط هنا لالنتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على اإلنترنت)‬ ‫الكتاب : كتاب سيبويه‬ ‫المؤلف : أبو البشر عمرو بن عثمان بن قنبر سيبويه‬ ‫سنة ال الدة / سنة الوفاة 180 هـ‬ ‫و‬ ‫تحقيق عبد السالم محمد هارون‬ ‫دار النشر : دار الجيل ـ بيروت‬ ‫عدد األج اء 4‬ ‫ز‬ ‫ع]‬‫[ ترقيم الشاملة موافق للمطبو‬ ‫بسم اهلل الرحمن حيم‬ ‫الر‬ ‫الكتاب : كتاب سيبويه‬ ‫المؤلف : أبو البشر عمرو بن عثمان بن قنبر سيبويه‬ ‫سنة ال الدة / سنة الوفاة 180 هـ‬ ‫و‬ ‫تحقيق عبد السالم محمد هارون‬ ‫دار النشر : دار الجيل ـ بيروت‬ ‫عدد األج اء 4‬ ‫ز‬ ‫ع]‬‫[ ترقيم الشاملة موافق للمطبو‬ ‫(/)‬ ‫بسم اهلل الرحمن حيم‬ ‫الر‬ ‫وبه نستعين وصلى اهلل على محمد وعلى آله وسلم | قال أبو عبد اهلل محمد بن يحي : ق أت على‬ ‫ر‬
  • 2. ‫ابن و َّد ، وهو ينظر‬ ‫َال‬ ‫____________________‬ ‫(0/3)‬ ‫َّح‬ ‫ٍ‬ ‫في كتاب أبيه . وسمعته ُقر على أبي جعفر أحمد بن محمد ، المعروف بابن الن َّاس وأخذه |‬ ‫َ‬ ‫ي أ‬ ‫وأخذه أبو القاسم بن الد عن أبيه عن المبرد وأخذه أبو جعفر عن الزجاج عن المبرد | ورواه المبرد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫عن المازني عن األخفش عن سيبويه‬ ‫____________________‬ ‫(0/4)‬ ‫| الحمد هلل الذي افتتح بالحمد كتابه ، وجعله آخر دعاء أهل الجنة فقال جل ثناؤه : ! 2 < وآخر‬ ‫ّ‬ ‫دعواهم أن الحمد هلل رب العالمين > 2 ! | وصلى اهلل على محمد خاتم النبيين وعلى آله َّيبين |‬ ‫الط‬ ‫قال لنا أبو جعفر أحمد بن محمد لم يزل أهل العربية يفضلون كتاب أبي بشر عمرو بن عثمان بن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫قنبر المعروف بسيبوية حتّى لقد قال محمد بن يزيد لم يعمل كتاب في علم من العلوم مثل كتاب‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َُْ‬ ‫سيبويه وذلك أن الكتب المصنفة في العلوم مض َّ ة إلى ها وكتاب سيبويه ال يحتاج من فهمه‬ ‫غير‬ ‫ُ ْ طر‬ ‫َّ‬ ‫ي قال سمعت الجرمى يقول‬ ‫ُ َ ْ َّ‬ ‫إلى غي ه | وقال سمعت أبا بكر بن شقَير يقول حدثني أبو جعفر الطبر‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫أنا مذ‬ ‫ُْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/5)‬ ‫ثالثون أ ِى الناس في الفقه من كتاب سيبويه | قال فحدثت به محمد يزيد على وجه التعج‬ ‫ُّب‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُفت‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫واإلنكار فقال أنا سمعت الجرمى يقول هذا - وأومأ بيديه إلى أذنيه وذلك أن أبا عمر الجرمى كان‬ ‫صاحب حديث ، فلما علم كتاب سيبويه تف ّه في الحديث إذ كان كتاب سيبويه َّم منه النظر‬ ‫يتعل‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫والتَّفتيش انتهى | قال أبو جعفر وقد حكى بعض النحويين أن الكسائى قر على األخفش كتاب‬ ‫أ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫سيبويه ودفع له مائتي دينار | وحكى أحمد بن جعفر أن كتاب سيبويه وجد بعضه تحت وسادة َّاء‬ ‫الفر‬
  • 3. ‫التي كان يجلس عليها | وأصل ما جاء به سيبويه عن الخليل | قال أبو جعفر وسمعت أبا إسحاق‬ ‫يقول إذا قال سيبويه بعد قول‬ ‫____________________‬ ‫(0/6)‬ ‫َّ‬ ‫الخليل وقال غي ه فإنما يعنى نفسه ألنه أجل الخليل عن أن يذكر نفسه معه واذا قال وسألته فإنما‬ ‫ر ّ‬ ‫يعنى الخليل | وقال أبو إسحاق إذا تأملت األمثلةَ من كتاب سيبويه تبينت أنه أعلم الناس باللغة |‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬ ‫قال أبو جعفر وحدثني علي بن سليمان قال حدثنى محمد بن يزيد أن المفتَّشين من أهل العربية ومن‬ ‫َ‬ ‫له المعرفُة ُّغة تتبعوا على سيبويه األمثلةَ فلم يجدوه ترك من كالم العرب َّ ثالثة أَمثلة منها‬ ‫إال‬ ‫َ‬ ‫بالل‬ ‫َ ْ ِ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫الهُندلع وهي بقلة والدرداقس وهو عظم في القفا وشمنصير وهو اسم أرض | وقال أبو إسحاق حدثني‬ ‫َْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫القاضي إسماعيل بن إسحاق قال حدثني‬ ‫____________________‬ ‫(0/7)‬ ‫ي ُّ‬ ‫نصر بن علي قال سمعت األخفش يقول ُعد من أصحاب الخليل في النحو أربعة سيبويه والنضر‬ ‫بن شميل وعلى بن نصر - وهو أبو نصر بن على َّج َّدوسى | قال وسمعت نصر يحكي‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ومؤر الس‬ ‫عن أبيه قال قال لي سيبويه حين أ اد أن يضع كتابه تعال حتى نتعاون على إحياء علم الخليل |‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ِّ‬ ‫قال أبو جعفر وقد أيت أبا جعفر بن رستم يروي كتاب سيبويه عن المازنى غير أن الذي اعتمد‬ ‫ر‬ ‫ى لمعرفته به وضبطه إياه‬ ‫عليه أبو جعفر في كتاب سيبويه إب اهيم بن السر ّ‬ ‫ر‬ ‫____________________‬ ‫(0/8)‬ ‫َ َ‬ ‫ا‬ ‫يقر‬ ‫َّ‬ ‫| وذكر أن علي بن سليمان حكى أن أبا العباس كان ال يكاد ئ أحدً كتاب سيبويه حتى يق أه‬ ‫ر‬ ‫على أبي إسحاق لصحة نسخته ولذكر أسماء الشع اء فيها | قال الجرمى نظرت في كتاب سيبويه‬ ‫ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫ر‬ ‫ُّ‬ ‫فإذا فيه ألف وخمسون بيتا - فأما ألف فعرفت أسماء قائليها فأثبت أسماءهم وأما خمسون فلم أعرف‬ ‫ّ ّ َ ََ‬
  • 4. ‫ِ ْ‬ ‫قائليها | قال أبو جعفر وسمعت محمد بن الوليد يقول نظرت في نسخة كتاب سيبويه التي أُمليت‬ ‫ا‬ ‫بمصر فإذا فيها مائتا حرف خطأ قال و أيت أبا إسحاق قد أنكر اإلسناد الذي في أولها إنكار شديدً‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫وقال لم يقر أبو العباس محمد بن يزيد كتاب سيبويه َّه على الجرمى ولكن قال أبو ٍإ سحاق ق أته‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫كل‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫أَنا على أبي العباس محمد بن يزيد وقال لنا أبو العباس ق أت نحو ثلثه على أبي عمر الجرمى‬ ‫ّ‬ ‫َُ‬ ‫ر‬ ‫فتوفَي أبو عمر فابتدأت ق اءته على أبي عثمان المازني وقال أبو عثمان ق أته عل أبي الحسن سعيد‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َّب عّى الشيء‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫بن مسعدة األخفش وقال األخفش كنت أسأل سيبويه عما أشكل علي منه فإن تصع‬ ‫َ َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫منه ق أته عليه‬ ‫ر‬ ‫____________________‬ ‫(0/9)‬ ‫َّ‬ ‫| وأما أبو القاسم بن و ّد فإنه حدثنا عن أبيه أبي الحسين قال حدثني أبو العباس المبرد قال قر‬ ‫أ‬ ‫َُ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫المازني كتاب سيبويه على الجرمى وساءل األخفش عنه وق أه الجرمى على األخفش | قال وحدثني‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫المبرد قال ق أت بعض هذا الكتاب على الجرمى وبعضه على المازني ومنه ما ق أته عليهما جميعاً |‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫قال وسمعت المبرد يقول وقد أدرك أبو عمر من أخذ عنه سيبويه واختلف لي حْلقة يونس | وحدثنا‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫أبو ا لقاسم بن الد عن أبيه قال حدثنا أبو العباس قال فاحدثني الزيادى أبو إسحاق قال عمدت إلى‬ ‫ََ‬ ‫ُّ‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫َّ‬ ‫أبي عمر الجرمى أقر عليه كتاب سيبويه ووافيت المازنى يقر عليه في أثناء هذا باب ما يرتفع بين‬ ‫َّ أ‬ ‫َُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ َ‬ ‫الج أين فكنا نعجب من حذقه وجودة ذهنه وكان قد بلغ من أول الكتاب إلى هذا الموضع | قال أبو‬ ‫ز‬ ‫ّ‬ ‫الحسين بن و ّد يعنى أن المازنى كان قد بلغ على األخفش إلى هذا الموضع | وسمعت أبا القاسم‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫بن و ّد يقول كان أبي قد قدم على أبي العباس المبرد‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/10)‬ ‫لَ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫َّ‬ ‫ليأخذ منه كتاب سيبويه فكان المبرد ال يمكن أحدً من أصله وكان يضن به ضنة شديد فكّم ابنه‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ََْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ً‬ ‫ٍ‬ ‫على أن يجعل له في كل كتاب منها جعال قد سماه فأكمل نسخه ثم إن أبا العباس ظهَر على ذلك‬ ‫َْ َ‬ ‫ََ‬ ‫بعد فكان قد سعى بأبي الحسين إلى بعض خدمة السلطان ليحبسه له ويعاقبه في ذلك فامتنع أبو‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫الحسين منه بصاحب اخ اج بغداد يومئذ وكان أبو الحسين بؤدب ولده فأجا ه منه ثم إن صاحب‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الخ اج َّ بأبي العباس يطلب إليه أن يقر عليه الكتاب حتّى فعل | قال أبو عبد اهلل فق أته أنا على‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ر ألظ‬
  • 5. ‫أبي القاسم وهو ينظر في ذلك الكتاب بعينه وقال لي ق أته على أبي مرر‬ ‫ا ًا‬ ‫ر‬ ‫____________________‬ ‫(0/00)‬ ‫( هذا باب عْلم ما الكِلم من العربية ) | فالكِلم اسم وفعل وحرف جاء لمعنى ليس باسم ال فعل |‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫ٌ ِْ ٌ َْ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫فاالسم رجل وفرس وحائط | وأما الفعل فأمثلة أُخذت من لفظ أحداث األسماء ُنيت لما مضى ولما‬ ‫وب ْ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫َُِ‬ ‫َ َ َ َِ ِ ِ ُ‬ ‫يكون ولم يقع وما هو كائن لم ينقطع | فأما بناء ما مضى فذهب وسمع ومكث وحمد وأما بناء ما لم‬ ‫َ‬ ‫ً َ ْ ُ َ َ ُ َ ِ ُ ُ ْ َ ُ وي َ ُ‬ ‫ا‬ ‫ِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ًِ َ‬ ‫يقطع فإنه قولك آمر اذهب واقتُل واضرب ، ومخبر يقتُل و يذهب ويضرب ويقتل ُضرب وكذلك‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫بناء ما لم ينقطع وهو كائن إذا أخبرت | فهذه األمثلة التي أُخذت من لفظ أحداث األسماء ولها أبنية‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫الض ِ‬ ‫كثي ة َّن إن شاء اهلل | واألحداث نحو َّرب والحمد والقتل | وأما ما جاء لمعنى وليس باسم ال‬ ‫ر ستبي‬ ‫ْ‬ ‫فعل فنحو ثُم وسوف و واو القسم الم اإلضافة ونحوها‬ ‫و‬ ‫ٍ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/20)‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ى أواخر الكلم من العربية ) | وهي ي على ثماني مجار على النصب والجر‬ ‫تجر‬ ‫( هذا باب مجار‬ ‫ى الثمانيةُ يجمعهن في اللفظ أربعةُ أضرب‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫والرفع والجزم والفتح والضم والكسر والوقف | وهذه المجار‬ ‫ّ‬ ‫فالنصب والفتح في اللفظ ضرب واحد والجر والكسر فيه ضرب واحد وكذلك الرفع والضم والجزم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫يِ ُ‬ ‫والوقف | وانما ذكرت لك ثمانية مجار ألفُرق بين ما يدخله ضرب من هذه األربعة لما ُحدث فيه‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫العامل - وليس ٌ منها إال وهو يزول عنه - وبين ما يبنى عليه الحرف بناء ال يزول عنه لغير‬ ‫ُ ً‬ ‫َُْ‬ ‫شئ‬ ‫ُ‬ ‫شئ أحدث ذلك فيه من العوامل التي لكل عامل منها ضرب من اللفظ في الحرف وذلك الحرف‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫حرف اإلع اب | فالرفع والجر والنصب والجزم لحروف اإلع اب وحروف اإلع اب لألسماء المتمكنة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ِعة ألسماء الفاعلين التي في أوائلها الزوائد األربع الهم ة والتاء والياء والنون وذلك‬ ‫ز‬ ‫ُ‬ ‫ولألفعال المضار‬ ‫قولك أفعل أنا وتَفعل أنت أو هي ويفعل هو ونفعل نحن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/30)‬
  • 6. ‫| والنصب في األسماء أيت زيدا والجر مررت بزيد والرفع هذا زيد وليس في األسماء جزم لتمكنها‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫وللحاق التنوين فإذا ذهب التنوين لم يجمعوا على االسم ذهابه وذهاب الحركة | والنصب في‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عة جر كما‬ ‫ٌّ‬ ‫ع من األفعال لن يفعل والرفع سيفعل والجزم لم يفعل وليس في األفعال المضار‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫المضار‬ ‫أنه ليس في األسماء جزم ألن المجرور داخل في المضاف إليه معاقب للتنوين وليس ذلك في هذه‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ ُِ‬ ‫عت أسماء الفاعلين أنك تقول إن عبد اهلل لَيفعل فيوافق قولَك لفاعل حتَّى كأنك‬ ‫َ َّ‬ ‫األفعال وانما ضار ْ‬ ‫قلت إن زيدا لفاعل فيما تُريد من المعنى وتلحقه هذه الالم كما لحقت االسم ال تلحق فعل الالم‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َو‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫وتقول سيفعل ذلك وسوف يفعل ذلك فُتلحقهُا هذين الحرفين لمعنى كما تلحق األلف والالم األسماء‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫تر ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٍ ّ‬ ‫َّ‬ ‫للمعرفة | وي ُّن لك أنها ليست بأسماء أنك لو وضعتَها مواضع األسماء لم يجز ذلك أالَ ى أنك لو‬ ‫ُبي‬ ‫عت الفاعل الجتماعهما في المعنى‬ ‫َّ َ ْ ِ َ‬ ‫قلت إن يضرب يأتينا وأشباه هذا لم يكن كالما إ ّ أنها ضار‬ ‫ً ال ّ‬ ‫وستر ذلك أيضً في موضعه‬ ‫ا‬ ‫____________________‬ ‫(0/40)‬ ‫| ولدخوله الالم قال اهلل جل ثناؤه ! 2 < وان ربك ليحكم بينهم > 2 ! أي لحاكم | وِلما لحقها من‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫السين وسوف كما لحقت االسم األلف والالم للمعرفة | وأما الفتح والكسر والضم والوقف فلألسماء‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َْ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ٍ و‬ ‫عة عندهم ما ليس باس م ال فعل مما جاء لمعنى ليس غير نحو سوف وقد‬ ‫َّ‬ ‫غير المتمكنة المضار‬ ‫ْ ال‬ ‫ٍو‬ ‫ِعة وللحروف التي ليست بأسماء ال أفعال ولم تجئ إ ّ لمعنى‬ ‫ولألفعال التي لم تَجر ى المضار‬ ‫مجر‬ ‫ِ‬ ‫و ِ َ ِ‬ ‫| فالفتح في األسماء قولهم حيث وأين وكيف والكسر فيها نحو أ الء وحذار وبداد والصم نحو حيث‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫وقبل وبعد والوقف نحو من وكم وقط واذ‬ ‫َْ ْ ْ ْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/50)‬ ‫ُّ‬ ‫عة قولهم ضرب وكذلك كل بناء من الفعل كان‬ ‫ْ ِ مجر‬ ‫| والفتح في األفعال التي لم تَجر ى المضار‬ ‫عة تقول هذا رجل ضربنا فتَصف بها‬ ‫ِ‬ ‫ي َّ‬ ‫ٌ َ ََ‬ ‫معناه فعل ولم ُسكنوا آخر فَعل ألن فيها بعض ما في المضارَ‬ ‫ََ ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫النك ة وتكون في موضع ضارب إذا قلت هذا رجل ضارب وتقول إن فَعل فعلت فيكون في معنى إن‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫يفعل أفعل فهي فعل كما أن المضار ِ ْ ٌ‬ ‫ع فعل وقد وقعت موقعها في إن ووقعت موقع األسماء في‬ ‫َّ‬ ‫ٌْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ع المتمكن‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫عة في الوصف فلم يسكنوها كما لم يسكيوا من األسماء ما ضار‬ ‫الوصف كما تقع المضارَ‬
  • 7. ‫ّ‬ ‫ال ما ُر من المتمكن في موضع بمنزلة غير المتمكن فالمضار ِ ْ َ ُ َّ‬ ‫ع من عل حركوه ألنهم قد يقولون‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫صي ِّ‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ٍَ‬ ‫من عل فُيجرونه وأما المتمكن الذي جعل بمنزلة غير المتمكن في موضع فقولك ابدْأ بهذا أول و يا‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫حكم‬ ‫َ ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/60)‬ ‫ِعة فبعدت من‬ ‫ُ ْ‬ ‫| الوقف قولهم اضرب في األمر لم يحركوها ألنها ال يوصف بها ال تقع موقع المضار‬ ‫و‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫عة ُعد كم واذ من المتمكنة وكذلك كل بناء من الفعل كان معناه افعل | والفتح في الحروف‬ ‫َْ ْ‬ ‫المضار ب ْ َ‬ ‫التي ليست إال لمعنى وليست بأسماء ال أفعال قولهم سوف وثم | والكسر فيها قولهم في باء‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫َ ِّ‬ ‫ُُْ‬ ‫ٍ‬ ‫اإلضافة المها بزيد ولزيد | والضم فيها منذ فيمن جر بِها ألنها بمنزلة من في األيام | والوقف فيها‬ ‫و‬ ‫ْ‬ ‫ع وعلى هذين‬ ‫ِْ َْ‬ ‫قولهم من وهل وبل وقد | و ال ضم في الفعل ألنه لم يجئ ثالث سوى المضار‬ ‫ْ ٌ‬ ‫َ َّ‬ ‫ع | واعلم أنك إذا َّيت الواحد لحقتْه زيادتان األولى منهما حرف‬ ‫َ‬ ‫ثن‬ ‫المعنيين بناء كل فعل بعد المضار‬ ‫ُ‬ ‫المد واللين وهو حرف اإلع اب غير متحرك و ال منون يكون في الرفع ألفً ولم يكن واوً ليفصل بين‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ر‬ ‫التثنية والجمع الذي على حد التثنية ويكون في الجر ياء مفتوحا ما قبلها ولم يكسر ُفصل بين‬ ‫َ ْ لي ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التثنية والجمع الذي على حد التثنية ويكون في النصب كذلك ولم يجعلوا النصب ألفا ليكون مثله في‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ِز‬ ‫َّ َّ‬ ‫الجمع وكان مع ذا أن يكون تابعً لما الجر منه أولى ألن الجر لالسم ال يجاو ه والرفُع قد ينتقل إلى‬ ‫َ ُّ‬ ‫ا‬ ‫ْ‬ ‫الفعل فكان هذا أغلب وأقوى وتكون الزيادة الثانية نوناً‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/70)‬ ‫ِ ر‬ ‫كأنها عوض لما منع من الحركة والتنوين وهي النون وحركتها الكسر وذلك قولك هما الرجالن و أيت‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ِْ‬ ‫ِ‬ ‫الرجلَين ومررت بالرجلَين | واذا جمعت على حد التثنية لحقتْها ائدتان األولى منهما حرف المد‬ ‫ّ‬ ‫ز‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫واللين والثانية نون وحال األولى في السكون وترك التنوين وأنها حرف اإلع اب حال األولى في‬ ‫التثنية إ ّ أنها واو مضموم ما قبلها في الرفع وفي الجر والنصب ياء مكسور ما قبلها ونونها مفتوحة‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ال‬ ‫ِ ٌ‬ ‫َّ‬ ‫فرقوا بينها وبين نون االثنين كما أن حرف اللين الذي هو حرف اإلع اب مختلف فيهما وذلك قولك‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫المسلمون و أيت المسلمين ومررت بالمسلمين ومن ثَم جعلوا تاء الجمع في الجر والنصب مكسو ة‬ ‫َُ ر‬ ‫ْ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ُّ‬ ‫ألنهم جعلوا التاء التي هي حرف اإلع اب كالواو والياء والتنوين بمنزلة النون ألنها في التأنيث نظي ة‬ ‫َ‬ ‫ر‬
  • 8. ‫الواو والياء في التذكير فأجروها مج اها‬ ‫ر‬ ‫____________________‬ ‫(0/80)‬ ‫عة عالمة للفاعلين لحقتها ألف ونون ولم تكن األلف‬ ‫ً‬ ‫| واعلم أن التثنية إذا لحقت األفعال المضار‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ َ ْ َ ُ‬ ‫حرف اإلع اب ألنك لم ترد أن تثنى يفعل هذا البناء فتَضم إليه يفعل آخر ولكنك إنما ألحقته هذا‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ ُِ ُ‬ ‫عالمة للفاعلين ولم تكن منون ال َيلزمها الحركةُ ألنه يدركها الجزم والسكون فتكون األولى حرف‬ ‫َّ ً و‬ ‫اإلع اب والثانية كالتنوين فكما كانت حالها في الواحد غير حال االسم وفي التثنية لم تكن بمنزلته‬ ‫ر‬ ‫فجعلوا إع ابه في الرفع ثبات النون لتكون له في التثنية عالم ً للرفع كما كان في الواحد إذ منع‬ ‫ْ ُ‬ ‫ة َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ر‬ ‫حرف اإلع اب | وجعلوا النون مكسو ةً كحالها في االسم ولم يجعلوها حرف اإلع اب إذ كانت‬ ‫ر ْ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫متحركة ال تثُبت في الجزم ولم يكونوا ليحذفوا األلف ألنها عالمةُ اإلضمار والتثنية في قول من قال‬ ‫َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫أكلوني الب اغيث وبمنزلة التاء في قلت وقالت فأثبتوها في الرفع وحذفوها في الجزم كما حذفوا الحركة‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ر ُ‬ ‫في الواحد ووافق النصب الجزم في الحذف كما وافَق النصب الجر في األسماء ألن الجزم في‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫األفعال نظير الجر في األسماء واألسماء ليس لها في الجزم نصيب كما أنه ليس للفعل في الجر‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ ِ‬ ‫نصيب وذلك قولك هما يفعالَن ولم يفعال ولن يفعال | وكذلك إذا لحقت األفعال عالمةُ للجمع لحقتها‬ ‫ائدتان إال أن األولى واو مضموم ما قبلها لئال يكون الجمع كالتثنية ُها مفتوحة بمنزلتها في‬ ‫ونون‬ ‫ّ‬ ‫ز‬ ‫األسماء كما فعلت ذلك في التثنية ألنهما وقعتا في التثنية والجمع ههنا كما أنهما في األسماء كذلك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫وهو قولك هم يفعلُون ولم يفعلوا ولن يفعلوا‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/90)‬ ‫| وكذلك إذا ألحقت التأنيث في المخاطبة إ ّ أن األولى ياء وتَفتَح النون ألن الزيادة التي قبلها بمنزلة‬ ‫َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ال ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الزيادة التي في الجمع وهي تكون في األسماء في الجر والنصب وذلك قولك أنت تَفعلين ولم تفعلى‬ ‫َْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ع ألحقت للعالمة نونا وكانت عالمة اإلضمار‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ولن تفعلى | واذا أردت جمع المؤنث في الفعل المضار‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫والجمع فيمن قال أكلوني الب اغيث وأسكنت ما كان في الواحد حرف األع اب كما فعلت ذلك في‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ََ ّ ِ ٌ‬ ‫فعل حين قلت فعْلت وفَعْلن فأُسكن هذا ههنا وبنى على هذه العالمة كما أُسكن فَعل ألنه فعل كما‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫ََ َ‬ ‫ِ َ َُ‬ ‫إنه فعل وهو متحرك كما أنه متحرك فليس هذا بأبعد فيها إذ كانت هي وفعل شيئا واحداً من يفعل إذ‬ ‫ََ ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َْ ٌ‬
  • 9. ‫عت األسماء وليست باسم وذلك قولك هن يفعْلن ولن يفعْلن وتفتحها‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫جاز لهم فيها اإلع اب حين ضار‬ ‫ر‬ ‫ألنها نون جمع ال تُحذف ألنها عالمةُ إضمار وجمع في قول من قال أكلوني الب اغيث | فالنون‬ ‫ر‬ ‫و َ‬ ‫ّ‬ ‫ههنا في يفعْلن بمنزلتها في فَعْلن وفُعل بالم يفعل ما فُعل بالم فَعل لما ذكرت لك ألنها قد تُبنى مع‬ ‫َ‬ ‫وّ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ذلك على الفتحة في قولك هل تَفعلن وألزموا الم فقل السكون وبنوها عل العالمة وحذفوا الحركة لما‬ ‫َّ‬ ‫ََ َ‬ ‫ْ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ادوا ألنهَّها في الواحد ليست في ها حرف إع اب لما ذكرت لك | وأعلم أن بعض الكالم أثقل‬ ‫َ ر‬ ‫آخر‬ ‫ز‬ ‫ُّ ّ ِ‬ ‫من بعض فاألفعال أثقل من األسماء ألن األسماء هي األُولَى وهي أشد تمكنا فمن ثم لم َيلحقها‬ ‫ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫تنوين ولحقها الجزم‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫____________________‬ ‫(0/12)‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ر ّ‬ ‫َّ‬ ‫والسكون وانما هي من األسماء | أال تَ ى أن الفعل ال بد له من االسم وا ّ لم يكن كالمً واالسم قد‬ ‫ا‬ ‫ِع من األسماء‬‫ع الفعل المضار َ‬ ‫َ‬ ‫يستغنى عن الفعل تقول اهللُ إلهُنا وعبد اهلل أخونا | واعلم أن ما ضار‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫في الكالم ووافقه في البناء أ ى لف ُه م ى ما ي ِ‬ ‫َستثقلون ومنعوه ما يكون لَما يستخفُّون وذلك نحو‬ ‫ُجر ظ ُ جر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَبيض وَسود وَحمر وَصفر فهذا بناء أذهب وأَعلَم فيكون في موضع الجر مفتوحا استثقلوه حين‬ ‫َّ‬ ‫َْ ُ ْ‬ ‫َْ َ أ ْ َ َ أ ْ َ َ أ َ‬ ‫عه في الصفة فإنك لو قلت أتاني اليوم قوي وأَال باردا‬ ‫َ ٌّ َ ً‬ ‫قارب في الكالم ووافق في البناء | وأما مضار‬ ‫ّ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ومررت بجميل كان ضعيفاً ولم يكن في حسن أتاني رجل قوي وأ ّ ماء باردً ومررت برجل جميل‬ ‫ٌ ّ ال َ ا‬ ‫ع ال ُ َّم به إ ّ ومعه ألن االسم قبل الصفة كما‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫أفال ى أن هذا يقبح ههنا كما أن الفعل المضار يتكل‬ ‫تر ّ‬ ‫ٌ ا ْ ِ‬ ‫أنه قبل الفعل ومع هذا ّك ى الصفة تَ ى في معنى يفعل يعني هذا رجل ضارب زيدً وتَنصب‬ ‫َ ٌ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫جر‬ ‫أن تر‬ ‫ّ‬ ‫ٍَْ ْ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ى ذلك إن شاء اهلل | فإن كان اسمً كان أخف عليهم وذلك نحو أفكل وأَكلب‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫كما ينصب الفعل وستر‬ ‫ُ‬ ‫عةُ أفعل الذي يكون صفة لالسم أنه يكون وهو اسم صفة‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ينصرفان في النك ة | ومضار‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/02)‬ ‫كما يكون الفعل صفة وأما يشكر فإنه ال يكون صفة وهو اسم وانما يكون صفة وهو فعل | وأعلم أن‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ر ّ َْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫النك ة أخف عليهم من المعرفة وهي أشد تمكنا ألن النك ة أول ثم يدخل عليها ما تُعرف به فمن ثَم‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫أكثر الكالم ينصرف في النك ة | وأعلم أن الواحد أشد تمكنا من الجميع ألن الواحد األول ومن ثم لم‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫َ َِ َ َ‬ ‫َ ِْ‬ ‫يصرفوا ما جاء من الجميع ما جاء عل مثال ليس يكون للواحد نحو مساجد ومفاتيح | واعلم أن‬
  • 10. ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫المذكر أخف عليهم من المؤنث ألن المذكر أول وهو أشد تمكنا وانما ج التأنيث من التذكير أال‬ ‫ّ يخر‬ ‫ّ‬ ‫يْ‬ ‫َّ‬ ‫ى أن الشيء يقع على كل ما أخبر عنه من قبل أن ُعلَم أذكر هو أو أُنثى والشيء ذكر فالتنوين‬ ‫تر ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ي َي‬ ‫ة‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫عالمة لألمكن عندهم واألخف عليهم وتركه عالم ٌ لما يستثقلون وسوف ُبَّن ما ينصرف وما ال‬ ‫ينصرف إن شاء اهلل | وجميع ما ال ينصرف إذا أدخلت عليه األلف والالم أو أضيف انجر ألنها‬ ‫َّ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/22)‬ ‫أسماء أدخل عليها ما يدخل على المنصرف وأُدخل فيها الحر كما يدخل في المنصرف ال يكون‬ ‫و‬ ‫َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َع‬ ‫َُ‬ ‫ِ‬ ‫ذلك في األفعال وأمنوا التنوين فجميع ما يتْرك صرفهُ مضارٌ به الفعل ألنه إنما فُعل ذلك به ألنه‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ ُ ر‬ ‫ليس له تمكن غي ه كما أن الفعل ليس له تمكن االسم | وأعلم أن اآلخر إذا كان يسكن في الرفع‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫حذف في الجزم لئال يكون الجزم بمنزلة الرفع فحذفوا كما حذفوا الحركة ونون االثنين والجميع | وذلك‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ِ َ ُْ َ ْ َ‬ ‫قولك لم يرِم ولم يغز ولم يخش وهو في الرفع ساكن اآلخر لتقول هو يرمي ويغزو ويخشى هذا باب‬ ‫ِ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َْ‬ ‫المسند والمسند إليه | وهما ما ال يغنى واحد منهما عن اآلخر ال يجد المتكّم منه بدً | فمن ذلك‬ ‫ا‬ ‫لُ‬ ‫و َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َْ‬ ‫َّ‬ ‫االسم المبتدأُ والمبنى عليه | وهو قولك عبد اهلل أخوك وهذا أخوك | ومثل ذلك يذهب عبد اهلل فال بد‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ٌ‬ ‫للفعل من االسم كما لم يكن لالسم األول بد من اآلخر في االبتداء | ومما يكون بمنزلة االبتداء قولك‬ ‫كان عبد اهلل منطلقا ولَيت زيدا منطلق ألن هذا يحتاج إلى ما بعده كاحتياج المبتدأ إلى ما بعده |‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ‬ ‫واعلم أن االسم أول أحواله االبتداء وانما يدخل الناصب وال افع‬ ‫ُ ر‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/32)‬ ‫سوى االبتداء والجار على المبتدأ | أال ى أن ما كان مبتدأ قد تَدخل عليه هذه األشياء حتى يكون‬ ‫تر‬ ‫ُّ‬ ‫غير مبتدأ ال تصل إلى االبتداء ما دام مع ما ذكرت لك إال أن تَدعه | وذلك أنك إذا قلت عبد اهلل‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫منطلق إن شئت أدخلت أيت عليه فقلت أيت عبد اهلل منطلقا أو قلت كان عبد اهلل منطلقا أو مررت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ر ُ َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ٌ‬ ‫بعبد اهلل منطلقا فالمبتدأ أول ء كما كان الواحد أول العدد والنك ةُ قبل المعرفة ( هذا باب اللفظ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫جز‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫للمعاني ) | اعلم أن من كالمهم اختالف اللفظين الختالف المعنيين واختالف اللفظين والمعنى واحد‬ ‫ّ‬ ‫ى ذلك إن شاء اهلل تعالى | فاختالف اللفظين الختالف‬ ‫ُ‬ ‫واتفاق اللفظين واختالف المعنيين | وستر‬ ‫المعنيين هو نحو جلس وذهب | واختالف اللفظين والمعنى واحد نحو ذهب وانطلق | واتفاق اللفظين‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
  • 11. ‫والمعنى مختلف قولك وجدت عليه من الموجدة ووجدت إذا أردت وجدان الض َّة | وأشباه هذا كثير (‬ ‫ٌ‬ ‫ّ ال‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫هذا باب ما يكون في اللفظ من األع اض ) | اعلم أنهم مما يحذفون الكلم وان كان أصلُه في الكالم‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫غير ذلك‬ ‫____________________‬ ‫(0/42)‬ ‫ويحذفون ويعوضون ويستغنون بالشيء عن الشيء الذي أصله في كالمهم أن يستعمل حتَّى يصير‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َْ َ ُ و ْ ِ‬ ‫ى ذلك إن شاء اهلل | فمما حذف وأصله في الكالم غير ذلك | لم يك ال أَدر وأشباهُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ساقطا | وستر‬ ‫ذلك | وأما استغناؤهم بالشيء عن الشيء ّهم يقولون يد ُ ال يقولون ودع استغنوا عنها بتَرك |‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫َ َع و‬ ‫فإن‬ ‫وأشباهُ ذلك كثير | والعوض قولهم زنادق ٌ وزناديق وف ازن ٌ وفرزين حذفوا الياء وعوضوا الهاء وقولهم‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ة َ ُ َر ٌ ة َ ا ُ‬ ‫ُ‬ ‫أسطاع ُس ُ وانما هي أطاع يطيع ادوا السين عوضا من ذهاب حركة العين من أَفعل وقولهم‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ز‬ ‫ُ‬ ‫ي ْ طيع ّ‬ ‫ْ‬ ‫اّلهُم حذفوا يا وألحقوا الميم عوضاً ( هذا باب االستقامة من الكالم واإلحالة | فمنه مستقيم حسن‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ْ ِ‬ ‫ومحال ومستقيم كذب ومستقيم قبيح وما هو محال كذب | فأما المستقيم الحسن فقولك أتيتُك أمس‬ ‫َ‬ ‫ِر‬ ‫وسآتيك غدً | وأما محال فأن تَنقض أول كالمك بآخ ه فتقول أتيتك غدً وسآتيك أمس‬ ‫ا‬ ‫َّ َ‬ ‫ا َّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/52)‬ ‫| وأما المستقيم الكذب فقولك حملت الجبل وشربت ماء البحر ونحوه | وأما المستقيم القبيح فأن تضع‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫اللفظ في غير موضعه نحو قولك قد زيدا أيت وكي زيد يأتيك وأشباه هذا | وأما المحال الكذب فأن‬ ‫ٌَ‬ ‫ًر‬ ‫ٍ‬ ‫تقول سوف أشرب ماء البحر أمس ( هذا باب ما يحتمل الشعر ) | اعلم أنه يجوز في الشعر ما ال‬ ‫يجوز في الكالم من صرف ما ال ينصرف يشبهونه بما ينصرف من األسماء ألنها أسماء كما أنها‬ ‫ّ‬ ‫ة‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أسماء وحذف ما ال يحذف يشبهونه بما قد حذف واستعمل محذوفا كما قال َّاج % ( قواطناً مك َ‬ ‫العج‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫من ورق الحمى % ) %‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/62)‬
  • 12. ‫يريد الحمام | وقال خفاف بن ُدبة السلَمى % ( كنواح ريش حمامة نجدية % ومسحت َّلثَتَين‬ ‫َ ْ ِ بال ْ ِ‬ ‫ٍ َ ْ ٍِّ‬ ‫َ ِ ِ ِ َ‬ ‫ُّ ّ‬ ‫نْ‬ ‫َُ‬ ‫عصف اإلثم % وكما قال % ( دار لسعدى إذه من هواكا % ) % | وقال % ( فَطرت بمنصِلى‬ ‫ُ ُْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ِْ‬ ‫ٌ ُْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫في يعمالت % دوامى األَِد يخ ِطن السريحاَ ) % | وكما قال النجاشي % ( فلست بآتِيه ال‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫َّ ّ‬ ‫ي َ ْ ب ْ َ َّ‬ ‫َ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ََْ‬ ‫ِْ‬ ‫ِ‬ ‫و ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَستطيعه % الك أسقني ِإن كان ماؤك ذا فَضل ) %‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/72)‬ ‫| وكما قال مالك بن خريٍم الهمداني % ( فإن يك غثَا أو سمينا فإننى % سأَجعل عينيه لنفسه مقنعا‬ ‫َ ْ ََ‬ ‫ْ َ ُ َْ‬ ‫َ ً ّ‬ ‫ْ َُ َ‬ ‫ْ ّ‬ ‫َُْ‬ ‫َْ ِ ِ‬ ‫َ ِْ َْ‬ ‫َ ِ‬ ‫) % | وقال األعشى % ( وأخو الغوان متَى يشأ يصر منه % ويعدن َعداء بعيد وداد ) % | ورَّما‬ ‫ب‬ ‫َ ُْ َ أ ً ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ُّ‬ ‫مدوا مثل مساجد ومنابر فيقولون مساجيد ومنابير شبهوه بما جمع على غير واحده في الكالم كما‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ الص ِ‬ ‫َ ْ َّ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫قال الفرزدق % ( تَنفي يداها الحصى في كل هاجر % نفى الدناَنير تَنقاد َّياريف ) %‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/82)‬ ‫| وقد يبلغون بالمعتل األصل فيقولون ادد في اد وضن ِوا في ضنوا ومررتم بجوارَقبل قال َعنب‬ ‫ق َْ ُ‬ ‫َ َِ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّن‬ ‫رّ‬ ‫رِ ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫بن أم صاحب % ( مهالً أَعاذل قد جربت من خلُقى % أنى أَجود ألَقوام وان ضنِنوا ) % | ومن‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ ُ ُ‬ ‫ُِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َِ‬ ‫َْ‬ ‫ّ‬ ‫و ِّ‬ ‫َّ‬ ‫العرب من يثقل الكلمةَ إذا وقف عليها ال يثقلها في الوصل فإذا كان في الشعر فهم ُجرونه في‬ ‫ي‬ ‫الوصل على حاله في الوقف نحو سبسَّا وكْلك ّ ألنهم قد يثقلونه في الوقف فأثبتوه في الوصل كما‬ ‫َ ْ َ ب َ ال‬ ‫َ ْ ٌ ُ ِ ُّ ُ َ‬ ‫أثبتوا الحذف في قوله لنفسه مقنعا وانما حذفُه في الوقف قال رؤبة % ( ضخم يحب الخلُق‬ ‫األَضخما % ) % | ُروى بكسر الهم ة وفتحها وقال بعضهم َّخما بكسر الضاد‬ ‫الض َ َّ‬ ‫ز‬ ‫ي‬ ‫ْ َ َّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/92)‬ ‫َ‬ ‫ُ ٍ‬ ‫كأنهُ صوت حاد % إذا طلب الوسيقَة أو زمير )‬ ‫| وقال أيضً في مثله وهو الشماخ % ( له زجل‬ ‫ٌََ‬ ‫َّ‬ ‫ا‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ ّ ِ‬ ‫إن تلتبِس به % يكن لفَسيل النخل بعدهُ آ ِر ) % |‬ ‫َ بُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫% | وقال حنظلة بن فاتك % ( وأَيقَن أن الخيل‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ّ‬ ‫َ‬
  • 13. ‫و ْ َا‬ ‫َ‬ ‫ّ َب‬ ‫ل ِ‬ ‫وقال رجل من باهلة % ( أو معبر ال ّهر ين ِي عن وِيته % ما حج رَّهُ في الدنيا ال أعتَمر ) % |‬ ‫ُ ْ َ ُ ظ ْ ِ ُ ْب‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّبا ) %‬ ‫َ ِ و‬ ‫ٌّ‬ ‫ٍ َ ٍ‬ ‫وقال األعشى % ( َّبا ما لَهُ من مجد تليد وما لَهُ % من الريح حظ ال الجنوب َال الصب َ‬ ‫َ‬ ‫الص َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/13)‬ ‫| وقال % ( بيناهُ في دار صدق قد أقام بها % حينا ُعَّلُناَ وما ُ َّلهُ ) % | ويحتملون قُبح الكالم‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫نعل‬ ‫ً ي َل‬ ‫ٍِْ‬ ‫ِ‬ ‫ِْ‬ ‫حتَّى يضعوه في غير موضعه ألنه مستقيم ليس فيه نقص فمن ذلك قوله % ( صددت فأطولت‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٌ‬ ‫ُّدود وقلّما % وصال عل ُول ُّدود يدوم ) % | وانما الكالم وقل ما يدوم وصال | وجعلوا‬ ‫ٌ‬ ‫ط الص َ ُ‬ ‫الص َ‬ ‫ما ال ي ى في الكالم َّ ظرفا بمنزلة غي ه من األسماء وذلك قول الم ار بن سالَمة العجلى % (‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ ر‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫إال‬ ‫َجر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ينطق الفحشاء من كان منهم % إذا جلسوا مَّا ال من سوائنا ) %‬‫و َْ ِ ُ‬ ‫ن و ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ ْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/03)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫| وقال األعشى % ( وما قصدت من أَهلهَا لسوائكا % ) % | وقال خطام المجاشعى % (‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫وصاليات ككماَ يؤثْفَين % ) % | فعلوا ذلك ألَن معنى سواء معنى غير ومعنى الكاف معنى مثل |‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ْ ْ‬ ‫ر‬ ‫ْ ِ‬ ‫وليس شئ يضطرون إليه إال وهم يحاولون به وجها وما يجوز في الشعر أكثر من أن أذك ه لك ههنا‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ بُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ٍ‬ ‫ألن هذا موضع جمل وسنبين ذلك فيما نستق ِل إن شاء اهلل‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/23)‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِْ ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫باب الفاعل | الذي لم يتعده فعلُه إلى مفعول والمفعول الذي لم يتعد إليه فعل فاعل و ال يتعدى فعلُه‬ ‫َّ‬ ‫إلى مفعول آخر وما يعمل من أسماء الفاعلين والمفعولين عمل الفعل الذي يتعدى إلى مفعول وما‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫يعمل من المصادر ذلك العمل وما ي ي من الصفات التي لم تَبلغ أن تكون في القوة كأسماء‬ ‫ّ‬ ‫َجر‬ ‫َ‬ ‫ُجر ُ جر‬ ‫ٍ َ ر‬ ‫ِّ‬ ‫ى الفعل المعتدى إلى مفعول مج اها وما أ ى م ى الفعل‬ ‫الفاعلين والمفعولين التي تَ ي مجر‬ ‫جر‬ ‫وليس بفعل ولم يقو قُوتَه وما ى من األسماء التي ليست بأسماء الفاعلين التي ذكرت لك ال‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫جر‬ ‫َ ْ َ َّ‬
  • 14. ‫الص َّات التي هي من لفظ أحداث األسماء وتكون ألَحداثها أمثل ٌ لما مضى ولما لم يمض وهي التي‬ ‫ة‬ ‫ف ِ‬ ‫َْ‬ ‫ِّ‬ ‫لم تبلغ أن تكون في القوة كأسماء الفاعلين والمفعولين التي تريد بها ما تريد بالفعل المتعدي إلى‬ ‫َّ‬ ‫مفعول مج اها وليست لها قوة أسماء الفاعلين التي ذكرت لك ال هذه الصفات كما أنه ال يقوى قوة‬ ‫ّ‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ ر‬ ‫الفعل ما ى مج اه وليس بفعل هذا باب الفاعل الذي لم يتعده فعلُه إلى مفعول | والمفعول الذي لم‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫جر‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫يتعد إليه فعل فاعل ولم يتعده فعلُه إلى مفعول آخر والفاعل والمفعول في هذا سواء يرتفع المفعول‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ر فر‬ ‫ٍَْ‬ ‫كما يرتفع الفاعل ألنك لم تَشغل الفعل بغي ه وّ غته له كما فعلت ذلك بالفاعل | فأما الفاعل الذي ال‬ ‫ّ‬ ‫يتعداه فعله فقولُك ذهب زيد وجلَس عمرو‬ ‫ٌ‬ ‫ََ َ ٌ َ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/33)‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫والمفعول الذي لم يتعده فعله ولم يتعد إليه فعل فاعل فقولُك ضرب زيد ُضرب عمرو | فاألسماء‬ ‫ُ َ ٌ وي ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ‬ ‫المحدث عنها واألمثلةُ دليلةُ على ما مضى وما لم يمض من المحدث به عن األسماء وهو الذهاب‬ ‫ُ‬ ‫ِ و‬ ‫والجلوس والضرب وليست األمثلة باألحداث الما يكون منه األحداث وهي األسماء هذا باب الفاعل‬ ‫ّْ‬ ‫الذي يتعداه فعلُه إلى مفعول | وذلك قولك ضرب عبد اهلل زيدً فعبد اهلل ارتفع ههنا كما ارتفع في‬ ‫ا ُ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ذهب وشغْلت ضرب به كما شغلت به ذهب وانتصب زيد ألنه مفعول تعدى إليه فعل الفاعل فإن‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ََ َ ا ُ‬ ‫ّ‬ ‫جر‬ ‫ظ‬ ‫جر‬ ‫َ َّ َ‬ ‫قدمت المفعول وأخرت الفاعل ى اللف ُ كما ى في األول وذلك قولك ضرب زيدً عبد اهلل ألنك‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ً‬ ‫ُ ّا‬ ‫َّ‬ ‫إنما أردت به مؤخر ما أردت به مقدما ولم تُرد أن تَشغل الفعل بأول منه وان كان مؤخر في اللفظ‬ ‫ا‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫كأن َّ‬ ‫َّ‬ ‫فمن ثم كان حد اللفظ أن يكون فيه مقدما وهو عربي َّد كثير ّهم إنما يقدمون الذي بيانه أهم‬ ‫ٌّ جي‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫لهم وهم ببيانه أَعنى وان كانا جميعً يهم ِهم ويع ِيانهم | وأعلم أن الفعل الذي ال يتعدى الفاعل‬ ‫َ ّ‬ ‫َّ‬ ‫ا ُ ِ ّ ان َ ْ ن‬ ‫َْ‬ ‫ُْ‬ ‫ََ َ‬ ‫تر َّ‬ ‫يتعدى إلى اسم الحدثان الذي أُخذ منه ألنه إنما يذكر لَيدل على الحدث أال ى أن قولك قد ذهب‬ ‫ّ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ََ‬ ‫و َ ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ َّ‬ ‫بمنزلة قولك قد كان منه ذهاب واذا قلت ضرب عبد اهلل لم يستَبن أن المفعول زيد أو عمرو ال يدل‬ ‫َ ُ‬ ‫ََ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ َ َ‬ ‫على صنف كما أن ذهب قد دل على صنف وهو‬ ‫ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/43)‬ ‫َ َ َ َ ِ ّ َِ َ‬ ‫َ ِ َ ََ‬ ‫الذهاب وذلك قولك ذهب عبد اهلل الذهاب الشديد وقعد قعدة سوء وقعد قعدتين لما عمل في الحدث‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ّ ِ‬ ‫عمل في ّة منه والمرتين وما يكون ضرباً منه فمن ذلك قعد القُرفُصاء واشتَمل َّماء ورجع‬ ‫الص َّ َ َ َ َ‬ ‫المر‬
  • 15. ‫القهق ى ألنه ضرب من فعِله الذي أُخذ منه | ويتعدى إلى الزمان نحو قولك ذهب ألنه ُنى لما‬ ‫ب َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ّ‬ ‫ِِ‬ ‫ٌ‬ ‫َر‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫مضى منه وما لم يمض فإذا قال ذهب فهو دليل على أن الحدث فيما مضى من الزمان واذا قال‬ ‫ََ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫سيذهب فإنه دليل على أنه يكون فيما يستقبل من الزمان ففيه بيان ما مضى وما لم يمض منه كما‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫ُ ْ ِ‬ ‫أن فيه استدالال على ع الحدث وذلك قولك قعد شهرين وسيقعد شهرين وتقول ذهبت أَمس‬ ‫َ‬ ‫وقو‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وسأَذهب غدً فإن شئت لم تجعلهما ظرفا فهو يجوز في كل شئ من أسماء الزمان كما جاز في كل‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫شئ من أسماء الحدث | ويتعدى إلى ما اشتُق من لفظه اسما للمكان والى المكان ألنه إذا قال ذهب‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫أو قعد فقد علم أن للحدث مكانا وان لم يذك ه كما علم أنه قد كان ذهاب وذلك قولك ذهبت المذهب‬ ‫َ ر‬ ‫البعيد وجلست مجلساً حسنا وقَعدت مقعدً كريما وقعدت المكان الذي أيت وذهبت وجهاً من الوجوه‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ا‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َّ ّ‬ ‫و قد قال بعضهم ذهبت الشام يشبهه بالمبهَم إذ كان مكاناً يقع عليه المكان والمذهب وهذا شاذ ألنه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ليس في ذهب دليل على الشام وفيه دليل على المذهب والمكان ومثل ذهبت الشام دخلت البيت |‬ ‫ٌ‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َّ َ‬ ‫ومثل ذلك قول ساعدةَ بن جؤية‬ ‫____________________‬ ‫(0/53)‬ ‫َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ٌ َّ َ َّ َ ْ ِ َ ُ‬ ‫% ( لدن بهَز الكف يعسل متْنهُ % فيه كما عسل الطريق الثعلب ) % | ويتعدى إلى ما كان وقتا‬ ‫َََ‬ ‫في األمكنة كما يتعدى إلى ما كان وقتا في األزمنة ألنه وقت يقع في المكان ال يختص به مكان‬ ‫ٌ‬ ‫و ُ ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واحد كما أن ذاك وقت في األزمان ال ُختص به زمن بعينه فلما صار بمنزلة الوقت في الزمن كان‬ ‫ي ُّ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫مثلَه َّك قد تَفعل باألماكن ما تفعل باألزمنة وان كان األزمنة أقوى في ذلك | وكذلك ينبغي أن‬ ‫َْ‬ ‫ألن‬ ‫ِ‬ ‫يكون إذ صار فيما هو أبعد نحو ذهبت الشام وهو قولك ذهبت فرسخين وسرت الميلين كما تقول‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ َّ ُ‬ ‫ذهبت شهرين وسرت اليومين وانما جعل في الزمان أقوى ألن الفعل بنى لما مضى منه وما لم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يمض ففيه بيان متى وقع كما أن فيه بيان أنه قد وقع المصدر وهو الحدث | واألماكن لم يبن لها‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫تر ّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َِ‬ ‫فعل وليست األماكن بمصادر أُخذ منها األمثلة واألماكن إلى األناسى ونحوههم أقرب أالَ ى أنهم‬ ‫يخ ُّنونها بأسماء كزيد وعمرو وفي‬ ‫ُص‬ ‫____________________‬ ‫(0/63)‬
  • 16. ‫َّ‬ ‫َِ ٌ‬ ‫َّ‬ ‫قولهم مكةُ وعمان ونحوهما وتكون منها خلق ال يكون لكل مكان ال فيه كالجبل والوادي والبحر‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ِ ُّ ِ‬ ‫والدهر ليس كذلك | واألماكن لها جثَّ ٌ واَّما الدهر مضى الليل والنهار فهو إلى الفعل أقرب هذا باب‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُة ن‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫الفاعل | الذي ي َّداهُ فعلُه إلى مفعولين فإن شئت اقتصرت على المفعول األول إن شئت تعدى إلى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َتع‬ ‫الثاني كما تعدى إلى األول | وذلك قولك أعطى عبد اهلل زيدا هماً وكسوت بشر الثَّياب الجياد |‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ا‬ ‫ً‬ ‫ً در‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ومن ذلك اخترت الرجاَل عبد اهلل ومثل ذلك قوله عز وجل ! 2 < واختار موسى قومه سبعين رجال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫> 2 ! وسميته زيدا َّيت زيدا أبا عبد اهلل ودعوته زيدا إذا أردت دعوته التي ي ى سميته‬ ‫تجر مجر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً وكن‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ِ‬ ‫وان عنيت الدعاء إلى أمر لم يجاوز مفع ال واحدً | ومنه قول الشاعر % ( أستغفر اهلل ذنباً لست‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُّ ّ‬ ‫ٍ َِ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ْ ِ‬ ‫محصيةَ % رب العباد إليه الوجهُ والعمل ) % | وقال عمرو بن معد يكرب الزبيدى % ( أَمرتْك‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ َ‬ ‫الخير فافعل ما أُمرت به % فقد تركتُك ذا مال وذا نشب ) %‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ ْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/73)‬ ‫| وانما فُصل هذا َّها أفعال تُوصل بحروف اإلضافة فتقول اخترت فالنً من َّرجال وسميته بفالن‬ ‫ّ‬ ‫ال ِ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َُ‬ ‫ٌ‬ ‫أن‬ ‫ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫َِ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫كما تقول عرفتُه بهذه العالمة وأوضحتهُ بها وأستغفر اهلل من ذلك فلما حذفوا حرف الجر عمل الفعل‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ الس ُ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ َا ِ َّ ْ َ‬ ‫ومثل ذلك قول المتلمس % ( آْليت حب العرق الدهر أَطعمهُ % والحب يأُكلُهُ في القرية ُّوس )‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ ر‬ ‫% يريد عل حب الع اق | وكما تقول َُّئت زيدً يقول ذاك أي عن زيد وليست عن وعلى ههنا‬ ‫نب ُ ا‬ ‫و‬ ‫َُ‬ ‫َّ‬ ‫بمنزلة الباء في قوله ! 2 < كفى باهلل شهيدا > 2 ! وليس بزيد ألن عن وعلى ال يفعل بها ذاك ال‬ ‫ِ‬ ‫بمن في الواجب | وليست أستغفر اهلل ذنباً وأمرتك الخير أكثر في كالمهم جميعً واَّما يتكّم بها‬ ‫ا ن َ ل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫بعضهم فأما سميت وكنيت فإنما دخلتْها الباء على حد ما دخلت في عرفت تقول عرفتُه زيدً ثم تقول‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َّ ُ ّ‬ ‫عرفته بزيد فهو سوى ذلك المعنى فإنما تَدخل في سميت َّيت على حد ما دخلت في عرفُته بزيد |‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َّ وكن‬ ‫ّ‬ ‫فهذه‬ ‫____________________‬ ‫(0/83)‬ ‫الحروف كان أصلُها في االستعمال أن توصل بحرف اإلضافة | وليس كل الفعل يفعل به هذا كما‬ ‫ُ َْ‬ ‫ُ‬ ‫أنه ليس كل فعل يتعدى الفاعل ال يتعدى إلى مفعولين ومنه قول الفرزدق % ( منا الذي اختِير‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ و َ َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ ِ‬ ‫ُ الز ِع‬ ‫َ َّ‬ ‫الرجال سماح ً % وجودً إذا هب الرياح ّعاز ُ ) % | وقال الفرزدق أيضً % ( نبئت عبد اهلل‬ ‫ا‬ ‫ُ ا‬ ‫َّ َ َ ة‬ ‫ُ‬
  • 17. ‫ِالجو أَصبحت % ك اما مواليها لَئِيمً صميمهُا ) % هذا باب الفاعل الذي يتَعداه فعلُه إلى مفعولين‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫ِر ً ِ‬ ‫ََ‬ ‫ب َّ َْ َ ْ‬ ‫ا ً َّ‬ ‫َِ َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫| وليس لك أن تقتصر على أحد المفعولين دون اآلخر | وذلك قولك حسب عبد اهلل زيدً بكر وظن‬ ‫ا‬ ‫َ َ‬ ‫ا‬ ‫عمرو خالدا أباك وخال عبد اهلل زيدً أخاك ومثل ذلك أي عبد اهلل زيدً صاحبنا ووجد عبد اهلل زيدً‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ذا الحفاظ‬ ‫____________________‬ ‫(0/93)‬ ‫ّ‬ ‫َّ ّ َ ْ َ‬ ‫| وانما منعك أن تقتصر على أحد المفعولين ههنا أنك إنما أردت أن تبين ما استَّر عندك من حال‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫المفعول األول يقيناً كان أو شكا وذكرت األول لتُ ِ‬ ‫َ ّ َ علم الذي تُضيف إليه ما استَ ّر له عندك من هو‬ ‫ّ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫فإنما ذكرت ظننت ونحوه لتجعل خبر المفعول األول يقينا أو شكا ولم ترد أن تَجعل األول فيه الشك‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫أو تقيم عليه في اليقين | ومثل ذلك علمت زيدً الظريف عم عبد اهلل زيدا أخاك | وان قلت أيت‬ ‫ر ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ وزَ‬ ‫ُ ا‬ ‫ُ ّ‬ ‫ُ ْ َ ِ َ‬ ‫فأردت رؤيةَ العين أو وجدت فأردت وجدان الضالة فهو بمنزلة ضربت ولكنك إنما تريد بوجدت‬ ‫ْ َ‬ ‫عِلمت وب أيت ذلك أيضاً أال ى أنه يجوز لألَعمى أن يقول أيت زيدً الصالح | وقد يكون علمت‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ر ُ ا‬ ‫تر َّ‬ ‫َ ْ ُ ر‬ ‫بمنزلة عرفت ال تريد َّ عْلم األول فمن ذلك قوله تعالى ! 2 < ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في‬ ‫ِ‬ ‫إال َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫السبت > 2 ! وقال سبحانه ! 2 < وآخرين من دونهم ال تعلمونهم اهلل يعلمهم > 2 ! فهي ههنا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫بمنزلة عرفت كما كانت أيت على وجهين | وأما ظننت ذاك فإنما جاز السكوت عليه ألنك قد تقول‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ّ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ظننت فتقتصر كما تقول ذهبت ثم تعمله في الظن كما تعمل ذهبت في الذهاب فذاك ههنا هو الظن‬ ‫ُ‬ ‫كأنك قلت ظننت ذاك الظن وكذلك خلت وحسبت | ويدلُّك على أنه الظن أنك لو قلت خلت زيدا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِ ُ ِ‬ ‫وأ َى زيدا لم يجز‬ ‫ُر‬ ‫____________________‬ ‫(0/14)‬ ‫ُز‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫| وتقول ظننت به جعلتَه موضع ظنك كما قلت نزلت به ونزلت عليه ولو كانت الباء ائدة بمنزلتها‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫في قوله عز وجل ! 2 < كفى باهلل > 2 ! لم يجز السكت عليها فكأَنك قلت ظننت في الدار ومثله‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ و‬ ‫َ َّ‬ ‫شككت فيه هذا باب الفاعل | الذي يتعداه فعلُه إلى ثالثة مفعولين ال يجوز أن تقَتصر على مفعول‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫منهم واحد دون الثالثة ألن المفعول ههنا كالفاعل في الباب األول الذي قبله في المعنى | وذلك‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ً ً‬ ‫َْ‬ ‫َ َّ ُ ا ً‬ ‫قولك أ َى اهللُ بشر زيدً أباك ونبأُت زيدً عمر أبا فالن وأَعلَم اهلل زيدً عمر خير منك | واعلم أن هذه‬ ‫ْا ا ا‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫ً‬ ‫َر‬
  • 18. ‫َّ ْ‬ ‫َّ‬ ‫األفعال إذا انتهت إلى ما ذكرت لك من المفعولين فلم يكن بعد ذلك متعدى تَعدت إلى جميع ما‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫يتعدى إليه الفعل الذي ال يتعدى الفاعل وذلك قولك أعطى عبد اهلل زيدا المال إعطاء جميال وسرقت‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫َِ‬ ‫عبد اهلل الثوب الليلة ال تَجعله ظرفا ولكن كما تقول يا سارق الليلة زيدً الثوب لم تجعْلها ظرفً |‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وتقول أعلمت هذا زيدا قائماً العلم اليقين إعالماً وأدخل اهللُ عمر المدخل الكريم إدخاال ألنها لما‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ا ُْ َ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫انتهت صارت بمنزلة ماال يتَعدى هذا باب المفعول الذي تعداه فعله إلى مفعول | وذلك قولُك كسي‬ ‫ٌ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ ُِ َ‬ ‫عبد اهلل الثوب وأُعطى عبد اهلل المال رفعت عبد اهلل ههنا كما رفعتَه في ضرب حين قلت ضرب‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫عبد اهلل وشغلت‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/04)‬ ‫ُِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫به كسي وأُعطى كما شغلت به ضرب وانتصب الثوب والمال ألنهما مفع الن تَعدى إليهما فعل‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫مفعول هو بمنزلة الفاعل | وان شئت قدمت وأخرت فقلت كسى الثوب زيد وأُعطى المال عبد اهلل كما‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ٌ ْ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ ّ َ ّ َ‬ ‫قلت ضرب زيدً عبد اهلل فأم ه في هذا كأمر الفاعل | واعلم أن المفعول الذي ال يتعداهُ فعله إلى‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ا ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫مفعول يتعدى إلى كل شئ تَعدى إليه فعل الفاعل الذي الَ يتعداه فعلُه إلى مفعول وذلك قولك ضرب‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ ل ِ َُْ‬ ‫ُِ َ ُ‬ ‫زيد الضرب الشديد وضرب عبد اهلل اليومين اّلذين تَعلم ال تَجعلُه ظرفا ولكن كما تقول يا مضروب‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ما تَعدى إليه فعل الفاعل الذي ال يتعداه‬ ‫ُ‬ ‫َ ِْ َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫الليلة الضرب الشديد وأُقعد عبد اهلل المقعد الكريم | فجميع‬ ‫َ‬ ‫ُْ ََ‬ ‫َ‬ ‫َتع‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ِْ ُ‬ ‫ٍ َ َّ‬ ‫فعلُه إلى مفعول يتعدى إليه فعل المفعول الذي ال يتعداه فعلُه | وأعلم أن المفعول الذي لم ي َّد إليه‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫فعل فاعل في التعدى واالقتصار بمنزلته إذا تَعدى إليه فعل الفاعل ألن معناه متعديا إليه فعل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُِ‬ ‫ُ ا‬ ‫تر ّ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َّ‬ ‫الفاعل وغير متعد إليه فعلُه سواء | أال ى أنك تقول ضربت زيدً فال تُجاوز هذا المفعول وتقول‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ ِ ٌ‬ ‫ضرب زيد فال يتعداه فعلُه ألن المعنى واحد‬ ‫ٌ‬ ‫____________________‬ ‫(0/24)‬ ‫َ َّ ّ‬ ‫ُِ‬ ‫ِ َ ٌ ً‬ ‫ٍ َ‬ ‫ِ‬ ‫| وتقول كسوت زيدا ثوباً فتجاوز إلى مفعول آخر وتقول كسى زيد ثوبا فال تجاوز الثوب ألن األول‬ ‫َ َْ ُ ً‬ ‫َ َّ‬ ‫بمنزلة المنصوب ألن المعنى واحد وان كان لف ُه لفظ الفاعل هذا باب المفعول | الذي يتعداه فعلُه‬ ‫َ‬ ‫ظ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫إلى مفعولين وليس لك أن تَقتصر على أحدهما دون اآلخر | وذلك قولك ُبئت زيدا أبا فالن لما كان‬ ‫َّ‬ ‫نّ ُ ً‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُر‬ ‫ٍ َّ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫الفاعل يتعدى إلى ثالثة تَعدى المفعول إلى اثنين | وتقول أ َى عبد اهلل أبا فالن ألنك لو أدخلت في‬ ‫ُ‬
  • 19. ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫هذا الفعل الفاعل وبنينه له لتَعداه فعلُه إلى ثالثة مفعولين | | وأعلم أن األفعال إذا انتهت ههنا فلم‬ ‫َ ََ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫تجاوز تَعدت إلى جميع ما تَعدى إليه الفعل الذي ال يتعدى المفعول . وذلك قولك أعطى عبد اهلل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ْ َ َّ ْ‬ ‫الثوب إعطاء جميال ونِّئت زيدا أبا فالن نبيئً حسنً وسرق عبد اهلل الثوب الليلَةَ ال تَجعلُه ظرفً ولكن‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ا ُ‬ ‫ا‬ ‫ُب ْ ُ ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُي‬ ‫ِ‬ ‫على قولك يا مسروق الليلة الثوب صَّر فعل المفعول والفاعل حيث انتَهى فعلهما بمنزلة الفعل الذي‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ال يتعدى فاعلَه ال مفعوله ولم يكونا ليكونا بأضعف من الفعل الذي ال يتعدى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫َ َّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/34)‬ ‫هذا باب ما يعمل فيه الفعل فينتصب وهو حال وقع فيه الفعل وليس بمفعول | كالثَّوب في قولك‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ََْ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ َّ‬ ‫كسوت الثوب وفي قولك كسوت زيدا الثوب ألن الثوب ليس بحال وقع فيها الفعل ولكنه مفعول‬ ‫ُ ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫كاألول أالَ ى أنه يكون معرف ً ويكون معناه ثانيً كمعناه ّال إذا قلت كسوت الثوب وكمعناه إذا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أو ً‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫تر ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كان بمنزلة الفاعل إذا قلت كسى الثوب | وذلك قولك ضربت عبد اهلل قائمً وذهب زيد اكبً فلو كان‬ ‫َ ٌر ا‬ ‫ا‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫بمنزلة المفعول الذي يتعدى إليه فعل الفاعل نحو عبد اهلل وزيد ما جاز في ذهبت ولجاز أن تقول‬ ‫ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ضربت زيدً أباك وضربت زيدً القائم ال تريد باألب ال بالقائم الصفة ال البدل فاالسم األول المفعول‬ ‫َ و ََ َ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ُ ا‬ ‫ُ ا‬ ‫ِ‬ ‫في ضربت قد حال بينه وبين الفعل أن يكون فيه بمنزلته كما حال الفاعل بينه وبين الفعل في ذهب‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ال‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫أن يكون فاعال وكما حالت األسماء المجرو ةُ بين ما بعدها وبين الجار في قَولك لي مثلُه رج ً ولي‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ملؤهُ عسالً وكذلك ويحهُ فارساً وكما منعت ُّون في عشرين أن يكون ما بعدها جر إذا قلت له‬ ‫َّا‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الن ُ‬ ‫ُ ََ‬ ‫ال َ ِ ر‬ ‫تر‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫عشرون هما فعمل الفعل هنا فيما يكون حا ً كعمل مثلُه فيما بعده أال ى أنه ال يكون إ ّ نك ةً‬ ‫َ ُ‬ ‫در‬ ‫َّ‬ ‫كما أن هذا ال يكون‬ ‫____________________‬ ‫(0/44)‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ر ً‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫إ ّ نك ةً ولو كان هذا بمنزلة الثوب وزيد في كسوت لما جاز ذهبت اكبا ألنه ال يتعدى إلى مفعول‬ ‫ال ر‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫كزيد وعمر و وانما جاز هذا ألنه حال وليس معناه كمعنى الثوب وزيد فّعمل كعمل غير الفعل ولم‬ ‫ٌ‬ ‫يكن أضعف منه إذ كان يتعدى إلى ما ذكرت من األزمنة والمصادر ونحوه هذا باب الفعل الذي‬ ‫ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫ْ َْ َ‬ ‫َِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يتعدى اسم الفاعل إلى المفعول واسم الفاعل والمفعول فيه لشيء واحد | فمن ثَم ذكر على حدته ولم‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬ ‫يذكر مع األول ال يجوز فيه االقتصار على الفاعل كما لم يجز في ظَننت االقتصار على المفعول‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫ُْ َْ‬
  • 20. ‫َّن لك إن شاء‬‫األول ألن حالك في االحتياج إلى اآلخر ههنا كحالك في االحتياج إليه ثَمة | وسنبي‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫اهلل | وذلك قولُك كان ويكون وصار ومادام وليس وما كان نحوهن من الفعل مما ال يستغني عن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الخبر تقول كان عبد اهلل أخاك َّما أردت أن تُخ ِر عن األُخوة وأدخلت كان لتَجعل ذلك فيما مضى‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ بَ‬ ‫ْ َ‬ ‫فإن‬ ‫ُ‬ ‫وذكرت األول كما ذكرت المفعول األول من ظننت وان شئت قلت كان أخاك عبد اهلل فقدمت وأخرت‬ ‫ّ َ ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِْ ٌ‬ ‫كما فعلت ذلك في ضرب ألنه فعل مثلُه وحال التقديم والتأخير فيه كحاله في ضرب إ ّ أن اسم‬ ‫َ َ ال ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫الفاعل والمفعول فيه لشيء واحد‬ ‫____________________‬ ‫(0/54)‬ ‫| وتقول كناهم كما تقول ضربناهم | وتقول إذا لم نكنهم فمن ذا ُهم كما تقول إذا لم نضرُهم فمن‬ ‫َ َ ب‬ ‫يكون‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫يضربهم | قال أبو األسود الدؤلى % ( فإن ال يكنها أو تَكنه فإنه % أخوها غذتْهُ أمه ِلبانه ) % |‬ ‫َ َ ُّ ب‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ْ َ ُْ‬ ‫َ ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ آخر يقتصر على الفاعل‬ ‫فهو كائن ومكون كما تقول ضارب ومضروب | وقد يكون لكاَن موضع َ ُ ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ٌ‬ ‫فيه تقول قد كان عبد اهلل أي قد خِلق عبد اهلل | وقد كان األمر أي وقع األمر | وقد دام فالن أيثَبت‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫كما تقول أيت زيدً تريد رؤية العين وكما تقول أنا وجدتْهُ تريد وجدان الض َّة وكما يكون أصبح‬ ‫َ‬ ‫َّ ال‬ ‫ِ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ر ُ ا‬ ‫وَمسى ّةً بمنزلة كان ّةً بمنزلة قولك أستَيقَ ُوا وناموا | فأما ليس فإَّنه ال يكون فيها ذلك ألنها‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْْظ‬ ‫ومر‬ ‫أ َ مر‬ ‫ق ٌ‬ ‫ََ َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ َ‬ ‫وضعت موضعاً واحدً ومن ثَم لم تصرف الفعل اآلخر | فمما جاء على وقع قوله وهو م َّاس‬ ‫َ ُّ َ‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫َ ْ‬ ‫ِذى‬ ‫العائِ ُّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/64)‬ ‫ِ‬ ‫ِّ ْ ُ ْ ِ‬ ‫% ( فدى لبنى ذهل بن شيبان ناقتى % إذا كان يوم ذو كواكب أَشهَب ) % | أي إذا وقع وقال‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ َْ ٌ‬ ‫َْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ ا َ‬ ‫أ ٍ‬ ‫اآلخر عمرو بن شأْس % ( بنى َسد هل تَعلَمون بالءنا % إذا كان يومً ذا كواكب أشنعا ) % %‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫( إذا كانت الحو الطوال كأَنما % كساها السالح األرجوان المضلَّعا ) % | أَضمر لعلم المخاطب‬ ‫َِ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫بما يعنى وهو اليوم وسمعت بعض العرب يقول أشنعا ويرفَ ُ ما قبلهُ كأَنه قال إذا وقع يوم ذو كواكب‬ ‫ع‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َّ ُّ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ة‬ ‫ِ ة‬ ‫أشنعا | واعلم أنه إذا وقع في هذا الباب نكرٌ ومعرف ٌ فالذي تَشغل به كان المعرفةُ ألنه حد الكالم‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ألنهما ٌ واحد وليسب منزلة قولك ضرب رجل زيدا َّهما شيئان أن مختلفان وهما في كان‬ ‫َ َ َ ٌ ً ألن‬ ‫َّ شئ ٌ‬ ‫بمنزلتهما في االبتداء إذا قلت عبد اهلل منطلق تبتدئ باألع َاف ثم تَذكر الخبر وذلك قولك كان زيد‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْر‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
  • 21. ‫َ ً‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫حليماً وكان حليما زيد ال عليك أقدمت أم أخرت إال أنه على ما وصفت لك في قولك ضرب زيدا‬ ‫ً ٌ‬ ‫عبد اهلل | فإذا قلت كان زيد فقد ابتدأت بما هو معروف‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/74)‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫عنده مثلَه عندك فإنما ينتظر الخبر فإذا قلت حليما فقد أعلمتَه مثل ما علمت فإذا قلت كان حليماً‬ ‫فإنما ينتِ ُر أن تعرفه صاحب الصفة فهو مبدوء في الفعل وان كان مؤخر في اللفظ فإن قلت كان‬ ‫َ‬ ‫َّ ا‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ظ‬ ‫َّ‬ ‫َْ ِ ُ‬ ‫َِ‬ ‫ٍو‬ ‫حليم أو رجل فقد بدأْت بنك ة ال يستقيم أن تُخبر المخاطَب عن المنكور وليس هذا بالذي ينزل به‬ ‫َ‬ ‫َ ر‬ ‫ٌ‬ ‫ا‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ْ ِ‬ ‫المخاطَب منزلتَك في المعرفة هوا أن يقربوا باب لبس | وقد تقول كان زيد الطويل منطلقً إذا‬ ‫َ َْ‬ ‫فكر‬ ‫ُ‬ ‫َر ُ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َْ ِ‬ ‫خفت التباس الزيدين وتقول أسفيها كان زيد أم حليما وأ َ جال كان زيد أم ًّا تجعلها لزيد ألنه إنما‬ ‫ٌ صبي‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ َ‬ ‫ينبغي لك أن تَسأَلَه عن خبر من هو معروف عنده كما حدثته عن خبر من هو معروف عندك‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ر تر َّ‬ ‫فالمعروف هو المبدوء به | ال يبدأ بما يكون فيه اللبس وهو النك ة أَال ى أنك لو قلت كان إنسان‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ َُ‬ ‫َ ُ َّ‬ ‫حليما أو كان رجل منطقاً كنت تُْلبس ألنه ال يستنكر أن يكون في الدنيا إنسان هكذا هوا أن‬ ‫فكر‬ ‫يبدءوا بما فيه َّلبس ويجعلوا المعرفة خبر لما يكون فيه هذا اللبس | وقد يجوز في الشعر وفي‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ا‬ ‫ي َ‬ ‫ََ َ ّ‬ ‫ِْ ٌ‬ ‫ضعف من الكالم حملهم على ذلك أنه فعل بمنزلة ضرب وأنه قد ُعلم إذا ذكرت زيدً وجعلته خبر‬ ‫ا‬ ‫َ ََ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أنه صاحب َّفة على ضعف من الكالم وذلك قول خداش بن ُهير % ( فإنك ال تُبالي بعد حول‬ ‫َّ‬ ‫ز‬ ‫ُ الص‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫% أَظبى كان أُمك أم حمار ) %‬ ‫ُ‬ ‫َْ ٌ‬ ‫____________________‬ ‫(0/84)‬ ‫ِ‬ ‫َْ ِ ر ِ‬ ‫| وقال حسان بن ثابت % ( ك َن س ِيئة من بيت َأْس % يكون م اجها عسل وماء ) % | وقال أبو‬ ‫َ ُ زَ َ َ ٌ َ ُ‬ ‫أ َب َ ً‬ ‫ي % ( أَ ّ من مْبِ ٌ ح َّان عني % أَسحر كان طَّك أَم جنون ) % |‬ ‫ٌْ َ ب ْ ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َ ْ ُ لغ َ س َ ّ‬ ‫قيس بن األَسلت األنصار ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْر ُ َ َ َر ِ ِ َ‬ ‫وقال الفرزدق % ( أَسك َان كان ابن الم َاغة ِإذ هجا % تَميماً بجوف الشام أَم متَساكر ) % | فهذا‬ ‫ْ ُ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إنشاد بعضهم | و ُهم ينصب السك ان ويرفع اآلخر على قطع وابتداء % ( واذا كانا معرفة فأنت‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫ر َ َْ‬ ‫أكثر َ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫بالخيار ُّهما ما جعلتَه فاعال رفعتَه ونصبت‬ ‫َ‬ ‫أي‬ ‫____________________‬
  • 22. ‫(0/94)‬ ‫اآلخر كما فعلت ذلك في ضرب وذلك قولك كان أخوك زيدا وكان زيد صاحبك وكان هذا زيدا وكان‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫المتكلم أخاك | وتقول من كان أَخاك ومن كان أخوك كما تقول من ضرب أباك إذا جعلت من‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الفاعل ومن ضرب ُوك إذا جعلت األب الفاعل | وكذلك أُّهم كان أخاك و َّهم كان أخوك | وتقول‬ ‫أي‬ ‫َي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ أب‬ ‫َ‬ ‫ما كان أخاك َّ زيد كقولك ما ضرب أخاك َّ زيد | ومثل ذلك قوله عز وجل ! 2 < ما كان‬ ‫إال ٌ‬ ‫َ‬ ‫إال ٌ‬ ‫حجتهم إال أن قالوا > 2 ! ! 2 < وما كان جواب قومه إال أن قالوا > 2 ! | وقال الشاعر % ( وقد‬ ‫عِلم األَقوام ما كان دائهَا % بثَهالن إ ّ الخ ْ ى ممن يقودها ) % | وان شئت رفعت األول كما تقول‬ ‫َ ّ‬ ‫َ ال ِ ز ُ ِ َّ ْ َ ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫ََ ْ ُ‬ ‫ما ضرب أخوك إال زيدا | وقد قر بعض ّاء ما ذكرنا بالرفع | ومثل قولهم من كان أخاك قول‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫القر‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫العرب ما جاءت حاجتَك كأنه قال ما صارت حاجتَك ولكنه أدخل التأنيث على ما حيث كانت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/15)‬ ‫َّ‬ ‫الحاجة كما قال بعض العرب من كانت أُمك حيث أَوقع من على مؤنث | وانما صَّر جاء بمنزلة‬ ‫ُ يَ‬ ‫َْ‬ ‫َّ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫كان في هذا الحرف وحده َّه بمنزلة المثَل كما جعلوا عسى بمنزلة كان في قولهم % ( عسى‬ ‫ََ‬ ‫َ ألن‬ ‫الغوير أَبؤساً % ) % ال يقال عسيت أخانا | وكما جعلوا لَدن مع غدوةَ منون ً في قولهم لَدن غدوةً‬ ‫ُ ْ َُْ‬ ‫َُْ ّ ة‬ ‫ُْ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫و‬ ‫َُ ُْ ْ ُ‬ ‫ى مثل ذلك إن شاء‬ ‫َّ‬ ‫ومن كالمهم أن يجعلوا الشئ في موضع على غير حاله في سائر الكالم وستر‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫اهلل | ومن يقول من العرب ما جاءت حاجتُك كثير كما يقول من كانت أمك | ولم يقولوا ما جاء‬ ‫ْ ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫حاجتَك كما قالوا من كان أمك ألنََه بمنزلة المثَل فألزموه التاء كما اتّفقوا على لعمر اهلل في‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّّ‬ ‫َّ‬ ‫َْ‬ ‫اليمين | عم يونس أنه سمع رؤبة يقول ما جاءت حاجتُك فيرفع | ومثل قولهم ما جاءت حاجتَك إذ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وز‬ ‫َ ِ ْ‬ ‫صارت تقع على َّث ق اءةُ بعض ّاء ! 2 < ثم لم تكن فتنتهم إال أن قالوا > 2 ! و ^ ( تْلتَقطهُ‬ ‫القر‬ ‫مؤن ر‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ب‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫َّي ِ ِ‬ ‫بعض السَّارَة ) ^ | ورَّما قالوا في بعض الكالم ذهبت بعض أصا ِعه واَّما أنت البعض ألنه‬ ‫ن ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫أضافه إلى مؤن ٍ‬ ‫ّث هو منه ولو لم يكن منه لم يؤنثْه ألنه لو قال ذهبت عبد أمك لم يحسن‬ ‫ْ ُ َّ‬ ‫َْ ُْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/05)‬
  • 23. ‫َِ ْ‬ ‫| ومما جاء مثلُه في الشعر قول الشاعر األعشى % ( وتَشرق بالقول اّذي قد أذعتَهُ % كما شرقَت‬ ‫َْ‬ ‫ل‬ ‫َْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ َ َّ‬ ‫صدر القَناة من الدِم ) % | ألن صدر القناة من مؤنث | ومثله قول جرير % ( إذا بعض َّنين‬ ‫ُ الس َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ِ‬ ‫تَعرقَتْنا % كفَى األَيتام فَقد أبِى اليتيم ) % | ألن بعض ههنا سنون | ومثله قول جرير أيضاً % (‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َّ ع‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ُ ُّ َ ْ ِ‬ ‫لما أتَى خبر الزبير تَواضعت % سور المدينة والجبال الخش ُ ) % | ومثله قول ذي الرمة % (‬ ‫ُّ ّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ََ ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫ِ ّ ِ‬ ‫ِ َ َ ُّ‬ ‫مشين كما اهتزت رماح تسفَّهَت % أعاليها مر الرياح النواسم ) %‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/25)‬ ‫َْ ِ‬ ‫| وقال العجاج % ( ُول الليالي أس عت في نقضى % ) % | وسمعنا من العرب من يقول ممن‬ ‫ْر ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ِْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫يوثق به اجتَمعت أهل اليمامة ألنه يقول في كالمه اجتمعت اليمامةُ يعني أهل اليمامة فأنث الفعل‬ ‫ْ ُ‬ ‫في اللفظ إذ جعله في اللفظ لليمامة فترك اللفظَ يكون على ما يكون عليه في سعة الكالم | ومثلُه في‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َِ ٍ أ ب ْ‬ ‫هذا يا طْلحةَ أَق ِل ألن أكثَر ما يدعو طلحةَ بالترخيم فَتَرك الحاَء على حالها | ويا تَيم تيم عدىّ َق ِل‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ ْب ْ َّ‬ ‫ى‬ ‫ٍٍ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ْ َِ ٍ‬ ‫| وقال الشاعر جرير % ( يا تَيم تَيم عدىّ ال أباَلَكم % ال يْلقيَّكم في سوءةَ عمر ) % | وسنر‬ ‫ُ َُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ َن ُ ُ‬ ‫ُُ‬ ‫َ َ‬ ‫ى ما إثبات‬ ‫ُ‬ ‫هذا َّنا في مواضعه إن شاء إنشاء اهلل | وترك التاء في جميع هذا ُّ‬ ‫الحد والوجهُ وستر‬ ‫ُ‬ ‫مبي‬ ‫َّن في بابه | فإن قلت من‬ ‫َْ‬ ‫التاء فيه حسن إن شاء اهلل من هذا النحو لكثرته في كالمهم | وسيبي‬ ‫ٌ‬ ‫ضربت عبد أُمك أو هذه عبد زينب لم يجز‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َْ َ‬ ‫َ ََ ْ ُ ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/35)‬ ‫َِ‬ ‫| ألنه ليس منها ال بها ال يجوز أن تْلفظ بها و أنت تريد العبد ( هذا باب تُح ِر فيه الن ِة بنك ة ) |‬ ‫ّكر ر‬ ‫ْ بُ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ّ َ َُ‬ ‫ِ‬ ‫وذلك قولك ما كان أحد مثلك وما كان أحد خير منك وما كان أحد مجترئا عليك | وانما حسن‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ ا‬ ‫ً‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫اإلخبار ههنا عن النك ة حيث أردت أن تَنفى أن يكون في مثل حاله شىء أو فوقهُ ألن المخا َب‬ ‫طَ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫قديحتاج إلى أن تُعِلمهَ مثل هذا | واذا قلت كان رجل ذاهباً فليس في هذا شيء تُعلمهُ كان جهَه |‬ ‫َ ِل‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ولو قلت كان رجل من آل فالن فارسا حسن ألنه قد يجتاج إلى أن ت عِمه أن ذلك في آل فالن‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ ْلَ ّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ً َ َُ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ي َ‬ ‫َ ْ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫وقد يجهلَه | ولو قلت كان رجل في قوم عاقال لم يحسن ألنه ال ُستنكر أن يكون في الدنيا عاقل‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َْ َُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ َ ْ ُ ُ َْ ُ ُ ُ و‬ ‫ٍ‬ ‫وأن يكون من قوم | فعلى هذا النحو يحسن ويقبَح | ال يجوز ألحد أن تَضعه في موضع واجب‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
  • 24. ‫لو قلت كان أحد من‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/45)‬ ‫آل فالن لم يجز ألنه إنما وقع في كالمهم نفيا عاما | يقول الرجل أتاني رجل يريد واحدا في العدد ال‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ًْ ً‬ ‫ّ‬ ‫اثنين فيقال ما أتاك رجل أي أتاك أكثر من ذلك أو يقول أتاني رجل ال أمر ٌ فيقال ما أتاك رجل أي‬ ‫أة‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ام أة أتتْك | ويقول أتاني اليوم رجل أي في قوته ونفاذه فتقُول ما أتاك رجل أي أتاك ُّعفاء | فإذا‬ ‫الض ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ر‬ ‫قال ما أتاك أحد صار نفيً عاما لهذا َّه فإنما مج اه في الكالم هذا | ولو قال ما كان مثلُك أحدً أو‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫كل‬ ‫ا ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ما كان زيد أحدً كان ناقضا ألنه قد علم أنه ال يكون زيد ال مثلُه إ ّ من الناس | ولو قلت ما كان‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫ٌو‬ ‫َُ‬ ‫ً‬ ‫ٌ ا‬ ‫مثلك اليوم أحد فإنه يكون أن ال يكون في اليوم إنسان على حاله َّ أن تقول ما كان زيد أحدا أي‬ ‫ٌ ً‬ ‫إال‬ ‫ٌ‬ ‫َ ٌ ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ َ ٌ ا‬ ‫َّ‬ ‫من األحدين | وما كان مثلُك أحدً على وجه تصغي ه فتصير كأنك قلت ما ضرب زيد أحدً وما قتل‬ ‫ر َ‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫مثلُك أحدً | والتقديم والتأخير في هذا بمنزلته في المعرفة وما ذكرت لك من الفعل | وحسن ِ ّكر‬ ‫ُت الن ةُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ههنا في هذا الباب ألنك لم تجعل األعرف في موضع األنكر | وهما متكافئان كما تكافأت المعرفتان‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ألن المخاطب قد يحتاج إلى علم ما ذكرت لك وقد عرف من تَعنى بذلك كمعرفتك | وتقول ما كان‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫و ّ‬ ‫فيها أحد خير منك وما كان أحد مثلُك فيها وليس أحد فيها خير منك إذا جعلت فيها مستقر ولم‬ ‫َ َّا‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ ٌ‬ ‫تَجعْله على قولك فيها زيد قائم َجريت الصفة على االسم | فإن جعلتَه على قولك فيها زيد‬ ‫ٌ‬ ‫أ َ‬ ‫ٌ‬ ‫____________________‬ ‫(0/55)‬ ‫قائم نصبت تقول ما كان فيها أحد خير منك وما كان أحد خير منك فيها إ ّ أنك إذا أردت اإللغاء‬ ‫ال‬ ‫ٌ ا‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ٌ ً‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫فكّما أَخرت الذي تلغيه كان أحسن | واذا أردت أن يكون مستقر تكتفي به فكلما قدمته كان أحسن‬ ‫ل ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ر‬ ‫ألنه إذا كان عامالً قي شيء قدمته كما تقدم أظن وأحسب واذا أَلغيت أَخرتَه كما تؤخ هما ألنهما‬ ‫َ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫ليسا يعمالن شيئً | والتقديم ههنا والتأخير فيما يكون ظرفً أو يكون اسما في العناية واالهتمام مثلُه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ما ذكرت لك من التقديم والتأخير واإللغاء‬ ‫فيما ذكرت لك في باب الفاعل والمفعول | وجميع‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌّ‬ ‫واالستق ار عرب ى جيد كثير فمن ذلك قوله عز وجل ! 2 < ولم يكن له كفوا أحد > 2 ! | وأهل‬ ‫ر‬ ‫الجفاء من العرب يقولون ولم يكن كفُوً أَحد كأنهم أخروها حيث كانت غير مستق َّة | وقال الشاعر |‬ ‫َر‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ ُ ا ٌ‬ ‫َ َ‬
  • 25. ‫% ( لتَقَرِن قَربا جْلذ َّ % ما دام فيهن فَصيل َّ ) % % ( فقد دجا َّيل فهََّا هَّا % ) %‬ ‫ْ َ الل ُ َ ِ َ ي ِ ي‬ ‫ٌ حيا‬ ‫َ ّ‬ ‫َ ْ ْ ُ ب َّ َ ً ُ ِ يا‬ ‫____________________‬ ‫(0/65)‬ ‫( هذا باب ما أُج َى مج ى ليس في بعض المواضع بلغة أهل الحجاز ثم يصير إلى أصله ) | وذلك‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ ر َ ْ ر َْ َ‬ ‫الحرف ما | تقول ما عبد اهلل أخاك وما زيد منطلقاً | وأما بنو تميم فيجرونها ى أما وهل أي ال‬ ‫مجر‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يعملونها في شئ وهو القياس ألنه بفعل وليس ما كليس ال يكون فيها إضمار وأما أهل الحجاز‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫فيشبهونها بلَيس إذ كان معناها كمعناها كما شبهوا بها الت في بعض المواضع وذلك مع الحين‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ْ‬ ‫خاص ً ال تكون الت ّال مع الحين تُضمر فيها مرفوعا وتَنصب الحين ألنه مفعول به | ولم تَمكن‬ ‫ّ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ إ‬ ‫ّة‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫تمكنها ولم تستعمل إال مضمر فيها َّها ليست كليس في المخاطبة واإلخبار عن غائب تقول لست‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ألن‬ ‫َ ا‬ ‫ً‬ ‫ُّ َ‬ ‫ولست وليسوا وعبد اهلل ليس ذاهبا فتَب ِى على المبتدإ وتُضمر فيه ال يكون هذا في الت ال تقول عبد‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْن‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل الت منطلقا ال قومك التُوا منطلقين | ونطيرَ الت في أنه ال يكون ِإ َّ مضمر فيه ليس و َ‬ ‫ال‬ ‫َا‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ِ َ َ ُ ُ َ‬ ‫ًو ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ًِْ‬ ‫يكون في االستثناء إذا قلت أتَوني ليس زيدً ال يكون بشر‬ ‫ا‬ ‫او‬ ‫ْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/75)‬ ‫َ َ ِ ُ َ‬ ‫| عموا أن بعضهم قر ^ ( و الَت حين مناص ) ^ وهي قليلة كما قال بعضهم في قول سعد بن‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫وز‬ ‫مالك القيسى % ( من فَر عن ِي انِها % فأنا ابن قَيس ال ب اح ) % | جعلها بمنزلة ليس فهي‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ْ ٍ َر ُ‬ ‫نر‬ ‫َ ْ َّ‬ ‫َ و َّ ُ‬ ‫بمنزلة الت في هذا الموضع في الرفع | ال يجاوز بها هذا الحين رفعت أو نصبت ال تَمكن في‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫الكالم كتمكن ليس وانما هي مع الحين كما أن لَدن إنما ُنصب بها‬ ‫ُ ْ ّ يْ َ ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/85)‬ ‫ُ‬ ‫ِ ْ َ َّ‬ ‫مع غدوةً وكما أن التاء ال تَجر في القسم ال في غي ه إ ّ في اهلل إذا قلت تاهلل ألَفعلَن | ومثل ذلك‬ ‫ر ال‬ ‫و‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫َُْ‬ ‫قوله عز وجل ! 2 < ما هذا بشر > 2 ! في لغة أهل الحجاز | وبنو تميم يرفعونها َّ من د ى‬ ‫َر‬ ‫إال‬ ‫َْ‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
  • 26. ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كيف هي في المصحف | فإذا قلت ما منطلق عبد اهلل أو ما مس ٌ من أعتَب رفعت | ال يجوز أن‬ ‫َ و‬ ‫ُ ئ َْ ْ َ‬ ‫ٌ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َّ َ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ا‬ ‫يكون مقدما مثلَه مؤخر كما أنه ال يجوز أن تقول إن أخوك عبد اهلل على حد قولك إن عبد اهلل‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ُّ‬ ‫أخوك َّها ليست بفعل واَّما جعلت بمنزلته فكما لم تتصرف إنََ كالفعل كذلك لم يجز فيها كل‬ ‫َ ُْ‬ ‫َّ‬ ‫ن ُ ْ‬ ‫ألن‬ ‫َّّ‬ ‫ما يجوز فيه ولم تَقو قوتَه فكذلك ما | وتقول ما زيد إ ّ منطلق تَستَوي فيه اللغتان | ومثله قوله عز‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ ال‬ ‫َْ ّ‬ ‫وجل ! 2 < ما أنتم إال بشر مثلنا > 2 ! لم تَقو ما حيث نقضت معنى ليس كما لم تَقو حين قدمت‬ ‫ّ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫الخبر | فمعنى ليس النفى كما أن معنى كان الواجب وكل واحد منهما يعني كان وليس إذا جردته‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫فهذا معناه | فإن قلت ما كان أَدخلت عليها ما ُنفى به | فإن قلت ليس زيد إ ّ ذاهبا أَدخلت ما‬ ‫َ‬ ‫ٌ ال‬ ‫َ‬ ‫يْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ ِ‬ ‫ِْ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ ُ‬ ‫يوجب كما أدخلت ما ينفي | فلم تَقو ما في باب قْلب المعنى كما لم تَقو في تقديم الخبر‬ ‫____________________‬ ‫(0/95)‬ ‫| عموا أن بعضهم قال وهو الفرزدق % ( فأصبحوا قد أعاد اهللُ ِعمتَهُم % إذ هم قريش و إذ ما‬ ‫ُ ْ َْ ْ ٌ‬ ‫نَْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫وز‬ ‫ُ َّ ٍ‬ ‫ّ َ ُ َ ٍ‬ ‫مثلَهُم بشر ) % | وهذا ال يكاد ُعرف كما أن الت حين مناص كذلك | ورب شئ هكذا وهو كقول‬ ‫ِ‬ ‫َ ي َْ‬ ‫ْ َ َُ‬ ‫بعضهم هذه مْلحفَ ٌ جديد في القَّة | وتقول ما عبد اهلل خارجً ال معن ذاهب تَرفعه على أن ال تُشرك‬ ‫َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ا و ٌَْ‬ ‫ُ‬ ‫ِل ِ‬ ‫ِ َة ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫االسم اآلخر في ما ولكن تَبتَدئهُ كما تقول ما كان عبد اهلل منطلقا ال زيد ذاهب إذا لم تجعله على‬ ‫و ٌ‬ ‫َ‬ ‫كان وجعلتَه غير ذاهب اآلن | وكذلك ليس | وان شئت جعلتها ال التي يكون فيها االشت اك فتنصب‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫كما تقول في كان ما كان زيد ذاهبا ال عمرو منطلقا | وذلك قولُك ليس زيد ذاهبا ال أخوك منطلقا‬ ‫و‬ ‫ٌ‬ ‫و‬ ‫ٌ‬ ‫وكذلك ما زيد ذاهبا ال معن خارجا | وليس قولُهم ال يكون في ما إ ّ الر ُ بشيء َّهم يحتجون‬ ‫ألن َ ّ‬ ‫ال فع‬ ‫ٌ‬ ‫و‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫و‬ ‫َ ِْ‬ ‫ُ أن تقول ال ليس ال ما فأنت تقول ليس زيد ال أخوه ذاهبين وما عمرو ال خالد‬ ‫ٌو‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ّك ال تستطيع‬‫بأن‬ ‫َْ ِ ْ ِ ُ‬ ‫منطلقين فُتشركه مع األول في ليس وفي ما‬ ‫ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/16)‬ ‫فما يجوز فيها الوجهان كما يجوز في كان َّ أنك إن حملتَه على األول أو ابتدأت فالمعنى أنك‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫إال ّ‬ ‫ِ‬ ‫تَنفى شيئً غير كائن في حال حديِثك | وكان االبتداء في كان َوضح ألن المعنى يكون على ما‬‫ِْ‬ ‫ُ‬ ‫َ أْ َ َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ا َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ير‬ ‫ِ‬ ‫مضى وعلى ما هو اآلن | وليس يمتَنع أن اد به األول كما أردت في كان | ومثل ذلك قولك إن‬ ‫ّ‬ ‫ِ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫زيدا ظريف وعمر و وعمر فالمعنى في الحديث واحد وما ي اد من اإلعمال مختلف في كان وليس‬ ‫ر‬ ‫ٌ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
  • 27. ‫َ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫وما | وتقول ما زيد كريما ال عاقال أبوه تَجعلُه كأنه لألول بمنزلة كريم ألنه ملتبس به إذا قلت أبوه‬ ‫ّ‬ ‫و‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫تُجريه عليه كما أجريت عليه الكريم ألنك لو قلت ما زيد عاقال أبوه نصبت وكان كالما | وتقول ما‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫زيد ذاهبا ال عاقل عمر و ألنك لو قلت ما زيد عاقال عمرو لم يكن كالما ألنه ليس من سب ِه‬ ‫ب‬ ‫ً ّ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ ٌ‬ ‫و‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ ّ‬ ‫فتَرفعه على االبتداء والقطع من األول كأنك قلت وما عاقل عمر و | ولو جعلتَه من سببِه لكان فيه‬ ‫َ‬ ‫ٌ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫له إضمار كالهاء في األب ونحوها ولم يجز نصبهُ على ما ألنك لو ذكرت ما ثُم قدمت الخبر لم‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫يكن إ ّ رفعا | وان شئت قلت ما زيد ذاهبا ال كريم أخوه إن ابتدأتَه ولم تجعله على ما كما فعلت‬ ‫ٌ‬ ‫ًو‬ ‫ٌ‬ ‫ْ ال ً‬ ‫ا‬ ‫ذلك حين بدأت باالسم | ولكن ليس وكان يجوز فيهما النصب وان قدمت الخبر ولم يكن ملتبسً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫و‬ ‫ٌ‬ ‫َّ ا‬ ‫َّ‬ ‫ألنك لو ذكرتهما كان الخبر فيهما مقدما مثلَه مؤخر وذلك قولك ما كان زيد ذاهبا ال قائمً عمرو‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/06)‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ َّ‬ ‫و ُ ْ ِ ٌ ٌ فع ْ َ ُ‬ ‫| وتقول ما زيد ذاهبا ال محسن زيد الر ُ أَجود وان كنت تريد األول ألنك لو قلت ما زيد منطلقا زيد‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫لم يكن حد الكالم وكان ههنا ضعيفا ولم يكن كقولك ما زيد منطلقا هو ألنك قد استغنيت عن إظها ه‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫ْ ِ ر َ تر ّ‬ ‫َّ‬ ‫وانما ينبغي لك أن تُضم َه | أال ى أنك لو قلت ما زيد منطلقً أبو زيد لم يكن كقولك ما زيد منطلقا‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ ُْ ا‬ ‫َ‬ ‫أبوه ألنك قد استغنيت عن اإلظهار فّما كان هذا كذلك أ ى م ى األجنبى واستُؤِف على حاله‬ ‫ْن َ‬ ‫ْ َ َّ‬ ‫ُجر ُ جر‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫حيث كان هذا ضعيفً فيه | وقد يجوز أن تَنصب | قال الشاعر وهو سواد بن عدى % ( ال َى‬ ‫أر‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫َِ ا‬ ‫َِ‬ ‫الموت يس ِق الموت ٌ % نغص الموت ذا الغنى والفقير ) %‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ َ ْ ب ُ َ ْ َ شئ َ َّ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/26)‬ ‫َ ِ ِ ْ َ ٍّ‬ ‫ظ ِ‬ ‫| فأعاد اإلظهار | وقال الجعدى % ( إذا الوحش ضم الوحش في ُلُالتَها % سواقطُ من حر وقد‬ ‫َ ْ ُ َ َّ َ ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫كان أظهر ) % | والرفع الوجه | وقال الفرزدق % ( لَعمرك ما معن بتارك ح َّه % ال من ِ‬ ‫و ُ ْس ٌ معن‬ ‫ئ ٌَْ‬ ‫ٌ ِ ِ قِ‬ ‫َ ْ َ اَ‬ ‫َ‬ ‫َُْ َ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ال متَيسر ) % | واذا قلت ما زيد منطلقا أبو عمر و وأبو عمر و أبوه لم يجز ألنك لم تُعرفه به ولم‬ ‫ٌ‬ ‫و ُ َ َّ ُ‬ ‫تَذكر له إضمار ال إظهار فيه فهذا ال يجوز َّك لم تَجعل له فيه سببا | وتقول ما أَبو زينب ذاهبا‬ ‫ً‬ ‫َ َْ َ‬ ‫ً‬ ‫ألن‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫او‬‫ً‬ ‫ْ ُْ‬ ‫َِ ْ‬ ‫ال مقيم ٌ أمها ترفع ألنك لو قلت ما أبو زينب مقَيمة أمها لم يجز ألنها ليست من سببه وانما عملت‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ة ُّ‬ ‫و‬ ‫ْ َ ُ َّ َّ‬ ‫ما فيه ال في زينب | ومن ذلك قول الشاعر وهو األعور الشنى‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫____________________‬
  • 28. ‫(0/36)‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ِ َ ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ِ ِ َ ُر‬ ‫َ ِّ‬ ‫% ( هون عليك فإن األُمور % بكف االله مقادي ها ) % % ( فليس بآتيك منهيهُّا % ال قاصر‬ ‫َ َّ ْ‬ ‫َّ‬ ‫عنك مأْمو ها ) % | ألنه جعل المأمور من سبب األُمور ولم يجعله من سبب المذكر وهو المنهى |‬ ‫ُ رُ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫وقد ج َّه قوم فجعلوا المأمور للمنهى والمنِهى هو األُمور ألنه من األُمور وهو بعضها فأج اه وَنثه‬ ‫ر أّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َر ٌ‬ ‫كما قال جرير % ( إذا بعض َّنين تَعرقتْنا % كفى األَيتام فَقد أَبى الي ِيم ) % | ومثل ذلك قول‬ ‫َت ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ ُ الس َ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الشاعر النابغة الجعدى % ( فلَيس بِمعروف لنا أن نردها % صحاحا ال مستَنكر َن تع َّر ) % |‬ ‫ً و ُ ْ ْ َ ٌ أ ْ ُق َا‬ ‫ْ َ ُ َّ‬ ‫َْ َْ‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ َّ‬ ‫ّ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ ٌ َ قر‬ ‫و‬ ‫َ ُّ‬ ‫كأنه قال ليس بمعروف لنا ردها صحاحا ال مستَنكر ع ُها والعقر ليس للرد | وقد يجوز أن يجر‬ ‫ّ‬ ‫ويحمله على الرد َّث ألنه من الخيل كما قال ذو الرمة‬ ‫ُّ ّ‬ ‫ّ ويؤن َ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/46)‬ ‫الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫| مشين كما أهتَزت رماح تَسفهَت % أَعاليها مر الرياح ُّواسِم ) % | كأنه قال تسفَّهَتْها الرياح‬ ‫ْ َّ ْ ِ ٌ َ ْ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ ُّ َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫وكأنه قال ليس ِيتَك منهُّها وليس بمعروفة ردها حين كان من الخيل والخيل مؤنث فأَنث | ومثل‬ ‫ّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ٍ ُّ‬ ‫بآت َ َ َ ْ ِ ي‬ ‫هذا قوله تعالى جده ! 2 < بلى من أسلم وجهه هلل وهو محسن فله أج ه عند ربه ال خوف عليهم‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ال هم يحزنون > 2 ! َج َى األول على لفظ الواحد واآلخر على المعنى | هذا مثلُه في أنه تُكَّم به‬ ‫ُل َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫أ ْر‬ ‫و‬ ‫مذكر ثم أَّث كما جمع ههنا وهو في قوله ليس بآتِيتِك منهُّها كأنه قال ليس بآتيتك األُمور | وفي‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ َ ْ ِي‬ ‫ََ َ‬ ‫ّ ا ُن َ‬ ‫ً‬ ‫ِ ا‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ُّ‬ ‫ليس بمعروفة ردها كأنه قال ليس بمعروفة خيلُنا صحاحً | وان شئت نصبت فقلت ال مستنكر أن‬ ‫ا‬ ‫ًَ‬ ‫َ َ َْ َ ْ َ و‬ ‫ها على قولك ليس زيد ذاهبا ال عمرو منطلقا أو ال منطلقا عمرو |‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫تُع َّر ال قاصر عنك مأمور‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َق ا و‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ُّ َ ْ َ ر و‬ ‫وتقول ما كل سوادء تم ةً ال بيضاء شحم ٌ وان شئت نصبت‬ ‫____________________‬ ‫(0/56)‬ ‫ُ ٍ‬ ‫َ و ُّ‬ ‫َّ‬ ‫شحمة | وبيضاء في موضع جر كأنك أظهرت كل فقلت ال كل بيضاء | قال الشاعر أبو دواد % (‬ ‫ٍّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أكل أم ِئ تَحس ِين امر % ونار تَوَّد َّْيل نار ) % | فاستغنيت عن تثنية كل لذكرك ِإَّاه في أول‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ٍ َ ق ُ بالل ِ َا‬ ‫ُ َّ ْ ر ٍ ْ َ ب َ ْ َأ‬ ‫َ‬ ‫و ِ ِ‬ ‫ِْ ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الكالم ولقّة التباسه على المخاطَب | وجاز كما جاز في قولك ما مثل عبد اهلل يقول ذاك ال أخيه‬ ‫ل‬ ‫ُ‬
  • 29. ‫وان شئت قلت ال مثل أخيه | فكما جاز في جمع الخبر كذلك يجوز في تفريقه | وتفريقُه أن تقول ما‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫و ِ‬ ‫مثل عبد اهلل يقول ذاك ال أخيه يك َهُ ذاك | ومثل ذلك ما مثل أخيك ال أبيك يق الن ذاك | فلما جاز‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫َ ْر‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫في هذا جاز في ذلك ( هذا باب ما يج ى على الموضع ال على االسم الذي قبله ) | وذلك قولك‬ ‫ُ َر‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ٌ ٍَ و َ‬ ‫ليس زيد بجبان ال بخيال وما زيد بأخيك ال صاحبك |‬ ‫____________________‬ ‫(0/66)‬ ‫َْ ِ‬ ‫ِْ َ‬ ‫ُّ َّ‬ ‫والوجهُ فيه الجر ألنك تريد أن تُشرك بين الخبرين وليس ينقض إج َاؤهُ عليك المعنى | وأن يكون‬ ‫َ‬ ‫ْ رُ‬ ‫َ َل‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ِر‬ ‫آخ هُ على أوله أولى ليكون حالُهما في الباء سواء كحالهما في غير الباء مع قُربه منه | وقد حمَهم‬ ‫َّ‬ ‫ِ ُّ‬ ‫َ‬ ‫ٍّ َ ِ ٍ‬ ‫قُرب الجوار على أن جروا هذا جحر ضب خرب ونحوه فكيف ما يصح معناه | ومما جاء من‬ ‫ُ ُْ‬ ‫ْ ُّ‬ ‫ُ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِ َ ّ َ ٌَ ْ ِ ْ‬ ‫ِ رِ‬ ‫الشعر في اإلج اء على الموضع قول عقَيبةَ األَسدى % ( معاوى إنما بشر فأَسجح % فلسنا بالجبال‬ ‫ُ َْ‬ ‫ُْ ْ‬ ‫ُ ِ َّ‬ ‫ال الحديدً ) % | ألن الباء دخلت على شئ لو لم تَدخل عليه لم يخل بالمعنى ولم يحتَج إليها وكان‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫نصبا | أال ى أنهم يقولون ُك هذا وبحسبِك هذا فلم تغير الباء‬ ‫َّ‬ ‫حسب‬ ‫تر َّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/76)‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫معنى | ى هذا مج اهُ قبل أن تَدخل الباء ألن بحس ِك في موضع ابتداء | ومثل ذلك قول لبيد %‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫َ ْر ْ َ‬ ‫َ ّ وجر‬ ‫َُْ ُ ّ‬ ‫َ َ ٍ َ زْ َ َ َ ِ ُ‬ ‫ِ َْ َ ِ ا‬ ‫ِْ ِ‬ ‫( فإن لَم تَجد من دون عدنان والدً % ودون معد فْلتََعك العواذل ) % | والجر الوجهُ | ولو قلت ما‬ ‫َ ُّ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ألنه ال يجوز حملُه على على | أال ى أنك لو قلت‬ ‫تر‬ ‫َْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ و َ‬ ‫زيد على قومنا ال عندنا كان النصب ليس غير‬ ‫ٌ‬ ‫ال علَى عندنا لم يكن ألن عندنا ال تُستَعمل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َِ‬ ‫ظرفا واَّما أردت أن تُخبر أنه ليس عندكم | وتقول‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ْ َ ُ إال‬ ‫ّ ّ‬ ‫و‬ ‫ُ َ َ َ ٍّ‬ ‫َ ِِ‬ ‫أخذتَنا بالجود وفوقه ألنه ليس من كالمهم وبفوقه | ومثل ودون معد قول الشاعر وهو كعب بن‬ ‫َ ْ َ ْ َْ َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ َّ َ ْ َ ِ ُ َ ْ ِ ِ‬ ‫جعْيل % ( أَالَ حى ندمانى عمير بن عامر % إذا ما تالَقينا من اليوم أو غدا ) %‬ ‫ُ ٍ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/86)‬
  • 30. ‫ٌ‬ ‫ِ َا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ ّ َ َ ِ ْ َ َ ُ ْ َا‬ ‫| وقال العجاج % ( كشحا طوى من َبلد مختار % من يأْسة اليائس أو حذار ) % | وتقول ما زيد‬ ‫ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫كعمر و ال شبيهً به وما عمر و كخالد ال مفِلحً النصب في هذا جيد ألنك إنما تريد ما هو مثل‬ ‫َ‬ ‫ّ ٌ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ و ُْ ا‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ و َ ا‬ ‫فالن ال مفِلحً | هذا وجه الكالم | فإن أردت أن تقول ال بمنزلة من يشبهه جررت وذلك قولك ما‬ ‫و‬ ‫ٍ و ُْ ا‬ ‫أنت كزيد ال شبيه به فإنما أردت ال كشبيه به | واذا قلت ما أنت بزيد ال قريبا منه فإنه ليس ههنا‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫معنى بالباء لم يكن قبل أن تَجئ بها وأنت إذا ذكرت الكاف تُمثَل | وتكون قريبا ههنا إن شئت ظرفً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫| فإن لم تجعل قريبا ظرفا جاز فيه الجر على الباء والنصب على الموضع ( هذا باب اإلضمار في‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ليس وكان كاإلضمار في إن ) | إذا قلت إنه من يأْتِنا نأ ِه وانه أَمةُ اهلل ذاهب ٌ‬ ‫ة‬ ‫ْت ّ َ‬ ‫ّ َْ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ِ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/96)‬ ‫| فمن ذلك قول بعض العرب ليس خلَق اهللُ مثلَه | فل ال أن فيه إضمار لم يجز أن تَذكر الفعل ولم‬ ‫َ‬ ‫ْ َُ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫و ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫نبي ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫تُعمله في اسم ولكن فيه من اإلضمار مثل ما في إنهُ | وسوف َّن حال هذا في اإلضمار وكيف‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫هو إن شاء اهلل | قال الشاعر وهو حميد األرق ُ % ( فأصبحوا والنوى عالي معرِ‬ ‫ُ َ َّ سهم % وليس كل‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ُ َ ْ ٌ ْ َط‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫النوى تُْلقى المساكين ) % | فلو كان كل على ليس ال إضمار فيه لم يكن إال الر ُ في كل ولكن ه‬ ‫ٌ‬ ‫فع‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫انتصب على تُْلقى | ال يجوز أن تَحمل المساكين على ليس وقد قدمت فجعلت الذي يعمل فيه الفعل‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫اآلخر َيِلى األول وهذا ال يحسن | لو قلت كانت زيدً الحمى تَأْخذ أو تَأخذ الحمى لم يجز وكان‬ ‫ُ َّ‬ ‫ْ ا ُ َّ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫قبيحا‬ ‫____________________‬ ‫(0/17)‬ ‫ِ‬ ‫ُّ َ‬ ‫| ومثل ذلك في اإلضمار قول بعض الشع اء العجير سمعناه ممن يوثَق بعربيته % ( إذا مت كان‬ ‫ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫َْ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َع‬ ‫َُ ُ ِ ل‬ ‫ُ ِ ِ ِ ٌ‬ ‫الناس صنفان شامت % وآخر مثْن باّذى كنت أصن ُ ) % | أضمر فيها | وقال بعضهم كان أنت‬ ‫ُ‬ ‫َ ِ يغ ُ ُ ُ ِ ٍ ْ ْ‬ ‫حير منه كأنه قال إنه أنت خير منه | ومثله ^ ( كاد تَز ُ قلوب فَريق منهُم ) ^ وجاز هذا التفسير‬ ‫ٌ‬ ‫ّ َ ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ألن معناه كادت قلوب فريق منهم تزيغ كما قلت ما كان ال ّيب إ ّ المسك على إعمال ما كان‬ ‫ُ‬ ‫ط ُ ال‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫األمر الطيب إ ّ المسك فجاز هذا إذ كان معناه ما الطيب َّ المسك | وقال هشام أخو ذى الرمَة‬ ‫ُّ َّ ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ إال‬ ‫ُ‬ ‫ُ ال‬ ‫ُ‬ ‫% ( هي الشفاء ِلدائى لو ظفرت بها % وليس منها شفاء الداء مبذول ) % | ال يجوز ذا في ما‬ ‫و‬ ‫ِ ُ ِ َْ ُ‬ ‫َِ ْ ُ‬ ‫َّ ُ َ ِ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا ُ‬ ‫ٌ و‬ ‫َّ‬ ‫في لغة أهل الحجاز ألنه ال يكون فيه إضمار | ال يجوز أن تقول ما زيدً عبد اهلل ضاربً وما زيدً‬
  • 31. ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُِ ِ‬ ‫ََْ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً َّ‬ ‫أنا قاتال ألنه ال يستقيم كما لم يستقيم في كان وليس أن تقدم ما يعمل فيه اآلخر | فإن رفعت الخبر‬ ‫حسن حملُه على اللغة التَّميمية كما قلت أما زيدً فأنا ضارب‬ ‫ٌ‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫َ َُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/07)‬ ‫ّك لم تذكر أما ّك لم تذكر ما وكأنك قلت زيدً أنا ضارب | وقال م احم العقْيِلى % ( وقاَوا‬ ‫ل‬ ‫ُز ٌ ُ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ وكأن‬ ‫كأن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ َ ْ‬ ‫ِ ُ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫تعرفهَا المنازل من منى % وما كل من وافى منى أنا عارف ) % | وقال بعضهم % ( وما كل من‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ََ ْ َ َ‬ ‫ِ ٌ‬ ‫ِي‬ ‫َِ‬ ‫ِ ُ‬ ‫َ ِّ‬ ‫وافى منى أنا عارف % ) % | لزم اللغة الحجازَّة فرفع كأنه قال ليس عبد اهلل أنا عارف فأضمر‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫الهاء في عارف | وكان الوجهُ عارفهُ حيث لم يعمل عارف في كل وكان هذا أحسن من التقديم‬ ‫ٌ‬ ‫َُْ ْ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َّ‬ ‫والتأخير ألنهم قد يدعون هذه الهاء في كالمهم وفي الشعر كثير وذلك ليس في شئ من كالمهم ال‬ ‫َ ْ ِ َ جر‬ ‫ٍ‬ ‫يكاد يكون في شعر | وستَ ى ذلك إن شاء اهلل ( هذا باب ما يعمل عمل الفعل ولم يجر م ى الفعل‬ ‫ََْ ُ ََ َ‬ ‫ر‬ ‫َ ِ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ز‬ ‫ْ ََ َ‬ ‫ُّ َ‬ ‫ولم يتمكن تمكنه ) | وذلك قولك ما أحسن عبد اهلل | عم الخليل أنه بمنزلة قولك ٌ أحسن عبد اهلل‬ ‫شئ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُّب | وهذا ثمثيل ولم يتَ َّم به‬ ‫ُ كل‬ ‫ٌ‬ ‫ودخله معنى التعج‬ ‫َ ََ‬ ‫____________________‬ ‫(0/27)‬ ‫ا‬ ‫ُِْ ُ و‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫| ال يجوز أن تُقَدم عبد اهلل وتؤخر ما ال تزيل شيئاً عن موضعه ال تقول فيه ما يحسن ال شيئً‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫َ َ َ ِ َ ُ َ َْ َ‬ ‫مما يكون في األفعال سوى هذا | وبناؤه أبدا من فَعل وفَعل وفَعل وأَفعل هذا ألنهم لم يريدوا أن‬ ‫يتَصرف فجعلوا له مثاال واحدا ي ى عليه فشَّه هذا بما ليس من الفعل نحو الت وما | وان كان‬ ‫َ‬ ‫ُب َ‬ ‫َجر‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ ْجر ْ ر ْ ٍ‬ ‫من حسن وكرم وأَعطى كما قالوا أَجدل فجعلوه اسمً وان كان من الجدل وأ ى مج َى أَفكل |‬ ‫ا‬ ‫ٌَْ‬ ‫َ ُ َ ََُ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ونظير ِهم ما وحدها اسماً قول العرب إنى مما أن أصنع أي من األمر أن أَصنع فجعل ما‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ ّ ْ‬ ‫ُ‬ ‫جعل‬ ‫وحدها اسماً | ومثل ذلك غسْلتُه غس ً نِعما أى ِعم الغسل | وتقول ما كان أحسن زيدً فتَذكر كان‬ ‫َ ا ْ‬ ‫ُ‬ ‫ن َْ‬ ‫َ َ َ ْ ال ِ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ِْ‬ ‫لتدل أَنه فيما مضى ( هذا باب الفاعلَين والمفعولَين اللذين كل واحد منهما يفعل بفاعله مثل الذى‬ ‫ّ‬ ‫يفعل به وما كان نحو ذلك ) | وهو قولك ضربت وضربنى زيد وضربنى وضربت زيدا تَحمل االسم‬ ‫َ‬ ‫ُ ً‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ َ ََ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫ِ ّ‬ ‫على الفعل الذى َيليه | فالعامل في اللفظ أحد الفعلين وأما في المعنى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬
  • 32. ‫(0/37)‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َْ‬ ‫يَْ ُ‬ ‫ال ّ‬ ‫ي ْ َّ ّ‬ ‫فقد ُعلم أن األول قد وقع إ ّ أنه ال ُعمل في اسم واحد نصب ور ٌ | وانما كان الذى يليه أولى‬ ‫ٌ فع ّ‬ ‫َ َّ ْ ُ‬ ‫َ ٍْ‬ ‫َ َ َ َّ ّ َ‬ ‫ِ ِ ر‬ ‫لقُرب جوا ه وأنه ال ينقُض معنى وأن المخاطب قد عرف أن األول قد وقع بزيد كما كان خشنت‬ ‫ََ‬ ‫ً ّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِه وصدر زيد وجه الكالم حيث كان الجر في األول وكانت الباء أقرب إلى االسم من الفعل ال‬ ‫و‬ ‫ُّ‬ ‫بصدر‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َِْ‬ ‫تَنقض معنى | سووا بينهما في الجر كما يستَويان في النصب | ومما يقوى ترك نحو هذا لعلم‬ ‫ّ‬ ‫َ َّ ْ ْ‬ ‫ّ‬ ‫المخاطَب قولُه عز وجل ! 2 < والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين اهلل كثير والذاك ات > 2 !‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َْع َُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فلم يعمل اآلخر فيما عمل فيه األول استغناء عنه ومثل ذلك ^ ( ونخلَ ُ ونتْرك من يفجرك ) ^ |‬ ‫َْ ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫وجاء في الشعر من االستغناء أشد من هذا وذلك قول قيس بن الخطيم‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/47)‬ ‫% ( نحن بِما عندنا وأنت بِما % عندك اض و َّأْى مختِف ) % | وقال ضاب ٌ الب ْ جمى % (‬ ‫ِئ ُر ُ ِ ُّ‬ ‫ِ ْ َ َ ر ٍ الر ُ ُ ْ َل ُ‬ ‫َ‬ ‫ِْ‬ ‫َُْ‬ ‫أٍْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َِ ُ‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫فمن يك أمسى بالمدين رحلُهُ % فإنى وقَيار بها لَغريب ) % | وقال ابن أَحمر % ( رمانى ب َمر‬ ‫ّ ا‬ ‫َْ‬ ‫َُ َْ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِْ‬ ‫َِ ً‬ ‫ِِ‬ ‫كنت منه ووالدى % بريئا ومن أَجل الطوى رمانى ) %‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/57)‬ ‫| فوضع في موضع الخبر لفظ الواحد ألنه قد عِلم أن المخاطب سيستدل به على أن اآلخرين في‬ ‫َِ‬ ‫ََ َ ّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هذه الصفة | واألول أجود ألنه لم يضع واحدً في موضع جمع ال جمعً في موضع و ٍ‬ ‫احد | ومثله‬ ‫ا‬ ‫ٍ و‬ ‫ا‬ ‫ُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫قول الفرزدق % ( إنى ضمنت لمن أ ِى ما جنى % وأَبى فكان وكنت غير غدور ) % | ترك أن‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َُ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َّ َ ِ ْ ُ ْ َتان‬ ‫ُ‬ ‫ِْ‬ ‫َّ ّ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يكون لألول خبر حين استغنى باآلخر لعلم المخاطَب أن األول قد دخل في ذلك | ولو لم تَحمل‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِِ‬ ‫الكالم على اآلخر لقلت ضربت وضربوني قومك واّما كالمهم ضربت وضربنى قومك | واذا قلت‬ ‫َ‬ ‫ضربنى لم يكن سبيل لألول ألنك ال تقول ضربنى وأنت تَجعل المضمر جميعا ولو أعملت األول‬ ‫َ َّ‬ ‫ً‬ ‫ُْ ُ َْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َّ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫َْ ْ ً‬ ‫َ‬ ‫ٍ َّ‬ ‫لقلت مررت ومر بي بزيد | وانما قُبح هذا أَّهم قد جعلوا األقرب أولى إذا لم ينقُض معنى | قال‬ ‫َن‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ‬
  • 33. ‫الشاعر وهو الفرزدق‬ ‫____________________‬ ‫(0/67)‬ ‫% ( ولكن نِصفاً لو سببَت وسبنى % ب ُو عبد شمس من مناف وهاشم ) % | وقال ُفيل الغنوى‬ ‫ّ‬ ‫ط ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َن َ ْ ِ َ ْ ِ‬ ‫َ َ ْ ُ َ َّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ْ َْ ْ َ َِْ‬ ‫% ( وكمتً مدماةً كأن متونها % ج َى فوقَها واستَشعرت لَون مذهب ) % | وقال رجل من باهل َ %‬ ‫َر‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ّ ُ َ‬ ‫ْ ا َُّ‬ ‫( ولَقَد أ َى تَغنى به سيفانة % تُص ِى الحِليم ومثلُها أ صباهُ ) % | فالفعل األول في كل هذا معمل‬ ‫ُ َْ ٌ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْب‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ َر ْ َ‬ ‫ُِ ُ َْ ٌ‬ ‫ْ ِ‬ ‫في المعنى وغير معمل في اللفظ واآلخر معمل في اللفظ والمعنى‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/77)‬ ‫| فإن قلت ضربت وضربوني قومك نصبت إال في قول من قال أَكلُونى الب اغيث أو تَحملُه على‬ ‫ر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫البدل فتجعله بد ً من المضمر كأنك قلت ضربت وضربنى ناس بنو فالن | وعلى هذا الحد تقول‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ِ‬ ‫ضربت وضربنى عبد اهلل تُضمر فى ضربنى كما أضمرت فى ضربونى | فإن قلت ضربنى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫َ َّ‬ ‫وضربتُهم قومك رفعت ألنك شغلت اآلخر فأضمرت فيه كأنك قلت ضربنى قومك وضربتهم على‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌّ‬ ‫التقديم والتأخير إ ّ أن تَجعل ههنا البدل كما جعلته فى الرفع | فإن فعلت ذلك لم يكن بد من‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫ْ ب ِ اٍَ‬ ‫ِ‬ ‫ضربونى ألنك تضمر فيه الجمع | قال عمر بن أبى ربيعةَ % ( إذا هى لم تَستَك ِعود أركة %‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ف َ َّ‬ ‫ِ ُّ‬ ‫ًّ ر‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ِِْ‬ ‫ُ َّ َ ْ ْ‬ ‫تُنخل فاستَاكت به عود إسحل ) % | ألنه أضمر فى آخر الكالم | وقال الم ار األسدى % ( َرد‬ ‫عل الفُؤاد هوى عميدا % وسوئل لو ُبين لنا سؤاال ) % % ( وقد نغنى بها ى عصور % بها‬ ‫ونر ُ ا‬ ‫ً‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ي ُ‬ ‫ًَ َ ً‬ ‫ْ ْ ََ ُ َ ِ‬ ‫يقتَدننا الخرد الخداالَ ) %‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/87)‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫| حدثنا به أبو الخ َّاب عن شاعر‬ ‫ِه | واذا قلت ضربونى وضربتُهم قومك جعلت القوم بدال من هم‬ ‫َط‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ألن الفعل ال بد له من فاعل والفاعل ههنا جماع ٌ وضمير الجماعة الواو | وكذلك تقول ضربوني‬ ‫ة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
  • 34. ‫وضربت قومك إذا َعمْلت اآلخر فال بد فى األّول من ضمير الفاعل َّ يخلُو من فاعل | وانما‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫لئال َ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫أْ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫قلت ضربت وضربنى قومك فلم تَجعل في األول الهاء والميم ألن الفعل قد يكون بغير مفعول ال‬ ‫و‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يكون الفعل بغير فاعل | وقال امرؤ القيس % ( فلو أن ما أسعى ألدنى معيشة % ِى ولم أطلُب‬ ‫ْ ْ‬ ‫كفان‬ ‫ُ‬ ‫ً ن‬ ‫َ َّ‬ ‫فإن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قليل من المال ) % | َّما رفع ألنه لم يجعل القليل مطلوبا واَّما كان المطلوب عندهَ المْلك وجعل‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫ُِ ْ‬ ‫القليل كافيً ولو لم يرد ذلك ونصب فَسد المعنى | وقد يجوز ضربت وضربنى زيدا ألن بعضهم قد‬ ‫ا‬ ‫ِق | ومثل ذلك فى الجواز‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫يقول متى أيت أو قلت زيدا منطلقا والوجهُ متى أيت أو قلت زيد منطل ٌ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ر َ‬ ‫ً‬ ‫َ ً‬ ‫ر َ‬ ‫ِ‬ ‫ضربنى وضربت قومك والوجهُ أن تقول ضربونى وضربت قومك فتحملَه على اآلخر | فإن قلت‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ضربنى وضربت قومك‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/97)‬ ‫فجائز وهو قبيح أَن تَجعل اللفظ كالواحد كما تقول هو أَحسن الفتيان وأجملُه وأَكرم بنِيه وأَنبلُه | ال‬ ‫َ و‬ ‫َُ‬ ‫ُ ِ ِ‬ ‫ٌ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ فوٍ‬ ‫ٍَ‬ ‫بد من هذا ألنه ال يخلو الفعل من مضمر أو مظهَر مر ع من األسماء كأنك قلت إذا مثّلتَه ضربنى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫من ثَم وضربت قومك | وترك ذلك أجود وأحسن للتبيان الذى يجئ بعده فأُضمر من لذلك | قال‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُك جلس تضمر شيئا يكون فى اللفظ واحد |‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫األخفش فهذا ٌ في القياس يدخل فيه أن تقول أَصحاب َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ردئ‬ ‫ُ‬ ‫تر أن‬ ‫ي‬ ‫َْ ُ ِ ِ‬ ‫فقولهم هو أَظرف الفتيان وأجملُه ال ُقاس عليه أال ى َّك لو قلت وأنت ثريد الجماعةَ هذا غالم‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ‬ ‫القوم وصاحبهُ لم يحسن ( هذا باب ما يكون فيه االسم مبنيا على الفعل قُدم أو أُخر وما يكون فيه‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َِ‬ ‫ُّ ّ‬ ‫الفعل مبنيا على االسم ) | فإذا بنيت االسم عليه قلت ضربت زيدا وهو الحد ألنك تريد أن تُعمله‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َّ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ُّ َ َ ٌ‬ ‫وتَحمل عليه االسم كما كان الحد ضرب زيد عمر حيث كان زيد أول ما تشغل به الفعل | وكذلك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هذا إذا كان يعمل فيه | وان قدمت االسم فهو عربى جيد كما كان ذلك عر ّا جيدا وذلك قولك زيدا‬ ‫ً‬ ‫بي ّ‬ ‫ٌّ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََْ ُ‬ ‫ضربت واالهتمام‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/18)‬ ‫والعناية هنا فى التقديم والتأخير سواء مثلُه فى ضرب زيد عمر وضرب عمر زيد | فإذا بنيت الفعل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً ٌ‬‫ا‬ ‫ٌ ا ََ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ٌّ‬ ‫على االسم قلت زيد ضربتُه فلزمتُه الهاء | وانما تريد بقولك مبن ى عليه الفعل أنه فى موضع‬ ‫َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫منطلق إذا قلت عبد اهلل منطلق فهو فى موضع هذا الذى بنى على األول وارتَفع به فإنما قلت عبد‬ ‫ٌ‬
  • 35. ‫اهلل فنسبته له ثم بنيت عليه الفعل ورفعته باالبتداء | ومثل ذلك قولُه جل ثناؤه ! 2 < وأما ثمود‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬ ‫ُ ْ َِ َ َ‬ ‫فهديناهم > 2 ! | وانما حسن أن يبنى الفعل على االسم حيث كان معم ً فى المضمر وشغْلتَه به‬ ‫ُ ْ َ ال‬ ‫ُ‬ ‫َُْ‬ ‫َ َُ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ول ال ذلك لم يحسن ألنك لم تَشغْله بشئ | وان شئت قلت زيدا ضربتُه وانما نصبهُ على إضمار فعل‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُْ ّ‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫هذا يفَّس ه كأنك قلت ضربت زيدً ضربتُه إ ّ أنهم ال ُظهرون هذا الفعل هنا لالستغناء بتفسي ه |‬ ‫َ‬ ‫ي ِ‬ ‫ال ّ‬ ‫ُ أ‬ ‫َ‬ ‫ر ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َِ‬ ‫ٌّ‬ ‫فاالسم ها هنا مبن ى على هذا المضمر | ومثل ترك إظهار الفعل ها هنا ترك اإلظهار فى‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫الموضع الذى تَقدم فيه اإلضمار | وست اه إن شاء اهلل‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/08)‬ ‫ِ‬ ‫وقد قر بعضهم ! 2 < وأما ثمود فهديناهم > 2 ! | وأنشدوا هذا البيت على وجهين على النصب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫والرفع قال بشر بن أبى خازٍم % ( فأما تميم تميم بن مر % فأَلفاهم القوم روبى ِياما ) % | ومنه‬ ‫ُ َ َْ ن َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ ُ ُ ُ ٍّ‬ ‫ّ‬ ‫َِ‬ ‫ِ ُْ ُ‬ ‫قول ذى الرمة % ( إذا ابن أبي موسى ِالل َبلَغ ِه % فقام بفأس بين وصلَيك جازر ) % |‬ ‫ُِ‬ ‫ِ ِْ‬ ‫َ َ ٍ َ ْ‬ ‫ب ٌ ْت ِ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ر ِ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌّ‬ ‫فالنصب عرب ى كثير والرفعُ أَجود ألنه إذا أ اد اإلعمال فأقرب‬ ‫____________________‬ ‫(0/28)‬ ‫ََ‬ ‫َ و َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ و ي ِ‬ ‫إلى ذلك أن يقول ضربت زيدا وزيدا ضربت ال ُعمل الفعل في مضمر ال يتناول به هذا المتناول‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫البعيد | وكل هذا من كالمهم | ومثل هذا زيدا أُعطيت وأُعطيت زيدا وزيد أُعطيتُه ألن أُعطيت‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫بمنزلة ضربت | وقد بين المفعول الذى هو بمنزلة الفاعل فى أول الكتاب | فإن قلت زيد مررت به‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ رَ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫فهو من النصب أَبعد من ذلك ألن المضمر قد خ َج من الفعل وأُضيف الفعل إليه بالباء ولم يوصل‬ ‫ْ َُ‬ ‫إليه الفعل فى اللفظ فصار كقولك زيد لقيت أخاه | وان شئت قلت زيدا مررت به تريد أن تُف َّر به‬ ‫َس َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ً‬ ‫ٌ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫مضمر كأنك قلت إذا مثّلت ذلك جعلت زيدا على طريقى مررت به ولكنك ال تُظهر هذا األول لما‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َا ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ذكرت لك | واذا قلت زيد لقيت أخاه فهو كذلك وان شئت نصبت ألنه إذا وقع على شئ من سببه‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ ُ‬ ‫ُ‬ ‫فكأنه قد وقع به | والدليل على ذلك أن الرجل يقول أهنت زيدا بِإهانتك أخاه وأكرمتَه بإك امك أخاه |‬ ‫ِ ر‬ ‫َْ َ ً‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫وهذا النحو فى الكالم كثير يقول الرجل إنما أعطيت زيدً وانما يريد لمكان زيد أَعطيت فالنا | واذا‬ ‫ُ‬ ‫ُ ا‬ ‫ُ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫نصبت زيدا لقيت أخاه فكأنه قال البست زيدا لقيت أخاه | وهذا تمثيل ال ُ َّم به ى هذا على ما‬ ‫فجر‬ ‫ٌ و يتكل‬ ‫َِ ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ ً ُ‬
  • 36. ‫ر‬ ‫َّ‬ ‫ى عليه قولك أَكرمت زيدا وِانما وصلت األُث ةُ إلى غي ه‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫جر‬ ‫____________________‬ ‫(0/38)‬ ‫| والرفع فى هذا أحسن وأجود ألن أقرب إلى ذلك أن تقول مررت بزيد ولقيت أخا عمرو | ومثل هذا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫فى البناء على الفعل وبناء الفعل عليه أُّهم وذلك قولهم أَّهم تَر يأتِك وأُّهم تََهُ يأْتك | والنصب على‬ ‫ُ‬ ‫َي ر ِ‬ ‫َي‬ ‫َي‬ ‫ما ذكرت لك ألنه كأنه قال َّهم تَر تََهُ ِك فهو مثل زيد فى هذا الباب | وقد يفارقهُ فى أشياء كثي ة‬ ‫ٍ‬ ‫َ ر‬ ‫ِ‬ ‫ُ ٍ‬ ‫أي َ ر يأت‬ ‫ُ‬ ‫َى ) | وذلك قولك يوم الجمعة‬ ‫ُ ُ‬ ‫ستُبين إن شاء اهلل ( هذا باب ما يج ِى مما يكون ظرفاً هذا المجر‬ ‫َ ْر ّ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ طيئ ٍ‬ ‫ُّ ٍ‬ ‫ُّ ٍ‬ ‫أَلقاك فيه وأقل يوم ال أَلقاك فيه وأَقل يوم ال أصوم فيه وخ ُة يوم ال أَصيد فيه ومكانكم قمت فيه |‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فصارت هذه األَحرف تَرتفع باالبتداء كارتفاع ع ِد اهلل وصار ما بعدها َّا عليها كبناء الفعل على‬ ‫مبني‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُكم حسن وصار الفعل فى موضع هذا | وانما صار‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫االسم األول فكأنك قلت يوم الجمعةُ مبارك ومكان‬ ‫ٌَ‬ ‫َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫هذا كهذا حين صار فى اآلخر إضمار اليوم والمكان ج من أن يكون ظرفا كما يخ ج ِإذا قلت‬ ‫َ‬ ‫ُ رُ‬ ‫َ‬ ‫ِ فخر ْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٌَ ِ‬ ‫يوم الجمعة مبارك فإذا قلت يوم الجمعة صمتْهُ فصمتهُ فى موضع مبارك حيث كان المضمر هو‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ َُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫األول كما كان المبارك هو األول‬ ‫َّ‬ ‫َُ‬ ‫َّ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/48)‬ ‫ِ‬ ‫| ويدخل النصب فيه كما دخل فى االسم األول ويجوز فى ذلك يوم الجمعة آتيك فيه وأَصوم فيه كما‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫أ َ‬ ‫ٌ فس‬ ‫َ ّ‬ ‫ِ‬ ‫جاز فى قولك عبد اهلل مررت به كأنه قال َلقاك يوم الجمعة فنصبه ألنه ظرف ثم َّر فقال َلقاك‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫فيه | وان شاء نصبه على الفعل نفسه كما أَعمل فيه الفعل الذى ال يتعدى إلى مفعول كل ذلك‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ ٍ ْ َر ّ‬ ‫عرب ى جيد | أو نصبه ألنه ظرف لفعل أَضم َه وكأنه قال يوم الجمعة أَلقاك | والنصب فى يوم‬ ‫ّ ْ َ َ ّ‬ ‫ٌّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الجمعة صمته ويوم الجمعة سرتُه مثلُه فى قوِلك عبد اهلل ضربتُه ِإ ّ أنه ِإن شاء نصبهَ بأنه ظرف‬ ‫ال ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫ُُ‬ ‫ٍ و‬ ‫وِان شاء أَعمل فيه الفعل كما أَعملَهُ فى عبد اهلل ألنه يكون ظرفً وغير ظرف | ال يحسن فى الكالم‬ ‫ا َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أن يجعل الفعل َّا على االسم ال يذكر عالمة ِضمار األول حتى ي ج من لفظ اإلعمال فى‬ ‫َخر‬ ‫ِ ّ‬ ‫َإ‬ ‫و َ ْ َُ‬ ‫َ مبني‬ ‫َََْ‬ ‫األول ومن حال بناء االسم عليه ويشغلَه بغير األول حتى يمتنِع من أن يكون يعمل فيه ولكنه قد‬ ‫ّ‬ ‫َ ََْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َْ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫يجوز فى الشعر وهو ضعيف فى الكالم | قال الشاعر وهو أبو النجم العجلى % ( قد أَصبحت أم‬ ‫ٌ‬ ‫ْ ّ‬ ‫الخيار تَدعى % عّى ذنباً كلُّه لم أَصنع ) % | فهذا ضعيف وهو بمنزلته فى غير الشعر ألن‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َِْ‬ ‫ل َْ‬ ‫ِ ِ َّ‬
  • 37. ‫ع | وقال امرؤ‬ ‫ُُ‬ ‫النصب ال يكسر البيت ال ُخل به ترك ِإظهار الهاء | وكأنه قال ُّه غير مصنو‬ ‫ُ‬ ‫كل‬ ‫ُ‬ ‫َ و ي ِ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َْ ُ‬ ‫القيس‬ ‫____________________‬ ‫(0/58)‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ْ َ ْ ِ‬ ‫َْ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ُ‬ ‫% ( فأَقَبلت َ حفً علَى الركبتَين % فثَوب لبست وثَوب أَجر ) % | وقال النمر بن تَولَب % ( فيوم‬ ‫ْ ٌ ُ ّْ‬ ‫ْ ٌ‬ ‫ْ ُ زْ ا‬ ‫علينا ويوم لنا % ويوم نساء ويوم نسر ) % | سمعناه من العرب ينشدونه | يريدون نساء فيه ُسر‬ ‫ون َ ّْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ٌ ُ َ ُ ٌ ُ َ ّْ‬ ‫َ‬ ‫فيه | عموا أن بعض العرب يقول شهر ثَ ى وشهر تَ ى وشهر ْعى ُريد تَ ى فيه وقال % (‬ ‫ٌ مرَ ي ر‬ ‫ٌ ر‬ ‫َ ٌْ ر‬ ‫ّ‬ ‫وز‬ ‫ثَالث كّهُن قَتلت عمدا % فاَخ َى اهلل رِعَ تَعود ) % | فهذا ضعيف والوجهُ األكثر األعرف‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫اب َ ً ُ ُ‬ ‫ْز‬ ‫ُ َْ‬ ‫ُ ل ّ‬ ‫النصب واَّما شبهوه بقولهم‬ ‫ُ ن ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/68)‬ ‫ٍ‬ ‫ِ َ ِ ُّ‬ ‫الذى أيت فالن حيث لم يذكروا الهاء | وهو فى هذا أحسن ألن أيت تمام االسمبه ينم وليس بخبر‬ ‫ر ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ر ُ ٌ‬ ‫ِْ‬ ‫َ ِْ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ َر‬ ‫ال صفة فك هوا طولَه حيث كان بمنزلة اسم واحد كما ِهوا طول اشهيباب فقالوا اشهباب | وهو فى‬ ‫كر‬ ‫و‬ ‫الوصف أمثل منه فى الخبر وهو على ذلك ضعيف ليس كحسنه بالهاء ألنه فى موضع ما هو من‬ ‫ّ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫االسم وما يج ِى عليه وليس بمنقطع منه خبر ًّا عليه ال مبتدً فضار َ‬ ‫َع ما يكون من تَمام االسم‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ا مبني‬ ‫ٍ‬ ‫َ ْر‬ ‫ِ ٌ‬ ‫وان لم يكن تماماً له ال منه فى البناء | وذلك قولُك هذا جل ضربتهُ والناس رجالن رجل أكرمته‬ ‫ُ‬ ‫ر ٌ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ِ ٌ ُ ْ َ ٌ ور ٌ ْ‬ ‫ورجل أهنتهُ كأنه قال هذا جل مضروب والناس رجالن رجل مكرم جل مهان | فإن حذفت الهاء‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ر ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫جاز وكان أَقوى مما يكون خبر | ومما جاء فى الشعر من ذلك قول جرير % ( أَبحت حمى ِهام َ‬ ‫َ ْ َ َ ت َة‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َْ ّ‬ ‫َ َ ٍْ‬ ‫بعد نجد % وما ٌ حميَت بمستَباح ) %‬ ‫ِ‬ ‫شئ َ َ ْ ْ َ ُ‬ ‫َْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/78)‬
  • 38. ‫ُ َ ِْ ْ ٌ‬ ‫ْ ر َ َّرُ َ ٍ‬ ‫يريد الهاء | وقال الشاعر الحارث بن كلدةَ % ( فما أَد ِى أَغي َهم تَناء % وطُول العهد أَم مال‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َصابوا ) % | يريد أصابوه ال سبيل إلى النصب وان تركت الهاء ألنه وصف كما لم يكن النصب‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫أ َُ‬ ‫فيما أَتممت به االسم يعنى الصلةَ | فمن ثم كان أقوى مما يكون فى موضع المبنى على المبتدإ ألنه‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ال ينصب به | وانما منعهم أن ينصبوا بالفعل االسم إذا كان صفة له َن الصف تمام االسم أال ى‬ ‫تر‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ّ ََ َ‬ ‫ُْ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ٍ‬ ‫أن قولَك مررت بزيد األَحمر كقولك مررت بزيد وذلك أنك لو احتجت إلى أن تَنعت فقلت مررت بزيد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وأنت تريد األحمر وهو ال ُعرف حتّى تقول األَحمر لم يكن تَم االسم فهو ي ِى منعوتا مج ى مررت‬ ‫َ ْر‬ ‫َجر‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ي َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫بزيد إذا كان يعرف وحده فصار األَحمر كأنه من صلته ( هذا باب ما يختار فيه إعمال الفعل مما‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫يكون فى المبتدإ مبنياً عليه الفعل ) | وذلك قولك أيت زيدا وعمر َّمتهُ و أيت عبد اهلل وزيدً مررت‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ر ُ‬ ‫ا كل‬ ‫ً‬ ‫ر ُ‬ ‫ُ‬ ‫به ولقيت قيسا وبكر أخذت أباه ولقيت خالدا وزيدا اشتريت له ثوبا | واَّما اختير النصب ههنا ألن‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ا ْ ُ‬‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِِ‬ ‫االسم األول مبنى على الفعل فكان بناء اآلخر على الفعل أحسن عندهم إذ كان ُبنى على الفعل‬ ‫يْ َ‬ ‫ٌّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫وليس قبله اسم مبنى على الفعل ل ى اآلخر على ما ج َى عليه الذى َيليه قبله إذ كان‬ ‫َر‬ ‫ُ‬ ‫َيجر َ‬ ‫ٌّ‬ ‫ٌ‬ ‫____________________‬ ‫(0/88)‬ ‫َُ َ ِ ر‬ ‫ال ينقص المعنى لو بنيته على الفعل | وهذا أولى أن ُحمل عليه ما قرب جوا هُ منه إذ كانوا يقولون‬ ‫ي ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ضربونى وضربت قومك ألنه يليه فكان أن يكون الكالم على وجه واحد إذا كان ال يمتَنِ ُ اآلخر من‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫أن يكون مبنيا على ما بنى عليه األول أقرب فى المأْخذ | ومثل ذلك قوله عز وجل ! 2 < يدخل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ََ ا َ ُ ا‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫من يشاء في حمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما > 2 ! | وقوله عز وجل ^ ( وعادً و ثَمودً‬ ‫ر‬ ‫وأَصحاب الرس وقُرونً بين ذِلك ك ِير وكالَّ ضربنا لهُ ْاألَمثَال ) ^ | ومثلُه ! 2 < فريقا هدى وفريقا‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َّ َّ َ ُ ا َ ْ َ َ َ َ ث ً ُ َ َ ْ َ‬ ‫ا‬ ‫حق عليهم الضاللة > 2 ! | وهذا فى الق آن كثير | ومثل ذلك كنت أخاك وزيدا كنت له أخا ألن‬ ‫ً ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫كنت أخاك بمنزلة ضربت أخاك | وتقول لست أخاك وزيدا أعنتُك عليه ألنها فعل وتَصرف فى‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ْ ُ َ ْ ِ ُ ّ َ و‬ ‫معناها كتصرف كان | وقال الشاعر وهو الر ُ بن ض ُع الفزِى % ( أَصبحت ال أَحمل السالح ال‬ ‫َ ب ٍ َ ار ُّ‬ ‫بيع‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫رَ َ ِ‬ ‫% أَملك َأْس البعير إن نفر ) %‬ ‫َ َ َا‬ ‫____________________‬ ‫(0/98)‬
  • 39. ‫ْ َ ِّ َ َ َ َا‬ ‫ِْ‬ ‫% ( والذئب أَخشاه إن مررت به % وحدى وأَخشى الرياح والمطر ) % | وقد يبتَدأُ ف ُحمل على مثل‬ ‫ُ ْ َ َي ْ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ما يحمل عليه وليس قبله منصوب وهو عربى جيد | وذلك قولك لَقيت زيدا وعمرو َّمته كأنك قلت‬ ‫َّ‬ ‫ٌ كل‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َُُْ‬ ‫لقيت زيدا وعمرو أفضل منه | فهذا ال يكون فيه َّ الر ُ ألنك لم تَذكر فعال | فإذا جاز أن يكون‬ ‫ُْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫إال فع َّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫فى المبتدإ بهذه المنزلة جاز أن يكون بين الكالمين | وأقرب منه إلى الرفع عبد اهلل لقيت وعمر و‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫لقيت أخاه وخالدا أيت وزيد َّمت أباه | هو ها هنا إلى الرفع أقرب كما كان فى االبتداء من‬ ‫ُ‬ ‫ٌ كل‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫النصب أَبعد | وأما قوله عز وجل ! 2 < يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم > 2 ! فإنما‬‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫ِ َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫وجهوه على أنه يغشى طائف ً منكم وطاَئف ٌ قد أَهمتْهُم أَنفُسهُم ) ^ فإنما وجهوه على أنه يغشى طائف ً‬ ‫َ َّ‬ ‫َة َ ْ َ َّ ْ ْ ُ ْ‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ُِ ْ‬ ‫منكم وطائف ٌ فى هذه الحال كأنه قال إذ طائف ٌ فى هذه الحال َّما جعلَه وقتً ولم يرد أن يجعلها واو‬ ‫ا‬ ‫فإن َ َ‬ ‫ة‬ ‫ة‬ ‫عطف وانما هى واو االبتداء | ومما يختار فيه النصب لنصب األول قوله ما لقيت زيدا ولكن عمر‬ ‫ا‬ ‫ُ ً‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫مررت به وما أيت زيدا بل خالدا لقيت اباه تُجريه على قولك لقيت زيدا وعمر لم أَْلقهُ يكون اآلخر‬ ‫ر ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِْ‬ ‫فى أنه يدخلُه فى الفعل بمنزلة هذا حيث‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/19)‬ ‫َجر‬ ‫َّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لم يدخله ألن بل ولكن ال تَعمالن شيئا وتشركان اآلخر مع األول ألنهما كالواو وثُم والفاء فأ هما‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫مج اهن فيما كان النصب فيه الوجه وفيما جاز فيه الر ُ ( هذا باب يحمل فيه االسم على اسم ب ِى‬ ‫ُن َ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َُُْ‬ ‫فع‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ر ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫عليه الفعل م َّةً ويحمل م َّةً أُخ َى على اسم مبني على الفعل ) | أى ذلك فعلت جاز فإن حملتَه على‬ ‫ُ َر ُ ْ َ ُ َر ْ ر‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫االسم الذى بنى عليه الفعل كان بمنزلته إذا بنيت عليه الفعل مبتدأ يجوز فيه ما يجوز إذا قلت زيد‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لقيتهُ وان حملته على الذى بنى على الفعل اختير فيه النصب كما اختير فيما قبله وجاز فيه ما جاز‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫فى الذى قبله وذلك قولك عمرو لقيته وزيد كلمته إن حملت الكالم على األول | وان حملته على‬ ‫اآلخر قلت عمرو لقيته وزيدً كلمته | ومثل ذلك قولك زيد لقيت أباه وعمر مررت به إن حملته على‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫األب وان حملته على األول رفعت | والدليل على أن الرفع والنصب جائز كالهما أنك تقول زيد‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫لقيت أباه وعمر إن أردت َّك لقيت عمر واألب | وان عمت أنك لقيت أبا عمرو ولم تْلقهُ رفعت |‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ز َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ومثل ذلك زيد لقيتهُ وعمرو إن شئت رفعت وان شئت قلت زيد لقيتهُ وعمر | وتقول أيضً زيد ألقاه‬ ‫ا ٌ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ٌ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ِْ‬ ‫وعمر وعمر و | فهذا ُقوى أنك بالخيار فى الوجهَين‬ ‫ّ‬ ‫ي َ َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫____________________‬ ‫(0/09)‬
  • 40. ‫| وتقول زيد ضربنى وعمر و مررت به إن حملتَه على زيد فهو مرفو ٌ ألنه مبتدأ والفعل مبنى عليه‬ ‫ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫ع ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫وان حملتَه على المنصوب قلت زيد ضربنى وعمر مررت به ألن هذا اإلضمار بمنزلة الهاء فى‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ضربته | فإن قلت ضربنى زيد وعمر مررت به فالوجهُ النصب ألن زيدا ليس َّ عليه الفعل مبتدأ‬ ‫ُ‬ ‫مبنيا‬ ‫ُ ّ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫وانما هو ههنا بمنزل التاء فى ضربتُه وذكرت المفعول الذى يجوز فيه النصب فى االبتداء فحملتَه‬ ‫على مثل ما حملت عليه ما قبله وكان الوجه إذ كان ذلك يكون فيه فى االبتداء | واذا قلت مررت‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بزيد وعمر مررت به نصبت وكان الوجه ألنك بدأت بالفعل ولم تَبتدئ اسما تَبنيه عليه ولكنك قلت‬ ‫ّ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫فعلت ثم بنيت عليه المفعول وان كان الفعل ال يصل إليه َّ بحرف اإلضافة فكأَنك قلت مررت زيدا‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫إال‬ ‫ُ َ ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫| ول ال أنه كذلك ما كان وجهُ الكالم زيدا مررت به وقمت وعمر مررت به | ونحو ذلك قولك خشنت‬ ‫َ ّْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫و ّ‬ ‫ْ ََ ِ‬ ‫بصد ه فالصدر فى موضع نصب وقد عملت الباء | ومثله ^ ( قل كفى باهلل شهيدا بينِى وبينكم ) ^‬ ‫َ َِ‬ ‫ٍ‬ ‫ََْ ُ ْ‬ ‫َ ِ ً َْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ُ نصب وفى معنى النصب | وهذا‬ ‫َ َِ ْ‬ ‫َّ ّ‬ ‫إنما هى كفى اهللُ ولكنك لما أَدخلت الباء عملَت والموضع موضع‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫قول الخليل رحمه اهلل‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/29)‬ ‫ُ ِ‬ ‫| واذا قلت عبد اهلل مررت به َجريت االسم بعده مج اه بعد زيد لقيتهُ ألن مررت بعبد اهلل ي ى‬ ‫ُجر‬ ‫َ ُ ر َ َْ ٌ‬ ‫ُ أ َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫مج َى لقيت عبد اهلل | وتقول هذا ضارب عبد اهلل وزيدً يمر به إن حملتَه على المنصوب فإن حملته‬ ‫ا َ ُ ُّ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ ْر‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫على المبتدإ وهو هذا رفعت | فإن أَلقيت النون وأنت تُريد معناها فهو بتلك المنزلة وذلك قولك هذا‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫و ّ‬ ‫ً َ ِْ‬ ‫ا‬ ‫ُ ٍ ا‬ ‫ضارب زيد غدً وعمر سيضربهُ ول ال أنه كذلك لما قلت أَزيدً أنت ضارُه وما زيدا أنا ضاربهُ | فهذا‬ ‫ب‬ ‫نحو مررت بزيد ألنَ معناه منوناً وغير منون سواء كما َّك إذا قلت مررت بزيد فكأَنك قلت مررت‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫أن‬ ‫ٌ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ًّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫زيدا | وتقول ضربت زيدا وعمر أنا ضاربه يختار هذا كما يختار فى االستفهام | ومما يختار فيه‬ ‫ّ ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ ُ ُ ُ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ل ُ‬ ‫ر ِْ‬ ‫النصب قول الرجل من أَيت وأَّهم أيت فتقول زيدا أيتُه تُنزله منزلة قولك كّمت عمر وزيدً لقيتُه |‬ ‫ا‬ ‫َ ْ ر َ َي ر َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫أال ى أن الرجل يقول منَ أيت فتقول زيدا على كالمه فيصير هذا بمنزلة قولك أيت زيدا وعمر‬ ‫ا‬ ‫ر ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ ً‬ ‫َْ ْ ر َ‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫تر‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ى على الفعل كما ى اآلخر على األول بالواو | ومثل ذلك قولك أ أيت زيدا فتقول ال ولكن‬ ‫ر َ‬ ‫يجر‬ ‫يجر‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ر أي ر‬ ‫ر َ ِ‬ ‫عمر مررت به | أالَ ى أنه لو قال ال ولكن عمر لَج ى على أ أيت | فإن قال من أيتَه و ُّهم أيتَه‬ ‫ً َر‬ ‫ا‬ ‫تر ّ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫فأجبَتَه قلت زيد أيتُه إ ّ فى قول من قال زيدا أيتُه فى االبتداء ألن هذا كقولك ُّهم منطلق ومن‬ ‫ٌ َْ‬ ‫أي‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫َ ٌ ر ال‬ ‫َ ْْ‬ ‫ا‬ ‫ْ ا‬ ‫َ ِ‬ ‫رسول ؟ فيقول فالن | وان قال أعبد اهلل مررت به أم زيدً قلت زيدً مررت به كما فعلت ذلك فى‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ْ ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫األول | فإن قلت ال بل زيدا فانصب أيضا كما تقول زيدا إذا قال من أيت ؟ ألن مررت به تفسي هُ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫لقيتُه ونحوها‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬
  • 41. ‫(0/39)‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫أي‬ ‫ُ ّ‬ ‫َُِْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ْ ِ‬ ‫فإنما تَحمل االسم على ما يحمل السائل كأنهم قالوا َّهم أَتَيت ؟ فقلت زيدً | ولو قلت مررت بعمرو‬ ‫َ ا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ّ ٌِ‬ ‫وزيدا لكان عربيا فكيف هذا ؟ ألنه فعل والمجرور فى موضع مفعول منصوب ومعناه أتيت ونحوها‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫تحمل االسم إذا كان العامل األول فعال وكان المجرور فى موضع المنصوب على فعل ال ينقض‬ ‫ُ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫المعنى | كما قال جرير % ( جئ ِى بِمثل بنى بدر لقومهِم % أو مثل أُس ة منظور بن سَّار ) % |‬ ‫َي ِ‬ ‫َ ْ ِ َْ ٍ‬ ‫ر‬ ‫ٍَْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ْن‬ ‫ا ّ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫اَ‬ ‫َ ٍْ َْ ً‬ ‫ومثله قول العجاج % ( يذهبن فى نجد وغور غائر % ) % كأنه قال ويسلكن غور غائر ألن معنى‬ ‫ا‬ ‫َ ْ َْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ْ ِ َ ال َ ُ ال‬ ‫يذهبن فيه يسلكن | ال يجوز أن تُضمر فع ً ال يصل إ ّ بحرف جر ألن حرف الجر ال ُضمر‬ ‫ّ ي ْ َُ‬ ‫ُ و‬ ‫َ ْ َْ َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ى بيان ذلك | ولو جاز ذلك لقلت زيد تريد مر بزيد‬ ‫وستر‬ ‫____________________‬ ‫(0/49)‬ ‫| ومثل هذا ^ ( وحور عيناً ) ^ فى ق اء أُبى بن كعب | فإن قلت لقيت زيدا وأَماَّ عمرو فقد مررت‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِْ َ‬ ‫ر َ َّ‬ ‫ً ِ‬ ‫َُ ا‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫به ولقيت زيدا واذا عبد اهلل يضربهُ عمرو فالر ُ إ ّ فى قول من قال زيدً أيتهُ وزيدا مررت به ألن‬ ‫ُ‬ ‫ار‬ ‫ٌ فع ال‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ال َ ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫أَما واذا ُقطعُ بهما الكالم وهما من حروف االبتداء يصرفان الكالم إلى االبتداء إ ّ أن يدخل عليهما‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ تر‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َْ ِ و ُ ْ َ ُ‬ ‫ما ينصب ال يحمل بواحد منهما آخر على أول كما ُحمل بثُم والفاء أال ى أنهّم ءوا ! 2 < وأما‬ ‫قرُ‬ ‫ي ْ َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ ال ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ُ‬ ‫ثمود فهديناهم > 2 ! وقبله نصب وذلك ألنها تَصرف الكالم إلى االبتداء إ ّ أن يوقع بعدها فعل‬ ‫ٌ‬ ‫نحو أما زيدً فضربت | ولو قلت إن زيدً فيها أو إن فيها زيدا وعمرو أَدخلتُه أو دخلت به رفعته َّ‬ ‫َ إال‬ ‫َّ ا‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫فى قول من قال زيدً أدخلتُه وزيدً دخلتُه ألن إن ليس بفعل وانما هو مشب ٌ به | أال ى أنه ال‬ ‫تر ّ‬ ‫َّه‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫در‬ ‫ُ ّ‬ ‫ٌ و ّ َّ ُ‬ ‫يضمر فيه فاعل ال يؤخر فيه االسم وانما هو بمنزلة الفعل كما أن عشرين هما وثالثين رجال‬ ‫ُ ْ َُ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫بمنزلة ضاربين عبد اهلل وليس بفعل ال فاعل‬ ‫و‬ ‫____________________‬ ‫(0/59)‬ ‫َُ َ‬ ‫ِ‬ ‫| وكذلك ما أحسن عبد اهلل وزيد قد أيناه فإنما أجريته يعنى أحسن فى الموضع م َى الفعل في‬ ‫ُ جر‬ ‫ٌ ر‬ ‫َ َ‬ ‫ُّ ِ ّ‬ ‫رو‬ ‫ِو‬ ‫ِه ال تقديمه ال تأخي ه ال تصرفه وانما هو‬ ‫ِ‬ ‫عمله وليس كالفعل ولم يجئ على أمثلته ال على إضمار و‬ ‫و‬ ‫َ ْ‬
  • 42. ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫و‬ ‫َِ ََ َ‬ ‫بمنزلة لدن غدوةً وكم َ جال فقد عمالَ عمل الفعل وليسا بفعل ال فاعل | ومما ُختَار فيه النصب‬ ‫َ ُ ْ ُ ْ َ ْ رُ ً‬ ‫لنصب األول ويكون الحرف الذى بين األول واآلخر بمنزل الواو والفاء وثُم قولك لقيت القوم َّهم‬ ‫َ كل‬ ‫ُ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫حتَّى عبد اهلل لقيتُه وضربت القوم حتّى زيدً ضربت أباه وأتيت القوم أجمعين حتى زيدا مررت به‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ومررت بالقوم حتى زيدا مررت به | فحتّى تَج ِى مج ى الواو وثُم وليست بمنزلة أما ألنها َّما تكون‬ ‫ّ ّ إن‬ ‫ّ‬ ‫ْر َ ْر‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫على الكالم الذى قبلها ال تُبتَدأُ | وتقول أيت القوم حتّى عبد اهلل وتسكت فإنما معناه أنك قد أيت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر ُ‬ ‫و َْ‬ ‫عبد اهلل مع القوم كما كان أيت القوم وعبد اهلل على ذلك | وكذلك ضربت القوم حتّى زيدا أنا ضاربه‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِ‬ ‫| وتقول هذا ضارب القوم حتّى زيدا يضربه إذا أردت معنى التنوين فهى كالواو إ ّ أنك تَجر بها إذا‬ ‫ال ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ٍ ا‬ ‫َّ‬ ‫كانت غاي ً والمجرور مفعول كما أنك إذا قلت هذا ضارب زيد غدً تجر بكف التنوين | وهو مفعول‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫بمنزلته منصوبا منونا ما قبله | ولو قلت هلك القوم حتّى زيدا أَهلكتهُ أختِير النصب ُبنى على الفعل‬ ‫ُ لي َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ً ّ‬ ‫ِ‬ ‫كما ُنى ما قبله مرفوعا كان أو منصوبا كما فُعل ذلك بعد ما بنى على الفعل وهو مجرور‬ ‫ب‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/69)‬ ‫َّ‬ ‫ِ ْ‬ ‫| فإن قلت إنما هو لنصب اللفظ فال تنصب بعد مررت بزيد وانصب بعد إن فيها زيدا | وان كان‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫األول ألنه فى معنى الحديث مفعول فال ترفع بعد ع ِد اهلل إذا قلت عبد اهلل ضربتُه إذا كان بعده‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫َْ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ ّ‬ ‫وزيدً مررت به | وقد يحسن الجر فى هذا َّه وهو عربى | وذلك قولُك لقيت القوم حتَّى ع ِد اهلل‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫كل‬ ‫ُ ُ ُّ‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫ُ ٍ‬ ‫ِن‬ ‫لقيتهُ فإَّما جاء بلقيتهُ توكيدا بعد أن جعله غاية كما تقول مررت بزيد وعبد اهلل مررت به | قال‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫الشاعر وهو ابن مروان النحوى % ( أُْلقى َّحيفة كى ُخ َّف رحلهُ % و َّاد حتّى نعِه أَلقاها )‬ ‫َ ْل ِ َ َ‬ ‫الز َ‬ ‫َ الص ِ َ َ ْ ي َ ف َ َ ْ َ‬ ‫% | والر ُ جائز كما جاز فى الواو وثّم وذلك قولُك لقيت القوم حتّى عبد اهلل لقيتُه جعلت عبد اهلل‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فع ٌ‬ ‫ٌ َ ِ ٌّ َ ر ُ‬ ‫مبتدأ وجعلت لقيتُه مبنياً عليه كما جاز فى االبتداء كأنك قلت لقيت القوم حتّى زيد مْلقى وس ّ حت‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ً ِ‬ ‫القوم حتّى زيد َّح وهذا ال يكون فيه إ ّ الر ُ ألنك لم تَذكر فعال فإذا كان فى االبتداء زيد لقيتُه‬ ‫ْ ُْ‬ ‫ال فع ّ‬ ‫ٌ مسرٌ‬ ‫َ‬ ‫بمنزلة زيد منطلق جاز ههنا الرفع‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫____________________‬ ‫(0/79)‬ ‫( هذا باب ما يختار فيه النصب وليس قبله منصوب ُنى على الفعل وهو باب االستفهام ) | وذلك‬ ‫ُ‬ ‫ٌ ب َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ر ُ ْ ً ُ ًَ‬ ‫ا‬ ‫ُ و‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫أن من الحروف حروفً ال يذكر بعدها إ ّ الفعل ال يكون الذى َيليها غي هُ مظهَر أو مضمر | فمما‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫ُ ا ُْ َُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
  • 43. ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َّ‬ ‫طّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ال يليه الفعل إ ّ مظهر قد وسوف ولما ونحوهن | فإن اض ُر شاعر فقدم االسم وقد أوقع الفعل‬ ‫ا َ ْ َ ْ َ َ َّ‬ ‫ً‬ ‫ُ ال‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫على شئ من سببه لم يكن حد اإلع اب َّ النصب وذلك نحو لم زيدا أَضربهُ إذا اض ُر شاعر فقدم‬ ‫ٌ َّ‬ ‫طّ‬ ‫ِْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُّ ِ ر إال َّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ٍ ّ ي ُ‬ ‫لم يكن إ ّ النصب فى زيد ليس غير لو كان فى شعر ألنه ُضمر الفعل إذا كان ليس مما يليه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫االسم كما فعلوا ذلك فى مواضع ست اها إن شاء اهلل | وأما ما يجوز فيه الفعل مضمر ومظهر مقدما‬ ‫ا ّ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫َ و‬ ‫ا‬ ‫ومؤخر ال يستقيم أن يبتَدأ بعده األسماء فه َّ ال ولَوما وأَ ّ | لو قلت ه َّ‬ ‫َال زيدً ضربت ول ال زيدً‬ ‫َال ولو ْ َ ال‬ ‫ُْ َ‬ ‫َّ ا و‬ ‫ْ‬ ‫ضربت وأ ّ زيدا قتلت جاز | ولو قلت أ ّ زيدا وهال زيدا على إضمار الفعل ال تذك ه جاز | وانما‬ ‫ّ‬ ‫و ُر‬ ‫َ ال‬ ‫َ ال ً َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫جاز ذلك ألن فيه معنى التحضيض واألمر فجاز فيه مما يجوز فى ذلك | ولو قلت سوف زيدا‬ ‫َ َْ َ‬ ‫ُ َِ ْ‬ ‫أضرب لم يحسن أو قد زيدا لقيت لم يحسن ألنها إنما وضعت لألفعال إ ّ أنه جاز فى تلك األحرف‬ ‫ال ّ‬ ‫ُْ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬ ‫التأْخير واإلضمار لما ذكرت لك من التحضيض واألمر | وحروف االستفهام كذلك ال يليها إال الفعل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫إ ّ أنهم قد توسعوا فيها‬ ‫ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/89)‬ ‫فابتدءوا بعدها األسماء واألصل غير ذلك أال ى أنهم يقولون هل زيد منطلق وهل زيد فى الدار‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َْ ٌ‬ ‫تر ّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ّ ّ‬ ‫بَ‬ ‫ٌ‬ ‫ًر َ‬ ‫ٌ ٌِ ِ‬ ‫وكيف زيد آخذ | فإن قلت هل زيدا أيت وهل زيد ذهب قَُح ولم يجز إ ّ فى الشعر ألنه لما اجتمع‬ ‫ُ ْ ال‬ ‫َْ‬ ‫َ ال‬ ‫َ‬ ‫ٌ ّ‬ ‫ط َّ‬ ‫ِ‬ ‫االسم والفعل حملوه على األصل فإن اض ُر شاعر فقدم االسم نصب كما كنت فاع ً ذلك بقد‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ونحوها | وهو فى هذه أحسن ألنهُ يبتدأُ بعدها األسماء | وانما فعلوا ذلك باالستفهام ألنه كاألمر فى‬ ‫ُ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫تر َّ‬ ‫ط ِ ً َ ْ ْ ِ َّ‬ ‫أَنه غير واجب وأنه يريد به من المخا ّب أمر لم يسَتقر عند السائل | أال ى أن جوابه جزم فلهذ‬ ‫ا‬ ‫ٍ‬ ‫ٌَْ‬ ‫ّ ّْ‬ ‫ا اخ ِير النصب وك ِهوا تقديم االسم ألنها حروف َعت بما بعدها ما بعد حروف الج اء وجو ُها‬ ‫اب‬ ‫ز‬ ‫ٌ ضارَ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ رُ‬ ‫ْت‬ ‫ٍ‬ ‫كجوابه وقد يصير معنى حديثها إليه | وهى غير واجبه كالج اء فقبح تقديم االسم لهذا | أال ى أنك‬ ‫تر ّ‬ ‫ُ‬ ‫ز َُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫إذا قلت أَين عبد اهلل آته فكأَنك قلت حيثُما يكن آته | وأما األلف فتقديم االسم فيها قبل الفعل جائز‬ ‫َْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ‬ ‫كما جاز ذلك فى ه ّ وذلك ألنها حرف االستفهام الذى ال يزول عنه إلى غي ه وليس لالستفهام فى‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َال‬ ‫َ‬ ‫ُ ُِ‬ ‫ِ‬ ‫األصل غي ه | وانما تركوا األلف فى من ومتَى وهل ونحوهن حيث أَمنوا االلتباس | أال ى أنك‬ ‫تر ّ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ُر ّ‬ ‫َ ْ ُ ِ الن ِ َ ْ ٌ َّ ْ َات ِ ا‬ ‫تُدخلُها على من إذا تمت بصلتها كقول اهلل عز وجل ^ ( أَفَمن يْلقَى فى َّار خير أَمن ي ِى آمنً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ِْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يوم اْلقيامة ) ^ | وتقول‬ ‫َْ َ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/99)‬
  • 44. ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ َ ْ ِّ‬ ‫أَم هل فإنما هى بمنزلة قد ولكنهم تركوا األلف استغناء إذ كان هذا الكالم ال يقَ ُ إ ّ فى االستفهام |‬ ‫ع ال‬ ‫ِ‬ ‫وسوف ت اه إن شاء اهلل متبينا أيضً | فهى ههنا بمنزلة إن فى باب الج اء فجاز تقديم االسم فيها‬ ‫ز‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ّ‬ ‫وي‬ ‫ٍ‬ ‫ْ ََ‬ ‫ِ‬ ‫كما جاز فى قولك إن اهللُ أَمكننى من فالن فعلت كذا وكذا | ُختار فيها النصب ألنك تُضمر الفعل‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ِِْ‬ ‫فيها ألن الفعل أولى إذا اجتمع هو واالسم | وكذلك كنت فاعال فى إن ألنها ّما هى للفعل | وستر‬ ‫ّ إن‬ ‫ً‬ ‫ّ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫و ال ال َّ‬ ‫بيان ذلك إن شاء اهلل | فاأللف إذا كان معها فعل بمنزلة ل ال وه ّ إ ّ أنك إن شئت رفعت فيها |‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وهو فى األلف أمثل منه فى متَى ونحوها ألنه قد صار فيها مع أنك تَبتدئُ بعدها األسماء أنك تُقدم‬ ‫ُ‬ ‫ّ َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫االسم قبل الفعل والرفُع فيها على الجواز | ال يجوز ذلك فى ه ّ ول ال ألنه ال ُبتدأُ بعدهما األسماء‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫َ ال و ّ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫| وليس جواز الرفع فى األلف مثل جواز الرفع فى ضربت زيدا وعمر كلمتهُ ألنه ليس ها هنا حرف‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫هو بالفعل أولى وانما اختير هذا على الجواز وليكون معنى واحدا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/110)‬ ‫فهذا أقوى | والذى ُشبِههُ من حروف االستفهام األلف | واعلم أن حروف االستفهام كلَّها يقبح أن‬ ‫ُ‬ ‫يْ‬ ‫يصير بعدها االسم إذا كان الفعل بعد االسم لو قلت هل زيد قام وأين زيد ضربتَه لم يجز َّ فى‬ ‫إال‬ ‫َ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫الشعر فإذا جاء فى الشعر نصبتَه َّ األلف فإنه يجوز فيها الرفع والنصب ألن األلف قد ُبتدأ بعدها‬ ‫ي‬ ‫َ ِ‬ ‫إال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍْ ُ‬ ‫االسم | فإن جئت فى سائر حروف االستفهام باسم وبعد ذلك االسم اسم من فعل نحو ضارب جاز‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫فى الكالم ال يجوز فيه النصب إ ّ فى الشعر لو قلت هل زيد أنا ضاربه لكان َّدا فى الكالم ألن‬ ‫جي‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ضاربً اسم وان كان فى معنى الفعل | ويجوز النصب فى الشعر ( هذا باب ما ينصب فى األلف )‬ ‫ا ٌ‬ ‫تقول أَعبد اهلل ضربتَه وأزيدا مررت به وأعمر قتلت أخاه وأعمر اشتريت له ثوبا | ففى كل هذا قد‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ا َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُه كما فعلت ذلك فيما نصبتَه فى هذه األحرف فى غير‬ ‫َ‬ ‫أضمرت بين األلف واالسم فعال هذا تفسير‬ ‫َ‬ ‫االستفهام | قال جرير‬ ‫ٌ‬ ‫____________________‬ ‫(0/010)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫% ( أَثَعلَبةَ الفَوارس أم رياحاً % عدْلت ِهم طُهَيةَ والخشابا ) % | فإذا أوقعت عليه الفعل أو على‬ ‫َ َ ب ِ ْ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َِ‬ ‫َِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُه ههنا هو التفسير الذى فُ َّر فى االبتداء أنك تُضمر فعالً هذا تفسي هُ |‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫سَ‬ ‫ُ‬ ‫شئ من سببه نصبته وتفسير‬ ‫َ‬ ‫َّ أن النصب هو الذى يختار ههنا وهو حد الكالم | وأما االنتصاب ثَم وها هنا فمن وجه واحد |‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫إال ّ‬
  • 45. ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ِ َ َّ َ ٌ ِ ُ‬ ‫ومثل ذلك أَعبد اهلل كنت مثله ألن كنت فعل والمثل مضاف إليه وهو منصوب | ومثلُه أزيدا لست‬ ‫ً َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫مثلَه ألنه فعل فصار بمنزلة قولك أزيدً لقيت أخاه | وهو قول الخليل | ومثل ذلك ما أَد ِى أَزيدً‬ ‫ا‬ ‫ْر‬ ‫ُ‬ ‫ا َ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫مررت به أم عمر وما أُبالى أعبد اهلل لقيت أخاه أم عمر ألنه حرف االستفهام وهى تلك األلف التى‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ال فع َّ‬ ‫فى قولك أزيدا لقيتَه أم عمر | وتقول أعبد اهلل ضرب أخوه زيدا ال يكون إ ّ الر ُ ألن الذى من سبب‬ ‫ً‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ع ِ‬ ‫ع ِد اهلل مرفو ٌ فاعل والذى ليس من سببه مفعول فيرتفع إذا ارتَفع الذى من سببه كما ينتَصب إذا‬ ‫ب‬ ‫ٌ َ‬ ‫انتصب ويكون المضمر ما يرف ُ كما‬ ‫َ ْ َع‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/210)‬ ‫َِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َْ ِ ِ ُ ِ َ‬ ‫أضمرت فى األول ما ينصب فإنما جعل هذا المظهَر بيان ما هو مثلُه | فإن جعلت زيدا الفاعل قلت‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫أعبد اهلل ضرب أخاه زيد | وتقول َعبد اهلل ضرب أخوه غالمه إذا جعلت الغالم فى موضع زيد حين‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫قلت أعبد اهلل ضرب أخوه زيدا فيصير هذا تفسير لشئ رفَع عبد اهلل ألنه يكون موقعا الفعل بما يكون‬ ‫ّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫من سببه كما يوقعه بما ليس من سببه كأنه قال فى التمثيل وان كان ال ي َّم به أَعبد اهلل أَهان‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُتكل ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُِ‬ ‫غالمه أو عاقب غالمه أو صار فى هذه الحال عند السائل وان لم يكن ثُم َّر | وان جعلت الغالم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فس‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا ٍ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ً‬ ‫ٍ‬ ‫فى موضع زيد حين رفعت زيدا نصبت فقلت أعبد اهلل ضرب أخاه غالمه كأنه جعله تفسير لفعل‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُِ‬ ‫غالمهُ أوقعهُ عليه ألنه قد يوقع الفعل عليه ما هو من سببه كما يوقعه هو على ما هو من سببه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ى أعبد اهلل هو ضرب زيدا وأعبد‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫وذلك قولك أعبد اهلل ضرب أباه وأعبد اهلل ضربهُ أبوه ى مجر‬ ‫فجر‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اهلل ضربه زيد كأنه فى التمثيل تفسير لقوله أعبد اهلل أهان أباهُ غالمه وأعبد اهلل ضرب أخاه غالمه‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ََ‬ ‫ٍ و‬ ‫ْ َّ‬ ‫ّ َ َ ْ َّ‬ ‫ال عليك أقدمت األخ أم أخرتَه أم قدمت الغالم أم أخرته أيهما ما جعلتَه كزيد مفع ال فاألول ر ٌ |‬ ‫ّ فع‬ ‫ْ ّ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫آلس ْ َ ُ ِ َ‬ ‫وان جعلتَه كزيد فاعال فاألول نصب | وتقول َّوط ضرب به زيد وهو كقولك آلسوط ضربت به |‬ ‫ّ َ ُ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ً ُّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ َِ‬ ‫وكذلك آلخوان أُكل اللحم عليه وكذلك أزيدا سميت به أو سمى به‬ ‫____________________‬ ‫(0/310)‬ ‫ِ‬ ‫عمرو ألن هذا فى موضع نصب وانما تعتَب ه أنك لو قلت آّسوطَ ضربت فكان هذا كالمً أو آلخوان‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ل ّْ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ٌ ّ‬ ‫أُكْلت لم يكن َّ نصبا كما أنك لو قلت أزيدا مررت فكان كالما لم يكن َّ نصبا | فمن ثُّم جعل هذا‬ ‫َّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫إال‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫إال‬ ‫ِ َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫الفعل الذى ال يظهر تفسي ه تفسير ما ينصب | فاعتَِر ما أشكل عليك من هذا بذا | فإن قلت أزيد‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ََْ‬ ‫بْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُر‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
  • 46. ‫َِ‬ ‫ذهب به أو أزيد انطلق به لم يكن إ ّ رفعا ألنك لو لم تقل به فكان كالماً لم يكن إال رفعا كما قلت‬ ‫ال ً‬ ‫أزيد ذهب أخوه ألنك لو قلت أزيد ذهب لم يكن إال رفعا | وتقول أزيدً ضربت أخاه ألنك لو ألقيت‬ ‫َ‬ ‫ا َ َ‬ ‫ْ َّ ٍ‬ ‫األخ قلت أزيدً ضربت | فاعت ِر هذا بهذا ثم اجعل كل واحد جئت به تفسير ما هو مثلُه | واليوم‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بْ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫والظروف بمنزلة زيد وعبد اهلل إذا لم يكن ظروفا | وذلك قولك أَيوم الجمعة ي ِق فيه عبد اهلل كقولك‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ ُ ُ َ ِ َنطل ُ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ُ‬ ‫أعمر َّم فيه عبد اهلل وأيوم الجمعة ينطلَق فيه كقولك أزيد ُذهب به | وتقول أَأَنت عبد اهلل ضربتَه‬ ‫ُ‬ ‫ٌ يْ َ ُ‬ ‫ُْ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً تكل َ‬ ‫ا‬ ‫تُجريه ها هنا م ى أنا زيد ضربتُه ألن الذى َيِلى حرف االستفهام أَنت ثم ابتدأت هذا وليس قبله‬ ‫َ‬ ‫َْ ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ جر‬ ‫ِْ‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ٍ و‬ ‫حرف استفهام الشيء هو بالفعل وتقديمه أَولى | إ ّ أنك إن شئت نصبتَه كما ننصب زيدً ضربتُه‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُِ‬ ‫َ ُ َّ‬ ‫ِ‬ ‫فهو عربى جيد وأم هُ ها هنا على قولك زيد ضربتهُ | فإن قلت أكل يوم زيدا تَضربه فهو نصب‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌّ َ ّ ٌ ر‬ ‫ْ ُِ‬ ‫كقولك أزيدا تَضربه‬ ‫____________________‬ ‫(0/410)‬ ‫َُ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ ِ‬ ‫َّ‬ ‫كل يوم ألن الظرف ال يفصل فى قولك ما اليوم زيد ذاهباً وان اليوم عمر منطلق فال يحجز ها هنا‬ ‫ا‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫كما ال يحجز ثَمةََ | وتقول أعبد اهلل أخوه تَضربه كما تقول أَأَنت زيد ضربتَه ألن االسم ها هنا‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُ َّ َ‬ ‫بمنزلة مبتدٍإ ليس قبله شئ | وان نصبته على قولك زيدا تضربه قلت أزيدا أخاه تضرُه ألنك نصبت‬ ‫ب‬ ‫ً‬ ‫ا َّ‬ ‫ِ‬ ‫الذى من سببه بفعل هذا تفسي ه | ومن قال زيدا ضربته قال أزيدً أخاه تضربه فإنما نصب زيدً ألن‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ألف االستفهام وقعت عليه والذى من سببه منصوب | وقد يجوز الرفع فى أعبد اهلل مررت به على‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ما ذكرت لك وأعبد اهلل ضربت أخاه | وأما قولك أزيدا مررت به فبمنزلة قولك أزيدا ضربتَهُ | والرفع‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فى هذا أقوى منه فى أعبد اهلل ضربتَه وهو أيضً قد يجوز إذا جاز هذا كما كان ذلك فيما قبله من‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫االبتداء وما جاء بعد ما ُنى على الفعل | وذلك أنه ابتدأَ عبد اهلل وجعل الفعل فى موضع‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ب‬ ‫____________________‬ ‫(0/510)‬ ‫المبنى عليه فكأَنه قال أعبد اهلل أخوك | فمن عم أنه إذا قال أزيدا مررت به إنما ينصبه بهذا الفعل‬ ‫ً‬ ‫ز ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً َخر‬ ‫ا‬ ‫ُ ا‬ ‫ِ‬ ‫َ َّ ر ّ‬ ‫فهو ينبغى له أن يج ه ألنه ال يصل إال بحرف إضافة | واذا أعملت العرب شيئً مضمر لم ي ج‬ ‫َ‬ ‫َّ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عن عمله مظهر فى الجر والنصب والرفع تقول وبلد تريد ورب بلد | وتقول زيدا تريد عليك زيدا |‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وتقول الهالل تريد هذا الهالل ُّه يعمل عملَه مظهر | ومما يقبح بعده ابتداء األسماء ويكون االسم‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫فكل َ‬ ‫ُ‬
  • 47. ‫بعده إذا أوقعت الفعل على شئ من سببه نصباً فى القياس إذا وحيث | تقول إذا عبد اهلل تلقاه فأكرمه‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/610)‬ ‫ز‬ ‫ِ‬ ‫وحيث زيدا تجدهُ فأَكرمه ألنهما يكونان فى معنى حروف المجا اة | ويقبح إن ابتدأت االسم بعدهما‬ ‫ْ ّ‬ ‫إذا كان بعده الفعل | لو قلت اجلس حيث زيد جلس واذا زيد يجلس كان أقبح من قولك إذا جلس زيد‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ ََ َ‬ ‫ْ‬ ‫واذا يجلس وحيث يجلس وحيث جلس | والرفع بعدهما جائز ألنك قد تَبتدئ بعدهما فتقول اجلس‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ آخر يحسن ابتداء االسم بعدها فيه |‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ وِ‬ ‫حيث عبد اهلل جالس واجلس إذا عبد اهلل جلس | إلذا موضع‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫تقول نظرت فإذا زيد يضربه عمر و ألنك لو قلت نظرت فإذا زيد يذهب لَحسن | وأَما ِإذ فيحسن‬ ‫َّ ْ َ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌَ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ابتداء االسم بعدها | تقول جئت إذ عبد اهلل قائم وجئت إذ عبد اهلل يقوم إ ّ أنها فى فَعل قبيحة نحو‬ ‫ََ‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫قولك جئت إذ عبد اهلل قام | ولكن إذ إنما يقع فى الكالم الواجب فاجتمع فيها هذا وأنك تبتدئ االسم‬ ‫َ‬ ‫ّ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ِر ب‬ ‫بعدها فحسن الر ُ | ومما ينتصب أولُه ألن آخ ه ملت ِس باألول قوله أزيدا ضربت عمر وأخاه وازيدً‬ ‫ّ‬ ‫فع‬ ‫ِ‬ ‫ضربت رج ً يحبه وأزيدا ضربت جاريتين يحبهما فإنما نصبت األول ألن اآلخر ملتبِس به إذ كانت‬ ‫ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫صفتُه ملتبسة به | واذا أردت أن تَعلم التباسه به فأَدخْله فى الباب الذى تقدم فيه الصفَة فما حسن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َّ‬ ‫تقديم صفته فهو ملتبس باألول وما ال يحسن فليس ملتبسا به | أال ى ، أنك تقول مررت برجل‬ ‫تر‬ ‫ُ‬ ‫ٍ ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ ّ‬ ‫منطلقة جاريتان ّهما ومررت برجل منطلق زيد وأخوه ألنك لما أشركت‬ ‫يحب‬ ‫____________________‬ ‫(0/710)‬ ‫بينهما فى الفعل صار زيد ملتبسا باألخ فالتَبس برجل ولو قلت أزيدا ضربت عمر وضربت أخاه لم‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫تر ّ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫َّ‬ ‫يكن كالما ألن عمر ليس فيه من سبب األول شئ ال ملتبسا به | أال ى أنك لو قلت مررت برجل‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫قائم عمر و وقائم أخوه لم يجز ألن أحدهما ملتبس باألول واآلخر ليس ملتبسا ( هذا باب ما ج َى‬ ‫َر‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ر َ جر‬ ‫َجر‬ ‫َ َ جر‬ ‫ِ‬ ‫فى االستفهام من أَسماء الفاعلين والمفعولين م َى الفعل كما ي ى فى غي ه م ى الفعل ) | وذلك‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ٌِ‬ ‫قولك أزيدا أنت ضاربه وأزيدا أنت ضارب له وأعمر أنت مكرم أخاه وأزيدا أنت نازل عليه | كأَنك‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ّ َجر َ ر َ ْ َ ُ‬ ‫ُ ٌِْ‬ ‫قلت أنت ضارب وأنت مكرم وأنت نازل كما كان ذلك فى الفعل ألنه ي ى مج اه ويعمل فى المعرفة‬ ‫ٌ‬ ‫َّها والنك ة مقدما ومؤخر ومظهَر ومضمر‬ ‫ْ ا‬ ‫َّ ا ْ ا‬ ‫ِ َّ‬ ‫ر‬ ‫كل‬ ‫____________________‬
  • 48. ‫(0/810)‬ ‫| وكذلك آلدار أنت نازل فيها | وتقول أعمر أنت واجد عليه وأخالدا أنت عالم به وأزيدا أنت اغب‬ ‫ر ٌ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َِ‬ ‫فيه ألنك لو ألقيت عليه وبه وفيه مما هاهنا لتعتبر لم يكن ليكون إ ّ مما ينتصب كأَنه قال أعبد اهلل‬ ‫ال‬ ‫َّ‬ ‫أنت غب فيه وأعبد اهلل أنت تعلَم به وأعبد اهلل أنت تجد عليه فإنما استفهمتَه عن علمه به غب ِه‬ ‫ورْ َت‬ ‫ِ‬ ‫ُِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ترَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ ُ‬ ‫فيه فى حال مسألتك | ولو قال آلدار أنت نازل فيها فجعل نا ال اسما رفَع كأنه قال آلدار أنت رجل‬ ‫َ َ زً ً‬ ‫فيها | ولو قال ازيد أنت ضاربةُ فجعله بمنزلة قولك أَزيد أنت أخوه جاز | ومثل ذلك فى النصب‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫أزيدا أنت محبوس عليه وأزيدً أنت مكابر عليه وان لم يرد به الفعل وأ اد به وجه االسم رفَع | وكذلك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ر‬ ‫ُ ٌَ‬ ‫ا‬ ‫ٌ‬ ‫َ ُِ‬ ‫ٍ‬ ‫ى فاعل من أسماء الفاعلين فواعل‬ ‫ٌ ُ ُ َُ ُِ ُ َ َُ‬ ‫ُ هذا فمفعول مثل يفعل وفاعل مثل يفعل | ومما ي ى مجر‬ ‫ّ ُجر َ‬ ‫جميع‬ ‫ِ ٍ‬ ‫جر ِ ٍ‬ ‫أَجروه م ى فاعلَة حيث كانوا جمعوه َّروه عليه كما فعلوا ذلك بفاعلين وفاعالت | فمن ذلك‬ ‫وكس‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫قولهم هن حواج بيت اهلل | وقال أبو كبير ُّى % ( ممن حملن به وهن عواقد % حبك َّطاق‬ ‫ُ ُ َ الن ِ‬ ‫ّ َ ٌِ‬ ‫َّ ْ َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ الهذل‬ ‫ّ َ ٌّ َ‬ ‫بِ‬ ‫فعاش غير مهََّل ) %‬ ‫َ ََ ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/910)‬ ‫َ َِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫| وقال العجاج % ( أَوالفً مكةَ من ورق الحمى % ) % | وقد جعل بعضهم فُعا ً بمنزلة فوعل‬ ‫ّ ال‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ا َ ّ ْ ُْ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫َِ‬ ‫فقالوا قُطان مكة وسكان البلد الح ام ألنه ٌ كفواعل | وأجروا اسم الفاعل إذا أ ادوا أن يبالغوا فى‬ ‫ر‬ ‫جمع‬ ‫َ‬ ‫ّ ٌ ّ َ ُ ّ ٌ َ رَ‬ ‫ال ّ‬ ‫ر‬ ‫ٍ ّ‬ ‫األمر مج اه إذا كان على بناء فاعل ألنه يريد به ما أ اد بفاعل من إيقاع الفعل إ ّ أنه يريد أن‬ ‫ُ ر‬ ‫ٌِ‬ ‫يحدث عن المبالغة | فما هو األصل الذى عليه أكثُر هذا المعنى فعول وفعال ومفعال وفَعل | وقد‬ ‫َ ٌ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ َ‬ ‫ٍِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َ ٍ َ‬ ‫جاء فَعيل كرحيم وعليم وقدير وسميع وبصير يجوز فيهن ما جاز فى فاعل من التقديم والتأخير‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫َ ُ ر ِ‬ ‫واإلضمار واإلظهار | لو قلت هذا ضروب ءوس الرجال وسوق اإلبل على وضروب سوق اإلبل‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ا‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ا‬ ‫ٌ‬ ‫ا‬ ‫ِ ُ‬ ‫جاز كما تقول هذا ضارب زيد وعمر تُضمر وضارب عمر | ومما جاز فيه مقدما ومؤخر على نحو‬ ‫َّ ْ ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ما جاء فى فاعل قول ذى الرمة % ( هجوم عليها نفسه غير أَنه % متى يرم فى عينيه بالشبح‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ ٌ‬ ‫ُّ ّ‬ ‫َْ ِ‬ ‫ينهَض ) %‬ ‫____________________‬ ‫(0/100)‬
  • 49. ‫ِ‬ ‫َ َِ‬ ‫َّ ِ ْ َ َ ز َ يو ُ‬ ‫َ َّ ْ ِ إن‬ ‫ُ ٍْ‬ ‫| وقال أبو ذؤيب الهذلى % ( قلَى دينه وأهتاج للشوق ّها % علَى الشوق إخوان الع اء ه ج ) %‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫و ِ َ ِ َْ َ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ ْ ِ َّ ً‬ ‫| وقال القالُخ % ( أَخا الحرب لباسا إليها جاللها % وليس ب الّج الخوالف أَعقال ) % | وسمعنا من‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ رُ َ َّ ار َ‬ ‫يقول أما العسل فأنا ش ّاب | وقال % ( بكيت أخا الألواء ُحمد يومه % كريم ءوس الد ِعين‬ ‫ي ْ َُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َر ٌ‬ ‫ّ َََ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضروب ) % | وقال أبو طالب بن عبد المطلب % ( ضروب بنصل َّيف سوق سمانها % إذا‬ ‫َ ٌ َ ْ الس ْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عدموا ادً فإنك عاقر ) %‬ ‫َ ُ زا َّ ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/000)‬ ‫| وقد جاء فى فَعل وليس فى كثَ ة ذلك قال وهو عمرو بن أحمر % ( أو مسحل ش ِج عضادةَ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ ٌ َن ٌ َ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ ٌ ُّ‬ ‫ّ َِ ٌ َ َ‬ ‫سمحج % بس َاته ندب لها وكلوم ) % | وقال % ( إنه لمنحار بوائكها % ) % | وفعل أقل من‬ ‫َر َ َ ٌ‬ ‫َْ َ ٍ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫َ َ َِ‬ ‫فعيل بكثير | وأجروه حين بنوه للجمع كما أ ى فى الواحد ليكون كفواعل حين أ ى مثل فاعل من‬ ‫ُجر َ‬ ‫ُجر َ‬ ‫َ ٍ‬ ‫ذلك قول طرفة‬ ‫____________________‬ ‫(0/200)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫% ( ثم ادوا أنهم في قومهم % غفُر ذنبهُم غير فجر ) % | ومما جاء على فَعل قوله % ( حذر‬ ‫َ ٌ‬ ‫ُ ٌ َ ُ ُ ُْ‬ ‫ْ‬ ‫ز ّ ْ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ٌِ‬ ‫أُمور ال تُخاف وآمن % ما ليس منجيهُ من األقدار ) % | ومن هذا الباب قول رؤبة % ( ب أس‬ ‫ا‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫َ ّ ٍ ر َ ِ َّ‬ ‫دماغ ءوس العز % ) % | ومنه قول ساعدة بن جؤيةَ‬ ‫____________________‬ ‫(0/300)‬
  • 50. ‫ُ ًّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ ِر ً‬ ‫َ َ ٌ َْ ِ ٌ َ ِ ٌ‬ ‫% ( حتّى شآها كليل موهن ا عمل % باتت ط ابا وبات الليل لم ينِم ) % | وقال الكميت % ( شم‬ ‫ِ ِ ِّ ِ‬ ‫مهاوِن أبدان الجزور مخا % ميص العشيات ال خور ال قَزِم ) %‬ ‫ُ ٍ و َ‬ ‫َ‬ ‫َ ي َ َْ َ َُ ِ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/400)‬ ‫ِ‬ ‫| ومنه قَدير وعليم ورحيم ألنه يريد المبالغة فى الفعل | وليس هذا بمنزلة قولك حسن وجه األخ ألن‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ِ ْ ال‬ ‫هذا ال يقلَب ال يضمر وانما حده أن ُتكلم به األلف والالم أو نك ةً ال تع ِى به أنك أوقعت فع ً‬ ‫ر و ْن‬ ‫ي َّ‬ ‫َ ّ‬ ‫ُ ُ و‬ ‫ٍ‬ ‫سلف منك إلى أحد | ال يحسن أن تَفصل بينهما فَتقول هو كريم فيها حسب األب | ومما أ ى‬ ‫ُجر‬ ‫ََ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫و َْ ُُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ْ ِ‬ ‫جر ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫م ى الفعل من المصادر قول الشاعر % ( يمررون بالدهنا خفافاً عيابهم % ويخرجن من دارين‬ ‫َ ُْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُجر الحقائِب ) %‬ ‫َ ِ‬ ‫ب َْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/500)‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ِِ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َْ ً ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫% ( على حين أَْلهَى الناس جل أ ِهم % فندال زريق المال ندل الثَّعالب ) % | كأنه قال أندل |‬ ‫َ ُ ُّ ُمورْ‬ ‫وقال ّار األسدى % ( َعالق ً أُم الولََّد بعد ما % أفنان أْسك كالثَّغام المخِلس ) % | وقال % (‬ ‫ِ ُْ ِ‬ ‫َْ ُ ر ِ َ‬ ‫أ ة َّ يِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫المر‬ ‫ّ َِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫بضرب ُّوف ءوس قوٍم % أزلنا هامهن عن المقيل ) %‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ بالس رُ َ َ ْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/600)‬ ‫َ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫| وتقول أَعبد اهلل أنت رسول له ورسولُه ألنك ال تريد بفَعول ههنا ما تريد به فى ضروب ألنك ال‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ً‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫تريد أن تُوقع منه فعال عليه فإنما هو بمنزلة قولك أَعبد اهلل أنت عجوز له | وتقول أعبد اهلل أنت له‬ ‫ٍِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫ٍِْ‬ ‫عديل وأعبد اهلل أنت لَه جليس ألنك ال تريد به مبالغة فى فعل ولم تقل مجالس فيكون كفاعل فإنما‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ر َ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫َ ِ ٌ‬ ‫هذا اسم بمنزلة قولك أزيد أنت وصيف له أو غالم له | وكذلك آلبص ةُ أنت عليها أمير | فأما‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ِ ٌ َّ‬ ‫األصل األكثُر الذى ى ى الفعل من األسماء ففاعل | وِانما جاز فى التى بنيت للمبالغة َّها‬ ‫ألن‬ ‫جر مجر‬ ‫ُ‬ ‫بنِيت للفاعل من لفظه والمعنى واحد وليست باألبن ِة التى هى فى األصل أن تَج ِى ى الفعل‬ ‫ْ ر َ مجر‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َُ ْ‬
  • 51. ‫ٍ َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫يدّك على ذلك أنها قليلة | فإذا لم يكن فيها مبالغةُ الفعل فإنما هى بمنزلة غالم وعبد ألن االسم‬‫َل‬ ‫ِ َ يْ َ ُ ْ ٌ ِ‬ ‫ََ َ َْ َ ُ ِ ٌ‬ ‫على فعل يفعل فاعل وعلى فُعل ُفعل مفعول فإذا لم يكن واحد منهما ال الذى لمبالغة الفاعل لم‬ ‫و‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خر ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ ٍ‬ ‫يكن فيه إ ّ الر ُ | وتقول أكل يوم أنت فيه أمير ترفعه ألنه ليس بفاعل وقد ج كل من أن يكون‬ ‫ال فع‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ ٍ ُ َ ُ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ظرفا فصار بمنزلة عبد اهلل | أال ى أنك إذا قلت أكل يوم ينطلق فيه صار كقولك أزيد يذهب به |‬ ‫تر ّ‬ ‫ً‬ ‫ٌُ َ ُ‬ ‫َّ ٍ‬ ‫َ ِ‬ ‫َ َّ‬ ‫ولو جاز أن تَنصب كل يوم وأنت تريد باألمير االسم لقلت أعبد اهلل عليه ثوب ألَنك تقول أكل يوم‬ ‫ٌ‬ ‫َ ُ َ َْ‬ ‫لك‬ ‫____________________‬ ‫(0/700)‬ ‫ً ِ‬ ‫َّ‬ ‫ً ِ‬ ‫ثوب فيكون نصبا | فإن قلت أكل يوم لك فيه ثوب فنصبت وقد جعلته خارجاً من أن يكون ظرفا فإنه‬ ‫ُ‬ ‫ينبغى أن تنصب أعبد اهلل عليه ثوب | وهذا ال يكون ألن الظرف هنا لم ينصبه فعل إنما عليه‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َِ ُ ِ ُ‬ ‫ظرف للثوب وكذلك فيه هذا باب األفعال التى تُستعمل وتُلغى ) | فهى ظَنتْت وحسبت وخلت وأُريت‬ ‫َُ َ‬ ‫و أَيت عمت وما يتصرف من أفعالهن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ر ُ وز ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/800)‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫| فإذا جاءت مستعمل ً فهى بمنزلة أيت وضربت وأََعطيت فى اإلعمال والبناء على األول فى‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫َة‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ظ ُّ‬ ‫ٍّ‬ ‫الخبر واالستفهام وفي كل شئ | وذلك قولك أ ُن زيدا منطلقا وأظن عمر ذاهباً وزيدا أظن أخاك‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وعمر عمت أباك | وتقول زيد أظنه ذاهبا | ومن قال عبد اهلل ضربتُه نصب فقال عبد اهلل أظنه‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ ّ‬ ‫از ُ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ا ّ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫ذاهبا | وتقول أظن عمر منطلقا وبكر أظنه خارجا كما قلت ضربت زيدا وعمر كلّمتهُ وان شئت‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫رفعت على الرفع فى هذا | فإن ألغيت قلت عبد اهلل أظن ذاهب وهذا إخال أخوك وفيها أ َى أبوك |‬ ‫ُر‬ ‫َ‬ ‫َّما أردت اإللغاء فالتأخير أقوى | وكل عربى جيد | وقال َّعين يهجو َّاج‬ ‫العج‬ ‫الل‬ ‫ٌّ ّ‬ ‫ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ِ‬ ‫وكل‬ ‫____________________‬ ‫(0/900)‬
  • 52. ‫% ( أَ ِاأل اجيز يا ابن ُّؤِم توعدَني % وفى األ اجيز خْلت ُّؤم والخور ) % | أنشدناه يونس‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ الل ْ ُ َ َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ُُِ‬ ‫َ الل ْ‬ ‫ب ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫مرفوعا عنهم | وانما كان التأخير أقوى ألنه إنما يجئ بالشك بعدما يمضى كالمه على اليقين أو بعد‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ يِْ ُ‬ ‫ما يبتدء وهو يريد اليقين ثم ُدركه الشك كما تقول عبد اهلل صاحب ذاك بلغنى وكما قال ممن يقول‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ذاك تَ ِى فأَخر ما لم يعمل فى أول كالمه | واَّما جعل ذلك فيما بلغه بعد ما مضى كالمه على‬ ‫ن َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َْ‬ ‫در ّ َ‬ ‫َ ّ ْ َّ‬ ‫اليقين وفيما ي ى | فإذا ابتدأ كالمه على ما فى نيته من الشك أَعمل الفعل قدم أو أخر كما قال‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َدر‬ ‫زيدا أيت و أَيت زيدا | وكلَّما طال الكالم ضعف التأخير إذا أعملت وذلك قولك زيدا أخاك أظن‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫ًر ُ ر ُ‬ ‫َِ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ّ َّ‬ ‫فهذا ضعيف كما يضعف زيدً قائماً ضربت ألن الحد أن يكون الفعل مبتدً إذا عمل‬ ‫أ‬ ‫ُ ُ ا‬ ‫ً‬ ‫____________________‬ ‫(0/120)‬ ‫ُ ْ ُ ُ‬ ‫ِ زُ‬ ‫| ومما جاء فى الشعر معمال فى عمت قول أبى ذؤيب % ( فإن تَْعمينى كنت أَجهَل فيكم %‬ ‫ز ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ َ ِ‬ ‫ْ ُ ِ‬ ‫َْ‬ ‫ا‬ ‫َ َ َْ ً َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ َّ َ‬ ‫فإنى شريت الحلَم بعدك بالجهل ) % | وقال النابغة الجعدى % ( عددت قُشير إذ عددت فلم أُسأ‬ ‫% بذاك ولم أ ْعمك عن ذاك مع ِالَ ) % | وتقول أين تَُى عبد اهلل قائما وهل تَُى زيدً ذاهبا ألن‬ ‫َّ‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ ْز‬ ‫َز ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ُّ‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫هل وأين كأَّك لم تذكر‬ ‫هما ألن ما بعدهما ابتداء كأَنك قلت أَتَُى زيدً ذاهبا وأتَ ُن عمر منطلقا | فإن‬ ‫ا‬ ‫َن‬ ‫قلت أين وأنت تريد أن تجعلها بمنزلة فيها إذا استغنى بها االبتداء قلت أين ى زيد وأين تَُى زيدا‬ ‫ر‬ ‫تر ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/020)‬ ‫ِْ‬ ‫| واعلم أن قلت إنما وقعت فى الكالم العرب على أن يحكى بها وانما تَحكى بعد القول ما كان كالما‬ ‫ً‬ ‫ُْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ ُ ّ‬ ‫ال قول نحو قلت زيد منطلق ألنه يحسن أن تقول زيد منطلق ال تدخل قلت | وما لم يكن هكذا‬ ‫ٌو‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫أسقط القول عنه | وتقول قال زيد إن عمر خير الناس | وتصديق ذلك قوله جل ثناؤه ! 2 < واذ‬ ‫ا ُ‬‫ً‬ ‫ٌ ّ‬ ‫قالت المالئكة يا مريم إن اهلل اصطفاك > 2 ! ول ال ذلك لقال أَن اهلل | وكذلك جميع ما تصرف من‬ ‫َّ َ‬ ‫ّ‬ ‫و‬ ‫َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ظ ُّ‬ ‫فعله إ ّ تَقول فى االستفهام شبهوها بتَ ُن ولم يجعلوها كيظن وأظن في االستفهام ألنه ال يكاد‬ ‫ّ‬ ‫ال ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ ِ ُ ْ‬ ‫َّ ر و ُ َ‬ ‫يستفهَم المخاطب عن ظن غي ه ال يستفهم هو إ ّ عن ظنه فإنما جعلت كتَظن كما أن ما كليس فى‬ ‫ال‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لغة أهل الحجاز ما دامت فى معناها واذا تَغيرت عن ذلك أو قُدم الخبر رجعت إلى القياس وصارت‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُّغات فيها كلغة تميم | ولم تُجعل قلت كظننت ألنها إنما أصلُها عندهم أن يكون ما بعدها محكي ا‬ ‫ٌّ‬ ‫ُ َّ ّ‬ ‫َْْ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫الل ُ‬
  • 53. ‫فلم تُدخل فى باب ظننت بأكثر من هذا كما أن ما لم تَقو قوةَ‬ ‫َْ ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/220)‬ ‫َّر لك إن شاء اهلل‬ ‫ليس ولم تقع فى كل مواضعها ألن أصلها عندهم أن يكون ما بعدها مبتدأ | وسأفس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ما يكون بمنزلة الحرف فى شيء ثم ال يكون معه على أكثر أحواله وقد بين بعضه فيما مضى |‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫وذلك قولك متى تقول زيدا منطلقا وأتقول عمر ذاهبا وأكل يوم تقول عمر منطلقا ال يفصل بها كما‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫لم يفصل بها فى أكل يوم زيدا تضربه | فإن قلت أََأَنت تقول زيد منطلق رفعت ألنه فُصل بينه‬ ‫ُْ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫وبين حرف االستفهام كما فصل فى قولك أَأَنت زيد مررت به فصارت بمنزلة أخواتها وصارت على‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ُ ِ َ‬ ‫األصل | قال الكميت % ( أَجهّاال تَقول بنى لُؤي % لعمر أَبيك أم متَجاهلينا ) %‬ ‫ََ ُْ‬ ‫َ ٍّ‬ ‫ُ ً‬ ‫____________________‬ ‫(0/320)‬ ‫ِ ٍَ‬ ‫| وقال عمر بن أبى ربيعة % ( أما الرحيل فدون بعد غد % فمتى تقول الدار تَجمعنا ) % | وان‬ ‫ّ َّ ُ‬ ‫ُ َ َُْ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ُ َُ‬ ‫شئت رفعت بما نصبت فجعلته حكاية | عم أبو الخ ّاب وسألتُه عنه غير ّة أن ناسا من العرب‬ ‫مر ّ‬ ‫ط‬ ‫وز‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يوثَق بعربيتهم وهم بنو سلَيٍم يجعلون باب قلت أجمع مثل ظننت | واعلم أن المصدر قد يْلغى كما‬ ‫َُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ََْ َ‬ ‫ُْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ ِ ٌ َّ‬ ‫َّ ٌ َّ‬ ‫ٌ ُّ‬ ‫يْلغى الفعل وذلك قولُك متى زيد ظَنك ذاهب وزيد ظنى أخوك وزيد ذاهب ظنى | فإن ابتدأت فقلت‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ُ َ ُّ ٌ‬ ‫ظنى زيد ذاهب | كان قبيحا ال يجوز البتّة كما ضعف أَظُن زيد ذاهب | وهو فى متى وأين َحسن‬ ‫أ ُ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َُّ‬ ‫إذا قلت متى ظنك زيد ذاهب ومتى تَظن عمرو منطلق ألن قبله كالماً | وانما ضعف هذا فى‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫االبتداء كما يضعف غير شك زيد ذاهب َّ عمرو منطلق‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ وحقا‬ ‫َ ْ ُ ُ َ ٍّ ٌ‬ ‫____________________‬ ‫(0/420)‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ا ً‬ ‫ُّ‬ ‫| وان شئت قلت متى ظنك زيدً أمير كقولك متى ضربك عمر | وقد يجوز أن تقول عبد اهلل أظنه‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫منطلق تجعل هذه الهاء على ذاك كأَنك قلت زيد منطلق أظن ذاك ال تجعل الهاء لعبد اهلل ولكنك‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
  • 54. ‫َ َّ‬ ‫ِّ َ ُ‬ ‫ُّ ّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫تجعلُها ذاك المصدر كأَنه قال أظن ذاك الظن أو أظن ظنى | فإنما يضعف هذا إذا ألغيت ألن‬ ‫َ‬ ‫الظن يْلغى فى مواضع أَظن حتى يكون بد ً من اللفظ به ِهَ إظهار المصدر ههنا كما قبح أن‬ ‫َُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫فكر‬ ‫َ ال‬ ‫ِ ُّ‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫ى ذلك إن شاء اهلل َّنا | ولفظك بذاك أحسن من لفظك بظنى |‬ ‫ّ‬ ‫مبي‬ ‫يظهر ما انتصب عليه سقياً | وستر‬ ‫َْ‬ ‫ٌ ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫فإذا قلت زيد أظن ذاك عاقل كان أحسن من قولك زيد أظن ظنى عاقل ذاك أحسن ألنه ليس‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫تر َّ‬ ‫بمصدر وهو اسم مبهَم يقع على كل شئ | أال ى أنك لو قلت زيد ظنى منطلق لم يحسن ولم يجز‬ ‫ٌ َّ‬ ‫ٌ ُْ ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ًْ‬ ‫ُّ‬ ‫أن تضع ذاك موضع ظنى | وتَرك ذاك فى أظن إذا كان لَغوا أقوى منه إذا وقع على المصدر ألن‬ ‫ْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُك‬ ‫ِ َُ َ‬ ‫َّ‬ ‫ذاك إذا كان مصدر فإنك ال تجئ به ألن المصدر يقبح أن تجئ به ههنا فإذا قبح المصدر فمجيئ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫بذاك أقبح ألنه مصدر | واذا ألغيت فقلت عبد اهلل أظن منطلق فهذا أجمل من قولك أظنه | وأظن‬ ‫ُ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫بغير هاء أحسن لئال يلتبس باالسم وليكون أبين فى أنه ليس يعمل | فأما ظننت أنه منطلق فاستُغنى‬ ‫ََْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ ُّ أّ‬ ‫َّ‬ ‫بخبر أن تقول أظن ّنه فاعل كذا‬ ‫ٌ‬ ‫____________________‬ ‫(0/520)‬ ‫وكذا فتستغنى | وانما ُقتصر على هذا إذا عِلم أنه مستغ ن بخبر أن | وقد يجوز أن تقول ظننت‬ ‫ُ‬ ‫ّ َِ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫َُ‬ ‫ّ يْ َ ُ‬ ‫زيدا إذا قال من تظن أى من تَتهم ؟ فتقول ظننت زيدا كأَنه قال أتَّهَمت زيدا | وعلى هذا قيل ظنين‬ ‫َ ٌ‬ ‫ََ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ ً‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫ِْ‬ ‫ِ ُ ِ‬ ‫أى متَّهَم | ولم يجعلوا ذاك فى حسبت وخْلت وأ َى ألن من كالمهم أن يدخلوا المعنى فى الشئ ال‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُر ّ‬ ‫َ‬ ‫ََْ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫يدخل فى مثله | وسألتُه عن ُّهم ِلم لم يقولوا أَّهم مررت به ؟ فقال ألن أَّهم هو حرف االستفهام ال‬ ‫َي‬ ‫َ‬ ‫َي‬ ‫أي َ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫تر ّ َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َِ ِ‬ ‫تَدخل عليه األلف وِانما تُركت األلف استغناء فصارت بمنزلة االبتداء | أال ى أن حد الكالم أن‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ َي ر َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫تؤخر الفعل فتقول أَّهم أيت كما تَفعل ذلك باأللف فهى نفسها بمنزلة االبتداء | وان قلت أُّهم زيدً‬ ‫َي‬ ‫ضرب قبح كما يقبح فى متى ونحوها وصار أَن َيِليهَا الفعل هو األصل ألنها من حروف االستفهام‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َُ‬ ‫ال ُحتاج إلى األلف‬ ‫و ي ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/620)‬ ‫َ ََ‬ ‫َْ َ‬ ‫و ي ِ‬ ‫َّ َ‬ ‫فصارت كأََين | وكذلك من وما ألنهما يجريان معها ال ُفارقانها | تقول من أَمةَ اهلل ضربها وما‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫أَمة اهلل أَتاها نصب فى كل ذا ألنه أَن َيِلى هذه الحروف الفعل أولى كما أنه لو اض ُر شاعر فى‬ ‫ٌ‬ ‫ط َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ ٌ‬ ‫ََ‬ ‫متى وأخواتها نصب فقال متى زيدً أيته ( هذا باب من االستفهام يكون االسم فيه رفعاً ألنك تبتدئه‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ار‬ ‫َ‬
  • 55. ‫المخاطب ثم تَستفهم بعد ذلك ) | وذلك قولك زيد كم م ّةً أيتَه وعبد اهلل هل لقيتَه وعمرو هالّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َ ْ َر ر‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫لتُ َّه‬ ‫نب َ‬ ‫وكذلك سائر حروف االستفهام فالعامل فيه االبتداء كما أنك لو قلت أَ أيت زيدً هل لقيتَه كان‬ ‫ر َ ا‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِلقيتَه‬ ‫أ أيت هو العامل وكذلك إذا قلت قد علمت زيدا كم لقيتَه كان علمت هو العامل فكذلك هذا | فما بعد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ر َ‬ ‫َ‬ ‫َِْ‬ ‫ٌ ال‬ ‫ًّ ر َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ر ِ‬ ‫المبتدإ من هذا الكالم فى موضع خب ه | فإن قلت زيد كم مر أيت فهو ضعيف إ ّ أن تُدخل الهاء‬ ‫كما ضعَف فى قوله ُّه لم أَصنع | ال يجوز أن تقول زيدا هل أيت َّ أن تريد معنى الهاء مع‬ ‫ر َ إال‬ ‫ِْ و‬ ‫كل‬ ‫َُ َ‬ ‫ضعفه فترفَ ُ ألنك قد فَصلت بين المبتدإ وبين الفعل فصار االسم مبتدأَ والفعل بعد حرف االستفهام |‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ع ّ‬ ‫ولو حسن هذا أو جاز لقلت قد علمت زيد كم ضرب‬ ‫ُ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/720)‬ ‫ِ ُ ُ ّا‬ ‫ِ‬ ‫ولقلت أ أيت زيد كم م ةً ضرب على الفعل اآلخر | فكما ال تَجد بدً من إعمال الفعل األول كذلك ال‬ ‫ّ‬ ‫ّر ُ َ‬ ‫ر َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ْ ُغ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ًّ‬ ‫تجد بدا من إعمال االبتداء ألنك إنما تجئ باالستفهام بعد ما تَفر ُ من االبتداء | ولو أ ادوا اإلعمال‬ ‫ا ََْ َ‬‫ً‬ ‫ِ ٌ و‬ ‫لما ابتدءوا باالسم أال تَ ى َّك تقول زيد هذا أعمرو ضربه أم بشر ال تقول عمر أَضربت | فكما ال‬ ‫ٌ َ ََ‬ ‫ٌ‬ ‫ر أن‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫يجوز هذا ال يجوز ذلك | فحرف االستفهام ال يفصل به بين العامل والمعمول ثم يكون على حاله إذا‬ ‫ُْ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ل ِ ر ُ ّ‬ ‫جاءت األلف ّال وانما يدخل على الخبر | ومما ال يكون إ ّ رفعا قولُك أَأخواك الّذان أيت ألن‬ ‫َ‬ ‫ال ً‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫ُ أو ً ّ َ‬ ‫َْ ِ ُ ً‬ ‫أيت صلَ ٌ لّذين وبه يتُّم اسمً فكأَنك قلت أَأخواك صاحبانا | ولو كان ٌ من هذا ينصب شيئا فى‬ ‫شئ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا ّ‬ ‫ر ُ ة لَ ِ‬ ‫االستفهام لقلت فى الخبر زيداً الذى أيت فنصبت كما تقول زيدا أيت | واذا كان الفعل فى موضع‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ر ُ‬ ‫َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ََ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ ٌ ََُ‬ ‫الصفة فهو كذلك وذلك قولك أزيد أنت رجل تضربه وأكل يوم ثوب تْلبسه | فإذا كان وصفاً فأحسنه‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ‬ ‫ٍ ّ‬ ‫أَن يكون فيه الهاء ألنه ليس بموضع إعمال ولكنه يجوز فيه كما جاز فى الوصل ألنه فى موضع‬ ‫ِ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ما يكون من االسم ولم تكن لتقول أزيدا أن ت رجل تضربه وأنت إذا جعلتَه وصفا للمفعول لم تنصبه‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ألنه ليس بمبنى على الفعل ولكن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/820)‬ ‫ُ َّ ٍ‬ ‫الفعل فى موضع الوصف كما كان فى موضع الخبر | فمن ذلك قول الشاعر % ( أكل عام نعم‬ ‫َ ٌَ‬ ‫تَحوونه % يْلقحه قوم وتَن ِجونه ) % | وقال زيد الخير % ( أفي كل عام مأْتَم تَبعثونه % على‬ ‫َ ٌ‬ ‫َّ ٍ‬ ‫َْ‬ ‫ْ ُ َ ْ ُ ِ ُ َ ْ ٌ ْت َ ْ‬
  • 56. ‫ِ‬ ‫ْ َ ٍ َّ ْ ُ‬ ‫محمر ثَوبتُموه وما رضا ) %‬ ‫ُ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/920)‬ ‫| وقال جرير فيما ليس فيه الهاء % ( أَبحت حمى ِهامة بعد نجد % وما ٌ حميت بمستَباح ) %‬ ‫ِ‬ ‫شئ َ َ ْ َ ُ‬ ‫ٍْ‬ ‫َ َ َِ ت ََ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫| وقال آخر % ( فما أَد ِى أَغي هم تَناء % و ُول العهِ‬ ‫ط ُ َ ْد أم مال أَصابوا ) % | ومما ال يكون فيه إال‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ ر َ َّرْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الر ُ قوله أَعبد اهلل أنت الضاربه ألنك إنما تريد معنى الذى ضربه | وهذا ال ى ى يفعل |‬ ‫يجر مجر َ ْ َ ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫فع‬ ‫ُ ا‬ ‫ُ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ُ و ا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫تر َّ‬ ‫أال ى أنه ال يجوز أنت تقول ما زيدا أنا الضارب ال زيدً أنت الضارب وانما تقول الضارب زيدً‬ ‫على مثل قولك الحسن وجها | أال ى أنك ال تقول أنت المائةَ الواهب كما تقول أنت زيدً ضارب |‬ ‫ٌ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫تر ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِْ ُ‬ ‫ُ على معنى هذا يضرب وهو يعمل فى حال حديثك وتقول هذا‬ ‫وتقول هذا ضارب كما ى فيجئ‬ ‫تر‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ُ على معنى هذا سيضرب | واذا قلت هذا الضارب فإنما تعرفُه على معنى الذى ضرب‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ضارب فيجئ‬ ‫ٌ‬ ‫فال يكون َّ رفعا كما أنك لو قلت أزيد أنت ضاربهُ إذا لم تُرد بضاربه الفعل وصار‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِْ‬ ‫ٌ‬ ‫إال‬ ‫____________________‬ ‫(0/130)‬ ‫معرف ٌ رفعت فكذلك هذا الذى ال ُ َّ على هذا المعنى فإنما يكون بمنزلة الفعل نك ةً | وأصل‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ِّ‬ ‫يجئ إال‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫َّ‬ ‫ع الفعل صف ً للنك ة كما ال يكون االسم كالفعل إال نك ةً | أال ى انك لو قلت أكل يوم زيدا‬ ‫تر ّ‬ ‫ر‬ ‫ة ر‬ ‫وقو‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ا َّ‬ ‫تَضرُه لم يكن إ ّ نصبً ألنه ليس بوصف | فإذا كان وصفً فليس بمبنى عليه األول كما أنه ال‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫يكون االسم مبنيا عليه فى الخبر فال يكون ضارب بمنزلة يفعل وتفعل إ ّ َةً | وتقول أَذكر َن تِلد‬ ‫َ ٌَ أ ْ َ َ‬ ‫ال نكر‬ ‫َْ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ُّ‬ ‫ناقتُك أحب إليك أم أُنثَى كأنه قال أَذكر نتِاجها أحب إليك أم أُنثَى | فأَن تِلد اسم وتِ‬ ‫َ َ ٌ َلد به يتم االسم‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ٌ ُ َ ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌََ‬ ‫ِ‬ ‫كما يتم الذى بالفعل فال عمل له هنا كما ليس يكون لصلة الذى عمل | وتقول أزيد أَن يضربه‬ ‫ََ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ ْ َ َ‬ ‫عمرو َمثَل أم بِشر كأنه قال أزيد ضرب عمر و إياه أمثل أم بشر فالمصدر مبتدأ وأمثل مبنى عليه‬ ‫ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌْ‬ ‫أ ُ‬ ‫ولم ينزل منزلة يفعل فكأَنه قال أزيد ضاربه خير أم بشر | وذلك ألنك ابتدأْته وبنيت عليه فجعلته‬ ‫ُ ٌ‬ ‫َْ ُ ّ‬ ‫ُْ َ ْ‬ ‫اسما ولم َيلتبس زيد بالفعل إذ كان صلة له كما لم يلتبس به الضاربه حين قلت زيد أنت الضاربه إ ّ‬ ‫ُ ال‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫أن الضاربه فى معنى الذى ضربه والفعل تمام هذه األسماء فالفعل ال يلتبس باألول إذا كان هكذا |‬ ‫َُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ا ُّ‬ ‫وتقول أََن تلد ناقُتك ذكر أحب إليك أم أُنثَى ألنك حملته على الفعل الذى هو صلةُ أَن فصار فى‬ ‫ً‬ ‫أ‬
  • 57. ‫صلته فصار كقولك الذى أيت أخاه‬ ‫ر ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/030)‬ ‫ر ُ‬ ‫ِْ َ‬ ‫زيد | ال يجوز أن تبتدئَ باألخ قبل الذى وتُعمل فيه أيت أخاه زيد | فكذلك ال يجوز النصب فى‬ ‫ٌ و‬ ‫قولك أذكر َن تِلد ناقتُك أحب إليك أم أنثى | وذلك أنك لو قلت أخاه الذى أيت زيد لم يجز وأنت‬ ‫ر ُ ٌ‬ ‫َ ٌَ أ ْ َ َ‬ ‫تريد الذى ريت أخاه زيد | ومما ال يكون فى االستفهام إ ّ رفعً قولك أَعبد اهلل أنت أكرم عليه أم زيد‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ال ا‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫أ ُ‬ ‫ٍ و ٍ‬ ‫وأعبد اهلل أنت له أصدق أم بِشر كأنك قلت أعبد اهلل أنت أخوه أم بشر ألن أَفعل ليس بفعل ال اسم‬ ‫ّ َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍَ‬ ‫ي ى ى الفعل وانما هو بمنزلة حسن وشديد ونحو ذلك | ومثلُه أَعبد اهلل أنت له خير أم بشر |‬ ‫ّ‬ ‫َجر مجر‬ ‫ُ الض ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ْ ََ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ َ ْ‬ ‫وتقول أزيد أنت له أشد ضرباً أم عمرو فإنما انتصاب َّرب كانتصاب زيد فى قولك ما أحسن زيداً‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ر‬ ‫َ ٌَ َ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وانتصاب وجه فى قولك حسن وجه األخ | فالمصدر هنا كغي ه من األسماء كقولك أزيد أنت له‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫وجه‬ ‫ِ‬ ‫أطلَق وجهً أم فالن | وليس له سبيل إلى اإلعمال وليس له ٌ فى ذلك | ومما ال يكون فى‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ا‬ ‫ْ ُ‬ ‫االستفهام إ ّ رفعاً قولك أعبد اهلل إن تََهُ تضربه وكذلك إن حت الهاء مع قُبحه فقلت أعبد اهلل إن‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ طر َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ر‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫تَر تضرب فليس لآلخر سبيل على االسم ألنه مجزوم وهو جواب الفعل األول وليس للفعل األول‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫سبيل ألنه مع إن بمنزلة قولك أعبد اهلل حينيأْتينى أَضرب فليس‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/230)‬ ‫لعبد اهلل فى يأتينى ح ٌّ ألنه بمنزلة قولك أعبد اهلل يوم الجمعة أضرب | ومثل ذلك زيد حين َضرب‬ ‫أ ْ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َظ ّ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫َّ َ ِ َ‬ ‫ِ ُ‬ ‫يأْتينى ألن المعتمد على زيد آخر الكالم وهو يأْتينى | وكذلك إذا قلت زيدا إذا أتانى أضرب وانما هو‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َِْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً ْ ر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫بمنزلة حين | فإن لم تَجزِم اآلخر نصبت وذلك قولك أزيدا إن أيت تضرب | وأحسنه أن تُدخل فى‬ ‫ِْ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ مر رْ‬ ‫ُ ز‬ ‫ْ ْ ٍ‬ ‫أيت الهاء ألنه غير مستَعمل فصارت حروف الج اء فى هذا بمنزلة قولك زيد كم ّةً أيتَه | فإذا‬ ‫َ ّ‬ ‫ر َ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫قلت إن تَر زيدا تضرب فليس إ ّ هذا صار بمنزلة قولك حين ى زيدا يأْتيك ألنه صار فى موضع‬ ‫ّ‬ ‫تر‬ ‫ال‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ً‬ ‫ْ ُِ‬ ‫المضمر حين قلت زيد حين تَضربه يكون كذا وكذا | ولو جاز أن تجعل زيدا مبتدأَ على هذا الفعل‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ْ َْ‬ ‫ا‬ ‫َ ِ ُ ا‬ ‫لقلت القتال زيدً حين تأتى تريد القتال حين تأتى زيدً‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬
  • 58. ‫(0/330)‬ ‫| وتقول فى الخبر وغي ه إن زيدا تََه تضرب تَنصب زيدا ألن الفعل أن َيِلى إن أولى كما كان ذلك‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ر‬ ‫ر ْ‬ ‫فى حروف االستفهام وهى أبعد من الرفع ألنه ال يبنى فيها االسم على مبتدإ | واّما أجازوا تقديم‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫َُْ‬ ‫ُ‬ ‫االسم فى إن ألنها أم الج اء ال تزول عنه فصار ذلك فيها كما صار فى ألف االستفهام ما لم يجز‬ ‫ْ ّ ُّ ز و‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِْ‬ ‫ْ زِ‬ ‫الن ِ ُ َ ٍ‬ ‫َِ‬ ‫فى الحروف األُخر | وقال َّمر بن تَولب % ( ال تَج َعى إن منفساً أَهلكتُهُ % واذا هلكت فعند ذلك‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ِْ ْ‬ ‫ى إذا ى إن َى بها قال أَزيد إذا تَر تَضرب إن جعل‬ ‫ٌَ‬ ‫مجر ْ فجاز‬ ‫َّر شاعر فأجر‬ ‫ٌ‬ ‫ْز ِ‬ ‫فاج َعى ) % | وان اضط‬ ‫تضرب جوابً | وان رفعها نصب ألنه لم يجعلها جواباً | وتَر ُ الجواب حين يذهب الجزم من األول‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ فع‬ ‫َ ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ ََ ا‬ ‫فى اللفظ | واالسم ههنا مبتدٌ إذا جزمت نحو قولهم ُّهم يأ ِك تضرب إذا جزمت ألنك جئت بتضرب‬ ‫َ َّ‬ ‫أي ْت َ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫َ مل االبتداء فى ُّهم ال سبيل له عليه | وكذلك هذا حيث جئت به مجزوما بعد أن‬ ‫َ‬ ‫ُ أي و‬ ‫َ‬ ‫مجزوما بعد أن ع ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َِ َ‬ ‫عمل فيه االبتداء | وأما الفعل األول فصار مع ما قبله بمنزلة‬ ‫____________________‬ ‫(0/430)‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫و‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫حين وسائر الظروف | وان قلت زيد إذا يأْتينى أَضرب تريد معنى الهاء ال تريد زيدا أضرب إذا‬ ‫َ‬ ‫يأتينى ولكنك تضع أَضرب ههنا مثل أضرب إذا جزمت وان لم يكن مجزوما ألن المعنى معنى‬ ‫ً ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫المجا اة فى قولك أزيد ِإن يأْتِك أضرب ال تريد به أضرب زيدا فيكون على أول الكالم كما لم تُرد‬ ‫ِْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ً‬ ‫ْ و‬ ‫ٌ ْ‬ ‫ز‬ ‫بهذا أول الكالم رفعت | وكذلك حين إذا قلت أزيد حين يأتيك تضرب | وانما رفعت األول فى هذا‬ ‫َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َّه ألنك جعلت تضرب وأَضرب جوابً فصار كأنه من صلته إذ كان من تمامه ولم ي جع إلى األول‬ ‫ّ‬ ‫َر‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كل َّ‬ ‫| وانما تَرده إلى األول فيمن قال إن تَأ ِنى آتيك وهو قبيح وانما يجوز فى الشعر | واذا قلت أَزيد إن‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ ّ‬ ‫ْت‬ ‫ّ‬ ‫ّ ُّ‬ ‫يأْتِك تضربه فليس تكون الهاء إ ّ لزيد ويكون الفعل اآلخر جوابا لألول | ويدّك على أنها ال تكون‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ً ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ال‬ ‫ْ‬ ‫ٍ و‬ ‫ً و َّ‬ ‫إ ّ لزيد أنك لو قلت أزيد إن تَأْتك أَمةُ اهلل تضربها لم يجز ألنك ابتدأْت زيدا البد من خبر ال يكون‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ال‬ ‫ما بعده خبر له حتّى يكون فيه ضمي هُ | واذا قلت زيدٌ لم أضرب أو زيدً لن أضرب لم يكن فيه إ ّ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ْ‬ ‫ا َْ‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫َّ َ‬ ‫النصب ألنك لم توقع بعد لَم ولَن شيئً يجوز لك أن تقدمه قبلهما فيكون على غير حاله بعدهما كما‬ ‫ا‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫كان ذلك فى الج اء | ولن أَضرب نفى لقوله‬ ‫ز‬ ‫ْ َ ٌ‬ ‫____________________‬ ‫(0/530)‬
  • 59. ‫سأَضرب كما أن ال تَضرب نفى لقوِله اضرب ولم أَضرب نفى ِضربت | وتقول كل جل يأْتيك‬ ‫َّ ر ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ٌل‬ ‫ِْ ْ‬ ‫ِْ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ ِْ ُ‬ ‫أي‬ ‫ْ ِْ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ة‬ ‫ٌ َّ‬ ‫فاضرب نصب ألن يأتيك ههنا صف ٌ فكأَنك قلت كل رجل صالح اضرب | فإن قلت ُّهم جاءك‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫فاضرب رفعتَه ألنه جعل جاءك فى موضع الخبر وذلك ألن قوله فاضرب فى موضع الجواب وأى‬ ‫ٌّ‬ ‫ِ ْ ال‬ ‫ٌ ْْ‬ ‫ز‬ ‫ْ‬ ‫ُّ ر‬ ‫من حروف المجا اة وكل جل ليست من حروف المجا اة | ومثله زيد إنَ أتاك فاضرب إ ّ أن تريد‬ ‫ز‬ ‫أول الكالم فتنصب ويكون على حد قولك زيدا إن أتاك تَضرب و َّهم يأتِك تضرب إذا كانت بمنزلة‬ ‫ْ‬ ‫ْ ِ ْ أي َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫الذى | وتقول زيدً إذا أتاك فاضرب | فإن وضعتَه فى موضع زيد إن يأتك تضرب رفعت فارفع إذا‬ ‫ا‬ ‫كانت تضرب جواباً ليأتك وكذلك حين | والنصب فى زيد أحسن إذا كانت الهاء يضعف تركها ويقبح‬ ‫ُ َ ُْ ُ ُ َ ُُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫احدة‬ ‫ألن‬ ‫ِ‬ ‫| فأعمْله فى األول وليس هذا فى القياس َّها تكون بمنزلة حين واذا وحين ال يكون و ٌ منهما‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ً‬ ‫َّ َ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ال تر َّ‬ ‫خبر لزيد | أ ّ ى أنك ال تقول زيد حين يأتينى ألن حين ال تكون ظرفا لزيد | وتقول الحر حين‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ظروف الزمان ال تكون ظروفً للجثَث‬ ‫ا ُ‬ ‫تأتينى فيكون ظرفً لما فيه من معنى الفعل | وجميع‬ ‫ا‬ ‫____________________‬ ‫(0/630)‬ ‫ُ َّ‬ ‫| فإن قلت زيدً يوم الجمعة أَضرب لم يكن فيه إ ّ النصب ألنه ليس ههنا معنى اء ال يجوز‬ ‫جز و‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫ا َ‬ ‫ُّ‬ ‫الرفع إ ّ على قوله % ( كله لم أصنع % ) % | أال تَ ى أنك لو قلت زيد يوم الجمعة فأنا أضربهُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ر‬ ‫َِْ‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫لم يكن ولو قلت زيد إذا جاءنى فأنا أضربه كان َّدً | فهذا يدّك على أنه يكون على غير قوله زيدً‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫جي ا‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫أضرب حين يأتيك ( هذا باب األمر والنهى ) | واألمر والنهى ُختار فيهما النصب فى االسم الذى‬ ‫ُ‬ ‫ُ ي‬ ‫ُ‬ ‫يبنى عليه الفعل ويبنى على الفعل كما اختير ذلك فى باب االستفهام ألن األمر والنهى إنما هما‬ ‫ُ َُْ‬ ‫َُْ‬ ‫للفعل كما أن حروف االستفهام بالفعل أولى وكان األصل فيها أن يبتدأ بالفعل قبل االسم فهكذا‬ ‫ّ‬ ‫األمر والنهى ألنهما ال يقعان َّ بالفعل مظهر أو مضمر | وهما أقوى فى هذا من االستفهام ألن‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫إال‬ ‫ُ َّ‬ ‫حروف االستفهام قد ُستفهم بها‬ ‫ي‬ ‫____________________‬ ‫(0/730)‬
  • 60. ‫وليس بعدها إال األسماء نحو قولك أزيد أخوك ومتى زيد منطلق وهل عمرو ظريف | واألمر والنهى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ا ِ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ال ٍ‬ ‫ال يكونان إ ّ بفعل وذلك قولك زيدً اضربه وعمر أمرر به وخالدً اضرب أباه وزيدً اشتر له ثوبا |‬ ‫ْ‬ ‫ً ُْ‬ ‫ْ‬ ‫ومثل ذلك أَما زيدً فاقتُْله وأَما عمر فاشتر له ثوبً وأَما خالدً فال تَش ِم أباه وأَما بكر فال تمرر به |‬ ‫ا‬ ‫ّ ً‬ ‫ْتْ‬ ‫ا‬ ‫ا ّ‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ا‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ومنه زيدا ِليضربهُ عمرو وبشر ِليقتل أباه بك ر ألنه أَمر للغائب بمنزلة افعل للمخاطب | وقد يكون‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ّ ٌْ‬ ‫ٌ‬ ‫ا ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫فى األمر والنهى أن ُبنى الفعل على االسم وذلك قولك عبد اهلل اضربه ابتدأْت عبد اهلل فرفعته‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫يْ َ‬ ‫باالبتداء َّهت المخاطب له لتُعرفه باسمه ثم بنيت الفعل عليه كما فعلت ذلك فى الخبر | ومثل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ََ‬ ‫ونب َ‬ ‫تر أن‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ذلك أما زيد فاقتله | فإذا قلت زيد فاضربه لم يستقم أَن تَحملَه على االبتداء | أالَ ى ّك لو قلت‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِْ‬ ‫زيد فمنطلق لم يستقم فهو دليل على أنه ال يجوز أن يكون مبتدأ | فإن شئت نصبته على شئ هذا‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُه كما كان ذلك فى االستفهام وان شئت على عليك كأَنك قلت عليك زيدا فاقتْله | وقد يحسن‬ ‫َْ ُُ‬ ‫َ‬ ‫تفسير‬ ‫ّ‬ ‫ُ ْ ٍَ‬ ‫ُ ْ ٍ‬ ‫ويستقيم أن تقول عبد اهلل فاضربه إذا كان َّا على مبتدإ مظهَر أو مضمر | فأما فى المظهر‬ ‫مبني‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ ِْ‬ ‫فقولُك هذا زيد فاضربه وان شئت لم تُظهر هذا ويعمل كعمله إذا أظهرته وذلك قولك الهالل واهلل‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫فانظر إليه كأنك قلت هذا الهالل ثم جئت باألمر | ومما يدُّك على حسن الفاء ههنا ّك لو قلت‬ ‫أن‬ ‫ُ ِ‬ ‫ّ َ ُل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫هذا زيد فحسن جميل‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ َ ٌَ‬ ‫____________________‬ ‫(0/830)‬ ‫ِ‬ ‫ٍ َو ُ ْ ِ ْ‬ ‫َ َ يْ ِ ٌ‬ ‫كان كالما جيدا | ومن ذلك قول الشاعر % ( وقائلة خ ْالن فانكح فتاتَهم % وأُكرومةُ الحَّين خْلو‬ ‫ْ‬ ‫ً ًّ‬ ‫ا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُِْ‬ ‫ِ‬ ‫كما هيا ) % | هكذا سمع من العرب تُنشده | وتقول هذا الرجل فاضربه إذا جعلته وصفً ولم تجعله‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِك فاضربهما‬ ‫ْ‬ ‫خبر | وكذلك هذا زيدً فاضربه إذا كان معطوفا على هذا أو بدال | وتقول َِّلذين يأتيان‬ ‫ال ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫تنصبه كما تنصب زيدا وان شئت رفعتَه على أَن يكون ًّا على مظهَر أو مضمر | وا ن شئت‬ ‫َ‬ ‫مبني‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫كان مبتدأَ ألنه يستقيم أن تجعل خب هَ من غير األَفعال بالفاء | أالَ ى أنك لو قلت الذى يأْتينى فله‬ ‫تر ّ‬ ‫َ ر‬ ‫ّ‬ ‫هم والذى يأتينى فمكرم محمود كان حسنا | ولو قلت زيد فله هم لم يجز | واَّما جاز ذلك ألن‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫در ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ٌَْ‬ ‫در ٌ‬ ‫قوله الذى يأَتينى فله هم فى‬ ‫در ٌ‬ ‫____________________‬ ‫(0/930)‬
  • 61. ‫ِ‬ ‫زِ‬ ‫معنى الج اء فدخلت الفاء فى خب ه كما تدخل فى خبر الج اء | ومن ذلك قوله عز وجل ^ ( الذين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫زِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ينفقُون أَموالَهُم ِ َّْيل والنهَار سر وعالَ ِي ً فلَهُم أَج ُهم عند ربهم َال خوف علَيهم َالَ هم يحزنون ) 8‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ْ َ ْ َ ْ بالل ِ َّ ِ ًّا َ َ ن َة َ ْ ْ رُ ْ ْ َ َ َّ ِ ْ و َ ْ ٌ َ ِ ْ و ُ ْ َ ْ َ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫در ِ ّ‬ ‫ٌ ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫| ومن ذلك قولهم كل رجل يأْتيك فهو صالح وكل رجل جاء فله همان ألن معنى الحديث الج اء |‬ ‫زُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ِ‬ ‫َ ِ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ظْ‬ ‫َ ٌ ُ َ َّ ع ُ ُ‬ ‫وأما قول عدى بن زيد % ( أَرواح مود ٌ أم بكور % أنت فان ُر ألى ذاك تَصير ) %‬ ‫َّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/140)‬ ‫| فإنه على أن يكون فى الذى يرف ُ على حالة المنصوب فى النصب | يعنى أن الذى من سببه‬ ‫َ ْ َع‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ر‬ ‫ٍ‬ ‫مر ع فترفعه بفعل هذا يفس ه كما كان المنصوب ما هو من سببه ينتصب فيكون ما سقط على‬ ‫فو‬ ‫ُه فى الذى ينصب على أنه شئ هذا تفسي ه | يقول ترفع أنت أنت على فعل مضمر ألن‬ ‫ر‬ ‫سببي ِ‬ ‫َّه تفسير‬ ‫الذى من سببه مر ع وهو االسم المضمر الذى فى انظر | وقد يجوز أن يكون أنت على قوله أنت‬ ‫ْ‬ ‫فو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الهالك كما يقال إذا ذكر إنسان لشئ قال الناس زيد | وقال الناس أنت | ال يكون على أن تضمر‬ ‫و‬ ‫ُِ‬ ‫َ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫ُ َ‬ ‫تر َّ‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫هذا ألنك ال تُشير للمخاطب إلى نفسه ال تحتاج إلى ذلك وانما تُشير له إلى غي ه | أال ى أنك لو‬ ‫ِ‬ ‫أشرت له إلى شخصه فقلت هذا أنت لم يستقم | ويجوز هذا أيضاً على قولك شاهداك أى ما ثبت لك‬ ‫شاهداك قال اهلل تعالى جده ! 2 < طاعة وقول معروف > 2 ! | فهو مثله | فإما أَن يكون أَضمر‬ ‫َ ْ ََ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ َ‬ ‫االسم وجعل هذا َه كأنه قال أَم ِى ٌ ة وقول معروف أو يكون أَضمر الخبر فقال طاع ٌ وقول‬ ‫ة ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ ر طاع‬ ‫خبر ّ‬ ‫َ َ‬ ‫معروف أمثل‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/040)‬ ‫ِ‬ ‫| واعلم أَن الدعاء بمنزلة األمر والنهى وانما قيل دعاء ألنه استُعظم أَن يقال أمر أو نهى | وذلك‬ ‫ٌَْ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫قولُك اللهم زيدً فاغفر ذنبه وزيدا فأَصلح شأنه وعمر ِليج ِه اهللُ خير | وتقول زيدً قطع اهللُ يده وزيدً‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫اَ َ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ْ َ َ ْ ً َ ْز‬ ‫ا‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ ا‬ ‫َمر اهللُ عليه العيش ألن معناه معنى زيدً ِليقطع اهللُ يده | وقال أبو األسود الدؤِلى % ( أَمي ان كانا‬ ‫رِ َ َ‬ ‫ُّ َ ُّ‬ ‫ا َ ِ‬ ‫َ‬ ‫أ َ َّ‬ ‫آخي ِى كالهما % َّ ج اه اهللُ عنى بما فَعل ) % | ويجوز فيه من الرفع ما جاز فى األمر‬ ‫َْ‬ ‫َ ِّ‬ ‫فكال ز‬ ‫َ ان ِ‬ ‫َ‬ ‫والنهى ويقبح فيه ما يقبح فى األمر والنهى | وتقول أَما زيدً فَجدعً له وأَما عمر فسقيً له ألنك لو‬ ‫ّ‬ ‫ا َْ ا‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ ا ْ ا‬ ‫َ‬ ‫ُه بمنزلة إظها ه كما تقول َما زيدا‬ ‫ً‬ ‫أّ‬ ‫ر‬ ‫ا ِ‬ ‫أظهرت الذى انتَصب عليه سقيا وجدعا لنصبت زيدا وعمر فإضمار‬ ‫ً‬ ‫َ ً‬ ‫َ ً َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫فضرباً | وتقول أما زيد فسالم عليه وأَما الكافر فلعنةُ اهلل عليه ألن هذا ارتَفَع باالبتداء | وأما قوله‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ ٌ‬
  • 62. ‫عز وجل ! 2 < ال انية وال اني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة > 2 ! | وقوله تعالى ! 2 <‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما > 2 ! فإن‬ ‫____________________‬ ‫(0/240)‬ ‫هذا لم يبن على الفعل ولكنه جاء على مثل قوله تعالى ^ ( مثَل الجنة َِّلتى وعد المتَّقُون ) ^ | ثم‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ َ َّ ا ُ ِ َ ُ َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ِ ُ ِ َ َ ُ‬ ‫قال بعد ! 2 < فيها أنهار من ماء > 2 ! فيها كذا وكذا | فإنما وضع المثَل للحديث الذى بعده‬ ‫َ ُْ‬ ‫فذكر أخبار وأحاديث فكأَنه قال ومن القَصص مثَل الجنة أو مما يقَص عليكم مثَل الجنة فهو‬ ‫َ ُ ّ‬ ‫ُ ُّ‬ ‫َ ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫محمول على هذا اإلضمار ونحوه | واهلل تعالى أعلم | وكذلك ! 2 < ال انية وال اني > 2 ! كأنه لما‬ ‫ّ‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫الزِ الزِ‬ ‫قال جل ثناؤه ! 2 < سو ة أنزلناها وفرضناها > 2 ! | قال فى الفرئض َّانيةُ و َّانى أو ال انيةُ‬ ‫ِا‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ّ ُ‬ ‫والزِى فى الف ائض | ثم قال فاجِلدوا فجاء بالفعل بعد أن مضى فيهما الر ُ كما قال % ( وقائل ة‬ ‫ٍ‬ ‫فع‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ر‬ ‫ان‬ ‫َُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َو ُ ْ ِ ْ‬ ‫خ ْالن فانكح فتاتَهم % ) % | فجاء بالفعل بعد أن عمل فيه المضمر | وكذلك ! 2 < والسارق‬ ‫والسارقة > 2 ! كأنه قال و فيما فرض اهللُ عليكم السارق والسارقةُ أو َّارق والسارقة فيما فرض‬ ‫الس‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫عليكم | فإنما دخلت هذه األسماء بعد قصص وأحاديث | ويحمل على نحو من هذا ومثل ذلك ! 2‬ ‫َ‬ ‫ِ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫< واللذان يأتيانها منكم فآذوهما > 2 !‬ ‫____________________‬ ‫(0/340)‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫وقد يج ِى هذا فى زيد وعمرو على هذا الحد إذا كنت تُخبِر بأشياء أو تُوصى | ثم تقول زيد أى زيد‬ ‫َ ْر‬ ‫ُ‬ ‫فيمن أُوصى به فأَحسن إليه وَكرمه | وقد قر أَناس و َّارق و َّارقةَ و ال انية والزِى وهو فى‬ ‫ان َ‬ ‫زَ‬ ‫أ ٌ الس َ الس‬ ‫َ‬ ‫أ ْْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ال ر‬ ‫ِ‬ ‫العربية على ما ذكرت لك من القوة | ولكن أَبت العامةُ إ ّ الق اءةَ بالرفع | واَّما كان الوجهُ في األمر‬ ‫ن‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ َّ‬ ‫والنهى النصب ألن حد الكالم تقديم الفعل وهو فيه أوجب إذ كان ذلك يكون فى ألف االستفهام‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ألنهما ال يكونان إال بفعل | وقَبح تقديم االسم فى سائر الحروف ألنها حروف تَحدث قبل الفعل |‬ ‫ٌ ُْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ّ‬ ‫وقد يصير معنى حديثهن إلى الج اء ولج اء ال يكون إ ّ خبر وقد يكون فيهن الج اء فى الخبر وهى‬ ‫ّ زُ‬ ‫ال ا‬ ‫ً‬ ‫زُ‬ ‫ز‬ ‫ّ‬ ‫غير واجبة كحروف الج اء فأُجريت مج اها | واألمر ليس يحدث له حرف سوى الفعل في ِع‬ ‫ُضار‬ ‫ٌ‬ ‫َُْ ُ‬ ‫ز ْ َِ ْ ُ ر‬ ‫ُ‬ ‫حروفَ الج اء فيقبح حذف الفعل منه كما يقبح حذف الفعل بعد حروف الج اء | وانما يقبح حذف‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ز‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ز ُ‬ ‫عتها حروف الج اء | وانما قلت زيدا اضربه واضربه‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ ز‬ ‫ُه بعد حروف االستفهام لمضار‬ ‫الفعل واضمار‬
  • 63. ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫مشغول ٌ بالهاء ألن األمر والنهى ال يكونان إ ّ بالفعل فال يستغنى عن اإلضمار إن لم يظهَر‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫____________________‬ ‫(0/440)‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫( هذا باب حروف أُجريت م ى حروف االستفهام وحروف األمر والنهى ) | وهى حروف النفى‬ ‫ْ ُ جر‬ ‫شبهوها بحروف االستفهام حيث قُدم االسم قبل الفعل َّهن غير واجبات كما أن األلف وحروف‬ ‫ّ‬ ‫ألن َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫َْ ِ‬ ‫َّ‬ ‫الج اء غير واجبة وكما أن األمر والنهى غير واجبين | وسهُل تقديم األسماء فيها ألنها نفى لواجب‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ز‬ ‫ٌ‬ ‫ِع ٌ وانما تجئ لخالف قوله قد كان | وذلك قولك‬ ‫وليست كحروف االستفهام والج اء وانما هى مضار ة َّ‬ ‫ز ّ‬ ‫ما زيدً ضربتُه ال زيدً قتلتُه وما عمر لقيت أباه ال عمر مررت به ال ِشر اشتريت له ثوبا | وكذلك‬ ‫ُ‬ ‫ُ و ب ا‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫َْ ً ُ‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫إذا قلت ما زيدا أنا ضاربه إذا لم تجعله اسما معروفا | قال هدبةُ بن الخشرم العذ ى % ( فال ذا‬ ‫َ ْ َ ْ ُ ْر ّ‬ ‫ُْ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ َ َّر ِ‬ ‫ز‬ ‫َ ٍ َّ َ ْ َ َ ْ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َ ٍ ِ َْ‬ ‫جالَل هبنه لجالله % ال ذا ضياع هن يتركن للفقر ) % | وقال ُهير % ( ال الدار غي َها بعدى‬ ‫و‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫األَنيس ال % بالدار لو كلَّمت ذا حاجة صمم ) %‬ ‫َ َُ‬ ‫ٍ‬ ‫ََ ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ و‬ ‫____________________‬ ‫(0/540)‬ ‫| وقال جرير % ( فال حسبا فخرت به لتَيٍم % ال جدا إذا ازدحم الجدود ) % | وان شئت رفعت‬ ‫َ‬ ‫َ ََ ُ ُ‬ ‫و َ ًّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ ً َ َْ َ‬ ‫ّ وي َ‬ ‫ٍ ُ‬ ‫والر ُ فيه أقوى إذ كان يكون فى ألف االستفهام َّهن نفى واجب يبتدأ بعدهن ُبنى على المبتدإ‬ ‫ُ‬ ‫ألن َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ فع‬ ‫َ‬ ‫ِْ‬ ‫ُب ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫بعدهن ولم يبلغن َن يكن مثل ما شَّهن به فإن جعلت ما بمنزلة ليس فى لغة أهل الحجاز لم يكن‬ ‫َ َ أ‬ ‫ّ‬ ‫َّ الرفع ألنك ُ بعد أن يعمل فيه ما هو بمنزلة فعل يرفع كأنك قلت ليس زيد ضربتُه | وقد َنشد‬ ‫أ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ تجئ‬ ‫إال‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ْ َ ِ َ‬ ‫بعضهم هذا البيت رفعً قول م احم العقيلى % ( وقالوا تَعرفها المنازل من منى % وما كل من وا َى‬ ‫َف‬ ‫ُز‬ ‫َ َ ا‬ ‫ُْ ّ‬ ‫منى أنا عارف ) % | فإن شئت حملتَه على ليس وان شئت حملته على كُّهُ لم أَصنع فهذا أبعد‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُل‬ ‫ِ‬ ‫ِ ُ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫الوجهين‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/640)‬
  • 64. ‫| وقد عم بعضهم أن ليس تجعل كما وذلك قليل ال يكاد ُعرف فهذا يجوز أن يكون منه ليس خلق‬ ‫ََ َ‬ ‫َ ُ ي َْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ز‬ ‫اهللُ أَشعر منه وليس قالَها زيد ( قال حميد | وقال هشام أخو ذى الرمة % ( هى الشفاء ِلدائى لو‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُّ َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ٌَْ‬ ‫ْ ََ‬ ‫ظفرت بها % وليس منها شفاُء الداء مبذول ) % | هذا ُّه سمع من العرب | والوجه والحد أن‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫كل ُ َ‬ ‫ِ َْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َِ ْ ُ‬ ‫تَحملَه على أَن فى ليس إضمار وهذا مبتدٌ كقوله إنه أمةُ اهلل ذاهب ٌ | َّ أنهم عموا أن بعضهم قال‬ ‫َّ‬ ‫ة إال َّ ز‬ ‫َّ‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ِْ‬ ‫َ ال‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ال ِ ُ‬ ‫ليس الطَيب إ ّ المسك وما كان الطيب إال المسك | فإن قلت ما أنا زيد لقيتُه رفعت إ ّ فى قول من‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫نصب زيدا لقيتُه ألنك قد فصلت كما فصلت فى قولك أنت زيد لقيتَه | وان كانت ما التى هى بمنزلة‬ ‫َ َ َ ً‬ ‫ليس فكذلك كأنك قلت لست زيد لقيتُه ألنك شغلت الفعل بأنا وهذا مبتدٌ بعد اسم وهذا الكالم فى‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫موضع خب ه وهو فيه أقوى ألنه عامل فى االسم الذى بعده | وألف االستفهام وما فى لغة بنى تميم‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ِ ُ‬ ‫َْ َ ِ‬ ‫يفصلن فال يعملن | فإذا اجتمع أَنك تَفصل وتعمل الحرف فهو أقوى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/740)‬ ‫وكذلك إنى زيد لقيتُه وأنا عمرو ضربتُه وليتَِى عبد اهلل مررت به ألنه إنما هو اسم مبتدأُ ثم ابتُدئ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ن‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َِ َ‬ ‫بعده أو اسم قد عمل فيه عامل ثم ابتُدئ بعده والكالم فى موضع خب ه | فأما قوله عز وجل ^ ( إنا‬ ‫ر‬ ‫ٌ‬ ‫كل شئ خِلقناهُ ِقدر ) ^ فإنما هو على قوله زيدا ضربتُه وهو عربى كثير | وقد قر بعضهم ! 2 <‬ ‫أَ‬ ‫ٌّ‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫ُ َّ َ ٍ َ ْ َ ب َ َ ٍ‬ ‫وأما ثمود فهديناهم > 2 ! َّ أن الق اءة ال تُخالَف ألن الق اءة ُّنةُ | وتقول كنت عبد اهلل لقيتُه ألنه‬ ‫َّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ ّ ر السَّ‬ ‫إال ّ ر‬ ‫ُّ‬ ‫ِ ز و‬ ‫ليس من الحروف التى ينصب ما بعدها كحروف االستفهام وحروف الج اء ال ما شبه بها وليس‬ ‫ُْ َ ُ‬ ‫ُ َْ ُ‬ ‫ي َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫بفعل ذكرتَه ليعمل فى شئ فينصبه أو يرفعه ثم ُضم إلى الكالم األول االسم بما يشرك به كقولك‬ ‫ََْ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫شئ َ ِ َ‬ ‫زيدا ضربت وعمر مررت به ولكنه ٌ عمل فى االسم ثم وضعت هذا فى موضع خب ه مانعً له أن‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫ينصب كقولك كان عبد اهلل أبوه منطلق | ولو قلت كنت أخاك وزيدا مررت به نصبت ألنه قد أُنفذ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫إلى مفعول ُصب ثم ضممت إليه اسما وفعال‬ ‫َ‬ ‫ون َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/840)‬ ‫| واذا قلت كنت زيد مررت به فقد صار هذا فى موضع أخاك ومنع الفعل أن يعمل | وكذلك‬ ‫ََْ َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫ُ ّ َ‬ ‫فو‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ِْ‬ ‫حسبتُنى عبد اهلل مررت به ألن هذا المضمر المنصوب بمنزلة المر ع فى كنت ألنه يحتاج إلى‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ِ َّ‬ ‫الخبر كاحتياج االسم فى كنت وكاحتياج المبتدإ فإنما هذا فى موضع خب ه كما كان فى موضع خبر‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
  • 65. ‫ِ‬ ‫ِ َّ ر‬ ‫كان فإنما أ اد أن يقول كنت هذه حالى وحسبتُنى هذه حالى كما قال لقيت عبد اهلل وزيد ( يضربه‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫عمرو فإنما قال لقيت عبد اهلل وزيد ) هذه حالُه ولم يعطفه على الحديث األول ليكون في مثل معناه‬ ‫َّ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِِْ‬ ‫تر ّ‬ ‫ُِ ْ‬ ‫ُ ََ‬ ‫يِ ْ‬ ‫ولم ُرد أن يقول فعلت وفَعل وكذلك لم يرده فى األول | أال ى أنه لم ينفذ الفعل فى كنت إلى‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫المفعول الذى به يستَغنى الكالم كاستغناء كنت بمفعوله | فإنما هذه فى موضع اإلخبار وبها يستَ ِى‬ ‫َ ْ غن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ِ‬ ‫الكالم | واذا قلت زيدا ضربت وعمر مررت به فليس الثانى فى موضع خبر ال تريد أن يستغنى به‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ ال يتم إ ّ به فإنما حالُه كحال األول فى أنه مفعول وهذا الثانى ال يمنعُ األول مفعوله أَن ينصبهُ‬ ‫ْ َْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ ال‬ ‫شئ‬ ‫ألنه ليس فى موضع خب ه فكيف ُختار فيه النصب وقد حال بينه وبين مفعوله وكان فى موضعه‬ ‫ّ ُ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫إ ّ أن تَنصبه على قولك زيداً ضربتُه | ومثل ذلك قد علمت لَعبد اهلل تضربه فدخول الالم ُّك أنه‬ ‫يدل َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َْ ُ‬ ‫ال‬ ‫إنما‬‫َّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/940)‬ ‫ُ إلى الشئ كحروف االشت اك‬ ‫ر‬ ‫أ اد به ما أ اد إذا لم يكن قبله ٌ َّها ليست مما ُضم به الشئ‬ ‫ّ ي َ ُّ‬ ‫شئ ألن‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫فكذلك ترك الواو فى األول هو كدخول الالم هنا | وان شاء نصب كما قال الشاعر وهو الم َّار‬ ‫َر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ََ ْ َ‬ ‫َ َض َ ِ ْ‬ ‫األسدى % ( فلو أنها إياك ع َّتْك مثلُها % جرَرت على ما شئت نحر وكْلكالَ ) % ( هذا باب‬ ‫َ َْ ا َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َِ َ‬ ‫من الفعل يستعمل فى االسم ثم يبدل مكان ذلك االسم اسم آخر فيعمل فيه كما عمل فى األول ) |‬ ‫ٌ ََ َ َْ ُ‬ ‫َُ‬ ‫وذلك قولك أيت قومك َهم و أيت بنى زيد ثُلُثَيهم و أيت بنى عمك ناسا منهم و أيت عبد اهلل‬ ‫ر ُ َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ْ ر ُ‬ ‫ر ُ َ أكثر ر ُ‬ ‫شخصهَ وصرفت وجوهها أوِلها | فهذا ُ على وجهين | على أنه أ اد أيت أكثر قومك و أيت ثُلُثَى‬ ‫ر‬ ‫َّ ر ر ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫يجئ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ ُْ‬ ‫قومك وصرفت وجوهَ أوِلها ولكنه ثَنى االسم توكيدً كما قال جل ثناؤه ^ ( فَسجد المالئِكةُ كَلُّهُم‬ ‫َ ََ َ َ ُ ُ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/150)‬ ‫َ َ ِ َّ ِ رِ ِ ٍ ِ ِ‬ ‫أجمعون ) ^ وأشباه ذلك | فمن ذلك قوله عز وجل ^ ( يسأَلُونك عن الشهر الح َام قتَال فيه ) ^ |‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َُْ َ‬ ‫ها ) % | ويكون على الوجه‬ ‫وقال الشاعر % ( وذكرت تَقتُد برد مائها % وعتَك البول على أنسائِ‬ ‫َ ُ َ ِ‬ ‫َ ََ ْ ْ َ َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫اآلخر الذى أذك ه لك وهو أن يتكّم فيقول أيت قومك ثم يبدو له أن َّن ما الذى أى منهم فيقول‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫يبي َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ر ُ َ‬ ‫َ لَ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫رو‬ ‫َّ‬ ‫ثُلُثَيهم َو ناسا منهم | و ال يجوز أن تقول أيت زيدا أباه واألب غير زيد ألنك ال تبينه بغي ه ال بشئ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ر ُ‬ ‫ً‬ ‫ْ أ‬ ‫َّ ُ ُ ن‬ ‫ِن َّ‬ ‫ليس منه | وكذلك ال تثنى االسم توكيدً وليس باألول ال شئ منه فإَّما تثنيه وتُؤكدهُ مثًَّى بما هو‬ ‫َّ و‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
  • 66. ‫منه أو هو هو | وانما يجوز أيت زيدا أباه‬ ‫ر ُ ً‬ ‫ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/050)‬ ‫و أيت زيدا عمر أَن يكون أ اد أن يقول أيت عمر أو أيت ابا زيد فغِط أو نسى ثم استَدرك كالمه‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ َل َ َ َ‬ ‫ا ر ُ‬ ‫ر ُ‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ر ُ‬ ‫بعد واما أن يكون َضرب عن ذلك فن َّاه وجعل عمر مكانه | فأَما األول فجيد عربى مثلُه قوله عز‬ ‫ّ‬ ‫ٌّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ً َ‬ ‫ا‬ ‫َح‬ ‫أ َْ َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫وجل ! 2 < وهلل على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيال > 2 ! ألنهم من الناس | ومثلُه َّ‬ ‫إال‬ ‫ّ‬ ‫أنهم أعادوا حرف الجر ! 2 < قال المأل الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم >‬ ‫َ ّ‬ ‫َّ‬ ‫2 ! | ومن هذا الباب قولك بِعت متاعك أَسفلَه قبله قبل أَعاله واشتريت متاعك أسفله أس ع من‬ ‫َ َرَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ غار ْ َ َ ِ ْ َ ْي‬ ‫اشت ائى أَعاله واشتريت متاعك بعضه أعجل من بعض وسقيت َِبلك ص َها أَحسن من سق ِى‬ ‫ٍ َ َْ ُ إ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ك َها وضربت الناس بعضهم قائما وبعضهم قاعدً فهذا ال يكون فيه َّ النصب ألن ما ذكرت بعده‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫إال‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ بار‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ليس ّا عليه فيكون مبتدأ وانما هو من نعت الفعل عمت أن بيعه أسفلَه كان قبل بيعه أعاله وأن‬ ‫ّ‬ ‫ز َ ّ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫مبني‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫الش اء كان فى بعض أعجل من بعض وسقيه الصغار كان أحسن من سقيه الكبار ولم تَجعله خبر‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َّ ر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لما قبله | ومن ذلك قولك مررت بمتاعك بعضه مرفوعً وبعضه مطروحا فهذا‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/250)‬ ‫ال يكون مرفوعا ألنك حملت النعت على المرور فجعلته حا ً للمرور ولم تجعْله ًّ على المبتدإ |‬ ‫مبنيا‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫وان لم تجعله حاال للممرور جاز الرفع | ومن هذا الباب أَلزمت الناس بعضهم بعضاً وخوفت الناس‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َِ‬ ‫ِي‬ ‫ضعيفَهم قَوَّهم فهذا معناه في الحديث المعنى الذي في قولك خاف الناس ضعيفهم قويهم ولَزم الناس‬ ‫ُ‬ ‫بعضهم بعضا فلما قلت ألزمت وخوفت صار مفع ال وأجريت الثانى على ما ى عليه األول وهو‬ ‫ُّ‬ ‫جر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ُ ّ ُ‬ ‫ً َّ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فاعل فصار فعال تعدى إلى مفعولين | وعلى ذلك دفعت الناس بعضهم ببعض على قولك دفع‬ ‫ٌ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫الناس بعضهم بعضً | ودخول الباء ههنا بمنزلة قولك ألزمت َّك قلت فى التمثيل أَدفَعت كما أنك‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ ُ‬ ‫ُ كأن‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تقول ذهبت به من عندنا وأَذهبتَه من عندنا و جتَه معك جت به معك | وكذلك مَّزت متاعك‬ ‫َ‬ ‫َي ُ‬ ‫وخر َ‬ ‫أخر‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫بعضه من بعض وأَوصلت القوم بعضهم إلى بعض فجعلتَه مفع ال على حد ما جعلت الذى قبله‬ ‫ّ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فض ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وصار قوله إلى بعض ومن بعض فى موضع مفعول منصوب | ومن ذلك َّلت متاعك أسفله‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫َّ‬ ‫على أعاله فإنما جعله مفع ال من قوله خ َج متاعك أسفله على أعاله كأنه قال فى التمثيل فضل‬ ‫َ رَ‬
  • 67. ‫َ َ ُ َ َ ِْ ََ‬ ‫متاعك أسفلُه على أعاله فعلى أعاله فى موضع نصب | ومثل ذلك صككت الحجرين أَحدهما‬ ‫ُ‬ ‫َ ل ْال‬ ‫رِ ُ‬ ‫ْ َّ‬ ‫َّ‬ ‫باآلخر على أنه مفعول من أصطَك الحج ان أحدهما باآلخر ومثل ذلك قوله عز وجل ^ ( وَو َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ اع‬ ‫دفَ ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/350)‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫َجر‬ ‫ِ َّ َ َ ْ َ ْ َ ْ ٍ‬ ‫اهلل الناس بعضهُم بِبعض ) ^ | وهذا ما ي ى منه مجرور كما ى منصوبا وذلك قولك عجبت‬ ‫يجر‬ ‫ِ‬ ‫َ ِْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫من دفع الناس بعضهم ببعض إذا جعلت الناس مفعوِين كان بمنزلة قولك عجبت من إذهاب الناس‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ل َ‬ ‫َ‬ ‫َِْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ا َّ‬ ‫ِ‬ ‫بعضهم بعضً ألنك إذا قلت أَفعلت استغنيت عن الباء واذا قلت فَعلت احتجت إليها ى فى الجر‬ ‫وجر‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫على قولك دفعت الناس بعضهم ببعض | وان جعلت الناس فاعلين قلت عجبت من دفع الناس‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ر‬ ‫َّ‬ ‫جر‬ ‫َّ ر‬ ‫بعضهم بعضً ى فى الجر على حد مج اه فى الرفع كما ى فى األول على مج اه فى النصب‬ ‫َّ‬ ‫ا جر‬ ‫ِ‬ ‫ُ ما ذكرنا إذا أَعملت فيه المصدر ى مج اه‬ ‫ر‬ ‫َ فجر‬ ‫َ‬ ‫وهو قولك دفع الناس بعضهم بعضاً | وكذلك جميع‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ َحمر جر‬ ‫ِ‬ ‫فى الفعل | ومن ذلك قولك عجبت من مو ِ‬ ‫افقة الناس أسودهم أ َهم ى على قولك وافق الناس‬ ‫ََ‬ ‫َ ِْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َسودهم أ َهم | وتقول سمعت وقع أَنيا ِه بعضها فوق بعض ى على قولك وقعت أَنيابه بعضها‬ ‫ٍ جر‬ ‫ُ َ َ ْ ب‬ ‫أ ُ َحمر‬ ‫ُ‬ ‫ْ ْ ُ‬ ‫فوق بعض | وتقول عجبت من إيقاع أنيابه بعضها فوق بعض على حد قولك أوقعت أنيابه بعضها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فوق بعض | هذا وجهُ اتّفاق الرفع والنصب فى هذا الباب واختيار النصب واختيار الرفع‬ ‫ِ‬ ‫____________________‬ ‫(0/450)‬ ‫المبتدإ وجعلت‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫| تقول أيت متاعك بعضه فوق بعض إذا جعلت فوقً فى موضع االسم المبنى على‬ ‫َ ا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ّ‬ ‫| وان جعلتَه‬ ‫األول مبتدأَ كأنك قلت أيت متاعك بعضه أَحسن من بعض ففوق فى موضع أحسن‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫ِْ‬ ‫ِ‬ ‫حا ً بمنزلة قولك مررت بمتاعك ِ‬ ‫بعضه مطروحا وبعضه مرفوعا نصبتَه ألنك لم تَبن عليه شيئً‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫فتَبتدئه | وان شئت قلت أيت متاعك بعضه أَحسن من بعض فيكون بمنزلة قولك أيت بعض‬ ‫ر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر ُ‬ ‫َِ‬ ‫فع‬ ‫َ‬ ‫ر ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ الجي‬ ‫متاعك َّد فوصلتَه إلى مفعولين ألنك أَبدلت فصرت كأنك قلت أيت بعض متاعك | والر ُ فى‬ ‫هذا أَعرف ألنهم َّهوه بقولك أيت زيدً أبوه أَفضل منه ألنه اسم هو لألول ومن سببه كما أن هذا‬ ‫ّ‬ ‫ّ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ر ُ ا‬ ‫ْ َ ُ ّ شب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫له ومن سببه واآلخر هو المبتدأ األول كما أن اآلخر ههنا هو المبتدأُ األول | وان نصبت فهو عربى‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫جيد | ومما جاء فى الرفع قوله تعالى ! 2 < ويوم القيامة ى الذين كذبوا على اهلل وجوههم مسودة‬ ‫تر‬ ‫ّ‬
  • 68. ‫َْ َ‬ ‫َّ ا َ َ َ ْ‬ ‫> 2 ! | ومما جاء فى النصب أنا سمعنا من يوثَق بعربيته يقول خلق اهللُ الزرفَة يديها أَطول من‬ ‫ََ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫رجلَيها | وحدثنا يونس أن العرب تُنشد هذا البيت وهو لعبدةَ بن َّبيب‬ ‫الط‬ ‫َْ‬ ‫ُِْ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ّ‬ ‫ِْ ْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/550)‬ ‫ُ ُ ُ َ ٍِ‬ ‫% ( فما كان قيس هْلكهُ هْلك واحد % ولكنه بنيان قوم تَهَدما ) % | وقال رجل من بجيلَة أو خثْعٍم‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ ُ ُ ٍ َّ َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫% ( ذرينى إن أَمرك لن ُطاعا % وما َلفَي ِ ِى حلَمى مضاعا ) % | وقال آخر فى البدل % (‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫أ ْ تن‬ ‫ّ َْ َ ْ ي َ‬ ‫ِ‬ ‫َِ‬ ‫ٌّ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫إن على اهلل تُبايِعا % تؤخذ ك ْهً أو تَجئ طائعا ) % | فهذا عربى حسن واألول أَعرف وأَكثر |‬ ‫ْ َ َ َر ا‬ ‫ّ َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫وتقول جعلت متاعك بعضه فوق بعض فله ثالثةُ أَوجه فى النصب | إن شئت جعلت فَوق فى‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫موضع الحال كأنه قال علمت متاعك وهو بعضه على بعض أى فى هذه الحال كما جعلت ذلك فى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أيت فى رؤية‬ ‫ر ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/650)‬ ‫العين | وان شئت نصبتَه على ما نصبت عليه أيت زيدا وجهَه أَحسن من وجه فالن تريد رؤية‬ ‫ََ‬ ‫ر ُ‬ ‫َ‬ ‫القلب | وان شئت نصبتَه على أنك إذا قلت جعلت متاعك يدخله معنى أَلقيت فيصير ك َنك قلت‬ ‫ُ أّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫أَلقيت متاعك بعضه فوق بعض ألن أَلقيت كقولك أَسقطت متاعك بعضه على بعض وهو مفعول‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫جر َ َ ْ ُ َ َ َ ِ َ‬ ‫ٍ فجر‬ ‫من قولك سقَط متاعك بعضه على بعض ى كما ى صككت الحجرين أحدهما باآلخر | فقولك‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫باآلخر ليس فى موضع اسم هو األول ولكنه فى موضع االسم اآلخر فى قولك صك الحج َان‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ ٍ‬ ‫َ َ َّ أ‬ ‫أحدهما اآلخر ولكنك َوصلت الفعل بالباء كما أن مررت بزيد االسم منه في موضع اسم منصوب |‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ُجر ُ ر‬ ‫ٍ‬ ‫ومثل هذا حت المتاع بعضه على بعض ألن معناه أَسقطت فأ ى مج اه وان لم يكن من لفظه‬ ‫َ َ‬ ‫طر ُ‬ ‫فاعل | وتصديق ذلك قولُه عز وجل ! 2 < ويجعل الخبيث بعضه على بعض > 2 ! | والوجه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫الثالث أن تجعله مثل ظننت متاعك بعضه أحسن من بعض | والر ُ فيه أيضاً عربى كثير | تقول‬ ‫ّ‬ ‫فع‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫جعلت متاعك بعضه على بعض فوجهُ الرفع فيه على ما كان فى أيت | وتقول أَبكيت قومك‬ ‫ُ َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ُ َ‬ ‫بعضهم على بعض وحزنت قومك بعضهم على بعض فأَجريت هذا على حد الفاعل إذا قلت بكى‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َِ‬ ‫قومك بعضهم على بعض وحزن قومك بعضهم على بعض فالوجه هنا النصب ألنك‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬
  • 69. ‫(0/750)‬ ‫إذا قلت أَحزنت قومك بعضهم على بعض وأَبكيت قومك بعضهم على بعض لم ترد أن تقول بعضهم‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ فع َ ْ َ َّ‬ ‫َ ٍ و ّ‬ ‫على بعض فى عون ال أَن أَجسادهم بعضها على بعض فيكون الر ُ الوجه ولكنك أَجريته على‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا ِ َّ‬ ‫قولك بكى قومك بعضهم بعضً فإنما أَوصلت الفعل إلى االسم بحرف جر والكالم فى موضع اسم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫ً ِْ‬ ‫منصوب كما تقول مررت على زيد ومعناه مررت زيدا | فإن قيل حزنت قومك بعضهم أَفضل من‬ ‫ُ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫بعض وأَبكيت قومك بعضهم أكرم من بعض كان الر ُ الوجه ألن اآلخر هو األول ولم تجعله فى‬ ‫فع‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫موضع مفعول هو غير األول | وان شئت نصبتَه على قولك حزنت قومك وبعضهم قاعدً على‬ ‫ا‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ّ ُ َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫الحال ألنك قد تقول أيت قومك هم وحزنت قومك بعضهم قائماً بعضهم فإذا جاز هذا أَتْبعتَهُ ما‬ ‫أكثر‬ ‫ر‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َ َّ‬ ‫يكون حاال | وان كان مما يتعدى إلى مفعولين أَنفذتَه إليه ألنه كأَنه لم تذكر قبله شيئً كأنه أيت‬ ‫ر ُ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ال أ َّ أ َ أكثر‬ ‫قومك وحزنت قومك | إ ّ َن َعربه و َه إذا كان اآلخر هو األول أن ُبتَدأَ | وان أَجريتَه على‬ ‫ّ َ يْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اآلخر من األول ُج َى على االسم كما‬ ‫ّ وي ْ ر‬ ‫النصب فهو عربى جيد ( هذا باب من الفعل يبدل فيه ِ‬ ‫ُْ َ ُ‬ ‫ٌّ ّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ ُ ظهر‬ ‫يج َى أَجمعون على االسم وُنصب بالفعل ألنه مفعول ٌ) | فالبدل أن تقول ضرب عبد اهلل ُه‬ ‫ََ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ يْ َ ُ‬ ‫ُ ْر ْ ُ َ‬ ‫وبطنهُ وضرب زيد َّهر والبطن وقِلب عمرو ظه هُ وبطنهُ ومطرنا سهلُنا وجَبلُنا ومطرنا َّهل‬ ‫ُ ِ الس ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ َْ َ ْ‬ ‫ٌ ر‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫ُ ِ َ ٌ الظ ُ‬ ‫ا‬ ‫والجبل | وان شئت كان على االسم بمنزلة أَجمعين توكيدً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/850)‬ ‫| وان شئت نصبت تقول ضرب زيد َّهر والبطن ومطرنا َّهل والجبل وقِلب زيد َه وبطنه |‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ٌ ظهر‬ ‫َ ُ ِ ْ الس َ‬ ‫ُ ِ َ َ ٌ الظ َ‬ ‫ْ‬ ‫فالمعنى َّهم مطروا فى َّهل والجبل وقِب على َّهر والبطن | ولكنهم أجازوا هذا كما أجازوا‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫الظ ِ‬ ‫ُل َ‬ ‫الس‬ ‫ِ‬ ‫أن ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫قولَهم دخلت البيت وانما معناه دخلت فى البيت | والعامل فيه الفعل وليس المنتصب ههنا بمنزلة‬ ‫ُ‬ ‫ََ ُ‬ ‫الظرف ألنك لو قلت قِلب هو ُه وبطنه وأنت تعنى على ظه ه لم يجز | ولم ُجيزوه فى غير‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ظهر‬ ‫ُ َ‬ ‫ّ‬ ‫َّهل والجبل و َّهر والبطن كما لم يجز دخلت عبد اهلل فجاز هذا فى ذا وحده كما لم يجز حذف‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫الظ‬ ‫الس‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َُْ‬ ‫َّ ُ ْ‬ ‫الجر إ ّ فى األماكن فى مثل دخلت البيت | واختُ َّت بهذا كما أن لَدن مع غدوةً لها حال ليست فى‬ ‫ص‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ ال‬ ‫ها من األسماء وكما أن عسى لها فى قولهم عسى الغوير أَبؤساً حال ال تكون فى سائر األشياء‬ ‫ٌ‬ ‫َُ ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ ََ‬ ‫غير‬ ‫| ونظير هذا أيضً فى َّهم حذفوا حرف الجر ليس إ ّ قولُهم َُّئت زيدً قال ذاك إنما يريد عن زيد‬ ‫َّ‬ ‫نب ْ ُ ا‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ا أن‬ ‫َّ أن معنى األول معنى األَماكن | عم الخليل حمه اهلل أنهم يقولون مطرنا الزْع والض ع‬ ‫َّر َ‬ ‫ُ ِ ْ َّ ر َ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫وز‬ ‫ّ‬ ‫إال ّ‬ ‫____________________‬
  • 70. ‫(0/950)‬ ‫ُ ِ َ َ ٌ َُ‬ ‫َّر‬ ‫| وان شئت رفعت على البدل وعلى أن تصي ه بمنزلة أجمعين تأكيدً | فإن قلت ضرب زيد اليد‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ّ ِْ َ‬ ‫َ ُ َّ‬ ‫والرجل جاز على أن يكون بدال وَن يكون توكيدا | وان نصبته لم يحسن ألنا لفعل إنما أُنفذ فى هذه‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ِّ ْ ُ‬ ‫األسماء خاص إلى المنصوب إذا حذفت منهُ حرف الجر إ ّ أن تَسمع العرب تقول فى غي ه وقد‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ ال‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫سمعناهم يقولون مطرتهُم ظهر وبطنا | وتقول مطر قومك َّيل والنهار على الظرف وعلى الوجه‬ ‫ُ ِ َ ُ الل َ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ ََ ْ‬ ‫َ‬ ‫الليل والنهار وهو ُه صائم وليلُه‬ ‫نهار‬ ‫ُ‬ ‫اآلخر | وان شئت رفعته على سعة الكالم كما قال صيد عليه َّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫قائم وكما قال جرير % ( لقد لُمتِنا يا أُم غيالن فى الس َى % ونمت وما لْيل اْلمطى بنائم ) % |‬ ‫َ ُ ِ َّ ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُّر‬ ‫َّ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ٍ ِ ِ ٍَ‬ ‫ِ‬ ‫فكأنه فى كل هذا جعل الليل بعض االسم | وقال آخر % ( أَما َّهار ففى قيد وسْلسلة % والليل‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ الن ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫فى قعر منحوت من َّاج ) % | فكأَنه جعل َّهار فى قيد والليل فى بطن منحوت أو جعله االسم‬ ‫َ ِ ْ ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ الن َ‬ ‫الس‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ر ُ‬ ‫أ‬ ‫ُ ِ َ ُ ظهر ُ َ ُ‬ ‫أو بعضه | وان شئت قلت ضرب عبد اهلل ُه ومطر قومك سهلهم على قولك َيت القوم أَكثَ هم‬ ‫َ ر‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ّ ِ ُ َّ رِ ّ‬ ‫و أَيت عمر شخصه كما قال % ( فكأَنه لَهق الس اةكأنه % ما حاج ِيه معَّن بسواد ) % | يريد كأن‬ ‫َّ‬ ‫بَ ْ ُ َ ي ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ر ُ‬ ‫حاجبيَه فأَبدل حاجبيه من الهاء التى فى كأنه وما ائدة | وقال الجعدى % ( ملَك الخورنق‬ ‫َ َ َ ََْ َ‬ ‫َْ ّ‬ ‫ز‬ ‫ّ‬ ‫ِْ‬ ‫و َّدير ودانه % ما بين حمير أَهِلها وأُوال ) %‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ ََ ْ‬ ‫السِ َ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/160)‬ ‫فع‬ ‫ِ‬ ‫| والنصب فيه جيد ٌ على التفسير األول والر ُ على قوله وان وقع صبر أو إن كان فينا صبر‬ ‫ّ ٌ بالغ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ٌْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َق ْ َِ ا‬ ‫ِ ِْ‬ ‫فإنا نصبر | وأما قول الشاعر لنعمان بن المنذر % ( قد قيل ذلك إن ح َّا وان كذبً % فما اعتذارك‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ َ ُ‬ ‫ٌّ‬ ‫ْ‬ ‫ّ ِ فع‬ ‫من شئ إذا قيال ) % | فالنصب فيه على التفسير األول والر ُ يجوز على قوله إن كان فيه حق‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌّ‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ٌ‬ ‫ٌِ‬ ‫وان كان فيه باطل كما جاز ذلك فى إن كان أَعمالهم خير | ويجوز أيضً على قوله إن وقع حق‬ ‫ْ ٍ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ ْ َ َ ُ ُ ْ ٍ ََ ِ ة‬ ‫وان وقع كذب | ومن ذلك قوله عز وجل ^ ( وان كان ذو عس َة فنظرٌ إلَى ميسرَ ة ) ^ | ومثل‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ِي‬ ‫ْ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ذلك قول العرب فى مثَل من أمثالها إن ال حظَّة‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/060)‬
  • 71. ‫يريد ما بين أهل حمير فأَبدل األهل من حمير | ومثل ذلك قولهم صرفت وجوهها أَولها | ومثله مالى‬ ‫َ َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ َ ِ ال‬ ‫ُِ ْ ّ‬ ‫ِ ٌ أمر‬ ‫بهم علم ِهم | وأما قول جرير % ( مشق الهَواجر لَحمهَن مع الس َى % حتَّى ذهبن كالك ً‬ ‫ُّر‬ ‫َََ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ٍ الن ّ‬ ‫َ َ َ ُ ََ َ ُا‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫وصدور ) | فإنما هو على قوله ذ هب قُدماً وذهب أُخر | وقال عمرو بن عمار َّهدى % ( طويل‬‫ُ َا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ً‬ ‫ِ َّ‬ ‫متل العنق أشرف كاهال % أَشق رحيب الجوف معتَدل الجرِم ) %‬ ‫َ ُ َ َ َْ ُْ ُ ْ‬ ‫َ ُْ ِ ْ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/260)‬ ‫َ َ ُ ُ ً ِ َّ خب ّ‬ ‫كأنه قال ذهب صعدا فإنما َّر أن الذهاب كان على هذه الحال | ومثله قول رجل من عمان % (‬ ‫ُ َ‬ ‫الض َ‬ ‫ِن َّ‬ ‫إذا أَكلت سمكً وفرضا % ذهبت طو ً وذهبت عرضاَ ) % | فإَّما شبه هذا َّرب من المصادر |‬ ‫َ َ ْ ُ ال َ ُ َ ْ‬ ‫ُ َ ا َْ َ‬ ‫وليس هذا مثل قول عامر بن ُّفيل % ( فَأل غينكم قناً وعوارضا % ألُق ِلن الخْيل البة ض ْغد )‬ ‫ِ ً و بَ َّ َ َ َ رَ ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ َّ ُ َ ُ‬ ‫الط َ‬ ‫َ‬ ‫% | ألن قنا وعوارض مكانان وانما يريد بقناً وعوارض ولكن الشاعر شبهه بدخلت البيت وقِب زيد‬ ‫َ ُل َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ً ُ َ‬ ‫الظهر والبطن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/360)‬ ‫ع فى المفعول فى المعنى فإذا أردت فيه‬ ‫ر جر ِ‬ ‫( هذا باب من اسم الفاعل الذى ج َى م ى الفعل المضارِ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ ٌ ا ً‬ ‫من المعنى ما أردت فى يفعل كان نك ةً منونا ) | وذلك قولك هذا ضارب زيدً غدا | فمعناه وعملُه‬ ‫ر ّ‬ ‫َ َُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫َ ِْ ُ ا ا ِ ّ‬ ‫مثل هذا يضرب زيدً غدً | فإذا حدثت عن فعل فى حين وقوعه غير منقطع كان كذلك | وتقول هذا‬ ‫ُ‬ ‫ِن‬ ‫ضارب عبد اهلل الساعة فمعناه وعملُه مثل هذا يضرب زيداً الساعة | وكان زيد ضاربا أباك فإَّما‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ا ً‬ ‫ٍ‬ ‫تُحدث أيضاً عن اتَّصال فعل فى حال وقوعه | وكان موافقً زيدا فمعناه وعملُه كقولك كان يضرب‬ ‫َّ‬ ‫ع فى العمل والمعنى منونا | ومما جاء فى الشعر‬ ‫َّ‬ ‫أباك ويوافق زيدا | فهذا ى مجر ِ‬ ‫ى الفعل المضارِ‬ ‫جر‬ ‫ُِ‬ ‫منونا من هذا الباب قوله % ( إنى بحْبِلك واصل حبلى % وِريش نْبِلك َائش نبلى ) % | وقال‬ ‫بِ ِ َ َ ر ٌ َ ِ‬ ‫َ ٌِ ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬ ‫َّ‬ ‫عمر بن أبى ربيعةَ‬ ‫ُ َُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/460)‬
  • 72. ‫ُّ َ‬ ‫ِ ِ ُ‬ ‫َة البيض كالدمى ) % | وقال ُهير % (‬ ‫ز‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ ْ‬ ‫( ومن مالئ عينيه من شئ غي ه % إذا اح نحو الجمر‬ ‫رَ َ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫%‬ ‫ِلى أَنى لست مدرك ما مضى % ال سابِقً شيئً إذا كان جائيا ) % | وقال األَخوص الر ُّى‬ ‫َ ْ َ ُ َّ ياح‬ ‫ا ا‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ُ ُِْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫بدا‬ ‫ََ‬ ‫َّ‬ ‫( مشائيم ليسوا مصِلحين عش ًة % ال ناعبً إ ّ ببَ ٍ‬ ‫ا ال َ ْ ين غ ابها ) % | واعلم أن العرب‬ ‫ُ رُ‬ ‫ِ ير و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ْ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫%‬ ‫يستخفّون فيحذفون التنوين والنون ال ي ُّر من المعنى‬ ‫و َتغي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/560)‬ ‫ٌ وينجر المفعول ِكف التنوين ممن االسم فصار عملُه فيه الجر ودخل فى االسم معاقبا للتنوين‬ ‫ُ ً‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ل َ َّ‬ ‫شئ َ َ ُّ‬ ‫ى مج ى غالم عبد اهلل فى َّفظ ألنه اسم وان كان ليس مثله فى المعنى والعمل | وليس َّر‬ ‫يغي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ ٌ‬ ‫الل‬ ‫ر ُ ِ‬ ‫فجر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ًِ ً‬ ‫كف التنوين إذا حذفته مستخفا شيئا من المعنى ال يجعلُه معرفة | فمن ذلك قوله عز وجل ! 2 <‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر ِ‬ ‫َّ َ ِ‬ ‫ُ ْ ِ ُ َ َ ُ رُ ْ‬ ‫َّ ُ ْ‬ ‫كل نفس ذائقة الموت > 2 ! و ^ ( إنا مرسلُوا الناقة ) ^ و ^ ( لَو تََى إذ المجرمون ناكسو ُءسهم‬ ‫ْ‬ ‫) ^ و ! 2 < غير محلي الصيد > 2 ! | فالمعنى معنى ! 2 < ال آمين البيت الح ام > 2 ! |‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫َ ُّ‬ ‫ويزيد هذا عندك بيانً قولُه تعالى جده ! 2 < هديا بالغ الكعبة > 2 ! و ! 2 < عارض ممطرنا >‬ ‫ا‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ر‬ ‫ّ ر‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ ر‬ ‫2 ! | فلو لم يكن هذا فى معنى النك ة والتنوين لم توصف به النك ةُ | وست اه مفصالً أيضً فى بابه‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫مع غير هذا من الحجج إن شاء اهلل | وقال الخليل هو كائن أَخيك على االستخفاف والمعنى هو‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫كائن َخاك | ومما جاء فى الشعر غير منون قول الفرزدق‬ ‫ٌ أ‬ ‫ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/660)‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫% ( أتانى على القَعساء عادل وط ِه % برجلَى ِلئيم واست عبد تُعادلُه ) % | يريد عاد ً وطبه |‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ِ ِ َ َ ْب‬ ‫ال َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ ُِ‬ ‫ُ ْ ْ ِ َ َ ِ ِ َّ َ ْ ِ ز‬ ‫ِّ ْ ِ ُ‬ ‫وقال الزبرقان بن بدر % ( مستَحقبى حلق الماذى يحف ُه % باْلمشرفي وغاب فوقَه حصد ) % |‬ ‫ٌ‬ ‫َ ْ َ ِّ‬ ‫ِ اُ‬ ‫ٍَِِ‬ ‫ِ ُْا‬ ‫ا ِْ َ ِ‬ ‫وقال السلَيك بن السلَكة % ( ترها من يبيس الماء شهبً % مخالط د َّة منها غرر ) %‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ُّ َ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/760)‬
  • 73. ‫ْ ُْ‬ ‫َّ‬ ‫| يريد عرق الخيل | ومما يزيد هذا الباب إيضاحا أَنه على معنى المنون قول النابغة % ( احكم‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ٍ ِ ر ٍ ِِ‬ ‫ُ ْ َ ِ َ َّ ْ‬ ‫كحكم فتاة الحى إذ نظرت % إلى حمام ش اع وارد الثَّمد ) % | فوصف به النك ةَ | وقال الم ار‬ ‫ّر‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫األَسدى % ( سل الهُموم بكل معطي معطى أْسه % ناج ِط صهبة متَ َّس ) % | فهو على‬ ‫ٍ مخال ِ ُ ْ َ ٍ ُ عي ِ‬ ‫ِ رِ ِ‬ ‫ُْ‬ ‫َ ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬ ‫المعنى ال على األصل واألصل التنوين ألن هذا الموضع ال يقع فيه معرفة | ولو كان األصل ههنا‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ع فيما ذكرت لك‬ ‫تَرك التنوين لَما دخلَه التنوين ال كان ذلك نك ةً وذلك أَنه ال ي ى ى المضار‬ ‫َجر مجر‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ُ و‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/860)‬ ‫| عم عيسى َن بعض العرب ينشد هذا البيت ألَبى األَسود الدؤّى % ( فأَلفَيتُه غير مستَع ِب %‬ ‫ْ ْت ٍ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َل‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫وز‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ً لي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫و ِ ِ ِ ال َ ً‬ ‫ال ذاكر اهلل إ ّ قِليال ) % | لم يحذف التنوين استخفافا ُعاقب المجرور ولكنه حذفه اللتقاء‬ ‫ُ‬ ‫رٌ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ِ‬ ‫الساكنين كما قال رمى القوم | وهذا اضط ار وهو مشب ٌ بذلك الذى ذكرت لك | وتقول فى هذا باب‬ ‫َّه‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫هذا ضارب زيد وعمرو إذا أَشركت بين اآلخر واألول فى الجار ألنه ليس فى العربية ٌ يعمل فى‬ ‫ّ شئ َ ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫حرف فيمتنع أن يشرك بينه وبين مثله | وان شئت نصبت على المعنى وتُضمر له ِ‬ ‫ُ ناصبً فتقول هذا‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٍ‬ ‫ِ ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َ ِ ُ‬ ‫ضارب زيد وعمر كأنه قال ويضرب عمر أو وضارب عمر | ومما جاء على المعنى قول جرير‬ ‫ً ّ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/960)‬ ‫% ( جئ ِى ِمثْل ب ِى بدر لقومهِم % أو مثْل أُس َة منظور بن سَّار ) % | وقال كعب بن جعيل‬ ‫ُْ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ ْ ِ َ ْ ِ ِ َي ِ‬ ‫ر‬ ‫ِ ْ ن ب ِ ِ َن َ ْ ٍ ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ َج ِ‬ ‫َ ر َ َْ ِ‬ ‫ِ َّ َ ّ ِ ِ ِ‬ ‫التَّ ُّى % ( أَعنى بخوار العنان تَخالُهُ % إذا اح يردى بالمد َّج أَحردا ) % % ( وأبيض مصقول‬ ‫غلب‬ ‫َّطام مهَندً % وذا حلَق من نسج داود مسردا ) % | فَحملَه على المعنى كأنه قال وأَعط ِى َبيض‬ ‫ْ ن أ َ‬ ‫ِ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ ِ ُ َ ُ َْ َ‬ ‫َ ٍ‬ ‫الس ِ ُ َّ ا‬ ‫ُ َّ َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ِ َ ُسر‬ ‫مصقول َّطام وقال هات مثل أ ِة منظور بن َّار | والنصب فى األول أقوى وأحسن ألنك‬ ‫ِ ِ سي ٍ‬ ‫َ الس‬ ‫ٍ و‬ ‫ِْ‬ ‫أَدخلت الجر على الحرف الناصب ولم تجئ ههنا إ ّ بما أصله الجر ولم تُدخْله على ناصب ال‬ ‫ُّ‬ ‫ال‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫افع | وهو على ذلك عربى جيد | و ُّر أجود | وقال جل من قيس عيالن‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫الج‬ ‫ٌ‬ ‫رٍ‬ ‫____________________‬ ‫(0/170)‬
  • 74. ‫% ( بينا نحن نطلُبه أَتانا % معَّق وفضة وزناد اع ) % | عم عيسى أنهم ُنشدون هذا البيت %‬ ‫َّ ي ِ‬ ‫وز‬ ‫ُ َل َ َ ْ ٍ ِ َ ر ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ أ ْ ََ ّ‬ ‫َْ ِ ِ ِ ا ِ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫( هل أنت باعث دينار لحاجتنا % أو عبد رب أَخاعون بن مخرق ) % | فإذا َخبر أَن الفعل قد‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِع له كما أَشبهه الفعل‬ ‫ُ‬ ‫ْ ر جر ِ‬ ‫وقع وانقطع فهو بغير تنوين ألبتَّةَ ألنه إنما أُج ِى م ى الفعل المضار‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َر ِ‬ ‫ُّ‬ ‫المضار ُ فى اإلع اب فكل واحد منهما داخل على صاحبه فلما أ اد سوى ذلك المعنى ى ى‬ ‫جر مجر‬ ‫ِ ر‬ ‫ع‬ ‫عه من الفعل كما شبه به فى اإلع اب |‬ ‫ر‬ ‫َّ‬ ‫األسماء التى من غير ذلك الفعل ألنه إنما شِّه بما ضار‬ ‫ُب َ‬ ‫ُّ َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫وذلك قولك هذا ضارب عبد اهلل وأخيه | وجهُ الكالم وحده الجر ألنه ليس موضعا للتنوين | وكذلك‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ُ‬ ‫قولك هذا ضارب زيد فيها وأخيه وهذا قاتل عمرو أَمس وعبد اهلل وهذا ضارب عبد اهلل ضربا شديدا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وعمرو | ولو قلت هذا ضارب عبد اهلل وزيدً جاز على إضمار فعل‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/070)‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫أى وضرب زيدً | وانما جاز هذا اإلضمار ألن معنى الحديث فى قولك هذا ضارب زيد هذا ضرب‬ ‫ََ َ ا‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ ْ ُ َ ُِ َ‬ ‫زيدا وان كان ال يعمل عمله فحمل على المعنى كما قال جل ثناؤه ! 2 < ولحم طير مما يشتهون‬ ‫ّ‬ ‫وحور عين > 2 ! لما كان المعنى فى الحديث على قوله لهم فيها حملَه على شئ ال ينقُض األول‬ ‫َْ ُ ّ َ‬ ‫ََ‬ ‫ّ‬ ‫فى المعنى | وقد ق أه الحسن | ومثله قول الشاعر % ( يهدى الخميس ِجادا فى مطالعها % إما‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َِ ن ً‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ر‬ ‫المصاع واما ضرب ٌ ُغب ) % | حمله على شئ لو كان عليه األول لم ينقُض المعنى‬‫ِ‬ ‫ُّ َ‬ ‫َ َ ّ َ ْ َة رُ ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/270)‬ ‫| ومثله قول كعب بن ُهير % ( فلم يجدا إ ّ مناخ م َِّية % تَجاف بها زور نبِيل وكْلكل ) % %‬ ‫َ َ َ ٌ َ ٌ َ ُ‬ ‫َ ال َ ط ٍ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫زَ‬ ‫َ ِ‬ ‫( ومفحصهَا عنها الحصى بِجرِها % ومثْنى نواج لم يخنهُن مفصل ) % % ( وسمر ظماء‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ٌْ‬ ‫َ َ َ ٍ َ ُ ْ َّ َ ْ ِ ُ‬ ‫َ َ ِ ان‬ ‫ُْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َُّ ُ‬ ‫ِِ‬ ‫واتَرتْهُن بعدها % مضت هجع ٌ من آخر الليل ذبل ) % | كأنه قال وثَم سمر ظماء | وقال % (‬ ‫ّ‬ ‫ْ َ ْ َة‬ ‫َ ّ َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ ُ ٌْ‬ ‫ِ‬ ‫بادت وغَّر آيهن مع البلى % إ ّ رواكد جم ُهن هباء ) %‬ ‫ال َ َ َ ْ ر ّ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ يَ َ ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/370)‬
  • 75. ‫َ ِ‬ ‫% ( ومش َّج أَما سواء قذاله % فبدا َّر َهُ المع اء ) % | ألن قوله إ ّ رواكد هى فى معنى‬ ‫ّ َ ال َ َ‬ ‫َ وغي َ سار َ ْ ز ُ‬ ‫ُ َج ٌ ّ َ ُ‬ ‫الحديث بها رواكد فحمله على شئ لو كان عليه األول لم ينقض الحديث | والجر فى هذا أَقوى يعنى‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫جر مجر‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫هذا ضارب زيد وعمرو وعمر بالنصب | وقد فَعل ألنه اسم وان كان قد ى ى الفعل بعينه |‬ ‫ٍ‬ ‫ّ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫والنصب فى الفصل أَقوى إذا قلت هذا ضارب زيد فيها وعمر َّما طال الكالم كان أَقوى وذلك َنك‬ ‫أّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ا كل‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُِ‬ ‫ال تَفصل بين الجار وبين ما يعمل فيه فكذلك صار هذا أَقوى | فمن ذلك قوله جل ثناؤه ^ ( وجاعل‬ ‫ّ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َّْيل سكنا والشمس واْلقمر حسبانا ) ^‬ ‫الل ِ َ َ ً ّ َ َ َ َ ُ ْ َ ً‬ ‫____________________‬ ‫(0/470)‬ ‫ٍ در‬ ‫ِ‬ ‫ُْ‬ ‫ِْ‬ ‫َّ‬ ‫| وكذلك إن جئت باسم الفاعل الذى تَعدى فعلُه إلى مفعولَين وذلك قولك هذا معطى زيد هما‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ر‬ ‫وعمرو إذا لم تُ ِه على الد هم والنصب على ما نصبت عليه ما قبله | وتقول هذا معطى زيد وعبد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫جر‬ ‫ٍ‬ ‫ُْ‬ ‫اهلل | والنصب إذا ذكرت هم أقوى ألنك قد فصلت بينهما | وان لم ترد باالسم الذى يتعدى فعلُه‬ ‫َ ّ‬ ‫َ الدر َ‬ ‫ُ‬ ‫إلى مفعولين أَن يكون الفعل قد وقع أَجريتَه م ى الفعل الذى يتعدى إلى مفعول في التنوين وتَرِ‬ ‫ْك‬ ‫ٍ‬ ‫َ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ جر‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ْ ٍ ا در‬ ‫ِ ّ َ‬ ‫التنوين وأنت تريد معناه وفى النصب والجر وجميع أَحواله | فإذا نونت فقلت هذا معط زيدً هماً ال‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ ْ ِ در‬ ‫ّ َ َّ َ َ ُ َ َ َ‬ ‫تبال َّهما قدمت ألنه يعمل عمل الفعل | وان لم تنون لم يجز هذا معطى هماً زيد ألنك ال تَفصل‬ ‫َّ‬ ‫أي‬ ‫ال‬ ‫ِ ّ َ َ َ‬ ‫بين الجار والمجرور ألنه داخل فى االسم فإذا نونت انفصل كانفصاله فى الفعل | فال يجوز إ ّ فى‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ ْ ِ در ٍ ً‬ ‫قوله هذا معطى هم زيدا كما قال تعالى جده ! 2 < فال تحسبن اهلل مخلف وعده رسله > 2 ! (‬ ‫َْ ِ‬ ‫هذا باب ى ى الفاعل الذى يتعداه فعلُه إلى مفعولين فى اللفظ ال في المعنى ) | وذلك قولك‬ ‫ٌ جر مجر‬ ‫ِ‬ ‫َِ‬ ‫% ( يا سارق الليلة أهل الدار % ) %‬ ‫َ ْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/570)‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫و تقول على هذا الحد سرقت الليلةَ أهل الدار فتج ِى الليلةَ على الفعل فى سعة الكالم كما قال صيد‬ ‫ََ‬ ‫ْر‬ ‫َ‬ ‫ّ ََ ْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ درَ ً‬ ‫ِ‬ ‫عليه يومان ووِلد له ستّون عاما | فاللف ُ ي ى على قوله هذا معطى زيد هما والمعنى إنما هو فى‬ ‫ُْ‬ ‫ظ َجر‬ ‫ً‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ِ َ‬ ‫الليلة وصيد عليه فى اليومين غير أنهم أَوقعوا الفعل عليه لسعة الكالم | وكذلك لو قلت هذا مخ ج‬ ‫ُ ْ رُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫اليوم هم وصائد اليوم الوحش | ومثل ما أُج ِى م ى هذا فى سعة الكالم واالستخفاف قوله عز‬ ‫ْ ر َ ُ جر‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الدر َ‬ ‫ِْ ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ُر ِ‬ ‫وجل ! 2 < بل مكر الليل والنهار > 2 ! | فالليل والنهار ال يمك ان ولكن المكر فيهما | فإن نونت‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
  • 76. ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫فقلت يا سارقا الليلة أهل الدار كان حد الكالم أن يكون أهل الدار على سارق منصوبا ويكون الليلةُ‬ ‫َ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ٍ‬ ‫ظرفا ألن هذا موضعُ انفصال | وان شئت أجريته على الفعل على سعة الكالم | ال يجوز يا سارق‬ ‫ً ّ‬ ‫َ‬ ‫ٍ ر‬ ‫ِ‬ ‫الليلةَ أهل الدار إ ّ فى شعر ك اهيةَ أن يفصلوا‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫____________________‬ ‫(0/670)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بين الجار والمجرور | فإذا كان منونا فهو بمنزلة الفعل الناصب تكون األسماء فيه منفصلة | قال‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫الشاعر وهو الشماخ % ( رب ابن عم لسليمى مشمعل % طَّاخ ساعات الك ى اد الك ِ‬ ‫َ ر ز َ َ سل ) % |‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َب ِ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ُ َّ ِ َ َّ ُ َ َ ُ َ ّْ‬ ‫َّ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ رِ َ ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫هذا على يا سارق الليلة أهل الدار | وقال األخطل % ( وك ّار خلف المجحرين جوادهُ % إذا لم‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ َ ََ‬ ‫ى‬ ‫ِ‬ ‫كرٍ‬ ‫ِْ‬ ‫يحام دون أُنثَى حليلها ) % | فإن قلت ّار وطباخ صار بمنزلة طبخت وكررت تُجريها مجر‬ ‫ُ‬ ‫ّ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِ‬ ‫َ‬ ‫َّارق حين نونت على سعة الكالم‬ ‫ّ َ‬ ‫الس‬ ‫____________________‬ ‫(0/770)‬ ‫وقال رجل من بنى عامر % ( ويوم شهدناه سلَيما وعامر % قليل سوى َّعن النهال نوافلُه ) % |‬ ‫ٍ ِ َ الط ْ ِ َّ ِ َ ِ ْ‬ ‫ٍ َِْ ُ ْ ً َ ِ ا‬ ‫ً‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫وكما قال ثَ ِى حجج حججتُهن بيت اهلل | ومما جاء فى الشعر قد فُصل بينه وبين المجرور قول‬ ‫ِ‬ ‫مان َ َ ٍ َ َ ْ ّ‬ ‫عمرو بن قَميئةَ % ( لما أت ساتِيدما استَعبرت % هلل در اليوم من الَمهَا ) % | وقال أبو حي َ‬ ‫َ َّة‬ ‫َ َْ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ ر َ َ َ ْ ْ ََ‬ ‫َِ‬ ‫ُّ َ ْر ُّ‬ ‫النمي ى‬ ‫____________________‬ ‫(0/870)‬ ‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ َّ ً َهودى ِ‬ ‫% ( كما خط الكتاب بكف يوما % ي َّيقارب أو يزيل ) % | وهذا ال يكون فيه إ ّ هذا ألنه ليس‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫جر َ جر‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ و ِ‬ ‫فى معنى فعل ال اسم الفاعل الذى ى م ى الفعل | ومما جاء مفص ال بينه وبين المجرور قول‬ ‫ّ‬ ‫َ قارٍ َ ِ‬ ‫و ُر ِ‬ ‫و ُ ِ ُ ب ِ ِ َّ‬ ‫األعشى % ( ال نقاتل ِالعصى % ال ن امى بالحجا ه ) % % ( إ ّ عاللَة أو بداهةَ ح نهد‬ ‫ْ‬ ‫ال ُ َ ُ‬ ‫رْ‬ ‫ُ َا ي‬ ‫ِِ َ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الجزَه ) % | وقال ذو الرمة % ( كأَن أَصوات من إيغالهن بنا % أَواخر الميس أَصوات الفررِج )‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ارْ‬
  • 77. ‫%‬ ‫____________________‬ ‫(0/970)‬ ‫َ ََ َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ِ َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫فهذا قبيح | ويجوز فى الشعر على هذا مررت بخير وأَفضل من ثَم | وقالت درنا بنت عبعبة من‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ا َْ َ‬ ‫َْ ِ َ ْ‬ ‫بني قيس بن ثعلبة % ( هما أَخوا فى الحرب من ال أَخاَ له % إذا خاف يومً نبوةً فدعاهما ) % |‬ ‫ََ‬ ‫ِ‬ ‫َِْ‬ ‫ِ‬ ‫َْ ر َ ِ‬ ‫وقال الفرزدق % ( يا من أَى عارضاً أُسربه % بين ذ اعى وجبهة األَسد ) % | وأما قوله عز وجل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ر َ ْ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ِن‬ ‫! 2 < فبما نقضهم ميثاقهم > 2 ! فإَّما جاء ألنه ليس‬ ‫____________________‬ ‫(0/180)‬ ‫ِْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ال‬ ‫ِ‬ ‫ل ما معنى سوى ما كان قبل أن تجئ إ ّ التوكيد فمن ثم جاز ذلك إذ لم تُرد به أكثر من هذا وكانا‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َِْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ِ ُ‬ ‫حرفين أحدهما فى اآلخر عامل | ولو كان اسمً أو ظرفا أو فعال لم يجز | وأما قوله أُدخل فُوهُ‬ ‫ا‬ ‫الحجر فهذا ى على سعة الكالم و ِّد أُدخل فاه الحجر كما قال أَدخلت فى أسى القلنسوةَ والجيد‬ ‫ّ‬ ‫ََ ْ ُ َ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الجي‬ ‫َ‬ ‫جر‬ ‫َ ََ‬ ‫ُ ٌِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫أَدخلت فى القلنسوة أسى | وليس مثل اليوم والليلة ألنهما ظرفان فهو فخالف له فى هذا موافق له‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فى السعة | قال الشاعر % ( تَ ى الثَّور فيها مدخل الظل أْسه % وسائر ٍ‬ ‫ُه باد إلى الشمس َجم ُ )‬ ‫أ ْ َع‬ ‫ُ َِ‬ ‫رَُ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُّ‬ ‫% | فوجه الكالم فيه هذا ك اهيةَ االنفصال | واذا لم يكن فى الجر فحد الكالم أن يكون الناصب‬ ‫ر‬ ‫ََْ ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُِ‬ ‫مبدوءً به ( هذا باب صار الفاعل فيه بمنزلة اّذى فَعل فى المعنى وما يعمل فيه ) | وذلك قولك‬ ‫ل‬ ‫ٌ‬ ‫ا‬ ‫هذا الضارب زيدا فصار فى معنى هذا اّذى ضرب‬ ‫َ َ‬ ‫ل‬ ‫ُ ً‬ ‫____________________‬ ‫(0/080)‬ ‫ََ ِ‬ ‫ِ‬ ‫زيدً وعمل عمله ألن األلف والالم منعتا اإلضافة وصارتا بمنزلة التنوين | وكذلك هذا الضارب‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ا َ َ ََ‬ ‫َ َِ‬ ‫ِ ّ‬ ‫الرجل وهو وجهُ الكالم | وقد قال قوم من العرب تُرضى عر َّتُهم هذا الضارب الرجل شبهوه بالحسن‬ ‫ُ‬ ‫َ بي‬ ‫ٌ‬ ‫ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الوجه وان كان ليس مثله فى المعنى ال فى أَحواله إ ّ أنه اسم وقد يجر كما يجر وينصب أيضاً كما‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َ ُ ُّ‬ ‫ال ّ ٌ‬ ‫و‬ ‫َ‬
  • 78. ‫َّن ذلك فى بابه إن شاء اهلل | وقد ي َّبهون الشئ بالشئ وليس مثله فى جميع أحواله‬ ‫َ‬ ‫ُشب‬ ‫ِ‬ ‫ينصب وسيبي‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ى ذلك فى كالمهم كثير | وقال الم ّار األسدى % ( أَنا ابن التارك البك ِى بشر % عليه َّير‬ ‫الط ْ ُ‬ ‫ُ ِ ِ َ ْ ر َّ ْ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫َر‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫وستر‬ ‫ى المجرور َّه جعله‬ ‫ألن‬ ‫تَرقُبه وقُوعا ) % | سمعناه ممن يرويه عن العرب وأ ى بشر على مجر‬ ‫ا‬ ‫َجر‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ِ ر‬ ‫ي َ ُّ‬ ‫بمنزلة ما ُكف منه التنوين | ومثل ذلك فى اإلج اء على ما قبله هو الضارب زيدا والرجل ال يكون‬ ‫ُ ً َّ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ و‬ ‫ُ َّ َ ِ َ‬ ‫فيه إ ّ النصب ألنه عمل فيهما عمل المنون ال يكون هو الضارب عمرو كما ال يكون هو الحسن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ُ الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫وجه | ومن قال هذا الضارب الرجل قال هو الضارب جل وعبد اهلل‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/280)‬ ‫| ومن ذلك ِإنشاد بعض العرب قول األعشى % ( الواهب المائه الهجان وعبدها % عوذا تزجى‬ ‫ُ‬ ‫بينها أطفالها ) % | واذا ثنيت أو جمعت فأثبت النون قلت هذان الضاربان زيدً وه الء الضاربون‬ ‫ا ؤ‬ ‫الرجل ال يكون فيه غير هذا ألن النون ثابتة | ومثل ذلك قوله عز وجل ! 2 < والمقيمين الصالة‬ ‫ِ َِ ِ‬ ‫والمؤتون الزكاة > 2 ! | وقال ابن مقيل بعض العرب قول األعشى % ( الواهب المائة الهجان‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ا َج‬ ‫ِْ‬ ‫وعبدها % عوذً تُزَّى بينها أَطفالَها ) % | و إذا ثنيت أو جمعت فأَثبت النون قلت هذان الضاربان‬ ‫َ‬ ‫زيدا وه الء الضاربون الرجل ال يكون فيه غير هذا ألن النون ثابت ٌ | ومثل ذلك قوله عز وجل ! 2‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ة‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً ؤ‬ ‫ٍْ‬ ‫< والمقيمين الصالة والمؤتون الزكاة > 2 ! | وقال ابن مقبِل‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/380)‬ ‫% ( يا عين بكى حنيفً رس حيهِم % الكاسرين القَنا فى عوَة الدبر ) % | فإن كففت النون جررت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِْ‬ ‫َ ْ ِ ُّ ُ ِ‬ ‫ر‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ ِ َ َّ ُ َ ْا أَ َ ِّ ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫وصار االسم داخالً فى الجار و بدال من ُّون ألن النون ال تعاقب األلف والالم ولم تَدخل على‬ ‫َّ‬ ‫الن‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ ْ‬ ‫االسم بعد أن ثبتت فيه األلف والالم ألنه ال يكون واحدً معروفا ثم يثنى فالتنوين قبل األلف والالم‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ألن المعرفة بعد النك ة فالنون مكفوف ٌ والمعنى معنى ثبات النون كما كان ذلك فى االسم الذى ى‬ ‫جر‬ ‫ة‬ ‫ر ّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ع وذلك قولك هما الضاربا زيد والضاربِو عمرو | وقال الفرزدق‬ ‫ى الفعل المضار‬ ‫مجر‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/480)‬
  • 79. ‫ِ‬ ‫ق ِ ََ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ َي َ ٍ َ ً‬ ‫% ( أُسَّد ذو خرَّطة نهار % من المتَلَ َّطى قرد القُمام ) % | وقال رجل من بنى ضبةَ % (‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ا‬ ‫َي ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫الفارجى باب األمير المبهَِم % ) % | وقال رجل من األنصار‬ ‫ِ ُْ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫____________________‬ ‫(0/580)‬ ‫% ( الحافظُو عوَةَ العشي ة ال % ي ِيهم من و ائنا نطَف ) % | لم يحذف النون لإلضافة ال‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َر َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َأت ُ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫َ ْر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫لَ ِ ل َ‬ ‫ليعاقب االسم النون ولكن حذفوها كما حذفوها من اّلذين واّذين حيث طال الكالم وكان االسم األول‬ ‫ُ‬ ‫ُ ّ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫منتهاه االسم اآلخر | وقال األَخطل % ( أَب ِى كلَيب إن عمى َّلذا % سلبا الملوك وفَككا األَغالال )‬ ‫ْ ََ‬ ‫َ َ َ ُ َ َّ َ‬ ‫َن ُ ْ ٍ ّ َ َّ َّ ال َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫% | ألن معناه معنى الذين فعلوا وهو مع المفعول بمنزلة اسم مفرٍ‬ ‫ُ ْ َ د لم يعمل فى شئ كما أن الذين‬ ‫ََْ ْ‬ ‫َ‬ ‫فعلوا مع صلته بمنزلة اسم | وقال أَشهَب بن رميلةَ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/680)‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫ْ َ ٍ ِ‬ ‫% ( وان الذى حانت بفلج دماؤهم % هم القوم كل القوم يا أُم خالد ) % | واذا قلت هم الضاربوك‬ ‫ُُ ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ َّ‬ ‫وهما الضارباك فالوجه فيه الجر ألنك إذا كففت النون من هذه األسماء فى المظهَر كان الوجهُ الجر‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ فى قول من قال الحافظو عو ةَ العشي ة | ال يكون فى قولهم هو ضاربوك أن تكون الكاف فى‬ ‫ُ‬ ‫ر و‬ ‫ر‬ ‫إال‬ ‫موضع النصب ألنك لو كففت النون فى اإلظهار لم يكن َّ جر | ال يجوز فى اإلظهار هم ضاربو‬ ‫ِ‬ ‫إال ًّا و‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫زيدً َّها ليست فى معنى الذى ألنها ليست فيها األلف والالم كما كانت فى الذى | واعلم أن حذف‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ا ألن‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫َ ً‬ ‫ُ ل‬ ‫ّ‬ ‫ِ ٌ‬ ‫النون والتنوين الزم مع عالمة المضمر غير المنفصل ألنه ال يتكّم به مفردا حتّى يكون متّصال‬ ‫بفعل قبله أو باسم فيه ضمير فصار كأنه النون والتنوين فى االسم ألنهما ال يكونان َّ زوائد ال‬ ‫إال َ َ و‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫َِ‬ ‫َ ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ال‬ ‫ُ ُّ َ‬ ‫يكونان إ ّ فى أَواخر الحروف | والمظهَر وان كان يعاقب النون والتنوين فإنه ليس كعالمة المضمر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َ ِ ُْ َ‬ ‫ِ‬ ‫المتَّصل ألنه اسم ينفصل ويبتَدأُ وليس كعالمة اإلضمار ألنها فى اللفظ كالنون‬ ‫ِ‬ ‫____________________‬ ‫(0/780)‬
  • 80. ‫ّ‬ ‫َّ وز‬ ‫والتنوين فهى أَقرب إليها من المظهر اجتَمع فيها هذا والمعاقبةُ | وقد جاء فى الشعر عموا أنه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع % ( هم القائلون الخير واآلمرونه % إذا ما خشوا من م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِْ ُ ْ ََ‬ ‫ُ حدث األمر معظما ) % | وقال %‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫مصنو‬ ‫ِ‬ ‫ِْ‬ ‫ُْ ِ ُ‬ ‫( ولم يرِفق والناس محتَضرونه % جميعاً وأَيدى اْلمعتَفين رواهقُه ) %‬ ‫َْت ْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/880)‬ ‫ِ ُ ِ‬ ‫ِع فى عمله ومعناه ) | وذلك قولك عجبت من‬‫( هذا باب من المصادر ج َى م ى الفعل المضار‬ ‫َ ر َ جر‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َْ ٍ ٌ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َْ ٍ ً ٌ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ ٍ‬ ‫ضرب زيدا فمعناه أَنه يضرب زيدا | وتقول عجبت من ضرب زيدا بكر ومن ضرب زيد عمر إذا‬ ‫ْ‬ ‫ا ٌ َّ‬ ‫كان هو الفاعل كأنه قال عجبت من أنه يضرب زيد عمر ويضرب عمر زيد | وانما خالَف هذا‬ ‫ً‬ ‫ً َ‬‫ا‬ ‫ٌ‬ ‫ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ع فى أَن فيه فاعالً ومفع ال ألنك إذا قلت هذا ضارب فقد‬ ‫و ّ‬ ‫االسم الذى ى م ى الفعل المضارِ‬ ‫جر َ جر‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ ِ َّ‬ ‫جئت بالفاعل وذكرتَه واذا قلت عجبت من ضرب فإنك لم تذكر الفاعل فالمصدر ليس بالفاعل وان‬ ‫ُ‬ ‫كان فيه دليل على الفاعل فلذلك احتجت فيه إلى فاعل ومفعول ولم تحتج حين قلت هذا ضارب زيدا‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫إلى فاعل ظاهر ألن المضمر فى ضارب هو الفاعل | فمما جاء من هذا قولُه عز وجل ! 2 < أو‬ ‫إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة > 2 ! | وقال % ( فل ال رجاء النصر منك هبة %‬ ‫ور‬ ‫و‬ ‫عقابك قد صاروا لنا كالموار د ) % % ( َخذت بسجِلهم فنفحت فيه % محافَظة لهن إخا الذمام )‬ ‫ِّ ِ‬ ‫ً َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫أ ُ َْ‬ ‫%‬ ‫____________________‬ ‫(0/980)‬ ‫ّ َِ ِ ِ‬ ‫ٍ بالس ِ‬ ‫| وقال % ( يضرب ُّيوف ءوس قوٍم % أَزْلنا هامهن عن المقيل ) % | وان شئت حذفت‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫رُ َ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫التنوين كما حذفت فى الفاعل وكان المعنى على حاله َّ أنك تَجر الذى يلى المصدر فاعال كان أو‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫إال‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫مفعو ً ألنه اسم قد كففت عنه التنوين كما فعلت ذلك ِ‬ ‫ا‬ ‫بفاعل ويصير المجرور بدالً من التنوين معاقبً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ال َّ ٌ‬ ‫له | وذلك قولك عجبِت من ضرِه زيدً إن كان فاعال ومن ضرِه زيد إن كان المضمر مفع ال |‬ ‫و‬ ‫ُ َ َْ‬ ‫َ ْب ٌ‬ ‫ا‬ ‫َ ْب‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫ِ ٍ ٍ‬ ‫وتقول عجبت من كسوة زيد أبوه وعجبت من كسوة زيد أباه إذا حذفت التنوين | ومما جاء ال ينون‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
  • 81. ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قول لبيد % ( عهدى بها الحى الجميع وفيهم % قبل التفرق ميسر وِدام ) %‬ ‫ِ‬ ‫َ ُّ ِ َ ْ ٌ ن ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/190)‬ ‫| ومنه قولهم سم ُ أُذ ِى زيدا يقول ذاك | قال رؤبة % ( َأْى عينى الفَتَى أَخاكا % ُعطى الجزيل‬ ‫َِ َ‬ ‫ي ِ‬ ‫ْ‬ ‫ور َ ْ َ َّ‬ ‫ً ُ‬ ‫َ ْ ع ُن‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫فعليك ذاكا ) % | وتقول عجبت من ضرب زيد وعمرو إذا أشركت بينهما كما فعلت ذلك فى الفاعل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ا‬ ‫َ ً‬ ‫ً َّ ْ َ َ َ‬ ‫| ومن قال هنا ضارب زيد وعمر قال عجبت له من ضرب زيد وعمر كأنه أَضمر ويضرب عمر أو‬ ‫ا‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫وضرب عمر | قال رؤبة % ( قد كنت داينت بها َّانا % مخافة اإلفالس و َّ‬ ‫َ ِ ِ اللَّانا ) %‬ ‫يَ‬ ‫حس َ‬ ‫ُ َْ ُ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ََ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/090)‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الض ْ ِ ا‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِ َ‬ ‫% % ( يحسن بيع األصل والقيانا ) % | وتقول عجبت من َّرب زيدً كما قلت عجبت من‬ ‫ُ َْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ُ َّ َ ْ َ َ‬ ‫الضارب زيدا يكون األلف والالم بمنزلة التنوين | وقال الشاعر % ( ضعيف النكاية أَعداءه %‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫المر‬ ‫ْ‬ ‫ُ ِر ر ِ‬ ‫يخال الف ار ي اخى األَجل ) % | وقال ّار األسدى‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/290)‬ ‫% ( لقد عِلمت أُولَى المغ َة أننى % لحقت فلم أَنكَل عن الضرب مسمعا ) % | ومن قال هذا‬ ‫ِ‬ ‫ْ ِ ََْ‬ ‫ْ ُِ ْ‬ ‫ُِ ِ ّ‬ ‫ير‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّه َ َ ِ‬ ‫ِ ّ الض َ‬ ‫الض ِ‬ ‫ُ َّ ُ ِ‬ ‫الضارب الرجل لم يقل عجبت له من َّرب الرجل ألن َّارب الرجل مشب ٌ بالحسن الوجه ألنه‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫وصف لالسم كما أن الحسن وصف وليس هو بحد الكالم مع ذلك | وقد ينبغى فى قياس من قال‬ ‫َ ََ َ ْ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الض ُ َّ ِ‬ ‫َّارب الرجل أن يقول الضارب أََخى الرجل كما يقول الحسن األخ والحسن وجه األخ | وكان‬ ‫َ َُ ِ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخليل ي اه | وان شئت قلت هذا ضرب عبد اهلل كما تقول هذا ضارب عبد اهلل فيما انقطع من‬ ‫َ‬ ‫َر‬ ‫َْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َِ‬ ‫ِ ا‬ ‫َ ِ‬ ‫األفعال | وتقول عجبت من ضرب اليوم زيدً كما قال % ( يا سارق الليلة أهل الدار % ) %‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬
  • 82. ‫(0/390)‬ ‫| وليس مثل % ( هلل در اليوم من المها % ) % | َّهم لم يجعلوه فعال أو فَعل شيئً فى اليوم إنما‬ ‫ََ ا‬ ‫ألن‬ ‫َ ُّ َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫ً ََ‬ ‫َ ِ‬ ‫هو بمنزلة هلل ِالدك | ويجوز عجبت له من ضرب أخيه يكون المصدر مضافا فَعل أو لم يفعل‬ ‫ُ‬ ‫ب ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َِ ْ‬ ‫َّهة بالفاعل فيما عملت فيه ) | ولم تَقو أن‬ ‫ٍ‬ ‫ويكون منونا وليس بمنزلة ضارب ( هذا باب الصفة المشب‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫تَعمل عمل الفاعل ألنها ليست فى معنى الفعل المضار ِ َّ ُ ب ْ‬ ‫ِع فإنما شَّهَت بالفاعل فيما عملت فيه | وما‬ ‫ّ‬ ‫ََ َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ َّ‬ ‫تَعمل فيه معلوم إنما تَعمل فيما كان من سببها معرفا باأللف والالم أو نك ةً ال تُجاوز هذا ألنه ليس‬ ‫ر‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫َْ ُ‬ ‫و‬ ‫جر مجر‬ ‫َّ‬ ‫بفعل ال اسم هو فى معناه | واإلضافةُ فيه أحسن وأكثر ألنه ليس كما ى ى الفعل ال فى‬ ‫ُ‬ ‫ٍ و‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫معناه فكان هذا أحسن عندهم أن يتباعد منه فى اللفظ كما أنه ليس مثله فى المعنى وفى قوته فى‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫األشياء | والتنوين عربى جيد | ومع هذا أَنهم‬ ‫ّ‬ ‫ٌّ ّ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/490)‬ ‫لو تركوا التنوين أو النون لم يكن أَبدً إ ّ نك ةً على حاله منونا | فلما كان ترك التنوين فيه والنون ال‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ا ال ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ أ َّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫يجاوز به معنى النون والتنوين كان تركهما أخف عليهم فهذا يقوى َن اإلضافة أَحسن مع التفسير‬ ‫ُ‬ ‫ُ َُ‬ ‫َّفةُ تَقَ ُ على االسم األول ثم‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األول | فالمضاف قولك هذا حسن الوجه وهذه حسنةُ الوجه | فالص ع‬ ‫َ ََ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َ َُ‬ ‫ِ‬ ‫توصلُها إلى الوجه والى كل شئ من سببه على ما ذكرت لك كما تقول هذا ضارب الرجل وهذه‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ضاربةُ الرجل َّ أن الحسن فى المعنى للوجه و َّرب ههنا لألول | ومن ذلك قولهم هو أَحمر بين‬ ‫ْ َ ُ َْ ِ‬ ‫َّ‬ ‫الض ُ‬ ‫ِ إال َّ ُ‬ ‫العينين وهو َّد وجه الدار | ومما جاء منونا قول ُهير % ( أَهوى لها أَسفَ ُ الخدين م َّرق %‬ ‫ْ ع َ َّ ْ ِ ُ ط ِ ٌ‬ ‫َْ‬ ‫زَ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫جي ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ َ َ ِ‬ ‫ريش القوادِم لم تُنصب له الشبك ) %‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/590)‬ ‫َ الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫| وقال العجاج % ( محتَبك ضخم شئون َّأْس % ) % | وقال أيضا النابغة % ( ونأْخذ بعده‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫ً‬ ‫ُ ْ ٌ َ ٌْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِذناب عيش % َجب َّهر ليس له سنام ) % | وهو فى الشعر كثير | واعلم أن كينونة األلف‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ‬ ‫أ َ َّ الظ ْ َ‬ ‫بِ ِ َ ْ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َّ َّ‬ ‫ِ ُ‬ ‫والالم فى االسم اآلخر أكثر وأحسن من أن ال تكون فيه األلف والالم ألن األول فى األلف والالم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
  • 83. ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وفى ِهما ههنا على حالة واحدة وليس كالفاعل فكان إدخالُهما أَحسن وأَكثر كما كان ترك التنوين‬ ‫ُ‬ ‫غير‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌَ‬ ‫َّ‬ ‫أكثر وكان األلف والالم أَولى ألن معناه حسن وجهُه | فكما ال يكون‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/690)‬ ‫هذا إ ّ معرف ً اختاروا فى ذلك المعرفةَ | واأل ى عربي ٌ كما أن التنوين والنون عربى َّرد | فمن‬ ‫ٌّ مط ِ ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ّة‬ ‫ُخر‬ ‫ة‬ ‫ال‬ ‫الس َ ِ ة‬ ‫أِ ْ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ َ ٍْ َ َ ِ‬ ‫ذلك قوله هو حديث عهد بالوجع | وقال عمرو بن شأس % ( َلكنى إلى قومى َّالم رسال ً %‬ ‫َ‬ ‫ٍ ا ُ َ ي َ ُ ْال‬ ‫َّ‬ ‫و َ ب ِ ز ًّ‬ ‫و ُز‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بآية ما كانوا ضعافاً ال ع ْالَ ) % % ( ال سَّئى ِى إذا ما تلَبسوا % إلى حاجة يومً مخَّيسةً بز َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ُ َ ِْ ب ً َ ِ‬ ‫) % | وقال حميد األرقطُ % ( الحق بطن ِقَر سمين % ) %‬ ‫ا‬ ‫ُ ٌ‬ ‫____________________‬ ‫(0/790)‬ ‫| ومما جاء منونً قول أبى زبيد يصف األسد % ( كأَن أَثواب ن ّاد قُدرن له % يعلُو بِخملتِها كهباء‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َق ٍ ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ٍَْ َ ِ ُ‬ ‫ا‬ ‫ة ُِ ْ َْ ُ ْ‬ ‫هدابا ) % | وقال أيضا % ( هيفاء مق ِلة عج اء مد ِ ةً % محطوط ٌ جدلت شنباء أَنياباَ ) % |‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ ُ ُ ْب ً َ ْ ز ُ ُ ْ بر‬ ‫ً‬ ‫ُ َّ َ‬ ‫وقال عدى بن زيد % ( من حبيب أو أَخى ِق % أو عدو شاحط دار ) %‬ ‫ٍ َا‬ ‫َ ُ ًّ‬ ‫ثٍ‬ ‫ِ َ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/890)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ ِ َّ‬ ‫| وقد جاء فى الشعر حسنةُ وجهها شبهوه بحسنة الوجه وذلك ٌ ألنه بالهاء معرفة كما كان‬ ‫ردئ ّ‬ ‫ِ ْ ِ َْ ْ ِ‬ ‫باأللف والالم وهو من سبب األول كما أنه من سببه باأللف والالم | قال الشماخ % ( أَمن دمنتَين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ ِ‬ ‫عرس الركب فيهما % يحقل الرخامى قد عفا طلالَهما ) % % ( أَقامت على ربعيهما جارتَا صفاً‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُّ َ‬ ‫َّ َ َّ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ِ ََْ ُ َ‬ ‫% كميتَا األَعالى جونتَا مصطالهما ) % | واعلم أنه ليس فى العربية مضاف يدخل عليه األلف‬ ‫ُ َْ‬ ‫والالم غير المضاف‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬
  • 84. ‫(0/990)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إلى المعرفة فى هذا الباب وذلك قولك هذا الحسن الوجه أدخلوا األلف والالم على حسن الوجه ألنه‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫مضاف إلى معرفة ال يكون بها معرفة أبدا فاحتاج إلى ذلك حيث منع ما يكون فى مثله البتَّة ال‬ ‫َو‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ً ً‬ ‫ٌ‬ ‫يجاوز به معنى التنوين | فأَما النك ة فال يكون فيها إ ّ الحسن وجهً تكون األلف والالم بد ً من‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ال َ َ ُ‬ ‫ر‬ ‫َّ‬ ‫ُ َُ‬ ‫التنوين ألنك لو قلت حديث عهد أو كريم أب لم تُخِلل باألول فى شئ فتُحتَمل له األلف والالم ألنه‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫على ما ينبغى أن يكون عليه | قال رؤبة % ( الحزن بابً والعقور كْلبا % ) %‬ ‫ُ ََ‬ ‫َْ ُ ا‬ ‫____________________‬ ‫(0/112)‬ ‫ِ‬ ‫| عم أبو الخ ّاب أنه سمع قوما من العرب ُنشدون هذا البيت للحارث ابن ظالم % ( فما قَومى‬ ‫ي‬ ‫َط‬ ‫وز‬ ‫و ار ُّ ْ ر ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫بثَعلَبةَ بن سعد % ال بفَز ةَ الشع َى رقابا ) % | َّما أُدخلت األلف والالم فى الحسن ثم أعملته‬ ‫ُ‬ ‫فإن‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫كما قال الضارب زيدا | وعلى هذا الوجه تقول هو الحسن الوجه وهى عربية جيدة | قال الشاعر %‬ ‫ّ ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫و ار ُّ ْ ِ َّ‬ ‫ٍ‬ ‫( فما قومى بثعلبةَ بن سعد % ال بفَز ةَ الشعر الرقابا ) % | وقد يجوز فى هذا أن تقول هو الحسن‬ ‫َ َُ‬ ‫الض ُ َّ ِ‬ ‫الوجه على قوله هو َّارب الرجل فالجر فى هذا الباب من وجهين من الباب الذى هو له وهو‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫َّ‬ ‫ِ َّ َ‬ ‫ُ َ ُّ‬ ‫اإلضافة ومن إعمال الفعل ثم يستخف فيضاف | فإذا ثنيت أو جمعت فأَثبت النون فليس إ ّ النصب‬ ‫ِ‬ ‫ُ ْ ْ ُ َ َّئ ُ ْ‬ ‫ِ ُ‬ ‫وذلك قولهم هم ال ّيبون األَخبار وهما الحسنان الوجوهَ | ومن ذلك قوله تعالى ^ ( قل هل ننب ُكم‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫ْ َ ِ َ َ ال‬ ‫باألَخسرين أَعما ً ) %‬ ‫____________________‬ ‫(0/012)‬ ‫َ ُّ ُ ِ َ ُ ْ ِ‬ ‫ُُ‬ ‫َْ َ َ ْ َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ِْ ُ‬ ‫| وقالت خرنِق من بنى قيس % ( ال يبعدن قومى الذين هم % سم العداة وآفةُ الجزر ) % % (‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِْ‬ ‫ط َ َ َِ ْ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ ُْ َ‬ ‫ِّ‬ ‫النازلون بكل معتَرك % وال ّيبون معاقد األَزر ) % | فإن كففت النون جررت كان المعمول فيه نك ةً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّّ َ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُِ‬ ‫أو فيه ألف الم كما قلت ه الء الضاربو زيد وذلك قولهم هم الطيبو أََخبار | وان شئت نصبت‬ ‫ؤ‬ ‫ٌ و‬ ‫على قوله % ( الحاف ُو عوَةَ العشي ة % ) % | وتقول فيما ال يقع َّ منونا عامال فى نك ة وانما‬ ‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫إال َّ‬ ‫ر‬ ‫ِظ َ ْ ر‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ ٌ‬ ‫َّ ّ ِ َ‬ ‫وقع منونا ألنه فُصل فيه بين العامل والمعمول فالفصل الزم له أبدا مظهَر أو مضمر وذلك قولك‬
  • 85. ‫هو خير منك أبا وهو أحسن منك وجهاً | ال يكون المعمول فيه إال من‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫____________________‬ ‫(0/212)‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِْ‬ ‫سببه | وان شئت قلت هو خير عمال وأنت تَنوى منك | وان شئت أَخرت الفصل فى اللفظ وأصلُه‬ ‫ٌ ََ‬ ‫التقديم ألنه ال يمنعه تأخي هُ عمله مقدما كما قال ضرب زيدً عمرو فعمرو مؤخر فى َّفظ مبدوء به‬ ‫ٌ‬ ‫الل‬ ‫ٌ َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ََ َ َ ا‬ ‫َّ‬ ‫ر ََ‬ ‫َ‬ ‫فى المعنى وهذا مبدوء به فى أنه يثبِت التنوين ثم يعمل | ال يعمل َّ فى نك ة كما أنه ال يكون َّ‬ ‫إال‬ ‫َّ‬ ‫ر‬ ‫َ ُ ْ ِ ُ و َ ْ َ ُ إال‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّهة ف َلزم فيه وفيما يعمل فيه وجهاً واحدا | ويعمل فى الجمع كقولهم‬ ‫ََْ ُ‬ ‫نك ة ال يقوى قوة الصفة المشب أ‬ ‫ر و َ َ َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ رُ ٍ‬ ‫ال ِ‬ ‫هو خير منك أعما ً | فإن أضفت فقلت هذا أول َ جل اجتَمع فيه لزوم النك ة وَن يلفَظ بواحد وهو‬ ‫ُ ر أْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ ٍ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ُ َّ ِ‬ ‫يريد الجمع وذلك ألنه أ اد أن يقول أول الرجال فحذف استخفافا واختصار كما قالوا كل رجل يريدون‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫كل الرجال | فكما استَخ ُّوا بحذف األلف والالم استخ ّوا بترك بناء الجميع واستَغنوا عن األلف والالم‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫وعن قولهم األلف خير الرجال وأول الرجال | ومثل ذلك فى ترك األلف والالم وبناء الجميع قولهم‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ر‬ ‫عشرون همً إنما أ ادوا ِ‬ ‫ر عشرين من الد اهم فاختَصروا واستَخ ّوا | ولم يكن دخول األلف والالم يغير‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ف‬ ‫ِ ْ ُ َ در ا‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫َّهة | أ َ‬ ‫العشرين عن نكرته فاستَخ ّوا بترك ما لم ُحتَج إليه | ولم تَقو هذه األحرف قوةَ الصفة المشب‬ ‫ُ َّ‬ ‫َْ‬ ‫ي ْ‬ ‫ف‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫بر ٍ َ َ ِ‬ ‫َّ ر‬ ‫ى أنك تؤنثها وتذك ها وتَجمعها كالفاعل تقول مررت جل حسن الوجه أبوه كما تقول مررت برجل‬ ‫َّ‬ ‫تر‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫حسن أبوه وهو مثل قولك مررت برجل ضارب‬ ‫ٍ‬ ‫____________________‬ ‫(0/312)‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫أبوه | فإن جئت بخير منك أو عشرين رفعت ألنها مْلحقَ ٌ باألسماء ال تَعمل عمل الفعل فلم تَقو قوةَ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ ُ َة‬ ‫َْ ّ‬ ‫َ‬ ‫ْر ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ٍُ‬ ‫َّهةُ قوةَ ما ى ى الفعل | وتقول هو خير رجل فى الناس وأَف َهُ عبد فى‬ ‫جر مجر‬ ‫َّه كما لم تَقو المشب َّ‬ ‫المشب‬ ‫ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫ا‬ ‫ُّ‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ِ ْر و‬ ‫الناس ألن ِهَ هو العبد ولم تُْلق أَف َهَ ال خير على غي ه ثم تَختص شيئً فالمعنى مختلف | وليس‬ ‫الفار‬ ‫هنا فصل ولم َيلزم َّ ترك التنوين كما أن عشرين وخير منك لم َيلزم فيه إ ّ التنوين | ولم يدخلوا‬ ‫ِْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫إال ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ه تفسير األول | وانما أ ادوا أَف ه الع ِ‬ ‫ُ ّ ُ َّ ر ْرَ َ بيد | وخير األعمال |‬ ‫األلف والالم كما لم ي ِ‬ ‫ُدخلوه فى األول وتفسير‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫وانما أَثبتوا األلف والالم فى قولهم أفضل الناس ألن األول قد يصير به معرف ً فأثبتوا األلف والالم‬ ‫َّ ْ َ‬ ‫وبناء الجميع ولم ينون وفرقوا بترك النون والتنوين بين معنيين | وقد جاء من الفعل ما قد أُنفذ إلى‬ ‫ُ ً ق ُ َْ و‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ََْ ّ ر‬ ‫ٍ‬ ‫مفعول ولم يقو قوةَ غي ه مما قد تَعدى إلى مفعول وذلك قولك امتَألَت ماء وتف َّأْت شحماً ال تقول‬
  • 86. ‫امتألتُه‬ ‫____________________‬ ‫(0/412)‬ ‫ال تفقَّأتُه ال يعمل فى غي ه من المعارف ال يقدم المفعول فيه فتقول ماء امتَألْت كما ال يقدم‬ ‫َّ‬ ‫َُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ً‬ ‫ُ‬ ‫و َّ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫و َ‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫المفعول فيه فى الصف ّ المشب ِ و‬ ‫َّهة ال فى هذه األسماء ألنها ليست كالفاعل | وذلك ألنه فعل ال يتَعدى‬ ‫ة‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫إلى مفعول واَّما هو بمنزلة االنفعال ال يتعدى إلى مفعول نحو كسرته فانكسر ودفعته فاندفع | فهذا‬ ‫ن‬ ‫النحو إنما يكون فى نفسه ال يقع على شئ فصار امتألت من هذا الضرب كأَنك قلت مألنى‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫فامتألت | ومثله دحرجته فت ج | وانما أصلُه امتَألت من الماء وتف َّأت من الشحم فحذف هذا‬ ‫ق ُ‬ ‫دحر‬ ‫َ َّ‬ ‫استخفافا وكان الفعل أَجدر أن يتعدى إن كان هذا ينفُذ وهو فى أنهم ضعفوه مثله | وتقول هو أشجعُ‬ ‫ّ‬ ‫َ ّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫الناس ج ً وهما خير الناس إثنين | فالمجرور هنا بمنزلة التنوين وانتَصب الرجل واالثنان كما‬ ‫ٌ‬ ‫ر ال‬ ‫انتَصب الوجهُ فى قولك هو أحسن منه وجهاً | ال يكون َّ نك ةً كما لم يكن ثَمةَ إ ّ نك ةً | والرجل‬ ‫ُ‬ ‫َّ ال ر‬ ‫إال ر‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ٍُ‬ ‫هو االسم المبتدأُ واالثنان كذلك | َّما معناه هو خير رجل فى الناس وهما خير اثنين‬ ‫إن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/512)‬ ‫فى الناس | وان شئت لم تَجعله األول | فتقول هو أكثر الناس ما ً | ومما أُج ِى هذا الم ى أسماء‬ ‫ُ جر‬ ‫ّ ْرَ‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِْ‬ ‫ِّ ِ‬ ‫العدد تقول فيما كان ألَدنى العدة باإلضافة إلى ما يبنى لجمع َدنى العدد إلى أدنى العقود وتُدخل‬ ‫أ‬ ‫َُْ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫فى المضاف إليه األلف و الالم ألنه يكون األول به معرفة وذلك قولك ثالثة أبواب وأربعة أنفس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأربعة أثواب | فيما بينك وبين العش َة واذا أَدخلت األلف والالم قلت خمسةُ األثواب وستّةُ األَجمال |‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َر‬ ‫َر ا‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫فال يكون هذا أبدا إال غير منون َيلزمه أمر واحد لما ذكرت لك | فإذا زدت على العش َة شيئً من‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َّ‬ ‫ً‬ ‫ٍ َّ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫ِّ ُ َ‬ ‫أَسماء أدنى العدد فإنه يجعل مع األول اسماً واحدً استحفافً ويكون فى موضع اسم منون | وذلك‬ ‫قولك أَحد عشر همً واثناَ عشر هماً واحدى عش ةَ جاري ً | فعلى هذا ُ َى من الواحد إلى‬ ‫يجر‬ ‫ة‬ ‫ْ َ َ ْر‬ ‫َ َ َ در‬ ‫َ َ َ َ َ در ا‬ ‫ُ ُ جر‬ ‫و َّ َ ُ وي ْ ر‬ ‫التسعة | فإذا ضاعفت أَدنى العقود كان له اسم من لفظه ال يثنى العقد | ُج َى ذلك االسم م ى‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِ ر‬ ‫ِ‬ ‫الواحد الذى لحقتْه الزَّادةُ للجمع كما لحقتْه الزيادةُ للتثنية ويكون حرف اإلع اب الواو والياء وبعدهما‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫النون وذلك قولك عشرون هما | فإن أردت أن تثلَّث أدنى العقود كان له اسم من لفظ الثالثة ي ى‬ ‫َجر‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ ْ ُ َ در ً ِ‬ ‫ُ‬
  • 87. ‫ى االسم الذى كان للتثنية‬‫مجر‬ ‫____________________‬ ‫(0/612)‬ ‫وذلك قولك ثَالثون عبدا | وكذلك إلى أن َّعه وتكون النون الزمة له كما كان ترك التنوين الزما‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تتس َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّفة التى فى‬ ‫ألن‬ ‫ِ‬ ‫للثالثة إلى العش ة | وانما فعلوا هذا بهذه األسماء وأَلزموها وجهاً واحدا َّها ليست كالص‬ ‫ر َّ‬ ‫معنى الفعل ال التى شَّهَت بها فلم تَقو تلك القوةَ ولم يجز حين جاوزت أدنى العقود فيما تُبَّن به من‬ ‫َي ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ّ‬ ‫َْ‬ ‫ُب ْ‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ظ‬ ‫َّ ِ ْ ٍ‬ ‫أى صنف العدد إ ّ أن يكون لف ُه واحدا ال تكون فيه األلف والالم لما ذكرت لك | وكذلك هو إلى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ال ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫التسعين فيما يعمل فيه َّن به من أى صنف العدد | فإذا بلغت العقد الذى يليه تركت التنوين‬ ‫ويبي‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫والنون وأَضفت وجعلت الذى يعمل فيه َّين به العدد من أى صنف هو واحدً كما فعلت ذلك فيما‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ويب‬ ‫ََْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫ُ َّ ُ‬ ‫ةو‬ ‫َّ‬ ‫ال َّ ْ ِ ُ‬ ‫نونت فيه إ ّ أنك تُدخل فيه األلف والالم ألن األول يكون به معرف ً ال يكون المنون به معرف ً |‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ َ در ٍ‬ ‫ِ َ در ٍ ِ َ الدر ِ‬ ‫وذلك قولك مائةُ هم ومائةُ هم | وذلك إن ضاعفتَه قلت مائتا هم ومائتا الدينار | وكذلك العقد‬ ‫َُْ‬ ‫ْ‬ ‫در ٍ‬ ‫ُ در ٍ‬ ‫َّ‬ ‫الذى بعده واحدً كان أو مثنى وذلك قولك أْلف هم وأَْلفاَ هم‬ ‫ا‬ ‫____________________‬ ‫(0/712)‬ ‫ِ َ ِْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ بيع‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫| وقد جاء فى الشعر بعض هذا منونا | قال الر ُ بن ضبع الفز ى % ( إذا عاش الفَتَى مائتَين‬ ‫َ ُ ٍ َ ار ّ‬ ‫َّ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ َ ْ َ رْ‬ ‫َ ُ ِ ً‬ ‫عاما % فقد أَودى المس َّةُ والفَتاء ) % | وقال % ( أَنعت عير من حمير خنزَه % فى كل عير‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫َ َر‬ ‫َْ‬ ‫ً‬ ‫ِ ِ َ َ رْ‬ ‫مائتان كم َة ) %‬ ‫____________________‬ ‫(0/812)‬ ‫ِ ٍ ولكن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫| وأما ثلثُمائة إلى تسعمائة فكان ينبغى أن تكون فى القياس مئتين أو مئات َّهم شبهوه بعشرين‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ا َّ ٌ‬ ‫وأَحد عشر حيث جعلوا ما َّن به العدد واحدً ألنه اسم لعدد كما َن عشرين اسم لعدد | وليس‬ ‫أّ‬ ‫ُ‬ ‫يبي ُ‬ ‫َ َ َ ََ‬ ‫ٌ حتَّى قال بعضهم فى الشعر من ذلك ما ال‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ظ‬ ‫ْ‬ ‫ٍَ‬ ‫بمستنكر فى كالمهم أن يكون اللف ُ واحدا والمعنى جميع‬
  • 88. ‫ر َّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َِ ُ َ ْ‬ ‫يستَعمل فى الكالم | وقال علقمةُ بن عبدةَ % ( بها جيف الحس َى فأما عظامها % فبيِض وَما‬ ‫َ ٌ أ‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫ُ ْ َْ ُ‬ ‫جْلدها فصِليب ) % | وقال % ( ال تُنكروا القتل وقد سبينا % فى حلقكم عظم وقد شجينا ) %‬ ‫َِ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ ْ َ ٌْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ُ َْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/912)‬ ‫| فاختُص التثليث بهذا الباب إلى تسعمائة | كما أَن لَدن لها فى غدوةً حال ليست فى ها تُنصب‬ ‫غير ْ َ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َُْ‬ ‫ّ ُْ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ كأنه‬ ‫بها كأَنه أَلحق التنوين فى لغة من قال لد | وذلك قولك من لَدن غدوٌ | وقال بعضهم لَداً غدوة‬ ‫ُ ْ ُ ْ َة‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُْ ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َِ ْ ا‬ ‫أَسكن الدال ثم فتحها كما قال اضربن زيدً ففتح الباء لما جاء بالنون الخفيفة | والجر فى غدوة هو‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ من كالمهم عن‬ ‫ِ ْ َْ‬ ‫الوجهُ والقياس | وتكون النون من نفس الحرف بمنزلة نون من وعن فقد يشذ الشئ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ْر ْ َ‬ ‫ُ فى موضع و ال يستخ ّونه فى غي ه | وذلك قولُهم ما شعرت به شع َةً ولَيت‬ ‫ََ ُ‬ ‫ر‬ ‫َ ف‬ ‫ٍ‬ ‫ِه ويستخفّون الشئ‬ ‫نظائر‬ ‫شع ِى | ويقولون العمر والعمر ال يقولون فى اليمين إ ّ بالفتح يقولون كلُّهم لَعمرك | وستر أ‬ ‫ى َشباهَ‬ ‫َُْ‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫َ ُْ ُُْ‬ ‫ِ ْر‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫هذا أيضً فى كالمهم إن شاء اهلل | ومما جاء فى الشعر على لفظ الواحد ي اد به الجميعُ % ( كلُوا‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫فى بعض ب ِكم تَع ُّوا % فإن زمانكم زمن خميص ) % | ومثل ذلك فى الكالم قوله تبارك وتعالى‬ ‫ِ‬ ‫ِ ّ َ ُْ َ َ ٌ َ ُ‬ ‫َ ْ ِ َطن ُ ُ ِ ف‬ ‫ِ َْ‬ ‫ِ ْ ِ ْ َ ُْ َ َ ْ ِ ْ َْ ا‬ ‫^ ( فَإن طبن لَكم عن شَئ منهُ نفسً ) ^ وقَررنا به عيناً وان شئت قلت أَعيناً وأَنفُساً‬ ‫ُْ‬ ‫َْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/102)‬ ‫يْ‬ ‫َ‬ ‫ِْ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫كما قلت ثلثمائة وثالث مئين ومئات ولم يدخلوا األلف والالم كما لم ُدخلوا فى امتَألَت ماء ( هذا‬ ‫ُ ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫باب استعمال الفعل فى َّفظ ال فى المعنى التَّساعهم فى الكالم واإليجاز واالختصار ) | فمن ذلك‬ ‫ِ‬ ‫الل‬ ‫ِ‬ ‫َ ٍ‬ ‫َْ ِ َ‬ ‫أَن تقول على قول السائل كم صيد عليه ؟ وكم غير ظرف لما ذكرت لك من االتّساع واإليجاز‬ ‫َْ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫فتقول صيد عليه يومان | وانما المعنى صيد عليه الوحش فى يومين ولكنه اتَّسع واختَصر | ولذلك‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫َُ‬ ‫َُ‬ ‫ٍ‬ ‫أيضاً وضع السائل كم غير ظرف | ومن ذلك أن تقول كم وِلد له ؟ فيقول ستّون عاما | فالمعنى وِلد‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫له األ الد ووِلد له الولَد ستّين عامً ولكنه اتَّسع وأَوجز | ومن ذلك أن تقول كم سير عليه وكم غير‬ ‫ا َّ‬ ‫وُ َُ‬ ‫َُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َي ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ظرف فيقول يوم الجمعة ويومان | فكم هاهنا بمنزلة قوله ما صيد عليه وما ولد له من الدهر واألَّام‬ ‫َُ‬ ‫ُ ُُ‬ ‫ٍ‬ ‫؟ فليس كم ظرفً كما أن ما ليس بظرف‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫____________________‬
  • 89. ‫(0/002)‬ ‫ُِ َ‬ ‫ِ َ‬ ‫| ومن ذلك أن يقول كم ضرب به ؟ فتقول ضرب به ضربتان وضرب به ضرب كثير | ومما جاء‬ ‫َْ ٌ ٌ‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫على اتّساع الكالم واالختصار قوله تعالى جده ! 2 < واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا‬ ‫ّ‬ ‫فيها > 2 ! إنما يريد أهل القرِة فاختصر وعمل الفعل فى القرية كما كان عامالً فى األَهل لو كان‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َ ي‬ ‫ّ‬ ‫ها هنا | ومثله ! 2 < بل مكر الليل والنهار > 2 ! وانما المعنى بل مكركم فى الليل والنهار | وقال‬ ‫َ ُْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫عز وجل ! 2 < ولكن البر من آمن باهلل > 2 ! وانما هو ولكن ال ِر بر من آمن باهلل واليوم اآلخر |‬ ‫ّ ب َّ ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومثله فى االتّساع قولُه عز وجل ^ ( ومثَل َّذين كفَروا كمثَل َّذى ينعق بِما اليسم ُ ِإ َّ دعاء وِداء‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ َ ُ ال َ َ ُ َ َ ال َ ْ ُ َ َ َ ع ال ُ َ ً ن َ ً‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ِ ُ َّ ُ ّ‬ ‫) ^ فلم َّهوا بما ينعق وانما شبهوا بالمنعوق به | واَّما المعنى مثَلُكم ومثَل الذين كفروا كمثل‬ ‫ن‬ ‫يشب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الناعق والمنعوق به الذى الُ يسمع | ولكنه جاء على سعة الكالم واإليجاز لعلم المخاطَب بالمعنى‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/202)‬ ‫ِ َْ ََ ْ ِ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ َ َُ‬ ‫| ومثل ذلك من كالمهم بنو فالن يطؤهم الطريق يريد يطؤهم أهل الطريق | وقالوا صدنا قَنوين وانما‬ ‫يريد صدنا بقَنوين أو صدنا وحش قنوين وانما قنوان اسم أرض | ومثُله فى السعة أنت أَكرم َّى من‬ ‫َ ُ عل‬ ‫ٍ‬ ‫ِ َّ َ َ ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ََ ْ ِ‬ ‫أَن َضربك وأنت أَنكد من َن تَتْركه | إنما تريد أنت أَكرم َّى من صاحب َّرب وأنت أَنكد من‬ ‫ُ‬ ‫الض ِ‬ ‫ُ عل‬ ‫ّ‬ ‫أ َُ‬ ‫ُ‬ ‫أ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫الض ْ ُ ْ ُ ّ‬ ‫َ أ‬ ‫أْ‬ ‫ْ ِ َّ‬ ‫صاحب تَركه ألن قولك َن أَضربك وَنت تركه هو َّرب والتَّرك ألن أَن اسم وتتركه وأَضربك من‬ ‫صلته كما تقول يسوءنى َن أَضربك أى يسوءنى ضرُك وليس يريد أنت أَكرم َّى من الضرب‬ ‫ُ عل‬ ‫َ ُ ٍ َ ْب‬ ‫َ ُ أْ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ولكن أَكرم على من صاحب الضرب | وقال الجعدى‬ ‫َ ُ َّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/302)‬ ‫% ( كأن عذ هم بجنوب سلَّى % نعام قاق فى َبلَد قفار ) % العذير الصوت | ومن ذلك قول‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ ِ ِ‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ َ يرَ ُ‬ ‫عامر بن ُّفيل % ( فألَبغينكم قَنا وعوارضا % َألُق ِلن الخيل البة ض ْغد ) % | إنما أريد عذير‬ ‫َ‬ ‫رِ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َ َ ِ َ ّ ُ ُ ً ُ ِ ً و ْب َّ‬ ‫الط‬ ‫ِ‬ ‫نعام | وقَنً وعوارض يريد بقَناً وعوارض ولكنه حذف وأَوصل الفعل | ومن ذلك قول ساعدةَ % ( َدن‬ ‫لْ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ّ ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫ا ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َََ‬ ‫ز َ َّ َ ْ ِ ُ َ ُ‬ ‫بهََّالكف يعسل متنه % فيه كما عسل الطريق الثعلب ) % | يريد فى الطريق | ومن ذلك قولهم‬
  • 90. ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫أكلت أرض كذا وكذا وأكلت بلدةَ كذا وكذا إنما أ اد أصاب من ها وأكل من ذلك وشرب | وهذا‬ ‫خير‬ ‫ُ‬ ‫الكالم كثير منه‬ ‫____________________‬ ‫(0/402)‬ ‫ِ‬ ‫ما مضى وهو أكثر من أحصيه | ومنه ما ست اه أيضً فيما يستقبل إن شاء اهلل | ومنه قولُهم هذه‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّهر أو العصر أو المغرب إنما يريد صالةَ هذا الوقت | و اجتَمع القَي ُ يريد اجتَمع الناس فى‬ ‫ُ‬ ‫ْظ‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ‬ ‫الظ ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫القيظ | وقال الحطَيئة % ( وشر المنايا مَّت بين أَهله % كهُْلك الفتَى قد أَسلَم الحى حاض ُه ) % |‬ ‫رْ‬ ‫ْ َ َ َّ‬ ‫ُّ َ َ َ ي ٌ‬ ‫ُ‬ ‫رَ ِ‬ ‫َ َِ‬ ‫ِ ُ َ ْ َْ َ ْ‬ ‫ّ يٍ‬ ‫يريد منيةُ مَّت | وقال النابغةُ الجعدى % ( وكيف تُواصل من أَصبحت % خاللتُه كأَبِى م ْ حب )‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫%‬ ‫____________________‬ ‫(0/502)‬ ‫ظ‬ ‫ُ قو‬ ‫ٍَ‬ ‫| يريد كخالل أبى مرحب ( هذا باب و ع األسماء ُروفا وتصحيح اللفظ على المعنى ) | فمن ذلك‬ ‫َ‬ ‫غد أو يوم الجمعة | وتقول‬ ‫قولك متى يسار عليه ؟ وهو يجعله ظرفا | فيقول اليوم أو غدً أو بعد ٍ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ِ ْ َّ‬ ‫متى سير عليه ؟ فيقول أَمس أَو أَول من أَمس فيكون ظرفا على أنه كان َّير فى ساع ة دون‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫الس ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫سائر ساعات اليوم أو حين دون سائر أحيان اليوم | ويكون أيضاً على أنه يكون َّير فى اليوم َّه‬ ‫كل‬ ‫الس ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ألنك قد تقول سير عليه فى اليوم ويسار عليه فى يوم الجمعة و َّير كان فيه َّه | وقد تقول سير‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫كل‬ ‫الس ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ن‬ ‫ِ‬ ‫عليه اليوم فترفعُ وأنت تعنى فى بعضه كما تقول فى سعة الكالم الليلةُ الهالل واَّما الهالل فى‬ ‫ُ‬ ‫سير‬ ‫بعض الليلة وانما أ اد الليلةُ ليلةُ الهالل ولكنه اتَّسع وأَوجز | وكذلك أيضً هذا ُّه كأنه قال ِ‬ ‫كل ّ‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫َّ ر‬ ‫َ‬ ‫عليه سير اليوم | والر ُ فى جميع هذا عربى كثير فى جميع لغات العرب على ما ذكرت لك من‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫فع‬ ‫َُْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫سعة الكالم واإليجاز يكون على كم غير ظرف وعلى متَى غير ظرف | كأَنه قال أى األَحيان سير‬ ‫َ‬ ‫عليه أو يسار عليه | ومما ال يكون العمل فيه من الظروف َّ متّصال فى الظرف كلَّه قولك سير‬ ‫ّ‬ ‫إال ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫عليه الليل والنهار والدهر واألَبد | وهذا جواب لقوله كم ِ‬ ‫َ ْ سير عليه ؟ إذا جعله ظرفا ألنه يريد فى كم‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫سير عليه | فتقول مجيبا له الليل والنهار والدهر واألَبد على معنى فى الليل والنهار وفى األبد |‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّك على أنه ال يكون أن ُجعل فيه فى يوم دون األيام‬ ‫ٍ َ ّ‬ ‫يَْ‬ ‫َّ‬ ‫ويدل‬ ‫____________________‬
  • 91. ‫(0/602)‬ ‫وفى ساعة دون الساعات َّك ال تقول لقيتُه الدهر واألبد وأنت تريد يومً منه ال لقيتُه الليل وأنت‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫تريد ِقاءه فى ساعة دون الساعات وكذلك َّهار إ ّ أن تريد سير عليه الدهر أَجمع والليل َّه على‬ ‫َ كل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الن ُ ال‬ ‫ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ِ َ ْ َّ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫التكثير | وان لم تَجعله ظرفً فهو عربى كثير فى كالمهم | وانما جاء هذا على جواب كم ألنه جعله‬ ‫ٌّ ٌ‬ ‫ا‬ ‫ْ‬ ‫على عدة َّام و َّيالى ى على جواب ما هو للعدد كأنه قال سير عليه عدةُ األيام أو عدةُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫فجر‬ ‫ّ األي الل‬ ‫تر َّ‬ ‫ٍ َّ‬ ‫َْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الليالى | ومن ذلك مما يكون متّصال قولك سير عليه يومين أو ثالثةَ أيام ألنه عدد | أال ى أنه ال‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يجوز أن تجعله ظرفا وتجعل اللقاء فى أحدهما دون اآلخر | ولو قلت سير عليه يومين وأنت تعنى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ِ َّ‬ ‫أن السير كان فى أحدهما لم يجز | هذا على أن تَجعل كم ظرفا وغير ظرف | وأما متى فإنما تريد‬ ‫ّ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫بها أن يوقِّت لك وقتا ال تريد بها عددً فإنما الجواب فيه اليوم أو يوم كذا أو شهر كذا أو سنة كذا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ا ِ‬ ‫و‬ ‫ُ َ‬ ‫أو اآلن أو حينئذ وأَشباهُ هذا | ومما أ ِى ى األبد والدهر و َّيل والنهار المحرم وصفر وجمادى‬ ‫َّ ُ َ ٌَ ُ َ‬ ‫الل‬ ‫َّ‬ ‫ُجر مجر‬ ‫ٍَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ ّ‬ ‫ة‬ ‫ّ‬ ‫ِ ج ألن‬ ‫ُّ‬ ‫وسائر أََسماء الشهور إلى ذى الح َّة َّهم جعلوهن جمل ً واحد لعدة أيام كأنهم قالوا سير عليه‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الثالثون يومً | ولو قلت شهر رمضان أو شهر ذى الحج لكان بمنزلة يوم الجمعة والبارحة والليلة‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/702)‬ ‫ُ ما ذكرت لك مما يكون على متى يكون ًى على كم ظرفا وغير‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫مجر‬ ‫َ‬ ‫ولصار جواب متَى | وجميع‬ ‫َ َ‬ ‫ظرف | وبعض ما يكون فى كم ال يكون فى متَى نحو َّ‬ ‫ُّ ُ َ‬ ‫َ َّ َ َّ َ َّ َ ْ‬ ‫ُ الليل والنهار والدهر ألن كم هو األول فجعل‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫األخر تَبعً له | ال يكون الدهر و َّيل والنهار إال على العدة جوابا لكم | وتقول سير عليه الليل تعنى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ ُ الل‬ ‫و‬ ‫ُِ َ ا‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ليل ليلتك وتَ ى على األصل | كما تقول فى الدهر سير عليه الدهر وانما تعنى بعض الدهر ولكنه‬ ‫َ‬ ‫جر‬ ‫َ‬ ‫يكثَّر كما يقول الرجل جاءنى أهل الدنيا وعسى أن ال يكون جاءه إال خمس فاستَ هم | وكذلك شهر‬ ‫َ ْ َا‬ ‫كثر‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ربيع حين ثنيت جاء على العدد عندهم ال يجوز أن تقول يضرب شه َى ربيع وأنت تريد فى أحدهما‬ ‫ٍ‬ ‫َ ْر‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ْ ْ ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫كما ال يجوز لك فى اليومين وأَشباههما | فليس لك فى هذه األشياء إ ّ أَن تُجريهَا على ما أَجروها‬ ‫ال يجوز لك أن تريد بالحرف غير ما أ ادوا‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫____________________‬ ‫(0/802)‬
  • 92. ‫| وتقول ذهبت الشتاء ويضرب الشتاء | وسمعنا العرب الفصحاء يقولون انطلقت َّيف أَجروه على‬ ‫ُ الص َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ر‬ ‫جواب متَى ألنه أَ اد أن يقول فى ذلك الوقت ولم يرد العدد وجواب كم | وقال ابن الرقاع % (‬ ‫ِّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫فقُصرن الشتَّاء بعد عليه % وهو للذوِ‬ ‫َ َ ْ د أَن يقَ َّمن جار ) % | فهذا يكون على متَى ويكون على كم‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ سْ َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ظرفين وغير ظرفين | واعلم أن ُّروف من األَماكن مثل الظروف من َّيالى واألَّام فى االختصار‬ ‫َي‬ ‫الل‬ ‫ِ‬ ‫ّ الظ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وسعة الكالم | فمن ذلك أن يقول كم سير عليه من األرض ؟ فنقول فرسخان أو ميالن أو بريدان‬ ‫َْ َ‬ ‫ى | وان شئت‬ ‫َ‬ ‫َْ ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫كما قلت يومان | وكذلك لو قال كم صيد عليه من األرض ؟ ى على هذا المجر‬ ‫يجر‬ ‫َْ ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫نصبت وجعلت كم ظرفا كما فعلت ذلك فى اليومين فال يكون ظرفا وغير ظرف إ ّ على كم ألنه‬ ‫ال‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫عدد كما كان ذلك فى اليومين | ونظير متَى من األَماكن أَين | ال يكون َين َّ لألَماكن كما‬ ‫أ ْ َ إال‬ ‫َْ و‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫____________________‬ ‫(0/902)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال يكون متَى إ ّ لألَيام والليالى | فإن قلت أَين سير عليه ؟ قال سير عليه مكان كذا وكذا وسير‬ ‫َ ال‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ ِ َْ‬ ‫عليه المكان الذى تَعلم فهو بمنزلة قوله يوم كذا وكذا واليوم الذى تَعلم | فأَجر كم فى األَماكن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫مج اها فى األيام والليالى وأَجر أَين فى األَماكن ى متَى فى األيام | ويقال أين سير عليه ؟‬ ‫ّ‬ ‫مجر َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ر‬ ‫أّ َْ ُ‬ ‫ِْ‬ ‫فتقول خْلف دارك وفوق دارك | فإن لم تَجعله ظرفا وجعلتَه على سعة الكالم رفعته على َن كم غير‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ظرف وعلى أن أين غير ظرف كما فعلت ذلك فى متَى | وتقول سير عليه ليل طويل وسير عليه‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫تبي‬ ‫َ َ ال َّ‬ ‫نهار طويل | وان لم تَذكر الصفةَ وأردت هذا المعنى رفعت إ ّ أن الصفة َّن بها معنى الرفع‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ِ ل‬ ‫وتُو َّحه وان شئت نصبت على نصب الّيل والنهار ورمضان | وتقول سير عليه يوم فترفُعه على‬ ‫َض ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حد قولك يومان وتَنصبهُ عليه | وان شئت قلت سير عليه يوما أتانا فيه فالن كأنه قال متى سير‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫عليه ؟ فيقول يوما كنت فيه عندنا | فهذا يحسن فيه على متَى ويصير بمنزلة يوم كذا وكذا ألنك قد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫وَّتّه وعرفتَه بشئ | | وتقول سير عليه غدوةُ يا فتى ُك ةُ فترفع على مثل ما رفعت ما ذكرنا |‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ َ وب ْ ر‬ ‫ّ‬ ‫ق‬ ‫َْ ِ ُ ُْ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ُ ْ ر ِ‬ ‫والنصب فيه على ذلك ألنك قد تُجريه وان لم يتَصرف مج َى يوم الجمعة تقول موعدك غدوةُ أو ُك ةُ‬ ‫ب ْر‬ ‫ُ‬ ‫فترفع على مثل ما رفعت ما ذكرنا وانصب فيه على ذلك | وتقول ما لقيتُه مذ غدوةُ أو ُة وكذلك‬ ‫بكر‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫غداُة أَمس وصباح‬ ‫َ ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/122)‬
  • 93. ‫يوم الجمعة والعشيةُ وعشية يوم الجمعة ومساء ليلة الجمعة | وتقول سير عليه حين ِذ ويوم ِذ‬ ‫ئٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫َئ َ ْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والنصب على ما ذكرت لك | وكذلك نِصف النهار ألنك قد تقول فى هذا بعد نصف النهار وموعدك‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ َّ‬ ‫نصف النهار | وكذلك سواء النهار ألنك تقول هذا سواء النهار إذا أردت وسطه كما تقول هذا‬ ‫ُ‬ ‫ِْ‬ ‫نصف النهار | وأما س اةُ اليوم فبمنزلة أول اليوم | وتقول سير عليه ضحوٌ من َّحوات إذا لم تَعن‬ ‫الض َ‬ ‫َ ْ َة‬ ‫ّ‬ ‫َر‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ل‬ ‫ِ ألن‬ ‫ضحوةَ يومك َّها بمنزلة قولك ساعة من اّساعات | وكذلك قولك سير عليه عتَمة من الليل ألنك‬ ‫َْ‬ ‫ِ‬ ‫تقول أتانا بعد ما ذهبت عتَم ٌ من الليل | وتقول قد مضى لذلك ضحوةٌ وضحوةً والنصب فيه وجهُه‬ ‫ْ َ َة‬ ‫َ َْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ َّ ِ‬ ‫ُ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫على ما مضى | وتقول فى األماكن سير عليه ذات اليمين وذات الشمال ألنك تقول دا هُ ذات اليمين‬ ‫ر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫وذات الشمال | والنصب على ما ذكرت لك | وتقول سير عليه أَيمن وأَشمل وسير عليه اليمين‬ ‫َ ُ‬ ‫ٌُ‬ ‫ٌُْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫والشمال ألنه يتَمكن | تقول على اليمين وعلى الشمال ( ودارك اليمين ودارك الشمال ) | وال أبو‬ ‫ْ ٍ ْ ِ‬ ‫النجم % ( يأْتى لها من أَيمن وأَشمل % ) %‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/022)‬ ‫َ َ ُ َ ْر َ‬ ‫ُ ٍ‬ ‫وان شئت جعلته ظرفا كما قال عمرو بن كْلثُوم % ( وكان الكأْس مج اها اليميناَ % ) % | ومثل‬ ‫ً‬ ‫َب ْ‬ ‫َ ْ ُّ ِ‬ ‫َ ْ ُّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ذات اليمين وذات الشمال شرقى الدار وغربى الدار تجعلُه ظرفا وغير ظرف | قال جرير % ( هَّت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جنوبا فذ َى ما ذكرتُكم % عند الص َّاة التى شرقى حوَانا ) % | وقال بعضهم دا هُ شرقى المسجد |‬ ‫ر َ ُّ‬ ‫َ ْ ِ َّ َ ْ ر َ‬ ‫ف‬ ‫َ ْ ً ِ كر‬ ‫ُ‬ ‫ُُ‬ ‫ِ‬ ‫الب ُ َ ِ‬ ‫ومثل مج اها اليمينا | قوله ُقول يمينها وشمالَها ( هذا باب ما يكون فيه المصدر حيناً لسعة الكالم‬ ‫ُ ر َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ٍ َ‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫واالختصار ) | وذلك قولك متَى سير عليه ؟ فيقول مقدم الحاج وخفوق النجم وخالفة فالن وصالةَ‬ ‫َ ََْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِْ‬ ‫العصر | فإنما هو زمن مقدم الحاج وحين خفوق النجم ولكنه على سعة الكالم واالختصار‬ ‫ِ َّ‬ ‫َََ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/222)‬ ‫| وان قال كم سير عليه فكذلك | وان رفعته أَجمع كان عربياًّ كثير | وينتصب على أن تَجعل كم‬ ‫َْ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ً‬ ‫ِ َ‬ ‫ظرفا | وليس هذا فى سعة الكالم واالختصار بأَبعد من صيد عليه يومان ووِلد له ستّون عاما |‬ ‫ِ َُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ ِ‬ ‫َِْ‬ ‫ِ َ ْ ِ َّ‬ ‫وتقول سير عليه فرسخان يومين ألنك شغلت الفعل بالفرسخين فصار كقولك سير عليه بعيرك يومين‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
  • 94. ‫ِ أي‬ ‫َِْ‬ ‫| وان شئت قلت سير عليه فرسخين يومان ُّهما رفعتَه صار اآلخر ظرفا | وان شئت نصبته على‬ ‫َُ‬ ‫الفعل فى سعة الكالم ال على َّرف كما جاز يا ضارب اليوم زيدا أو يا سائر اليوم فرسخين |‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫الظ‬ ‫الس ْ ُ‬ ‫ا ّ كأن‬ ‫َ‬ ‫َ ُُ ِ ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫وتقول صيد عليه يوم الجمعة غدوةُ يا فتى وان شئت جعلته ظرفً ألنك َّك قلت َّير فى يوم‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ُ َِ ُ‬ ‫الجمعة فى هذه الساعة | وان شئت قلت سير عليه يوم الجمعة غدوةَ كما تقول سير عليه يوم‬ ‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫َّ‬ ‫الجمعة صباحاً أى سير عليه يوم الجمعة فى هذه الساعة | وانما المعنى كان ابتداء َّير فى هذه‬ ‫ُ الس‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ِ ُْ ِ‬ ‫الساعة | ومثل ذلك ما لقيتُه مذ يوم الجمعة صباحاً أى فى هذه الساعة واّما معناه أنه فى هذه‬ ‫ُ‬ ‫الساعة وقَع َّلقاء كما كان ذلك فى سير عليه يوم الجمعة غدوةَ | وتقول سير عليه يوم الجمعة غدوةُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُِ َ‬ ‫تجعل غدوةُ بدال من اليوم كما تقول ضرب القوم بعضهم‬ ‫ََ‬ ‫____________________‬ ‫(0/322)‬ ‫| وتقول إذا كان غد فأُتِنى واذا كان يوم الجمعة فاْلقَنى فالفعل لغد واليوم كقولك إذا جاء غد فاتِنى |‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ٌَ ْ‬ ‫وان شئت قلت إذا كان غدً فأ ِنى وهى لغة بنى تميم والمعنى أَنه لقى رجال فقال له إذا كان ما نحن‬ ‫ّ‬ ‫ا ْت‬ ‫ْ‬ ‫عليه من َّالمة أو كان ما نحن عليه من البالء فى غد فأ ِنى َّهم أَضمروا استخفافً لكث ة كان‬ ‫ا ِ َ‬ ‫ر‬ ‫ٍ ْت ولكن‬ ‫َ‬ ‫الس‬ ‫فى كالمهم ألنه األصل لما مضى وما سيق ُ | وحذفوا كما قالوا حين ِذ اآلن وانما يريد حينئذ واسمع‬ ‫َْ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ َئ ٍ َ ّ‬ ‫َ َ َع‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َُ‬ ‫ٍ ر‬ ‫إلى اآلن فحذف واسمع كما قال تَاهلل ما ريت كاليوم َ ج ً أى كرجل أَ اه اليوم رجالً | وانما أضمروا‬ ‫ر ُ ال‬ ‫أ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ َ َ َ‬ ‫ما كان يقع مظهَر استخفافا ألن المخاطب يعلم ما يعنى ى بمنزلة المثل كما تقول ال عليك وقد‬ ‫َ‬ ‫فجر‬ ‫َ‬ ‫ًو‬ ‫َ ُ ا‬ ‫ر‬ ‫َّ ِ‬ ‫عرف المخاطب ما تعنى أَنه ال بأْس عليك ال ضر عليك ولكنه حذف لكث ة هذا فى كالمهم | ال‬ ‫و‬ ‫و َ َّ‬ ‫ّ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يكون هذا فى غير ال عليك | وقد تقول إذا كان غدً فأ ِنى كأنه ذكر أمر إما خصومة واما صلحً‬ ‫ً َّ ُ ً ّ ُ ا‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫َ ا ْت‬ ‫فقال إذا كان غدا فأْتِنى | فهذا جائز فى كل فعل ألنك إنما أَضمرت بعد ما ذكرت مظهَر واألول‬ ‫ا َّ ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ ِ ْ ٍ َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫محذوف منه لف ُ المظهَر وأضمروا استخفافاً | فإن قلت إذا كان الليل ِنى لم يجز ذلك ألن الليل‬ ‫َّ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ فأت‬ ‫ِ‬ ‫ظ‬ ‫ٌ‬ ‫ال يكون‬ ‫____________________‬ ‫(0/422)‬ ‫ظرفا َّ أَن تَع ِى َّليل َّه على ما ذكرت لك من التكثير فإن َّهتَه على إضمار شئ قد ذكرت‬ ‫َ‬ ‫ِ وج‬ ‫ً إال ْ ْ ن َ ال َ كل‬ ‫على ذلك الحد جاز وكذلك أَخوات الليل | ومما ال يحسن فيه إ ّ النصب قولهم سير عليه سحر ال‬ ‫َ ََ‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
  • 95. ‫ّ‬ ‫ً َّ‬ ‫يكون فيه إ ّ أن يكون ظرفا ألنهم إنما يتكلّمون به فى الرفع والنصب والجر باأللف والالم يقولون‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫الس ِ ّ الس َ َ ٌ‬ ‫هذا َّحر وبأَعلى َّحر وان َّحر خير لك من أول الليل | إ ّ أن تَجعله نك ةً فتقول سير عليه‬ ‫ر‬ ‫الس َ ُ‬ ‫ُه إذا عنيت سحر ليلتِك تقول سير عليه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ِ‬ ‫سحر من األسحار ألنه يتمكن فى الموضع | وكذا تحقير‬ ‫َ َ ّ‬ ‫َ ٌَ‬ ‫َ ّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫سحير | ومثله سير عليه ضحى إذا عنيت ضحى يومك ألنهما ال يتمكنان من الجر فى هذا المعنى‬ ‫َ َُ‬ ‫ُ َْ ا‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ُ ً‬ ‫ال تقول موعدك ضحى ال عند ضحى ال موعدك سحير َّ أن تنصب | ومثل ذلك صيد عليه‬ ‫ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ ْ ٌ إال‬ ‫ُ ً و‬ ‫ُ ُ ً و‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ألن‬ ‫ِ َ َ‬ ‫ًّ ِ ً‬ ‫صباحا ومساء وعشية وعشاء إذا أردت عشاء يومك ومساء ليلتك َّهم لم يستعملوه على هذا‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫شاء لم يحسن | ومثل ذلك سير عليه ذات‬‫المعنى َّ ظرفا | ولو قلت موعدك مساء أو أتانا عند ع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫إال‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ و‬ ‫َّ َ ٍ‬ ‫م ةٍّ نصب ال يجوز إ ّ هذا | أالَ ى َّك ال تقول إن ذات ّة كان موعدهم ال تقول إنما لك ذات‬ ‫مر‬ ‫تر أن‬ ‫ال‬ ‫رَ ْ ٌ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫مر‬ ‫ب َ ْ ِ َ ْ ٍ َّ‬ ‫إن ُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ّة كما تقول إنما لك يوم | وكذلك َّما يسار عليه ُعيدات بين ألنه بمنزلة ذات ّة‬ ‫مر‬ ‫____________________‬ ‫(0/522)‬ ‫| ومثل ذلك سير عليه بكر | أال تَ ى أنه ال يجوز موعدك بكر ال مذ بكر | فالبكر ال يتمكن فى‬ ‫َ َُ َ ّ‬ ‫ُ َ ٌَ و ُ ْ َ ٌَ‬ ‫ر ّ‬ ‫ا‬ ‫ََ ً‬ ‫ى‬ ‫يجر‬ ‫َ َْ‬ ‫َ مر وب َ ِ َ ٍ‬ ‫يومك كما لم يتمكن ذات ّة ُعيدات بين | وكذلك ضحوةٌ فى يومك الذى أنت فيه ى مجر‬ ‫َ ّ‬ ‫َ ِ‬ ‫عشية يومك الذى أنت فيه | وكذلك سير عليه عتَمة إذا أردت عتمة ليلتك كما تقول صباحا ومساء‬ ‫َ‬ ‫َ ً‬ ‫ِّ ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫َ ٍ‬ ‫َ ٍ‬ ‫َ ٍ ِ‬ ‫وبكر | وكذلك سير عليه ذات يوم وسير عليه ذات ليل بمنزلة ذات ّة | وكذلك سير عليه لي ً‬ ‫مر‬ ‫ا‬ ‫ََ ً‬ ‫َ‬ ‫ََ ا‬ ‫ً‬ ‫ُ ْر‬ ‫َّ‬ ‫َ ِ‬ ‫ونهار إذا أردت ليل ليلتك ونهار نهارك ألنه إنما يج َى على قولك سير عليه بَصر وسير عليه‬‫َ ِ‬ ‫ا‬ ‫َّ‬ ‫ظالما إ ّ أن تريد معنى سير عليه ليل طويل ونهار طويل فهو على ذلك الحد غير متمكن وفى هذا‬ ‫ّ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ُ َِْ‬ ‫َّ الس َ َ‬ ‫الحال متمكن كما أن َّحر باأللف والالم متصرف فى المواضع التى ذكرت وبغير األلف والالم‬ ‫َّ ٌ‬ ‫ٌَ‬ ‫َ ٍ‬ ‫غير متمكن فيها | وذو صباح بمنزلة ذات ّة | تقول سير عليه ذا صباح َخبرنا بذلك يونس عن‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٍ أ َ‬ ‫مر‬ ‫َ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫العرب إال أنه قد جاء فى لغة لخثْعم مفارقا لذات ة وذات ٍ‬ ‫ليلة | وأَما الجيدةُ العربية فأن تكون‬ ‫ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫مر‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫بمنزلتها | وقال رجل من خثعٍم‬ ‫َ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/622)‬ ‫ّ َّ ُ َ ْ َ ُ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫% ( عزمت على إقامة ذى صباح % لشئ ما يسود من يسود ) % | فهو على هذه اللغة يجوز فيه‬ ‫ََ ْ ُ‬ ‫الر ُ | وجميع ما ذكرنا من غير المتمكن إذا ابتدأت اسماً لم يجز أن تبنيه عليه وترفع َّ أَن تجعَه‬ ‫ل‬ ‫َ إال‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫فع‬
  • 96. ‫ظرفا وذلك قولك موعدك سحير وموعدك صباحا | ومثل ذلك إنه ل ُسار عليه صباح مساء إنما معناه‬ ‫َ َ َ‬ ‫ّ َي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َُ ا‬ ‫ً‬ ‫صباحا ومساء وليس يريد بقوله صباحا ومساء صباحا واحدً ومساء واحدً ولكنه يريد صباح أَيامه‬ ‫َ ّ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ََ ً َ ً‬ ‫ُ ِ َ ْ ِ وغير‬ ‫ومساءها | فليس يجوز هذه األسماء التى لم تتمكن من المصادر التى وضعت للحين ِها من‬ ‫ّْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً ُُ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫األسماء أن تُج َى م ى يوم الجمعة وخفوق النجم ونحوهما | ومما ُختار فيه أن يكون ظرفا ويقبح‬ ‫ْ ر ُ جر‬ ‫أن يكون غير ظرف صفةُ األحيان تقول سير عليه طوي ً وسير عليه حديثا وسير عليه كثير و سير‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫فع َّ‬ ‫ِ‬ ‫عليه قليال وسير عليه قديما | وانما ُصب صفةُ األَحيان على الظرف ولم يجز الر ُ ألن الص َّة ال‬ ‫ّ ن َ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ال‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫تقع مواقع االسم كما أنه ال يكون إ ّ حاال قولُه أَالَ ماء ولو باردا ألنه لو قال ولو أتانى بارد كان‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ِ َ ٍّ‬ ‫ٍّ‬ ‫قبيحا | ولو قلت آتيك بجيد كان قبيحا حتَّى تقول بدرَهٍم جيد وتقول آتيك به جيدً | فكما‬ ‫ّا‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/722)‬ ‫ال تَقوى َّفةُ فى هذا َّ حا ً أو تَج ِى على االسم كذلك هذه الصفة ال تجوز َّ ظرفا أو تَ ِى‬ ‫جر َ‬ ‫إال‬ ‫ْرَ‬ ‫إال ال‬ ‫الص‬ ‫َ ٌ‬ ‫َْ ُُ‬ ‫ٌ َ َُ‬ ‫ٌ‬ ‫ِْ‬ ‫على اسم | فإن قلت دهر طويل أو ٌ كثير أو قليل حسن | وقد يحسن أن تقول سير عليه قريب‬ ‫شئ ٌ‬ ‫ألَنك تقول لقيتُه مذ قَريب | والنصب عربى جيد كثير | ورَّما جرت الصفةُ فى كالمهم ى االسم‬ ‫مجر‬ ‫ب‬ ‫ّ ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُْ‬ ‫فإذا كان كذلك حسن | فمن ذلك األَبرق واألبطح وأَشباههما ومن ذلك مِلى من النهار و َّيل تقول‬ ‫الل‬ ‫َ ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫ِ‬ ‫سير عليه مِلى والنصب فيه كالنصب فى قريب | ومما َّن لك أن الصفة ال يقوى فيها إ ّ هذا أن‬ ‫َّ‬ ‫ال‬ ‫َ َْ‬ ‫َّ‬ ‫يبي‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٌّ‬ ‫سائال لو سأَلك فقال هل سير عليه ؟ لقلت نعم سير عليه شديدا وسير عليه حسنا فالنصب فى هذا‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫فع َّ‬ ‫ُ الس ْ ِ و‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫على أنه حال | وهو وجهُ الكالم ألنه وصف َّير | ال يكون فيه الر ُ ألنه ال يقع موقع ما كان‬ ‫َ‬ ‫اسمً | ولم يكن ظرفاً ألنه ليس بحين يقع فيه األمر | َّ أن تقول سير عليه سير حسن أو سير‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ٌْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ إال‬ ‫ٍ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ّْ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ ِ‬ ‫عليه سير شديد | فإن قلت سير عليه طويل من الدهر وشديد من السير فأَطْلت لكالم ووصفت كان‬ ‫َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ٌْ‬ ‫أَحسن وأَقوى وجاز ال يبلغ فى الحسن األسماء | واَّما جاز حين وصفت وأَطلت ألنه َع األسماء‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ضار َ‬ ‫َ‬ ‫َ ن‬ ‫ُْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ألن الموصوفة فى األصل هى األسماء ( هذا باب ما يكون من المصادر مفع ال ) | فيرتَفعُ كما‬ ‫و‬ ‫ينتصب إذا شغلت الفعل به وينتصب إذا شغلت الفعل بغي ه‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/822)‬
  • 97. ‫ِ‬ ‫تبي َ َّ ٍ‬ ‫| وانما ُ ذلك على أَن َّن أَى فعل فعلت أو توكيدا | فمن ذلك قولك على قول السائل أََى سير‬ ‫يجئ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫ٌ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ٌ ُِ َ‬ ‫سير عليه ؟ فتقول سير عليه سير شديد وضرب به ضرب ضعيف | فأَجريتَه مفع ال والفعل له | فإن‬ ‫َ ٌْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َ ر‬ ‫َ‬ ‫َْ ا‬ ‫ُِ َ‬ ‫قلت ضرب به ضربً ضعيفاً فقد شغلت الفعل بغي ه عنه | ومثله سير عليه سير شديدً | وكذلك إن‬ ‫أردت هذا المعنى ولم تَذكر الص َّة تقول سير عليه سير وضرب به ضرب كأَنك قلت سير عليه‬ ‫َ ْ ٌ َّ‬ ‫َ ٌْ ُ ِ َ‬ ‫ف‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ضرب من السير أو سير عليه ٌ من السير | وكذلك جميع المصادر تَرتفعُ على أفعالها إذا لم‬ ‫شئ‬ ‫َ‬ ‫َْ ٌ‬ ‫َي َ ٍ َ ْ ا‬ ‫تشغل الفعل ها | وتقول سير عليه أُّما سير سير شديدا كأَنك قلت سير عليه بعيرك سير شديدا‬ ‫َ ُ َ ا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ بغير‬ ‫َ‬ ‫ٍ فجر مجر ُ ِ َ ٌ‬ ‫َ َ ِ أي َ ٍ‬ ‫| وتقول سير عليه سيرتان َّما سير كأنك قلت سير عليه بعيرك َّما سير ى ى ضرب زيد‬ ‫ُ أي‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ة ُِ َ‬ ‫أي َ ْ ٍ ُ ِ َ ٌ‬ ‫َّما ضرب وضرب عمر و ضربا شديدا | وتقول على قول السائل كم ضرب ً ضرب به وليس فى‬ ‫َْ‬ ‫َْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُِ َ‬ ‫هذا إضمار شئ سوى كم والمفعول كم فتقول ضرب به ضربتان وسير عليه سيرتان ألنه أ اد أن‬ ‫ر‬ ‫ُ َْ‬ ‫َْ‬ ‫ِ‬ ‫َّن له العدةَ ى على سعة الكالم واالختصار وان كانت الضربتان‬ ‫ْ‬ ‫ّ فجر‬ ‫يبي‬ ‫____________________‬ ‫(0/922)‬ ‫ٍ‬ ‫الض َ‬ ‫َْ ُِ َ‬ ‫ال تُضربان وانما المعنى كم ضرب الذى وقع به َّرب من ضربة فأَجابه على هذا المعنى ولكنه‬ ‫ْ َ‬ ‫ي ُ‬ ‫َِ ْ‬ ‫اتَّسع واختَصر | وكذلك هذه المصادر التى عملت فيها أَفعالُها إنما ُسأل عن هذا المعنى ولكنه‬ ‫ُ‬ ‫ي َ ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ا‬‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ ِع َ ِْ ُ‬ ‫يتّس ُ ويخزل الذى يقع به الفعل اختصار واتّساعا | وقد علم أن الضرب ال ُضرب | ومن ذلك سير‬ ‫عليه خرجتان وصيد عليه مرتان | وليس ذلك بأَبعد من قولك وِلد له ستّون عاما | وسمعت من َثِق‬ ‫أ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ّ ِ‬ ‫َْ ِ ِ َ‬ ‫ط رِ‬ ‫ُِ َ‬ ‫ّ ِ ن‬ ‫ُِ َ‬ ‫به من العرب يقول بسط عليه مرتان واَّما يريد بسط عليه العذاب مرتّين | وتقول سير عليه َو ان‬ ‫ُ‬ ‫طور كذا وطَور كذا والنصب ضعيف جدا إذا ّيت كقولك طَور كذا وطور كذا | وقد يكون في هذا‬ ‫َْ ٌ‬ ‫ٌْ‬ ‫ً ثن َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌْ‬ ‫َْ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ّ ِ‬ ‫النصب إذا أَضمرت | وقد تقول سير عليه مرتين تجعله على الدهر أى ظرفا | وتقول سير عليه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ََْ‬ ‫ِْ‬ ‫ُِ َ‬ ‫َْ َ ْ ِ‬ ‫طورين وتقول ضرب به ضربتَين أى قدر ضربتين من الساعات كما تقول سير عليه تَرويحتَين |‬ ‫ّ‬ ‫َ ََْ‬ ‫َ ْ َ َ ُ َ ْ ِ َّ‬ ‫فهذا على األحيان | ومثل ذلك انتُظر به نحر جزورين إنما جعله على الساعات كما قال مقدم الحاج‬ ‫َ ّ ِ‬ ‫وخفُوق النجم فكذلك جعله ظرفا | وقد يجوز فيه الرفع إذا شغلت به الفعل | وان جعلت المرتين وما‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫أشبههما مثل السير رفعت ونصبت إذا أضمرت‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/132)‬
  • 98. ‫| ومما يجئ توكيدا ُنصب قوله سير عليه سير وان ُِق به انطالقا وضرب به ضربا فينصب على‬ ‫َ ْ ُْ َ ُ‬ ‫ُِ َ‬ ‫َ ْ ا طل َ‬‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً وي ْ َ ُ‬ ‫وجهين | أحدهما على أنه حال على حد قولك ذهب به مشيً وقُِل به صبر | وان وصفتَه على هذا‬ ‫َْ ا‬ ‫ً‬ ‫َ ْ ا تَ‬ ‫ِ‬ ‫ُ َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ًَْ َ ا‬ ‫ِ‬ ‫الحد كان نصبً تقول سير به سير عنيفً كما تقول ذهب به مشيا عنيفً | وان شئت نصبتَه على‬ ‫ا َ ا‬ ‫ا‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫إضمار فعل آخر ويكون بدال من اللفظ بالفعل فتقول سير عليه سير وضرب به ضربا كأنك قلت‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ا ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫بعد ما قلت سير عليه وضرب به يسيرون سير ويضربون ضربا وينطلقون انطالقا ولكنه صار‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ ا َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫المصدر بدال من اللفظ بالفعل نحو يضربون وينطلقون ى على قوله َّما أنت سير سير وعلى‬ ‫َ ْ اً َ ْ ا‬ ‫ً‬ ‫إن‬ ‫وجر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫قوله الحذر الحذر | وان أنت قلت على هذا المعنى سير عليه َّير وضرب به َّرب جاز على‬ ‫الض َ‬ ‫الس ْ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ ََ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ِر‬ ‫قوله الحذر الحذر وعلى ما جاء فيه األلف والالم نحو الع َاك وكان بد ً من اللفظ بالفعل وهو عربى‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ َ ََ‬ ‫يغي‬ ‫ُ‬ ‫يغ ْ ر‬ ‫َ‬ ‫َ َِ‬ ‫ِ‬ ‫جيد حسن | ومثله سير عليه سير البريد وان وصفت على هذه الحال لم ٌ ي ه الوصف كما لم َّر‬ ‫َّ‬ ‫الس‬ ‫َ‬ ‫َِْ‬ ‫الوصف ما كان حا ً | ال يجوز أن تُدخل األلف والالم فى َّير إذا كان حا ً كما لم يجز أن‬ ‫ال‬ ‫ال و‬ ‫ُ‬ ‫الر‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫تقول ذهب به المشى العنيف وأنت تريد أن تجعله حاال | قال َّاعى‬ ‫ََْ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/032)‬ ‫% ( ن َّا ةً حين تَعلُو الشمس اكبها % طرحا بعينى ِلياح فيه تَحديد ) % | فأَكد بقوله طرحا وشدد‬ ‫َْ ً َ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ ً َ َْ ْ َ ٍ‬ ‫َّ ُ ر َ‬ ‫ِ‬ ‫َظ ر َ ْ‬ ‫ألنه يعلم المخاطَب حين قال ن َّا ةً أنها تط ح | وان شئت قلت سير عليه َّير كما قلت سير عليه‬ ‫َ‬ ‫الس ُ‬ ‫َ‬ ‫َر‬ ‫َظ ر‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫سير شديد | وان وصفتَه كان أقوى وأَبين كما كان ذلك فى قوله سير عليه ليل طويل ونهار طويل |‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌَ‬ ‫وجميع ما يكون بد ً من اللفظ بالفعل ال يكون إ ّ على فعل قد عمل فى االسم ألنك ال تْلِ‬ ‫َ فظُ بالفعل‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِغً فمن ثم لم يكن فيه الر ُ فى كالمهم ألنه إنما يعمل فيه ما هو بمنزلة اللفظ به َّ أنه صار‬ ‫إال َّ‬ ‫َ َُ‬ ‫َّ‬ ‫فع‬ ‫َّ‬ ‫فار ا‬ ‫َِ َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِْ ٌ‬ ‫كأَنه فعل قد لُفظ به فأَولَى ما عمل فيه ما هو بمنزلة اللفظ به | ومما يسبِق فيه الر ُ من المصادر‬ ‫َّ فع‬ ‫َْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫إن‬ ‫َْ ٌ‬ ‫ِ َ‬ ‫ألنه ي اد به أن يكون فى موضع غير المصدر قوله قد خيف منه خوف وقد قيل فى ذلك قول | َّما‬ ‫َّ ر‬ ‫يريد قد‬ ‫____________________‬ ‫(0/232)‬ ‫خيف منه أمر أو ٌ وقد قيل فى ذلك خير أو شر | ومثل هذا فى المعنى كان منه كون أى كان‬ ‫َْ ٌ‬ ‫َ ٌّ‬ ‫َ ٌْ‬ ‫ٌ شئ‬ ‫ِ َ‬ ‫من ذلك أمر | وان حملتَه على ما حملت عليه َّير والضرب فى التوكيد حا ً وقع فيه الفعل أو‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫الس َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬
  • 99. ‫ِ‬ ‫بدال من اللفظ بالفعل نصبت | وان كان المفعل مصدر أ ى مج ى ما ذكرنا من َّرب والسير‬ ‫الض‬ ‫ا ُجر ُ َ ر‬‫ً‬ ‫ََْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُِ َ‬ ‫ً ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫در َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ َ‬ ‫وسائر المصادر التى ذكرنا وذلك قولك إن فى ألف هم لمضربا أى إن فيها لضربا فإذا قلت ضرب‬ ‫ُ َ رُ‬ ‫ُرَ ُ َ َّ ا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُِ َ‬ ‫به ضربً قلت ضرب به مضربا وان رفعت رفعت | ومثل ذلك س َّح به مسرحً أى تسريحا | فالمس َّح‬ ‫َ ا‬ ‫ِي ّ و‬ ‫َ ْ ْ َ ُ َ َّ ِ َ َ‬ ‫والتسريح بمنزلة َّرب والمضرب | قال جرير % ( أَلم تَعلم مسرحى القوافى % فال عًّا بهن ال‬ ‫َ َ‬ ‫الض‬ ‫ِ‬ ‫ِ مجر ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫اجتالبا ) % | أى تسريحى القوافى | وكذلك تَ ى المعصيةُ ى العصيان والموجدة بمنزلة‬ ‫جر َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫المصدر لو كان‬ ‫____________________‬ ‫(0/332)‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ن َِْ ِ‬ ‫َجَد ُتكلم به | قال الشاعر وهو أبن أَحمر % ( تَداركن ًّا من ُمير بن عامر % أ َى تُسام‬ ‫ُسار‬ ‫ْ َ حي‬ ‫َ‬ ‫الو ْ ْ ُ ي‬ ‫الذل قَتْال ومحربا ) % | فإن قلت ذهب به مذهب أو سِك به مسلَك رفعت ألن المفعل ههنا ليس‬ ‫َ َّ َ ْ َ َ‬ ‫ُل َ َ ْ ٌ‬ ‫َ ٌَ‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِْ‬ ‫َّ ً َ ْ َ َ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ ِ الس ِ‬ ‫بمنزلة الذهاب و ُّلوك وانما هو الوجه الذى يسلك فيه والمكان الذى يذهب إليه واَّما هو بمنزلة‬ ‫ن‬ ‫ُْ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َْ ُ‬ ‫قولك ذهب به ُّوق وسِلك به الطريق | وكذلك المفعل إذا كان حينً نحو قولهم أَتت الناقةُ على‬ ‫ِ‬ ‫ا ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِ َ الس ُ ُ َ‬ ‫مضربِها أى على زمان ضربها | وكذلك مبعث الجيوش تقول سير عليه مبعث الجيوش ومضرب‬ ‫َ ِْ ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ‬ ‫ِا ِ‬ ‫َ ِْ‬ ‫ٍْ‬ ‫َّ ِ‬ ‫الشول | قال حميد بن ثَور‬ ‫ُ َُْ‬ ‫ْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/432)‬ ‫ِ َ ٍ‬ ‫زٍ ِ ٍ‬ ‫% ( وما هى إ ّ فى إ ار وعْلقَة % مغار ابن همام على حى خثْعما ) % | فصَّر مغار وقتا وهو‬ ‫َ يَ ُ ً ً َ‬ ‫ا‬ ‫َ َّ َ َ ً‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ال‬ ‫ظرف ( هذا باب ماال يعمل فيه ما قبله من الفعل الذى يتَعدى إلى المفعول ال غ ِه ُ) | ألنه كالم‬ ‫ٌ‬ ‫و َ ير‬ ‫ََْ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫شئ‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫َِ َ‬ ‫قد عمل بعضه فى بعض فال يكون إ ّ مبتدأَ ال يعمل فيه ٌ قبله ألن ألف االستفهام تَمنعه من‬ ‫ذلك‬ ‫____________________‬ ‫(0/532)‬
  • 100. ‫| وهو قولك قد علمت أَعبد اهلل ثَم أم زيد وقد عرفت أَبو من زيد وقد عرفت ُّهم أبوه وأَما ى َى‬ ‫َ تر أ ُّ‬ ‫أي‬ ‫َْ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ُْ‬ ‫برق هاهنا | فهذا فى موضع مفعول كما َّك إذا قلت عبد اهلل هل أيتَه فهذا الكالم فى موضع‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫أن‬ ‫َْ ٍ‬ ‫َ ِ عر‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ ِ ْر‬ ‫المبنى على المبتدإ الذى يعمل فيه فيرفعه | ومثل ذلك ليت شع ِى أَعبد اهلل ثَم أم زيد وليت ش ى‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫ّ‬ ‫َ ٌ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ِ َ ِن‬ ‫هل أيتَه فهذا فى موضع خبر ليت | فإَّما أَدخلت هذه األشياء على قولك أزيد ثَم أم عمرو و ُّهم‬ ‫أي‬ ‫ر‬ ‫أبوك لما احتَجت إليه من المعانى | وسنذكر ذلك فى باب التسوية | ومثل ذلك قوله عز وجل ! 2‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫< لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا > 2 ! وقوله تعالى ! 2 < فلينظر أيها أزكى طعاما > 2‬ ‫ِ ألن‬ ‫! | ومن ذلك قد علمت لَعبد اهلل خير منك | فهذه الالم تمن ُ العمل كما ُ ألف االستفهام َّها‬ ‫تمنع ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َع‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ُ َّ َ‬ ‫إنما هى الم االبتداء وانما أَدخلت عليه علمت لتُؤكد وتجعلَه يقينً قد علمتَه ال تُحيل على علم غيرك‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َِ ّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ٌ َّ‬ ‫َّ‬ ‫| كما أنك إذا قلت قد علمت أَزيد ثَم أم عمرو أردت أن تُخبر أنك قد علمت أُّهما ثَم وأردت أن‬ ‫َي‬ ‫ِ‬ ‫تسوى عْلم المخاطب فيهما كما استَوى علمك فى المسألة حين قلت أزيد ثَم‬ ‫َ ٌ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/632)‬ ‫أم عمر و | ومثل ذلك قوله عز وجل ^ ( ولَقَد عِلموا لَمن اشتَ اهُ مالَهُ فى اآلخ َة من خالَق ) ^ |‬ ‫ِ ِ ِْ َ ٍ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ َ ُ َِ ْ ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِْْ‬ ‫ولو لم تَستفهم ولم تُدخل الم االبتداء ألَعملت علمت كما تُعمل عرفت و أيت وذلك قولك قد علمت‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫زيدً خير منك كما قال تعالى جده ! 2 < ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت > 2 ! وكما قال‬ ‫ا ا‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫جل ثناؤه ! 2 < ال تعلمونهم اهلل يعلمهم > 2 ! كقولك ال تَعرفونهم اهللُ يعرفُهم | وقال سبحانه ! 2 <‬ ‫واهلل يعلم المفسد من المصلح > 2 ! | وتقول قد عرفت زيدً أبو من هو وعلمت عمر أَأَبوك هو أم‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ ا ُ َْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َِ‬ ‫ّ َّ‬ ‫أبو غيرك فأَعملت الفعل فى االسم األول ألنه ليس بالمدخل عليه حرف االستفهام كما أنك إذا قلت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫عبد اهلل أَأَبوك هو أم أبو غيرك أو زيد أبو من هو فالعامل فى هذا االبتداء ثم استفهمت بعده | ومما‬‫ُ‬ ‫ََْ ُ َ‬ ‫ُّ ٍ‬ ‫يقوى النصب قولك قد علمتُه أبو من هو وقد عرفتُك أى رجل أنت | وتقول قد دريت عبد اهلل أبو من‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫هو كما قلت ذلك فى علمت | ولم يؤخذ ذلك إ ّ من العرب | ومن ذلك قد ظننت زيدا أبو من هو |‬ ‫ُ ً‬ ‫ال‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫وان شئت قلت قد علمت زيد أبو من هو كما تقول ذاك فيما ال يتعدى إلى مفعول وذلك قولك اذهب‬ ‫َ ّ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫فانظر زيد أبو من هو‬ ‫ْ ٌ‬ ‫____________________‬ ‫(0/732)‬
  • 101. ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ال تقول نظرت زيدا | واذهب فسل زيد أبو من هو واَّما المعنى اذهب فسل عن زيد ولو قلت اسأَل‬ ‫ْ َْ‬ ‫ن‬ ‫َْ ْ َْ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ أكثر‬ ‫ِ‬ ‫زيدا على هذا الحد لم يجز | ومثل ذلك دريت فى أكثر كالمهم ألن هم يقول ما دريت به مثل ما‬ ‫ََْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫و ُ ّ ْ ُ َ َّ‬ ‫َ ِ ْر ٌ َ‬ ‫شعرت به | ومثل ذلك ليت شع ِى زيد أَعندك هو أم عند عمرو | ال بد من هو ألن حرف االستفهام‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ال يستغنى بما قبله إنما يستغنى بما بعده فإَّما جئت بالفعل قبل مبتدِإ قد وضع االستفهام فى موضع‬ ‫ِن‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫المبنى عليه الذى يرفعه فأدخلتَه عليه كما أدخلتَه على قولك قد عرفت لزيد خير منك | وانما جاز‬ ‫ُ ََ ْ ٌ ٌ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ً‬ ‫َّ‬ ‫هذا فيه مع االستفهام ألنه فى المعنى مستفهَم عنه كما جاز لك أن تقول إن زيدا فيها وعمر و |‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ ا‬ ‫َّ‬ ‫َ ِئ َ ُ ْ ِ َ َ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ومثله ^ ( أن اهلل بر ٌ من المشركين ورسولُهُ ) ^ | فابتدأ ألن معنى الحديث حين قال إن زيدً‬ ‫َ‬ ‫فع ُ يون َ ِ‬ ‫َّ َ‬ ‫ٌ ّ َّ َ ِ ّ‬ ‫منطلق زيد منطق ولكنه أَكد بإن كما أَكد فأَظهر زيدً وأَضم ه | والر ُ قول ُس | فإن قلت قد‬ ‫ر‬ ‫َ ا‬ ‫ٌ ٌ‬ ‫عرفت أبو من زيد لم يجز إالَّ الر ُ ألنك بدأت بما‬ ‫َ‬ ‫فع‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/832)‬ ‫ِ‬ ‫ال يكون إ ّ استفهاما وابتدأتَه ثم بنيت عليه فهو بمنزلة قولك قد علمت أَأَبوك زيد أم أبو عمرو | فإن‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫قلت قد عرفت أَبا من زيد مكنِى انتَصب على مك ِي كأَنك قلت أَبا من زيد مكنى ثم أدخلت عرفت‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ َ ْ ٌ َ ٌّ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْن ّ‬ ‫ٌ َ ْ ٌّ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫عليها | ومثله قولك قد علمت أَأَبا زيد تُكنى أم أبا عمرو كأَنك قلت أَأَبا زيد تُكنى أم أبا عمرو ثم‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ ّ‬ ‫ُ َ‬ ‫أدخلت عليه علمت كما أدخلتَه عليه حين لم يكن ما بعده َّ مبتدْأ فال ينتصب إ ّ بهذا الفعل اآلخر‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫إال‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫كما لم يكن فى األول إ ّ مبتدأ | واذا قلت قد عرفت زيدا أبو من هو قلت قد عرفت زيدا أبا من هو‬ ‫ُ ً‬ ‫ُ ً‬ ‫ّ ال‬ ‫ِ‬ ‫مكنى | ومن رفع زيد ثَمة رفع زيدً ها هنا | ونصب اآلخر كما نصبه حين قال قد عرفت أَبا من‬ ‫َّ َ َ َ َ ا‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ٌّ َ‬ ‫أنت مكنى وكأَنه قال زيد أبا من هو مكن ى | ثم أَدخل الفعل عليه وكأنه قال زيد أَأَباَ بِشر ُكنى أم‬ ‫ٍْ ي َْ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ٌّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ٌّ‬ ‫ُ ِ‬ ‫َِ َ‬ ‫أبا عمرو ثم أَدخل الفعل عليه وعمل الفعل اآلخر حين كان بعد ألف االستفهام | وتقول قد عرفت‬ ‫ُ‬ ‫زيدا أَبو أَّهم ُكنى به وعلمت ِشر أَيهم ُكنى به تَرفعه كما تَرفع أُّهم ضربتَه | وتقول أ َأَيتَك زيدً أبو‬ ‫َر َ ا‬ ‫َي‬ ‫ُ ب ً ُّ ي ْ َ‬ ‫ا‬ ‫ُ َي ي ْ َ‬ ‫من هو وأ َأَيتَك عمر أَعندك هو أم عند فالن ال يحسن فيه َّ النصب فى زيد | أال ى أنك لو قلت‬ ‫َ تر َّ‬ ‫ُ‬ ‫إال‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َرْ َ‬ ‫َْ‬ ‫أ أيت أبو من أنت أو أ أيت أزيد ثَم أم فالن لم يحسن ألن فيه معنى أَخ ِرنى عن زيد وهو الفعل ال‬ ‫ْ بْ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ٌ َّ‬ ‫ر‬ ‫ر َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِْ‬ ‫يستَغنى السكوت على مفعوله األول فدخول هذا المعنى فيه لم‬ ‫ّ‬ ‫َْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/932)‬
  • 102. ‫يجعله بمنزلة أَخبرنى فى االستغناء فعلى هذا أُج ِى وصار االستفهام فى موضع المفعول الثانى |‬ ‫ُ‬ ‫ْرَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َّ ٍ ُ َ َ‬ ‫وتقول قد عرفت أَى يوم الجمعةُ فتنصب على أنه ظرف ال على عرفت | وان لم تَجعله ظرفا رفعت‬ ‫| وبعض العرب يقول لقد علمت أى حين عقبتى وبعضهم يقول لقد علمت أى حين عقبتِى | وأما‬ ‫ّ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ُ ُّ‬ ‫ُ َّ ٍ ُ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ َي َ‬ ‫ْ ال َ ُّ ر‬ ‫قوله % ( حتّى كأَن لم يكن إ ّ تَذك ُهُ % والدهر أَّتَما حال دهارير ) %‬ ‫ْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/142)‬ ‫ُ َ ُ َّ ٍ َّ مر‬ ‫| فإنما هو بمنزلة قولك والدهر دهارير كل حال وكل ّة أى فى كل حال وفى كل َّة فانتَصب ألنه‬ ‫ّ مر‬ ‫ّ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ُ َّ مر َّ‬ ‫ظرف كما تقول القتال كل ّة وكل أحوال الدهر ( هذا باب من الفعل سمى الفعل فيه بأَسماء لم‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ ّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫تؤخذ من أَمثلة الفعل الحادث ) | وموضعها من الكالم األَمر والنهى فمنها ما يتعدى المأمور إلى‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫مأمور به ومنها ماال يتعدى المأمور ومنها ما يتعدى المنهى إلى منهي عنه ومنها ماال يتعدى‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ِْْ‬ ‫ِن‬ ‫المنهى | أَما ما يتَعدى فقولك رويد زيدا فإَّما هو اسم قولك أَرود زيدا | ومنها هلُم زيدا إنما تريد‬ ‫َّ‬ ‫ُ ْ َْ‬ ‫ّ‬ ‫َ َّ ّ‬ ‫هات زيدا | ومنها قول العرب حَّهَل الثَّريد | عم أبو الخ ّاب أن بعض العرب يقول حَّهَل الصالة‬ ‫َ ي َ َّ َ‬ ‫َّ‬ ‫َط‬ ‫َ وز‬ ‫َي َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ رِ‬ ‫رِ‬ ‫ِ‬ ‫فهذا اسم ائت الصالةَ أى ائتوا الثريد وأْتوا َّالةَ | ومنه قوله % ( تَ اكها من إبل تَ اكها % ) %‬ ‫الص‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/042)‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫| فهذا اسم لقوله لهُ اتُركها | وقال % ( مناعها من إبل مناعها % ) % | وهذا اسم لقوله لهُ امنعها‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ و‬ ‫| وأَما ماال يتعدى المأمور ال المنهى إلى مأمور به ال إلى منهى عنه فنحو قولك مه مه وصه صه‬ ‫َ و َ َّ‬ ‫َ ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫وآه وايه وما أَشبه ذلك | واعلم أن هذه الحروف التى هى أَسماء للفعل ال تَظهر فيها عالمةُ المضمر‬‫ٍ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َِ ْ‬ ‫وذلك أنها أََسماء وليست على األَمثلة التى أُخذت من الفعل الحادث فيما مضى وفيما يستقبل وفى‬ ‫ّ َ ٌ‬ ‫أْ ل‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫رِ‬ ‫يومك ولكن المأمور والمنهى مضم ان فى النية | واَّما كان أصل هذا فى األمر والنهى وكانا َوَى‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫به ألنهما ال يكونان إ ّ ِفعل فكان الموضعُ الذى ال يكون َّ فع ً أَغلب عليه | وهى أَسماء الفعل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫إال ِ ال‬ ‫ِ ال ب‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ال ِ َ ظ‬ ‫وأُجريت م ى ما فيه األلف والالم نحو النجاء لئ ّ يخالف لف ُ ما بعدها لفظ ما بعد األمر والنهى |‬ ‫ُ‬ ‫ُ جر‬ ‫ولم تَصرف تَصرف‬ ‫َ ُّ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫____________________‬
  • 103. ‫(0/242)‬ ‫ِْ‬ ‫ِ ْ‬ ‫َ َّ ُ ّ‬ ‫المصادر ألنها ليست بمصادر وانما سمى بها األمر والنهى فَعملَت عملَهما ولم تجاوز فهى تقوم‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِْْ‬ ‫َّ‬ ‫مقام فعلهما ( هذا باب متصرف رويد َ) | تقول رويد زيدا وانما تريد أَرود زيدا | قال الهُذلى % (‬ ‫َّ ُ َ ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ ّ‬ ‫َُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫رويد عِلَّا جد ما ثَدى أُمهم % إلينا ولكن بغضهُم متَما ِن ) % | وسمعنا من العرب من يقول واهلل‬ ‫ِ‬ ‫ُ ْ َ َ ي ُ َّ‬ ‫ْ ُْ ُ ْ ُ يُ‬ ‫ْ ُ َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ِِ‬ ‫لو أردت الد اهم ألعطيتُك رويد ما الشعر | يريد أَرود الشعر كقول القائل لو أردت الد اهم ألَعطيتُك‬‫َّ‬ ‫َ ر َ‬ ‫ّ َْ‬ ‫ُ ََْ‬ ‫َ ر َ‬ ‫ِِْ‬ ‫فدع الشعر | فقد تَبَّن لك أن رويد فى موضع الفعل | ويكون رويد أيضاً صفة كقولك ساروا سير‬ ‫ا‬ ‫ُ َْ ً‬ ‫ً‬ ‫ُ ُ ََْ‬ ‫ّ ُ ََْ‬ ‫َي َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫رويدً | ويقولون‬ ‫َُْ ا‬ ‫____________________‬ ‫(0/342)‬ ‫أيضاً ساروا رويدً فَيحذفون َّير ويجعلونه حا ً به وصف كالمه واجتز بما فى صدر حديثه من‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ال َ َ َ‬ ‫الس َ‬ ‫َُ ا‬ ‫قول ساروا عن ذكر َّير | ومن ذلك قول العرب ضعهُ رويدا أى وضعً رويدً | ومن ذلك قولك‬ ‫َ ا ُ َْ ا‬ ‫َ ْ َُ ً‬ ‫الس‬ ‫للرجل ت اه ُعالج شيئا رويدا إنما تريد عالجا رويدً | فهذا على وجه الحال َّ أَن يظهَر الموصوف‬ ‫ُ‬ ‫إال ْ َ ْ َ‬ ‫ِ ً َُْ ا‬ ‫ر ي ِ ً ُ َ ْ ً َّ‬ ‫فيكون على الحال وعلى غير الحال | واعلم أن رويدا تلحقها الكاف وهى فى موضع افعل وذلك‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َُْ ً َ‬ ‫َ‬ ‫قولك رويدك زيدً ورويدكم زيدا | وهذه الكاف التى لحقت رويدا إنما لحقت لتُ َّن المخاطَب‬ ‫َ‬ ‫بي َ‬ ‫ً ّ‬ ‫ُ ََْ َ ا ُ ََْ ُْ‬ ‫ِ َّ‬ ‫َّ‬ ‫المخصوص ألن رويد تقع للواحد والجميع والذكر واألُنثى فإنما أَدخل الكاف حين خاف اْلتباس من‬ ‫َ‬ ‫َ ّ ُ ََْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫يعنى بمن ال يعنى وانما حذفَها فى األول استغناء بعلم المخاطب أنه ال يعنى َه | فلحاق الكاف‬ ‫غير َ ُ‬ ‫َ‬ ‫كقولك يا فالن للرجل حتَّى ُق ِل عليك | وتركها كقولك للرجل أنت تَفعل إذا كان مقبِال عليك بوجهه‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ي ْب َ‬ ‫ُ َّ ُ‬ ‫ُ ََْ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ِ ً‬ ‫منصتا لك | فتركت يا فالن حين قلت أنت تَفعل استغناء بإقباله عليك | وقد تقول أيضاً رويدك لمن‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫بِ‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫ال يخاف أن َيلتبس بسواه توكيدً كما تقول للمق ِل عليك المنصت لك أنت تَفعل ذاك يا فالن توكيدً |‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وذا بمنزلة قول العرب هاء وهاءك وهأَْ وهأْك وبمنزلة قولك حَّهَل وحَّهَلك وكقولهم َّجاءك | فهذه‬ ‫الن َ‬ ‫َي َ َي َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫الكاف لم تجئ علماً للمأمورين والمنهيين المضمرين ولو كانت علمً للمضمرين لكانت خطأُ ألن‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ ا‬ ‫َ َ‬ ‫َ ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫المضمرين ها هنا فاعلون وعالمة المضمرين‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/442)‬
  • 104. ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫الفاعلين الواو كقولك افعلُوا | وانما جاءت هذه الكاف توكيدً وتخصيصا ولو كانت اسمً لكان‬ ‫ا‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ز َّ ّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫النجاءك محاال ألنه ال ُضاف االسم الذى فيه األلف والالم | وينبغى لمن عم أنهن أسماء َن عم‬ ‫ٌ أ ْ يزُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ْ يزُ َ ّ‬ ‫ٌّ‬ ‫ٌ ِ‬ ‫أن كاف ذاك اسم فإذا قال ذلك لم يكن له بد من أن عم أنها مجرو ة أو منصوبة فإن كانت‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫منصوبة انبغى له أن يقول ذاك نفسك زيد إذا أ اد الكاف وينبغى له أن يقول إن كانت مجرو ة ذاك‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّ ل‬ ‫َ‬ ‫ّ َ َ ٌ ن‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫نفسك زيد وينبغى له أن يقول إن تاء أنت اسم واَّما تاء أنت بمنزلة الكاف | ومما يدّك على أنه‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫فو‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫َرْ َ‬ ‫ٍ ُ‬ ‫ليس باسم قول العرب أ َأَيتَك فالنً ما حالُه فالتاء عالمة المضمر المخاطب المر ع ولو لم تُلحق‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫ُ ِال‬ ‫الكاف كنت مستغنياً كاستغنائك حين كان المخاطَب مقب ً عليك عن قولك يا زيد ولحاق الكاف‬ ‫َ َ‬ ‫ر َ َّ ُ‬ ‫َ ِ َّ‬ ‫كقولك يا زيد لمن لو لم تَُل له يا زيد استغنيت | فإنما جاءت الكاف فى أَ أيت والنداء فى هذا‬ ‫ُ‬ ‫قْ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ِ‬ ‫الموضع توكيدا | وما يجئ فى الكالم توكيدا لو ُ ِح كان مستَغنى عنه كثير | وحدثنا من ال نتَهم‬ ‫ّ‬ ‫ً طرَ‬ ‫ً‬ ‫َ ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َْ ِ‬ ‫أنه سمع من العرب من يقول رويد نفسه جعله مصدر كقوله ! 2 < فضرب الرقاب > 2 ! | وكقوله‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/542)‬ ‫% ( عذير الحى % ) % | ونظير الكاف فى رويد فى المعنى ال فى اللفظ لك التى تجئ بعد هلُم‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ ََْ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫فى قولك هلُم لك فالكاف ههنا اسم مجرور بالالم والمعنى فى التوكيد واالختصاص بمنزلة الكاف‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َّ‬ ‫التى فى رويد وأشباهها كأَنه قال هلُم ثم قال إ ادتى بهذا لك فهو بمنزلة سقيً لك | وان شئت قلت‬ ‫ْ‬ ‫َ ا‬ ‫ر‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ ََْ‬ ‫ا‬ ‫ِْ‬ ‫َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫هلُم لى بمنزلة هات لى وهلُم ذاك لك بمنزلة أَدن ذاك منك | وتقول فيما يكون معطوفً على االسم‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ ََْ ُْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َِ‬ ‫المضمر فى النية وما يكون صفة له فى ّية كما تقول فى المظهر | أَما المعطوف فكقولك رويدكم‬ ‫الن‬ ‫ّ فو‬ ‫َّ‬ ‫أنتم وعبد اهلل | كأَنك قلت افعلوا أنتم وعبد اهلل ألن المضمر فى النية مر ع فهو ي ى ى‬ ‫َجر مجر‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫المضمر الذى يبين‬ ‫ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/642)‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ٌ ألن‬ ‫ً فع‬ ‫ُ‬ ‫ُ ََْ‬ ‫ِ‬ ‫عالمتُه فى الفعل | فإن قلت رويدكم وعبد اهلل فهو أيضا ر ٌ وفيه قُبح َّك لو قلت اذهب وعبد اهلل‬ ‫ر‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ ِ‬ ‫كان فيه قُبح فإذا قلت اذهب أنت وعبد اهلل حسن | ومثل ذلك فى الق آن ^ ( فاَذهب أَنت ورُّك‬ ‫ْ َ ْ ْ َ َ َب َ‬
  • 105. ‫فقَ ِالَ ) ^ و ! 2 < اسكن أنت وزوجك الجنة > 2 ! | وتقول رويدكم أنتم أَنفُسكم فيحسن الكالم‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ ََْ ُْ‬ ‫َ ٌ َ ات‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫كأَنك قلت افعلوا أنتم أَنفسكم | فإن قلت رويدكم أنفسكم رفعت وفيها قبح ألن قولك افعلوا أنفسكم فيها‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٌّ َ َ ٌ َّ‬ ‫قبح فإذا قلت أنتم أنفسكم حسن الكالم | وتقول رويدكم أجمعون ورويدكم أنتم أَجمعون كل حسن ألنه‬ ‫ُ ََْ ُْ‬ ‫ُ ََْ ُْ‬ ‫ُ َ َُ‬ ‫ٌ‬ ‫يحسن فى المضمر الذى له عالم ٌ فى الفعل | أال ى أنك تقول قُوموا أَجمعون وقوموا أنتم أجمعون‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تر‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/742)‬ ‫ى | وكذلك الحروف التى أسماء للفعل جميعا‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ْ‬ ‫| وكذلك رويد إذا لم تُْلحق فيها الكاف تَ ى هذا المجر‬ ‫َ جر‬ ‫ُ ََْ‬ ‫َ‬ ‫ِْ‬ ‫ال َّ َ َّ‬ ‫ى لحقتها الكاف أو لم تلحقها إ ّ أن هلُم إذا لحقتْها لك فإن شئت حملت أجمعين‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تَ ى هذا المجر‬ ‫جر‬ ‫ِْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ونفسك على الكاف المجرو ة فتقول هلُم لكم أجمعين وهلُم لكم أنفسكم | ال يجوز أن تَعطف على‬ ‫و‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ َّ‬ ‫الكاف المجرو ة االسم ألنك ال تَعطف المظهَر على المضمر المجرور | أال ى أنه يجوز لك أن‬ ‫تر ّ‬ ‫ر‬ ‫ْ ُ ُ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫تقول هذا لك نفسك ولكم أجمعين ال يجوز أن تقول هذا لك وأَخيك | وان شئت حملت المعطوف‬ ‫و‬ ‫والصفة على المضمر المر ع فى النية فتقول هلُم لك أنت وأَخوك وهلُم لكم أجمعون | كأَّك قلت‬ ‫َ َن‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫ّ‬ ‫فو‬ ‫مجر ُ َ ْ َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫تَعالَوا أنتم أجمعون وتَعال أنت وأخوك | فإن لم تُْلحق لك جرت ى رويد ( وهذا باب من الفعل‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫سمى الفعل فيه بأَسماء مضافة ) | ليست من أمثلة الفعل الحادث ولكنها بمنزلة األسماء المفرد التى‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ َ‬ ‫َّهن من الكالم األمر والنهى إذا كانت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كانت للفعل نحو رويد وحَّهَل ومج اهن واحد وموضع ّ‬ ‫ر ّ‬ ‫ُ َ َْ َي َ‬ ‫ْ‬ ‫للمخاطب المأمور والمنهى وانما استوت هي ورويد وما أشبه رويد كماى استوى المفرد والمضاف إذا‬ ‫ّ‬ ‫كانا اسمين نحو عبد اهلل وزيد مج اهما في العربية سواء | ومنها ما يتعدى المأمور إلى مأمور به‬ ‫ر‬ ‫ومنها ما يتعدى المنهى إلى المنهى عنه ومنها ماال يتعدى المأمور ال المنهى |‬ ‫و‬ ‫____________________‬ ‫(0/842)‬ ‫َ ْ َ ً ُ َ َ ا ِ ْ َ َ ا ُر‬ ‫ٍ‬ ‫| فأما ما يتعدى المأمور إلى مأمورَ به فهو قولُك علَيك زيدا ودونك زيدً وعندك زيدً تَأْم ُه به |‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً َ َِ ً‬ ‫حدثنا بذلك أبو الخ ّاب | وأما ما تَعدى المنهى إلى منهى عنه فقولك حذرك زيدا وحذارك زيدا‬ ‫َ ََ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ط‬ ‫ّ‬ ‫َّ ْ‬ ‫سمعناهما من العرب | وأما ماال يتعدى المأمور ال المنهى فقولك مكانك و بعدك إذا قلت تأَخر أو‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ و‬ ‫َ ّ‬ ‫َّ‬ ‫ََ َ‬ ‫ر َ َّ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َّ ر‬ ‫ِ َْ َ‬ ‫حذرتَه شيئا خلفَه | وكذلك عندك إذا كنت تُحذ ُه من بين يديه شيئا أو تأم ه أن يتَقدم | وكذلك فرطك‬ ‫ً َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ر ا‬ ‫َّ ر‬ ‫ر َ ّ‬ ‫ا‬ ‫ْ‬ ‫َّ ر‬ ‫إذا كنت تحذ ُه من بين يديه شيئً أو تأم ه أن يتقدم | ومثلها أَمامك إذا كنت تحذ ه أو تُبص هُ شيئً |‬
  • 106. ‫َْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ ر َ‬ ‫واليك إذا قلت تَنح | وو اءك إذا قلت اف ُن لما خْلفَك | حدثنا أبو الخطاب أنه سمع من العرب من‬ ‫طْ‬ ‫يقال له إلَيك‬ ‫َْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/942)‬ ‫فيقول ِإلى | كأَنه قيل له تَنح | فقال أَتَن َّى | ال يقال إذا قيل ألحدهم دونك دونى ال على | هذا‬ ‫َّ‬ ‫و‬ ‫َح و‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫النحو ّما سمعناه فى هذا الحرف وحده وليس لها قوةُ الفعل فتقاس | واعلم أن هذه األسماء المضافة‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫إن‬ ‫َ ُ َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫بمنزلة األسماء المفردة فى العطف والصفات وفيما قبح فيها وحسن ألن الفاعل المأمور والفاعل‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ا َُ‬ ‫ُ ََْ‬ ‫ّ و‬ ‫رِ‬ ‫المنهى فى هذا الباب مضم ان فى النية | ال يجوز أن تقول رويدهُ زيدً ودونهُ عمر وأنت تريد غير‬ ‫ّ‬ ‫ً َْ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ و َ َّ‬ ‫المخاطب ألنه ليس بفعل ال يتصرف تصرفه | وحدثنى من سمعه أن بعضهم قال عليه رجال ليسنى‬ ‫ُّ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ ِ‬ ‫| وهذا قليل شبهوه بالفعل | وقد يجوز أن تقول عليكم أَنفُسكم وأجمعين فتحملَه على المضمر‬ ‫ٌ ّ‬ ‫َ‬ ‫المجرور الذى ذكرتَه للمخاطب كما حملتَه على لك حين ذكرتَها بعد هلُم ولم تَحمل على المضمر‬ ‫َ َّ‬ ‫الفاعل فى النية فجاز ذلك | ويدّك على َّك إذا قلت عليك فقد أَضمرت فاعال فى النية وِانما الكاف‬ ‫ُ‬ ‫ّ َّ‬ ‫ً‬ ‫ََْ‬ ‫أن‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫للمخاطبة قولُك علَى زيدا وانما أدخلت الياء على مثْل قولك للمأمور أَوِ ِى زيدً | فلو قلت أنت نفسك‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ْ لن‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫لم يكن إ ّ رفعا ولو قال أنا نفسى لم يكن إ ّ جر | أال تالى أن الياء والكاف إنما جاءتا لتَفصال بين‬ ‫ال ّا َ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ِْ‬ ‫ا َّ‬ ‫ِ‬ ‫المأمور واألمر فى المخاطبة | واذا قال عليك زيدً فكأَنه قال له ائت‬ ‫____________________‬ ‫(0/152)‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ا َ‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫تر َّ‬ ‫زيدا | أال ى أن للمأمور اسمين اسمً للمخاطبة مجرور واسمه الفاعل المضمر فى النية كما كان‬ ‫ٌ‬ ‫َّ ِ‬ ‫له اسم مضمر فى النية حين قلت على | فإذا قلت عليك فله اسمان مجرور ومرفو ٌ | ال يحسن أن‬ ‫ع و َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫تقول عليك وأَخيك كما ال يحسن أن تقول هلُم لك وأخيك | وكذلك حذرك يدّك على أن حذرك بمنزلة‬ ‫ّ َ ََ َ‬ ‫َ ََ َ ل‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ر‬ ‫َّ‬ ‫ى زيدً إذا أردت حذرنى زيدا | فالمصدر وغي ه فى هذا الباب سواء | ومن جعل‬ ‫ا‬ ‫عليك قولك تحذير‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َََ‬ ‫ِ‬ ‫َْ َ ِ‬ ‫رويدا مصدر قال رويدك نفسك إذا أ اد أن يحمل نفسك على الكاف كما قال عليك نفسك حين حمل‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َُْ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫الكالم على الكاف | وهى مثل حذرك سواء إذا جعلتَه مصدر ألن الحذر مصدر وهو مضاف إلى‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ً ّ َ ََ‬ ‫ا‬ ‫ٌ‬ ‫ُ َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫الكاف | فإن حملت نفسك على الكاف جررت وِان حملتَه على المضمر فى النية رفعت | وكذلك‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫رويدكم ِإذا أردت الكاف تقول رويدكم أَجمعين | وأَما قول العرب رويدك نفسك فإَّهم يجعلون النفس‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ْ َ َ َ ِن َ‬ ‫ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ََْ ُ‬ ‫ُ ََْ ُْ‬
  • 107. ‫ّ َ َّ ََ َ‬ ‫ِْْ َ‬ ‫َّ‬ ‫بمنزلة عبد اهلل إذا أمرت به كأَنك قلت رويدك عبد اهلل إذا أردت أَرود عبد اهلل | وأَما حيللك وهاءك‬ ‫ََ‬ ‫ُ ََْ َ َ‬ ‫وأخواتُها فليس فيها إ ّ ما ذكرنا َّهن لم‬ ‫ألن‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/052)‬ ‫َِ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َّ‬ ‫يجعْلن مصادر | واعلم أن ناسا من العرب يجعلون هلُم بمنزلة األمثلة التى أُخذت من الفعل يقولون‬ ‫َ‬ ‫َُْ َ َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َّ َّ‬ ‫َّ‬ ‫هلم وهلُمى وهلُما وهلُموا | واعلم أنك ال تقول دونى كما قلت علَى ألنه ليس كل فعل يجئ بمنزلة‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َّ َ َّ َ ُّ‬ ‫أَوِلنى قد تَعدى إلى مفعولين فإنما على بمنزلة أَوِلنى ودونك بمنزلة خذ | ال تقول آخذ ِى همً ال‬ ‫ِ ْ ن در ا و‬ ‫ُْ‬ ‫ُ ََ‬ ‫ْ‬ ‫ََ ّ‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫يه زيدا تريد به األمر كما أردت ذلك فى الفعل حين‬ ‫خذ ِى هما | واعلم أنه ال يجوز لك أن تقول علَ ِ‬ ‫ْ َّ‬ ‫ُ ْ ن در ً‬ ‫َ‬ ‫قلت ِليضرب زيدا ألن عليه ليس من الفعل وكذلك حذ َهُ زيدا قبيح ٌ ألنها ليست من أمثلة الفعل |‬ ‫ة َّ‬ ‫َ َر ً‬ ‫َِ‬ ‫ْ ً ّ‬ ‫َ‬ ‫فإنما جاء تَ ى زيدً ألن المصدر يتَصرف مع الفعل فيصير حذرك فى موضع احذر وتَ ى‬ ‫ْ َ ْ حذير‬ ‫ُ َ ََ‬ ‫ّ‬ ‫ا َّ‬ ‫حذير‬ ‫ِ َّ‬ ‫فى موضع حذرنى فالمصدر أبدً فى موضع فعِله | ودونك لم يؤخذ من فعل ال عندك فإنما ُنتَهَى‬ ‫ٍ و ِ َْ ِ ّ ي‬ ‫َْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ُ ا‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ ََ َ ّ‬ ‫َّ َ‬ ‫فيها حيث انتهت العرب | واعلم أنه يقبح زيدً عليك وزيداً حذرك ألنه ليس من أمثلة الفعل فقبح أن‬ ‫ا َ َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ي ى ما ليس من األمثلة مج اها إ ّ أن تقول زيداً‬ ‫ر ال ْ‬ ‫َجر‬ ‫____________________‬ ‫(0/252)‬ ‫فتنصب بإضمارك الفعل ثم تَذكر عليك بعد ذلك فليس يقوى هذا قوةَ الفعل ألنه ليس بِفعل ال‬ ‫و‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ََْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫يتَصرف تصرف الفاعل الذى فى معنى يفعل ( هذا باب ما ى من األمر والنهى على إضمار‬ ‫جر‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫ّ َ‬ ‫ُه إذا عِلمت أن الرجل مستَغن عن لَفظك بالفعل ) | وذلك قولك زيدً وعمر‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ِْ َ ِ‬ ‫ُْ ْ‬ ‫َ ْ ّ‬ ‫ِ‬ ‫الفعل المستعمل إظهار‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫و أسه | وذلك َّك أيت جال يضرب أو يش ِم أو يقتل فاكتفيت بما هو فيه من عمله أن تلفظ له‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫أن ر ر َ ْ ِ ُ َ ْ ت ُ َ‬ ‫رَ‬ ‫ْ ِ ُ َّ‬ ‫ٍ‬ ‫َ ا‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ر َ‬ ‫ِْ ْ‬ ‫بعمله فقلت زيدً أى أَوقع عملَك بزيد | أو أيت رجال يقول أَضرب شر الناس فقلت زيدً | أو أيت‬ ‫ر َ‬ ‫ا‬ ‫ٍ‬ ‫َِ ٌ‬ ‫رجال يحدث حديثا فقَطعهُ فقلت حديثَك | أو قَدم رجل من سفر فقلت حديثَك | استغنيت عن الفعل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َّ ْ ِ َّ‬ ‫بعلمه أنه مستخبر فعلى هذا يجوز هذا وما أَشبهه | وأَما النهى فإنه التحذير كقولك األَسد األَسد‬ ‫ََ ََ‬ ‫ٌَ‬ ‫ّ‬ ‫والجدار الجدار والصبى الصبى وانما نهيتَه أن يقرب الجدار المخوف المائِل أو يقرب األَسد أو‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ََ َ ِ َ َ َ‬ ‫َّ ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫يوطئ الصبى | وان شاء أَظهَر فى هذه‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫____________________‬
  • 108. ‫(0/352)‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫او ِ‬ ‫األشياء ما أَضمر من الفعل فقال اضرب زيدا واشتم عمر ال توطئ الصبى واحذر الجدار ال تَقرب‬ ‫و‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫طريق الطريق إن شاء قال خل الطريق أو تَنح عن الطريق | قال جرير %‬ ‫َ‬ ‫األسد | ومنه أيضا قوله َّ‬ ‫ً‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫( خل الطريق لمن يب ِى المنار به % وابرز ِبرَةَ حيث اضطرك القدر ) % | ال يجوز أن تُضمر‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫و‬ ‫َ َّ َ َ َ ُ‬ ‫ُ ْ بَ ْ ز‬ ‫َ ْن َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ٍِ‬ ‫َّ‬ ‫تَنح عن الطريق ألن الجار ال ُضمر وذلك أن المجرور داخل فى الجار غير منفَصل فصار كأََنه‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ ُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ ي ْ َُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ َ ِ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ من االسم ألنه معاقب للتنوين ولكنك إن أضمرت أضمرت ما هو فى معناه مما يصل بغير‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ِ ٌ‬ ‫شئ‬ ‫حرف إضافة كما فعلت فيما مضى | واعلم أنه ال يجوز أن تقول زيد وأنت تريد أن تقول ِليضرب‬ ‫ُ َْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫زيد أو ِليضرب زيد إذا كان فاعال ال زيدا وأنت تريد ليضرب عمرو زيدا | ال يجوز زيد عمر إذا‬ ‫ا‬ ‫ٌ‬ ‫ً و‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫و‬ ‫َ ِْ ْ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫كنت ال تُخاطب زيدً إذا أردت ِليضرب زيد عمر وأنت تخاطبنى فإنما تريد أَن أُبِغه أنا عنك أنك قد‬ ‫ّ‬ ‫ْ ْل َ‬ ‫ِ ُ ِ َّ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ ِْ‬ ‫ِ ُ ا‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َِ ِ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِْ ْ ٌ‬ ‫أمرتَه أن يضرب زيد عمر وزيد وعمرو غائبان فال يكون أن تُضمر فعل الغائب | وكذلك ال يجوز‬ ‫ٌ‬ ‫ا ٌ‬ ‫ً‬ ‫زيدا وأنت تريد أن أُبِلغه أنا عنك أن يضرب زيدً ألنك إذا أضمرت فعل الغائب‬ ‫َ‬ ‫َ ِْ َ ا‬ ‫ْ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/452)‬ ‫ُ الشاهد إذا قلت زيدً أنك تأْم ُه هو بزيد هوا االلتباس هنا كك اهيتهم فيما لم يؤخذ من‬ ‫ْ‬ ‫ر‬ ‫فكر‬ ‫ُر‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ظن السامع‬‫َّ‬ ‫الفعل نحو قولك عليك أن يقولوا عليه زيدا َّ َّه ما لم يؤخذ من أمثلة الفعل بالفعل | هوا هذا‬ ‫وكر‬ ‫َْ‬ ‫ً لئال يشب َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُر َ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫فى االلتباس وضعف حيث لم يخاطب المأمور كما ك ِهَ وضعف أن َّه عليك و رويد بالفعل |‬ ‫يشب َ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫وهذه حجج سمعت من العرب وممن يوثق به ي ْعم أنه سمعها من العرب | من ذلك قول العرب فى‬ ‫ُ َ ٌ ُِ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ زُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫مثَل من أمثالهم َّهُم ض ُعاً وذئباً إذا كان يدعو بذلك على غنم رجل | واذا سألتَهم ما يع ُون قالوا‬ ‫َ ْن‬ ‫ِ ُ‬ ‫َْ‬ ‫الل َّ َ ب ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُه عندهم ألن‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َِْ‬ ‫وكلهم َّر ما ينوى | وانما سهُل تفسير‬ ‫اللهم اجمع أو اجعل فيها ضبعً وذئبا | ُّ‬ ‫يفس ُ‬ ‫َُ ا‬ ‫ْ‬ ‫ُ َّ ْ َ ْ‬ ‫ّ َّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫المضمر قد استُعمل فى هذا الموضع عندهم بإظهار | حدثنا أبو الخطاب أنه سمع بعض العرب‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫وقيل له ِلم أَفسدتم مكانكم هذا ؟ فقال الصببيان بأَبى | كأَنه حذر أن ُالم فقال لُِ‬ ‫م الصبيان | وحدثنا‬ ‫َّ ِ‬ ‫َ‬ ‫ي َ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫من يوثَق به أن بعض العرب قيل له أَما بمكان كذا وكذا‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/552)‬
  • 109. ‫ِْ ُ‬ ‫َِ ً‬ ‫وجذ ؟ وهو موضع ي ِ ُ‬ ‫ٌ ُمسك الماء | فقال َبلَى وجاذا | أى فأَعرف بها وجاذا | ومن ذلك قول الشاعر‬ ‫َ‬ ‫َ ٌْ‬ ‫َِْ ِ‬ ‫وهو المسكين % ( َخال أَخاك إن من ال أخا له % كساع إلى الهَيجا بغير سالح ) % كأَنه يريد‬ ‫َ ٍ‬ ‫أ َ‬ ‫ّ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ َْ‬ ‫الزم أخاك | ومن ذلك قولُك زيدً وعمر كأَنك تريد اضرب زيدً وعمر كما قلت زيدً وعمر أيت |‬ ‫ار ُ‬ ‫َ ا‬ ‫ا‬ ‫ّ ا‬ ‫ا ّ‬ ‫ا‬ ‫َْ‬ ‫ََ‬ ‫َّ‬ ‫ومنه قول العرب أَمر مبك ِك ال أمر مضحكاتك و الظباء على اْلبقر | يقول عليك أَمر مبكياتك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ ْ ِ يات‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫وخل َّباء على البقر‬ ‫َ َِ‬ ‫َّ‬ ‫َ الظ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/652)‬ ‫ُه فى غير األمر والنهى ) | وذلك قولك إذا أيت‬ ‫ر َ‬ ‫ِْ ُ‬ ‫( هذا باب ما ُضمر فيه الفعل المستعمل إظهار‬ ‫َُ‬ ‫ي ْ َُ‬ ‫َ ِ َ َّ‬ ‫َ ّ َ َ َّ‬ ‫رجال َّها وجهَة الحاج قاصدا فى هيئ الحاج فقلت مكة ورب الكعبة | حيث زكنت أنه يريد مكة‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً متوج ِ ْ َ‬ ‫ِ ّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّك قلت يريد مكة واهلل | ويجوز أن تقول مكة واهلل على قولك أَ اد مكةَ واهلل كأَنك أخبرت بهذه‬ ‫َ‬ ‫رَ ّ‬ ‫كان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ر َّ‬ ‫ِ‬ ‫الص ِّة عنه أنه كان فيها أمس فقلت مكة واهلل أى أ اد مكة إذذاك | ومن ذلك قوله عز وجل ! 2 <‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫بل ملة إب اهيم حنيفا > 2 ! أى بل نتَّبعُ مّة إب اهيم حنيفا كأَنه قيل لهم اتَِّعوا حين قيل لهم كونوا‬ ‫ب‬ ‫لَ ر‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫اِ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫ي ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ر َ ال َّ ُ َ ْ‬ ‫هودا أَو نص َى | أو أيت رج ً يسدد سهمً قَبل القرطاس فقلت القرطاس واهلل أى ُصيب القرطاس‬ ‫ُ ً ْ َ َ ار‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫واذا سمعت وقع َّهم فى القرطاس قلت القرطاس واهلل أى أَصاب القرطاس | ولو أيت ناساً‬ ‫َ َ ْ َ الس‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر َ َْ ا‬ ‫ِ‬ ‫َ َّ‬ ‫ينظرون الهالل وأنت منهم بعيد َّروا لقلت الهالل ورب الكعبة أى أَبصروا الهالل | أو أيت ضربً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ فكب‬ ‫ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُِ َ‬ ‫فقلت على وجه التَّفَاؤل عبد اهلل أى يقَعُ بعبد اهلل أو بعبد اهلل يكون | ومثل ذلك َن ى رج ً يريد أن‬ ‫ال‬ ‫أ ْ تر‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يوقع فعال أو أيتَه فى حال رجل قد أَوقع فعال أو أُخبرت عنه بفعل فتقول زيدا | تريد اضرب زيدا أو‬ ‫ْ ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ََْ‬ ‫ر‬ ‫َِ ْ‬ ‫ُ ا‬ ‫أَتَضرب زيدً‬ ‫____________________‬ ‫(0/752)‬ ‫ْ ُ َّ‬ ‫أ َّ‬ ‫| ومنه أن ى الرجل أو تُخبر عنه أنه قد أَتى أمر قد فَعله فتقول َكل هذا ُخ ً أى أَتَفعل كل هذا‬ ‫ب ال‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫تر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫بخالً | وان شئت رفعتَه فلم تحمله على الفعل ولكنك تجعله مبتدأ | وانما أضمرت الفعل ها هنا وأنت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ ْ َِ‬ ‫تخاطب ألن المخاطَب المخبر لست تجعل له فعال آخر يعمل فى المخبر عنه | وأنت فى األمر‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ََ‬ ‫ِ ُ َّ‬
  • 110. ‫للغائب قد جعلت له فعال آخر يعمل كأَنك قلت قل له ِليضرب زيدا أو قل له اضرب زيدا أو م ْهُ أن‬ ‫ْ ً ُر‬ ‫ْ ً‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫يضرب زيدً فضعف عندهم مع ما يدخل من َّبس فى أمر واحد َن ُضمر فيه فعالن لشيئين (‬ ‫ِ‬ ‫ِْ ِ‬ ‫أ ْ ي ْ ََ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الل‬ ‫َ‬ ‫َ ِْ َ ا َ ُ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ُه بعد حرف | وذلك قولك الناس مجزُّون بأَعمالهم إن‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ ي َ‬ ‫هذا باب ما ُضمر فيه الفعل المستعمل إظهار‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي ْ َُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ْ ِْ َ ا‬ ‫خير فخير وان شر فشر و ء مقتول بما قتل به إن خنجر فخنجر وان سيفا فسيف | وان شئت‬ ‫ً‬ ‫ََ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ا ٌ ْ ًّا ٌّ المرُ‬ ‫ً‬ ‫ْ ِ ا‬ ‫ّا ٌّ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ َا‬ ‫أَظهرت الفعل فقلت إن كان خنجر فخنجر وان كان شر فشر | ومن العرب من يقول إن خنجر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فخنجر وان خير فخير وان شر فشر كأَنه قال إن كان الذى عمل خير ج ى خير وان كان شر ى‬ ‫ّا جز َ‬ ‫َ ا ُز َ ا‬ ‫َ‬ ‫ّا ّا‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ِ ً‬ ‫َْ ا ْ‬ ‫ِ َّ‬ ‫شر وان كان الذى قتل به خنجر كان الذى ُقتل به خنجر | والر ُ أكثر وأحسن فى اآلخر ألنك إذا‬ ‫فع ُ‬ ‫ا‬ ‫يْ ُ‬ ‫ا َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ًّا ْ‬ ‫أدخلت الفاء فى جواب الج اء استأنفت ما بعدها وحسن أن تقع بعدها األسماء‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ز‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/852)‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ ُ و َّ‬ ‫| وانما أجازوا النصب حيث كان النصب فيما هو جوابه ألنه يجزم كما يجزم ألنه ال يستقيم واحد‬ ‫ُ َُْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ٍ‬ ‫منهما إ ّ باآلخر فشبهوا الجواب بحبر االبتداء وان لم يكن مثله فى كل حالة كما َّهون الشئ‬ ‫يشب‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫بالشئ وان لم يكن مثله ال قريباً منه | وقد ذكرنا ذلك فيما مضى وسنذك ه أيضً إن شاء اهلل | واذا‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫َ و‬ ‫ً ا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ ر‬ ‫ِ‬ ‫أضمرت فأن تُضمر الناصب أحسن ألنك إذا أضمرت ال افع أضمرت لهُ أيضا خبر أو شيئً يكون‬ ‫ا‬ ‫َ َُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫فى موضع خب ه | َّما كثُر اإلضمار كان أضعف | وان أضمرت ال افع كما أضمرت الناصب فهو‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ر‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ر فكل َ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عربى حسن وذلك قولك إن خير فخير وان خنجر فخنجر كأَنه قال إن كان معه خنجر حيث قتل‬ ‫ََ َ‬ ‫ٌّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ ْ ْ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فالذى يقتل به خنجر وان كان فى أعمالهم خير فالذى ُجزون به خير | ويجوز أن تجعل إن كان‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ي َْ ْ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ َْ ُ‬ ‫ُِْ‬ ‫ُ َّ‬ ‫خير على إن وقَع خير كأَنه قال إن كان خير فالذى ُجزون به خير | عم يونس أن العرب تُنشد‬ ‫ٌ وزَ‬ ‫ي َْ ْ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ َ َ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ ر ً ْ َ ْ ٌ َ ْ ب ُ َّ ْ ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫هذا البيت لهُدبة بن خشرٍم % ( فإن تَك فى أموالنا ال نضق بها % ذ اعا وان صبر فنص ِر للصبر‬ ‫ِْ ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫)%‬ ‫____________________‬ ‫(0/952)‬ ‫أِ‬ ‫فال َلية كأنها قالت في المعنى إن كنت ممن ال يخظى عنده فإني غير إلي ََّ أى إن ال تكن له فى‬ ‫هٌ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ ال‬ ‫ْ‬ ‫ِي ٍ‬ ‫َ ّة ِ‬ ‫الناس حظي ٌ فإنى غير أَلَّة | ولو عنت بالحظية نفسها لم يكن إ ّ نصبا إذا جعلت الحظيةَ على‬ ‫ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِأي ْ َ ُ ْ ا ْ‬ ‫ْ َ ا‬ ‫ٍ‬ ‫التفسير األول | ومثل ذلك قد مررت برجل إن طويالً وان قصير وامرر ب ُّهم أَفضل إن زيدً وان‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
  • 111. ‫َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫عمر وقد مررت برجل قبل إن زيدا وان عمر ال يكون فى هذا إ ّ النصب ألنه ال يجوز أن تحمل‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ً ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ل‬ ‫ً ّ ْ ٌّ ْ َ ِ ٌ‬ ‫الطويل والقصير على غير األول ال زيدً ال عمر | وأما إن حق وان كذب فقد تستطيع أن ال تَحمَه‬ ‫ا‬ ‫او‬ ‫ّ و‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ و‬ ‫ْ َ ٌّ‬ ‫َ‬ ‫َِ ٌ‬ ‫ٌّ‬ ‫على األول فتقول إن كان فيه حق أو كان فيه كذب أو إن وقَع حق أو باطل | ال يستقيم فى ذا أن‬ ‫َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ أن تقول إن كان فيه طويل أو كان فيه زيد ال يجوز على إن‬ ‫ْ‬ ‫ٌو‬ ‫ٌ‬ ‫َ ْ‬ ‫تريد غير األول إذا ذكرتَه ال تستطيع‬ ‫و‬ ‫َ ّ‬ ‫وقَع | وقالت ليلى األَخيِيةُ % ( ال تَقربن الدهر آل مطر ٍ‬ ‫ُ َ َّ ف % إن ظالما أَبدً وان مظلوما ) %‬ ‫َ‬ ‫ً َا ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َّ َّ ْ َ‬ ‫ْ َلّ‬ ‫َ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/062)‬ ‫ِا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ ْر‬ ‫ّ الس ّ‬ ‫ٍ‬ ‫| وقال ابن همام َّلولى % ( وأحضرت عذ ِى عليه الشهُّود % إن عاذر لى وان تاركا ) % |‬ ‫ِ‬ ‫فنصبه ألنه عنى األمير المخاطب ولو قال ِإن عاذر لى وان تارك يريد ِإن كان لى فى الناس عاذر‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ‬ ‫أو غير عاذر جاز | وقال النابغة الذبيانى % ( حدبت على بطون ضنةَ ُّها % ِإن ظالمً فيهم وِان‬ ‫ا ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ِ َ ْ ّ ُ ُ ِ َّ كل‬ ‫ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫مظلوما ) % | ومن ذلك أيضً قولك مررت برجل صالح وان ال صالحاً فطالح | ومن العرب من‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫يقول ِإن ال صالحً فطالحً كأَنه يقول إن ال يكن صالحً فقد مررت به أو لقيتُه طالحاُ | عم يونس‬ ‫ُ‬ ‫وز‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫أن من العرب من يقول إن ال صالح فطالح على إن ال أكن مررت بصالح فبطالح وهذا قبيح‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضعيف ألنك تُضمر بعد إن ال فعال آخر فيه حذف غير الذى تضمر بعد إن ال فى قولك إن ال‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ّ‬ ‫يكن‬ ‫ْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/262)‬ ‫شب‬ ‫ِ‬ ‫صالحاً فطالح | ال يجوز أن يضمر الجار ولكنهم لما ذكروه فى أول كالمهم ّهوه بغي ه من الفعل‬ ‫ر‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ و‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫َ‬ ‫ٍَ‬ ‫| وكان هذا عندهم أَقوى ِإذا أُضمرت رب ونحوها فى قولهم % ( وبْلدة ليس بها َنيس % ) % |‬ ‫ْ ُ َّ‬ ‫أ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ومن ثَم قال يونس امرر على أُّهم أفضل إن زيد وان عمرو | يعنى ِإن مررت بزيد أو مررت بعمرو‬ ‫َي‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ ُْ‬ ‫| واعلم أنه ال ينتصب ٌ بعد إن ال يرتَف ُ َّ بفعل ألن إن من الحروف التى يبنى عليها الفعل‬ ‫ُ‬ ‫َُْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ و َ ِع إال ٍ‬ ‫ِ ْ شئ‬ ‫ُ ِّ ر‬ ‫وهى إن المجا اة وليست من الحروف التى يبتَدأُ بعدها األسماء ُبنى عليها األسماء | فإنما أ اد‬ ‫لي ْ َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫زِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ََ‬ ‫ٍ‬ ‫بقوله ِإن زيد وان عمر و إن مررت بزيد أو مررت بعمر و فج َى الكالم على فعل آخر وانجر االسم‬ ‫ُ‬ ‫َر‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ٍْ ْ ٍ‬ ‫بالباء ألنه ال يصل إليه الفعل َّ بالباء كما أنه حين نصبه كان محم ال على كان ى ال على‬ ‫َ أخر‬ ‫َ ْ ُو‬ ‫َ ََ‬ ‫ّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ إال‬ ‫َ ِ ُ‬ ‫َّ‬
  • 112. ‫ٍ‬ ‫الفعل األول | ومن َأَى الجر فى هذا قال مررت برجل‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َْ ر‬ ‫ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/362)‬ ‫َ َ أي ْ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ٍ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ ٍ ْ ٍ‬ ‫إن زيد وان عمر و يريد إن كنت مررت بزيد أو كنت مررت بعمرو | ولو قلت عندنا ُّهم أَفضل أو‬ ‫عندنا رجل ثم قلت إن زيدً وان عمر كان نصبهُ على كان وان رفعتَه رفعتَه على كان كأَنك قلت إن‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َ ْ ا‬ ‫َ‬ ‫ٍ و‬ ‫ِ‬ ‫ِ ّ‬ ‫كان عندنا زيد أو كان عندنا عمر و | ال يكون رفعه على عندنا من قَبل أن عندنا ليس بفعل ال‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫و‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫يجوز بعد ِإن أن تبنى عندنا على األسماء ال األسماء تُبنى على عنده كما لم يجز لك أن تَبنى بعد‬ ‫ْ َ َْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َْ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ََْ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫إن األسماء على األسماء | واعلم أنه ال يجوز لك أن تقول عبد اهلل المقتول وأنت تريد كن عبد اهلل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫المقتول ألنه ليس فعالً يصل من شئ إلى شئ ألنك لست تشير له إلى أحد | ومن ذلك قول العرب‬ ‫َ‬ ‫وّ‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ ُ َ ال ِ‬ ‫% ( من لَد شو ً فإلى إتْالئها % ) %‬ ‫ْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/462)‬ ‫ِ‬ ‫ِْ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ و‬ ‫َّ ْ ُ‬ ‫َ َ َ َّ ر‬ ‫| نصب ألنه أ اد زمانا | والشول ال يكون زمانا ال مكانا فيجوز فيها الجر كقولك من لَد صالة‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ َ َ َّ ْ َ‬ ‫َّ ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫العصر إلى وقت كذا وكقولك من لد الحائط إلى مكان كذا فلما أ اد الزمان حمل الشول على شئ‬ ‫َُ‬ ‫يحسن أن يكون زماناً إذا عمل فى الشول ولم يحسن َّ ذا كما لم يحسن ابتداء األسماء بعد ِإن‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ إال‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َِ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫حتّى أضمرت ما يحسن أن يكون بعدها عامال فى األسماء | فكذلك هذا كأَنك قلت من لَد أَن كانت‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫جر ٌ‬ ‫َو ً ِ‬ ‫ش ْال فإلى إتالئها | وقد َّه قوم على سعة الكالم وجعلوه بمنزلة المصدر حين جعلوه على الحين‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫وانما يريد حين كذا وكذا وان لم يكن فى قوة المصادر ألنه ال يتصرف تصرفَها | واعلم أنه ليس كل‬ ‫ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫حرف يظهَر بعده الفعل ُحذف فيه الفعل ولكنك تُضمر بعد ما أَضمرت فيه | العرب من الحروف‬ ‫ُ يْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ُِ‬ ‫َ ِِ‬ ‫والمواضع وتُظهر ما أَظهروا‬ ‫____________________‬ ‫(0/562)‬
  • 113. ‫وتُج ِى هذه األشياء التى هى على ما يستخفون بمنزلة ما يحذفون من نفس الكالم ومما هو الكالم‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْر‬ ‫ِ َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ َ ُ َُ ْ‬ ‫شئ ُ َ ُ‬ ‫ٍ َْ ُ‬ ‫على ما أَجروا فليس كل حرف يحذف منه ٌ ويثْبت فيه نحو يك ويكن ولم أُبل وأُبال لم يحملهم‬ ‫َْ‬ ‫ذاك على أن يفعلوه بِمثله ال يحملهم إذا كانوا يثِْتون فيقولون فى مر أُمر أن يقولوا فى خذ أُوخذ‬ ‫ُْ ُْ‬ ‫ُْ ُْ‬ ‫ُب‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫وفى كل أُكل | فقف على هذه األشياء حيث وقفوا ثم َّر | وأما قول الشاعر % ( لقد كذبتك نفسك‬ ‫َ َ ََ َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫فس ْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ُْ‬ ‫ِ زِ‬ ‫فاكذبنها % فإن ج َعا وان ِإجمال صبر ) % | فهذا على إما وليس إن الج اء كقولك إن ح ّا وان‬ ‫ِ ْ َز ً ْ ْ َ َ ِْ‬ ‫ْ ق ْ‬ ‫ّ‬ ‫َْ‬ ‫ِ‬ ‫كذبا‬ ‫____________________‬ ‫(0/662)‬ ‫ِ زِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫تر َّ ْ ُ َ‬ ‫| فهذا على إما محمول | أال ى أنك تُدخل الفاء ولو كانت على إن الج اء وقد استَقبلت الكالم‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ ْ جز ا‬ ‫الحتجت إلى الجواب | فليس قولُه فإن عً كقوله إن حقّا وان كذبا ولكنه على قوله تعالى ! 2 <‬ ‫َ‬ ‫فإما منا بعد واما فداء > 2 ! | ولو قلت فإن جزٌ وان ِإجمال صبر كان جائز ك َنك قلت فإما أَم ِى‬ ‫ِ ّ ْر‬ ‫ا أ‬ ‫ُ َ ِ‬ ‫ِْ ع‬ ‫جزٌ واما ِإجمال صبر َّك لو صححتَها فقلت إما جاز ذلك فيها | ال يجوز ط ْح ما من إما َّ فى‬ ‫َرُ ِ ْ ّ إال‬ ‫و‬ ‫َ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ ْ ٍ ألن‬ ‫َ َع ّ‬ ‫ْ ِْ َ ٍ َ ْ َ َ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الشعر | قال َّمر بن تَولَب % ( سقَتْه الرواعد من صَّف % وان من خريف فلن يعدما ) % |‬ ‫َّ ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الن ُ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫وانما يريد واما من خريف | ومن أجاز ذلك فى الكالم دخل عليه‬ ‫َََ‬ ‫َّ‬ ‫َْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/762)‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ر ِ زِ‬ ‫أن يقول مررت جل إن صالح وان طالح يريد إما | وان أ اد ِإن الج اء فهو جائز ألنه يضمر الفعل‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ بر‬ ‫ُ َُ‬ ‫ّ َ ا ّ‬ ‫تر َّ‬ ‫واما ى ما بعدها ههنا االبتداء وعلى الكالم األول أال ى أنك تقول قد كان ذلك إما صالحً واما‬ ‫ّ‬ ‫ّ يجر‬ ‫فسادا كأنك قلت قد كان ذلك صالحا أو فسادا ولو قلت قد كان ذلك إن صالحا وان فسادا كان‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫النصب على كان أُخ َى ويجوز الر ُ على ما ذكرنا | ومما ينتصب على إضمار الفعل المستْعمل‬ ‫َ‬ ‫فع‬ ‫َ َ ْر‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُه ، قولك : هالَّ خير من ذلك ، وأَال خير من ذلك ، أو غير ذلك . كأَنك قلت : أَال تَفعل خير‬ ‫ا‬ ‫ُ ً‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫إظهار‬ ‫من ذلك ، أو أَال تَفعل غير ذلك ، وهالَّ غير ذلك ، وربما عرضت هذا على نفسك فكنت فيه‬ ‫َ‬ ‫ِّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫كالمخاط ! ب ، كقولك : هالَّ ًفعل ، وأ َّ َفعل . | وان شئت رفعتَه ، فقد سمعنا رفع بعضه من‬ ‫ِ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ أ ْ َ ُ َال أ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫العرب ، وممن سمعه من العرب . فجز إضمار ما يرفَ ُ كما جاز إضمار ما ينصب . | ومن ذلك‬ ‫َْ ع‬ ‫َْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َ‬
  • 114. ‫َ ْ َ ََ‬ ‫ُ ٍّ‬ ‫قولك : أو فرقاَ خير من حب ، أى أو أَفرقُك فرقاً‬ ‫َ ََ َ ْ ا‬ ‫ً‬ ‫____________________‬ ‫(0/862)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫خير من حب . وانما حمله على الفعل ألنه سئل عن فعله فأجابه على الفعل الذي هو عليه . ولو‬ ‫ُ ٍّ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ّ ُ‬ ‫ََ‬ ‫رفع ، كأنه قال : أو ًم ِى فرق خير من حب . | وانما انتَصب هذا النحو على أنه يكون الرجل في‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ أ ْ ر ََ ٌ ٌ‬ ‫ََ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فعل فيريد أن يفعله أو ينتقل [ هو ] إلى فعل آخر . فمن ثَم نصب أو فَرقً ، ألنه أجاب على أ َرقك‬ ‫فَ َ‬ ‫ّ َ َ َ َ َا‬ ‫ٍِْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫ُه قولك أَالَ طَعام ولو تَمر ك َنك‬ ‫ًْ أ‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وتَرك الحب . | ومما ينتصب على إضمار الفعل المستعمل إظهار‬ ‫َ َ ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قلت ولو كان تَمر وأ ِنى بدابة ولو حمار | وان شئت قلت أَالَ طعام ولو تمر كأَنك قلت ولو يكون‬ ‫ٌ ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ ً‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫ْ ً ْت‬ ‫ا‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫عندنا تمر ولو سقط إلينا تمر | وأحسن ما ُضمر منه أحسنه فى اإلظهار | ولو قلت ولو حمار‬ ‫ُ‬ ‫ُ ي ْ َُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َال دينار | وهو بمنزلة إن‬ ‫فجررت كان بمنزلته فى إن | ومثلُه قول بعضهم إذا قلت جئتُك هم فه َّ‬ ‫بدر ٍ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫فى هذا الموضع يبنى عليها األَفعال | والرفع قبيح فى فَهالَّ دينار وفى ولو حمار ألنك لو لم تحمله‬ ‫ِ ٌ َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َُْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫فع‬ ‫ِ ُ‬ ‫على إضمار يكون ففعل المخاطب أولى به | والر ُ فى هذا وفى ولو حمار بعيد كأََنه يقول ولو‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ِ‬ ‫يكون مما يأتينى به حمار | ولو بمنزلة إن ال يكون بعدها إ ّ األَفعال فإن سقط بعدها اسم ففيه |‬ ‫ال‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫فعل مضمر فى هذا الموضع تُبنى عليه األَسماء | فلو قلت أَال ماء ولو بارداً‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ٌَ‬ ‫ِ ٌ‬ ‫____________________‬ ‫(0/962)‬ ‫لم يحسن َّ النصب ألن باردا صف ٌ | ولو قلت ائتِنى ببارد كان قبيحا ولو قلت ائتِنى بتمر كان‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً ة‬ ‫ُ ّ‬ ‫إال‬ ‫َْ ا‬ ‫حسنا أال ى كيف قَبح أن يضع َّفةَ موضع االسم | ومن ذلك قول العرب ادفَع الشر ولو إصبعً‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ َ َ الص‬ ‫تر‬ ‫كأَنه قال ولو دفعتَه إصبعا ولو كان إصبعا | ال يحسن أن تحمله على ما يرف ُ ألنك إن لم تَحمله‬ ‫َ ْ َع ّ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ً‬ ‫على إضمار يكون ففعل المخاطب المذكور أولى وأقرب فالر ُ فى هذا وفى ائتنى بدابة ولو حمار‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫فع‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ | ومما ينتصب على‬ ‫َ‬ ‫بعيد | كأَنه يقول ولو يكون مما تأتينى به حمار ولو يكون مما تَدفع به إصبع‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ َ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ُه أن ى الرجل قد قدم من سفر فتقول خير مقدٍم | أو يقول الرجل‬ ‫ٍ‬ ‫إضمار الفعل المستعمل إظهار تر‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫أيت فيما ى النائم كذا وكذا فتقول خير وما سر وخير لنا وشر لعدونا | وان شئت قلت خير مقدٍ‬ ‫ُ َ ْ َم‬ ‫ًّا ّ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َ َّ‬ ‫ا‬ ‫َ ً‬ ‫ُ‬ ‫ير‬ ‫ر ُ‬ ‫ُ ََ ْ‬ ‫ِ ْ َ َ َ َْ‬ ‫َِ ْ ُ‬ ‫وخير لنا وشر لعدونا | أما النصب فكأَنه بناه على قوله قدمت فقال قَدمت خير مقدٍم وان لم يسمع‬ ‫ّ َّ ُ َّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌّ‬ ‫ٌ‬ ‫َدم فالن وكذلك إذا قال‬ ‫ٌ‬ ‫منه هذا اللف ُ فإن قدومه ورؤيتَه إياه بمنزلة قوله قدمت | وكذلك إن قيل قِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ظ َّ‬ ‫َ‬
  • 115. ‫ِ‬ ‫أيت فيما ى النائم كذا وكذا فتقول خير لنا وشر لعدونا | فإذا نصب فعلى الفعل | وأما الرفع فعلى‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّا ّ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ير‬ ‫ر ُ‬ ‫أنه مبتدأ أو مبنى على مبتدأ ولم يرد أن يحمله‬ ‫ٌّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/172)‬ ‫وهذا خير لنا وشر لعدونا وهذا خير وما سر | ومن ثَم قالُوا‬ ‫ّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ٌّ‬ ‫ٌ‬ ‫على الفعل ولكنهُ قال هذا خير مقدٍم‬ ‫ُ َ َْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫قال أنت مصاحب وأنت مبرور | فإذا رفعت هذه األشياء فالذى‬ ‫َ ٌ‬ ‫مصاحب معان ومبرور مأجور كأنه‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ٌ ُ ٌ‬ ‫فى نفسك ما أظهرت واذا نصبت فالذى فى نفسك غير ما أظهرت وهو الفعل والذى أظهرت االسم‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َْ ْ ر‬ ‫ا ِ‬ ‫وأما قولهم اشدً مهديّ فإنهم أضمروا اذهب اشدا مهديا | وان شئت رفعت كما رفعت مصاحب‬ ‫ر ا‬ ‫أ ََ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َّ ر‬ ‫معان ولكنه كثُر النصب فى كالمهم ألن اشدا مهديا بمنزلة ما صار بدال من اللفظ بالفعل ك َنه لَفظ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫ى بيان إن شاء اهلل | ومثلُه هنِيً مريئً | وان شئت نصبت فقلت مبرور مأجور‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ْا َ ِ ا‬ ‫َِ َ ُ ي َ‬ ‫برشدت وهد ِت | وستر‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ومصاحبا معانا | حدثنا بذلك عن العرب عيسى ويونس ُهما كأَنه قال رجعت مبرور واذهب‬ ‫وغير‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُه قول العرب حدث فالن بكذا‬ ‫مصاحبا | ومما ينتصب أيضا على إضمار الفعل المستعمل إظهار‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ا‬ ‫وكذا فتقول صادقً واهلل | أو أَنشدك شعر فتقول صادقا واهلل أى قالَه صادقا | ألنك إذا أَنشدك فك َنه‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫قد قال كذا‬ ‫____________________‬ ‫(0/072)‬ ‫| ومن ذلك أيضا أن ى جال قد أوقع أمر أو تعرض ِله فتقول متعرضاً لعنن لم يعنه أى دنا من‬ ‫ِ‬ ‫ََ ِ َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ََْ ا‬ ‫ً‬ ‫ً تر ر ً‬ ‫هذا األمر متعرضً لعنن لم ي ِه | وتَرك ذكر الفعل لما ي ى من الحال | ومثله بيع الملَطى ال عهد‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫َر‬ ‫ََ َ‬ ‫َعن‬ ‫َّ ا َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ال عقد وذلك إن كنت فى حال مساومة وحال بيع فتَد ُ أُبا ِعك استغناء لما فيه من الحال | ومثله‬ ‫ً‬ ‫ٍ َع ي ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫و ََ‬ ‫ٍ‬ ‫َ ِِ‬ ‫َ ُ ٍ‬ ‫% ( مواعيد عرقوب أخاه بيثْرب % ) % | كأَنه قال واعدتَنى مواعيد عرقوب أخاه ولكنه ترك‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِ‬ ‫واعدتَنى استغناء بما هو فيه من ذكر الخْلف واكتفاء بعلم من يعنى بما كان بينهما قبل ذلك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫____________________‬ ‫(0/272)‬
  • 116. ‫ِ‬ ‫ٌّ‬ ‫ٌ ِ‬ ‫| ومن العرب من يقول متَعرض ومنهم من يقول صادق واهلل | وكل عربى | ومثله غضب الخيل‬ ‫َ َ َ‬ ‫ٌّ‬ ‫ُ َ َّ ٌ‬ ‫على ُّجم كأَنه قال غضبت أو آه غضبان فقال غضب الخيل فك َنه بمنزلة قوله غضبت غضب‬ ‫َ‬ ‫َ ِ َ‬ ‫ِ أَّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ ر َ‬ ‫الل ُ‬ ‫الخيل على َّجم | ومن العرب من يرفع فيقول غضب الخيل على ُّجم فرفعه كما رفع بعضهم‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الل‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫الل‬ ‫ِ‬ ‫َّباء على البقَر | ومثله َن تسمع الرجل ذكر فتقول أَهل ذاك وأهله أى ذكرت أهله ألنك فى ذك ه‬ ‫ر‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َِ‬ ‫الظ ُ‬ ‫ُه تفسير خير مقدٍم ( هذا باب ما‬ ‫ُ َ َْ َ ْ َ‬ ‫تحمله على المعنى | وان شاء رفَع على هو | ونصبه وتفسير‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُه استغناء عنه | وسأمثَّله لك مظهَر لتَعلم ما أ ادوا إن‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ينتصب على إضمار الفعل المتروك إظهار‬ ‫َْ‬ ‫َ َّ ُ ّ َ‬ ‫شاء اهلل تعالى ( هذا باب ما ى منه على األمر والتحذير ) | وذلك قولك إذا كنت تحذر ِإياك |‬ ‫جر‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِْ ّ‬ ‫ّ َ َّ ّ‬ ‫كإنك قلت إياك نح واياك باعد واياك اتّق وما أشبه ذا | ومن ذلك أن تقول نفسك يا فالن أى اتّق‬ ‫ِ َّ‬ ‫ُه | ومن‬ ‫نفسك َّ أن هذا ال يجوز فيه إظهار ما أضمرت ولكن ذكرتُه ألُمثَّل لك ماال يظهَر إضمار‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ إال ّ‬ ‫َ ّ َ َّ ّ‬ ‫ذلك أيضً قولك إياك واألسد واياى والشر كأَنه قال‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫____________________‬ ‫(0/372)‬ ‫ّ َ ِ َ َّ َّ‬ ‫ِ َ َّ‬ ‫إياك فأتّقين واألسد وكأَنه قال إياى ألَتّقين والشر | فإَّاك متَّقى واألسد والشر متَّقَيان فكالهما مفعول‬ ‫ُ ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ي ُ ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ومفعول معه | ومثله إياى وأَن يحذف أحدكم األرنب | ومثله إياك إياه واياى واياه كأَنه قال إياك‬ ‫ّ‬ ‫ّ َ ّ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َّ وز َّ‬ ‫باعد واياه أو نح | عم أن بعضهم يقال له إياك فيقول إياى كأَنه قال إياى أَحفظُ وأَحذر | وحذفوا‬ ‫ْ َُ‬ ‫ِْ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫الفعل من إياك لكث ة استعمالهم إياه فى الكالم فصار بدال من الفعل وحذفوا كحذفهم حينئذ اآلن‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َّ ٌ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫فكأَنه قال احذر األسد ولكن ال بد من الواو ألنه اسم مضموم إلى آخر | ومن ذلك أسه والحائط‬ ‫رَ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫كأَنه قال خل أو دع أسه والحائط فال أس مفعول معه فانتصبا جمعا | ومن ذلك قولهم شأْنك والحج‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ََ‬ ‫ٌ‬ ‫َ رُ‬ ‫َ ْ رَ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫كأَنه عليك شأنك مع الحج | ومن ذلك امر ونفسه كأَنه قال دع امر مع نفسه فصارت الواو فى‬ ‫أ‬ ‫َ َ ًَ‬ ‫ْ َأَ َ ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫معنى معكما صارت فى معنى مع فى قولهم ما صنعت وأخاك | وان شئت‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/472)‬ ‫َِ أ‬ ‫َ‬ ‫ٍأ َ‬ ‫لم يكن فيه ذلك المعنى فهو عربى جيد كأَنه قال عليك رَسك وعليك الحائط وكأنه قال دع امر‬ ‫ٌّ ّ‬ ‫ودع نفسه فليس ينقُض هذا ما أردت فى معنى مع من الحديث | ومثل ذلك أَهلك والليل كأَنه قال‬ ‫َ ّ‬ ‫َْ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫بادر أهلَك قبل الليل واَّما المعنى أن يحذ ه أن يدركه الليل | والليل َّ‬ ‫ُ محذر منه كما كان األسد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ر ُِ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬
  • 117. ‫ِ‬ ‫َّ ر ّ‬ ‫ِ رَ‬ ‫محتفَظا منه | ومن ذلك قولهم ماز أسك والسيف كما تقول أسك والحائط وهو يحذ ه كأَنه قال اتق‬ ‫َ‬ ‫رَ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ََ ْ َ‬ ‫ً‬ ‫َّ ْ‬ ‫أسك والحائط | واّما حذفوا الفعل فى هذه األشياء حين ثَنوا لكثرتها فى كالمهم واستغناء بما يرون‬ ‫َ‬ ‫َ ن‬ ‫رَ‬ ‫من الحال وبما ى من الذكر وصار المفعول األول بد ً من اللفظ بالفعل حين صار عندهم مثل‬ ‫َ‬ ‫ُ ّ ُ ال‬ ‫جر‬ ‫ُ‬ ‫ُب ْ ِ ّ‬ ‫إياك ولم يكن مثل َّاك لو أَفردتَه ألنه لم يكثْر فى كالمهم كثَْةَ إياك فشَّهت بإياك حيث طال الكالم‬ ‫َر ّ‬ ‫َ‬ ‫َ إي‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫وكان كثير فى الكالم | فلو قلت نفسك أو أسك أو الجدار كان إظهار الفعل جائز نحو قولك اتّق‬ ‫ا‬ ‫رَ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫أسك واحفظ نفسك واتّق الجدار | فلما ثنيت صار بمنزلة إياك واياك بدل من اللفظ بالفعل كما كانت‬ ‫ْ‬ ‫رَ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َّ َ‬ ‫المصادر كذلك نحو الحذر الحذر | ومما جعل بد ً من اللفظ بالفعل قولهم الحذر الحذر والنجاء‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ََ َ ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫َّ َ َ ْ َ ْ ا ِن‬ ‫النجاء وضرباً ضربً فإَّما انتَصب هذا على اْلزِم الحذر وعليك النجاء‬ ‫____________________‬ ‫(0/572)‬ ‫ّ‬ ‫َْ ُ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َّ‬ ‫| ّهم حذفوا ألنه صار بمنزلة افعل | ودخول الزم وعليك على افعل محال | ومن ثم قالوا وهو‬ ‫ولكن‬ ‫رِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ُ َِ َ ُ ُ َ‬ ‫لعمرو بن معد يِكرب % ( أُريد حباءه ويريد قتلى % عذيرك من خل ِلك من م اد ) % | وقال‬ ‫ُ‬ ‫َي‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ َِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ر ا َّ‬ ‫ٍ و ِْ‬ ‫َ ٍ‬ ‫الكميت % ( نعاء جذاماً غير موت ال قَتل % ولكن ف اقً للدعائم واألصل ) %‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/672)‬ ‫ِ‬ ‫وقال ذو اإلصبع العدوانى % ( عذير الحى من عدوان % كانوا حيةَ األرض ) % | فلم يجز‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ ّ‬ ‫إظهار الفعل وقبح كما كان ذلك محاال ( هذا باب ما يكون معطوفا فى هذا الباب على الفاعل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َِ‬ ‫ّة ويكون معطوفا على المفعول وما يكون صفةَ المر ع المضمر فى النية ويكون‬ ‫ّ‬ ‫فوِ‬ ‫المضمر فى الني ِ‬ ‫َِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َِ‬ ‫َ ِ‬ ‫على المفعول ) | وذلك قولك إياك أنت نفسك أَن تَفعل واياك نفسك أَن تفعل | فإن عنيت الفاعل‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ُ ْ َْ َ ّ‬ ‫ّ‬ ‫المضمر فى النية قلت ِإياك أنت نفسك كأَنك قلت إياك نح أنت نفسك وحملتَه على االسم المضمر‬ ‫َِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ َ َّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫فى نح | فإن قلت إياك نفسك تريد االسم المضمر الفاعل فهو قبيح وهو على قُبحه رف ٌ و ُّك على‬ ‫ْ ِ َ ْع يدل‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ ِ ْ َ ّ‬ ‫قبحه أّك لو قلت اذهب نفسك كان قبيحا حتَّى تقول أنت نفسك | فمن ثَم‬ ‫ّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ً‬ ‫ْ ُ‬ ‫َن‬ ‫____________________‬ ‫(0/772)‬
  • 118. ‫المنصوب بغير أنت جاز تقول أيتُك نفسك ال تقول‬ ‫َ و‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫ا َّ‬ ‫كان نصبً ألنك إذا وصفت بنفسك المضمر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫رَ ِْ ْ‬ ‫واألَسد وكذلك أسك ورجلَيك والضرب | وانما أمرتَه أن‬ ‫ََ‬ ‫انطلقت نفسك | واذا عطفت قلت إياك وزيدا‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ٌ ألن‬ ‫فو‬ ‫ِ‬ ‫يتَّقيهما جميعاً و َّرب | وان حملت الثانى على االسم المر ع المضمر فهو قبيح َّك لو قلت‬ ‫َ‬ ‫الض َ‬ ‫َ‬ ‫اذهب وزيد كان قبيحا حتَّى تقول اذهب أنت وزيد | فإن قلت إياك أنت وزيد فأنت بالخيار إن شئت‬ ‫ٌ‬ ‫َ ّ‬ ‫ٌ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ٌ‬ ‫حملته على المنصوب وان شئت على المر ع المضمر َّك لو قلت أيتُك قلت ذاك أنت وزيد جاز‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ألن‬ ‫فو‬ ‫يْ ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫فإن قلت أيتُك قلت وزيدً فالنصب أحسن ألن المنصوب ُعطَف على المنصوب المضمر ال يعطف‬ ‫َ و ُْ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫على المر ع المضمر َّ فى الشعر وذلك قبيح | أنشدنا يونس لجرير % ( إياك أنت وعبد المسيح‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ إال‬ ‫فو‬ ‫ِِ‬ ‫ْ ِ‬ ‫% أَن تَقربا قْبلَةَ المسجد ) %‬ ‫َْ‬ ‫ْ ََ‬ ‫____________________‬ ‫(0/872)‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫| أَنشدناه منصوبا عم أن العرب كذا تُنشده | واعلم أنه ال يجوز أن تقول إياك زيدً كما أنه ال‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وز ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ْ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫يجوز أن تقول أسك الجدار حتّى تقول | من الجدار أو والجدار | وكذلك أن تَفعل إذا أردت إياك‬ ‫رَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِْ‬ ‫ِ‬ ‫والفعل | فإذا قلت إياك أن تفعل تريد ِياك أَع ُ مخافةَ أَن تفعل أو من أَجل أَن تفعل جاز ألنك ال‬ ‫َّ‬ ‫َ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ظ َ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫تريد أن تَضمه إلى االسم األول كأَنك قلت إياك نح لمكان كذا وكذا | ولو قلت إياك األسد تريد من‬ ‫ّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫األسد لم يجز كما جاز فى أََن َّ أَنهم عموا أن ابن أبى إسحاق أجاز هذا البيت فى الشعر % (‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ ْ إال ّ ز‬ ‫ِ‬ ‫ِ ر َ ِّ‬ ‫إياك ّاك الم َاء فإنه % إلى الشر د َّاء وللشر جالب ) % | كأَنه قال ّاك ثم أَضمر بعد إياك‬ ‫إي‬ ‫ّ‬ ‫ْ ََ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ّ َع ٌ ّ ّ‬ ‫ّ إي‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫فعال آخر فقال اتّق المَ َاء | وقال الخليل لو أن رجال قال إياك نفسك لم أُعَّفه ألن هذه الكاف‬ ‫َ ن ْ َّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫رَ‬ ‫ً َ‬ ‫ُ الس َ ِي ّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫مجرو ة | وحدثنى من ال أَتهم عن الخليل أنه سمع أَع ابيً يقول إذا بلغ الرجل َّتّين فإّاه وِايا‬ ‫ر ا‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫َّ َّ‬ ‫الشواب‬ ‫____________________‬ ‫(0/972)‬ ‫( هذا باب يحذف منه الفعل لكثرته فى كالمهم حتى صار بمنزلة المثَل | وذلك قولك هذا ال‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ٌ َُْ ُ‬ ‫َع ِك | أى ال أَتَوهم َعماتِك | ومن ذلك قول الشاعر وهو ذو الرمة وذكر الديار والمنازل % (‬ ‫ُّ ّ َ َ َ َّ َ َ َ‬ ‫و َ َّ ُ زَ‬ ‫زَ مات‬
  • 119. ‫ّ‬ ‫ْ ُُ َ َّ‬ ‫ُ ْ ٌ و ََ ُ‬ ‫ِ َ َ َّ َ َ ٌّ ُ ِ ة و َر‬ ‫ديار مية إذ مى مساعف ٌ % ال ي ى مثلَها عجم ال عرب ) % | كأَنه قال أذكر ديار مية | ولكنه ال‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫يذكر أذكر لكثر ذلك فى كالمهم واستعمالهم إياه ولَما كان فيه من ذكر الديار قبل ذلك ولم يذكر ال‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أتوهم عماتِك لكث ة استعمالهم َّاه الستدالله مما ي َى من حاله أنه ينهاه عن َعمه | ومن ذلك قول‬ ‫زْ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫َر‬ ‫إي و‬ ‫ر‬ ‫َّ ُ ز‬ ‫َ ٌ ََ‬ ‫ْا‬ ‫ً‬ ‫َِْ‬ ‫العرب كليهما وتَمر فهذا مثَل قد كثُر‬ ‫____________________‬ ‫(0/182)‬ ‫فى كالمهم واستعمل وتُرك ذكر الفعل ِما كان قبل ذلك من الكالم كأَنه قال أََعطنى كلَيهما وتَمر |‬ ‫ْا‬ ‫ً‬ ‫َِْ ِْ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ة ُ ٍّ‬ ‫ِ ْ‬ ‫و‬ ‫ِ َّ‬ ‫ُّ‬ ‫و َ‬ ‫َّ‬ ‫ومن ذلك قولهم كل شئ ال هذا و كل شئ ال شتيمةَ حر أى ائت كل شئ ال تَرتكب شتيم َ حر‬ ‫و‬ ‫َّ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ّ ُجر جر و ز ِ‬ ‫فحذف لكث ة استعمالهم إياه فأ ى م ى ال َعماتك | ومن العرب من يقول كالهما وتمر كأَنه قال‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ٍّ‬ ‫ُّ‬ ‫أ‬ ‫ُ ٍّ‬ ‫و‬ ‫ر ّ‬ ‫ِ ِْ‬ ‫كالهما لى ثابتان وزدنى تم او كل ُ! شئ ال شتيمةَ حر | ك َنه قال كل شئ أَمم ال شتيمةَ حر وتَرك‬ ‫ٌَ و‬ ‫َّ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ذكر الفعل بعد ال لما ذكرت لك ألنه يستدل بقوله كل شئ أنه ينهاه | ومن العرب من يرفع الديار‬ ‫و َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ من سْلمى عوائده % وهاج أَهواءك‬ ‫ْ َ َ َ ُ‬ ‫كأَنه يقول تلك ديار فالنة | وقال الشاعر % ( اعتاد قْلبك ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫المكنونةَ َّلَل ) % % ( ر ٌ قَواء أَذاع المعص ات به % وكل حي ان سار ماؤه خضل ) %‬ ‫ُّ َ ر َ ٍ ُ َ ِ ُ‬ ‫َ بع ٌ َ ُ ْ ِ ر ُ‬ ‫الط ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/082)‬ ‫| كأَنه قال وذاك رب ٌ أو هو ر ٌ رفَعه على ذا وما أشبهَه سمعناه ممن يرويه عن العرب | ومثلُه‬ ‫ّ َ‬ ‫َ بع َ َ‬ ‫َ ْع‬ ‫لعمر بن أيى ربيعة % ( هل تَعرف اليوم رسم الدار و َّلال % كما عرفت بجفن َّيقل الخلال )‬ ‫َ َ ْ ِ الص َ ِ ِ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ ّ ِ الطَ َ‬ ‫ِْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِس ِة ن عى َّهو والغ َالَ ) % | فإذا رفعت فالذى فى‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫% % ( دار لَمروةَ إذ أهِلى وأهلُهُم % بالكان ّ ي َرَ الل ْ َ َ ز‬ ‫ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ٌ َ‬ ‫نفسك ما أظهرت واذا نصبت فالذى فى نفسك غير ما أظهرت | ومما ينتصب فى هذا الباب على‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُه ! 2 < انتهوا خير لكم > 2 ! و ^ ( و اءك َوسع لك ) ^ وحسبك‬ ‫َ ُْ‬ ‫َر َ أْ َ َ‬ ‫ا‬ ‫إضمار الفعل المتروك إظهار‬ ‫خير لك إذا كنت تأمر | ومن ذلك قول الشاعر وهو ابن أبى ربيعةَ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫____________________‬ ‫(0/282)‬
  • 120. ‫ٍِ‬ ‫َ ِِ‬ ‫َّ‬ ‫ََ‬ ‫َ ا‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫أ ِ ُّ َ‬ ‫% ( فواعديه س ْ حتَى مالك % َو الربا بينهما أَسهَال ) % | وانما نصبت خير لك وأَوسع لك ألنك‬ ‫َ رَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ٍْ‬ ‫َّ‬ ‫ِْ َ‬ ‫حين قلت انتَه فأنت تريد أن تخرجه من أَمر وتُدخلَه فى آخر | وقال الخليل كأَنك تحملُه على ذلك‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ِ أن‬ ‫َ ّ‬ ‫ألن‬ ‫ٌ‬ ‫ْ ِ َّ ْ‬ ‫المعنى كأَنك قلت انتَه وادخل فيما هو خير لك فنصبتَه َّك قد عرفت أنك إذا قلت له انتَه َّك‬ ‫ّ‬ ‫َ أّ‬ ‫ِ إي‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ٍ ََ‬ ‫تحمله على أمر آخر فلذلك انتَصب وحذفوا الفعل لكث ة استعمالهم َّاه فى الكالم ولعلم المخاطب َنه‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫محمول على أمر حين قال له انتَه فصار بد ً من‬ ‫ال‬ ‫ٌ‬ ‫____________________‬ ‫(0/382)‬ ‫ُ ًْ ِ ً‬ ‫يا فالن أَمر قاصدا |‬ ‫ا‬ ‫ِْ‬ ‫قوله ائت خير لك وادخل فيما هو خير لك | ونظير ذلك فى الكالم قوله انتَه‬ ‫ٌ‬ ‫ُْْ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ذكرت لك ذا المثَّل لك‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فإنما قلت انتْه وأَْت أمر قاصدا َّ أن هذا يجوز لك فيه إظهار الفعل فإَّما‬ ‫ِن‬ ‫ُ‬ ‫إال َّ‬ ‫َِ ِْ ا‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َُ‬ ‫َ ِ َُ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫األول به ألنه قد كثُر فى كالمهم حتّى صار بمنزلة المثل فحذف كحذفهم ما أيت كاليوم رجال |‬ ‫ر ُ‬ ‫ََ‬ ‫َّ‬ ‫َِِ‬ ‫َ َّ ْ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ رِ الس َ‬ ‫ومثل ذلك قول القُطامى % ( فكرت تَبتَغيه فوافقتْه % على دمه ومص َعه َّباعا ) %‬ ‫ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/482)‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ الر ِ َ‬ ‫| ومثله وقوله وهو ابن الر َّات % ( لن تَ اها والو تأملت إ ّ % ولها فى مفارق َّأس طيبا ) %‬ ‫َّ َ ال‬ ‫ر‬ ‫ُّ قي‬ ‫% | وانما نصب هذا ألنه حين قال وافقتْه و قال لن ت اها فقد عِلم أن َّيب و َّباع قد دخال فى‬ ‫ُ ّ الط َ الس‬ ‫ر‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ أن‬ ‫الرؤِة والموافَقَة و َّهما قد اشتَمال على ما بعدهما فى المعنى | ومثل ذلك قول ابن قَميئةَ % (‬ ‫ُّ ْ ي‬ ‫تذكرتَ أَرضا بها أهلُها % أَخوالها فيها وأََعمامها ) %‬ ‫َْ َ‬ ‫ََْ‬ ‫َّ ْ ْ ْ ً‬ ‫____________________‬ ‫(0/582)‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫ز‬ ‫ُّ ِ‬ ‫| ألن األخوال واألَعمام قد دخلوا فى التذكر | ومثل ذلك فيما عم الخليل % ( إذا تَغنى الحمام‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫َّ َ ّ ِ‬ ‫الورق هَّجنى % ولو تغربت عنها أُم عمار ) % | قال الخليل حمه اهلل لما قال هيجنى عرف أنه‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ ُ َي َ‬ ‫هي‬ ‫ّ ٍّ‬ ‫ْي‬ ‫ر‬ ‫ُّ‬ ‫قد كان ثَم تَذكر لتَذك ة الحمام وتَهيِ ِجه فأَْلقى ذلك الذى قد عرف منه على أم عمار كأَنه قال َّجنى‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ٌ‬
  • 121. ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ٍ َ َ رُ َ ّ‬ ‫فذكرنى أم عمار | ومثل ذلك أيضا قول الخليل حمه اهلل وهو قول أبى عمر و أال َ جل إما زيدا‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫َّ ّ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ٍّ‬ ‫واما عمر ألنه حين قال أَالَ رجل فهو متَمن شيئاً يسألُه ويريده فكأَنه قال اللهم اجعْله زيدً أو عمر أو‬ ‫َ‬ ‫ا ّ‬ ‫ّ‬ ‫وَّق لى زيدا أو عمر | وان شاء أَظهَ َه فيه وفى جميع هذا الذى مثّل به وان شاء اكتَفى فلم يذكر‬ ‫ُ‬ ‫ْ ر‬ ‫ا‬ ‫فْ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ ً‬ ‫ُ ٍَ‬ ‫ُِ‬ ‫الفعل ألنه قد عرف أنه متَمن سائل شيئا وطالبه | ومثل ذلك قول الشاعر وهو عبد بنى عبس‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/682)‬ ‫َ َ َْ ِ َ ُ ا‬ ‫ْ ُ َ ُّ َ َّ‬ ‫% ( قد سالَم الحيات منه القدما % األُفعوان والشجاع الشجعما ) % % ( وذات قرنين ضموز‬ ‫ً‬ ‫ْ ََ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ ّ ُ‬ ‫ِ ة‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُ َ ُّ َ ّ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِِْ‬ ‫ضررماَ % ) % | فإنما نصب األُفعوان والشجاع ألنه قد علم أن القدم ههنا مسالم ٌ كما أنها‬ ‫ُِ‬ ‫ََ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫مسالَمة فحمل الكالم على أنها مسالمة | ومثل هذا البيت إنشاد بعضهم ألَوس بن حجر % ( تُواهق‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫رِ ُ‬ ‫ِْ‬ ‫رجالها يدها َأْسهُ % لها قتَب خلف الحقيبة ادف ) %‬ ‫َ ٌ َ َ‬ ‫ور ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/782)‬ ‫| وانشاد بعضهم للحارث بن نهيك % ( ِلبيك يزيد ضارٌ لخصوم % ومخت ِط مما تُطيح الطوائح )‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ب ّ‬ ‫ع ُ ٍ‬ ‫ُ َ َِ ُ‬ ‫َ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫% | لما قال ِبيك يزيد كان فيه معنى ليبك يزيد كما كان فى القدِم أنها مسالمة كأَنه قال ِليبكه‬ ‫ِِْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َْ ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫لُْ‬ ‫ّ‬ ‫ضارٌ | ومن ذلك قول عبد العزيز الكالبى % ( وجدنا َّالحين لهم ج اء % وجن ٍ‬ ‫َ ّات وعيناً‬ ‫َ‬ ‫زٌ‬ ‫َ َ ْ الص َ‬ ‫ّ‬ ‫ع‬ ‫َ ِ‬ ‫ٌِ‬ ‫سْلس ِيالَ ) % | ألن الوجدان مشتمل فى المعنى على الج اء فَحمل اآلخر على المعنى | ولو نصب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ز ََ‬ ‫ّ ِْ َ‬ ‫َ َب‬ ‫الج اءَ كما نصب َّباع لجاز | وقال‬ ‫الس َ‬ ‫َ‬ ‫زَ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/882)‬ ‫% ( أَسقى اإللهُ عدوات الوادى % وجوفة كل مِث غادى ) % % ( كل أَجش حالك السواد % )‬ ‫ُّ َّ ِ ِ َّ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ل ٍّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ ِ‬ ‫َْ ِ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ ِ َ َّ‬ ‫ُّ َّ‬ ‫% | كأَنه قال سقاها كل أجش كما حمل ضارٌ لخصومة على ليبك يزيد ألن فيه معنى سقاها كل‬ ‫ع‬ ‫ُ‬ ‫أجش | ال يجوز أن تقول ينتهى خير له ال أأَنتهى خير لى ألنك ِإذا نهيت فأنت تزَّيه إلى أمر واذا‬ ‫ج‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ا و َ ِ‬ ‫ً‬ ‫َ ِ‬ ‫َّ و‬
  • 122. ‫ِ ُ ُ ْب ا‬ ‫ً‬ ‫ُِ ا‬ ‫أَخبرت أو استفهمت فأنت لست تريد شيئا من ذلك إنما تُعلم خير أو تَسترشد مخ ِر وليس بمنزلة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ِ الس َ‬ ‫ِ َ صرِ الس‬ ‫وافقته على دمه وم عه َّباعا ألن َّباع داخل فى معنى وافقته كأَنه قال وافقت َّباع على‬ ‫ّ الس َ‬ ‫َ ُ ً‬ ‫ِ‬ ‫عه والخير والشر ال يكون محمو ً على ينتهى وشبهه ال تستطيع أن تقول انتهيت خير كما‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫مصرِ‬ ‫َّ‬ ‫تقول قد أصبت خير | وقد يجوز أن تقول أَال رجل إما زيد واما عمرو كأَنه قيل له من هذا المتمنى‬ ‫َََُ ّ ٌ ّ‬ ‫ُ ا‬ ‫؟ فقال زيد أو عمرو‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫____________________‬ ‫(0/982)‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫| ومثل ُبك يزيد ق اءة بعضهم ! 2 < وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أ الدهم شركاؤهم > 2 !‬ ‫ُ لي ْ َ ُ ر‬ ‫ِع‬ ‫َ َ ُّ َ‬ ‫رفع الشركاء على مثل ما رفع عليه ضارٌ ( هذا باب ما ينتصب على إضمار الفعل المتروك‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ا‬ ‫ُه فى غير األمر و َّهى ) | وذلك قولك أخذته هم فصاعدً وأخذتُه هم ف ائدا | حذفوا‬ ‫بدر ز‬ ‫بدر‬ ‫الن‬ ‫إظهار‬ ‫َ‬ ‫ّ ألن ِ‬ ‫الفعل لكث ة استعمالهم إياه و َّهم أمنوا أن يكون على الباء لو قلت أخذتُه بصاعد كان قبيحا ألنه‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫صفة ال تكون في موضع االسم كأنه قال اخذته هم ف اد الثمن صاعدً أو فذهب صاعدً | ال‬ ‫ا و‬ ‫ا‬ ‫بدر ز‬ ‫و‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫بدر ٍ‬ ‫ٍ ٌ‬ ‫ٍ ألن‬ ‫يجوز أن تقول وصاعد َّك ال تريد أن تُخ ِر أن هم مع صاعد ثمن لشئ كقولك هم وزيادة‬ ‫ْ ب َ ّ الدر‬ ‫َّك أخبرت بأَدنى الثمن فجعلته‬ ‫ولكن‬ ‫____________________‬ ‫(0/192)‬ ‫ّال ثم قروت شيئا بعد شئ ألَثمان شتَّى | فالواو لم تُرد فيها هذا المعنى ولم تُْلزِم الشيئين أَن يكون‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِْ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫َْ َ‬ ‫أو‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ أن‬ ‫ٍ‬ ‫أحدهما بعد اآلخر | أال ى أنك إذا قلت مررت بزيد وعمر و لم يكن فى هذا دليل َّك مررت بعمر‬ ‫ُ‬ ‫تر َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً ال َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٌِ ٌ‬ ‫و بعد زيد | وصاعد بدل من اد ويزيد | ثُم بمنزلة الفاء تقول ثُم صاعدا إ ّ أَن الفاء أكثر فى‬ ‫َّ‬ ‫ز َ ُ َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُه قولك يا عبد اهلل والنداء‬ ‫كالمهم | ومما ينتصب فى غير األمر والنهى على الفعل المتروك إظهار‬ ‫َ‬ ‫ُّه | وَما يا زيد فله عَّ ٌ ست اها فى باب النداء إن شاء اهلل تعالى حذفوا الفعل لكث ة استعمالهم هذا‬ ‫َ ر‬ ‫َّ‬ ‫ِ لة ر‬ ‫ُ‬ ‫أّ‬ ‫كل‬ ‫فى الكالم وصار يا بدال من َّفظ بالفعل كأَنه قال يا أُريد عبد اهلل فحذف أُريد وصارت يا بدال منها‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫الل‬ ‫َ‬ ‫ألنك إذا قلت يا فالن عِلم أنك تريده | ومما بذلك على أنه ينتصب على الفعل وأن يا صارت بدال‬ ‫ّ‬ ‫ّ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫أَ أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫من اللفظ بالفعل قول العرب يا إياك إنما قلت يا إياك أَعنى ولكنهم حذفوا الفعل وصار يا وَيا وَى‬ ‫ْ‬ ‫َ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ وز‬ ‫بد ً من اللفظ بالفعل | عم الخليل رحمه اهلل أنه سمع بعض العرب يقول يا أنت | عم أنهم جعلوه‬ ‫فزَ‬ ‫َ َ ال‬
  • 123. ‫موضع المفرد | وان شئت قلت يا فكان بمنزلة يا زيد ثم تقول إياك | أى َّاك أعنى | هذا قول‬ ‫إي َ‬ ‫َ‬ ‫الخليل رحمه اهلل فى الوجهين‬ ‫____________________‬ ‫(0/092)‬ ‫| ومن ذلك قول العرب من أنت زيدً عم يونس أنه على قوله من أنت تَذكر زيدا ولكنه كثر فى‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ ْ َ ا فز‬ ‫ِه فإنه قد علم أن زيدا ليس خبر ال مبتدأ ال ًّ على مبتدإ‬ ‫و مبنيا‬ ‫ًو‬‫ا‬ ‫ُ َّ ً‬ ‫كالمهم واستُعمل واستغنوا عن إظهار ِ ّ‬ ‫فال بد من أن يكون على الفعل كأَنه قال من أنت معرفً ذا االسم ولم يحمل زيدً على من ال أنت |‬ ‫َْ و‬ ‫ا‬ ‫َ ْ َ َّ ا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ال يكون من أنت زيدً َّ جوابا كأَنه لما قال أنا زيد قال فَمن أنت ذاكر زيدً | وبعضهم يرفع وذلك‬ ‫ُ َ‬ ‫َْ َ ًِ ا‬ ‫ا‬ ‫ٌ‬ ‫َّ ّ‬ ‫َ ْ َ ا إال‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ ن َ َّ فع‬ ‫قليل كأَنه قال من أنت كالمك أو ذكرك زيد واَّما قل الر ُ ألن إعمالهم الفعل أحسن من أن يكون‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ى حتّى إنهم لَيسألون الرجل‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫خبر لمصدر ليس له ولكنه يجوز على سعة الكالم وصار كالمثل الجار‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫عن غي ه فيقولون للمسئول من أنت زيدا كأَنه يكّم الذى قال أنا زيد أى أنت عندى بمنزلة الذى قال‬ ‫ٌ‬ ‫ّ لُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ِر ّ ِ‬ ‫أنا زيد فقيل له من أنت زيدا كما تقول للرجل أَط َّى إنك ناعل ٌ واجمعى | أى أنت عندى بمنزلة التى‬ ‫ة‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫يقال لها هذا‬ ‫____________________‬ ‫(0/292)‬ ‫َ َْ َ‬ ‫ٍ َ ْ‬ ‫| سمعنا رجال منهم يذكر جال فقال لرجل ساكت لم يذكر ذلك الرجل من أنت فالنً | ومن ذلك قول‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫العرب أَما أنت منطلقاً انطلقت معك معك | وأَما زيد ذاهبا ذهبت معه | وقال الشاعر وهو عباس بن‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ّ ٌ‬ ‫ّ َ‬ ‫أ ْ ُ َّ‬ ‫ِن‬ ‫ْ ُ ُ َّ ُ‬ ‫ِّ ِ‬ ‫ُ ا َ أ َّ َ َ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫مرداس % ( أَبا خرشةَ َما أنت ذا نفَر % فإن قومى لم تَأكْلهُم الضبعُ ) % | فإَّما هى َن ضمت‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫ْ ر َ ي ِ‬ ‫إليها ما وهى ما التوك ِد ولزمت ك اهية أن ُجحفوا بها لتكون عوضاً من ذهاب الفعل كما كانت‬ ‫ي‬ ‫الهاء واأللف عوضا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/392)‬
  • 124. ‫فى الزنادقة والي ِى من الياء | ومثل أَن فى لزوم ما قولُهم إما ال فألزموها ما عوضا | وهذا َح َى‬ ‫أ ْر‬ ‫ً‬ ‫َّ َ‬ ‫ْ‬ ‫َمان‬ ‫َّ‬ ‫أن يلزموا فيه إذ كانوا يقولون ِر ما فيلزمون ما ّهوها بما َيلزم من النونات فى ألفعلن والالم فى‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫شب‬ ‫ُ ُِ‬ ‫ا‬ ‫آث ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫إن كان لَيفعل وان كان ليس مثلَه وانما هو شاذ كنحو ما شبه بما ليس مثلَه فلما كان قبيحا عندهم‬ ‫ٌ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫أن يذكروا االسم بعد أَن ويبتدئوه بعدها كقُبح كى عبد اهلل يقول ذاك حملوه على الفعل حتَّى صار‬ ‫َ‬ ‫ِْ َ ْ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َنطلق معك َّها فى معنى إذ فى هذا الموضع واذ فى معناها‬ ‫ْ‬ ‫ألن‬ ‫ُ‬ ‫كأَنهم قالوا إذ صرت منطلقا فأنا أ ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ َّ‬ ‫أيضاً فى الموضع إ ّ أن إذ ال يحذف معها الفعل | و أَما ال ُذَكر بعدها الفعل المضمر ألنه من‬ ‫ُ‬ ‫ّ يْ ْ َُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫ال ّ‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫ُه حتَّى صار ساقطاً بمنزلة تركهم ذلك فى النداء وفى من أنت زيدً | فإن‬ ‫ِ‬ ‫َِ‬ ‫المضمر المتروك إظهار‬ ‫َْ‬ ‫أظهرت الفعل قلت إما كنت منطلقً انطلقت إنما تريد إن كنت منطلقا انطلقت فحذف الفعل ال يجوز‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُه ألن أما كثرت فى كالمهم واستُعلت حتَّى صارت كالمثل المستعمل |‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ههنا كما لم يجز ثَم إظهار َّ ّ‬ ‫َّ‬ ‫َُ‬ ‫َْ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫وليس كل حرف هكذا كما أنه ليس كل حرف بمنزلة لم أُبل ولم يك ولكنهم حذفوا هذا لكثرته‬ ‫ْ َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ّ َ َّ‬ ‫ولالستخفاف فكذلك حذفوا الفعل من أَما | ومثل ذلك قولهم إما ال فكأَنه يقول افعل هذا إن كنت ال‬ ‫ّ‬ ‫تَفعل‬ ‫َْ ْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/492)‬ ‫َه ولكنهم حذفوا ذا لكث ة استعمالهم إياه وتصرُّهم حتى استغنوا عنه بهذا | ومن ذلك قولهم م ْ حبً‬ ‫َ رَ ا‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫غير‬ ‫وأَهال وان ِنى فأَهل َّيل والنهار | عم الخليل رحمه اهلل حين مثّله إنه بمنزلة رجل أيتَه قد سدد‬ ‫َّ‬ ‫َ ٍُ ر‬ ‫ّ‬ ‫ِ وز‬ ‫ْ َ الل‬ ‫تأت‬ ‫ً‬ ‫َ َ‬ ‫سي ِ يب‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫سهمه فقلت القرطاس أى أَصبت القرطاس أى أنت عندى ممن ُص ُه | وان أَثْبت سهمه قلت‬ ‫ّا َ‬ ‫ٍ‬ ‫فإن ر َ ر ال‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫القرطاس أى قد استَحق وقوعه بالقرطاس | َّما أَيت ج ً قاصدا إلى مكان أو طالبا أمر فقلت‬‫َ‬ ‫م ْ حبا وأَهالً أى أدركت ذلك وأُصبت فحذفوا الفعل لكث ة استعمالهم إياه وكأَنه صار بدال من َ حبت‬ ‫رُ َ ْ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ رَ ً ْ‬ ‫ْ‬ ‫ر ُّ َ ْ ال َ ْال‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ ََ ََ‬ ‫ِ ْ‬ ‫بالدك وأَهلَت كما كان الحذر بدال من احذر | ويقول ال اد وبك وأَه ً وسه ً وبك أَهالً | فإذا قال‬ ‫ُ‬ ‫وبك وأهال فكأَنه قد لَفَظ حبا بك وأهال | واذا قال وبك أهال فهو يقول ولك األَهل إذا كان عندك‬ ‫ُْ‬ ‫َ بمر ً‬ ‫ً ّ‬ ‫الرحب والسعةُ | فإذا رددت فإنما تقول أنت عندى ممن يقال له هذا لو جئتنى | واَّما جئت بِ ِك‬ ‫َ بَ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ْ ُ‬ ‫ي ِر‬ ‫َّن من تَعنى بعد ما قلت مرحبا كما قلت لك بعد سقيً | ومنهم من يرفع فيجعل ما ُضم ُهُ هو ما‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ا‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫لتبي َ‬ ‫أَظهَر | وقال ُفَْيل الغنوى‬ ‫ّ‬ ‫ط ٌ‬ ‫ْ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/592)‬
  • 125. ‫ِ‬ ‫ُ ِ ِ‬ ‫% ( وبالس ْ ِ َ ْ ُ َّ ب‬ ‫َّهب ميمون النقي ِة قولُه % لملتمس المعروف أَهل ومرحب ) % | أى هذا أهل ومرحب |‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ ٌ َْ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫وقال أبو األسود % ( إذا جئت بوابً له قال م ْ حبً % أَال م ْ حب واديك غير مضيق ) % | فاعرف‬ ‫َ‬ ‫َ رَ ٌ‬ ‫َ رَ ا‬ ‫ُ َّ ا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ ِ ْ َ َجر‬ ‫فيما ذكرت لك أن الفعل ي ى فى األسماء على ثالثة مجار فعل مظهَر ال يحسن إضمار ِ ْ ٌ‬ ‫ُه وفعل‬ ‫َ ٍ ٌْ ُ ْ ٌ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُه فإنه َن‬ ‫ُه | فأَما الفعل الذى ال يحسن إضمار ّ أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫مضمر مستعمل إظهار ِ ْ ٌ ُ َ ٌ‬ ‫ُه وفعل مضمر متروك إظهار‬ ‫ٌَ‬ ‫ُ ْ ٌَ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِْ َ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ طِ ْ‬ ‫تَنتَهى إلى رجل لم يكن فى ذكر ضرب ولم يخ ُرَ بباله فتقول زيدا | فال بد له من أن تقول له‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/692)‬ ‫اضرب زيدا وتقول له قد ضربت زيدا | أو يكون موضعا يقبح أَن َّى ممن الفعل نحو أَن وقد وما‬ ‫ْ َْ‬ ‫ْ يعر‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ِْ َ ٍ‬ ‫ً ٍ‬ ‫أَشبه ذلك | وأما الموضعُ الذى ُضمر فيه وا ُه مستعمل فنحو قولك زيدا لرجل فى ذكر ضرب‬ ‫ظهار‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ٌَ‬ ‫ي ْ َُ‬ ‫ّ‬ ‫تريد اضرب زيدا | وأَما الموضع ال يستعمل فيه الفعل المتروك إظها ه فمن الباب الذى ذ ِ‬ ‫ُ كر فيه‬ ‫ر ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ى ذلك فيما يستقبل إن شاء اهلل ( هذا باب ما‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ر ُ مر ا ال‬ ‫إياك إلى الباب الذى آخ ُه ذكر حبً وأه ً | وستر‬‫ّ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫يظهَر فيه الفعل وينتصب فيه االسم ) | ألنه مفعول معه ومفعول به كما انتصب نفسه فى قولك‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ِ َ إن‬ ‫ِ‬ ‫امر ونفسه | وذلك قولك ما صنعت وأَباك ولو تُركت الناقةُ وفَصيلَها لرضعها َّما أردت ما صنعت‬ ‫َّ‬ ‫ََ ْ َ‬ ‫أَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫مع أَبيك ولو تُركت الناقةُ مع فصيلها | فالفصيل مفعول معه واألَب كذلك والواو لم َّر المعنى‬ ‫ُ تغي‬ ‫َّها تُعمل فى االسم ما قبلها‬ ‫ولكن ْ ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/792)‬ ‫ُ ِ ُ َّ َ‬ ‫| ومثل ذلك مازْلت وزيدً حتى فَعل أى ما زلت بزيد حتَّى فَعل فهو مفعول به | ومازلت أَسير والنيل‬ ‫ٌ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ِ ُ‬ ‫ُ‬ ‫أى مع النيل واستَوى الماء والخشبة أى بالخشبة | وجاء البرد و َّيالسة أى مع َّيالسة | وقال %‬ ‫الط ِ‬ ‫َ ْ ُ الط ِ َ َ‬ ‫ََ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫( فكَونوا أنتُم وبنى أَبيكم % مكان الكْليتَين من َّحال ) % | وقال % ( وكان واياها ك ّان لم‬ ‫ّ َ حر َ‬ ‫ُ َ ْ ِ ِ َ الط ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُُ ُ‬ ‫َ أن‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ُفق % عن الماء اذ القاهُ حتّى تقددا ) % | ويدلك على أن االسم ليس على الفعل فى صنعت ّك‬ ‫ّ‬ ‫يِ ْ‬ ‫لو قلت اقعد وأخوك كان قبيحا حتَّى تقول أنت ألنه قبيح أَن تَعطف على المر ع المضمر | فإذا‬ ‫ْ ِ ِ‬ ‫فو ُ َ‬ ‫ٌ ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ ْ ُْ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫قلت ما صنعت أنت ولو تُركت هى فأنت بالخيار إن شئت حملت اآلخر على ما حملت عليه األول‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫وان شئت حملتَه على المعنى األول‬ ‫ّ‬ ‫____________________‬
  • 126. ‫(0/892)‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ال ّ ْ ِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫( هذا باب معنى الواو فيه كمعناها فى الباب األول ) | إ ّ أنها تَعطف االسم هنا على ماال يكون ما‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫بعده َّ رّعا على كل حال | وذلك قولك أنت ُك وكل رجل وضيعتُه وما أنت وعبد اهلل وكيف‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُّ‬ ‫وشأن‬ ‫ّ‬ ‫إال ف‬ ‫َ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِْ ُ‬ ‫أنت وقَصع ٌ من ثَريد وما ُك وشأن زيد | وقال المخَّل % ( يازبرقان أَخا بنى خلَف % ما أنت‬ ‫ُ َب‬ ‫ُ‬ ‫شأن‬ ‫ْ ة‬ ‫َّ ْ ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫َ ٍْ‬ ‫ويب أبيك والفخر ) % | وقال جميل % ( وأنت امرؤ من أهل نجد وأهلُنا % تَهام فما النجدى‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َْ َ‬ ‫والمتغور ) %‬ ‫َّ ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/992)‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ِ‬ ‫| وقال % ( وكنت هناك أنت كريم قيس % فما القَيسى بعدك والفخار ) % | وانما فُرق بين هذا‬ ‫ْ ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ َّ ٌ ّ ُ ٌ‬ ‫وبين الباب األول ألنه اسم واألول فعل فأُعمل كأَنك قلت فى األول ما صنعت أخاك وهذا محال‬ ‫ُ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ولكن أردت أن أمثَّل لك | ولو قلت ما صنعت مع أخيك وما زلت بعبد اهلل لكان مع أخيك وبعبد اهلل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ُّ امر ٍ‬ ‫فى موضع نصب | ولو قلت أنت وشأنك كنت كأَنك قلت أنت وشأنك مقرونان وكل ئ وضيعته‬ ‫َ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫َْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َِ َ‬ ‫ِ َّ‬ ‫مقرونان ألن الواو فى معنى مع هنا يعمل فيما بعدها ما عمل فيما قبلها من االبتداء والمبتدإ | ومثله‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِن‬ ‫أنت أَعلَم ومالُك فإَّما أردت أنت َعلم مع مالك | وأنت أعلم وعبد اهلل أى أنت أَعلم مع عبد اهلل |‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫أ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫وان شئت كان على الوجه اآلخر كأنك قلت أنت وعبد اهلل أعلم من غيركما فإن قلت أنت أعلم وعبد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا ِ‬ ‫َ ِ َّ‬ ‫اهلل فى الوجه اآلخر فإنها أيضً تُعمل فيما بعدها االبتداء كما أعلمت فى ما صنعت وأخاك صنعت‬ ‫َّ َ ْ ِ وج‬ ‫| فعلى أَى الوجهين َّهتَه صار على المبتدإ‬ ‫____________________‬ ‫(0/113)‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ألن الواو فى المعنيين جميعاً يعمل فيما بعدها ما عمل فى االسم الذى تَعطفه عليه | وكذلك ما أنت‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫وعبد اهلل وكيف أنت وعبد اهلل كأَنك قلت ما أنت وما عبد اهلل وأنت تريد أن تح َّر َه أو ترفع أم ه |‬ ‫ر‬ ‫ق أمر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫وكذلك كيف أنت وعبد اهلل وأنت تريد أن تَسأل عن شأنهما ألنك إنما تَعطف بالواو إذا أردت معنى‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َِ َ‬ ‫مع على كيف وكيف بمنزلة االبتداء كأَنك قلت وكيف عبد اهلل فعملتْكما عمل االبتداء ألنها ليست‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ََ‬
  • 127. ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫بفعل و ألن ما بعدها ال يكون إال رفعا | يدلك على ذلك قول الشاعر وهو زياد األَعجم ويقال غي هُ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫% ( َّفُِى سويق الكرِم جرم % وما جرم وما ذاك َّويق ) %‬ ‫الس ُ‬ ‫ٌَْ‬ ‫تكل ن َ ِ َ َ ْ َ ٌ‬ ‫____________________‬ ‫(0/013)‬ ‫ّ‬ ‫َّ َ َ ْ ا‬ ‫| أالَ ى أنه يريد معنى مع واالسم يعمل فيه ما | ومثل ذلك قول العرب إنك ما وخير تريد إنك مع‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ََ‬ ‫تر‬ ‫خير | وقال وهو ألبى عنت ة العبسى % ( فَمن يك ِالً عنى فإنى % و جروةَ ال تَرود ال تُعار )‬ ‫ُ‬ ‫ُو‬ ‫َْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ ُ سائ ّ ِ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫َ ٍْ‬ ‫% | فهذا ُّه ينتصب انتصاب إنى وزيدً منطلقان ومعناهن مع ألن إنى هاهنا بمنزلة االبتداء‬ ‫ِ‬ ‫ّ ََ ّ ّ‬ ‫ا‬ ‫َ ّ‬ ‫كل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ و ٍ‬ ‫ليست بِفعل ال اسم بمنزلة الفعل | وكيف أنت وزيد وأنت وشأنك مثالُهما واحد ألن االبتداء وكيف‬ ‫ٌ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫وما أنت يعمْلن فيما كان معناه مع بالرفع فيحسن ويحمل على المبتدإ كما ُحمل على االبتداء | أال‬ ‫يَُْ‬ ‫َُُْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ََْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ى أنك تقول ما أنت وما زيد فيحسن ولو قلت ما صنعت وما زيد لم يحسن ولم يستقم إذا أردت‬ ‫تر ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َ ُ‬ ‫معنى ما صنعت وزيدا ولم يكن ِلتَعمل ما أنت وكيف أنت عمل صنعت وليستا بفعل ولم‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/213)‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ ً َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ن َهم أعملوا شيئا من هذا كذا | فإذا نصبت فكأَنك قلت ما صنعت زيدا مثل ضربت زيداً و أيت | ولم‬ ‫ً‬ ‫َر‬ ‫نر شيئاً من هذا ليس بِفعل فُعل به هذا فتُجريهُ م ى الفعل | عموا أن ناسا يقولون كيف أنت‬ ‫َّ‬ ‫وز‬ ‫َ ُ جر‬ ‫ََ‬ ‫وزيدً وما أنت وزيدا | وهو قليل فى كالم العرب ولم يحملوا الكالم على ما ال كيف ولكنهم حملوه‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫على الفعل على شئ لو ظهَر حتَّى َيلفظوا به لم ينقُض ما أ ادوا من المعنى حين حملوا الكالم على‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ا َّ َ‬ ‫ما وكيف كأَنه قال كيف تكون أنت وقصع ً من ثريد وما كنت وزيدً ألن كنت وتكون يقعان ها هنا‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫كثير ال ينقضان ما تريد من معنى الحديث | فمضى صدر الكالم وكأَنه قد تَكلم بها وان كان لم‬ ‫او َ‬ ‫َر ُ ّ َ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َيلفظ بها لوقوعها ههنا كثير | ومن ثَم أنشد بعضهم % ( فما أنا و َّير فى متلَف % يب َّح بالذكر‬ ‫َ‬ ‫الس َ‬ ‫َّ‬ ‫ا‬ ‫ّ بِ‬ ‫الضا ِط ) %‬ ‫____________________‬ ‫(0/313)‬
  • 128. ‫| ألنهم يقولون ما كنت هنا كثير ال ينقُض هذا المعنى | وفى كيف معنى يكون ى ما أنت‬ ‫َ‬ ‫فجر‬ ‫ا و َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِ َجر‬ ‫ى ما كنت كما أن كيف على معنى يكون | واذا قال أنت وشأنك فإنما أ ى كالمه على ما هو‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫مجر‬ ‫أ‬ ‫َ ِ َّ‬ ‫فيه اآلن ال يريد كان ال يكون | وان كان حملَه على هذا ودعاه إليه ٌ قد كان بلغه فإنما ابتدَ‬ ‫شئ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وحمله على ما هو فيه اآلن ى على ما يبنى على المبتدإ | ولذلك لم يستعملوا ههنا الفعل من‬ ‫وجر‬ ‫َ ْ‬ ‫َُْ‬ ‫كان ويكون ِلما أ ادوا من اإلج اء على ما ذكرت لك | عم أبو الخطّب أنه سمع بعض العرب‬ ‫َ‬ ‫َ ا َّ‬ ‫وز‬ ‫ُ‬ ‫ِ رِ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ٍ ي َ َِ َ‬ ‫َ َ ٍ‬ ‫ُِ َ ِ‬ ‫يْ ِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫الموثوق بهم ُنشد هذا البيت نصبا % ( أَتوعدنى بقومك يا ابن حجل % أُشابات ُخالُون العبادا )‬ ‫ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ٌَ‬ ‫َ َ ٍ َ ٍْ‬ ‫% % ( بما جمعت من حضن وعمر و % وما حضن وعمر و والجيادا ) %‬ ‫َّ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/413)‬ ‫َ َ َ َّ ة‬ ‫ْ َ ِ‬ ‫ُْ ِ ُ‬ ‫َّ‬ ‫| عموا أن ال اعى كان ينشد هذا البيت نصباً % ( أَزمان قومى والجماعةَ كالذى % منع الرحال َ‬ ‫ر َ‬ ‫وز‬ ‫َ ِ‬ ‫أَن تَميل مميالَ ) % | كأَنه قال أَزمان كان قومى والجماعةَ فحملوه على كان | ّها ُ فى هذا‬ ‫أن تقع‬ ‫ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الموضع كثير ال تَنقض ما أ ادوا من المعنى حين يحملون الكالم على ما يرفع فكأَنه إذا قال أزمان‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ًو‬‫ا‬ ‫قومى كان معناه أزمان كانوا قومى والجماعة كالذى وما كان حضن وعمرو والجيادا | ولو لم يقل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أزمان كان قومى لكان معناه إذا قال أزمان قومى أزمان كان قومى ألنه أمر قد مضى | وأَما أنت‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫وشأ ُك وكل ئ وضيعتُه وأنت أَعلم ورُّك وأَشباهُ ذلك ُّه ر ٌ ال يكون فيه النصب ألنك إنما‬ ‫ُ َّ ّ‬ ‫فكل َ فع‬ ‫ُ ب‬ ‫َ‬ ‫ُّ امر ٍ‬ ‫َن‬ ‫َّ ُ‬ ‫ْ َِ‬ ‫تريد أن تُخبر بالحال التى فيها المحدث عنه فى حال حديثك فقلت أنت اآلن كذلك ولم ترد أن تَجعل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذلك فيما مضى ال فيما يستقبل وليس موضعاً ُستعمل فيه الفعل‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫____________________‬ ‫(0/513)‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫| وأَما االستفهام فإنهم أجازوا فيه النصب ألنهم يستعملون الفعل فى ذلك الموضع كثير يقولون ما‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫كنت وكيف تكون إذا أ ادوا معنى مع | ومن ثَم قالوا َزمان قومى والجماعةَ ألنه موضع يدخل فيه‬ ‫أْ َ‬ ‫َّ‬ ‫ََ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ى % ( بدا لى أَنى لست‬ ‫الفعل كثير يقولون أَزمان كان وحين كان | وهذا مشبه بقول ِ‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫صرمة األَنصار ّ‬ ‫َْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫َ َ‬ ‫ٍ ا‬ ‫مدرك ما مضى % ال سابق شيئً إذا كان جائيا ) % | فجعلوا الكالم على شئ يقع هنا كثير |‬ ‫و‬ ‫ُِْ َ‬ ‫ومثله قول األَخوص % ( مشائيم ليسوا مصِلحين عشي ةً % ال ناعب إ ّ ببين غرُها ) % | فحملوه‬ ‫ُ ْ َ َ ر و ِ ٍ ال َ ٍ ُ اب‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬
  • 129. ‫ٍَُْ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫على ليسوا بمصلحين ولست بمدرك | ومثلُه لعامر بن جوين الطائى‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/613)‬ ‫ْ ّ‬ ‫َ ِ ُ َْ ْ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َِ ُ َ ٍ‬ ‫% ( فلم أَر مثلها خباسة واحد % ونهُنهت نفسى بعد ما كدت أَفعلَه ) % | فحملوه على أَن ألن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الفعل لقبح الكالم إذا‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫َّ‬ ‫الشع اء قد يستعملون أَن ههنا مضطرين كثير ( هذا باب منه يضمرون فيه ِ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫رَ َ‬ ‫شأن‬ ‫ُّ‬ ‫ً ِ َّ‬ ‫حمل آخ ُه على أوله ) | وذلك قولك مالك وزيدا وما شأ ُك وعمر | فإنما حد الكالم ههنا ما ُك‬ ‫ا‬ ‫ُن‬ ‫ّ‬ ‫ِر‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َِ‬ ‫وشأن عمر و | فإن حملت الكالم على الكاف المضمر فهو قبيح وان حملتَه على الشأن لم يجز‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ٍ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ألن الشأن ليس َيلتبس بعبد اهلل إنما َيلتبس به الرجل المضمر فى الشأْن | فال كان ذلك قبيحً حملوه‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫على الفعل فقالوا ما شأْنك وزيدا أى ما شأ ُك وتناولُك زيدا | قال المسكين الدارمى‬ ‫ُّ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْن‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/713)‬ ‫% ( فما لك والتلدد حول نجد % وقد غ َّت تِهامةُ بالرجال ) % | وقال % ( وما لكم والفَرط ال‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َص ْ‬ ‫ُّ َ َ َ ْ ٍ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ٍّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫تَقرُونهُ % وقد خْلتُه أَدنى مرد لعاقل ) % | ويدّك أيضاً على قبحه إذا ح مل على الشأن أنك إذا‬ ‫ل‬ ‫َب َ‬ ‫ٌ‬ ‫َْ ََ‬ ‫أن الشأن هو الذى‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ ً‬ ‫ٌَْ‬ ‫ُ ِْ‬ ‫قلت ما شأنك وما عبد اهلل لم يكن كحسن ما جرم وما ذاك َّويق ألنك تُوهم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫لكالم الناس يسبق إلى‬ ‫ُ ٌِ ِ ٌ‬ ‫َيلتبس بزيد وانما َيلتبس شأن الرجل بشأن زيد | ومن أ اد ذلك فهو مْلغز تارك‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫أف ِ ِهم‬ ‫ْئدت‬ ‫____________________‬ ‫(0/813)‬ ‫| فإذا أَظهر االسم فقال ما شأن عبد اهلل وأخيه يش ِمه فليس إ ّ الجر ألنه قد حسن أن تَحمل الكالم‬ ‫َِْ‬ ‫ال ُّ‬ ‫َ ْت ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫على عبد اهلل ألن المظهَر المجرور ُحمل عليه المجرور | وسمعنا بعض العرب يقول ما شأن عبد‬ ‫َ ي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َّ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل والعرب يشتمها | وسمعنا أيضاً من العرب الموثوق بهم من يقول ما ش َن قيس والبر تَسرقُه | لما‬ ‫أُ‬ ‫َْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َِ ِ‬ ‫أظهروا االسم حسن عندهم أن يحملوا عليه الكالم اآلخر | فإذا أضمرت فكأَنك قلت ما شأنك‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
  • 130. ‫َ‬ ‫ٍِْ‬ ‫ومالبس ٌ زيدا أو ومالبستُك زيدا فكان أن يكون زيد على فعل وتكون المالبسةُ على الشأن ألن الشأن‬ ‫ٌ‬ ‫ة ً‬ ‫ّ َِ َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َِ‬ ‫معه مالبس ٌ له أحسن من أن يجروا المظهَر على المضمر | فإن أظهرت االسم فى الجر عمل عمل‬ ‫َ‬ ‫ُ ُْ‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كيف فى الرفع | ومن قال ما أنت وزيدً قال ما شأن عبد اهلل وزيدا | كأَنه قال ما كان شأن عبد اهلل‬ ‫ا‬ ‫َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫وزيدا وحمله على كان ألن كان تقع ههنا | | والر ُ أجود وأكثر فى ما أنت وزيد والجر فى قولك ما‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫فع‬ ‫َ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫شأن عبد اهلل وزيد أحسن وأجود كأَنه قال ما شأن عبد اهلل وشأن زيد ومن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/913)‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫نصب فى ما أنت وزيدً أيضاً قال ما لزيد وأخاه كأَنه قال ما لزيد وأخاه كأنه قال ما كان شأن زيد‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫َ ُ‬ ‫وأخاه ألنه يقع فى هذا المعنى ههنا فكأَنه قد كان َّم به | ومن ثَم قالوا حسبك وزيدا لما كان فيه‬ ‫ً ّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫تكل‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫معنى كفاك وقبح أن يحملوه على المضمر نووا الفعل كأَنه قال حسبك ُحسب أخاك هم | وكذلك‬ ‫در ٌ‬ ‫ُ وي ْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫كفيك وقَدك وقَطك | وأما ويالً له وأخاه وويلَه وأباه فانتَصب على معنى الفعل الذى نصبه كأنك قلت‬ ‫ْ‬ ‫ّ َْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ألزمه اهلل ويله وأباه فانتصب على معنى الفعل الذي نصبه فلما كان كذلك وان كان ال يظهَر حمله‬ ‫َ ْ ُ َ ََ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫على المعنى | وان قلت ويل له وأَباه نصبت ألن فيه ذلك المعنى كما أن حسبك يرتفع باالبتداء وفيه‬ ‫َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫معنى كفاك | وهو نحو مررت به وأباه وان كان أَقوى ألنك ذكرت الفعل كأَنك قلت ولقيت أباه | وأما‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫هذا لك وأباك فقبيح أن تنصب األب ألنه لم يذكر فعال ال حرفا فيه معنى فعل حتى يصير كأنه قد‬ ‫و‬ ‫تكلم بالفعل‬ ‫____________________‬ ‫(0/103)‬ ‫ُه ) | وذلك قولك سقياً‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫( هذا باب ما ُنصب من المصادر على إضمار الفعل غير المستعمل إظهار‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يْ َ ُ‬ ‫وْعيً ونحو قولك خيب ً ودفر وجدعً وعقر وبؤسً وأُ َّ ً وتَُّةً ُعدً وسحقا | ومن ذلك قولك تَعساً وتَبا‬ ‫ًّ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ة َ ً َ ْ ا َ ْ ً ُ ا فة ف وب ْ ا ُ ْ ً‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫َر ا‬ ‫ٍ ا‬ ‫ِ ًَْ ْ‬ ‫ِ‬ ‫وجوعً وجوسً | ونحو قول ابن ميادةَ % ( تَفاقَد قومى إذ يبيعون مهجتى % بجاريةََ بهر لهم بعدها‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ا ُ ا‬ ‫رِ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ َّ ْ‬ ‫ُ َْا‬ ‫ً‬ ‫ِب‬ ‫بهر ) % | أى ًّا | وقال % ( ثم قالوا تُحُّها قلت بهر % عدد النجِم والحصى والتُّ اب ) %‬ ‫َّ‬ ‫تب‬ ‫َ ْ َا‬ ‫____________________‬ ‫(0/003)‬
  • 131. ‫| كأَنه قال جهدً أى جهدى ذلك | وانما ينتصب هذا وما أشبهه إذا ذكر مذكور فدعوت له أو عليه‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َْا‬ ‫ُّ‬ ‫على إضمار الفعل كأَنك قلت سقاك الّه سقيا َعاك اهلل َعيا وخَّبك اهللُ خيبة | فكل هذا وما‬ ‫َ َْ ً‬ ‫رْ ً َ ي َ‬ ‫ل َ ً ور‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫أشباهه على هذا ينتصب | وانما اختُزل الفعل ها هنا ألنهم جعلوه بد ً من اللفظ بالفعل كما جعل‬ ‫َ‬ ‫ِ َ يَ‬ ‫ور‬ ‫َ‬ ‫َّ ٌ‬ ‫الحذر بدال من احذر | وكذلك هذا كأَنه بدل من سقاك اهللُ َعاك اهللُ ومن خَّبك اهلل | وما جاء منه‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫ال يظهر له فعل فهو على هذا المثال نصب كأَنك جعلت بهر بدال بهَرك اهللُ فهذا تمثيل ال ي َّم به‬ ‫ٌ و ُتكل‬ ‫َ َ‬ ‫ا‬ ‫َ ًَْ‬ ‫ٌ ّ‬ ‫ِ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫ِ ن‬ ‫َّ‬ ‫| ومما يدّك أيضاً على أنه على الفعل ُصب أنك لم تَذكر شيئً من هذه المصادر لتَبنى عليه كالما‬ ‫َّ ل‬ ‫كما يبنى على عبد اهلل إذا ابتدأتَه وأَنك لم تجعله َّا على اسم مضمر فى نيتك ولكنه على د ِك‬ ‫ُ عائ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫مبني‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫َّى بالدعاء | ورَّما تركوه استغناء إذا‬ ‫ب‬ ‫له أو عليه | وأما ُهم لك بعد سقياً فإنما هو َّنوا المعن‬ ‫ليبي‬ ‫َْ ّ‬ ‫ّ ذكر‬ ‫ً‬ ‫ب‬ ‫ُ َْ َ‬ ‫ََ َ ّ ِ ّ‬ ‫عرف الداعى أنه قد علم من يعنى | ورَّما جاء به على‬ ‫____________________‬ ‫(0/203)‬ ‫ِ‬ ‫العلم توكيدا فهذا بمنزلة قولك ِك بعد قولك مرحباً يجريان مج ًى واحدا فيما وصفت لك | وقد رفعت‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َْ َ َ ِ َ ْر‬ ‫بَ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ ٍ‬ ‫ُ ٍْ‬ ‫الشع اء بعض هذا فجعلوه مبتدأ وجعلوا ما بعده مبنيا عليه | قال أبو زبيد % ( أَقام وأَقوى ذات يوم‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫رُ‬ ‫ٍ‬ ‫وخيب ٌ % ألَوِلمن َيْلقَى وشر م َّر ) % | وهذا ٌ رفعه ببيت سمعناه ممن يوثق بعربيته يرويه‬ ‫شبيه‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ٌّ ُ يس ُ‬ ‫ّ َْ‬ ‫َ ْ َة‬ ‫لقومه قال % ( عذيرك من موًى إذا ِمت لم ينم % يقول الخنا أو تَعتَريك زنا ِ ُه ) % | فلم يحمل‬ ‫َ‬ ‫ْ ِ َ َ بر‬ ‫ُ ََ‬ ‫ن ْ َ ََ ْ‬ ‫َْل‬ ‫َِ ُ َ‬ ‫ُر‬ ‫ل‬ ‫َّ ُ ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫الكالم على اعذرنى ولكنه قال إنما عذرك أياى من موّى هذا أم ه‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/303)‬ ‫| ومثله قول الشاعر % ( أَهاجيتُم حسان عند ذ ِه % فَغى ألَ الد الحماس طويل ) % | وفيه‬ ‫َ ٌّ و ِ ِ ِ َ ُ‬ ‫َ كائ‬ ‫َْ ُ َ ّ َ‬ ‫رِ‬ ‫ّ ِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫المعنى الذى يكون فى المنصوب كما أن قولك حمةُ اهلل عليه فيه معنى الدعاء كأنه قال َ حمهُ اهللُ‬ ‫ّ َ ر‬ ‫ُ‬ ‫ْ ا َ ْ َ ال‬ ‫ُْ َ‬ ‫ِ مجر َ ِ ِ‬ ‫( هذا باب ما ى من األسماء ى المصادر التى يدعى بها ) | وذلك قولك تُربً وجند ً وما‬ ‫جر‬ ‫ها فى الباب األول كأَنه قال َْلزمك‬ ‫أَ‬ ‫ّ‬ ‫ها ههنا كتفسير‬ ‫ِأشبه هذا | فإن أدخلت لك فقلت تُرباً لك فإن تفسير‬ ‫ِّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫ِ‬
  • 132. ‫اهللُ وأَطعمك اهللُ تُربا وجندال وما ِأشبه هذا من الفعل واختزل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/403)‬ ‫َََ‬ ‫ُ ِْ َ‬ ‫َِ ْ‬ ‫الفعل ها هنا َّهم جعلوه بدال من قولك تَربت يداك وجندلت | وقد رفعه بعض العرب فجعله مبتدَ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ألن‬ ‫ُ‬ ‫ِ ُ ِ ََْ ُ‬ ‫ْ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ًّا عليه ما بعده قال الشاعر % ( لقد أَلَب الواشون أَْلبً لبينهم % فتُرب ألَفواه الوشاة وجندل ) %‬ ‫ا َْ ْ‬ ‫َ‬ ‫مبني‬ ‫| وفيه ذلك المعنى الذى فى المنصوب كما كان ذلك فى األول | ومن ذلك قول العرب فاها لفيك‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ِ‬ ‫وانما تريد فا الداهية كأَنه قال تُرباً لفيك فصار بدال من اللفظ بالفعل وأََضمر له كما أَضمر للتُرب‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والجندل فصار بدال من اللفظ بقوله دهاك اهللُ | وقال أبو سد ةَ الهُجمى % ( تَ َّب هواس وَقَبل‬ ‫حس َ َ َّ ٌ أ ْ َ‬ ‫ْر َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍْ‬ ‫أَننى % بها مفتَد من واحد ال أُغام ُه ) %‬ ‫رْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/503)‬ ‫| فقلت له فاها لفيك فإنها % قلوص ام ِئ قاريك ما أنت حاذ ُه ) % | ُّك على أنه يريد به‬ ‫ويدل‬ ‫ِر‬ ‫َ ُ ْرٍ ِ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الداهيةَ قولُه وهو عامر بن األحوص % ( وداهية من دواهى المنون % تَْه ُها الناس ال فَالَها ) %‬ ‫رَ ب‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫| فجعل للداهية فَما حدثنا بذلك من يوثق به ( هذا باب ما أ ى م ى المصادر المدعو بها من‬ ‫َ ْ ُ َّ‬ ‫ُجر ُ جر َ‬ ‫ُ‬ ‫ً ّ‬ ‫الصفات | وذلك قولك هنِيئاً مريً كأَنك قلت ثَبت لك هنيئاً مريئً وهنأَه‬ ‫َ َ ا َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َِ ا ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/603)‬ ‫ََ َ‬ ‫ا ّ‬ ‫ا‬ ‫ٌ َ‬ ‫ًأ‬ ‫ا‬ ‫ّ َ‬ ‫َ ا َّ‬ ‫ذلك هنيئً | وانما نصبتَه ألنه ذكر لك خير ًصابه رجل فقلت هنيئً مريئً كأَنك قلت ثَبت ذلك له‬ ‫هنيئا مريئاً أو هنأه ذلك هنيئاً فاختُزل الفعل ألنه صار بدال من اللفظ بقولك هنأَك | ُّك على أنه‬ ‫َّ‬ ‫ويدل‬ ‫ََ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َِ‬ ‫ً‬ ‫ٍ ِ َ ِ‬ ‫على إضمار هنأَك ذلك هنيئاً قول الشاعر وهو األخطل % ( إلى إمام تُغادينا فواضلُه % أَظف َهَ اهللُ‬ ‫ْ َر‬ ‫ُ‬ ‫فْليه ِئ له َّفَر ) % | كأَنه إذا قال هنيئاً له َّفر فقد قال ليه ِئ له الظفر واذا قال ِئ له‬ ‫ليهن ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْن ْ‬ ‫الظ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ ْن ْ الظ ُ‬ ‫َّفر فقد قال هنيئا له َّفر فكل واحد منهما بدل من صاحبه فلذلك اختَزلوا الفعل هنا كما اختزلوه‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫ً الظ ُ‬ ‫الظ ُ‬
  • 133. ‫فى قولهم الحذر | فالظفر والهَنء عمل فيهما الفعل و َّفر بمنزلة االسم فى قوله هنأهُ ذلك حين مثّل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ الظ ُ‬ ‫ْ ُ َِ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫وكذلك قول الشاعر‬ ‫____________________‬ ‫(0/703)‬ ‫ِ‬ ‫ِ ُ ِ ب‬ ‫جر‬ ‫ْ ِ َ َّ ُ‬ ‫% ( هنيئً ألَرباب البيوت ُيوتهم % وللعزب المسكين ما يتلمس ) % ( هذا باب ما ى من‬ ‫ََ‬ ‫َ ا‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ َ ِ َ ْ ُ َّ‬ ‫ِ َ جر‬ ‫المصادر المضافة م ى المصادر المفردة المدعو بها ) | وانما أُضيفت ليكون المضاف فيها‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بمنزلته فى الالم إذا قلت سقياً لك َّن من تَعنى | وذلك وْيلك وويحك وويسك وويبك | ال يجوز‬ ‫َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َْ َ و‬ ‫لتبي‬ ‫َْ‬ ‫ن و‬ ‫ِ‬ ‫سقيك إنما تُ ِى ذا كما أَجرت العرب | ومثل ذلك عددتُك وكْلتُك ووزُتك ال تقول وهبتُك َّهم لم‬ ‫َ ْ ألن‬ ‫ُ‬ ‫جر‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يعدوه | ولكن وهبت لك | وهذا حرف ال ي َّم به مفردا إ ّ أن يكون على وْيلك وهو قولك وْيلك‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫َ ال‬ ‫ٌ ُتكل‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُه من المصادر فى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعولَك ال يجوز عولَك ( هذا باب ما ينتصب على إضمار الفعل المتروك إظهار‬ ‫َْ و‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ ا ُ ْ ً ُْ ً َ َ ْ َ ُ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ُّ‬ ‫غير الدعاء ) | من ذلك قولك حمدً وشكر ال كفر وعجبا وأَفعل ذلك وك امةً‬ ‫َر‬ ‫____________________‬ ‫(0/803)‬ ‫ً ّ‬ ‫ورْ ً‬ ‫و َ ْ ً و َ ًّ و َ ّ‬ ‫َ َ ر ون ْ َ َ َ ْ ٍ ُ ّ َ َ َ ْ ٍ و ْ َ ُ‬ ‫ومس َّةً ُعمة عين وحباً ونعام عين ال أَفعل ذاك ال كيدا ال هما ألََفعلن ذاك َغما وهوانا | فإنما‬ ‫َْ ُ ََ‬ ‫ُ ْ ا َّ‬ ‫ينتصب هذا على إضمار الفعل كأَنك قلت أَحمد اهلل حمدا وأَشكر اهلل شكر وكأَنك قلت أَعجب عجبا‬ ‫ْ َُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َِ‬ ‫ْ ِ ُ َ ر ة ُ ُّ َ َ ر و أ ُ َ ْ و ُ ُّ َ ّ ا ُرِ ُ رْ‬ ‫وأُكرمك ك ام ً وأَسرك مس ّةً ال َكاد كيدا ال أَهم همً وأ ْغمك َغماً | واّما اختُزل الفعل ههنا ألنهم‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ْ َُ‬ ‫َْ ً‬ ‫ُّ‬ ‫جعلوا هذا بدال من اللفظ بالفعل كما فعلوا ذلك فى باب الدعاء | ك َن قولك حمدا فى موضع أَحمد‬ ‫أّ‬ ‫ً‬ ‫اهلل وقولك عجبً منه فى موضع أَعجب منه وقولَه ال كيدً فى موضع ال أَكاد ال أَهم | وقد جاء‬ ‫ُ و ُ ُّ‬ ‫و‬ ‫و َْ ا‬ ‫َْ ُ‬ ‫ََا‬ ‫َ ً‬ ‫يْ ِ ُ‬ ‫بعض هذا رفعا يبتدأُ ثم ُبنى عليه | عم يونس أن رؤبة بن العجاج كان ُنشد هذا البيت رفعا وهو‬ ‫َ َ ّ ِ‬ ‫ُ ّ‬ ‫وز‬ ‫ّ يَ‬ ‫ًُ‬ ‫ُ‬ ‫لبعض مذحج وهو هن ُّ بن أَحمر الكنانى % ( عجب ِلتْلك قضي ً واقامتى % فيكم على تلك القضية‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ٌ َ َ ِ ّة‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ َئ‬ ‫َ ٍِ‬ ‫ُ ُ ِ‬ ‫َعجب ) % | وسمعنا بعض العرب الموثوق به يقال له كيف أَصبحت ؟ فيقول حمد اهلل وثناء عليه‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَْ ُ‬ ‫َمر‬ ‫ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍَ‬ ‫َّ َ‬ ‫كأَنه يحمله على مضمر فى نيته هو المظهَر كأَنه يقول أ ى‬ ‫____________________‬ ‫(0/903)‬
  • 134. ‫وشأنى حمد اهلل وثناء عليه | ولو نصب لكان الذى فى نفسه الفعل ولم يكن مبتدأ ليبنى عليه ال‬ ‫و‬ ‫ً َُْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ليكون ًّا على شئ هو ما أَظهَر | وهذا مثل بيت سمعناه من بعض العرب الموثوق به يرويه %‬ ‫َ مبني‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ ْ ِ َّ‬ ‫ِّ ِ ُ‬ ‫َ ٍََ ْ َ‬ ‫( فقالت حنان ما أَتى بك ههنا % أَذو نسب أَم أنت بالحى عارف ) % | لم تُرد حن ولكنها قالت‬ ‫َ ٌ‬ ‫َّ‬ ‫أمرنا حنان أو ما يصيبنا حنان وفى هذا المعنى كّه معنى النصب | ومثلُه فى أنه على االبتداء‬ ‫ل‬ ‫ٌ‬ ‫ُ َ ٌ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وليس على فعل قولُه عز وجل ! 2 < قالوا معذ ة إلى ربكم > 2 ! | لم يريدوا أن يعتذروا اعتذار‬ ‫َ‬ ‫مستأنفً من أمر ِليموا عليه ولكنهم قيل لهم ِلم تَعظُون قوماً ؟ قالوا موعظتُنا معذرٌ إلَى ربكم | ولو‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫َ ْ ِ َة‬ ‫ِ‬ ‫َْ‬ ‫َ َْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ ُ‬ ‫َا‬ ‫ً ََ َ َ‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫قال رجل لرجل معذ ةً إلى اهلل واليك من كذا وكذا يريد اعتذار لنصب‬ ‫ا‬ ‫ٌ‬ ‫____________________‬ ‫(0/123)‬ ‫| ومثل ذلك قول الشاعر % ( يشكو إلى جمِلى ُول الس َى % صبر جميل فكالنا مبتَلَى ) % |‬ ‫ُْ‬ ‫ِ‬ ‫ٌَ َ‬ ‫َّ َ َ ط َ ُّر‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫والنصب أكثر وأجود ألنه يأم ه | ومثَل الرفع ! 2 < فصبر جميل واهلل المستعان > 2 ! كأنه يقول‬ ‫ر َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُه وترك إظها ه‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫األمر صبر جميل | والذى يرفَ ُ عليه حنان وصبر وما أشبه ذلك ال يستعمل إظهار‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ُْ ع‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫كترك إظهار ما ينصب فيه | ومثلُه قول بعض العرب من أنت زيد أى من أنت كالمك زيد فتركوا‬ ‫ٌ‬ ‫َْ َ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ َ ُ‬ ‫ى مثله إن‬ ‫و َّ‬ ‫إظهار ال افع كترك إظهار الناصب ألن فيه ذلك المعنى وكان بدال من اللفظ بالفعل وسنر َ‬ ‫َ ر‬ ‫شاء اهلل‬ ‫____________________‬ ‫(0/023)‬ ‫ُ ُ َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُه ) | ولكنها مصادر وضعت‬ ‫( هذا باب أيضً من المصادر ينتصب بإضمار الفعل المتروك إظهار‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ٌ‬ ‫موضعا واحدا ال تَتصرف فى الكالم تصرف ما ذكرنا من المصادر | وتصرفُها أنها تَقَعُ فى موضع‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ً‬ ‫ال‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الجر والرفع وتدخلُها األلف والالم | وذلك قولك سبحان اهلل ومعاذ اهلل وريحانه وعمرك اهلل إ ّ فعلت‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫وقعدك اهلل َّ فعلت كأَنه حيث قال سبحان اهلل قال تسبيحً وحيث قال وريحانه قال و ِر اقً ألن‬ ‫است ْ ز ا َّ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫إال‬ ‫ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ز‬ ‫ِ ُُ‬ ‫َب ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ ْ ِ َّ ْ ُ‬ ‫معنى الريحان الرزق | فَنصب هذا على أُسَّح اهلل تسبيحا وأَستْرزقَ اهلل استر اقا فهذا بمنزلة سبحان‬ ‫َ ِ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ُسب‬ ‫َّ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ْ َ ُِ َ‬ ‫اهلل وريحانه وخزل الفعل ههنا ألنه بدل من اللفظ بقوله أ َّحك وَسترزقُك | وكأَنه حيث قال معاذ اهلل‬
  • 135. ‫ُ ِ‬ ‫ِ ً ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي ْ ُِ‬ ‫قال عياذا باهلل | وعياذا انتَصب على أَعوذ باهلل عياذا ولكنهم لم ُظهروا الفعل ههنا كما لم يظهر فى‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِْ‬ ‫الذى قبله | وكأَنه حيث قال عمرك اهلل وقعدك اهلل | قال عمرتُك اهلل بمنزلة نشدتُك اهلل فصارت‬ ‫َ َْ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ ا َّ َ‬ ‫عمرك اهلل منصوب ً بعمرتُك اهلل كأَنك قلت عمرتُك عمر ونشدتك نشدً ولكنهم خزلوا الفعل ألنهم‬ ‫َ ا‬ ‫َ ّ‬ ‫ة َّ‬ ‫َ َْ‬ ‫جعلوه بدال من اللفظ به‬ ‫ً‬ ‫____________________‬ ‫(0/223)‬ ‫ِ َْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ال َ ْ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫| قال الشاعر % ( عمرتك اهلل إ ّ ما ذكرت لنا % هل كنت جارتَنا أَيام ذى سلَِم ) % | فقعدك اهلل‬ ‫َ َْ‬ ‫ِ َْ‬ ‫ِ‬ ‫ى وان لم يكن له فعل | وكأَن قوله عمرك اهلل وقعدك اهلل بمنزلة نشدك اهلل وان لم‬ ‫ي ى هذا المجر‬‫َجر‬ ‫َ َْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ي َّم بنشدك اهلل ولكن عم الخليل حمه اهلل أن هذا تمثيل يمثَّل به | قال الشاعر ابن أحمر % (‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ُتكل َ ْ َ‬ ‫بَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ِن‬ ‫عمرتُك اهلل الجليل فإّنى % أَْلوى عليك لَو أن لَُّك يهتَدى ) % | والمصدر النشدان و َّشدةُ‬ ‫ُ َّ ُ الن َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/323)‬ ‫| وهذا ذكر معنى سبحان واَّما ذكر َّن لك وجهُ نص ِه وما ِأشبهه | عم أبو الخ ّاب أن سبحان‬ ‫ّ ُْ َ‬ ‫َط‬ ‫ز‬ ‫ب‬ ‫ُ َ ن ُ ليبي‬ ‫ُ‬ ‫وز َّ َ‬ ‫الس ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل كقولك ب َاءةَ اهلل من ُّوء كأَنه يقول َّئُ ب اءةَ اهلل من ُّوء | عم أن مثله قول الشاعر وهو‬ ‫الس‬ ‫أبر ر‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َر َ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ر‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫األعشى % ( أَقول لم جاءنى فخ ُه % سبحان من عْلقَمةَ الفاخر ) % | أى ب اءةً منه | وأما ترك‬ ‫ُْ َ َ ْ َ َ‬ ‫ُ َّ َ َ ْ ر‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُْ َ ِ‬ ‫التنوين فى سبحان فإنما تُرك صرفُهُ ألنه صار عندهم معرفة وانتصابه كانتصاب الحمد هلل | عم‬ ‫وز‬ ‫أبو الخ ّاب َن مثَله قولُك للرجل سالماً تريد ُّماً منك كما قلت ب اءةً منك تريد ال أَْلتَبس بشئ من‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫رَ‬ ‫تسل‬ ‫َ‬ ‫َط أ ّ َ‬ ‫أمرك | عم أن أبا ربيعةَ كان‬ ‫وز ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/423)‬ ‫يقول إذا لقيت فالنا فُقل له سالماً | عم أنه سأَله ففَس َه له بمعنى ب اءةً منك | عم أن هذه اآلية !‬ ‫وز ّ‬ ‫ر‬ ‫َّر‬ ‫فز‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َِ‬ ‫2 < واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سالما > 2 ! بمنزلة ذلك ألن االية فيما َعم مكي ٌ ولم يؤمر‬ ‫ز ّ ّة‬ ‫ّ ََ‬
  • 136. ‫المسلمون يومئذ أن يسلَّموا على المشركين ولكنه على قولك ب اءة منكم وتسلُّما ال خير بيننا وبينكم‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫َِ‬ ‫ّ َ ٍ‬ ‫ال شر | عم أن قول الشاعر وهو أُميةُ بن أبى الصْلت % ( سالمك رَّنا فى كل فجر % بريئاً ما‬ ‫َ َ ب‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫و َّ وز ّ َ‬ ‫ا‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫َ َّ َ ُّ‬ ‫تَغنثُك الذموم ) % | على قوله ب اءتَك رَّنا من كل سوء | فكل هذا ينتصب انتصاب حمدً وشكر إ ّ‬ ‫َ ا ُ ْ ً ال‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أن هذا يتصرف وذاك ال يتصرف | ونظير سبحان اهلل فى البناء من المصادر و ى ال فى‬ ‫المجر‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ ّ‬ ‫َّ‬ ‫المعنى غف ان ألن بعض العرب يقول غف انك ال كف انك يريد استغفار ال كفر | ومثل هذا‬ ‫ا‬ ‫ا ُْ ً‬ ‫ً‬ ‫ُ ْرَ‬ ‫ُ ْرَ‬ ‫ُ ْر َ ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/523)‬ ‫قوله جل ثناؤه ! 2 < ويقولون حجر محجور > 2 ! أى ح امً محرما يريد به الب اءةَ من األمر َّد‬ ‫ويبع ُ‬ ‫ر‬ ‫َ ر ا َّ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫عن نفسه أمر فكانه قال أُحرم ذلك ح اما محرما | ومثل ذلك أن يقول الرجل للرجل أتَفعل كذا وكذا‬ ‫ُ‬ ‫َ ر ً َّ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ُِ ْ َ‬ ‫ِ ا ر‬ ‫ُ ِ ً‬ ‫؟ فيقول حجر أى ستْر وب اءةً من هذا | فهذا ينتصب على إضمار الفعل ولم يرد أن يجعله مبتدأ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫رِ‬ ‫َّ‬ ‫ٍَ‬ ‫خب ه بعده ال ًّا على اسم مضمر | واعلم أن من العرب من يرفع سالما إذا أ اد معنى المبا أة‬ ‫ر‬ ‫و مبني‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫كما رفعوا حنان | سمعنا بعض العرب يقول لرجل ال تكونن منى فى شئ َّ سالم بسالم أى ى‬ ‫أمر‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ إال ٌ َ‬ ‫َّ َّ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫و َّ‬ ‫َّ‬ ‫وأمرك المبا أةُ والمتاركةُ | وتركوا لفظ ما يرفعُ كما تركوا فيه لفظ ما ينصب ألن فيه ذلك المعنى ألنه‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫بمنزلة لفظك بالفعل | وقد جاء سبحان منونا مفردا فى الشعر قال الشاعر وهو أُميةُ بن أبى الصلت‬ ‫ّ‬ ‫َ ً‬ ‫ُ ْ َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ ب َ ُ ِ ُّ ُ ُ ُ‬ ‫% ( سبحانه ثم سبحانً يعود له % وقْبلَنا سَّح الجودى والجمد ) %‬ ‫َ‬ ‫ُْ ا َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/623)‬ ‫ِ‬ ‫ِ ُّ و ِ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ ا‬ ‫شبهه بقولهم حجر وسالما | وأما سبوحاً قُدوساً رب المالئكة والر ح فليس بمنزلة سبحان اهلل ألن‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ّ ُّ ُ‬ ‫ًْ َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫السّو َ ّ َ ٌ َّ‬ ‫ُّب ح والقُدوس اسم ولكنه على قوله أَذكر سُّوحا قُدوسا | وذاك أنه خطر على باله أو ذك ه ذاكر‬ ‫َر ٌ‬ ‫ْ ُ ُب ً ّ ً‬ ‫ٍ‬ ‫فقال سُّحوحً أى ذكرت سبوحً كما تقول أهل ذاك إذا سمعت الرجل ذكر الرجل بثناء أو بذم كأَنه‬ ‫َ ُّ ا‬ ‫ُب ا‬ ‫ّ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫قال ذكرت أهل ذاك ألنه حيث ى ذكر الرجل فى منطقة صار عنده بمنزلة قوله أَذكر فالنا أو‬ ‫جر‬ ‫َ َ‬ ‫ِ ً َ‬ ‫ِ ُ‬ ‫ِ ً‬ ‫َّ‬ ‫ذكرت فالنا | كما أنه حيث أَنشد ثم قال صادقا صار اإلنشاد عنده بمنزلة قال ثم قال صادقا وأهل‬ ‫ََ‬ ‫ُ ْ ََ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ذاك فحملَه على الفعل متابعاً للقائل والذاكر | فكذلك سُّوحً قُدوسا كأَن نفسه صارت بمنزلة الرجل‬ ‫َ‬ ‫ُب ا ّ‬ ‫َ ُب‬ ‫ّ‬ ‫سب‬ ‫ِِ‬ ‫الذاكر والمنشد حيث خطر على باله الذكر ثم قال ُّوحا قُدوسا أى ذكرت سُّوحا متا ِعاً لها فيما‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫سب‬ ‫َ َّ‬ ‫ذكرت وخطر على بالها | وخزلوا الفعل ألن هذا الكالم صار عندهم بدال من َّحت كما كان م ْ حبا‬ ‫َر‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
  • 137. ‫ُّ و‬ ‫ُ ُ ُّوٌ ُّ ٌ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫بدال من رحبت بالدك وأَهلَت | ومن العرب من يرفع فيقول سب ح قُدوس رب المالئكة والر ح كما‬ ‫ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫َ تكل‬ ‫ٌ ِ‬ ‫قال أهل ذاك وصادق واهلل | وكل هذا على ما سمعنا العرب تَ َّم به رفعا ونصبً | ومثل ذلك خير‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ُجر ُ جر‬ ‫ٍ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ما رد فى أهل ومال وخير ما رد فى أهل ومال أ ى م ى خير مقدم وخير مقدم‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/723)‬ ‫ََ ا‬ ‫ُّب قولُك كرمً‬ ‫ه ولكنه فى معنى التعج ِ‬ ‫ِ‬ ‫| ومما ينتصب فيه المصدر على إضمار الفعل المتروك إظهار َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ََ ا ِ ْ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫وصلفاً كأَنه قال أَْلزمك اهللُ وأَدام لك كرمً وأُْلزمت صلفاً ولكنهم خزلُوا الفعل ههنا كما خزلوه فى‬ ‫األول ألنه صار بدال من قولك أَكرم به وأَصِلف به كما انتَصب مرحبً | وقلت لَك كما قلت بِك بعد‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ ا‬ ‫ْ ْ‬ ‫ِْ‬ ‫ّ َّ‬ ‫رِ ٍ‬ ‫م ْ حبا لتبين من تَعنى فصار بدال فى اللفظ من َ حبت بالدك | وسمعت أَع ابيا وهو أبو م ْهب يقول‬ ‫ُ ر‬ ‫رُ َ ْ ُ‬ ‫ً‬ ‫َ رَ ً ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ط َ ٍ‬ ‫كرماً و ُول أَنف أى أَكرم بك وأَطول بأنفك ( هذا باب يختار فيه أن تكون المصادر مبتدأة َّا‬ ‫مبني‬ ‫ُ‬ ‫ٌ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫عليها ما بعدها وما ِأبه المصادر من األ سماء والصفات ) | وذلك قولك الحمد هلل والعجب لك‬ ‫ََ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫والويل لك والتُّ اب لك والخيبةُ لك | وانما استحبوا الرفع فيه ألنه صار معرفة وهو خبر فقوى فى‬ ‫َ ٌَ َ َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َْ‬ ‫رُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ ٌَ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫االبتداء بمنزلة عبد اهلل و جل والذى تَعلم ألن االبتداء إنما هو خبر وأَحسنه إذا اجتَمع نكرٌ ومعرف‬ ‫ة‬ ‫الر‬ ‫ْر ِ‬ ‫ة أن يبتدئ باألَع َاف وهو أصل الكالم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/823)‬ ‫| ولو قلت رجل ذاهب لم يحسن حتَّى تعرفه بشئ فتقول اكب من بنى فالن سائر | وتَ ُ الدار‬ ‫بيع َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ر ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٌّ‬ ‫ُ ٌّ‬ ‫فتقول حد منها كذا وحد منها كذا فأصل االبتداء للمعرفة | فلما أدخلت فيه األلف والالم وكان خبر‬ ‫حسن االبتداء وضعف االبتداء بالنك ة َّ أن يكون فيه معنى المنصوب | وليس كل حرف ُصن ُ به‬ ‫ي ْ َع‬ ‫ُّ‬ ‫ر إال‬ ‫ُ‬ ‫ُ َُ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫ذاك كما أنه ليس كل حرف يدخل فيه األلف والالم من هذا الباب | لو قلت السقى لك و َّعى لك لم‬ ‫الرْ ُ‬ ‫َّ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫يجز | واعلم أن الحمد هلل وان ابتدأتَه ففيه معنى المنصوب وهو بدل من اللفظ بقولك أَحمد اهلل | وأما‬ ‫ِِ‬ ‫ال شئ‬ ‫ٍَ ّ‬ ‫ِ َ ُ‬ ‫قولُه ٌ ما جاء بك فإنه يحسن وان لم يكن على فعل مضمر ألن فيه معنى ما جاء بك إ ّ ٌ |‬ ‫َ‬ ‫شئ‬ ‫ومثلُه مثَل للعرب شر أهر ذا ناب | وقد ابتُدئ فى الكالم على غير ذا المعنى وعلى غير ما فيه‬ ‫َ‬ ‫ٌّ َ َّ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ ٍ ْ ٌ‬ ‫معنى المنصوب وليس باألصل قالوا فى مثَل أَمت فى الحجر ال فيك | ومن العرب من ينصب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
  • 138. ‫باأللف والالم من ذلك قولك الحمد هلل فينصبها عامةُ بنى تميم وناس من العرب كثير‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/923)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫| وسمعنا العرب الموثوق بهم يقولون التُّ اب لك والعجب لك | فتفسير نصب هذا كتفسي ه حيث كان‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫رَ‬ ‫َ‬ ‫نك ةً كأَنك قلت حمدً وعجبً ثم جئت بلَك َّن من تَعنى ولم تَجعله ًّا عليه فتبتدئهُ ( هذا باب‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫مبني‬ ‫َ لتبي َ ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ر ّ‬ ‫من النك ة ي ى ى ما فيه األلف والالم من المصادر واألسماء ) | وذلك قولك سالم عليك وََّيك‬ ‫لب ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ر َجر مجر‬ ‫وخير بين يديك ووْيل لك وويح لك وويس لك وويل ٌ لك وعول ٌ لك وخير له وشر له و ! 2 < لعنة‬ ‫ٌّ‬ ‫ٌْ‬ ‫َْ ة‬ ‫َ ة‬ ‫َْ ٌ‬ ‫َْ ٌ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ ّ‬ ‫اهلل على الظالمين > 2 ! | فهذه الحروف كّها مبتدأ ٌ مبنى عليها ما بعدها والمعنى فيهن أنك‬ ‫َة ٌّ‬ ‫ُ ل‬ ‫ابتدأت شيئا قد ثَبت عندك ولَست فى حال حديِثك تَعمل فى ِها وتَْ جيتِها فيها ذلك المعنى كما‬ ‫زِ‬ ‫إثبات‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ً ََ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫أن حسبك فيها معنى النهى وكما أن حمةُ اهلل عليه فيه معنى رحمه اهللُ | فهذا المعنى فيها ولم‬ ‫ّ ر‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫تُجعل بمنزلة الحروف التى إذا ذكرتَها كنت فى حال ذكرك إياها تَعمل فى إثباتها وتزجيتها كما َّهم‬ ‫أن‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫لم يجعلوا سقيا عيا بمنزلة هذه الحروف فإنما تجريها كما أجرت العرب وتضعها في المواضع التى‬ ‫َ ْ ً ور‬ ‫تر َّ‬ ‫ِ‬ ‫و ْ ِ َ َّ‬ ‫وضعن فيها ال تُدخلن فيها ما لم يدخلوا من الحروف أالَ ى أنك لو قلت طَعامً لك وش ابً لك‬ ‫َر ا‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫وماال لك تريد معنى سقياً أو معنى المر ع الذى فيه معنى الدعاء لم يجز ألنه لم يستعمل هذا‬ ‫فوِ‬ ‫َْ‬ ‫ً‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫الكالم كما استُعمل ما قبله | فهذا ُّك ويبص ّ‬ ‫َّر كأنه ينبغى لك أن تُج ِى هذه الحروف كما أجرت‬ ‫َ‬ ‫ْرَ‬ ‫يدل‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/133)‬ ‫العرب وأَن تَع ِى ما عنوا بها | فكما لم يجز أن يكون كل حرف بمنزلة المنصوب الذى أنت فى حال‬ ‫ُّ‬ ‫ََْ‬ ‫ُ ْ ْن َ‬ ‫ذكرك أياه تَعمل فى إثباته ال بمنزلة المر ع المبتدإ الذى فيه معنى الفعل كذلك لم يجز أن تَجعل‬ ‫فو‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫المر ع الذى فيه معنى الفعل بمنزلة المنصوب الذى أنت فى حال ذكرك إياه تَعمل فى إثباته‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫فو َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫فو ال َّ‬ ‫جيته ولم يجز لك أن تَجعل المنصوب بمنزلة المر ع | إ ّ أن العرب رَّما أجرت الحروف على‬ ‫وتز‬ ‫َ‬ ‫الوجهين | ومثَل الرفع ^ ( طُوبى لهُم وحسن مآب ) ^ يدلُّك على رفعها ر ُ حسن مآوب | وأما قوله‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫فع ُ ْ ُ‬ ‫ُ ُ ٍ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫تعالى جده ! 2 < ويل يومئذ للمكذبين > 2 ! و ^ ( وْيل ِلْلمطفَّففين ) ^ فإنه ال ينبغى أن تقول إنه‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫َ ٌ ُ َ َ‬ ‫ُّ‬ ‫دعاء ههنا ألن الكالم بذلك قبيح واللفظ به قبيح ولكن العباد إنما كلَّموا بكالمهم وجاء الق آن على‬ ‫رُ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫لغتهم وعلى ما يعنون فكأَنه واهللُ أعلم قيل لهم ويل ِلْلمطَ َّفين ووْيل يومئذ ِللمكذ ِين أى ه الء ممن‬ ‫ؤ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َُ ب َ‬ ‫ُ ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ٌ ُ ف َ َ َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
  • 139. ‫ؤ‬ ‫َ ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ ّ‬ ‫َّ‬ ‫وجب هذا القول لهم ألن هذا الكالم إنما يقال لصاحب الشر والهلكة فقيل ه الء ممن دخل فى الشر‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫والهلكة ووجب لهم هذا | ومثل ذلك قوله تعالى ! 2 < فق ال له ق ال لينا لعله يتذكر أو يخشى > 2 !‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫| فالعلم قد أتى من و اء ما يكون ولكن اذهبا أنتما فى َ جائكما وطَمعكما ومبلغكما من اعلم‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫وليسلهما أكثر من ذا ما لم يعلما‬ ‫َ َْ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/033)‬ ‫َ ٌ‬ ‫رُ‬ ‫ِ ُجر‬ ‫| ومثله ! 2 < قاتلهم اهلل > 2 ! فإنما أ ى هذا على كالم العباد وبه أُنزل الق آن | وتقول ويل له‬ ‫َ ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ٌ ِْ‬ ‫وْيل طويل فإن شئت جعلته بد ً من المبتدإ األول وان شئت جعلته صف ً له وان شئت قلت ويل لك‬ ‫ة‬ ‫َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ً‬ ‫ولكن‬ ‫و‬ ‫َ ِ‬ ‫ويالً طويال تجعل الويل االخر غير مبدول ال موصوف به َّك تَجعله دائما أى ثَبت لك الويل‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫دائما ( ومن هذا الباب فداء لك أبى وأمى وحمى لك أبى ووقاء لك أمى ) | ال تقول عول ٌ لك َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ة إال‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫ِ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫أن يكون قبلها وْيل ٌ لك ال تقول عول لك حتى تقول وْيل لك ألن ذا يتبع ذا كما أن ي ُوءك يتْب ُ‬ ‫ّ َن ُ َ َ ع‬ ‫ّ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َْ ٌ‬ ‫َ ة و‬ ‫يسوءك ال يكون ينوءك مبتدأ‬ ‫ُ‬ ‫َُ ُ و‬ ‫____________________‬ ‫(0/233)‬ ‫| واعلم أن بعض العرب يقول وي ً له وويل ً له وعول ً لك ويجريها ى خيب ً | من ذلك قول‬ ‫مجر َ ْ َة‬ ‫ة‬ ‫ة‬ ‫َ ْال‬ ‫الشاعر وهو جرير % ( كسا ُّؤم تَيمً خض َةً فى جلودها % فَوي ً لتيم من سرِيلها الخضر ) % |‬ ‫ُ ِْ‬ ‫َاب‬ ‫ال ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َِ‬ ‫َ َ الل ْ ُ ْ ا ُ ْ ر‬ ‫ويقول الرجل يا ويالهُ فيقول اآلخر ويال كيال كأَنه لك ما دعوت به ويال كيال يدلك على ذلك قولهم‬ ‫َ َ ْ ً َْ ً‬ ‫ُ َ َ ْ ً َْ ً ّ‬ ‫َْ‬ ‫إذا قال يا وياله نعم ويال كيالً أي كذلك أمرك أو لك الويل ويال كيال | وهذا َّة بقوله وينل له‬ ‫َْ‬ ‫مشب‬ ‫ويالً كيالً | ورَّما قالوا يا ويالً كيال وان شاء جعله على قوله جدعا وعقر‬ ‫َ ْ ً َْ ا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ب‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/333)‬
  • 140. ‫( هذا باب منه استَ هه النحويون وهو قبيح فوضعوا الكالم فيه على غير ما وضعت العرب ) |‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫كر‬ ‫ٌ‬ ‫وذلك قولك ويح له وتَب ًّا لك وويحً | فجعلوا التَّب بمنزلة الويح وجعلوا ويح بمنزلة التَّب فوضعوا‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َْ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َْ ا‬ ‫ٌّ وتب‬ ‫َ ٌ‬ ‫ُ و ُ َّ َ ْ ٍ‬ ‫كل واحد منهما على غير الموضع الذي وضعتْه العرب | ال بد لويح مع قبحها من أن تُحمل على‬ ‫ََْ‬ ‫َّ‬ ‫َ ََ‬ ‫تَب ألنها إذا ابتدئت لم يجز حتى يبنى عليها كالم واذا حملتَها على النصب كنت تَبنيها على شئ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َُْ‬ ‫ْ‬ ‫َُ ْ‬ ‫ٍّ َّ‬ ‫ِْ‬ ‫تب‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ ِ ّ‬ ‫َ َ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫مع قُبحها | فإذا قلت ويح له ثم ألحقتَها التب فإن النصب فيه أحسن ألن ًّا إذا نصبتَها فهى‬ ‫ُ‬ ‫َ وتب‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫مستَغني ٌ عن لَك فإنما قَطعتَها من أول الكالم كأَنك قلت ًّا لك فأجريتَها على ما أجرتْها العرب |‬ ‫ة‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫فأما َّحويون فيجعلونها بمنزلة ويح | ال تُشبههُا ألن ًّا تَستغنى عن لَك ال تَستغنى ويح عنها فإذا‬ ‫َْ ٌ‬ ‫َ و‬ ‫َّ تب‬ ‫َْ ٍ و‬ ‫ْ الن ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫قلت ًّا له وويح له فالر ُ ليس فيه كالم ال يختلف النحويون فى نصب التب إذا قلت ويح له وتبا‬ ‫ّ‬ ‫ٌو َ‬ ‫فع‬ ‫َْ ٌ‬ ‫َ تب‬ ‫َّ‬ ‫َ ْْ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫له | فهذا يدّك على أن النصب فى تب فيما ذكرنا أحسن ألن له لم يعمل فى التب‬ ‫ل‬ ‫____________________‬ ‫(0/433)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫( هذا باب ما ينتصب فيه المصدر كان فيه األلف والالم أو لم يكن فيه على إضمار الفعل المتروك‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُه ألنه يصير فى اإلخبار واالستفهام بدال من اللفظ بالفعل كما كان الحذر بدال من احذر فى‬ ‫إظهار‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ ُ‬ ‫األمر ) | وذلك قولك ما أنت إ ّ سير وا َّ سير سير وما أنت إ ّ َّرب الضرب وما أنت إ ّ قتْال‬ ‫ال َ‬ ‫َ‬ ‫ال الض َ‬ ‫ال َ ا ال َ ا َ ْ ا‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫قَتْال وما أنت أ ّ سير البريد سير البرِد فكأَنه قال فى هذا َّه ما أنت إ ّ تَفعل فع ً وما أنت إ ّ‬ ‫ال‬ ‫ال ْ َ ُ ال‬ ‫كل‬ ‫ي‬ ‫ال َ َ َ ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ َِ‬ ‫َ َّ‬ ‫تَفعل الفعل ولكنهم حذفوا الفعل لما ذكرت لك | وصار فى االستفهام والخبر بمنزلته فى األمر‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ٍ‬ ‫والنهى ألن الفعل يقع ههنا كما يقع فيهما وان كان األمر والنهى أقوى َّهما ال يكونان بغير فعل‬ ‫ألن‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫فلم يمتنع المصدر ههنا أن ينتصب ألن العمل يقع ههنا مع المصدر فى االستفهام والخبر كما يقع‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫فى األمر والنهى واآلخر غير األول كما كان ذلك فى األمر والنهى إذا قلت ضربا فالضرب غير‬ ‫َْ ً‬ ‫ِ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ ُ ّ‬ ‫َّ‬ ‫المأمور | وتقول زيد سير سير وان زيد سير سير وكذلك فى لَيت ولَعل ولكن وكأَن وما أشبه ذلك‬ ‫ٌ ً ً ّ ٌ ا ا‬ ‫ا ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ُ ُ ِ َ ا َْ ا‬ ‫َّ َ َ ْ ا ا‬ ‫َّ َ َ ْ ا َ ْ ا‬ ‫وكذلك إن قلت أنت الدهر سير سير وكان عبد اهلل الدهر سير سير وأنت مذ اليوم سير سير‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/533)‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ٍِ‬ ‫| واعلم أن السير إذا كنت تخبر عنه فى هذا الباب َّما تُخ ِر بسير متّصل بعضه ببعض فى أى‬ ‫فإن ْ ب ُ َ ْ ٍ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّن لك وجهَه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٌ ِ‬ ‫األحوال كان | وأما قولك إنما أنت سير فإنما جعلتَه خبر ألنت ولم تضمر فعال | وسنبي‬ ‫ا َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ُ ْ‬
  • 141. ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫ال ُ ْ َ ِ‬ ‫إن شاء اهلل | ومن ذلك قولك ما أنت إ ّ شرب اإلبل وما أنت إ ّ ضرب الناس وما أنت إ ّ ضربا‬ ‫ال‬ ‫ٍ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫تشب‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫الناس | وأما شرب اإلبل فال ينون ألنك لم ّهه بشرب اإلبل وأن الشرب ليس بفعل يقع منك على‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫اإلبل | ونظير ما انتَصب قول اهلل عز وجل فى كتابه ! 2 < فإما منا بعد واما فداء > 2 ! إنما‬ ‫ّ‬ ‫انتصب على فإما تَمنون منا واما تُفادون فداء َّهم حذفوا الفعل لما ذكرت لك | ومثله قول الشاعر‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً ولكن‬ ‫ًّ ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِي ّ و‬ ‫َّ ِ َ ِ‬ ‫وهو جرير % ( أَلَم تَعلَم مسرحى القوافى % فال عًّا بهن ال اجتالبا ) % | كانه نفى قوله ف ًّا بهن‬ ‫َ عي ّ‬ ‫ّ ََ‬ ‫ْ ْ َُ َ‬ ‫ِب‬ ‫َْ ّ ِي‬ ‫واجتالبا أى فأَنا أَعيا بهن عًّا وأَجتل ُهن اجتالبا ولكنه نفى هذا حين قال فال | ومثُله قولك أَلم تَعلم‬ ‫ََ‬ ‫ً‬ ‫ََ ِ‬ ‫ِن َ َ َ ُ َّ َ‬ ‫ُ َ ِ ير ِ ا َ‬ ‫يا فالن مس ى فإتعابً وطرداً | فإَّما ذكر مسرحه وذكر مسي ه وهما عمالن فجعل المسير إتعابا‬ ‫َ‬ ‫َ ر‬ ‫وجعل المس ح ال عى فيه وجعله فعل متَّصال إذا سار واذا س َّح | وِان شئت رفعت هذا َّه فجعلت‬ ‫َ‬ ‫كل‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ رَ‬ ‫ً ِ‬ ‫َّرَ ِ َّ‬ ‫اآلخر هو األول فجاز على سعة الكالم | من ذلك قول الخنساء‬ ‫ُ ََ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/633)‬ ‫% ( تَرتَ ُ ما رتَعت حتَّى إذا ادكرت % فإَّما هى إقبال وادبار ) % | فجعلها اإلقبال واإلدبار فجاز‬ ‫ِ َ ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ِن‬ ‫َّ ْ‬ ‫ْع َ َ ْ‬ ‫على سعة الكالم كقولك نهارك صائم وليلك قائم | ومثل ذلك قول الشاعر وهو متمم بن ن ْة % (‬ ‫ُوير‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫و َ زٍ‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫لعم ى وما ده ِى بتَأْبين هالك % ال ج َع مما أصاب فأَوجعا ) % | جعل َه الج َع | والنصب‬ ‫َ َ َ دهر َ ز َ‬ ‫َ ْر‬ ‫َ َ ْر‬ ‫ُ‬ ‫َ ََْ‬ ‫ُ جزٍ َّ‬ ‫جائز على قوله فال ًّا بهن ال اجتالبا | وانما أ اد وما ى دهر َع ولكنه جاز على سعة‬ ‫دهر‬ ‫ّ ر‬ ‫َ‬ ‫عي ّ و‬ ‫ٌ‬ ‫الكالم واستَخ ّوا واختَصروا كما فُعل ذلك فيما مضى‬ ‫ف‬ ‫____________________‬ ‫(0/733)‬ ‫ِ‬ ‫| وأما ما ينتصب فى االستفهام من هذا الباب فقولُك أَقياماً يا فالن والناس قعود وأََجلوسا والناس‬ ‫ٌ َُ ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ِ َّ‬ ‫و َّ‬ ‫ُ ِ‬ ‫يعدون ال يريد أن يخبر أنه يجلس ال أنه قد جلس وانقضى جلوسه ولكنه يخبر أنه فى تلك الحال‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ن ر‬ ‫َ ِ َّ ْ ر ُّ‬ ‫َ ََ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫فى جلوس وفى قيام | وقال ال اجز وهو العجاج % ( أطرباً وأنت قنس ِى % ) % | واّما أ اد‬ ‫ُ ٍ‬ ‫ي َ‬ ‫و‬ ‫ُ ب‬ ‫َ ٍ‬ ‫أَتَطرب أى أنت فى حال طرب ؟ ولم يرد أن يخ ِر عما مضى ال عما ُستقبل | ومن ذلك قول‬ ‫ُِ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫أ ُ‬ ‫ر أ َ ُّ ُ ّ ُ ّ‬ ‫يٍ‬ ‫ِ‬ ‫بعض العرب َغدةً كغدة البعير وموتاً فى بيت سلُوِلَّة كأَنه إنما أ اد أََغد غدةً كغدة البعير وَموت‬ ‫أ ُ ّ ُّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ِه‬ ‫ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫موتا فى بيت سلولية | وهو بمنزلة أَطربا وتفسي ه كتفسير‬ ‫ر‬ ‫ََ ً‬ ‫َ‬ ‫____________________‬
  • 142. ‫(0/833)‬ ‫ُ ََ َ ِ ا‬ ‫َ ْ ا َ َّ‬ ‫| وقال جرير % ( أَعبدً حل فى شعبى غريبً % أَلُؤما ال أََبالك واغت ابا ) % | يقول أَتَلؤم لُؤما‬ ‫ر‬ ‫ُ ًْ‬ ‫َ‬ ‫ّْ‬ ‫ٌ‬ ‫وأَتَغترب اغت ابا وحذف الفعلين فى هذا الباب َّهم جعلوه بدال من اللفظ بالفعل وهو كثير فى كالم‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ألن‬ ‫ر ََ َ‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫العرب | وأما عبدً فيكون على ضربين إن شئت على النداء وان شت على قوله أَتَفتخر عبدً ثم‬ ‫ا‬ ‫َّ ر‬ ‫حذف الفعل | وكذلك إن أخبرت ولم تَستفهم تقول سير سير عنيت نفسك أو غيرك وذلك أنك أيت‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ ا ا‬ ‫ً ً‬ ‫َ‬ ‫ِ ٍ َر‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫رج ً فى حال سير أو كنت فى حال سير أو ذكر رجل بسير أو ذكرت أنت بسير وج ى كالم‬ ‫ٌ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫يحسن بناء هذا عليه كما حسن فى االستفهام | َّك إنما تقول أَطربا وأَسير إذا أيت ذلك من الحال‬ ‫ََ ً َ ْ ً ر َ‬ ‫ا‬ ‫ألن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫أو ظننتَه فيه | وعلى هذا ى هذا الباب إذا كان خبر أو استفهاما إذا أيت جال فى حال سير أو‬ ‫ر َ ر‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫يجر‬ ‫َّ ِ ْ ٌ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫َّ‬ ‫ظننتَه فيه فأَثبت ذلك له | وكذلك أنت فى االستفهام ّذا قلت أَأَنت سير | ومعنى هذا الباب أنه فعل‬ ‫ِ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ٌِ‬ ‫متّصل فى حال ذكرك إياه استفهمت أو أَخبرت وأَنك فى حال ذكرك شيئاً من هذا الباب تَعمل فى‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫تثبيِته لك أو لغيرك‬ ‫____________________‬ ‫(0/933)‬ ‫َ َ ِ ُ َ ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫| ومثل ما تَنصبه فى هذا الباب وأنت تَعنى نفسك قول الشاعر % ( سماع اهلل والعلماء أَنى %‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ ْ ي ْ ِع‬ ‫َ َ ِْ‬ ‫أَعوذ بحقو خالك يا ابن عمرو ) % | وذلك أنه جعل نفسه فى حال من ُسم ُ فصار بمنزلة من آه‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ ِْ ِ َ‬ ‫فى حال سير فقال إسماعا اهلل بمنزلة قولك ما أنت َّ ضربا الناس وا ّ ضرب الناس إذا حذفت‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ال َ َ‬ ‫ً‬ ‫إال‬ ‫َ‬ ‫ٍْ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫التنوين تخفيفا ( هذا باب ما ينتصب من األ سماء التى أُخذت من األفعال انتصاب الفعل استفهمت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ً‬ ‫أو لم تَستفهم ) | وذلك قولك أَقائما وقد قَعد الناس وأَقاعدا وقد سار الركب | وكذلك إن أردت هذا‬ ‫َّ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ً‬ ‫المعنى ولم تَستفهم تقول قاعدً عِلم اهللُ وقد سار الركب وقائماً قد عِلم اهللُ وقد قَعد الناس | وذلك أنه‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫ا ََ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ّ ََ َ‬ ‫ينب‬ ‫ٍ ر‬ ‫ٍ‬ ‫أى رجال فى حال قيام أو حال قُعود فأ اد أن َّهه فكأَنه لفظ بقوله أتقوم قائما وأَتَقُعد قاعدا ولكنه‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫حذف استغناء بما ى من الحال وصار‬ ‫ير‬ ‫ً‬ ‫____________________‬ ‫(0/143)‬
  • 143. ‫االسم بدال من اللفظ بالفعل ى ى المصدر فى هذا الموضع | ومثل ذلك عائذً باهلل من ّها‬ ‫شر‬ ‫ا‬ ‫فجر مجر‬ ‫ُ ً‬ ‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫كأَنه أى شيئ ً يتَّقى فصار عند نفسه فى حال استعاذة حتَّى صار بمنزلة الذى آه فى حال قيام‬ ‫اَُ‬ ‫َّ ر‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫َر‬ ‫ٍ‬ ‫وقُعود ألنه ي َى نفسه فى تلك الحال فقال عائذً باهلل كأَنه قال أعوذ باهلل عائذً باهلل ولكنه حذف‬ ‫ا‬ ‫ٌ‬ ‫الفعل ألنه بدل من قوله أَعوذ باهلل فصار هذا ي ى ها هنا مجر ِ ً‬ ‫ى عياذا باهلل | ومنهم من يقول عائذ‬ ‫َجر‬ ‫ُ‬ ‫َّ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ٌِ‬ ‫باهلل من شر فالن | واذا ذكرت شيئً من هذا الباب فالفعل متّصل فى حال ذكرك وأنت تَعمل فى‬ ‫َ ا‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ً َ ً‬ ‫َ‬ ‫ِ ّ‬ ‫تثبيته لك أو لغيرك فى حال ذكرك إياه كما كنت فى باب حمدا وسقيا وما أشبهه إذا ذكرت شيئا منه‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫فى حال تزجية واثبات وأَجريت عائذا باهلل فى اإلضمار والبدل ى المصدر كما كان هنيئاً بمنزلة‬ ‫َ‬ ‫مجر‬ ‫َ‬ ‫المصدر فيما ذكرت لك | وقال الشاعر وهو عبد اهلل بن الحارث َّهمى من أصحاب رسول &‬ ‫الس ُّ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/043)‬ ‫ا‬ ‫ْ َْ ُ ْ ن‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫% ( أَْلحق عذابك بالقوم اّذين طغوا % وعائذا بك أَن يعلُوا فيطغوِى ) % | فكأَنه قال وعياذً بك |‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ ح ً َ‬ ‫ا‬ ‫ً ِْ ا‬ ‫ومثله قوله % ( أ اك جمعت مسألة وحرصً % وعند الحق زَّار أُنانا ) % | كأَنه قال تَزحر زحير‬ ‫ََ َ ا‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ُّ‬ ‫و تَئن أَنينا ثم وضعه مكان هذا أى أنت عند الحق هكذا‬ ‫ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/243)‬ ‫ِ‬ ‫ِ مجر ٍ‬ ‫( هذا باب ما ى من األسماء التى لم تؤخذ من الفعل ى األ سماء التى أُخذت من الفعل ) |‬ ‫َْ‬ ‫جر‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُّ ٍ ُّ ٍ‬ ‫َّ ر َ‬ ‫ن‬ ‫َ يمي مر َ ْ ِ ي ْ ر‬ ‫وذلك قولك أَتم ًّا ّة وقيسًّا أُخ َى | واَّما هذا أنك أيت رجال فى حال تلون وتنقل فقلت أَتميميا‬ ‫ِ‬ ‫ًّا أُخ َى كأنك قلت أتحول تميميً م ة وقيسياً ى | فأنت فى هذه الحال تَعمل فى تثبيت‬ ‫أخر‬ ‫ا ر‬ ‫ّةً وقيسي ْ ر‬ ‫مر‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ً‬ ‫ََ ُّ ٍ ُّ ٍ‬ ‫هذا له وهو عندك فى تلك الحال فى تلون وتنقل وليس يسأله مسترشدا عن أمر هو جاهل به ليفهَّمه‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ة‬ ‫ٍ‬ ‫ّ ُ ِر‬ ‫إياه ويخب َه عنه ولكنه َّخه بذلك | وحدثنا بعض العرب أن رج ً من بنى أَسد قال يوم جَبلَ َ‬ ‫ّ ال‬ ‫ّ‬ ‫وب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫واستَقبله بعير أَعور فتَطَّر منه فقال يا بنى أسد أَعور وذا ناب فْلم يرد أن يسترشدهم ُخ ِروه عن‬ ‫لي ب‬ ‫َ‬ ‫ََْ‬ ‫َ ٌ ْ َ ُ َي َ‬ ‫عوِه وصحته ولكنه نَّهَهم كأَنه قال أَتَستقبلون أَعور وذا ناب فاالستقبال فى حال تنبيهه إياهم كان‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ََْ‬ ‫َب‬ ‫ّ‬ ‫َ َر‬ ‫َ َ‬ ‫ّ ر‬ ‫ِ‬ ‫َّ ُ‬ ‫واقعا كما كان التلون والتنقل عندك ثابتين فى الحال األول وأ اد أن َّت لهم األعور ليحذروه |‬ ‫يثب‬ ‫ُّ ُ‬ ‫ً‬ ‫ومثل ذلك قول الشاعر‬ ‫____________________‬
  • 144. ‫(0/343)‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫% ( أَفى السْلِم أَعيار جفَاء وغْلظة % وفى الحرب أَشباهَ اإلماء العوارك ) % | أى تَنقلُون َلونون‬ ‫َّ وت َّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ْ َ ا َ ً ِ َ ً‬ ‫ً‬ ‫م ةً كذا ّةً كذا | وقال % ( أَفى َال ِِم أَ الدا لواحدة % وفى العيادة أ الدا لعالَّت ) % | وأما قول‬ ‫ِ‬ ‫َو ً َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الو ئ و ً ِ ٍ‬ ‫ومر‬ ‫ّر‬ ‫ْ ا َ َّ‬ ‫الشاعر % ( أَعبدً حل فى شعبى غريبً % ) %‬ ‫ُ ََ َ ا‬ ‫____________________‬ ‫(0/443)‬ ‫رٍ‬ ‫َّ ر‬ ‫ِ‬ ‫| فيكون على وجهين على النداء وعلى أنه آه في حال افتخار واجت اء فقال أَعبدً أى أَتَفخر عبدا‬ ‫ا‬ ‫ْ َُ‬ ‫كما قال أ ًّا ّةً | وان أَخبرت فى هذا الباب على هذا الحد نصبت أيضا كما نصبت فى حال‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َتميمي مر‬ ‫الخبر االسم الذى أُخذ من الفعل وذلك قولك تم ًّا قد عِلم اهللُ مر وقيسيا أ ى | فلم ترد أن تخبر‬ ‫ً ُخر‬ ‫ًّ‬ ‫ََ‬ ‫َ يمي‬ ‫َ‬ ‫القوم بأمر قد جهلوه ولكنك أردت أن تشتمه بذلك فصاربدالً من اللفظ بقولك َتَتَمم ّةً وتَتَقََّس ى‬ ‫أ َّ ُ مر ي ُ أخر‬ ‫ْ ً َ ْ َ ال ال‬ ‫ََ َّ ن‬ ‫َ َّ‬ ‫وأَتَمضون وقد استَقبلكم هذا وتَنقلُون وتلوُون فصار هذا كهذا كما كان تُربا وجند ً بد ً من اللفظ‬ ‫بتَربت وجندْلت لو تُكَّم ِهما | ولو مثَّلت ما نصبت عليه األعيار واألعور فى البدل من اللفظ لقلت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُل َ ب‬ ‫ِ َ ََْ َ‬ ‫ِْ ٌ‬ ‫ى ما له فعل من لفظه وقد ى‬ ‫يجر‬ ‫أََتَعَّرون ّةً وأَتَعوورون إذا أوضحت معناه َّك إنما تُجريه مجر‬ ‫ألن‬ ‫َ‬ ‫مر َ َّ َ‬ ‫َ َي‬ ‫يغي‬ ‫ي ل‬ ‫توض‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ى الفعل ويعمل عملَه ولكنه كان أحسن أن َّحه بما ُتكّم به إذا كان ال َّر معنى الحديث‬ ‫َ‬ ‫مجر‬ ‫| وكذلك هذا النحو ولكنه يتْرك استغناء بما يحسن من الفعل الذى ال ينقض المعنى‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ً‬ ‫َُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/543)‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ َّ ّ‬ ‫| وأما قوله جل وعز ! 2 < بلى قادرين > 2 ! فهو على الفعل الذى أُظهر كأَنه قال َبلى نجمعها‬ ‫قادرين | حدثنا بذلك يونس | وأما قوله وهو الفرزدق % ( على حْلفة ال أَش ِم الدهر مسِمً % ال‬ ‫ْ ت ُ َّ ْ َ ُ ْ ل ا و‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫و َخر ُ ا‬ ‫ُ ّ‬ ‫ِن ر و َخر‬ ‫ا ِ ْ ِ َّ ُ َ ِ‬ ‫خارجً من فى زور كالم ) % | فإَّما أ اد ال ي ج فيما أَستقبل كأَنه قال ال ي ج خروجً | أال ت اه‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ذكر عاهدت فى البيت الذى قبله فقال % ( أَلم تَرِى عاهدت ربى واننى % لبين رتاج قائما ومقام )‬ ‫َْ َ ِ ٍ‬ ‫ُ َّ َّ‬ ‫ْ َن‬ ‫ً َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫% | ولو حمله على أنه نفَى شيئً هو فيه ولم يرد أن يحمله على عاهدت جاز والى هذا الوجه كان‬ ‫ا‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُر َّ‬ ‫يذهب عيسى فيما ن َى ألنه لم يكن يحمله على عاهدت | فإذا قلت ما أنت إ ّ قائم وقاعد وأنت‬ ‫ال ٌ‬ ‫َْ َ ُ‬
  • 145. ‫تَميمى ّةً وقيسى ى وانى عائذ باهلل ارتَفع | ولو قال هو أَعور وذو ناب لرفع | هذا ُّه ليس فيه‬ ‫كل‬ ‫ََ َ َ‬ ‫ٍ‬ ‫َُْ‬ ‫ٌّ أخر ّ‬ ‫ٌّ مر‬ ‫َّ الر ُ ألنه مبنى على االسم األول واآلخر هو األول ى عليه‬ ‫ّ فجر‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إال فع ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/643)‬ ‫| عم يونس أن من العرب من يقول عائذ باهلل يريد أنا عائذ باهلل كأَنه أمر قد وقع بمنزلة الحمد هلل‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫وز‬ ‫وما ِأشبهه | عم الخليل حمه اهلل أن رج ً لو قال أَتميمى يريد أنت ويضم ها ألَصاب | وانما كان‬ ‫َ ُ ِر‬ ‫ٌّ‬ ‫َّ ال‬ ‫ر‬ ‫وز‬ ‫ِا ِ‬ ‫ٌ يكون االسم فيه معاقبً للّفظ بالفعل فاختير فيه كما يختار فيما‬ ‫َ َّ‬ ‫النصب ها هنا الوجه ألنه موضع‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ّ ٌ َّ‬ ‫ِ‬ ‫مضى من المصادر التى فى غير األسماء | والرفُع جيد ألنه المحدث عنه والمستفهَم | ولو قال‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َعور وذو ناب كان مصيبا | عم يونس أنهم يقولون عائذ باهلل | فإن أَظهر هذا المضمر لم يكن‬ ‫وز‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫أ َُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫إ ّ الر ُ إذ جاز الر ُ وأنت تُضمر وجاز لك أن تحمل عليه المصدر وهو ُه فى قوله أنت سير‬ ‫غير‬ ‫فع‬ ‫ال فع‬ ‫ٌَ‬ ‫ْ ُ‬ ‫سير فلم يجز حيث أَظهَر االسم عندهم إال الرفع كما أنه لو أَظهَر الفعل الذى هو بدل منه لم يكن‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ٌْ‬ ‫إ ّ نصبا‬ ‫ال‬ ‫____________________‬ ‫(0/743)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫| فكما لم يجز فى اإلضمار أن تُضمر ناصبً كذلك أم تضمر بعد اإلظهار وصار المبتدأُ والفعل‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫يعمل كل واحد منهما على حدة فى هذا الباب ال يدخل واحد على صاحبه ( هذا باب ما يجئ من‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ ً‬ ‫ُه ) | وذلك قولك حنانيك كأَنه قال تحننا‬ ‫َ َْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ًّ‬ ‫المصادر مثَنى منتصبا على إضمار الفعل المتروك إظهار‬ ‫ًّ ال‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ ِ ّ َستر‬ ‫بعد تحنن كأَنه ي حمه لي حمه ولكنهم حذفوا الفعل ألنه صار بد ً منه | ال يكون هذا مثنى إ ّ فى‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫َر‬ ‫حال إضافة كما لم يكن سبحان اهلل ومعاذ اهلل َّ مضافا | فحنانيك ال يتَصرف كما لم يتصرف‬ ‫َ ّ ْ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫ً َ َ‬ ‫ُ ْ َ ِ َ َ ِ إال‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫سبحان اهلل وما ِأشبه ذلك | قال الشاعر وهو طرفة بن العبد % ( أَبا منذر أَفنيت فأستْبق بعضنا %‬ ‫ُ ْ ٍ َْْ َ ْ َ ِ َ ْ َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ َ‬ ‫ّ ر ُّ‬ ‫ّ‬ ‫َْ ِ‬ ‫حنانيك بعض الشر أَهون من بعض ) % | عم الخليل رحمه اهلل أن معنى التثنية أنه أ اد تحننا‬ ‫وز‬ ‫َّ ْ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َْ َ‬ ‫ٍّ ّ‬ ‫بعد تحنن كأَنه قال‬ ‫____________________‬ ‫(0/843)‬
  • 146. ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ر ٍ‬ ‫بْ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫َ ْ َ َّ َ َ ُ ْ‬ ‫كّما كنت فى حمة وخير منك فال ينقَطعن وليكن موص ال بآخر من حمتك | ومثل ذلك لََّيك‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ َ َْ ِ ّ‬ ‫وسعديك وسمعنا من العرب من يقول سبحان اهلل وحنانيه كأَنه قال سبحان اهلل واسترحاماً كما قال‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سبحان اهلل وريحانه يريد واسترزقَه | وأما قولك لََّيك وسعديك فانتَصب هذا كما انتَصب سبحان اهلل‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫بْ‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫وهو أيضا بمنزلة قولك إذا أخبرت سمعاً وطاعة | َّ أن لَّيك ال يتصرف كما أن سبحان اهلل‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ً إال ّ َب ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫ْر َ ْع‬ ‫ة‬ ‫َ ْع‬ ‫ّ‬ ‫ِ َْ‬ ‫وعمرك اهلل وقعدك اهلل ال يتصرف | ومن العرب من يقول سم ٌ وطاع ٌ أى أَم ى سم ٌ وطاع ٌ‬ ‫َ َْ‬ ‫بمنزلة % ( فقالت حنان ما أتى بك ها هنا % ) % | وكما قال سالم | والذى يرتفع عليه حنان‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َْ ا‬ ‫وسمع غير مستعمل كما أن الذى ينتصب عليه لَّيك وسبحان ِ‬ ‫َ اهلل غير مستعمل | واذا قال سمعً‬ ‫َ‬ ‫َب ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ٌْ ُ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫وطاعة فهو فى ج ِة َّمع والطاعة كما قال حمدً وشكر على هذا التفسير | ومثل ذلك حذاريك‬ ‫َ ْ ا ُْ ا‬ ‫تز ي الس ِ‬ ‫ً‬ ‫كأَنه قال ِليكن منك حذر بعد حذر كما‬ ‫َ ٍَ‬ ‫َ ٌَ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/943)‬ ‫أنه أ اد بقوله لَّيك وسعديك ِإجاب ً بعد إجابة كأنه قال كلَّما أَجبتُك فى أمر فأنا فى األمر اآلخر‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ّ‬ ‫ة‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫َب ْ‬ ‫َّ ر‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ال َّ‬ ‫ُّ‬ ‫مجيب وك َن هذه التثنيةَ أشد توكيدا | ومثُله إ ّ أنه قد يكون حاال وقع عليه الفعل قول الشاعر وهو‬ ‫ٌ أّ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫ُ َّ ُ ْ ٌ ُ َّ ْ ِ ِ ْ‬ ‫عبد بنى الحسحاس % ( إذا شق برد شق بالُبرد مثلُه % دواليك جتّى ليس للبرد البِس ) % | أى‬ ‫ُْ ِ ُ‬ ‫َ ْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫مداولَتك ومداول ً لك | وان شاء كان حاالً | ومثله أيضً % ( ضربا هذا ذيك وطَعناً وخضا % ) %‬ ‫ْ َْ َ‬ ‫َ ْ ً َ َْ َ‬ ‫ا‬ ‫َة‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/153)‬ ‫َّ ٍ َّ ِ ْ ٌ‬ ‫ِ ّ‬ ‫َ ْ َ َّ ِ ْ ٌ‬ ‫| ومعنى تثنية دوالَيك أَنه فعل من اثنين ألنى إذا داولت فمن كل واحد منا فعل | وكذلك هذا ذيك‬ ‫َ َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ًّ‬ ‫َّ ٍ‬ ‫ٍّ‬ ‫ًّ‬ ‫كأَنه يقول هذا بعد هذ من كل وجه | وان شاء حمله على أن الفعل وقَع هذا بعد هذ فَنصبه على‬ ‫ّ َ ََ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ََ‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ َ وز‬ ‫ِ‬ ‫ٌ ٌ َّ‬ ‫الحال | عم يونس أن لَّيك اسم واحد ولكنه جاء على هذا اللفظ فى اإلضافة كقولك علَيك | عم‬ ‫ّ َب ْ‬ ‫وز‬ ‫ُ جر‬ ‫َّ في‬ ‫ُ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ ْ َ َّ‬ ‫ة‬ ‫َّ‬ ‫الخليل أنها تثني ٌ بمنزلة حوالَيك ألنا سمعناهم يقولون حنان | وبعض العرب يقول لَب ُجريه م ى‬ ‫َمس وغاق ولكن موضعه نصب | وحواليك بمنزلة حناَنيك | ولست تحتاج فى هذا الباب إلى أن‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫أْ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ب ٍ َ َْ‬ ‫ْ ِ َ َّ‬ ‫تُفرد ألنك إذا أَظهرت االسم تَبَّن أنه ليس بمنزلة علَيك وِالَيك ألنك ال تقول لََّى زيد وسعدى زيد |‬ ‫ََْ َْ‬ ‫َ َي‬
  • 147. ‫َّ‬ ‫وقد قالوا حوالَك فأَفردوا كما قالوا حنان | قال ال اجز % ( أَهدموا بيتَك ال أَبالكاَ % وحسبوا أنك ال‬ ‫ََ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ر‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َخالَكاَ ) % % ( وأَنا أَمشى الداأََلى حوالَكا % ) %‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/053)‬ ‫| وقال % ( دعوت ِلما نابنى مسور % فلََّى ف َّى يدى مسور ) % | فلو كان بمنزلة علَى لقال‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ِ ْ َ ً َ ب َلب َ َ ْ ِ ْ َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫فلََّى يدى مسور ألنك تقول علَى زيد إذا أَظهرت االسم ( هذا باب ذكر معنى لََّيك وسعديك وما‬ ‫بْ َ َ ْ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ب ََ ْ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫اشتُّا منه ) | وانما ذكر َّن لك وجهُ نصبه كما ذكر معنى سبحان اهلل‬ ‫ُ ليبي‬ ‫ق‬ ‫____________________‬ ‫(0/253)‬ ‫َّ ٌ‬ ‫ِ و ِ‬ ‫| حدثنا أبو الخ ّاب أنه يقال للرجل المداوِم على الشئ ال يفارقه ال يقلعُ عنه قد أَلَب فالن على كذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َط ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ ن ٌّ‬ ‫ََ ِ ُ‬ ‫وكذا | ويقال قد أَسعد فالن فالنً على أم ه وساعده فاإللباب والمساعدةُ د ُو ومتابع ٌ إذا أَلَب على‬ ‫َ ة‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ْ ََ ٌ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫َب‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫ِ‬ ‫الشئ فهو ال يفارقُه واذا أَسعده فقد تابعه | فكأَنه إذا قال الرجل للرجل يا فالن فقال لَّيك وسعديك‬ ‫فقد قال له قُرباً منك ومتابع ً لك | فهذا تمثي ل وان كان ال يستعمل فى الكالم كما كان ب اءةَ اهلل‬ ‫َر‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ة‬ ‫ْ‬ ‫تمثيال لسبحان اهلل ولم يستعمل | وكذلك إذا قال لَّيك وسعديك يعنى بذلك اهلل عز وجل فكأَنه قال‬ ‫ِ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ َْْ‬ ‫َب ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ِ َ‬ ‫ٍ ُ‬ ‫أَى رب ال أَنأَى عنك فى شئ تأمرنى به | فإذا فعل ذلك فقد تقرب إلى اهلل بهواه وأما قوله وسعديك‬ ‫ْ‬ ‫ْ َّ‬ ‫ع وأطاع | وانما‬ ‫ّ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ٌ أمرك وأولياءك غير مخالف | فإذا فعل ذلك فقد تابع وطاو‬ ‫فكأَنه يقول أنا متابع َ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫حملنا على تفسير لَّيك وسعديك لنوضح به وجه نص ِهما ألنهما ليسا بمنزلة سقيا وحمدا وما ِأشبه‬ ‫َ ً َْ ً‬ ‫َّ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫َب ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ ا‬ ‫ُ‬ ‫َ ًْ‬ ‫َ‬ ‫َ ً َ ْ ا َّ‬ ‫هذا | أال ى أنك تقول للسائل عن تفسير سقيا وحمدً إنما هو سقاك اهللُ سقيا وأَحمد اهلل حمدً‬ ‫تر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وتقول حمدا بدل من َحمد اهلل وسقيا بدل من سقاك اهللُ | ال تقدر أن تقول أُلُّك لًّا وأُسعدك سعدا‬ ‫َْ ً‬ ‫َ ب َب ْ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ًَ ٌ‬ ‫أ ُ‬ ‫َْ ً ٌ‬ ‫شئ‬ ‫ّ َُ ْ‬ ‫ِ ُّ‬ ‫ِ و ب ٌ‬ ‫ال تقول سعدً بدل من أُسعد ال لًَّا بدل من أُلب | فلما لم يكن ذاك فيه التُمس له ٌ من غير‬ ‫ُ َْ ا ٌ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لفظه معناه كب اءةَ اهلل حين ذكرناها َّن معنى سبحان اهلل | فالتَمست ذلك لَ َّيك وسعديك واللفظ‬ ‫َ َْْ‬ ‫لب ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ َ‬ ‫لنبي‬ ‫ر‬ ‫ُّ َ‬ ‫و َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ ِ َّ ْ‬ ‫الذى أشتُّا منه إذ لم يكونا فيه بمنزلة الحمد والسقى فى فعلهما ال يتصرفان تصرفهما‬ ‫ق‬ ‫____________________‬ ‫(0/353)‬
  • 148. ‫فمعناهما القرب والمتابعة فمثّلت بهما النصب فى َّيك وسعديك كما مثَّلت بب اءةَ النصب فى سبحان‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ر‬ ‫َ َْ‬ ‫لب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ئلت عنهما بقولك أنتنا ألن معناهما وحدهما واحد مثل تمثيلك‬ ‫َ‬ ‫اهلل | ومثل ذلك تمثيلُك أُ َّة وتَُّة إذا س ِ‬ ‫فً فً‬ ‫ً ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫بهر بتًَّا ودفر بنتْنً | وأما قولهم سَّح ولََّى وأَ َّف فإَّما اد أن ُخبرك أنه قد لَفظَ بسبحان اهلل وب َّيك‬ ‫ي ِ َّ‬ ‫َ ب َ ب ف َ ِن أر‬ ‫َ لب ْ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ ْ ً ب َْ ا َ ا ّ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫وبأُف فصار هذا بمنزلة قوله قد دعدع وقد بأْبأَ ّذا سمعتَه َيلفظ بدع وبقوله بأَ ِى | ويدلّك على ذلك‬ ‫ب‬ ‫َ ْ‬ ‫ََ إ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َّ‬ ‫قولهم هَّل إذا قال ال إله إ ّ اهللُ | واَّما ذكرت هَّل وما ِأشبهها لتقول قد لُفظ بهذا | ولو كان هذا‬ ‫ِ َ‬ ‫ُ َل َ‬ ‫ن‬ ‫َ ال‬ ‫َل َ‬ ‫َّ‬ ‫َة‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ِ َّ َ ْ َ‬ ‫بمنزلة كلّمتُه من الكالم لكان سبحان اهلل ولَب وسعد مصادر مستعمل ً متصرف ً فى الجر والرفع‬ ‫َّ ة‬ ‫ال‬ ‫َ ْو‬ ‫َ َّ ُ َ ْ َ ْ ُ‬ ‫َ ب ْ ُ َ لب ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫والنصب واأللف والالم ولكن سَّحت و َّيت بمنزلة هلْلت ودعدعت إذا قال دع ال إله إ ّ اهللُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/453)‬ ‫ُه ) | وذلك قولك‬ ‫َّهُ به على إضمار الفعل المتروك إظهار‬ ‫( هذا باب ما ينتصب فيه المصدر المشب‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُر ٌ ُر َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫مررت به فإذا له صوت صوت حمار ومررت به فإذا له ص اخ ص اخ الثَّكلَى | و قال الشاعر وهو‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ٌ َْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ ٍ َ ِ الن ْ ِ ِ‬ ‫ُّ ْ ّ‬ ‫النابغة الذبيانى % ( مقذوفة بدخيس َّحض بازلُها % له صريف صريف القَعو بالمسد ) % | وقال‬ ‫ََ‬ ‫َ ٌ َ َ ْ‬ ‫% ( لها بعد إسناد الكليم وهد ِه % ورنة من يبكى إذا كان باكيا ) % % ( هدير هدير الثَّور ينفض‬ ‫ِ َ‬ ‫َ ٌ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ َّ ِ َ ْ َ‬ ‫َ ْ َ ْ ِ َ ِ َ ْئ‬ ‫َ ِ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ ُ ُّ َ ْ‬ ‫أسه % يذب بروقيه الكالب الضواريا ) %‬ ‫رَ‬ ‫____________________‬ ‫(0/553)‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫| فإنما انتَصب هذا ألنك مررت به فى حال تصويت ولم ترد أن تَجعل اآلخر صفةً لألول ال بدال‬ ‫ً‬ ‫ّ و‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ َ َ ٌ‬ ‫ٌ ُ‬ ‫َّ َّ َ‬ ‫منه | ولكنك لما قلت له صوت علم أنه قد كان ثَم عمل فصار قولُك له صوت بمنزلة قولك فإذا هو‬ ‫يصوت فحملت الثانى على المعنى | وهذا ٌ فى النصب ال فى المعنى بقوله تبارك وتعالى ^ (‬ ‫شبيه‬ ‫َ َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫وجاعل َّْيل سكنا والشمس واْلقمر حسباناً ) ^ ألنه حين قال جاعل الليل فقد عِلم ئُ أنه على‬ ‫َ َ القار ّ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ّ‬ ‫َّ ْ َ َ َ َ َ ُ ْ َ‬ ‫َ َ ِ ُ الل ِ َ َ ً‬ ‫معنى جعل فصار كأَنه قال وجعل الّيل سكنا وحمل الثانى على المعنى | فكذلك له صوت فك َنه‬ ‫ٌ أّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ل َ َ ًَ َ َ َ‬ ‫َََ‬ ‫َ‬ ‫ٌ ي َّ ُ‬ ‫َ َ َ ّ َّ‬ ‫قال فإذا هو يصوت فَحمله على المعنى فنصبهُ كأَنه توهم بعد قوله له صوت ُصوت صوت الحمار‬ ‫َّ ُ َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِْ ُ‬ ‫أو يبديه أو يخرجه صوت حمار ولكنه حذف هذا ألنه صار له صوت بد ً منه | فإذا قلت مررت‬ ‫ٌ ال‬ ‫ُْ‬
  • 149. ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫به فإذا هو يصوت صوت الحمار فعلى الفعل غير حال | فإن قلت صوت حمار فألقيت األلف‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ ٍ ال‬ ‫والالم فعلى إضمارك فعالً بعد الفعل المظهَر سوى الفعل المظهر وتَجعل صوت حمار مثا ً عليه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ِ‬ ‫ي ج الصوت أو حا ً كما أردت ذلك حين قلت فإذا له صوت | وان شئت‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫ُخر‬ ‫____________________‬ ‫(0/653)‬ ‫ِ‬ ‫أوصلت إليه يصوت فجعلته العامل فيه كقولك يذهب ذهابا | ومثل ذلك مررت به فإذا له دف ٌ دفعك‬ ‫َ ْع َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ َّ ُ ُ ِ‬ ‫الضعيف | ومثل ذلك أيضاً مررت به فإذا له دق د َّك ِ‬ ‫َ ٌ َ ق بالمنحاز حب الفْلفل | ويدلك على أنك إذا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ال‬ ‫َ َ ٍ‬ ‫قلت فإذا له صوت صوت حمار فقد أَضمرت فع ً بعد له صوت وصوت حمار انتَصب على أنه‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫مثال أو حال ي ج عليه الفعل أنك إذا أَظهرت الفعل الذى ال يكون المصدر بدال منه احتجت إلى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ٌ َخر‬ ‫ٌ‬ ‫ْ َ ارَ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ِر‬ ‫فعل آخر تُضم ه | فمن ذلك قول الشاعر % ( إذا أَتْنى سقطت أَبص ُها % دأْب بِكار شايحت‬ ‫َ َ ٍ َ ْ‬ ‫ََ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ُها ) %‬ ‫بكارَ‬ ‫____________________‬ ‫(0/753)‬ ‫ا وً‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ٍ ّ‬ ‫| ويكون على غير الحال وان شئت بفعل مضمر كأَنك قلت تَدأَب فيكون أيضً مفع ال وحاال كما‬ ‫ِ‬ ‫يكون غير حال | فمما ال يكون حاال ويكون على الفعل قول الشاعر وهو رؤبة % ( لَوحها من بعد‬ ‫َْ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َضمر‬ ‫َ ي ْ َ للس َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ب ْ ٍ ََ ْ‬ ‫ُدن وسنق % تَضميرك السابق ُطوى َّبق ) % | وان شئت كان على أ ها وان شئت كان‬ ‫على لوحها ألن تلويحه تضمير‬ ‫ّ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/853)‬ ‫| ومثله قوله وهو العجاج % ( ناج طواهُ األَين مما وجفاطَى َّيالى زلفً فزلفا ) % % ( سماوةَ‬ ‫َ‬ ‫َُ ا ََُ‬ ‫ْ ُ ّ َ َ َ َّ الل‬ ‫ٍ َ‬ ‫ّ‬ ‫الهالل حتى احقَوقَفَا % ) % | وقد يجوز أن تُضمر فع ً آخر كما أَضمرت بعد له صوت ُّك‬ ‫ٌ يدل‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ ال َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫على ذلك أنك لو أَظهرت فعال ال يجوز أن يكون المصدر مفع ال عليه صار بمنزلة له صوت وذلك‬ ‫وً‬
  • 150. ‫َ ُ ّ ِ َ َّ ِ ْ ِ‬ ‫َ ال َ ْ ِ ٌ‬ ‫َ ٍ‬ ‫قولُه وهو أبو كبير الهذلى % ( ما إن يمس األرض إ ّ منكب % منه وحرف الساق طى المحمل )‬ ‫ْ َ َ ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫%‬ ‫____________________‬ ‫(0/953)‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌّ َّ‬ ‫| وصار ما إن يمس األرض بمنزلة له طى ألنه إذا ذكر ذا عرف أنه طَيان | وقد يدخل فى صوت‬‫َ‬ ‫ْ َ َ ُّ‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫إن‬ ‫ُ َ ِبِ‬ ‫حمار إنما أنت شرب اإل ِل إذا مثّل بقوله َّما أنت شرباً | فما كان معرف ً كان مفع ال ولم يكن حاال‬ ‫َّ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ لألول ُّك على ذلك أنك لو‬ ‫َّ‬ ‫وشركته النك ة | وان شئت جعلتَه حا ً عليه وقع األمر وهو تشبيه ّ يدل‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ً ِ َخر َ ِ َ‬ ‫أَدخلت مثْل ههنا كان حسنا وكان نصبا فإذا أ جت مثْل قام المصدر النك ةُ مقام مثْل ألنه مثْله‬ ‫َ ِ َ‬ ‫ر َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ِ‬ ‫ُ ِ ْ ٍ َ ُّ‬ ‫ٍ ِْ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫نكرٌ فدخول مثل يدلك على أنه تشبيه | فإذا قلت فإذا هو يصوت صوت حمار فإن شئت نصبت‬ ‫َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ة‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫على أنه مثال وقع عليه الصوت وان شئت نصبت على ما فسرنا وكان غير حال وكأَن هذا جواب‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ ِ‬ ‫لقوله على أَى حال وكيف ومثلُه | وكأَنه قيل له كيف وقع األمر أو جعل المخاطَب بمنزلة من قال‬ ‫َ‬ ‫ّ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ ٍ‬ ‫ذلك فأ اد أن َّن كيف وقع األمر وعلى أى مثال فانتصب وهو موقُو ٌ فيه وعليه وعمل فيه ما قبله‬ ‫َْ ع‬ ‫يبي‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫وهو الفعل | واذا كان معرفة لم يكن حا ً وكان على فعل مظهَر إن جاز أن يعمل فيه أو على‬ ‫ال‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ ُّ‬ ‫َ َّ ِ ْ ِ‬ ‫مضمر إن لم يجز المظهَر كما ينتصب طى المحمل على غير يِمس‬ ‫َ‬ ‫ٍَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/163)‬ ‫ة‬ ‫ٌ ُ ُ ٍْ‬ ‫ُ ِ ٍ‬ ‫| وان شئت قلت له صوت صوت حمار وله صوت خوار ثَور وذلك إذا جعلته صف ً للصوت ولم‬ ‫َْ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ى هذا‬‫َه | وان كان معرف ً لم يج أن يكون صفة لنك ة كما ال يكون حاال | وستر‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ة‬ ‫ترد فع ً ال إضمار‬ ‫ال و‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َّا فى بابه إن شاء اهلل | عم الخليل أنه يجوز له صوت صوت الحمار على الصفة ألنه تشبيه‬ ‫وز‬ ‫مبني‬ ‫فمن ثم جاز أن توصف النك ة به | عم الخليل حمه اهلل أنه يجوز أن يقول الرجل هذا رجل أخو‬ ‫ٌَُ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫وز‬ ‫ر‬ ‫زيد إذا أردت أن َّهه بأخى زيد | وهذا قبيح ضعيف ال يجوز إ ّ فى موضع االضط ار ولو جاز‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫تشب‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫هذا لقلت هذا قصير الطويل تريد مثل الطويل | فلم يجز هذا كما قبح أن تكون المعرفة حاال للنك ة‬ ‫ً ر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫إ ّ فى الشعر | وهو فى َّفة أقبح ألنك تَنقض ما تَكلّمت به فلم يجامعه فى الحال كما فارَه فى‬ ‫َق‬ ‫َ‬ ‫الص‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫الصفة | َّين لك فى بابه إن شاء اهلل تعالى ( هذا باب يختار فيه الرفع ُ) | وذلك قولك له عْلم‬ ‫ٌ‬ ‫وسيب‬ ‫ٌ‬ ‫ِ ٌ ذكر‬ ‫َ ِ ن‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫عْلم الفُقهاء وله َأَى أى األُصالء | واَّما كان الر ُ فى هذا الوجه ألن هذه خصال تَ ها فى‬ ‫َ َّ‬ ‫فع‬ ‫رٌ رُ‬ ‫ُ‬
  • 151. ‫الرجل كالحلم والعقل والفضل ولم ترد أن تُخ ِر بأنك مررت برجل فى حال ٍُّم ال تفهٍُّم ولكنك‬ ‫ّ‬ ‫تعل و‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫____________________‬ ‫(0/063)‬ ‫َ‬ ‫ٌََ ََ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫أردت تَذكر الرجل بفضل فيه وأَن تَجعل ذلك خصلة قد استَكملها كقولك له حسب حسب الصالحين‬ ‫َ ً‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ألَن هذه األشياء وما ُشبِهها صارت تَحلي ً عند الناس وعالمات | وعلى هذا الوجه رفع الصوت |‬ ‫ة‬ ‫يْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وان شئت نصبت فقلت له عْلم علم الفقهاء كأَنك مررت به فى حال ٍُّم وتف ُّه وكأَنه لم يستكمل أن‬ ‫َ‬ ‫قِ ّ‬ ‫تعل‬ ‫ِ َّ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫يقال له عالم | وانما فُرق بين هذا وبين َّوت ألن الصوت عالج وأن ِ‬ ‫ٌ ّ العْلم صار عندهم بمنزلة‬ ‫ِ‬ ‫الص‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫اليد والرجل | ُّك على ذلك قولهم له شرف وله د ِن وله فَهَم | ولو أ ادوا أنه يدخل نفسه فى الدين‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر ّ ُْ ُ َ‬ ‫ٌ‬ ‫يٌ‬ ‫ََ ٌ‬ ‫َ ِ َّ ِ ويدل‬ ‫َ ٌ‬ ‫ََ ٌ َ ُ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫ِ ٌ‬ ‫ولم يستكمل أن يقال له دين لقالوا ي َّن وليس بذلك ويتشرف وليس له شرف ويتفهَّم وليس له فهَم |‬ ‫َتدي ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فلما كان هذا اللفظُ لّذين لم يستكملوا ما كان غير عالج بعد النصب فى قولهم له عْلم علم الفقهاء |‬ ‫ٍ َ َُ‬ ‫ل‬ ‫ٌ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ّ‬ ‫ٍ ِ َّ‬ ‫واذا قال له صوت صوت حمار فإنما أَخبر أنه مر به وهو يصوت صوت حمار | واذا قال له علم‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫علم الفقهاء فهو يخ ِر عما قد استقر فيه قبل رؤيته وقبل سمعه منه أو َآه ي َّم فاستدل بحسن‬ ‫َّ ُ ْ‬ ‫ر َتعل‬ ‫ِ‬ ‫َْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ب َّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫تعلُّمه على ما عنده من العلم ولم يرد أن يخ ِر أَنه إنما بدأَ فى عالج العلم فى حال لق ِ‬ ‫ُ ََّه إياه ألن‬ ‫ي ّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ُ ب َّ‬ ‫ِ‬ ‫هذا ليس مما يثْنى به وانما الثناء فى هذا الموضع أن يخبِر بما استَقر فيه ال ُخبر أن أَمثَل شئ‬ ‫و ي ِ ّ ْ َ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َُ‬ ‫كان منه ُّم فى حال ِه‬ ‫لقائ‬ ‫التعل ُ‬ ‫____________________‬ ‫(0/263)‬ ‫ِ‬ ‫( هذا باب ما يختار فيه الر ُ إذا ذكرت المصدر الذى يكون عالجا ) | وذلك إذا كان اآلخر هو‬ ‫َ‬ ‫فع‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫األول | وذلك نحو قولك له صوت صوت حسن ألنك إنما أردت الوصف كأَنك قلت له صوت حسن‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ َ ٌَ ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫وانما ذكرت َّوت توكيدً ولم تُرد أن تَحمله على الفعل لما كان صف ً وكان اآلخر هو األول كما‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫ّ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ا‬ ‫َ الص‬ ‫َّ‬ ‫قلت ما أنت َّ قائم وقاعد حملت اآلخر على أنت لما كان اآلخر هو األول | ومثل ذلك له صوت‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫ٌ‬ ‫َ إال ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫أَيما صوت وله صوت مثل صوت الحمار ألن ًّا و ِ‬ ‫ِ ّ أي المثل صفة أبدا | واذا قلت ُّما صوت فكأَنك‬ ‫ِ‬ ‫ٌ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ أي‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌّ ِ ٌ‬ ‫قلت له صوت حسن جدا وهذا صوت ٌ بذلك | فأَى ومثْل هما األول | فالر ُ فى هذا أحسن‬ ‫فع‬ ‫َ ٌ شبيه‬ ‫ٌ َ ٌَ ّ‬ ‫ٌ ِ‬ ‫ألنك ذكرت اسما يحسن أن يكون هذا الكالم منه يحمل عليه كقولك هذا رجل مثْلُك وهذا رجل حسن‬ ‫َّ‬ ‫ٌ َ ٌَ‬ ‫ُ‬ ‫ًَ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫وهذا رجل أُّما رجل | وأما له صوت صوت حمار فقد علمت أن صوت حمار ليس َّوت األول‬ ‫الص‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ َي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
  • 152. ‫ال َ ْ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫وانما جاز لك رفعه على سعة الكالم كما جاز لك أن تقول ما أنت إ ّ سير‬ ‫____________________‬ ‫(0/363)‬ ‫| فكأَن اّذين يقولون صوت حمار اختاروا هذا كما اختاروا ما أنت َّ سير إذ لم يكن اآلخر هو‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫إال ا ْ‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َّ ل‬ ‫كر‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ ر‬ ‫األول فحملوه على فعله ك اهةَ أن يجعلوه من االسم الذى ليس به كما هوا أن يقولوا ما أنت إ ّ‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ َ‬ ‫سير إذا لم يكن اآلخر هو األول | فحملوه على فعله فصار له صوت صوت حمار ينتصب على‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٌْ‬ ‫ٍ‬ ‫فعل مضمر كانتصاب تَضميرك َّابق على الفعل المضمر | وان قلت له صوت أَّما صوت أو‬ ‫ٌ َي‬ ‫َ الس َ‬ ‫ٍَ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫مثْل صوت الحمار أو له صوت صوتاً حسنا جاز | عم ذلك الخليل حمه اهلل | ويقوى ذلك أن‬ ‫َّ‬ ‫ُ ر‬ ‫ز‬ ‫َ ًَ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ ِ ٌ َي ِ ِ‬ ‫ي ِ‬ ‫َّ‬ ‫يونس وعيسى جميعاً عما أن رؤبة كان ُنشد هذا البيت نصبا % ( فيها ازدهاف أَّما ازدهاف % )‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ز‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫% | يحمله على الفعل الذى ينصب صوت حمار ألن ذلك الفعل لو ظَهَر نصب ما كان صف ً وما‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫تر َّ‬ ‫ٍ َُْ‬ ‫كان غير صفة ألنه ليس باسم تُحمل عليه الصفات أالَ ى أنه لو قال مثل تضميرك أو مثْل دأْب‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِكار نصب | فلما أَضمروه فيما يكون غير األول أَضمروه أيضاً فيما يكون هو األول كأَنه قال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ب ٍ َ َ َ‬ ‫ال‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ َّ‬ ‫تَزدهف أَّما ازدهاف ولكنه حذفه ألن له ازدهاف قد صار بد ً من الفعل‬ ‫َي‬ ‫ْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/463)‬ ‫ِ‬ ‫ٍ َّ‬ ‫( هذا باب ما الر ُ فيه الوجه ُ) | وذلك قولك هذا صوت صوت حمار ألنك لم تَذكر فاعال ألن‬ ‫و ّ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ٌ‬ ‫فع‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ ّ‬ ‫اآلخر هو األول حيث قلت هذا | فالصوت هو هذا ثم قلت هو صوت حمار ألنك سمعت نهاقاً |‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َّ‬ ‫فال شك فى رفعه | وان َّهت أيضاً فهو ر ٌ ألنك لم تَذكر فاعال يفعله وانما ابتدأتَه كما تبتدئ‬ ‫فع ّ‬ ‫شب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌُ ٌُ َ ٍ‬ ‫األسماء فقلت هذا ثم بنيت عليه شيئا هو هو فصار كقوله هذا رجل رجل حرب | واذا قلت له‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُِ‬ ‫صوت فالذى فى الالم هو الفاعل وليس اآلخر به فلما بنيت أول الكالم كبناء األسماء كان آخ ُه َن‬ ‫ر أْ‬ ‫َ َّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ٍ‬ ‫ْ‬ ‫رُ ر ِ ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫يجعل كاألسماء أحسن وأجود فصار كقولك هذا َأْس أس حمار وهذا رجل أَخو حرب إذا أردت‬ ‫ٌَُ‬ ‫ََُْ‬ ‫َ و ٌ َو ُ َ ِ‬ ‫َّ َ‬ ‫الشبه | ومن ذلك عليه ن ْح ن ْح الحمام على غير صفة ألن الهاء التى فى عْل ِه ليست بفاعل كما‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ َّ ُ ِ‬ ‫َّ‬ ‫أنك إذا قلت فيها رجل فالهاء ليست بفاعل فَعل بالرجل شيئً فلما جاء على مثال األسماء كان الر ُ‬ ‫فع‬ ‫ا َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌَُ‬ ‫الوجه‬ ‫َ‬ ‫____________________‬
  • 153. ‫(0/563)‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫َّ َوٌ َو َ َ ِ‬ ‫| وان قلت لهن ن ْح ن ْح الحمام فالنصب ألن الهاء هى الفاعلُة | يدّك على ذلك أن الرفَع فى هذا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ً‬ ‫وفى عليه أحسن َّك إذا قلت هذا أو عليه فأنت ال تريد أن تقول مررت بهذه األسماء تَفعل فعال‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ألن‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّو‬ ‫ولكنك جعلت عليه موضعا للن ْح وهذا مبن ى عليه نفسه | ولو نصبت كان وجهاً ألنه إذا قال هذا‬ ‫َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّو‬ ‫صوت أو هذا ن ْح أو عليه ح فقد علم أن مع الن ح والصوت فاعْلين فحمله على المعنى كما قال‬ ‫نوٌ‬ ‫َو ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ ِط ّ‬ ‫% ( ليبك يزيد ضارٌ لخصومة % ومختَب ٌ مما تُطيح الطوائح ) % هذا باب ال يكون فيه إ ّ الر ُ‬ ‫ال فع‬ ‫ع ُ‬ ‫ُْ َ َ ُ‬ ‫ا‬ ‫َّ ُ ِ ّ َ‬ ‫ٌ و ُ َّ ُ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ٌَ ُ ِ‬ ‫| وذلك قولك له يد يد الثور وله أْس أس الحمار ألن هذا اسم ال يوهم على الرجل أنه يصنع يدً‬ ‫رٌ رُ‬ ‫ال رجال وليس ِفعل هذا باب ال يكون فيه إ ّ الر ُ | وذلك قولك صوتُه صوت حمار وتلويحه‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ال فع‬ ‫ٌ‬ ‫ب‬ ‫و ِْ ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تضميرك السابق ووجدى بها وجد الثَّكلَى ألن هذا ابتداء فالذى ُبنى على االبتداء بمنزلة االبتداء |‬ ‫يْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُْ ْ‬ ‫َ ََ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫أال ى َّك تقول زيد أخوك فارتفاعه كارتفاع زيد أبدا فلما ابتدأَه وكان محتاجا إلى ما بعده لم ُجعل‬ ‫يَْْ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫تر أن‬ ‫ِ‬ ‫بدال من اللفظ ُصوت وصار كاألسماء | قال الشاعر وهو م احم العقيلى‬ ‫ز ٌ ُ ّ‬ ‫بي َ َّ ُ‬ ‫ً‬ ‫____________________‬ ‫(0/663)‬ ‫َ ِ ُ‬ ‫ِْ ْ‬ ‫ِ َّ َعير‬ ‫% ( وجدى بها وجد المضل ب َه % بنخلَةَ لم تَعطف عليه العواطف ) % | وكذلك لو قلت مررت‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ِْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫به فصوتُه صوت حمار | فإن قال فإذا صوتُه يريد الوجه الذى يسكت عليه دخله نصب ألنه ُضمر‬ ‫ٌ ّ ي ْ ُ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ ُ ْ ٌ لوقو‬ ‫بعد ما يستغنى عنه ( هذا باب ما ينتصب من المصادر ألنه عذر ع األمر ) | فانتَصب ألنه‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ع له ألنه تفسير لما قبلَه ِلم كان ؟ وليس بصفة لما قبله ال منه فانتَصب كما انتَصب هم‬ ‫الدر‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫و َّ‬ ‫موقو‬ ‫ِ‬ ‫ِ ْ َ ِ رَ‬ ‫ٍ‬ ‫َ ٍ َّ َ‬ ‫فى قولك عشرون د ْهماً | وذلك قولك فعلت ذاك حذار الشر وفعلت ذلك مخافة فالن وادخار فالن |‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫قال الشاعر وهو ِم بن عبد اهلل الطائى‬ ‫ّ‬ ‫حات‬ ‫____________________‬ ‫(0/763)‬ ‫% ( وأَغفر عو اء الكريم اد َه % وأُعرض عن شتِْم َّ ِيم تَكرما ) % | وقال اآلخر وهو النابغة‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ اللئ َ ُّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َّخار‬ ‫ِ‬ ‫ْ ُ َ ْر َ‬ ‫الذبيانى % ( وحَّت بيوِى فى يفاع ممنع % يخال به اعى الحموِلة ِر ) % % ( حذار على‬ ‫ِ ً‬ ‫ا‬ ‫طائ َا‬ ‫َ‬ ‫ُ رِ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٍ ٍّ‬ ‫َل ْ ُ ت‬ ‫ْ ّ‬ ‫ُّ‬
  • 154. ‫أَن ال تُنال مقاد ِى % ال ِسوتى حتّى يمتْن ح ائر ) %‬ ‫َ ُ َ َ ر َا‬ ‫و نْ‬ ‫َ َ َت‬ ‫ْ‬ ‫____________________‬ ‫(0/863)‬ ‫ِِْ‬ ‫ًَ ِ ِ‬ ‫| وقال آخر وهو الحارث بن هشام % ( فصفحت عنهُم واألَحبةُ فيهِم % طَمعا لهُم بعقاب يوٍم مفسد‬ ‫َّ ِ‬ ‫ََ ْ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ة وزَ َ َ ْ ِ‬ ‫َ ْ َ ُ ُ َّ ِ ٍ ُ ْ ِ‬ ‫) % | وقال ال اجز وهو العجاج % ( يركب كل عاقر جمهُور % مخاف ً َعل المحبور ) % % (‬ ‫َّ‬ ‫ر‬ ‫والهَول من تَهَول القبور % ) % | وفعلت ذاك أَجل كذا وكذا | فهذا ُّه ينتصب ألنه مفعول له‬ ‫َّ‬ ‫كل َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ ْ ُّ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫كأَنه قيل له ِلم فَعلت كذا وكذا ؟ فقال لكذا وكذا | ولكنه لما ط ح الالم ع ِ‬ ‫َّ ّ َرَ َ َ مل فيه ما قبله كما عمل‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫فى دأب بِكار ما قبله حين طَ ح‬ ‫ر‬ ‫َ ٍ‬ ‫____________________‬ ‫(0/963)‬ ‫ٍ ال و يشب‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫مثل وكان حاالً | وحسن فيه األلف والالم ألنه ليس بحال فيكون فى موضع فاعل حا ً | ال َّه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ً يَْ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫بما مضى من المصادر فى األمر والنهى ونحوهما ألنه ليس فى موضع ابتداء ال موضعا ُبنى‬ ‫و‬ ‫على مبتدأ فيبنى معه على المبتدأ | فمن ثَم خالَف باب رحمةُ اهلل عليه وسقيً لك وحمدً لك ( هذا‬ ‫َْ ا‬ ‫َْ ا‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫باب ما ينتصب من المصادر ألنه حال وقع فيه األمر فانتَصب ألنه موقو ٌ فيه األمر ) % | وذلك‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ ً‬ ‫ٌ‬ ‫ة‬ ‫ِ‬ ‫قولك قتلتُه صبر ولقيتُه فُجاءةً ومفاجأَةً وكفاحا ومكافَح ً ولقيت ه عيانا و كّمتُه مشافهةً وأتيتُه‬ ‫ل ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫َ َ َْ ً َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ركضً وعدوً ومشيً وأخذت ذلك عنه سمعً وسماعً | وليس كل مصدر وان كان فى القياس مثل ما‬ ‫َْ ا َ ا‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ ا َْ ا َ ْ ا‬ ‫ٍِ‬ ‫مضى من هذا الباب يوض ُ هذا الموضع ألن المصدر ههنا فى موضع فاعل إذا كان حاالً‬ ‫َ ّ‬ ‫ُ َع‬ ‫____________________‬ ‫(0/173)‬ ‫ِ َ ًْ َ ْ ا‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫أال ى أنه ال يحسن أَتانا س ْعة ال أَتانا رجلة كما أنه ليس كل مصدر يستعمل فى باب سقيا وحمدً‬ ‫ّ‬ ‫ُ رَ ً و ْ ُ ْ ً‬ ‫َ‬ ‫تر‬ ‫| و َّرد فى هذا الباب الذى قبله ألن المصدر هناك ليس فى موضع فاعل | ومثل ذلك قول الشاعر‬ ‫ٍِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫اط‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ ْ ٍ ِ ٍ‬ ‫َ َ ٍ َ ََ َ َ‬ ‫وهو ُهير بن أبى سْلمى % ( فألْياً بألْى ما حمْلنا وليدنا % على ظهر محبوك ظماء مفاصلُه ) %‬ ‫ز‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َُ‬
  • 155. ‫| كأنه يقول حمْلنا وليدنا أليا بألى كأَنه يقول حملناه جهدا بعد جهد | هذا ال ي َّم به ولكنه تمثي ل‬ ‫ٌ‬ ‫ُتكل‬ ‫ٍ‬ ‫َْ‬ ‫ًَْ‬ ‫ّ‬ ‫َ ً‬ ‫ََ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫| ومثلُه قول ال اجز % ( ومنهَل وردتُه التقاطا % ) % | أى فُجاءةً‬ ‫ر‬ ‫َْ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/073)‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫واعلم أن هذا الباب أتاه النصب كما أتَى الباب األول ولكن هذا جواب لقوله كيف لقيتَه ؟ كما كان‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِر َ‬ ‫َْ‬ ‫ِْ‬ ‫األول جوابا لقوله لَمه ؟ ( وهذا ما جاء منه األلف والالم ) | وذلك قولك أَرسلَها الع اك | قال لبيد بن‬ ‫ُّ‬ ‫را‬ ‫ّ‬ ‫َ َ ِ َّ ِ‬ ‫ُ ِْ ْ‬ ‫َُْ‬ ‫ْ ََ ِر َ‬ ‫ربيعة % ( فأَرسلها الع اك ولم يذدها % ولم يشفق على نغص الدخال ) % | كأَنه قال اعت اكً |‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫وليس كل المصادر فى هذا الباب يدخله األلف والالم كما أنه ليس كل مصدر فى باب الحمد هلل‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َّ ُ ّ‬ ‫والعجب لك تَدخله األلف والالم وانما شبه بهذا حيث كان مصدر وكان غير االسم األول‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/273)‬ ‫( وهذا ما جاء منه مضافا معرفة ) | وذلك قولك طلبتَه جهدك ك َنه قال اجتهادا | وكذلك طلبته‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ أّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫طاقَتَك | وليس كل مصدر يضاف كما أنه ليس كل مصدر تَدخله األلف والالم فى هذا الباب | وأما‬ ‫َ ْ َ ُن‬ ‫َ ر ِْ‬ ‫َُْ ر‬ ‫َ ِ‬ ‫فعلتُه طاقتى فال تُجعل نك ة كما َن معاذ اهلل ال تُجعل نك ةً | ومثل ذلك فعلَه َأْى عينى وسمع أُذ ِى‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫أّ َ‬ ‫َُْ ر‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫قال ذاك | وان قلت سمعً جاز إذا لم تَختَص نفسك ولكنه كقولك أخذتُه عنه سماعاً ( هذا باب ما‬ ‫ْ َّ َ‬ ‫َْ ا‬ ‫جعل من األسماء مصدر كالمضاف فى الباب الذى َيليه ) | وذلك قولك مررت به وحده ومررت بهم‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َْ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وحدهم ومررت برجل وحده | ومثل ذلك فى لغة أهل الحجاز مررت بهم ثالثَتهم وأربعتَهم وكذلك إلى‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫العش َة‬ ‫َ َر‬ ‫____________________‬ ‫(0/373)‬ ‫ِْ ؤ ِ‬ ‫ُ ؤ ِ‬ ‫َّ‬ ‫| عم الخليل حمه اهلل أنه إذا نصب ثالثَتهم فكأنه يقول مررت به الء فقط لم أُجاوز ه الء | كما‬ ‫ر‬ ‫وز‬ ‫َ َ َ‬ ‫ّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ِز‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ ِ َّ‬ ‫أنه إذا قال وحده فإنما يريد مررت به فقط لم أُجاوْهُ | وأما بنو تميم فُيجرونه على االسم األول إن‬ ‫ّ‬
  • 156. ‫كان جر فجر وان كان نصبا فنصبا وان كان رفعا فرفعا | عم الخليل أن اّذين ُجرونه فكأَنهم‬ ‫ّ‬ ‫ّ ل ي‬ ‫وز‬ ‫ً‬ ‫ًّا ًّا‬ ‫يريدون أن يعموا كقولك مررت بهم كلَّهم أى لم أَدع منهم أحدً | عم الخليل حمه اهلل حيث مثّل‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ا وز‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُّ‬ ‫نصب وحده وخمستَهم أنه كقولك أَفردتهم إف ادا | فهذا تمثي ل ولكنه لم ُستعمل فى الكالم | ومثل‬ ‫ي‬ ‫ٌ‬ ‫رً‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫خمستَهم قول الشماخ % ( أَتَنى سليم قَ َّها بقَضيضها % تُم َّح حوِلى بالبقيع سالَبها ) % كأَنه‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َس ْ َ ْ‬ ‫ْ ُ َْ ٌ ض‬ ‫ّ‬ ‫قال انقضاضهم أى انقضاضاً | ومررت بهم قَ َّهم بقضيضهم‬ ‫ض‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/473)‬ ‫كأَنه يقول مررت بهم انقضاضً | فهذا تمثيل وان لم ي َّم به كما كان إف ادً تمثيال | وانما ذكرنا‬ ‫ّ َ‬ ‫را‬ ‫ُتكل‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌّ‬ ‫قض‬ ‫َّ‬ ‫اإلف اد فى وحده واالنقضاض فى ق َّهم ألنه إذا قال َّهم فهو مشتق من معنى االنقضاض | ألنه‬ ‫َض‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ِ رَ‬ ‫كأَنه يقول انقض هم على أوِلهم | وكذلك وحده إنما هو من معنى التفرد فكذلك أيضاً يكون‬ ‫ُ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫َ ْ َ َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ َّ آخر‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ ْ‬ ‫َ أن‬ ‫ر ِْ‬ ‫خمستَهم نصبا إذا أردت معنى االنف اد فإن أردت َّك لم تَدع منهم أحدً جررت كما كان ذلك فى‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫قضهم | وبعض العرب يجعل ق َّهم بمنزلة َّهم ُجريه على الوجوه ( هذا باب ما يجعل من األ‬ ‫َُُْ‬ ‫كل ي‬ ‫َض‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِر‬ ‫سماء مصدر كالمصدر الذى فيه األلف والالم نحو الع اك ) | وهو قولك مررت بهم الجماء الغفير‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ ر وز‬ ‫والناس فيها الجماء الغفير | فهذا ينتصب كانتصاب الع اك | عم الخليل حمه اهلل أنهم أدخلوا‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ني ِ‬ ‫األلف والالم فى هذا الحرف وتَكّموا به على َّة ماال تدخله األلف والالم وهذا جعل كقولك مررت‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِة‬ ‫بهم قاطب ّ‬ ‫____________________‬ ‫(0/573)‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ة َ‬ ‫ً ال َّ‬ ‫ومررت بهم ُر أى جميعا إ ّ أن هذا نكرٌ ال يدخله األلف والالم كما أنه ليس كل المصادر بمنزلة‬ ‫طا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫الع اك كأَنه قال مررت بهم جميعً | فهذا تمثيل وان لم يتكلّم به | فصار ُر وقاطبة بمنزلة سبحان‬ ‫ُْ َ‬ ‫ا‬ ‫طً‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِر‬ ‫طً ِ‬ ‫َّ‬ ‫اهلل فى بابه ألنه ال يتصرف كما أن ُر وقاطب ً ال يتصرفان وهما فى موضع المصدر ال يكونان‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ة َ ّ‬ ‫ّ ا‬ ‫َ ّ‬ ‫معرفة ولو كانا صفة لجريا على االسم أو بنِيا على االبتداء فلم يوجد ذا فى الصفة | وقد أينا‬ ‫ر‬ ‫َْ‬ ‫ِ‬ ‫َُ‬ ‫ً َ َ ََ‬ ‫ً‬ ‫المصادر قد صنع ذا بها ألنها ال تصرف َّه هذا بها ( هذا باب ما ينتصب أنه حال يقع فيه‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ فشب‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ ً ن‬ ‫األمر وهو اسم ) | وذلك قولك مررت بهم جمعيا وعامة وجماعة كأَنك قلت مررت بهم قياما | واَّما‬ ‫ُ‬ ‫ً ّ‬ ‫ً ًّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫فرقنا بين هذا الباب والباب األول ألن الجميع وعامة اسمان متصرفان تقول كيف عامتُكم ؟ وهؤ ِ‬ ‫الء‬ ‫َّ‬ ‫َ ًّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
  • 157. ‫قوم جميع‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫____________________‬ ‫(0/673)‬ ‫| فإذا كان االسم حاال يكون فيه األمر لم تَدخله األلف والالم ولم يضف | لو قلت ضربتُه القائم تريد‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قائماً كان قبيحا ولو قلت ضربتُهم قائميهم تريد قائمين كان قبيحا | فلما كان كذلك جعلوا ما أضيف‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِر‬ ‫ُصب نحو خمستَهم بمنزلة طاقتَه وجهده ووحده وجعلوا الجماء الغفير بمنزلة الع اك وجعلوا قاطبة‬ ‫َ َْ َ ْ َ‬ ‫ون‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و ُر إذا لم يكونا اسمين بمنزلة الجميع وعامة كقولك كفاحاً ومكافحةً وفجاءةً | فجعلت هذه‬ ‫َ‬ ‫ط ًّا‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫كالمصادر المعروفة البينة كما جعلوا علَيك ورويدك كالفعل المتمكن وكما جعلوا سبحان اهلل َّيك‬ ‫ولب ْ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ َ َُْ َ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫بمنزلة حمدا وسقياً | فهذا تفسير الخليل رحمه اهلل وقولُه | عم يونس أن وحده بمنزلة عنده وأن‬ ‫وز‬ ‫ِ َ ْ ً َْ‬ ‫َْ ّ‬ ‫ّ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُة بمنزلة وحده وجعل‬ ‫َ َ‬ ‫خمستَهم والجماء الغفير وقَ َّهم كقولك جميعاً وعامة وكذلك ُر وقاطب‬ ‫ط ًّا‬ ‫َّ‬ ‫َ ض‬ ‫ّ َ‬ ‫َْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫المضاف بمنزلة كّمتُه فاَهُ إلى فى | وليس مثلَه ألن اآلخر هو األول عند يونس فى المسألة األولى‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ّ ِ ّ ط ّا‬ ‫وفاه إلى فى ههنا غير األول وأما ُر وقاطبة فأَشبهُ بذلك ألنه َّد أن يكون حا ً غير المصدر‬ ‫ال ُ‬ ‫جي ٌ‬ ‫ً َ َْ‬ ‫ِ ًّ‬ ‫نك ةً | والذى نأْخذ به األول | وأما ُّهم وجميعهم وأَجمعون وعامتُهم وأنفسهم فال يكن أبدا إ ّ صف ً |‬ ‫ال ة‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ كل‬ ‫َُ‬ ‫ُُ‬ ‫ر‬ ‫ِْ‬ ‫ِ‬ ‫وتقول هو نسيج وحده ألنه اسم مضاف إليه بمنزلة نفسه إذا قلت هذا جحيش وحده‬ ‫ٌ‬ ‫ِْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ َْ َ‬ ‫ّ ٌ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/773)‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫| وجعل يونس نصب وحده كأَنك قلت مررت برجل على حياله فطرحت على فمن ثَم قال هو مثل‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ْ َ َ َْ ّ‬ ‫ّ‬ ‫عنده | وهو عند الخليل كقولك مررت به خصوصً | ومررت بهم خمستَهم مثلُه ومثل قولك مررت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫ُ‬ ‫ًِ‬ ‫بهم عما | ال يكون مثل جميعا لما ذكرت لك وصار وحده بمنزلة خمستَهم ألنه مكان قولك مررت‬ ‫َ‬ ‫َ ًّ و‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َِ ِ‬ ‫َِ‬ ‫به واحده فقام وحده مقام واحده | فإذا قلت وحده فكأَنك قلت هذا ( هذا باب ما ينتصب من المصادر‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫توكيدً لما قبله ) | وذلك قولك هذا عبد اهلل ح ًّا وهذا زيد الحق ال الباطل وهذا زيد غبر ما تقول |‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َق‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫عم الخليل حمه اهلل أن قوله هذا القول ال قولك إنما نصبهُ كنصب غير ما تقول ألن ال قولك فى‬ ‫ر‬ ‫وز‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ذلك المعنى | أال ى َّك تقول هذا القول ال ما تقول فهذا فى موضع نصب | فإذا قلت ال قوَك‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫تر أن‬ ‫فهو فى موضع ال ما تقول‬ ‫____________________‬
  • 158. ‫(0/873)‬ ‫| ومثل ذلك فى االستفهام أجدك ال تَفعل كذا وكذا ؟ كأَنه قال َح ًّا ال تَفعل كذا وكذا ؟ وأصلهُ من‬ ‫أ َق‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ِ َّ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ًّ‬ ‫ِّ ّ‬ ‫الجد كأَنه قال أَجدا ولكنه ال يتصرف ال يفارقه اإلضافةُ كما كان ذلك في لَّيك ومعاذ اهلل | وأما‬ ‫ّ‬ ‫َب ْ َ‬ ‫َ َّ و‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫غير ما تقول فال تَع َى من أن تكون فى هذا الموضع مضافة إلى اسم معروف نحو قولَك ألنه لو‬ ‫ْر‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫وً‬ ‫ٍ‬ ‫قال غير قول أو ال ق ال لم يكن فى هذا بيان ألنه ليس كل قول باطال واَّما يريد أن يحقَّق األول‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫َّ ّ َ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫بأمر معروف | ولو قال هذا األمر غير قيل باطل كان حسنا ألنه قد وكد أول كالمه بأمر معروف‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َّه فصار بمنزلة قولك ال قولَك حين جعله مضافا ألنك قد اختصصتَه من جميع القول‬ ‫وقد اختص‬ ‫ُ األقوال باطال | ومن ذلك قولك قد‬ ‫َّ يسو‬ ‫بإضافتك وأنه غ أن يكون قولُه باطال ال غ أن يكون جميع‬ ‫و يسو‬ ‫قعد البتّةَ ال يستعمل إ ّ معرف ً باأللف والالم كما أن جهدك وأَجهدك ال يستعمالن َّ معرف ً‬ ‫ة‬ ‫إال‬ ‫ُ‬ ‫ِ ْ َّ‬ ‫َّ َ ْ َ‬ ‫ة‬ ‫ال‬ ‫و ُ‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫باإلضافة | وأما الحق والباطل فيكونان معرفة باأللف والالم ونك ةً ألنهما لم‬ ‫____________________‬ ‫(0/973)‬ ‫ُ َال منزلة ما لم يتمكن من المصادر كسبحان وسعديك َّهم أَنزلوهما منزلة الظن وكذلك اليقين‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ ْ َ َ ْ َ ْ ولكن‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ينز‬ ‫ألنك تحقَّق به كما تَفعل ذلك بالحق | فأَنزل ما ذكرنا غير هذا بمنزلة عمرك اهلل وقعدك اهلل ( هذا‬ ‫ِ َْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ ِْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫باب ما يكون المصدر فيه توكيدا لنفسه نصباً ) | وذلك قولك له َّى أَْلف هم عرفا | ومثل ذلك‬ ‫ُ‬ ‫ُ در ٍ ُ ْ ً‬ ‫عل‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫الص ِ ْ ُ‬ ‫قول األَحوص % ( إنى ألمنحك ُّدود واننى % قسمً إليك مع ُّدود ألَمَيل ) % | وانما صار‬ ‫ََ ا‬ ‫ْ َ ُ َ الص َ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َْ‬ ‫توكيدً لنفسه ألنه حين قال له على فقد أقر واعتَرف وحين قال ألَمَيل علم أنه بعد حِلف ولكنه قال‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ُ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫َْ ا‬ ‫ً‬ ‫ُ َّ‬ ‫ِ‬ ‫عرفا وقسما توكيدا كما أنه إذا قال سير عليه فقد علم أنه كان سير ثم قال سير توكيدا‬ ‫ً‬ ‫ُْ ً َ َ ً‬ ‫َ ٌْ‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/183)‬ ‫ال‬ ‫َّ‬ ‫| واعلم أنه قد تَدخل األلف والالم فى التوكيد فى هذه المصادر المتمكنة التى تكون بد ً من اللفظ‬ ‫ُ‬ ‫بالفعل كدخولها فى األمر والنهى والخبر واالستفهام فأَج ها فى هذا الباب مج اها هناك | وكذلك‬ ‫ُ ر‬ ‫ْر‬ ‫وتر‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫اإلضافةُ بمنزلة األلف والالم | فأما المضاف فقول اهلل تبارك وتعالى ! 2 < ى الجبال تحسبها‬
  • 159. ‫جامدة وهي تمر مر السحاب صنع اهلل > 2 ! وقال اهلل تبارك وتعالى ! 2 < ويومئذ ح المؤمنون‬ ‫يفر‬ ‫بنصر اهلل ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم وعد اهلل ال يخلف اهلل وعده > 2 ! | وقال جل وعز ^‬ ‫ّ ّ‬ ‫( َّذى َحسن كل شئ خْلقَه ) ^ | وقال جل ثناؤه ! 2 < والمحصنات من النساء إال ما ملكت‬ ‫الِ أ ْ َ َ ُ َ ٍ َ‬ ‫ّ ّ‬ ‫َ َّ َّ ّ‬ ‫أيمانكم كتاب اهلل عليكم > 2 ! | ومن ذلك اهللُ أَكبر دعوةَ الحق | ألنه لما قال جل وعز ! 2 < مر‬ ‫ُ َْ‬ ‫السحاب > 2 ! وقال ^ ( َحسن كل شئ ) ^ علم أنه خْلق وص ٌ ولكنه وكد وثَّبت للعباد | ولما‬ ‫نع َّ َّ‬ ‫ُ َّ َ ٌ ُ‬ ‫َّ‬ ‫أْ ََ ُ َ ْ‬ ‫قال ! 2 < حرمت عليكم أمهاتكم > 2 ! حتّى انقَضى الكالم علم المخاطبون أن هذا مكتوب عليهم‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ْ َ ِ َّ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مثَّبت عليهم وقال كتَاب اهلل توكيدً كما قال صنع اهلل وكذلك وعد اهلل ألن الكالم الذى قبله وعد‬ ‫َ ٌْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫____________________‬ ‫(0/083)‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ َّ َّ‬ ‫ِ‬ ‫وص ٌ فكأَنه قال جل وعز وعدا وصنعا وخْلقا وكتابا | وكذلك دعوةَ الحق ألنه قد علم أن قولك اهللُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ّ ّ َْ ً ُ‬ ‫ُ نع ّ‬ ‫أكبر دعاء الحق ولكنه توكيد كأَنه قال دعاء ح ًّا | قال رؤبةُ % ( إن ِزر أَصبحت ِ ار % دعوةَ‬ ‫َْ‬ ‫ْ نزَا‬ ‫ا‬ ‫ّ ناً‬ ‫ً ق‬ ‫ٌ َّ‬ ‫َّ َّ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٍ ٍ‬ ‫ا‬ ‫ْ اً‬ ‫ّ‬ ‫ْ رٍ َ َ ْ ْ رَا‬ ‫أَب ار دعوا أَب ار ) % % ( ألن قولك أصبحت نزر بمنزلة هم على دعوة ّة | وقد عم بعضهم أن‬ ‫ز‬ ‫بار‬ ‫ِ‬ ‫كتَاب اهلل نصب على قوله عليكم كتاب اهلل | وقال قوم ! 2 < صبغة اهلل > 2 ! منصوب ٌ على‬ ‫ة‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫األمر | وقال بعضهم ال بل توكيدا | و َّبغةُ الدين | وقد